المرجعية الدينية من على منبر الجمعة في الصحن الحسيني تدعو المجتمع لتحمل مسؤولياته تجاه تفاقم ظاهرة الطلاق

316

 

كربلاء المقدسة – الحكمة : حملت المرجعية الدينية العليا مسؤولية تفاقم ظاهرة الطلاق في المجتمع إلى الأسرة نفسها، داعية المجتمع بمختلف شرائحه إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه المشكلة، مشددة على ضرورة وجود أساس صحيح لبناء الحياة الزوجية.

وقال ممثل المرجعية العليا السيد أحمد الصافي خلال خطبة اليوم الجمعة في الصحن الحسيني الشريف، إن” مشكلة الطلاق قد تفاقمت في مجتمعنا وهي بحاجة إلى مزيد من الجهد، “. مبينا” هي حالة اجتماعية تستوجب الوقوف عند بعض النقاط”.

وأضاف” هي حالة يتحملها المجتمع، والعمل على حلها يحتاج إلى جهد عام”.

وذكر السيد الصافي أن الشارع المقدس رغب كثيرا إلى تكوين الأسرة، إذ هي النواة الأولى والحاجة الإساسية للنزعة الفطرية للإنسان حتى دخل في خصوصيات التربية وتسمية الأبناء.

وتابع أن البناء الاسري بدأ في بعض مجالاته يتصدع، هناك مسؤولية وهناك وضع ينعكس سلبا على كم هائل من المشاكل ونحن ندفع الثمن، مسؤولية افكار وبناء وسذاجة، المجتمع يتحمل وزر بعض الافكار الساذجة والغريبة وبالنتيجة الكل عليه ان يتحمل مسؤوليته، حيث ان الاسرة التي يخرج منها بناة المجتمع وقادته واذا بها بدأت تتصدع.

ويعزو ممثل المرجعية ذلك الى عدة اسباب منها الاختيار السيء والاختيار الناشئ من الطمع عند الزوجة او عند الزوجين. مشيرا” سرعان ما ينهار هذا الاختيار بعد ان يأخذ الزوجان حاجتهما من الطمع”.، معللا ذلك ان متاع الدنيا هو الدافع للزواج حيث لا يوجد اساس صحيح لبناء هذه العلقة.

وشدد السيد الصافي ان عوامل عديدة ساهمت في زعزعة بناء الاسرة، منها ان الزوج لم يبني الاختيار على موازين صحيحة، وانما موازين من بدايتها هشة، فيما ان الزوجة يكون من ضمن اختيارها للزوج ان المال حاضر دائما، وماذا ينتج من ذلك، ان المودة والمحبة غير موجودة وسرعان ما يفشل مشروع الزواج ويذهب كل منهما الى حيث يريد.

وبين ممثل المرجعية، ان “عدم تفرغ رب الاسرة للبيت وانشغاله بملهيات كثيرة تاركا البيت خلف ظهره غير باديا اهتمامه بالأسرة، كما الزوجة ايضا حيث لا يشعران بالانتماء الى الاسرة، نتيجتها ان الاولاد سيكونون ضيوفا اقرب مما يكونوا ابناء”.

ولفت السيد الصافي الى ان” جميع الاعمال الاخرى مهما تكن ليست اهم من الاسرة وعلى الزوجين مسامحة بعضهما على ارتكابهما المعاصي” معتبرا، ان الطلاق في بعض الحالات، حل لمشكلة لا تحل الا به، جازما ان اكثر المشاكل الموجودة هي مشاكل شكلية فقط، والحفاظ على الاسرة اولى من ان يفترق الزوجان.

ودعا السيد الصافي، وجوه القوم والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية من منظمات المجتمع المدني بالدفع الى بناء الاسرة، حيث قال فليكن هناك جو عام على بناء الاسرة واصلاح ذات البين، والحاجة الماسة الى بناء الاسر.

واكد ممثل المرجعية الدينية العليا، على التثقيف في بناء الاسرة وكيفية توفير الجو الملائم لها، موضحا، انها هي مسؤولية المجتمع بأكمله، والمسألة اكبر من ان تكون شخصية، اذ ان تفكك الاسرة يدفع ضريبتها الابناء، وعلى الجميع الاشتراك في لملمة الاسرة ومنع تهدمها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*