لماذا نستمتع بالكسل ونفشل في مقاومة الجلوس على الأريكة؟

385

الحكمة – متابعة: عند مقاومة الجلوس على الأريكة ومحاولة ممارسة الرياضة، يحتاج المخ للمزيد من الطاقة. فالعقل في تلك الحالة يبارز الهوى في معركة الاختيار بين ممارسة الرياضة أو الجلوس على الأريكة.  وبالرغم من أنه من المعروف أن كثرة الحركة والرياضة من الممارسات المفيدة للجسم وللصحة، إلا أن رغبة الإنسان تجذبه إلى الأريكة حيث الراحة والاسترخاء.

وتتبع باحثون، تحت إشراف بوريس شيفال من جامعة جنيف ومستشفاها الجامعي، هذه الظاهرة بالتعاون مع زملاء لهم في بلجيكا وكندا، وذلك حسب بيان لجامعة جنيف. وقد حاول الباحثون من خلال فحص الرسم الكهربائي للدماغ لدى 29 متطوعاً معرفة مناطق المخ التي تشارك في الاختيار بين النشاط الجسماني والسكون.
وبحسب نتائج الدراسة التي نشرت بمجلة “نويرو سايكولوجي” ، كان نحو نصف المتطوعين يقومون بأنشطة جسمانية بشكل منتظم، في حين لم يكن النصف الآخر يفعل ذلك ولكنه كان ينوي أن يصبح أكثر نشاطا.  ترك شيفال وزملاؤه، المتطوعين المشاركين في الدراسة يمارسون اختبارا يعرف باختبار الدمية أو “اختبار المانيكان” بينما كان الباحثون يراقبون أنشطة المخ لديهم.  كان الغرض من الاختبار معرفة مدى السرعة التي سيقوم بها المتطوعون بتحريك دمية بالقرب من صورة موضوعة في شاشة أو بعيدا عن هذه الصورة.

كانت الصور تتكون من رسوم بسيطة، حيث وجد على سبيل المثال رسم من خطوط بسيطة لرجل صغير يقود دراجة وآخر لرجل يجلس، وثالث يقوم بالتسلق. كان على المتطوعين في البداية تحريك الدمية ناحية الصور التي تعكس النشاط أو بعيدا عن الصور التي تعكس السكون، وفي مرحلة أخرى العكس.  كان الباحثون يريدون من خلال ذلك قياس أوقات رد الفعل لدى المتطوعين أثناء القيام بهذا النشاط.  وكانت النتيجة ان المتطوعين أكثر سرعة عندما كان عليهم تحريك الدمية بعيدا عن صور السكون، وأبطأ عندما كان عليهم أن يحركوها باتجاه الصور.
ربما بدت هذه النتيجة، بداية الأمر، غير مطابقة للمنطق، ولكن تفسيرها يكمن في أنه لم تكن لدى المتطوعين أصلا نية التحرك كثيرا في المواقف اليومية “حيث استطعنا من خلال هذه القياسات البرهنة على أن المتطوعين كانوا مستعدين حركيا بشكل أفضل لتجنب الصور الخاصة بالسكون وتحريك الدمية للرسوم الرياضية عن العكس”، حسبما أوضح شيفال.

 كما تبين فحوص الرسم الكهربائي للدماغ أنه عند تنفيذ مهمة تجنب صور السكون، فإن منطقتين بالدماغ كانتا نشطتين بشكل ملحوظ وهما القشرة الجبهية والقشرة الأمامية المركزية وهما منطقتان مسؤولتان أيضا عن قمع الميول وتقييم الصراعات “فلم يكن على الأشخاص موضع التجربة أن يردوا بسرعة قدر الإمكان لتنفيذ المهمة التي كلفوا بها.. ولكن في مقابل ذلك كان عليهم قمع هواهم الشخصي ومعالجة الصراع الموجود بداخلهم، واحتاج الدماغ مزيدا من الموارد للقيام بذلك” كما أكد شيفال.  ويعتزم شيفال الآن بحث الخلفيات وراء تفضيل الإنسان عدم الحركة، أي معرفة ما إذا كانت إمكانية اللجوء لخيار الكسل هو الذي ينشط منطقة المخ المسؤولة عن المكافآت. 
س.م/ع.ج.م (د.ب.أ)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*