57
مجلة ينابيع
تحدد بعض الأحداث خارطة
المستقبل، وتبني أحداث أخر
حدود كيانات سياسية ودولية،
ولكنها تبقى في أكثر الأحيان محتفظة
بجذوة الكيانات السابقة، وعلى طبائع
النفوس ومواقع العلاقات، ولكن في بعض
الحالات المنفردة للاحداث تتغير جميع
الأنماط الحياتية، ليس فقط السياسية
والاجتماعية، بل حتى الخلجات النفسية،
والاستقرارات الروحية، وتتعداها إلى
تغييرات كونية، وقد كانت البعثة النبوية
المشرفة من هذا النمط من الأحداث،
وتلاها حدث آخر تمم الفاعلية التغييرية
لهذه الواقعة الربانية، إذ مثلت حادثة
ا للبعثة النبوية كانت له
ً
ا معين
ً
الغدير توجيه
ا إلى فاعليته
ً
آثاره الحياتية العميقة، مضاف
الغيبية التي قد تعجز عنها التصورات
عن
ً
الطبيعية للإنسان إدراكها، فض
التفاعل معها.
وعندما نحاول تلمس عمق آثار
الأحداث نرى أن الأثر الفعال والقاعدة
لكثير من الآثار الأخرى يتمثل بالجنبة
العقدية والمساحة الفكرية للحدث، ضمن
إطاره ومبرراته، ونحن في كل عام نستذكر
ومنهج حياة ترك أثره
ً
وعقيدة
ً
الغدير حادثة
العميق، لا في أمة الإسلام فقط، بل في
العمق التاريخي والتجاذب الفكري والأثر
الاجتماعي للواقع الإنساني، ولهذا كان من
الضرورة تسليط الضوء ولو بحسب سعة
المقام، وليس بما يستحقه البحث، على
الجانب العقائدي لبيعة الغدير.
وقد يمكن إدراج الكثير من النقاط
في
ً
الغديرية العقائدية، ولكن الكلام فع
جوانب محددة مهمة ونترك التكملة إلى
ÍÃMI¹Ä
الأثر العقائدي لبيعة الغدير
الأثر العقائدي
لبيعة الغدير
سماحة الشيخ محمد آل حيدر
مدير مدرسة دار الحكمة الإسلامية
ملف العدد
