مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 39

ملف العدد
39
ÍÃMI¹Ä
سؤال يبحث عن إجابة!
هل لهذا الكون من خالق؟ سؤال
قد يراود الإنسان، وكم يتمنى
معرفة الإجابة عنه، يوجهه الطفل
الصغير إلى أبيه، ويطرحه الشاب المتحير
المضطرب لمعرفة ما يحيط به، فيؤرقه
ويقلقه، وقد لا يجد من يقدم له الجواب
الشافي، ويدور في أحيان كثيرة في عقول
بعض الناس، فيتهمون أنفسهم بضعف
الإيمان وهذه هي وساوس الشيطان
فيستعيذون بالله من الشيطان ووساوسه،
وقد يشتد طرح هذا السؤال في عقل
الإنسان في ساعات الضعف والنكبات
والمرض وغيرها.
هذا السؤال راود الإنسان منذ القدم،
ا
ً
ولذلك اختلفت توجهات البشر تبع
لمستوى تفكيرهم ولما توصلوا إليه،
فمنهم من اعتقد بعظمة الشمس والقمر
والكواكب فعبدوها، ومنهم من عبد النار،
ومنهم من عبد الأصنام، ومنهم من عبد
الله الواحد الأحد، ومنهم كفر وألحد.
وسيبقى الإنسان يتطلع للإحاطة
بالإجابة على هذا السؤال مادام يعيش في
هذه الحياة وله عقل يفكر به.
ويبدو أن الخلجات النفسية هذه متلزمة
مع طبيعة الإنسان، وليس من الصحيح
إنكارها واستنكارها والتغافل عنها، لأن
سيرة الإنسان وتفكيره وسلوكه ونظرته إلى
الحياة وإلى البشر وتعامله معهم، وكل كيانه
ووجوده نابع من عقيدته بخالق هذا الكون
وموقفه منه.
ً
أن قليل
ّ
ورغم أهمية هذا السؤال، إ
من الناس يحصلون على الإجابة الشافية
ا
ً
الوافية عنه، فالأب يرد على صغيره رد
ا حين يسأله، أو قد يشغله بأمر آخر
ً
لطيف
ا أن ذلك
ً
إلهاءه عن سؤاله، متصور
ً
محاو
سيقنعه. وقلما يجيب المدرس عن هذا
السؤال حين يطرحه أحد طلبه عليه،
وعندها يبقى الطالب في حيرة من أمره
إذ لم يشف علته جواب استاذه ويقنع عقله
التواق للإجابة الشافية.
وكذلك لو طرح هذا السؤال على بعض
هو
ً
رجال الدين، فسيكون جوابه غالبا
ذكر آيات من القرآن أو بعض الأحاديث
الشريفة، وهذه الإجابات على قدسيتها
أنها ليست المطلوبة في هذه
ّ
وأهميتها إ
الحلت، فيضطر الشاب إلى التظاهر
بالاقتناع خشية أن يتهم بعدم الإيمان أو
الإلحاد.. ولكن يبقى في حيرة من أمره لأنه
لم يحصل على ما يريد.
ا في
ً
إن ما يتوق له الشاب ـ وخصوص
عصرنا الحالي، عصر العلم والتكنلوجيا
والفضاء، حين يسأل هذا السؤال: هل من
خالق لهذا الكون؟ لابد أن تكون
الإجابة مستلة من أسرار
هذا الكون وقوانينه،
وما توصل إليه
علماء الطبيعة من
اكتشافات حيرت
العقول. فهذه
الإجابة النابعة من
العقل والمنطق
السليم هي التي
تدعوه إلى الاقتناع
والإيمان بالله سبحانه.
ا على أسس متينة
ً
وبذلك يكون إيمانه مبني
رصينة يصعب تصدعه واهتزازه لأي
عاصفة فكرية خبيثة أو دعوة إلحادية مقيتة.
هل لهذا الكون من خالق؟
1...,40,41,42,43,44,45,46,47,48,49 29,30,31,32,33,34,35,36,37,38,...132
Powered by FlippingBook