مجلة ينابيع
4
العدد (86) جمادى الأولى ــ جمادى الآخرة 7341هـ
والليــل هـل يـــدري سيخلع لونه
ٍ
هـذي الحجارة فـي شـوامـخ مكـة
ً
ها استطاعت تـذوب محبــة
ّ
ولـو أن
ٍ
نامـت قريـش عـن تملمـل ليلــة
فـــق الـذي
ُ
عـن الا
ٌ
وتغافلت مضـر
قافــلـة تطامـن خطـوهـا
ّ
ف
ِ
لتـز
الحيـرى يصــارع يأسها
الأعيـن
ــاء تمنــح ظلهـــا
ّ
غن
ٍ
فـي جنــة
مـن نــــوره
ٍ
أحمــد
ُ
لله بضعــة
ٍ
تخترق الـقـــرون كنجمـة
َ
وافـتـــك
فـق حـول وميضهـا
ُ
مهما ترامى الا
حنينهــا
ّ
مـرت بطوبــى فاستـفـز
مـت فـي موكـب عبـرت بــه
ّ
وتوس
بالأمـس أخلــد ركبـه فـي ظلهــا
نالــت يــداه فاثـقلتــه ثمارهــا
ٍ
ودنـت خديجــة تستـظـل بكـوثـر
ً
يـدا
ْ
اء لـو مـدت
ّ
فـي ليلــة غــر
يسـري ابـن عبد الله فـي ملكوتهـا
عن سمعها
ٍ
ـد
ّ
محم
ُ
مـا غـاب همـس
ٍ
ج
ّ
وتــرى الصبـــاح على جبين متو
ً
ع ليلـــة
ّ
خديــجـة إذ تــود
ْ
ت
َ
ر
َ
أد
ً
الجنــان قـد انحنيــن كرامــة
ّ
أن
ـد قطفــت لهــا
ّ
محم
ّ
كــف
ّ
وبـأن
ـت عليـه ضلوعهـا
ّ
مـا ضم
ّ
وبـــأن
ٍ
ـد عـن سـدرة
ّ
مـا زاغ طــرف محم
النبــوة فـاض فـي أغصانهــا
ّ
سـر
ٌ
لت لــلأرض منــه كتائــب
ّ
وتنـز
ٍ
فاطــم ما م ـررت بخاطــر
ّ
يا ســر
شيعـتهــا رداء كـرامــة
َ
ألبســت
كاءهــا
ُ
للنــور لـو لاقــى هنـاك ذ
خشعت وشاطـرت السما نعماءهــا
ـر شوقهــا أسماءهـــا
ّ
يغي
ْ
لسعـت
نصبت على الحــرم المنيـع خباءهــا
ـى بخضـــرة موجـه حمـراءهـا
ّ
غط
الجبـال صـداءهــا
ِ
دت
ّ
ورد
ْ
فسرت
رجــاءهــا
ّ
ليستـرد
ّ
ألـــم
ٌ
حلــم
للظامئين علـى الطريــق ومـاءهـا
لمعـت فأهـــدى أفـقــه لألاءهــا
تنـأى فتهــدي للعيــون ضيـاءها
ــه تطـرد بالسنــا ظلماءهــا
ْ
عبـرت
يرافــق فـي النعيـم بهاءهــا
ّ
ظــل
لطاهــا زهوهــا وعطاءهــا
ً
ــا
ّ
كف
ومضى يخوض من الجنـان قضاءهـا
ـنـت خضراءهـا
ّ
ومشت خطـاه فزي
تزجــي إليـه صفاءهــا
ٍ
من رحمــة
نحــو النجـوم تنـاولت زرقاءهــا
فتـرى بمجـرى روحــه إسراءهــا
يصغـي فتـمنح صوتــه إصغاءهــا
بالنــور ينـضح بالعبيــر مساءهـــا
يخضــب بالســنا احناءهـا
ُ
والوجد
أحشــاءهـــا
فاستـودعنــه
ِّ
لســر
في الخــلد من زهراتهــا عذراءهــا
حــوراء غـادرت الجنــان وراءهــا
سناءها
ّ
في قـاب قوسيــن استـشف
وخالـط نشــره أنــداءهــا
ً
عبقــا
عقـدت ملائكــة السمـاء لواءهــا
وأهدتــه السمــاء حبـاءهــــا
ّ
إلا
أنبـاءهــا
ٍ
سفــر مآثــر
َ
وجلــوت
