مجلة ينابيع
8
العدد (76) ربيع الأول ــ ربيع الثاني 7341هـ
كلمة
العدد
ً
في الوقت الذي تعيش فيه أمتنا صراعا
تدعمه التحالفات البغيضة التي عملت
ً
مريرا
على زرع الفتنة في أرجاء الأمة الإسلامية،
حتى أصبحت المعارك الدامية والاعتداءات
السافرة ممزقة كيان الأمة الإسلامية، وكانت
المنطقة عبارة عن لهيب نار تتقاذفها أمواج
الفتن وتزعزع استقرارها الأيدي الخبيثة،
فتشرد الملايين من أوطانهم، وقتل الآلاف،
وسبي المئات من الأطفال والنساء على أيدي
العتاة المردة.
ففي هذه المرحلة الراهنة التي قد تعد
من أخطر المراحل في تأريخ الأمة الإسلامية
المعاصر نلاحظ أصابع الإثارة تلعب بين
الحين والآخر بمقدرات الأمة، وتحاول العمل
على تمزيق ما تبقى فيها من المعالم والقيم،
وإذكاء الفتنة الطائفية مرة بعد أخرى، ومن
الغريب ما نراه من المحاولات المتكررة التي
تصدر من الطبقة المثقفة التي يرجى منها
لملمة الوضع، وجمع الكلمة، ولو من أجل
مصلحة بلدة معينة، أو مكان أو قومية أو فئة
من جديد، وتحاول
ً
معينة، وإذا بها تأجج نارا
إذكاءها بطرح مشاريع تحسبها توعوية ـ لو
نريد أن نحسن الظن ـ وكأنها تسهم بشكل
كبير في درء الخطر المحدق بالأمة الإسلامية
من الصراعات الطائفية الواسعة التي تشهدها
البلاد الإسلامية اليوم، ولكنها لا تخرج في
واقع الحال عن كونها مشاريع ذات طابع
طائفي مقيت، ينطوي في طياته اعتداء سافر،
وتجاهل للملايين من أبناء هذه الأمة.
وتأتي هذه المحاولة ضمن المحاولات
في
ً
المتكررة عبر تاريخنا المعاصر خصوصا
هذه الحقبة من الزمن، حيث انتشار التشيع
بشكل كبير، ووضوح المعالم للطائفة الشيعية
الحقة بشكل لا يقبل الشك حتى أصبحت
الدعوة للمذهب لا تحتاج إلى أكثر من النظر
إلى الطقوس الدينية والشعائر التي يمارسها
عن النظر في الأدلة
ً
أهلها، وكان ذلك مغنيا
ومحالة استخراج الحق منها. وكأن الخطر
المحدق بالأمة الإسلامية يكمن في انتشار
التشيع، ووصوله إلى البقاع الإسلامية المترامية
الأطراف؟ حتى يلتجئ الأزهر ـ الذي يعتبر
مؤسسة دينية ذات طابع إقليمي ـ إلى عقد
مسابقة ثقافية عن خطر التشيع، ونشره
مالية عالية
ً
في المجتمع السني، ويضع قيما
للفائزين بهذه المسابقة، ولم يقتصر على الكتابة
وخصوص الجانب العلمي لهذه المسابقة، بل
جوائز قيمة.. لمن؟
±°¯
