غَـديـرٌ يـوقـدُ الـشـمـس

334

هُـنـا دَمـي راجِـفٌ فـي (هَـلْ أتـــــــــــى)، وَهُـنـا   ***   عـلـى الـغـديـرِ انـهـمــــــــــــــــــــــــــــارٌ بَـلَّـلَ الـزَمَـنـا

وَبَـسْـمَـلَ الـغَـيْـبُ، واسـتـافَ الـضُــحـى ألـقـاً   ***   وَأَذَّنَ الـغَـيْـمُ، والـظُــــــــــــــــــــهْـرُ ارتـدى مُـزُنـا

مُـحَـمَّـدٌ قـامَ صَـلّـى لاكـتـمـــــــــــــــــــــــــــــالِ مـدىً   ***   شَـدْواً، وأنـفـاسَـهُ جـبـريــــــــــــــــلُـهُ احـتَـضَـنـا

صـارَ الـوجـودُ فَـوانـيــــــــــــــــــــــــــــــسـاً، يُـزَيِّـتُـهـا   ***   وَحْـيُ الـبـيـاضِ حـمـامــــــــــــــــاتٍ تَـرِفُّ سَـنـا

حـتّـى انْـتَـشَـتْ وردةٌ فـي عُـرْيِـهـا صَـدَحَـتْ   ***   كَـوْنٌ بِـغَـيْـرِ عـلـيِّ الـمــــــــــــــــــــاءِ مَـحْـضُ فَـنـا

يُـشَـجِّـرُ الـوقـتَ مـن أبـعــــــــــــــــــــــادِ خُـــضْـرَتِـهِ   ***   وَصـاغَ لـلـعُـشْـبِ مِـن أفـيــــــــــــــــــــــائـهِ سُـنَـنـا

فـتـى الـبـلاغـــــــــــــــــــــــــــــــاتِ تـكـثـيـفــاً يُـــدَلِّـلُـهـا   ***   فَـتـرتـقـي، وَبِـهـا (صِـنْـفَـيْـــــــــــنِ)** أنْـسَـنَـنـا

فَـحـــــــــــــــــــــــــــواهُ عُـشْـبَـةُ رَبٍّ سَـرَّبَــتْ وَطَــنـاً   ***   مِـنَ الـتـراتـيـلِ؛ كـيـمـا تـلْـتَــــــــــــــــظـيـهِ مُـنـى

تَـشـبُّ مـن عَـيْـنِـهِ أطـفــــــــــــــــــــــــــــــالُ غُـرْبَـــتِـهِ   ***   وَمِـنْ شـمـوسِ يَـدٍ يـهـدي لَــــــــــــــــــهـم وَطَـنـا

بِـكـوفَـةٍ أمِّ مـعـنــــــــــــــــــــــــــــــــــىً يُـسْــتَـظَـلُّ بــــهِ   ***   عـلـى ارتـجـالِ نـخـيــــــــــــــــــــــــلٍ رَبَّـتِ الـمُـدُنـا

يـاسـيّـدَ الـبَـوْحِ نـاداهُ الـفـــــــــــــــــــــــــــراتُ أشِــــرْ   ***   بِـبَـوصَـــــــــــــــــــــــــــلاتٍ مِـنَ الـفَـجْـرِ الـنَـدِيِّ لَـنـا

بَـنـوكَ يَـسْـتَـمْـطِــــــــــــــــــرونَ الـحُـلْـمَ فــي قَـلَـقٍ   ***   فَـقَـد أُريـقـوا عـلـى صَـحْــــــــــــوِ الـمُـدى عَـلَـنـا

الـمُـرْبَـكـونَ، لَـهُـمْ سَـهْـوُ الـنَـهـــــــــــــــــــــــارِ، لـهـم   ***   ذئـبُ الـهـزيـعِ، لـهـم مـــــــــــــايُـجْـفِـلُ الـوَسَـنـا

الـمُـبْـحِـرونَ ولا مـرسـى يُـصــــــــــــــــــــــــافِـحُـهُـمْ   ***   والـريـحُ لـمّـا تـــــــــــــــــــزلْ تــهـذي بـهـم سُـفُـنـا

تَـسَـرَّبـوا مـن ثـقـوبِ الـصَـمْـتِ أضـــرحــــــــــــــــةً   ***   تَـشَـيَّــــــــــــــــــــــــــــــدَتْ لـنـــذوراتٍ نَـمَـتْ مِـحَـنـا

مِـنْ حَـوْأَبِ الـزمَـنِ الـمَـسـفـوكِ، فَـهْـرَسَــــهُــــمْ   ***   صـدىً يـخـيـطُ عـلـى قــمـصــــــــانِـهِـمْ شَـجَـنـا

تَـنـاثَـرَتْ فـي نُـعـاسِ الـنَـهْـرِ أعْــيُــــــــــــــــــــــنُـــهُـمْ   ***   والـشَـمْـعُ نَـبْـضُ رســــــــــــــــــــــــــالاتٍ إلــيـكَ دَنـا

أمـا تـدلّـى عـلـى عَـيْـنَـيْــــــــــــــــــــــــــكَ مُـشْـتَـعـــــلاً   ***   وَقـابَ رُمْـحَـيْـنِ مِـنْ وَجْـدِ الـسُـهـى وَهَـنـا؟

نـحـنُ الـمُـبـاحـيـنَ فـي الأيـــــامِ، كـم غَـســــــقـاً   ***   عـلـى سـيـوفٍ مِـنَ الأســـــــــــــــــــــــــــــــرارِ كَـبَّـلَـنـا

وَمِـنْ دِمـانـا هـدايـا (الـنَــــــــــــــــــــصِّ) أرسَـلَـــــــــهـا   ***   خـلـيـفـةٌ قـاحِـلٌ يَـسْـتَـعْـــــــــــــــــــــــــطِـفُ الـوَثَـنـا

يُـرَتِّـبُ الـمَـحْـوَ فـي خَـيْـبــــــــــــــــــــــــــــــــاتِـنـا ثَـمِـلاً   ***   وفـي دفـاتـرَ لـلآتـيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنَ أرَّخَـنـا

وَصَـبْـرُنـا فـي خـيـامِ الأمْـسِ يَـشْــــــــــــــــــــــرَحُـهُ   ***   شُـبّـاكُ عـاشِـقـةٍ بـالـلاصــــــــــــــــــــــــــــــدى طُـعِـنـا

نَـهـيـمُ مـلءَ الـنـواويـسِ ** الـتـي جُـــــــــرِحَـتْ   ***   ونـلـتـظـي، وَســــــــــــــــــــــــــرابٌ يـلـتـظـي مـعـنـا

لا بـيـتَ لـلـهـورِ إذ يُـنْـــــــــــــــــــــــــــــفـى لـهُ قَـصَـبٌ   ***   وَحَـسْـبُـهُ فـي مـواويـــــــــــــــــــلِ الـسُـدى سَـكَـنـا

والأُمَّـهـاتُ عـلـى أبـوابِ فـاطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمـةٍ   ***   إذْ وَزَّعَـتْ لأنـيـنِ الـفـاقــــــــــــــــــــــــــــــــــداتِ كُـنـى

تَـنُّـورُهُـنَّ جـريـحُ الـنــــــــــــــــــــــــــــــــــارِ، يَــسْـجُـرُهُ   ***   ظِـلٌّ مِـنَ الـحَـرْبِ مـفـجـوعٌ؛ لـيـــــــــــــــــــــــأكُـلَـنـا

يـاقـارئَ الـقـلـبِ يـاتـأويـلَ رجـفـــــــــــــــــــــــــــــــــتِـهِ   ***   يـامـوعـداً والـحـضـــــــــــــورُ الـمـحـضُ مُــرْتَـهِـنـا

لـهُ، ولـكـنْ دُخـانٌ حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالــكٌ أبـداً   ***   يُـشَـوِّهُ الـصـورةَ الأحــــــــــــــــــــــــــــــلـى؛ لـيُـربِـكَـنـا

أنـا، وَصَـوْتـي، وَخَـوفـي، فـي غَـــــــــــيـاهِـبِـهِ   ***   عـلـى سَـلالِـمَ لا مـعـنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاهُ أجَّـلَـنـا

أنـا إنـاءُ سـؤالٍ ذاتَ قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــافـيـةٍ   ***   فـٱسـكـبْ أنـاكَ جَـوابـاً يـحـتـــــــــــــــــــــفـي بِـ..أَنـا

عـادل الـصـويـري

* مطلع سورة الإنسان في القرآن الكريم

**إشارة لقوله عليه السلام: الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين او نظيرٌ لك في الخَلْق

** من أسماء كربلاء القديمة

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*