96
مجلة ينابيع
العدد (97) جمادى الأولى - جمادى الآخرة ٩٣٤١ه
عاش السيد الشريف المرتضى
(رح) في بغداد خلل فترة الحكم
البويهي الذي بدأ سنة (023 ﻫـ)
في العراق وفارس، وكانت هذه الفترة
من فترات ضعف الخلفة العباسية
وكانت مليئة بالصراعات السياسية، ولم
يكن لهذه الصراعات آثار سلبية على
النشاطات الفكرية والثقافية بل على
العكس فقد شهدت هذه المرحلة حركة
علمية واسعة ونشطة، خلفت ذخيرة
كبيرة من المؤلفات والأعمال في كثير من
المجالات العلمية والمعرفية، وكان لهذا
الأمر عوامله الممهدة، منها:
1- اختلط التراث الإسلمي
بالإغريقي والسرياني والفارسي من
خلل النقل والترجمة ما أدى إلى الامتزاج
الثقافي ونشوء الكثير من المكتبات.
2- المنافسة بين المعتزلة والأشاعرة،
والمناظرات بين الفقهاء وأهل الكلم
وبين أصحاب المذاهب والعقائد
المختلفة، أدت إلى تطور العلوم وتطور
الاتجاه نحو تدوين المصطلحات العلمية
)1(
وأصول العلوم.
فهذا وغيره كان له دور مهم في
تنشيط الحركة الفكرية، إذ أتيح لأصحاب
الاتجاهات المختلفة إبراز معتقداتهم
وإثبات ما عندهم تجاه الطرف الآخر
بكل ما لديهم من وسائل المناظرات
والمناقشات العلمية أو تأليف الكتب
والرسائل، وبمراجعة بسيطة لكتب التاريخ
العلمي والأدبي التي اهتمت بتلك الفترة
وبتراجم مفكريها كفهرست ابن النديم
أو كتب رجال النجاشي والشيخ الطوسي
أو طبقات أعلم الشيعة في القرن الرابع
الهجري لآغا بزرك الطهراني أو تأسيس
الشيعة لفنون الإسلم للسيد حسن الصدر
وغيرها ـ نراها زاخرة بأسماء رجال العلم
والأدب الذين نبغوا وشاركوا في خلق
الازدهار الفكري والثقافي، مما يدل على
أن آثار تلك النهضة انعكست على رجال
المجتمع الإسلمي آنذاك.
وكان للشيعة الإمامية دور كبير في
القيام بهذه النشاطات، فلقد نبغ ثلثة من
علماء الشيعة ومتكلميهم في هذه الفترة،
وكان لهم دور مهم في الدفاع عن عقيدتهم
وفكرهم، وهم كل من الشيخ المفيد
محمد بن محمد بن النعمان (ت314ﻫ)،
وهو أستاذ الشريف الرضي (ت604هـ)،
ÍÃMI¹Ä
قراءات
أ.د. الشيخ صاحب محمد حسين نصار
جامعة الكوفة /كلية الفقه
الإعجاز القرآني عند
السيد المرتضى
(دراسة في الصرفة
ا)
ً
أنموذج
