العتبة الحسينية تتكفل ببناء مرقد مستشرقة فرنسية دفنت حسب وصيتها في طريق “يا حسين” بين كربلاء المقدسة والنجف الأشرف

543

النجف الأشرف – الحكمة: كشف المستشرق الفرنسي تيبو لافال عن قرب المباشرة بتشييد ضريح الفرنسية الراحلة مريم أبو الذهب، على طريق يا حسين بين مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف.

وقال الفرنسي خلال لقائه المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الصحن الحسيني الشريف، إن” الكربلائي وجّه بتشييد ضريح المستشرقة الفرنسية الراحلة مريم أبو الذهب على نفقة العتبة الحسينية”. مبيناً” أن جثمانها يرقد حاليا في إحدى الحسينيات الواقعة على طريق يا حسين بين النجف وكربلاء”.

وأضاف أن” المتولي الشرعي أوصى بأن يُكتب على ضريح الراحلة سيرة حياتها وتجربتها وصولاً إلى وصيتها”.

يشار إلى أن المستشرقة الفرنسية الراحلة مريم أبو الذهب وُلدت من أسرة مسيحية واعتنقت الإسلام في سن الثامنة عشرة، وكانت باحثة وأستاذة في معهد اللغات والحضارات الشرقية في باريس، وناشطة في مجال الحقوق والحريات ولها مساهمات كبيرة بذلك.

وأوضح لافال أن الهدف الأساس من الزيارة هو التعريف بحياة المستشرقة الفرنسية الراحلة مريم أبو الذهب وتجربتها وعن علاقتها بالإسلام وخاصة مذهب أهل البيت عليهم السلام.

وكانت المستشرقة الفرنسية مريم أبو الذهب وريت الثرى على طريق يا حسين الرابط بين كربلاء المقدسة والنجف الأشرف تنفيذا لوصيتها، حيث وافتها المنية سنة 2017, بعد صراع مع المرض دام 3 سنوات.

وتابع أنه يسعى لتكملة مشوار الراحلة أبو الذهب عاقداً العزم على المجيء إلى كربلاء والتعمق في دراسة الإسلام عموماً والمذهب الجعفري خصوصاً.

وبيّن لافال أن الشيخ الكربلائي وجّه بتهيئة جميع الإجراءات القانونية والإدارية لإكمال دراسته في كربلاء المقدسة.

وذكر تيبو لافال أنه من تلامذة الراحلة مريم أبو الذهب وقد تأثر بعلومها ليخطو بمسارها الذي بدأته. مؤكداً أن زيارته لكربلاء تعد حدثاً كبيراً وهاماً في حياته.

وأشار المستشرق الفرنسي إلى أن” الراحلة مريم أبو الذهب تبرعت بجميع أملاكها إلى المسلمين الشيعة في باكستان كما أنه ورث عنها مكتبتها التي تقدر بـ 6000 آلاف كتاب”.

ويذكر أن الفقيدة المستشرقة فالكمان أوصت قبل أن يوافيها الأجل بان ينقل جثمانها من باريس إلى محافظة النجف الأشرف في العراق وأن تقام صلاة الجنازة على جثمانها في رحاب مرقد سيد الأوصياء الإمام علي (عليه السلام), وان تدفن في حسينية تقع على طريق يا حسين عند العمود ١٧٢ بحسب وصيتها.

يذكر ان السيدة ماري ولدت من أسرة كاثوليكية عام ١٩٥٢م, اعتنقت الإسلام في الثامنة عشرة من عمرها و”استبصرت” حينما اعتنقت المذهب الشيعي وكان لها دور مهم بتسليط الضوء علي عمليات الإبادة الممنهجة التي يتعرض لها أتباع أهل البيت الأطهار (عليهم السلام) في باكستان بسبب التطرّف الديني.

درست فالكمان العلوم السياسية في باريس وعملت كباحثة وأستاذة في معهد اللغات والحضارات الشرقية في باريس وتخصصت في دراسة العلاقات السنية الشيعية في باكستان وأفغانستان وزارت النجف الأشرف وتشرفت بزيارة مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) مرات عدة.

الصور لمراسم التشييع للراحلة في مدينة النجف الاشرف

نون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*