الكذب في نيسان موروث عالمي بحداثة عراقية

270

21-4-2014-19

    كذبٌ وخداعٌ وحيل هذا ماتحمله الأيام الأولى من شهر نيسان أبريل من كل سنة ، متأطرا بـ(كذبة نيسان)، والتي اعتبرها الكثير من المواطنين موروثا اجتماعيا مقيت، يسبب الكثير من المشاكل، والتي قد تؤدي الى تعكير العلاقات الانسانية، او تسبب مشاكل مرضية ونفسية مزمنة قد تؤدي الى الموت.

نشأت كذبة نيسان اوكذبة ابريل اوكما يسميها الانكليز (يوم الحمقى)، بعد ان كانت السنة الميلادية تبدأ بشهر أبريل بدل من شهر كانون الثاني يناير، لذلك كان يكثر فيه الكذب والخداع احتفالا برأس السنة، ولكن في القرن السادس عشر الميلادي جعل ملك فرنسا شهر يناير هو بداية السنة الميلادية، ولكن أناس كثيرون لم يتقبلوا هذا التغيير، فبقي هذا الموروث الى يومنا هذا.

المواطن عيسى حسين البيضاني (40 عام)، من سكنة حي جميلة قال ان “الكذب هو صفة شائعة بين البشر، ولكن في شهر ابريل ياخذ صفة المزاح والخداع بين الناس لما فيه من موروث متداول”.

واضاف البيضاني ان” انتشار الموروث النيساني او بالاحرى (كذبة نيسان) في المجتمع العراقي هي ظاهرة خطيرة ولايتقبلها بسهولة ، لان الانسان العراقي يختلف بصورة كبيرة عن الانسان الاوربي او حتى العربي وذلك بطباعه العشائرية والاجتماعية “.مبينا انه”لايتقبل المزاح الثقيل وان كان في ابريل فلذلك نرى الكثير من المشاكل التي حصل في هذا الشهر والتي وصلت حتى الى القتل بسبب مايسمى بكذبة نيسان”.

الكذب حرام شرعا، بكل أشكاله

يرى الشيخ يحيى الطلقاني أمام جامع الرسول ان”الكذب محرم في الدين الاسلامي ولايوجد كذب مزاح يحلل لانه يبطل الحق”.

وقال الطلقاني ان”كذبة نيسان هو موروث اوربي تداولته دول اوربا جميعا، لكنه لايصلح ان يطبق في دولنا الاسلامية لاننا نختلف عنهم بالكثير من الطباع الدينية والاجتماعية والسياسية ، ولايوجد دين اوشريعة تحلل الكذب وان كان مزاحا ، والذي قد يسبب الى التقاطع الاجتماعي او الديني بين طوائف الشعب”.

الطريف في الشهر النيساني ان الكثير من الناس لايصدقون مايقال لهم حتى وان كان يقينا وذلك لخوفهم ان يقعوا ضحية لـ(كذبة نيسان).

قال الباحث الاجتماعي رسول قنبر ان” المواطن العراقي يعتبر كذبة نيسان من المناسبات التي تخرجه عن واقعه الاجتماعي المقيد ، وان كان على حساب اقرب المقربين له وذلك بعمل المقالب له والكذب عليه”.

واضاف قنبر انني”من الذين وقعوا ضحية هذا المقلب ، حيث ابلغني صديق لي العام الماضي في شهر نيسان ان سيارتي اشتعلت فيها النار ، فهرعت مسرعا،  وعند وصولي وجدت صديقي يضحك ، فضحكت مع العلم ان قلبي كاد يتوقف”.

وبين قنبر ان”كذبة نيسان هي من البدع التي انتشرت بشكل كبير في السنوات الاخيرة بسبب الانفتاح الكبير على العالم ، لذا يجب ان نتعامل مع هذا الموروث بشكل ايجابي لايتعدى حدود الحياة الاجتماعية بكثير لان التركيب السايكلوجي للمواطن العراقي يختلف كثيرا عن باقي البشر”.

خلافات وانقطاعات

المواطنة زينب حبيب (38 عاما)من سكنة حي الصليخ شمال شرقي بغداد، قالت ان”كذبة نيسان وجدت للمزحة بين الاصدقاء واضفاء الطابع الترفيهي بينهم ، ولكن مع الاسف البعض لايعرف كيف يتعامل مع المقابل بحدود”.

واضافت زينب وهي متاثرة جدا انها “قبل خمس اعوام جاءت صديقة لها لتخبرها ان زوجها مات في احدى الانفجارات وعند ذهابها لموقع الانفجار رن هاتفها واذ بصديقتها تقول لها انها كذبة نيسان”.

وتابعت انها “منذ ذلك الحين ولحد الان انهت العلاقة مع صديقتها التي كادت ان تتسبب في موتها “.مبينة اننا”مع الاسف شعب لايعرف القياس الحقيقي لهذا الشهر وما عليه من تبيعات قياسا بباقي الشعوب”.

وكالة انباء بغداد الدولية

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*