مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 42

42
مجلة ينابيع
العدد (17) ذو القعدة ــ ذو الحجة 7341هـ
رسائل وخطب
على المنبر
A
رقى الإمام الحسن بن علي
A
لما قتل الإمام أمير المؤمنين
فأراد الكلام فخنقته العبرة فقعد ساعة ، ثم قام فقال :
ا
ً
بالهيبة ، متكبر
ً
ا في أزليته ، متعظ
ً
الحمد لله الذي كان في أوليته ، وحداني
بكبريائه وجبروته ، ابتدأ ما ابتدع ، وأنشأ ما خلق على غير مثال كان سبق مما خلق ،
ربنا اللطيف بلطف ربوبيته، وبعلم خبره فتق ، وبأحكام قدرته خلق جميع ما
خلق، فلا مبدل لخلقه ولا مغير لصنعه ، ولا معقب لحكمه، ولا راد لأمره ، ولا
مستراح عن دعوته، خلق، ولا زوال لملكه ، ولا انقطاع لمدته فوق كلشيء علا،
ومن كل شيء دنى، فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى، وهو بالمنظر الأعلى
احتجب بنوره، وسمى في علوه، فاستتر عن خلقه، وبعث إليهم شهيدا عليهم
وبعث فيهم النبيين مبشرين ومنذرين ، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي
عن بينة ، وليعقل العباد عن ربهم ما جهلوه ، فيعرفوه بربوبيته بعد ما أنكروه
والحمد لله الذي أحسن الخلافة علينا أهل البيت ، وعنده نحتسب عزانا في خير
، ولقد أصبنا
A
، وعند الله نحسب عزانا في أمير المؤمنين
F
الآباء رسول الله
ا إلا أربعمائة درهم أراد أن يبتاع
ً
ا ولا دينار
ً
به الشرق والغرب، والله ما خلف درهم
ا
ً
أن الأمر يملكه اثني عشر إمام
F
ا، ولقد حدثني جدي رسول الله
ً
لأهله خادم
مقتول أو مسموم .
ّ
من أهل بيته وصفوته : ما منا إ
/ص41)
A
( الروائع المختارة من خطب الإمام الحسن
1...,43,44,45,46,47,48,49,50,51,52 32,33,34,35,36,37,38,39,40,41,...148
Powered by FlippingBook