هواجس أستاذة مسلمة بجامعة سيدني: اصغوا إلينا، ولا نريد أن نهمش

606

الحكمة – متابعة : “إننا نمر بتحد يتمثل في إن لا أحد يصغي إلينا. وهذا الحدث، يتنكر لفاعليتنا، وكأننا لا نملك أدنى خيار لنا”. قالت ذلك غنا كريم أستاذة جامعة سيدني الأسترالية أثناء كلمة ألقتها في ندوة فاعلية المراة المسلمة في المجتمع الأسترالي.

ونشرت صحيفة الغاردين البريطانية تقريرا حول هذه الندوة وقالت ان السيدة غنا كريم استاذة كلية الحقوق بجامعة سيدني قالت في كلمتها اننا من وجهة نظر البعض، رسوم كاريكاتيرية يجب تشكيلها والتلاعب بها لكي تتناسب مع الاطار المعد سلفا. وبالنسبة للبعض الاخر فاننا ضحايا مغمورين في قصة يريد شخص منقذ ان يحولنا الى بطل أكان رجلا او امراة اهم واكثر نتيجة من تلك الضحية المفترضة.

ومع ذلك، فاننا في منظور فئة اخرى، موضوعات جامعية يتم تحليلها من خلال نظرية صممت لتضفي مصداقية على النتائج المعدة سلفا.

واضافت ان هناك عددا ضئيلا جدا من السيدات المسلمات ممن يصدقن انهن كائنات حية يتمتعن باصواتهن الحقيقية. الاصوات التي ترتفع لكنها نادرا ما تسمع.

لان اي شخص يسمح لنفسه عندما يدور الحديث عن المراة المسلمة، ان يتحول الى خبير، فمثلا يتحدث سياسي عجوز عن حظر الحجاب على المراة المسلمة، لانه يرى انه يجب انقاذ المراة. وان صحفيا قلما يجري لقاء مع امراة مسلمة، لكنه يكتب ويقول انه يجب قمع المراة المسلمة ويعتبر نفسه خبيرا. وكأن الميزة التي يجب ان يتمتع بها خبير ما، هو أن يملك رؤية ورغبة يشاركها مع الاخرين. وفي المقابل، فان اي سيدة مسلمة تجرؤ على القول ان دينها وايمانها ساهما في تمكينها، تعد شخصا يعمل باتجاه قمع النساء.

اننا لا يجب ان نحط من قدرنا وشاننا بحيث نتحول الى شخصية في قصة يبلورها الاخرون لنا، بل أن نكون نحن من يكتب القصص المتعلقة بنا.

وبطبيعة الحال فان السيدات لا يملكن جميعهن، قصة مماثلة، ان حياتنا معقدة ومختلفة وان اصواتنا تعكس هذا التنوع والتعقيد. لكن ليس مستبعدا ان تطالب جميع السيدات بتحدي التفسيرات الواسعة حول المراة المسلمة وخاصة الانطباع الخاطئ من انهن يتصرف بانفعال.

وتابعت هذه المحاضرة في القانون بكلية الحقوق بجامعة سيدني انه ليس غريبا ان نرى ان بعض اهم الموضوعات الاجتماعية والاسرية للمراة المسلمة الاسترالية تشبه الشئ نفسه الذي تمر به السيدات غير المسلمات.

لكن ثمة تحديات مضاعفة تواجهها المراة المسلمة، ان يكون بامكانها ابراز وتبيان قدراتها. وهذا الانطباع سائد في المجتمع من ان المراة المسلمة غير قادرة على تقرير مصيرها أو انها غير مسموح لها ذلك، ناهيك عن ان يكون لها صوت مسموع. ان هذه الندوة هي الاولى من نوعها من حيث جمع السيدات المسلمات بخلفيات دراسية مختلفة والنموذج البارز على قدرات وطاقات المراة المسلمة بوصفها خبيرة وقائدة في نطاق واسع من القضايا بما فيها الحقوقية وعلم النفسية والاكاديمية والمعنوية، ويبدو ان المراة المسلمة رائدة في الكثير من هذه المجالات.

ان المراة المسلمة ليست بحاجة الى احد لينقذها، كما انها في غنى عن الاخرين ليتحدثوا بدلا عنها.

ان المراة المسلمة لها صوت وهي حريصة على ان ترفع من عقيرتها اعلى فاعلى. اننا لا نحب ان يتم تجاهلنا في تبيان قصتنا او أن نهمش. ان ما نريده من الاخرين هو ان يتوقفوا لحظة بدلا من الاصرار على نظرياتهم، ليصغوا الينا. ان ما نريد منكم هو ان تصغوا الينا والى ما نقوله وان تسمحوا ان نقرر بانفسنا ما نريده في حياتنا.

 

المصدر / شفقنا بالعربي

التعليقات مغلقة.