الكاظمية المقدسة .. في مشهدٍ مَهيب تُرفع رايات انتصار الصبر على الأغلال

423


الكاظمية المقدسة – الحكمة : يجدد الموالون والمحبون دائماً عهدهم وبيعتهم لكاظم الغيظ “عليه السلام” وهم يرفعون رايات الحزن والأسى، والتي تجلّت فيها سيرة إمام أثرى الضمير الإنساني بالدروس والعِبر والقيم الإنسانية، وأشرقت فيها صور الولاء الحقيقي والحُب المُتجذر للموالين الذي بدأ يسري بعروقهم عِبر أعماق السنين، ليقفوا اليوم على أعتاب قِبابهِ الذهبية مُلبين النداء لمولاهم المظلوم المسموم باب الحوائج “عليه السلام”، حيث شهدت العتبة الكاظمية المقدسة مساء الإثنين 22 رجب الأصب 1439هـ الموافق 9/4/2018 استبدال رايتي قبتي الإمامين الجوادين “عليهما السلام” برايات الحزن السوداء في مراسم مهيبة جرت وسط حضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ والسادة أعضاء مجلس الإدارة، وممثل المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين، وأمناء ووفود ديوان الوقف الشيعي العتبات المقدسة العلوية والحسينية والعسكرية والعباسية والمزارات الشريفة، وبحضور نخبة من السادة الأجلاء والمشايخ الفضلاء أصحاب المشروع التبليغي للمرجعية الدينية، وقائد عمليات بغداد وعدد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية وجمع غفير من وجهاء وشيوخ مدينة الكاظمية المقدسة ومسؤولي دوائرها الأمنية والخدمية وزائري الإمامين الجوادين “عليهما السلام”.
استهلت المراسم بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم، كانت بعدها مشاركة مواكب مدينة الكاظمية بمراسم تأبينية حاملين فيها رايات الولاء بهذه الفاجعة الأليمة، وحناجرهم تهتف بـ (لبيك يا مسموم)، أعقبها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة والتي ألقاها أمينها العام بيّن فيها قائلاً: ( دأب المصلحون على انتهاج مناهجَ شتى لإصلاح المجتمع، ويسعى كلٌ منهم لتحقيق منهجِه وإن كلّفه بذلَ الغالي والنفيس. ومن المعلوم أيضا أن كلَّ مصلح يواجه أعداءً يسعون لإفشال منهج الإصلاح، وقد تبنت هذه المشاريعَ الحكوماتُ الفاسدة التي تسلطّت على رقاب العباد ومقدّراتها).
وأضاف قائلاً: (تمرُّ علينا هذه الذكرى الأليمة التي تتجددُ كل عام والتي يُهرعُ المسلمون فيها لإقامة العزاء، وإذا كان الطغاةُ قد تكتموا على قتله في سجونهم وقتها، إلا أنهم لم يتمكنوا من حبسِ مشاعر الناس وأحاسيسِهم. وقد اعتادت الأمةُ منذ شهادةِ الإمام الكاظم “عليه السلام” وفي كل عام أن تجدِّدَ ذكرى هذه المناسبة بإقامة الشعائر الكاظمية ومراسم العزاء والتوجيهات والإرشادات الدينية، وبذلك تُحيي الماضي وتعيشُ الحاضرَ وتصونُ المستقبل).
وكانت هناك كلمة للمشروع التبليغي في الحوزة العلمية الشريفة ألقاها عنهم مُمثل المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حسين آل ياسين جاء فيها: ( نفتقدك يا إمامنا ومعلمنا إذ تحث على التعلم والتعليم, وهما سر النجاح في الدارين فتقول: زاحموا العلماء في مجالسهم ولو حبواً على الرُكب, لأن الله يُحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يُحيي الأرض الميتة بوابل المطر).
( فشكراً لكم يا رحمة الله الواسعة وسمعاً وطاعة, وشكراً لجميع من نقل لنا علومكم وفهّمونا أحكامكم سيما فقهاء أصحابكم, إذ رب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه, فشكاً وفخراً وإعتزازاً لجهودكم التي لا يقدّرها إلا الله تعالى).
بعدها استمع المعزّون إلى مقطع صوتي للشهيد السعيد السيد عبد اللطيف الوردي الكاظمي.
واختتمت المراسم بمشاركة الرادود الحسيني الحاج باسم الكربلائي بقراءة المراثي والقصائد العزائية واسى بها النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار “عليهم السلام” بهذا المصاب الجلل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*