مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 9

9
مجلة ينابيع
كيف نحافظ على المسار.؟
تطلق من داخل المجتمعات الإسلامية
لتوصف بها هذه المؤسسة أو القائمين عليها
على نشاطها الديني
ً
بحيث يؤثر ذلك سلبا
والثقافي، وينعكس على الشباب المسلم
الذي ينبغي أن ينظر بعين الاحترام للمثقفين
المعنيين بتوجيهه ليجعل منهم المثل الأعلى
والأنشودة النفسية التي يبتغي الوصول إليها
كل شاب.
ومن هنا نجد أن هذه الفجوة يتحمل
مسؤوليتها على نحو الاشتراك كل من الطبقة
المثقفة التي هي المثل الأعلى للشاب المسلم
والمؤسسة الدينية، على أن المؤسسة الدينية،
في رفع الفجوة والسيطرة
ً
لم تأل جهدا
عليها بمقدار كبير، لذا يبقى الحل بيد أبناء
الطبقة المثقفة ذات الطابع المعرفي، الذين
عاشوا التجارب الكثيرة في العصور القريبة،
على التراث الديني الكبير
ً
واطلعوا أيضا
وما يحمله من حلول جذرية لجميع مشاكل
عن الأنانية والذاتية من
ً
الحياة، كل ذلك بعيدا
أجل المساهمة بأداء المسؤولية واستشعار
عظمها، وهذا كفيل بتذليل أكثر الصعوبات.
وأحسب أن العمل المشترك هذا له الأثر
الكبير على انطباع الشاب المسلم وميوله
النفسية بما يسهم بشكل أكبر في حل معظم
المشاكل الاجتماعية والدينية التي يعاني منها
المجتمع الإسلامي اليوم كما يسهم بسد
َّ
الفراغ المعرفي والثقافي للشاب، ومن ثم
نسيطر على زمام المبادرة.
2ـ الشعور بالفراغ الذي يعاني منه الشاب
المسلم وهذه أزمة أخرى تتحمل مسؤوليتها
المؤسسات التعليمية، والثقافية، والمعرفية،
وعليهم العمل الجاد من أجل سد الفراغ
من المدرسة والجامعة،
ً
الذي نشير إليه بدءا
والحركة التفاعلية بين الجامعة والمسجد أو
التجمعات الدينية، وإيجاد فرص استثمار
الوقت الواسع الذي يمتلكه الشاب في حركة
حيوية متنوعة، وجولات ميدانية مختلفة،
يحصل من خلالها على المعرفة والقيم
سهم بشكل كبير
ُ
الدينية، ويسد الفراغ الذي ي
في تأثير القوى الخارجية الأخرى عليه،
حتى يعيش من خلال الحركة التي أشرنا
ع اليومي، وكسر الرتابة
ّ
من التنو
ً
إليها أجواء
الحياتية، وتكرار الزيارات الميدانية للمعالم
والمناطق المختلفة، ويكون ذلك أشبه بتطبيع
القيم والمثل الإسلامية العامة، ويضفي
عليه طابع التعرف على الموروث الثقافي
في ترسيخ
ً
هاما
ً
والمعرفي، ويشكل عاملا
المفاهيم العامة والخاصة، ومن الواضح أن
تعايش المفاهيم الإسلامية عن قرب واستقاء
المعلومات الدينية عبر التمرين والممارسات
الخارجية له دور فاعل في انطباع المفاهيم
، ّ
في الذهن وترسيخ المعتقدات بشكل حي
عندما نشاهد الممارسات
ً
لذا نرى ذلك جليا
B
الدينية التي اعتاد عليها شيعة أهل البيت
في مختلف المناسبات والأجواء، وما لها من
تأثير كبير على السلوك الفردي والجماعي،
كبير من
ّ
الأمر الذي ينبئ عن رسوخ كم
المفاهيم الإسلامية والعقائدية لدى شيعة أهل
، ولذلك الدور الكبير في تسهيل
B
البيت
مهمة المؤسسات التعليمية والثقافية، ولذا
يختلف الحال بالنسبة للمجتمعات الإسلامية
ة،
ّ
الأخرى التي تفتقد لهذه الممارسات الحي
فإن عبء المسؤولية عليهم يزيد بشكل كبير
، وهناك عوامل أخرى لها دخل مباشر
ً
جدا
في التحكم بالمسارات الاجتماعية الدينية،
ولعلها تصب في نهاية المطاف في النقطتين
اللتين ذكرناهما. ومن الله نستمد العون
والتوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
المشرف العام
>
1...,10,11,12,13,14,15,16,17,18,19 2,3,4,5,6,7,8,132
Powered by FlippingBook