38
العدد (57) رجب - شعبان 8341 ه
الصحيفة السجادية:
بوصفها دعاء
ُ
الثقافة
أ.م.د. علي مجيد البديري
جامعة البصرة / كلية الآداب
في الثقافة والدعاء:
ملف العدد
قرآنيــة
ٌ
آيــات
ْ
نــت
َّ
بي
ٌ
عديــدة، وأحاديــث كثيــرة
E
وردت عــن النبــي
خصوصيــة الدعــاء فــي
B
وأهــل بيتــه
حيــاة المؤمــن وأهميتــه فــي ســلوكه
اليومــي، فهــو مــن أهــم العبــادات التــي
لا ترتبـط بوقـت محـدد، أو لـه مقدمـات
عـن أنـه مصاحـب
ً
عمليـة واجبـة، فضـ
بشــكل وجوبــي أو اســتحبابي لبعــض
العبـادات الأخـرى، ومـن هنـا نقـرأ قولـه
ْ
ب
ِ
ج
َ
ـت
ْ
س
َ
ـي أ
ِ
ون
ُ
ع
ْ
اد
ُ
ـم
ُ
ك
ُّ
ب
َ
ر
َ
ـال
َ
ق
َ
(و
تعال ـى:
ـي
ِ
ت
َ
اد
َ
ب
ِ
ع
ْ
ـن
َ
ع
َ
ون
ُ
ر
ِ
ب
ْ
ك
َ
ـت
ْ
س
َ
ي
َ
يـن
ِ
ذ
َّ
ال
َّ
ن
ِ
إ
ْ
ـم
ُ
ك
َ
ل
،
(غافــر:06)
) َ
ين
ِ
ر
ِ
اخ
َ
د
َ
ــم
َّ
ن
َ
ه
َ
ج
َ
ون
ُ
ل
ُ
خ
ْ
د
َ
ــي
َ
س
قول ـه: (الدع ـاء سـ ح
E
وع ـن النب ـي
، وقولـه: (الدعاء
)1(
المؤمـن وعمـاد الديـن)
.
)2(
مـخ العبـادة؛ ولا يهلـك مع الدعـاء أحد)
هــو مركــزي فــي العبــادة إذن، ويــؤدي
فيهـا، كمركزيـة المخ
ً
وهامـا
ً
خطيـرا
ً
دورا
فـي جسـد الإنسـان، الـذي يسـيطر علـى
فعاليات الإنسـان الرئيسـة وحسـه وحركته
وانفعالاتــه وتفكيــره، وكمــا أن أعضــاء
الجسـد ترتبـط عـن طريـق شـبكة معقـدة
مــن الأعصــاب بالمــخ وتوصــل لــه عــن
ة إشـارات عصبية
ّ
ـاتها الحسـي
َّ
طريـق مجس
مختلفــة وتســتلم منــه نبضــات كهربائيــة
هــي اســتجابات وأوامــر، فــإن الدعــاء
يمتل ـك ه ـذا ال ـدور اله ـام، ويق ـوم به ـذه
ً
الوظائـف المركزيـة فـي فعـل العبـادة أيـا
A
كان مصداقـه، بـل إن الإمـام الصـادق
ه العبـادة عينهـا، إذ يقـول: (إن الدعـاء
ُّ
يعـد
، ذل ـك أن المؤم ـن يصـدر
)3(
هـو العب ـادة)
فـي دعائـه مـن حاجـة يرفعهـا لقاضيهـا،
بفقــره وحاجتــه وفاقتــه،
ٌ
فهــو متيقــن
بغنـى المدعـو وقدرتـه
ٌ
مثلمـا هـو مؤمـن
ÍÃMI¹Ä
