مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 68

68
فقرات من كتاب (التوحيد)
الذي رواه المفضل بن عمرو:
للمفضـل
A
قـال الإمـام الصـادق
بـن عمرو:
لقة
ِ
اك بأســباب الخ
ّ
ك
ُ
(جهل الش
ومعانيها):
اك جهلـوا الأسـباب
ّ
ـك
ُ
(....إن الش
والمعانـي فـي الخلقة، وقصـرت أفهامهم
)1(
عـن تأمل الصـواب، والحكمة فيمـا ذرأ
مـن صنـوف
)2(
البـاري جـل قدسـه، وبـرأ
خلقـه فـي البـر، والبحـر، والسـهل،
والوعـر، فخرجـوا بقصـر علومهـم
إلـى الجحـود، وبضعـف بصائرهـم إلـى
التكذيـب والعنـود، حتـى أنكـروا خلـق
الأشـياء، وادعـوا تكونهـا بالإهمـال،
لا صنعـة فيهـا ولا تقديـر ولا حكمـة
مـن مدبـر، ولا صانـع، تعالـى الله عمـا
.
)3(
يصفـون، وقاتلهـم أنـى يؤفكـون
فهـم فـي ضلالهـم وغيهـم وتجبرهـم
ا قـد بنيت أتقن
ً
بمنزلـة عميـان دخلوا دار
بنـاء وأحسـنه، وفرشـت بأحسـن الفرش
وأفخـره، وأعـد فيهـا ضـروب الأطعمـة
والأشـربة والملابـس والمـآرب التـي
يحتـاج إليها ولا يسـتغني عنها، ووضع كل
شـيء مـن ذلـك موضعـه على صـواب من
التقديـر، وحكمـة مـن التدبيـر، فجعلـوا
، ويطوفون
ً
ـا وشـما
ً
يتـرددون فيهـا يمين
، محجوبة أبصارهم
ً
ا وإقبـا
ً
بيوتهـا إدبار
عنهـا، لا يبصـرون بنيـة الـدار، ومـا أعد
فيهـا وربمـا عثـر بعضهـم بالشـيء الـذي
وضـع موضعـه، وأعـد للحاجـة إليـه،
وهـو جاهـل للمعنـى ولمـا أعـد ولمـاذا
جعـل كذلـك؟ فتذمر وتسـخط وذم الدار
وبانيهـا.
فهـذه حـال هـذا الصنف فـي إنكارهم
مـا أنكروا من أمر الخلقـة وثبات الصنعة.
أذهانهـم عـن معرفة
)4(
فإنهـم لمـا غربـت
الأسـباب والعلـل فـي الأشـياء، صـاروا
يجولـون فـي هـذا العالـم حيـارى، ف
يفهمـون مـا هـو عليـه مـن إتقـان خلقته،
وحسـن صنعتـه، وصـواب هيئتـه. وربمـا
وقـف بعضهـم علـى الشـيء يجهل سـببه،
ـه ووصفه
ّ
ِ
فيـه، فيسـرع إلـى ذم
)5(
والأرب
بالإحالـة والخطـأ، كالـذي أقدمـت عليـه
الكفـرة، وجاهرت بـه الملحدة
)6(
المنانيـة
المارقـة الفجـرة، وأشـباههم مـن أهـل
ÍÃMI¹Ä
ملف العدد
العدد (٦٧) شهر رمضان - شوال 8341ه
1...,69,70,71,72,73,74,75,76,77,78 58,59,60,61,62,63,64,65,66,67,...148
Powered by FlippingBook