مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 128

128
طروحات عامة
أثر التجويد في تقويم
اللسان لتحقيق التدبر
الباحث: أحمد جاسم النجفي
ÍÃMI¹Ä
اختار الله تعالى أن يكون اللسان
ا
ً
لوحيه، ومستودع
ً
العربي مظهرا
لمراده، وأن يكون العرب هم
لرسالته الخاتمة وإبلاغ
ً
المتلقون أو
ولغتهم
ً
مراده؛ لأنهم أفصح الأمم لسانا
ً
، وأكثرها تحم
ً
أسهل اللغات انتشارا
ا
َ
م
َ
للمعاني مع إيجاز لفظه، قال تعالى:
َ
ن
ِّ
ي
َ
ب
ُ
ي
ِ
ل
ِ
ه
ِ
م
ْ
و
َ
ق
ِ
ان
َ
س
ِ
ل
ِ
ب
َّ ِ
إ
ٍ
ول
ُ
س
َ
ر
ْ
ن
ِ
ا م
َ
ن
ْ
ل
َ
س
ْ
ر
َ
أ
.
(إبراهيم:4)
)
ْ
م
ُ
ه
َ
ل
واللفظ هو جسد المعنى، إذ (اللفظ
جسم، وروحه المعنى، وارتباطه به
كارتباط الروح بالجسم، يضعف بضعفه،
.
)1(
ويقوى بقوته)
(ودراسة قواعد تجويد القرآن الكريم
هي التي تعنى بألفاظ القرآن، وتحافظ
ً
متينا
ً
قويا
ً
على قالب المعنى صحيحا
؛ حتى تبقى المعاني في الألفاظ
ً
سليما
، وبقدر صحة الحامل
ً
قوية
ً
صحيحة سليمة
وسلامته تكون صحة المعاني وسلامتها)
.
)2(
فالتجويد هو اللبنة الأولى للنطق
العربي السليم؛ لتعلقه بدراسة أمرين
مهمين هما:
مخارج الحروف وصفاتها، فمن
ً
أتقنهما وأحرز معرفتهما كان مؤه
للإلمام بقواعد التجويد النظرية.
فالالتزام بقواعد التجويد، ولاسيما
مخارج الحروف وصفاتها، هو الذي
سهم في المحافظة على عربية القرآن
ُ
ي
وفصاحته، ومتى (عريت التلاوة منه
لما جاء عن الرسول
ً
لم يكن موافقا
ونقلة القرآن، ومن ثم فإن ملامح
F
العدد (٤٧) جمادى الأولى - جمادى الآخرة 8341 ه
1...,129,130,131,132,133,134,135,136,137,138 118,119,120,121,122,123,124,125,126,127,...148
Powered by FlippingBook