إمام جمعة كربلاء: يحث على التمسك بوحدة الصف ونبذ الفرقة ويدعو مجلس النواب الى الإسراع في تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني
416
شارك
تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في( 12/ رمضان/1435هـ) الموافق( 11/7/2014م) . تطرق متناولا خمسة امور استهلها قائلا:
أود ذكر الأمور التالية، فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة هناك عدة أمور نتعرض لها:
الأمر الأول:
في الظروف الصعبة والحساسة التي يعيشها العراقيون جميعاً وهم يواجهون الإرهابيين الغرباء فان أهم ما تمس الحاجة إليه هو وحدة الصف ونبذ الفرقة والاختلاف.
ومن هنا طالما طلبنا من السياسيين والذين يظهرون في وسائل الإعلام أن يكفوا عن المواقف الخطابية المتشددة والمهاترات الإعلامية التي لا تزيد الوضع إلا تعقيداً وإرباكا..
ولكن مع الأسف الشديد نجد أن البعض لا يزال يمارس ذلك، وحتى وصل الأمر الى بعض المواطنين فنسمع منهم أحيانا نماذج مؤسفة من الكلام الطائفي أو العنصري أو نجد ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي وهذا لا يليق بالعراقيين بكل تأكيد.
إننا جميعاً أبناء شعب واحد وقدرنا أن يعيش بعضنا مع بعض فلابد من العمل على شد أواصر المحبة والألفة بيننا وترك كل ما يؤدي الى مزيد من التشنج والاختلاف بين مكونات هذا الشعب العريق.
الأمر الثاني:
إن التحديات والمخاطر الكبيرة الحالية والمستقبلية التي تحدق بالعراق والتي تهدد السلم الأهلي ووحدة النسيج الاجتماعي للشعب العراقي وتنذر بواقع مقسم ومتناحر لعراق المستقبل تتطلب وقفة شجاعة وجريئة ووطنية صادقة من الكتل السياسية والقادة السياسيين تتجاوز فيها البحث عن المصالح الضيقة الشخصية والفئوية والطائفية والقومية واستغلال هذه الظروف لتحقيق مكاسب سياسية او مناطقية او الإصرار على بعض المطالب التي تعقد الوضع السياسي وتمنع من حل الأزمة الراهنة..
لترتقي هذه الكتل والقادة الى مواقف تتجاوز (الأنا) بأي عنوان كان لتعبر عن التضحية والإيثار والغيرة على مصالح هذا البلد وشعبه المهدد بالتمزق والتناحر..
وذلك يقتضي من مجلس النواب المحترم عدم تجاوز التوقيتات الدستورية بأزيد مما حصل والإسراع في انتخاب الرئاسات الثلاث وتشكيل حكومة جديدة تحظى بقبول وطني واسع لتضع الحلول الجذرية لمشاكل البلد وأزماته المتراكمة.
الأمر الثالث:
لقد أوضحنا أكثر من مرة ان الدعوة للتطوع في صفوف القوات العسكرية والأمنية العراقية إنما كانت لغرض حماية العراقيين من مختلف الطوائف والأعراق وحماية أعراضهم ومقدساتهم من الإرهابيين الغرباء..
ومن هنا نؤكد على جميع المقاتلين في القوات المسلحة ومن التحق بهم من المتطوعين الذين نشيد بشجاعتهم وبسالتهم في الدفاع عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم..
نؤكد عليهم جميعاً ضرورة الالتزام التام والصارم برعاية حقوق المواطنين جميعاً وعدم التجاوز على أي مواطن برئ مهما كان انتماؤه المذهبي او العرقي وأياً كان موقفه السياسي، ونذكّر الجميع بما قاله النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع عندما خاطب الناس بقوله : (ألا وان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا ليبلغ الشاهد الغائب) وبقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقى الله عزوجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله) فالحذر الحذر من التسبب في إراقة قطرة دم إنسان بريء او التعدي على شيء من أمواله وممتلكاته.
ونؤكد أيضا مرة أخرى على ضرورة تنظيم عملية التطوع وإدراج المتطوعين في ضمن القوات العسكرية والأمنية العراقية الرسمية وعدم السماح بوجود مجموعات مسلحة خارج الأطر القانونية تحت أي صفة وعنوان..ان هذا مسؤولية الحكومة وليس لها ان تتسامح في القيام بها.
الأمر الرابع:
يفترض بالمسؤولين من مختلف الدرجات والأصناف الحضور الميداني في تجمعات النازحين ومعسكرات المقاتلين لمعايشة الواقع والإطلاع المباشر على احتياجاتهم والسعي لتلبيتها والإسراع في صرف التخصيصات المالية لهم ولا سيما توفير الأدوية والكوادر الطبية للنازحين ودعم القوات المسلحة بالمؤن الغذائية والمستلزمات العسكرية الضرورية وشحذ الهمم ورفع المعنويات لمزيد من الصبر والثبات في مكافحة الإرهابيين الغرباء.
الأمر الخامس:
يواجه الشعب الفلسطيني في غزة عدواناً إسرائيليا متواصلا منذ عدة ايام. إننا في الوقت الذي نؤكد فيه أدانتنا للعدوان وتضامننا مع أخوتنا وأخواتنا في فلسطين المحتلة ندعو بدورنا المجتمع الدولي الى وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية والوقوف الى جانب الفلسطينيين في محنتهم.