المضمون الفاخر هو الميزة الأهم في متاحف العتبة الرضوية المقدسة

243

24-11-2013-03

    رئيس مؤسسة المكتبات و المتاحف في العتبة الرضوية المقدسة:المضمون الفاخر هو الميزة الأهم في متاحف العتبة الرضوية المقدسة.

الآثار التاريخية والثقافية لأي بلد تدل على ماضيها العريق وكما تدل على قدرة الشعوب و ذكائهم الذين صنعوا مستقبل الأجيال القادمة.الميراث الثقافي للناس هو أحد أعظم و أوضح الوجوه التاريخية للأمم. ويوجد اليوم في كافة أنحاء إيران الكثير من الآثار التاريخية التي تتحدث بلسانها الصامت عن شهامة أصحابها و جرأتهم معلنة كلماتها الى العالم بأسره.
يسعى الكثير من هذه الآثار ذات المضامين الاعتقادية والدينية للحفاظ على ما تعتقد به أقوامها و اليوم قد جمعت في مراكزنا الدينية وهي محفوظة في المتاحف. ومن هذه الأماكن التي تسعى بشكل مستمر لحفظ الآثار الثقافية حرم ثامن شموس سماء الولاية المطهر والذي هو في حد ذاته ميراث حي وإلهي.
ولذا قصدنا هذه المؤسسة العظيمة وأجرينا لقاء مع محمد هادي زاهدي رئيس مؤسسة المكتبات والمتاحف ومركز الوثائق في العتبة الرضوية المقدسة.
كيف تري المتاحف في بلدنا؟
إيران متحف الشرق الأوسط. ونحن اليوم أصحاب ميراث حضاري وتاريخي قديم يعرض أحد أقدم الحضارات البشرية أمام مرأى العالم.
كل زاوية من هذا البلد تمتلك على آثار وأشياء قيمة جداً هي تاريخ ابناء ايران و فنهم و ثقافتهم الذين قطنوا هذه الأرض.
هناك تجارب تاريخية قيمة جداً في مناطق مختلفة من بلادنا حولتنا نظرا لقدمها الحضاري الى دولة عريقة عالمياً فراح المستشرقون والشعوب الشرقية والمثقفون يهتمون بهذه المنطقة من العالم منذ القديم.
من البديهي أننا اليوم بصفتنا ورثة هذه المتاحف الكبيرة، نحافظ على هذه الآثار والأشياء القيمة في متاحفنا وبلطف الله، الآثار المتبقية رغم طول الزمن والدخول والخروج الذي يحصل على هذه الأرض والذي هو في الغالب خروج للأشياء القيمة بقيت بين يدي أبنائنا كمتاحف يمكن أن يعدّ كل منها كتاباً قيماً حول هذه الأرض فنا وحضارة وتاريخاَ.
نظرا للتاريخ الإيراني الغني كم يبلغ سهم متاحف العتبة الرضوية المقدسة في الحفاظ على هذا الميراث الثقافي؟
في متاحف العتبة الرضوية المقدسة بفضل الله وعشق وإخلاص الناس لأهل بيت النبوة الأئمة (ع) منذ 1200 عام والى الآن تهدى الآثار والأشياء القيمة الى العتبة الرضوية و اليوم يحفظ قسم منها في هذا المتحف.
ومن وجهة نظرنا الحرم الرضوي الشريف هوقطعاً متحف كبير و هومعرض لفنون هذه الأرض وحضارتها وثقافتها وهومتحف مرّ عليه أكثر من سبعة قرون ومازال أمام ناظر المراجعين.
أما متحف العتبة الرضوية المقدسة فانه وارث الآثار الإيرانية الثمينة والقيمة و المحافظ بالدرجة الأولى على الاشياء والآثار الموقوفة لحرم الإمام الرضا (عليه السلام) ببركة عناية الإمام (ع) المباشرة فهو يمتلك آثار نفيسة تليق بتحقيقات المحققين وأبحاث الباحثين. كما يعتبر كنزا من الكنوز النادرة في البلاد على مختلف الأصعدة حيث العمل من خلاله على حفظ الآثار الموجودة و عرضها بأفضل شكل ممكن.
متاحف العتبة الرضوية تقدم خدماتها كخزانات ومتاحف تخصصية وبلطف الله نجحت بشكل كبير في مجال جذب المراجعين وايصال رسائل المتحف إليهم حيث أن متحف العتبة الرضوية المقدسة من جهة مراجعة الزائرين هو المتحف الأول بين متاحف البلاد و العديد من المتاحف الأخرى خارجها.
الكثير من المتخصصين يعدون متاحف العتبة الرضوية المقدسة متقدمة وأجود المتاحف الإيرانية مع إقرارهم بضعف المتاحف في القطر. ما هو السبب برأيكم؟
قيمة هذا المتحف من خلال الآثار المهداة لها، وعشق وإخلاص الناس الذي تعرضه هذه المتاحف هو أمر لا مثيل له، وأنا أعتقد أن متاحف العتبة الرضوية المقدسة نظرا للأعداد الكبيرة للمشاهدين ذوي المستويات المختلفة، هي متحف عام خاص بمعنى أنه تجب مراعاة الجانبين العام والخاص فيه بشكل يجد فيه كل من المتخصصين وعامة الشعب الفائدة المطلوبة والكافية.
متاحف العتبة الرضوية المقدسة تجمع بين مقولتين، أي تراعي الجانب التخصصي والجانب العام بدقة ولقد أقر الكثير من المتخصصين بأن متاحف العتبة الرضوية لا مثيل لها في مجال عناية لآثارو صيانتها.
الذين زاروا متاحف العتبة الرضوية خلال عام 2012 يبلغ عددهم الي ما يقارب مليون وأربعمئة ألف شخص من المختصين وغير المختصين وبين هذا العدد وأعلى عدد للزائرين في بقية متاحف البلاد مسافة كبيرة جداً.
ومن جهة أخرى نحن أمام عدد كبير من الأشياء والآثار المهداة من قبل المتخصصين الخبراء والبارزين في البلاد لدرجة أننا نعاني من مشكلة عرض جميع هذه الآثار في المتحف، ولذلك أرى أن إقبال عامة الناس ومتخصصيهم يدل على أن متاحف العتبة الرضوية المقدسة تعمل بشكل ناجح.
مع أنه يوجد الكثير من الذين أعلنوا عن استعدادهم للمحافظة على أعمال الأستاذ فرشتشيان إلا أنه أهدى أعماله الفنية الى حرم الإمام الرضا (ع) وأعرب عن اطمئنانه و رضاه عن كيفية ترتيبها وتزيينها و عن كيفية المحافظة عليها. وفي هذا الجانب لدينا الكثير من الأشخاص البارزين والمتخصصين الذين يديرون هذه الأعمال بكل إخلاص الأمر الذي يؤدي الى إهداء هذه التحف والآثار، ويمكننا القول بتقدم متاحف العتبة الرضوية المقدسة وتطورها من كافة النواحي من خلال ملاحظتنا لردود فعل المهدين و المختصين في هذا المجال.
إحصائية الزائرين التي قدمتموها ملفتة للانتباه. ماهي برامجكم لجذب أكبر عدد من الزائرين؟
لقد قمنا بأنشطة مختلفة لجذب الزائرين نذكر منها أننا قمنا بنشر كتيبات و اصدارها لكافة الأقسام الموجودة في المتحف.
وتقريباً لقد قمنا بتصميم كافة الأقسام ضمن أقراص مضغوطة، كما ينشر الموقع الخاص بمتاحف العتبة الرضوية المقدسة أخبار هذا المتحف بشكل واسع ويجدر بنا هنا أن نذكر بأن متاحف العتبة الرضوية تعدّ أكثر متاحف البلاد أخباراً.كما تمّ تهيئة تعريف علمي بكل الآثار المعروضة ووضعها في خدمة المحققين.
وليست أنشطة البحث والتحقيق مستثناة في هذا المجال لوجود إدارة في مديرية المتاحف باسم إدارة التحقيقات والتعريف بالآثار الثقافية و يندر في البلاد إدارة تعمل بشكل تخصصي تحت هذا الاسم.
في هذه الإدارة يتم التعرف على الآثار ثم يتم تعريفها ضمن مشاريع تحقيق متنوعة وفي هذا المجال بالخصوص نفذ عدد من المشاريع وعدد آخر لائق بالاهتمام في حيز العمل للكشف والتحقيق حول آثار هذه المتاحف ونحن نعترف طبعاً بأن متاحف العتبة الرضوية المقدسة تتطلب أنشطة أكثر مما قمنا به ويجب القيام بإجراءات أكثر جدية في مجال التعريف بهذه المؤسسة.
كما تعلم إحدى طرق جذب الزائرين إيجاد المتاحف الإفتراضية و الالكترونية، هل قمتم بعمل في هذا الخصوص؟
من أكبر المشاريع على جدول أعمالنا إيجاد متحف افتراضي للعتبة الرضوية المقدسة على شبكة الإنترنت وبالاستفادة من هذه التكنولوجيا بمختلف اللغات سيتمكن كافة المخاطبين في العالم من زيارة المتحف والتعرف على الآثار المعروضة، ولقد وصلت الأعمال الفنية والتقنية لهذا المشروع الى نهايتها ونأمل بعد تخطي المراحل المتبقية عرض هذا البرنامج في أسرع وقت.
البعض يرى خلال التفقدات الميدانية أن الزائرين يسألون هل هناك شيء من آثار متاحف العتبة الرضوية المقدسة خرج أيضاً بسبب عمليات سرقة آثار بلادنا الثقافية؟
لحسن الحظ لم يحصل ذلك. ليس لدينا أي سبب لخروج أو نقل الأشياء من لحظة تأسيس المتاحف وحتى هذا اليوم حتى في الصور القديمة الموجودة ترى آثار متحف تاريخ مشهد الحالي وبرغم من أن حكام العصور المختلفة ما وجد لديهم اعتقاد راسخ بالمسائل الدينية والميتافيزيقية ولكن يمكن القول أن الجرأة المناسبة لإخراج الآثار أو نقلها من مكانها لم تكن موجودة عندهم.
ولحسن الحظ يعد ّمتحف العتبة الرضوية المقدسة من أكثر المتاحف في البلاد أمناً ولدينا أدلة قائمة على كيفية الحفظ الأفضل للآثار ويجب أن نقول أن الكثير من الملوك أهدوا أشياء للمتحف وكانوا يرغبون أن يعرفوا في نظر الشعوب العاشقة للإمام الرضا (ع).
هل لديكم برنامجاً لتوسيع أماكن العرض؟
نظرا للوضع الراهن للأماكن المقدسة ليس هناك برنامج لتوسيع أماكن العرض ولكن قمنا بوضع خطوات من أجل التوسع الكيفي والنوعي للمتاحف وسنضعها بين ايدي الجماهير للإطلاع عليها. الحل الشامل لمشاكل المتحف المركزي لايمكن الا بتوسعة أماكن أقسام المتحف وهذا الأمر غير ممكن في الوقت الراهن.
العتبة الرضوية المقدسة بقدراتها الموجودة تستطيع مضاعفة الأقسام عدة أضعاف بسبب زيادة عدد الآثار وبالطبع ليس من الضروري عرض كافة الاشياء الموجودة.
من أي التقنيات الحديثة استفدتم لعرض الآثار في المتحف؟
لحسن الحظ عرض الآثار في متحف العتبة الرضوية المقدسة في الوقت الحالي مناسب جداً.
كافة الأضواء التي تم استخدامها في المتحف أضواء باردة ليس لها أي أثر ضار على الأشياء والأثار. كما يفحص مقدار إضاءة مراكز الإنارة بشكل كامل ومنظم وقمنا بتركيب منظمات متنوعة للإضاءة يتم تنظيمها بشكل لا يلحق بالتحف اي ضرر.
وكذلك يتحقق خبير إدارة الحفاظ والترميم على الآثار الثقافية في العتبة الرضوية المقدسة وبشكل دوري من ميزان UV، والأشعة فوق البنفسجية، ومقدار الإضاءة ومقدار الحرارة الموجودة داخل أقسام المتحف من أجل توفير محيط سالم تتوفر فيه كافة معايير و مواصفات الجودة.
ولقد ثبت علمياً عند الجميع تأثير أشعة الضوء المستقيم على الأوراق المكتوب عليها أو المرسوم والمطبوع ولذلك ومن باب المثال في متحف الطوابع بعض نوافذ العرض لا توضع مقابل أشعة الضوء كثيراً لأننا نسعى على حفظ أشياء المتحف بأقل الأضرار المحتملة.
وفي متحف السجاد ومتحف المصاحف القرانية اللذين يحظيان بأهمية خاصة ترعى هذه الأمور بدقة فيقاس بشكل منظم ومرتب مقدار دوران الهواء، والرطوبة والبرودة الموجودة في الأجواء لتأمين جو يساعد على حفظ هذه الآثار.
ولدينا في بعض القاعات كقاعة أعمال الأستاذ فرشتشيان أجهزة الإنذار الحساسة بحيث تضيء مادام المشاهد أمام اللوحة وتطفأ عندما يذهب لكي لا تتعرض هذه اللوحات لأشعة الضوء بشكل مستمر.
ما هي المحفزات التي تقدمونها الي الباحثين والخبراء من أجل التعاون معهم؟
في إدارة البحوث مكتبة باسم مكتبة الفن والمتاحف مخصصة لمحبي البحث في المجالات المختلفة، جو مناسب. فضلا عن ذلك ، من الباحثين من يتعاونون معنا من خلال مشاريع البحث والتحقيق وبالإضافة الى ذلك نقدم الحوافز اللازمة لدعم رسائل الماجستر والدكتوراه لطلاب فرع الفن وعلم الآثار الراغبين بالتحقيق في الموضوعات المطلوبة عندنا وهذه الحماية لا تقتصر على الدعم المعنوي بل تتعداه الى الدعم المادي أيضاً.
الى أي مدى تتطابق مواصفات ومعايير الجودة الموجودة في متاحف العتبة الرضوية المقدسة مع مواصفات ومعايير المجلس الدولي للمتاحف (ICOM)؟

مواصفات المجلس الدولي للمتاحف (ICOM ) هي بشكل رئيسي مواصفات ومعايير للمحيط ومتعلقة بحفظ الآثار و عرضها كدوران الهواء وتنظيم الحرارة وبرودة الجو وتجنب إحداث أي مشكلة في المناخ المحيط بالآثار وإعداد أجهزة الأمان من الحريق ومعدات إطفاء الحرائق وقوة الإنارة و…وبلطف الله ورعاية الإمام الرضا (ع) العتبة الرضوية المقدسة تطبق هذه المعايير بما يتناسب مع قدراتها.
ومضافاً لمعايير ايكوم نسعى لتطبيق معايير أخرى لأن متاحف العتبة الرضوية المقدسة تتمحور وتقوم على المحتوى والمضمون لا على الأشياء بحيث نراعي في عرض الآثار والأشياء داخل المتحف الهدف من هذا العمل ونعمل على نقل رسالة الآثار والتحف على مر العصور.
رسالة آثار المتاحف المنسوبة الى الإمام الرضا (ع) والهدف من زيادة رقعة الآثار في هذه المتاحف بعد انتصار الثورة الإسلامية المجيدة هو ترويج وزيادة المعرفة والعلم بالعتبة الرضوية المقدسة والإمام الرضا (ع). وهدفنا في متاحف هذه المؤسسة العمل على إيجاد مؤسسة ذات كفاءة جامعية تتمكن مضافاً على زيادة المعرفة من زيادة البصيرة عند الزائرين.

العتبة الرضوية المطهرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*