هل أصبحت الكبة الموصلية تنافس السبزي والفسنجون النجفي؟

533
بعد نزوح نساء وشباب المحافظة إلى المدن الآمنة

الحكمة – متابعة: ما ان أعلنت سمية انها مستعدة لعمل الكبة الموصلية بانواعها من خلال لافتة عُلقت على أطراف مدينة النجف حاملة رقم هاتفها النقال الذي انهالت عليه الاتصالات بعد ايّام منهم مستفسراً عن طريقة العمل ومستلزمات الكمية المطلوبة والمكان

الذي تسكن فيه سمية التي بدورها لم تكن تتوقع ان تكون ردة الفعل وطلب الناس بهذا الحجم الامر الذي اضطرها ان تستعين بنازحات أخريات معها لتلبية الطلبات التي اخذت تزداد بشكل يومي.

أكلة مفضلة

واعتاد أهل النجف ان تكون أكلتهم المفضلة التي اشتهروا بها الفسنجون والسبزي لكن الذي يبدو ان الكبة الموصلية دخلت كمنافس قوي لهما واستحوذت على مقبولية في الأوساط والموائد النجفية إن كان لطيبها ولذتها او لشهرتها وسرعة تقديمها للمائدة بعد ساعات التعب في اعدادها وتكوينها.

سمية النازحة من مدينة الموصل بعد سيطرة داعش على المدينة ولأنها المعيل الاول لعائلتها بعد ان فقدت زوجها في حادث ارهابي، وجدت بصناعة الكبة وتجهيز العوائل النجفية بها عملا يسد رمق عائلتها المكونة من ستة أطفال ووالديها الكبيرين في السن وشقيقها المعاق، تعمل سمية يوميا مع فريق عمل مكون من ست الى ثماني عاملات نازحات في إعداد الطلبات التي تصلهن يوميا للبيوت والمحلات بل حتى ان بعض المطاعم الخاصة ببيع الافطار في مدينة النجف قد ادخلت الكبة الموصلية ضمن وجباتها والتي غالبا ما تكون من الآش والباقلاء بالدهن والمخلمة.

مختلف الانواع

العوائل النجفية التي كانت نسبة قليلة منها تتناول الكبة الموصلية المعدة في معامل المواد الغذائية فيما تقوم نسبة اقل منهم بصناعتها في المنزل لكنها غالبا ما تقتصر على انواع مألوفة منها كبة التمن (المقلية) او كبة الحامض شلغم اما الان فقد اصبح بمقدور العوائل تناول مختلف انواع الكبة وبشكل خاص الموصلية المشهورة بحشواتها الشهية المكونة من اللوز والكشمش ولحم العجل العراقي والبهارات الخاصة التي تحرص سمية على ان تكون قريبة من خلطة البهارات الموصلية الشهيرة.

اهل الصنعة

المطبخ الموصلي المعروف بطيب اكلاته لم يكتف بنشر الكبة بانوعها في مدينة النجف بل تعدى الامر ذلك ليصل إلى اكلات اخرى تشتهر بها تلك المدينة التي نكبت بعد سيطرة تنظيم داعش عليها ومنها (اللحم بعجين) و(الباسطرمة) ورغم ان الاكلتين كانتا تعدان وتقدمان في مطاعم ومحال قصابة مدينة النجف لكن ليس كما تقدمان بين اهل الصنعة والباع الطويل بهما من الموصليين.

اندماج كبير

موجة النزوح اثناء احتلال داعش مدن غرب وشمال البلاد تسببت بتوجه الكثير من اهالي المناطق المحتلة صوب المدن الامنة التي يمكن ان تخفف عن كاهلهم عناء الغربة والعوز لتبدأ رحلة اخرى من التعايش والانصهار المجمتعي بين مكونات عدة، حاول الاحتراب الطائفي قطع الاوصال الاجتماعية فيما بينها، الا إن الحال تغير إلى غير ذلك فاليوم ومع الاندماج الكبير للكثير من النازحين في المجمتع النجفي والاستقرار في المعيشة ربما سيفضلون البقاء في مدينة النجف او المدن الاخرى التي نزحوا اليها وهذه دلالة على اهمية المدن الكبيرة المستوعبة لكل الاتجاهات والثقافات والملل.

اماكن مناسبة

مجموعة من الشباب النازح ارتأت افتتاح مطعم خاص بالاكلات الموصلية اسموه مطعم (نينوى) مقابل مديرية مرور النجف جهة حي السعد بداية جسر الإسكان والذي ضاع صيته بين النجفيين بشكل سريع خاصة الشباب منهم الذين لا يعرفون الكثير من اسرار الاكلات الموصلية المشهورة.

كادر المطعم اغلبهم من ابناء الموصل اذ سبق لهم امتلاكهم مطاعم في سهل نينوى؛ فهم يمتلكون من الخبرة والكفاءة ما يمكنهم حجز الأماكن المناسبة في ذائقة النجفيين الذين بدورهم سرعان ما رحبوا بهذه الفكرة اسوة بمشروع سمية الخاص بانتاج الكبة.

التعايش السلمي

زبائن مطعم نينوى تنوعوا بين اهالي المدينة الذين اخذوا يتبادلون العزائم بينهم والزائرين الذين وجدوا في المطعم لمسة خاصة تضاف إلى لمسات المدينة اذ لم يعد يطلب من الزائر ان يأتي (بالدهين) (والطرشي النجفي) بعد زيارة مرقد الامام علي (ع) فحسب فهذه المرة اضيف لهما اكلات موصلية شهيرة دلالة على السمو العراقي بالتعايش السلمي بين المكونات.

الصباح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*