44
مجلة ينابيع
العدد (97) جمادى الأولى - جمادى الآخرة ٩٣٤١ه
الإنسـان
ُ
ق
ْ
ل
َ
خ
علـى التوحيد
ً
دليلا
د. علي مجيد البديري
كلية الآداب / جامعة البصرة
ÍÃMI¹Ä
ٍ
بتأمل
َّ
ه مر
ّ
، ولكن
ٍ
بسيط
ٍ
باستدلال
ٍ
الأعرابي إلى قناعة
ُ
عميق، يركن
َ
عرفت
َ
: كيف
ُ
سأل
ُ
وإيمان، حينما ي
على
ُّ
تدل
ُ
عرة
َ
جيب بثقة مطلقة: (الب
ُ
الله؟ لي
ٌ
على المسير، فسماء
ُّ
يدل
ُ
ثر
َ
البعير، والأ
ُّ
جاج، أفل تدل
ِ
ف
ُ
ذات
ٌ
أبراج، وأرض
ُ
ذات
بير!).
َ
على العلي الخ
نتمي
َ
الأعرابي ت
ِ
كلمات
ّ
من الواضح أن
ا
ّ
عم
ُ
فيه، ولا تخرج
ُ
الذي يعيش
ِ
إلى فضائه
ه كل يوم، وقد عمد إلى
ُ
ه ويشاهد
ُ
يعيش
توسيع مجالها عبر فاعلية التأمل، لذا لم
ا إلى ما هو خارج هذا الفضاء
ً
يكن محتاج
ِ
ه بوجود
ُ
ل يقين
ّ
ة ليتشك
َ
المحسوس
ِ
بموجوداته
بقدرته وجلله وقوته. فما
ُ
الخالق ويؤمن
أنتجه الأعرابي البسيط في لحظات تأمل
متفرقة بين ثنايا ساعات عمله المتواصل
وفقيرة، قد
ٍ
قاسية
ٍ
صحراوية
ٍ
في بيئة
في
ٌ
أو باحث
ٌ
يضاهي ما ينفقه فيلسوف
في البحث
ٍ
طويل
ٍ
العقائد والأديان من وقت
ومناقشة الآراء المختلفة
ِ
العقلية
ِ
عن الأدلة
في هذا المجال، والخروج بنتائج ربما
تكون موضع نظر. وأسارع إلى القول بأنه
ٍ
تقييمية
ٍ
مقارنة
ُ
لا يراد من هذا الكلم عقد
بين فعلين، أو الموازنة فيما بينهما من
الاستدلال،
ِ
البحث وطرائق
ِ
ناحية أدوات
ً
فليس هذا من شأن المقال وهدفه، فضل
العلمي المتأني في موضوعات
ِ
عما للبحث
المناهج
ِ
العقائد والأديان من خصوصية
ٍ
وسعة حقول البحث وميادينه فيها، بشكل
م
ّ
قي
ُ
قرأ وت
ُ
يجعله لا ي
في
ّ
ه إ
ُ
نتائج
ضوء خصوصيته هذه.
ّ
أن
لا شك
ك
َ
ر
َ
المشت
في ما بين الفعلين هو استعمال العقل
ه
ّ
في تفعيل التأمل، ووحدة الموج
الأكبر لهما في ذلك، المتمثل في
البحث عن السؤال الوجودي
الكبير عن الخالق والخلق،
والهدف من الوجود
ملـف
العدد
