شباب يستمتعون باستعراض عضلاتهم .. هرمونات وعقاقير في صالات رياضية ومحال بلا فحص ولا إشراف طبي

341

3-5-2014-3-d
جميل الربيعي ..
اتسعت منذ السنوات الماضية ظاهرة ميل الشباب الى تنمية وإبراز عضلاتهم المفتولة، فيما يقول عدد منهم انهم لا يمارسون الرياضة كما هو متوقع بل ان تعاطي الهرمونات من شانه ان يجعل الشاب بعضلات بارزة بسهولة وبلا عناء تدريب متواصل، الا ان مختصين يحذرون من المخاطر الصحية التي تتسبب بها عقاقير كهذه تباع في صالات رياضية ومحال بلا رقابة صحية ولا اشراف طبيب.
ويقول عدد من المعنيين ان تعاطي هرمونات تساعد في تنشيط عضلات الجسم يجري بعيدا عن الاشراف الطبي. وان شباب عراقيين يحاولون تقليد اصدقائهم او تقليد شخصيات فنية، بخاصة في افلام الاكشن، فيعمدون الى تعاطي عقاقير تزيد من حجم العضلات وقوتها وقدرة التحمل.
لكن هناك مخاطر صحية كبيرة على الجسم تصل حد الموت في بعض الاحيان جراء تناول مثل تلك العقاقير.
الشاب غيث قال لـ”العالم” انه يعاني من “ضعف في بنية الجسم، رغم اني بصحة جيدة، واتناول الغذاء بكثرة وبشراهة”.
وقال “انا طالب جامعي. حاولت تقليد بعض الاصدقاء في الكلية لأكون مثلهم مفتول العضلات، اتباهى امام زميلاتي وزملائي”.
ويتابع “ذهبت لممارسة رياضة بناء الاجسام في قاعة رياضية، فعرفت ان الغالبية من الذين يمارسون هذه الرياضة يأخذون منشطات من اجل تسريع بناء الجسم”.
وقال “رفضت اخذ منشطات لاني اعرف ان لها تأثيرًا سلبيًّا على الجسم في المراحل اللاحقة”.
محمد، صديق غيث، قال “انا امارس رياضة بناء الاجسام من اجل جمال منظر جسمي، وليس للاحتراف”.
واضاف “انا اتناول البروتينات، وهي مساعدة للتمرين الذي اتلقاه في القاعة الرياضية”.
وقال إن “هذه البروتينات ليس فيها تأثيرات جانبية سلبية على الجسم مثل الإبر، حسب ما اكد لي الكثير من الأطباء
حازم، في الثلاثينيات من عمره، كان يجلس في احدى قاعات بناء الاجسام ببغداد، عندما قال لـ”العالم” انه بدأ يزاول “هذه الرياضة وأنا عمري 18 سنة”.
وقال “كنت اريد ان اسرع بمنافسة بعض من سبقوني في هذه الرياضة، فبدأت اتناول المنشطات والإبر اللعينة”. واعترف حازم “لكن بعد زواجي اكتشفت الكارثة. فلم اتمكن من الانجاب بسبب الهرمونات، التي اخذتها طوال تلك المدة”.
الملفت ان حازم يقول مؤكدًا “انا اجلس هنا في هذه القاعة لمنع الشباب من تعاطي مثل هذه المنشطات، والاكتفاء بأخذ الكورسات التي يعطيها المدرب فقط”.
الشاب محمد، يبلغ من العمر 23 عاما، قال لـ”العالم” انه الان ينزعج كثيرا من رياضة بناء الاجسام “لأنني فقدت احد أصدقائي الذي كان يمارسها”.
وأوضح ان “سبب وفاته هو تناول الهرمونات اللعينة، التي اثرت على الأمعاء والكبد فتوفى على إثرها رحمه الله”.
يقول كريم، وهو من الشباب الذين يمارسون رياضة بناء الأجسام ان “هناك منشطًا يسمى (كروث)، يبلغ سعره حوالي ألف دولار”.
ويقول كريم ان كروث “هو علاج يوصف للأطفال بطيئي النمو، الذين تكون أطرافهم قصيرة”.
ويكشف ان “بعض الشباب الآن يتعاطونه لأنه يعطي للجسم ضخامة، وفي الوقت نفسه مضاره قليلة” حسب ما يعتقد.
ويضيف فريد، وهو احد المتدربين في قاعة رياضية، ان الشركات العالمية التي تنتج مثل هذه العقاقير كثيرة، والمحلات غير المرخصة التي يديرها شباب كثيرة ايضا.
ويلاحظ ان العاملين في محال بيع عقاقير المنشطات لا يحملون شهادات في الصيدلة وخبرتهم يكتسبونها من عملهم اليومي.
ويقول ان استيراد مثل هذه العقاقير يجري مباشرة ومن دون رقابة طبية، وان منطقة السنك وشارع الرشيد تعد هي المركز الرئيس تقريبًا لبيع هذه المنشطات، التي يباع بعضها بأثمان رخيصة على حساب رداءة المنتج. لكنه يقول ان هناك محال تبيع منتجات شركات عالمية في منطقة الكرادة وشارع المسبح.
ابو عزة، مدرب في احدى صالات بناء الاجسام، قال لـ”العالم” ان الهرمونات انواع “بعضها يستعمل بشكل حقن داخل العضلة، والبعض الاخر على شكل اقراص”. واضاف ان هناك نوع “يستعمل بدهن عضلات الجسم، وهو على شكل جل أو مرهم أو كريم”. ويضيف ان “بعض الشباب يتناولون هرمونات مخصصة لبعض الحيوانات، وهي اشد خطورة على الانسان”. ويؤكد ان “بعض الشباب يتعاطى تلك المواد بجرعات كبيرة تصل الى اضعاف الجرعات المأمونة التي ينصح بها الأطباء
وكانت وزارة الصحة العراقية اكدت في وقت سابق ان العراق انظم الى الاتفاقية الدولية لمحاربة المنشطات، والمنظومة العالمية لمكافحة المنشطات. وبعض انواع هذه المنشطات منتشر في صالات رياضية ومحال بيعها ببغداد ومناطق اخرى.
لكن الوزارة اكدت في وقت سابق ان ليس لها دور رئيس في متابعة صالات الالعاب الرياضية، وان مسؤوليتها على عاتق وزارة الشباب والرياضة، التي يجب ان تتابع وتحيل القضايا المشتبه بها الى الصحة لغرض فحصها طبيًّا.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*