مخاطر ازدياد حالات الطلاق تحدق بالأسرة العراقية

328
12-8-2014-S-03
الحكمة (خاص): آلاء الشمري

   لزواج نعمة منّ الله بها على العباد وقد حثت الأديان جميعا على احترام رابطة الزواج واعتبرتها من اقدس الروابط الانسانية وانبلها واعتبر الاسلام ادامة الزواج وفق المعايير والضوابط السماوية امراً اساساً وكذا في الوضعية، ولم يسمح بحل عرى هذه الروابط الا اذا تسببت بايذاء الاطراف المشتركة او من يقف خلفها لتخليص المجتمع من سلبيات قد تطرأ وتتفاقم وتنشغل الامة بهموم اضافية.

 الحياة الزوجية كأي مشروع جديد، تنقصه الخبرات ولكن تصقله الأيام والتجارب وبالتالي فإن الوصول إلى السعادة يتطلب تخطي هذه المرحلة، وأما إن لم يتم تجاوز مشاكل هذه المرحلة بالسرعة وبالطريقة المناسبة، فإن ذلك يهدد بتفاقم المشاكل لتصل في النهاية الى الطلاق الذي اشارت الإحصائيات إلى أنه اصبح ظاهرة في العراق خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعتبر تهديداً لبنيان هذا المجتمع .

بدأ ببيع أثاثي ومقتنياتي

تقول ام سجى، المطلقة بعد زواج دام لسنتين فقط لموقع الحكمة ان: “زوجي عاطل عن العمل معتمد على راتب والده كل الذي يهمه الانترنت وأصدقاء الدردشة (الجات) ونسى انه متزوج وكثرت استدانته وبدأ ببيع اثاثي ومقتنياتي ليسد احتياجاته ولم يحاول شراء (علبة حليب) لطفله وكانت النتيجة هي الانفصال”.

“تتكلم بكلام يثير حفيظة أدنى الأزواج رجولة”

 ابو براء تزوج منذ 9 سنين من امرأة تنتمي لعائلة ميسورة الحال كثيرة الطلبات التي لا موجب لها اطلاقا يقول لموقع الحكمة: “كثرت ديوني لتلبية احتياجاتها واهلها تدخلوا بحياتي سلبا وبدات تمارس معي اعمال استفزازية وتتكلم بكلام يثير حفيظة أدنى الازواج رجولة”.

مضيفا:” أما المسلسلات المدبلجة فكانت علي نقمة فبعد نهاية كل حلقة تشب الحرب بيننا ولا حل لمشكلتي اطلاقا بعد ان استنفدت كل الحيل سوى الطلاق ، رغم اني اعرف ان المحكمة سوف لاتراعي كل هذا وستأمرني بأعطائها الحاضر والغائب والنفقة الشرعية والنفقة التعسفية والحضانة ونفقة الأطفال دون مراعاة للحالة النفسية ووضعي الاجتماعي الذي دمر بسبب تصرفاتها الهوجاء”.

المحامين في المحاكم دورهم سحب ماتبقى بحافظتك

فيما تؤكد ام بهاء لموقع الحكمة ان :” دور الباحثة الاجتماعية في المحاكم اسقاط فرض ليس الا فالمحاكم بحاجة الى قوانين وتعديلات جديدة والمحامين في المحاكم دورهم سحب ماتبقى بحافظتك من اموال وفي اغلب المحاكم نبحث عن المحامي الذي علاقته طيبة بالقاضي لا على تاريخه بالمحاماة الوضع في محاكمنا يثير الاشمئزاز حيث فقدت العلاجات الموضوعية وكلام السادة المسؤولين للاستهلاك الاعلامي ليس الا “.

التأثر بالثقافة الغربية بشكل خاطئ

الباحثة الاجتماعية منال الموسوي ترجع أسباب الطلاق إلى العامل الاقتصادي والتهرب من مسؤولية الإنفاق، بالإضافة لضعف الوازع الديني والتحلل من القيم والمبادئ والأعراف.

وتقول الموسوي لموقع الحكمة ان: “التأثر بالثقافة الغربية بشكل خاطئ واعتمادها وتطبيقها في الواقع والحياة العراقية برغم عدم صلاحيتها لمجتمع كالمجتمع العراقي، وكذلك التزويج برغبة من الأهل لكلا الزوجين أو احدهما وتعطيل وغياب إرادتهما عند إبرام العقد يعدان سببان مهمان للوصول الى الانفصال”.

وبحسبها أيضا فان مرور المجتمع العراقي بوضع خطير متمثل بالانحدار الاقتصادي الاجتماعي والنفسي, الذي نجم عنه تفكك اسري, سرعان ما أصبح مدعاة للخلافات والنزاعات الزوجية.

وتتابع:” هذا بالإضافة إلى قصور الثقافة العامة في المجتمع وعدم الفهم الصحيح لمسؤولية الحياة الزوجية والانفتاح المفاجئ على العالم الخارجي الذي حدث بعد 2003.فبعد أن كان العراق مغلقا ومنغلقا ومعزولا أصبح بعد 2003 منفتحا بشكل مفاجئ على العالم الخارجي وبلدان وشعوب العالم”.

وتوضح الباحثة الاجتماعية: “ساهمت سيطرة الستلايت والمسلسلات المدبلجة على إثارة المشاكل بين الأزواج خصوصا الزوجة التي تريد أن يصبح زوجها نسخة من بطل المسلسل التركي وهو امر لا يمكن تحقيقه, لانه ليس واقعيا”.

ولفتت الموسوي إلى ان: “العائلة قد تلعب دورا أساسيا في وقوع الطلاق حيث تحدث المشاكل بسبب تدخل اهل الزوجة وخصوصا إذا تدخلا سلبيا وهو امر لا بد وان ينتهي بالطلاق خصوصا عندما تتعنت الزوجة”.

التفكك الأسري سينعكس سلبا على الأولاد

فيما يقول الباحث الاجتماعي المتخصص بالطفولة جوادعبد السادة إن: “العلم التربوي يجمع على أهمية الأبوين في تربية وتنشئة الطفل الاجتماعية خاصة دور الأم الرئيسي في التنشئة المبكرة وإبراز دورها في السنوات الأولى من حياته كنقطة انطلاق لنموه وتطوره جسدياً وفكرياً”.

مضيفا ان: “سلوك الطفل يتأثر تأثراً بالغاً بأمه وأبيه في سنواته الأولى.. تنعكس هذه الفترة في التنشئة على باقي حياة الطفل إلى أن يصبح رجلاً وبما أن البيئة التي عاش فيها الطفل لا تخرج عن الأسرة المحيطة به فمن الطبيعي أن تنعكس عليه بعد أن يكبر وتتسع مجالات حياته الاجتماعية وتتعدى من والديه إلى باقي أقربائه وجيرانه.. وعلى ذلك فالطفل الطبيعي الذي ينمو في أسرة سعيدة ومتماسكة اجتماعياً وأخلاقياً سينمو نمواً طبيعياً وينعكس ذلك على أخلاقه وسلوكه في المستقبل ، أما إذا كانت الأسرة متفككة منحلة بالطلاق مثلاً فإن ذلك التفكك سينعكس أيضاً على أولادهم، ويشبه علماء النفس الطفل بالإسفنجة التي تمتص أي سلوك وأي تصرف يصدر من أفراد الأسرة”.

مبينا ان: “الأسرة هي المنبع الأول للطفل في مجال النمو النفسي والعقلي فيما يصدر عن الوالدين من أمراض سلوكية أخلاقية تكون الأسرة منبعها والوضع الاجتماعي يؤثر على الجميع وأكثر شيء يظهر ذلك على الأطفال وتتمثل الآثار الناتجة عن الطلاق على الأولاد في عدة أمور منها الضرر الواقع على الأولاد في البعد عن إشراف الأب إن كانوا مع الأم وفي البعد عن حنان الأم إن كانوا مع الأب، وفي هذه الحالة يكون الأطفال عرضة لوقوعهم تحت رحمة زوجة أبيهم بعد أمهم التي من المستحيل أن تكون بالنسبة لهم أماً خصوصاً بعد أن تنجب هي عدداً من الأولاد وتعاملهم بطريقة أفضل من أولاد زوجها فيؤثر سلباً عليهم ويصبحوا عرضة للانحراف والوقوع في الجنوح”.

الدين الاسلامي أباح الطلاق ولكن بشروط

من جانبه أكد احد الشخصيات التي تمنح اجازة الزواج وتاييد فسخ العقد أيضاً رجل الدين الشيخ فالح الشمري ان: “الدين أباح الطلاق بقوله تعالى ((إن أبغض الحلال عند الله الطلاق)) ولكن بشروط، وأهمها عدم انسجام الزوجين واستحالة استمرار الحياة الزوجية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*