مشروع تقني أوربي جديد لتشخيص مبكر للأمراض العصبية والضمور البُقَعي الذي يصيب العين

392

باشر اختصاصيون في احدى مستشفيات العاصمة النمساوية، فيينا، بتنفيذ تكنولوجيا متطورة أطلق عليها ( مشروع مون) لتشخيص أمراض العين وخاصة منها مرض الضمور البُقَعي المرتبط بالسن، وغيرها من الامراض التنكسية التي تصيب الجهاز العصبي وتتسبب بأمراض عدة من بينها مرض الالزهايمر.

وتشير دراسات، نشرتها المكتبة الوطنية لمعهد الصحة الأميركية، الى ان عدد المصابين بالضمور البقعي قد يصل 196 مليون شخص عام 2020.
فهذا المرض هو أكثر الامراض المتسببة بفقدان البصر. وحتى اليوم ما تزال عوارضه مجهولة.

وهذا ما تؤكده رئيسة قسم العيون مستشفى فيينا العام، أوروسولا شميدت – إرفورث “يصعب جداً تشخيص المرض، خاصة في مراحله الأولى، لأنه يصيب جزءاً صغيراً جداً من شبكية العين، البقعة لا يتجاوز حجمها ميليمتراً واحداً. هذا التغيير البسيط في الشبكية يتصبب بالكثير من الضرر. لذلك من الهام جداً اكتشافها في مرحلة مبكرة طالما النظر ما زال جيداً”.

في مشروع *”مون” الذي يموله مشروع “أوريزون 2020 الأوروبي للبحث والابتكار”، يطور العلماء يطورون اليوم تكنولوجيا جديدة تهدف لتأمين تشخيص أفضل، وقد تؤدي هذه التكنولوجيا، ايضاً، لتطوير علاجات جديدة.

وقد اعتمد العلماء والباحثون فيها على ثلاث تقنيات ضوئية معقدة خاصة. ومعها سيتمكن الأطباء رؤية الجزيئيات الموجودة داخل عين المريض.

تكنولوجيا تعتمد على ثلاث تقنيات ضوئية غير عدائية للعين
المهندس الكهربائي في جامعة فيينا للطب، ماتياس سالاس، يقول إن “هذه التكنولوجيا، كالتي نملكها، حالياً. إنها تسمح لنا بالحصول على صور بطريقة غير عدائية. لكنها أكثر دقة وستسمح لنا فهم كيفية تواصل الاوعية داخل الشبكية”.

أما التقنيات الثلاث المستخدمة فهي تتضمن منظار الطيف رامان والفلورة والتصوير المقطعي البصري التوافقي.

وبما أن العين هي عضو حساس جداً، إذاً كيف يمكن أن نضمن عدم تعرضها للخطر خلال تطبيق هذه التقنيات؟

رينير ليتغيب، وهو طبيب متخصص بالطب الفيزيائي في جامعة فيينا للطب، ومنسق مشروع “مون”، يعي تماماً هذه المشكلة لذلك يشير الى أن إيجابية هذه التكنولوجيا تكمن “في عدم حاجتي لملامسة العين. يكفي أن أمسك الضوء وأمسح العين بالضوء وأن اقيس الضوء المنعكس منها. الضوء المنعكس من العين يحوي كل المعلومات التي احتاجها للتشخيص”.

العين نافذة مفتوحة على الدماغ
وهكذا فإن العلماء وأطباء العيون، يعتبرون أن هذه التكنولوجيا حوّلت العين لنافذة مفتوحة على الدماغ. وستسهل تشخيص المبكر لأمراض أخرى.

وحول ذلك تشرح الطبيبة شميدت – إفورث “شبكية عين الانسان تتغير قليلاً مع العمر. وعن هذا التغيير تنتج الامراض، فالتغيرات تحدث في الاوعية الدموية المركزية، مثل ضغط الدم والسكري. يمكن رؤيتهما بوضوح في الشبكية، كما يمكن التعرف على الامراض العصبية لكن الامراض العصبية يمكن التعرف عليها عبر الكشف على الطبقة العصبية للشبكية مثل تصلب الانسجة، والزهايمر. كل التغيرات التي تطرأ على الجهاز العصبي المركزي يمكن أن تظهر على الشبكية”.

حين تصبح هذه التكنولوجيا جاهزة للاستخدام، سيتم اختبارها في الدراسات السريرية على مئة شخص تقريباً، بينهم متطوعون بصحة جيدة ومصابون بالضمور البقعي والزهايمر.

المصدر : موقع يورو نيوز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*