الكتاب: خاتمة المستدرك
المؤلف: الميرزا النوري
الجزء: ٣
الوفاة: ١٣٢٠
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه
تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: محرم ١٤١٦
المطبعة: ستارة - قم
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم - ايران
ردمك: ٩٦٤-٣١٩-٠٠٤-٨
ملاحظات: ٩٦٤-٥٥٠٣-٨٤-١ / ٩ VOLS.

خاتمة
مستدرك الوسائل
تأليف
المحدث الجليل
الميرزا الشيخ حسين النوري الطبرسي
المتوفى 1320 ه‍
الجزء الثالث
تحقيق
مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
1

BP النوري، حسين بن محمد تقي، 1254 - 1320 ه‍.
136 خاتمة مستدرك الوسائل / تأليف الميرزا الشيخ حسين النوري
504 و 4 ح / الطبرسي، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث. - قم: مؤسسة
9 ن آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، 1416 ه‍.
1416 ه‍. ج. نموذج.
المصادر بالهامش.
1. أحاديث الشيعة - القرن الثاني عشر. 2. الحديث - علم
الرجال. أ. مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث. المحقق.
ب. العنوان. ج. العنوان: مستدرك الوسائل.
ردمك (شابك) 1 - 84 - 5503 - 964 / احتمالا 9 أجزاء
. VOLS 9 / 1 - 84 - 5503 - ISBN 964
ردمك (شابك) 8 - 004 - 319 - 964 / ج 3
3. VOL / 8 - 004 - 319 - ISBN 964
الكتاب: خاتمة مستدرك الوسائل / ج 3
المؤلف: المحدث النوري
تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم
الطبعة: الأولى - محرم 1416 ه‍
الفلم والألواح الحساسة (الزنك): واصف
المطبعة: ستارة - قم
الكمية: 3000 نسخة
السعر: 5000 ريال
2

بسم الله الرحمن الرحيم
3

جميع الحقوق محفوظة ومسجلة
لمؤسسة آل البيت - عليهم السلام - لإحياء التراث
مؤسسة آل البيت - عليهم السلام - لإحياء التراث
قم - دور شهر (خيابان شهيد فاطمي) كوچه 9 - پلاك 5
ص. ب. 996 / 37185 - هاتف 4 - 730001
4

[من هنا تبدأ طرق المحقق الحلي]
يروي (1) عن جماعة من المشايخ العظام، وفقهاء أهل البيت عليهم
السلام:
الأول: والده الشيخ حسن. في الامل: كان فاضلا، عظيم
الشأن (2).
عن والده: الشيخ أبي زكريا يحيى الأكبر بن الحسن بن سعيد الحلي.
في الامل: كان عالما عققا (3):
وفي الرياض: كان من أكابر الفقهاء في عصره، وقد نقل الشهيد في
شرح الارشاد في بحث قضاء الصلوات الفائتة عنه القول بالتوسعة، قال: ومن
المتأخرين القائلين بالتوسعة قطب الدين الراوندي، ونصير الدين عبد الله بن
حمزة الطوسي، وسديد الدين محمود الحمصي، والشيخ يحيى بن سعيد - جد
.

(1) اي الشيخ أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذلي الحلي،
الملقب: بالمحقق على الاطلاق كما تقدم.
(2) أمل الآمل 2: 80 / 223.
(3) أمل الآمل 2: 345 / 1066
5

الشيخين (1) نجم الدين ونجيب الدين - نقله عنه يحيى - يعني صاحب الجامع
في مسألته في هذا المقام (2).
عن الشيخ الفقيه أبي محمد عربي بن مسافر العبادي.
في المنتجب: فقيه صالح بالحلة (3).
وفي مزار محمد بن المشهدي: حدثنا الشيخ الأجل، الفقيه العالم، أبو
محمد عربي بن مسافر، قراءة عليه بداره بالحلة السيفية، في شهر ربيع الأول سنة
ثلاث وسبعين وخمسمائة (4).. إلى آخره.
وفي الرياض: شيخ جليل كبير من أصحابنا رضي الله عنهم (5).
وفي الامل: فاضل جليل، فقيه عالم، يروي عن تلامذة الشيخ أبي علي
الطوسي كالياس بن هاشم وغيره، يروي الصحيفة الكاملة عن بهاء الشرف
بالسند المذكور في أؤلها (6).
وقال الشيخ البهائي في حاشية أربعينه: العبادي - بفتح العين المهملة -
منسوب إلى عبادة، اسم قبيلة (7).
وهذا الشيخ يروي عن جماعة.
(أ) - الشيخ الجليل عماد الدين الطبري، صاحب بشارة المصطفى،
.

(1) في المخطوط والحجرية: الشيخ،، با أثبتناه من غاية المراد والرياض.
(2) غاية المراد ونكت الارشاد: 16، رياض العلماء 5: 343.
(3) فهرس منتجب الدين: 136 / 304.
(4) مزار المشهدي: 820.
(5) رياض العلماء 3: 310.
(6) أمل الآمل 2: 169 / 501.
(7) أربعين البهائي: لم نعثر عليه فيه
6

ويأتي في مشايخ السيد محيي الدين بن زهرة (1).
(ب) - الشيخ الأمين حسين بن طحال، ويأتي في مشايخ ابن نما (2).
(ج) - الشيخ الفقيه الجليل أبو عبد الله الحسين ابن الشيخ جمال الدين
هبة الله بن الحسين بن رطبة السوراوي، كان من أكابر مشايخ أصحابنا.
عن الشيخ الأجل أبي علي ابن شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي رحمه
الله.
(د) - الشيخ أبي محمد إلياس (3) بن محمد بن هشام الحائري، العالم،
الفاضل، الجليل.
عن الشيخ أبي علي الطوسي.
الثاني: السيد الإمام العالم النحرير المعظم، محيي (4) الملة والدين،
أبو حامد نجم الاسلام محمد بن أبي القاسم عبد الله بن علي بن زهرة الحلبي،
صاحب كتاب الأربعين، الذي ألفه في حقوق الاخوان، ومنه نقل الشهيد
الثاني في رسالة كشف الريبة رسالة الصادق عليه السلام إلى النجاشي والي

(1) يأتي في صفحة. 13.
(2) يأتي في صفحة: 19.
(3) لم يذكر للشيخ عربي بن مسافر من المشايخ في المشجرة سوى الأخير، فراجع.
(4) ذكره في المشجرة باسم: السيد محيي الدين الحسيني صاحب الأربعين. وذكر له ثلاثة مشايخ
وهم:
1 - ابن حمزة.
2 - ابن شهرآشوب.
3 - ابن البطريق.
وهنا أضاف ثلاثة آخرين.
7

الأهواز (1) وعندنا نسخة منه بخط الشيخ الجباعي، نقله عن خط الشهيد رحمه
الله وكانت أمه بنت الشيخ الفقيه محمد بن إدريس (2)، كما ضرح هو في بعض
إجازاته:
يروي عن جماعة:
أ - رشيد الدين بن (3) شهرآشوب المازندراني، الآتي ذكر اسمه
الشريف إن شاء تعالى (4).
ب - عمه الأكرم، السيد عز الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة
الحسيني الحلبي، الفقيه الجليل المعروف، صاحب الغنية وغيرها، المتولد في
الشهر المبارك سنة إحدى عشرة وخمسمائة، المتوفى سنة خمس وثمانين وخمسمائة،
هو وأبوه وجده وأخوه وابن أخيه من أكابر فقهائنا، وبيتهم بيت جليل بحلب.
قال في القاموس: وبنو زهرة شيعة بحلب (5).
ونقل القاضي في المجالس عن تاريخ ابن كثير الشامي، أن في سنة سبع
وخمسمائة (6) لما فرغ الملك صلاح الدين أيوب من مهم ولاية مصر، واطمأن من

(1) كشف الريبة: 122 - 131.
(2) هنا حاشية لشيخنا الطهراني.
نقل عن خط ابن إدريس أنه بلغ الحلم سنة 558، وذكر السيد محيي الدين أنه قرأ على
عمه حمزة بن زهرة سنة 584 - قبل بلوغه العشرين - فكيف تكون أمه بنت ابن إدريس؟ ولعل
ما يأتي على ظهر الصفحة! في السطر الثالث [] من ضمير هو راجع إلى المفيد.
(3) رواية كل منهما عن الاخر بنحو التدبيج كما يظهر من المشجرة.
(4) يأتي في صفحة: 57.
(5) القاموس المحيط 2: 43.
(6) حاشية أخرى للشيخ الطهراني:
ولم يفطن واحد منهم إلى أن ولادة صلاح الدين الأيوبي كانت سنة 532، ولكن الخطأ نشأ
من التاريخ، فإن ابن كثير ذكر هذا في حوادث سنة 570 لا سنة 507، راجع التفاصيل في
البداية والنهاية: 12 / 289، ولكنه ذكر فيه: وأن تكون عقودهم وأنكحتهم إلى الشريف أبي
طاهر بن أبي المكارم حمزة بن زاهر، والظاهر أن هذا أيضا خطأ فإن في سنة 570 منتهى زعامة
أبي المكارم ابن زهرة وعظمته، فكيف يطلبون أن تكون أنكحتهم إلى أبي طاهر في حياة أبيه أبي
المكارم؟! فالظاهر إن كلمة (أبي طاهر بن) زائدة كما أن زاهر مصحف زهرة، وتاريخ ابن كثير
كثير الخطأ المطبعي، وان الأصل الصحيح هكذا:
إلى الشريف الطاهر أبي المكارم فكلمة أبي وابن قبل الطاهر وبعده زائدة، ليس لأبى المكارم
ابن يكنى أبا طاهر، وقد وقع لأهل حلب نظير ذلك من قبل، أي: في عام 552، حيث اشتد
المرض بالملك العادل نور الدين فاستخلف أخاه نصرة الدين وأوصاه أن يقيم بحلب، وأسد
الدين شيركوه في دمشق، فتوجه نصرة الدين إلى حلب، وأغلق والي القلعة الأبواب في وجهه
كما في ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي، قال في صفحة: 349. فثارت أجداث حلب وقالوا.
هذا صاحبنا وملكنا بعد أخيه، وزحفوا في السلاح إلى باب البلد فكسروا أغلاقه ودخل نمرة
الدين وأصحابه... واقترحوا على نصرة الدين اقتراحات من جملتها. إعادة رسمهم في التأذن
بحي على خير العمل محمد وعلي خير البثر، فأجابهم إلى ما رغبوا فيه وأحسن القول لهم
والوعد.... آقا بزرك الطهراني.
8

أمره، توجه إلى أخذ بلاد الشام، وجاء منها إلى حلب، ونزل بظاهر حلب،
واضطرب والي حلب من ذلك، فطلب أهل حلب إلى ميدان العراق، وأظهر
لهم المودة والملاءمة، وبكى بكاء شديدا، ورغبهم في حرب صلاح الدين،
فعاهده جميعهم في ذلك، وشرط عليه الروافض أمورا، منها: إعادة حي على خير
العمل في الآذان، ومنها: أن يفوض عقودهم وأنكحتهم إلى الشريف الطاهر
أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني الذي كان مقتدى شيعة حلب. فقبل ذلك
الوالي جميع تلك الشروط (1) انتهى.
وأنت خبير بأن ولادة السيد بعد هذا التاريخ بأربع سنين، وقد نقل في
الرياض تاريخ الولادة والوفاة عن كتاب نظام الأقوال للفاضل نظام الدين
التفريشي، ثم نقل ترجمة السيد عن الامل (2)، إلى أن نقل عن القاضي ما

(1) البداية والنهاية 6: 289، مجالس المؤمنين 1: 507.
(2) أمل الآمل 2: 105 / 293.
9

نقلناه (1)، ولم يتعرض لهذا التناقض. وأعجب منه ما في الروضات، فإنه نقل
ما في النظام، وأعقبه بلا فصل ما في تاريخ ابن كثير (2)، ولم يتفطن للمناقضة.
وبالجملة فلا يبعد أن يكون التوهم من ابن كثير، وأن المقتدى للشيعة
والد السيد.
1 - عن أبي منصور السيد الجليل محمد بن الحسن بن منصور النقاش.
في الامل: فاضل صالح، فقيه (3).
ووصفه صاحب المعالم في إجازته بقوله: السيد الكبير أبي منصور (4).
عن أبي علي ابن شيخ الطائفة.
ويروي السيد أبو المكارم (5) أيضا.
2 - عن الشيخ العفيف الزاهد القارئ أبي علي الحسن بن الحسين،
المعروف بابن الحاجب الحلبي.
عن الشيخ الجليل أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي سهل
الزينوآبادي، بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام.
عن الشيخ الفقيه رشيد الدين علي بن زيرك القمي.
والسيد العالم أبي هاشم المجتبى بن حمزة بن زهرة بن زيد الحسيني.

(1) رياض العلماء 2: 206.
(2) روضات الجنات 2: 276 / 225.
(3) أمل الآمل 2: 260 / 767.
(4) بحار الأنوار 109: 39.
(5) لم يذكر للسيد أبي المكارم بن زهرة في المشجرة سوى شيخين هما:
1 - السيد محمد بن الحسن النقاش.
2 - محمد بن إدريس الآتي.
ولم يتعرض للأخيرين ولا لطرقهما، فلاحظ.
10

عن المفيد عبد الجبار الرازي، الآتي (1).
ويروي أيضا (2).
3 - عن الفقيه أبي عبد الله الحسين بن طاهر بن الحسين الصوري.
عن الشيخ العالم أبي الفتوح الآتي ذكره (2).
ويروي السيد أيضا (4):
4 - عن الجليل والده علي بن زهرة.
هذا، وقال شيخنا الحر في الامل - بعد ترجمة السيد وعد مؤلفاته ما لفظه -:
رواها عنه ابن أخيه السيد محي الدين محمد وغيره، ويروي عنه أيضا شاذان
ابن جبرئيل، ومحمد بن إدريس، وغيرهما (5). انتهى.
وفي الرياض - بعد نقل ما في الامل -: ولعل في رواية شاذان بن جبرئيل
وابن إدريس عنه نظرا، فلاحظ (6).
وفي الروضات. وتأمل أيضا - يعني صاحب الرياض - في رواية ابن
إدريس عنه، وكان النظر منه في تأمله هذا ما لعله وجده في كتاب المزارعة من
السرائر بهذه الصورة (7). ثم نقل العبارة، وفيها: انه أورد على السيد فتوى له
في الغنية، وأنه كتبه إليه، وأن السيد اعتذر بأعذار غير واضحة، وأبان أنه ثقل
عليه. إلى آخر ما لعله يأتي في ترجمته (8).

(1) يأتي في صفحة: 116.
(2) السيد أبي المكارم بن زهرة.
(3) يأتي في صفحة: 72.
(4) السبد أبي المكارم بن زهرة.
(5) أمل الآمل 2: 106 / 293.
(6) رياض العلماء 2: 208.
(7) روضات الجنات 2: 375.
(8) يأتي في صفحة 42.
11

قال: وأنت خبير بأن هذه الكيفية إن لم تؤكد عقد الرواية بينهما - كما هي
من دأب السلف الصالحين بمحض ملاقاتهم القرناء - لا تنافي ذلك بوجه من
الوجوه - وتشنيعات ابن إدريس على جده الأمجد، الذي هو شيخ الطائفة، أكثر
منها على هذا الرجل بكثير، فليعتذر عنه فيها، بحمل الامر على الصحة من
الشخص الكبير (1). انتهى.
ولا يخفى أنه لا ربط لما ذكره، لنظر صاحب الرياض وتأمله، كيف وقد
قرن معه شاذان، ولم يكن بينهما ما توهمه السبب لعدم رواية ابن إدريس عن أبي
المكارم.
ج - والده أبو القاسم [بن] (2) علي صاحب المؤلفات الكثيرة.
عن أخيه أبي المكارم ابن زهرة.
د - الفقيه ابن إدريس صاحب السرائر.
قال صاحب المعالم في إجازته الكبيرة: حكى الشيخ نجيب الدين يحيى
ابن سعيد - في الإجازة التي تكرر الحديث عنها - عن السيد محيي الدين ابن زهرة
أنه قال: أخبرني بكتاب الرسالة المقنعة للشيخ المفيد - إجازة - الفقيه فخر
الدين أبو عبد الله محمد بن إدريس الحلي العجلي، وهو جدي
لأمي (3)... إلى آخره.
ويأتي ذكر طرق ابن إدريس إن شاء الله تعالى (4).
ه‍ - الشريف الفقيه عز الدين أبو الحارث محمد بن الحسن بن علي
الحسيني العلوي البغدادي. في الامل: كان من فضلاء عصره (5).

(1) روضات الجنات 2: 376.
(2) سقطت كلمة (بن) من المخطوطة والحجرية، إذ هو: أبو القاسم عبد الله بن علي كما سلف.
(3) انظر بحار الأنوار 109: 41.
(4) تأتي في الصفحة 460.
(5) أمل الآمل 2: 260 / 764.
12

عن الشيخ الفقيه قطب الدين الراوندي.
و - الشيخ الأجل شمس الدين أبو الحسين أو أبو زكريا - كما في إجازة
العلامة (1) - يحيي بن الحسن بن الحسين بن علي محمد بن بطريق الحلي
الأسدي، مؤلف كتاب العمدة الذي جمع فيه ما في الصحاح الستة، وتفسير
الثعلبي، ومناقب ابن المغازلي من مناقب أمير المؤمنين عليه السلام بحيث لم
يغادر شيئا من ذلك، ولم يذكر فيه شيئا من غيرها، ولم يسبقه إلى هذا التأليف
البديع أحد من أصحابنا. ومؤلف كتاب المستدرك بعد العمدة، أخرج فيه قريبا
من ستمائة حديث من كتب أخرى لهم عثر عليها بعد تأليف العمدة، كالحلية
لأبي نعيم، والمغازي لابن إسحاق، والفردوس لابن شيرويه الديلمي، ومناقب
الصحابة للسمعاني، وغيرها. وغير - ذلك من المؤلفات.
عن الشيخ الامام عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم علي بن
محمد بن علي الطبري الآملي الكجي، العالم الجليل، الفقيه النبيل، صاحب
كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، صلوات الله عليهما، في أربعة أجزاء،
على ما عثرنا على نسخ عديدة منه بعضها عتيقة.
وفي الامل. إنه سبعة عشر جزءا (2)، وهو غريب، والظاهر أن نسخة
العلامة المجلسي هي مثل التي عندنا. فما عثرنا على خبر أخرجه منها فقدناه نما
عندنا. فالمظنون أنه من طغيان قلمه، أو من أخذه عنه. وقد ذكر الجليل ابن
شهرآشوب البشارة من مؤلفاته، في المعالم (3)، ولم يتعرض لذلك.
وهذا الشيخ يروي عن جماعة:

(1) أنظر بحار الأنوار 107: 79.
(2) أمل الآمل 2: 234 / 298.
(3) معالم العلماء: 119 / 789.
13

أولها: الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسي (رحمه الله).
ثانيها: شمس الدين أبي محمد الحسن بن بابويه، المعروف بحسكا، كما
تقدم ذكره في مشايخ سبطه منتجب الدين (1).
ثالثها. الشيخ الأمين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن
بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام.
قال في المنتجب: فقيه صالح (2).
وفي الرياض - في ترجمة ابنه أبي طالب حمزة، ما لفظه -: أبو طالب حمزة
هذا ولد الشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن لخزانة مولانا أمير
المؤمنين عليه السلام، والراوي للصحيفة الكاملة السجادية، وقد مر في ترجمة
والده الشيخ محمد بن أحمد المذكور، أنه كان صهر الشيخ الطوسي على ابنته،
وأنه ولد له منها الشيخ أبو طالب هذا، فكان الشيخ الطوسي جده الأمي،
والشيخ أبو علي خاله (3) انتهى.
وله مشايخ عديدة على ما يظهر من البشارة:
1 - كالشيخ الجليل أبي جعفر الطوسي والد زوجته (4).
2 - والشريف النقيب أبي الحسن زيد بن ناصر العلوي.
عن الشريف أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن العلوي صاحب كتاب
التعازي (5).
3 - وكأبي يعلى حمزة بن محمد بن يعقوب الدهان (6) - في الرياض: كان من

(1) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 431.
(2) فهرس منتجب الدين: 172 / 420.
(3) رياض العلماء 2: 312.
(4) بشارة المصطفى 660.
(5) بشارة المصطفى: 17.
(6) بشارة المصطفى: 2.
14

أكابر علمائنا -.
عن أبي الحسن محمد بن أحمد الجواليقي.
عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد (1).،،،
4 - وكالشيخ الفقيه أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي.
عن أبيه محمد بن أحمد.
عن الصدوق رحمه الله.
5 - وكالشيخ أبي الفرج محمد بن أحمد بن محمد بن عامر بن علان
المعدل.. وغير هؤلاء مما لا حاجة إلى نقله.
رابعها: الشيخ أبي البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقاء
البصري، الذي قرأ عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سنة 516،
بأسانيده الموجودة في البشارة (2).
خامسها: الشيخ الفقيه أبي النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى
السمان، في المنتجب: ورع فقيه (3).
سادسها: والده أبي القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه.
سابعها: أبي اليقظان [الشيخ] عمار بن ياسر.
ثامنها: ولده: أبي القاسم سعد بن عمار.
يروي هؤلاء الثلاثة عن. الشيخ الزاهد إبراهيم بن أبي نصر الجرجاني.
عن السيد الزاهد محمد بن حمزة الحسيني المرعشي رحمه الله.
عن أبي عبد الله الحسين بن بابويه، أخ الصدوق (رحمه الله).
تاسعها: الشريف أبي البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة العلوي،

(1) رياض العلماء 2: 217.
(2) بشارة المصطفى: 4 و 8 و 24.
(3) فهرس منتجب الدين: 160 / 375.
15

الزيدي في النسب والمذهب.
عاشرها: أبي غالب سعيد بن محمد الثقفي، الكوفيان. كذا في
البشارة، وقال: أخبراني (1) بها سنة 560 (2).
1 - عن الشريف أبي عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي،
صاحب كتاب التعازي.
عن أبيه (3).
، 2 - وعن عمر بن إبراهيم الكناني المقري.
3 - وعن محمد بن عبد الله الجعفي.
4 - وعن أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني.
5 - وعن زيد بن جعفر بن محمد بن صاحب (4)
6 - وعن محمد بن الحسين السملي.
7 - وعن جعفر بن محمد الجعفري، وغيرهم بأسانيدهم الموجودة في
البشارة، وفرحة الغري (5).
حادي عشرها: أبي محمد الجبار بن علي بن جعفر - المعروف بحدقة -
الرازي، قال في البشارة: أخبرني بها بقراءتي عليه سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
عن أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين النيشابوري، وهو عم
الشيخ أبي الفتوح الرازي المفسر، الآتي في مشايخ ابن شهرآشوب (6).

(1) أي. التاسع والعاشر.
(2) في المصدر: سنة 510، وهو اشتباه.
(3) بشارة المصطفى: 50.
(4) في البشارة. ابن حاجب.
(5) بشارة المصطفى: 87، وفرحة الغري:
(6) يأتي في صفحة: 72.
16

ثاني عشرها: الشيخ الأديب أبي علي محمد بن علي بن قرواش التميمي.
قال في البشارة: وأخبرني بقراءتي عليه في المحرم، سنة ست عشرة وخمسمائة،
بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
عن أبي الحسين محمد بن محمد النقاد الحميري (1).
ثالث عشرها: الشيخ العالم محمد بن علي بن عبد الصمد بن محمد
النيشابوري، الآتي في مشايخ رشيد الدين بن شهرآشوب (2).
رابع عشرها: أبي طالب (3) يحيى. قال في البشارة: حدثنا السيد الإمام
الزاهد أبو طالب يحيى بن الحسن بن عبد الله الجواني الحسيني، في داره بآمل، لفظا
منه، في محرم سنة تسع وخمسمائة.
قال: أخبرنا الشيخ أبو علي جامع بن أحمد الدهشاني، بنيشابور، في
شهر ربيع الأول سنة ثلاث وخمسمائة.
قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن العباس.
قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الثعالبي.
قال: أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري الفروضي.
قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد.
قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي (4). إلى آخر
ما في صحيفة الرضا عليه السلام.

(1) بشارة المصطفى: 51.
(2) يأتي في صفحة: 64.
(3) أقول: لم يذكر في المشجرة للطبري من المشايخ سوى أربعة وهم الأول والثاني ممن ذكرهم هنا،
اما الآخران فهم:
1 - قوام الدين عمد بن عمد البحراني.
2 - شاذان بن جبريل القمي صاحب إزاحة العلة.
(4) بشارة المصطفى: 131.
17

وهذا سند آخر غير الأسانيد التي ذكرناها في الفائدة السابقة (1).
الثالث: من مشايخ نجم الدين المحقق، شيخ الفقهاء في عصره
نجيب الدين أبو إبراهيم أو أبو جعفر - كما في إجازة الشهيد لابن الخازن -
محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الحلي الربعي،
المعروف بابن نما، على الاطلاق.
وفي إجازة الشهيد الثاني: وعن الجماعة (2) كلهم رضوان الله تعالى
عليهم، جميع مصنفات ومرويات الشيخ الامام العلامة نجيب
الدين (3)... إلى آخره.
وفي إجازة ولده: ذكر الشيخ محمد بن صالح القسيني في إجازته للشيخ
نجم الدين بن طمان، بعد أن ذكر أنه قرأ عليه كتاب النهاية للشيخ أبي جعفر
رضي الله عنه: وقد أذنت له في روايته عني عن شيخي الفقيه السعيد المعظم
شيخ الطائفة ورئيسها غير مدافع، نجيب الدين أبي إبراهيم محمد بن
جعفر (4)... إلى آخره.
وهذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة:
(أ) - برهان الدين محمد بن محمد القزويني، المتقدم ذكره (5).
(ب) - والده جعفر بن نما.
1 - عن الفقيه ابن إدريس، ويأتي (6).

(1) تقدم في الجزء الأول. صفحة: 217 وما بعدها.
(2) وهم ستة من مشايخ العلامة كابني طاووس والمحتق وابن عمه. (منه تدس سره).
(3) انظر بحار الأنوار 108: 157.
(4) انظر بحار الأنوار 109: 36.
(5) تقدم في الجزء الثاني في صفحة: 428.
(6) يأتي في صفحة:. 4.
18

2 - وعن الحسين بن رطبة، وقد مر (1).
3 - وعن أبيه الجليل: هبة الله بن نما، الموصوف في كثير من الأسانيد
بالرئيس العفيف.
وفي مزار الشيخ محمد بن المشهدي: أخبرني الشيخ الفقيه العالم، أبو
البقاء هبة الله بن نما (2).
وفي الامل: فاضل صالح (3).
وفي الرياض: فاضل، عالم، فقيه جليل (4).
عن الشيخين الجليلين: أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال
المقدادي.
وإلياس بن هشام (5).
عن أبي علي بن شيخ الطائفة.
(ج) - الشيخ الجليل السعيد (6) المتبحر أبو عبد الله محمد بن جعفر بن
علي بن جعفر المشهدي الحائري المعروف بمحمد بن المشهدي، وابن
المشهدي، مؤلف المزار المشهور الذي اعتمد عليه أصحابنا الأبرار الملقب.
بالمزار الكبير - في بحار الأنوار - وقد مر في الفائدة السابقة (7) بعض ما يتعلق

(1) تقدم في صفحة: 7.
(2) المزار الكبير: 625.
(3) أمل الآمل 2: 343 / 1062.
(4) رياض العلماء 5: 316.
(5) الأول موجود في المشجرة دون هذا.
(6) لم يذكر في المشجرة للشيخ ابن نما من المشايخ إلا ثلاثة، الأولان والفقيه ابن إدريس الحلي
ولم يذكره هنا، وما ذكره من المشايخ من ابن المشهدي وغيره لم يتعرض لهم في المشجرة ولا
لطرقهم، فراجع.
(7) تقدم في الجز الأول صفحة: 358.
19

به وبكتابه هذا، وله أيضا كتاب بغية الطالب، وإيضاح المناسك، وكتاب
المصباح، أشار إليهما في مزاره (1).
يروي عن جماعة من الاعلام، صرح ببعضها المحقق صاحب المعالم في
إجازته الكبيرة، وببعضها هو بنفسه في مزاره.
أولهم: شمس الدين يحيى ابن البطريق، وقد مر (2).
ثانيهم: عز الدين السيد بن زهرة، وقد سبق (3).
ثالثهم: مهذب الدين الحسين بن ردة، الذي مر ذكره في مشايخ
والد العلامة (4).
رابعهم: سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي، الآتي في مشايخ
السيد فخار (5).
خامسهم: أبو البقاء هبة الله بن نما، وقد تقدم (6).
سادسهم: أبو عبد الله الحسين بن جمال الدين هبة الله بن الحسين
ابن رطبة السوراوي، الفقيه الجليل، الموصوف في الإجازات بكل جميل.
قال صاحب المعالم: وذكر الشيخ نجم الدين ابن نما في إجازته. إنه
يروي جميع كتب الشيخ بالإجازة عن والده، عن الشيخ محمد بن جعفر
المشهدي، عن الشيخين الجليلين أبي عبد الله الحسين بن هبة الله بن رطبة،
وأبي البقاء هبة الله بن نما. فابن رطبة يرويها عن الشيخ أبي علي عن والده،

(1) المزار الكبير: 119 - 120.
(2) تقدم في صفحة: 13.
(3) تقدم في صفحة: 8.
(4) تقدم في الجز الثاني صفحة: 419.
(5) تأتي في صفحة: 33.
(6) تقدم في صفحة. 19.
20

وأبو البقاء يرويها عن الحسين بن طحال عن أبي علي عن والده (1).
سابعهم: الشيخ الأمير الزاهد أبو الحسين - ويقال: أبو الحسن -
ورام بن أبي فراس ورام بن حمدان بن عيسى بن أبي نجم بن ورام بن حمدان بن
خولان بن إبراهيم بن مالك بن الحارث الأشتر النخعي. العالم الفقيه الجليل،
المحدث المعروف، صاحب كتاب تنبيه الخاطر، الملقب بمجموعة ورام.
المذكور في الإجازات الذي خلط فيه أخبار الامامية بآثار المخالفين، ومواعظ
الخلفاء الراشدين عليهم السلام بملفقات المنافقين، وأكثر فيه النقل عن حسن
- وهو سامري هذه الأمة - ابن أبي الحسن البصري، حتى ظن جم من ناسخيه
أنه المجتبى الزكي، أو أبو محمد العسكري صلوات الله عليهما.
وفي المنتجب: عالم فقيه صالح، شاهدته بحلة، ووافق الخبر الخبر (2). توفي ثاني
محرم سنة 605 على ما ضبطه ابن الأثير في الكامل في وقائع السنة المذكورة.
قال: توفي أبو الحسين ورام بن أبي فراس الزاهد بالحلة السيفية، وهو
منها، وكان صالحا (3).
وقال الشهيد (رحمه الله) في شرح الارشاد: ومن الناصرين للقول
بالمضايقة الشيخ الزاهد أبو الحسن ورام بن أبي فراس رضي الله عنه فإنه صنف
فيها مسألة حسنة الفوائد، جيدة المقاصد.
وقال السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: كان جدي ورام بن أبي
فراس قدس الله - جل جلاله - روحه، ممن يقتدى بفعله، وقد أوصى أن يجعل

(1) انظر بحار الأنوار 109: 35.
(2) فهرس منتجب الدين: 195 / 522.
(3) الكامل في التاريخ 12: 282، ولاستكمال الفائدة انظر الثقات العيون (سادس القرون):
327، والأنوار الساطعة (المائة السابعة): 197.
21

في فمه بعد وفاته فمن عقيق عليه أسماء أئمته صلوات الله عليهم (1).
أ - عن سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي، العلامة
المتكلم المتبحر، صاحب - كتاب المنقذ من التقليد والمرشد إلى التوحيد، المعروف
بالتعليق العراقي، الذي هو في فن الكلام - وما في الروضات (2) في شأنه وهم
لا يخفى على من رآه - وقد رأيته منذ زمان عند بعض العلماء، وغير ذلك من
ا لمؤلفات.
وفي المنتجب: علامة زمانه في الأصولين، ورع. وعد له جملة من
المؤلفات، وقال: حضرت مجلس درسه سنين (3).
واعلم أن الموجود في كتب التراجم والإجازات، وكتب الشهيدين،
وغيرهم، في مسألة ميراث ابن العم للأبوين، والعم للأب إذا كان معه خال أو
خالة، والسرائر في مواضع، ونسخ معالم الأصول، وغير ذلك من المواضع التي
فيها ذكر لهذا الشيخ، وجملة منها بخطوط العلماء: الحمصي - بالمهملتين - نسبة
إلى حمص - بكسر الحاء - البلد المعروف بالشامات، الواقع بين حلب ودمشق.
قال المحقق الداماد - في تعليقاته على قواعد الشهيد -: كلما قال شيخنا
الشهيد السعيد - قدس الله لطيفته - في كتبه: الشاميين. إلى أن قال. وكلما
قال: الشاميون، فإنه يعني بهم إياهما، والشيخ الفقيه المتكلم الفاضل سديد
الدين محمود بن الحسن الحمصي.
وكذا قال في الرياض في الألقاب (4)، وقال في موضع آخر: فلعل أصله

(1) فلاح السائل: 75.
(2) روضات الجنات 7: 161.
(3، فهرس منتجب الدين: 164 / 389.
(4) رياض العلماء: 458 من القسم الثاني المخطوط.
22

كان من الري، ثم صار حمصيا، أو بالعكس فلاحظ.
وعن خط البهائي أنه قال: وجدت بخط بعضهم أن سديد الدين
الحمصي - الذي هو من مجتهدي أصحابنا - منسوب إلى حمص قرية بالري،
وهي الآن خراب (1).
وأقول: هذا هو الأظهر، ولعل الحمصي - بتشديد الميم -، ويحتمل تخفيفه
وهو المشهور. انتهى، وفيه ما لا يخفى.
ثم إن للفاضل المعاصر في الروضات هنا كلاما طويلا غريبا، وخلاصته
- بعد حذف فضوله - أنه ليس بالحمصي - بتشديد الميم - المأخوذ من الحمص:
الحب المعروف، ولا بالحمصي المنسوب إلى حمص الشام، لأنه غير مذكور في
تواريخ العرب الاسلامية، بل هو حمضي - بتشديد الميم والضاد - لأنه قال في
القاموس في مادة حمض: ومحمود بن علي الحمضي - بضمتين مشددة - متكلم
شيخ للفخر الرازي (2).
قال: وهذا من جملة فرائد فوائد كتابنا هذا، فليلاحظ وليتمحظ
وليتحفظ، وليتقبل، ولا تغفل (3): انتهى.
قلت: لاحظنا فرأينا فيه مواقع للنظر:
الأول: أن المراد من التواريخ إن كان تاريخ حمص لأبي عيسى، وتاريخه
لعبد الصمد بن سعيد، فلم يعثر عليهما. وإن كان غيره فلا ملازمة. وتخطئة
هؤلاء الاعلام - كما صرح به - من غير مستند، خروج عن الاستقامة.
الثاني: أن تقديم كلام الفيروزآبادي على كلام أساطين الدين إزراء

(1) رياض العلماء 5: 203.
(2) القاموس المحيط 2: 29 3 - حمض.
(3) روضات الجنات 7: 163.
23

بالعلماء الراشدين.
الثالث: أن مجرد الاشتراك في الاسم، واسم الأب، لا يوجب تطبيق ما
ذكره في القاموس لشيخنا سديد الدين.
الرابع: أن شيخنا الحمصي، المتكلم المتعصب في مذهبه، كيف يصير
شيخا لهذا المتعصب في التسنن، وقد قال هو - كما تقدم (1) في ترجمة القطب
الرازي -: ولم نر أحدا من أهل السنة من نهاية تعصبهم في أمر المذهب يروي
عن أحد من علماء الشيعة، ويدخلهم في جريدة مشايخه. وبذلك استدل على
تسنن القطب، لأنه يروي عنه الشريف الجرجاني، والبدر الحنفي.
الخامس: إنا تفحصنا في ترجمة الرازي من كتب القوم، فلم نر أحدا ذكر
هذا الحمصي من مشايخه - مع تعرضهم لمشايخه - حتى في كتاب الروضات،
مع شدة اهتمامه في ضبط هذه الأمور، فينبغي عد هذا من أغلاط القاموس.
السادس: أن الرازي قال في تفسيره في آية المباهلة: المسألة الخامسة:
كان في الري رجل يقال له: محمود بن الحسن الحمصي، وكان معلم الاثني
عشرية، وكان يزعم أن عليا عليه السلام أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد
صلى الله عليه وآله، ثم ذكر كيفية استدلاله بقوله تعالى: أو أنفسنا " (2) وأجاب
عنه بالاجماع على أن النبي أفضل من غيره، وأن عليا عليه السلام لم يكن
نبيا (3).
وأنت خبير بأن المراد بمن ذكره سديد الدين المعروف، فلو كان هو
شيخه كيف يعبر عنه بهذه العبارة الركيكة، ويذكره منكرا مجهولا، والموجود في
التفسير - أيضا - بالصاد المهملة.

(1) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 396.
(2) آل عمران 3: 61.
(3) تفسير الفخر الرازي 8: 86.
24

السابع: أن صاحب القاموس بنفسه متردد في ذلك، ومع ذلك خطأه
شركاء فنه.
أما الأول: فإنه وإن قال في باب الضاد ما نقله، إلا أنه قال في باب
الصاد في مادة حمص. وحمص كورة بالشام. إلى أن قال: وبالضم مشددا محمود
ابن علي الحمصي، متكلم أخذ عنه الامام فخر الدين الرازي، أو هو
بالضاد (1).
أما الثاني: فقال أبو الفيض السيد محمد مرتضى الحسيني الواسطي
الزبيدي، في الجزء الرابع من كتابه تاج العروس في شرح القاموس، بعد نقل
تلك العبارة: وزيادة الرازي بعد الحمصي، وهكذا ضبطه الحافظ في التبصير، وقال
بعد قوله: أو هو بالضاد، والأول أصوب (2).
وقال - أيضا في الجزء الخامس في باب الضاد بعد نقل كلام المصنف.
وقد تقدم للمصنف في الصاد أيضا، وذكرنا هناك أنه هو الصواب، وهكذا ضبطه
الحافظ وغيره، فإيراده ثانيا تطويل مخل لا يخفى (3)، انتهى.
ومراده بالتبصير، كتاب تبصير المتنبه في تحرير المشتبه، للحافظ ابن حجر
العسقلاني النقاد، الذي إليه يلجأ أصحابهم في أمثال المقام، فظهر بهذه السبع
الشداد أن ما حققه من أفحش أغلاط كتابه.
وهذا الشيخ الجليل يروي:
عن الشيخ الامام موفق الدين الحسين بن [أبي] (4) الفتح الواعظ
البكر آبادي الجرجاني:

(1) القاموس المحيط 2: 299.
(2) تاج العروس 4: 383.
(3) ناج العروس 5: 23.
(4) ما بين المعقوفين أثبتناه من فهرس منتجب الدين.
25

في المنتجب. فقيه صالح ثقة (1).
عن الشيخ أبي على الطوسي.
ويروي الشيخ ورام أيضا.
ب - عن السيد الاجل الشريف أبي الحسن علي بن إبراهيم العريضي
العلوي الحسيني.
في الرياض: كان من أجلة علماء عصره، ومشاهيرهم (2).
1 - عن الحسين بن رطبة وقد مر (3).
2 - وعن الشيخ علي بن علي بن نما.
عن أبي محمد الحسن بن علي بن حمزة الأقساسي، من ولد الشهيد بن
الشهيد يحيي بن زيد، العالم الشاعر الأديب الشريف المعروف بابن
الأقساسي.
ثامنهم: الشيخ العالم المقرئ أبو عبد الله محمد بن هارون، المعروف
بالكال، كذا في إجازة صاحب المعالم (4).
ونقل عن ابن نما أنه عد من كتبه مختصر كتاب التبيان في تفسير القرآن،
وكتاب متشابه القرآن، وكتاب اللحن الجلي واللحن الخفي، قال: وقال
العلامة: وكان هذا المقرئ واسع الرواية عن العامة والخاصة.
وقال السيد علي بن طاووس في كتاب التحصين لاسرار ما زاد عن كتاب
اليقين، في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام: رأينا في كتاب نور الهدى والمنجي

(1) فهرس منتجب الدين: 46 / 79.
(2) رياض العلماء 3: 325.
(3) تقدم في صفحة: 7.
(4) انظر بحار الأنوار 109: 22.
26

من الردى، تأليف الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الجاوابي،
وعليه خط الشيخ السعيد الحافظ محمد بن محمد المعروف بابن الكال بن
هارون، وأنهما قد اتفقا على تحقيق ما فيه، وتصديق معانيه (1).
وقال - في موضع آخر بعد ذكر كتاب نور الهدى -: وعليه كما ذكرناه خط
المقرئ الصالح محمد بن هارون الكال، بأنه قد أتفق مع مصنفه على تحقيق ما
تضمنه كتابه من تحقيق الاخبار والأحوال (2).
تاسعهم: الشيخ الجليل أبو محمد نجم الدين عبد الله بن جعفر بن
محمد الدوريستي، العالم الفقيه، المحدث المعروف.
عن جده أبي جعفر محمد بن موسى بن جعفر.
عن جده الجليل، جعفر بن محمد، الآتي في مشايخ الشيخ شاذان بن
جبرئيل، القمي (3).
عاشرهم: الشيخ الفقيه أبو محمد (4) جعفر بن أبي الفضل بن
شعرة الجامعاني، كذا في إجازة صاحب المعالم (5).
عن السيد الجليل بهاء الشرف، راوي الصحيفة الكاملة.
حادي عشرهم: والده: جعفر بن علي المشهدي، كذا في
الإجازة السابقة (6).
وفى الامل: الشيخ الجليل جعفر بن محمد المشهدي، عالم فقيه، يروي

(1) التحصين. مخطوط.
(2) التحصين: مخطوط.
(3) يأتي في صفحة: 38.
(4) لفظ: محمد لم ترد في الحجرية وانظر صفحة: 51 والمصدر.
(5) انظر بحار الأنوار 109: 23.
(6) انظر بحار الأنوار 109: 48.
27

عنه ولده محمد (1).
عن السيد بهاء الشرف المذكور.
ثاني عشرهم: الشريف أبو القاسم بن الزكي العلوي.
من السيد المذكور.
ثالث عشرهم: الشريف أبو الفتح بن الجعفرية. قال في المزار:
أخبرني الشريف الجليل العالم أبو الفتح محمد بن محمد الجعفرية أدام
الله عزه.
ووصفه السيد فخار في كتاب الحجة بقوله: الشريف أبو الفتح محمد بن
محمد بن الجعفرية العلوية الطوسي الحسيني الحائري.
أ - عن الشيخ الفقيه عماد الدين أبي القاسم الطبري.
ب - وعن الشريف أبي الحسن محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن
العلوي الحسيني.
عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن.
عن والده.
رابع عشرهم: سالم بن قبادويه.
في الامل: فاضل جليل القدر (2).
قال صاحب المعالم: يروي كلاهما عن السيد السند المذكور (3).
خامس عشرهم: السيد عز الدين شرف شاه بن محمد الحسيني الأفطسي
النيسابوري، المعروف بزيارة، المدفون بالغري على ساكنه السلام، عالم

(1) أمل الآمل 2: 53 / 133.
(2) أمل الآمل 2: 124 / 351.
(3) بحار الأنوار 109: 48.
28

فاضل، له نظم رائق، ونثر لطيف. كذا في المنتجب (1).
ووصفه في الإجازة السابقة بقوله: الشريف الاجل شرفشاه (2)، وفي
موضع: السيد الاجل الشريف شرفشاه بن محمد بن الحسين بن زيارة
الأفطسي (3).
عن شيخه الفقيه جمال الدين أبي الفتوح الرازي، الآتي (4).
سادس عشرهم: الشيخ المكين أبو منصور محمد بن الحسن بن
المنصور. النقاش الموصلي.
أ - عن الشريف أبي الوفاء المحمدي الموصلي.
عن أبي عبد الله محمد بن محمد، شيخنا المفيد.
ويروي أبو منصور النقاش:
ب - عن أبي علي الطوسي، كما تقدم (5).
سابع عشرهم: الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب،
الآتي ذكره (6).
ثامن عشرهم: السيد الاجل، جلال الدين عبد الحميد بن التقي
عبد الله بن أسامة العلوي الحسيني، وهو جد السيد الاجل بهاء الدين علي
صاحب الأنوار المضيئة، كما تقدم (7).

(1) فهرس منتجب الدين: 96 / 194.
(2) بحار الأنوار 109: 23.
(3) بحار الأنوار 109: 47.
(4) يأتي في صفحة: 72.
(5) تقدم في صحفة. 10.
(6) يأتي في صفحة: 57.
(7) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 296 - 297.
29

قال المشهدي في المزار: أخبرني السيد الاجل عبد الحميد.. إلى قوله:
الحسيني (رضي الله عنه) في ذي القعدة، من سنة ثمانين وخمسمائة قراءة عليه
بالحلة (1).. إلى آخره.
وفي الامل: فاضل صالح (2).
وفي الرياض: من أكابر علماء الإمامية (3).
أ - عن السيد الاجل السيد فضل الله الراوندي، الآتي (4).
ب - وعن الشيخ المقرئ أبي الفرج أحمد بن حشيش القرشي.
عن الشيخ العدل الحافظ أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون القرشي
(المعروف بأبي إجازة) (2).
عن الشريف أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن
العلوي الحسني، صاحب كتاب التعازي، وغيره. وقد مر في الفائدة السابقة
ما يتعلق به وبكتابه (6).
تاسع عشرهم. الشيخ الجليل الفاضل أبو الخير سعد بن أبي
الحسن الفراء رضي الله عنه كذا وصفه المشهدي في مزاره (7).
عن الشيخ الفقيه أبي عبد الله الحسين بن طحال المقدادي، المتقدم
ذكره (8).

(1) المزار: 147.
(2) أمل الآمل 2: 145 / 423.
(3) رياض العلماء 3: 79.
(4) يأتي في صفحة: 104.
(5) ما بين القوسين لم يرد في الحجرية.
(6) مر في الجزء الأول صفحة: 371.
(7) المزار: 158.
(8) تقدم في صفحة: 19.
30

عن أبي علي الطوسي.
العشرون: الشريف الاجل العالم أبو جعفر محمد المعروف بابن
الحمد النحوي أجازه سنة 571.
الحادي والعشرون: عماد الدين الطبري.
قال في المزار: أخبرنا الشيخ الفقيه، العالم، عماد الدين محمد بن أبي
القاسم الطبري قراءة عليه وأنا اسمع، في شهور سنة ثلاث وخمسين
وخمسمائة، بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه (1).
عن الشيخ المفيد أبي علي الطوسي.
الثاني والعشرون: الشيخ عربي بن مسافر.
قال في المزار: أخبرني الشيخان الاجلان، العالمان الفقيهان، أبو
محمد عربي بن مسافر (2)، وهبة الله بن نما (3) بن علي بن حمدون رضي الله
عنهما قراءة عليهما، في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وسبعين
وخمسمائة (4).. إلى آخره، وقد تقدم ذكرهما.
(د) - الشيخ الامام عماد الدين أبو الفرج علي بن الشيخ الامام قطب
الدين الراوندي (5).
في المنتجب: فقيه ثقة (6). انتهى.
ويروي عنه جماعة كثيرة يظهر منها جلالة قدره، ومر ذكرهم متفرقا.

(1) المزار: 685.
(2) تقدم في صفحة: 6.
(3) تقدم في صفحة: 19.
(4) المزار: 753.
(5) من مشايخ محمد بن نما الحلي، وهذا لم يذكره في المشجرة.
(6) فهرس منتجب الدين: 127 / 275.
31

عن جماعة كثيرة:
أولهم: والده الامام قطب الدين الراوندي (1).
ثانيهم: ضياء الدين السيد فضل الله الراوندي (2).
ثالثهم: جمال الدين الشيخ أبو الفتوح الرازي المفسر (3).
رابعهم: سديد الدين محمود بن علي الحمصي (4).
خامسهم: أمين الدين الفضل بن الحسن الطبرسي، صاحب مجمع
البيان (5).
صرح بذلك كله المحقق صاحب المعالم في إجازته الكبيرة (6)، ويأتي ذكر
طرقهم.
(ه‍) - أبو الحسن (7) علي بن يحيي بن علي الخياط، الذي مر ذكره في
مشايخ رضي الدين علي بن طاووس (8).
الرابع: من مشايخ نجم الدين المحقق الحلي (رحمه الله): السيد
السند النسابة العلامة شيخ الشرف، شمس الدين أبو علي فخار بن معد
الموسوي.

(1) تأتي في صفحة: 79.
(2) تأتي في صفحة: 104.
(3) تأتي في صفحة: 72.
(4) تقدم في صفحة: 22.
(5) تأتي في صفحة: 69.
(6) بحار الأنوار 109: 22 - 27.
(7) عد للشيخ محمد بن نما الحلي هنا خمسة مشايخ وذكر له في المشجرة ثلاثة، اثنان هما والده
وبرهان الدين محمد بن محمد القزويني، ولم يتعرض هنا لثالثهم وهو: محمد بن إدريس الحلي،
فصار مجموع مشايخه ستة.
(8) مر في الجزء الثاني صفحة: 465.
32

وقد مر ذكر سلسة آبائه في مشايخ ابن معية (1)، وهو من أكابر مشايخنا
العظام، وأعاظم فقهائنا الكرام، الموصوف في التراجم والإجازات بكل جميل،
وهو مؤلف كتاب الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب (عليه السلام)،
وعندنا منه نسخة عتيقة، وهو كتاب لطيف نافع جامع في فنه، ويظهر منه
مشايخه الذين يروي عنهم.
أ - الشيخ الفقيه عربي بن مسافر، وقد تقدم (2).
ب - السيد الاجل عبد الحميد بن عبد الله التقي، الذي مر في مشايخ
ابن المشهدي (3).
ج - الشيخ الجليل أبو الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل بن
إسماعيل بن أبي طالب القمي، نزيل مهبط وحي الله، ودار هجرة رسول الله
صلى الله عليه وآله، العالم الفقيه الجليل، المعروف، صاحب المؤلفات البديعة
التي منها: رسالة إزاحة العلة في معرفة القبلة، وقد أدرجها العلامة المجلسي
بتمامها في البحار، وكتاب الفضائل المعروف الدائر، ومختصره المسمى
بالروضة، وغيرها. وقال الشهيد في الذكرى: وهو من أجلاء فقهائنا (4).
يروي عن جماعة:
أولهم: عماد الدين أبو القاسم الطبري، صاحب البشارة، وقد
تقدم (5).
ثانيهم: أبوه الفاضل، جبرئيل بن إسماعيل (6).

(1) مر في الجزء الثاني صفحة: 316.
(2) تقدم في صفحة: 6.
(3) تقدم في صفحة. 29.
(4) ذكرى الشيعة: 163.
(5) تقدم في صفحة: 13.
(6) لم يرد أبوه في المشجرة، ولا طريق له.
33

عن الشيخ أبي الحسن محمد بن محمد البصروي.
في الامل: فقيه فاضل نقلوا له أقوالا في كتب الاستدلال كما في المدارك
في مسالة ماء البئر وغيرها - وذكر أنه من قدمائنا -.
وفي فقه المعالم، وغيرهما، له كتاب المفيد في التكليف (1).
وقال في ترجمة الشريف المعروف بابن الأشرف البحريني: فاضل فقيه
يروي عن محمد بن محمد البصروي كتاب التكليف (2).
عن علم الهدى السيد المرتضى.
وقال المحقق الكاظمي في المقابيس. ومنها: البصروي للشيخ الجليل
النبيل المعظم المعتمد أبي الحسن محمد بن محمد رضي الله عنه، وقد ذكره
السروي في الكنى (3) وغيره، وحكى بعض أقواله في الفقه، وله كتاب المفيد
في التكليف، ولم أجده، وروى عن المرتضى وله منه إجازة، وروى عنه الفقيه
الفاضل الشريف المعروف بابن الشريف (4) أكمل البحراني، وكذا الشيخ
الثقة العالم الفقيه العظيم الشأن أبو الفضل شاذان صاحب رسالة إزاحة العلة
في معرفة القبلة، وغيرها، عن أبيه الشيخ جبرئيل بن إسماعيل القمي عنه (5)
ثالثهم: الشيخ الفقيه أبو محمد ريحان بن عبد الله الحبشي.
في الامل. كان عالما فقيها محدثا (6) وقال عبد الرحمن السيوطي في كتاب
أزهار العروش في أخبار الحبوش ومنهم: ريحان الحبشي أبو محمد الزاهد

(1) أمل الآمل 2: 298 / 903.
(2) أمل الآمل 2: 132 / 372.
(3) معالم العلماء: 336 / 926.
(4) ظاهرا: ابن أشرف (منه قدس سره).
(5) مقابس الأنوار: 9.
(6) أمل الآمل 2: 120 / 338.
34

الشيعي، كان بالديار المصرية من فقهاء الإمامية الكبار يكرر على النهاية
والذخيرة، وقال: ما حفظت شيئا فنسيته، يصوم جميع الأيام المسنونة، وكان
ابن رزيك يعظمه، ويقول: ما ساد من بني حام إلا لقمان وبلال، وأنا أقول.
ريحان ثالثهم، مات في حدود الستين وخمسمائة (1).
أ - عن أبي الفتح محمد بن عثمان الكراجكي الآتي ذكره إن شاء الله
تعالى (2).
ب - وعن القاضي عز الدين عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي (3)،
العالم الفاضل، المحقق الفقيه.
1 - عن العلامة الكراجكي.
2 - وعن الجليل أبي الصلاح تقي الدين (4) نجم بن عبيد الله الحلبي،
الفقيه النبيه المعروف، خليفة شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي في البلاد الشامية
صاحب كتاب الكافي في الفقه المنقول فتاويه في الكتب المبسوطة، وشرح
الذخيرة، وكتاب تقريب المعارف الذي قد أكثر المجلسي في فتن البحار النقل
عنه وغيرها. وهو المراد بالحلبي إذا أطلق في كلمات الفقهاء.
وهو رحمه الله يروي:
عن السيد المرتضى علم الهدى.
والشيخ الطوسي.
ويروي القاضي عبد العزيز بن أبي كامل أيضا:

(1) أزهار العروش: مخطوط. وانظر: الوافي بالوفيات 14: 165.
(2) يأتي في صفحة: 126.
(3) يروي الحبشي عن الشيخ عبد العزيز بن أبي كامل، عن الشيخ الكراجكي وابن البراج، وعن
الشيخ عبد الجبار المقري الرازي المفيد كما في المشجرة.
(4) ذكره في المشجرة كونه شيخا للداعي الحسن فقط.
35

3 - عن سميه اسما ولقبا عز الدين أبي القاسم عبد العزيز بن نحرير بن
عبد العزيز البراج (1)، الفقيه الكامل الجليل، القاضي في طرابلس الشام في مدة
عشرين سنة تلميذ علم الهدى، وشيخ الطائفة، وكان يجري السيد عليه في كل
شهر دينارا، وهو المراد بالقاضي على الاطلاق في لسان الفقهاء، وهو صاحب
المهذب والكامل، والجواهر، وضرح الجمل للسيد، والموجز وغيرها. وربما عد
بعض هذه الكتب في ترجمة ابن أبي كامل وهو اشتباه نشأ من المشاركة في
الاسم، وفي جملة من التراجم التعبير عن لقب ابن البراج بعز المؤمنين، توفي
رحمه الله ليلة الجمعة لتسع خلون من شعبان سنة 481، وكان مولده ومنشؤه
بمصر.
عن علم الهدى.
وعن شيخ الطائفة.
وعن أبي الصلاح الحلبي.
وعن أبي الفتح الكراجكي.
رابعهم: الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر العمري
الطرابلسي.
في الرياض: من أجلة علمائنا (2).
وفي الامل: فاضل جليل القدر (3).
عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي، المتقدم ذكره (4).
خامسهم: السيد الجليل أبو المكارم ابن زهرة، صاحب الغنية،

(1) لم يذكر في المشجرة منهم الا الأول والثالث فقط.
(2) رياض العلماء 3: 245.
(3) أمل الآمل 2: 163 / 476.
(4) تقدم في صفحة: 35.
36

وقد مر ذكر طرقه (1).
سادسهم: الشيخ أبو محمد حسن بن حسولة بن صالحان القمي،
الخطيب بالجامع العتيق.
عن الشيخ الصدوق أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس
الدوريستي، العالم الجليل، المعروف بيته - آباء وأبناء - بالفقاهة والفضل حتى
قال في المنتجب في ترجمة ابنه عبد الله: له الرواية عن أسلافه مشايخ دوريست
فقهاء الشيعة (2).
وفي الامل: ثقة عين عظيم الشأن (3)، وفي مجالس القاضي - نقلا عن
الشيخ الجليل عبد الجليل بن محمد القزويني في بعض رسائله في الإمامة عند
ذكر هذا الشيخ -: أنه كان مشهورا في جميع الفنون، مصنفا، كثير الرواية،
من أكابر هذه الطائفة وعلمائهم، معظما في الغاية عند نظام الملك الوزير، وكان
يذهب في كل أسبوعين مرة من الري إلى قرية دوريست، وهي على فرسخين
من الري لسماع ما كان يريده من بركات أنفاسه، ويرجع، ثم قال: وهو من
بيت جليل تحلو بحليتي العلم والإمامة عن قديم الزمان (4).
وهذا الشيخ (5) الجليل يروي عن جماعة.
أ - الشيخ المفيد (6).

(1) تقدم في صفحة: 10.
(2) فهرس منتجب الدين: 128 / 276.
(3) أمل الآمل 2: 53 / 137
(4) مجالس المؤمنين 1: 482.
(5) عبر عنه في المشجرة ب‍: جعفر بن محمد بن أحمد الدرويش، وهو غلط، وذكر له مشايخ ثلاث:
والده والشيخ المفيد والسيد المرتضى ولم يذكر لوالده طريق سوى روايته عن الصدوق.
(6) تبدأ طرقه من صفحة. 245.
37

ب - السيد المرتضى (1).
ج‍ - السيد الرضي (2).
د - الشيخ الطوسي (3)، ويأتي ذكر طرقهم إن شاء الله تعالى.
ه‍ - والده محمد بن أحمد.
عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه الصدوق.
و - الشيخ الأقدم أحمد بن محمد بن عياش، صاحب كتاب الأغسال
الذي قد كثر عنه النقل في كتب العبادات، وكتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمة
الاثني عشر عليهم السلام، وهو مع صغر حجمه من نفائس الكتب.
ز - والده الشيخ الجليل محمد بن أحمد بن العباس بن الفاخر
الدوريستي، في الامل: فقيه، عالم، فاضل (4).
عن الشيخ الأجل أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه الصدوق.
سابعهم: أبو جعفر محمد بن موسى بن أبي عبد الله جعفر بن
محمد الدوريستي المتقدم (5).
عن جذه أبي عبد الله المذكور.
وأعلم أن العلامة رحمه الله قال في إجازته الكبيرة: إنه يروي عن والده
والسيد جمال الدين أحمد بن طاووس، والشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر
ابن سعيد جميعا عن السيد فخار العلوي الموسوي عن الشيخ شاذان بن جبرئيل
القمي عن الشيخ أبي عبد الله الدوريستي، عن الشيخ المفيد (رضي الله) عنه

(1) تبدأ طرقه من صفحة: 220.
(2) تبدأ طرقه من صفحة: 209.
(3) تبدأ طرقه من صفحة: 183.
(4) أمل الآمل 2: 241 / 711 كذا، والظاهر تكرار ذكر والده.
(5) تقدم في صفحة: 27.
38

جميع كتبه ورواياته، وذكر أيضا انه يروي جميع مصنفات الشيخ السعيد علي
ابن بابويه القمي قدس الله روحه بهذا الاسناد عن شاذان بن جبرئيل، عن
جعفر بن محمد الدوريستي، عن أبيه، عن الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد
ابن علي بن بابويه عن أبيه المصنف (1).
وصريح هذا الكلام أن الشيخ شاذان يروي عن أبي عبد الله الدوريستي
بلا واسطة سبطه، وأبي محمد الحسن بن حسولة، وهو مع مخالفته لسائر
الإجازات من ذكر الواسطة بعيد في الغاية، وقد تنظر فيه لذلك المحقق صاحب
المعالم في إجازته الكبيرة، وبسط القول فيه، وذكر أن كل من في طبقة شاذان
كابن إدريس والشيخ منتجب الدين وعربي بن مسافر يروون عن أبي عبد الله
الدوريستي المذكور بواسطتين، فكيف يروي الشيخ شاذان عنه بغير
واسطة (2)؟! وهو كلام متين.
ويؤيده أن الذين يروون عن أبي عبد الله الدوريستي كلهم في طبقة
مشايخ الشيخ شاذان، كالسيد العالم مهدي بن أبي حرب الحسيني شيخ شيخنا
الطبرسي صاحب الاحتجاج والسيد علي بن أبي طالب السليقي شيخ رواية
القطب الراوندي، والفقيه عبد الجبار المقري الرازي من تلامذة الشيخ
الطوسي، والسيد المرتضى بن الداعي من مشايخ منتجب الدين وأمثالهم.
وقد رام السيد الفاضل المعاصر في الروضات (3) أن يصحح كلام العلامة
فأتعب نفسه ولم يأت بشئ قابل للنقل والايراد.
ثامنهم: السيد السند أحمد بن محمد الموسوي.

(1) بحار الأنوار 107: 69.
(2) بحار الأنوار 109: 41.
(3) روضات الجنات 4: 177.
39

في الامل: كان عالما فاضلا جليلا (1).
عن القاضي ابن قدامة في المنتجب: فاضل (2).
عن السيدين الجليلين: علم الهدى السيد المرتضى، وأخيه: السيد
الرضي طاب ثراهما.
تاسعهم: الشيخ محمد بن سراهنك..
قال ابن طاووس في فرحة الغري: أخبرني والدي رضي الله عنه عن
أبي علي فخار الموسوي، عن شاذان بن (3) جبرئيل القمي، عن الفقيه محمد بن
سراهنك، عن علي بن علي بن. عبد الصمد (4)، الآتي (5) في مشايخ ابن
شهرآشوب (6).
د - الشيخ الفقيه، والمحقق النبيه فخر الدين أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن إدريس الحلي العجلي العالم الجليل المعروف الذي أذعن بعلو مقامه في
العلم والفهم، والتحقيق والفقاهة، أعاظم الفقهاء في إجازاتهم وتراجمهم.
فقال الشهيد في إجازته لابن الخازن الحائري: وبهذا الاسناد عن فخار،
وابن نما مصنفات الشيخ العلامة المحقق فخر الدين أبي عبد الله محمد بن
إدريس الحلي الربعي (8).

(1) أمل الآمل 2: 27 / 72.
(2) فهرس منتجب الدين: 151 / 350.
(3) ورد في الحجرية فوق كلمة (بن) حرف الاستظهار: ظ.
(4) فرحة الغري: 134.
(5) يأتي في صفحة: 63.
(6) ذكر في المشجرة للشيخ شاذان بن جبرئيل القمي مشايخ ثلاث وهم: الطرابلسي، والطبري،
وإلياس بن هاشم الحائري ولم يذكره هنا، فيصير مشايخه عشرة.
(7) الشيخ الرابع للسيد أبو علي فخار بن معد الموسوي.
(8) بحار الأنوار 107: 189.
40

وقال المحقق الثاني في إجازته للقاضي صفي الدين. ومنها جميع
مصنفات ومرويات الشيخ الامام السعيد المحقق حبر العلماء والفقهاء، فخر
الملة والحق والدين، أبي عبد الله محمد بن إدريس الحلي الربعي برد الله
مضجعه، وشكر له سعيه، بالأسانيد. المتقدمة إلى الشيخ الفقيه محمد بن نما
بحق روايته عنه بالقراءة وغيرها، فإنه أشهر تلامذته (1).
وقال الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة: وعن المشايخ الثلاثة - يعني نجيب
الدين ابن نما، والسيد فخار، والسيد محيي الدين أبي حامد - جميع مصنفات
ومرويات الشيخ الامام العلامة المحقق فخر الدين أبي عبد الله محمد بن
إدريس الحلي (2). إلى غير ذلك مما لا حاجة إلى نقله بعد وضوح حاله.
والشيخ تقي الدين بن داود لظنه أن الاعراض عن أخبار الآحاد إعراض
عن أخبار أهل البيت عليهم السلام وهو قادح في العدالة بل الايمان، أدرجه
في الضعفاء، ومع ذلك قال: محمد بن إدريس العجلي الحلي كان شيخ الفقهاء
بالحلة، متقنا في العلوم، كثير التصانيف لكنه أعرض عن أخبار أهل البيت
عليهم السلام بالكلية (3)، وفيه ما لا يخفى، وقد رأيت من مؤلفاته مختصر تفسير
التبيان للشيخ أبي جعفر الطوسي، والظاهر أنه غير كتابه التعليقات الذي هو
حواش وإيرادات عليه.
. وينبغي التنبيه هنا على أمرين:
الأول: في مجموعة الشهيد، ونقله في البحار أيضا عن خطه أنه قال.
قال الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الامامي العجلي: بلغت الحلم
سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وتوفي إلى رحمة الله ورضوانه سنة ثمان وسبعين

(1) بحار الأنوار 108: 73.
(2) بحار الأنوار 108: 158.
(3) رجال بن داود: 269 / 429.
41

وخمسمائة (1).
والظاهر أن كلمة سبعين مصحفة من تسعين، وكثيرا يصحف أحدهما
بالأخرى كتصحيف السبع بالتسع وبالعكس، ولهذا يصرحون كثيرا ما في أمثال
هذه المقامات بقولهم بتقديم السين أو التاء، والشاهد على ما استظهرناه أمور:
منها: قوله في كتاب الصلح. من السرائر: فيما لو أخرج الانسان من داره
روشنا إلى طريق المسلمين - بعد نقل القولين فيه ما لفظه - وهو الصحيح الذي
يقوى في نفسي، لان المسلمين من عهد الرسول صلى الله عليه وآله إلى يومنا
هذا وهو سنة سبع وثمانين وخمسمائة لم يتناكروا (2).. إلى آخره.
ومنها: قوله (رحمه الله) في كتاب المواريث في مسالة الحبوة: والأول من
الأقوال هو الظاهر المجمع عليه عند أصحابنا المعمول به، وفتاويهم - في عصرنا
هذا، وهو سنة ثمان وثمانين وخمسمائة - عليه بلا اختلاف بينهم (3).
ومنها: قوله في كتاب المزارعة - بعد نقل القول -: بان كل من كان البذر
منه وجب عليه الزكاة، قال: والقائل بهذا القول السيد العلوي أبو المكارم ابن
زهرة الحلبي شاهدته، ورأيته، وكاتبته، وكاتبني.. إلى أن قال: فما رجع
ولا غيرها في كتابه، ومات (رحمه الله) وهو على ما قاله 4).. إلى آخره.
ومر أن السيد توفي سنة خمس وثمانين وخمسمائة (3).
ومنها: ما قاله تلميذه الاجل السيد فخار في كتاب الحجة ما لفظه: من
ذلك ما أخبرني به شيخنا السعيد أبو عبد الله محمد بن إدريس (رضي الله) عنه

(1) بحار الأنوار 107: 19، ومجموعة الشهيد: 228.
(2) السرائر: 170.
(3) السرائر: 401.
(4) السرائر: 265.
(5) تقدم في صفحة: 8.
42

في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
قال: أخبرني الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم العلوي العريضي،
عن الحسين بن طحال المقدادي، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمد
الطوسي، عن والده.. إلى آخره.
وهذا أول أحاديث هذا الكتاب الشريف.
ومنها: ما في اللؤلؤة نقلا عن الرسالة المشهورة للكفعمي في وفيات
العلماء بعد ذكر تاريخ بلوغه كما ذكر.
قال: ووجدت بخط ولده صالح، توفي والدي محمد بن إدريس (رحمه
الله) يوم الجمعة وقت الظهر ثامن عشر شوال سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فيكون
عمره تقريبا خمسة وخمسين سنة (1). انتهى، وهذا واضح بحمد الله تعالى.
الثاني: كثيرا ما يعبر ابن إدريس عن الشيخ أبي جعفر الطوسي بالجد،
كالسيد علي بن طاووس، ولم أتحقق كيفية اتصاله إليه، وما ذكره جملة من
المتأخرين في ترجمته مضافا إلى كونه مجرد الخرص والتخمين غير مستند إلى مأخذ
متين، معدود من المحالات العادية.
ففي الرياض - في الفصل الأول من الخاتمة -: بنت المسعود بن الورام،
جدة ابن إدريس الحلي من طرف أمه، كانت فاضلة عالمة صالحة، وقد مر في
ترجمة ابن إدريس أن أم ابن إدريس بنت الشيخ الطوسي، وأمها بنت المسعود
ابن ورام، وكانت أم ابن إدريس فيها الفضل والصلاح، وقد أجازها وأختها
بعض العلماء (2).
وقال أيضا: بنتا الشيخ الطوسي، قد كانتا عالمتين فاضلتين، وكانت

(1) لؤلؤة البحرين:. لم نعثر عليه فيه.
(2) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 457، ترجمة السيد رضي الدين علي بن طاووس.
43

أحديهما أم ابن إدريس كما (1) سبق، وقد أجازها بعض العلماء، ولعل المجيز
أخوها أبو علي ابن الشيخ الطوسي، أو والدهما الشيخ الطوسي (2)، انتهى.
وفي اللؤلؤة - في ترجمة السيدين أبي القاسم رضي الدين علي وأبي
الفضائل جمال الدين أحمد ابني طاووس -: وهما أخوان من أب وأم، وأمهما على
ما ذكره بعض علمائنا. بنت الشيخ مسعود الورام بن أبي الفوارس بن فراس بن
حمدان، وأم أمهما بنت الطوسي، وأجاز لها ولأختها أم الشيخ محمد بن إدريس
جميع مصنفاته، ومصنفات الأصحاب.
أقول: ويؤيده تصريح السيد رضي الدين رضي الله عنه عند ذكر الشيخ
الطوسي بلفظ: جدي، وكذا عند ذكر الشيخ ورام وهو أكثر كثيرا في كلامه (3)
انتهى.
وزاد بعضهم نغمة أخرى، ففي الروضات - نقلا عن صاحب صحيفة
الصفا في ترجمته - يروي عن خاله الشيخ أبي علي الطوسي، وعن جده لامه
الشيخ الطوسي، وعن أم أمه بنت الشيخ مسعود بن ورام، وعربي بن مسافر
العبادي، وأبي المكارم حمزة الحسيني (4). انتهى.
وفي الروضة البهية للسيد العالم المعاصر طاب ثراه: ويروي عن خاله
أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن جده لامه أيي جعفر الطوسي شيخ
الطائفة، وأم أمه زوجة الشيخ بنت مسعود ورام كانت فاضلة صالحة (5).

(1) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 457.
(2) رياض العلماء 5: 457.
(3) لؤلؤة البحرين: 235 - 4 / 8237 - 85.
(4) روضات الجنات 6: 277، هذا وأضاف فيه روايته عن الحسن بن رطبة السوراوي،
فلاحظ.
(5) الروضة البهية: غير متوفر لدينا.
44

وهذه الكلمات كلها منحرفة عن الطريقة، صادرة من غير روية، وقد
أشرنا في ترجمة السيد علي بن طاووس إلى عدم إمكان ذلك، وأن بين ولادة ابن
إدريس ووفاة الشيخ ثلاثة وثمانون سنة، فكيف يمكن أن تكون أمه بنته؟ ثم
كيف يروي عنه أو يروي عن ولده أبي علي ولم يدركه أحد من معاصريه؟ بل
المعهود روايته عنه بواسطة وبواسطتين.
وذكر أبو علي في أول أماليه: أنه سمع عن والده السعيد سنة خمس
وخمسين وأربعمائة (1)، وبين هذا السماع وولادة ابن إدريس قريب من تسعين
سنة.
وبالجملة فاللوازم الباطلة على هذه الكلمات أزيد من أن تحصى، مع أنه
تضييع للوقت، والمسعود الورام أو مسعود بن روام الموجود فيها غير مذكور في
كلمات أحد من الأقدمين، ولا يبعد انه وقع تحريف في النقل، وأن الأصل
المسعودي، وهو علي بن الحسين المسعودي صاحب المروج، إثبات الوصية.
قال العالم النحرير آغا محمد علي صاحب المقامع، في حواشيه على نقد
الرجال، بعد نقل كلام عن رياض العلماء (2) من تعجبه من عدم ذكر الشيخ في
الفهرست والرجال - المسعودي مع أنه جده من طرف أمه كما يقال، واعترض
عليه بان الشيخ ذكره في الفهرست (3). إلى أن قال: وإنه ليس بجد للشيخ،
بل الذي رأيته في كلام غيره أنه جد الشيخ أبي علي ولد الشيخ، وأن ابن إدريس
سبط المسعودي.. إلى أن قال (رحمه الله): وأما كونه جدا لابن الشيخ ورام
ابن إدريس، فالظاهر أنه سهو واضح، بل غلط فاضح، ثم بسط القول بما
لا عائدة في نقله، والمقصود استظهار ما ادعيناه من الاشتباه، فلاحظ.

(1) امالي الشيخ 2: 3، وفيه سنة السماع: 456.
(2) رياض العلماء 3: 428، وردت ترجمته هنا ولكن لم يرد فيها ما أورد من إشكال.
(3) فهرست الشيخ: 193 / 880.
45

وهذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة:
(- منهم: الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم العلوي العريضي، وقد
مر في مشايخ الشيخ ورام (1).
2 - ومنهم: الشيخ عربي بن مسافر العبادي، وقد مر أيضا (2).
3 - ومنهم: السيد أبو المكارم، صاحب الغنية (3).
4 - ومنهم: الشيخ الحسين بن رطبة، وقد مر ذكر طرقهما (4) أيضا.
5 - ومنهم: الفقيه عبد الله بن جعفر الدوريستي.
عن جده أبي جعفر محمد بن موسى.
عن جده أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي، كذا في إجازة
السيد محمد بن الحسن العلوي للسيد شمس الدين محمد بن جمال الدين محمد
ابن أبي المعالي، أستاذ الشهيد (5).
6 - ومنهم: السيد شرف شاه (6).
عن أبي الفتوح المفسر الرازي، الآتي ذكره (7).
ه‍ - الشيخ أبو الفضل بن الحسين الحلي الأجدب (8) رحمه الله، قرأ عليه

(1) تقدم في صفحة 260.
(2) تقدم في صفحة: 6.
(3) تقدم في صفحة: 8.
(4) تقدم في صفحة: 7.
(5) حكاها في البحار 107: 155.
(6) ذكر في المشجرة للشيخ ابن إدريس الحلي ثلاث مشايخ وهم:
1 - الشيخ عربي بن مسافر.
20 - والشيخ حسين بن رطبة.
3 - وعبد الحميد بن التقي، ولم يذكره هنا.
(7) يأتي في صفحة: 72.
(8) من مشايخ فخار بن معد بن فخار الموسوي.
46

سنة 595، كما صرح به ني كتاب الحجة.
عن الشريف أبي الفتح محمد بن محمد بن الجعفرية العلوية، الطوسي
الحسيني الحائري، كذا وصفه فيه، وقد تقدم في مشايخ محمد بن المشهدي
صاحب المزار (1).
و - السيد الصالح النقيب أبو منصور الحسن بن معية العلوي الحسني.
عن الشيخ الفقيه أبي محمد عبد الله بن جعفر بن محمد الدوريستي،
المتقدم ذكره (2).
ز - السيد النقيب أبو جعفر يحيي بن محمد بن أبي زيد العلوي الحسني،
النقيب البصري.
عن والده أبي طالب محمد بن محمد بن أبي زيد، النقيب الحسن
البصري.
عن تاج الشرف محمد بن محمد بن أبي الغنائم - المعروف بابن السخطة -
العلوي الحسيني البصري النقيب.
عن الشريف الشيخ الامام العالم أبي الحسن نجم الدين علي بن محمد
الصوفي العلوي العمري، النسابة الشجري، المعروف، صاحب كتاب
المجدي ي أنساب الطالبيين.
ح - الشريف النقيب أبو طالب محمد بن الحسن بن محمد بن معية
العلوي الحسيني.
ط - أبو العز محمد بن علي الفويقي.
قال في كتاب الحجة: أخبرني مشايخي أبو عبد الله محمد بن إدريس،

(1) تقدم في صفحة: 28.
(2) تقدم في صفحة: 27.
47

وأبو الفضل شاذان بن جبرئيل، وأبو العز محمد بن علي الفويقي رضوان الله
عليهم، بأسانيدهم إلى الشيخ المفيد (رحمه الله) (1).
ى - والده الجليل، قال في الكتاب المذكور: إن أبي معد بن فخار بن
أحمد العلوي الموسوي حدثني، قال: أخبرني النقيب أبو يعلى محمد بن علي بن
حمزة الاقسيسي العلوي الحسيني - وهو يومئذ نقيب علينا بالحائر المقدس على
ساكنها السلام - بإسناده إلى الواقدي (2).
يا - العالم الاجل رضي الدين أبو منصور عميد الرؤساء هبة الله بن حامد
ابن أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب الحلي، اللغوي، الامام الفقيه، الفاضل
الجامع، الأديب الكامل، المعروف بعميد الرؤساء، صاحب كتاب الكعب،
المنقول قوله في بحث الوضوء عند مسألة الكعب (3): والمعول عليه عندنا
والمقبول عند العامة.
قال السيوطي في الطبقات بعد ترجمته بما ذكرنا في ترجمة القطب الرازي:
قال ياقوت. هو أديب فاضل، نحوي شاعر، شيخ وقته، ومتصدر

(1) كتاب الحجة: (ايمان أبى طالب): 297.
(2) كتاب الحجة. (ايمان أبى طالب): 324.
(3) كتب الشيخ الطهراني صاحب الذريعة (قدس سره) في هامش نسخته الحجرية ما يلي:
قال الشهيد في الذكرى في المسالة ما لفظه: قال العلامة اللغوي عميد الرؤساء في كتابه:
الكعب: هاتان العقدتان في أسفل الساقين... إلى قوله: وأكثر - يعني عميد الرؤساء - في
الشواهد على أن الكعب هو الناشز في سواء ظهور القدم.
أقول: ظاهره انه ليس الكتاب في خصوص الكعب، بل لعله كتاب في اللغة استشهد
الشهيد بقوله في معنى الكعب، ولذا ذكر في وصفه العلامة اللغوي قال في كتابه: الكعب
كذا... فتأمل. لمحرره.
والظاهر أن الشهيد سبق وإن ذكر كتاب عميد الرؤساء في الذكرى، وهنا فال في كتابه إشارة
له، وفيه عرف الكعب ب‍... إلى آخره.
48

بلده، أخذ عنه أهل تلك البلاد الأدب، وأخذ هو عن أبي الحسن علي بن
عبد الرحيم الرقي المعروف بابن العصار وغيره، وله نظم ونثر، وكان يلقب بوجه
الدريبة، وسمع المقامات من ابن النقور، وروى [عنه]، (1) مات سنة عشر
وستمائة (2). انتهى.
وفي الامل: كان فاضلا جليلا، له كتب، يروي عنه السيد فخار (3).
وفي الرياض: - نقلا عن خط ابن العلقمي الوزير على بعض نسخ
المصباح هكذا - كاتبه رضي الدين عميد الرؤساء أبو منصور هبة الله بن حامد
ابن أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب اللغوي الحلي، صاحب أبي محمد عبد الله
ابن أحمد بن الخشاب، وأبي الحسن عبد الرحيم الرقي السلمي رضي الله عنهم
أجمعين، وكان رحمه الله تعالى من الأخيار الصلحاء المتعبدين، ومن أبناء
الكتاب المعروفين، وكان آخر قراءتي عليه في سنة تسع وستمائة، وفيها مات بعد
أن تجاوز الثمانين (4) انتهى. ونقله الشهيد أيضا في مجموعته (5).
وقال المحقق الداماد في شرح الصحيفة السجادية: ولفظ حدثنا في هذا
الطريق لعميد الدين، وعمود المذهب، عميد الرؤساء، فهو الذي روى
الصحيفة الكريمة عن السيد الاجل بهاء الشرف، وهذه صورة خط شيخنا
المحقق الشهيد قدس الله تعالى لطيفته على نسخته التي عورضت بنسخة ابن
السكون، وعليها - أعني على النسخة التي بخط ابن السكون - خط عميد
الدين عميد الرؤساء رحمهم الله تعالى قراءة، قرأها على السيد الاجل النقيب

(1) في الحجرية: ابن الثفور، والذي أثبتناه وما بين المعقوفين من المعجم.
(2) معجم الأدباء 19: 264 / 101، بغية الوعاة 2: 322 / 2088.
(3) أمل الآمل 2: 532 / 1034.
(4) رياض العلماء 5: 308.
(5) مجموعة الشهيد: 215.
49

الأوحد العالم جلال الدين عماد الاسلام أبو جعفر القاسم بن الحسن بن محمد
ابن الحسن بن معية أدام الله علوه قراءة صحيحة مهذبة، ورويتها له عن السيد
بهاء الشرف أبي الحسن محمد بن الحسن بن أحمد، عن رجاله المسمين في باطن
هذه الورقة، وأجزت روايتها عني حسبما وقفته عليه، وحددته له، وكتب هبة
الله بن حامد بن أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب في شهر ربيع الأول من سنة
ثلاث وستمائة (1). انتهى.
وأنكر عليه شيخنا البهائي، وزعم أن اللفظ المذكور لابن السكون
الآتي، ويأتي الكلام فيه (2).
ثم إن المذكور في الامل وغيره أنه من جملة السادة، واستشكل في
الرياض بعدم تبين ذلك من كلام ابن العلقمي والسيوطي، قال: يحتمل
الاشتباه في ذلك بالسيد عميد الرؤساء الاخر (3). انتهى.
واما الاخر: فهو عميد الرؤساء أبو الفتح يحيي بن محمد بن نصر بن
علي، الذي يروي عن الشيخ المفيد بواسطة واحدة، ويؤيد عدم السيادة كلام
المحقق صاحب المعالم حيث قال في الإجازة الكبيرة: ويروي - يعني العلامة -
عن والده، عن السيد فخار، عن الشيخ أبي الحسين يحيي بن بطريق والشيخ
الامام الضابط البارع عميد الرؤساء هبة الله حامد بن أحمد بن أيوب جميع
كتبهما وروايتهما (4). انتهى.
وقد ظهر من تضاعيف كلماتنا أنه يروي عن العميد المذكور أبو جعفر
القاسم بن الحسن بن معية والد السيد تاج الدين، والسيد العلامة عبد الله

(1) شرح الصحيفة: لم نعثر عليه.
(2) يأتي في صفحة: 52.
" 3) رياض العلماء 5: 308.
(4) انظر بحار الأنوار 109: 27.
50

زهرة الحلبي، والوزير مؤيد الدين ابن العلقمي تلميذه، والسيد فخار
وغيرهم.
وأما هو فيروي: عن السيد الاجل بهاء الشرف نجم الدين أبي الحسن
محمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين
النسباته (1) بن أحمد بن المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن
زيد الشهيد ابن الإمام السجاد عليه السلام، المذكور في أول النسخ المعروفة
من الصحيفة الكاملة، وقد روى عنه خلق كثير غير عميد الرؤساء كابن
السكون (2)، والشريف الاجل نظام الشرف أبو الحسن (3) بن العريضي
العلوي، وجعفر بن علي (4) والد محمد المشهدي، والشيخ هبة الله بن نما (5)،
والشيخ المقري جعفر بن أبي الفضل بن شعرة (6)، والشريف أبو القاسم بن
الزكي العلوي (7)، والشريف أبو الفتح بن الجعفرية (8)، والشيخ سالم بن
قباروية (9)، والشيخ عربي بن مسافر. (10) وغيرهم، ومر ذكر الطرق إليهم
يب - الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد
ابن السكون الحلي، الفاضل العالم، العابد الورع، النحوي اللغوي، الشاعر

(1) النسابة ظاهرا. (منه قدس سره).
(2) تأتي ترجمته في نفس الصفحة.
(3) تقدم في صفحة 260.
(4) تقدم في صفحة 270.
(5) تقدم في صفحة 180.
(6) تقدم في صفحة: 27.
(7) تقدم في صفحة 280.
(8) تقدم في صفحة: 28.
(9) تقدم في صفحة: 28.
(10) تقدم في صفحة: 6.
51

العالم، الفقيه المعروف بابن السكون، وهو الشيخ الثقة من علمائنا. كذا في
الرياض (1). وذكره السيوطي في الطبقات (2)، وبالغ في مدحه، وقد مر
كلامه في ترجمة القطب الرازي (3).
وذكر جماعة عن الشيخ البهائي أنه القائل في أول الصحيفة: حدثنا.
وأنكر عليه المحقق الداماد، فقال: وأما النسخة التي بخط علي بن
السكون رحمه الله تعالى فطريق الاسناد فيها على هذه الصورة: أخبرنا أبو
الحسن علي بن محمد بن إسماعيل بن أشناس البزاز قراءة عليه، فأقر به، قال:
أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الشيباني.. إلى اخر ما في
الكتاب (4). انتهى.
ولا ثمرة علمية في تشخيص القائل. وما ذكراه من الترجيح غير معلوم،
والعميد وابن السكون كلاما في طبقة واحدة، وكلاهما من تلامذة ابن العصار
اللغوي. وسند الصحيفة ينتهي إلى نسخة شيخنا الشهيد، وهو يرويها عن
السيد تاج الدين محمد بن قاسم بن معية، عن والده، وهو يرويها عن كليهما،
وكذا سائر طرق الشهيد المنتهية إلى ابن نما، والسيد فخار، والسيد عبد الله بن
زهرة الحلبي، فكلهم يروونها عن كليهما، وكلاهما يروونها عن السيد بهاء
الشرف.
هذا، وقال السيد الداماد: ويروي السيد شمس الدين فخار بن معد
الموسوي - تلميذ ابن إدريس - الصحيفة عن ابن السكون، وعميد الرؤساء
المذكورين، وكان في نسخة الصحيفة لابن السكون اختلافات مع النسخ

(1) رياض العلماء 4: 241.
(2) بغية الوعاة 2: 199 / 1784.
(3) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 388.
(4) رياض السالكين 1: 54..
52

المشهورة، وقد ضبط علماؤنا - قدس الله أسرارهم - جميع اختلافات نسخها
نقلا عن خطه الذي وجده الشيخ علي بن أحمد المعروف بالسديدي. وكذلك
له اختلافات نسخ المصباح الكبير، والمصباح الصغير، كلاهما للشيخ الطوسي.
وقد ضبط جماعة من الأصحاب هذه الاختلافات أيضا، نقلا من النسخة التي
كانت بخطه فيهما، جزاهم الله خيرا. انتهى.
يج - السيد السعيد الفقيه أبو محمد قريش بن السبيع بن مهنا بن السبيع
العلوي الحسيني المدني.
في الرياض: فاضل عالم، جليل محدث رضي الله عنه، وقد يعبر عنه
اختصارا: بقريش بن مهنا، وله من المؤلفات كتاب فضل العقيق والتختم به،
ينقل عنه ابن طاووس في كتاب أمان الاخطار (1)، وفلاح السائل (2).
وفي الرياض: ونسب إليه السيد حسين بن مساعد - في كتاب تحفة
الأبرار - كتاب المختار من كتاب الطبقات لابن سعد، ومن كتاب الاستيعاب،
لابن عبد البر (3).
عن الفقيه الحسين بن رطبة.
عن أبي على الطوسي.
الخامس: من مشايخ أبي القاسم نجم الدين المحقق: السيد مجد الدين
علي بن الحسن بن إبراهيم بن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسن
ابن عيسى بن محمد بن عيسى بن علي العريضي - صاحب المسائل عن أخيه
الكاظم عليه السلام - ابن جعفر الصادق عليه السلام، المعروف بالسيد مجد

(1) الأمان من الاخطار: 51 - 52.
(2) فلاح السائل: لم نعثر عليه فيه.
(3) رياض العلماء 4: 394.
53

الدين العريضي..
في الامل: السيد مجد الدين علي بن الحسن بن إبراهيم الحلبي
العريضي، فاضل جليل، من مشايخ المحقق (1).
عن ابن المولى.
عن الحسين بن رطبة.
عن الشيخ أبي علي.
عن والده أبي جعفر الطوسي، كذا في الإجازة الكبيرة لصاحب المعالم،
نقلا عن خط الشهيد (2).
ثم نقل عن خطه في موضع آخر هذا الطريق بدون واسطة ابن المولى.
قال (رحمه الله):
ثم إن الشهيد رحمه الله نقل هذا الطريق من خط المحقق رحمه الله وأشار
إلى مخالفته لما كتبه في ذلك الموضع الاخر من توسط ابن المولى بين السيد
مجد الدين وابن رطبة، ولم يتعرض لترجيح شئ من الامرين، والظاهر ترجيح عدم
الواسطة.
أما أولا: فلان ترك الواسطة مأخوذ من خط المحقق (رحمه الله) كما ذكره،
ولم يعلم مأخذ إثباتها.
وأما ثانيا: فلان الواسطة هناك مذكورة بين الشيخ سديد الدين بن
محفوظ وبين ابن رطبة، وسنذكر ما ينافي ذلك نقلا من خط المحقق رحمه الله.
وأفا ثالثا: فلان الشهيد رحمه الله ذكر بعد حكاية الطريق المذكور أن
السيد مجد الدين العريضي يروي عن أبي طالب حمزة بن محمد بن أحمد بن

(1) أمل الآمل 2: 178 / 537.
(2) انظر بحار الأنوار 109: 36.
54

شهريار الخازن، عن أبي علي، عن والده. وفي هذا قرينة على تقدم روايته،
فان ابن شهريار هذا من طبقة ابن رطبة (1). انتهى.
ولم أجد لابن المولى المذكور ذكرا في غير هذا المقام، ولعل الفاحص عن
حاله يجد له ترجمة.
السادس: الشيخ المتكلم، الفقيه البارع، سديد الدين سالم بن
محفوظ، الذي مر ذكره الشريف في مشايخ رضي الدين علي بن طاووس (2).
1 - عن نجيب الدين يحيى جد المحقق، كما تقدم (3).
2 - وعن ابن رطبة.
قال صاحب المعالم: وجدت بخط الشيخ السعيد المحقق نجم الملة
والدين أبي القاسم جعفر بن سعيد في جملة إجازة ذكر فيها أن المجاز له قرأ عليه
جزء من كتاب المبسوط للشيخ أبي جعفر ثم قال: وأجزت له رواية ذلك عني،
عن الفقيه سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة.
عن أبي علي بن رطبة.
عن أبي علي الحسن بن محمد.
عن والده محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله (4). انتهى.
وهذا ما وعده سابقا من نقله عن خط المحقق مما ينافي ما وجده بخط
الشهيد، من رواية المحقق، عن سديد الدين، عن ابن المولى - كالسيد مجد
الدين العريضي عنه - عن ابن رطبة، فتأمل، فإنه لا منافاة بين رواية سديد
الدين عن ابن رطبة تارة بلا واسطة، وأخرى معها.

(1) انظر بحار الأنوار 109: 36.
(2) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 464.
(3) تقدم في صفحة: 474 حجري.
(4، بحار الأنوار 109: 38.
55

السابع. الشيخ الصالح تاج الدين الحسن بن علي الدربي.
في الامل: عالم جليل القدر (1).
وفي الرياض: من أجلة العلماء، وقدوة الفقهاء، ومن مشايخ المحقق
والسيد رضي الدين علي بن طاووس (2).
ووصفه الشهيد في الأربعين بقوله: الامام تاج الدين الحسن الدربي (3).
وما في آخر الوسائل من قوله: ويروي العلامة كتاب كفاية الأثر للخزاز،
عن السيد رضي الدين علي بن طاووس، عن الشيخ تاج الدين حسن بن
" السندي " (4) من سهو قلمه، أو قلم الناسخ.
ويروي هذا الشيخ عن جماعة.
أ - الشيخ عربي بن مسافر (5).
ب - ابن شهريار الخازن، وقد سبق ذكرهما (6).
ج - الشيخ محمد بن عبد الله البحراني الشيباني، ذكره في الرياض (7)،
ولم أجد له ترجمة.
د - فخر الشيعة، وتاج الشريعة، أفضل الأوائل، والبحر المتلاطم
الزخار الذي ليس له ساحل، محيي آثار المناقب والفضائل، رشيد الملة

(1) أمل الآمل 2: 65 / 177.
(2) رياض العلماء 1: 184.
(3) الأربعين حديثا: 4.
(4) وسائل الشيعة 20: 55.
(5) تقدم في صفحة: 6.
ذكر في المشجرة الشيخ تاج الدين الحسن بن علي الدربي من مشايخ المحقق ولم يذكر له
شيخا سوى الشيخ عربي بن مسافر ورشيد الدين ابن شهرآشوب.
(6) تقدم في صفحة: 28.
(7) رياض العلماء 1: 223.
56

والدين، شمس الاسلام والمسلمين، أبو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب
ابن أبي نصر بن أبي الجيش السروي المازندراني، الفقيه المحدث، المفسر
المحقق، الأديب البارع، الجامع لفنون الفضائل، صاحب كتاب المناقب
الذي هومن نفائس كتب الامامية..
قال العالم الجليل علي بن يونس العاملي في كتابه الصراط المستقيم:
صنف الحسن بن جبير (1) كتابا سماه نخب المناقب لآل أبي طالب، اختصره من
كتاب الشيخ محمد بن شهرآشوب.
قال: سمعت بعض الأصحاب يقول: وزنت من كتاب ابن شهرآشوب
جزءا فكان تسعة أرطال.
قال ابن جبير في خطبة نخب المناقب: فكرت في كثرة ما جمع، وأنه
ربما يؤدي عظم حجمه إلى العجز عن نقله، بل ربما أدى إلى ترك النظر فيه
والتصفح لجميعه، لا سيما مع سقوط الاهتمام في طلب العلم، فأومأ إلى ذكر
الرجال وأدخل الروايات بعضها في بعض. فمن أراد الاسناد والرجال فعليه
بكتاب ابن شهرآشوب المذكور، فإنه وضعها في ذلك المسطور، والموجب لتركها
خوف السآمة من جملتها، ولان الطاعن في الخبر يمكنه الطعن في رجاله إلا ما
اتفق عليه الفريقان، أو اختص به المخالف من العرفان، أو تلقته الأمة
با لقبول (2).
إلى آخر كلامه الظاهر، بل الناص على كون المناقب الشائع الدائر في
هذه الاعصار وقبلها، بل في عصر المجلسي، ليس هو الأصل، بل هو مختصر
منه، اختصره ابن جبير أو غيره، فان الموجود لا يزيد على أربعين الف بيت.

(1) في الصراط المستقيم: ابن جبر.
(2) الصراط المستقيم 1: 11.
57

واما عد المجلسي والشيخ الحر في البحار والوسائل واثبات الهداة
وغيرهم من مأخذ مجاميعهم المناقب لابن شهرآشوب ففيه مسامحة لا يخفى على
المتدرب في هذا الفن.
وابن جبير المذكور - صاحب نخب المناقب المذكور، ونهج الايمان،
الذي ذكر في ديباجته انه جمعه بعد الوقوف على ألف كتاب، كما ذكره الكفعمي
في بعض مجاميعه وغيرهما - فاضل عالم، كامل جليل، يروي عن ابن
شهرآشوب - كما في الرياض (1) - بواسطة واحدة.
وليعلم أن الموجود من المناقب في أحوال الأئمة عليهم السلام إلى
العسكري (عليه السلام)، ولم نعثر على أحوال الحجة عليه السلام منه،
ولا نقله من تقدمنا من سدنة الاخبار كالمجلسي، والشيخ الحر، وأمثالهما. وربما
يتوهم أنه لم يوفق لذكر أحواله عليه السلام إلا أنه قال في معالم العلماء في ترجمة
المفيد (رحمه الله): إنه لقبه به صاحب الزمان عليه السلام، قال: وقد ذكرت
سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب (2)، والظاهر أنه كتبه في جملة أحواله عليه
السلام، فهذا الباب سقط من هذا الكتاب. والله العالم.
ولابن شهرآشوب مؤلفات حسنة غيى المناقب، اعتمد عليها
الأصحاب، وعندنا منها كتاب متشابه القرآن، أهداه شيخنا الحر إلى العلامة
المجلسي، وفي ظهر الكتاب خطهما، وهو كتاب عجيب ينبئ عن طول باعه،
وكثرة تبحره، وكفاه فخرا إذعان فحول أعلام أهل السنة بجلالة قدره، وعلو
مقامه.
قال صلاح الدين الصفدي في الوافي بالوفيات: محمد بن علي بن

(1) رياض العلماء 2: 39.
(2) معالم العلماء 113 / 765.
58

شهرآشوب - الثانية سين مهملة - أبو جعفر السروي المازندراني رشيد الدين
الشيعي، أحد شيوخ الشيعة، حفظ أكثر القران وله ثمان سنين، وبلغ النهاية
في أصول الشيعة، كان يرحل إليه من البلاد، ثم تقدم في علم القران والغريب
والنحو، ووعظ على المنبر أيام المقتفى ببغداد، فأعجبه وخلع عليه، وكان بهي
المنظر، حسن الوجه والشيبة، صدوق اللهجة، مليح المحاورة، واسع العلم،
كثير الخشوع والعبادة والتهجد، لا يكون إلا على وضوء، أثنى عليه ابن أبي
طي في تاريخه ثناء كثيرا، توفي سنة ثمان وثمانين وخمسمائة (1).
وقال الفيروزآبادي في كتاب البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة: محمد
ابن علي بن شهرآشوب أبو جعفر المازندراني رشيد الدين الشيعي، بلغ النهاية
في أصول الشيعة، تقدم في علم القرآن واللغة والنحو ووعظ أيام المقتفى
فأعجبه وخلع عليه، وكان واسع العلم، كثير العبادة، دائم الوضوء، له كتاب
الفصول في النحو، وكتاب المكنون والمخزون، وكتاب أسباب نزول القرآن،
وكتاب متشابه القرآن، وكتاب الاعلام والطرائق في الحدود والحقائق، وكتاب
الجديدة، جمع فيها فوائد وفرائد جمة، عاش مائة سنة إلا عشرة أشهر، مات
سنة 588 ثمان وثمانين وخمسمائة (2).
وذكره السيوطي في طبقات النحاة (3)، كما تقدم في ترجمة القطب
الرازي (4).
وقال شمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداودي المالكي تلميذ عبد
الرحمن السيوطي في طبقات المفسرين: محمد بن علي بن شهرآشوب بن أبي

(1) الوافي بالوفيات 4: 164.
(2) البلغة للفيروز آبادي: لم نعثر عليه ولعله مخطوط.
(3) بغية الوعاة 1: 181 / 304.
(4) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 388.
59

نصر أبو جعفر السروي المازندراني رشيد الدين، أحد شيوخ الشيعة، اشتغل
بالحديث، ولقى الرجال، ثم تفقه وبلغ النهاية في فقه أهل مذهبه، ونبغ في
الأصول حتى صار رحله، ثم تقدم في علم القرآن والقراءات والتفسير والنحو،
وكان إمام عصره، وواحد دهره، أحسن الجمع والتأليف، وغلب عليه علم
القرآن والحديث، وهو عند الشيعة كالخطيب البغدادي لأهل السنة في
تصانيفه، وتعليقات الحديث ورجاله ومراسيله، ومتفقه ومتفرقه.. إلى غير
ذلك من أنواعه، واسع العلم، كثير الفنون، مات في شعبان سنة ثمان وثمانين
وخمسمائة.
قال ابن أبي طي: ما زال الناس، بحلب لا يعرفون الفرق بين ابن بطة
الحنبلي وابن بطة الشيعي حتى قدم الرشيد فقال: ابن بطة الحنبلي بالفتح،
والشيعي - بالضم - (1). انتهى.
قلت: وهذه التراجم الثلاث من كتاب عبقات الأنوار لعلامة عصره،
وفريد دهره المولى الاجل المعاصر مولوي مير حامد حسين الهندي طاب ثراه،
وجعل الجنة محله ومثواه.
وهذا الحبر القمقام يروي عن جماعة من المشايخ العظام، يعسر علينا
إحصاؤهم، فلنقتصر بذكر بعض الاعلام.
الأول: الشيخ الجليل أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب
الطبرسي، صاحب كتاب الاحتجاج المعروف، المعول عليه عند أصحابنا.
قال تلميذه في معالم العلماء: شيخي أحمد بن أبي طالب الطبرسي، له
الكافي في الفقه حسن، والاحتجاج، ومفاخر الطالبية، وتاريخ الأئمة،

(1) طبقات المفسرين 2: 251.
60

وفضائل الزهراء عليهم السلام (1).
وفي الامل: أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، عالم، فاضل،
محدث، ثقة (2).
عن السيد العالم العابد مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي.
في الامل: كان عالما، فاضلا، فقيها، ورعا (3).
عن الشيخ أبي علي (4).
عن والده أبي جعفر الطوسي.
وعن الصدوق أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي المتقدم في
مشايخ الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي (5).
الثاني: الشيخ العفيف أبو جعفر محمد بن الحسين الشوهاني، نزيل
مشهد الرضا عليه السلام، فقيه صالح، كذا في المنتجب (6)، ويروي عنه
أيضا أبو جعفر محمد بن علي الطوسي.
قال في الثاقب في المناقب: حدثني شيخي أبو جعفر محمد بن الحسين
ابن جعفر الشوهاني في داره بمشهد الرضا عليه السلام باسناده (7).. إلى
آخره.
عن الشيخين الجليلين: أبي علي الطوسي.

(1) معالم العلماء 250 / 125، وزاد على تأليفاته: كتاب الصلاة.
(2) أمل الآمل 2: 17 / 36.
(3) أمل الآمل 2: 327 / 1013.
(4) وفي المشجرة زاد بينهما - المرعشي والطوسي - السيد فضل الله الراوندي، وأبدل حرب بحرث.
(5) تقدم في صفحة: 37.
(6) فهرس منتجب الدين: 165 / 391.
(7) ثاقب المناقب: 158.
61

وأبي الوفا عبد الجبار بن علي المقري الرازي، الآتي (1).
الثالث: الشيخ محمد بن علي بن الحسن الحلبي.
في الامل: كان فاضلا ماهرا، من مشايخ ابن شهرآشوب، ولا يبعد
كونه ابن المحسن الآتي (2)، انتهى (3).
قلت: في المنتجب: الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي،
فقيه صالح، أدرك الشيخ أبا جعفر الطوسي (رحمه الله) (وروى عنه، وعن ابن
البراج) (4)، وقرأ عليه السيد الإمام أبو الرضا، والشيخ الامام قطب الدين أبو
الحسين الراونديان (رحمهما الله) (5).
واتحاد الرجلين في غاية البعد، فان المذكور في الإجازات - وصرح به ابن
شهرآشوب في أول المناقب -: أن شيخه هذا كأغلب مشايخه يروي عن
الشيخين الجليلين المتقدمين (6)، ولو كان ممن يروي عن الشيخ بلا واسطة لكان
ذكره أولى، لشدة اعتنائهم بالأسانيد العالية، وكذا قراءة الراونديين على
المذكور في المنتجب، فإنهما من مشايخ ابن شهرآشوب كما يأتي (7) ولو روى عنه
ابن شهرآشوب لأشار إليه كما هو دأبه.
وبالجملة فالثاني في طبقة أبي علي والمقري الرازي، والأول متأخر عنه
بطبقة.

(1) تأتي في صفحة. 116.
(2) أمل الآمل 2: 489 / 863.
(3) أمل الآمل 2: 282 / 840.
(4) ما بين القوسين لم يرد في المصدر.
(5) فهرس منتجب الدين: 155 / 357.
(6 أي: أبي علي الطوسي وأبي الوفاء المقري الرازي الذين تقدما، أنظر: مناقب ابن شهرآشوب 1 / 12.
(7) يأتي في صفحه: 79 و 104.
62

الرابع: الشيخ ركن الدين أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد (1)
السبزواري النيسابوري التميمي، الفاضل، العالم، المحدث، وهو الذي
ينتهي إليه رواية حرز الجواد المشهور صلوات الله على صاحبه.
في المنتجب: فقيه ثقة (2). والموجود في أكثر الإجازات والروايات: علي
ابن عبد الصمد، والظاهر أنه من باب الاختصار، والنسبة إلى الجد، فإنه من
مشاهير الرواة.
ولصاحب الرياض هنا كلام في أن شيخ ابن شهرآشوب هذا أو ولده
المسمى باسمه، ونص على ما ذكرنا (3).
ومما يوضح ما ذكرنا أن عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري - المقدم
على ابن شهرآشوب لأنه - يروي عن أبي الحسن علي بلا واسطة، روى أخبارا
كثيرة في بشارة المصطفى عن محمد بن علي بن عبد الصمد، عن أبيه، عن جده
عبد الصمد (4)، وتاريخ إجازته له سنة أربع عشر وخمسمائة، فلو لم يكن هو أخو
الشيخ ركن الدين، وأكبر منه، لكان ولده، فيلزم أن يكون ابن شهرآشوب
يروي عن الوالد، وعماد الدين المقدم عليه عن الولد، ولوازمه الباطلة مما لا
تحصى.
ويأتي أن القطب الراوندي يروي عنه (5) أيضا، وصرح في قصص
الأنبياء بذلك، فقال: أخبرني الشيخ الصدوق علي بن علي بن عبد الصمد
النيشابوري (6).

(1) في المشجرة: علي بن عبد الصمد النيشابوري.
(2) فهرس منتجب الدين: 2309 / 21.
(3) رياض العلماء 4: 160.
(4) بشارة المصطفى: 145.
(5) يأتي في صفحة: 83.
(6) قصص الأنبياء: 3.
63

الخامس: أخوه الشيخ الجليل محمد بن علي بن عبد الصمد.
في الامل: عالم، فاضل، جليل القدر (1).
وقال عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: حدثنا لفظا الشيخ العالم
محمد بن علي بن عبد الصمد التميمي بنيشابور في شوال سنة أربع عشرة
وخمسمائة، عن أبيه علي بن عبد الصمد، عن أبيه عبد الصمد بن محمد
التميمي (2).. ثم ساق أخبارا كثيرة بهذا النسق، وعنه، عن أبيه، عن جده
عبد الصمد.
ويروي كلاهما.
أ - عن الشيخين الجليلين أبي علي الطوسي.
ب - وأبي الوفاء الرازي.
ج - وعن والدهما أبي الحسن علي.
1 - عن والده الجليل عبد الصمد بن محمد التميمي (3).
في الرياض: كان من أجلة علماء الأصحاب (4). انتهى.
وهذا الشيخ واسع الراوية، كثير المشايخ، كما يظهر من الجزء الرابع من
بشارة المصطفى، ويظهر منه ومن غيره أنه يروي:
عن الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه، فهو في درجة

(1) أمل الآمل 2: 287 / 855.
(2) بشارة المصطفى: 145.
(3) في المخطوط والمشجرة ذكر هذا الطريق بتفصيله إلا أنه أسقط طريق والدهما، وأشار إلى
روايتهما عن جدهما بلا واسطة، فلاحظ، ولم يذكر في المشجرة رواية أبو الحسن علي بن عبد
الصمد أيضا بطريقه الآتي، ولم يذكر أيضا رواية الجد عن الشيخ الصدوق، نعم له طريق
إلى والد الصدوق بواسطة علي بن الحسين الخوزي.
(4) رياض العلماء 3: 124.
64

المفيد (1) (رحمه الله)، فعد سائر مشايخه الموجودة في البشارة خارج عن وضع
الكتاب، وقد جمع جملة منها في الرياض (2)، من أرادها راجعها.
ويروي أبو الحسن علي بن عبد الصمد أيضا:
2 - عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الحسيني الجوري، الفاضل
العالم المعروف بالسيد أبي البركات الجوري.
في الرياض: رأيت في صدر اسناد بعض النسخ العتيقة من كتاب عيون
أخبار الرضا عليه السلام للصدوق هكذا: حدثني الشيخ الفقيه العالم أبو
الحسن علي بن عبد الصمد التميمي رضي الله عنه - في داره بنيشابور في شهور
سنة إحدى وأربعين وخمسمائة - قال: حدثني السيد الإمام الزاهد أبو البركات
الخوزي رضي الله عنه، قال. حدثني الامام الأوحد العالم أبو جعفر محمد بن
علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه مصنف هذا الكتاب (3)...
إ لي آخره.
وفي الامل: نسبه إلى الحلة، ولم ينسبه ولى السيادة - وكلاهما في غير محله -
وصرح بروايته عن الصدوق (4).
وفي فرحة الغري للسيد عبد الكريم بن طاووس: أخبرني والدي رضي
الله عنه عن السيد أبي علي فخار الموسوي، عن شاذان بن جبرئيل القمي، عن
الفقيه محمد بن سراهنك، عن علي بن علي بن عبد الصمد التميمي، عن
والده، عن السيد أبي البركات الجوري، - بالراء غير المعجمة - عن علي بن

(1) بشارة المصطفى: 147.
(2) رياض العلماء 3: 125 - 127.
(3) رياض العلماء 3: 423.
(4) أمل الآمل 2: 179 / 543.
65

محمد بن علي القمي الخزاز (1)، - يعنى مؤلف كتاب كفاية الأثر -.
ومنه يعلم أن ما في الرياض، من ضبط الخوزي تارة: بالخاء المعجمة
المضمومة وسكون الواو ثم الزاي المعجمة نسبة إلى خوزستان، إقليم معروف
بقرب فارس، قال: ويروى بالجيم المضمومة والواو الساكنة ثم الزاي المعجمة
أيضا، نسبة إلى الجوزة قرية بالموصل، اشتباه كله بعد تصريح خريت علمي
الحديث وا لأسانيد.
السادس: والده الشيخ علي بن شهرآشوب، العالم، الفاضل،
الفقيه، المعروف.
وفي الامل: فاضل، عالم، يروي عنه ولده محمد، وكان فقيها محدثا (2).
أ - عن الشيخين المتقدمين (3).
ب - وعن والده (4) شهرآشوب، في الامل: فاضل، محدث (5).
عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.
السابع: جده الجليل شهرآشوب (6)، كما نص عليه في أول
المناقب (7).
الثامن: الشيخ الجليل أبو الفتاح أحمد بن علي الرازي.
في الامل: كان عالما، فاضلا، فقيها، روى عنه ابن شهرآشوب (8).

(1) فرحة الغري: 134.
(2) أمل الآمل 2: 190 / 564.
(3) أي: أ بي علي الطوسي أبي الوفاء الرازي، وقد تقدما في صفحة: 61.
(4) ذكر هذا الطريق في المشجرة من دون ذكر روايته عن أبيه شهرآشوب.
(5) أمل الآمل 2: 133 / 378.
(6) كتب الشيخ الطهراني صاحب الذريعة في حاشيته عل المستدرك: هو ابن كياكي، كما يظهر
من رسالة المضايقة لابن إدريس.
(7) مناقب ابن شهرآشوب 1: 9 - 10.
(8) أمل الآمل 2: 18 / 41.
66

عن الشيخين السابقين.
التاسع: الشيخ العالم الرشيد أبو سعيد عبد الجليل بن عيسى بن
عبد الوهاب الرازي، المتكلم الفقيه، أستاذ الأئمة في عصره، وله مقامات
ومناظرات مع المخالفين مشهورة، وله تصانيف أصولية، كذا في المنتجب (1).
وفي معالم العلماء: الشيخ الرشيد عبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب
الرازي، له: مراتب الأفعال، نقض كتاب التصفح لأبي الحسين (2).
وفي اتحاده مع الشيخ المحقق رشيد الدين أبي سعيد عبد الجليل بن أبي
الفتح بن مسعود بن عيسى المتكلم الرازي الذي وصفه في المنتجب بقوله:
أستاذ علماء العراق في الأصولين، مناظر ماهر حاذق، له تصانيف منها نقض
التصفح لأبي الحسين البصري (3).. إلى آخره. وتعددهما كلام مذكور في
محله.
عن الشيخين المذكورين (4).
العاثر: السيد أبو الفضل الداعي بن علي بن الحسن الحسيني،
وقد يعبر عنه: بابي الفضل الداعي، كان عالما فاضلا.
في الرياض. وجدت على ظهر كتاب التبيان للشيخ الطوسي إجازة من
الشيخ أبي الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي، بخطه لولده أبي
القاسم علي، ولهذا السيد أبي الفضل الداعي بن علي بن الحسن الحسيني،
وكانا شريكين ي قراءة ذلك التفسير على الشيخ أبي الوفاء المذكور، وصورتها:

(1) فهرس منتجب الدين: 111 / 227.
(2) معالم العلماء: 245 / 1021.
(3) فهرس منتجب الدين: 110 / 226.
(4) كذا في المشجرة، وأضاف إلى الشيخين ثالثا وهو أبو الفتح محمد بن عثمان الكراجكي
صاحب كنز الفوائد.
67

قرأ علي هذا الجزء وهو السابع من التفسير إلى آخر سورة لقمان ولدي أبو القاسم
علي بن عبد الجبار، وأجزت له روايته عني، عن مصنفه الشيخ السعيد أبي
جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمة الله عليه، كيف شاء وأحب،
وسمع قراءته السيد الموفق أبو الفضل داعي بن علي بن الحسن الحسيني، أدام
الله توفيقهما (1).
عن الشيخين الجليلين السابقين.
الحادي عشر: الشيخ الفاضل الجليل أبو المحاسن مسعود بن علي
ابن محمد الصوافي.
عن (2) علي بن عبد الصمد التميمي، كما في الخرائج.
عنهما أيضا.
الثاني عشر: الشيخ أبو علي محمد بن الفضل الطبرسي.
في الامل: كان عالما، صالحا، عابدا (3).
عنهما أيضا (4).

(1) رياض العلماء 4: 85.
21) في الأصل: عن، هذا وجاء في حاشية الأصل. ان في عبارة المتن خلل وتقديم وتأخير من
الناسخ فأصلحته بظني كما ترى.
كما وان الشيخ أبو المحاسن يروي عن الشيخين مباشرة كما في مناقب ابن شهرآشوب، فلم
نرى وجه لذكر علي ين عبد الصمد وهل هو الابن أو الأب ولم نجده في الخرائج حتى نفهم
المراد، وقد مر في الطريقين الرابع والخامس ذكر محمد وعلي ابنا علي بن عبد الصمد ورايتهما عن
أبيهما والتي أسقطها هناك في الأصل.
وفي المشجرة ذكر لأبي المحاسن الرواية عن أبي الوفاء الرازي والسيد المرتضى علم الهدى،
فلاحظ.
(3) أمل الآمل 2: 293 / 881.
(4) ذكر في المشجرة ولم يذكر له طريقا سوى روايته عن أبي الوفاء الرازي، فلاحظ.
68

الثالث عشر: الشيخ الجليل الفقيه الحسين بن أحمد بن طحال (1)،
المتقدم ذكره (2).
الرابع عشر: فخر العلماء الأعلام، وأمين الملة والإسلام، أبي علي
الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي، المفسر الفقيه الجليل الكامل النبيل،
صاحب تفسير مجمع البيان الذي عكف عليه المفسرون، وغيره من المؤلفات
الرائقة الشائعة جملة منها، كالآداب الدينية، وإعلام الورى وجمع الجوامع،
وعندنا منها كنوز النجاح، وعمدة الحضر.
ووصفه في الرياض بقوله: الشيخ الشهيد الامام أمين الدين أبو علي
الفضل.. إلى آخره، ثم قال - بعد ذكر عدة من مؤلفاته - قد رأيت نسخة من
مجمع البيان بخط الشيخ قطب الدين الكيدري قد قرأها نفسه على نصير الدين
الطوسي، ثم إن على ظهرها أيضا بخطه هكذا. تأليف الشيخ الامام،
الفاضل، السعيد، الشهيد (3). انتهى.
ولم يذكر هو ولا غيره كيفية شهادته، ولعلها كانت بالسم، ولذا لم تشتهر
شهادته، نعم نسب إليه في الرياض قضيته، وقال. مما اشتهر بين الخاص
والعام أنه (رحمه الله) قد أصابته السكتة، فظنوا به الوفاة فغسلوه، وكفنوه،
ودفنوه، ثم رجعوا، فأفاق رضي الله عنه في القبر، وقد صار عاجزا عن الخروج
والاستغاثة بأحد لخروجه، فنذر في تلك الحالة بأن الله إن خلصه من هذه البلية
ألف كتابا في تفسير القران، فاتفق أن بعض النباشين قد قصد نبش قبره لأجل
أخذ كفنه فلما نبش قبره، وشرع في نزع كفنه أخذ قدس سره بيد النباش

(1) ذكره في المشجرة بعنوان: الشيخ حسين بن طحال. وطريقه أيضا عن الشيخين أبي علي الطوسي
وأبي الوفاء الرازي.
(2) تقدم في الصفحة: 19.
(3) رياض العلماء 4: 340.
69

فتحير النباش وخاف خوفا عظيما، ثم تكلم معه فزاد اضطراب النباش وخوفه،
فقال له: لا تخف أنا حي وقد أصابتني السكتة فظنوا بي الموت، ولذلك دفنوني.
ثم قام من قبره واطمأن قلب النباش. ولما لم يكن قدس سره قادرا على المشي
لغاية ضعفه التمس من النباش أن يحمله على ظهره ويبلغه إلى بيته، فحمله
وجاء به إلى بيته، ثم أعطاه الخلعة وأولاه مالا جزيلا، وتاب النباش على يده
ببركته عن فعله ذلك القبيح، وحسن حال النباش. ثم إنه (رحمه الله) بعد ذلك
أقدم بنذره، وشرع في تأليف كتاب مجمع البيان، إلى أن وفقه الله لاتمامه (1).
انتهى.
ومع هذا الاشتهار لم أجدها في مؤلف أحد قبله، وربما نسبت إلى العالم
الجليل المولى فتح الله الكاشاني، صاحب تفسير منهج الصادقين، وخلاصته،
وشرح النهج، المتوفى سنة 988. والله العالم.
وقال السيد التفريشي في نقد الرجال: إنه (رحمه الله) انتقل من المشهد
الرضوي إلى سبزوار سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، وانتقل بها إلى دار الخلود
سنة ثمان وأربعين وخمسمائة (2). انتهى.
قلت: وقبره الشريف في المقبرة المعروفة بقتلكاه في المشهد الرضوي على
مشرفه السلام، معروف يزار ويتبرك به.
وهذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة:
أ - الشيخ أبي علي الطوسي.
ب - الشيخ أبي الوفاء عبد الجبار الرازي.
ج - الشيخ الأجل الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابويه القمي

(1) رياض العلماء 4: 357.
(2) نقد الرجال: 266.
70

الرازي، جد الشيخ منتجب الدين، المتقدم ذكره (1).
د - الشيخ الامام موفق الدين الحسين بن الفتح الواعظ البكر آبادي
الجرجاني.
في المنتجب: فقيه صالح، ثقة، قرأ على الشيخ أبي علي الطوسي، وقرأ
الفقه عليه الشيخ الامام سديد الدين محمود الحمصي (رحمهم الله) (2).
عن أبي علي الطوسي.
و - السيد محمد بن الحسين الحسيني. قال (رحمه الله) في إعلام الورى:
في كتاب أخبار أبي هاشم الجعفري للشيخ أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عياش
الذي أخبرني بجميعه السيد أبو طالب محمد بن الحسين الحسيني القصبي
الجرجاني قال: أخبرني والدي السيد أبو عبد الله الحسين بن الحسن القصبي،
عن الشريف أبي الحسين طاهر بن محمد الجعفري، عنه (3) - يعني ابن عياش -
صاحب كتاب المقتضب والأغسال.
، و - الشيخ الامام السعيد الزاهد أبي الفتح عبد الله بن عبد الكريم بن
هوازن القشيري، الذي روى عنه صحيفة الرضا عليه السلام، وتقدم باقي
السند بروايته (رحمه الله) في الفائدة السابقة (4).
ز - الشيخ (5) أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين البيهقي.
في الرياض: فاضل عالم محدث من كبار الامامية، يروي عنه الشيخ أبو

(1) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 429.
(2) فهرس منتجب الدين: 46 / 79.
(3) إعلام الورى: 333.
(4) تقدم في الجزء الأول صفحة: 217 - 79.
(5) أقول: ذكر للشيخ الطبرسي هنا سبعة طرق ولم يتعرض لشيخه ابن البطريق فصار المجموع
ثمانية مشايخ.
71

علي الطبرسي على ما يظهر من تفسير سورة طه في مجمع البيان (1). انتهى.
الخامس عشر: الشيخ الامام السعيد، قدوة المفسرين، ترجمان
كلام الله، جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي
الرازي النيشابوري، الفاضل العالم، الفقيه المفسر، الأديب العارف، الكامل
البليغ، المعروف بأبي الفتوح الرازي المنتهي نسبه الشريف إلى عبد الله بن بديل
ابن ورقاء الخزاعي - الذي كان أبوه من الصحابة - الذي كان جهوري
الصوت، وأمره رسول الله صلى الله عليه وآله بمنى في حجة الوداع أن ينهى
الناس عن الصيام أيام منى، فركب على جمل أورق (2) وتخلل الفساطيط، وكان
ينادي بأعلى صوته: أيها الناس لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب
وبعال، أي: الجماع.
وعبد الله - أيضا - من الصحابة، ومن السابقين الراجعين إلى أمير
المؤمنين عليه السلام، والمستشهدين بين يديه في صفين، بعد أن بالغ في
الخدمة، وأبلى ببلاء عظيم.
والشيخ المذكور جمع بين شرافة النسب، والاخذ بمجامع العلوم، المنبئ
عنه تفسيره الكبير العجيب الذي يقرب من مائة وخمسين ألف بيت، وهو وإن
كان بالفارسية إلا أنه حاو لكل ما تشتهيه الأنفس، وتقر به الأعين، ومن نظر
إليه وتأمل في مجمع البيان للطبرسي يجده كالمختصر منه، بل قال القاضي في
المجالس - بعد أن أطرى عليه من المدح والثناء بما هو أهله -: وتفسيره الفارسي
مما لا نظير له في وثاقة التحرير، وعذوبة التقرير، ودقة النظر، والفخر الرازي
في تفسيره الكبير قد أخذ منه، وبنى عليه أساسه، ولكن لأجل دفع الانتحال

(1) رياض العلماء 3: 305.
(2) الأورق من كل شئ. ما كان لونه لون الرماد.
(انظر لسان العرب 10: 377).
72

أضاف إليه بعض تشكيكاته (1). انتهى.
وبالجملة، فتفسيره هذا كتاب لا يمل قارئه، ولا يضجر الناظر إليه،
ينتفع منه الفقيه، والمفسر، والأديب، والمؤرخ، والواعظ، وطالب الفضائل
والمناقب، والفاحص عن المطاعن والمثالب، وله مؤلفات أخرى مذكورة في
ترجمته منها: شرح الشهاب، الداخل كالتفسير في فهرست البحار.
قال في الرياض. قال الشيخ أبو الفتوح الرازي في شرح الشهاب
- المذكور - عند شرح قوله (عليه السلام): إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل
الفاجر، بعد نقل: المؤلفة قلوبهم، ما هذا لفظه: وقد وقع لي مثل ذلك، كنت
في أيام شبابي أعقد المجلس في الخان المعروف بخان علان، وكان لي قبول
عظيم، فحسدني جماعة من أصحابي، فسعوا بي إلى الوالي، فمنعني من عقد
المجلس، وكان لي جار من أصحاب السلطان، وكان ذلك في أيام العيد، وكان
قد عزم على أن يشتغل بالشرب على عادتهم، فلما سمع ذلك ترك ما كان عزم
عليه، وركب وأعلم الوالي أن القوم حسدوني، وكذبوا علي، وجاء حتى
أخرجني من داري وأعادني إلى المنبر، وجلس في المجلس.. إلى آخره، فقلت
للناس: هذا ما قال النبي صلى الله عليه وآله. إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل
الفاجر (2). انتهى.
ولم أتحقق تاريخ وفاته، إلا أن قبره الشريف في صحن السيد حمزة بن
موسى بن جعفر عليهما السلام في مزار عبد العظيم الحسني (عليه السلام)
وعليه اسمه ونسبه بخط قديم.
وهذا الشيخ يروي عن جماعة:

(1) مجالس المؤمنين 1: 490.
(2) رياض العلماء 2: 161.
73

(أ) - الشيخ أبى الوفاء عبد الجبار الرازي (1).
(ب) - والده: الشيخ علي بن محمد، في الرياض: كان من أجلة
الفضلاء (2).
عن والده الشيخ الجليل المفيد أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين
النيسابوري.
في المنتجب: ثقة، عين، حافظ، له تصانيف منها الروضة الزهراء في
تفسير فاطمة الزهراء، الفرق. بين المقامين، وتشبيه علي عليه السلام بذي
القرنين، كتاب الأربعين عن الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام،
كتاب منى الطالب في ايمان أبي طالب عليه السلام، كتاب المولى، أخبرنا بها
شيخنا الامام جمال الدين أبو الفتوح الخزاعي، سبطه عن والده عنه (3).
قلت: كذا في نسخ المنتجب، وفي الامل نقلا عنه: الروضة الزهراء في
تفسير الزهراء (4)، ولكن قال سبطه أبو الفتوح في تفسيره في سورة آل عمران
- بعد نقل خبرين في فضل فاطمة عليها السلام ما معنى لفظه -: وهذان الخبران
نقلتهما من كتاب جمعه جذي الخواجة الامام السعيد أبو سعيد، واسمه الروضة
الزهراء في مناقب فاطمة الزهراء عليها السلام (5).
هذا وزاد ابن شهرآشوب في المعالم في مؤلفاته: كتاب التفهيم في بيان
القسيم، الرسالة الواضحة في بطلان دعوى الناصبة، ما لا بد من معرفته (6).

(1) ذكره في المشجرة ولم يذكر له شيخا غيره.
(2) رياض العلماء،: 188.
(3) فهرس منتجب الدين: 157 / 361.
(4) أمل الآمل 2: 240 / 706.
(5) تفسير أبو الفتوح الرازي 1: 561.
(6) معالم العلماء: 116 / 774.
74

انتهى.
وعندنا نسخة أربعينه بخط الشيخ الجليل محمد بن علي الجباعي - جد
شيخنا البهائي - كتبه من النسخة التي كانت بخط الشهيد. وبخطه في آخر
النسخة عرض على أصله، ونقل من نسخة كتبت بمراغة في سنة أربع وثلاتين
وخمسمائة.
وفي أول الكتاب: حدثني الشيخ الفقيه العالم، شجاع الدين أبو عبد الله
محمد بن أحمد بن محمد بن العباس البيهقي، وفقه الله تعالى للخيرات،
إملاء بمدينة مراغة، في ثالث عشر من صفر من شهور سنة أربع وثلاتين
وخمسمائة. قال: حدثنا السيد الرئيس، العالم الزاهد، صفي الدين - وهو
صاحب تبصرة العوام، شيخ الشيخ منتجب الدين - المرتضى بن الداعي بن
القاسم الحسيني الرازي، بها، قال: حدثنا الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد
النيسابوري رحمه الله قال حدثني مصنف الكتاب الخزاعي رحمه الله يقول:
اللهم إني أحمدك (1) 100 إلي آخره.
وهذا الشيخ عبد الرحمن أخو المصنف، وعم والد الشيخ أبي الفتوح،
وشيخه كما يأتي (2)، ويظهر من الأربعين أن له مشايخ كثيرة من الخاصة والعامة
نشير إلى نبذة من الطائفة الأولى.
1 - منهم: والده: الشيخ الجليل أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد
النيسابوري الخزاعي، صاحب الأمالي في الاخبار في أربع مجلدات، وعيون
الأحاديث، والروضة في الفقه، والسنن، والمفتاح في الأصول، والمناسك. على
ما في المنتجب (3).

(1) الأربعين: لم نعثر عليه فيه.
(2) يأتي في صفحة: 79.
(3) فهرس منتجب الدين: 7 / 1.
75

عن السيدين الأعظمين المرتضى والرضي.
والشيخ أبي جعفر الطوسي.
والسيد أبي محمد زيد بن علي بن الحسين الحسني.
في المنتجب: صالح عالم فقيه، قرأ على الشيخ أبي جعفر الطوسي، وله
كتاب المذهب، وكتاب الطالبية، وكتاب [أعلم الطب] (1) عن أهل البيت
عليهم السلام، أخبرنا بها الوالد عنه (2).
وفي الأربعين: [الحديث] الرابع والعشرون: حدثنا أحمد بن الحسين بن
أحمد النيسابوري الشيخ أبو بكر الوالد رضي الله عنه، قال: حدثنا القاضي أبو
الفضل زيد بن علي (3)... إلى آخره.
2 - ومنهم: الشيخ الصائن أبو القاسم عبد العزيز بن عمد بن
عبد العزيز الامامي النيسابوري، شيخ الأصحاب وفقيههم في عصره، له تصانيف
في الأصولين، أخبرنا بها الشيخ الامام جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي
الخزاعي، عن والده، عن جده، عنه. كذا في المنتجب (4).
وفي الأربعين المذكور: الحديث السادس والثلاثون: حدثنا أبو القاسم
عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الصائن رحمه الله - لفظا - بقم في ذي الحجة
سنة أربع وأربعين - يعني بعد أربعمائة - قال: حدثنا الشيخ المفيد محمد بن
محمد بن النعمان رضي الله عنه (5)... إلى آخره.
3 - ومنهم: الشيخ العدل المحسن بن الحسين بن أحمد النيسابوري

(1) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.
(2) فهرس منتجب الدين.. 80 / 173.
(3) الأربعين لم يرد في نسختنا.
(4) فهرس منتجب الدين: 113 / 233.
(5) الأربعين: لم نعر عليه فبه.
76

الخزاعي، عم الشيخ المفيد عبد الرحمن النيسابوري رحمه الله، ثقة، حافظ،
واعظ، وكتبه: الأمالي في الأحاديث، كتاب السير، كتاب إعجاز القرآن،
كتاب بيان من كنت مولاه، أخبرنا بها شيخنا الامام السعيد جمال الدين أبو
الفتوح الخزاعي، عن والده، عن جده، عنه (رحمه الله). كذا في المنتجب (1).
وفي الأربعين: الحديث الخامس والعشرون: أخبرنا المحسن بن الحسن
ابن أحمد النيسابوري الشيخ العم (2) أبو الفتح رضي الله عنه بقراءتي عليه، قال:
حدثنا: قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد قراءة عليه (3). إلى آخره.
وفي المنتجب. الشيخ أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد بن أبي مطيع
فاضل، فقيه، له كتاب الورع، كتاب الاجتهاد، كتاب القبلة، كتاب الآثار
الدينية (4).
4 - ومنهم. السيد أبو الخير داعي بن الرضا بن محمد العلوي الحسيني
رحمه الله، بقراءته عليه.
في المنتجب: فاضل، محدث، واعظ، له كتاب آثار الأبرار وأنوار
الأخيار، في الأحاديث، أخبرنا بها السيد الأصيل المرتضى بن المجتبى بن محمد
العلوي العمري عنه (5).
5 - ومنهم: أخوه الشريف أبو إبراهيم ناصر.

(1) فهرس منتجب الدين: 156 / 360.
(2) في هامش الحجري ما يلي:
لا يخفى ان من إطلاق العم في المنتجب والأربعين مسامحة، فان عم والد أبي الفتوح بناء
عل نسخة المنتجب من كونه محسن بن الحسين، وعلى ما في نسختين من الأربعين محسن بن
الحسن بن أحمد، فيصير ابن عم جده الأعلى، فلاحظ. (منه قدس سره).
(3) الأربعين. لم نعثر عليه فيه.
(4) فهرس منتجب الدين. 118 / 252.
(5) فهرس منتجب الدين: 71 / 153.
77

في المنتجب السيد أبو إبراهيم ناصر بن الرضا بن محمد بن عبد الله
العلوي الحسيني، فقيه ثقة، صالح محدث، قرأ على الشيخ الموفق أبي جعفر
الطوسي، وله كتاب في مناقب آل الرسول عليهم السلام، وكتاب أدعية زين
العابدين علي بن الحسين عليهما السلام (1)، ويظهر من الأربعين أنه يروي عن
قاضي القضاة عبد الجبار (2) السابق.
6 - ومنهم: الوزير السعيد ذو المعالي زين الكفاة أبو سعد منصور بن
الحسين الآبي، فاضل، عالم، فقيه، وله نظم حسن، قرأ على شيخنا الموفق أبي
جعفر الطوسي، وروى عنه الشيخ المفيد عبد الرحمن النيسابوري، كذا في
المنتجب (3).
وفي الأربعين: [الحديث] الثاني والعشرون: أخبرنا الوزير أبو سعد
منصور بن الحسين الآبي - رحمه الله رحمة واسعة - بقراءتي عليه في مسجدي في سنة
اثنين وثلاتين وأربعمائة، قال: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه
رحمه الله إملاء يوم الجمعة لتسع خلون من شهر ربيع الاخر سنة ثمان وسبعين،
قال: حدثنا أبي (4)... إلى آخره.
وهذا السند مما يغتنم في ما بين الطرق من جهة العلو، وربما يستغرب في
بادي النظر، فان الذي كان يقرأ على أبي جعفر الطوسي كيف يروي عن
الصدوق المتقدم عليه بطبقتين، ويرفع بان ما بين التاريخين أربع وخمسون سنة،
فلو كان عمر الوزير في تاريخ التحمل الذي هو قبل وفاة الصدوق بثلاث
سنين: عشرون سنة مثلا، كان عمره في سنة السماع أربع وسبعين، وهو عمر

(1) فهرس منتجب الدين: 192 / 512.
(2) الأربعين: لم نعثر عليه فيه.
(3) فهرس منتجب الدين: 661 / 137.
(4) الأربعين: لم نعثر عليه.
78

متعارف شايع.
7 - ومنهم: الشيخ أبو عبد الله الحسن بن الحسين بن بابويه المتقدم (1)
في مشايخ الشيخ منتجب الدين.
ولنكتف من مشايخه الذين هم في الأربعين: أربعون، بما ذكرنا.
(ج) - عم والده: الشيخ الجليل المفيد الحافظ أبو محمد عبد الرحمن
ابن الشيخ أبي بكر أحمد النيسابوري الخزاعي (2)، نزيل الري، الفاضل،
الكامل، العالم المتبحر.
قال في المنتجب: شيخ الأصحاب بالري، حافظ، واعظ، ثقة، سافر
في البلاد شرقا وغربا، وسمع الأحاديث عن المؤالف والمخالف، وله تصانيف،
منها: سفينة النجاة في مناقب أهل البيت عليهم السلام، العلويات،
الرضويات، الأمالي، عيون الأخبار، مختصرات في المواعظ والزواجر، أخبرنا
بها جماعة منهم السيدان المرتضى والمجتبى - ابنا الداعي الحسني - وابن أخيه
الشيخ الإمام أبو الفتوح الخزاعي عنه رحمهم الله تعالى (3). انتهى.
(د) - الشيخ أبو علي الطوسي.
(د) - القاضي الفاضل الحسن الاسترآبادي، نص عليه صاحب
المعالم، ويأتي في مشايخ ابن شهرآشوب (4).
السادس عشر من مشايخ ابن شهرآشوب: الشيخ الإمام أبو
الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي، المعروف بالقطب الراوندي،

(1) تقدم في الجز الثاني صفحة: 431.
(2) ثالث ما شيخ الشيخ أبي الفتوح الرازي.
(3) فهرس منتجب الدين: 108 / 219.
(4) يأتي في صفحة: 96.
79

العالم المتبحر، النقاد المفسر، الفقيه المحدث، المحقق، صاحب المؤلفات
الرائقة النافعة الشائعة جملة منها، وعثرنا عليها - كالخرايج، وقصص الأنبياء،
وفقه القران، ولب اللباب، والدعوات، وغير ذلك مما نقل عنها الأصحاب،
وشرحه على نهج البلاغة المسمى بالمعراج من الشروح المعروفة، وليس هو أول
الشروح كما زعمه صاحب الرياض (1)، بل أول من قرع هذا الباب، ورام
كشف النقاب عن كلام هو فوق كلام المخلوق، ودون كلام رب الأرباب أبو
الحسن البيهقي المعروف، وهو موجود إلى الآن وللفخر الرازي أيضا شرح عليه
ولم يتمه.
وبالجملة، ففضائل القطب ومناقبه، وترويجه للمذهب بأنواع المؤلفات
المتعلقة به أظهر وأشهر من أن يذكر، وكان له أيضا طبع لطيف، ولكن أغفل
عن ذكر بعض أشعاره المترجمون له الذين بنوا على ذكرها في التراجم، وهذا
الكتاب الشريف جردناه عنها، إلا نوادر دعت إليها الضرورة، ولكن رأينا أن
نذكر بعض ما له مما يتعلق بالفضائل لئلا يندرس في مرور الأيام فمنها:
قسيم النار ذو خير وخير * يخلصنا الغداة من السعير
فكان محمد في الدين شمسا * علي بعد كالبدر المنير
هما فرعان من عليا قريش * مصاص (2) الخلق بالنصب الشهير
وقال له النبي (ص) لانت مني * كهارون وأنت معي وزيري
ومن بعدي الخليفة في البرايا * علي جاه السرور على سريري
وأنت غياثهم والغوث فيهم * لدى الظلماء كالصبح البشير
ولائي في البتول وفي بنيها * كمثل الروض في اليوم المطير

(1) رياض العلماء 2: 421.
(2) المصاص. خالص كل شئ، وفلان مصاص قومه أي: أخلصهم. (لسان العرب 7: 91).
80

محمد النبي (ص) غدا شفيعي * لان عليا الأعلى ظهيري
ولا أرضى بتيم أو عدي * أميرا خاب ذلك من أمير
مصير آل أحمد يوم حشري * ويوم الحشر حبهم نصيري
وله (رحمه الله) أيضا:
بنو الزهراء آباء اليتامى * إذا ما خوطبوا قالوا سلاما
هم حجج الاله على البرايا * فمن ناواهم يلق الأثاما
فكان نهارهم أبدا صياما * وليلهم كما تدري قياما
ألم يجعل رسول الله يوم * الغدير عليا الأعلى اماما
ألم يك حيدر قرما هماما * ألم يك حيدر خيرا مقاما
وإن آذى البتول بنو عدي * يكن أبدا عذابهم غراما
بنوهم عروة الوثقى محامي * عطاؤهم اليتامى والأيامى
قسيم النار في الدنيا كفانا * سيكفينا البليات العظاما
هم الراعون في الدنيا الأناما * هم الحفاظ في الأخرى الذماما
فلا تسرف ولا تقتر عليهم * عقوقهم وكن فيهم قواما
وله (رحمه الله) أيضا.
أمير المؤمنين غدا امامي * فانا اليوم أجعله أمامي
أواليه وأفديه بروحي * كتفدية المشوق المستهام
ومن يهواه لا تفريط منه * ولا إفراط جل عن الملام
فأعلى حبه صيتي وصوتي * وخلصني من الكرب العظام
لأرجو الامن في حشري ونشري * وتسليما إلى دار السلام
فقد آثرت أهل البيت معا * بعروتهم وحبلهم اعتصامي
81

علي والبتول كرام أصل * وسبطا المصطفى فرعا الكرام
وزين العابدين إمام حق * وباقر مشكل صعب المرام
وصادقهم وكاظمهم أناروا * بسيط الأرض في غبش الظلام
وإعجاز الرضا في الأرض باق * وفضل سليله فوق الكلام
وأردى العسكريان الأعادي * بلا استعمال رمح أو حسام
وأن القائم المهدي شمس * تلالا ضوؤها تحت الغمام
هم أهل الولاية والتولي * هم خير البرية والأنام
وله (رحمه الله) أيضا.
لآل المصطفى شرف محيط * تضايق عن تنظمه البسيط
إذا كثر البلايا والرزايا * فكل منهم جأش ربيط
إذا ما قام قائمهم بوعظ * كان كلامه لز لقيط
إذا امتلأت بعدلهم ديار * تقاعس دونه الدهر القسوط (1)
هم العلماء إن جهل البرايا * هم الموفون إن خان. الخليط (2)
بنو أعمامهم جاروا عليهم * ومال الدهر إذ مال الغبيط
لهم في كل يوم مستجد * برغم الأصدقاء دم عبيط
فمات محمد وارتد قوم * بنكث العهد إذ خان الشموط
تناسوا ما مضى بغدير خم * فأدركهم لشقوتهم هبوط
ألا لعنت أمية قد أضاعوا * الحسين كأنه فرخ سميط

(1) القاسط: يراد به هنا الجائر، كما قال الله تعالى: * (وأما القاسطون القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) [الجن
72: 15] أو لمحاربة الأمير عليه السلام. القاسطين و....
(2) الخليط: هو المخالط، أي: الصديق. (لسان العرب 7: 293).
82

على آل الرسول صلاة زكى * طوال الدهر ما طلع الشميط (1)
ولهذا الشيخ (2) الجليل مشايخ كثيرة نشير إلي جملة منها:
أ - الشيخ أبو علي الطبرسي، صاحب مجمع البيان.
ب - عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري، صاحب البشارة.
ج - السيد مرتضى بن الداعي الرازي (3)، صاحب تبصرة العوام.
د - أخوه السيد المجتبى، وقد تقدما (4) في مشايخ الشيخ منتجب الدين.
ه‍ - أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد التميمي (5).
و - أخوه: محمد بن علي، وقد مرا في مشايخ ابن شهرآشوب (6).
ز - السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل الحسيني المشهدي.
في المنتجب: فقيه، محدث (7).
وفي الرياض: إن الحق أنه هو بعينه السيد ناصح الدين أبو البركات
المشهدي (8).
وقد أورده الشيخ رضي الدين أبو نصر الحسن بن أبي علي الطبرسي في
مكارم الأخلاق، بعنوان السيد الإمام ناصح الدين أبو البركات المشهدي،

(1) الشميط: الصبح، لاختلاط بياضه بلون آخر. (لسان العرب 7: 293).
(2) لم يذكر هذا الشيخ في المشجر من ما شيخ الشيخ ابن شهرآشوب، وذكره من مشايخ أبي
الفتوح الرازي، وأحمد بن علي بن عبد الجبار، ذكر له شيخا واحدا هو السيد مجتبى بن
الداعي.
(3) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 435.
(4) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 430.
(5) تقدم في صفحة: 63.
(6) تقدم في صفحة: 64.
(7) فهرس منتجب الدين: 163 / 387.
(8) رياض العلماء 5: 423.
83

ونسب إليه كتاب المسموعات (1). ونقل عن ذلك الكتاب بعض الأخبار، وكذا
ولده الشيخ علي في مشكاة الأنوار (2)، ونسب إليه كتاب المجموع.
وقال القطب في الخرائج: وأخبرنا السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل
المشهدي (3).
1 - عن الشيخ جعفر الدوريستي.
عن المفيد (رحمه الله).
ويروي السيد أبو البركات أيضا:
2 - عن الشيخ الامام محيي الدين أبي عبد الله الحسين بن المظفر بن علي
الحمداني، نزيل قزوين، ثقة وجه كبير، قرأ على الشيخ الموفق أبي جعفر
الطوسي جميع تصانيفه مدة ثلاثين سنة بالغري على ساكنه السلام، وله
تصانيف: منها: هتك أستار الباطنية، وكتاب نصرة الحق، ولؤلؤة التفكر في
المواعظ والزواجر، أخبرنا بها السيد أبو البركات المشهدي عنه، كذا في
المنتجب (4).
وفي الرياض: هو من أكابر علماء الطائفة الإمامية وفقهائهم، المعروف
بالحمداني القزويني قال: ولعله ألف الكتاب الأول في قزوين ردا على القرامطة
الباطنية لما شاع ذكرهم ومذهبهم الباطل هناك في تلك الأوقات (5). انتهى.
ح - الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي.
في المنتجب. فقيه صالح، أدرك الشيخ أبا جعفر الطوسي (وروى عنه،

(1) مكارم الأخلاق 430.
(2) مشكاة الأنوار: 120، 124، 174، 200، 218، 228، 309، هذا وكما هو واضح فإنه
يذكر كثيرا ولكننا لم نعثر على مورد لنسبة كتاب المجموع إليه.
(3) الخرائج والجرائح 2: 797 / 7..
(4) فهرس منتجب الدين: 43 / 73.
(5) رياض العلماء 2: 177.
84

وعن ابن البراج) (1) وقرأ عليه السيد الإمام أبو الرضا، والشيخ الامام قطب
الدين أبو الحسين الراونديان (2).
ط - أبو نصر الغاري.
في الرياض: كان من أجلة مشايخ السيد فضل الله الراوندي، قال:
والغاري - كما وجدته بخطه الشريف - بالغين المعجمة، ولعل نسبته إلى الغار،
وهي قرية من قرى الأحساء، وير معمورة إلى الآن، وقد دخلتها وكان فيها
- في الأغلب - جماعة من العلماء (3)، انتهى.
وقال القطب الراوندي في قصص الأنبياء: أخبرني أبو نصر الغاري.
1 - عن أبي منصور العكبري، وهو الشيخ الأجل الصدوق أبو منصور محمد
ابن أبي نصر محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبر المعدل، المذكور
بهذا الوصف والنسب في أول الصحيفة الكاملة بعد أبي عبد الله محمد بن أحمد
ابن شهريار الخازن الراوي عنه، ويروي هو:
عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، كما فيها.
2 - وعن السيدين المرتضى والرضي (رحمهما الله). كما صرح به القطب
الراوندي في القصص (4).
ي - الشيخ أبو القاسم بن كميح.
في الرياض: فاضل، عالم، كامل، يروي (5) عن المفيد، ويروي عنه
ابن شهرآشوب (6).

(1) ما بين القوسين لم يرد في المصدر.
(2) فهرس منتجب الدين: 155 / 357.
(3) رياض العلماء 5: 523.
(4) قصص الأنبياء: 96 / 89.
(5) في الرياض أورد روايته عن المفيد بتوسط ابن البراج.
(6) رياض العلماء 5: 502.
85

وفي القصص: أخبرني الأستاذ أبو القاسم بن كميح.
عن الشيخ جعفر الدوريستي.
عن المفيد (رحمه الله) (1).
يا - الأستاذ أبو جعفر محمد بن المرزبان.
عن الشيخ أبي عبد الله جعفر الدوريستي.
عن أبيه.
عن الصدوق (رحمه الله)، كذا في القصص (2).
يب - الشيخ أبو عبد الله الحسين المؤدب القمي.
عن جعفر الدوريستي. إلى آخره كذا في القصص (3).
يج - الشيخ أبو سعد الحسن بن علي الأرابادي.
يد - الشيخ أبو القاسم الحسن بن محمد الحديقي، كلاهما:
عن أبي عبد الله جعفر الدوريستي.
يه - الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي بن محمد المرشكي.
يو - الشيخ هبة الله بن دعويدار، فاضل، عالم، جليل الشأن.
يز - السيد علي بن أبي طالب السليقي، كلهم:
عن الفقيه الجليل أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي.
يح - الشريف أبو السعادات هبة الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن
محمد بن عبد الله أبي الحسن بن عبد الله الأيمن بن عبد الله بن الحسن بن
جعفر بن عبد الرحمن بن قاسم بن حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي
طالب عليهما السلام، المعروف: بابن الشجري البغدادي، المتولد في سنة

(1) قصص الأنبياء: 5، 1 / 99، وفي الحجرية: عن الشيخ أبو جعفر الدوريستي.
(2) قصص الأنبياء: 117 / 117.
(3) قصص الأنبياء: 120 / 121.
86

خمس وأربعمائة، والمتوفى يوم الخميس لعشر بقين من شهر رمضان سنة اثنتين
وأربعين وخمسمائة.
كان من أكابر علماء الإمامية ومشايخهم، ومن أئمة النحو، واللغة،
وأشعار العرب وأيامها، صاحب الأمالي الذي ألفه في أربعة وثمانين مجلسا،
وأقواله منقولة في العلوم العربية والأدبية كمغني اللبيب وغيره.
وفي المنتجب: فال، صالح، مصنف الأمالي، شاهدت غير واحد
قرأها عليه (1)، وله نوادر وقصص مذكورة في التراجم.
وذكره ابن خلكان في تاريخه (2)، والسيوطي في الطبقات (3)، كما تقدم (4)
في ترجمة القطب الرازي.
وقال تلميذه أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري في كتاب نزهة
الأدباء: شيخنا الشريف أبو السعادات هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة
العلوي الحسني. إلى أن قال: وكان الشريف ابن الشجري أنحى من رأينا من
علماء العربية، وآخر من شاهدناهم من حذاقهم وأكابرهم، توفي سنة
1 - عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي بطرقه السابقة (6)
2 - رعن ابن قدامة.
عن السيد الرضي (رحمه الله).

(1) فهرس منتجب الدين: 197 / 529.
(2) وفيات الأعيان 6: 45 / 774.
(3) بغية الوعاة 2: 324 / 2092.
(4) تقدم في الجزء الثاني صفحة. 389.
(5) نزهة الألباء: 299 - 302.
(6) تقدمت في الصفحات: 27، 37، 61.
87

يط - الشيخ أبو المحاسن مسعود بن علي بن محمد الصواني، المتقدم
ذكره (1).
ك - الأستاذ أبو جعفر بن كميح، أخو الأستاذ أخو القاسم المتقدم
ذكره (2).
في الرياض: فقيه، فاضل، من مشايخ ابن شهرآشوب (3) يروي:
عن أبيه كميح.
في الرياض: فاضل، عالم، جليل، من أعاظم علماء الأصحاب (4).
عن القاضي ابن البراج وقد تقدم (5).
كا - السيد الجليل ذو الفقار بن محمد الحسنى (6) الآتي إن شاء الله
تعالى. في مشايخ السيد فضل الله الراوندي (7).
كب - الشيخ عبد الرحيم البغدادي، المعروف: بابن الاخوة.
1 - عن السيدة النقية بنت السيد المرتضى.
في الرياض: كانت فاضلة جليلة، تروي عن عمها السيد الرضي جامع
كتاب نهج البلاغة، ويروي عنها الشيخ عبد الرحيم البغدادي المعروف بابن
الاخوة، على ما أورده القطب الراوندي في آخر شرحه على نهج البلاغة (8).

(1) تقدم في صفحة: 68.
(2) تقدم في صفحة: 85..
(3) رياض العلماء 5: 439.
(4) رياض العلماء 4: 414.
(5) تقدم في صفحة: 36.
(6) في الحجرية: بن أحمد الحسيني، ولعله اشتباه.
(7) تأتي في صفحة: 114.
(8) رياض العلماء 5: 409.
88

ويروي عن ابن الاخوة أيضا: عماد الدين علي بن الإمام قطب الدين.
ففي إجازة صاحب المعالم في طرق نجم الدين جعفر بن نما: ويروي جميع كتب
المرتضى أيضا:
عن والده.
عن الشيخ علي بن قطب الدين الراوندي.
عن شيخه وأستاذه الامام أبي الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن الاخوة
البغدادي.
2 - عن الشيخ أبي غانم العصمي الهروي الشيعي الامامي.
عنه رحمه الله (1).
كج - الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي النيشابوري، الآتي في
مشايخ السيد الراوندي (2)، روى عنه في دعواته (3).
هذا، وله مشايخ اخر من العامة لا حاجة إلى ذكرهم.
وله (4) ولدان فاضلان:
أحدهما: الشيخ نصير الدين أبو عبد الله الحسين الشهيد، وقد مر في
ترجمة الشهيد الثاني (5).
والثاني: الشيخ الامام عماد الدين أبو الفرج علي، وقد مر في مشايخ
علي بن طاووس (6).

(1) انظر بحار الأنوار 109: 47.
(2) يأتي في صفحة: 112.
(3) دعوات الراوندي: 205 / 558
(4) أي القطب الراوندي.
(5) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 264.
(6) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 463.
89

وفي الرياض: وكان والده وجده أيضا من العلماء (1) انتهى.
ولم أجد تاريخ وفاته، إلا أن فراغه من تأليف فقه القرآن كان سنة 562،
وقبره الشريف في قم في قريب من مزار السيدة فاطمة (عليها السلام) معروف
يزار ويتبرك به (2).
السابع عشر (3): الأستاذ أبو جعفر.
الثامن عشر: الأستاذ أبو القاسم.
قال في المناقب: وأما أسانيد كتب المفيد عن أبي جعفر، وأبي القاسم ابني
كميح.
عن أبيهما.
عن ابن البراج.
عن الشيخ.
ومن طرق أبي جعفر الطوسي أيضا عنه (4).
التاسع عشر: السيد الجليل المنتهى بن أبي زيد بن كيابكي الكجي
الجرجاني.
في الامل: عالم فقيه (5).
وقال علي بن طاووس في المهج. وحدث - أيضا - الشيخ السعيد السيد
العالم التقى نجم الدين كمال الشرف ذو الحسبين أبو الفضل المنتهى بن أبي زيد
ابن كيابكي الحسيني في داره بجرجان في ذي الحجة من سنة ثلاث وخمسمائة (6).

(1) رياض العلماء 2: 430.
(2) وهو الآن واقع في الصحن الشريف.
(3) من مشايخ ابن شهرآشوب.
(4) المناقب 1: 12.
(5) أمل الآمل 2: 326 / 1006.
(6) مهج الدعوات: 217.
90

وفي المناقب - في ذكر طرقه إلى كتب الشيخ الطوسي -: وحدثنا به أيضا
المنتهى بن أبي زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني، ومحمد بن الحسن الفتال
النيشابوري، وجدي شهرآشوب عنه أيضا - سماعا وقراءة ومناولة لإجازة -
بأكثر كتبه ورواياته (1).
عن أبيه أبي زيد.
في الرياض: هو السيد عبد الله بن علي كيابكي ابن عبد الله بن عيسى
ابن زيد بن علي الحسيني الكجي الجرجاني الذي يروي عنه ولده السيد المنتهي
ابن أبي زيد، وهو يروي:
عن السيد المرتضى، والسيد الرضي (2)، وصرح بذلك في المناقب أيضا (3).
العشرون: السيد أبو الصمصام، الآتي في مشايخ السيد الراوندي (4).
الواحد والعشرون: القاضي السيد ناصح الدين أبو الفتح عبد الواحد
ابن محمد بن (5) المحفوظ بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد التميمي
الآمدي.
في الرياض: فاضل، عالم، محدث، إمامي، شيعي، ولكن قال في شأن
علي عليه السلام في ديباجة كتابه غرر الحكم هكذا: علي كرم الله وجهه، فلعله
من باب التقية، أو هومن النساخ، وقال: اعلم أن نسبه على ما وجدناه في بعفر
المواضع هكذا: القاضي السيد.. إلى آخر ما ذكرناه، والمشهور أنه لم يكن من

(1) مناقب ابن شهرآشوب 1201، وفيه: وحدثنا أيضا.
(2) رياض العلماء 3: 229.
(3) مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
(4) يأتي في صفحة: 114.
(5) ابن: زائدة ظاهرا (منه قدس سره).
91

السادات، فلاحظ (1).
قال: وبالجملة فقد عده جماعة من الفضلاء من جملة أجلة العلماء
الامامية، منهم ابن شهرآشوب في أوائل كتاب المناقب حيث قال - في أثناء
تعداد كتب الخاصة، وبيان أسانيد تلك الكتب -. وقد أذن لي الآمدي في
رواية ضرر الحكم (2).
وقد عول عليه وعلى كتابه هذا المولى الأستاذ الاستناد في البحار،
وجعله من الامامية، وينقل عن كتابه فيه، قال رحمه الله في أول البحار: وكتاب
غرر الحكم، ودرر الكلم للشيخ عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد، ويظهر
مما سننقل عن ابن شهرآشوب أن الآمدي كان من علمائنا، وأجاز له رواية هذا
الكتاب (3)، ثم نقل ما في معالم ابن شهرآشوب (4)، ففيه: عبد الواحد بن
محمد بن عبد الواحد الآمدي التميمي له غرر الحكم، ودرر الكلم يذكر فيه
أمثال أمير المؤمنين عليه السلام (5).
وبالجملة فلا مجال للشك في كونه من علمائنا الامامية.
اما أولا: فلذكره ابن شهرآشوب في المعالم، كما عرفت.
وأما ثانيا: فلتصريحه بذلك في المناقب، فإنه قال فيه: فاما طرق العامة
فقد صح لنا اسناد البخاري عن أبي عبد الله محمد بن الفضل.. وساق
أسانيده إلى كتبهم في فنون العلوم الشرعية في كلام طويل، ثم قال: فاما
أسانيد كتب أصحابنا فأكثرها عن الشيخ أبي جعفر الطوسي، ثم ساق أسانيده

(1) رياض العلماء 3: 281.
(2) مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
(3) بحار الأنوار 1: 16.
(4) رياض العلماء 3: 282.
(5) معالم العلماء: 81 / 549.
92

إلى كتب المشايخ.. إلى أن قال: وقد أذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم،
ووجدت بخط أبي طالب الطبرسي كتابه الاحتجاج (1). وهذا كالنص منه على
أنه منا، وإلا لأدرجه في الذين فارقوا عنا.
واما ثالثا: فلان المتأمل في هذا الكتاب الشريف الخبير بأحاديث كتب
أصحابنا يعلم أنه جمع ما فيه منها واستخرجه عنها، وهذا متوقف على الانس
بمؤلفات أصحابنا، وطول التصفح في الاخبار المناسبة له.
وهذا من غير الامامي المخلص بعيد غايته، بل لم نجد فيهم من دخل
في هذا الباب، وتمسك بطريقة الأصحاب.
واما رابعا: فلانه أخرج فيه بعض الأخبار الخاصة التي يستوحش منها
المريضة قلوبهم، كقوله عليه السلام: أنا قسيم النار، وخازن الجنان، وصاحب
الأعراف، وليس منا أهل البيت امام إلا وهو عارف باهل ولايته، وذلك لقول
الله تعالى. * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * (2).
وقوله (عليه السلام): أنا كأب الدنيا لوجهها، وقادرها بقدرها، ورادها
على عقبها (3).
وقوله (عليه السلام): إنا لننافس على الحوض، وإنا لنذود عنه أعداءنا،
ونسقي منه أولياءنا، فمن شرب منه ضربة لم يظمأ بعدها أبدا (4).
وقوله (عليه السلام): أنا وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، كما أن النجوم
أمان لأهل السماء (5).

(1) مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
(2) الرعد 7013، غرر الحكم ودرر الكلم 1: 255 / 1.
(3) غرر الحكم ودرر الكلم 1: 255 / 1.
(4) غرر الحكم ودرر الكلم 1: 255 / 5.
(5) غرر الحكم ودرر الكلم 1: 256 / 12.
93

وقوله (عليه السلام): أنا خليفة رسول الله فيكم، ومقيمكم على حدود
دينكم، وداعيكم إلى جنة المأوى (1).
وقوله (عليه السلام): بنا اهتديتم الظلماء، وتسنمتم العلياء، وبنا
انفجرتم عن السرار (2).
وقوله (عليه السلام): بنا فتح الله، وبنا يختم، وبنا يمحو ما يشاء
ويثبت، وبنا يدفع الله الزمان الكلب وبنا ينزل الله الغيث، فلا يغرنكم بالله
الغرور (3).
وقوله (عليه السلام): لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه
ومولجه، وجميع شانه لفعلت، لكني أخاف أن تكفروا في برسول الله صلى الله
عليه وآله إلا أني مفضيه إلى الخاصة ممن يؤمن ذلك منه (4)... إلى آخره.
وقوله (عليه السلام): واعجبا، أن تكون الخلافة بالصحابة ولا تكون
بالصحابة والقرابة (5)!!.
وقوله (عليه السلام): والذي فلق الحبة، برأ النسمة، ما أسلموا ولكن
استسلموا، وأسروا الكفر، فلما وجدوا أعوانا عليه أعلنوا ما كانوا أسروا،
وأظهروا ما كانوا أبطنوا (6).
وقوله (عليه السلام): ولقد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وإن
رأسه لعلى صدري، ولقد سالت نفسه في كفي، فأمررتها على وجهي، ولقد

(1) غرر الحكم ودرر الكلم: 1: 256 / 13.
(2) غرر الحكم ودرر الكلم 1: 308 / 38.
(3) غرر الحكم ودرر الكلم 1: 308 / 38.
(4) غرر الحكم ودرر الكلم 2: 145 / 38.
(5) غرر الحكم ودرر الكلم 2: 306 / 64.
(6) غرر الحكم ودرر الكلم 2: 07 3 / 38.
94

وليت غسله صلى الله عليه وآله والملائكة أعواني، فضجت الدار والأفنية، ملا
يهبط وملا يعرج، وما فارقت سمعي هينمة (1) منهم يصلون عليه [حتى] (2)
واريناه صلوات الله عليه، فمن ذا أحق به حيا وميتا (3)؟!
وقوله (عليه السلام): لا تخلو الأرض من قائم لله بحججه، اما ظاهرا
مشهورا، وإما باطنا مغمورا، لئلا تبطل حجج الله وبيناته (4).
وقوله (عليه السلام): نحن دعاة الحق، وأئمة الخلق، وألسنة الصدق،
من أطاعنا ملك ومن عصانا هلك (3).
وقوله (عليه السلام): ونحن باب حطة، وهو باب السلام، من دخله
سلم ونجا، ومن تخلف عنه هلك (6).
وقوله (عليه السلام): نحن النمرقة (7) الوسطى، بها يلحق التالي،
وإليها يرجع الغالي (8).
وقوله (عليه السلام): نحن أمناء الله على عباده، ومقيموا الحق في
بلاده، بنا ينجو الموالي، وبنا يهلك المعادي (9).

(1) في الحجرية: هنيمة، وفي المصدر: هيمنة، والمثبت من المخطوط، والهينمة: الصوت
الخفي. انظر (القاموس المحيط 4: 192).
(2) ما بين المعقوفين أثبتنا. من المصدر.
(3) غرر الحكم ودرر الكلم 2: 308 / 86.
(4) غرر الحكم ودرر الكلم 2: 362 / 384.
(5) غرر الحكم ودرر الكلم 2: 299 / 53.
(6) غرر الحكم ودرر الكلم 2: 299 / 54.
(7) النمرقة. الوسادة، جمعها نمارق، استعار عليه السلام لفظ النمرقة بصفة الوسطى له ولأهل
بيته باعتبار انهم أئمة العدل، يستند الخلق إليهم في تدبير معاشهم ومعادهم. انظر (مجمع
البحرين 5: 242).
(8) غرر الحكم ودرر الكلم 2: 299 / 56.
(9) غرر الحكم ودرر الكلم 2: 299 / 56.
95

وقوله (عليه السلام): نحن شجرة النبوة، ومحط الرسالة، ومختلف
الملائكة، وينابيع الحكمة ومعادن العلم، ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة،
[وعدونا] (1) ومبغضنا ينتظر السطوة (2).
وقوله (عليه السلام): إنما الأئمة قوام الله على خلقه، وعرفاؤه على
عباده، ولا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم
وأنكروه (3).
وقوله (عليه السلام): سلوني قبل أن تفقدوني، فاني بطرق السماء أخبر
منكم بطرق الأرض (4).
ونظائر ذلك كثير في كتابه.
ثم إن صاحب الرياض مع سعة دائرة اطلاعه لم ينقل في ترجمته احتمال
عاميته عن أحد، بل صرح بان جملة من الفضلاء عدوه من العلماء الامامية (5)،
فلا ينبغي التأمل بعد ذلك فيه، وقد شرح كتابه الغرر والدرر العالم المحقق
جمال الدين الخونساري بالفارسية بأمر سلطان عصره الشاه سلطان حسين
الصفوي في مجلدين كبيرين، رزقنا الله تعالى زيارته.
الثاني والعشرون: القاضي عماد الدين أبو محمد حسن الاسترآبادي.
في الرياض: فاضل، عالم، فقيه، جليل، وهو من مشايخ ابن
شهرآشوب، قال: وقد جمان من مشايخ السيد فضل الله الراوندي أيضا على ما رأيته

(1) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.
(2) ضرر الحكم ودرر الكلم 2: 300 / 57.
(3) غرر الحكم ودرر الكلم 1: 270 / 85.
(4) غرر الحكم وحرر الكلم 1: 397 / 85.
(5) رياض العلماء 3: 282.
96

بخط السيد فضل الله المذكور، وقال في وصفه: ورويتها عن قاضي القضاة
الاجل الامام السعيد عماد الدين أبي محمد الحسن الاسترآبادي، قاضي
الري (1). انتهى.
ويحتمل قريبا أنه هو الذي روى عنه منتجب الدين في الأربعين، قال:
الحديث الحادي والثلاثون إملاء قاضي القضاة عماد الدين أبو محمد الحسن بن
محمد بن أحمد الاسترآبادي قراءة عليه (2)... إلى آخره.
ويظهر من المناقب أنه يروي:
عن القاضي أبي المعالي أحمد بن علي بن قدامة (3).
في الامل: فاضل، فقيه جليل، يروي عن المفيد، والمرتضى،
والرضي (4) (رحمهم الله).
وقال صاحب المعالم: ويروي أيضا - أي نجم الدين جعفر بن نما - الجزء
الأول منه - أي غرر السيد - عن والده، عن الشيخ أبي الحسن علي بن يحيي
الخياط، عن السيد الاجل الشريف شرف شاه بن محمد بن الحسين بن زيارة
الأفطسي، عن شيخه الفقيه جمال الدين أبي الفتوح الحسين بن علي الخزاعي،
عن القاضي الفاضل حسن الاسترآبادي، عن ابن قدامة، عن السيد المرتضى
رحمه الله تعالى (5).
وفي نزهة الألباء لعبد الرحمن بن محمد الأنباري تلميذ أبي السعادات ابن
الشجري: أبو المعالي أحمد بن علي بن قدامة كان قاضي الأنبار، له معرفة بالفقه

(1) رياض العلماء 1: 159.
(2) الأربعين: 61.
(3) مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
(4) أمل الآمل 2: 19 / 45.
(5) انظر بحار الأنوار 109: 47.
97

والشعر، وكان أديبا، توفى لست عشر من شوال سنة ستة وثمانين وأربعمائة في
خلافة المقتدى (1).
الثالث والعشرون: الشيخ الشهيد السعيد العالم النبيل أبو علي
محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن علي الحافظ الواعظ الفارسي النيسابوري،
المدعو تارة: بالفتال، وأخرى بابن الفارسي، والمنسوب إلى أبيه الحسن مرة،
وإلى جده في ثانية، إلى جده أحمد ثالثة، والكل تعبير عن شخص واحد كما
يظهر بالتأمل في عبارة ابن شهرآشوب في المناقب (2).
وصرح به أيضا صاحب البحار (3) وغيره من العلماء النقاد الأبرار، وهو
مؤلف كتاب روضة الواعظين المعروف، وكتاب التنوير في التفسير، وتقدم
ذكر شهادته في ترجمة الشهيد الثاني (4).
وفي المنتجب - في موضع -: ثقة جليل (5).
وفي موضع: ثقة وأي ثقة (6).
وفي رجال ابن داود: متكلم، جليل القدر، فقيه عالم زاهد ورع (7).
أ - عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.
ب - وعن أبيه الحسن بن علي.
عن السيد المرتضى، صرح بذلك في المناقب (8).

(1) نزهة الألباء: 270.
(2) مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
(3) بحار الأنوار 1: 8.
(4) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 264
(5) فهرس منتجب الدين: غير موجود في نسختنا.
(6) فهرس منتجب الدين: 166 / 395.
(7) رجال ابن داود: 163.
(8) مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
98

الرابع والعشرون. السيد العالم مهدي بن أبي حرب الحسيني،
شيخ الطبرسي صاحب الاحتجاج، صرح بذلك في المناقب (1).
الخامس والعشرون: العالم المتبحر أبو الحسن، أو الحسن بن
الشيخ أبي القاسم بن الحسين البيهقي، الفاضل المتكلم، الجليل المعروف:
بفريد خراسان (2).
في الرياض: كان من أجلة مشايخ ابن شهرآشوب، ومن كبار
أصحابنا، كما يظهر من بعض المواضع (3).
وفي معالم العلماء، في ذيل ترجمة والده كما يأتي (1): ولابنه أبي الحسن
- وفي بعض نسخه: ولابنه الحسين - فريد خراسان كتب منها: تلخيص مسائل
من الذريعة للمرتضى، والإفادة للشهادة، وجواب يوسف اليهودي العراقي (5).
انتهى.
وهو أول من شرح نهج البلاغة. وساق نسبه تلامذته ورواة كتابه بعد
خطبة الكتاب، وهي من الخطب البليغة الأنيقة، أولها:
الحمد لله الذي حمده يفيض شعاب العرفان ومسائله، ويجمع شعوب
الاجر الجزيل وقبائله.. إلى آخره هكذا:

(1) مناقب ابن شهرآشوب 1: 10.
(2) لشيخنا الطهراني صاحب الذريعة (قدس سره) هنا حاشية: أقول. هو الإمام أبو الحسن
علي بن الإمام أبي القاسم زيد المعروف: بابن فندق، نسبة إلى جذه أبي سليمان فندق، وله
تاريخ بيهق المطبوع سنة 1317 شمسية المطابق سنة 1375 قمري، وترجمه في معجم الأدباء
13: 219 [/ 32] وأورد ترجمته في كتابه مشارب التجارب وغرائب الغرائب في تاريخ مائة
وخمسين سنة من 410 - 560 وأورد جميع تصانيفه، رسمي شرح نهجه: بمعارج نهج
البلاغة، ومقدمة تاريخ بيهق للعلامة محمد خان القزويني.
(3) رياض العلماء 5: 448.
(4) يأتي في صفحة: 102.
(5) معالم العلماء: 51 / 343.
99

قال الشيخ الامام السيد حجة الدين فريد خراسان أبو الحسن بن الإمام
أبي القاسم بن الإمام محمد بن الإمام أبي علي بن الإمام أبي سليمان بن الإمام
أيوب بن الإمام الحسن..
والإمام الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن، كان مقيما بسيواري في ناحية
بالشتان من نواحي بست، وهو الإمام الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله
ابن عمر بن الحسن بن عثمان بن أيوب بن خزيمة بن محمد بن عمارة بن
خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله،
ويعرف بأبي الحسن بن أبي القاسم البيهقي المقيم بنيسابور، حماها الله:
قرأت (1) كتاب نهج البلاغة -.. إلى أن قال -: ولم يشرح قبلي من كان
من الفضلاء السابقين هذا الكتاب بسبب موانع مخلا.
من كان متبحرا في علم الأصول كان قاصرا في علم اللغة والأمثال.
ومن كان كاملا فيهما كان غافلا عن أصول الطب والحكمة وعلوم
ألا خلاق.
ومن كان كاملا في جميع هذه العلوم والآداب كان قامرا في التواريخ
وأيام العرب.
ومن كان كاملا في جميع ذلك كان غير معتقد لنسبة هذا الكلام إلى أمير
المؤمنين (عليه السلام).
ومن حصلت لديه هذه الأسباب لم يعثر بذخائر كنز التوفيق، فإن
التوفيق كنز من كنوز الله يختص به من يشاء من عباده، وأنا المتقدم في شرح هذا
الكتاب.
إلى أن قال: ومن قبل التمس مني الامام السعيد جمال المحققين أبو

(1) مقول القول المتقدم.
100

القاسم علي بن الحسن الحونقي النيسابوري رحمه الله أم أشرح كتاب نهج
البلاغة شرحا، وأصرح إقذاء الالتباس عن شربه صرحا، فصدني الزمان عن
إتمامه صدا، وبنى بيني وبين مقصودي سدا، وانتقل ذلك الإمام الزاهد الورع
من لجة بحر الحياة إلى الساحل، وطوى من العمر جميع المراحل، وودع أفراس
المقام في دار الدنيا مع الرواحل، وكل انسان وإن طال عمره فان. وكان ذلك
الامام قارعا باب العفاف، قانعا عن دنياه بالكفاف، رحمة الله عليه.
إلى أن قال. وخدمت بهذا الكتاب خزانة كتب الصدر الاجل السيد
العالم عماد الدولة والدين، جلال الاسلام والمسلمين، ملك النقباء في العالمين،
أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى بن هبة الله الحسيني، فإنه جمع في الشرف بين
النسب والحسب، وفي المجد بين الموروث والمكتسب، إذا اجتمعت السادة فهو
نقيبهم وإمامهم، وإذا ذكرت الأئمة والعلماء فهو سيدهم وهمامهم، وإذا أشير
إلى أصحاب المناصب فهو صدرهم، وإذا عد أرباب المراتب فهو فخرهم -
فأبقاه الله تعالى للسادات والعلماء صدرا ما صار الهلال بدرا (1). انتهى.
المقصود من نقله إحياء لدارس اسمه.
وذكر في هذا الكتاب بعض طرقه إلى الرضي، ونحن نذكر عين عبارته،
قال. قرأت كتاب نهج البلاغة على الإمام الزاهد الحسن بن يعقوب بن أحمد
القارئ، وهو وأبوه في فلك الأدب قمران، وفي حدائق الورع ثمران، في شهور
سنه ست عشرة وخمسمائة، وخطه شاهد لي بذلك، والكتاب سماع له عن
الشيخ جعفر الدوريستي الفقيه، والكتاب سماع لي عن والدي الامام أبي
القاسم زيد بن محمد البيهقي.
وله إجازة. عن الشيخ جعفر الدوريستي، وخط الشيخ جعفر شاهد

(1) معارج نهج البلاغة: 6 - 7.
101

عدل بذلك.
وبعض الكتاب أيضا سماع لي عن رجال لي (رحمة الله عليهم) والرواية
الصحيحة في هذا الكتاب رواية أبي الأغر محمد بن همام البغدادي تلميذ
الرضي، وكان عالما بأخبار أمير المؤمنين عليه السلام (1).
، السادس والعشرون: أبو القاسم البيهقي، والد الشيخ المتقدم.
قال ابن شهرآشوب ي المعالم: أبو القاسم زيد بن الحسين البيهقي، له
حلية الاشراف، وهي في أن أولاد الحسين عليه السلام أولاد النبي صلى الله
عليه وآله (2).
وقال في المناقب في أثناء أسانيده إلى كتب الخاصة. وناولني أبو الحسن
البيهقي حلية الاشراف (3).
وفي ما ذكره إشكال من جهتين.
الأولى. أن كنية البيهقي هذا أبو القاسم لا أبو الحسين أو أبو الحسن.
والثانية: أن اسم والده محمد لا الحسين، والاشكالان آتيان في كلام
المنتجب وأربعينه أيضا.
ففي الأول: الشيخ أبو الحسين زيد بن محمد بن الحسن البيهقي، فقيه
صالح (4).
وفي الثاني: الحديث الثلاثون: أخبرنا أبو الحسين زيد بن الحسن بن
محمد البيهقي - قدم علينا الري - قراءة، أخبرنا السيد أبو الحسن علي بن محمد

(1) معارج نهج البلاغة: 2 - 3.
(2) معالم العلماء: 51 / 343.
(3) مناقب ابن شهرآشوب 1: 12.
(4) فهرس منتجب الدين. 181 / 176.
102

ابن جعفر الحسيني الاسترآبادي (1). إلى آخره.
ويمكن أن يوجه بتعدد الكنية له، وهو غير عزيز في الأصحاب والرواة،
وأن اسم أبي علي جده - كما تقدم في شرح نهج ولده - هو: الحسن، فما في
المنتجب يوافقه، وما في الأربعين والمناقب من باب سهو القلم. وتقديم الجذ على
الأب، وكم له نظير في كلمات أمثالهم من المكثرين في التأليف، واحتمال كون
المراد بابي الحسن في المناقب هو الولد صاحب الشرح ساقط، لكون حلية
الاشراف من مؤلفات أبيه.
هذا، وقال - ولده في شرح الخطبة الأولى من النهج -: وقد لقيت في زماني
من المتكلمين من له السنان الأخضم، والمقام الأكرم، يتصرف في الأدلة
والحجج تصرف الرياح في اللجج، كالنجم المضئ للساري، والثوب القشيب
للعاري، منهم والدي الإمام أبو القاسم قدس الله روحه، ومن تأمل تصنيفه
المعمول بلباب اللباب، وحدائق الحدائق (3)، ومفتاح باب الأصول، عرف أنه
في هذا الباب سباق غايات، وصاحب آيات (3).. إلى آخره.
وقد ظهر مما ذكرنا أنه يروي:
أ - عن الشيخ الفقيه أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي.
ب - وعن السيد أبي الحسن علي بن محمد، المتقدم (4).
في الرياض: كان من مشاهير سادات العلماء (5).
عن والده السيد محمد بن جعفر.
ب - وعن السيد علي بن أبي طالب الحسيني - أو الحسني - الآملي.

(1) الأربعين. لم نعثر عليه، نقل بتوسط في الرياض 2: 357.
(2) في المصدر: حدائق الحقائق.
(3) معارج نهج البلاغة: 35 / 61 و 162.
(4) تقدم في صفحة: 102.
(5) رياض العلماء 4: 192.
103

في المنتجب: فقيه صالح (1).
عن السيد أبي طالب يحيي بن الحسين (2) بن هارون الحسيني الهروي،
كان من أكابر علمائنا، يروي عن أبي الحسين النحوي سنة خمس وثلاثمائة. له
كتاب الأمالي الذي ينقل عنه السيد علي بن طاووس في مؤلفاته، وصاحب تنبيه
الغافلين عن فضائل الطالبيين.
وفي الرياض: وجدت في بعض أسانيد كتاب الأربعين، ولعله لجد
الشيخ منتجب الدين، هكذا: أخبرني أبو علي محمد بن محمد المقرئ (رحمه
الله) بقراءتي عليه، قال: حدثنا السيد أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون
العلوي الحسني أصلا قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن علي (رحمه الله) قال:
حدثنا محمد بن جعفر القمي قال. حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال:
حدثنا الحسن بن محبوب، عن صفوان بن يحيى، عن الصادق عليه السلام (3).
انتهى.
وفي هذا السند مواقع للنظر ليس هنا مقام ذكرها.
السابع والعشرون من مشايخ رشيد الدين ابن شهرآشوب -:
الطود الأشم، والبحر الخضم، السيد الإمام ضياء الدين أبو الرضا فضل الله
ابن علي بن عبد الله.. إلى آخر النسب المنتهي إلى الامام السبط الزكي عليه
السلام، وقد ذكرناه في الفائدة السابقة في حال كتابه النوادر (4)، وذكرنا بعض
مقاماته العالية، فإنه كان علامة زمانه، وعميد أقرانه، وأستاذ أئمة عصره، وله
تصانيف، مخلا: ضوء الشهاب في شرح الشهاب (5).

(1) فهرس منتجب الدين: 131 / 282.
(2) نسخة بدل: الحسن (منه قدس سره).
(3) رياض العلماء 5: 333.
(4) تقدم في الجزء الأول صفحة. 173.
(5) لاشك أن مشايخ الشيخ رشيد الدين ابن شهرآشوب تناهز المائة كما قال المصنف (رحمه الله)،
وقد ذكر هنا منهم سبعة وعشرون شيخا، وفي المشجرة سبعة عشر شيخا، كلهم ذكروا هنا إلا
اثنان هم:
1 - الياس بن هاشم الحائري.
2 - السيد محيي الدين الحسيني صاحب الأربعين وذلك بالتدبيج.
104

قال في البحار: وكتاب ضوء الشهاب كتاب شريف مشتمل على فوائد
جمة خلت عنها كتب الخاصة والعامة (1)، وهذا ظاهر لمن نظر فيما نقله عنه في
البحار.
ومما استطرفنا عنه - وفيه غرابة وموعظة واعتبار - ما ذكره في شرح قول
رسول الله صلى الله عليه وآله، المروي في الشهاب: كاد الفقر أن يكون كفرا (2)،
وكاد الحسد أن يغلب القدر (3). بعد شرح متن الخبر ما لفظه:
وهذا من أعجب القصص، في الحسد، وهي من أعاجيب الدنيا. كان
أيام موسى الهادي ببغداد رجل من أهل النعمة، وكان له جار في دون حاله،
وكان يحسده، ويسعى بكل مكروه يمكنه، ولا يقدر عليه. قال: فلما طال عليه
أمره، وجعلت الأيام لا تزيده إلا غيظا، اشترى غلاما صغيرا فرباه وأحسن
إليه، فلما شب الغلام واشتد وقوي عصبه، قال له مولاه: يا بني، إني أريدك
لامر من الأمور جسيم، فليت شعري، كيف لي أنت عند ذلك؟
قال: كيف يكون العبد لمولاه، والمنعم عليه المحسن إليه. والله
- يا مولاي - لو علمت أن رضاك في أن أتقحم في النار لرميت نفسي فيها، ولو
علمت أن رضاك في أن أغرق نفسي في لجة البحر لفعلت ذاك، وعدد عليه
أشياء، فسر بذلك من قوله، وضمه إلى صدره، وأكب عليه يترشفه ويقبله،
وقال: أرجو أن تكون ممن يصلح لما أريد.

(1) بحار الأنوار 1: 31.
(2) شهاب الاخبار: 269 و 271.
(3) شهاب الاخبار: 277.
105

قال: يا مولاي، إن رأيت أن تمن على عبدك فتخبره بعزمك هذا ليعرفه،
وبضم عليه جوانحه، قال: لم يأن ذلك بعد، إذا كان فأنت موضع سري،
ومستودع أمانتي.
فتركه سنة، فدعاه، فقال: أي بني، قد أردتك للامر الذي كنت
أرشحك له.
قال له: يا مولاي مرني بما شئت، فوالله لا تزيدني الأيام إلا طاعة لك.
قال. إن جاري فلانا قد بلغ مني مبلغا أحب أن أقتله.
قال. فأنا أفتك به الساعة.
قال. لا أريد هذا، وأخاف أن لا يمكنك، وإن أمكنك ذلك أحالوا
ذلك علي. ولكني دبرت أن تقتلني أنت وتطرحني على سطحه، فيؤخذ ويقتل
بي.
فقال له الغلام: أتطيب نفسك بنفسك، وما في ذلك تشف من عدوك؟
وأيضا فهل تطيب نفسي بقتلك، وأنت أبر من الوالد الحدب والأم الرفيقة؟
قال: دع عنك هذا، فإنما كنت أربيك لهذا، فلا تنقض علي أمري، فإنه
لا راحة لي إلا في هذا.
قال: الله الله في نفسك يا مولاي، وأن تتلفها للامر الذي لا تدري
أيكون أم لا، إن كان لم تر منه ما أملت وأنت ميت.
قال: أراك لي عاصيا، وما أرضى حتى تفعل ما أهوى.
قال: أما إذا صح عزمك على ذلك فشانك وما هويت، لأصير إليه
بالكره لا بالرضا، فشكره على ذلك، وعمد إلى سكين فشحذها ودفعها إليه،
وأشهد على نفسه أنه دبره، ودفع إليه من ثلث ماله ثلاثة آلاف درهم، وقال:
إذا فعلت ذلك فخذ ني أي بلاد الله شئت.
فعزم الغلام على طاعة المولى بعد التمنع والالتواء.
106

فلما كان في آخر ليلة من عمره قال: تأهب لما أمرتك به فإني موقظك في
آخر الليل، فلما كان في وجه السحر قام وأيقظ الغلام فقام مذعورا، وأعطاه
المدية، فجاء حتى تسور حائط جاره برفق، فاضطجع على سطحه، واستقبل
القبلة ببدنه، وقال للغلام: ها، وعجل. فترك السكين على حلقه، وأفرى
أوداجه ورجع إلى مضجعه، وخلاه يتشحط في دمه.
فلما أصبح أهله خفي عليهم خبره، فلما كان آخر النهار أصابوه على
سطح جاره مقتولا، فأخذ جاره واحضروا وجوه المحلة لينظروا إلى الصورة،
ورفعوه وحبسوه، وكتبوا بخبره إلى الهادي، فأحضره فأنكر أن يكون له علم
بذلك، وكان الرجل من أهل الصلاح، فأمر بحبسه.
ومضى الغلام إلى أصبهان، وكان هناك رجل من أولياء المحبوس
وقرابته، وكان يتولى العطاء للجند بأصبهان، فرأى الغلام وكان عارفا فسأله
عن أمر مولاه، وقد كان وقع الخبر إليه، فأخبره الغلام حرفا حرفا، فاشهد على
مقالته جماعة وحمله إلى مدينة السلام، وبلغ الخبر الهادي فأحضر الغلام فقص
أمره كله عليه، فتعجب الهادي من ذلك، وأمر باطلاق الرجل المحبوس،
وإطلاق الغلام أيضا (1). انتهى.
ومن مؤلفاته الدائرة رسالته في أدعية السر، وسنده إليها، وقد فرقها
الأصحاب في كتب الأدعية، وقد أدرجها بتمامها الكفعمي في البلد الأمين،
وعندنا منها نسخة، ولم أعثر على بقي مؤلفاته، كالكافي في التفسير، وترجمة
الرسالة الذهبية، والأربعين.
وله أولاد وأحفاد وأسباط علماء أتقياء مذكورون في تراجم الأصحاب، منهم:

(1) ضوء الشهاب. غير متوفر لدينا.
107

السيد الإمام أبو الحسن عز الدين علي بن السيد الإمام ضياء الدين أبي
الرضا فضل الله.
قال السيد علي خان في كتاب الدرجات الرفيعة: هو شبل ذلك الأسد،
وسالك نهجه الأسد، والعلم بن العلم، ومن يشابه أبه فما ظلم، كان سيدا
عالما، فاضلا فقيها، ثقة أديبا، شاعرا، ألف وصنف، وقرط بفوائده الاسماع
وشنف، ونظم ونثر، وحمد منه العين والأثر، فوائده في فنون العلم صنوف،
وفرائده في آذان الدهر شنوف.
ومن تصانيفه تفسير كلام الله المجيد، لم يتمه. والطراز المذهب في إبراز
المذهب، ومجمع اللطائف ومنبع الطرائف، وكتاب غمام الغموم، وكتاب مزن
الحزن، وكتاب نثر اللآلي لفخر المعالي، وكتاب الحسيب النسيب للحسيب
النسيب، وهو ألف بيت في الغزل والتشبيب. وكتاب غنية المتغني ومنية المتمني،
ومن نظمه الباهر المرزي بعقود الجواهر (1)..، ثم ساق جملة من أشعاره.
انتهى.
وعندنا نسخة من نهج البلاغة بخط بعض أسباطه، قال في آخره. فرغ
من إتمام تحريره العبد الضعيف المحتاج إلى رحمة الله وغفرانه، الحسن بن محمد
ابن عبد الله بن علي الجعفري الحسني، سبط الامام أبي الرضا الراوندي قدس
الله روحه، في ذي القعدة من سنة إحدى وثلاثين وستمائة. انتهى.
والجعفري: نسبة إلى جعفر بن الحسن المثنى من أجداد السيد ضياء
الدين.
وفي الدرجات الرفيعة أيضا: وله مدرسة عظيمة بكاشان ليس لها نظير
في وجه الأرض، يسكنها من العلماء والفضلاء والزهاد والحجاج خلق كثير، وفيها

(1) الدرجات الرفيعة: 511.
108

يقول ارتجالا:
ومدرسة أرضها كالسماء * تجلت علينا بآفاقها
كواكبها عز أصحابها * وأبراجها عز أطباقها
وصاحبها الشمس ما بينهم * تضئ الظلام بإشراقها
فلو أن بلقيس مرت بها * لاهوت لتكشف عن ساقها
وظنته صرح سليمان إذ * يمرد بالجن حذاقها
قال رحمه الله. وكان السيد المذكور موجودا إلى سنة ثمان وأربعين
وخمسمائة (1). انتهى.
ويروي هذا السيد الجليل عن جم غفير من المشايخ الأجلة، نذكر منهم
ما عثرنا عليه:
الأول: الامام الشهيد أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن
أحمد الروياني، كما مر في الفائدة السابقة في شرح حال كتاب نوادره (2).
الثاني: السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل الحسيني المشهدي،
الذي مر في مشايخ القطب الراوندي (3).
الثالث: شرف السادات السيد أبو تراب المرتضى:
الرابع: أخوه الجليل أبو حرب المنتهى، ابنا السيد الداعي
الحسيني، ومر ذكرهما في مشايخ المنتجب (4).
الخامس: السيد علي بن أبي طالب السليقي الحسني، الذي مر

(1) الدرجات الرفيعة. 506.
(2) تقدم في الجزء الأول صفحة: 175.
(3) تقدم في صفحة: 83.
(4) تقدما في الجزء الثاني صفحة: 430.
109

في مشايخ المطب الراوندي (1).
السادس: الشيخ البارع الحسين بن محمد بن عبد الوهاب
البغدادي.
في الرياض: صرح به السيد فضل الله نفسه في طي تعليقاته على كتاب
الغرر والدرر (2).
السابع: أبو جعفر محمد بن علي بن محسن المقرئ، من مشايخ
القطب الراوندي.
الثامن: القاضي عماد الدين أبو محمد الحسن الاسترآبادي،
المتقدم ذكره (3).
التاسع: السيد نجم الدين حمزة بن أبي الأعز الحسيني، يروي
هو والقاضي الاسترآبادي:
عن القاضي أبي المعالي أحمد بن قدامة.
أ - عن السيدين الجليلين المرتضى والرضي.
قال في الرياض. إنه كان من مشايخ السيد فضل الله، على ما وجدته
بخطه الشريف في بعض إجازاته (4).
ب - ويروي ابن قدامة عن المفيد أيضا.
العاشر: الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد،
المتقدم ذكره في مشايخ ابن شهرآشوب (5).
في الرياض: وجدت على ظهر نسخة الأمالي للصدوق صورة خط هذا

(1) تقدم في صفحة: 86.
(2) رياض العلماء 2: 85.
(3) تقدم في صفحة. 96.
(4) رياض - العلماء 2: 198.
(5) تقدم في صفحة: 63.
110

السيد - يعني السيد فضل الله - هكذا: أخبرني بهذا الكتاب الشيخ الفقيه علي
ابن عبد الصمد التميمي إجازة، وكتب بها إلي من نيسابور في شهر ربيع
الأول (1) من سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وكذلك أجاز لولد في أحمد وفي
أبقاهما الله، قال: أخبرني والدي الشيخ الفقيه الزاهد علي بن عبد الصمد،
عن السيد العالم أبي البركات علي بن الحسين الجوري (رحمه الله)، عن ممليه (2).
الحادي عشر: أخوه الشيخ الجليل محمد بن علي بن
عبد الصمد، وقد مر مع أخيه (3)
الثاني عشر: الشيخ مكي بن أحمد المخلطي.
في الامل: فاضل يروي عنه فضل الله بن علي الراوندي (4).
وفي الرياض: ومنهم - أي من مشايخه - مكي بن أحمد المخلطي، عن
أبي غانم العصمي الهروي، عن المرتضى، على ما وجدته بخطه الشريف،
والخط متوسط على ظهر كتاب الغرر والدرر في إجازته لتلميذه السيد ناصر
الدين أبي المعالي محمد، وللسيد فضل الله تعليقات كثيرة على كتاب الغرر
والدرر (5).
وقال صاحب المعالم: وذكر السيد غياث الدين في إجازته: أنه يروي
جميع كتب السيد المرتضى عن الوزير العلامة السعيد نصير الدين محمد بن
محمد بن الحسن الطوسي، عن والده، عن السيد فضل الله الراوندي الحسني،
عن مكي بن أحمد المخلطي، عن أبي علي بن أبي غانم العصمي، عنه (6).

(1) في المصدر بدل الأول: الاخر.
(2) رياض العلماء 4: 271.
(3) تقدم في صفحة: 64.
(4) أمل الآمل 2: 325 / 1003.
(5) رياض العلماء 4: 370.
(6) بحار الأنوار 109: 45.
111

الثالث عشر: أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي (1)، على
ما ذكره في البحار في رواية النيروز (2).
الرابع عشر: علي بن الحسين بن محمد.
في الرياض: الشيخ الأجل علي بن الحسين بن محمد، من مشايخ السيد
فضل الله الراوندي، ويروي عنه المناجاة الطويلة لأمير المؤمنين عليه السلام،
وهو يرويها عن أبي الحسن علي بن محمد الخليدي، عن الشيخ أبي الحسن علي
ابن نصر القطاني رضي الله عنه، عن أحمد بن الحسن بن أحمد بن داود الوثابي
القاشاني، عن أبيه، عن علي بن محمد بن شيرة القاساني، عن مولانا الحسن
العسكري عليه السلام (3).
وقال في موضع آخر: ويروي الشيخ تاج الدين محمد بن محمد
الشعيري، عن السيد فضل الله المناجاة الطويلة لعلي عليه السلام، وهو يرويها
عن علي بن الحسين.. إلى آخره (4).
الخامس عشر: الشيخ أبو جعفر النيسابوري، الذي هو بعينه
أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن النيسابوري، صاحب كتاب المجالس الذي
ينقل عنه ابن شهرآشوب في المناقب. وذكر في المعابر أن له كتاب البداية (5)
نص على رواية السيد عنه السيد علي خان في الدرجات الرفيعة (6)، وهو
يروي:

(1) ورد في المشجرة بعنوان: الدرويشي، وهو اشتباه.
(2) بحار الأنوار 59: 91.
(3) رياض العلماء 3: 433.
(4) رياض العلماء 37004.
(5) معالم العلماء: 138 / 955.
(6) الدرجات الرفيعة: 506.
112

عن أبي علي ابن شيخ الطائفة، كما يظهر من كتاب الدعوات للقطب
الراوندي.
وقال العلامة في الإجازة الكبيرة: الندبة لمولانا زين العابدين علي بن
الحسين صلوات الله عليهما، رواها: الحسن بن الدربي، عن نجم الدين عبد الله
ابن جعفر الدوريستي، عن ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي الحسني
بقاشان، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن المقري (1)، عن الحاكم أبي
القاسم عبد الله بن عبيد الله الحسكاني، عن أبي القاسم علي بن محمد
العمري، عن أبي جعفر محمد بن بابويه (2)... إلى آخره.
وقال الشيخ منتجب الدين: الشيخ الامام قطب الدين أبو جعفر محمد
ابن علي بن الحسن المقري النيسابوري، ثقة عين، أستاذ السيد الإمام أبو
الرضا والشيخ الإمام أبو الحسين - يعني القطب الراوندي - له تصانيف منها
التعليق، الحدود، الموجز في النحو، أخبرنا بها أبو الرضا فضل الله بن علي
الحسنى، عنه (3).
السادس عشر: الشيخ أبو الحسين النحوي، كما صرح به نفسه
في كتابه ضوء الشهاب في شرح قوله عليه السلام: كاد الفقر أن يكون كفرا (4).
السابع عشر: أبو علي الحداد، صرح به في الدرجات (5)، ولم
أعرف حاله.
الثامن عشر: الشيخ أبو نصر الغاري، الذي تقدم (6) في مشايخ

(1) في البحار إضافة. عن الحسن بن يعقوب بن أحمد النيسابوري.
(2) بحار الأنوار 107: 121.
(3) فهرس منتجب الدين: 157 / 363.
(4) ضوء الشهاب: غير متوفر لدينا.
(5) الدرجات الرفيعة: 506.
(6) تقدم في صفحة: 85.
113

القطب الراوندي.
هذا وعد الفاضل المعاصر في الروضات من مشايخه الحسين بن مؤدب
القفي، والشيخ هبة الله. بن دعويدار، وأبي السعادات الشجري (1)، ولم أعثر
على ماخذ كلامه، وظني أنه اشتبه عليه السيد الراوندي بالقطب الراوندي،
فان هؤلاء المشايخ من مشايخ القطب الراوندي، كما تقدم (2).
التاسع عشر: السيد عماد الدين أبو الصمصام، وأبو الوضاح
ذو الفقار بن محمد بن معبد بن الحسن بن أبي جعفر أحمد - الملقب بحميدان
أمير اليمامة - ابن إسماعيل - قتيل القرامطة - ابن يوسف بن محمد بن يوسف
الأخيضر بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن السبط
الزكي الحسن بن علي عليهما السلام المروزي (3).
في الدرجات: حسام المجد القاطع، وقمر الفضل الساطع، والامام
الذي عرف فضله الاسلام، وأوجبت حقه العلماء الأعلام، ونطقت بمدحه
أفواه المحابير، وألسن الأقلام، وسعى جهده في بث أحاديث أجداده الكرام
عليهم السلام. قتما خلت إجازة من روايته لسعة علمه ودرايته، والثقة بورعه
وديانته، كان فقيها عالما متكلما، وكان ضريرا (4).
وفي المنتجب: عالم دين، يروي عن السيد الاجل المرتضى أبي القاسم
علي بن الحسين الموسوي، والشيخ الموفق أبي جعفر محمد بن الحسن قدس الله

(1) روضات الجنات 5: 366.
(2) تقدم في صفحة: 86.
(3) هنا حاشية لشيخنا الطهراني يقول فيها. هكذا نسبه في عمدة الطالب - طبع لكنهو صفحة:
93، وفي هامش صفحة: 189 - من الطبع المذكور - حكى عن نظام الأقوال ينهي نسبه إلى
إسماعيل بن إبراهيم بن موسى الكاظم عليه السلام.
(4) الدرجات الرفيعة: 519.
114

روحهما، وقد صادفته وكان ابن مائة سنة وخمس عشر سنة (1) (2).
ووصفه صاحب عمدة الطالب بقوله. الفقيه العالم المتكلم
الضرير (3).. إلى آخره.
وهذا السيد الجليل يروي عن جماعة:
1 - الشيخ الطوسي.
ب - الشيخ محمد بن علي الحلواني، تلميذ السيد المرتضى.
عنه رحمه الله.
ج - الشيخ الجليل خريت صناعة الرجال أبي العباس أحمد بن علي
النجاشي (4)، صاحب الرجال.
د - الشيخ أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي.
في المنتجب: فقيه دين، قرأ على شيخنا أبي جعفر الطوسي، وله كتاب
حقائق الايمان في الأصول، وكتاب الحجج في الإمامة، وكتاب عمل الأديان
والأبدان، أخبرنا بها السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسني
المروزي، عنه (5).
ه‍ - الشيخ سلار بن عبد العزيز الديلمي، كما صرح به صاحب المعالم
في الإجازة الكبيرة (6).

(1) فهرس منتجب الدين 157 / 730.
(2) عن خط شيخنا الطهراني قال:
وكانت ولادة الشيخ منتجب الدين (سنة 504 ه‍.) فيكون دركه عارفا به حدود سنة 520،
فتكون ولادة أبي الصمصام حدود سنة 405.
(3) عمدة الطالب: 115.
(4) لم يذكر في المشجرة سوى الشيخ الطوسي والشيخ النجاشي.
(5) فهرس منتجب الدين: 27 / 54.
(6) بحار الأنوار 109: 28.
115

و - السيد المرتضى، كما تقدم في كلام المنتجب (1).
العشرون: من مشايخه ومشايخ جل من في طبقته: الشيخ
الجليل الملقب بالمفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي المقري
النيسابوري ثم الرازي.
في المنتجب: فقيه الأصحاب بالري، قرأ عليه في زمانه قاطبة المتعلمين
من السادة والعلماء، وهو قد قرأ على الشيخ أبي جعفر الطوسي جميع تصانيفه،
وقرأ على الشيخين سالار وابن البراج، وله تصانيف بالعربية والفارسية في
الفقه (2).
وقال السيد علي بن طاووس في المهج: إنه قد حدث الشيخ أبو علي ولد
الشيخ الطوسي.. إلى أن قال: وكذا الشيخ المفيد شيخ الاسلام عز العلماء أبو
الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي، في مدرسته بالري في شعبان سنة
ثلاث وخمسمائة (3).. إلى آخره.
وفي الرياض: وجدت على ظهر نسخة من التبيان للشيخ الطوسي إجازة
منه بخطه الشريف للشيخ أبي الوفاء عبد الجبار هذا، وكانت صورتها هكذا.
قرأ على هذا الجزء - وهو السابع من التفسير - الشيخ أبو الوفاء عبد الجبار بن
عبد الله الرازي، أيد الله عزه، وسمعه أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه،
وأبو عبد الله عند بن هبة الله الوراق الطرابلسي، وولدي أبو علي الحسن بن
محمد، وكتب محمد بن الحسن بن علي الطوسي في ذي الحجة من سنة خمس
وخمسين وأربعمائة (4). انتهى.
وهذا الشيخ يروي عن جماعة:

(1) تقدم في صفحة: 114.
(2) فهرس منتجب الدين: 109 / 220.
(3) مهج الدعوات: 217.
(4) رياض العلماء 3: 66.
116

أولهم. شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي (رحمه الله).
ثانيهم: القاضي ابن البراج، وقد تقدم في مشايخ شاذان (1).
ثالثهم: الشيخ الجليل أبي يعلى حمزة بن عبد العزيز الديلمي
الطبرستاني، المدعو: بسلار في ألسنة الفقهاء، وجملة من التراجم تارة، وبسالار
فيها أخرى، ولعله الأظهر - كما في الرياض - فإنه لا معنى يعرف للأول. وأما
الثاني فهو الرئيس بلغة الفرس كما يقولون أسسه سالار، وسپهسالار، قال:
ولعله كتب سلار بعنوان رسم الخط، كما يكتبون الحارث بصورة: الحرث،
ومالك: ملك، والقاسم: القسم، وغيرها. فصحف باللام المشددة ا (2).
وبالجملة، فهو الفقيه الجليل صاحب كتاب المراسم في الفقه المعروف:
بالرسالة، الذي اختصره المحقق صاحب الشرايع بالتماس بعض أصحابه
وغيره.
في المنتجب. فقيه ثقة عين (3).
وفي الخلاصة. شيخنا المتقدم في العلم والأدب، وغيرهما. وكان، ثقة
وجها، وله المقنع في المذهب.. إلى آخره (4).
وفي مجموعة الشهيد في طي أسامي الذين قرأوا أعلى السيد المرتضى. أبو
يعلى سلار بن عبد العزيز، كان من طبرستان، وكان ربما يدرس نيابة عن
السيد، وكان فاضلا في علم الفقه والكلام (5).
وذكره السيوطي في الطبقات كما مر (6)، وفيها: إنه توفي في صفر سنة

(1) تقدم في صفحة: 36.
(2) رياض العلماء 2: 445.
(3) فهرس منتجب الدين: 83 / 184.
(4) رجال العلامة: 86 / 10.
(5) مجموعة الشهيد:
(6) تقدم في الجزء الثاني صفحة: 390.
117

448 (1). ولكن في نظام الأقوال - كما في الرياض -: إنه توفي بعد الظهر يوم
السبت لست خلت من شهر رمضان سنة 463 (2)، وعليه فتكون وفاته بعد
الشيخ الطوسي، وفيه بعد.
وفي الرياض: - إن المولى حشري التبريزي الصوفي الشاعر، قال في
كتاب تذكرة الأولياء - الذي عقده لذكر أسامي الأولياء والعلماء والصلحاء
والأكابر والمشاهير المدفونين في تبريز ونواحيه -: إن سلار بن عبد العزير
الديلمي مدفون في قرية خسروشاه من قرى تبريز.
وأقول: قد وردت عليها أيضا، وسمعت من بعض أكابرها، بل عن
جميع أهلها أن قبره بها، وكان قبره هناك معروفا،، وقد زرته بها، قال:
وخسرو شاه على مرحلة من تبريز بقدر ستة فراسخ (3).
ويروي سلار:
عن شيخيه الجليلين علمي العلم والهدى: الشيخ المفيد، والسيد
المرتضى.
رابعهم: المولى الاجل ذو الكفايتين أبو الجوائز الحسن بن علي بن
محمد بن باري الكاتب.
في الرياض: كان من أجلاء مشايخ أصحابنا المعاصرين للشيخ
الطوسي.
ويروي عنه المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي، كما
يظهر من صدر سند خمسة عشر حديثا للحسن بن ذكوان الفارسي، صاحب
أمير المؤمنين عليه السلام. ومن أواخر مجمع البيان للطبرسي أيضا.

(1) بغية الوعاة 1: 594 / 1255.
(2) رياض العلماء 2: 43،.
(3) رياض العلماء 2: 441.
118

وقد أدرك الحسن بن ذكوان (1) المذكور زمن الرسول صلى الله عليه وآله
أيضا، ولكن لم يره، فإنه كان له يوم قبض النبي صلى الله عليه وآله اثنتان
وعشرون سنة، وهو قد كان على دين المجوسية حينئذ، ثم أدركته السعادة
الربانية بعد ذلك، فأسلم على يد أمير المؤمنين عليه السلام، إلا أن في صدر
سند الأحاديث المذكورة، وقع بعنوان: الرئيس أبو الجوائز الحسن بن علي بن
باري، وهو يروي عن الشيخ أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد الجرجراني،
جلا يظهر من أواخر مجمع البيان.
ويروي أبو الجوائز هذا عن جماعة، ويروي أيضا عن علي بن عثمان بن
الحسين، عن الحسن بن ذكوان الفارسي المذكور، كما يظهر من صدر سند
الأحاديث المذكورة.
قال: وصدرها هكذا: حدث الاجل السيد المخلص، سعد
المعالتين (2)، ذو الكفالتين، أبو الجوائز الحسن بن علي بن محمد بن باري
الكاتب رحمه الله تعالى بالنيل، في ذي القعدة من سنة ثمان وخمسين
وأربعمائة، في مشهد الكاظم عليه السلام.
قال: حدثنا علي بن عثمان بن الحسين صاحب الديباجي، بتل هوازي
من أعمال بطيحة، سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، ولي يومئذ سبع سنين، قال:
كنت ابن ثماني سنين بواسط، وقد حضرها الحسن بن ذكوان الفارسي (رحمه الله)
في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، أيام المقتدر بالله العباسي، وقد بلغه خبره
فاستدعاه إلى بغداد ليشاهده ويسمع منه، وكان لابن ذكوان حينئذ ثلاثمائة
وخمسة وعشرون سنة... إلى آخره.

(1) كذا في نسختي من الرياض، والموجود في الأصل زكردان. (منه قدس سره).
(2) كذ ا، ولعلها: المعالي.
119

وهذه الأحاديث (1) موجودة عندنا، وقد استنسخناها من نسخة في

(1) هنا وردت حاشية في الحجرية هي:
واعلم أن هذه الأحاديث مذكورة بالاسناد المذكور في الإجازات:
ففي إجازة السيد عمد بن الحسن بن عمد بن أبي المعالي - أستاذ الشهيد [بحار الأنوار
107: 168] - ما لفظه: وأجزت له رواية الأحاديث المررية عن الحسن بن زكردان الفارسي،
عن نجيب الدين - يعني: يحيى بن أحمد بن الحسن بن سعيد الحلي -، عن السيد المذكور
- يعني: محيي الدين محمد بن عبد الله بن زهرة -، عن الفقيه شاذان بن جبرئيل القفي، قال:
حدثني عماد الدين أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري، قال: أخبرني الشيخ أبو الوفاء عبد
الجبار بن عبد الله بن علي المتري قال: حدثنا أبو الجوائز... إلى آخر ما نقله في الرياض.
وبعد تأليف هذا الجلد عثرنا بحمد الله تعالى على هذا الأحاديث الشريفة بالسند المذكور،
وفيه بعد قوله. ثلاثمائة وخمس وعشرون سنة. وقد كان عني عرف أنه قد روى أخبارا عن علي
ابن أبي طالب عليه السلام بقرية إبراهيم من أعمال البطيحة، وبواسط في اجتيازه إلى بغداد،
فأحب أن يكون له بذلك إجازة منه حين علم أن مسالة إعادة ما رواه لي يصعب عليه، فدخل
بي إليه ورفق في خطابه عل ما يبعثه لي منه، ولم يزل معه إلى أن اجتاز بي في الموضعين بحسب
ما بلغني عنه ثم كبر سني وتطلعت إلى علم الحقائق نفسي فلقيت من لقيه، فأخذت تلك الأخبار
رواية ودراية، فأحرزت بالإجازة علو الاسناد، وبالدراية عند اشتداد الأزر بباب اليقين
وصحة الاعتقاد.
وقال الاجل المخلص أبو الجوائز الحسن بن علي رحمه الله: أرى أن الحسن بن زكردان قد
عاصر رسول الله صلى الله عليه وآله وإن لم يره ولم يسمع منه، لأنه كان في أيام علي عليه السلام
على ملة المجوسية قبل أن يلقاه.، ثم أسلم على يده، كذا ما أورده وأخبر به عنه، فإنه كان على
هذ. القاعدة وقد ولد بعد مبعث النبي صلى الله عليه وآله بسنة واحدة، وبعد أن هاجر النبي
صلى الله عليه وآله اثنا عشر سنة، وقبض رسول الله صلى الله عليه وآله ولابن زكردان اثنتان
وعشرون سنة، وهو على دين المجوسية يومئذ، ثم لحقته السعادة الربانية فهاجر حين أدركه
التوفيق وأداه الالهام إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأسلم عل يده وسماه باسم الحسن ولده،
وكان إذ ذاك بين يديه قال: والذي رويناه عنه خمسة عشر حديثا منها ما رواه عن ابن إدريس
البغدادي سمعه منه بقرية إبراهيم اثنا عشر حديثا، ومنها ما رواه عنه السلال بن سابق
الواسطي بواسط ثلاثة أحاديث وبالله التوفيق، حدثنا علي بن عثمان بن الحسن الديباجي رحمه
الله بتل هوازا في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة ما أخبر به عن ابن زگردان إجازة على ما تقدمت به
الرواية وقال. وحدثني أيضا أبو محمد قيس بن إدريس البغدادي في شهر رمضان سنة أربع
وخمسين وثلاثمائة قال: حدثني الحسن بن زكردان الفارسي الكندي صاحب أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب عليه السلام في سلخ سنة ثلاثة عشر وثلاثمائة بقرية إبراهيم من سواد الجاهدة
والبطيحة والشيخ مصعد إلى حضرة المقتدر ببغداد، لان الوزير علي بن عيسى باسمه المقتدر
في كثرة النفي التي نفاه فيها ابن الفرات إلى اليمن فأعطي علي بن عيسى الوزير خبر هذا الشيخ
وانه في بلد اليمن رجل يحدث عن علي عليه السلام وانه صاحبه، وكان سن الشيخ ثلاثمائة
وخمس وعشرون سنة فأراد أن يخرج إليه يحظى بلقائه والسماع منه فوردت إليه الخريطة من
بغداد باستدعائه وذكر الرضا عنه، فاصعد وطالع المقتدر بخبر الشيخ فكتب المقتدر إلى اليمن
حتى حمل على يد أمير عمان وادخل البصرة والأمير بها يومئذ أبو صفوان بن الفارقي.
قال قيس بن أحمد فخرجت معه من البصرة إلى أن مرت بقرية إبراهيم فسألته أن يحدثني
بما ينفعني الله بعد أن لطفت له وقلت قد وجب حقي عليك ببعد سفري في صحبتك، قال:
فحدثني الحسن ابن زگردان الفارسي الكندي قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام...
وساق اثنى عشر حديثا، ثم قال أبو الجوائز: حديث السلال عنه، حدثني علي بن عثمان قال
حدثني المظفر بن الحسن بن سابق الواسطي السلال بتل هوازا في شهر ربيع الأول سنة ست
وخمسين وثلاثمائة وكان هذا الشيخ قد وافى إلى تل هوازا إلى ابن الجبلي الصانع وكان ابن عمه،
قال: قدم إلى واسط في أيام ابن أبي الساج ومونس الخادم شيخ من اليمن يقال له: الحسن بن
زكردان الفارسي الكندي، وكان له ثلاثمائة وخمسة وعشرون سنة قال: أنا رأيت أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام في النوم وانا في بلدي، فخرجت إليه إلى المدينة فأسلمت على
يده، وسماني الحسن، وسمعت منه أحاديث كثرة وشهدت معه مشاهده كلها، فقلت يوما من
الأيام. يا أمير المؤمنين ادع الله لي، فقال: يا فارسي إنك ستعمر وتحمل إلى مدينة يبنيها رجل
من ولد عمي العباس، تسمى في ذلك الزمان بغداد، ولا تصل إليها، تموت في موضع يقال
له: المدائن. فكان كما قال عليه السلام، ليلة دخل المدائن مات رحمه الله.
وجلس للحديث بواسط فحدثنا ثلاثة أحاديث، ونظر إلى شيوخ الواسطيين يتغامزون
فسألوه أن يحدثهم زيادة فقال: لا أحدثكم أكثر من هذا.
ثم ساق الأحاديث الثلاثة بالسند المذكور وقال: ولم يحدث بعد هذه الثلاثة الأحاديث
بواسط شيئا، واخرج إلى بغداد فمات بالمدائن فبقيت حسرة في قلوب أهل واسط. تمت الاخبار
الزكردانيات.
قال الاجل المخلص سعد المعالي ذو الكفايتين أبو الجوائز الحسن بن باري الكاتب رحمه
الله: وسمعت من غير واحد بعد ذلك من جماعة من أصحاب الحديث أن القوم الواسطيين
أخرجوا في صحبته رسولا استأجروه من جهتهم وتقدموا إليه أنه إن جاوز الحسن بن زكردان
الفارسي المدائن بفرسخ واحد انحدر إليهم ويتركه ليغسلوا ما كتبوه عنه وإن توفى هناك
لم ينحدر إليهم إلا بعد دفنه ومشاهدة مقبرة فلما عاد إليهم وأخبرهم بميتته بالمدائن وذكر المكان
الذي دفن فيه اشتد أسفهم وتشيع كثر منهم وقامت صحة ما كان في عسره واستدعائه إلى
بغداد ووفاته قبل الوصول إليها، في البقعة التي عين عليها يصدق ما أخبر به من قول الرسول
صلى الله عليه وآله فيه، وما فرضه من طاعته وشهد به عن الله عز وجل، والحمد لله والصلاة
على خير خلقه محمد وآله الطاهرين. انتهى.
وهذه. الأحاديث كلها في النضائل سوى أربعة:
الأول. صن الطائفة الأولى قال قيس: ثم سكت عنى، فقلت: أنها الشيخ زدني، فقال:
أتعبتني، فصبرت عليه ساعة ورفقت به ثم قلت: أنها الشيخ زدني، فقال: اكتب عنى،
سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أمرج عينيه
فيما لا يحل له عجل الله له ثلاث خصال، ان رزقه مالا لم يبارك له فيه، وإن تزين بزينة قبحها
الله في أعين الناظرين، وإن تزوج امرأة حرمه الله اللذة ي زوجته.
الثاني: منها أيضا قال. ثم قال: اكتب عني، سمعت عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من كتاب يلقى في مضيقة من الأرض فيه اسم من أسماء
الله عز وجل الا بعث الله عز وجل سبعين ألف ملك يحفونه بأجنحتهم ويحرسونه حتى يبعث
الله إليه وليا من أوليائه فيرفعه، ومن رفع كتابا من الأرض فيه اسم من أسماء الله رفع الله اسمه
في العليين، وخفف عن والديه العذاب وإن كانا مشركين.
الثالث: فيها أيضا خبر إدخال السرور عل الأخ المؤمن.
الرابع: من الطائفة الثانية حديث الجباء والدين والعقل، وآدم عليه السلام.
وهما موجودان في الجوامع العظام رحم الله من ألحق الخبرين السابقين ببابهما. (منه قدس
سره).
120

مجموعة عتيقة جدا كانت بخط الوزيري الفاضل المشهور، وكان تاريخ كتابتها
121

سنة أربع وسبعين وخمسمائة، وعليها إجازات الدوريستي، والشيخ منتجب
الدين صاحب الفهرست، والسانزواري الفاضل المعروف (1).
والوزيري هو: القاضي بهاء الدين أبو الفتوح محمد بن أحمد بن محمد
الوزيري.

(1) رياض العلماء 1: 275.
122

في المنتجب: عدل ثقة صالح (1).
وفي الرياض: وكان من تلامذة الدوريستي، والسانزواري، والشيخ
منتجب الدين، وله إجازة منهم، وتلك الإجازات موجودة بخطوطهم عند
المولى ذو الفقار، وكذا خط الوزيري أيضا (2).
والسانزواري: هو الشيخ أبو محمد الحسن بن أبي علي بن الحسن
السانزواري المعاصر للشيخ منتجب الدين، وقال في حقه: فقيه صالح (3)،
والسانزوار هو بعينه السبزوار البلدة المعروفة.
خامسهم (4). الشيخ الفقيه أبو عبد الله جعفر بن محمد
الدوريستي، المتقدم ذكره (5).
الحادي والعشرون. الشيخ أبو الفضل عبد الرحيم بن الاخوة
البغدادي، المتقدم ذكره في مشايخ القطب الراوندي (6)، صرح بذلك صاحب
المعالم في الطريق إلى صحاح الجوهري (7).
الثاني والعشرون: من مشايخ السيد فضل الله، الفقيه الجليل
الذي تنتهي أكثر إجازات الأصحاب إليه: أبو علي الحسن بن شيخ الطائفة
أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، العالم الكامل، المحدث النبيل، صاحب
الأمالي، الدائر بين سدنة الاخبار، ويعبر عنه تارة: بأبي علي، أو: أبي علي

(1) فهرس منتجب الدين: 174 / 425.
(2) رياض العلماء: 475 من القسم الثاني المخطوط.
(3) فهرس منتجب الدين: 49 / 89.
(4) لم يذكر ي المشجرة للشيخ أبي الوفاء الرازي سوى شيخين هما.
1 - الشيخ الطوسي.
2 - الشيخ الدوريستي (وذلك بعنوان الدرويشي كما تقدم تخطئته).
(5) تقدم في صفحة: 37.
(6) تقدم في صفحة: 88.
(7) بحار الأنوار 109: 66.
123

الطوسي، وأخرى بالمفيد، أو: المفيد الثاني (1).
في المنتجب: فقيه ثقة عين (2).
وفي الامل: كان عالما فاضلا، فقيها محدثا، جليلا ثقة، له كتب منها
كتاب الأمالي، وشرح النهاية - يعني لوالده - في الفقه، وغير ذلك (3).
وفي) لمعالم: له المرشد إلى سبيل التعبد (4).
وهذا الشيخ الجليل يروي عن جماعة.
وفي الرياض: عن والده وطائفة من معاصريه (5)، ولكن أكثر رواياته
التي عثرنا عليها عن والده الجليل.
وفي الامل في ترجمة سلار: يروي عنه الشيخ أبو علي الطوسي (6).
وفي الرياض: نقل روايته عن المفيد (7) أيضا، وتأمل فيه، وهو في محله،
فان وفاة المفيد سنة 413، ولم أعثر على تاريخ وفاة أبي علي، إلا أنه يظهر من

(1) لم يذكر في المشجرة للسيد فضل الله الراوندي سوى خمسة مشايخ. هم:
1 - أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي [22].
2 - والسيد أبو الصمصام ذي الفقار [19].
3 - والشيخ عبد الجبار أبو الوفاء المقري [20].
4 - وجعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي [13].
5 - والسيد مجتبى ابن الداعي.
ولم يذكر الأخير ضمن مشايخه هنا، فيصير المجموع 23 شيخا.
(2) فهرس منتجب الدين: 42 / 71.
(3) أمل الآمل 2: 76 / 208.
(4) معالم العلماء: 37 / 226.
(5) رياض العلماء 1: 335.
(6) أمل الآمل 2: 127 / 357.
هذا ولم يذكر له في المشجرة سوى هذين: والده، وسالار.
(7) رياض العلماء 1: 335.
124

مواضع من بشارة المصطفى أنه كان حيا في سنة 515 (1)، فلو روى عنه لعد
من المعمرين الذين دأبهم الإشارة إليه.
وقال السيد عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: نقل من خط
السيد علي بن عزام الحسيني رحمه الله: وسألته أنا عن مولده، فقال: سنة سبع
وسبعين وخمسمائة، وتوفي رضي الله عنه سنة سبعين، أو إحدى وسبعين
وستمائة، وقال لي: رأيت رياضا النوبية جارية أبي نصر محمد بن أبي علي
الطوسي.
أقول: وكانت أم ولده، واسمه الحسن باسم جده أبي علي (2)... إلى
آخره.
ولم نعثر ملى حال الحسن وأبيه (2) محمد أنهما من أهل الدراية والرواية
أو لا؟..
وقد وفينا بحمد الله تعالى بما تعهدناه من ذكر الطرق إلى أرباب المؤلفين
ومشايخنا الخلف والسلف الصالحين، واتصال السند إلى أصحاب المجاميع التي
عليها تدور رحى مذهب الشيعة كالكتب الأربعة، وما يتلوها في الاعتبار. وأما
شرح الطرق منهم إلى مصنفات الرواة من الأصول والكتب، فالمتكفل لذلك
فهارستهم وكتبهم المسندة ومشيختها.
نعم بقي علينا الإشارة إلى نبذة من أحوال جملة من هؤلاء المشايخ الذين

(1) كثر الطبري الرواية عنه في كتابه بشارة المصطفى، وقد كانت جميع تواريخ مروياته في سنة
511 ه‍ و 512 ه‍ فقط.
هذا بالإضافة إلى التواتر الحاصل في رواية الشيخ أبو علي الطوسي، عن الشيخ المفيد بتوسط
والده.
(2) فرحة الغري: 132.
(3) في الأصل والحجرية: وجده. ولا يمكن المساعدة عليه لان محمد هذا والده حيث هو: الحسن
ابن أبي نصر محمد ابن أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن شيخ الطائفة.
125

إليهم تنتهي السلسلة في الإجازات، وتكررت الإشارة إلى أسامي بعظهم،
ولنذكر منهم اثني عشر شيخا:
1 - الكراجكي..
2 - والنجاشي.
3 - والشيخ الطوسي.
4 - والرضي.
5 - وعلم الهدى.
6 - والمفيد.
7 - وابن قولويه.
8 - والصدوق.
9 - والنعماني.
10 - وثقة الاسلام.
11 - وعلي بن بابويه..
12 - وأبو عمرو الكشي.
اما الأول: فهو الشيخ الجليل أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان
الكراجكي، الفقيه الجليل الذي يعبر عنه الشهيد - كثيرا ما في كتبه - بالعلامة،
مع تعبيره عن العلامة الحلي: بالفاضل.
وفي المنتجب: فقيه الأصحاب (1).
وفي الامل: عالم فاضل، متكلم فقيه، محدث ثقة، جليل القدر (2)،
ثم ذكر بعض مؤلفاته، ولم أر من المترجمين من أستوفى مؤلفاته، فاللازم علينا
ذكرها - وإن بنينا على عدم ذكر الكتب في التراجم لوجودها - في الكتب

(1) فهرس منتجب الدين: 154 / 355.
(2) أمل الآمل 2: 278.
126

ا لمعروفة.
فنقول: قال بعض معاصريه في فهرسته المخصوص لذلك، ما لفظه:
فهرست الكتب التي صنفها الشيخ الفقيه أبو الفتح محمد بن علي بن
عثمان الكراجكي رضي الله عنه وأرضاه، الحمد لله وصلواته على سيدنا محمد
رسوله، وعلى آله الطاهرين وسلامه.
كتاب الصلاة، وهو: روضة العابدين ونزهة الزاهدين، ثلاثة أجزاء.
فالجز الأول في الفرائض، والثاني في ذكر السنن، والثالث في ذكر التطوع الذي
ليس بمسنون، وما ورد في الجميع من علم وعمل، مشتمل على ثلاثمائة ورقة،
عمله لولده (1).
الرسالة الناصرية في عمل ليلة الجمعة ويومها، عملها للأمير ناصر
الدولة رضي العنه بدمشق، جز واحد، خمسون ورقة، يشتمل على ذكر
المفروض والمسنون والمستحب.
كتاب التلقين لأولاد المؤمنين، صنفه بطرابلس، جز لطيف،
كراستان.
كتاب التهذيب - متصل بالتلقين - صنفه بطرابلس، يشتمل على ذكر
العبادات الشرعية بتقسيم يقرب فهمه، ويسهل حفظه، كثير الفوائد، جزء
واحد، سبعون ورقة.
كتاب في المواريث، وهو: معونة الفارض على استخراج سهام
الفرائض. فيه ذكر ما يستحقه طبقات الوارث، والسبيل إلى استخراج سهامهم
من غير انكسار. كتاب مفيد، صنفه بطرابلس لبعض الاخوان، جز واحد،

(1) قال الفاضل المعاصر في الروضات: وللكراجكي أيضا كتاب في الدعاء سماه: روضة
العابدين ينقل عنه شيخنا الكفعمي في كتاب الجنة الواقية وغيره، انتهى، وفيه مالا يخفى، وفي
مجاميع الشيعة جملة وافرة منه يعلم منها أنه كسائر كتب فقه القدماء، ومنه أخرجت خبر جواز
الجماعة في صلاة الغدير في أبواب الجماعة. (منه قدس سره).
127

ستون ورقة.
كتاب المنهاج إلى معرفة مناسك الحاج، وهو منسك كامل يشتمل على
فقه، وعمل وزيارات، جزء واحد، يزيد على مائة ورقة، صنفه للأمير صارم
الدولة يحج به.
كتاب المقنع للحاج والزائر، سأله القائد أبو البقاء فرز بن براك، جزء
لطيف.
المنسك العضبي، أمره بعمله الأمير صارم الدولة، وعضبها ذو الفخرين
بطبرية، قد ذاع في الأرض نسخه.
منسك لطيف في مناسك النسوان، أمره بعمله صارم الدولة حرس الله
مدته.
كتاب نهج البيان في مناسك النسوان، أمره بعمله الشيخ الجليل أبو
الكتائب أحمد بن محمد بن عماد، رفع الله درجته، وصنفه بطرابلس، وهو
خمسون ورقة.
كتاب الاستطراف فيما ورد في الفقه في الانصاف، وهو معنى غريب لم
يسبق إلى مثله، يتضمن بذكر النصف في الفقه، صنفه للقاضي أبي الفتح
عبد الحاكم.
مختصر كتاب الدعائم للقاضي نعمان، وهو من جملة فقهاء الحضرة.
كتاب الاختيار من الاخبار، وهو اختصار كتاب الاخبار للنعمان، يجري
مجرى اختصار الدعائم.
كتاب ردع الجاهل وتنبيه الغافل، وهو نقض كلام أبي المحاسن المعري،
الذي طعن به على الشريف المرتضى في المسح على الرجلين، عمل بطرابلس.
كتاب البستان في الفقه، وهو معنى لم يطرق، وسبيل لم يسلك. قسم
فيه أبوابا من الفقه، وفرع كل فن منها حتى حصل كل باب شجرة كاملة،
يكون نيفا وثلاتين شجرة كاملة، صنفه للقاضي الجليل أب طالب عبد الله بن
128

محمد بن عمار، أدام الله سلطانه وكبت شانئيه وأعدائه.
كتاب الكافي في الاستدلال بصحة القول برؤية الهلال، عمله بمصر
نحوا من مائة ورقة.
ومن الكتب الكلامية.
نقض رسالة فردان بعد المروزي، في الجز أربعون ورقة.
كتاب غاية الانصاف في مسائل الخلاف، بتضمن النقض على أبي
الصلاح الحلبي رحمه الله في مسائل خلف (1) بينه وبين المرتضى، نصر فيها رأي
المرتضى، ونصر والدي رحمه الله، رأي المستفيد رضي الله عنهم (2).
كتاب حجة العالم في هيئة العالم، هذا كتاب يتضمن الدلالة على أن
شكل السماوات والأرض كشكل الكرة، وابطال مقال من خالف في ذلك،
جزء لطيف.
كتاب ذكر الأسباب الصادة عن معرفة الصواب، جزء لطيف.
رسالة نعتها. بدامغة النصارى، وهو نقض كلام أبي الهيثم النصراني فيما
رام تثبيته من الثالوث والاتحاد، جزء واحد.
كتاب الغاية في الأصول، بجزء منه القول في حدوث العالم وإثبات
محدثه.
كتاب رياضة العقول في مقدمات الأصول، جزء لطيف، لم يتم.
كتاب المراشد المنتخب من غرر الفوائد، يتضمن تفسير آيات من
القرآن، مائتا ورقة.

(1) كتب المصنف هنا فوق كلمة. خلف: ظاهرا. ولعنها خلاف.
(2) ذكر الشيخ الطهراني (قدس سره) في هامش الحجري:
ان في نسخة: وأبي المفيد رضي الله عنه بدلا عن: أبي المستفيد. بناء على ما نقله له الشيخ
أبو المجد محمد الرضا الأصفهاني.
129

جواب رسالة الأخوين، يتضمن الرد على الأشعرية، وإفساد أقوالهم
وطعنهم على الشيعة، ستون ورقة.
ومن الكتب في الإمامة:
عدة البصير في حج يوم الغدير، هذا كتاب مفيد، يختص بإثبات إمامة
أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الغدير، جزء واحد، مائتا ورقة، بلغ الغاية فيه
حتى حصل في الإمامة كافيا للشيعة، عمله في هذه المسالة بطرابلس للشيخ
الجليل أبي الكتائب عمار أطال الله بقاه.
كتاب التعجب في الإمامة من أغلاط العامة، هذا كتاب جمع فيه بين
أقوالهم المتناقضة الشاهدة بمذاهبهم الفاسدة، نحوا من المائة ورقة.
كتاب الاستنصار. في النص على الأئمة الأطهار عليهم السلام، هذا
كتاب يتضمن ما ورد من طريق الخاصة والعامة من النص على اعداد الأئمة
عليهم السلام، جزء لطيف.
كتاب معارضة الأضداد باتفاق الاعداد في فن من الإمامة، جزء
لطيف.
المسالة القيسرانية في تزويج النبي صلى الله عليه وآله عائشة وحفصة،
جزء لطيف.
المسألة النباتية في فضل أمير المؤمنين صلوات الله عليه على جميع البرية
سوى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله.
مختصر كتاب التنزيه، تصنيف المرتضى رحمه الله عبر ذكر الأنبياء، وبقي
ذكر الأئمة صلوات الله عليهم.
كتاب الانتقام ممن غدر أمير المؤمنين عليه السلام، وهو النقض على ابن
شاذان الأشعري فيما أورده في آية الغار، لم يسبق إلى مثله.
كتاب الفاضح في ذكر معاصي المتقلبين على مقام أمير المؤمنين عليه
130

ا لسلام، لم يتم.
ومن الكتب النجومية وما يتعلق بلا:
كتاب مزيل اللبس ومكمل الانس.
كتاب نظم الدرر في مبنى الكواكب والصور، وهو كتاب لم يسبق إلى
مثله، يتضمن ذكر أسماء الكواكب المسماة على ما نطقت به العرب وأهل
الرصد.
كتاب إيضاح السبيل إلى علم أوقات الليل، هذا كتاب يتضمن ذكر
المنازل الثمانية والعشرين وكواكبها، ومواقع بعضها من بعض، وصورها،
والارشاد إلى معرفتها، والاستدلال على أوقات الليل بها، وهو كثير المنفعة،
جزء واحد، مائتا ورقة.
كتاب في الحساب الهندي وأبوابه، وعمل الجذور والمكعبات المفتوحة
والصم.
ومن الكتب المختلفة:
العيون في الآداب.
كتاب معدن الجواهر ورياضة الخواطر، يتضمن من الآداب والحكم
مما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله. -
كتاب رياض الحكم، وهو كتاب عارض به ابن المقفع.
كتاب موعظة العقل للنفس، عملها لنفسه، نحو من الكراسين.
كتاب التعريف بوجوب حق الوالدين، عملها لولده، كراسة واحدة.
كتاب أذكار الاخوان بوجوب حق الايمان، أنفذها إلى الشيخ الأجل أبي
الفرج البابلي، كراسة.
نصيحة الاخوان، أنفذها إلى الشيخ أبى اليقظان أدام الله تعالى تأييده.
كتاب التحفة في الخواتيم، جزء لطيف.
الرسالة العلوية في فضل أمير المؤمنين عليه السلام على سائر البرية سوى
131

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله، عملها للشريف أبي طالب، جزء لطيف.
كتاب الجليس، هذا كتاب لم يسبق إلى مثله، عمله كالروضة المنشورة،
ضمنه من سير الملوك وآدابهم، وتحف الحكماء وطرفهم، من ملح الاشعار
والآداب ما يستغنى به عن المجموعات وغيرها، لم يصنف مثله، الجملة تكون
خمسة أجزاء، خمسمائة ورقة.
كتاب انتفاع المؤمنين بما في أيدي السلاطين، حداه على عمله الاخوان
حرسهم الله بصيداء.
كتاب الأنيس، يكون نحوا من ألفي ورقة، جعله مبوبا في كل فن، لم
يسبق إلى مثله، مات رحمه الله، ولم يبلغ غرضه من تصنيفه.
ومن الأنساب:
مختصر كتاب ابن جذاع، للشريف (رحمه الله) في ذكر المعقبين من ولد
الحسن والحسين عليهما السلام.
تشجير في ذكر المعقبين من ولد الحسن والحسين صلوات الله عليهما، ولم
يسبق إلى مثله.
كتاب الزاهد في آداب الملوك، للأمير صارم الدولة ذي الفضيلتين أدام
الله علوه، لم يسبق إلى مثله، جزء لطيف.
كتاب كنز الفوائد، خمسة أجزاء، عمله لابن عمه يتضمن أصولا من
الأدلة، وفنونا وكلاما في فنون مختلفة، وتفاسير آيات كثيرة، ومختصرات عملها
عدة، وأخبارا سمعها مروءة من الآداب، ونكتا مستحسنة.
تسلية الرؤساء، عملها للأمير ناصر الدولة (رضي الله عنه) جز لطيف.
كتاب التأديب، عمله لولده، جزء لطيف.
المجالس في مقدمات صناعة الكلام، أمر بعملها الأمير صارم الدولة ذو
الفضيلتين حرس الله عمره لما آثر الاطلاع بهذا العلم، بجزء منها ثمانية مجالس
132

ولم يتم، لم يسبق إلى مثل ترتيبه.
كتاب الاقناع عند تعذر الاجماع، في مقدمات الكلام، لم يتم.
كتاب الكفاية في الهداية، في مقدمات أصول الكلام، لم يتم.
كتاب الأصول في مذهب آل الرسول عليهم السلام، يتضمن الاخبار
بالمذهب من غير أدلة، عملها للاخوان بصور في سنة ثمانية عشر وأربعمائة،
جزء لطيف.
مختصر البيان عن دلالة شهر رمضان، يتضمن نصرة القول بالعدد في
معرفة أوائل الشهور، وهو الكتاب المنقوص عمله بالرملة لقاضي القضاة، جزء
لطيف.
جواب رسالة الحازمية في أبطال العدد، وتثبيت الرؤية، وهي الرد على
أبي الحسن بن أبي حازم المصري تلميذ شيخي رحمة الله عليه. عقيب انتقاله (1)
عن العدد، أربعون ورقة.
الرسالة العامرية في الجواب عن مسألة سألت عنها الغلاة، أمر بعملها
الأمير قوام الدولة، وأنفذها إلى العامري القاضي، جزء لطيف، عملت
بالقاهرة.
مختصر القول في معرفة النبي صلى الله عليه وآله بالكتابة وسائر اللغات،
عمل بالقاهرة لأبي اليقظان.
كراسة مختصر طبقات الوارث، عمل للمبتدئين بطرابلس، لطيف.
الجدول المدهش، سأله في عمله سائل.

(1) ظاهرا: انتقالي. (منه قدس سره).
أقول. الصحيح هو: انتقاله، ويبدو من عنوان هذه الرسالة والرسالة السابقة أن
الكراجكي (رحمه الله) كان أولا يعتقد بالعدد، أي: أن شهر رمضان ثلاثون يوما ابدا لا يزيد
ولا ينقص، ثم عدل عن ذلك وانتفل إلى القول بالرؤية، أي: أن شهر رمضان كسائر
الشهور، يصيبه النقصان والتمام.
133

الرسالة الصوفية، وهي في خبر مظلوم ومراد، سأل في عملها بعض
الاخوان.
كتاب الايضاح عن أحكام النكاح، أمر بعمله الأمير ذخر الدولة
بصيداء في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، يخرج في جزء واحد، فيه الخلاف بين
الامامية والإسماعيلية.
رسالة التنبيه على أغلاط أبي الحسن البصري، في فصل ذكره في
الإمامة، لطيف.
الكتاب الباهر في الاخبار، لم يتم.
نصيحة الشيعة، لم يتم.
مسألة العدل في المحاكمة إلى العقل، لم يتم.
كتاب هداية المسترشد، لم يتم.
ويشتمل كنز الفوائد على مختصرات عدة:
منها: الذخر للمعاد في صحيح الاعتقاد.
منها: الاعلام بحقيقة إسلام أمير المؤمنين عليه السلام.
منها: رسالة في وجوب الإمامة.
التذكرة بأصول الفقه.
منها: البرهان على طول عمر القائم صلوات الله عليه.
رسالة في مسح الرجلين في الوضوء.
منها: التنبيه على حقيقة الملائمة.
منها: الايضاح بين السنة والامامية.
ومجلس الكر والفر.
منها: الكلام في الخلا والملا.
ومنها. الرد على الغلاة.
134

ومنها: الرد على المنجمين. انتهى.
وقد سقط من آخرها أسطر، كما أنه سقط منها أيضا من تصانيفه:
كتاب الإبانة عن المماثلة في الاستدلال بين طريق النبوة والإمامة، وهو
كتاب لطيف لم يسبقه فيما أعلمه أحد، أثبت فيه أن طريق إثبات الامامي
للسني إمامة أمير المؤمنين وولده عليهم السلام كطريق إثبات السني لليهودي
نبوة نبينا صلى الله عليه وآله، وأن الطريقين متماثلان، فذكر بعد المقدمات ما
لفظه:
فصل: في حكاية مجلس، قد فرضنا أن ثلاثة اجتمعوا في مجلس:
أحدهم يهودي، والاخر معتزلي، والاخر شيعي إمامي، وأنهم تناظروا في النبوة
والإمامة، فتراجع بينهم النظر حتى حصل في التشبيه كالكر والفر، أن اليهودي
افتتح الكلام فسأل المعتزلي عن صحة نبوة النبي صلى الله عليه وآله؟.
فقال المعتزلي: الدليل على ذلك أن الله أبانه بالمعجزات.. إلى آخره
فيقول اليهودي: من أين أثبت ذلك؟ فيتمسك بالتواتر.
فيقول الشيعي: حجتك على اليهودي حجة لنا.. إلى آخره.
وهذا كتاب ينبئ عن دقة نظره وتبخره، وجودة فكره.
وكتاب الفهرست: قال السيد علي بن طاووس في آخر الدروع الواقية:
وهذا جعفر بن أحمد - يعني القمي صاحب كتاب المنبئ والمسلسلات وغيرها -
عظيم الشأن من الأعيان، ذكر الكراجكي في كتاب الفهرست: أنه صنف
مائتين وعشرين كتابا بقم والري (1).. إلى آخره.
وأما كتاب التعجب الذي أشار إليه، فهو أيضا كتاب لطيف جمع فيه مما
تناقضت فيه أقوالهم، أو خالف فعالهم أقوالهم.

(1) الدروع الواقية: 272.
135

ومن عجيب ما ذكره في الفصل الذي عقده لذكر بغضهم أهل البيت
عليهم السلام، وأنهم يدعون محبتهم، وجوارحهم لهم مكذبة.
قال: ومن عجيب أمرهم ها سمعته أنهم في المغرب بمدينة قرطبة
يأخذون في ليلة عاشوراء رأس بقرة ميتة ويجعلونه على عصا ويحمل ويطاف به
الشوارع والأسواق، وقد اجتمع حوله الصبيان ويصفقون ويلعبون، ويقفون
به على أبواب البيوت، ويقولون: يا ستي المروسنة أطعمينا المطنفسة، يعنون
القطائف، وأنها تعد لهم، ويكرمون ويتبركون بما يفعلون.
وحدثني شيخ بالقاهرة من أهل المغرب كان يخدم القاضي أبا سعيد بن
العارفي، أنه كان ممن يحمل هذا الرأس في المغرب وهو صبي في ليلة عاشوراء.
أفترى هذه من فرط المحبة لأهل البيت عليهم السلام، وشدة التفضيل
لهم على الأنام؟
وقد سمع هذه الحكاية بعض المتعصبين لهم، فتعجب منها وأنكرها،
وقال: ما يستجيز مؤمن أن يفعلها.
فقلت: أعجب منها حمل رأس الحسين عليه السلام بن علي بن أبي
طالب صلوات الله عليهما على رمح عال، وخلفه زين العابدين عليه السلام
مغلول اليدين إلى عنقه، ونساؤه وحريمه معه سبايا مهتكات على أقتاب
الجمال، يطاف بهم البلدان، ويدخل بهم الأمصار التي أهلها يظهرون الاقرار
بالشهادتين، ويقولون: إنهم من المسلمين، وليس فيهم منكر، ولا أحد منفر،
ولم يزالوا بهم كذلك إلى دمشق، وفاعلو ذلك يظهرون الاسلام، ويقرأون
القرآن، ليس منهم إلا من تكرر سماعه قول الله سبحانه. * (قل لا أسئلكم عليه
أجرا إلا المودة في القربى) * (1) فهذا أعظم من حمل رأس بقرة في بلدة واحدة.
ومن عجيب قولهم أن أحدا لم يشر بهذا الحال، ويستبشر بما جرى فيها

(1) الشورى 42: 23.
136

من الفعال، وقد رووا ما جرى، وقرره شيوخهم، ورسمه سلفهم من تبجيل
كل من نال من الحسين صلوات الله وسلامه عليه في ذلك اليوم، وأثر في القتل
به أثرا، وتعظيمهم لهم، وجعلوا ما فعلوا سمة لأولادهم.
فمنهم في أرض الشام: بنو السراويل، وبنو السرج، وبنو سنان، وبنو
المكبري، وبنو الطشتي، وبنو القضيبي، وبنو الدرجي.
فأما بنو السراويل: فأولاد الذي سلب سراويل الحسين عليه السلام.
وأما بنو السرج: فأولاد الذي سرجت خيله تدوس جسد الحسين عليه
السلام، ودخل بعض هذه الخيل إلى مصر، فقلعت نعالها من حوافرها،
وسمرت على أبواب الدور ليتبرك بها، وجرت بذلك السنة عندهم حتى صاروا
يتعمدون عمل نظيرها على أبواب دورهم، في إلى هذه الغاية ترى على أبواب
أكثر دورهم.
واما بنو سنان: فأولاد الذي حمل الرمح الذي على سنانه رأس الحسين
عليه السلام.
واما بنو المكبري. فأولاد الذي كان يكبر على خلف رأس الحسين عليه
السلام، وفي ذلك يقول الشاعر:
ويكبرون لان قتلت وإنما * قتلوا بك التكبير والتهليلا
وأفا بنو الطشتي. فأولاد الذي حمل الطشت الذي ترك فيه رأس الحسين
عليه السلام، وهم - بدمشق مع بني المكبري معروفون.
وأما بنو القضيبي: فأولاد الذي أحضر القضيب إلى يزيد لعنه الله لنكت
ثنايا الحسين عليه السلام.
واما بنو الدرجي. فأولاد الذي ترك الرأس في درج جيرون.
وهذا لعمرك هو الفخر الواضح لولا أنه فاضح، وقد بلغنا أن رجلا قال
لزين العابدين عليه السلام. انا لنحبكم أهل البيت، فقال (عليه السلام):
137

أنتم تحبون حب السنورة، من شدة حبها لولدها تأكله (1). انتهى.
وهذا الشيخ يروي عن جملة من المشايخ الأجلة كما يظهر من مؤلفاته:
أ - كأستاذه الشيخ المفيد.
ب - والسيد المرتضى.
ج‍. وأبي يعلى سلار بن عبد العزيز الديلمي.
د - وأبي عبد الله الحسين بن عبيد الله بن علي الواسطي، العالم الفقيه
المغروف، صاحب كتاب من أظهر الخلاف. لأهل البيت عليهم السلام، الذي
ينقل عنه السيد علي بن طاووس في رسالة المواسعة في فوائت الصلوات (2).
يروي عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري.
د - والشيخ الجليل محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، الفقيه
النبيه، القمي الامامي، ابن أخت أبي القاسم جعفر بن قولويه، أو هو خال
أبيه، صاحب كتاب المائة منقبة في مناقب أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم
السلام من طرق العامة، وكلها مسندة إلا أن بعض من لا خير فيه أسقط منه
الأسانيد، فأكثر ما يوجد من نسخه النسخة الساقطة أسانيدها، ولم يعثر السيد
المحدث السيد هاشم التوبلي إلا عليها، وأكثر النقل منها في غاية المرام، وكلها
مراسيل.
وهذا الكتاب الشريف هو بعينه كتاب: إيضاح دفائن (3) النواصب،

(1) كتاب التعجب: 349، ضمن كتاب كنز الفرائد.
(2) انظر مجلة تراثنا 8: 343.
(3) جاء في هامش المخطوط.
وأقول. بعد ما رأيت ما نقله المصنف (رحمه الله) عن الكراچكي - تلميذ الشيخ الجليل ابن
شاذان - تصريحه في كتابه في الإمامة با تحاد كتاب الايضاح مع كتاب المائة منقبة لمولانا أمير
المؤمنين، وتحققت ذلك بالرجوع إلى نفس تلك الرسالة فوجدته كما نقله، وتحيرت من ذلك،
وقلت: لا يلزم من رواية الكراچكي عن ابن شاذان كونه تلميذا له، عريفا بجميع مصنفاته،
بل سافر إلى حج بيت الله، فاتفق أن لاقى في مكة ابن شاذان، وروى عنه كتاب المائة منقبة،
وأجازه روايتها، ولم يعثر بكتابه الايضاح، لما فات إظهاره في مسجد الحرام، لما فيه من مطاعن
الخلفاء ومثالبهم، فظن الكراچكي اتحاد الكتابين، وليس كذلك قطعا كما بذلك عليه تسميته
بايضاح دقايق النواصب، فان هذا الاسم لدينا يسمى المناقب المروية لأمير المؤمنين، خصوصا
من طرقهم، ومع ذلك كله غريب جدا ورسالة الكراچكي في الإمامة التي فيها هذه العبارة.
138

الذي ينسب إليه. والشاهد على ذاك تصريح تلميذه العلامة الكراجكي في
كتاب الإبانة، فإنه بعد ما ذكر في المجلس الذي فرض فيه مناظرة الثلاثة:
المعتزلي واليهودي والامامي، وأطال الكلام بينهم، وظهر الحق، وأسلم
اليهودي قال رحمه الله: قال الذي أسلم. أيها الموفق السديد والمرشد المفيد، قد
دللت فأبلغت، ووعت فبالغت، وناديت فأسمعت، ونصحت فأفصحت،
حتى ثبتت الحجة وقهرت، وبنيت المحجة وأظهرت، ووجب علي زائد
الشكر، ولم يبق لمعاند عذر، وقد ذكرت رضي الله عنك أن من أصحاب الطريق
العامة من قد روى معنى النص الجلي على أمير المؤمنين عليه السلام بالإمامة،
فاذكر لنا بعضه لنقف عليه، وزدنا بصيرة مما هديتنا إليه.
قال الشيعي: حدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن علي بن شاذان
القمي رضي العامة من كتابه المعروف بإيضاح دفائن (1) النصاب، وهذا كتاب
اجمع فيه مما سمع من طريق العامة مائة منقبة لأمير المؤمنين والأئمة من ولده
عليهم السلام، قال: حدثنا محمد بن عبد الله. إلى آخره.
وقال في كنز الفوائد: وقرأت عليه كتابه المعروف بإيضاح دفائن

(1) وفي هامش المخطوط أيضا:
وهذه اللفظة في اسم الكتاب إيضاح دفائن النصاب بالفاء المفردة والنون من الدفينة في
مجمع البحرين [6: 247] في الخبر: قم عن الشمس فإنها تظهر الداء الدفين... المستتر الذي
طهرته الطبيعة... فهذا الكتاب يطهر الداء الدفين في قلوب النصاب من جحد الامر الذي هو رأس
كل داء، الموجب: للضلال المبين، والمنزل في الدين، فرأوا الدين هو كذلك إلى آرائهم
وأهوائهم، كما هو كذلك في كتاب الايضاح.
139

النواصب، بمكة في المسجد الحرام سنة اثنتي عشرة وأربعمائة (1).
وقال في كتاب الاستنصار في النص على الأئمة الأطهار عليهم السلام:
وأما إنكار العامة لما نقلوه من ذلك عند المناظرة، ورفعهم له في حال
الحاجة على سبيل المكابرة، فهو غير قادح في الاحتجاج به عليهم، ولا مؤثر فيها
هو لازم لهم، إذا كان من اطلع في أحاديثهم وجده منقولا عن ثقاتهم، ومن
سمع من رجالهم رواه في خلال أسانيدهم. وقد كان الشيخ أبو الحسن محمد
ابن أحمد بن شاذان القمي رضي الله عنه، وله تقدم واجب في الحديثين، وعلم
ثاقب بصحيح النقلين، وضع كتابا سماه إيضاح دفائن النواصب (2)، جمع فيها
أخبارا أخرجها من أحاديثهم، وآثارا استخرجها من طريقهم في فضائل أهل

(1) كنز الفوائد 2: 142.
(2) جاء في هامش المخطوطة ما نصه:
طلبت نسخة كتاب الايضاح وكان أمانة عند بعض العلماء، فوجدته كتابا قريبا من خمسين
ورقة، إلا أن في بغض المواضع منه بياضا بقدر صفحة أو ورق، وذكر ناسخه أن هذه.
البياضات كانت في النسخة التي استنسخ منها ونقلها كما كانت.
وأول خطبتها. الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذين
كفروا بربهم يعدلون، الحمد لله الذي اصطفى محمد برسالته، وارتضاه لنفسه، واتمنه
على وحيه، وبعثه نبيا إلى خلته رحمة للعالمين، بشر بالجنة من أطاعه، وأنذر بالنار
من عصاه، اعذارا وانذارا، وانزل عليه كتابا عزيزا، لا يأتيه الباطل من بين يديه
ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، احتجاجا على خلقه بتبليغ حجته وأداء رسالته، ثم نقل
آيات كثيرة في اكمال الدين ووجوب طاعة رسوله فيما أمره، والانتهاء عن نهيه فيما نهاه، ونحو
ذلك، ثم قال: أما بعد:
فانا نظرنا نيما اختلف فيه أهل الملة من أهل القبلة من أمر دينهم، حتى كفر بعضهم
بعضا، وبرئ بعضهم من بعض، وكلهم ينتحلون الحق ويدعيه، فوجدناهم في ذلك صنفين
لا غير.
أحدهما: المسمون بالسنة والجماعة، وأطال الكلام في أخلاق طوائفهم، مع اتفاقهم على رد
الشيعة، فسموهم بالرافضة، وفي أن الله ورسوله لم يكملا لهم دينهم وفوضه إلى آراء
الأصحاب، ثم دخل في ايضاح دفائن ما في قلوب الصحابة من الصحابة، كالخلفاء الثلاثة،
وحسد بعضهم بعضا، من أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وغيرهم من رؤسائهم، وذكر
،
أكثر مطاعنهم، وأوضح فضائحهم من رواياتهم ونوادرهم بما لا مزيد عليه.. إلى آخر الكتاب،
وليس فيها اسم ولا أثر في مناقب أمير المؤمنين ومائة منقبة أصلا الا ضمنا وإشارة إلى ختم
الكتاب الذي قال، وأنتم مع ذلك أسميتم أنفسكم بأهل السنة والجماعة، وهذه صفتكم التي
تعرفونها من أنفسكم وتنطق بها ألسنتكم.
فالحمد لله الذي بصرنا ما جهلتم وعرفنا ما جحدتم به وله المنة
بذلك، والحمد لله كثيرا وصل الله على سيد الأولين والآخرين محمد النبي
ولا شك أن هذا هو كتاب إيضاح دفائن النواصب كما لا شك أنه غير كتاب
المائة منقبة لأمير المؤمنين عليه السلام بأسانيد المخالفين، فإنه ليس في هذا الكتاب منقبة مسندة
له عليه السلام، إلا بعض المناقب التي انجر الكلام إليها وذكرها ضمنا، وما نقله المصنف من
رسالة الإمامة للكراچكي وها هي أيضا موجودة ولعلنا نتفحص ونتصفح فيها فوجدنا فيها شيئا
يحل به الاشكال، ونلحقه في المقام، وأخرجت من جملة كتبي هذا الكتاب للكراچكي في
الإمامة، وتصفحته حتى وجدت هذه العبارة التي نقلها المصنف ولم تزدني الا تعجبا، لان
الخبر الذي نقله أولا بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله والذي بعثني بالحق بشيرا ما استقر الكرسي والعرش ولا دار الفلك ولا قامت السماء
والأرض الا بان كتب عليها عبارة: لا إله الا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين... إلى
آخر الخبر، ونقل عدة اخبار في مناقبه.
وتصفحت كتاب الايضاح فلم أجد خبر من هذه الأخبار عينا ولا، أثرا، فزاد تعجبي من
ذلك، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا. لمحرره يحيى بن محمد شفيع عفى عنهما في الدارين.
140

البيت عليهم السلام، منها ما يتضمن النقر بالإمامة على الأئمة الاثني عشر
عليهم السلام، وسمعناه منه في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة بالمسجد الحرام (1).
انتهى.
وأغرب الفاضل المعاصر في الروضات (2). فذكر في أول ترجمة ابن شاذان
أن المناقب المائة عنده، وذكر خطبته والحديث الأول منه، وفي آخرها من جملة

(1) الاستبصار في النص عل الأئمة الأطهار عليهم السلام:
(2) فمما ذكرنا الحاشية السابقة عرفت أن الحق في هنه المسألة مع السيد المعاصر في الروضات
وأن حدسه (رحمه الله). صائب، لان ظهر منه انه لم ير كتاب الايضاح مثل المصنف، ولصاحب
الروضات في آخر ترجمة ابن شاذان هذا كلاما مشتملا على قولين عجيبين نقله في المقام، فان
(رحمه الله) بعد أن نقل أخبارا متعددة من كتابه المناقب اسنادها ونقل من جملتها:
وحدثني الشيخ أبو الحسين بن شاذان، قال: حدثني خال أمي أبو القاسم جعفر بن محمد
ابن قولويه، قال: حدثنا علي بن الحسين، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه.. إلى آخره،
ونقل أخبارا متعددة، قال ما لفظه: أقول: وقد استفيد لك من هذه الجملة التي نقلناها من
الكتاب المذكور ستة أمور:
أحدها: أن الرجل - يعني ابن شاذان - كان ابن أخت ابن قولويه المحدث المشهور، كما
نقل عنه صاحب الكتاب أيضا في موضع آخر منه تصريحه بذلك، حيث قال: أخبرني الشيخ
الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسين بن شاذان القمي رضي الله عنه، قال أخبرني
خالي أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن
إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير عن حفص بن البختري، قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول. بلية الناس عظيمة، ان دعوناهم لم يجيبوا، وإن تركناهم لم يهتدوا
بغيرنا.
وثانيها: أن ابن قولويه المذكور يروي عن علي بن الحسين، الذي هو ظاهر في كونه والد
شيخنا الصدوق (رحمه الله) وأنه يروي [عن] علي بن بابويه المذكور عن علي بن إبراهيم
القمي، الذي هو شيخ الشيخ أبي جعفر الكليني المشهور، مع أنهما غير مذكورين في شئ من
الإجازات وكتب الرجال.
وثالثها: أن ابن شاذان القمي هذا يروي عن شيخنا الصدوق وهو أيضا غير مذكور في غير
ذلك من الأسانيد.
ورابعها: أن تلميذه الكراچكي المرحوم إنما أدرك صحبته بمكة المعظمة، فكان الرجل من
جملة مجاوريها في الأغلب.
وخامسها: أن والد الرجل أيضا كان من جملة العلماء والمحدثين، وانه يروي عنه، وعن غير
واحد من أفاضل رؤساء هذا الدين، فكان من بيت العلم والجلالة، ومن جملة ثقات رواة
الامامية، وكبار أخيار الطائفة المحقة الاثني عشرية قدس الله أرواحهم البهية.
وسادسها: أن من جملة مصنفات الرجل كتابا سماه الايضاح لدقائق النواصب، والظاهر أن له
وصفه للكشف عن قبايح أقوالهم والشرح للشنايع من اعتقاداتهم، كما أن الظاهر أن له
مصنفات أخر غير ما ذكرنا في المناقب والمثالب والفقه والأصول، وغير ذلك من المراتب
فليلاحظ انتهى كلامه رفع مقامه.
وقد عرفت أن كلها صحيح، خصوصا الأخير وان حدسه موافق للصواب، ولا مغمز فيه
إلا في أول الأمور، حيث صرح بان ابن شاذان ابن أخت ابن قولويه مع أن الحديث الذي نقله
من المائة منقبة كما رأيت قال يعني ابن شاذان حدثني خال أمي لا خالي، وما نقله عن موضع
آخر منه بلفظ: حدثني خالي اختصار ومسامحة والأمر سهل. لمحرره يحيى عفي عنه في
الدارين.
141

ما استفاد من كتاب الكنز لتلميذه الكراجكي أن من جملة مصنفات الرجل
الايضاح لدقائق النواصب، والظاهر أنه وضعه للكشف عن قبائح مقالاتهم،
والشرح للشنائع من اعتقاداتهم، كما أنه له مصنفات اخر غير ما ذكر في المناقب
والمثالب (1). انتهى.
وفي كلامه تصحيف لفظي، وتحريف معنوي، وحدس غي صائب (2).
ومن مؤلفاته - أيضا - كتاب البستان، قال عماد الدين أبو جعفر محمد بن
علي الطوسي في كتاب ثاقب المناقب، بعد ذكر خبرين في ظهور آياته - يعني
الحسين عليه السلام - في المائة، ما لفظه: وقد كتبت الحديثين من الجز السادس
والثمانين من كتاب البستان، من تصنيف محمد بن أحمد بن علي بن حسين بن
شاذان (3).
والظاهر أنه بعينه كتاب بستان الكرام الذي صرح في الرياض أنه ينقل
عنه بعض متأخري أصحابنا في كتاب الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه
السلام. قال: وأظن أن مؤلف هذا الكتاب مذكور باسمه في باب الميم خاصة
قي أسامي محمد، ولكنه غير كتاب نزهة الكرام وبستان العوام، الذي ينقل عنه
رضى الدين بن طاووس في فرج الهموم (5) فإنه تأليف محمد بن الحسين بن
الحسن الرازي كما صرح فيه (5).
و - والشيخ أبي الرجا محمد بن علي بن طالب البلدي - وهو تلميذ

(1) روضات الجنات 6: 179 - 189 / 577.
(2) هنا حاشية لا منقولة عن خط الشيخ الطهراني تلميذ المصنف (رحمهما الله) وهي:
بل هذا الحدس منه صائب، وقد ذكرنا في الذريعة في الجزء صفحة 494 ان المائة منقبة
غير ايضاح الدقائق، وكلاهما كانا في أصفهان عند الحاج ميرزا يحيى المتوفى بعد سنة 1325.
(3) ثاقب المناقب: 144.
(4) فرج المهموم: 107.
(5) رياض العلماء: لم نعثر عليه فيه.
143

النعماني - كما صرح به في كنز الفوائد (1).
ز - والشريف أبي عبد الله محمد بن عبيد الله بن الحسين بن طاهر
الحسيني.
ح - وأبي الحسن طاهر بن موسى بن جعفر الحسيني.
عن أبي القاسم ميمون بن حمزة الحسيني.
ط - والقاضي أبى الحسن أسد بن إبراهيم بن كلب السلمي الحراني.
ي - والشريف أبي منصور أحمد بن حمزة العريفي.
يا - وأبي العباس إسماعيل بن عنان. وهما والشيخ أبو الرجاء يروون عن
أبي المفضل الشيباني (2)،.. وغير ذلك من المشايخ.
وله الرواية عن بعض شيوخ العامة أعرضنا عن ذكرها، توفي كما في
تاريخ اليافعي سنة 449 (3) (4).
ولنتبرك بذكر خبر مسند عنه، وكذا عن كل واحد من المشايخ الآتية في
ترجمتهم.
فبالأسانيد السابقة إلى العلامة الكراجكي، قال: أخبرني أبو الرجاء
محمد بن علي بن طالب البلدي، قال: أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد الله بن
محمد بن المطلب الشيباني الكوفي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن حجاب (5)
الأزدي بالكوفة، قال: حدثني خالد بن يزيد بن محمد الثقفي، قال: حدثني

(1) كنز الفوائد 2: 67.
(2) كنز الفوائد 2: 67.
(3) مرآة الجنان 3: 70.
(4) لم يذكر للكراجكي في المشجرة سوى مشايخ ثلاثة هم:
1 - القاضي عبد العزيز بن أبي كامل، روى عنه مدبجا.
2 - الشيخ المفيد..
3 - شيخ الطائفة الطوسي.
(5) في المخطوطة والحجرية. حجات، وما أثبتناه استظهار للمصنف، وكذلك المصدر.
144

أبي أبو خالد، قال: حدثني حنان بن سدير، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن
أبيه، عن جده، قال: قال علي عليه السلام لمولاه نوف الشامي - وهو معه في
السطح -: يا نوف، أرامق أم نبهان؟
قال: نبهان، أرمقك يا أمير المؤمنين.
قال: هل تدري من شيعتي؟
قال: لا والله.
قال: شيعتي الذبل الشفاه، الخمص البطون، الذين تعرف الرهبانية
والربانية في وجوههم، رهبان بالليل، أسد بالنهار، الذين إذا جنهم الليل
أتزروا على أوساطهم، وارتدوا على أطرافهم، وصفوا أقدامهم، وافترشوا
جباههم، تجري دموعهم على خدودهم، يجأرون إلى الله في فكاك رقابهم، واما
النهار فحلماء، علماء، كرام، نجباء، أبرار أتقياء.
يا نوف، شيعتي الذين اتخذوا الأرض بساطا، والماء طيبا، والقرآن
شعارا. ان شهدوا لم يعرفوا، وان غابوا لم يفتقدوا، شيعتي الذين في قبورهم
يتزاورون، وفي أموا لهم يتواسون، وفي الله يتباذلون.
يا نوف، درهم ودرهم، وثوب وثوب، إلا فلا.
شيعتي من لم يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولم يسال
الناس ولو مات جوعا، إن رأى مؤمنا أكرمه، وإن رأى فاسقا هجره.
هؤلاء والله - يا نوف - شيعتي، شرورهم مأمونة، وقلوبهم محزونة،
وحوائجهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، اختلفت بهم الأبدان، ولم تختلف
قلوبهم.
قال: قلت: يا أمير المؤمنين، جعلت فداك، أين أطلب هؤلاء؟
قال: فقال لي علي عليه السلام: في أطراف الأرض، يا نوف يجئ النبي
صلى الله عليه وآله آخذا بحجزة ربه جلت أسماؤه - يعني بحبل الدين وحجزة
الدين - وأنا آخذ بحجزته، وأهل بيتي آخذون بحجزتي، وشيعتنا آخذون
145

بحجزتنا، فإلى أين؟! إلى الجنة ورب الكعبة.. قالها ثلاثا (1).
الثاني: الشيخ الجليل أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن
العباس بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله النجاشي، الذي
كان زيديا، ثم رجع، وهو الذي ولي الأهواز، وكتب إلى أبي عبد الله عليه
السلام يسأله، فكتب عليه السلام إليه رسالة معروفة بالرسالة الأهوازية، التي
نقلها السيد محيي الدين في أربعينه (2)، والشهيد الثاني في كشف الريبة (3)،
مسندا إليه (عليه السلام).
وعبد الله النجاشي ابن عثيم بن أبي السمال سمعان بن هبيرة الشاعر ابن
مساحق بن بجيرة بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان
ابن أسد بن خزيمة بن مدركة بن (اليسع بن) (4) إلياس بن مضر بن نزار بن معد
ابن عدنان، العالم النقاد البصير، المضطلع الخبير، الذي هو أفضل من خظ في
فن الرجال بقلم، أو نطق بفم، فهو الرجل كل الرجل، لا يقاس بسواه،
ولا يعدل به من عداه، كلما زدت به تحقيقا ازددت به وثوقا، وهو صاحب
الكتاب المعروف الدائر الذي اتكل عليه كافة الأصحاب.
قال العلامة الطباطبائي: وأحمد بن علي النجاشي، أحد المشايخ
الثقات، والعدول الاثبات، من أعظم أركان الجزح والتعديل، وأعلم علماء
هذا السبيل، أجمع علماؤنا على الاعتماد عليه، وأطبقوا على الاستناد في أحوال
الرجال إليه (5).
وفي الخلاصة: ثقة، معتمد عليه عندي (6).

(1) كنز الفوائد 1: 87.
(2) أربعين ابن زهرة: 4 / 6.
(3) كشف الريبة: 122.
(4) كذا في المخطوطة والحجرية، والظاهر كونها زيادة.
(5) رجال بحر العلوم 20 / 53.
، (6) رجال العلامة: 20 / 53.
146

وفي الرواشح للمحقق الداماد: إن أبا العباس النجاشي شيخنا الثقة
الفاضل، الجليل القدر، السند المعتمد عليه المعروف (ا)... إلى آخره.
وفي فهرست البحار بعد عد كتابه في الرجال، وكتاب الكشي: وكتابا
الرجال عليهما مدار العلماء الأخيار في الأعصار والأمصار (2).
وفي مزاره نقلا عن كتاب قبس المصباح للشيخ الفاضل أبي الحسن
سليمان بن الحسن الصهرشتي تلميذ علم الهدى، وشيخ الطائفة، قال: قال:
أخبرنا الشيخ الصدوق أبو الحسين أحمد بن علي بن أحمد النجاشي الصيرفي
المعروف بابن الكوفي ببغداد، وكان شيخا بهيا، صدوق اللسان عند المخالف
والمؤالف. انتهى.
ومنه يظهر أنه كان يكنى: بابي الحسين أيضا، كما صرح به العلامة أيضا
في إجازته الكبيرة (3)، والسيد جمال الدين أحمد بن طاووس في رجاله، على
ما نقله المحقق صاحب المعالم في أول كتابه التحرير الطاووسي (4).
وبالجملة فجلالة قدره، وعظم شانه في الطائفة، أشهر من أن يحتاج إلى
نقل الكلمات، بل الظاهر منهم تقديم قوله ولو كان ظاهرا على قول غيره من
أئمة الرجال في مقام المعارضة في الجرح والتعديل ولو كان نصا.
وقال الشهيد في المسالك: وظاهر حال النجاشي أنه أضبط الجماعة،
وأعرفهم بحال الرجال (5).
وقال سبطه في شرح الاستبصار بعد ذكر كلام النجاشي، والشيخ في

(1) الرواشح السماوية: 76.
(2) بحار الأنوار 1: 33.
(3) بحار الأنوار 107: 137، وكنيته هنا: أبو الحسن.
(4) التحرير الطاووسي: 25.
(5) مسالك الأفهام 1: 405.
147

سماعه: والنجاشي يقدم على الشيخ في هذه المقامات، كما يعلم بالممارسة (1).
وقال شيخه المحقق الاسترآبادي في ترجمة سليمان بن صالح من رجاله:
ولا يخفى تخالف ما بين طريقي الشيخ والنجاشي، ولعل النجاشي أثبت (2).
وقال العلامة الطباطبائي: وبتقديمه صرح جماعة من الأصحاب، نظرا
إلى كتابه الذي لا نظير له في هذا الباب، والظاهر أنه الصواب، ولذلك أسباب
نذكرها لان أذى إلى الاطناب..
أحدها: تقدم تصنيف الشيخ (رحمه الله) لكتابيه الفهرست وكتاب
الرجال على تصنيف النجاشي لكتابه، فإنه ذكر فيه الشيخ (رحمه الله)، ووثقه
وأثنى عليه، وذكر كتابيه مع سائر كتبه (3)، وحكى في كثير من المواضع عن
بعض الأصحاب وأراد به الشيخ، وقال في ترجمة: محمد بن علي بن بابويه: له
كتب منها كتاب دعائم الاسلام في معرفة الحلال والحرام (4)، وهو في فهرست
الشيخ الطوسي (5)، وهذان الكتابان هما أجل ما صنف في هذا العلم، وأجمع
ما عمل في هذا الفن، ولم يكن لمن تقدم من أصحابنا على الشيخ (رحمه الله)
ما يدانيهما جمعا واستيفاء، وجرحا وتعديلا، وقد لحظهما النجاشي في تصنيفه،
وكانا له من الأسباب الممدودة، والعلل المعدة، وزاد عليهما شيثا كثيرا، وخالف
الشيخ في كثير من المواضع، والظاهر في مواضع الخلاف وقوفه على ما غفل عنه
الشيخ من الأسباب المقتضية للجرح في موضع التعديل، والتعديل في موضع
الجرح، وفيه صح كلا معنى المثل السائر: كم ترك الأول للآخر.

(1) شرح الاستبصار: مخطوط.
(2) منهج المقال: 174.
(3) رجال النجاشي: 403 / 1068.
(4) رجال النجاشي: 9 89 / 1049، لكنه لم يذكر في تعداد ما عده من كتبه كتاب. دعائم
الاسلام....
(5) فهرست الشيخ: 156 / 695.
148

وثانيها: ما علم من تشعب علوم الشيخ، وكثرة فنونه ومشاغله تصانيفه
في الفقه والكلام والتفسير وغيرها، ما يقتضي تقسم الفكر، وتوزع البال، ولذا
أكثر عليه النقض والايراد والنقد والانتقاد في الرجال وغيره، بخلاف النجاشي
فإنه عني بهذا الفن فجاء كتابه فيه أضبط وأتقن.
وثالثها: استمداد هذا العلم من علم الأنساب والآثار، وأخبار القبائل
والأمصار، وهذا ما عرف للنجاشي ودل عليه تصنيفه فيه واطلاعه عليه، كما
يظهر من استطراده بذكر الرجل لذكر أولاده وإخوانه وأجداده، وبيان أحوالهم
ومنازلهم حتى كأنه واحد منهم.
ورابعها. أن أكثر الرواة عن الأئمة عليهم السلام كانوا من أهل الكوفة
ونواحيها القريبة، والنجاشي كوفي من وجوه أهل الكوفة، من بيت معروف
مرجوع إليهم، وظاهر الحال أنه أخبر بأحوال أهله وبلده ومنشأه، وفي المثل:
(أهل مكة أدرى بشعابها).
وخامسها: ما اتفق للنجاشي من صحبة الشيخ الجليل العارف بهذا
الفن، الخبير بهذا الشأن، أبي الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله
الغضائري، فإنه كان خصيصا به، صحبه وشاركه، وقرأ عليه، وأخذ منه،
ونقل عنه مما سمعه أو وجده بخطه كما علم، ولم يتفق ذلك للشيخ (رحمه الله)،
فإنه ذكر في أول الفهرست أنه رأى شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا
فهرست كتب أصحابنا، وما صنفوه من التصانيف، ورووه من الأصول، ولم
يجد من استوفى ذلك أو ذكر أكثره إلا ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين
ابن عبيد الله (رحمه الله) فإنه عمل كتابين ذكر في أحدهما المصنفات، وفي الاخر
الأصول.
قال: غير أن هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا، واخترم هو،
وعمد بعض ورثته إلى إهلاك هذين الكتابين وغيرهما من الكتب على ما حكاه
149

بعضهم (1)..
ومن هذا يعلم أن الشيخ لم يقف على كتب هذا الشيخ، وظن هلاكها
كما أخبر به، ولم يكن الامر كذلك، لما يظهر من النجاشي من اطلاعه عليها،
وإخباره عنها، وقد بقي بعضها إلى زمان العلامة، فإنه قال في ترجمة محمد بن
مصادف: اختلف قول ابن الغضائري فيه، ففي أحد الكتابين أنه ضعيف،
وفي الاخر أنه ثقة (2).
وقال: عمر بن ثابت أبي المقدام ضعيف جدا، قاله ابن الغضائري،
وقال في كتابه الاخر: عمر بن أبي المقدام ثابت العجلي، مولاهم الكوفي،
طعنوا عليه، وليس عندي كما زعموا، وأنه ثقة (3).
وسادسها: تقدم النجاشي واتساع طرقه، وإدراكه كثيرا من المشايخ
العارفين بالرجال ممن لم يدركهم الشيخ، كالشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن
نوح السيرافي، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن الجندي، وأبي الفرج محمد بن علي
الكاتب، وغيرهم (4) انتهى.
وكان مولد هذا الشيخ - كما في الخلاصة - في صفر سنة اثنتين وسبعين
وثلاثمائة، وتوفي بمطيرآباد (7) في جمادى الأولى سنة خمسين وأربعمائة (6)، فكانت
وفاته قبل وفاة الشيخ بعشر سنين، ويأتي (7) في ترجمة السيد المرتضى أنه تولى
غسله مع الشريف أبي يعلى محمد بن الحسن الجعفري وسلار بن عبد العزيز.

(1) فهرست الشيخ: 2.
(2) رجال، العلامة: 256 / 56.
(3) رجال العلامة. 241 / 10.
(4) رجال بحر العلوم 2: 46 - 50.
(5) بمطارباذ (منه قدس سره) هذا وفي الخلاصة: بمطرآباد.
(6) رجال العلامة: 20 / 53.
(7) لم يرد في ترجمة السيد المرتضى هنا هذا الحبر، نعم ذكر النجاشي (270 / 807) في رجاله عند
ذكره للسيد بأنه تولى غسله مع الشريف أبي يعل وسلار.
150

وأما كتابه المشار إليه في الرجال، فهو على ترتيب الحروف إلا في بعضها،
ولم يلاحظ الحرف الثاني، ولا أسامي الاباء، ولذا صعب المراجعة إليه.
فرتبه - على النحو الذي أسسه ابن داود في الرجال - الشيخ الجليل
الفاضل المولى عناية الله القهبائي، في النجف الأشرف، تلميذ العالمين
المحققين الورعين المولى الأردبيلي والمولى عبد الله الشوشتري صاحب جامع
الأقوال، وفيه فوائد حسنة، فإن الشيخ النجاشي كثيرا ما يتعرض لمدح رجل أو
قدحه في ترجمة آخر بمناسبة، وقد أشار هذا المولى المرتب في آخر كل ترجمة إلى
المواضع التي فيها ذكر ا الراوي، وله عليه حواشي رمزها
(ع) (1) (2)
ورتبه أيضا العالم الفاضل الشيخ داود بن الحسن الجزائري المعاصر
لشيخنا صاحب الحدائق، وحيث أن كتابه بين الأصول الخمسة في الرجال
- وهي كتاب الكشي، ورجال الشيخ، وفهرسته، ورجال ابن الغضائري،
ورجال النجاشي - كالكافي بين الكتب الأربعة، فلا بأس بالإشارة والتنبيه إلى
أمور تتعلق به:
الأول: قال (رحمه الله) في خطبة الكتاب بعد الحمد والصلاة: أما بعد،
فإني وقفت على ما ذكره السيد الشريف أطال الله بقاه، وأدام توفيقه، من تعيير
قوم من مخالفينا أنه لا سلف لكم ولا مصنف، وهذا قول من لا علم له بالناس،
ولا وقف على أخبارهم، ولا عرف منازلهم وتاريخ أهل العلم، ولا لقي أحدا

(1) جاء في حاشية المخطوطة:
نسخة شريفة من كتاب المولى عناية الله عندي، وكأنه نسخة الأصل، وعليها حواشي مع
الرمز المذكور، وزادها شرفا وعظمة وفائدة ان عالما من العلماء حسن الخط جدا قد تعرض في
حواشيها لتمييز المشتركات، وبعض الفوائد الشريفة الاخر.
ولا لجملة لم يكن في كتب الرجال أنفع منه خبرا وأجمع وأكثر فائدة، والحمد الله الذي أكرمني
بتمليكه لهذا الكتاب.
(2) أي: عناية الله، فقد أنهى الهوامش والحواشي التي أوردها في كتابه مجمع الرجال بهذا الرمز.
151

فيعرف، ولا حجة علينا لمن لا يعلم، ولا عرف وقد جمعت من ذلك ما
استطعته، ولم أبلغ غايته لعدم أكثر الكتب، وإنما ذكرت ذلك عذرا لمن وقع
إليه كتاب لم أذكره، وقد جعلت للأسماء أبوابا ليهون على الملتمس لاسم
مخصوص، (وها أنا) (1) أذكر المتقدمين في التصنيف من سلفنا الصالحين، وهي
أسماء قليلة، ومن الله أستمد المعونة، على أن لأصحابنا رحمهم الله في بعض
(هذا الفن) (2) كتبا ليست مستغرقة بجميع ما رسم، وأرجو أن نأتي في ذلك على
ما رسم وحد إن شاء الله تعالى (3). انتهى.
وهذا الكلام منه صريح في أن غرضه فيما جمعه ذكر المؤلفين من الشيعة،
ردا على من زعم أنه لا مصنف فينا، وغر الامامية من فرق الشيعة كالفطحية
والواقفية وغيرهما، لان كانوا من الشيعة، ء بل لكثير منهم مؤلف في حال
الاستقامة، إلا أنه (رحمه الله) بنى على التنصيص على الفساد، وانحراف
المنحرف، وسكت في تراجم المهتدين عن التعرض للمذهب، فعدمه دليل على
الاستقامة، ومن البعيد أن يرى كتاب الراوي ويقرأه ويرويه ولا يعرف مذهبه،
مع أن أصحاب الأصول والمصنفات كانوا معروفين بين علماء الإمامية، نعم لو
كان الرجل ممن خفي أمره واشتبه حاله ينبه عليه، كما قال في ترجمة جميل بن
دراج: وأخوه نوح بن دراج القاضي كان أيضا من أصحابنا، وكان يخفى
أمره (4).
قال المحقق الداماد في الرواشح: قد علم من ديدن النجاشي أن كل من
فيه مطعن وغميزة فإنه يلتزم إيراد ذلك البتة، فمهما لم يورد ذلك، وذكره من
دون إرداف ذلك بمدح أو ذم أصلا، كان ذلك آية أن الرجل سالم عنده عن

(1) ما بين القوسين من المصدر.
(2) زيادة أوردناها من المصدر.
(3) رجال النجاشي: 3.
(4) رجال النجاشي: 126 / 328.
152

كل مطعن ومغمز (1).
وهو كلام متين، فإن عد الرجل من علماء الشيعة، وحملة الشريعة،
وتلقي العلماء منه، وبذل الجهد، وتحمل المشاق، وشد الرحال في البلاد، وجمع
الكتب في أساميهم وأحوالهم وتصانيفهم، دليل على حسن حاله وعلو مقامه.
ويأتي (2) لهذا الكلام تتمة في بعض الفوائد الآتية إن شاء الله تعالى.
الثاني: في ذكر مشايخه في هذا الكتاب مع بنائه فيه على الاختصار، فإنه
قال - بعد كلامه السابق -: وذكرت لكل رجل طريقا واحدا حتى لا تكثر
الطرق، فيخرج عن الغرض (3). وقد جمعهم السيد السند المتقدم (4) ذكره مع
بسط في الكلام، ونحن نذكر خلاصته:
أ - الشيخ المفيد، وهو المراد بقوله: شيخنا أبو عبد الله، وقوله: محمد
ابن محمد، ومحمد بن النعمان، ومحمد، على الاطلاق (5).
ب - أبو الفرج الكاتب، محمد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرة
القناني، الذي وثقه في الكتاب وأثنى عليه (6).
ج - أبو عبد الله محمد بن علي بن شاذان القزويني، الذي أكثر رواياته
عن أحمد بن محمد بن يحص العطار، وقد يعبر عنه بابي عبد الله بن شاذان
القزويني، وأبي عبد الله القزويني، وابن شاذان، والكل واحد (7).
د - أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان الفامي

(1) الرواشح السماوية: 67.
(2) يأتي في الفوائد اللاحقة.
(3) رجال النجاشي: 3.
(4) يراد به السيد بحر العلوم.
(5) رجال السيد بحر العلوم 2: 50.
(6) رجال السيد بحر العلوم 2: 51.
(7) رجال السيد بحر العلوم 2: 52.
153

القمي، المتقدم (1) ذكره في مشايخ الكراجكي (2).
د - القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي، أدركه وقرأ
عليه بحلب (1).
و - محمد بن جعفر الأديب، وقد يعبر عنه. بمحمد بن جعفر المؤدب،
وأخرى. بمحمد بن جعفر القمي، وبابي الحسن التميمي، وبابي الحسن
النحوي، والكل واحد. يروي غالبا عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة
الحافظ (4).
وذكر السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: ذكر
أبو جعفر الحسن بن محمد بن جعفر التميمي - المعروف بابن النجار - في كتابه
تاريخ الكوفة، وهو الكتاب الموصوف بالمنصف قال. أخبرنا أبو بكر
الدارمي.. إلى آخره (5).
والظاهر أنة ابن أي الحسن المذكور. ويروي عن أبي الحسن هذا:
الشريف الزاهد أبو عبد الله محمد بن علي الحسني صاحب كتاب التعازي، كما
يظهر من فرحة الغري (6).
ز - الشيخ الجليل أبو العباس أحمد بن علي بن العباس بن نوح السيرافي،
الثقة الخبير النقاد، الذي صرح بأنه شيخه، ومستنده، ومن استفاد منه (7).
ح - الشيخ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى المعروف بابن
الجندي، وقد يعبر عنه: بأحمد بن محمد بن عمران، وأحمد بن محمد بن

(1) تقدم في صفحة: 138.
(2) رجال السيد بحر العلوم 2: 54.
(3) رجال السيد بحر العلوم 2: 55.
(4) رجال السيد بحر العلوم 2: 57.
(5) فرحة الغري: 71.
(6) فرحة الغري: 61.
(7) رجال السيد بحر العلوم 2: 58، رجال النجاشي: 9 / 2086.
154

الجندي، وأبو الحسن بن الجندي، وابن الجندي، والكل واحد (1).
ط - الشيخ أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز، قال في
ترجمته: شيخنا المعروف بابن عبدون، وهو أيضا من مشايخ الشيخ (2).
ي - الشيخ أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري،
المعروف (3).
يا - القاضي أحمد بن محمد بن عبد الله الجعفي، الذي يروي غالبا عن
أحمد بن محمد بن عقدة الحافظ (7).
يب -، أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى الأهوازي، المعروف بابن
الصلت، الذي هومن مشايخ الشيخ أيضا، وطريقه إلى الحافظ ابن عقلة ().
يج - والده علي بن أحمد بن علي بن العباس النجاشي (6).
يد - الشيخ أبو الحسين علي بن أحمد بن أبي جيد القمي، وقد يعبر عنه:
بابي الحسين علي بن أحمد بن محمد بن طاهر، وبابي الحسين بن أبي جيد، وهو
أيضا من مشايخ الشيخ (7).
يه - أبو القاسم علي بن شبل بن أسد الملقب بالوكيل، وهو من مشايخ
الشيخ، وكناه في رجاله. بأبي شبل (8).
يو - القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف (9).

(1) رجال السيد بحر العلوم 2: 61.
(2) رجال السيد بحر العلوم 2: 63، رجال النجاشي: 87 / 211.
(3) رجال السيد بحر العلوم 2: 64.
(4) رجال السيد بحر العلوم 2: 65.
(5) رجال السيد بحر العلوم 2: 66.
(6) رجال السيد بحر العلوم 2: 71.
(7) رجال السيد بحر العلوم 2: 72.
(8) رجال السيد بحر العلوم 2: 72، وانظر رجال النجاشي: 460 / 1257.
(9) رجال السيد بحر العلوم 2: 73.
155

يز - الحسن بن أحد بن إبراهيم (1).
يح - أبو محمد الحسن بن أحمد بن الهيثم العجيلي، الذي قال فيه: إنه
من رجوه أصحابنا (2).
يط - الشيخ الجليل أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم
الغضائري، الذي هو من أجلاء شيوخ الشيخ أيضا لا (3).
ك - أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد المخزومي الخزاز المعروف
بابن الخمري، الذي قال النجاشي في ترجمة الحسين بن أحمد بن المغيرة: له
كتاب عمل السلطان، أجازنا روايته أبو عبد الله الخمري الشيخ الصالح في
مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سنة أربعمائة (4).
كا - أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن موسى بن هدية، وقد يعبر عنه
بالحسين بن أحمد بن محمد، وبالحسين بن محمد بن هدية، ولأبي عبد الله بن
هدية، والكل واحد (5).
كب - القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر (6).
ج - أبو الحسن أسد بن إبراهيم بن كليب السلمي الحراني (7).
كد - أبو الخير الموصلي سلافة بن زكا، وهو من رجال التلعكبري، وفي
المعالم: الحراني (8).

(1) رجال السيد بحر العلوم 7302.
(2) رجال السيد بحر العلوم 2: 73، رجال النجاشي: 65 / 151.
(3) رجال السيد بحر العلوم 2: 74.
(4) رجال النجاشي: 68 / 165، رجال السيد بحر العلوم 2: 74.
(5) رجال السيد بحر العلوم 2: 74.
(6) رجال السيد بحر العلوم 2: 75.
(7) رجال السيد بحر العلوم 2: 75.
(8) رجال السبد بحر العلوم 2: 76، هذا ولم نعثر عليه في المعالم الذي في أيدينا.
156

كو - أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس بن عبد الملك بن أبي مروان
الكلوذاني، المعروف: بابن المروان، الذي أكثر رواياته عن علي بن بابويه، وقد
يعبر عنه: بالعباس بن عمر الكلوذاني، والعباس بن عمر بن العباس، والكل
واحد (1).
كز - أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد بن عبد الله البصري،
وقد يعبر عنه: بأبي أحمد عبد السلام بن الحسين البصري، وعبد السلام بن
الأديب (2).
كح - أبو محمد عبد الله بن محمد (بن محمد) (3) بن عبد الله
الدعجلي (4)..
كط - عثمان بن حاتم بن المنتاب التغلبي (5).
لا - الشيخ الثقة الجليل أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري (6).
لا - أبو جعفر - أو أبو الحسين - محمد بن هارون التلعكبري (7).
لب - أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي الكوفي الكاتب، الذي يروى
عنه السيد الاجل المرتضى كتاب الكافي عن مؤلفه الكليني (8) (9).

(1) رجال السيد بحر العلوم 2: 76.
(2) رجال السيد بحر العلوم 2: 77.
(3) لم ترد في المصدر.
(4) رجال السيد بحر العلوم 2: 78.
(5) رجال السيد بحر العلوم 2: 79.
(6) رجال السيد بحر العلوم 2: 80.
(7) رجال السيد بحر العلوم 2: 80.
(8) رجال السيد بحر العلوم 2: 82.
(9) لم يذكر للنجاشي في المشجرة. سوى مشايخ أربعة هم: (أ) و (ز) و (يط) وأضاف لهم: محمد
ابن علي الشجاع.
هذا ونقل عن خط الشيخ الطهراني هنا ما هذا لفظه:
أبو الحسن الميموني، له كتاب الحج، قرا. النجاشي عليه، كما ذكره في
رجاله [461 / 1261، 1262] في باب الكنى، انتهى.
157

قال السعيد السند بعد عد هؤلاء المشايخ. ولا ريب أن كثرة المشايخ
العارفين بالحديث والرجال تفيد زيادة الخبرة في هذا المجال - يعني: علم الرجال
- فإنه علم منوط بالسماع، ولمراجعة الشيوخ الكثيرين مدخل عظيم في كثرة
الاطلاع، والذي يظهر من طريقة النجاشي في كتابه رعاية علو السند، وتقليل
الوسائط، كما هو دأب المحدثين خصوصا المتقدمين، وهذا هو السبب في عدم
روايته عمن هو في طبقته من العلماء الأعاظم، كالسيد المرتضى وأبي يعلى محمد
ابن الحسن بن حمزة الجعفري (1)، وأبي يعلى سلار بن عبد العزيز الديلمي،
وغيرهم (2).
الثالث: في حسن حال هؤلاء المشايخ، وجلالة قدرهم، وعلو مرتبتهم،
فضلا عن دخولهم في زمرة الثقات بالقرينة العامة التي تعمهم مع قطع النظر
عن ملاحظة حال آحادهم، وما ذكر في ترجمة من تعرضوا لترجمته من التوثيق
الصريح، أو القرائن الكاشفة عن الوثاقة أو المدح العظيم.
وهذا ظاهر لمن عرف ديدنه وطريقته في الاخذ عن المشايخ، وتركه عن
بعضهم لمجرد الاتهام، فكيف لو اعتقد انحرافه؟! ولنذكر بعض كلماته في هذا
المقام.
قال رحمه الله - في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور مولى
أسماء بن خارجة بن حصين (3) الفزاري -: كوفي، أبو عبد الله، كان ضعيفا في
الحديث، قال أحمد بن الحسين: كان يضع الحديث وضعا، ويروي عن
المجاهيل. وسمعت من قال: كان أيضا فاسد المذهب والرواية، ولا أدري
كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام، وشيخنا الجليل الثقة أبو

(1) أبو يعلى الجعفري. لم يرد في المصدر.
(2) رجال السيد بحر العلوم 2: 89.
(3) في المخطوطة والحجرية: حصن، وما أثبتناه من المصدر.
158

غالب الزراري رحمهما الله، وليس هذا موضع ذكره (1): انتهى.
قلت: وقد روى عنه أيضا الثقة الجليل أبو عبد اله الحسين بن علي بن
سفيان البزوفري (2)، والثقة النبيل محمد بن يحص العطار (3)، ومع ذلك يتعجب
من روايتهما عنه، لما اعتقده فيه من الضعف في الحديث الذي لا ينافي العدالة
كما قرر في محله، فهل تجده مع هذه المقالة مرخصا نفسه في الرواية عن غير الثقة
في الحديث، والاعتماد في النقل على المنحرف الضعيف؟!
وقال: الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن علي بن أبي طالب
الشريف النقيب أبو محمد، سيد في هذه الطائفة، غير أني رأيت بعض
أصحابنا يغمز عليه في بعض رواياته (4)... إلى آخره، فلم يرو عنه في هذا
الكتاب إلا في ترجمة أبي القاسم الكوفي صاحب كتاب الاستغاثة (5).
وقال: أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش الجوهري،
كان سمع الحديث فأكثر، واضطرب في آخر عمره، وكان جذه وأبوه من وجوه
أهل بغداد أيام آل حماد والقاضي أبي عمر، ثم عد مصنفاته، وقال: رأيت هذا
الشيخ وكان صديقا لي ولوالدي، وسمعت منه شيئا كثيرا، ورأيت شيوخنا
يضفونه فلم أرو عنه شيئا، وتجنبته، وكان من أهل العلم والأدب القوي،

(1) رجال النجاشي: 122 / 313.
(2) تهذيب الأحكام 8: 273 / 996.
(3) الفقيه 4: 93 من المشيخة.
(4) رجال النجاشي: 65 / 152.
(5) رجال النجاشي: 265 / 691، هكذا. وذكر الشريف أبو محمد المحمدي (رحمه الله) أنه رآه.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد ذكر فيه كتاب الاستغاثة بعنوان: كتاب البدع المحدثة،
انظر الذريعة 2: 28 / 112، وهو نفسه، ثم إنه يرى بعض المحققين ان النجاشي إذا أراد
الغمز على شخص أو حكى فيه الغمز عن غيره لا يروي عنه مراحة - أي: لا يقول: حدثني
أو أخبرني - بل يقول: قال، أو: ذكر.
159

وطيب الشعر، وحسن الخط رحمه الله وسامحه (1).
وقال: إسحاق بن الحسن بن بكران أبو الحسين العقرائي، التمار، كثير
السماع، ضعيف في بذهبه، رأيته بالكوفة وهو مجاور، وكان يروي كتاب
الكليني عليه، وكان في هذا الوقت علوا فلم أسمع منه شيئا، له كتاب الرد على
الغلاة، وكتاب نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله، وكتاب عدد الأئمة
عليهم السلام (2).
وقال: علي بن عبد الملة بن عمران القرشي: أبو الحسن المخزومي، الذي
يعرف بالميموني، كان فاسد المذهب والرواية، وكان عارفا بالفقه، وصنف
كتاب الحج، وكتاب الرد على أهل القياس، فاما كتاب الحج فسلم إلي نسخته
فنسختها، وكان قديما قاضيا بمكة سنين كثيرة (3). انتهى.
ولم يرو عنه في هذا الكتاب شيئا.
وقال: محمد بن عبد الله بن محمد.. إلى اخر النسب: أبو المفضل، كان
سافر في طلب الحديث عمره، وأصله كوفي، وكان في أول أمره ثبتا ثم خلط،
ورأيت جل أصحابنا يلمزونه ويضعفونه، له كتب كثيرة.. إلى أن قال: رأيت
هذا الشيخ وسمعت منه كثيرا، ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بيني
وبينه (4).
قال السيد الاجل: ولعل المراد استثناء ما ترويه الواسطة عنه حال
الاستقامة والثبت، والاعتماد على الواسطة بناء على أن عدالته تمنع عن روايته
عنه ما ليس كذلك، وعلى التقديرين يفهم منه عدالة الواسطة بينه وبين أبي

(1) رجال النجاشي: 85 / 207.
(2) رجالي النجاشي: 74 / 178.
31) رجال النجاشي: 268 / 698.
(4) رجال النجاشي: 596 / 1039.
160

المفضل، وعدالة الوسائط بينه وبين غيره من الضعفاء مطلقا (1) انتهى.
مع أنه يروي عنه الشيخ الجليل الحسين بن عبيد الله الغضائري، كما
في مشيخة التهذيب (2) والاستبصار (3) في طريقه إلى يونس بن عبد الرحمن.
وروى عنه الثقة الجليل علي بن محمد الخزاز في كفاية الأثر كثيرا مع
الترحم عليه (4)، بل في نسخ الكتاب في ترجمة علي بن الحسين المسعودي، هذا
رجل زعم أبو المفضل الشيباني (رحمه الله) (5)... إلى آخره.
وأكثر أخبار أمالي الشيخ رحمه الله عنه بتوسط جماعة، وكذا روى عنه
ولده أبو علي في أماليه عن والده عن جماعة عنه، وفسر الجماعة في موضع من
أماليه بقوله: منهم الحسين بن عبيد الله، وأحمد بن عبدون، وأبو طالب بن
غرور، وأبو الحسن الصفار، وأبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس، قالوا:
حدثنا (6)... إلى اخره، فترك الرواية عنه مع عدم اعتقاده بما قيل فيه، وإلا
فأي مدخلية للواسطة؟ وما احتمله (رحمه الله) بعيد، بل الظاهر أنه كما قال
الأستاذ الأكبر: مجرد تورع واحتياط عن اتهامه بالرواية عن المتهمين، ووقوعه
فيه كما وقعوا فيه (7).
وقال أيضا: هبة الله بن أحمد بن محمد الكاتب أبو نصر، المعروف: بابن
برينة، كان يذكر أن أمه أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري،
سمع حديثا كثيرا، وكان يتعاطى الكلام، وكان يحضر مجلس أبي الحسين بن

(1) رجال السيد بحر العلوم 2: 95.
(1) تهذيب الأحكام 10: 83 من شرح المشيخة.
(3) الاستبصار 4: 337.
(4) كفاية الأثر: 30 و 56 و 62 و 74 و 79.
(5) رجال النجاشي: 254 / 665، وانظر صفحة: 589 هامش؟ 6.
(6) أمالي الشيخ 2: 60 - 87.
(7) انظر رجال أبى علي: 283.
161

الشيبة العلوي الزيدي المذهب، فعمل له كتابا، وذكر أن الأئمة ثلاثة عشر
مع زبد بن علي بن الحسين عليهما السلام، واحتج بحديث في كتاب سليم بن
قيس الهلالي أن الأئمة اثني عشر من ولد أمير المؤمنين عليه السلام (1).
له كتاب في الإمامة، وكتاب في أخبار أبى عمرو وأبي جعفر العمريين،
ورأيت أبا العباس بن نوح قد عول عليه في الحكاية في كتابه أخبار الوكلاء،
وكان هذا الرجل كثير الزيارات، وآخر زيارة حضرها معنا يوم الغدير سنة
أربعمائة بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام (2)، ولم يعتمد عليه في كتابه، ولا
أدخله في طرقه إلى الأصول والكتب لمجرد تأليفه الكتاب المذكور.
قال السيد الاجل - بعد نقل ما نقلناه -. ويستفاد من ذلك كله غاية
احتراز النجاشي وتجنبه عن الضعفاء والمتهمين، ومنه يظهر اعتماده على جميع من
روى عنه من المشايخ، ووثوقه بهم، وسلامة مذاهبهم ورواياتهم عن الضعف
والغمز، وأن ما قيل في أبي العياش بن نوح من المذاهب الفاسدة في الأصول لا
أصل له، وهذا أصل نافع في الباب يجب أن يحفظ ويلحظ.
ويؤيد ذلك ما ذكره في جعفر بن مالك (3)، وساق ما قدمناه عنه في صدر
الكلام، قال: وكذا ما حكاه في عبيد البن أحمد بن أبي زيد، المعروف بأبي
طالب الأنباري، عن شيخه الحسين بن عبيد الله، قال: قدم أبو طالب بغداد
واجتهدت أن يمكنني أصحابنا من لقائه فاسمع منه، فلم يفعلوا ذلك (4). دل
ذلك على امتناع علماء ذلك الوقت عن الرواية عن الضعفاء، وعدم تمكين
الناس من الاخذ عنهم، إلا لم يكن في رواية الثقتين الجليلين عن ابن سابور

(1) كتاب سليم بن قيس:
(2) رجال النجاشي: 440 / 1185.
(3) رجال السيد بحر العلوم 2: 96.
(4) رجال النجاشي: 232 / 617.
162

غرابة، ولا للمنع من الأنباري وجه.
ويشهد لذلك قولهم في مقام التضعيف: يعتمد المراسيل، ويروي عن
الضعفاء والمجاهيل، فان هذا الكلام من قائله في قوة التوثيق لكل من يروي
عنه.
وينبه عليه - أيضا - قولهم: ضعفه أصحابنا، أو غمز عليه أصحابنا، أو
بعض أصحابنا من دون تعيين، إذ لولا الوثوق بالكل لما حسن هذا الاطلاق،
بل وجب تعيين المضعف والغامز، أو التنبيه على أنه من الثقات.
ويدل على ذلك اعتذارهم عن الرواية عن الطاطريين، وبني فضال،
وأمثالهم من الفطحية والواقفية وغيرهم، بعمل الأصحاب برواياتهم لكونهم
ثقات في النقل. وعن ذكر ابن عقدة باختلاطه بأصحابنا ومداخلته لهم، وعظم
محله وثقته وأمانته. وكذا اعتذاره عن ذكره لمن لا يعتمد عليه بالتزامه لذكر من
صنف من أصحابنا أو المنتمين إليهم. ذكر ذلك في ترجمة محمد بن عبد لك (1)،
والمفضل بن عمر (2).
ومن هذا كلامه، وهذه طريقته في نقد الرجال وانتقاد الطرق، والتجنب
عن الضعفاء والمجاهيل، والتعجب من ثقة يروي عن ضعيف، لا يليق به أن
يروي عن ضيف أو مجهول، ويدخلهما في الطريق، خصوصا مع الاكثار
وعدم التنبيه على ما هو عليه من الضعف أو الجهالة، فإنه إغراء بالباطل،
وتناقض أو اضطراب في الطريقة، ومقام هذا الشيخ في الضبط والعدالة يجل
عن ذلك، فتعين أن يكون مشايخه الذين يروي عنهم ثقاتا جميعا لم.
الرابع: في تفسير قوله في تراجم عديدة: عدة من أصحابنا، أو جماعة

(1) رجال النجاشي: 403 / 1069.
(2) رجال النجاشي: 416 / 1112
(3) رجال السيد بحر العلوم 2: 97.
163

من أصحابنا، من دون تفسير صريح لهما.
قال السيد المعظم: والامر هين عل ما قررنا من وثاقة الكل، ولعله السر في
ترك البيان، ومع ذلك فيمكن التميز بالمروي عنه، أو بدلالة ظاهر كلامه في
جملة من التراجم (1). ثم شرح ذلك، ونحن نذكره ملخصا.
العدة، عن جعفر بن قولويه، وهم: الشيخ المفيد، والحسين
الغضائري، وأبو العباس السيرافي، والحسين بن أحمد بن هدبة. يظهر ذلك في
ترجمة علي بن مهزيار والكليني (2) (3).
. العدة، عن أبي غالب الزراري، وهم: محمد بن أحمد، والسيرافي،
والغضائري. قال في ترجمة محمد بن سنان: أخبرنا جماعة شيوخنا، عن أبي
غالب (4)، وقد تكرر في التراجم رواية كل واحد عنه.
العدة، عن أبي محمد الحسن بن حمزة المرعشي، وهم: محمد بن أحمد،
وأحمد بن علي، والغضائري وغيرهم. وقال في ترجمته بعد ذكر كتبه: أخبرنا بها
شيخنا أبو عبد الله، وجميع شيوخنا (5).
العدة، عن محمد بن أحمد بن داود، وهم: المفيد، والسيرافي،
والغضائري وأحمد بن علي، يظهر من ترجمته (6)، وترجمة خاله سلامة (7).
العدة، عن القاضي أبي بكر الجعابي، وهم. المفيد، ومحمد بن
عثمان (8).

(1) رجال السيد بحر العلوم 2: 100.
(2) رجال النجاشي: 253 / 664 و 377 / 1026.
(3) رجال السيد بحر العلوم 2: 100.
(4) رجال النجاشي: 328 / 888.
(5) رجال النجاشي: 64 / 150.
(6) رجال النجاشي: 384 / 1045.
(7) رجال النجاشي: 192 / 514.
(8) رجال النجاشي: 394 / 1055.
164

العدة، عن أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الأنصاري، وهم:
الغضائري، (وأحمد بن علي (1).
العدة، عن أحمد بن جعفر (2) بن سفيان، وهم: السيرافي،
والغضائري) (3).
العدة، عن أبي الحسين محمد بن علي، وهم. الغضائري، وأحمد بن
علي (4).
العدة، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، وهم: السيرافي،
والغضائري، وابن شاذان (5).
العدة، عن ابن عقدة، وهم: محمد بن جعفر الأديب، وأحمد بن محمد
ابن هارون، وأحمد بن محمد بن الصلت، وأبو عبد الله الجعفي (6).
الخامس: وبالأسانيد السابقة عن أبي العباس النجاشي قال: أخبرنا
محمد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبو الحسين.
أحمد بن يوسف الجعفي، قال: حدثنا علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن
علي بن الحسين قال: حدثنا إسماعيل بن الحكم الرافعي، عن عبد الله بن عبيد الله
ابن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع قال: دخلت على رسول الله صلى الله
عليه وآله وهو نائم، أو يوحى إليه، وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها
فأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية حتى إن كان منها سوء يكون إلي دونه،

(1) رجال النجاشي: 84 / 203، وانظر كذلك 424 / 1139 و 98 / 243.
(2) في الحجرية: جعفر بن أحمد بن سفيان، والذي أثبتناه من رجال النجاشي وبحر العلوم.
(3) رجال النجاشي: 26 / 49 و 306 / 845، وما بين القوسين ساقط من النسخة الخطية.
(4) رجال النجاشي: 51 / 111 و 186 / 495.
(5) رجال النجاشي: 18 / 8 19 و 348 / 939.
(6) رجال النجاشي: 111 / 281 و 283 و 284، 113 / 292.
165

فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (1) ثم قال: " الحمد لله الذي
أكمل لعلي عليه السلام منيته، وهنيئا لعلي عليه السلام بتفضيل الله إياه " ثم
التفت إلي فرآني إلى جانبه، فقال: " ما أضجعك ها هنا يا أبا رافع؟ " فأخبرته
خبر الحية، فقال: " قم إليها فاقتلها " فقتلتها.
ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال: " يا أبا رافع، كيف
أنت وقوم يقاتلون عليا وهو على الحق وهم على الباطل؟ يكون في حق الله
جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك
شئ ".
فقلت: ادع لي إن أدركتهم أن يعينني الله ويقويني على قتالهم.
فقال: " اللهم إن أدركهم فقوه وأعنه " ثم خرج إلى الناس، فقال: " يا
أيها الناس من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي، فهذا أبو رافع أميني
على نفسي " (2).
الثالث: شيخ الطائفة المحقة، ورافع أعلام الشريعة الحقة، إمام
الفرقة بعد الأئمة المعصومين عليهم السلام، وعماد الشيعة والامامية بكل ما
يتعلق بالمذهب والدين، محقق الأصول والفروع، ومهذب فنون المعقول
والمسموع، شيخ الطائفة على الاطلاق، ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق، أبو
جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي البغدادي الغروي، الذي هو المراد
بالشيخ إذا أطلق في كلمات الأصحاب.
وفي الخلاصة: شيخ الامامية ووجههم قدس الله روحهم، ورئيس
الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة صدوق، عين، عارف بالاخبار

(1) المائدة 55: 5.
(2) رجال النجاشي: 1 / 5.
166

والرجال، والفقه والأصول والكلام والأدب، جميع الفضائل تنسب إليه،
صنف في كل فنون الاسلام، وهو المهذب للعقائد في الأصول والفروع،
الجامع لكمالات النفس في العلم والعمل، وكان تلميذ الشيخ المفيد محمد بن
محمد بن النعمان.
ولد قدس الله روحه في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وقدم
العراق في شهور سنة ثمان وأربعمائة، وتوفي رضي الله عنه ليلة الاثنين الثاني
والعشرين من المحرم سنة ستين وأربعمائة، بالمشهد المقدس الغروي على ساكنه
السلام، ودفن بداره.
قال الحسن بن مهدي السليقي: توليت أنا والشيخ أبو محمد الحسن بن
علي الواحد (1) العين زربي، والشيخ أبو الحسن اللؤلؤي، غسله في تلك الليلة،
ودفنه. وكان يقول أولا بالوعيد، ثم رجع، وهاجر إلى مشهد أمير المؤمنين عليه
السلام خوفا من الفتن التي تجددت ببغداد، وأحرقت كتبه وكرمي كان يجلس.
عليه للكلام (2). انتهى.
ويعلم من هذا التاريخ أنه (رحمه الله) ولد بعد وفاة الصدوق (رحمه الله)
بأربع سنين، وأنه عمر خمسا وسبعين سنة، وأنه يوم ورود العراق كان في سن
ثلاث وعشرين، وان مقامه فيها مع الشيخ المفيد كان نحوا من خمس سنين،
فإنه (رحمه الله) توفي سنة 413 (3)، ومع السيد المرتضى نحو من ثمان وعشرين
سنة، فإنه (رحمه الله) توفي سنة 436 (4)، وبقي بعد السيد أربعا وعشرين
سنة: اثنتي عشرة سنة منها في بغداد، لان الفتنة التي كانت بين الشيعة وأهل

(1) نسخة بدل: عبد الواحد زربي. (منه قدس سره).
(2) رجال العلامة: 148 / 46.
(3) أي. المفيد. (منه قدس سره).
(4) أي: السيد المرتضى.
167

السنة، وصارت سببا لمهاجرته من بغداد كانت سنة 448 كما ستعرف، فكان
بقاؤه في المشهد الغروي اثنتي عشرة سنة، ودفن في داره، وقبره مزار يتبرك به،
وصارت داره مسجدا باقيا إلى الآن.
قال السيد الاجل في رجاله: وقد جدد مسجده في حدود سنة ثمان
وتسعين من المائة الثانية بعد الألف، قصار من أعظم المساجد في الغري
المشرف، وكان ذلك بترغيبنا بعض الصلحاء من أهل السعادة (1) انتهى.
وقال القاضي في المجالس: ذكر ابن كثير الشامي في تاريخه في ترجمة
الشيخ: أنه كان فقيه الشيعة، مشتغلا بالإفادة في بغداد إلى أن وقعت الفتنة
بين الشيعة والسنة سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، واحترقت كتبه وداره في باب
الكرخ، فانتقل إلى النجف، وبقي هناك إلى أن توفي في شهر المحرم سنة
460 (2). انتهى.
ثم إنه يظهر من كتاب الطهارة من التهذيب، الذي هو شرح المقنعة،
أنه الفه في أيام حياة (3) شيخه المفيد، فيكون سنه حين الشروع في حدود خمس
أو ست وعشرين تقريبا.
وقال السيد الاجل في رجاله بعد الثناء عليه بما هو أهله: أفا التفسير
فله فيه كتاب التبيان الجامع لعلوم القرآن، وهو كتاب جليل كبير عديم النظير
في التفاسير، وشيخنا الطبرسي - إمام التفسير - في كتبه إليه يزدلف، ومن بحره
يغترف.. إلى أن قال: وأما الحديث فإليه تشد الرحال، ومنه تبلغ رجاله منتهى

(1) رجال بحر العلوم 3: 21.
(2) مجالي المؤمنين 1: 480، وانظر كذلك البداية والنهاية 12: 97 من المجلد السادس.
(3) وذلك ظاهر من قوله: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى، وقد ورد كثيرا في الجزء الأول وبداية الجزء
الثاني، إذ انه في الصفحة 12 من الجزء الثاني، قال: قال الشيخ رحمه الله تعالى، وهذا يدل
على كون الشيخ (رحمه الله) شرع في تأليفه للتهذيب في حياة الشيخ المفيد (قدس سره) وأتمه
بعد وفاته.
168

الآمال، وله فيه من الكتب الأربعة - التي هي أعظم كتب الحديث منزلة،
وأكثرها منفعة - كتاب التهذيب، وكتاب الاستبصار، ولهما المزية الظاهرة
باستقصاء ما يتعلق بالفروع من الاخبار، خصوصا التهذيب، فإنه كاف للفقيه
فيما يبتغيه (1).
قلت: يأتي إن شاء الله تعالى في الفائدة الآتية (2) بعض ما يتعلق بهذا
الكتاب الشريف، وله أيضا فيه كتاب الغيبة، حسن مشهور.
قال (رحمه الله): وأما الفقه فهو خريت هذه الصناعة، والملقى إليه زمام
الانقياد والطاعة، وكل من تأخر عنه من الفقهاء الأعيان فقد تفقه على كتبه،
واستفاد منها نهاية أربه، ومنتهى مطلبه (3).
قلت: والامر كذلك، فإن كتبه فيها هي المرجع لمن بعده غالبا، قال في
المقابيس: حتى أن كثيرا ما يذكر مثل المحقق والعلامة أو غيرهما فتاويه من دون
نسبتها إليه، ثم يذكرون ما يقتفي القردد أو المخالفة فيها، فيتوهم التنافي بين
الكلامين، مع أن الوجه فيهما ما قلناه (4).
قال السيد (رحمه الله): وله في هذا العلم كتاب النهاية الذي ضمنه
متون الاخبار (5).
قلت: هذا الكتاب بعد الشيخ إلى عصر المحقق، كان كالشرائع بين
الفقهاء وأهل العلم بعد المحقق، فكان بحثهم وتدريسهم وشروحهم غالبا فيه
وعليه، وكانوا يمتازونه بالإجازة.

(1) رجال السيد بحر العلوم 3: 228.
(2) أي: الفائدة السادسة المتعلقة بكتاب التهذيب.
(3) رجال السيد بحر العلوم 3: 229.
(4) مقابس الأنوار: 5.
(5) رجال السيد بحر العلوم 3: 230.
169

قال صاحب المعالم: ذكر نجيب الدين يحيى بن سعيد في إجازته: ذكر
السيد فخر الدين (1) محمد بن عبد الله الحلبي أنه قرأ من كتب الشيخ أبي جعفر
الطوسي الجزء الأول من كتاب النهاية في الفقه، وبعض الثاني، على والده جمال
الدين أبي القاسم عبد الله في سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وأخبره بجميعه عن
أخيه الشريف الطاهر عز الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني،
وقرأه أبو المكارم على الشيخ العفيف الزاهد القاري أبي علي الحسن بن الحسين
المعروف بابن الحاجب الحلبي، وأخبره أنه قرأه على الشيخ الجليل أبي عبد الله
الحسين بن علي بن أبي سهل الزينوبادي بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام،
وأخبره انه سمعه على الشيخ الفقيه رشيد الدين علي بن زيرك القمي، والسيد
العالم أبي هاشم المجتبى بن حمزة بن زيد الحسيني، وأخبراه أنهما سمعاه على
المفيد عبد الجبار بن عبد الله القاري الرازي، وأخبرهما أنه سمعه على
مصنفه (2). ثم ذكر (رحمه الله) طرقا أخرى قراءة وإجازة، تقدم بعضها في
مطاوي كلماتنا.
ومن شروحه شرح ولده الشيخ أبي علي، ولعله بعينه كتابه المسمى:
بالمرشد إلى سبيل التعبد. وشرح تلميذه الاجل الفقيه الصهرشتي، الآتي (3)
ذكره عن قريب. وشرح سعيد بن هبة الله القطب الراوندي، المسمى.
بالمغني، في عشر مجلدات، وهو غير كتابه الاخر المقصور على شرح مشكلات
النهاية، وكتابه الاخر في شرح ما يجوز وما لا يجوز من النهاية. ونكت النهاية
للمحقق، وغير ذلك.

(1) في البحار: محيي الدين، كذلك انظر طبقات اعلام الشيعة في المائة السابعة: 160.
(2) بحار الأنوار 109: 38.
(3) يأتي في صفحة: 179.
170

وعثرت على نسخة قديمة من كتاب النهاية وفي ظهره بخط الكتاب، وفي
موضع آخر بخط بعض العلماء ما لفظه:
قال الشيخ الفقيه نجيب الدين أبو طالب الاسترآبادي (1) (رحمه الله):
وجدت على كتاب النهاية بخزانة مدرسة الري، قال: حدثنا جماعة من
أصحابنا الثقات أن المشايخ الفقهاء: الحسين بن المظفر الحمداني القزويني،
وعبد الجبار بن علي المقري الرازي، والحسن بن الحسين بن بابويه المدعو
بحسكا المتوطن بالري (رحمهم الله)، كانوا يتحادثون ببغداد، ويتذاكرون
كتاب النهاية، وترتيب أبوابه وفصوله. فكان كل واحد منهم يعارض الشيخ
الفقيه أبا جعفر محمد بن الحسن الطوسي (رحمة الله عليه) في مسائل ويذكر أنه لا
يخلو من خلل ثم اتفق انهم خرجوا لزيارة المشهد المقدس بالغري على صاحبه
السلام كان ذلك على عهد الشيخ الفقيه أبي جعفر الطوسي رحمه الله وقدس
روحه وكان يتخالج في صدورهم من ذلك ما يتخالج قبل ذلك، فاجمع رأيهم
على أن يصوموا ثلاثا، ويغتسلوا ليلة الجمعة، ويصلوا ويدعوا بحضرة مولانا
أمير المؤمنين عليه السلام على جوابه، فلعله يتضح لهم ما اختلفوا فيه.
فسنح لهم أمير المؤمنين عليه السلام في النوم، وقال: لم يصنف مصنف
في فقه آل محمد عليهم السلام كتابا أولى بان يعتمد عليه، ويتخذ قدوة،
ويرجع إليه، أولى من كتاب النهاية الذي (2) تنازعتم فيه، وإنما كان ذلك لان
مصنفه اعتمد في تصنيفه على خلوص النية لله، والتقرب والزلفى لديه، فلا

(1) هنا حاشية غير معلمة من المصنف (رحمه الله) وهي:
قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء [136 / 932]: النجيب أبو طالب الاسترآبادي، له
مناسك الحج، الأبواب والفصول لذوي الألباب والعقول، المقدمة، الحدود. (منه قدس
سره).
(2) في المخطوطة والحجرية: التي، وقد أثبتنا ما يناسب المقال.
171

ترتابوا في صحة ما ضمنه مصنفه، واعملوا " به، وأقيموا مسائله، فقد تعنى في
ترتيبه وتهذيبه، والتحري بالمسائل الصحيحة بجميع أطرافها.
فلا قاموا من مضاجعهم أقبل كل واحد منهم على صاحبه، فقال: رأيت
الليلة رؤيا تدل على صحة النهاية، والاعتماد على مصنفها، فاجمعوا على أن
يكتب كل واحد منهم رؤياه على بياض قبل التلفظ، فتعارضت الرؤيا لفظا
ومعنى، وقاموا متفرقين مغتبطين بذلك، فدخلوا على شيخهم أبي جعفر
الطوسي (قدس الله روحه)، فحين وقعت عينه عليهم قال لهم: لم تسكنوا إلى ما
كنت أوقفتكم عليه في كتاب النهاية، حتى سمعتم من لفظ مولانا أمير المؤمنين
عليه السلام، فتعجبوا من قوله فسألوه عما استقبلهم من ذلك، فقال: سنح
لي أمير المؤمنين عليه السلام كما سنح لكم فأورد علي ما قاله لكم، وحكى رؤياه
على وجهها، وبهذا الكتاب يفتي الشيعة فقهاء آل محمد عليهم السلام، والحمد
لله وحده وصلى الله على محمد وآله الطاهرين. انتهى.
وعندنا بحمد الله تعالى نسخة منها عتيقة بخط بعض بني بابويه، قال في
أخره: ووافق الفراغ من نسخة العبد المذنب الفقير المحتاج إلى رحمة الله أبو
المحاسن بن إبراهيم بن الحسين بن بابويه، يوم الثلاثاء الخامس عشر من ربيع
الاخر من شهور سنة سبع عشرة وخمسمائة. انتهى.
قال السيد السند طاب ثراه: وكتاب المبسوط الذي وسع فيه التفاريع،
وأودع فيه دقائق الانظار، وكتاب الخلاف الذي ناظر فيه المخالفين، وذكر فيه
ما اجتمعت عليه الفرقة من مسائل الدين (1).
قلت: عد في الامل من كتب الشيخ مفلح الصيمري - العالم الجليل -

(1) رجال السيد بحر العلوم 3: 230.
172

منتخب الخلاف (1). وفي آخر الامل عد من الكتب التي لم يعرف مؤلفيها:
المنتخب من الخلاف للشيخ الطوسي، انتخبه مؤلفه سنة عشرين وخمسمائة (2).
وفي الرياض: واما منتخب الخلاف، فقد رأيت نسخا منها بمشهد
الرضا عليه السلام، ونسخة عتيقة تاريخ كتابتها سنة ست وسبعمائة، فهو من
مؤلفات الشيخ الطبرسي، وهو بعينه كتاب المؤلف من المختلف بين أئمة
السلف، كما سبق في ترجمة الطبرسي. ولكن ليس هو بالذي للشيخ مفلح بن
الحسين الصيمري، لان الشيخ مفلح من المعاصرين لعلي بن هلال الجزائري
والشيخ علي الكركي، فهو من المتأخرين جذا، وتاريخ تأليف منتخب الخلاف
المشار إليه سنة عشرين وخمسمائة. ثم ذكر بعض ما ذكره في أوله من إسقاطه
الاستدلال بالاجماع المتكرر فيه، وفي آخره إسقاطه الأخبار الخاصة لوجودها في
مثل التهذيب والاستبصار وبعض المسائل المعتادة، وزيادات تعد من
التطويل (3).
قال السيد الأيد قدس سره: وله كتاب الجمل والعقود في العبادات،
والاقتصاد فيها وفي العقائد والأصول، والايجاز في الميراث، وكتاب يوم وليلة
في العبادات اليومية.
وأما علم الأصول والرجال، فله في الأول كتاب العدة، وهو أحسن
كتاب صنف في الأصول (4).
قلت: عد في الامل من كتب المولى خليل القزويني: شرح العدة (5).
قال في الرياض: واما شرح العدة، فالمشهور على الألسنة هو حاشية

(1) أمل الآمل 2: 324.
(2) أمل الآمل 2: 365.
(3) رياض العلماء 6: 44.
(4) رجال السيد بحر العلوم 3: 230.
(5) أمل الآمل 2: 112
173

العدة في الأصول للشيخ الطوسي، لم تتم، بل لم تصل إلى أواسطها، وهي
مجلدان، والأول يعرف بالحاشية الأولى، والثاني يعرف بالحاشية الثانية، وقد
أدرج في الحاشية حاشية واحدة طويلة تسوى أكثر المجلد الأول، وأورد فيها
مسائل عديدة جذا من الأصول والفروع وغر ذلك بالتقريبات، وكانت عادته
طول عمره تغيير هذين الشرحين وهذه الحاشية إلى أن أدركه الموت، ولذلك قد
اختلفت نسخها اختلافا شديدا بحيث لا يضبط، ولا مناسبة بين أول ما كتبه
وبين آخره (1). انتهى.
ولجماعة من الفضلاء حواش على حاشيته، كالمولى أحمد القزويني
وغيره.
قال السيد الاجل: وفي الثاني كتاب الفهرست الذي ذكر فيه أصول
الأصحاب ومصنفاتهم (2).
قلت: وهو من الكتب الجليلة في هذا إلباب، وفي ترتيبه كسائر كتب
القدماء تشويش، ولذا رتبه على النحو المرسوم الشيخ الفاضل المدقق علي بن
عبد الله بن عبد الصمد بن الشيخ الفقيه محمد بن حسن بن رجب المقابي،
ورتبه وشرحه العلامة المحقق الشيخ سليمان الماحوزي، وسماه بمعراج الكمال
إلى معرفة الرجال، وقال في أوله: ومن أحسن تلك المصنفات أسلوبا، وأعمها
فائدة، وأكثرها نفعا، وأعظمها عائدة، كتاب الفهرست لشيخ الطائفة،
ورئيس الفرقة، أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي (قدس الله سره)،
ونور بلطفه قبره، فقد جمع من نفائس هذا الفن خلاصتها، وحاز من دقائقه
ومعرفة أسراره نقاوتها، إلا أنه خال عن الترتيب، محتاج إلى التهذيب (3).. إلى

(1) رياض العلماء 2: 265.
(2) رجال السيد بحر العلوم 3: 231.
(3) معراج الكمال: 2.
174

آخره. وهو شرح طويل إلا أنه بلغ إلى أوائل باب الباء، ولم يوفق لاتمامه.
قال السيد المعظم: وكتاب الأبواب المرتب على الطبقات من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله إلى العلماء الذين لم يدركوا أحد الأئمة عليهم
السلام (1).
قلت: هذا كتابه الذي يعرف برجال الشيخ، وغرضه الأصلي من وضع
هذا الكتاب - كما أشار إليه المحقق الكاظمي في عدته - هو جمع أصحابهم
عليهم السلام، وظاهر الصحبة الاستقامة، وكون التابع على ما عليه المتبوع،
كما أن ظاهر صحبة النبي صلى الله عليه وآله الاسلام، ويؤيد ذلك جريان
طريقته على التنبيه على الانحراف مع وجوده (2)، ويظهر منه أيضا أن غرضه مجرد
تعداد أسمائهم، وجمع شتاتهم، لا تمييز الممدوح منهم من المذموم، بي توثيقه
بعضهم في خلال تربته استطرادي أو لدفع شبهة، ولذا ترى أنه لم يوثق فيه
من لا خلاف فيه كزرارة، ومحمد بن مسلم، وأبي بصير ليث المرادي، وهشام
ابن سالم، وابن الحكم. ولما خفيت القرائن وضاعت الكتب، وطالت المدة،
صار أغلب ما ذكره مجهولا لنا، بل جل المجاهيل الموجودة في الكتب إنما هومن
هذا الكتاب، ولكن سننبه إن شاء الله تعالى على فائدة لعل بها تخرج أكثر ما
ذكره من حريم المجاهيل.
والمهم في هذا المقام دفع ما يتراءى في هذا الكتاب من التناقض، من
ذكر الرجل في بابين مختلفين، كذكره تارة فيمن يروي، وأخرى في باب من لم
يرو، حتى أوقع ذلك بعض الناظرين في التوهم فظن التعدد (3).

(1) رجال السيد بحر العلوم 3: 231.
(2) العدة للكاظمي: 18.
لم لزيادة الاطلاع ومعرفة الحقيقة راجع مجلة تراثنا العدد: 2 و 3 السنة 4070 ه‍ بحث في من
لم يرو عنهم عليهم السلام.
175

فمن ذلك قتيبة بن محمد الأعشى، ذكر مرة في أصحاب الصادق عليه
السلام، وأخرى في من لم يرو عنهم عليهم السلام (1).
وكليب بن معاوية الأسدي، مرة في أصحاب الباقر عليه السلام،
وأخرى في أصحاب الصادق عليه السلام، وتارة في من لم يرو عنهم عليهم
السلام (2).
وفضالة بن أيوب، تارة في أصحاب الكاظم عليه السلام، وأخرى في
أصحاب الرضا عليه السلام، ومرة في من لم يرو عنهم عليهم السلام (3).
ومحمد بن عيسى اليقطيني، مرة في رجال الرضا عليه السلام، ومرة في
رجال الهادي عليه السلام، ومرة في رجال العسكري عليه السلام، ورابعة في
من لم يرو عنهم عليهم السلام (4).
والقاسم بن محمد الجوهري، مرة في رجال الصادق عليه السلام،
وأخرى في من لم يرو عنهم عليهم السلام (5).
وبكر بن محمد الأزدي، تارة في رجال الصادق عليه السلام، وأخرى في
رجال الكاظم عليه السلام، ومرة في رجال. الرضا عليه السلام، ورابعة في من لم
يرو عنهم عليهم السلام (6).

(1) رجال الشيخ: 275 / 32 و (491 / 9.
(2) رجال الشيخ: 133 / 2 و 278 / 15 و 491 / 1.
(3) رجال الشيخ: 357 / 1 و 385 / 1، هذا ولم يرد في من لم يرو عنهم عليهم السلام في النسخة
التي بين أيدينا، وإن كان الشيخ القهبائي (قدس سره) أورده في مجمعه (5: 17) عن رجال
الشيخ في من لم يرو عنهم عليهم السلام.
(4) رجال الشيخ: 393 / 76 و 422 / 10 و 435 / 3 و 511 / 111.
(5) رجال الشيخ: 276 / 9 4 و 490 / 5، هذا وقد أورده أيضا في أصحاب الكاظم عليه السلام:
358 / 1.
(6) رجال الشيخ: 157 / 38 و 344 / 1 و 370 / 1 و 457 / 4.
176

والحسين بن الحسن بن أبان، مرة في رجال العسكري عليه السلام،
وأخرى في من لم يرو عنهم عليهم السلام (1). إلى غير ذلك مما يقف عليه
الناظر.
وقيل أو يقال في دفع هذا التناقض وجوه:
أ - الاخذ بظاهره حذرا من التناقض، والحكم بالتعدد، كما فعله ابن
داود في أكثر المقامات، وفيه ما هو مذكور في تراجمهم.
ب - إن الشيخ قد يقطع على رواية الراوي عنهم عليهم السلام بلا واسطة،
فيذكره في باب من روى، وقد يقطع بعدمها فيذكره في من لم يرو عنهم عليهم
السلام وقد يشك في ذلك ولا يمكنه التفحص عن حقيقة الحال فيذكره في
البابين تنبيها على الاحتمالين (2)، كذا حكي عن المحقق الشيخ أسد الله
الكاظمي.
ج - إن الرجل قد يروي عنهم بلا واسطة، وقد يروي بواسطة، فيذكره
في البابين.
د - ما ذكره الفاضل الشيخ عبد النبي الكاظمي في تكملة الرجال، من
أنه قد يقع الخلاف في ملاقاة الراوي للمعصوم عليه السلام فيذكره في
البابين (3)، إشارة إلى الخلاف، وجمعا للأقوال.
ه‍ - إن الرجل ربما صحب اماما أو امامين، ولم يرو، إذ الصحبة
لا تستلزم الرواية سيما مع قوله في الخطبة: ثم أذكر بعد ذلك من تأخر زمانه عن
الأئمة عليهم السلام من رواة الحديث، أو من عاصرهم ولم يرو عنهم (4)،

(1) رجال الشيخ: 430 / 8 و 469 / 44.
(2) انظر تكملة الرجال 1401، فقد نقل القول عن بعض مشايخه ولعله أسد الله الكاظمي،
والله أعلم.
(3) تكملة الرجال 1: 13.
(4) رجال الشيخ: 2.
177

فيذكره في الأصحاب، وفيمن لم يرو.
و - الحمل على السهو والنسيان اللذين لا يكاد ينجو منهما الانسان، وقد
وقع فيما لا رافع له إلا الحمل على الغفلة، كذكر سعيد بن هلال الثقفي
الكوفي، والحسن بن زياد الصيقل، وعلي بن أحمد بن أشيم في باب واحد (1)
منه، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع في فهرسته مرتين (2)، بل ذكر يحيى بن زيد
ابن علي بن الحسين عليهما السلام في رجال الكاظم (3)، مع أنه استشهد في حياة
الصادق، كما هو مذكور في أول الصحيفة (4)، وفي كتب السير والأنساب.
قال السيد المحقق الكاظمي في عدته: وليس هذا بعزيز في جنب الشيخ
في تغلغله، وكثرة علومه، وتراكم أشغاله، ما بين تدريس وكتابة، وتأليف وافتاء
وقضاء، وزيارة وعبادة، ولقد كان مرجعا لأهل زمانه، حتى أن تلامذته - على
ما حكى التقي المجلسي - ما يزيد على ثلاثمائة من مجتهدي الخاصة، ومن
العامة ما لا يحصى، وقد كان الخليفة جعل له كرسي الكلام يكلم عليه الخاص
والعام حتى في الإمامة، لخفة التقية يومئذ، وذلك إنما يكون لوحيد
العصر (5) (6). انتهى.
والسيد الداماد - في الرواشح - فرق في رجال الشيخ من باب أصحاب
الباقر عليه السلام.. إلى آخره بين أصحاب الرواية بالاسناد عن الامام،
وأصحاب الرواية بالسماع منه، وأصحاب اللقاء من دون الرواية مطلقا (7).

(1) رجال الشيخ: 205 / 41 - 49 و 166 / 13، 183 / 299 و 382 / 26، 384 / 66.
(2) فهرست الشيخ: 139 / 594 و 155 / 691.
(3) رجال الشيخ: 364 / 13.
(4) الصحيفة السجادية الكاملة: 4 - 5.
(5) روضة المتقين 14: 405.
(6) العدة للكاظمي: 53.
(7) الرواشح السماوية: 63 الراشحة الرابعة عشر.
178

وفيه ما لا يخفى من التكلف وعدم الشاهد على ما ادعاه (رحمه الله).
قال السيد المؤيد: وكتاب الاختيار، وهو تهذيب كتاب معرفة الرجال
للكشي (1).
قلت: الموجود بأيدينا اليوم من رجال الكشي هو اختيار الشيخ وليس من
الأصل أثر، وسنذكر إن شاء الله تعالى في ترجمة الكشي أنه وقع الانتخاب من
اختيار الشيخ أيضا.
قال السيد الجليل. وله كتاب تلخيص الشافي في الإمامة، وكتاب
المفصح في الإمامة، وكتاب ما لا يسع المكتف الاخلال به، وكتاب ما يعلل وما
لا يعلل، وشرح جمل العلم والعمل ما يتعلق منه بالأصول، وكتاب في أصول
العقائد - كبير - خرج منه الكلام في التوحيد، وشئ من العدل، ومقدمة في
الدخول إلى علم الكلام. وهداية المسترشد وبصيرة المتعبد، وكتاب مصباح
المتهجد، وكتاب مختصر المصباح (1).
قلت: وكتاب المصباح كاسمه صار علما بين العلماء، وقدوة لجملة من
المؤلفات.
فمنها: قبس المصباح، للشيخ الثقة الفقيه نظام الدين أبي الحسن أو أبي
عبد الله سلمان بن الحسن بن سلمان الصهرشتي، العالم الجليل، المعروف
المنقول فتاويه في كتب الأصحاب، صاحب كتاب إصباح الشيعة بمصباح
الشريعة، وكتاب التبيان في عمل شهر رمضان، ونهج المسالك إلى معرفة
المناسك، وشرح النهاية، وكتاب النفيس، وكتاب المتعة، وكتاب النوادر
وغيرها. قرأ على علم الهدى والشيخ (رحمه الله) والقبس المذكور ملخص من
المصباح الكبير مع ضم فوائد كثيرة جليلة إليه.

(1) رجال السيد بحر العلوم 3: 231.
(2) رجال السيد بحر العلوم 3: 231 - 232.
179

ومنها: اختيار المصباح، للسيد الفاضل علي بن الحسين بن حسان بن
باقي القرشي، المعروف بالسيد ابن به في، وبابن الباقي، فرغ من تأليفه سنة
653، وفيه زيادات ليست في الأصل، وهذا الكتاب كثير الاشتهار عند علماء
البحرين، وهم يعملون بما فيه.
ومنها: منهاج الصلاح في اختيار المصباح، للعلامة الحلي، قال (رحمه
الله) في أؤله: وقد كان شيخنا الأعظم، ورئيسنا المقدم، أبو جعفر الطوسي
قدس الله روحه الزكية، وأفاض على تربته المراحم الربانية، صنف فيما يرجع
إلى القوة العملية كتاب مصباح المتهجد في عبادات السنة، واستوفى فيه أكثر ما
ورد عن أئمتنا المعصومين عليهم السلام، ثم اختصره، وفيه بعض الطول،
وأمر من أمثال أمره واجب، ومن طاعته شئ لازب، وهو المولى الكبير،
والصاحب الوزير.. إلى أن قال: خواجة عز الملة والحق والدين محمد بن محمد
القوهدي أعز الله بدوام أيامه الاسلام والمسلمين، أن أحرر بعض تلك
الدعوات، واختصر ما صنفه شيخنا (رحمه الله) بحذف المطولات، فأجبت
أمره رفع الله قدره، وأحسن ذكره، وأدام أيامه الزاهرة، وختم أعماله
بالصالحات في الدنيا والآخرة.
قال (رحمه الله): وأضفت إليه ما لابد منه، ولا يستغنى عنه (1)، فاختصر
الكتاب في عشرة أبواب، وزاد بابا فيما يجب على عامة المكلفين من معرفة أصول
الدين، المعروف بالباب الحادي عشر، الذي له شروح كثيرة من جماعة من
العلماء، كشرحه الكبير للشيخ خضر، وآخر منه صغير، وشرح ابن أبي جمهور
الأحسائي، وشرح المقداد، وغيرها.

(1) منهاج الصلاح:
180

ومنها: التتمات، لرضي الدين علي بن طاووس في مجلدات، قال في
المجلد الأول منه المسمى بفلاح السائل، في جملة كلام له في المراقبة والخلوة:
ولقد كان بعض العارفين يكثر الخلوات، فقيل له: أما تستوحش لمفارقة الأهل
والجماعات؟ فقال: أنا جليس ربي، إن أحببت أن يحدثني تلوت كتابه، وإذا
أحببت أن أحدثه دعوته وكررت لخطابه، قلت أنا: وكم من مطلب عزيز، وحصن
حريز في الخلوة بما لك القلوب، وكم هناك من قرب محبوب، وسر غير محجوب، فلما
رأيت فوائد الخلوة والمناجاة، وما فيها من مراد لعبده من العز والجاه والظفر
بالنجاة، والسعادة في الحياة وبعد الوفاة، وجدت في المصباح الكبير الذي صنفه
جذي لبعض أمهاتي أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله شيئا عظيما
من الخير الكثير، ثم وقفت بعد ذلك على تتمات ومهمات فيها مراد لمن يحب
لنفسه بلوغ غايات، ولا يقنع بالدون، ولا يرضى بصفقة المغبون، وعرفت أن
لسان حال المالك المعبود يقول لكل مملوك مسعود: أي عبدي، قد قيدت
السابقين من الموقنين والمراقبين والمتقين وأصحاب اليمين يأملون فلا يقدرون
على زيادة الدرجات الآن، وأنت مطلق في الميدان، فما يمنعك من سبقهم بغاية
الامكان، أو لحاقهم في مقامات الرضوان؟!
فعزمت أن أجعل ما أختاره بالله جل جلاله مما رويته أو وقفت عليه، وما
يأذن جل جلاله لي في إظهاره من أسراره كما يهديني إليه، وما أجده من كيفية
الاخلاص وما يريد الله جل جلاله لعقلي وقلبي من مقامات الاختصاص، وما
ينكشف لي بلطف مالك الكشف من عيوب الاعمال، واخطار الغفلة
والاهمال، وما لم يخطر الآن على بالي معناه، ولا يحضرني سره وفحواه، وأجعل
ذلك كتابا مؤلفا اسميه كتاب مهمات في صلاح المتعبد وتتمات لمصباح
المتهجد (1).

(1) فلاح السائل: 6.
181

ثم جعله في عشر مجلدات، وسمى كل مجلد باسم مخصوص، وهي:
فلاح السائل جلدان، زهرة الربيع، جمال الأسبوع، الدروع الواقية،
المضمار في عمل شهر رمضان، مسالك المحتاج في مناسك الحاج، الاقبال في
أعمال السنة غير شهر رمضان، السعادات بالعبادات التي ليس لها وقت محتوم
معلوم في الروايات.
ومنها. كتاب إيضاح المصباح لأهل الصلاح، للسيد الاجل النحرير
بهاء الدين المرتضى أبي الحسن علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النجفي
صاحب كتاب الأنوار المضيئة، وهو بعينه - كما في الرياض - شرحه على المصباح
الصغير.
قال السيد السند: ومناسك الحج مجرد العمل والأدعية، وكتاب
المجالس والاخبار، وكتاب مقتل الحسين عليه السلام، وكتاب أخبار المختار،
وكتاب النقض على ابن شاذان في مسالة الغار، ومسالة في العمل بخبر (1)
الواحد، ومسالة في تحريم الفقاع، والمسائل الرجبية في آي القران، والمسألة
الرازية (2) في الوعيد، والمسائل الجنبلائية (3) أربع وعشرون مسالة، والمسائل
الدمشقية اثنتا عشرة مسالة، والمسائل الإلياسية مائة مسالة في فنون مختلفة،
والمسائل الحايرية نحو ثلاثمائة مسالة، والمسائل الحلبية، ومسائل في الفرق
بين النبي والامام، ومسائل ابن البراج، وكتاب أنس الوحيد (4).

(1) في المخطوطة والحجرية: بالخبر، وما أثبتناه من المصدر، وفهرست الشيخ (161 / 699).
(2) في المخطوطة: الرواية، وفي الحجرية. الراوية، والذي أثبتناه من المصدر وكذلك الذريعة
20: 43 / 3347، وفهرست الشيخ: 161 / 699.
(3) في الحجرية: الجيلانية، وفي المخطوط والمصدر: الجنبلانية، وفي الذريعة، 2: 343 / 3313
وفهرست الشيخ: 161 / 699 الجنبلائية، وهو ما أثبتناه.
(4) في الأصل والحجرية: الوعيد، وفي المصدر والذريعة 2: 386 / 1496، وفهرست الشيخ:
161 / 699: الوحيد وهو المثبت.
182

هذه جملة الكتب التي ذكرها في الفهرست، ثم نقل عن الحسن بن
مهدي السليقي، أحد تلامذة الشيخ: أن من مصنفاته التي لم يذكرها في
الفهرست، كتاب شرح الشرح - في الأصول - قال: وهو كتاب مبسوط أملى
علينا منه شيئا صالحا، ومات ولم يتمه، ولم يصنف مثله (1).
ثم ذكر (رحمه الله) ترتيب مؤلفاته في الفقه على ما يظهر من مطاوي كلماته
فيها، وقال: إنه أمر مهم يحتاج إليه الفقيه في الاجماع والخلاف (2)، فمن أراده
راجعه.
وأما مشايخه الذين يروي عنهم على ما يظهر من كتبه فهم جماعة:
أ - الشيخ المفيد.
ب - الحسين بن عبيد الله الغضائري.
ج - أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد البزاز، المعروف بابن عبدون،
وبابن العاشر.
د - أبو الحسين علي بن أحمد، المعروف: بابن أبي جيد القمي.
ه‍ - أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت الأهوازي، وهو طريقه إلى
ابن عقدة.
و - أبو القاسم علي بن شبل بن أسد الوكيل، أشار إليه في ترجمة إبراهيم
ابن إسحاق الأحمري (3)، وفي الأمالي: قرأ علي وأنا أسمع في منزله ببغداد في
الربض بباب محول، في [صفر] (4) سنة عشر وأربعمائة (5).
ز - السيد الاجل المرتضى.

(1) رجال السيد بحر العلوم 3: 232 - 233.
(2) رجال السيد بحر العلوم 3: 234.
(3) فهرست الشيخ: 7 / 9.
(4) ما بين المعقوفين أثبتناه من الأمالي.
(5) أمالي الشيخ 2: 19.
183

ح - الشريف أبو محمد الحسن بن القاسم المحمدي، أشار إليه في ترجمة
إسماعيل بن علي الخزاعي (1)، ومحمد بن أحمد الصفواني (2)، ومحمد بن علي بن
الفضل (3).
ط - أحمد بن إبراهيم القزويني.
ي - أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني.
يا - جعفر بن الحسين بن حسكة القمي.
وفي الإجازة الكبيرة للعلامة: أبو الحسين بن جعفر بن الحسين (4).. إلى
آخره، وأظن زيادة كلمة (ابن) بين الكنية والاسم.
يب - أبو زكريا محمد بن سليمان الحراني - أو الحمداني - من أهل طوس،
روى عن أبي جعفر بن بابويه، كذا في إجازة العلامة عند ذكر مشايخه من
الخاصة (5).
يج - الشيخ أبو طالب بن عزور.
يد - السيد أبو الفتح هلال بن عقد بن جعفر الحفار.
في الرياض: فاضل عالم، عظيم القدر والشأن، وهو من أجلاء هذه
الطائفة الحقة الامامية على ما بالبال، وكان من مشايخ الشيخ الطوسي.. ثم
ذكر مشايخه، وقال: عد العلامة - في إجازته لأولاد السيد ابن زهرة - هذا
الشيخ من علماء العامة في جملة مشايخ الشيخ الطوسي (6)، وهو غريب (7).

(1) فهرست الشيخ: 13 / 37.
(2) فهرست الشيخ: 133 / 588.
(3) في الأصل والحجرية: المفضل، والذي أثبتناه: الفضل، انظر فهرست الشيخ: 159 / 698،
ورجال النجاشي: 385 / 1046، والذريعة 16: 147 / 372 - 154.
(4) بحار الأنوار 107: 137، ولم يرد فيه كلمة (ابن) بين الكنية والاسم.
(5) بحار الأنوار 107: 137.
(6) بحار الأنوار 107: 137، وفيه: الجبار بدل الحفار.
(7) رياض العلماء 5: 325 - 326.
184

ومن نظر إلى أمالي أبي علي ابن الشيخ، والاخبار، التي رواها فيه بتوسط
الحفار، وتأمل في متونها علم أن هذه النسبة كما قال في غاية الغرابة!
وله كتاب الأمالي، ينقل عنه ابن شهرآشوب في المناقب.
وقال السيد الاجل بحر العلوم في رجاله - بعد نقل عبارة الإجازة، وعده
العلامة، وجماعة أخرى من مشايخه العامة - ما لفظه: لمذي ذكر أنهم من رجال
العامة لا يحضرني رواية الشيخ عنهم في كتابي الرجال، إلا أبا علي بن شاذان،
فقد روى عنه في ترجمة يحمص بن الحسن صاحب كتاب النسب (1)، وهلال
الحفار، فإنه قال في ترجمة إسماعيل بن علي بن علي أخي دعبل الخزاعي.
أخبرني برواياته كلها الشريف أبو محمد المحمدي، وسمعنا هلال الحفار روى
عنه مسند الرضا عليه السلام وغيره، فسمعناه منه، وأجاز لنا باقي رواياته (2)،
ويبعد أن يكون هذا الرجل من العامة، ولم أجدله ذكرا في رجالهم (2). انتهى.
يه - الشيخ أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام، المعروف
بابن الفحام السر من رآئي، مزح في البحار وغيره أنه أستاذ الشيخ (4).
وفي أمالي أبي علي أحاديث كثيرة رواها الشيخ عنه أكثرها دالة على
تشيعه (5)، فلاحظ.
يو - أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، وهو الواسطة

(1) فهرست الشيخ: 178 / 780.
(2) فهرست الشيخ: 13 / 37.
(3) رجال السيد بحر العلوم 4: 101.
(4) بحار الأنوار 107: 136، وانظر كذلك أمالي الطوسي 1: 291.
(5) أمالي الشيخ 1: 282 و 283 و 284 و 285...
185

بين الشيخ وابن عقدة، كما يظهر من أمالي ابن الشيخ في طرق أخبار كثيرة (1).
يز - الحسين بن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، وهو طريق
الشيخ إلى أخبار أبي قتادة القمي.
يح - محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، في أمالي أبي علي عن
والده، قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، إملاء في
مسجد الرصافة بالجانب الشرقي ببغداد، في ذي القعدة سنة إحدى عشرة
وأربعمائة (2). إلى آخره.
وفي صدر. مجالس عديدة - من أمالي الشيخ المفيد - ذكر لأبي الفوارس (3)،
يبعد أن يكون هو جد أبي الفتح، فلاحظ.
يط - أبو منصور السكري، هو من مشايخ الشيخ - أيضا - كما يظهر من
الأمالي، يروي عن جذه علي بن عمر.
وفي الرياض: ولا يبعد عندي كونه من علماء العامة أو الزيدية (4).
قلت: أفا كونه من العامة. فيبعدها ما رواه الشيخ عنه فيه، وأما كونه
زيديا فالله أعلم.
ك - محمد بن علي بن خشيش - بالخاء المعجمة المضمومة، والشين
المفتوحة المعجمة، والياء الساكنة المنقطة تحتها نقطتين، والشين المعجمة
أخيرا، كما في إيضاح العلامة (5) - ابن نضر بن جعفر بن إبراهيم التميمي،

(1) أمالي الشيخ 1: 252.
(2) أهالي الشيخ 1: 312.
(3) أمالي المفيد: 28 مجلس 4 و 34 مجلس 5 و 54 مجلس 7 و 138 مجلس 17 و....
(4) رياض العلماء 5 / 515.
(5) ايضاح الاشتباه: 267 / 569.
186

يروي عن جماعة منهم، أبو المفضل الشيباني، روى عنه في الأمالي المذكور
أخبارا كثيرة (1).
كا - أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري، المعروف بابن
الحمامي المقري.
كب - أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد، قرأ عليه في ذي
الحجة سنة سبع عشرة وأربعمائة.
كج - أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، المعروف بابن
بشران المعدل، قال (رحمه الله): أخبرنا في منزله ببغداد في رجب سنة إحدى
عشرة وأربعمائة (2).
كد - أبو عبد الله محمد بن علي بن حموي (3) البصري، قال (رحمه الله):
أخبرنا قراءة ببغداد في دار الغضائري، في يوم السبت للنصف من ذي القعدة
الحرام سنة ثلاث عشرة وأربعمائة (4).
كه - أبو الحسين بن سوار المغربي، عده العلامة في الإجازة الكبيرة من
مشايخه العامة (5).
كو - محمد بن سنان، عده العلامة. في الإجازة من مشايخه منهم (6).
كز - أبو علي بن شاذان المتكلم، وهو أيضا كسابقيه (7).

(1) أمالي الشيخ 1: 317 - 339.
(2) أمالي الشيخ 2: 8.
(3) في المصدر: حمويه بن علي بن حمويه.
(4) أمالي الشبخ 2: 13.
(5) لم نعثر عليه في الطبعة الجديدة من البحار، يحتمل أن يكون قد سقط منها.
(6) أي: من العامة، كما إنه لم نعثر عليه في الطبعة الحديثة من البحار.
(7) بحار الأنوار 107: 136.
187

كح - أبو الحسين جنبش المقري، عده العلامة فيها من مشايخه من رجال
الكوفة (1).
كط - القاضي أبو القاسم التنوخي، وهو أبو القاسم علي بن القاضي أبي
علي المحسن بن القاضي أبي القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم
ابن تميم القحطاني، صاحب السيد المرتضى وتلميذه.
وفي الرياض: والأكثر على أنه من الامامية (2)، لكن العلامة قد عده في
أواخر إجازته لأولاد ابن زهرة من جملة علماء العامة (3)، ومن مشايخ الشيخ
الطوسي. فتأمل.
- القاضي أبو الطيب الطبري الحويري، عده العلامة فيها من مشايخه
من رجال الكوفة (4).
وفي الرياض: أبو الطيب قد يروي عنه الشيخ الطوسي في أماليه، ولعله
بالواسطة،. فاني لم أجده من مشايخه، لان قال فيه: حدثنا أبو الطيب عن علي
ابن هامان (5)، انتهى، وهذا منه غريب، (6).
لا - أبو علي الحسن بن إسماعيل، المعروف بابن الحمامي، عده العلامة
في الإجازة من مشايخه من الخاصة (7)، واحتمال اتحاده مع ابن الحمامي
المتقدم (8) فاسد، لاختلاف الاسم، والكنية، واسم الأب.

(1) بحار الأنوار 107: 136، وفيه: خشيش بدل: جنبش.
(2) رياض العلماء 4: 184.
(3) بحار الأنوار 107: 136.
(4) بحار الأنوار 107: 136، وفيه: الجوزي بدل: الحويري.
(5) امالي الشيخ 1: 2.
(6) رياض العلماء 5: 471.
(7) بحار الأنوار 107: 137.
(8) يبدو للوهلة الأولى أنه ابن الحمامي المقري (كا)، والظاهر ليس كذلك إذ أن ابن الحمامي
الذي يحتمل اتحاد. معه هو الآتي في (لح) ابن أشناس.
188

لب - أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن علي القمي، المعروف بابن
الحناط، كذا في الإجازة (1).
وفي الرياض: الشيخ أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن علي القمي،
المعروف بابن الخياط، فاضل، عالم، فقيه جليل، معاصر للشيخ المفيد
ونظرائه، ويروي عن أبي عقد هارون بن موسى التلعكبري، ويروي الشيخ
الطوسي عنه، وكثيرا ما يعتمد على كتبه ورواياته السيد ابن طاووس، وينقلها
في كتاب مهج الدعوات وغيره (1).
وفي الامل: فاضل جليل، من مشايخ الشيخ الطوسي من الخاصة لما (3).
لج - أبو عبد الله بن الفارسي، عده العلامة من مشايخه الخاصة (4).
لد - أبو الحسن بن الصفار، وهو أيضا كسابقه (5).
وفي الرياض: قد عده العلامة من مشايخ الشيخ الطوسي من علماء
الخاصة، وصرح بذلك نفسه في أواخر أماليه (6) أيضا، ولكن ليس فيه كلمة
ابن في البين، وأظن أنه باسمه مذكور في تعداد المشايخ، فلاحظ.
وهو روى عن أبي المفضل الشيباني المعروف (7).
له - أبو الحسين بن أحمد بن علي النجاشي، كذا في الإجازة (8)، والظاهر
زيادة كلمة (ابن) وأن المراد منه الشيخ النجاشي المعروف.

(1) بحار الأنوار 107: 137.
(2) رياض العلماء 2: 5.
(3) أمل الآمل 2: 86 / 227.
(4) بحار الأنوار 107: 137.
(5) بحار الأنوار 107: 137.
(6) أمالي الطوسي 2: 87.
(7) رياض العلماء 5: 443.
(8) بحار الأنوار 107: 137.
189

لو - أبو محمد عبد الحميد بن محمد المقري النيسابوري، عده العلامة
من مشايخه الخاصة (1).
لز - أبو عبد الله أخو سروة، وكان يروي عن ابن قولويه كثيرا من كتب
الشيعة الصحيحة، كذا في الإجازة الكبيرة (2).
لح - أبو علي الحسن (3) بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن أشناس البزاز،
الفقيه المحدث الجليل المعروف بابن أشناس، وتارة بابن الأشناس البزاز، وتارة
بالحسن بن إسماعيل بن أشناس، وتارة بالحسن بن أشناس، والكل واحد.
وهو صاحب كتاب (4)، عمل ذي الحجة، الذي نقل عنه بخط مصنفه السيد ابن
طاووس في الاقبال، وكان تاريخه سنة 437 (5).
وفي صدر إسناد بعض نسخ الصحيفة هكذا: أخبرنا أبو الحسن محمد

(1) بحار الأنوار 107: 137.
(2) بحار الأنوار 107: 137.
(3) رد المحدث النوري (رحمه الله) في (لا) اتحاد أبو علي الحسن بن إسماعيل المعروف بابن بابن الحمامي
مع ابن الحمامي المتقدم، والذي قلنا فيه أن الاتحاد مع من يأتي أي: مع أبي علي الحسن بن
محمد بن إسماعيل بن أشناس، إذ أنه يعرف كذلك بابن الحمامي في ورد في ترجمته في تاريخ
بغداد 7: 425 / 3998، هذا وقد اعتبرهما الشيخ آقا بزرگ الطهراني عند عده لمشايخ الشيخ
منقولا عنه في مقدمة رجال الشيخ وكذلك في الأمالي واحدا إذ قال: هؤلاء هم الذين عرفناهم
من مشايخ شيخ الطائفة الطوسي (رحمه الله) وهم ثلاثة وثلاثون، إلا أن العلامة المحدث
النوري (رحمه اله) لما أوردهم في خاتمة المستدرك زاد على عددهم شيخا واحدا وذلك لأنه كرر
اسم الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس بعنوان: الحسن بن إسماعيل، نسبة إلى جده.
أقول: وقد أضاف الشيخ الطهراني (رحمه الله) إلى مشايخ الشيخ أبو حازم النيسابوري
الذي قرأ عليه الشيخ كما هو مذكور في فهرسته (190 / 852) في باب الكنى ضمن ترجمة أبى
منصور الصرام.
هذا وقد جاء في المشجرة ان للشيخ ثلاثة ما شيخ وهم. (1) و (ب) و (ز) فقط، فلاحظ.
(4) كلمة (كتاب) وردت في الحجرية مشوشة.
(5) اقبال الاعمال: 317.
190

ابن إسماعيل بن أشناس البزاز، قراءة عليه فأقريه، قال: أخبرنا أبو
المفضل.. إلى آخره، وهو والد هذا الشيخ، ولكن في صدر الصحيفة
المنسوبة إليه هكذا: أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن
أشناس البزاز، قراءة عليه فأقر به، قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن
عبد الله.. إلى آخره..
وفي بحث ميراث المجوس من السرائر، إن أصل كتاب إسماعيل بن أبي
زياد السكوني العامي عندي بخطي كتبته من خظ ابن أشناس البزاز، وقد قرئ
على شيخنا أبي جعفر وعليه خطه إجازة وسماعا لولده أبي علي ولجماعة رجال
غيره (1).. انتهى.
والصحيفة التي يرويها تخالف النسخة المشهورة في الترتيب والعدد، وفى
بعض العبارات.
هذا ما عثرنا عليه من مشايخه من كتبه، والإجازة الكبيرة قي، وأمالي ولده
أبي علي.
وأغرب الفاضل المعاصر في الروضات، فقال في أول ترجمة السيد الرضي
ما لفظه: يروي عنه شيخنا الطوسي، وجعفر بن محمد الدوريستي (2). إلى
آخره. مع أنه ذكر كغيره أن السيد الرضي توفى سنة 404، وذكر في ترجمة
الشيخ: أنه قدم العراق سنة 408 (3)، فكان قدومه بعد وفاة السيد بأربع
سنين، فما أدركه حتى يروي عنه، واحتمال مسافرة السيد إلى طوس فيكون

(1) السرائر: 409.
(2) روضات الجنات 6: 190 - 197 / 578.
(3) روضات الجنات 6: 216 / 580.
191

التلاقي فيه فاسد، فإن السيد تولى النقابة، وديوان المظالم، وإمارة الحاج في
سنة 380 (1) في حياة أبيه نيابة، وبعده مستقلا، وعمر الشيخ حينئذ خمس
سنين، ومع هذه المناصب لا يحتمل في حقه المسافرة، مع أنه لم يذكر في ترجمته
ولا ترجمة أخيه والشيخ المفيد المسافرة إلى العجم وزيارة الرضا عليه السلام.
وبالأسانيد السابقة إلى شيخ الطائفة، قال: أخبرنا جماعة عن أبي
المفضل قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسني،
قال: حدثنا أحمد بن عبد المنعم بن النضر أبو نصر الصيداوي، قال: حدثنا حماد
ابن عثمان، عن حمران بن أعين قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام
يقول: لا تحقروا اللؤلؤة النفيسة أن تجتلبها من الكباءة (2) الخسيسة، فإن أبي
حدثني قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إن الكلمة من الحكمة
لتتلجلج في صدر المنافق نزاعا إلى مظانها حتى يلفظ بها فيسمعها المؤمن،
فيكون أحق بها وأهلها فيلقفها " (3).
الرابع: السيد الجليل، العالم العلم النبيل، أبو الحسن (4) محمد بن
أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام الهمام أبي
إبراهيم موسى الكاظم عليه السلام، الشريف الرضي، ذي الحسبين، لقبه
بذلك الملك بهاء الدولة، وكان يخاطبه: بالشريف الاجل، تولد في سنة تسع

(1) كذا، ولعل التاريخ سنة 390 وهو غير وارد حتى يكون عمر الشيخ سنين، إذ أن
ولادة الشيخ كانت سنة 385، أو يحمل على أن السيد تولى النقابة نيابة وغيرها قبل ولادة
الشيخ بخمس سنين فيكون التاريخ المذكور صحيحا، والله أعلم.
(2) الكبا. وهي الكناسة أو المزبلة. انظر (لسان العرب - كبا - 15: 214).
(3) أمالي الطوسي 2: 238.
(4) في الأصل والحجرية: أبو الحسن محمد بن أحمد بن أبي أحمد...، وهو سهو من النساخ،
انظر عمدة الطالب: 204، ولؤلؤة البحرين: 323، ونقد الرجال: 303 / 4 26، وتاريخ
بغداد 2: 246 / 715.
192

وخمسين وثلاثمائة ببغداد، وكان أبوه يتولى نقابة الطالبيين والحكم فيهم أجمعين،
والنظر في المظالم، والحج بالناس ثم ردت (1) هذه الاعمال كلها إليه في سنة ثمانين
وثلاثمائة.
قال السيد علي خان في الدرجات الرفيعة: وذكره الباخر زي في دمية
القصر، فقال: له صدر الوسادة بين الأئمة والسادة، وأنا إذا مدحته كنت كمن
قال لذكاء ما أنورك! ولخضارة ما أغزرك! وله شعر إذا افتخر به أدرك به من
المجد أقاصيه، وعقد بالنجم نواصيه.. إلى آخر كلامه.
ونقل ما قاله الثعالبي فيه، قال. وكان الرضي قد حفظ القرآن بعد أن
جاوز الثلاثين سنة في مدة يسيرة، وكان عارفا بالفقه والفرائض معرفة قوية، وأما
اللغة والعربية فكان فيهما إماما (2)، ثم عد مؤلفاته.
قال. وقال أبو الحسن العمري: رأيت تفسيره للقرآن فرأيته من أحسن
التفاسير، يكون في كبر تفسير أبي جعفر الطوسي أو أكبر، وكانت له هيبة
وجلالة، وفيه ورع وعفة وتقشف، ومراعاة للأهل وللعشيرة، وهو أول طالبي
جعل عليه السواد. وكان عالي الهمة، شريف النفس، لم يقبل من أحد صلة
ولا جائزة، حتى أنه رد صلات أبيه، وناهيك بذلك شرف نفس وشدة
ظلف (3)، وأما الملوك من بني بويه فإنهم اجتهدوا على قبول صلاتهم فلم يقبل،
وكان يرضى بالإكرام، وصيانة الجانب، واعزاز الاتباع والأصحاب. ذكر

(1) المعروف ان الشريف أبو أحمد والد الرضي كان قد تقلد نقابة الطالبيين ض مرات - هذا
بالإضافة إلى إمارة الحج وولاية المظالم - وكانت آخر مرة ردت إليه سنة 380، إذ أناب في إدارتها
ولده الشريف الرضي، حتى وفاته سنة 400، انظر الكامل في التاريخ 9: 77، حوادث سنة
380 ه‍، نشرة تراثنا العدد: 5 صفحة: 200.
(2) يتيمة الدهر 3: 131.
(3) الظلف: عزة النفس والترفع عمالا يجمل بالنفس، أنظر (لسان العرب - ظلف - 9: 231)
و (المعجم الوسيط - ظلف - 2: 576).
193

الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في التاريخ في وفاة الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن
أحمد بن محمد الطبري الفقيه المالكي قال. كان شيخ الشهود المعدلين ببغداد،
ومتقدمهم، وكان كريما مفضلا على أهل العلم.
قال: وقرأ عليه الشريف الرضي القرآن وهو شاب حدث، فقال يوما من
الأيام للشريف: أين مقامك؟ فقال: في دار أبي، بباب محول فقال: مثلك لا
يقيم بدار أبيه، قد نحلتك داري بالكرخ المعروف: بدار البركة، فامتنع
الرضي من قبولها، وقال: لم أقبل من أبي قط شيئا، فقال: إن حقي عليك
أعظم من حق أبيك عليك، لأني حفظتك كلام الله، فقبلها، وكان قدس الله
روحه يلتهب ذكاء وحدة ذهن من صغره.. ثم ذكر حكايته المعروفة مع
السيرا في (1).
قلت: إن علو مقام السيد في الدرجات العلمية مع قلة عمره - فإنه توفي
في سن سبع وأربعين - قد خفي على العلماء، لعدم انتشار كتبه، وقلة نسخها،
وإنما الشائع منها نهجه وخصائصه، وهما مقصوران على النقليات، والمجازات
النبوية حاكية عن علو مقامه في الفنون الأدبية.
وأما التفسير الذي أشار إليه العمري المسمى: بحقايق التنزيل ودقائق
التأويل، فهو كما قال أكبر من التبيان، وأحسن منه، وأنفع وأفيد منه، وقد عثرنا
على الجزء الخامس منه، وهو من أول سورة آل عمران إلى أواسط سورة النساء
على الترتيب، على نسق غرر أخيه المرتضى بقول: مسالة، ومن سال عن معنى
قوله تعالى.. ويذكر آية مشكلة متشابهة، ويشير إلى موضع الاشكال
والجواب، ثم يبسط الكلام ويفسر في خلالها جملة من الآيات، ولذا لم يفسر
كل آية، بل ما فيها إشكال، وأول هذا الجزء قوله نعالى: أهو الذي أنزل

(1) الدرجات الرفيعة: 466 - 468، والقصة مشهورة، ومضمونها ان السيرافي سأله عن علامة
نصب عمر في: رأيت عمر، فأجابه الشريف قائلا: بغض علي بن أبي طالب!!.
194

عليك الكتاب) * (1) الآية فقال: كيف جمع سبحانه بين قوله (هن) وهو ضمير
لجمع، وبين قوله: (أم الكتاب) وهو اسم لواحد، فجعل الواحد صفة
للجميع، وهذا فت (2) في عضد البلاغة، وثلم في جانب الفصاحة (3)... إلى
آخره.
وذهب في هذا التفسير الشريف إلى عدم وجود الحروف الزائدة في
القران، كما عليه جمهور أئمة العربية، ولا بأس بنقل كلامه أداء لبعض
حقوقه:
قال (رحمه الله): مسالة: ومن سأل عن معنى قوله تعالى: * (إن الذين
كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى
به) * (4) فقال: وجه الكلام أن يقول: لو افتدى به بغير واو، فما معنى دخول
الواو ها هنا، والكلام غير مضطر إليها.
فالجواب: ان في ذلك أقوالا للعلماء:
فمنها: وهو أضعفها، أن تكون الواو ها هنا مقحمة، كاقحامها في قوله
تعالى: * (حتى إذا جلوها وفتحت أبوابها) * (5) والمراد به فتحت [أبوابها]، (6).
وأقول: إن لأبي العباس المبرد مذهبا في جملة الحروف المزيدة في القران
أنا أذهب إليه، واتبع نهجه فيه، وهو: اعتقاد انه ليس شئ من الحروف جاء
في القرآن إلا لمعنى مفيد، ولا يجوز أن يكون ملقى مطرحا، ولا خاليا من

(1) آل عمران 3: 7.
(2) فتت. فت الشئ يفته فتا، وفتته. دقه، وقيل. فته: كسره، ويقال فت فلان في عضدي،
وهد ركني. انظر (لسان العرب - قتت - 2: 64).
(3) حقائق التأويل ومتشابه التنزيل: 121 و 122.
(4) آل عمران 3: 91.
(5) الزمر 39: 73.
(6) ما بين المعقوفين من المصدر.
195

الفائدة صفرا، وذلك أن الزيادات والنقائص في الكلام إنما يضطر إليها يحمل
عليها الشعر، الذي هو مقيد بالأوزان والقوافي، وينتهي إلى غايات ومرام،
فإذا نقصت أجزاء كلامه قبل إلحاق القافية التي هي الغاية المطلوبة اضطر
الانسان إلى أن يزيد في الحروف، فيمد المقصور، ويقطع الموصول، وما أشبه
ذلك. وإذا زاد كلامه وقد هجم على القافية فاستوقفته عن أن يتقدمها،
وأخذت بمخففه دون تجاوزها، اضطر صاحبه إلى النقصان من الحروف،
فقصر الممدود، ووصل المقطوع وما أشبه ذلك، حتى يعتدل الميزان، وتصح
الأوزان.
فاما إذا كان الكلام محلول العقال، مخلوع الإزار، ممكنا من الجري في
مضماره، غير محجوز بينه وبين غاياته، فإن شاء صاحبه أرسل عنانه فخرج
جامحا، وإن شاء قدع لجامه فوقف جانحا، لا يحصره أمد دون أمد، ولا يقف
به حد دون حد، فلا تكون الزيادات فيه إلا عيا واستراحة، وتغوثا وإلاحة،
وهذه منزلة نرفع عنها كلام الله سبحانه الذي هو المتعذر المعوز، والممتنع
المعجز، وكل كلام إنما هو مصل خلف سبقه، وقاصر عن بلوغ أدنى غاياته،
بل قد يرتفع عن بلوغ هذه المنزلة كلام الفصحاء المقدمين، والبلغاء المحدثين،
فضلا عما هو أعلى طبقات الكلام، وأبعد عن مقدورات الأنام، وإني لأقول
- أبدا - لو كان كلام يلحق بغباره، أو يجري في مضماره بعد كلام الرسول صلى
الله عليه وآله، لكان ذلك كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام،
إذ كان منفردا بطريقة الفصاحة، لا تزاحمه عليها المناكب، ولا يلحق بعقوه فيها
الكادح الجاهد.
ومن أراد أن يعلم برهان ما أشرنا إليه من ذلك، فليمعن النظر في كتابنا
الذي ألفناه ووسمناه بنهج البلاغة، وجعلناه يشتمل على مختار جميع الواقع إلينا
من كلام أمير المؤمنين عليه السلام في جميع الأنحاء والأغراض والأجناس
196

والأنواع، من خطب وكتب، ومواعظ وحكم، وبوبناه أبوابا ثلاثة، يشتمل على
هذه الأقسام مميزة مفصلة، وقد عظم الانتفاع به، وكثر الطالبون له، لعظيم
قدر ما ضمنه من عجائب الفصاحة وبدايعها، وشرايف الكلم ونفائسها،
وجواهر الفقر وفرائدها.
وكلامه صلى الله عليه مع ما ذكرنا من علو طبقته، وخلو طريقه، وانفراد
طريقته، فإنه إذا حول ليلحق غاية من أدنى غايات القرآن، وجد ناكسا
متقاعسا، ومقهقرا راجعا، وواقفا بليدا، وواقعا بعيدا، على أنه الكلام الذي
وصفناه بسبق المجارين، والعلو عن المسامين. فما ظنك بما دون ذلك من كلام
الفصحاء، وبلاغات البلغاء، الذي يكون بالقياس إليه هباء منثورا، وسرابا
غرورا؟!
وهذا الذي ذكرناه أيضا من معجزات القرآن إذا تأمله المتأمل، وفكر فيه
المفكر، إذ كان الكلام المتناهي الفصاحة، العالي الذروة، البعيد المرمى والغاية
إذا قيس إليه وقرن به شال في ميزانه، وقصر عن رهانه، وصار بالإضافة إليه
قالصا بعد السبوغ، وقاصرا بعد البلوغ، ليصدق فيه قول أصدق القائلين
سبحانه إذ يقول: * (وإنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من
خلفه تنزيل من حكيم حميدا) * (1).
وقد ذهبنا من غرض المسالة بعيدا، للداعي الذي دعانا، والمعنى الذي
حدانا، ونحن نعود إلى عود القول فيها بإذن الله.
وقد كان بعض من رام كسر المذهب الذي - تقدم ذكرنا له - عن المبرد،
واختيارنا طريقته فيه، سأله عن قول الله سبحانه: * (هذا بلاغ للناس و
لينذروا به) * (2) فقال: قد علمنا أن هذه (اللام) لام كي، فما معنى إدخال

(1) فصلت 41: 41 - 42.
(2) إبراهيم 14: 52.
197

(الواو) عليها لو لم نقدرها مزيدة؟
فقال أبو العباس لسائله: ألست تعلم أن قوله تعال. * (هذا بلاغ) *
مصدر * (ولينذروا به) * فعل موضوع في موضع المصدر، لان الأفعال تدل على
مصادرها، فالتقدير أن يكون هذا بلاغ للناس وإنذار، فبطل أن تكون (الواو)
جاءت لغير معنى، وقد أحسن أبو العباس في هذا الجواب غاية الاحسان.
ومن احتج في تجويز ورود الحروف لغير معنى في غير (1) القرآن، بل على
طريق الزيادة والاقحام بقوله تعالى: * (فبما رحمة من الله لنت لهم) * (2) وقوله: إن
(ما) ها هنا زائدة، والمراد: فبرحمة من الله لنت لهم، فليس الامر على ما ظنه،
لان (ما) هاهنا لها فائدة معلومة، وذلك أن معناها تفخيم قدر الرحمة التي لان
بها لهم، فكأنه تعالى قال: فبرحمة عظيمة من الله لنت لهم، وموقع (ما) ها هنا
كموقعها في قوله تعالى * (فغشيهم من اليم ما غشيهم) * (3) فمن قولنا أنه تعالى أراد:
تعظيم ما غشيهم من موج البحر، ولو لم تكن فيه هذه الفائدة لكان عيا، لا يجوز
على الحكيم تعالى أن يأتي بمثله، وجمان يجري مجرى قول القائل: أعطيت فلانا
ما أعطيته، إذا لم يرد تفخيم العطية.
وإما استشهاد من استشهد على أن (الواو) زائدة في قوله تعالى: * (ولو
افتدى به) * (4) بقوله سبحانه: * (حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها) * (5) ولم يرد بعد
ذلك خبرك (إذا) فليس الامر على ظنه لان تقدير ذلك عند المحققين من العلماء
* (حتى إذا لجس ها وفتحت أبوابها) * دخلوها * (وقال لهم خزنتها سلام) * لان في

(1) لم ترد في المصدر.
(2) آل عمران 3: 159.
(3) طه 20: 78.
(4) آل عمران 3: 91.
(5) الزمر 39: 73.
198

تفتيح الأبواب لهم دليلا على دخولهم، فترك ذكر الدخول لها في الكلام من
الدلالة عليه، وقد يسقط من القرآن كلم وحروف، ويدل فحوى الخطاب
عليها اختصارا وحذفا وإبعادا في مذاهب البلاغة، واغراقا في منازع
الفصاحة، ولان فيما يبقى أدلة على ما يلقى، إذ كانت البلاغة عند أهل اللسان
لمحة دالة وإشارة مقنعة. ولا يجوز أن تزاد فيه الكلم والحروف التي ليس فيها
زيادة معان وأدله على معان - على ما قدمناه من كلامنا في هذا المعنى - لان ذلك
من قبيل العي والفهاهة كما أن الأول من دلائل الاقتدار والفصاحة.
وفي القرآن موضعان آخران جاءت فيهما هذه (الواو) التي قدر أنها
مزيدة، ما رأيت أحدا تنبه عليهما، وإنما عثرت أنا بهما عند الدرس، لان العادة
جرت بي في التلاوة أن أتدبر غرائب القرآن وعجائبه، وخفاياه وغوامضه، فلا
أزال أعثر فيه بغريبه، وأطلع على عجيبه وأثير منه سرا لطيفا، وأطلع خبيئا طريفا.
وأحد [الموضعين] (1) المذكورين في السورة التي يذكر فيها يوسف عليه
السلام، وذلك قوله تعالى: * (فلما ذهبوا به واجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب
وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون) (2) فلم يرد بعد (فلما) خبر
لها، وهذا مثل الآية التي في الزمر سواء، إلا أن تلك تداول الناس الاستشهاد في هذا
الموضع بها، وهذه خفيت عنهم، فترك ذكرها.
وتأويل هذا كتأويل تلك لا خلاف بينهما، لان في قوله تعالى: * (واجمعوا
أن يجعلوه في غيابت الجب) * دليلا على جعله فيه، بقوة العزم منهم، والاجماع
المنعقد بينهم، وكأنه تعالى قال: حتى إذا ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت
الجب، جعلوه هناك، وأوحينا إليه، فالموضعان متفقان.
والموضع الاخر قوله تعالى في الصافات * (فلما أسلما وتله للجبين *

(1) ما بين المعقوفين من المصدر.
(2) يوسف 12: 15.
199

وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا) * (1) فلم يكن بعد قوله تعالى: (فلما)
ما يجوز أن يكون خبرا لها، فالمواضع الثلاثة إذا متساوية.
فاما استشهادهم. ببيت الهذلي (2) وهو آخر قصيدة، ولم يرد بعده ما
يجوز أن يكون خبرا له، وذلك قوله:
حتى إذا أسلكوهم في قتائدة * شلا كما تطرد الجمالة الشردا
وقتائدة. اسم موضع، والجمالة: أصحاب الجمال، كما يقال: الحمارة
والبغالة لأصحاب الحمير والبغال، والشل: الطرد، والشرد: الإبل الشاردة.
فليس الامر على ما قدروه في هذا البيت، وذلك أن معناه عند المحققين
كمعنى الآيتين المذكورتين سواء، لان الشاعر لما جاء بالمصدر الذي هو قوله:
شلا كان فيه دلالة على الفعل، فكأنه قال: إذا أسلكوهم في هذا الموضع شلوهم
شلا، فاكتفى بذكر المصدر عن ذكر الفعل، لان فيه دلالة عليه.
فإذا ثبت ما قلنا رجعنا إلى ذكر قول العلماء المحققين في معنى هذه الواو،
إذ كانت عندهم واردة لفائدة لولاها لم تعلم.
فنقول. إن معنى ذلك عندهم * (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن
يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا) * (3): على وجه الصدقة والقربة، ما كانوا
مقيمين على كفرهم ثم قال: ولو أفتدى بهذا المقدار أيضا - على عظم قدره -
من العذاب المعد له ما قبل منه، فكأنه تعالى لما قال: * (فلن يقبل من أحد هم
ملء الأرض ذهبا) * عم وجوه القبول بالنفي، ثم فصل سبحانه لزيادة البيان،
ولو لم ترد هذه (الواو) لم يكن النفي عاما لوجوه القبول، وكان القبول كأنه

(1) الصافات 37: 103 - 105.
(2) وهو: عبد مناف بن ربع الهذلي، وأورد في (لسان العرب - قتد - 3: 2 34) بيت الشعر هذا.
(3) آل عمران 3: 91.
200

مخصوص بوجه الفدية، دون غيرها من وجوه القربة، فدخلت هذه (الواو)
للفائدة التي ذكرناها من نفي التفصيل بعد الجملة
فاما من استشهد على زيادة (الواو) ها هنا بقوله تعالى في
الانعام: * (وليكون من الموقنين) * (1) وقدر أن (الواو) هناك زائدة، فليس الامر
على ما قدره، لان (الواو) هناك عاطفة على محذوف في التقدير، فكأنه تعالى
قال: * (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض) * لضروب من
العبر * (وليكون من الموقنين) *.
فإن قال قائل: قد وردت في القرآن آيات تدل على أن نفي القبول منهم
لما لو قدروا عليه لبذلوه، إنما هو في الافتداء من العذاب لا غيره، فوجب أن
يكون ذلك أيضا في هذه الآية التي نحن في تأويلها مختصا بهذا الوجه دون وجه
الصدقة، والقربة، فيصح أن (الواو) هنا زائدة.
فمن الآيات المشار إليها قوله تعالى في المائدة: * (إن الذين كفروا لو أن
لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل
منهم ولهم عذاب أليم) * (2).
ومنها أيضا قوله تعالى في الرعد: * (للذين استجابوا لربهم الحسنى
والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض بيعا ومثله معه لافتدوا به) * (3).
قيل له: قد ورد أيضا في القرآن ما يدل على نفي القبول منهم لما يبذلونه
على وجوه القرب والصدقات فمن ذلك قوله تعالى في براءة: * (قل أنفقوا طوعا
أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين * وما منعهم ان تقبل منهم
نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا

(1) الانعام 6: 75.
(2) المائدة 5: 36.
(3) الرعد 13: 18.
201

ينفقون إلا وهم كارهون) * (1) فإذا وجدنا القرآن قد دل في مواضع على نفي
القبول منهم لما يبذلونه على وجه القربة، وما يبذلونه على وجه الفدية، لم يكن
مخالفنا أولى بحمل ذلك على وجه القربة منا بحمله على وجه الفدية والقربة،
جميعا، إذ كان فيهما زيادة معنى.
وكنا مع هذه الحال نافين عن كلام الله تعالى ما لا يليق به من إيراد
الزوائد المستغنى عنها، والتي لا يستعين بمثلها إلا من يضطره ضيق العبارة
إليها، أو يحمله فضل العي (2) عليها، وذلك مزاح عن كلام الله سبحانه، فكلما
حملت حروفه على زيادات للمعاني والأغراض كان ذلك أليق به من حمله على
نقصان المعاني مع زيادات الألفاظ، وفي ما ذكرناه من ذلك مقنع بحمد الله (3)،
انتهى كلامه الشريف..
وقد خرجنا بطوله عن وضعنا، إلا أن ذكر أمثاله في ترجمته أولى من نقل
أشعاره، خصوصا ما مدح به أجلاف بني العباس اضطرارا، وذكر كلمات
المترجمين في مدحها وحسنها، لا نقول ما قاله الفاضل المعاصر في ترجمته في
الروضات، فإنه بعد ما بالغ في الثناء عليه في أول الترجمة حتى قال: لم يبصر
بمثله إلى الآن عين الزمان في جميع ما يطلبه انسان العين من عين الانسان،
وسبحان الذي ورثه غير العصمة والإمامة ما أراد من قبل أجداد الأمجاد
وجعله حجة على قاطبة البشر في يوم الميعاد (4)، جعله في آخر الترجمة من أجلاف
الشعراء الذين ديدنهم مدح الفاسقين لجلب الحطام.
ولولا شبهة دخول نقل كلامه في تشييع الفاحشة، لنقلته بطوله لينظر

(1) التوبة 10: 53 - 54.
(2) العي: العجز عن النطق وبيان مراده. أنظر (المعجم الوسيط 2: 642).
(3) حقائق التأويل في متشابه التنزيل: 168 - 174.
(4) روضات الجنات 6: 190 - 206 / 578.
202

الناظر كيف ناقض ذيل كلامه صدره، إلا أني أذكر من باب المثال قوله: ومما
يحقق لك أيضا جميع ما ذكرناه كثرة ما يوجد في ديوان هذا الرجل العظيم
الشأن من قصائد (1) مديح الخلفاء والأعيان، وشواهد الركون إلى أهل
الديوان، مع عدم محضور له في ترك هذا التملق، وظهور المباينة بين قوله هذا
وفعله الذي أفاد في الظاهر أن لا تقيد له باهل الدنيا، ولا تعلق، وكذا من
أشعار الغزل والتشبيب، وصفة الخد والعارض والعذار من الحبيب، وأشعار
المفاخرة بالأصل والنسب... إلى آخر ما قال مما كاد [أن]، تزول منه الجبال.
بل نقول: مضافا إلى أن قوة النظم، وملكة الشعر في عالم وان فاتت
أئمته لا يعد من الكمالات التي تطلب من حفاظ الشرع، وسدنة الدين، وإنه
(رحمه الله) في نظمه ذلك كان معذورا، بل ربما كان عليه واجبا، ولكن نشره
من بعده، وبعد قطع دابر الظالمين ترويج للباطل، فإن الفقهاء قد نصوا في
أبواب المكاسب أن مدح من لا يستحق المدح أو يستحق الذم، حرام.
وقال الشيخ الأعظم الأنصاري (طاب ثراه): والوجه فيه واضح من
جهة قبحه عقلا، ويدل عليه من الشرع قوله تعالى: * (ولا تركنوا إلى الذين
ظلموا فتمسكم النار) * (2).
وعن النبي صلى الله عليه وآله: من عظم صاحب دنيا وأحبه طمعا في
دنياه سخط الله عليه، وكان في درجته مع قارون في التابوت الأسفل من
النار (3).
وفي النبوي الاخر - الوارد في حديث المناهي -: من مدح سلطانا جائرا،
أو تخفف أو تضعضع له طمعا فيه، كان قرينه في النار (4).

(1) في الحجرية: فضائل، وما أثبتناه من المصدر.
(2) هود 11: 113.
(3) ثواب الأعمال: 331 / 1.
(4) الفقيه 4: 6.
203

ومقتضى هذه الأدلة حرمة المدح طمعا في الممدوح، وأما لدفع شره فهو
واجب (1)، انتهى.
ولكنه (رحمه الله.) كان معذورا فيما قاله فيهم حفظا لنفسه أو لكافة
الشيعة عن شرورهم، وأما بعده وبعدهم فحفظ هذه الاشعار وكتبها ونسخها
ونشرها وقراءتها لا يخلو من شبهة التحريم، فإنه داخل في عموم النص
والفتوى، والسيد أجل وأعلى من أن يحتاج في ثبوت مقام فضله وكماله إلى
أشعاره، وإن كان ولا بد ففي ما أنشده في رثاء أهل البيت عليهم السلام
مندوحة عن نشر مدائح أعدائهم أعداء الله.
قال طاووس آل طاووس رضي الدين في كشف المحجة في وصاياه لولده:
وإياك وتقليد قوم من المنسوبين إلى علم الأديان، وكونهم قالوا الشعر، ومدحوا
به ملوك الأزمان، فإنهم مخاطرون بل هالكون أو نادمون إن كانوا ما تابوا منه،
ويودون يوم القيامة أنهم كانوا أخراسا عنه، ولقد تعجبت منهم كيف دونوه
وحفظوه وكان يليق بعلومهم أن يذهبوه ويبطلوه، أو يرفضوه، أما ترى فيه
يا ولدي - مدح من الله جل جلاله ورسوله وخاصته ذامون لهم، وساخطون
عليهم، أما في ذلك مفارقة لله جل جلاله وكسر حرمة الله جل جلاله وأئمتهم
الذين هم محتاجون إليهم (2)؟!... إلى آخره.
وهو كلام حسن متين، وان اشمأزت منه نفوس البطالين.
هذا، وليعلم ان كتابه نهج البلاغة - الذي تفتخر به الشيعة، وتبتهج به
الشريعة، المنعوت في كثير من الإجازات بأخ القرآن في قبال أخته التي هي
الصحيفة الكاملة السجادية - له شروح كثيرة دائرة ومستورة، وما يحضرني الآن
منها:

(1) المكاسب: 54.
(2) كشف المحجة: 135.
204

شرح أبي الحسن البيهقي (1)، وهو أول من شرحه، كما مر في مشايخ
ابن شهرآشوب (2).
وشرح الفخر الرازي - إمام أهل السنة - إلا أنه لم يتمه، صرح بذلك
الوزير جمال الدين القفطي وزير السلطان بحلب في تاريخ الحكماء (3).
وشرح القطب الراوندي، المسمى: بمنهاج البراعة، في مجلدين.
وشرح القاضي عبد الجبار، المردد بين ثلاثة لا يعلم من أي واحد
منهم، إلا أنهم قريبي العصر من الشيخ الطوسي.
وشرح الامام أفضل الدين الحسن بن علي بن أحمد الماهابادي، شيخ
الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست.
وشرح أبي الحسين محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي الكيدري،
المسمى بالاصباح، فرغ من تأليفه سنة 576.
وشرح آخر قبل شرح الكيدري المسمى (4): بالمعراج، فإنه قال في أول
شرحه بعد كلام طويل: فعن. لي أن أشرع في شرح هذا الكتاب مستمدا - بعد

(1) هنا حاشية لشيخنا الطهراني نقلت عن خطه غير معلمة، ومحلها هنا وهي:
أبو الحسن البيهقي، مؤلف المعارج، توفي 565، والقطب الراوندي مؤلف المنهاج توفي
573، وأبو الحسن الكيدري ألف شرحه 576، فهذه الثلاثة مرتبة في. الوجود، والأخير منها
ينقل عن سابقيه..
(2) تقدم في صفحة: 99.
(3) تاريخ الحكماء: 293.
(4) هنا حاشية لشيخا الطهراني نقلت عن خطه الشريف وهي:
بحدائق الحقايق في تفسير دقائق أحسن الخلائق، كما ذكره في الروضات [6: 295 / 587]
وكانت النسخة عنده، يذكر شطرا من أوله ووسطه وآخره، والاصباح اسم كتابه في الفقه كما
مرح به آية الله بحر العلوم في الفوائد الرجالية [3: 242] ثم إن هذين الشرحين الذي استمد
منهما هما: المنهاج والمعارج وكلاهما للقطب الراوندي كما في الروضات أيضا، لكن المعارج اسم
شرح أبى الحسن البيهقي كما صرح به في كتابه: مشارب التجارب المنقول عنه ترجمته في معجم
الأدباء الذي طبع أخيرا، ولم يره شيخنا.
205

توفيق الله - من كتابي المعراج والمنهاج، غائصا على دررهما في أعراف كافلا بإيراد
فوائد على ما فيهما، وزوائد لا كزيادة الأديم، بل كما زيد في العقل من الدر
اليتيم، ومتمما ما تضمناه.. إلى آخره.
أما المنهاج فهو شرح الراوندي، وأما المعراج، فلا أعرف مؤلفه.
وهذه الشروح كلها قبل شرح ابن أبي الحديد بزمان طويل، ومع ذلك
يقول في أول شرحه: ولم يشرح هذا الكتاب قبلي فيما أعلم إلا واحدا، وهو
سعيد بن هبة الله بن الحسن الفقيه المعروف بالقطب الراوندي... إلى
آخره.
وشرح ابن أبي الحديد المعتزلي.
ومختصره للفقيه الجامع المولى سلطان محمود بن غلام علي الطبسي، ثم
المشهدي القاضي فيه، صاحب رسالة في الرجعة بالفارسية.
وشرح الشيخ كمال الدين ميثم البحراني: الكبير، والمتوسط، والصغير.
وشرح الشيخ العالم الجليل كمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم
العتائقي الحلي، بن علماء المائة الثامنة، وهو شرح كبير في أربع مجلدات، اختاره
من شروح أربعة، وهي الشرح الكبير لابن ميثم، وشرح القطب الكيدري،
وشرح القاضي عبد الجبار، وشرح ابن أبي الحديد.
وشرح المولى الجليل جلال الدين الحسين بن الخواجة شرف الدين
عبد الحق الأردبيلي، المعروف بالإلهي، الفاضل المتبحر المعاصر للسلطان الغازي
الشاه إسماعيل، الصفوي، المتوفى سنة 905، وقد جاوز عمره عن السبعين،
صاحب المؤلفات الكثيرة، سمى شرحه: بمنهج الفصاحة في شرح نهج
البلاغة، وهو بالفارسية، ألفه باسم السلطان المذكور.
206

وشرح العالم النبيل المولى فتح الله بن شكر الله القاشاني الشريف،
بالفارسية، سماه: تنبيه الغافلين وتذكرة العارفين.
وشرح العالم الفاضل علي بن الحسن الزوارئي المفسر المعروف، أستاذ
المولى فتح الله المذكور، وتلميذ السيد غياث الدين جمشيد المفسر الزوارئي، وهو
أيضا بالفارسية، إلا أنه أحسن ما شرح بالفارسية.
وشرح العالم الكامل الحكيم الشيخ حسين بن شهاب الدين ين الحسين
ابن محمد بن الحسين بن الجنيدر العاملي الكركي، الفاضل الماهر الأديب،
المتوفى سنة 1077.
في الامل: له كتب منها: شرح نهج البلاغة، كبير (1).
وشرح الفاضل علي بن الناصر، سماه: أعلام نهج البلاغة.
وشرح الفاضل نظام الدين الجيلاني، سماه: أنوار الفصاحة.
وشرح العالم الجليل السيد ماجد البحراني، ولكن في الامل: إنه لم
يتم (2).
وشرح السيد الجليل رضي الدين علي بن طاووس (رحمه الله) نسبه إليه
العالم النحرير النقاد الخبير المولوي إعجاز حسين الهندي المعاصر (طاب ثراه)
في كتابه كشف الحجب والأستار عن وجوه الكتب والاسفار (3).
وشرح المولى الجليل جمال السالكين عبد الباقي الخطاط الصوفي
التبريزي، المعروف بحسن الخط في خط النسخ والثلث، كان فاضلا عالما
محققا، ولكن له ميل عظيم إلى مسلك الصوفية، وكان في عصر السلطان شاه
عباس الماضي الصفوي، له من المؤلفات شرح نهج البلاغة مبسوط

(1) أمل الآمل 1: 70 / 66، وفيه بدل الجنيدر: حيدر، كما وبهامشه نقلا عن السلافة: خاندار..
(2) أمل الآمل 2: 225 / 675.
(3) كشف الحجب والأستار: 359 / 2017.
207

بالفارسية.. إلى آخر ما في الرياض (1).
وشرح عز الدين الآملي، في الرياض: فاضل، عالم، فقيه، محقق،
مدقق، جامع للعلوم العقلية والنقلية، وكان من شركاء الدرس مع الشيخ علي
الكركي، والشيخ إبراهيم القطيفي، عند الشيخ علي بن هلال الجزائري.
قال: وقبره الآن معروف بتوابع بلدة ساري من بلاد مازندران، وله من
الكتب كتاب شرح نهج البلاغة، والرسالة الحسنية في الأصول الدينية، وفروع
العبادات، ألفها لآقا حسن من وزراء مازندران (2).
وحاشية المولى عماد الدين علي القاري الاسترآبادي، صاحب الرسائل
الكثيرة في القراءات.
وشرح العالم المحدث السيد نعمة الله الجزائري، كتفسيره المسمى:
بالعقود والمرجان الذي يكتب على حواشي القرآن، يكتب على حواشي لا النهج،
صرح بذلك في الرياض في ترجمته (3).
وشرح رأيته في مشهد الرضا عليه السلام، وقد سقط من أوله أوراق،
وهو مختصر لم أعرف مؤلفه، إلا أن النسخة كانت عتيقة جدا.
وشرح السيد الجليل الا ميرزا علاء الدين گلستانه، المسمى: ببهجة
الحدائق، مختصر.
وشرح آخر له كبير يقرب من ثلاثين ألف بيت، إلا أنه ما جاوز من
الخطبة الشقشقية إلا نزرا يسيرا.
وشرح العالم المحدث الجليل السيد عبد الله بن السيد محمد رضا شبر
الحسيني، يقرب من أربعين ألف بيت.

(1) رياض العلماء 3: 59.
(2) رياض العلماء 3: 312.
(3) رياض العلماء 5: 254.
208

وشرح آخر له عليه يقرب من ثلاثين ألف بيت.
وشرح الفاضل المعاصر الآميرزا إبراهيم الخوئي.
ولعل السارح طرفه في أكناف التراجم يقف على أضعاف ما عثرنا عليه.
وأما مشايخه: فقال (رحمه الله) في تفسير قوله تعالى: * (رب إني وضعتها
أنثى والله أعلم بما وضعت) * (1)، في وجه قراءة من قرأ وضعت - بضم التاء، ومن
قرأها بتسكينها - قال: قال لي شيخنا أبو الحسن علي بن عيسى النحوي
صاحب أبي علي الفارسي، وهذا الشيخ كنت بدأت بقراءة النحو عليه قبل
شيخنا أبي الفتح عثمان بن جني، فقرأت عليه مختصر الجرمي، وقطعة من كتاب
الايضاح لأبي علي الفارسي، ومقدمة أملاها علي كالمدخل إلى النحو، وقرأت
عليه العروض لأبي إسحاق الزجاج، والقوافي لأبي الحسن الأخفش، وهو ممن
لزم أبا علي السنين الطويلة، واستكثر منه، وعلت في النحو طبقته، وقال لي:
بدأت بقراءة مختصر الجرمي على أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (رحمه
الله) في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، ثم انتقلت إلى أبي علي (2). انتهى.
وظاهره أنه لم يقرأ على السيرافي، وإلا لأشار إليه، مع أنه عند وفاة
السيرافي كان ابن تسع سنين، كما يظهر من تاريخ ولادة الأول، ووفاة الثاني (3).
ونقل ابن خلكان عن بعض مجاميع ابن جني: أن الشريف الرضي
احضر إلى ابن السيرافي النحوي وهو طفل جدا لم يبلغ عشر سنين فلقنه النحو،
وقعد يوما في الحلقة فذاكره بشئ من الاعراب على عادة التعليم، فقال: إذا
قلنا: رأيت عمر، فما علامة النصب في عمر؟ فقال: بغض علي عليه السلام!

(1) آل عمران 3: 36.
(2) حقائق التأويل في متشابه التنزيل: 87.
(3) إذ أن ولادة الشريف الرضي (رحمه الله) كانت في سنة 359، ووفاة السيرافي في سنة 368، انظر
مقدمة حقائق التأويل: 28.
209

فتعجب الحاضرون والسيرافي من حدة خاطره (1). انتهى.
وفي قوله: فلقنه النحو، مسامحة.
أ - ويروي عن الشيخ المفيد، كما صرح به في جملة من الإجازات (2).
ب - وعن الشيخ الجليل أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، كما
يظهر من كتاب خصائصه، بل لم نجد فيه رواية له عن غيره (3).
وفي كتاب الدرجات الرفيعة وغيره: انه (رحمه الله) توفي بكرة يوم الأحد
لست خلون من المحرم سنة ست وأربعمائة، وحضر الوزير فخر الملك وجميع
الأعيان والاشراف والقضاة جنازته والصلاة عليه، قال: ومضى أخوه المرتضى
من جزعه عليه إلى مشهد مولانا الكاظم موسى بن جعفر (عليهما السلام) لأنه
لم يستطع أن ينظر إلى تابوته، ودفنه، وصلى عليه فخر الملك أبو غالب، ومضى
بنفسه آخر النهار إلى أخيه المرتضى إلى المشهد الشريف الكاظمي فألزمه بالعود
إلى داره (4). انتهى.
قلت: لا أدري كيف صلى عليه فخر الملك مع وجود الشيخ المفيد
حينئذ، إلا أن يكون في هذه الأيام في مشهد الحسين عليه السلام، لكونها أيام
زيارته (عليه السلام)، والله العالم.
ونقل في الدرجات عن أبي الحسن العمري، وهو السيد الجليل صاحب
المجدي في أنساب الطالبيين، المعاصر للسيدين، قال: دخلت على الشريف

(1) وفيات الأعيان 4: 416.
(2) لم يتعرض في المشجرة لسواه.
(3) هذا وقد ورد في ترجمته في مقدمة البحار (0: 167) عند عد مشايخه أن له أربعة عشر شيخا
من الفريقين، وهم أكثر من هذا قطعا، أنظر مقدمة كتابه حقائق التأويل: 87.
(4) الدرجات الرفيعة: 478.
210

المرتضى (رضي الله عنه) فأراني بيتين قد عملهما، وهما:
سرى طيف سعدي طارقا فاستفزني * هبوبا (1) وصحبي بالفلاة هجود
فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي * لعل خيالا طارقا سيعود
فخرجت من عنده، ودخلت على أخيه الرضي، فعرضت عليه البيتين،
فقال بديها:
فردت جوابا والدموع بوادر * وقد آن للشمل المشتت ورود
فهيهات من لقيا حبيب تعرضت * لنا دون لقياه مهامه بيد
فعدت إلى المرتضى بالخبر، فقال: يعز علي أخي قتله الذكاء، فما كان
إلا يسيرا حتى مضى الرضي بسبيله (2). انتهى.
فإن أخذ هذه الحكاية من كتابه المجدي (3) فلا مجال لردها، وإلا ففي
النفس منها شئ، لكثرة غرابتها، وذكر في هذا الكتاب جملة من رسائل السيد،
ونوادر حكاياته، من أرادها راجعه.
وبالأسانيد إلى السيد الجليل الشريف الرضي (رحمه الله) قال: حدثني
هارون بن موسى قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا أبو عبد الله
جعفر بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف قال: حدثنا
عيسى بن الحسين بن عيسى بن زيد العلوي، عن إسحاق بن إبراهيم

(1) كذا، وفي شرح الخوئي 1: 234: هوينا.
(2) الدرجات الرفيعة: 469، وقد أورد فيه للسيد المرتضى ثلاث أبيات، ذكر منها هنا الأول
والثالث، أما الاخر فهو:
فلما انتهينا للخيال الذي سرى * إذا الدار قفر والمزار بعيد
(3) الظاهر أنه لم يأخذ الحكاية من المجدي، إذ لم نعثر عليها فيه.
211

الكوفي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن كميل بن زياد النخعي قال: أخذ
بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأخرجني إلى الجبان، فلما
أصحر تنفس السعداء، ثم قال: يا كميل بن زياد، إن هذه القلوب أوعية
فخيرها أوعاها، فاحفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم
على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم
يستضيؤوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.
يا كميل بن زياد، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس
المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الانفاق.
يا كميل بن زياد، معرفة العلم دين يدان به، يكسب الانسان الطاعة في
حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته، والعلم حاكم، والمال محكوم عليه.
يا كميل بن زياد، هلك خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي
الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة. ها إن ها هنا لعلما جما -
وأشار إلى صدره - لو أصبت له حملة، بلى أصبت لقنا غير مأمون عليه،
مستعملا آلة الدين للدنيا، ومستظهرا بنعم الله على عباده، وبحججه على
أوليائه. أو منقادا لحملة الحق لا بصيرة له في أحنائه، ينقدح الشك في قلبه لأول
عارض من شبهة. ألا لا ذا ولا ذاك. أو منهوما باللذة، سلس القياد للشهوة.
أو مغرما بالجمع والادخار، ليسا من رعاة الدين في شئ، أقرب شبها
بهما الانعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه.
اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، إما ظاهرا مشهورا، أو
خافيا مغمورا، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، وكم ذا؟ وأين؟ أولئك والله
الأقلون عددا، والأعظمون قدرا، بهم يحفظ الله حججه وبيناته حتى يودعها
نظراءهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم. هجم بهم العلم على حقيقة
البصيرة، وباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعر المترفون، وأنسوا بما
212

استوحش منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالملأ الأعلى،
أولئك خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه، آه آه شوقا إلى رؤيتهم، انصرف
إذا شئت (1).
الخامس: السيد السند المقدم المعظم، ومنبع العلوم والآداب
والاسرار والحكم، محيي آثار أجداده الأئمة الراشدين، وحجتهم البالغة
الدامغة على أعداء الدين، المؤيد المسدد بروح القدس عند مناظرة العدى،
الملقب من جده المرتضى في الرؤيا الصادقة السيماء بعلم الهدى، سيدنا أبو
القاسم الثمانيني، ذو المجدين، علي بن الحسين الموسوي أخو الشريف الرضي،
أمره في الجلالة والعظمة في الفرقة الامامية أشهر من أن يذكر، وأجل من أن
يسطر.
قال الشهيد في أربعينه: نقلت من خط السيد العالم صفي الدين محمد
ابن معد الموسوي، بالمشهد المقدس الكاظمي، في سبب تسمية السيد المرتضى
بعلم الهدى، أنه مرض الوزير أبو سعيد محمد بن الحسين بن عبد الصمد، في
سنة عشرين وأربعمائة، فرأى في منامه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام يقول له: قل لعلم الهدى يقرأ عليك حتى تبرأ، فقال: يا أمير المؤمنين
ومن علم الهدى؟ قال: علي بن الحسين الموسوي.
فكتب الوزير إليه بذلك، فقال المرتضى رضي الله عنه: الله الله في
أمري، فإن قبولي لهذا اللقب شناعة علي، فقال الوزير: ما كتبت إليك إلا بما
لقبك به جدك أمير المؤمنين عليه السلام: فعلم القادر الخليفة بذلك، فكتب
إلى المرتضى: تقبل يا علي بن الحسين ما لقبك به جدك، فقبل واسمع

(1) خصائص أمير المؤمنين عليه السلام: 81 - 82.
213

الناس (1)،.
ونظير هذه الرؤيا في الدلالة على علو مقامه، ما نقله الفاضل السيد علي
خان في الدرجات الرفيعة قال: وكان المفيد (رحمه الله) رأى في منامه فاطمة
الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله دخلت إليه وهو في مسجده بالكرخ،
ومعها ولداها الحسن والحسين عليهما السلام صغيرين، فسلمتهما إليه وقالت
له: علمهما الفقه، فانتبه متعجبا من ذلك. فلما تعالى النهار في صبيحة تلك
الليلة التي رأى فيها الرؤيا، دخلت إليه المسجد فاطمة بنت. لناصر، وحولها
جواريها، وبين يديها ابناها عين المرتضى ومحمد الرضي صغيرين، فقام إليها
وسلم عليها، فقالت له: أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلمهما
الفقه، فبكى الشيخ، وقص عليها المنام. وتولى تعلمهما، وأنعم الله تعالى
عليهما، وفتح لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا،
وهو باق ما بقي الدهر (2).
ونظيرها أيضا في الدلالة على قربه منهم عليهم السلام، وأن جده عليه
السلام ذكره باللقب المذكور في المنام، ما نقله السيد الجليل بهاء الدين علي بن
عبد الحميد في الدر النضيد، على ما في الرياض: عن الشيخ الصالح عز الدين
حسن بن عبد الله بن حسن التغلبي: أن السلطان مسعود بن بويه لما بنى سور
المشهد الشريف دخل الحضرة الشريفة، وقبل العتبة المنيفة، وجلس على حسن
الأدب، فوقف أبو عبد الله - أعني الحسين بن أحمد بن الحجاج البغدادي - بين
يديه، وأنشد القصيدة على باب أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فلما وصل إلى
الهجاء الذي فيها، أغلظ له السيد المرتضى في الكلام، ونهاه أن ينشد ذلك في

(1) أربعين الشهيد: 13.
(2) الدرجات الرفيعة: 459.
214

باب حضرة الامام، فقطع عليه الانشاد، فانقطع عن الايراد، فلما جن عليه
الليل رأى الامام عليا عليه السلام في المنام وهو يقول له: لا ينكسر خاطرك،
فقد بعثنا المرتضى علم الهدى يعتذر إليك، فلا تخرج إليه، وقد أمرناه أن يأتي
دارك فيدخل عليك.
ثم رأى السيد المرتضى في تلك الليلة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة
عليهم السلام حوله جلوس، فوقف بين أيديهم عليهم السلام فسلم عليهم
(عليهم السلام)، فلم يقبلوا عليه، فعظم ذلك عنده، وكبر لديه، فقال: يا
موالي، أنا عبدكم وولدكم وموسم، فبم استحققت هذا منكم؟
فقالوا: بما كسرت خاطر شاعرنا أبي عبد الله بن الحجاج، فتمضي إلى
منزله، وتدخل عليه، وتعتذر إليه، وتأخذه وتمضي إلى مسعود بن بويه، وتعرفه
عنايتنا فيه، وشفقتنا عليه.
فقام السيد المرتضى من ساعته، ومضى إلى أبي عبد الله، فقرع عليه
باب حجرته، فقال: يا سيدي، الذي بعثك إلي أمرني أن لا أخرج إليك،
وقال: إنه سيأتيك ويدخل عليك، فقال: نعم، سمعا وطاعة لهم، ودخل
عليه، واعتذر إليه، ومضى به إلى السلطان وقصا القصة عليه كما رأياه، فكرمه
وانعم عليه، وحياه وخصه بالرتبة الجليلة، واعترف له بالفضيلة، وأمر بإنشاد
القصيدة في تلك الحال، فقال:.
يا صاحب القبة البيضاء على النجف * من زار قبرك واستشفى لديك شفي (1)
القصيدة، وهي طويلة ذكرناها في كتابنا دار السلام (2)، وأشرنا فيه أن

(1) رياض العلماء 2: 13، وفيه: في النجف.
(2) دار السلام 1: 321.
215

النسخة كذا، والموجود في التواريخ أن الباني عضد الدولة من آل بويه، فلعله
من تصحيف النساخ.
وفي قصة الجزيرة الخضراء (1) التي نقلها علي بن فاضل المازندراني، وذكرنا
في كتابنا النجم الثاقب (2)، قرائن تدل على اعتبارها.
قال علي بن فاضل في آخر القصة: وما رأيتهم يذكرون أحدا من علماء
الشيعة إلا خمسة: السيد المرتضى، والشيخ أبو جعفر الطوسي، ومحمد بن
يعقوب الكليني، وابن بابويه، والشيخ أبو القاسم الحلي (3).
وأما أم السيدين التي قام لها الشيخ المفيد وسلم عليها، فهي بنت
الحسين بن أحمد بن الحسن، الملقب تارة: بالناصر الكبير، وأخرى: بالناصر،
وتارة: بناصر الحق أبي محمد الأطروش، العالم الكبير، صاحب المؤلفات الكثيرة
على مذهب الإمامية، التي منها مائة مسالة صححها سبطه علم الهدى وسماها
بالناصريات. وهو الذي خرج بطبرستان والديلم في خلافة المقتدر، وتوفي - أو
استشهد - بآمل، وقبره فيه، وتوهمت الزيدية أنه من أئمتهم وأخطلوا، بل هو
من عظماء علماء الإمامية، وهو ابن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
وأظن أن الشيخ المفيد رحمه الله ألف كتاب أحكام النساء للسيدة فاطمة
أم السيدين، فإنه قال في أوله: فإني عرفت من آثار السيدة الجليلة الفاضلة أدام
الله إعزازها جميع الأحكام التي تعم المكلفين من الناس، وتختص النساء منهن
على التميز لهن، والايراد، ليكون ملخصا في كتاب يعتمد للدين، ويرجع

(1) بحار الأنوار 52: 159 - 174.
(2) النجم الثاقب: 321 - 356.
(3) بحار الأنوار 52: 174.
216

إليه فيما يثمر العلم به واليقين، وأخبرتني برغبتها - آدم الله تعالى توفيقها - في
ذلك (1).. إلى آخره.
ثم إنا نقتصر في ذكر بعض مناقب السيد تبركا بما قاله فيه علماء أهل السنة:
قال ابن الأثير الجزري في جامع الأصول على ما في الرياض وغيره في
ترجمته بعد ذكر النسب: هو السيد الموسوي المعروف بالمرتضى، وهو أخو
الرضي الشاعر، كانت إليه نقابة الطالبيين ببغداد، وكان عالما فاضلا كاملا
متكلما، فقيها على مذاهب الشيعة، وله تصانيف كثيرة حدث عن أحمد بن
سهل الديباجي، وأبي عبد الله المرزباني و.. غي هما، روى عنه الخطيب الحافظ
أبو بكر البغدادي، ولد سنة 355، ومات ببغداد سنة 436.
وقال - في موضع آخر -: إن مروج المائة الرابعة برواية العلماء الامامية هو
الشريف المرتضى الموسوي (2).
وقال القاضي التنوخي صاحب السيد المرتضى - على ما وجدته بخط
بعض الأفاضل -: إن مولد السيد المذكور سنة 355، وخلف بعد وفاته ثمانين
ألف مجلد من مقرواته ومصنفاته ومحفوظاته، ومن الأموال والاملاك ما يتجاوز
عن الوصف، وصنف كتابا يقال له: الثمانين، وخلف من كل شئ ثمانين،
وعمر إحدى وثمانين سنة، فمن أجل ذلك سقي بالثمانيني، وبلغ في العلم وغيره
مرتبة عظيمة، قلد نقابة الشرفاء شرقا وغربا، وإمارة الحاج والحرمين، والنظر
في المظالم وقضاء القضاة، وبقي على ذلك ثلاثين سنة (3). انتهى.
وهي مدة حياته بعد وفاة أخيه الرضي، ومنه انتقلت هذه المناصب إليه.

(1) أحكام النساء (ضمن مجموعة رسائل): 3.
(2) جامع الأصول 11: 323.
(3) رياض العلماء 4: 20 - 53.
217

وقال الجرزي في مختصر تاريخ ابن خلكان: إن السيد المرتضى كان
نقيب الطالبيين، إماما في علم الكلام والأدب والشعر. إلى أن قال: وله كتاب
الغرر والدرر، وهي مجالس أملاها تشتمل على فنون من معاني الأدب، تكلم
فيها على النحو واللغة، وتدل على فضل وتوسع واطلاع.. إلى أن قال: ولقد
كانت له أخبار وأشعار ومآثر وآثار مما تشهد أنه من فرع تلك الأصول، ومن
أهل ذلك البيت الجليل (1).
وتقدم (2) في ترجمة القطب الرازي، عن طبقات السيوطي في ترجمته،
نقلا عن ياقوت قال: قال أبو القاسم الطوسي: توحد في علوم كثيرة - مجمع على
فضله - مثل الكلام والفقه، وأصول الفقه، والأدب من النحو والشعر ومعانيه
واللغة، وغير ذلك (3).
وقال ابن خلكان في جملة كلام له: وكان إمام أئمة العراق بين الاختلاف
والاتفاق، إليه فزع علماؤها، وعنه أخذ عظماؤها، صاحب مدارسها، وجامع
مشاردها، سارت أخباره، وعرفت أشعاره (4).
وأثنى عليه اليافعي في تاريخه مرآة الجنان (5) بما يقرب من ذلك، ونقل
ثناؤه عن ابن بسام في أواخر كتاب الذخيرة.
إلى غير ذلك مما لا حاجة إلى نقلها، ونقل ما ذكره علماؤنا في ترجمته،
ويكفي في هذا المقام ما ذكر العلامة في اخر ترجمته، وهو قوله: وبكتبه

(1) مختصر وفيات الأعيان: غير متوفر لدينا.
(2) تقدم في الجزء الثاني في صفحة: 387.
(3) بغية الوعاة 2: 162 / 1699، ومعجم الأدباء 13: 147 / 19.
(4) وفيات الأعيان 3: 313.
(5) مرآة الجنان 3: 55.
218

استفادت الامامية منذ زمنه (رحمه الله) إلى زماننا هذا، وهو سنة ثلاث وتسعين
وستمائة، وهو ركنهم ومعلمهم قدس الله روحه، بي جزاه عن أجداده خيرا (1).
قلت: ومما يستغرب من حاله أنه (رحمه الله) كان إليه النقابة والنظر إلى
قضاء القضاة، وديوان المظالم، وإمارة الحاج، وهذه الأموال الكثيرة التي لا بد
من صرف برهة من الأوقات في تدبيرها واصلاحها وإنفاقها، ومع هذه المشاغل
العظمية التي تستغرق الأوقات في مدة ثلاثين سنة يبرز منه هذه المؤلفات الكثيرة
الرائقة، وأغلبها عقليات وفكريات ونظريات، لا يرجى بروزها إلا ممن حبس
نفسه على الفكر والبحث والتدريس، فلو عد هذا من كراماته فلا يعد شططا
من القول، وهذرا من الكلام.
وقال العلامة الطباطبائي في رجاله - بعد ذكر شطر من فضائله: وقد
كان مع ذلك أعرف الناس بالكتاب والسنة، ووجوه التأويل في الآيات
والروايات، فإنه لما سد العمل بأخبار الآحاد اضطر إلى استنباط الشريعة من
الكتاب والأخبار المتواترة والمحفوفة بقرائن العلم، وهذا يحتاج إلى فضل اطلاع
على الأحاديث، وإحاطة بأصول الأصحاب، ومهارة في علم التفسير، وطريق
استخراج المسائل من الكتاب، والعامل باخبار الآحاد في سعة من ذلك.
وأما مصنفات السيد فكلها أصول وتأسيسات غير مسبوقة بمثال من
تقدمه من علمائنا الأمثال (2).
ومما ينبغي التنبيه عليه أن كتاب عيون المعجزات الدائر بين المحدثين،
ونسبه إلى السيد جزما السيد هاشم البحريني، وينقل عنه في كتبه، واحتمالا
شيخنا المجلسي في البحار، هو من مؤلفات الشيخ الجليل حسين بن عبد

(1) رجال العلامة: 95 / 22.
(2) رجال السيد بحر العلوم 3: 140.
219

الوهاب المعاصر للسيدين، وقد صرح في مواضع من هذا الكتاب بأنه مؤلفه،
وقد بسط القول في ذلك في الرياض (1) في ترجمة مؤلفه، مع أن كثيرا من الاخبار
المودعة فيه لا يلائم مذاق السيد (رحمه الله)، فلاحظ.
هذا ويروي علم الهدى عن:
أ - الشيخ المفيد (2).
ب - وأبي محمد هارون بن موسى التلعكبري.
ب - والحسين بن علي بن بابويه، أخي الصدوق.
د - وأبي الحسن أحمد بن علي بن سعيد الكوفي، عن محمد بن يعقوب
الكليني.
ه‍ - وأبي عبد الله المرزباني، وهو الشيخ الأقدم محمد بن عمران،
أو عبد الله بن موسى بن سعد بن عبيد الله الكاتب المرزباني، الخراساني
الأصل، البغدادي المولد، وهو أيضا من مشايخ الشيخ المفيد. وغير هؤلاء من
مشايخ عصره.
وبالأسانيد إلى السيد الاجل المرتضى قال: أخبرنا أبو عبد الله المرزباني
قال: حدثني عبد الواحد بن محمد الخصيبي قال: حدثني أبو علي أحمد بن
إسماعيل قال: حدثني أيوب بن الحسين الهاشمي، قال: قدم على الرشيد رجل
من الأنصار - وكان عريضا - فحضر باب الرشيد يوما ومعه عبد العزيز بن عمر
ابن عبد العزيز، وحضر موسى بن جعفر عليهما السلام على حمار له، فتلقاه
الحاجب بالبشر والاكرام، وأعظمه من كان هناك، وعجل له الاذن.
فقال نفيع لعبد العزيز: من هذا الشيخ؟ قال: أوما تعرفه! هذا شيخ

(1) رياض العلماء 2: 123.
(2) لم يذكر في المشجر سواه.
220

آل أبي طالب، هذا موسى بن جعفر. فقال: ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم،
يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير، أما لئن خرج لأسوأنه، فقال
له عبد العزيز:! لا تفعل، فإن هؤلاء أهل بيت قل ما تعرض لهم أحد في خطاب
إلا وسموه في الجواب سمة يبقى عارها عليه مدى الدهر.
قال: وخرج موسى بن جعفر عليهما السلام، فقام إليه نفيع الأنصاري،
فاخذ بلجام حماره ثم قال له: من أنت؟ فقال: يا هذا، إن كنت تريد النسب
فانا ابن محمد حبيب الله ابن إسماعيل ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله، وإن كنت
تريد البلد فهو الذي فرض الله على المسلمين وعليك - إن كنت منهم - الحج
إليه، لان كنت تريد المفاخرة فوالله ما رضي مشركوا قومي مسلمي قومك
أكفاء لهم حتى قالوا: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش، لان كنت تريد
الصيت والاسم فنحن الذين أمر الله تعالى بالصلاة علينا في الصلوات
الفرائض في قوله: " اللهم صل على محمد وآل محمد، ونحن آل محمد، خل
عن الحمار، فخلى عنه ويده ترعد، وانصرف بخزي، فقال له عبد العزيز: ألم
أقل لك (1)؟!
السادس: شيخ المشايخ العظام، وحجة الحجج الهداة الكرام،
محيي الشريعة، وماحي البدعة والشنيعة، ملهم الحق ودليله، ومنار الدين
وسبيله، صاحب التوقيعات المعروفة المهدوية، المنقول عليها إجماع الإمامية،
والمخصوص بما فيها من المزايا والفضائل السنية، وغيرها من الكرامات الجلية،
والمقامات العلية، والمناظرات الكثيرة الباهرة البهية، الشيخ أبو عبد الله محمد
ابن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير بن
وهيب بن هلال بن أوس بن سعيد بن سنان بن عبد الدار بن الريان بن فطر

(1) اعلام الدين: 297.
221

ابن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن علة
ابن خلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن
سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
في رجال النجاشي: شيخنا وأستاذنا (رضي الله عنه) فضله أشهر من أن
يوصف في الفقه والكلام والرواية، والثقة والعلم. ثم عد مؤلفاته وقال: مات
(رحمه الله) ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة
وأربعمائة، وكان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ست وثلاثين
وثلاثمائة، وصلى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بميدان
الأشنان، وضاق على الناس مع كبره، ودفن في داره سنين، ونقل إلى مقابر
قريش (1) بالقرب من السيد أبي جعفر عليه السلام، وقيل: مولده سنة ثمان
وثلاثين وثلاثمائة (2).
وفي الفهرست: يكنى أبا عبد الله، المعروف بابن المعلم، من جملة
متكلمي الإمامية، انتهت رئاسة الإمامية في وقته إليه في العلم، وكان مقدما في
صناعة الكلام، وكان فقيها متقدما فيه، حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر
الجواب، وله قريب من مائتي مصنف كبار وصغار، قال (رحمه الله): وكان يوم
وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه، وكثرة البكاء من
المخالف له ومن المؤالف لم.
وقال اليافعي في تاريخه المسمى بمرآة الجنان عند ذكر سنة 413: وفيها

(1) في الأصل: وضاق على الناس مع كثرة، ودفن في داره سنتين، ونقل في مقابر قريش. وهو
الذي أثبتناه من المصدر.
(2) رجال النجاشي: 399 / 1067.
(3) فهرست الشيخ: 157 / 696.
222

توفي عالم الشيعة، وإمام الرافضة، صاحب التصانيف الكثيرة، شيخهم
المعروف بالمفيد، وبابن المعلم، البارع في الكلام والفقه والجدل، وكان يناظر
أهل كل عقيدة، مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية.
قال ابن طي: وكان كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة
والصوم، خشن اللباس.
وقال غيره: كان عضد الدولة ربما زار الشيخ المفيد، وكان شيخا ربعة،
نحيفا أسمر، عاش ستا وسبعين سنة، وله أكثر من مائة مصنف (1)، وكانت
جنازته مشهودة، شيعه ثمانون ألف من الرافضة والشيعة، وأراح الله منه (2).
ونقل القاضي في المجالس عن تاريخ ابن كثير الشامي أنه قال فيه: محمد
ابن محمد بن النعمان أبو عبد الله، المعروف بابن المعلم، شيخ الروافض،
والمصنف لهم، والحامي عنهم، كانت ملوك الأطراف تعتقد به لكثرة الميل إلى
الشيعة في ذلك الزمان، وكان يحضر مجلسه خلق عظيم من جميع طوائف
العلماء (3).
وقال بحر العلوم في رجاله: شيخ مشايخ الأجلة، ورئيس رؤساء الملة،
فاتح أبواب التحقيق بنصب الأدلة، والكاسر بشقاشق بيانه الرشيق حجج
الفرق المضلة، اجتمعت فيه خلال الفضل، وانتهت إليه رئاسة الكل، واتفق
الجميع على علمه وفضله وفقهه وعدالته وثقته وجلالته، وكان (رضي الله عنه)
كثير المحاسن، جم المناقب، حديد الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب،
واسع الراوية، خبيرا بالرجال والاخبار والاشعار، وكان أوثق أهل زمانه في

(1) في المصدر: وله كثر من مائتي مصنف.
(2) مرآة الجنان 3: 28.
(3) مجالس المؤمنين 1: 465، والبداية والنهاية 12: 15 المجلد السادس.
223

الحديث، وأعرفهم بالفقه والكلام، وكل من تأخر عنه استفاده منه (1).
قلت: قلما يوجد في كتب الأصحاب - الذين تأخروا عنه في فنون
المسائل المتعلقة بالإمامة من الأدلة والحجج على إثبات إمامة الأئمة عليهم
السلام كتابا وسنة، دراية ورواية، وما يبطل به شبهات المخالفين، وينقض. به
أدلتهم على صحة خلافة المتغلبين، ويطعن به على أئمتهم المتسلطين - مطلب
لا يوجد في شئ من كتبه ورسائله ولو بالإشارة إليه، وهذا غير خفي على من
أمعن النظر فيهما، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وكيف لا يكون كذلك وهو
الذي امتاز بين علماء الفرقة بما ورد عليه من التوقيعات من ولي العصر وصاحب
الامر صلوات الله عليه، وقد ذكر المحقق النقاد ابن بطريق الحلي في رسالة نهج
العلوم كما في اللؤلؤة وغيرها: انه ترويه كافة الشيعة، وتتلقاه بالقبول (2)، ونقلها
المحدث الطبرسي في الاحتجاج (3).
قال: ورد من الناحية المقدسة في أيام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة
كتاب إلى الشيخ المفيد طاب ثراه، وذكر موصله أنه تحمله من ناحية متصلة
بالحجاز.
وهذه صورته، نسخة ما ينوب مناب العنوان: للشيخ السديد والمولى
الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه من
مستودع العهد المأخوذ على العباد.
نسخة ما في الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، سلام عليك

(1) رجال السيد بحر العلوم 3: 311..
(2) لؤلؤة البحرين: 364.
(3) الاحتجاج: 495.
224

أيها الولي (1) المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين، فإنا نحمد إليك الله
الذي لا إله إلا هو، ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا ونبينا محمد وآله
الطاهرين، ولنعلمك - أدام الله توفيقك لنصرة الحق، وأجزل مثوبثك على
نطقك عنا بالصدق - أنه قد أذن لنا في تشريفك بالكتابة، وتكليفك ما تؤديه
عنا إلى موالينا قبلك - أعزهم الله تعالى بطاعته، وكفاهم المهم برعايته لهم
وحراسته، فقف أيدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه - على ما نذكره،
واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله، نحن وإن كنا ثاوين
بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي (2) أرانا الله من الصلاح لنا
ولشيعتنا المؤمنين في ذلك، ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا نحيط (3) علما
بأنبائكم، ولا يعزب عنا شئ من أخباركم، ومعرفتنا بالأذى (4) الذي
أصابكم، منذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا، ونبذوا
العهد المأخوذ منهم كأنهم لا يعلمون.
وإنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم
البلاء (5) واصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جل جلاله، وظاهرونا على نبائكم (6)
من فتنة قد أناقت عليكم، يهلك فيها من حم أجله، ويحمى عنها من أدرك
أمله، وهي امارة لادرار حركتها، ومناقشتكم (7) لأمرنا ونهينا، والله متم نوره ولو
كره المشركون، فاعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية، يحششها عصب

(1) نسخة بدل: مولى (منه قدس سره).
(2) نسخة بدل: ما (منه قدس سره).
(3) نسخة بدل: يحيط علمنا (منه قدس سره).
(4) نسخة بدل: الزلل (منه قدس سره).
(5) نسخة بدل: اللاواء (منه قدس سره) وهي بمعنى الشدة والمحنة.
(6) نسخة بدل: انتياشكم (منه قدس سره).
(7) نسخة بدل: ومباينتكم (منه قدس سره).
225

أموية، ويهول بها فرقة مهدوية، أنا زعيم بنجاة من لم يرو منكم فيها (1) بمواطن
الخفية وسلك في الظعن عنها السبل المرضية. إذا أهل جمادى الأولى من سنتكم
هذه فاعتبروا بما يحدث فيه، واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في (2) الذي يليه.
ستظهر لكم من السماء آية جلية، ومن الأرض مثلها بالسوية،، يحدث
في أرض المشرق ما يحرق ويقلق، ويغلب على أرض العراق طوائف من
الاسلام مراق تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق، ثم تنفرج الغمة من بعد
ببوار طاغوت من الأشرار، يسر بهلاكه المتقون والأخيار، ويتفق لمريدي الحج
من الآفاق ما يأملونه على توفر غلبة منهم واتفاق، ولنا في تيسير حجهم على
الاختيار منهم والوفاق، شان يظهر على نظام واتساق.
ليعمل (3) كل امرئ منكم بما يقربه من محبتنا، وليجتنب ما يدنيه من
كراهتنا وسخطنا، فإن أمرنا يبعثه فجأة حين لا تنفعه توبة، ولا ينجيه من عقابها
ندم على حوبة، والله يلهمكم الرشد وبلطف لكم في التوفيق برحمة.
ونسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام: هذا كتابنا إليك أيها
الأخ الولي، المخلص في ودنا الصفي، الناصر لنا الولي، حرسك الله بعينه التي
لا تنام، فاحفظ به ولا تظهر على حظنا الذي سطرناه بماله ضمناه أحدا، وأد
ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه، إن شاء الله تعالى،
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
قلت: هذا التوقيع ورد قبل وفاة الشيخ بسنتين ونصف سنة تقريبا.
وقال الطبرسي: ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم

(1) نسخة بدل: عنها (منه قدس سره).
(2) نسخة بدل: من (منه قدس سره).
(3) نسخة بدل: فيعمل (منه قدس سره).
226

الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
نسخته: من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله.
بسم الله الرحمن الرحيم، سلام عليك أيها العبد الصالح الناصر
للحق، الداعي إليه بكلمة الصدق، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو
إلهنا وإله ابائنا الأولين، ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه
وآله خاتم النبيين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
وبعد: فقد كنا نظرنا مناجاتك - عصمك الله تعالى بالسبب الذي وهبه
لك من أوليائه، وحرسك به من كيد أعدائه - وشفعنا ذلك (1) من مستقر لنا
ناصب (2) فيك في شمراخ من بهماء، صرنا إليه آنفا من غماليل (2)، ألجأنا إليه
السباريت من الايمان، ويوشك أن يكون هبوطنا منه إلى صحيح من غير بعد
من الدهر، ولا تطاول من الزمان، ويأتيك نبا منا بما يتجدد لنا من حال،
فتعرف بذلك ما نعتمده (4) من الزلفة إلينا بالاعمال، والله موفقك لذلك برحمته.
فلتكن - حرسك الله يعينه التي لا تنام - أن تقابل لذلك فتنة (5) نفوس
من قوم حرست باطلا لاسترهاب المبطلين، يبتهج لدمارها (6) المؤمنون، ويحزن
لذلك المجرمون، وآية حركتنا من هذه اللوثة حادثة بالحرم المعظم، من رجس
منافق مذمم، مستحل للدم المحرم، يعمد بكيده أهل الايمان، ولا يبلغ بذلك

(1) نسخة بدل: فيك (منه قدس سره).
(2) نسخة بدل: ينصب - تصلب (منه قدس سره).
(3) نسخة بدل: عمى ليل (منه قدس سره).
(4) نسخة بدل: تعمده (منه قدس سره).
(5) نسخة بدل: ففيه تبسل نفوس (منه قدس سره).
(6) نسخة بدل: لدمارئها (منه قدس سره).
227

غرضه من الظلم لهم والعدوان، لأننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب
عن ملك الأرض والسماء، فلتطمئن بذلك من أوليائنا القلوب، وليثقوا بالكفاية
وإن راعتهم به الخطوب، والعاقبة لجميل (1) صنع الله تكون حميدة لهم ما
اجتنبوا المنهي عنه من الذنوب، ونحن نعهد إليك أيها الولي المجاهد فينا
الظالمين، أيدك الله بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين، أنه من
أتقى ربه من إخوانك في الدين، وأخرج (2) ما عليه إلى مستحقه كان آمنا من
فتنها المبطلة (3)، ومحنها المظلمة المضلة، ومن بخل منهم بما أعاره الله من نعمته
على من أمر بصلته، فإنه يكون بذلك خاسرا لأولاه واخرته (4).
ولو أن أشياعنا - وفقهم الله لطاعته - على. اجتماع من القلوب في الوفاء
بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا
على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسهم عنا إلا ما يتصل بنا مما نكرهه
ولا نؤثره منهم، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلواته على سيدنا
البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم، وكتب في غرة شوال من سنة اثنتي
عشرة وأربعمائة.
نسخة التوقيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها: هذا كتابنا إليك
- أيها الولي الملهم للحق العلي - باملائنا، وخط ثقتنا، فاخفه عن كل أحد
واطوه، واجعل له نسخة يطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا، شملهم
الله ببركتنا ودعائنا إن شاء الله تعالى، والحمد لله، والصلاة على سيدنا محمد

(1) نسخة بدل: بجميل (منه قدس سره).
(2) نسخة بدل: وخرج عليه بما هو مستحقه (منه قدس سره).
(3) نسخة بدل: المطلة (منه فدس سره).
(4) نسخة بدل: وأخراه (منه قدس سره).
228

وآله الطاهرين (1).
قلت: الذي نقله في اللؤلؤة وغيرها عن رسالة ابن بطريق الحلي، أن
مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه وأهل بيته، كتب إليه ثلاثة
كتب في كل سنة كتابا (2)، والذي نقله في الاحتجاج اثنان، فالثالث مفقود،
والذي يظهر من تاريخ وفاة الشيخ أن وصول الكتاب الأخير إليه كان قبل وفاته
بثمانية أشهر تقريبا.
وقال السيد الاجل بحر العلوم: وقد يشكل أمر هذا التوقيع بوقوعه في
الغيبة الكبرى، مع جهالة المبلغ ودعواه المشاهدة المنافية بعد الغيبة الصغرى،
ويمكن دفعه باحتمال حصول العلم بمقتضى القرائن، واشتمال التوقيع على
الملاحم والاخبار عن الغيب الذي لا يطلع عليه إلا الله وأولياؤه بإظهاره لهم،
وأن المشاهدة المنفية أن يشاهد الامام، ويعلم أنه الحجة عليه السلام حال
مشاهدته له، ولم يعلم من المبلغ ادعاؤه لذلك، وقد يمنع أيضا امتناعها في شأن
الخواص، وأن اقتضاء ظاهر النصوص بشهادة الاعتبار ودلالة بعض الآثار (3).
انتهى.
ونحن أوضحنا جواز الرؤية قي الغيبة الكبرى بما لا مزيد عليه، في
رسالتنا جنة المأوى (4)، وفي كتاب النجم الثاقب (5)، وذكرنا له شواهد وقرائن لا
تبقى معه ريبة، ونقلنا عن السيد المرتضى وشيخ الطائفة وابن طاووس (رحمهم
الله) التصريح بذلك، وذكرنا لما ورد من تكذيب مدعي الرؤية ضروبا من

(1) الاحتجاج: 495 - 499.
(2) لؤلؤة البحرين: 363 - 367.
(3) رجال السيد بحر العلوم 3: 320.
(4) بحار الأنوار 53: 318.
(5) النجم الثاقب: 484 - 491.
229

التأويل يستظهر من كلماتهم (عليهم السلام) فلاحظ.
هذا ومن أراد أن يجد وجدانا مفاد قول الحجة عليه السلام في حقه: أيها
الولي الملهم للحق، فليمعن النظر في مجالس مناظرته مع أرباب المذاهب
المختلفة، وأجوبته الحاضرة المفحمة الملزمة، وكفاك في ذلك كتاب الفصول (1)
للسيد المرتضى الذي لخصه من كتاب العيون والمحاسن للشيخ، ففيه ما قيل
في مدح بعض الاشعار يسكر بلا شراب، ويطرب بلا سماع، وقد عثرنا فيه على
بعض الأجوبة المسكتة التي يبعد عادة إعداده قبل هذا المجلس.
فمما استطرفناه من ذلك مما فيه، قال السيد: قال الشيخ أدام الله عزه:
حضرت يوما مجلسا فجرى فيه كلام في رذالة بني تيم بن مرة، وسقوط
أقدارهم، فقال شيخ من الشيعة: قد ذكر أبو عيسى الوراق فيما يدل على ذلك
قول الشاعر:
ويقضى الامر حين تغيب تيم * ولا يستأذنون وهم شهود
وإنك لو رأيت عبيد تيم * وتيما قلت أيهم العبيد
فذكر الشاعر أن الرائي لهم لا يفرق بين عبيدهم وساداتهم من الضعة
وسقوط القدر، فانتدب له أبو العباس هبة الله بن المنجم.

(1) جاء في هامش المخطوطة:
وقد منحني الله تعالى وفي النعم نسخة شريفة صحيحة من فصوله هذا للسيد المرتضى،
المختصر من كتاب العيون والمحاسن لشيخنا المفيد أعلى الله مقامه، وفي آخرها إجازة بخط
المحقق الثاني الشيخ علي بن عبد العالي الكركي، إجازة رواية إلة الكتاب لبعض سادة العلماء
المعروف بميرك من أجداد السيد المعاصر صاحب الروضات، ومن خطه إنه كان ببلدة قاشان
وكان السيد في جماعة العلماء الحاضرين قرأوا له كتاب الفصول من أؤله إلى آخره، وأجاز له
روايته، ولم يعلم العلماء الحاضرون اسمه ولا رسمه، فإنه لا يبقى من العلم إلا اسمه " لمحرره
يحيى بن محمد شفيع عفى عنهما ".
230

فقال له: يا شيخ، ما أعرفك باشعار العرب! هذا في تيم بن مرة أو تيم
الرباب، وجعل يتضاحك بالرجل، ويتماجن عليه، ويقول له: سبيلك أن
تؤلف دواوين العرب، فإن نظرك بها حسن.
قال الشيخ أدام الله عزه: فقلت: جعلت هذا الباب رأس مالك، ولو
أنصفت في الخطاب لأنصفت في الاحتجاج، وإن أخذنا معك في إثبات هذا
الشعر تعلق البرهان فيه بالرجال، والكتب المصنفات، وأندفع المجلس ومضى
الوقت ولكن بيننا وبينك كتب السير، وكل من اطلع على حديث الجمل وحرب
البصرة، فهل يريب في شعر عمير بن الأهلب الضبي وهو يجود بنفسه بالبصرة
وقد قتل بين يدي الجمل وهو يقول:
لقد أوردتنا حومة الموت امنا * فلم ننصرف إلا ونحن رواء
نصرنا قريش ضله من حلومنا * ونصرتنا أهل الحجاز عناء
لقد كان في نصر ابن ضبة أمة * وشيعتها مندوحة وغناء
نصرنا بني تيم بن مرة شقوة * وهل تيم إلا أعبد وإماء
فهذا رجل من أنصار عائشة، ومن سفك دمه في ولايتها، يقول هذا
القول في قبيلتها بلا ارتياب بين السير، ولم يك بالذي يقوله في تلك الحال إلا
وهو معروف عند الرجال، غير مشكوك فيه عند أحد من العارفين بقبائل العرب
في سائر الناس. فاخذ في الضجيج، ولم يأت بشئ (1). انتهى.
ومما يؤيد كلام الشيخ، ويناسب مجلسه المذكور، ما رواه العالم الجليل
السيد حيدر العاملي في الكشكول: عن عكرمة عن ابن عباس، عن علي عليه
السلام قال: لما مر رسول الله صلى الله عليه وآله على القبائل خرج مرة وأنا معه

(1) الفصول المختارة: 55.
231

وأبو بكر حتى أتينا على مجلس من مجالس العرب، فتقدم أبو بكر فسلم، وكان
نسابة
وقال: ممن القوم؟
قالوا: من ربيعة.
قال:. أنتم من هامتها أو لهازمها (1)؟
قالوا: بل هامتها العظمى.
قال: فأي هامتها العظمى؟
قالوا: ذهل الأكبر.
قال أبو بكر: فمنكم عوف بن محلم الذي يقال فيه الامر بوادي عوف؟
قالوا: لا.
قال: فمنكم بسطام بن قيس ذو اللواء ومنتهى الاحياء؟
قالوا: لا.
قال: فمنكم جساس بن مرة، حامي الذمار والمانع للجار؟
قالوا: لا.
قال: فمنكم الحزوارة بن شريك قاتل الملوك وسالبها؟
قالوا: لا.
قال: فمنكم أخوال الملوك من كندة؟
قالوا: لا.
قال: فمنكم أصهار الملوك من لخم؟
قالوا: لا.
قال أبو بكر: فما أنتم من ذهل الأكبر، أنتم من ذهل الأصغر.

(1) في الأصل: لهازقها، والصحيح ما ورد في لسان العرب 12: 556، وهو ما أثبتناه.
232

فقام إليه غلام من شيبان حين بقل عذاره يقال له دغفل (1)، فأنشأ
يقول:
إن على سائلنا أن نسأله * واللقب لا نعرفه أو نحمله
يا هذا إنك سالت فأخبر ناك، ونحن سائلوك، فمن الرجل؟
قال: من قريش.
قال: بخ بخ أهل الشرف والرياسة، ثم قال: من أي قريش؟
قال: من تيم بن مرة.
قال: إن كنت والله إلا من ضعفاء الثغرة، أمنكم قي بن كلاب الذي
جمع القبائل فسمي مجمعا؟
قال: لا
قال: أمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه وأطعم الحجيج ورجال
مكة، وهم مسنون عجاف؟
قال: لا.
قال: فمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء؟
قال: لا.
قال: أفمن أهل البيت والإفاضة بالناس أنت؟
قال: لا.
قال: أفمن أهل الندوة؟
قال: لا.
قال: أفمن أهل الحجابة؟

(1) في الأصل: دعبل، والصحيح ما أثبتناه، أنظر الصراط المستقيم 1: 228.
233

قال: لا.
قال: أفمن أهل السقاية؟
قال لا. فاجتذب - أبو بكر زمام ناقته، ورجع إلى النبي صلى الله عليه
وآله، فقال الغلام:
صادف در السيل سيلا يدفعه * ينبذه حينا وحينا يصدعه
أما والله لو ثبت لأخبرتكم أنه من زمعات قريش، أي من أراذلها.
قال: فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك تبسم (1).
وأفا وجه تسميته بالمفيد، ففي معالم العلماء في ترجمته، ولقبه المفيد
صاحب الزمان صلوات الله عليه، وقد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي
طالب عليهم السلام (2). انتهى.
ولا يوجد هذا الموضع من مناقبه، ولكن اشتهر أنه لقبه به بعض علماء
العامة.
ففي تنبيه الخواطر للشيخ الزاهد ورام: أن الشيخ المفيد لما انحدر مع
أبيه وهو صبي من عكبري إلى بغداد للتحصيل اشتغل بالقراءة على الشيخ أبي
عبد الله المعروف: بالجعل، ثم على أبي ياسر، وكان أبو ياسر ربما عجز عن
البحث معه، والخروج عن عهدته، فأشار إليه بالمضي إلى علي بن عيسى الرماني
الذي هومن أعاظم علماء الكلام، وأرسل معه من يدله على منزله، فلما مضى
وكان مجلس الرماني مشحونا من الفضلاء، جلس الشيخ في صف النعال،
وبقي يتدرج للقرب كلما خلي المجلس شيئا فشيئا لاستفادة بعض المسائل من
صاحب المجلس، فاتفق أن رجلا من أهل البصرة دخل وسال الرماني، وقال

(1) الكشكول: 178، انظر كذلك أنساب السمعاني 1: 64.
(2) معالم العلماء: 113.
234

له: ما تقول في خبر الغدير وقصة الغار؟
فقال الرماني: خبر الغار دراية، وخبر الغدير رواية، والرواية لا تعارض
الدراية.
ولما كان ذلك الرجل البصري ليس له قوة المعارضة سكت وخرج.
وقال الشيخ: إني لم أجد صبرا عن السكوت عن ذلك، فقلت: أيها
الشيخ: عندي سؤال، فقال: قل.
فقلت: ما تقول فيمن خرج على الإمام العادل فحاربه؟
فقال: كافر، ثم استدرك، فقال: فاسق.
فقلت: ما تقول في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؟
فقال: إمام.
فقلت له: ما تقول في حرب طلحة وزبير له في حرب الجمل؟
فقال: إنهما تابا.
فقلت له: خبر الحرب دراية، والتوبة رواية.
فقال: وكنت حاضرا عند سؤال الرجل البصري؟
فقلت: نعم.
فقال: رواية برواية، وسؤالك متجه وارد، ثم إنه سأله من أنت وعند
من تقرأ من علماء هذه البلاد؟
فقلت له: عند الشيخ أبي علي جعل.
ثم قال له: مكانك، ودخل منزله وبعد لحظة خرج وبيده رقعة ممهورة،
فدفعها إلي وقال: ادفعها إلى شيخك أبي عبد الله.
فأخذت الرقعة من يده، ومضيت إلى مجلس الشيخ المذكور، ودفعت
إليه الرقعة ففتحها وبقي مشغولا بقراءتها وهو يضحك، فلما فرغ من قراءتها.
قال: إن جميع ما جرى بينك وبينه قد كتب إلي به، وأوصاني بك،
235

ولقبك: بالمفيد (1).
ونقل ابن إدريس هذه الحكاية مختصرا في آخر السرائر (2).
وقال القاضي في المجالس نقلا عن مصابيح القلوب، قال: بينما القاضي
عبد الجبار ذات يوم في مجلسه في بغداد - ومجلسه مملوء من علماء الفريقين - إذ
حضر الشيخ وجلس في صف النعال، ثم قال للقاضي: إن لي سؤالا، فإن
أجزت بحضور هؤلاء الأئمة.
فقال له القاضي: سل.
فقال: ما تقول في هذا الخبر الذي ترويه طائفة من الشيعة " من كنت
مولاه فعلي مولاه " أهو مسلم صحيح عن النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير؟
فقال: نعم خبر صحيح.
فقال الشيخ: ما المراد بلفظ المولى في الخبر؟
فقال: هو بمعنى أولى.
فقال الشيخ: فما هذا الخلاف والخصومة بين الشيعة والسنة؟
فقال الشيخ: أيها الأخ هذه رواية، وخلافة أبي بكر دراية، والعادل لا
يعادل الرواية بالدراية.
فقال الشيخ: ما تقول في قول النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه
السلام: " حربك حربي، وسلمك سلمى "؟
قال القاضي: الحديث صحيح.
فقال: ما تقول في أصحاب الجمل؟
فقال القاضي: أيها الأخ إنهم تابوا.

(1) تنبيه الخواطر 2: 302.
(2) السرائر: 493.
236

فقال الشيخ: أنها القاضي الحرب دراية، والتولة رواية، وأنت قررت
في حديث الغدير أن الرواية لا تعارض الدراية.
فبهت الشيخ القاضي، ولم يحر جوابا، ووضع رأسه ساعة ثم رفع رأسه،
وقال: من أنت؟
فقال: خادمك محمد بن محمد بن النعمان الحارثي.
فقام القاضي من مقامه، وأخذ بيد الشيخ، وأجلسه على مسنده، وقال:
أنت المفيد حقا، فتغيرت وجوه علماء المجلس، فلما أبصر القاضي ذلك منهم
قال: أيها الفضلاء والعلماء، إن هذا الرجل ألزمني، وأنا عجزت عن جوابه،
فإن كان أحد منكم عنده جواب عما ذكره فليذكر ليقوم الرجل ويرجع مكانه
الأول.
فلما انفصل المجلس شاعت القصة واتصلت بعضد الدولة، فأرسل إلى
الشيخ فأحضره، وسأله عما جرى فحكى له ذلك، فخلع عليه خلعة سنية،
وأخذ له بفرس محلى بالزينة، وأمر له بوظيفة تجري عليه (1).
قلت: قد أورد المولى الفاضل الأوحدي أمير معز الدين محمد بن أمير
فخر الدين محمد المشهدي، المعروف في البلاد الهندية بموسى خان، على
مناظرة الشيخ اعتراضا، زعم أنه لا مخلص له ولا جواب، واشتهر ذلك في تلك
البلاد بشبهة موسى خان، وقد تصدى كثيرون لدفعها، وقد سبقهم في إحراز
قصبات هذا الميدان المولى الاجل المشار إليه بالبنان العلامة الأوحد مولانا شاه
محمد (2)، في كلام طويل نقله خروج عن وضع الكتاب، من أراده وطلبه

(1) مجالس المؤمنين 1: 464.
(2) وهو العالم الجليل مولانا شاه محمد بن محمد الشيرازي، مؤلف كتاب روضة العارفين في شرح
الصحيفة الكاملة، ورسائل متعددة في الحديث والحكمة، وبلغ من العمر قريبا من مائة
وثلاثين سنة، وقد بالغ في مدحه تلميذه الفاضل مولانا محمد مؤمن الجزائري - صاحب كتاب
خزانة الخيال المعروف - في كتابه طيف الخيال فقال: أخذت كثيرا من الأحاديث والتفاسير
وأصناف علوم الحكمة من الطبيعي والإلهي والهيئة والرياضي والمجسطي والموسيقى والأكرات
والمتوسطات، وما والاها من الفنون المشكلات، مدة مديدة وسنين عديدة، عن البحر المواج
والسراج الوهاج، أنموذج الحكماء المهندسين، وخاتمة الفضلاء المتبحرين، يم العلم المتلاطم
أمواجه، وبيت الفضل المتلألأ سراجه، غيث الكرم الذي يفيد ويفيض، ولجة الفيض الذي
لا ينضب ولا يغيض.
وأطال الكلام في المدح والثناء... إلى أن قال: أعني أستاذنا ومن به استنادنا، عمدة
المحدثين وزبدة المحققين، فخر المتكلمين والحكماء المتألهين، ثقة الاسلام، قدوة الأنام، كنز
الإفادة وكعبة الوفادة، معدن المعارف والامام العارف، العلامة الأوحد مولانا شاه محمد
اصطهباناتي أصلا ومولدا، الشيرازي موطنا ومنزلا. ثم أطال القول في الدعاء له وذكر محاسن
خصاله ومحامد صفاته وفعاله.
وفي رياض العلماء في ترجمة القاضي نور الله صاحب المجالس [5: 274]: واعلم أن من
أسباط هذا السيد الفاضل السيد علي بن السيد علاء الدولة بن السيد ضياء الدين نور الله
الحسيني المرعشي الشوشتري، وكان يسكن بالهند، ولعله موجود إلى الآن أيضا، لأني وجدت
في هراة في جملة كتب المولى رضي الدين في ديباجة شرح الصحيفة الكاملة [شرح ممزوج لا يخلو
من طول، وترك شرح الديباجة، وشرح من أول الأدعية] الموسوم بكتاب رياض العارفين الذي
كان من تأليفات المولى شاه محمد بن المولى محمد الشيرازي الدارابي، أن هذا السيد كان من
تلامذته، وأن المولى شاه محمد المذكور لما ورد إلى بلاد الهند ولم يكن لشرحه المذكور ديباجة،
أمر السيد المذكور بكتابة ديباجة لذلك الشرح.
والظاهر أن المراد بالمولى الشاه محمد المذكور: هو المولى شاه محمد الشيرازي المعاصر الساكن
الآن بشيراز، فإنه قد رجع من الهند في قرب هذه الأوقات، ولكن قد بالغ هذا السيد في وصف
هذا المؤلى بالفضل والعلم بما لا مزيد عليه. انتهى (منه قدس سره).
237

وجده.
ومن عجيب غفلات الفاضل المعاصر في الروضات، أنه قال في آخر
ترجمة الشيخ: ثم ليعلم أن لقب المفيد لم يعهد لاحد من علماء أصحابنا بعد
هذا العلم الفرد، المشتهر بابن المعلم أيضا، كما قد عرفت، إلا للفاضل
الكامل المتقدم في الفقه والأدب والأصولين محمد بن جهيم الأسدي الحلي
الملقب بمفيد الدين، وهو الذي قد يعبر عنه في كتب الإجازات وغيرها بالمفيد
238

ابن الجهم (1). انتهى.
وهو من مشايخ العلامة كما تقدم (2)، وهذا منه في غاية الغرابة، فإن
المفيد لقب لجماعة من الاعلام قبل ابن الجهم (3).
مثل: أبي علي الحسن بن الشيخ الطوسي، هو معروف في الإجازات،
وقد يعبر عنه بالمفيد الثاني (4).
والمفيد الرازي أبي الوفاء عبد الجبار المقري، مذكور في أغلب التراجم
والإجازات بهذا اللقب (5).
والمفيد النيسابوري: وهو الشيخ الحافظ عبد الرحمن (6) بن الشيخ أبي
بكر أحمد بن الحسين، عم الشيخ أبي الفتوح المفسر، وهو أيضا معروف مذكور
بهذا اللقب، وقد صرح هو بنفسه في ترجمة الشيخ (7) في مقام تعداد تلامذة
الشيخ - وقد اخذه من المقابيس (8) وإن لم ينسبه إليه - ما لفظه: والشيخ المفيد
عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري.
والمفيد الاخر عبد الجبار بن علي المقري الرازي (9). انتهى.
وأميركا بن أبي اللجيم (10) بن أميرة المصدري العجلي، أستاذ الشيخ

(1) روضات، الجنات 6: 177 / 576.
(2) تقدم في الجزء الثاني الصفحة: 409..
(3) انظر بحار الأنوار 107: 64.
(4) انظر بحار الأنوار 107: 144.
(5) انظر بحار الأنوار 907: 158 و 168.
(6) انظر بحار الأنوار 107: 123.
(7) أي: صاحب الروضات في ترجمة الشيخ الطوسي، مع أن العبارة غير واضحة الدلالة.
(8) مقابس الأنوار: 4 و 5.
(9) روضات الجنات 6: 229 / 580.
(10) في الأصل. ابن أبي اللحيم (بالحاء) وقد أثبتنا ما في المصادر، انظر فهرست منتجب الدين:
15 / 15، وفي روضات الجنات 6: 323: المفيد أميركا بن أي اللجيم.
239

الجليل عبد الجليل الرازي صاحب المؤلفات الكثيرة.
واما مشايخ هذا الشيخ المعظم فهم جماعة:
أ - العالم الجليل أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه.
ب - الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي.
ج - أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد القمي.
د - أبو غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري، الثقة الجليل
المعروف، صاحب الرسالة في أحوال آل أعين.
د - أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى بن سعد بن عبيد الله
المرزباني، الكاتب البغدادي.
و - الفقيه المعروف أبو علي محمد بن أحمد بن الجنيد، الكاتب
الإسكافي، المعبر عنه تارة بابن الجنيد، وأخرى: بالإسكافي، وثالثة بأبي علي،
ورابعة بالكاتب، صاحب التصانيف الكثيرة، المتوفى سنة 381.
ز - شيخ الطائفة وعالمها أبو الحسن محمد بن أحمد بن داود بن علي
القمي، الذي حكى الشيخ (1) المفيد أنه لم ير أحفظ منه، صاحب الكتب
الكثيرة التي منها المزار الذي ينقل عنه كثيرا، المتوفى سنة 368.
ح - الشيخ الثقة أبو علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي البصري،
المصاحب للجلودي، قال في أماليه: حدثنا أبو علي أحمد بن محمد الصولي
بمسجد براثا سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة (2).
ط - شيخ الطائفة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن

(1) كذا في الأصل، ولكننا لم نعثر على مصدر ينقل أن الحاكي هو الشيخ المفيد، بل وجدنا أن
الحاكي هو: أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله، انظر رجال النجاشي؟ 384 / 1045، ورجال
ابن داود: 162 / 1292، ورجال العلامة: 162 / 161، ورياض العلماء 5: 24.
(2) أمالي الشيخ المفيد: 165.
240

صفوان بن مهران الجمال، الذي ناظر مع قاضي الموصل في دار الأمير بن حمدان
وبحضوره، ثم باهله فجعل كفه في كفه، فلما وصل القاضي إلى بيته حم
وانتفخ (1) الكف الذي مده للمباهلة، واسودت وهلك من الغد، وانتشر بهذا
ذكره عند الملوك (2). صاحب الكتب التي أملاها من ظهر قلبه، ويعبر عنه
بالصفواني في كتب الأصحاب.
ي - الشيخ المتقدم أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الأنصاري.
يا - السيد الجليل العظيم الشأن أبو محمد الحسن بن حمزة بن علي بن
عبد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب عليهم السلام الطبري المرعشي، المعدود من أجلاء هذه الطائفة
وفقهائها، المتوفى سنة 358 (3).
يب - القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سالم بن محمد البراء، المعروف
بالجعابي، الحافظ النقاد، المعبر عنه بأبي بكر الجعابي (4)، صاحب الكتاب
الكبير في طبقات أصحاب الحديث من الشيعة.
يج - أبو الحسن علي بن محمد بن خالد.
يد - أبو الحسن محمد بن المظفر الوراق.
يه - أبو حفص محمد بن عمر بن علي الصيرفي، المعروف بابن الزيات.
يو - أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن المغيرة البوشنجي العراقي.

(1) كذا في نسخ النجاشي (منه قدس سره).
(2) انظر رجال النجاشي: 393 / 1050.
(3) نقل عن خط الشيخ آقا بزرك هنا ما نصه:
ويظهر من كتاب لمح البرهان للشيخ المفيد - كما نقله ابن طاووس في أول عمل شهر
رمضان [الاقبال: 5] - أنه كان الشريف الحسن بن حمزة الطبري حيا في سنة 363، فراجع.
هذا وقد سماه في الاقبال: الشريف الزكي أبي محمد الحسيني.
(4) ارشاد المفيد: 22 و 25.
241

يز - الشريف أبو عبد الله محمد بن الحسين الجواني.
يح - أبو الحسن علي بن محمد القرشي.
بط - الشريف أبو عبد الله محمد بن محمد بن طاهر الموسوي.
ك - أبو الحسن علي بن خالد المراغي القلانسي، ويظهر بن أسانيد
أماليه (1) أنه غير علي بن محمد بن خالد الذي تقدم (2).
كا - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب.
كب - أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد الكوفي النحوي التميمي،
والظاهر أنه الذي ترجمه النجاشي ومدحه، إلا أنه كناه: بابي بكر (3)، فلاحظ.
كج - أبو نصر محمد بن الحسين البصير المقري.
كد - شيخ أصحابنا بالبصرة أبو الحسن علي بن بلال بن أبي معاوية
المهلبي الأزدي، صاحب الكتاب في الغدير.
كه - أبو الحسن علي بن مالك النحوي.
كو - أبو الحسين محمد بن مظفر البزاز، والظاهر أنه غير ما سبق (4)،
لتعدد الكنية واللقب. بل في جملة أسانيد كتاب الارشاد: أبو بكر محمد بن
المظفر (5).
كز - أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم الكاتب.
كح - عبد الله بن جعفر بن محمد بن أعين البزاز.
كط - أبو عبد الله محمد بن داود الحتمي.

(1) أمالي الشيخ المفيد: 10 / 7.
(2) تقدم برمز: يج.
(3) رجال النجاشي:، 394 / 1054.
(4) اي: الذي تقدم برمز: يد.
(5) ارشاد المفيد: 23.
242

ل - أبو الطيب الحسين بن محمد النحوي التمار، صاحب أبي بكر محمد
ابن القاسم.
لا - أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أسامة البصري.
لب - أبو محفد عبد الله بن محمد الأبهري.
لج - أبو الجيش المظفر بن محمد البلخي الوراق، قال ابن شهرآشوب في
معالم العلماء: إنه قرأ على أبي القاسم علي بن محمد الرقاء، وعلى أبي الجيش
البلخي (1).
لد - أبو علي الحسين بن عبد الله القطان.
له - أبو الحسن أحمد بن محمد الجرجاني.
لو - أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق.
لز - أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري.
لح - الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، الذي أكثر
الرواية عنه في الارشاد.
لط - أبو بكر عمر بن محمد بن (2) سليم بن البراء، المعروف بابن الجعابي،

(1) عن خط شيخنا الطهراني جاء هنا ما نصه:
يعمي؟ الشيخ المفيد، أقول: وصرح به النجاشي (422 / 1130! في ترجمة مظفر نفسه،
وفي المعالم [112 / 765] ذكره في ترجمة المفيد.
(2) كذا في الأصل، وهو اختلاف ظاهر في التسمية بين الابن والأب، فقد عنونه النجاشي:
394 / 1055 هكذا: - محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيار التميمي أبو
بكر المعروف بالجعابي، كما وعنون الشيخ أبا. في فهرسته: 114 / 414 هكذا: عمر بن محمد
ابن سالم بن البراء، أبا بكر المعروف بابن الجعابي، وأورد الابن في رجاله في باب من لم يرو عنهم
عليهم السلام تحت عنوانين:
الأول: 505 / 79: محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء بن سبرة بن يسار التميمي
القاضي أبا بكر المعروف بابن الجعابي.
والثاني: 513 / 118: محمد بن عمر بن سالم الجعابي أبو بكر، فلاحظ.
243

الحافظ الثقة العارف بالرجال من العامة والخاصة، كما صرح به الشيخ في
الفهرست، وهو والد أبي بكر محمد الجعابي، الذي تقدم (1).
م - الشيخ الثقة الجليل أبو عبد الله الحسين بن علي بن سفيان بن خالد
ابن سفيان البزوفري.
ما - أبو علي الحسن بن علي بن الفضل الرازي.
مب - أبو جعفر محمد بن الحسين البزوفري، كما في آمالي أبي علي (2)
مكررا، عن والده، عن المفيد، عنه، مع الترحم عليه، وهو ابن أبي عبد الله
البزوفري.
مج - أبو عبد الله محمد بن علي بن رياح القرشي.
مد - أبو الحسن زيد بن محمد بن جعفر التيملي.
مه - محمد بن أحمد بن عبد الله المنصوري.
مو - أبو القاسم علي بن محمد الرفا، صرح به السروي في المعالم (3).
مز - أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن موسى بن هدية، صرح به في
الرياض (4)، واحتمل كونه بعينه الحسين بن محمد بن موسى الذي هو من
مشايخ النجاشي.
مح - الشيخ أبو عبد الله الحسين بن علي بن شيبان القزويني.
في الرياض: عالم فاضل جليل فقيه إمامي نبيل، وهو من مشايخ الشيخ
المفيد، ويروي عن علي بن حاتم الثقة، وقد ذكره ابن طاووس أيضا في الدروع
الواقية، ونسب إليه كتاب علل الشريعة، وقد يعبر عنه فيه بالقزويني، وعن

(1) تقدم فوق برمز: يب.
(2) أمالي الشيخ 1: 56 - 169.
(3) معالم العلماء: 113 / 765.
(4) رياض العلماء 2: 30 و 173.
244

كتابه بالعلل (1). انتهى.
ويروي عنه أحمد بن عبدون، كما في الفهرست في ترجمة الحسين بن
عبيد الله بن سهل الساعدي، وترجمة علي بن حاتم القزويني (2).
مط - أبو محمد (3) سهل بن أحمد الديباجي، كما نص عليه في زيادات
كتاب المقالات.
ن - جعفر بن الحسين (4) المؤمن رحمه الله، روى عنه مترحما في
الاختصاص (5).
هذا ما حضرني من مشايخه الذين أكثر الرواية عنهم في أماليه وإرشاده.
ويوجد في أمالي أبي علي الطوسي، والذين صرح بهم النجاشي في ذكر

(1) الدروع الواقية: 57، رياض العلماء 2: 153.
(2) فهرست الشيخ: 57 / 209 و 98 / 415.
(3) في الأصل والحجرية: محمد بن سهل، والزيادات التي أشار إليها طبعت محققة في مجلة تراثنا
العدد 16: 133 بعنوان: حكايات الشيخ المفيد برواية الشريف المرتضى التي كانت منظمة
إلى كتاب أوائل المقالات، هكذا: أبو محمد سهل بن أحمد الديباجي.
والظاهر إما أن يكون هناك اختلاف في النسخ استنادا إلى ما أشار إليه الشيخ آقا بزرك
الطهراني في طبقات أعلام الشيعة (المائة الرابعة): 274 نقلا من زيادات كتاب المقالات، إذ
عنونه: محمد بن سهل بن أحمد الديباجي، كما وأنه ذكر في نفس الطبقات: 137 شخص آخر
بعنوان: سهل بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سهل الديباجي أبو محمد، يروي الأشعثيات
والجعفريات، ويرويها المفيد عنه، أو أن يكون هناك تصحيف، إذ إن كتب الرجال أشارت إلى
الثاني درن الأول فقط مع ذكر شيخوخته للشيخ المفيد، انظر رجال النجاشي: 86 1 / 493،
ورجال الشيخ: 474 / 3، ورجال العلامة: 81 / 4، ومجمع الرجال للقهبائي 3: 177،
وعليه فلا يبقى هناك شك بصحة ما أثبتناه وكذلك مردودية التعدد التي قال بها الشيخ الطهراني
ظاهرا، وانظر كذلك الأشعثيات: 3.
(4) أقول: ذكر للشيخ المفيد (رحمه الله) في المشجرة خمسة مشايخ هم: (أ) و (ب) و (يا) و (م)
والخامس: أبو المفضل محمد بن عبد المطلب الشيباني، الذي لم يتعرض له هنا.
(5) الاختصاص: 5 و 9 و 70 و 79 و 82 و 190 و 205.
245

طرقه إليهم، ويعرف حال المجهولين والمهملين منهم بما شرحناه في حال مشايخ
النجاشي، بل أمر الشيخ في هذه المقامات أضيق وأتقن، كما لا يخفى على من
وقف على طريقته.
وبالأسانيد إلى أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد قال: أخبرني
أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي،
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: " قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: لا يزول قدم عبد يوم القيامة من بين يدي الله عز وجل حتى يسأله
عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته؟ وجسدك فيما أبليته؟ ومالك من أين كسبته
وأين وضعته؟ وعن حبنا أهل البيت عليهم السلام؟ فقال رجل من القوم: وما
علامة حبكم يا رسول الله؟ فقال: محبة هذا، ووضع يده على رأس علي بن أبي
طالب عليه السلام، (1).
السابع: الفقيه الجليل المحدث أستاذ أبي عبد الله المفيد (رحمه الله) أبو
القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي.
قال النجاشي: كان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلائهم في الحديث
والفقه، روى عن أبيه، وعن أخيه، عن سعد، وقال: ما سمعت من سعد إلا
أربعة أحاديث، وعليه قرأ شيخنا أبو عبد الله الفقه، ومنه حمل، وكلما يوصف
به الناس من جميل وفقه فهو فوقه، له كتب حسان، قرأت أكثر هذه الكتب على
شيخنا أبي عبد الله، وعلى الحسين بن عبيد الله (2). انتهى.
وفي الخرائج للقطب الراوندي: روي عن أبي القاسم جعفر بن محمد

(1) أمالي الشيخ المفيد: 353، أمالي الشيخ الطوسي 1: 124.
(2) رجال النجاشي: 123 / 318.
246

أبن قولويه قال: لما وصلت بغداد في سنة سبع وثلاثين للحج - وهي السنة التي
رد القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت - كان أكثر همي رؤية من ينصب
الحجر، لأنه مضى علي في أثناء الكتب قصة أخذه، وانه ينصبه مكانه الحجة
في الزمان، كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين عليه السلام في مكانه
واستقر، فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي، ولم يتهيأ لي ما قصدته،
فاستنبت المعروف بابن هشام، وأعطيته رقعة مختومة أسال فيها عن مدة
عمري، وهل يكون الموتة في هذه العلة أم لا؟ وقلت: همي إيصال هذه الرقعة
إلى واضع الحجر في مكانه، وأخذ جوابه، وإنما أندبك لهذا.
قال: فقال المعروف بابن هشام: لما حصلت بمكة، وعزم الناس على
إعادة الحجر، بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى
وضع الحجر في مكانه، فأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس، فكلما
عمد انسان لوضعه اضطرب ولم يستقم.
فاقبل غلام أسمر اللون، حسن الوجه، فتناوله ووضعه في مكانه،
فاستقام كأنه لم يزل عنه، وعلت لذلك الأصوات، فانصرف خارجا من
الباب، فنهضت من مكاني أتبعه، وأدفع الناس يمينا وشمالا حتى ظن بي
الاختلاط في العقل، والناس يفرجون لي، وعيني لا تفارقه حتى انقطع عن
الناس، فكنت أسرع الشد خلفه، وهو يمشي على تؤدة السير ولا أدركه فلما
حصل بحيث لا يراه أحد غيري، وقف والتفت إلخ، وقال عليه السلام: هات
ما معك، فناولته الرقعة، فقال من غير أن ينظر إليها.
قل له: لا خوف عليك في هذه العلة، وبكون ما لابد منه بعد ثلاثين
سنة، قال: فوقع علي الدمع حتى لم أطق حراكا، وتركني وانصرف.
قال أبو القاسم: فأعلمني بهذه الجملة، فلما كان سنة سبع وستين اعتل
أبو القاسم وأخذ ينظر في أمره، وتحصيل جهازه إلى قبره، فكتب وصيته،
247

واستعمل الجد في ذلك، فقيل له: ما هذا الخوف، ونرجو ان يتفضل الله
بالسلامة، فما علتك بمخوفة؟ فقال: هذه السنة التي خوفت فيها، فمات في
علته، وهذه القصة تنبئ عن مقام سني، وقرب معنوي (1).
وفي الخلاصة: أن الوفاة كانت في سنة تسع (2).
وفي رجال الشيخ: ثمان (3).
والأول لعله من مواضع تصحيف السبع بالتسع، وما في رجال الشيخ
لا يقاوم القصة، كما لا يخفى.
وعد النجاشي من كتبه: كتاب الزيارات (4). والشيخ في الفهرست: له
كتاب جامع الزيارات (5)، والمراد منهما كتاب كامل الزيارات، وهو اسمه الذي
سماه به، وهو كتاب مشهور معروف بين الأصحاب، نقل عنه أرباب التأليف
منهم، مشتمل على مائة وستة أبواب.
ومما ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام أن الخبر الطويل الشريف المعروف
بخبر زائدة، الذي يلوح من مضامين متنه علائم الصدق، وآثار الصواب،
ونقله العلامة المجلسي في البحار (6) من كامل الزيارة، ليس من أصل الكتاب
وإنما أدرجه فيه بعض تلامذته، ولم يتفطن المجلسي لذلك، فوقع في غفلة لا بد من
التنبيه عليها.
ففي الكامل باب 88 فضل كربلاء وزيارة [الحسين عليه السلام] (7):

(1) الخرائج والجرائح: 126.
(2) رجال العلامة: 31 / 6.
(3) رجال الشيخ: 458 / 5.
(4) رجال النجاشي: 23 / 318.
(5) فهرست الشيخ: 42 / 130.
(6) بحار الأنوار (حجري) 8: 13.
(7) ما بين المعقوفين لم يرد في الأصل.
248

الحسين بن أحمد بن المغيرة - في حديث رواه شيخه أبو القاسم (رحمه الله)
مصنف هذا الكتاب، ونقل عنه - وهو عن زائدة، عن مولانا علي بن الحسين
عليهما السلام. ذهب على شيخنا (رحمه الله) أن يضمنه كتابه هذا، وهو مما
يليق بهذا الباب، ويشتمل أيضا على معان شتى، حسن تام الألفاظ أحببت
إدخاله فيه، وجعلته أول الباب، وجميع أحاديث هذا الباب وغيرها مما يجري
مجراها يستدل بها على صحة قبر مولانا الحسين بن علي (عليهما السلام)
بكربلاء، لان كثيرا من المخالفين للحق ينكرون أن قبره (عليه السلام)
بكربلاء، كما ينكرون أيضا أن قبر مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه
بالغريين بظهر نجف الكوفة، وقد كنت استفدت هذا الحديث بمصر عن
شيخي أبي القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي (رحمه الله) مما نقله عن
مزاحم بن عبد الوارث البصري بإسناده عن قدامة بن زائدة، عن أبيه زائدة،
عن علي بن الحسين (عليهما السلام).
وقد ذاكرت شيخنا ابن قولويه (رحمه الله) بهذا الحديث بعد فراغه من
تصنيف هذا الكتاب ليدخله فيه، فما قضى ذلك، وعاجلته منيته (رضي الله
عنه) وألحقه بمواليه عليهم السلام، وهذا الحديث داخل فيما أجاز لي (1) شيخي
(رحمه الله)، وقد جمعت بين الروايتين بالألفاظ الزائدة والنقصان، والتقديم
والتأخير فيهما حتى صح بجميعه عمن حدثني به أولا، ثم الآن، وذلك أني ما
قرأته على شيخنا (2) رحمه الله، ولا قرأه علي، غير أني أرويه عمن حدثني به عنه.
وهو: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال: حدثني أبو القاسم
جعفر بن محمد بن قولويه، قال: حدثني أبو عيسى عبيد (3) الله بن الفضل بن

(1) نسخة بدل: أملاه شيخنا (رحمه الله) (منه قدس سره).
(2) نسخة بدل: شيخي (منه قدس سره).
(3) في الأصل: عبد الله، والذي أثبتناه: عبيد الله، انظر رجال النجاشي: 232 / 616 وكذلك
المصدر.
249

محمد بن هلال الطائي البصري (رحمه الله) قال: حدثني أبو عثمان سعيد بن
محمد، قال: حدثنا محمد بن سلام بن سيار الكوفي قال: حدثني أحمد بن محمد
الواسطي، قال: حدثني عيسى بن أبي شيبة القاضي، قال: حدثني نوح بن
دراج، قال: حدثني قدامة بن زائدة، عن أبيه، قال: قال علي بن الحسين
(عليهما السلام): بلغني - يا زائدة - أنك تزور قبر أبي عبد الله (عليه السلام)
أحيانا. وساق الخبر إلى قوله: يا أخي سررت بكم، وقال مزاحم بن عبد
الوارث في حديثه، فقال (عليه السلام): يا أخي إني مررت بكم سرورا ما
سررت مثله قط (ا،... إلى آخر الحديث.
وأما العلامة المجلسي فلم ينظر إلى ما صدر به الباب (2) المذكور، ولم
ينقل المقدمة المذكورة، فقال: مل - وهو رمز الكامل - عبيد الله بن الفضل بن
محمد بن هلال، عن سعيد بن محمد (3). وساق السند والمتن، وأنت خبير بأنه
ليس من الكامل وإن كان فيه، وأن الناظر في البحار يتحير في قوله: وقال
مزاحم بن عبد الوارث في حديثه، فإنه لم يكن داخلا في السند الذي أثبته،

(1) كامل الزيارات: 259.
(2) جاء في هامش الأصل:
أقول: مثل هذه الغفلة قد اتفق له روح الله روحه، حيث نقل مرسلة ابن خنيس في السماء
والعالم وغيره من شيخ الطائفة (قدس سره) تعظيم النيروز، ولعد التفحص البليغ انكشف ان
الحديث المعهود لم ينقله في شئ من كتبه إلا ما قد يوجد في بعض نسخ المصباح، بعد إكمال
الكتاب وايفاء ما وجده في صدر الكتاب وذكر العبارات الاختتامية التي تنادي بأعلى الصوت
أن الكتاب قد تم واختتم.
كاتب النسخة ألحق هذا الحديث الموضوع المظنون ان واضعه بعض متعصبي المجوس،
غير مربوط بالسابق، كالحجر الموضوع في جنب الانسان، ولم ينظر أعلى الله مقامه إلى أسطر ما
قبل الرواية، وتقبله بحسن الظن، وأورده في كتبه، وهو كما ترى. لطف علي غفر له.
(3) بحار الأنوار (حجري) 8: 13.
250

فكيف ينقل عنه؟ والمعهود من أئمة الفن أنهم إذا وجدوا في متن الخبر اختلافا
بالزيادة والنقيصة أو غيرهما من رجال السند، بان رواه واحد منهم في كتابه أو
حدث به كذا، والاخر كذا، يشيرون إليه غالبا، وأما من لم يكن من رجاله
فنقله في غير محله.
وأما الحسين بن أحمد بن المغيرة، وهو البوشنجي العراقي الذي تقدم (1)
أنه من مشايخ المفيد، فذكر للخبر طريقين: أحدهما: من غير طريق شيخه أبى
القاسم، وهو ما رواه من طريق مزاحم ولم يذكر تمام السند. والاخر: من طريق
شيخه الذي ذكره، فناسب أن يشير إلى الاختلاف.
ثم إن في نسخ البحار: وقال مزاحم، وابن عبد الوارث، والصحيح
مزاحم بن عبد الوارث.
واعلم أن المهم في ترجمة هذا الشيخ المعظم استقصاء مشايخه في هذا
الكتاب الشريف، فإن فيه فائدة عظيمة لم تكن فيمن قدمناه من المشايخ الأجلة
فإنه (رحمه الله) قال في أول الكتاب: وأنا مبين لك - أطال الله بقاك - ما أثاب
الله به الزائر لنبيه وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين، بالآثار الواردة عنهم..
إلى أن قال: وسالت الله تبارك وتعالى العون عليه حتى أخرجته وجمعته عن
الأئمة صلوات الله عليهم، ولم أخرج فيه حديثا روي عن غيرهم، إذ كان فيما
رويناه عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم، وقد
علمنا أنا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى، ولا غيره، ولكن ما وقع
لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم الله برحمته، ولا أخرجت فيه حديثا مما
روي عن الشذاذ من الرجال يؤثر ذلك عنهم، عن المذكورين غير المعروفين
بالرواية المشهورين بالحديث والعلم (2)، انتهى.

(1) تقدم في صفحة: 241.
(2) كامل الزيارات: 3.
251

فتراه (رحمه الله) نص على توثيق كل من رواه عنه فيه، بل كونه من
المشهورين بالحديث والعلم، ولا فرق في التوثيق بين النص على أحد بخصوصه
أو توثيق جمع محصورين بعنوان خاص، وكفى بمثل هذا الشيخ مزكيا ومعدلا.
فنقول والله المستعان: الذين روى عنهم فيه (1) جماعة:
أ - والده: محمد بن قولويه (2)، الذي هو من خيار أصحاب سعد بن
عبد الله، وأكثر الكشي النقل عنه في رجاله (3).
ب - أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن الحسين الزعفراني (4) العسكري
المصري، نزيل بغداد، وأجاز عنه التعلكبري في سنة 325 (5).
ج - أبو الفضل محمد (6) بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان الجعفي الكوفي،
المعروف: بالصابوني، وبابي الفضل الصابوني، صاحب كتاب الفاخر في
الفقه، المنقول فتاويه في كتب الأصحاب.
د - ثقة الاسلام الكليني رحمه الله (7).
ه‍ - محمد بن الحسن بن الوليد (8)، شيخ القميين وفقيههم.
و - محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار (9).
ز - أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن القرشي البزاز (10)،

(1) أي: في كامل الزيارات.
(2) كامل الزيارات: 10.
(3) رجال الكشي، هناك واحد وخمسين مورد نقل فيها عنه، فراجع.
(4) كامل الزيارات: 16.
(5) رجال الشيخ: 502 / 65، وفيه: روى عنه التلعكبري وسمع سنة 325، وله منه إجازة.
(6) كامل الزيارات: 14.
(7) لم يذكر سواه في المشجرة.
(8) كامل الزيارات: 12.
(9) كامل الزيارات: 11.
(10) كامل الزيارات: 14، وفيه: الرزاز، هذا وقد ورد في طبقات اعلام الشيعة (المائة الرابعة):
255: الرزاز كذلك، وفي أصل محمد بن المثنى (من الأصول الستة عشر): 93 ورد الزراد،
وفيه نسخة بدل: البزاز، فلاحظ.
252

المتولد سنة 233، المتوفى سنة 316 كما في رسالة أبي غالب الزراري، وفيها:
إنه خال والد أبي غالب، وإنه أحد رواة الحديث ومشايخ الشيعة، قال: وكان
من محله في الشيعة أنه كان الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة سنة ستين
ومائتين، وأقام بها سنة وعاد، وقد ظهر له من أمر الصاحب عليه السلام ما
أضاخ (1) إليه (2).
ح - الشيخ الجليل محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري القمي (3)،
صاحب المسائل التي أرسلها إلى الحجة عليه السلام فأجابها، والتوقيعات بين
السطور، رواها مسندا شيخ الطائفة في كتاب الغيبة (4).
ط - الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى (5)، يروي عنه، عن أبيه،
عن الحسن بن محبوب، وفي بعض النسخ: الحسين.
ي - أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، (6)، العالم
الجليل المعروف.
يا - أخوه علي بن محمد بن قولويه (7).
يب - أبو القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله (8) بن موسى
-

(1) كذا في الأصل والمصدر، والمراد أنه اتضح له.
(2) رسالة أبي غالب الزراري: 31.
(3) كامل الزيارات: 24.
(4) الغيبة: 299.
(5) كامل الزيارات: 52.
(6) كامل الزيارات: 49.
(7) كامل الزيارات: 29.
(8) كامل الزيارات: 158، وفيه: بن عبيد الله، والظاهر صحة ما في المصدر إذ أن عقب عبيد الله
منتشر في خراسان ومصر - كما أشار إلى ذلك في عمدة الطالب:، 224 - دون إشارة إلى
انتشار عقب عبد الله في مصر، وكذلك انظر رجال الشيخ: 460 / 18.
253

ابن جعفر الموسوي العلوي، والظاهر أنه المصري الذي أجاز عنه التلعكبري،
وسمع منه بمصر سنة 340.
يج - أبو علي أحمد بن علي (1) بن مهدي بن صدقة الرقي بن هاشم بن
غالب بن محمد بن علي الرقي الأنصاري، الذي يروي عن أبيه، عن الرضا
عليه السلام، وسمع منه التلعكبري سنة 340 (2).
يد - محمد بن عبد المؤمن المؤدب القمي (3)، الثقة، صاحب كتاب
النوادر الذي فيه سبعمائة حديث.
يه - أبو الحسن علي بن حاتم بن أبي حاتم القزويني (4)، صاحب الكتب
الكثيرة الجيدة المعتمدة، الذي روى عنه التلعكبري، وسمع منه سنة
326 (5).
يو - علي بن محمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار الصيرفي (6)، الكسائي
الكوفي العجلي، المتوفى سنة 332، الذي روى عنه التلعكبري، وله منه
إجازة، وسمع منه سنة 325 (7)..
يز - مؤدبه: أبو الحسن علي بن الحسين السعد آبادي القمي (8)، الذي
يروي عنه الكليني، والزراري (9)، وعلي بن بابويه، ومحمد بن موسى المتوكل.

(1) كامل الزيارات: 39.
(2) رجال الشيخ: 443 / 33.
(3) كامل الزيارات: 172.
(4) كامل الزيارات: 250.
(5) رجال الشيخ: 482 / 33.
(6) كامل الزيارات: 247.
(7) رجال الشيخ: 481 / 25.
(8) كامل الزيارات: 109.
(9) رجال الشيخ: 484 / 42.
254

يح - أبو علي محمد بن همام (1) بن سهيل الكاتب البغدادي، شيخ
الطائفة ووجهها، المولود بدعاء العسكري عليه السلام، المتوفى سنة 332،
وقد أكثر الرواية منه التلعكبري، وسمع منه سنة 323، وهو مؤلف كتاب
التمحيص، كما مر في الفائدة الثانية (2).
يط - أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد بن سعد
التلعكبري الشيباني (3)، العظيم القدر والشأن والمنزلة، الواسع الرواية، العديم
النظير، الذي روى جميع الأصول والمصنفات، ولم يطعن عليه في شئ، المتوفى
سنة 385.
ك - القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني (4)، وكيل الناحية
المقدسة بهمدان بعد أبيه محمد الذي كان وكيلا بعد أبيه علي، وكلاء
مشهورون مشكورون، وكفاهم بها فخرا ومدحا.
كا - الحسن بن زبرقان الطبري (5).
كب - أبو عبد الله الحسين (6) بن محمد بن عامر بن عمران بن أبي بكر
الأشعري القمي، الثقة كا الذي أكثر الكليني من الرواية عنه في الكافي،
ويروي عنه محمد بن الحسن بن الوليد، وعلي بن بابويه، وابن بطه، وهو
الراوي غالبا عن عمه عبد الله بن عامر.
كج - أبو علي أحمد بن إدريس بن أحمد الأشعري القمي (7)، الفقيه

(1) كامل الزيارات: 137.
(2) تقدم في الجزء الأول صفحة: 186.
(3) كامل الزيارات: 185.
(4) كامل الزيارات: 113.
(5) كامل الزيارات: 188.
(6) كامل الزيارات: 119.
(7) كامل الزيارات: 250.
255

الجليل، وهو من أجلاء مشايخ الكليني، ويروي عنه ابنه الحسين، وابن
الوليد، وابن أبي جيد، ومحمد بن الحسين بن سفيان البزوفري، وأبو الحسين،
وأحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري، وعلي بن محمد بن قولويه، والصفار، وأبو
محمد الحسن بن حمزة العلوي، توفي سنة 306.
كد - أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال الطائي (1)
المصري، وفي بعض النسخ عبد الله، وفي من لم يرو عنهم عليهم السلام من
رجال الشيخ: عبيد الله... إلى آخره. يكنى أبا عيسى المصري، خاصي،
روى عنه التلعكبري، قال: سمعت منه بمصر سنة 341 (2).
كه - حكيم بن داود بن حكيم (3)، يروي عن سلمة بن خطاب.
كو - محمد بن الحسين (4) - وفي بعض المواضع: الحسن - بن مت
الجوهري.
كز - محمد بن أحمد بن علي بن يعقوب (5).
كح - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار (6).
كط - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب (7)، يحتمل اتحاده مع
سابقه، بل اتحاد الثلاثة، ويحتمل كونه ابن يعقوب بن شيبة المذكور في ترجمة
جده الراوي عنه، فلاحظ.

(1) كامل الزيارات: 145.
(2) رجال الشيخ: 481 / 28.
(3) كامل الزيارات: 90.
(4) كامل الزيارات: 118.
(5) كامل الزيارات: 35.
(6) كامل الزيارات: 181.
(7) كامل الزيارات: 188.
256

ل - أبو عبد الله الحسين بن علي الزعفراني، حدثه بالدير (9).
لا - أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن علي الناقد (2).
لب - أبو الحسن محمد بن عبد الله بن علي (3).
وبالأسانيد السابقة عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال:
حدثني جماعة مشايخي، منهم: أبي، ومحمد بن الحسن، وعلي بن الحسين،
جميعا عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن محمد بن عيسى بن عبيد
اليقطيني، عن عبد الله بن زكريا المؤمن، عن ابن مسكان، عن زيد مولى ابن
أبي (4) هبيرة، قال: قال أبو جعفر عليه السلام؟ " قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: خذوا بحجزة هذا الأنزع، فإنه الصديق الأكبر، والهادي لمن اتبعه، من
سبقه مرق عن الدين، ومن خذله محقه الله، ومن اعتصم به اعتصم بحبل
الله، ومن أخذ بولايته هداه الله، ومن ترك ولايته أضله الله، ومنه سبطا أمتي:
الحسن والحسين، وهما ابناي، ومن ولد الحسين عليه السلام الأئمة الهداة،
والقائم المهدي عليهم السلام، فأحبوهم، وتولوهم، ولا تتخذوا عدوهم وليجة
من دونهم، فيحل عليكم غضب من ربكم، وذلة في الحياة الدنيا، وقد خاب
من افترى " (5).
الثامن: العالم الجليل، والمحدث النبيل، نقاد الاخبار، وناشر آثار
الأئمة الأطهار عليهم السلام، عماد الملة والمذهب والدين، شيخ القميين
ورئيس المحدثين، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه

(1) كامل الزيارات: 52، وفيه: بالري.
(2) كامل الزيارات: 61.
(3) لم نعثر عليه في كامل الزيارات.
(4) أورد المصنف هنا في الحجرية فوق كلمة (أبى): أخ، وفي المخطوط: مولى بني هبيرة.
(5) كامل الزيارات: 54.
257

القمي أبا، والديلمي اما، المولود بدعوة صاحب الزمان عليه السلام.
أخرج شيخ الطائفة في كتاب الغيبة عن ابن نوح قال: حدثني أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن سورة القمي - قال: قدم علينا حاجا - قال: حدثني
علي بن الحسن بن يوسف الصايغ القمي، ومحمد بن أحمد بن محمد الصيرفي
المعروف: بابن الدلال، وغيرهما من مشايخ أهل تم، أن علي بن الحسين بن
موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى ابن بابويه فلم يرزق منها
ولدا، فكتب إلى الشيخ أبى القاسم الحسين بن روح رضي الهه عنه أن يسال
الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء، فجاء الجواب: انك لا ترزق من
هذه، وستملك جارية ديلمية، وترزق منها ولدين فقيهين.
قال: وقال لي أبو عبد الله بن سورة حفظه الله: ولأبي الحسن بن بابويه
ثلاثة أولاد: محمد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ يحفظان ما لا يحفظ غيرهما
من أهل قم، ولهما أخ اسمه الحسن - وهو الأوسط - مشتغل بالعبادة والزهد،
لا يختلط بالناس، ولا فقه له.
قال ابن سورة: كلما روى أبو جعفر وأبو عبد الله ابنا علي بن الحسين
شيئا يتعجب الناس من حفظهما، ويقولون: هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة
الإمام عليه السلام لكما، وهذا أمر مستفيض في أهل قم (1).
قال الشيخ: وأخبرني جماعة، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين
ابن موسى بن بابويه، وأبي عبد الله الحسين بن علي أخيه، قالا: حدثنا أبو
جعفر محمد بن علي الأسود رحمه الله، قال: سألني علي بن الحسين بن موسى
ابن بابويه رضي الله عنه بعد موت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه أن
أسال أبا القاسم الروحي قدس الله روحه أن يسال مولانا صاحب الزمان عليه

(1) الغيبة للطوسي: 187.
258

السلام أن يدعو الله أن يرزقه ولدا.
قال: فسألته، فأنهى ذلك، ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه عليه
السلام قد دعا لعلي بن الحسين رحمه الله، وأنه سيولد له ولد مبارك ينفع الله
به، وبعده أولاد، قال أبو جعفر محمد بن علي الأسود (1): وسألته في أمر نفسي أن
يدعو لي أن ارزق ولدا، فلم يجبني إليه، وقال لي: ليس إلى هذا سبيل.
قال: فولد لعلي بن الحسين رضي الله عنه تلك السنة محمد بن علي،
وبعده أولاد، ولم يولد لي.
قال أبو جعفر بن بابويه: وكان أبو جعفر محمد بن علي الأسود كثيرا ما
يقول إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله
عنه، وأرغب قي كتب العلم وحفظه: ليس بعجب أن يكون لك هذه الرغبة
في العلم وأنت ولدت بدعاء الإمام عليه السلام.
وقال أبو عبد الله بن بابويه: عقدت المجلس ولي دون العشرين سنة،
فربما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمد بن علي الأسود، فإذا نظر إلى إسراعي
في الا جولة في الحلال والحرام، يكثر التعجب لصغر سني، ثم يقول: لا
عجب، لأنك ولدت بدعاء الإمام عليه السلام (2).

(1) اضطربت كتب الرجال في ضبط هذا الاسم فورد تارة: أبو جعفر محمد بن علي بن الأسود (أو
الأسود بدون ابن) وأخرى: علي بن جعفر بن الأسود، حق أن البعض أورد بعنوانين دون
الخوض فيه، انظر رجال النجاشي: 261 / 684، رجال العامة: 94 / 20، رجال ابن داود:
73 / 1045، نقد الرجال: 232 / 81، القهباني في مجمعه 4: 188، تنقيح المقال 3:
153 / 11091، الشيخ آقا بزرك في طبقاته (المائة الرابعة): 176، السيد بحر العلوم في
رجاله 3: 297، معجم رجال الحديث 16: 293 / 11249 و 11: 287 / 1 796 و 16:
321 / 11292، تعليقة البهبهاني: 307، مقدمة الفقيه برقم 178، مقدمة معاني الأخبار:
(2) الغيبة للطوسي: 194.
259

ورواه الشيخ الصدوق في كمال الدين.. إلى قوله: وقال أبو عبد الله (1).
قال العلامة الطباطبائي في ترجمته: شيخ من مشايخ الشيعة، وركن من
أركان الشريعة، رئيس المحدثين، والصدوق فيما يرويه عن الأئمة عليهم
السلام، ولد بدعاء صاحب الامر (عليه السلام)، ونال بذلك عظيم الفضل
والفخر، وصفه الإمام عليه السلام في التوقيع الخارج من ناحيته المقدسة بأنه
فقيه خير مبارك ينبع الله به، فعمت بركته الأنام، وانتفع به الخاص والعام،
وبقيت آثاره ومصنفاته مدى الأيام، وعم الانتفاع بفقهه وحديثه فقهاء
الأصحاب، ومن لا يحضره الفقيه من العوام (2).
وقال الشيخ في الفهرست: كان جليلا، حافظا للأحاديث، بصيرا
بالرجال، ناقدا للاخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه (3).
وقال النجاشي: شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان، وكان ورد
بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث
السن (4) إلى آخره.
قلت: منهم الشيخ العديم النظير أبو محمد هارون بن موسى
التلعكبري، وأبو عبد الله محمد بن النعمان المفيد، وأبو عبد الله الحسين بن
عبيد الله الغضائري، وعلي بن أحمد بن عباس النجاشي، وأبو الحسين جعفر
ابن الحسن بن حسكة القمي، وأبو زكريا محمد بن سليم الحمراني وغيرهم.
وقال النجاشي في ترجمة علي بن الحسين بن بابويه: إنه قدم العراق،
وأجتمع بابي القاسم الحسين بن روح (رحمه الله)، وسأله مسائل، ثم كاتبه بعد

(1) كمال الدين: 502 / 31.
(2) رجال السيد بحر العلوم 3: 292.
(3) فهرست الشيخ: 695 / 156.
(4) رجال النجاشي: 389 / 1049.
260

ذلك على يد أبي جعفر محمد (1) بن علي الأسود يسأله أن يوصل له رقعة إلى
الصاحب عليه السلام، ويسأله الولد، فكتب عليه السلام إليه: دعونا الله لك
بذلك، وسترزق ولدين ذكرين خيرين. فولد له أبو جعفر، وأبو عبد الله من أم
ولد، وكان أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله يقول: سمعت أبا جعفر يقول:
أنا ولدت بدعوة صاحب الامر عليه السلام، ويفتخر بذلك (2).
قال السيد الاجل الطباطبائي - بعد نقل ما نقلنا من أحاديث ولادته -:
إن هذه الأحاديث تدل على عظم منزلة الصدوق، وكونه أحد دلائل الامام،
فإن تولده مقارنا لدعوة الامام، وتنبيهه بالنعت والصفة من معجزاته صلوات
الله عليه، ووصفه بالفقاهة والنفع والبركة دليل على عدالته ووثاقته، لان
الانتفاع الحاصل منه رواية وفتوى لا يتم إلا بالعدالة التي هي شرط فيها، وهذا
توثيق له من الإمام الحجة صلوات الله عليه، وكفى به حجة على ذلك.
وقد نص على توثيقه جماعة من علمائنا الاعلام:
منهم الفقيه الفاضل محمد بن إدريس في السرائر والمسائل، والسيد الثقة
الجليل علي بن طاووس في فلاح السائل ونجاح الآمل، وفي كتاب النجوم،
والاقبال (3)، وغياث سلطان الورى لسكان (4) الثرى. والعلامة في المختلف (5)
والمنتهى (6)، والشهيد في نكت. الارشاد (7) والذكرى (8). ثم عد جملة من العلماء

(1) انظر هامش 1 صفحة 636.
(2) رجال النجاشي: 261 / 684.
(3) الاقبال: 669.
(4) غياث سلطان الورى: لم نعثر عليه فيه.
(5) المختلف 1: 90.
(6) المنتهى: لم نعثر عليه فيه.
(7) نكت الارشاد: مخطوط.
(8) ذكرى الشيعة: 6.
261

الذين صرحوا بتوثيقه.. إلى أن قال: وكيف كان فوثاقة الصدوق أمر جلي، بل
معلوم ضروري كوثاقة أبي ذر وسلمان، ولو لم يكن إلا اشتهاره بين علماء
الأصحاب بلقبيه المعروفين لكفى في هذا الباب (1).
قلت: في كتاب النكاح من السرائر: إلى هذا ذهب شيخنا أبو جعفر
محمد بن علي بن بابويه.. إلى أن قال: فإنه كان ثقة جليل القدر، بصيرا
بالاخبار، ناقدا للآثار، عالما بالرجال، وهو أستاذ المفيد محمد بن محمد بن
النعمان (2).
وقال السيد رضي الدين بن طاووس في فرج المهموم: وممن كان قائلا
بصحة النجوم، وأنها دلالات، الشيخ المتفق على علمه وعدالته أبو جعفر محمد
ابن علي بن بابويه (3).
وقال في موضع آخر: ومما رويناه بعدة أسانيد إلى أبي جعفر محمد بن
بابويه رضوان الله عليه فيما رواه في كتاب الخصال، وهو الثقة في المقال (4).
وفي أوائل فلاح السائل: رويت من جماعة من ذوي الاعتبار وأهل
الصدق في نقل الآثار، بإسنادهم إلى الشيخ المجمع على عدالته أبي جعفر
تغمده الله برحمته (5).
وقد تبعنا المترجمين في ذكر النصوص والشواهد على وثاقته إزاحة لشبهة
صدرت من بعضهم، ولعمري إنه إزراء في حق هذا الشيخ المعظم، فإن من
قيل في حقه: شيخنا وفقيهنا، جليل القدر. كيف يتصور الشك في وثاقته؟!
وما في رجال أبي علي من المعذرة بان الوثاقة أمر زائد على العدالة، مأخوذ

(1) رجال السيد بحر العلوم 3: 299.
(2) السرائر: 288.
(3) فرخ المهموم: 129.
(4) فرخ المهموم: 101.
(5) فلاح السائل: 11.
262

فيها الضبط (1)، والمتوقف في وثاقته لعله لم يحصل له الجزم بها، ولا غرابة فيها
أصلا، وإلا فعدالة الرجل من ضروريات المذهب.
فيه - بعد النض عما فيه - أن ما في الفهرست؟ كان جليلا
حافظا للأحاديث، بصيرا بالرجال، ناقدا للاخبار (2)... إلى
اخره؟ دال على أنه كان في أعلى درجة الضبط والتثبت، إذ
حفظ الاخبار مع تنقيدها والبصارة في رجالها، بهذه الكثرة التي لم ير في القميين
. مثلها، لا يكون إلا مع الضبط الكامل والتثبت التام، مع أن الضبط بمعنى
عدم كثرة السهو والنسيان، داخل في العدالة المشترطة في الراوي، وبمعناه
الوجودي - أي كثرة التحفظ - من الفضائل التي لا يضر فقدانها بالوثاقة، كما
قرر في محله.
هذا وقد يستشكل في قول النجاشي من أنه ورد بغداد سنة 355، وسمع
منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن (3)، بان كونه في هذا التاريخ حدث ألين
لا يلائم روايته رضي الله عنه، عن أبيه، وقد ملئت كتبه منها، لان أباه رحمه
الله مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، فلا أقل من أن يكون عمر الصدوق رحمه
الله حينئذ خمسة عشر سنة فصاعدا، وهذا يقتفي أن يكون عمره وقت قدومه
بغداد نيفا وأربعين سنة، ولمثله لا يقال: حدث السن.
وفي الباب الحادي عشر من العيون: أنه سمع من محمد بن بكران
النقاش بالكوفة، سنة أربع وخمسين وثلاثمائة (4).

(1) منتهى المقال: 285.
(2) فهرست الشيخ: 157.
(3) رجال النجاشي: 9 / 104389، هذا لعل مراده بذلك كونه حدث السن بالقياس إلى سن
المشايخ وتصديه للتحديث، فليس المراد حداثة السن بمعناها الواقعي بل بالإضافة إلى السن
المتعارف للتحديث والله العالم.
(4) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 129 / 26.
263

وفي الباب السادس والعشرين منه: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد
الهاشمي بالكوفة، سنة أربع وخمسين وثلاثمائة (1). وهذا مؤيد لما ذكر من
التاريخ.
ولكن في الباب السادس منه: حدثنا أبو الحسن علي بن ثابت الدواليبي
بمدينة السلام - يعني بغداد - سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة (2).
وفي عدة أبواب: حدثنا عبد الواحد بن عبدوس بنيشابور في شعبان سنة
اثنتين وخمسين وثلاثمائة (3)، فكأنه رحل عن نيشابور بعد هذا الحديث إلى بغداد
في تلك السنة، ثم خرج عنها وعاد إليها سنة 55، لكن لعل تاريخ اثنتين
وخمسين أوفق بعبارة حدث السن.
وأما مشايخه، فلنذكرهم إن شاء الله تعالى في الفائدة الآتية عند شرح
مشيخة الفقيه (4)، رعاية لعدم التفريق بينهم.
وبالأسانيد إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه، عن جماعة من
أصحابنا قالوا: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك
الفزاري، قال: حدثنا جعفر بن إسماعيل الهاشمي، قال: سمعت خالي محمد
ابن علي يروي عن عبد الرحمن بن حماد، وعن عمر بن سالم صاحب
السابري (5)، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية: * (أصلها
ثابت وفرعها في السماء) * (6) قال: " أصلها: رسول الله صلى الله عليه وآله،

(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 262 / 22.
(2) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 59 / 29.
(3) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 118 / 9 و 2: 99 / 1.
(4) اي: الفائدة الخامسة.
(5) في الأصل والحجرية: عمر بن صالح بزيع السابري، وفي المصدر (المختار من عدة نسخ)
وكذلك كتب الرجال، وهو المثبت.
(6) إبراهيم 14: 24.
264

وفرعها: أمير المؤمنين عليه السلام، والحسن والحسين عليهما السلام ثمرها،
وتسعة من ولد الحسين عليهم السلام أغصانها، والشيعة: ورقها، إن الرجل
منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة ".
قلت: قوله تعالى: * (تؤتي اكلها كل حين باذن ربها) * (1).
قال: " ما يخرج من علم الإمام إليكم في كل حج وعمرة " (2).
التاسع: الشيخ الجليل المتبحر النقاد، أبو عبد الله محمد بن إبراهيم
ابن جعفر الكتاب النعماني، المعروف بابن أبي زينب.
قال النجاشي: شيخ من أصحابنا عظيم القدر، شريف المنزلة، صحيح
العقيدة، كثير الحديث، قدم بغداد وخرج إلى الشام ومات بها، له كتب منها:
كتاب الغيبة، كتاب الفرائض، كتاب الرد على الإسماعيلية، رأيت أبا الحسين
محمد بن علي الشجاعي الكاتب يقرأ عليه كتاب الغيبة تصنيف محمد بن
إبراهيم النعماني بمشهد العتيقة لأنه كان قرأ عليه، ووصى لي ابنه أبو عبد الله
الحسين بن محمد الشجاعي بهذا الكتاب وبسائر كتبه، والنسخة المقروءة
عندي، وكان الوزير أبو القاسم الحسين بن علي بن محمد بن يوسف المغربي
ابن بنته فاطمة بنت أبي عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني رحمهم الله (3). انتهى.
وله تفسير متضمن لخبر شريف واحد مسند عن الصادق، عن آبائه،
عن أمير المؤمنين عليهم السلام، في أنواع آيات القرآن، وأمثلة كل نوع. يوجد
مختصره من غير إسناد في أول تفسير علي بن إبراهيم القمي (4)، وقد اختصره

(1) إبراهيم 14: 25.
(2) كمال الدين: 345 / 30.
(3) رجال النجاشي: 383 / 1043.
(4) تفسير علي بن إبراهيم القمي 1: 5.
265

السيد الاجل المرتضى المعروف برسالة المحكم والمتشابه (1).
وأما كتابه في الغيبة فكفاه فضلا واعتبارا كلام الشيخ المفيد في الارشاد
في باب أحوال الحجة عليه السلام - بعد ذكر جملة من النصوص -: والروايات
في ذلك كثيرة، قد دونها أصحاب الحديث من هذه العصابة، فممن أثبتها على
الشرح والتفصيل محمد بن إبراهيم المكنى أبا عبد الله النعماني، في كتابه الذي
صنفه في الغيبة (2)، انتهى.
قال (رحمه الله) في أوائل كتابه: ووجدنا الرواية قد أتت عن الصادقين
عليهم السلام بما أمروا به، أن من وهب الله له حظا من العلم، وأوصله منه
إلى ما لم يوصل إليه غيره، من تبيين ما اشتبه على إخوانهم في الدين، لارشادهم
في (3) الحيرة إلى سواء السبيل، وإخراجهم من منزلة الشك. إلى نور اليقين،
فقصدت القربة إلى الله عز وجل بذكر ما جاء عن الأئمة الصادقين الطاهرين،
من لدن أمير المؤمنين إلى آخر من روى عنه منهم عليهم السلام في هذه الغيبة
التي عمي عن حقيقتها (4) ونورها من أبعده الله عن العلم بها، والهداية إلى "
ما أتى عنهم فيها ما يصح لأهل الحق حقيقته، ورووه ودانوا به منها، وتؤكد
حجتهم بوقوعها، وتصديق ما أدوه منها، وإذا تأمل من وهب الله له حسن

(1) أجاء في هامش الأصل ما نصه:
هذا التفسير نقله المجلسي (قدس سرة) في البحار من أوله إلى آخره وما اختصره السيد
المرتضى موجود مطبوع يظهر منه أنه من نفسه وعليه أن يصرح في أوله بان هذا مختصر من خبر
مفصل عن النعماني، عن الصادق، عن أمير المؤمنين عليهم السلام.
(2) الارشاد: 350.
(3) نسخة بدل: عند (منه قدس سره).
(4) نسخة بدل: حقيتها (منه قدس سره).
(5) نسخة بدل: في (منه قدس سره).
266

البصيرة، وفتح مسامع قلبه، ومنحه جودة القريحة، وأتحفه (1) بالفهم وصحة
الرواية بما جاء عن الهداة الطاهرين صلوات الله عليهم على قديم الأيام
وحديثها، من الروايات المتصلة (2) إلى آخر ما ذكره في كلام طويل، صرح في
مواضع منه بصحة ما أودعه في كتابه هذا من الآثار المروية عنهم عليهم
السلام.
وأما شيوخه في هذا الكتاب فهم جماعة كثيرة:
أ - أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الكوفي الزيدي،
قال في أول خبر أسنده عنه: وهذا الرجل ممن لا يطعن عليه في الثقة، ولا في
العلم بالحديث والرجال الناقلين له (3).
ب - علي بن أحمد بن عبيد الله البندبيجي.
عن جماعة منهم: عبيد الله بن موسى العلوي العباسي.
عن علي بن إبراهيم بن هاشم (4).
ج - الشيخ الجليل محمد بن همام بن سهيل، قال في موضع: حدثنا
محمد بن همام في منزله ببغداد في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة،
قال: حدثني أحمد بن مابندار سنة سبع وثمانين ومائتين (5).
د - محمد بن الحسن بن محمد بن جمهور، كلاهما عن الحسن بن محمد
ابن جمهور العمي (6).

(1) نسخة بدل: اختصه (منه قدس سره).
(2) الغيبة للنعماني: 23.
(3) الغيبة للنعماني: 25.
(4) الغيبة للنعماني: 54 / 5.
(5) الغيبة للنعماني: 249 / 4.
(6) الغيبة للنعماني: 141 / 2.
267

ه‍ - ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني، وهو أستاذه (1).
و - عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي (2).
ز - أبو القاسم الحسين بن محمد البلادري، عن يوسف بن يعقوب
القسطي المقري بواسط (3).
ح - محمد عبد الله بن المعمر الطبراني، بطبرية سنة ثلاث وثلاثين
وثلاثمائة، وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية ومن الثقات (4).
ط - علي بن عبيد الله، عن علي بن إبراهيم بن هاشم (4).
ي - أبو سليمان أحمد بن محمد بن هوذة بن هراسة الباهلي، عن إبراهيم
ابن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وتسعين ومائتين (6)، وقد يروي عنه
بتوسط عبد الواحد بن عبد الله بن يونس (7).
يا - أبو القاسم موسى بن محمد الأشعري الثقة القمي المؤدب (8)،
ساكن شيراز، ابن بنت سعد بن عبد الله الأشعري سنة 313 بشيراز، عن
سعد بن عبد الله.
يب - الشيخ الجليل هارون بن موسى التلعكبري (9).

(1) الغيبة للنعماني: 60 / 3، هذا ولم يذكر في المشجرة سواه.
(2) الغيبة للنعماني: 58 / 2.
(3) الغيبة للنعماني: 34 / 2، وفيه: الباوري بدل: البلادري.
(4) الغيبة للنعماني: 39 / 1، نسخة بدل: النصاب (منه قدس سره).
(5) الغيبة للنعماني: لم نعثر عليه فيه
(6) الغيبة للنعماني: 57 / 1، وفيه: ثلاث وسبعين ومائتين، هذا وقد أشير في هامش الغيبة على
ورود هذا المعنى في بعض النسخ.
(7) الغيبة للنعماني: 286 / 7.
(8) الغيبة للنعماني: 62 / 5.
(9) الغيبة للنعماني: لم نعثر عليه فيه.
268

يج - عبد العزيز بن عبد الله بن يونس، أخو عبد الواحد المذكور (1).
يد - علي بن الحسين المسعودي (2)، صاحب إثبات الوصية، ومروج
الذهب، عن محمد بن يحيى العطار بقم.
يه - سلامة بن محمد [عن] (3) الحسن بن علي بن مهزيار.
عن أبي الحسين علي بن عمر المعروف بالحاجي (4) وعن أحمد بن محمد
السياري (5). وعن أحمد بن داود أيضا، وهو عن علي بن الحسين بن بابويه (6).
يو - أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن عمار الكوفي، عن
أبيه (7).

(1) الغيبة للنعماني: 68 / 8.
(2) الغيبة للنعماني: 188 / 43.
(3) في الامل: سلامة بن محمد بن الحسن بن علي.... وهو خطأ إذ هو: سلامة بن محمد بن
إسماعيل الأزرني الثقة الذي وردت روايته في الغيبة: 88 / 19: عن الحسن بن علي بن
مهزيار. وفي التهذيب 6: 53 / 128: عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، وانظر
النجاشي: 253 / 664 حيت أورد سنده إلى علي بن مهزيار. هكذا: أخبرنا بكتبه... عن
جعفر بن محمد، عن محمد بن الحسن بن علي، عن أبيه، عن جده.....
(4) الغيبة للنعماني: 87 / 18، هكذا: سلامة بن محمد، عن أبي الحسن علي بن عمر المعروف
با لحاجي.
(5) في الأصل: (وعن) والظاهر أنه سهوا واشتباه، لان سلامة بن محمد لا يروي عن أحمد بن
محمد السياري دون واسطة بينهما، ويؤيد ذلك ما جاء في الغيبة: (9 / 188) حيث كان
الواسطة بينهما اما: محمد بن الحسن، أو: الحسن بن علي بن مهزيار على الخلاف المتقدم في
هامش 3، ومثله في فهرست الشيخ الطوسي (23 / 60) حيث توسط بينهما علي بن محمد
الجبائي.
(6) الغيبة للنعماني: 134 / 18، علما ان سلامة بن محمد يروي عن علي بن الحسين بن بابويه
بدون واسطة، كذلك انظر رجال النجاشي: 192 / 514.
(7) الغيبة للنعماني: 90 / 21.
269

يز - محمد بن أحمد بن يعقوب (1)، عن أبي عبد الله الحسين بن محمد،
والظاهر أنه والد الشيخ المتقدم، وأنهم من أحفاد إسحاق بن عمار الصيرفي
الكوفي، وقد تقدم أنه من مشايخ جعفر بن قولويه (2).
يح - أبو الحارث عبد الله بن عبد الملك (3) بن سهل الطبراني، عن محمد
ابن المثنى البغدادي (4).
يط - محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه (5)، كذا ذكر
في الرياض، ولم أجده في كتابه، وكذا روايته عن هارون بن موسى،
وعبد العزيز (6)، ولعل نسخ كتابه مختلفة، والله العالم.
وبالأسانيد إلى العلامة الكراجكي، عن أبي الرجاء محمد بن علي بن
طالب البلدي، عن أستاذه أبي عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني، قال: حدثنا
محمد بن همام، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسى
والحسن بن طريف جميعا، عن حماد بن عيسى، عن عبد الله بن سنان، قال:
دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله عليه السلام، فقال: " كيف أنتم إذا صرتم إلى
حال لا يكون (7) فيها إمام هدى، ولا علم يرى، فلا ينجو من تلك الحيرة إلا
من دعا بدعاء الغريق " فقال أبي: هذا والله البلاء، فكيف نصنع جعلت فداك

(1) الغيبة للنعماني: 91 / 22.
(2) تقدم في صفحة: 256.
31) نسخة بدل عبد المطلب (منه قدس سره).
(4) الغيبة للنعماني: 93 / 24.
(5) الغيبة للنعماني: 96 / 28، هذا وقد ورد في الغيبة إنه يروي كذلك عن محمد بن عثمان بن
علان الدهي البغدادي 102 / 31.
(6) رياض العلماء: لم نعثر عليه فيه.
(7) نسخة بدل: لا ترون (منه قدس سره).
270

حينئذ؟
قال: إذا كان كذلك - ولن تدركه - فتمسكوا بما في أيديكم حتى يتضح
لكم الامر.
هذا، ومن عجيب تحريفات الفاضل المعاصر في ترجمة هذا الشيخ قوله:
وقال سمينا العلامة المجلسي في ديباجة بحار الأنوار: وكتاب جامع الأخبار،
كتاب الغيبة للشيخ الفاضل الكامل الزكي محمد بن إبراهيم النعماني (رحمه الله)
تلميذ الكليني. وقال في موضع آخر منها: كتاب نثر اللآلي، وكتاب جامع الأخبار
من أجل الكتب (1)، انتهى.
وفيه تحريف لجملة من الكلم عن مواضعها:
أما أولا: فقال في البحار في عداد الكتب: وكتاب جامع الأخبار وأخطأ
من نسبه إلى الصدوق، بل يروي عن الصدوق بخمس وسائط، ثم ذكر جماعة
يحتمل كونه من مؤلفاتهم، ثم قال: وكتاب الغيبة للشيخ الفاضل (2)... إلى
آخره. فذكر جامع الأخبار مع الغيبة خطأ ونسبته إلى المجلسي افتراء.
وأما ثانيا: فقال في البحار في الموضع الآخر: وكتاب عوالي اللآلي وإن
كان مشهورا، ومؤلفه في الفضل معروفا، لكنه لم يميز القشر من اللباب،
وأدخل روايات متعصبي المخالفين بين روايات الأصحاب، فلذا اقتصرنا منه
على نقل بعضها، ومثله كتاب نثر اللآلي، وكتاب جامع الأخبار، وكتاب
النعماني من أجل الكتب (3)، ثم ذكر عبارة الارشاد في مدحه، وأنت خبير بان
كتاب جامع الأخبار معطوف على كتاب نثر اللآلي الذي هو كالعوالي عنده في

(1) روضات الجنات 6: 127.
(2) بحار الأنوار 1: 13.
(3) بحار الأنوار 1: 31.
271

قلة الرجوع إليه، لا ربط لذكرهما مع كتاب النعماني، وهذا واضح.
العاشر: فخر الشيعة، وتاج الشريعة، ثقة الاسلام، وكهف
العلماء الأعلام، أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني - مصغرا وبتخفيف اللام
المنسوب إلى كلين كزبير، قرية من قرى فشابويه التي هي إحدى كور الري،
وفيها قبر أبيه يعقوب لا مكبرا كأمير التي هي قرية من ورامين، كما زعمه الفيروزآبادي
(1). وماله والدخول في هذه المطالب؟! الرازي الشيخ الجليل العظيم،
الكافل لأيتام آل محمد عليهم السلام بكتابه الكافي، الذي يأتي في الفائدة
الرابعة شرح علو قدره، وعظم شأنه، وتقدمه على كل كتاب صنف ني
الاسلام.
قال النجاشي: محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني - وكان خاله علان
الكليني الرازي - شيخ أصحابنا في وقته بالري، ووجههم، وكان أوثق الناس
في الحديث وأثبتهم، صنف الكتاب الكبير المعروف بالكليني، يسمى الكافي،
في عشرين سنة (2).
وقال بحر العلوم في رجاله: ثقة الاسلام، وشيخ المشايخ الاعلام،
ومروج المذهب في غيبة الإمام (عليه السلام) ذكره أصحابنا والمخالفون،
واتفقوا على فضله وعظم منزلته.
قال الشيخ: ثقة جليل القدر، عارف بالاخبار (3).
وقال النجاشي والعلامة: شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم، وكان
أوثق الناس في الحديث وأثبتهم (4).

(1) القاموس المحيط 4: 262.
(2) رجال النجاشي: 377 / 1026.
(3) فهرست الشيخ: 135 / 519.
(4) رجال العلامة: 145 / 36.
272

وذكر المحقق في المعتبر في فضلاء أصحاب الحديث الذين اختار النقل
عنهم ممن اشتهر فضله، وعرف تقدمه في نقل الاخبار، وصحة الاختيار، وجودة
الاعتبار (1).
وفي إجازة المحقق الكركي للشيخ أحمد بن أبي جامع: وأعظم الأشياخ
في تلك الطبقة - يعني المتقدمة على الصدوق - الشيخ الأجل، جامع أحاديث
أهل البيت عليهم السلام، صاحب كتاب الكافي في الحديث، الذي لم يعمل
الأصحاب مثله (2)، انتهى.
ويأتي إن شاء الله تعالى جملة من كلماتهم في مدح هذا الكتاب في الفائدة
الآتية.
قال: وقال ابن الأثير في جامع الأصول: أبو جعفر محمد بن يعقوب
الرازي، الفقيه الامام على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عالم في
مذهبهم، كبير، فاضل عندهم مشهور (3). وعده في حرف النون من كتاب النبوة
من المجددين لمذهب الامامية على رأس المائة الثالثة (4)، وكذا الفاضل الطيبي
في شرح المشكاة.
وهذا إشارة إلى الحديث المشهور المروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه
قال: إن الله يبعث لهذه الأمة في رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها (5).
ومما ذكره ابن الأثر وغيره من أهل الخلاف من أن الكليني هو المجدد
لمذهب الامامية في المائة الثالثة من الحق الذي أظهره الله على لسانهم، وأنطقهم

(1) المعتبر 1: 33.
(2) بحار الأنوار 108: 63.
(3) جامع الأصول: لم نعثر عليه فيه.
(4) جامع الأصول 11: 323.
(5) كنز العمال 12: 193 / 34623.
273

به، ومن نظر إلى كتاب الكافي الذي صنفه هذا الامام طاب ثراه، وتدبر فيه
تبين له صدق ذلك (1)، انتهى.
وقال النجاشي: ومات أبو جعفر الكليني رحمه الله ببغداد، سنة تسع
وعشرين وثلاثمائة، سنة تناثر النجوم، وصلى عليه محمد بن جعفر الحسيني أبو
قيراط، ودفن بباب الكوفة، وقال لنا أحمد بن عبدون: كنت أعرف قبره، وقد
، (2)
درس رحمه الله.
قال السيد الاجل: ثم جدد وهو إلى الآن مزار معروف بباب الجسر، وهو
باب الكوفة، وعليه قبة عظيمة، قيل: إن بعض ولاة بغداد رأى بناء القبر
فسأل عنه، فقيل: إنه لبعض الشيعة، فأمر بهدمه، وحفر القبر فرأى فيه جسدا
بكفنه لم يتغير، ومعه آخر صغير كأنه ولده بكفنه أيضا، فأمر بإبقائه، وبنى
عليه قبة.
وقيل: إنه لما رأى إقبال الناس على زيارة الكاظم عليه السلام حمله
النصب على حفر القبر، وقال: إن كان كما يزعمون من فضله فهو موجود في
قبره، وإلا منعنا الناس عنه، فقيل له: إن ها هنا رجلا من علماء الشيعة
المشهورين، ومن أقطابهم اسمه محمد بن يعقوب الكليني، وهو أعور، فيكفيك
الاعتبار بقبره، فأمر به فوجده بهيئته كأنه قد دفن تلك الساعة، فأمر بتعظيمه،
وبنى قبة عظيمة عليه، فصار مزاره مشهورا (3)، انتهى.
والقبر الشريف في شرقي بغداد في تكية المولوية، وعليه شباك من الخارج
إلى يسار العابر من الجسر مشهور تزوره العامة والخاصة.
واعلم أن له (رحمه الله) غير كتاب جامع الكافي كتبا أخرى، منها: كتاب

(1) رجال السيد بحر العلوم 3: 325.
(2) رجال النجاشي: 377 / 1026.
(3) رجال السيد بحر العلوم 3: 335.
274

رسائل الأئمة عليهم السلام، ينقل عنه السيد رضي الدين ابن طاووس في
كشف المحجة (1)، وفلاح السائل (2)، وفتح الأبواب (3). ولم نعثر على من نقل
عنه بعده، فكأنه ضاع من قلة الهمم، وانقلاب الأمم.
وضبط السيد تاريخ الوفاة في سنة ثمان وعشرين (4)، وتبع في ذلك
الشيخ في الفهرست (5)، والله العالم.
وبالأسانيد السابقة إلى جماعة كثيرة من حفاظ الشريعة، منهم أبو القاسم
جعفر بن محمد بن قولويه، وأبو غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري، وأبو
عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني، وأبو محمد هارون بن موسى التلعكبري،
وأبو عبد الله أحمد بن محمد الصفواني وأبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني،
وأبو عبد الله أحمد بن أبي رافع الصيمري، وأبو الحسن عبد الكريم بن عبد الله
ابن نصير التنيسي، وأبو الحسين أحمد بن أحمد الكوفي الكتاب، ومحمد بن محمد
ابن عصام الكليني، ومحمد بن علي ماجيلويه، وعلي بن أحمد بن محمد بن
عمران الدقاق، وعلي بن أحمد بن موسى، ومحمد بن أحمد بن محمد بن سنان
الزاهري أبو عيسى نزيل الري.
عن أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم رفعه إلى
أبي عبد الله عليه السلام قال: " طلبة العلم ثلاثة، فأعرفهم بأعيانهم
وصفاتهم: صنف يطلبه للجهل والمراء، وصنف يطلبه للاستطالة والختل،
وصنف يطلبه للفقه والعقل.

(1) كشف المحجة: 159.
(2) فلاح السائل: لم نعثر عليه فيه.
(3) فخ الأبواب: 143.
(4) رجال السيد بحر العلوم 3: 333.
(5) فهرست الشيخ: 135 / 591.
275

فصاحب الجهل والمراء مؤذ ممار متعرض للمقال في أندية الرجال، بتذاكر
العلم، وصفة الحلم، قد تسربل بالخشوع، وتخلى من الورع، فدق الله من
هذا خيشومه، وقطع منه حيزومه.
وصاحب الاستطالة والختل، ذو خب وملق، يستطيل على مثله من
أشباهه، ويتواضع للأغنياء من دونه، فهو لحلوائهم (1) هاضم، ولدينهم
حاطم، فأعمى الله على هذا خبره، وقطع من آثار العلماء أثره.
وصاحب العقل والفقه، ذو كآبة وحزن وسهر، قد تحنك في برنسه، وقام
الليل في حندسه، يعمل ويخشى وجلا، داعيا مشفقا، مقبلا على شأنه، عارفا
بأهل زمانه، مستوحشا من أوثق إخوانه، فشد الله من هذا أركانه، وأعطاه يوم
القيامة أمانه " (2).
وتتمة ما يتعلق بأحواله طاب ثراه تطلب من الفائدة الآتية (3) إن شاء الله
تعالى.
الحادي عشر: الشيخ الأقدم، والطود الأشم، أبو الحسن علي بن
الحسين بن موسى بن بابويه القمي، العالم الفقيه، المحدث الجليل، صاحب
المقامات الباهرة، والدرجات العالية التي تنبئ عنها مكاتبة الإمام العسكري،
وتوقيعه الشريف إليه.
وصورته على ما رواه الشيخ الطبرسي في الاحتجاج (4):

(1) نسخة بدل: لحلوانهم (منه قدس سره).
(2) أصول الكافي 1: 39 / 5.
(3) راجع الفائدة الرابعة.
(4) هنا حاشية نقلت عن خط شيخنا الطهراني وهي ما نصها:
لا يوجد هذا التوقيع فيما بأيدينا من نسخ الاحتجاج، نعم ذكره مرسلا القاضي في مجالس
المؤمنين: 189، ونقله عن المجالس صاحب الرياض، وكذلك في معادن الحكمة لعلم الهدى
ولد الفيض، أورده بتمامه وقال في أوله: هذا ما وجدته في بعض الكتب.
وأما ابن شهرآشوب ذكر في المجلد الثاني صفحة 460 ما لفظة: مما كتبه أبو محمد الحسن
العسكري إلى أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي: اعتصمت بحبل الله بسم الله
الرحمن الرحيم... إلى وعترته الطاهرين، منها: عليك بالصبر وانتظار الفرج فإن النبي صلى
الله عليه وآله قال:... إلى آخر التوقيع.
ونقل العلامة المجلسي قبل أربع صفحات من آخر المجلد الثاني عشر من البحار عن
المناقب بعده كما في النسخة المطبوعة.
276

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للموحدين،
والنار للملحدين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله أحسن
الخالقين، والصلاة على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين.
اما بعد: أوصيك يا شيخي ومعتمدي وفقيهي أبا الحسن علي بن الحسين
ابن بابويه القمي - وفقك الله لمرضاته، وجعل من ولدك أولادا صالحين برحمته -
لا بتقوى الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإنه لا تقبل الصلاة من مانعي
الزكاة، وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة
الاخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والحلم عند الجهل، والتفقه
في الدين، والتثبت في الأمور، والتعهد للقرآن، وحسن الخلق، والامر
بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله عز وجل: * (لا خير في كثير من نجواهم
إلا من أمر بصدقه أو معروف أو إصلاح بين الناس) * (1) واجتناب الفواحش
كلها.
وعليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل فإن النبي صلى الله عليه وآله
أوصى عليا عليه السلام فقال: يا علي عليك بصل، الليل، عليك بصلاة الليل،
عليك بصلاة الليل. ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي، وأمر
جميع شيعتي بها أمرتك به حتى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج، فإن
النبي صلى الله عليه وآله قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، ولا تزال شيعتنا

(1) النساء 4: 114.
277

في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله حيث قال:
إنه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
فاصبر - يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن - وأمر جميع شيعتي بالصبر، فإن
الأرض لله يورثها من يشاء والعاقبة للمتقين.
والسلام عليك، وعلى جميع شيعتنا، ورحمة الله وبركاته، وحسبنا الله
ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير (1). انتهى.
ونقله القاضي في المجالس (2) وفي الرياض: ونقل الشهيد والقطب
الكيدري أيضا - في كتاب الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة - هذا
المكتوب من جملة كلام الحسن العسكري عليه السلام (3). انتهى.
ولم أجده فيه، ولعل نسخه مختلفة، ولا يخفى أنه لو فرض كون صدور
التوقيع في سنة وفاة الامام الزكي عليه السلام وهي سنة ستين بعد المائتين،
كانت مدة بقاء أبي الحسن علي بعد ذلك قريبة من سبعين سنة، فلو كان عند
صدور التوقيع من الشيوخ سنا فهو من المعمرين، وإلا فخطاب الشيخ،
والفقيه والمعتمد منه عليه السلام إلى من هو في السن من الاحداث يدل على
مقام عظيم، كما يدل عليه أيضا ما تقدم في ترجمة ولده الأرشد أبي جعفر
الصدوق من دعاء الحجة عليه السلام له، وإجابته عليه السلام مسؤوله (4).
ويدل عليه - أيضا - ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة، عن جماعة، عن
الحسين بن علي بن بم بابويه، قال: حدثني جماعة من أهل بلدنا القميين كانوا

(1) الاحتجاج: لم يرد هذا النص في نسختنا.
(2) مجالس المؤمنين 2: 453.
(3) رياض العلماء 4: 7.
(4) تقدم في صفحة: 258 - 259.
278

ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة على الحاج - وهي سنة تناثر الكواكب -
أن والدي (رضي الله عنه) كتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس
الله روحه يستأذن في الخروج إلى الحج، فخرج في الجواب: لا تخرج في هذه
السنة. فأعاد وقال: هو نذر واجب فيجوز لي القعود عنه؟ فخرج في الجواب:
إن كان لا بد فكن في القافلة الأخيرة، وكان في القافلة الأخيرة، فسلم بنفسه،
وقتل من تقدمه في القوافل الاخر (1).
وفيه بعد ذكر حسين الحلاج ودعاويه الكاذبة في بغداد، وافتضاحه فيها،
وفراره منها، قال: وأخبرني جماعة عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن الحسين
ابن موسى بن بابويه، أن ابن الحلاج صار إلى قم، وكاتب قرابة أبي الحسن
يستدعيه ويستدعي أبا الحسن أيضا ويقول: أنا رسول الامام ووكيله. قال:
فلما وقعت المكاتبة في يد أبي رضي الله عنه خرقها وقال لموصلها إليه: ما أفرغك
للجهالات؟! فقال له الرجل - وأظن أنه قال: إنه ابن عمته أو ابن عمه - فان
الرجل قد استدعانا فلم خرقت مكاتبته، وضحكوا منه وهزؤا به، ثم نهض إلى
دكانه ومعه جماعة من أصحابه وغلمانه.
قال: فلما دخل إلى الدار التي كان فيها دكانه، نهض له من كان هناك
جالسا، غير رجل رآه جالسا في الموضع، فلم ينهض له ولم يعرفه أبي، فلما جلس
واخرج حسابه ودواته كما يكون التجار، أقبل على بعض من كان حاضرا فسأله
عنه، فأخبره، فسمعه الرجل يسأل عنه فأقبل عليه وقال له: تسأل عني وأنا
حاضر؟ فقال له أبي: أكبرتك أيها الرجل، وأعظمت قدرك أن أسألك. فقال
له: تخرق رقعتي وأنا أشاهدك تخرقها؟ فقال له أبي: فأنت الرجل إذا، ثم قال:
يا غلام برجله وبقفاه، فخرج من الدار العدو لله ولرسوله ثم قال: أتدعي

(1) الغيبة للطوسي: 196.
279

المعجزات عليك لعنة الله؟! فأخرج بقفاه فما رأيناه بعدها بقم (1).
وقال النجاشي: علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أبو الحسن،
شيخ القميين في عصره ومتقدمهم وفقيههم وثقتهم، كان قدم العراق واجتمع
مع أبي القاسم الحسين بن روح (رحمه الله) وسأله مسائل، ثم كاتبه بعد ذلك
على يد علي بن جعفر بن الأسود (2).. إلى آخر ما تقدم في ترجمة الصدوق (3)،
ثم عد تصانيفه، وقال: أخبرنا أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس بن
محمد بن عبد الملك بن أبي مروان الكلوذاني (رحمه الله! قال: أخذت إجازة علي
ابن الحسين بن بابويه لما قدم بغداد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة بجميع كتبه،
ومات علي بن الحسين سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وهي السنة التي تناثرت
فيها النجوم.
وقال جماعة من أصحابنا يقولون: كنا عند أبي الحسن علي بن محمد
السمري (رحمه الله) فقال: رحم الله علي بن الحسين بن بابويه، فقيل له: هو
حي فقال: إنه مات في يومنا هذا فجاء الخبر بأنه مات فيه (4).
وقال الشيخ في كتاب الغيبة: وأخبرني جماعة عن أبي عبد الله الحسين بن
علي بن بابويه، قال: حدثني جماعة من أهل قم، منهم علي بن أحمد بن عمران
الصفار، وقريبه علوية الصفار، والحسين بن أحمد بن إدريس (رحمهم الله)
قالوا: حضرنا بغداد في السنة التي توفي فيها أبي رضي الله عنه علي بن الحسين
ابن موسى بن بابويه، وكان أبو الحسن علي بن محمد السمري يسألنا كل قريب

(1) الغيبة للطوسي: 247.
(2) تقدم في صفحة: 259 كونه: أبو جعفر محمد بن علي الأسود، أنظر هامش رقم 1 صفحة:
636.
(3) تقدم في صفحة: 260.
(4) رجال النجاشي: 261 / 684.
280

عن خبر علي بن الحسين (رحمه الله) فنقول: قد ورد الكتاب باستقلاله (1). حتى
كان اليوم الذي قبض فيه، فسألنا عنه فذكرنا له مثل ذلك، فقال لنا: آخركم
الله في علي بن الحسين فقد قبض في هذه الساعة! قالوا: فأثبتنا تاريخ الساعة
واليوم والشهر، فلما كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر يوما ورد الخبر أنه
قبض في تلك الساعة التي ذكرها الشيخ أبو الحسن قدس الله روحه (2). انتهى.
- وقبره الشريف بقم مزار معروف، وعليه قبة عالية يزار ويتبرك به.
ومن الغريب ما نقله فخر الدين الطريحي في مجمع البحرين عن شيخنا
البهائي: أنه في سنة عشر وثلاثمائة دخل القرامطة لعنهم الله (3) إلى مكة أيام
الموسم، وأخذوا الحجر الأسود، وبقي عندهم عشرين سنة، وقتلوا خلقا
كثيرا، وممن قتلوا: علي بن بابويه، وكان يطوف، فما قطع طوافه، فضربوه
بالسيف، فوقع إلى الأرض وأنشد:
ترى المحبين صرعى في ديارهم * كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا (4)
فإنه - مع عدم ذكره في شئ من المؤلفات - مخالف لما تقدم من تاريخ
وفاته ومحل دفنه، وببالي أني رأيت المقتول القائل للبيت في بعض التواريخ، وأنه
من غير أصحابنا.

(1) كذا في الأصل والمصدر، وما في الرياض عن الغيبة: باشتغاله، انظر الرياض 4: 12.
(2) الغيبة للطوسي: 243.
(3) هنا حاشية غير معلمة، والظاهر محلها هنا وهي:
وفي كتاب الاعلام باعلام بيت الله الحرام للقطب الحنفي ألفه في سنة 985 في شرح دخول
القرامطة في المسجد الحرام قال: ركض أبو طاهر بسيفه مشهورا فصفر بفرسه عند البيت
الشريف فبال وراث، والحجاج يطوفون حول البيت الحرام والسيوف تنوشهم، إلى أن قتل في
المطاف الشريف ألف وسبعمائة طائف محرم، ولم يقطع طوافه علي بن بابويه وظل يقول:
ترى المحبين.... البيتين.
والسيوف تقفوه إلى أن سقط ميتا رحمه الله تعالى.
(4) مجمع البحرين 4: 267.
281

وفي مجموعة الشهيد: ذكر الشيخ أبو علي ابن شيخنا الطوسي قدس
سرهما أن أول من أبتكر طرح الأسانيد، وجمع بين النظائر، وأتى بالخبر مع
قرينه، عاب بن بابويه في رسالته إلى ابنه، قال: ورأيت جميع من تأخر عنه يحمد
طريقته فيها ويعول عليه في مسائل لا يجد النص عليها لثقته وأمانته، وموضعه
من العلم والدين (1).
وقال في الذكرى: إن الأصحاب كانوا يأخذون الفتاوى من رسالة علي
ابن بابويه إذا أعوزهم النص، ثقة واعتمادا عليه (2). انتهى.
قلت: يظهر من النجاشي أن هذه الرسالة بعينها كتاب الشرايع، قال في
عداد مصنفاته: كتاب الشرايع، وهي الرسالة إلى ابنه (3).
ولكن الشيخ في الفهرست (4) وابن شهرآشوب في معالم العلماء (5) عداهما
اثنين، والثاني تبع الأول. والنجاشي أتقن وأضبط، وليس لهذه الرسالة في هذه
الاعصار وما قبلها إلى عصر الشهيد أثر.
وقد أوضحنا - في الفائدة السابقة (6) - بطلان توهم كونها بعينها الفقه
الرضوي بما لا مزيد عليه، وقد ضاع كما ضاع - لقلة الهمم - سائر مؤلفاته.
نعم قال في أول البحار في جملة ما كان عنده من المؤلفات وكتاب الإمامة
والتبصرة من الحيرة، للشيخ الاجل أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه، والد الصدوق، طيب الله تربتهما (7).

(1) مجموعة الشهيد: 355.
(2) ذكرى الشيعة: 4.
(3) رجال النجاشي: 261 / 684.
(4) فهرست الشيخ: 93 / 382.
(5) معالم العلماء: 65 / 439.
(6) انظر ما تقدم في الجزء الأول الصفحة: 236.
(7) بحار الأنوار 1: 7.
282

وقال في الفصل الآخر: وكتاب الإمامة مؤلفه من أعاظم المحدثين
والفقهاء، وعلماؤنا يعدون فتاواه من جملة الاخبار، ووصل إلينا منه نسخة
قديمة مصححة (1). انتهى.
ونحن لم نعثر على هذا الكتاب، ونقلنا منه جملة من الاخبار بتوسط
البحار، ونسبناه إلى أبي الحسن علي تبعا للعلامة المجلسي، ولكن في النفس منه
شئ، فإنه وإن عد النجاشي (2) والشيخ (3) وابن شهرآشوب (4) من مؤلفاته
كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة، إلا أن في كون ما كان عنده هو الذي عد
من مؤلفاته نظر. فإنه يروي في هذا الكتاب عن أبي محمد هارون بن موسى
التلعكبري - الذي هو من مشايخ المفيد - والسيدين، وعن الحسن بن حمزة
العلوي الذي هو أيضا من مشايخ المفيد، والغضائري، وابن عبدون، وعن
أحمد بن علي عن محمد بن الحسن - والظاهر أنه ابن الوليد - عن محمد بن
الحسن الصفار، وعن سهل بن أحمد الديباجي عن محمد بن محمد الأشعث،
إلى غير ذلك مما ينافي طبقته، له إن أمكن التكلف في بعضها، إلا أن ملاحظة
الجميع تورث الظن القوي بعدم كونه منه (5)، والله العالم.
وعد الشيخ والنجاشي أيضا من كتبه: كتاب قرب الإسناد، وهو

(1) بحار الأنوار 1: 26.
(2) رجال النجاشي: 261 / 684.
(3) فهرست الشيخ: 93 / 382.
(4) معالم العلماء: 65 / 439.
(5) اشكالات المحدث النوري قدس سره واردة ولكن أصل الاشكال ان العلامة المجلسي كان
ينقل عن كتاب الإمامة والتبصرة كله علما ان النسخة التي كانت لديه ضمت إليها كتاب جامع
الأحاديث لجعفر بن أحمد القمي وذلك من غير عنوان لهذا الكتاب فكان التصور ان ما بين
الدفتين هو كتاب الإمامة والتبصرة، انظر الجز الأول من مستدرك الوسائل تحقيق مؤسسة آل
البيت (عليهم السلام) الصفحة: 39 من مقدمة التحقيق.
283

كالأمالي من المؤلفات التي شاع تأليفها بين المحدثين، كان يجمع كل محدث ما
كان عنده من الاخبار التي علا سندها وقلت وسائطها وقرب إسنادها إلى المعصوم
(عليه السلام) في مؤلف مخصوص، وكانوا يفتخرون ويبتهجون به.
ومنه قرب الإسناد للشيخ الجليل عبد الله بن جعفر الحميري، وبقي من
أجزائه قرب الإسناد إلى الصادق وإلى الكاظم وإلى الرضا عليهم السلام إلى
الآن، والباقي ضاع من حوادث الزمان.
وقرب الإسناد للمحدث الجليل علي بن إبراهيم القمي.
وقرب الإسناد لمحمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني.
وقرب الإسناد لمحمد بن جعفر بن بطة.
... إلى غير ذلك.
وقد صرح المدقق المقدس الأردبيلي في حديقة الشيعة بأن قرب الإسناد
لعلي بن بابويه وقع بيده بعد تأليفه آيات الاحكام، وكان بخط مؤلفه، وقد
أخرج منه بعض الأخبار في الحديقة (1).
واعلم أن ضبط أسامي مشايخ هذا الشيخ الجليل متوقف على تصفح
أسانيد أخبار كتب ولده أبي جعفر الصدوق الموجودة في هذه الاعصار، وهو
متوقف على الفراغ من شغل أهم غير ميسور لنا، والذي حضرنا من أساميهم:
أ - سعد بن عبد الله الأشعري.
ب - وعلي بن إبراهيم (2) القمي.
ج‍ - ومحمد بن يحيى العطار.
د - وعبد الله بن جعفر الحميري.
ه‍ - وأحمد بن إدريس الأشعري.

(1) حديقة الشيعة: 564.
(2) لم يذكر في المشجرة له شيخا سوى هذا.
284

و - ومحمد بن الحسن الصفار.
ز - وعلي بن الحسين السعد آبادي.
ح - وعلي بن موسى الكميذاني.
ط - وعلي بن الحسن بن علي الكوفي.
ي - والحسين بن محمد بن عامر.
يا - ومحمد بن أحمد بن علي بن الصلت.
وبالأسانيد السابقة عن أبي جعفر الصدوق محمد، عن والده أبي
الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد
ابن عبد الجبار، عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال: " سئل أبو
عبد الله - يعني جعفر الصادق عليه السلام - عن حال أبي هاشم الكوفي فقال
(عليه السلام): إنه كان فاسد العقيدة جدا، وهو الذي ابتدع مذهبا يقال له:
التصوف، وجعله مفرا لعقيدته الخبيثة.
ورواه بسند آخر عنه (عليه السلام)، وفيه: وجعله مفرا لنفسه الخبيثة،
وأكثر الملاحدة، وجنة لعقائدهم الباطلة (1).
الثاني عشر: الشيخ المقدم الجليل أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز
الكشي.
قال الشيخ في الفهرست: ثقة، بصير بالاخبار وبالرجال، حسن
الاعتقاد، وله كتاب الرجال، أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى عنه (2).
وفي الرجال: من غلمان العياشي، ثقة بصير بالرجال والاخبار، مستقيم
المذهب (3).

(1) حديفة الشيعة: 564.
(2) فهرست الشيخ: 141 / 604.
(3) رجال الشيخ: 497 / 38.
285

وقال النجاشي: كان ثقة عينا، روى عن الضعفاء كثيرا، وصحب
العياشي وأخذ عنه، وتخرج عليه في داره التي كانت مرتعا لشيعة وأهل العلم،
له كتاب الرجال، كثير العلم إلا أن فيه أغلاطا كثيرة، أخبرنا أحمد بن علي بن
نوح وغيره عن جعفر بن محمد عنه بكتابه (1).
ويظهر من معالم العلماء أن اسم كتابه: معرفة الناقلين عن الأئمة
الصادقين عليهم السلام (2)، واختصره شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي، ويظهر
سبب الاختصار على ما صرح به جماعة أن كتابه (رحمه الله) كان جامعا للأخبار الواردة
في مدح الرواة وذمهم من العامة والخاصة، فجرده الشيخ للخاصة وأزال
عنه رواتهم.
ويظهر من آخرين أن السبب ما أشار إليه النجاشي والعلامة في
الخلاصة، من أنه كان فيه أغلاط كثيرة (3)، فعمد الشيخ إلى تهذيبه وسماه
باختيار الرجال، وصرح جماعة من أئمة الفن أن الموجود المتداول من رجال
الكشي من عصر العلامة إلى وقتنا هذا هو اختيار الشيخ، وأما الأصل فذكر
جماعة من المتتبعين أنهم لم يقفوا عليه.
ثم إن السيد الفاضل يوسف بن محمد بن زين الدين الحسيني الشامي،
رتب هذا الكتاب على ترتيب رجال الشيخ في سنة إحدى وثمانين وتسعمائة،
وكان عندي منه نسخة ذهبت عني.
ثم رتبه على ترتيب منهج المقال وأمثاله الشيخ العالم زكي الدين المولى
عناية الله بن شرف الدين بن علي القهپائي مولدا النجفي مسكنا، تلميذ
المحققين الورعين المولى عبد الله التستري، والمقدس الأردبيلي، صاحب مجمع

(1) رجال النجاشي: 372 / 1018.
(2) معالم العلماء: 101 / 679.
(3) رجال العلامة: 146 / 35.
286

المقال في سنة إحدى عشر بعد الألف، عندنا نسخة الأصل منه، وله عليها
حواش نافعة، ورمزها ع، وقد أشار في ترجمة كل أحد كالسيد المتقدم إلى
المواضع التي فيها ذكر لهذا الرجل مدحا وقدحا.
ورتبه أيضا الشيخ الفاضل الشيخ داود بن الحسن الجزائري المعاصر
لصاحب الحدائق، كما صرح به في اللؤلؤة (1)، ولم نعثر على نسخته.
واعلم أنه قد ظهر لنا من بعض القرائن أنه قد وقع في اختيار الشيخ
- أيضا - تصرف من بعض العلماء أو النساخ بإسقاط بعض ما فيه، وأن الدائر في
هذه الاعصار غير حاو لتمام ما في الاختيار، ولم أر من تنبه لذلك، ولا وحشة
من هذه الدعوى بعد وجود القرائن التي منها:
ما في فرج الهموم للسيد رضي الدين علي بن طاووس، قال في جملة كلام
له، ونحن نذكر ما روى عنه - يعني عن جده الشيخ الطوسي - في أول اختياره
عن خطه. فهذا لفظ ما وجدناه -: أملاه علينا الشيخ الجليل الموفق أبو جعفر
محمد بن الحسن بن علي الطوسي أدام الله علوه وكان ابتداء إملائه يوم الثلاثاء
السادس والعشرين من صفر سنة ست وخمسين وأربعمائة بالمشهد المقدس
الشريف الغروي على ساكنه السلام، فإن هذه الأخبار اختصرتها من كتاب
الرجال لأبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي واخترنا ما فيها (2)،
انتهى.
وأول النسخ (3) التي رأيناها الاخبار السبعة التي صدر بها الكتاب قبل

(1) لؤلؤة البحرين: 403.
(2) فرج المهموم: 130.
(3) جاء في حاشية المخطوطة ما نصه:
عندي نسخة شريفة من رجال الكشي بخط الشيخ علي نجيب الدين بن محمد بن مكي بن
عيسى تلميذ الشيخ حسن صاحب المعالم وصاحبه، وفي الكتاب صفحات من خط الشيخ
حسن صاحب المعالم وقد انتسخه من نسخة الشهيد الأول حيث نقل في آخر كل جز منه صورة
خط الشهيد بكذا بلغ مقابلة وتصحيحا بالنسخة المنقول منها بحسب الجهد والطاقة إلا ما زاغ
عنه البصر وحد عنه النظر وكتبه عند بن مكي العاملي عامله الله بلطفه الجلي.
وفي الحاشية بخط كاتب المتن هذا صورة ما على الأصل المنقول منه بلغ أيده الله تعالى قراءة
إلى ها هنا، وكتب أحمد بن طاووس: وأيضا في الحاشية كذا في النسخة المنقول عنها، ووافق
الفراغ من نسخه أواخر شهر ربيع الاخر من سنة اثنتين وستين وخمسمائة، وكتب علي بن حمزة
ابن محمد بن شهريار الخازن بمشهد الغري على مشرفه الصلاة والسلام حامدا الله تعالى
ومصليا على نبته محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أقول: وهكذا يكون صورة هذه الخطوط في تمام الاجزاء السبعة فإنه جعل الكتاب على
سبعة أجزاء وفي ظهر كل جزء أسامي الرواة المذكورين في ذلك الجزء وكان في مواضع متعددة
من تلك النسخة صفحة أو أكثر بخط صاحب المعالم وأعلم ذلك في الحاشية: وكتب الشيخ
علي في آخره:
فرغ من مشقة مشقة أقل الخليقة بل اللاشئ في الحقيقة كثير الزلل قليل العمل علي نجيب
الدين بن محمد بن مكي بن عيسى الجبلي العاملي نهار الجمعة السادس والعشرين من شهر ذي
الحجة عام تسعين وتسعمائة من الهجرة.
وقد رأى الحاج الموفق المؤيد هذه النسخة من الكشي من جملة كتبي، وقال (رحمه الله): نسخ
اختيار الشيخ لرجال الكشي وجدناها مختلفة كثيرا وليست في النسخ من هذا الكتاب نسخة
بهذا الاعتبار لشهادة مثل السيد الجليل أحمد بن طاووس وعلي بن حمزة بن الخازن بها وشهادة
خط الشيخ علي نجيب الدين ومقابلة ونظر صاحب المعالم وخطوطه (رحمه الله).
287

الشروع في التراجم، وليس فيه هذه العبارة.
ومنها: ما في مناقب ابن شهرآشوب نقلا عن اختيار الرجال لأبي جعفر
الطوسي، عن أبي عبد الله عليه السلام عن سلمان الفارسي، أنه لما استخرج
أمير المؤمنين عليه السلام خرجت فاطمة عليها السلام حتى انتهت إلى القبر
فقالت: خلوا عن ابن عمي، فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالحق
لئن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري، ولأضعن قميص رسول الله صلى الله عليه
وآله على رأسي، ولأصرخن إلى الله، فما ناقة صالح بأكرم على الله من ولدي؟!
قال سلمان: فرأيت والله أساس حيطان المسجد تقطعت من أسفلها
حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها فقلت: يا سيدتي
288

ومولاتي، إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة. فرجعت
الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا (1). انتهى.
ولم أجد هذا الخبر في النسخ التي رأيناها.
ومنها: ما في حاشية تلخيص المقال للعالم المحقق الآميرزا محمد طاب
ثراه ما لفظه: ذكر أبو جعفر الطوسي في اختيار الرجال، عن هشام بن سالم عن أبي
عبد الله عليه السلام، وعن أبي البختري قال: حدثنا عبد الله بن الحسن
ابن الحسن، أن بلالا أبى أن يبايع أبا بكر، وأن عمر أخذ بتلابيبه فقال له: يا
بلال، هذا جزاء أبي بكر منك أن أعتقك فلا تجيئ تبايعه؟.
فقال: إن كان أبو بكر أعتقني لله فليدعني له، وإن كان أعتقني لغير ذلك
فها أنا ذا، وأما بيعته فما كنت مبايعا أحدا لم يستخلفه رسول الله صلى الله عليه
وآله، والذي استخلفه بيعته في أعناقنا إلى يوم القيامة.
فقال عمر: لا أبا لك، لا تقم معنا، فارتحل إلى الشام، وتوفي بدمشق
ودفن بالباب الصغير، وله شعر في هذا المعنى (2)، كذا وجد منسوبا إلى الشهيد
الثاني، ولم أره في كتاب الاختيار للشيخ. والله أعلم.
ومنها: ما في رجال ابن داود في ترجمة حمدان بن أحمد، نقلا عن الكشي،
أنه من خاصة الخاصة، أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه والاقرار له
بالفقه في آخرين (3). انتهى.
وهو غير مذكور في الكتاب (4)، وعده من أوهام ابن داود بعيد كبعد كون
النقل من أصل كتاب الكشي.

(1) مناقب ابن شهرآشوب 3: 339.
(2) انظر منهج المقال: 72.
(3) رجال ابن داود: 84 / 524.
(4) انظر رجال الكشي 2: 835 / 1064.
289

وقال المحقق الداماد في الرواشح - بعد شرح حال حمدان ونقل إجماع ابن
داود ما لفظه -: لكن كتاب الكشي ساذج (1) ولسانه ساكت من ادعاء الاجماع،
إلا أن يقال أن المعهود من سيرته والمأثور من سنته أنه لا يطلق القول بالفقه
والثقة والحبرية والعد من خاص الخاص إلا فيمن يحكم بتصحيح ما يصح عنه
وينقل على ذلك الاجماع، فلذلك نسب الحسن بن داود هذا الادعاء إليه، ثم
ذكر الاحتمال الثاني، والوجه الذي أبدعه أبعد الوجوه (2).
وقال رحمه الله في الراشحة العشرين: السواد الأعظم من الناس يغلطون
فلا يفرقون بين المشيخة والمشيخة، ولا بين شيخان وشيخان، ويضمون كاف
الكشي ويشددون النجاشي. إلى أن قال: واعلمن أن أبا بكر محمد بن عمر بن
عبد العزير الكشي شيخنا المتقدم الثقة الثبت العالم البصير بالرجال والاخبار،
صاحب أبي نصر محمد بن مسعود العياشي السلمي السمرقندي، وكثيرا من
وجوه شيوخنا وعلمائنا كانوا من كش البلد المعروف على مراحل من سمرقند.
قال الفاضل البارع المهندس البرجندي في كتابه المعمول في مساحة
الأرض وبلدان الأقاليم: كش - بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة - من بلاد
ما وراء النهر، بلد عظيم ثلاثة فراسخ، والنسبة إليه كشي (3)، وأما ما في
القاموس: الكش - بالضم - الذي يلقح به النخل، وكش - بالفتح - قرية
بجرجان (4)، فعلى تقدير الصحة فليست النسبة إليها (5)، انتهى.
قلت: ويشهد لصحة ما ذكره أن أغلب مشايخه والرواة عنه من أهل

(1) ظاهرا (منه قدس سره).
(2) الرواشح السماوية: 70.
(3) لم نعثر عليه.
(4) القاموس المحيط 2: 286.
(5) الرواشح السماوية: 75، وفيه زيادة: في ثلاث فراسخ.
290

تلك البلاد، فإنه من غلمان العياشي السمرقندي الراوي عنه، القاري عليه،
المستفيد منه، والمعتمد عليه في التعديل والجرح.
ويروي عن:
أ - أبي الحسن حمدويه بن نصير الكشي (1).
ب - وعن محمد بن سعيد الكشي (2).
ج‍ - وعن أبي جعفر محمد بن أبي عوف البخاري (3).
د - وعن إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي (4)، والختل كسكر بلد بما
وراء النهر (5)، خرج منه جمع كثير من العلماء.
ه‍ - وعن أبي إسحاق إبراهيم بن نصير الكشي (6).
و - وعن أبي محمد جبرئيل بن أحمد الفاريابي (7). قال الشيخ: وكان مقيما
بكش (8).
ز - وعن نصر بن صباح البلخي (9).
ح - وعن علي بن محمد القتيبي النيشابوري (10)

(1) رجال الكشي 2: 682 / 720 و 822 / 1031 و 835 / 1065.
(2) رجال الكشي 1: 6 / 2 و 2: 551 / 492، وفي بعض الموارد: ابن سعد.
(3) رجال الكشي 1: 6 / 2 و 98 / 48 و 2: 551 / 492.
(4) رجال الكشي 1: 6 / 3 و 341 / 202 و 2: 473 / 378.
(5) القاموس المحيط 3: 366.
(6) رجال الكشي 1: 113 / 51 و 217 / 88 و 2: 522 / 470.
(7) رجال الكشي 1: 32 / 13 و 54 / 26 - 27.
(8) رجال الشيخ: 458 / 9.
(9) رجال الكشي 1: 19 / 8 و 72 / 44 و 286 / 125.
(10) رجال الكشي 1: 37 / 16 و 66 / 38 و 120 / 54.
291

ط - وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان (1)، والمراد
النيشابوري، كما هو الحق عندنا.
ي - وعن طاهر بن عيسى الوراق، قان الشيخ فيمن لم يرو عنهم
عليهم السلام: هو أبو محمد من أهل كش، صاحب كتب روى عنه
الكشي (2). إلى آخره، ويروي عن أبي سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر
السمرقندي (3).
يا - وعن أبي صالح خلف بن حماد العامي الكشي (4).
يب - وعن آدم بن محمد القلانسي البلخي (5).
يج - وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد، شيخ من جرجان عامي (6).
يد - وعن جعفر بن معروف يكنى أبا محمد، من أهل كش (7).
يه - وعن محمد بن أحمد بن أبي عوف البخاري (8).
يو - وعن عبيد بن محمد النخعي الشافعي (9).
يز - وعن محمد بن الحسن البراثي الكشي (10).
يح - وعن عثمان بن حامد الكشي (1 1).

(1) رجال الكشي 1: 38 / 17 - 18 و 2: 458 / 356 و 8 81 / 1024.
(2) رجال الكشي: 477 / 1.
(3) رجال الكشي 1: 60 / 34 و 62 / 35 و 320 / 164.
(4) رجال الكشي 1: 68 / 39 و 2: 481 / 390.
(5) رجال الكشي 1: 72 / 43 و 2: 437 / 338 و 787 / 950.
(6) رجال الكشي 1: 73 / 46.
(7) رجال الكشي 1: 118 / 53 و 140 / 60 و 223 / 89.
(8) رجال الكشي 1: 6 / 2 و 98 / 48 ر 127 / 57، وقد تقدم (ج‍).
(9) رجال الكشي 1: 7 / 283 / 117.
(10) رجال الكشي 1: 122 / 55 و 132 / 167 و 2: 497 / 417.
(11) رجال الكشي 1: 288 / 128 و 340 / 198 - 199.
292

يط - وعن محمد بن نصير (1)، قال الشيخ: من أهل كش، ثقة جليل
القدر كثير العلم، روى عنه أبو عمرو الكشي (2).
ك - وعن سعد بن جناح الكشي (3).
كا - وعن أبي سعيد محمد بن رشيد الهروي (4).
كب - وعن أبي سعيد جعفر (5) بن أحمد بن أيوب السمرقندي (6).
كج - وعن أحمد بن محمد بن يعقوب البيهقي (7).
كد - وعن أبي علي أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي (8)، قال: وكان
من الفقهاء، وكان مأمونا على الحديث (9).
هذا، ويروي عنه: الثقة الجليل أبو أحمد حيدر بن محمد بن نعيم
السمرقندي، وأنت خبير بأن المراد من كش في هذه الموارد هو البلد المعروف،
وفيه تولد تيمورلنك، وحمله في خصوص المقام على ملقح النخل وقراءته بالضم
من اعوجاج السليقة، وكان بعض من عاصرناه يقرؤه بالضم مستندا إلى بعض
نسخ المنتقى لصاحب المعالم وإعرابه فيه بالضم، وهو عن جادة الاستقامة
بمراحل.
هذا ويروي أبو عمرو الكشي عن جماعة آخرين غيرهم، مثل:

(1) رجال الكشي 1: 20 / 9 و 338 / 194 و 58 3 / 231.
(2) رجال الشيخ: 497 / 34.
(3) رجال الكشي 2: 499 / 422، وفيه: بن صباح، و 504 / 429، 817 / 1023.
(4) رجال الكشي 2: 570 / 506.
(5) روى عن جعفر بن بشير (منه قدس سره).
(6) رجال الكشي 2: 717 / 792 و 718 / 794 - 796.
(7) رجال الكشي 2: 665 / 687 و 773 / 903.
(8) رجال الكشي 2: 184 / 1081 و 842 / 1084 و 843 / 1087.
(9) رجال الكشي 2: 813 / 1015، وفيه: وكان من القوم بدل: الفقهاء.
293

كه - محمد بن قولويه (1).
كو - وأبي سعيد الآدمي سهل بن زياد (2).
كز - وعلي بن الحسن (3).
كح - وأبي علي أحمد بن علي السلولي (4).
كط - والحارث بن نصير الأزدي (5).
ل - وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الوراق (6)
لا - والحسين بن الحسن بن بندار (7).
لب - وأبي أحمد (8).
لج - ومحمد بن الحسن البراثي (9).
لد - وإسحاق بن محمد (10).
له - ويوسف بن السخت (11).
لو - ومحمد بن بشر (12).

(1) رجال الكشي 1: 39 / 20 و 281 / 111 و 323 / 170.
(2) رجال الكشي 1: 59 / 33 بتوسط جبريل بن أحمد، و 2: 849 / 1092 بتوسط حمدويه،
و 2: 859 / 1116 بتوسط خلف بن حماد.
(3) رجال الكشي 1: 73 / 45 و 411 / 301.
(4) رجال الكشي 1: 105 / 49 و 224 / 90 و 234 / 91 - 92.
(5) رجال الكشي 1: 169 / 76، وفيه: بن حصيرة.
(6) رجال الكشي 1: 355 / 224.
(7) رجال الكشي 1: 281 / 111 و 325 / 175 و 348 / 218.
(8) رجال الكشي 1: 290 / 131.
(9) رجال الكشي 1: 122 / 55 و 2: 497 / 417 و 758 / 866 و... وقد تقدم (يز).
(10) رجال الكشي 1: 415 / 311.
(11) رجال الكي 1: 415 / 312.
(12) رجال الكشي 2: 421 / 321، وفيه: بن بشير.
294

لز - ومحمد بن أحمد (1).
لح - وإبراهيم بن محمد بن يحيى بن عباس (2).
لط - والحسين [بن اشكيب]، عن محمد بن خالد البرقي (3).
م - وعبد الله بن محمد، عن الوشا (4).
ما - وإبراهيم بن علي الكوفي (5).
مب - وأبي الحسن أحمد بن محمد الخالدي (6).
مج - وصدقة بن حماد (7).
مد - وأحمد بن منصور (8).
مه - وأحمد بن إبراهيم القرشي (9).
مو - وأبي جعفر محمد بن علي بن القاسم بن أبي حمزة القمي (10).
مز - وأبي محمد الدمشقي (11).
مح - وأبي الحسن أحمد بن الحسن الفارسي (12).

(1) رجال الكشي 1: 380 / 266 بتوسط علي بن محمد بن قتيبة.
(2) رجال الكشي 1: 6 / 3 و 2: 473 / 178 و 761 / 878.
(3) رجال الكشي 1: 400 / 290 و 2: 473 / 379.
(4) رجال الكشي 2: 473 / 380 و 481 / 391.
(5) رجال الكشي 2: 153 / 448 و 594 / 552.
(6) رجال الكشي 2: 530 / 477.
(7) لم نعثر عليه في المصادر المتوفرة بين أيدينا.
(8) رجال الكشي 2: 679 / 714 و 688 / 734.
(9) رجال الكشي 2: 679 / 715.
(10) رجال الكشي 2: 716 / 790 و 831 / 1051.
(11) رجال الكشي 2: 519 / 463 و 716 / 791.
(12) لم نعثر عليه.
295

مط - وإبراهيم بن المختار بن محمد بن العباس (1).
ن - وأبي بكر أحمد بن إبراهيم السنسني (2).
نا - وأبي عمرو بن عبد العزيز (3).
وبالأسانيد عن جعفر بن قولويه، وأبي محمد هارون بن موسى التلعكبري
عن أبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، عن نصر بن الصباح
البلخي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن
إسماعيل بن بزيع، عن أبي الجارود، قال: قلت للأصبغ بن نباتة: ما كان
منزلة هذا الرجل فيكم؟ قال: ما أدري ما تقول؟ إلا أن سيوفنا كانت على
عواتقنا، فمن أومى إلينا ضربناه بها، وكان يقول لنا: تشرطوا تشرطوا، فوالله
ما اشتراطكم لذهب ولا فضة، وما اشتراطكم إلا للموت، إن قوما من قبلكم
من بني إسرائيل تشارطوا بينهم فما مات أحد منهم إلا كان نبي قومه، أو نبي
قريته، أو نبي نفسه، وإنكم بمنزلتهم غير أنكم لستم بأنبياء (4).
هذا آخر ما أوردناه من ذكر طرقنا، وإجمال شرح جملة من المشايخ في
الفائدة الثالثة من خاتمة كتابنا مستدرك الوسائل، والحمد لله أولا واخرا، وصلى
الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين، في شهر رجب المرجب من
شهور سنة عشرين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة.

(1) رجال الكشي 2: 780 / 916.
(2) رجال الكشي 2: 782 / 1148.
(3) رجال الكشي 1: 20 / 9، ولم يذكر في المشجرة من مشايخه سوى العياشي محمد بن مسعود
(4) رجال الكشي 1: 19 / 8.
296

بسم الله الرحمن الرحيم
يمثل هذا الملحق مخططا توضيحيا مبسطا لمشايخ وطرق الشيخ
النوري إلى أصحاب المجاميع الاثني عشر الدين تنتهي إليهم جميع طرقه،
ومنهم تتفرع إلى الأئمة المعصومين عليهم السلام، باعتماد ما أورده النوري
في الفائدة الثالثة فحسب، وحيث وجدنا فيها اختلافا كثيرا مع المشجرة
المطبوعة سابقا، فأشرنا إلى موارد الاختلاف تلك في هوامش خاصة بتلك
الموارد في محلها.
ثم إن من الملاحظات المهمة التي ينبغي الالتفات إليها للاستفادة
الوافية من هذا المخطط جملة أمور:
أولها: ان الشيخ النوري في فائدته هذه قسم طرقه إلى ثلاثة أقسام هي:
أ - مشايخه الخمسة وطرقهم، وقد قسمنا نحن هذا القسم إلى اثنتي
عشر طبقة تنتهي بالرقم 184.
2 - مشايخ المشايخ، وقد رتبنا تسلسلهم من الرقم 185 إلى الرقم 1098.
3 - أصحاب المجاميع الذين أشرنا إليهم سابقا، والذين تبتدئ
طبقتهم بالشيخ الكراجكي وتنتهي بالكشي، في التسلسل المحصور بين
الرقمين 1099 و 1397.
ثانيها: خصصنا لكل علم ورد في المخطط رقما ضمن تسلسل
وروده، فلو تكرر وروده أثبتنا له رقما جديدا، ووضعنا جميع هنه الأرقام في دائرة.
ثالثها: المتأمل في هذا المخطط يجد ان هناك ثلاثة أرقام تسبق كل
297

علم كما في المثال التالي:
(11) 27 - 1 - الشيخ محمد تقي الطهراني.
- ا
28 - 2 - الشيخ أحمد الأحسائي.
وتوضيح ذلك هو ان:
أ - الرقم الأول فوق السهم يشير إلى تسلسل الشيخ (وهو الشيخ حسين
على الملايري التوسركاني وانه يروي عن الشيخين (أو أكثر ان كانوا) المشار
إليهما بالسهمين التاليين.
ب - واما الرقم الموضوع في الدائرة فيشير إلى التسلسل العام للاعلام.
ج‍ - كما أن إلي قم الموجود بعد السهم المنطلق من الدائرة فيشير إلى
تسلسل الشيخ، ومجموعهم يمثل مجموع الشيوخ في هذا الطريق، أي ان
الشيخ التوسركاني (في هذا المثال) يروي عن شيخين هما الطهراني
والأحسائي.
رابعها: لما كان الشيخ النوري قد أنهى بعض الطرق ولم يوصلها في
متن الفائدة فقد ارتأينا الإشارة إلى تلك الموارد بوضع نجمة عندها، وهي
تعني أن الشيخ الملحوق بهذه النجمة يشكل منتهى من سبقه من الشيوخ في
هذا الطريق، وغالبا ما يكون موضع الاتصال مع طرق أخرى.
مثلا: لما كان الرقم (3) يروي عن الرقم (12) والأخير يروي عن
الرقم (29) الذي الحق بنجمة كنهاية لهذا الطريق، فان ذلك يعني ان لهذا
العلم (29) وهو السيد مهدي بحر العلوم له طرق أخرى متصلة، حيث ورد
برقم (18)، ويروي أيضا عن (38 - 45) وهكذا.
واتماما للفائدة، وتسهيلا للقارئ والباحث فقد أعددنا في آخر هذا
المخطط فهرسا يبين موارد تكرار هذا العلم في هذه الطرق المختلفة.
298

مشجرة مشايخ المصنف
العلامة النوري
ج 1 - الشيخ مرتضى بن محمد امين
الا نصاري
ج 2 - الشيخ عبد الحسين بن علي
الطهراني
ج 3 - السيد محمد مهدي القزويني
ج 4 - الشيخ علي بن خليل الطهراني
ج 5 - السيد هاشم الخونساري
299

(1) 6 - 1 - الشيخ احمد النراقي الكاشاني.
7 - 2 - السيد صدر الدين محمد بن صالح بن محمد
الموسوي العاملي.
(2) 8 - 1 - الشيخ محمد حسن بن باقر النجفي
9 - 2 - السيد محمد شفيع الجابلقي
10 - 3 - محمد رفيع الجيلاني
11 - 4 - حسين علي الملايري التوسركاني
(3) 12 - 1 - عمه السيد محمد باقر بن أحمد القزويني
(4) 13 - 1 - الشيخ محمد حسن النجفي (صاحب
الجواهر) *
14 - 2 - الشيخ عبد العلي الرشتي
(5) 15 - 1 - والده السيد زين العابدين الخونساري
16 - 2 - السيد حسن بن علي بن الأمير محمد باقر
الواعظ الحسيني الأصبهاني
17 - 3 - الشيخ مهدي النجفي
300

(6) 18 - 1 - السيد مهدي بحر العلوم
19 - 2 - والده الشيخ مهدي بن أبي ذر الكاشاني
النراقي
20 - 3 - السيد محمد مهدي الشهرستاني
21 - 4 - الشيخ محمد كاشف الغطاء *
(7) 22 - 1 - والده السيد صالح الموسوي العاملي
(8) 23 - 1 - الشيخ جعفر بن الشيخ خضر آل علي
24 - 2 - السيد جواد بن محمد الحسيني العاملي
25 - 3 - الشيخ أحمد بن زبن الدين الأحسائي
(9 و 10) 26 - 1 - السيد محمد باقر بن محمد تقي الموسوي
الجيلاني
(11) 27 - 1 - الشيخ محمد تقي بن عبد الرحيم الطهراني
28 - 2 - الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي *
(12) 29 - 1 - خاله السيد مهدي بحر العلوم *
301

(14) 30 - 1 - أبو علي محمد بن إسماعيل بن عبد الجبار بن
سعد الدين
(15) 31 - 1 - والده السيد أبو القاسم جعفر الموسوي
الخونساري
32 - 2 - السيد الأمير محمد حسين
33 - 3 - السيد محمد الرضوي المشهدي
34 - 4 - السيد محمد باقر بن محمد تقي الجيلاني *
35 - 5 - والده السيد أبو القاسم جعفر الموسوي
الخونساري
(16) 36 - 1 - السيد زين العابدين *
(17) 37 - 1 - عمه الشيخ حسن
302

(18) 38 - 1 - محمد باقر الأصبهاني البهبهاني الحائري
39 - 2 - السيد حسين القزويني
40 - 3 - السيد حسين بن أبي القاسم جعفر بن
الحسين الحسيني الموسوي الخونساري
41 - 4 - الأمير عبد الباقي
42 - 5 - محمد باقر بن محمد باقر الهزار جريبي
الغروي
43 - 6 - الشيخ أبو صالح محمد مهدي بن بهاء الدين
محمد الفتوني العاملي النجفي
44 - 7 - الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم الدرازي
البحراني الحائري
45 - 8 - الشيخ عبد النبي القزويني اليزدي
(19) 46 - 1 - الأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني *
47 - 2 - المحدث البحراني *
48 - 3 - الشيخ محمد بن محمد زمان الكاشاني *
303

49 - 4 - الشيخ محمد مهدي الفتوني *
50 - 5 - محمد إسماعيل بن محمد حسين
المازندراني الخواجوئي
51 - 6 - محمد مهدي الهرندي الأصفهاني
(20) 52 - 1 - الشيخ يوسف بن أحمد البحراني (صاحب
الحدائق) *
(22) 53 - 1 - والده السيد محمد الموسوي العاملي
(23) 54 - 1 - الوحيد البهبهاني *
55 - 2 - السيد مهدي بحر العلوم *
(24) 56 - 1 - الوحيد البهبهاني *
57 - 2 - السيد مهدي بحر العلوم *
58 - 3 - السيد علي بن محمد علي بن أبي المعالي
الصغير ابن أبي المعالي الكبير الطباطبائي
(25) 59 - 1 - السيد مهدي بحر العلوم *
60 - 2 - الشيخ جعفر كاشف الغطاء *
304

61 - 3 - السيد علي بن محمد الطباطبائي الا حائري
(صاحب الرياض) *
62 - 4 - السيد مهدي الشهرستاني *
63 - 5 - الشيخ أحمد بن حسن البحريني
64 - 6 - الشيخ أحمد بن محمد آل عصفور
(26) 1 - السيد حسن بن حسن الحسيني الأعرجي
الكاظمي البغدادي
(27) 66 - 1 - الشيخ جعفر كاشف الغطاء *
(30) 67 - 1 - الوحيد البهبهاني *
(31) 68 - 1 - والده السيد حسين بن أبي القاسم جعفر بن
الحسين *
(32) 69 - 1 - والده السيد الأمير عبد الباقي *
(33) 70 - 1 - الشيخ جعفر كاشف النطاء *
(35) 71 - 1 - السيد مهدي بحر العلوم *
(37) 72 - 1 - والده الشيخ جعفر كاشف الغطاء *
305

(38) 73 - 1 - والده محمد أكمل
(39) 74 - 1 - والده الأمير إبراهيم بن محمد معصوم
الحسيني القزويني
75 - 1 - السيد نصر الله بن الحسين الموسوي
الحائري
(40) 76 - 1 - آقا محمد صادق
(41) 77 - 1 - والده الأمير محمد حسين الخاتون آبادي
(سبط العلامة المجلسي)
(42) 78 - 1 - الشيخ محمد بن محمد زمان الكاشاني
(الأصفهاني النجفي)
79 - 2 - إبراهيم بن غياث الدين محمد
الأصفهاني الخوزاني
(43) 1 - أبي الحسن الشريف العاملي *
(44) 81 - 1 - الشيخ حسين بن محمد بن جعفر
الماحوزي البحراني
(82) 2 - الشيخ عبد الله بن علي بن أحمد
البحراني البلادي
306

83 - 3 - الشيخ رفيع الدين بن فرج الجيلاني
الرشتي
(45) 84 - 1 - السيد الأمير إبراهيم القزويني
85 - 2 - الأمير محمد مهدي بن إبراهيم القزويني
86 - 3 - السيد الأمير محمد صالح القزويني
78 - 4 - علي أصغر المشهدي الرضوي
(50) 88 - 1 - الشيخ حسين الماحوزي *
(51) 89 - 1 - الشيخ حسين الماحوزي *
90 - 2 - الأمير محمد حسين الخاتون آبادي *
(53) 91 - 1 - الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي *
(58) 92 - 1 - خاله الوحيد البهبهاني *
(63) 93 - 1 - والده الشيخ حسن
(64) 94 - 1 - الشيخ يوسف البحراني *
95 - 2 - أبيه الشيخ محمد آل عصفور
307

96 - 3 - الشيخ عبد العلي البحريني
(65) 97 - 1 - الشيخ سليمان بن معتوق العاملي
98 - 2 - أبي القاسم بن محمد حسن الجيلاني
308

(73) 99 - 1 - ميرزا محمد الشيرواني *
100 - 2 - الشيخ جعفر القاضي *
101 - 3 - محمد شفيع الاسترآبادي *
102 - 4 - جمال الدين محمد الخونساري *
103 - 5 - محمد باقر المجلسي *
(74) 104 - 1 - محمد باقر المجلسي *
105 - 2 - جمال الدين محمد الخونساري
106 - 3 - الشيخ جعفر القاضي قوام الدين بن
عبد الله الكمرئي
(75) 107 - 1 - أبو الحسن بن محمد طاهر بن عبد الحميد
الفتوني النباطي العاملي الأصبهاني
الغروي
(76) 108 - 1 - محمد بن عبد الفتاح التنكابني الطبرسي
السراب
(77) 109 - 1 - والده السيد محمد صالح بن عبد الواسع
309

110 - 2 - جده محمد باقر المجلسي *
111 - 3 - محمد بن عبد الفتاح التنكابني الطبرسي
السراب *
112 - 4 - جمال الدين محمد الخونساري *
113 - 5 - السيد علي خان الشيرازي المدني *
(78 و 79) 114 - 1 - محمد حسين الخاتون آبادي
115 - 2 - محمد طاهر بن مقصود علي الأصبهاني
116 - 3 - الشيخ حسين الماحوزي
117 - 4 - الشيخ محمد قاسم بن محمد رضا الهزار جريبي
(81 و 82) 118 - 1 - الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي
البحراني
(82) 119 - 1 - الشيخ علي بن حسن بن يوسف بن حسن
البحراني البلادي
120 - 2 - الشيخ محمود بن عبد السلام الأوالي
البحراني
310

(83) 121 - 1 - محمد باقر المجلسي *
(84 و 85 و 86 و 87) 122 - 1 - محمد باقر المجلسي *
123 - 2 - جمال الدين محمد الخونساري *
124 - 3 - العلامة الخراساني *
(93) 125 - 1 - الشيخ عبد الله البلادي *
(95) 126 - 1 - الشيخ حسين الماحوزي *
(96) 127 - 1 - الشيخ حسين الماحوزي *
128 - 2 - الشيخ سليمان الماحوزي *
129 - 3 - الشيخ عبد الله البلادي *
(97) 130 - 1 - الشيخ يوسف البحراني *
(98) 131 - 1 - السيد حسين الخونساري *
132 - 2 - الوحيد البهبهاني *
133 - 3 - الشيخ محمد باقر الهزار جريبي *
311

134 - 4 - الشيخ مهدي الفتوني *
312

(105) 135 - 1 - والده حسين الخونساري.
(106) 136 - 1 - محمد تقي المجلسي *
(107) 137 - 1 - محمد باقر المجلسي *
138 - 2 - الأمير محمد صالح بن عبد الواسع *
(108) 139 - 1 - محمد باقر بن محمد مؤمن الخراساني
السبزواري
(109) 140 - 1 - محمد باقر المجلسي *
141 - 2 - الشيخ علي (سبط الشهيد الثاني) *
(114 و 115 و 116 و 117) 142 - 1 - محمد باقر المجلسي *
(118) 143 - 1 - الشيخ سليمان بن علي الشاخوري
البحراني
144 - 2 - الشيخ أحمد بن محمد المقابي
145 - 1 - الشيخ صالح بن عبد الكريم
الكزكراني البحراني *
313

(119) 146 - 1 - الشيخ محمد بن ماجد بن مسعود
البحراني الماحوزي
(120) 147 - 1 - السيد هاشم بن سليمان التوبلي البحراني
148 - 2 - الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي
المشغري
314

(139) 149 - 1 - الشيخ يحيى بن الحسن اليزدي
150 - 2 - السيد حسن الرضوي القائني
(143) 151 - 1 - الشيخ علي بن سليمان البحراني القدمي
زين الدين
152 - 3 - الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني
153 - 4 - الشيخ صالح بن عبد الكريم الكزكراني
البحراني
(144) 154 - 1 - محمد باقر المجلسي *
155 - 2 - والده محمد بن يوسف البحراني *
156 - 3 - الشيخ علي بن سليمان القدمي *
157 - 4 - السيد محمد مؤمن بن دوست محمد
الحسيني الأسر آبادي
(146) 158 - 1 - محمد باقر المجلسي *
(147) 159 - 1 - الشيخ فخر الدين بن محمد الرماحي
المسلمي النجفي الطريحي
315

(148) 160 - 1 - محمد باقر المجلسي *
161 - 2 - الشيخ زين الدين (سبط الشهيد الثاني)
(149 و 150) 162 - 1 - الشيخ محمد (سبط الشهيد الثاني)
163 - 2 - مقصود بن زين العابدين
164 - 3 - السيد حسين بن حيدر الكركي
(151) 165 - 1 - الشيخ البهائي العاملي *
(152 و 153) 166 - 1 - السيد نور الدين العاملي *
(157) 167 - 1 - السيد نور الدين علي بن علي بن الحسين
الموسوي الحسيني العاملي الجبعي المكي
(159) 168 - 1 - الشيخ محمد بن جابر النجفي
(161) 169 - 1 - الشيخ البهائي *
170 - 2 - والده الشيخ أبي جعفر محمد بن صاحب
المعالم
316

171 - 3 - ابن عمته شمس الدين محمد بن علي
الموسوي العاملي الجبعي
317

(162 و 160 و 164) 172 - 1 - الشيخ البهائي *
(167) 173 - 1 - السيد محمد (صاحب المدارك) *
174 - 2 - الشيخ حسن (صاحب المعالم) *
(168) 175 - 1 - الشيخ محمود حسام الدين الجزائري
(170) 176 - 1 - والده أبو منصور جمال الدين حسن *
(171) 177 - 1 - الشيخ أحمد بن الحسن بن سليمان العاملي
النباطي
178 - 2 - السيد نور الدين علي بن الحسين بن أبي
الحسن الموسوي (صهر الشهيد الثاني)
179 - 3 - السيد علي بن الحسين بن محمد بن
الصائغ الحسيني العاملي الجزيني
180 - 4 - أحمد بن محمد الأردبيلي
181 - 5 - الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي
318

(175) 182 - 1 الشيخ البهائي *
(177 و 178 و 179 و 181) 183 - 1 - الشهيد الثاني *
(180) 84 - 1 - السيد علي الصائغ *
319

(مشايخ المشايخ)
(محمد باقر الهزار جريبي)
(42 و 133) 185 - 1 - إبراهيم القاضي
(185) 186 - 1 - السيد ناصر الدين أحمد بن محمد بن
الأمير روح الأمين الحسيني المختاري
السبزواري
(186) 188 - 1 - بهاء الدين محمد بن تاج الدين حسن بن
محمد الأصفهاني (الفاضل الهندي)
(187) 188 - 1 - والده تاج الدين حسن (ملا تاجا)
(88) 189 - 1 - حسن علي التستري *
320

(السيد مهدي بحر العلوم)
(18 و 29 و 55 و 57 و 59 و 67) 190 - 1 - السيد حسين القزويني
(190) 191 - 1 - السيد نصر الله الحائري
(191) 192 - 1 - السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله
الجزائري
321

(192) 193 - 1 - السيد نصر الله الحائري
194 - 2 - الأمير محمد حسين الخاتون آبادي (سبط
المجلسي) *
195 - 3 - السيد رضي الدين بن محمد بن علي بن
حيدر العاملي المكي
196 - 4 - السيد صدر الدين بن محمد باقر الرضوي
القمي
197 - 5 - والده السيد نور الدين الجزائري
322

(193) 198 - 1 - محمد باقر المكي
199 - 2 - الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري
200 - 3 - الشيخ محمد حسين البغجمي
201 - 4 - الشيخ علي بن جعفر بن علي بن سليمان
البحريني
202 - 5 - أبو الحسن بن محمد طاهر الشريف
العاملي الغروي
(195) 203 - 1 - والده محمد بن علي العاملي
(196) 204 - 1 - الشريف أبى الحسن *
205 - 2 - الشيخ احمد الجزائري *
(197) 206 - 1 - الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي *
207 - 2 - السيد نعمة الله الجزائري
323

(198) 208 - 1 - السيد علي خان
(199) 209 - 1 - محمد نصير
210 - 2 - الشيخ حسين بن عبد علي الخمايسي
النجفي
211 - 3 - الشيخ أحمد بن محمد بن يوسف *
212 - 4 - الأمير محمد مؤمن الحسيني الاسترآبادي *
213 - 5 - الأمير محمد صالح الخاتون آبادي *
(200) 214 - 1 - الشيخ محمد الحر العاملي *
215 - 2 - محمد باقر المجلسي *
216 - 3 - محمد امين بن محمد علي الكاظمي
(201) 217 - 1 - أبيه الشيخ جعفر البحراني
(202) 218 - 1 - خاله السيد محمد صالح الخواتون آبادي
(صهر المجلسي) *
219 - 2 - المحدث الكاشاني *
324

220 - 3 - الشيخ محمد حسين بن الحسن الميسي
الحائري
221 - 4 - الشيخ صفي الدين بن فخر الدين
الطريحي
222 - 5 - الأمير شرف الدين علي الشولستاني *
223 - 6 - الشيخ أحمد بن محمد بن يوسف *
224 - 7 - الحاج محمود الميمندي
225 - 8 - السيد نعمة الله الجزائري *
226 - 9 - محمد باقر المجلسي *
(203) 227 - 1 - محمد شفيع بن محمد علي الاسترآبادي
(207) 228 - 1 - السيد فيض الله بن غياث الدين محمد
الطباطبائي
229 - 2 - الأمير شرف الدين علي بن حجة الله
الحسني الشولستاني *
230 - 3 - الشيخ علي بن جمعة العروسي الحويزي
325

231 - 4 - الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني
232 - 5 - السيد محمد بن شرف الدين علي بن
نعمة الله الجزائري
233 - 6 - الشيخ هاشم بن الحسين بن عبد الرؤوف
الأحسائي
234 - 7 - الشيخ حسين بن محيي الدين
235 - 8 - حسين بن جمال الدين محمد الخونساري
236 - 9 - محمد باقر بن محمد تقي بن مقصود علي
المجلسي
326

(208) 237 - 1 - الشيخ جعفر البحريني
(209) 238 - 1 - محمد تقي المجلسي *
(210) 239 - 1 - والده الشيخ عبد علي الخمايسي النجفي
240 - 1 - الشيخ عبد الواحد بن أحمد البوراني
النجفي
(216) 241 - 1 - فخر الدين الطريحي *
(217) 242 - 1 - أبيه الشيخ علي البحريني
(220) 243 - 1 - الشيخ عبد الله بن محمد العاملي
(221) 244 - 1 - والده فخر الدين الطريحي *
(224) 245 - 1 - محمد بن الحسن الحر العاملي *
(227) 246 - 1 - والده محمد علي الاسترآبادي
(228) 247 - 1 - السيد حسين بن حيدر الكركي
(230) 2478 - 1 - الشيخ عز الدين علي نقي بن أبي
العلاء محمد هاشم الطغائي الكمرئي
الفراهاني الشيرازي الأصفهاني
327

(231) 249 - 1 - الشيخ علي بن نصر الله الجزائري
(232) 250 - 1 - الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري
الغروي الحائري
(233) 251 - 1 - السيد نور الدين (أخو صاحب المدارك
لأبيه) *
252 - 2 - الشيخ جواد بن سعد الله بن جواد
البغدادي الكاظمي
253 - 3 - الشيخ محمد بن علي بن محمد الحرفوشي
الحريري العاملي الكركي
(234) 254 - 1 - والده محي الدين بن عبد اللطيف
255 - 2 - السيد علي خان بن خلف الموسوي
الحسيني المشعشعي الحويزي
(235) 256 - 1 - محمد تقي المجلسي *
(236) 257 - 1 - الشيخ علي بن محمد بن صاحب المعالم *
258 - 2 - رفيع الدين محمد بن حيدر الحسيني
الحسني الطباطبائي النائيني
328

259 - 3 - السيد محمد قاسم بن؟ محشد الطباطبائي
القهبائي
260 - 4 - محمد شريف بن شمس الدين محمد
الرويدشتي الأصفهاني
261 - 5 - محمد محسن بن محمد مؤمن
الاسترآبادي
262 - 6 - محمد بن الحسن الحر العاملي *
263 - 7 - السيد علي خان الشيرازي المدني الهندي *
264 - 8 - السيد محمد بن شرف الدين علي بن نعمة
الله الموسوي
265 - 9 - محمد طاهر بن محمد حسين الشيرازي
النجفي القمي
266 - 10 - السيد شرف الدين علي بن حجة الله
الطباطبائي الحسني الحسيني الشولستاني
267 - 11 - الأمير محمد مؤمن بن دوست محمد
الاسترآبادي
268 - 12 - السيد فيض الله بن غياث الدين محمد
الطباطبائي القهبائي
329

269 - 13 - القاضي أمير حسين *
270 - 14 - محمد صالح بن أحمد السروي الطبرسي
271 - 15 - خليل بن الغازي القزويني
272 - 16 - أبو الشرف الأصفهاني
273 - 17 - أبو الحسن المولى حسن علي التستري
الأصبهاني
274 - 18 - ابن عمة والده الشيخ عبد الله بن جابر
العاملي
275 - 19 - والده محمد تقي المجلسي
276 - 20 - محسن بن مرتضى بن محمود الفيض
الكاشاني
330

(237) 277 - 1 - الشيخ حسام الدين محمود بن درويش
علي الحلي
(239 و 240) 278 - 1 - فخر الدين الطريحي *
(242) 279 - 1 - بهاء الدين محمد العاملي *
(243) 280 - 1 - الشيخ علي (سبط الشهيد الثاني) *
(246) 281 - 1 - محمد تقي المجلسي *
(247) 282 - 1 - الشيخ نور الدين محمد بن حبيب الله
(248) 283 - 1 - الشيخ بهاء الدين العاملي *
(249) 284 - 1 - الشيخ يونس الجزائري
(250) 285 - 1 - السيد محمد بن علي العاملي (صاحب
المدارك) *
(253) 286 - 1 - الشيخ بهاء الدين العاملي *
(253) 287 - 1 - علي بن عثمان بن خطاب بن مرة بن
مؤيد الهمداني * (ابن أبي الدنيا المعمر
المغربي)
331

(254) 288 - 1 - والده الشيخ عبد اللطيف
(55) 289 - 1 - الشيخ علي (سبط الشهيد الثاني) *
(258) 90 - 1 - عبد الله التستري *
291 - 2 - بهاء الدين محمد العاملي *
(259) 292 - 1 - بهاء الدين محمد العاملي *
(260) 293 - 1 - بهاء الدين العاملي *
(261) 294 - 1 - السيد نور الدين (أخو صاحب المدارك) *
(264) 295 - 1 - والده شرف الدين علي بن نعمة الله
الموسوي
(265) 296 - 1 - السيد نور الدين (أخو صاحب المدارك) *
(266) 297 - 1 - السيد فيض الله بن عبد القاهر
الحسيني التفريشي
298 - 2 - محمد بن علي بن إبراهيم الاسترآبادي
299 - 3 - الشيخ محمد (ابن صاحب المعالم) *
332

300 - 4 - ظهير الدين إبراهيم الميسي *
301 - 5 - عبد الله التستري *
302 - 6 - بهاء الدين العاملي *
(267) 303 - 1 - السيد نور الدين العاملي *
304 - 2 - السيد زين العابدين بن نور الدين مراد
الحسيني الكاشاني
305 - 3 - الشيخ إبراهيم بن عبد الله الخطيب
المازندراني
(268) 306 - 1 - عز الدين أبي عبد الله حسين بن حيدر بن
قمر الحسيني الكركي العاملي
(270 و 271) 307 - 1 - بهاء الدين العاملي *
(272) 308 - 1 - المولى درويش محمد بن حسن العاملي
النطنزي الأصفهاني *
(273) 309 - 1 - والده عز الدين عبد الله بن الحسن
التستري
310 - 2 - أبي الحسن علي بن عبد العالي الكركي *
333

(274) 311 - 1 - والده الشيخ جابر العاملي
312 - 2 - كمال الدين درويش محمد بن حسن
العاملي النطنزي الأصفهاني
(275) 313 - 1 - الشيخ عبد الله الشوشتري *
314 - 2 - مير محمد باقر المحقق الداماد *
315 - 3 - الشيخ يونس الجزائري
316 - 4 - السيد حسين بن حيدر الكركي *
317 - 5 - أبو الشرف الأصفهاني *
318 - 6 - الشيخ عبد الله بن جابر
319 - 7 - الشيخ جابر بن عباس النجفي
320 - 8 - معز الدين محمد بن تقي الدين الأصفهاني
321 - 9 - الشيخ أبو البركات
322 - 10 - السيد ظهير الدين إبراهيم بن الحسين
الحسيني الهمداني
334

323 - 11 - الشيخ محمد بن حسين بن عبد الصمد
الجبعي اللويزاني الحارثي
(276) 324 - 1 - بهاء الدين العاملي *
325 - 2 - محمد طاهر القمي *
326 - 3 - خليل القزويني *
327 - 4 - الشيخ محمد بن حسن بن الشهيد *
328 - 5 - محمد صالح المازندراني *
329 - 6 - السيد ماجد بن هاشم بن علي الحسيني *
330 - 7 - محمد بن إبراهيم الشيرازي (ملا صدرا)
335

(277) 331 - 1 - بهاء الدين العاملي *
(282) 332 - 1 - السيد محمد مهدي بن محسن الرضوي
المشهدي
(284) 332 - 1 - الشيخ عبد العالي بن المحقق الثاني
(288) 334 - 1 - بهاء الدين العاملي *
335 - 2 - الشيخ حسن (صاحب المعالم) *
336 - 3 - السيد محمد (صاحب المدارك) *
337 - 4 - والده السيد نور الدين علي
(295) 338 - 1 - الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري
(297) 339 - 1 - الشيخ محمد بن صاحب المعالم *
340 - 2 - والده الشيخ حسن (صاحب المعالم) *
341 - 3 - السيد أبو الحسن علي بن الحسين الحسني
(ابن الصائغ) *
(298) 342 - 1 - ظهير الدين أبو إسحاق إبراهيم بن نور
الدين علي بن عبد العالي الميسي
336

(304 و 305) 343 - 1 - الشيخ محمد امين بن محمد الاسترآبادي
(306) 344 - 1 - بهاء الدين العاملي *
345 - 2 - محمد باقر (المحقق الداماد) *
346 - 3 - الشيخ محمد الشهيدي *
347 - 4 - الشيخ نور الدين محمد بن حبيب الله *
348 - 5 - الشيخ نجيب الدين علي بن شمس الدين
محمد الشامي العاملي الجبلي الجبعي
(309) 349 - 1 - الشيخ احمد الأردبيلي *
350 - 2 - الشيخ أحمد بن نعمة الله
351 - 3 - الشيخ نعمة الله العيناثي
(311 و 312) 352 - 1 - الشيخ علي الكركي (المحقق الثاني) *
(315) 353 - 1 - الشيخ عبد العالي بن المحقق الثاني
(319) 354 - 1 - الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري
النجفي الحائري *
337

(320) 355 - 1 - الشيخ عبد العالي بن المحقق الثاني *
356 - 2 - أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان القطيفي
البحراني الخطي الغروي
357 - 3 - الشيخ إبراهيم بن حسن الدراق
(321) 358 - 1 - الشيخ علي الكركي (- المحقق الثاني) *
(322) 359 - 1 - الشيخ محمد بن أحمد بن نعمة الله بن
خاتون العاملي
(323) 360 - 1 - والده الشيخ عز الدين حسين بن
عبد الصمد
(330) 361 - 1 - بهاء الدين العاملي *
362 - 2 - السيد محمد باقر بن شمس الدين محمد
الحسيني الاسترآبادي (الداماد)
338

(332) 363 - 1 - والده السيد محسن الرضوي المشهدي
(333) 364 - 1 - والده الشيخ علي الكركي (المحقق الثاني) *
(337) 365 - 1 - والده شهاب الدين أحمد بن أبي الجامع
العاملي
(338) 366 - 1 - الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي
الكركي *
(342) 367 - 1 - والده نور الدين علي بن عبد العالي
الميسي *
368 - 2 - الشيخ علي الكركي (المحقق الثاني) *
(343) 369 - 1 - السيد محمد (صاحب المدارك) *
370 - 2 - الشيخ حسن (صاحب المعالم) *
371 - 3 - محمد الاسترآبادي *
(348) 372 - 1 - بهاء الدين العاملي *
373 - 2 - السيد محمد (صاحب المدارك) *
374 - 3 - الشيخ حسن (صاحب المعالم) *
339

375 - 4 - أبيه شمس الدين محمد الشامي العاملي
الجبلي الجبعي
(350) 376 - 1 - والده الشيخ نعمة بن شهاب الدين
أبي العباس احمد العاملي العيناثي *
(351) 377 - 1 - والده أبو العباس احمد الشامي العاملي *
378 - 2 - أبو الحسن علي بن عبد العالي الكركي
المحقق
(353 و 356) 379 - 1 - والده الشيخ علي الكركي (المحقق
الثاني) *
(357) 380 - 1 - علي بن هلال الجزائري *
(359) 381 - 1 - والده شهاب الدين احمد *
382 - 2 - جده الشيخ نعمة الله *
(360) 383 - 1 - بدر الدين حسن بن جعفر الأعرجي
الحسيني العاملي الكركي
384 - 2 - زين الدين بن علي (الشهيد الثاني) *
340

(362) 385 - 1 - السيد نور الدين علي بن أبي الحسن
الموسوي العاملي *
386 - 2 - خاله الشيخ عبد العالي بن المحقق الثاني
387 - 3 - عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي
الهمداني
341

(363) 388 - 1 - الشيخ محمد بن علي بن إبراهيم بن أبي
جمهور الأحسائي
(365) 389 - 1 - الشيخ علي الكركي (المحقق الثاني) *
(375) 390 - 1 - جده مكي العاملي
391 - 2 - جده لامه محي الدين الميسي
(383) 392 - 1 - الشيخ علي الكركي (المحقق الثاني) *
393 - 2 - علي بن عبد العالي الميسي *
(386) 394 - 1 - والده الشيخ علي الكركي (المحقق
الثاني *
(387) 395 - 1 - السيد حسن بن جعفر الأعرج *
396 - 2 - الشيخ زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد
الجبعي العاملي
342

(388) 397 - 1 - الشيخ علي بن هلال الجزائري *
(390) 398 - 1 - ظهير الدين إبراهيم الميمي *
399 - 2 - زين الدين بن علي (الشهيد الثاني) *
(391) 400 - 1 - الشيخ علي بن عبد العالي الميسي *
(396) 401 - 1 - السيد حسن بن جعفر الأعرج الحسيني *
402 - 2 - الشيخ أحمد بن محمد بن خواتون العاملي
العينائي
403 - 3 - الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي
الميسي العاملي
343

(402) 404 - 1 - أبيه الشيخ محمد بن خواتون العاملي
العينائي *
(403) 405 - 1 - الشيخ محمد بن محمد بن محمد بن داود
- المؤذن العاملي الجزيني (ابن عم الشهيد
الأول)
406 - 2 - الشيخ محمد بن أحمد بن محمد الصهيوني
العاملي
407 - 3 - الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن
الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي
(المحقق الثاني)
344

(405) 408 - 1 - الشيخ ضياء الدين علي (ابن الشهيد
الأول)
409 - 2 - السيد علي بن دقماق
410 - 3 - جده لامه أبو القاسم علي بن علي العاملي
الفقعاني
411 - 4 - عز اللين أبو المكارم الحسن بن أحد
الكركي (ابن العشرة)
(406) 412 - 1 - عز الدين الحسن بن العشرة *
413 - 2 - أحمد بن علي العاملي العيناثي
(407) 414 - 1 - شمس الدين محمد بن خاتون
415 - 2 - زين الدين أبو الحسن علي بن هلال
الجزائري
345

(408) 416 - 1 - والده شمس الدين أبو عبد الله محمد بن
مكي (الشهيد الأول) *
(409) 417 - 1 - الشيخ شمس الدين محمد بن شجاع
القطان الأنصاري الحلي
(410) 418 - 1 - شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الله
العريضي
419 - 2 - الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام
العاملي العيناثي
(411) 420 - 1 - رضى زين الدين جعفر بن الحسام
421 - 2 - ابن فهد الحلي *
422 - 3 - محمد بن مكي (الشهيد الأول) *
423 - 4 - الشيخ شمس الدين محمد بن نجدة (ابن
عبد العالي).
(413) 424 - 1 - الشيخ زين الدين جعفر بن حسام العاملي *
(414) 425 - 1 - الشيخ أحمد بن علي العاملي العيناثي
346

(415) 426 - 1 - جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس
الدين محمد بن فهد الأسدي الحلي
347

(417) 427 - 1 - الشيخ جمال الدين أبو عبد الله المقداد
السيوري الأسدي الحلي الغروي
(418 و 419) 428 - 1 - السيد عز الدين الحسن بن أيوب بن
نجم الدين الأعرج الحسيني الاطراوي
العاملي
(420) 429 - 1 - والده محمد بن مكي (الشهيد الأول) *
430 - 2 - السيد ابن معنة *
(423) 431 - 1 - محمد بن مكي (الشهيد الأول) *
(425) 432 - 1 - زين الدين جعفر بن حسام العاملي *
(426) 433 - 1 - الشيخ مقداد السيوري *
434 - 2 - الشيخ زين الدين أبو الحسن علي بن أبي
محمد الخازن الحائري
435 - 3 - الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله بن
سعيد بن المترج (ابن المتوج البحراني)
436 - 4 - السيد بهاء الدين علي بن غياث الدين
عبد الكريم
348

(427) 437 - 1 - محمد بن مكي (الشهيد الأول) *
(428) 438 - 1 - محمد بن الحسن (فخر المحققين) *
439 - 2 - السيد عميد الدين *
440 - 3 - أخوه السيد ضياء الدين *
441 - 4 - عمد بن مكي (الشهيد الأول) *
(434) 442 - 1 - محمد بن مكي (الشهيد الأول) *
(435) 443 - 1 - محمد بن الحسن بن يوسف الحلي (فخر
المحققين) *
(436) 444 - 1 - محمد بن الحسن (فخر المحققين) *
445 - 2 - السيد عميد الدين *
446 - 3 - أخوه السيد ضياء الدين *
447 - 4 - أبي عبد الله محمد بن جمال الدين مكي بن
شمس الدين محمد النبطي العاملي الجزيني
(الشهيد الأول)
349

(447) 448 - 1 - السيد تاج. الدين أبو عبد الله محمد بن
جلال الدين أبي جعفر القاسم العلوي
الحسني الديباجي
449 - 2 - رضي الدين أبو الحسن علي بن جمال الدين
أحمد بن يحيى المزيدي الحلي
450 - 3 - الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد بن طراد
المطار آبادي
451 - 4 - الشيخ جلال الدين، أبو محمد إلى الحسن بن
نظام الدين احمد
452 - 5 - السيد علاء الدين أبو الحسن علي بن
محمد بن الحسن بن زهرة الحسيني الحلبي
453 - 6 - السيد أبو طالب أحمد بن أبي إبراهيم محمد
ابن زهرة الحسيني
454 - 7 - السيد مهنا بن سنان بن عبد الوهاب
455 - 8 - السيد جلال الدين عبد الحميد بن فخار
الموسوي *
350

456 - 9 - السيد شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد
بن أبي المعالي العلوي الموسوي
457 - 10 - الشيخ جلال الدين محمد بن شمس
الدين محمد الكوفي الهاشمي الحائري *
458 - 11 - الشيخ قطب الدين أبو جعفر محمد بن
محمد الرازي البويهي *
459 - 12 - السيد المرتضى عميد الدين عبد المطلب بن
مجد الدين أبي الفوارس محمد بن أبي
الحسن علي
460 - 13 - السيد ضياء الدين عبد الله بن أبي
الفوارس
461 - 14 - فخر المحققين أبو طالب محمد بن العلامة
الحلي
351

(448) 462 - 1 - السيد علم الدين المرتضى علي بن جلال
الدين عبد الحميد بن فخار بن معد
463 - 2 - ظهير الدين محمد بن فخر المحققين *
464 - 3 - السيد مجد الدين محمد بن علي الأعرج
الحسيني *
465 - 4 - السيد أبو القاسم علي بن غياث الدين
عبد الكريم بن طاووس
466 - 5 - السيد جلال الدين جعفر بن علي
467 - 6 - نصير الدين علي بن محمد بن علي
القاشي
(449) 468 - 1 - حسن بن يوسف بن المطهر (العلامة
الحلي) *
469 - 2 - تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي
(ابن داود)
470 - 3 - نجيب الدين محمد بن جعفر بن محمد
(ابن نما الحلي) *
352

471 - 4 - الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن
صالح *
472 - 5 - الشيخ صفي الدين محمد بن نجيب
الدين يحيى بن سعيد *
473 - 6 - الشيخ شمس الدين محمد بن جعفر بن نما
الحلي (ابن الابريسمي) *
474 - 7 - السيد رضي الدين بن معية الحسني *
475 - 8 - والده جمال الدين أحمد بن يحيى المزيدي *
(450) 476 - 1 - حسن بن يوسف (العلامة الحلي) *
477 - 2 - تقي الدين الحسن بن داود *
478 - 3 - الشيخ صفي الدين محمد
(451) 479 - 1 - جمال الدين أحمد بن يحيى المزيدي *
480 - 2 - نجيب الدين يحيى بن سعيد (ابن عم
المحقق) *
353

481 - 3 - والده نظام الدين أحمد بن نجيب الدين
محمد
(452) 482 - 1 - حسن بن يوسف (العلامة الحلي) *
483 - 2 - الشيخ نجم الدين طومان بن أحمد العاملي
(453) 484 - 1 - حسن بن يوسف (العلامة الحلي) *
485 - 2 - عمه أبى الحسن علي بن زهرة *
(454) 486 - 1 - حسن بن يوسف (العلامة الحلي) *
487 - 2 - ولده محمد بن الحسن بن يوسف (فخر
المحققين) *
(456) 488 - 1 - السيد محمد بن الحسن بن محمد بن أبي
الرضا العلوي
489 - 2 - الشيخ كمال الدين علي بن شرف الدين
الحسين بن حماد الواسطي
490 - 3 - خاله السيد صفي الدين أبو عبد الله محمد
ابن الحسن بن أبي الرضا العلوي
354

(459) 491 - 1 - والده مجد الدين أبو الفوارس محمد
492 - 2 - جده فخر الدين علي
493 - 3 - حسن بن يوسف (العلامة الحلي) *
494 - 4 - الشيخ مفيد الدين محمد بن جهم *
495 - 5 - رضي الدين علي بن سديد الدين يوسف
(أخو العلامة)
(460) 496 - 1 - خاله حسن بن يوسف (العلامة الحلي) *
(461) 497 - 1 - عمه رضي الدين علي بن سديد الدين
يوسف (أخو العلامة) *
498 - 2 - والده الشيخ جمال الدين أبو منصور
الحسن بن سديد الدين يوسف الحلي
355

(462) 499 - 1 - والده السيد جلال الدين عبد الحميد
(465) 500 - 1 - السيد عبد الحميد بن فخار الموسوي *
501 - 2 - والده غياث الدين عبد الكريم بن جلال
الدين أحمد بن طاووس
(466) 502 - 1 - المحقق *
(469) 503 - 1 - السيد أحمد بن طاووس *
504 - 2 - ولده عبد الكريم بن أحمد بن طاووس *
505 - 3 - الشيخ نجم الدين جعفر (المحقق الحلي) *
(478) 506 - 1 - والده نجيب الدين يحيى بن سعيد (ابن
عم المحقق) *
(481) 507 - 1 - والده نجيب الدين أبو عبد الله محمد بن
نما *
508 - 2 - أخوه جعفر بن محمد
(483) 509 - 1 - شمس الدين أبو جعفر محمد بن أحمد بن
صالح السيبي القسيني
356

(488) 510 - 1 - نجيب الدين يحيى بن سعيد (ابن عم
المحقق) *
(489) 511 - 1 - السيد عبد الكريم بن طاووس *
512 - 2 - الشيخ شمس الدين أبو جعفر محمد بن أحمد
بن صالح *
513 - 3 - الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد (ابن
عم المحقق) *
514 - 4 - نجم الدين جعفر بن محمد بن نما *
515 - 5 - الشيخ كمال الدين ميثم البحراني *
516 - 6 - الشيخ شمس الدين أبو محمد محفوظ بن
وشاح بن محمد
517 - 7 - الشيخ محمد بن جعفر بن علي بن جعفر
المشهدي الحائري
(490) 518 - 1 - السيد شمس الدين فخار بن معد
الموسوي *
(491) 519 - 1 - حسن بن يوسف (العلامة الحلي) *
357

(492) 520 - 1 - السيد عبد الحميد بن فخاره
(495) 521 - 1 - والده سديد الدين يوسف *
522 - 2 - نجم الدين (المحقق) *
(498) 523 - 1 - الشيخ مفيد الدين محمد بن علي بن محمد
ابن جهم الأسدي
524 - 2 - كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني
525 - 3 - الشيخ الحسن بن كمال الدين علي بن
سليمان
526 - 4 - الشيخ نجيب الدين أبو أحمد (أبو زكريا)
يحيى بن أحمد بن يحص الحلي الهذلي
527 - 5 - والده سديد الدين أبو يعقوب (أبو المظفر
يوسف بن زين الدين علي بن المطهر الحلي
528 - 6 - الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن
الحسن الطوسي
529 - 7 - السيد جمال الدين أحمد بن سعد الدين أبي
إبراهيم موسى بن جعفر (صهر الشيخ
الطوسي)
358

530 - 8 - السيد رضي الدين أبو القاسم (أبو
الحسن) علي بن سعد الدين موسى بن
جعفر آل طاووس
531 - 9 - خاله أبو القاسم نجم الدين جعفر بن
الحسن بن يحيى ين سعيد الهذلي الحلي
359

(498) 532 - 1 - والده فخار بن معد
(501) 533 - 1 - نجم الدين جعفر بن سعيد المحقق
(صاحب الشرائع) *
534 - 2 - والده أبو الفضائل أحمد بن طاووس *
535 - 3 - عمه رضي الدين علي بن طاووس *
536 - 4 - الخواجة نصير الدين الطوسي *
537 - 5 - الشيخ مفيد الدين بن جهم *
538 - 6 - نجيب الدين يحيى بن سعيد (ابن عم
المحقق) *
539 - 7 - السيد عبد الحميد بن فخار *
540 - 8 - الشيخ ميثم البحراني (شارح النهج) *
(508) 541 - 1 - والده نجيب الدين محمد بن نما *
(509) 542 - 1 - السيد فخار بن معد الموسوي *
543 - 2 - نجيب الدين محمد بن نما *
360

544 - 3 - نجم الدين جعفر المحقق (صاحب
الشرائع) *
545 - 4 - السيد رضي الدين علي بن طاووس *
546 - 5 - أبو الفضائل أحمد بن طاووس *
547 - 6 - السيد رضي الدين محمد بن محمد بن محمد
ابن زيد بن الداعي الحسيني الأفطسي
الآوي
548 - 7 - والده أحمد بن صالح
549 - 8 - علي بن ثابت بن عصيدة السوراوي
550 - 9 - الشيخ محمد بن أبي البركات الصنعاني
اليماني
(515) 551 - 1 - نجم الدين جعفر بن سعيد (المحقق) *
(516) 552 - 1 - خاله السيد صفي الدين أبي عبد الله محمد
ابن الحسن بن أبي الرضا العلوي
(523) 553 - 1 - السيد فخار بن معد *
(524) 554 - 1 - الخواجة نصر الدين الطوسي *
361

555 - 1 - الشيخ جمال الدين (أو كمال الدين) علي
ابن سليمان البحراني
(525) 556 - 1 - والده الشيخ كمال الدين علي بن سليمان
البحراني *
(526) 557 - 1 - السيد أبو حامد محي الدبن
558 - 2 - ابن عمه نجم الدين (المحقق) *
559 - 3 - نجيب الدين أبو إبراهيم محمد بن نما *
560 - 4 - شمس الدين أبو علي فخار بن معد *
561 - 5 - الشيخ محمد بن أبي البركات اليماني *
(527) 562 - 1 - الخواجة نصير الدين الطوسي *
563 - 2 - فخار بن معد الموسوي *
564 - 3 - نجيب الدين أبو إبراهيم محمد بن نما *
565 - 4 - الشيخ مهذب الدين الحسين بن أبي الفرج
ابن ردة النيلي
362

566 - 5 - السيد أحمد بن يوسف بن أحمد العريفي
العلوي الحسيني
567 - 6 - الشيخ راشد بن إبراهيم البحراني *
568 - 7 - الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن الفرج
السوراوي
569 - 8 - السيد عز الدين بن أبي الحارث محمد
الحسيني *
570 - 9 - السيد صفي الدين أبو جعفر بن معد بن
علي بن رافع بن أبي الفضائل معد
571 - 10 - الشيخ علي بن ثابت السوراني *
572 - 12 - السيد رضي الدين علي بن طاووس *
573 - 13 - الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ *
(528) 574 - 1 - والده محمد الطوسي
575 - 2 - معين الدين سالم بن بدران بن علي
المصري المازني
363

(576) 3 - الشيخ برهان الدين محمد بن محمد بن علي
الحمداني القزويني
(529) 577 - 1 - السيد فخار بن معد الموسوي *
578 - 2 - الحسين بن أحمد السوراوي *
579 - 3 - السيد صفي الدين محمد بن معد
الموسوي *
580 - 4 - الشيخ نجيب الدين محمد بن نما *
581 - 5 - السيد محي الدين (ابن أخ ابن زهرة) *
582 - 6 - أبو علي الحسين بن خشرم 8
583 - 7 - نجيب الدين محمد بن غالب *
(530) 584 - 1 - الشيخ حسين بن محمد السوراوي
585 - 2 - أبو الحسن علي بن يحيى بن علي
586 - 3 - الشيخ أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر
ابن أسعد الأصفهاني
587 - 4 - الشيخ نجيب الدين بن نما
364

588 - 5 - السيد شمس الدين فخار بن معد
الموسوي *
589 - 6 - الشيخ تاج الدين الحسن بن الدربي *
590 - 7 - الشيخ صفي الدين محمد بن معد
الموسوي *
591 - 8 - الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن
عزيزة بن وشاح السوراوي الحلي
592 - 9 - السيد أبو حامد محي الدين محمد بن
عبد الله بن زهرة الحسيني الإسحاقي (ابن
أخ ابن زهرة الحلبي) *
593 - 10 - نجيب الدين محمد السوراوي *
(531) 594 - 1 - والده الشيخ حسن بن يحيى
595 - 2 - السيد أبو حامد محمد بن أبي القاسم
عبد الله بن علي بن زهرة الحلبي
596 - 3 - أبو إبراهيم (أبو جعفر محمد بن جعفر
ابن أبي البقاء هبة الله بن نما الحلي الربعي
365

531 - 4 - السيد شمس الدين أبو علي فخار بن معد
الموسوي
598 - 5 - السيد مجد الدين علي بن الحسن بن
إبراهيم العريفي
599 - 6 - الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ
600 - 7 - الشيخ تاج الدين الحسن بن علي الدربي
366

(547) 601 - علي بن طاووس *
602 - 2 - والده فخر الدين محمد
(548) 603 - 1 - نصير الدين راشد بن إبراهيم بن إسحاق
ابن إبراهيم البحراني
604 - 2 - الشيخ قوام الدين محمد بن محمد البحراني
605 - 3 - الشيخ علي بن محمد بن فرج السوراوي
(549 و 550) 606 - 1 - الشيخ عربي بن مسافر *
(551) 607 - 1 - السيد شمس الدين فخار بن معد
الموسوي *
(555) 608 - 1 - الشيخ كمال الدين أبو جعفر أحمد بن علي
ابن سعيد بن سعادة
(565) 609 - 1 - رضي الدين أبو نصر الحسن بن
امين الدين أبي علي الفضل بن الحسن
الطبرسي
610 - 1 - الشيخ أحمد بن علي بن عبد الجبار الطبرسي
ا لقاضي
367

(566) 611 - 1 - برهان الدين محمد بن محمد بن علي
الحمداني القزويني *
(568) 612 - 1 - رشيد الدين ابن شهرآشوب *
613 - 2 - الحسين بن هبة الله بن رطبة *
(570) 614 - 1 - برهان الدين محمد بن محمد
القزويني *
615 - 2 - الشيخ أبو الحسن علي بن يحيى
الخياط *
(574) 616 - 1 - السيد فضل الله الراوندي *
(575) 617 - 617 - السيد حمزه بن زهرة الحلبي (صاحب
الغنية) *
(576) 618 - 1 - الشيخ سديد الدين محمود الحمصي *
619 - 2 - الشيخ منتجب الدين أبو الحسن علي بن أبي
القاسم عبيد الله حسكا الرازي
(584) 620 - 1 - الشيخ عماد الدين الطبري *
(585) 621 - 1 - الشيخ عربي بن مسافر العبادي *
368

622 - 2 - نصير الدين علي بن حمزة بن الحسن
الطوسي *
623 - 3 - الشيخ علي بن نصر الله بن هارون الحلي *
624 - 4 - الشيخ محمد بن إدريس الحلي *
625 - 5 - ابن بطريق الحلي *
626 - 6 - برهان الدين الحمداني القزويني *
627 - 7 - الشيخ جعفر بن أبي الفضل محمد بن
محمد بن شعرة الجامعاني *
628 - 8 - الشيخ أبو طالب نصير الدين عبد الله بن
حمزة الطوسي
(586) 629 - 1 - الشيخ عماد الدين أبو الفرج علي بن قطب
الدين أبي الحسين الراوندي
(591) 630 - 1 - الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد
الأكبر *
(594) 631 - 1 - والده الشيخ أبو زكريا يحيى الأكبر بن
الحسن بن سعيد الحلي
369

(595) 632 - 1 - رشيد الدين بن شهرآشوب
المازندراني *
633 - 2 - عمه السيد عز الدين أبو المكارم حمزة بن
علي بن زهرة الحسيني الحلبي
634 - 3 - والده أبو القاسم بن علي
635 - 4 - أبو عبد الله محمد بن إدريس الحلي *
636 - 5 - عز الدين أبو الحارث محمد بن الحسن بن
علي الحسيني العلوي البغدادي
637 - 6 - الشيخ شمس الدين أبو الحسن (أبو
زكريا) يحيى بن الحسن بن الحسين بن
علي بن محمد بن بطريق الحلي الأسدي
(596) 638 - 1 - برهان الدين محمد بن محمد
القزويني *
639 - 2 - والده جعفر بن نما
639 - 3 - الشيخ أبو عبد الله محمد بن جعفر بن علي
ابن جعفر المشهدي الحائري (ابن
المشهدي)
370

641 - 4 - الشيخ عماد الدين أبو الفرج علي بن
قطب الدين الراوندي
642 - 5 - أبو الحسن علي بن يحيى بن علي الخياط *
(597) 643 - 1 - الشيخ عربي بن مسافر *
644 - 2 - السيد عبد الحميد بن عبد الله التقي *
645 - 3 - الشيخ أبو الفضل سديد الدين شاذان
ابن جبرئيل بن إسماعيل بن أبي طالب
القمي
646 - 4 - فخر الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن
إدريس الحلي العجلي
647 - 5 - الشيخ أبو الفضل بن الحسن الحلي
الأجدب
648 - 6 - السيد أبو منصور الحسن بن معية العلوي
الحسني
649 - 7 - السيد أبو جعفر يحيى بن محمد بن أبي زيد
العلوي الحسني النقيب البصري
371

650 - 8 - أبو طالب محمد بن الحسن بن محمد بن
معية العلوي الحسيني *
651 - 9 - أبو العز محمد بن علي الفويقي *
652 - 10 - والده معد بن فخار بن أحمد العلوي
الموسوي
653 - 11 - رضي الدين أبو منصور عميد الرؤساء هبة
الله بن حامد بن أحمد بن أيوب الحلي
اللغوي
654 - 12 - الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن محمد
ابن علي بن محمد بن محمد بن السكون
الحلي *
655 - 13 - السند أبو محمد قريش بن السبيع بن
مهنا بن السبيع العلوي الحسيني المدني
(598) 656 - 1 - ابن المولى
(599) 657 - 1 - نجيب الدين يحيى (جد المحقق) *
658 - 2 - الحسين بن رطبة
372

(600) 659 - 1 - الشيخ عربي بن مسافر *
660 - 2 - ابن شهريار الخازن *
661 - 3 - الشيخ محمد بن عبد الله البحراني
الشيباني *
662 - 4 - أبو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب
ابن أبي النصر بن أبي الجيش السروي
المازندراني
373

(602) 663 - 1 - والده رضي الدين محمد بن زيد
(603) 664 - 1 - أبو الحسن علي بن عبد الجبار المقري
الرازي
665 - 2 - السيد فضل الله الراوندي *
(604) 1 - السيد فضل الله الراوندي *
(605) 666 - 1 - الحسن بن رطبة *
(608) 668 - 1 - الشيخ نجيب الدين محمد السوراوي *
(609) 669 - 1 - والده امين الدين أبو علي الفضل بن
الحسن الطبرسي *
(610) 670 - 1 - قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي *
(619) 671 - 1 - الشيخ أبو الفتوح الرازي *
672 - 2 - أبو علي الطبرسي *
673 - 3 - السيد أبو تراب مقدم السادات المرتضى
ابن الداعي بن القاسم الحسني
674 - 4 - السيد أبو حرب المجتبى بن الداعي بن
القاسم الحسني
374

675 - 5 - الشيخ بابويه بن سعد بن محمد
676 - 6 - الشيخ قطب الدين سعيد بن هبة الله
الراوندي *
677 - 7 - السيد أبو الرضا فضل الله بن علي الحسني
الراوندي *
678 - 8 - والده الشيخ موفق الدين أبو القاسم
عبيد الله
(628) 679 - 1 - الشيخ عفيف الدين محمد بن الحسين
الشوهاني
(629) 680 - 1 - والده قطب الدين الراوندي *
(631) 681 - 1 - الشيخ أبو محمد عربي بن مسافر العبادي
(633) 682 - 1 - أبو منصور محمد بن الحسن بن منصور
النقاش
683 - 2 - الشيخ أبو علي الحسن بن الحسين (ابن
الحاجب الحلبي)
684 - 3 - أبو عبد الله الحسين بن طاهر بن الحسين
الصوري
375

685 - 4 - والده علي بن زهرة *
(634) 686 - 1 - أخوه أبو المكارم ابن زهرة *
(636) 687 - 1 - الشيخ قطب الدين الراوندي *
(637) 688 - 1 - الشيخ عماد الدين أبو جعفر محمد
ابن أبي القاسم علي بن محمد بن علي
الطبري الآملي الكجي
(639) 689 - 1 - ابن إدريس *
690 - 2 - الحسين بن رطبة *
691 - 3 - أبوه هبة الدين نما
(640) 692 - شمس الدين يحيى بن البطريق *
693 - 2 - عز الدين السيد ابن زهرة *
694 - 3 - مهذب الدين الحسين بن ردة *
695 - 4 - سديد الدين شاذان بن جبرئيل
القمي *
696 - 5 - أبو البقاء هبة الله بن نما *
376

697 - 6 - أبو عبد الله الحسين بن جمال الدين هبة
الله بن الحسين بن رطبة السوراوي *
698 - 7 - الشيخ أبو الحسين (أبي الحسن) ورام
ابن أبي فراس ورام بن حمدان بن عيسى
699 - 8 - الشيخ أبو عبد الله محمد بن هارون *
700 - 9 - الشيخ أبو محمد نجم الدين عبد الله بن
جعفر بن محمد الدوريستي
701 - 10 - الشيخ أبو محمد جعفر بن أبي الفضل بن
شعرة الجامعاني
702 - 11 - والده جعفر بن علي المشهدي
703 - 12 - الشريف أبو القاسم بن الزكي العلوي
704 - 13 - الشريف أبو الفتح محمد بن محمد
الطوسي الحسيني الحائري
705 - 14 - سالم بن قبادويه
706 - 15 - السيد عز الدين شرفشاه بن محمد الحسيني
الأفطسي النيسابوري
377

707 - 16 - الشيخ أبو منصور محمد بن الحسن بن
المنصور النقاش الموصلي
708 - 17 - الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن
شهرآشوب المازندراني *
709 - 18 - السيد جلال الدين عبد الحميد بن
عبد الله بن أسامة العلوي الحسيني
710 - 19 - الشيخ أبو الخير سعد بن أبي الحسن الفراء
711 - 20 - أبو جعفر محمد بن الحمد النحوي *
712 - 21 - عماد الدين الطبري
713 - 22 - الشيخ عربي بن مسافر *
(41) 714 - 1 - والده قطب الدين الراوندي *
715 - 2 - ضياء الدين فضل الله الراوندي *
716 - 3 - جمال الدين أبو الفتوح الرازي *
717 - 4 - سديد الدين محمود بن علي الحمصي *
718 - 5 - امين الدين الفضل بن الحسن
الطبرسي *
378

(645) 719 - 1 - أبو القاسم عماد الدين الطبري *
720 - 2 - أبيه جبرئيل بن إسماعيل
721 - 3 - الشيخ أبو محمد ريحان بن عبد الله الحبشي
722 - 4 - الشيخ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر
العمري الطرابلسي
723 - 5 - السند أبو المكارم ابن زهرة *
724 - 6 - الشيخ أبو محمد حسن بن حسولة بن
صالحان القمي
725 - 7 - أبو جعفر محمد بن موسى بن أبي عبد الله
جعفر بن محمد الدوريستي
726 - 8 - السيد أحمد بن محمد الموسوي
727 - 9 - الشيخ محمد بن سراهنك
(646) 728 - 1 - الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم
العلوي العريضي *
729 - 2 - الشيخ عربي بن مسافر العبادي *
379

730 - 3 - السيد أبو المكارم *
731 - 4 - الشيخ الحسين بن رطبة *
732 - 5 - عبد الله بن جعفر الدوريستي
733 - 6 - السيد شرفشاه
(647) 734 - 1 - أبو الفتح محمد بن محمد بن الجعفرية
العلوية الطوسي الحسيني الحائري *
(649) 735 - 1 - الشيخ أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد
(650) 736 - 1 - والده أبو طالب محمد بن محمد بن أبي زيد
النقيب الحسني البصري
(652) 737 - 1 - أبو يعلى محمد بن علي بن حمزة الاقسيس
العلوي الحسيني *
(653) 738 - 1 - السيد بهاء الشرف نجم الدين أبو الحسن
محمد بن الحسن بن أحمد بن علي *
(655) 739 - 1 - الحسين بن رطبة
(656) 740 - 1 - الحسن بن رطبة
380

(658) 741 - 1 - أبو علي الطوسي
(662) 742 - 1 - الشيخ أبي منصور أحمد بن علي بن أبي
طالب الطبرسي
743 - 2 - الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسين
الشوهاني
744 - 3 - الشيخ محمد بن علي بن الحسن الحلبي *
745 - 4 - الشيخ ركن الدين أبو الحسن علي بن
علي بن عبد الصمد السبزواري
النيسابوري التميمي
746 - 5 - الشيخ محمد بن علي بن عبد الصمد
السبزواري
747 - 6 - والده الشيخ علي بن شهرآشوب
748 - 7 - جده شهرآشوب *
749 - 8 - الشيخ أبو الفتاح أحمد بن علي الرازي
750 - 9 - الشيخ أبو سعيد عبد الجليل بن عيسى
ابن عبد الوهاب الرازي
381

751 - 10 - السيد أبو الفضل الداعي بن علي بن
الحسن الحسيني
752 - 11 - الشيخ أبو المحاسن مسعود بن علي بن
محمد الصوافي
753 - 12 - الشيخ أبو علي محمد بن الفضل
الطبرسي
754 - 13 - الشيخ الحسين بن أحمد بن طحال *
755 - 14 - أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل
الطبرسي
756 - 15 - الشيخ جمال الدين أبو الفتوح الحسين
ابن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي
الرازي النيسابوري
757 - 10 - الشيخ أبو الحسين سعيد بن هبة الله بن
الحسن الراوندي (القطب الراوندي)
758 - 17 - أبو جعفر بن كميح
382

759 - 18 - أبو القاسم بن كميح
760 - 19 - السيد المنتهى بن أبي زبد عبد الله بن
كيابكي الكجي الجرجاني
761 - 25 - السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن
معبد (حميدان) *
762 - 21 - السيد ناصح الدين أبو الفتح عبد الواحد
ابن محمد بن المحفوظ التميمي
الآمدي *
763 - 22 - القاضي عماد الدين أبو محمد حسن
الاسترآبادي
764 - 23 - الشيخ أبو علي محمد بن الحسن بن
علي بن أحمد الحافظ الواعظ الفارسي
النيسابوري الفتال
765 - 24 - السيد مهدي بن أبي حرب
الحسيني *
766 - 25 - أبو الحسن (أو الحسن) بن أبي
القاسم زيد بن الحسين البيهقي (فريد
خراسان)
383

767 - 26 - أبو القاسم زيد البيهقي
768 - 27 - السند ضياء الدين أبو الرضا فضل الله بن
علي بن عبد الله
384

(663) (769 - 1 - والده زيد بن الداعي
(664) 770 - 1 - والده عبد الجبار (المفيد) *
771 - 2 - السيد فضل الله الراوندي *
772 - 3 - القطب الراوندي *
(673) 773 - 1 - سلار بن عبد العزيز *
(674) 774 - 1 - الشيخ المفيد عبد الرحمن النيسابوري
(عم أبي الفتوح الرازي) *
(675) 775 - 1 - أبيه أبو المعالي سعد
(678) 776 - 1 - والده شمس الاسلام (شمس الدين) أبو
محمد الحسن حسكا
(679) 777 - 1 - الشيخ علي بن محمد القمي
(681) 778 - 1 - الشيخ عماد الدين الطبري *
779 - 2 - الشيخ حسين بن طحال *
780 - 3 - الشيخ أبو عبد الله الحسين بن جمال
الدين هبة الله بن الحسين بن رطبة
السوراوي
385

781 - 4 - الشيخ أبو محمد الياس بن محمد بن
هشام الحائري
(682) 782 - 1 - أبو علي ابن شيخ الطائفة الطوسي *
(683) 783 - 1 - الشيخ أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي
سهل الزينوآبادي
(684) 784 - 1 - الشيخ أبو الفتوح الرازي *
(688) 785 - 1 - الشيخ أبو علي ابن الشيخ الطوسي *
786 - 2 - شمس الدين أبو محمد الحسن بن بابويه
(حسكا) *
787 - 3 - الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن
شهريار الخازن
788 - 4 - الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن
إبراهيم الرقاء البصري *
789 - 5 - الشيخ أبو النجم محمد بن عبد الوهاب
ابن عيسى السمان *
790 - 6 - والده أبو القاسم علي بن محمد بن علي
الفقيه
386

791 - 7 - أبو اليقظان عمار بن ياسر
792 - 8 - ولده أبو القاسم سعد بن عمار
793 - 9 - أبو البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة
العلوي الزيدي *
794 - 15 - أبو غالب سعيد بن محمد الثقفي
795 - 11 - أبو محمد الجبار بن علي بن جعفر
(حدقة الرازي)
796 - 12 - الشيخ أبو علي محمد بن علي بن
قرواش التميمي
797 - 13 - الشيخ محمد بن علي بن عبد الصمد بن
محمد النيشابوري *
798 - 14 - أبو طالب يحيى بن الحسن بن عبد الله
الجواني الحسيني
(691) 799 - 1 - أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال
المقدادي
800 - 2 - الياس بن هشام
387

(698) 801 - 1 - سديد الدين محمود بن علي بن الحسن
الحمصي الرازي
802 - 2 - السيد أبي الحسن علي بن إبراهيم
العريضي العلوي الحسيني
(700) 803 - 1 - جده أبو جعفر محمد بن موسى بن جعفر
(701 و 702 و 703) 804 - 1 - السيد بهاء الشرف نجم الدين أبو الحسن
محمد بن الحسن بن أحمد العلوي *
(704) 805 - 1 - الشيخ عماد الدين أبو القاسم الطبري *
806 - 2 - الشريف أبو الحسن محمد بن الحسن
ابن أحمد بن الحسن العلوي الحسيني
807 - 3 - السيد بهاء الشرف *
(705) 808 - 1 - السيد بهاء الشرف *
(706) 809 - 1 - جمال الدين أبو الفتوح الرازي *
(707) 810 - 1 - الشريف أبو الرفاء المحمدي الموصلي
811 - 2 - أبو علي الطوسي *
388

(709) 812 - 1 - السيد فضل الله الراوندي *
813 - 2 - الشيخ أبو الفرج أحمد بن حشيش
القرشي
(710) 814 - 1 - أبو عبد الله الحسين بن طحال المقدادي
(712) 815 - 1 - الشيخ أبو علي الطوسي *
(720) 816 - 1 - أبو الحسن محمد بن محمد البصروي
(721) 817 - 1 - أبو الفتح محمد بن عثمان
الكراجكي *
818 - 2 - عز الدين عبد العزيز بن أبي كامل
الطرابلسي
(722) 819 - 1 - عز الدين عبد العزيز بن أبي كامل
الطرابلسي *
(724) 820 - 1 - الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد
بن العباس الدوريستي
(725) 821 - 1 - جده أبو عبد الله جعفر الدوريستي *
(726) 822 - 1 - القاضي ابن قدامة
389

(727) 823 - 1 - علي بن علي بن عبد الصمد *
(732) 824 - 1 - جده أبو جعفر محمد بن موسى
(733) 825 - 1 - أبو الفتوح الرازي *
(736) 826 - 1 - تاج الشرف محمد بن محمد بن أبي
الغنائم (ابن السخطة) العلوي الحسيني
البصري النقيب
(739) 827 - 1 - الشيخ أبو علي الطوسي *
(740) 828 - 1 - الشيخ أبو علي الطوسي
(741) 829 - 1 - والده الشيخ أبو جعفر الطوسي *
(742) 830 - 1 - السيد مهدي بن أبي حرب الحسيني
المرعشي
(743) 831 - 1 - الشيخ أبو علي الطوسي *
832 - 2 - أبو الوفاء عبد الجبار بن علي المقري
الرازي *
833 - 1 - الشيخ أبو علي الطوسي *
390

(745 و 746) 834 - 2 - أبو الوفاء الرازي *
835 - 3 - والده أبو الحسن علي بن عبد الصمد
(747) 836 - 1 - الشيخ أبو علي الطوسي *
837 - 2 - أبو الوفاء الرازي *
838 - 3 - والده شهرآشوب
(749 و 750 و 751 و 752 و 753) 839 - 1 - الشيخ أبو علي الطوسي *
840 - 2 - أبو الوفاء الرازي *
(755) 841 - 1 - الشيخ أبو علي الطوسي *
842 - 2 - أبو الوفاء الرازي *
843 - 3 - الشيخ الحسن بن الحسين بن الحسن
ابن بابويه القمي الرازي *
844 - 4 - الشيخ موفق الدين الحسين بن الفتح
الواعظ البكر آبادي الجرجاني
845 - 5 - السيد محمد بن الحسين الحسيني
391

846 - 6 - الشيخ أبو الفتح عبد الله بن عبد الكريم
ابن هوازن القشيري *
847 - 7 - الشيخ أبو الحسن عبيد الله محمد بن أحمد
بن الحسين البيهقي *
(756) 848 - 1 - الشيخ أبو الوفاء عبد الجبار
الرازي *
849 - 2 - الشيخ علي بن محمد
850 - 3 - عم والده الشيخ أبو محمد عبد الرحمن
ابن أبي بكر احمد النيسابوري
الخزاعي *
851 - 4 - الشيخ أبو علي الطوسي *
852 - 5 - القاضي الحسن الاسترآبادي *
(757) 853 - 1 - الشيخ أبو علي الطبرسي *
854 - 2 - عماد الدين محمد بن أبي القاسم
الطبري *
855 - 3 - السيد مرتضى ابن الداعي الرازي *
392

856 - 4 - أخوه السيد المجتبى بن الداعي *
857 - 5 - أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد
التميمي *
858 - 6 - أخوه محمد بن علي التميمي *
859 - 7 - السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل
الحسيني المشهدي
860 - 8 - الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن
المحسن الحلبي *
861 - 9 - أبو نصر الغاري
862 - 10 - الشيخ أبو القاسم بن كميح
863 - 11 - أبو جعفر محمد بن المرزبان
864 - 12 - الشيخ أبو عبد الله الحسين المؤدب
القمي
865 - 13 - الشيخ أبو سعد الحسن بن علي
866 - 14 - الشيخ أبو القاسم الحسن بن محمد
الحديقي
393

867 - 15 - الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن
علي بن محمد المرشكي
868 - 16 - الشيخ هبة الله بن دعويدار
869 - 17 - السيد علي بن أبي طالب السليقي
870 - 18 - أبو السعادات هبة الله بن علي بن محمد
ابن عبد الله بن حمزة (ابن الشجري
البغدادي)
871 - 19 - الشيخ أبو المحاسن مسعود بن علي بن
محمد الصواني *
872 - 25 - أبو جعفر بن كميح
873 - 21 - السيد ذو الفقار بن محمد الحسني *
874 - 22 - الشيخ عبد الرحيم البغدادي (ابن
الاخوة)
875 - 23 - الشيخ أبو جعفر محمد بن علي
النيشابوري *
(758 و 757) 876 - 1 - أبوهما كميح
394

(760) 877 - 1 - الشيخ أبو جعفر الطوسي *
878 - 2 - أبوه أبو زيد عبد الله بن علي الجرجاني
(763) 879 - 1 - القاضي أبو المعالي أحمد بن علي بن فدامة
(764) 880 - 1 - الشيخ أبو جعفر الطوسي *
881 - 2 - أبوه الحسن بن علي الفتال
(766) 882 - 1 - والده أبو القاسم زيد بن الحسين البيهقي
883 - 2 - الحسن بن يعقوب بن أحمد القارئ
(767) 884 - 1 - الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد
الدوريستي *
885 - 2 - السيد أبو الحسن علي بن محمد
886 - 3 - السيد علي بن أبي طالب الحسيني (أو
الحسني) الآملي
(768) 887 - 1 - أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد
الروياني *
395

888 - 2 - السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل
الحسيني المشهدي *
889 - 3 - السيد أبو تراب المرتضى ابن السيد
الداعي الحسيني *
890 - 4 - أبو حرب المنتهي ابن الداعي
الحسيني *
891 - 5 - السيد علي بن أبي طالب السليقي
الحسني *
892 - 6 - الشيخ الحسين بن محمد بن عبد الوهاب
البغدادي *
893 - 7 - أبو جعفر محمد بن علي بن محسن المقرئ *
894 - 8 - القاضي عماد الدين أبي محمد الحسن
الاسترآبادي
895 - 9 - السيد نجم الدين حمزة بن أبي الأعز
الحسيني
896 - 10 - الشيخ أبو الحسن علي بن علي بن
عبد الصمد
396

897 - 11 - الشيخ محمد بن علي بن عبد الصمد *
898 - 12 - الشيخ مكي بن أحمد المخلطي
899 - 13 - أبو عبد الله جعفر بن محمد
الدوريستي *
900 - 14 - علي بن الحسين بن محمد
901 - 15 - الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن
النيسابوري
902 - 16 - الشيخ أبو الحسن النحري *
903 - 17 - أبو علي الحداد *
904 - 18 - الشيخ أبو نصر الغاري *
905 - 19 - السيد عماد الدين أبو الصمصام (وأبو
الوضاح) ذو الفقار بن محمد بن معبد بن
الحسن (حميدان)
906 - 20 - الشيخ المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن
عبد الله بن علي المقري النيسابوري
الرازي
397

907 - 21 - الشيخ أبو الفضل عبد الرحيم بن الاخوة
البغدادي *
908 - 22 - أبو علي الحسن ابن شيخ الطائفة أبي
جعفر الطوسي
398

(769) 909 - 1 - والده الداعي بن زيد بن علي بن الحسين
الجزري
(775) 910 - 1 - أبوه أبو جعفر محمد
(776) 911 - 1 - أبوه الحسين
912 - 2 - عمه أبو جعفر محمد (جد بابويه) *
913 - 3 - شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي *
914 - 4 - الشيخ سلار بن عبد العزيز ه
915 - 5 - القاضي ابن البراج *
(777) 916 - 1 - الشيخ المفيد عبد الجبار بن عبد الله المقري
(780 و 781) 917 - 1 - الشيخ أبو علي ابن شيخ الطائفة
الطوسي *
(783) 918 - 1 - الشيخ رشيد الدين علي بن زيرك القمي
919 - 2 - السيد أبو هاشم المجتبى بن حمزة بن زهرة
ابن زيد الحسيني
(787) 920 - 1 - الشيخ أبو جعفر الطوسي (والد زوجته)
399

921 - 2 - أبو الحسن زيد بن ناصر العلوي
922 - 3 - أبو يعلى حمزة بن محمد بن يعقوب الدهان
923 - 4 - الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد
الدوريستي
924 - 5 - الشيخ أبو الفرج محمد بن أحمد بن محمد
ابن عامر بن علان المعدل *
(790 و 791 و 792) 925 - 1 - الشيخ إبراهيم بن أبي نصر الجرجاني
(794) 926 - 1 - أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن
العلوي
927 - 2 - عمر بن إبراهيم الكناني المقري *
928 - 3 - محمد بن عبد الله الجعفي *
929 - 4 - أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني *
930 - 5 - زيد بن جعفر بن محمد بن
صاحب *
931 - 6 - محمد بن الحسين السملي *
400

932 - 7 - جعفر بن محمد الجعفري *
(795) 933 - أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن
الحسين النيشابوري (عم أبي الفتوح
الرازي) *
(796) 934 - 1 - أبو الحسين محمد بن محمد النقاد
الحمري *
(798) 935 - 1 - أبو علي جامع بن أحمد الدهشاني
(799 و 800) أبو علي ابن شيخ الطائفة الطوسي *
(801) 379 - 1 - الشيخ موفق الدين الحسين بن أبي الفتح
الواعظ البكر آبادي الجرجاني
(802) 938 - 1 - الحسين بن رطبة *
939 - 2 - الشيخ علي بن علي بن نما
(803) 940 - 1 - جده جعفر بن محمد *
(806) 941 - 1 - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار
الخازن
(810) 942 - 1 - أبو عبد الله محمد بن محمد (المفيد) *
401

(813) 943 - 1 - الشيخ أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون
القرشي
(816) 945 - 1 - السيد المرتضى
(818) 946 - 1 - أبو الفتح محمد بن عثمان الكراجكي
947 - 2 - أبو الصلاح تقي الدين نجم بن عبيد الله
الحلبي
948 - 3 - عز الدين أبو القاسم عبد العزيز بن نحرير
ابن عبد العزيز البراج
(820) 949 - 1 - الشيخ المفيدة
950 - 2 - السيد المرتضى ه
951 - 3 - السيد الرضي ه
952 - 4 - الشيخ الطوسي
953 - 5 - والده محمد بن أحمد
954 - 6 - الشيخ أحمد بن محمد بن عياش،
402

955 - 7 - والده الشيخ محمد بن أحمد بن العباس
بن الفاخر الدوريستي
(822) 956 - 1 - السيد المرتضى *
957 - 2 - السيد الرضي *
(824) 958 - 1 - جده أبو عبد الله جعفر بن محمد
الدوريستي *
(826) 959 - 1 - الشريف أبو الحسن نجم الدين علي بن
محمد الصوفي العلوي العمري النسابة
الشجري *
(828) 960 - 1 - والده أبو جعفر الطوسي *
(830) 961 - 1 - الشيخ أبو علي الطوسي
(835) 962 - 1 - والده عبد الصمد بن محمد التميمي
963 - 2 - السيد أبو البركات علي بن الحسين
الحسيني الجوري *
(838) 964 - 1 - الشيخ أبو جعفر الطوسي *
(844) 965 - 1 - أبو علي الطوسي *
403

(845) 966 - 1 - والده أبو عبد الله الحسين بن الحسن
القصبي
(849) 967 - 1 - والده الشيخ أبو سعيد محمد بن أحمد بن
الحسين النيسابوري
(859) 968 - 1 - الشيخ جعفر الدوريستي
969 - 2 - الشيخ محيي الدين أبو عبد الله الحسين بن
المظفر بن علي الحمداني *
(861) 970 - 1 - أبو منصور محمد بن أبي نصر محمد بن
أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري
971 - 2 - السيد المرتضى *
972 - 3 - السيد الرضي *
(862) 973 - 1 - الشيخ جعفر الدوريستي
(863) 974 - 1 - الشيخ أبو عبد الله جعفر الدوريستي
(864) و (865) و (866) و (867) و (868) و (869) 975 - 1 - أبو عبد الله جعفر بن محمد
الدوريستي *
(870) 976 - 1 - أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي *
404

977 - 1 - ابن قدامة
(872) 978 - 1 - أبوه كميح
(874) 979 - 1 - السيدة بنت السيد المرتضى
980 - 2 - الشيخ أبو غانم العصمي الهروي الشيعي
الامامي
(876) 981 - 1 - ابن البراج
(878) 982 - 1 - السيد المرتضى *
983 - 2 - السيد الرضي *
(879) 984 - 1 - السيد المرتضى *
985 - 2 - السيد الرضي *
986 - 3 - الشيخ المفيد *
(881) 987 - 1 - السيد المرتضى *
(882) و (883) 988 - 1 - الشيخ جعفر الدوريستي *
(885) 989 - 1 - والده السيد محمد بن جعفر *
405

(886) 990 - 1 - السيد أبو طالب يحيى بن الحسين بن
هارون الحسيني الهروي
(894) و (895) 991 - 1 - القاضي أبو المعالي أحمد بن قدامة
(896) 992 - 1 - والده الشيخ علي بن عبد الصمد
(898) 993 - 1 - أبو غانم العصمي الهروي
(900) 994 - 1 - أبو الحسن علي بن محمد الخليدي
(901) 995 - 1 - أبو علي ابن شيح الطائفة *
996 - 2 - أبو القاسم عبد الله بن عبيد الله الحسكاني
(905) 997 - 1 - الشيخ الطوسي *
998 - 2 - الشيخ محمد بن علي الحلواني
999 - 3 - الشيخ أبو العباس أحمد بن علي
النجاشي *
1000 - 4 - الشيخ أبو الخير بركة بن محمد بن بركة
الأسدي *
1001 - 5 - الشيخ سلار بن عبد العزيز
الديلمي *
406

1002 - 6 - السيد المرتضى *
(906) 1003 - 1 - شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي *
1004 - 2 - القاضي ابن البراج *
1005 - 3 - الشيخ أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز
الديلمي الطبرستاني (سلار أو
سالار)
1006 - 4 - ذي الكفايتين أبو الجوائز الحسن بن علي
ابن محمد بن باري الكاتب
1007 - 5 - الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد
الدوريستي *
(908) 1008 - 1 - والده الشيخ الطوسي *
407

(909) 1009 - 1 - السيد المرتضى *
1010 - 2 - الشيخ أبو جعفر الطوسي *
1011 - 3 - سلار *
1012 - 4 - ابن البراج *
1013 - 5 - أبو الصلاح التقي الحلبي *
(910) 1014 - 1 - أبوه ثقة الدين الحسن
(911) 1015 - 1 - والده الحسن *
(916) 1016 - 1 - شيخ الطائفة الطوسي *
(918) و (919) 1017 - 1 - الشيخ المفيد عبد الجبار الرازي *
(920) و (921) 1018 - 1 - أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن
العلوي *
(922) 1019 - 1 - أبو الحسن محمد بن أحمد الجواليقي
(923) 1020 - 1 - أبوه محمد بن أحمد
(925) 1021 - 1 - السيد محمد بن بن الحسيني
المرعشي
408

(926) 1022 - 1 - أبو علي العلوي *
(935) 1023 - 1 - أبو الحسن علي بن الحسين بن العباس
(937) 1024 - 1 - الشيخ أبو علي الطوسي *
(939) 1025 - 1 - أبو محمد الحسن بن علي بن حمزة
الأقساسي (ابن الأقساسي) *
(941) 1026 - 1 - والده أحمد بن شهريار الخازن *
(943) 1027 - 1 - أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن
العلوي الحسني *
(947) 1028 - 1 - السيد المرتضى *
1029 - 2 - الشيخ الطوسي *
(948) 1030 - 1 - السيد المرتضى *
1031 - 2 - الشيخ الطوسي *
1032 - 3 - أبو الصلاح الحلبي *
1033 - 4 - أبو الفتح الكراجكي *
409

(953) و (955) 1034 - 1 - أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه
الصدوق *
(961) 1035 - 1 - والده أبو جعفر الطوسي *
1036 - 2 - أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي *
(962) 1037 - 1 - الشيخ أبو جعفر الصدوق *
(966) 1038 - 1 - أبو الحسين طاهر بن محمد الجعفري
(967) 1039 - 1 - والده الشيخ أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد
النيسابوري الخزاعي
1040 - 2 - الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن محمد
ابن عبد العزيز الامامي النيسابوري
1041 - 3 - الشيخ الحسن بن الحسين بن أحمد
النيسابوري الخزاعي (عم عبد الرحمن
النيسابوري)
1042 - 4 - السيد أبو الخير داعي بن الرضا بن محمد
العلوي الحسيني *
1043 - 5 - أبو إبراهيم ناصر بن الرضا بن
محمد بن عبد الله العلوي الحسيني
410

1044 - 6 - ذو المعالي أبي سعد منصور بن الحسين
الآبي
1045 - 7 - الشيخ أبو عبد الله الحسن بن الحسين بن
بابويه *
(968) 1046 - 1 - الشيخ المفيد *
(970) 1047 - 1 - أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب
الشيباني *
(973) 1048 - 1 - الشيخ المفيد *
(974) 1049 - 1 - أبوه محمد الدوريستي
(977) 1050 - 1 - السيد الرضي *
(978) 1051 - 1 - القاضي ابن البراج *
(979) 1052 - 1 - عمها السيد الرضي *
(980) 1053 - 1 - السيد المرتضى *
(981) 1054 - 1 - الشيخ المفيد *
(990) 1055 - 1 - أبو الحسين النحوي *
411

1056 - 2 - أبو أحمد محمد بن علي
(991) 1057 - 1 - السيد المرتضى *
1058 - 2 - السيد الرضي *
1059 - 3 - الشيخ المفيد *
(992) 1060 - 1 - السيد أبو البركات علي بن الحسين
الجوري
(993) 1061 - 1 - السيد المرتضى *
(994) 1062 - 1 - الشيخ أبو الحسن علي بن نصر القطاني
(996) 1063 - 1 - أبو القاسم علي بن محمد العمري
(998) 1064 - 1 - السيد المرتضى *
(1005) 1065 - 1 - الشيخ المفيد *
1066 - 2 - السيد المرتضى *
(1006) 1067 - 1 - أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد
الجرجاني *
1068 - 2 - علي بن عثمان بن الحسين
412

(1015) 1069 - 1 - أبوه أبو عبد الله الحسين
(1019) 1070 - 1 - أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد *
(1020) 1071 - 1 - الشيخ أبو جعفر الصدوق *
(1021) 1072 - 1 - أبو عبد الله الحسين بن بابويه (أخو
الصدوق) *
(1023) 1073 - 1 - أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم
الثعالبي
(1038) 1074 - 1 - أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش *
1039 - 1075 - 1 - السيد المرتضى *
1076 - 2 - السيد الرضي *
1077 - 3 - الشيخ أبو جعفر الطوسي *
1078 - 4 - السيد أبو محمد زيد بن علي بن الحسين
الحسني *
(1040) 1079 - 1 - الشيخ المفيد محمد بن محمد بن
النعمان *
413

(1041) و (1043) 1080 - 1 - الشيخ أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد بن أبي
مطيع *
(1044) 1081 - 1 - أبو جعفر الطوسي *
1082 - 2 - الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه
(1049) 1083 - 1 - الشيخ أبو جعفر الصدوق *
(1056) 1084 - 1 - محمد بن جعفر القمي
(1060) 1085 - 1 - الشيخ الصدوق *
(1062) 1086 - 1 - أحمد بن الحسن بن أحمد بن داود الوثابي
القاشاني
(1063) 1087 - 1 - أبو جعفر محمد بن بابويه *
(1068) 1088 - 1 - الحسن بن ذكوان الفارسي *
414

(1069) 1089 - 1 - والده علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه القمي *
(1073) 1090 - 1 - أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري
الفروضي
(1082) 1091 - 1 - أبوه علي بن بابويه *
(1084) 1092 - 1 - أحمد بن أبي عبد الله البرقي
(1086) 1093 - 1 - أبوه الحسن بن أحمد
415

(1090) 1094 - 1 - أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد
(1092) 1095 - 1 - الحسن بن محبوب
(1093) 1096 - 1 - علي بن محمد بن شيرة القاشاني *
416

(1094) 1097 - 1 - أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر
الطائي *
(1095) 1098 - 1 - صفوان بن يحيى *
417

" أصحاب المجاميع "
الأول: الشيخ أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي
1099 - 1 - الشيخ المفيد *
1100 - 2 - السيد المرتضى *
1101 - 3 - أبو يعلى سلار بن عبد العزيز الديلمي *
1102 - 4 - أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن علي
الواسطي
1103 - 5 - الشيخ محمد بن أحمد بن علي بن الحسن
ابن شاذان *
1104 - 6 - الشيخ أبو الرجا محمد بن علي بن طالب
البلدي
1105 - 7 - أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن الحسين
ابن طاهر الحسيني *
1106 - 8 - أبو الحسن طاهر بن موسى بن جعفر
الحسيني
418

1107 - 9 - أبو الحسن أسد بن إبراهيم بن كلب
السلمي الحراني *
1108 - 10 - أبو منصور أحمد بن حمزة العريضي
1109 - 11 - أبو العباس إسماعيل بن عثمان
419

(1102) 1110 - 1 - أبو محمد هارون بن موسى
التلعكبري *
(1106) 1111 - 1 - أبو القاسم ميمون بن حمزة الحسيني *
(1104) و (1108) و (1109) 1112 - 1 - أبو المفضل الشيباني *
420

الثاني: الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس بن محمد
ابن عبد الله النجاشي
1113 - 11 - الشيخ المفيد أبو عبد الله بن النعمان *
1114 - 2 - أبو الفرج الكاتب محمد بن علي بن
يعقوب بن إسحاق بن أبي قرة القناني *
1115 - 3 - أبو عبد الله محمد بن علي بن شاذان
القزويني
1116 - 4 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن
الحسن بن شاذان الفامي القمي *
1117 - 5 - أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن
النصيبي *
1118 - 6 - محمد بن جعفر الأديب (المؤدب)
النحوي التميمي القمي
1119 - 7 - الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن
العباس بن نوح السيرافي *
1120 - 8 - الشيخ أبو الحسن أحمد بن محمد بن
عمران بن موسى (ابن الجندي) *
421

1121 - 9 - الشيخ أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد
ابن احمد البزاز (ابن عبدون) *
1122 - 15 - الشيخ أبو الحسين أحمد بن الحسين بن
عبيد الله الغضائري *
1123 - 11 - القاضي أحمد بن محمد بن عبد الله
الجعفي
1124 - 12 - أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى
الأهوازي (ابن الصلت)
1125 - 13 - والده علي بن أحمد بن علي بن العباس
النجاشي *
1126 - 14 - الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي
جيد القمي *
1127 - 15 - أبو القاسم علي بن شبل بن أسد الوكيل
(أبو شبل) *
1128 - 16 - القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن
يوسف *
1129 - 17 - الحسن بن أحمد بن إبراهيم *
422

1130 - 18 - أبو محمد الحسن بن أحمد بن الهيثم
العجيلي *
1131 - 19 - الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله
ابن إبراهيم الغضائري *
1132 - 20 - أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد
المخزومي الخزاز (ابن الخمري) *
1133 - 21 - أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن موسى
ابن هدية *
1134 - 22 - القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن
جعفر *
1135 - 23 - أبو الحسن أسد بن إبراهيم بن كليب
السلمي الحراني *
1136 - 24 - أبو الخير الموصلي سلافة بن زكا
الحراني *
1137 - 25 - أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس
ابن عبد الملك الكلوذاني (ابن مروان)
1138 - 26 - أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد
ابن عبد الله البصري الأديب *
423

1139 - 27 - أبو محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن
عبد الله الدعجلي *
1140 - 28 - عثمان بن حاتم بن المنتاب التغلبي *
1141 - 29 - الشيخ أبو محمد هارون بن موسى
التلعكبري *
1142 - 30 - أبو جعفر (أبو الحسين) محمد بن هارون
التلعكبري *
1143 - 31 - أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي الكوفي
الكاتب
424

(1115) 1144 - 1 - أحمد بن محمد بن يحص العطار *
(1118) و (1123) و (1124) 1145 - 1 - أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة
الحافظ *
(1137) 1146 - 1 - علي بن بابويه *.
(1143) 1147 - 1 - الشيخ الكليني *
425

الثالث: شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي
البغدادي الغروي
1148 - 1 - الشيخ المفيد *
1149 - 2 - الحسين بن عبيد الله الغضائري *
1150 - 3 - أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد البزاز
(ابن عبدون، ابن الحاشر) *
1151 - 4 - أبو الحسين علي بن أحمد (ابن أبي جيد
القمي) *
1152 - 5 - أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت
الأهوازي
1153 - 6 - أبو القاسم علي بن شبل بن أسد
الوكيل *
1154 - 7 - السيد المرتضى *
1155 - 8 - الشريف أبو محمد الحسن بن القاسم
المحمدي *
1156 - 9 - أحمد بن إبراهيم القزويني *
426

1157 - 10 - أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم
القزويني *
1158 - 11 - جعفر بن الحسين بن حسكة القمي *
1159 - 12 - أبو زكريا محمد بن سليمان الحراني
(الحمداني)
1160 - 13 - الشيخ أبو طالب بن عزور *
1161 - 14 - السيد أبو الفتح هلال بن محمد بن
جعفر الحفار *
1162 - 15 - الشيخ أبو محمد الحسن بن محمد بن
يحيى بن داود الفحام (ابن الفحام
السر من رائي) *
1163 - 16 - أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن
عبد الله بن مهدي
1164 - 17 - الحسين بن أبي محمد هارون بن موسى
التلعكبري
1165 - 18 - محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ *
427

1166 - 19 - أبو منصور السكري
1167 - 20 - محمد بن علي بن خشيش بن نضر بن
جعفر بن إبراهيم التميمي
1168 - 21 - أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن
حفص المقري (ابن الحمامي المقري) *
1169 - 21 - أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن
مخلد *
1170 - 22 - أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن
بشران (ابن بشران المعدل) *
1171 - 23 - أبو عبد الله محمد بن علي بن حموي
البصري *
1172 - 24 - أبو الحسين بن سوار المغربي *
1173 - 25 - محمد بن سنان *
1174 - 26 - أبو علي بن شاذان المتكلم *
1175 - 27 - أبو الحسين جنبش المقري *
428

1176 - 28 - القاضي أبو القاسم التنوخي علي بن أبي
علي المحسن بن أبي القاسم علي
القحطاني *
1177 - 29 - القاضي أبو الطيب الطبري الحويري *
1178 - 30 - أبو علي الحسن بن إسماعيل (ابن
الحمامي) *
1179 - 31 - أبو عبد الله الحسن بن إبراهيم بن علي
القمي (ابن الحناط)
1180 - 32 - أبو عبد الله بن الفارسي *
1181 - 33 - أبو الحسن بن الصفار
1182 - 34 - أبو الحسين بن أحمد بن علي النجاشي *
1183 - 35 - أبو محمد عبد الحميد بن محمد المقري
النيسابوري *
1184 - 36 - أبو عبد الله (أخو سروة)
1185 - 37 - أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل بن
محمد بن أشناس البزاز (ابن أشناس أو
ابن الأشناس البزاز)
429

(1152) 1186 - 1 - ابن عقدة *
(1159) 1187 - 1 - أبو جعفر بن بابويه *
(1163) 1188 - 1 - ابن عقدة *
(1164) 1189 - 1 - أبو قتادة القمي *
(1166) 1190 - 1 - جده علي بن عمر *
(1167) 1191 - 1 - أبو المفضل الشيباني *
(1179) 1192 - 1 - أبو محمد هارون بن موسى
التلعكبري *
(1181) 1193 - 1 - أبو المفضل الشيباني *
(1184) 1194 - 1 - ابن قولويه *
(1185) 1195 - 1 - أبو المفضل الشيباني *
430

الرابع: السيد أبو الحسن محمد بن أبي احمد الحسين بن موسى بن
عقد الشريف الرضي (ذو الحسبين)
1196 - 1 - الشيخ المفيد *
1197 - 2 - الشيخ أبو محمد هارون بن موسى
التلعكبري *
431

الخامس: السيد علم الهدى أبو القاسم الثمانيني فو المجدين علي بن
الحسين الموسوي المرتضى
1198 - 1 - الشيخ المفيد *
1199 - 2 - أبو محمد هارون بن موسى
التلعكبري *
1200 - 3 - الحسين بن علي بن بابويه (أخو
الصدوق) *
1201 - 4 - أبو الحسن أحمد بن علي بن سعيد الكوفي
1202 - 5 - أبو عبد الله محمد بن عمران (أو عبد الله)
ابن موسى بن سعد بن عبيد الله الكاتب
المرزباني الخراساني *
432

(1201) 1203 - 1 - محمد بن يعقوب الكليني *
433

السادس: الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد
1204 - 1 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه *
1205 - 2 - الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي
ابن بابويه القمي *
1206 - 3 - أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن
الوليد القمي *
1207 - 4 - أبو غالب أحمد بن محمد بن سليمان
الزراري *
1208 - 5 - أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى
ابن سعد بن عبيد الله المرزباني الكاتب
البغدادي *
1209 - 6 - أبو علي محمد بن أحمد بن الجنيد الكاتب
الإسكافي (ابن الجنيد) *
1210 - 7 - الشيخ أبو الحسن محمد بن أحمد بن داود
ابن علي القمي *
1211 - 8 - الشيخ أبو علي أحمد بن محمد بن جعفر
الصولي البصري *
434

1212 - 9 - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن
قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال.
(الصفواني) *
1213 - 10 - الشيخ أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع
الأنصاري *
1214 - 11 - السيد أبو محمد الحسن بن حمزة بن علي
الطبري المرعشي *
1215 - 12 - القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سالم
ابن محمد البراء الجعابي *
1216 - 13 - أبو الحسن علي بن محمد بن خالد *
1217 - 14 - أبو الحسن محمد بن المظفر الوراق *
1218 - 15 - أبو حفص محمد بن عمر بن علي
الصيرفي (ابن الزيات) *
1219 - 16 - أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن المغيرة
البوشنجي العراقي *
1220 - 17 - الشريف أبو عبد الله محمد بن الحسين
الجواني. *
435

1221 - 18 - أبو الحسن علي بن محمد القرشي *
1222 - 19 - الشريف أبو عبد الله محمد بن محمد بن
طاهر الموسوي *
1223 - 20 - أبو الحسن علي بن خالد المراغي
القلانسي *
1224 - 21 - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيش
الكاتب *
1225 - 22 - أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد
الكوفي النحوي التميمي *
1226 - 23 - أبو نصر محمد بن الحسين البصير
المقري *
1227 - 24 - أبو الحسن علي بن بلال بن أبي معاوية
المهلبي الأزدي *
1228 - 25 - أبو الحسن علي بن مالك النحوي *
1229 - 26 - أبو الحسين محمد بن مظفر البزاز *
1230 - 27 - أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم
الكاتب *
436

1231 - 28 - عبد الله بن جعفر بن محمد بن أعين
البزاز *
1232 - 29 - أبو عبد الله محمد بن داود الحتمي *
1233 - 30 - أبو الطيب الحسين بن محمد النحوي
التمار *
1234 - 32 - أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أسامة
البصري *
1235 - 34 - أبو محمد عبد الله بن محمد الأبهري *
1236 - 35 - أبو الحبيش المظفر بن محمد البلخي
الوراق *
1237 - 36 - أبو علي الحسن بن عبد الله القطان *
1238 - 37 - أبو الحسن أحمد بن محمد الجرجاني *
1239 - 38 - أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق *
1240 - 39 - أبو القاسم إسماعيل بن محمد
الأنباري *
437

1241 - 40 - الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن
يحيى العلوي *
1242 - 41 - أبو بكر عمر بن محمد بن سليم بن
البراء (ابن الجعابي) *
1243 - 42 - الشيخ أبو عبد الله الحسين بن علي بن
سفيان بن خالد بن سفيان البزوفري *
1244 - 43 - أبو علي الحسن بن علي بن الفضل
الرازي *
1245 - 44 - أبو جعفر محمد بن الحسين البزوفري
(ابن أبي عبد الله البزوفري) *
1246 - 45 - أبو عبد الله محمد بن علي بن رياح
القرشي *
1247 - 46 - أبو الحسن زيد بن محمد بن جعفر
التيملي *
1248 - 47 - محمد بن أحمد بن عبد الله المنصوري *
1249 - 48 - أبو القاسم علي بن محمد الرفا *
438

1250 - 49 - أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن موسى
ابن هدية *
1251 - 50 - الشيخ أبو عبد الله الحسين بن علي بن
شيبان القزويني
1252 - 51 - أبو محمد سهل بن أحمد الديباجي *
1253 - 52 - جعفر بن الحسن المؤمن *
439

(1251) 1254 - 1 - علي بن خاتم *
440

السابع: أبو القاسم جعفر بن محمد بن موسى بن قولويه القمي
1255 - 1 - والده محمد بن قولويه *
1256 - 2 - أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن الحسين
الزعفراني العسكري المصري *
1257 - 3 - أبو الفضل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن
سليمان الجعفي الكوفي (الصابوني) *
1258 - 4 - الشيخ الكليني *
1259 - 5 - محمد بن الحسن بن الوليد *
1260 - 6 - محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار *
1261 - 7 - أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن
الحسن القرشي البزاز *
1262 - 8 - الشيخ محمد بن عبد الله بن جعفر
الحميري القمي *
1263 - 9 - الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى
441

1264 - 10 - أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه القمي *
1265 - 11 - أخيه علي بن محمد بن قولويه *
1266 - 12 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم
ابن عبد الله بن موسى بن جعفر الموسوي
العلوي *
1267 - 13 - أبو علي أحمد بن علي بن مهدي بن
صدقة الرقي الأنصاري
1268 - 14 - محمد بن عبد المؤمن المؤدب القمي *
1269 - 15 - أبو الحسن علي بن حاتم بن أبي حاتم
القزويني *
1270 - 16 - علي بن محمد بن يعقوب بن إسحاق بن
عمار الصيرفي الكسائي الكوفي العجلي *
1271 - 17 - أبو الحسن علي بن الحسين السعد آبادي
القمي *
1272 - 18 - أبو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب
البغدادي *
442

1273 - 19 - أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد بن
سعيد بن سعد التلعكبري الشيباني *
1274 - 20 - القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم
الهمداني *
1275 - 21 - الحسن بن زبرقان الطبري *
1276 - 22 - أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عامر بن
عمران بن أبي بكر الأشعري القمي
1277 - 23 - أبو علي أحمد بن إدريس بن أحمد
الأشعري القمي *
1278 - 24 - أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن محمد
ابن هلال الطائي المصري *
1279 - 25 - حكيم بن داود بن حكيم
1280 - 26 - محمد بن الحسين (الحسن) بن مت
الجوهري *
1281 - 37 - محمد بن أحمد بن علي بن يعقوب *
1282 - 38 - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب بن
إسحاق بن عمار *
443

1283 - 39 - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب *
1284 - 40 - أبو عبد الله الحسين بن علي الزعفراني *
1285 - 41 - أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن علي
الناقد *
1286 - 42 - أبو الحسن محمد بن عبد الله بن علي *
444

(1263) 1287 - 1 - أبوه عبد الله بن محمد بن عيسى
(1267) 1288 - 1 - أبوه علي بن مهدي الأنصاري الرقي *
(1276) 1289 - 1 - عمه عبد الله بن عامر *
(1279) 1290 - 1 - سلمة بن خطاب *
445

(1287) 1291 - 1 - الحسن بن محبوب *
446

الثامن: الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه
القمي
" تفصيل مشائخه في الفائدة الخامسة - شرح مشيخة الفقيه - ".
447

التاسع: الشيخ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني
(ابن أبي زينب)
1292 - 1 - أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن
ابن عقدة الكوفي الزيدي *
1293 - 2 - علي بن أحمد بن عبيد الله البندبيجي
1294 - 3 - الشيخ محمد بن همام بن سهيل
1295 - 4 - محمد بن الحسن بن محمد بن جمهور
1296 - 5 - محمد بن يعقوب الكليني *
1297 - 6 - عبد الواحد بن عبد الله بن يونس
الموصلي *
1298 - 7 - أبو القاسم الحسين بن محمد البلادري
1299 - 8 - محمد بن عبد الله بن المعمر الطبراني *
1300 - 9 - علي بن عبيد الله
1301 - 10 - أبو سليمان أحمد بن محمد بن هوذة بن
هراسة الباهلي
448

1302 - 11 - أبو القاسم موسى بن محمد الأشعري
القمي المؤدب
1303 - 12 - الشيخ هارون بن موسى التلعكبري *
1304 - 13 - عبد العزيز بن عبد الله بن يونس *
1305 - 14 - علي بن الحسين المسعودي
1306 - 15 - سلامة بن محمد
1307 - 16 - أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد بن
يعقوب بن عمار الكوفي
1308 - 17 - محمد بن أحمد بن يعقوب
1309 - 18 - أبو الحارث عبد الله بن عبد الملك بن سهل
الطبراني
1310 - 19 - محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري
449

(1293) 1311 - 1 - عبيد الله بن موسى العلوي العباسي
(1294) 1312 - 1 - أحمد بن ما بندار *
(1313) - 2 - الحسن بن محمد بن جمهور العمي *
(1295) 1314 - 1 - الحسن بن محمد بن جمهور العمي *
(1298) 1315 - 1 - يوسف بن يعقوب القسطي المقري *
(1300) 1316 - 1 - علي بن إبراهيم بن هاشم *
(1301) 1317 - 1 - إبراهيم بن إسحاق النهاوندي *
1318 - 2 - عبد الواحد بن عبد الله بن يونس
(1302) 1319 - 1 - سعد بن عبد الله *
(1305) 1320 - 1 - محمد بن يحيى العطار *
(1306) 1321 - 1 - الحسن بن علي بن مهزيار *
1322 - 2 - أبو الحسين علي بن عمر *
1323 - 3 - أحمد بن محمد السياري *
450

1324 - 4 - أحمد بن داود
(1307) 1325 - 1 - أبوه محمد بن أحمد الكوفي *
(1308) 1326 - 1 - أبو عبد الله الحسين بن محمد *
(1309) 1327 - 1 - محمد بن المثنى البغدادي *
(1310) 1328 - 1 - أبوه عبد الله بن جعفر الحميري *
451

(1311) 1329 - 1 - علي بن إبراهيم بن هاشم *
(1318) 1330 - 1 - إبراهيم بن إسحاق النهاوندي *
(1324) 1331 - 1 - علي بن الحسين بن بابويه *
452

العاشر: أبو جعفر عقد بن يعقوب الكليني الرازي
" تفصيل مشائخة في الفائدة الرابعة ".
453

الحادي عشر: الشيخ أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه
القمي.
1332 - 1 - سعد بن عبد الله الأشعري *
1333 - 2 - علي بن إبراهيم القمي *
1334 - 3 - محمد بن يحيى العطار *
1335 - 4 - عبد الله بن جعفر الحميري *
1336 - 5 - أحد بن إدريس الأشعري *
1337 - 6 - محمد بن الحسن الصفار *
1338 - 7 - علي بن الحسين السعد آبادي *
1339 - 8 - علي بن موسى الكميذاني *
1340 - 9 - علي بن الحسن بن علي الكوفي *
1341 - 10 - الحسين بن محمد بن عامر *
1342 - 11 - محمد بن أحمد بن علي بن الصلت *
454

الثاني عشر: - الشيخ أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي.
1343 - 1 - أبو الحسن حمدويه بن نصير الكشي *
1344 - 2 - محمد بن سعيد الكشي *
1345 - 3 - أبو جعفر محمد بن أبي عوف البخاري *
1346 - 4 - إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي *
1347 - 5 - أبو إسحاق إبراهيم بن نصير الكشي *
1348 - 6 - أبو محمد جبرئيل بن أحمد الفاريابي *
1349 - 7 - نصر بن صباح البلخي *
1350 - 8 - علي بن محمد القتيبي النيشابوري *
1351 - 9 - محمد بن إسماعيل.
1352 - 10 - طاهر بن عيسى الوراق
1353 - 11 - أبو صالح خلف بن حماد العامي
الكشي *
455

1354 - 11 - آدم بن محمد القلانسي البلخي *
1355 - 12 - أبو عبد الله جعفر بن محمد *
1356 - 13 - أبو محمد جعفر بن معروف *
1357 - 14 - محمد بن أحمد بن أبي عوف البخاري *
1358 - 15 - عبيد بن محمد النخعي الشافعي *
1359 - 16 - محمد بن الحسن البراثي الكشي *
1360 - 17 - عثمان بن حامد الكشي *
1361 - 18 - محمد بن نصير *
1362 - 19 - سعد بن جناح الكشي *
1363 - 20 - أبو سعيد محمد بن رشيد الهروي *
1364 - 21 - أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب
السمرقندي *
1365 - 22 - أحمد بن محمد بن يعقوب البيهقي *
1366 - 23 - أبو علي أحمد بن علي بن كلثوم
السرخسي *
456

1367 - 24 - محمد بن قولويه *
1368 - 25 - أبو سعيد الآدمي سهل بن زياد *
1369 - 26 - علي بن الحسن *
1370 - 27 - أبو علي أحمد بن علي السلولي *
1371 - 28 - الحارث بن نصير الأزدي *
1372 - 29 - أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الوراق *
1373 - 30 - الحسين بن الحسن بن بندار *
1374 - 31 - أبو أحمد *
1375 - 32 - محمد بن الحسن البراثي *
1376 - 33 - إسحاق بن محمد *
1377 - 34 - يوسف بن السخت *
1378 - 35 - محمد بن بشر *
1379 - 36 - محمد بن أحمد *
457

1380 - 37 - إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عباس *
1381 - 38 - الحسين بن اشكيب
1382 - 39 - عبد الله بن محمد
1383 - 40 - إبراهيم بن علي الكوفي *
1384 - 41 - أبو الحسن أحمد بن محمد الخالدي *
1385 - 42 - صدقة بن حماد *
1386 - 43 - أحمد بن منصور *
1387 - 44 - أحمد بن إبراهيم القرشي *
1388 - 45 - أبو جعفر محمد بن علي بن القاسم بن أبي
حمزة القمي *
1389 - 46 - أبو محمد الدمشقي *
1390 - 47 - أبو الحسن أحمد بن الحسن الفارسي *
1391 - 48 - إبراهيم بن المختار بن محمد بن
العباس *
458

1392 - 49 - أبو بكر أحمد بن إبراهيم السنسني *
1393 - 50 - أبو عمرو بن عبد العزيز *
459

(1351) 1394 - 1 - الفضل بن شاذان *
(1352) 1395 - 1 - أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر
السمرقندي *
(1381) 1396 - 1 - محمد بن خالد البرقي *
(1382) 1397 - 1 - الحسن بن علي الوشا *
460

الفائدة الرابعة
461

بسم الله الرحمن الرحيم
الفائدة الرابعة.
من فوائد خاتمة كتابنا الموسوم ب‍ (مستدرك الوسائل) في نبذة مما يتعلق
بكتاب الكافي، أحد الكتب الأربعة التي عليها تدور رحى مذهب الفرقة
الناجية الامامية، فان أدلة الاحكام لان كانت أربعة: الكتاب، والسنة،
والعقل، والاجماع - على ما هو المشهور بين الفقهاء - إلا أن الناظر في فروع
الدين يعلم أن ما استنبط منها من غير السنة أقل قليل، وأنها العمدة في
استعلام الفرائض، والسنن، والحلال، والحرام، وأن الحاوي لجلها، والمتكفل
لعمدتها الكتب الأربعة، وكتاب الكافي بينها كالشمس بين نجوم السماء،
وامتاز عنها بأمور، إذا تأمل فيها المنصف يستغني عن ملاحظة حال آحاد رجال
سند الأحاديث المودعة فيه، وتورثه الوثوق، بحصل له الاطمئنان بصدورها،
وثبوتها، وصحتها بالمعنى المعروف عند الأقدمين (1).

(1) الحديث الصحيح عند المتقدمين على عصر العلامة الحلي (ت / 726 ه‍) هو ما اقترن بما
يوجب الوثوق به واعتضد بما يلزمه الاعتماد عليه، أو بما أوجب العلم بمضمونه، نحو:
ا - وجوده في أكثر الأصول الأربعمائة (وهي أربعمائة مؤلف لأربعمائة مؤلف من أصحاب
الأئمة عليهم السلام.
2 - تكرره في أصل أو أصلين.
3 - وجوده في أصل معروف معتبر لديهم.
4 - اندراجه في كتاب عرض على أحد الأئمة عليهم السلام.
5 - أخذ من كتاب موثوق به ومعتمد عليه.
6 - وروده عن جماعة أجمع على تصديقهم، وتصحيح ما يصح عنهم كزرارة واضرابه.
7 - وروده عن جماعة اجمع على العمل برواياتهم كعمار بن موسى الساباطي واضرابه.
أما من تأخر عن عصر العلامة فقد ذهبوا إلى وصف الحديث بالصحة إذا كان جميع رجال
سنده اماميين ممدوحين بالتوثيق.
انظر: منتقى الجمان 1: 14، الفوائد المدنية: 53، جامع المقال: 35، مقباس الهداية:
32.
والحق: ان هذا التعريف الأخير للحديث الصحيح هو ما قالوا به. ولكن التطبيق الفعلي
وكيفية عمل الفقهاء بالأحاديث يختلف لما نراه من عمل علماء الإمامية بأحاديث الثقات من
الفطحية والناووسية وغيرهم ممن ثبتت وثاقتهم، وعلى هذا يكون الصحيح هو ما كانت رواته
من الثقات المعروفين بغض النظر عن الانتماء المذهبي لاغناء الوثاقة عنه، وهذه ميزة قلما
نجد نظيرها في سائر المذاهب الاسلامية الأخرى.
اما قول المصنف - رحمه الله -: (إذا تأمل فيها المنصف يستغني عن ملاحظة حال آحاد رجال
سند الأحاديث المودعة فيه). فهذا مختلف فيه بين الأصوليين والأخباريين، والذي عليه أكثر
علماء الإمامية ومحققيهم أن لا رواية عندهم تتصف بالقداسة حتى لا يمكن اخضاعها للنقد
والدراسة، سواء كانت تلك الرواية في كتاب الكافي أم في غيره من الكتب المعتمدة الأخرى.
وهو الصواب لما فيه من تنقية السنة مما علق بها من دسائس المنافقين وعبث الوضاعين الذي ما
انزل الله بها من سلطان.
463

الأول: ما ذكروه في مقام مدحه تصريحا، أو تلويحا.
قال الشيخ المفيد في شرح عقائد الصدوق: وقد ذكر الكليني في كتاب
الكافي - وهو أجل كتب الشيعة، وأكثرها فائدة - حديث يونس بن يعقوب مع
أبي عبد الله (عليه السلام) حين ورد عليه شامي لمناظرته.. إلى آخره (1).
وقال المحقق الكركي في إجازته للقاضي صفي الدين عيسى: ومنها

(1) شرح عقائد الصدوق أو تصحيح الاعتقاد: 202.
464

جميع مصنفات ومرويات الشيخ الامام السعيد، الحافظ المحدث الثقة، جامع
أحاديث أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) أبي جعفر محمد بن يعقوب
الكليني، صاحب الكتاب الكبير في الحديث المسمى بالكافي، الذي لم يعمل
مثله، بالاسناد. المتقدم إلى الشيخ الامام أبي جعفر محمد بن قولويه، بحق
روايته عنه - قدس الله سرهما، ورفع قدرهما - وقد جمع هذا الكتاب من الأحاديث
الشرعية والاسرار الربانية مالا يوجد في غيره.
وهذا الشيخ يروي عمن لا يتناهى كثرة من علماء أهل البيت (عليهم
السلام) ورجالهم، ومحدثيهم، مثل علي بن إبراهيم بن هاشم (1).. إلى آخره.
وقال الشهيد في إجازته للشيخ زين الدين أبي الحسن علي بن الخازن:
وبه - أي بهذا الاسناد - مصنفات صاحب كتاب الكافي في الحديث، الذي لم
يعمل للامامية مثله (2).
وفي كتاب الذكرى، بعد ذكر رواية مرسلة في كيفية الاستخارة بالبنادق:
ولا يضر الارسال، فإن الكليني (رحمه الله) ذكرها في كتابه، والشيخ في
التهذيب (3).
وقال المولى محمد أمين الاسترآبادي في فوائده المدنية: وقد سمعنا عن
مشايخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الاسلام كتاب يوازيه، أو يدانيه (4).
وتقدم أن عمدة مشايخه (5) صاحبا المعالم، والمدارك، والآميرزا محمد

(1) حكاها المجلسي (قدس سره) في البحار 108: 75.
(2) حكاها المجلسي (قدس سره) في البحار 107: 190.
(3) الذكرى: 252، وانظر الحديث في الكافي 3: 473 / 8، والتهذيب 3: 182 / 413.
(4) الفرائد المدنية: 269.
(5) اي: مشايخ المولى محمد امين الاسترآبادي المتوفى سنة (1036 ه‍).
465

صاحب الرجال (1).
وقال العالم الجليل الشيخ حسين - والد شيخنا البهائي - في كتابه الموسوم
بوصول الأخيار: أما كتاب الكافي فهو للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب
الكليني، شيخ عصره في وقته، ووجه العلماء والنبلاء، وكان أوثق الناس في
الحديث، وأنقدهم له، وأعرفهم به، صنف الكافي وهذبه، وبوبه في عشرين
سنة، وهو يشتمل على ثلاثين كتابا، يحتوي على ما لا يحتوى عليه غيره... إلى
آخره (2).
وقال العلامة المجلسي في مفتتح شرحه على الكافي: وابتدأت بكتاب
الكافي للشيخ الصدوق، ثقة الاسلام، مقبول طوائف الأنام، ممدوح الخاص
والعام، محمد بن يعقوب الكليني - حشره الله مع الأئمة الكرام - لأنه كان
أضبط الأصول وأجمعها، وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها (3)، ونظائر
هذه الكلمات كثيرة في مؤلفات الأصحاب.
وظاهر أن هذه المدائح لا ترجع إلى كبر الكتاب وكثرة أحاديثه، فإن مثله
وأكبر منه ممن تقدم منه، أو تأخر عنه، كان كثيرا متداولا بينهم كالمحاسن،
ونوادر الحكمة، وغيرهما، لأنما هي لاتقانه، وضبطه، وتثبته.
ومن هنا قال الفاضل النحرير الشيخ حسن الدمستاني، في كتابه
انتخاب الجيد من تنبيهات السيد (4) (رحمهما الله تعالى) في باب الكفارة عن خطا

(1) تقدم في الجز الثاني صفحة: 192.
(2) وصول الأخيار إلى أصول الاخبار: 85.
(3) شرح الكافي المعروف بمرآة العقول للمجلسي: ا / ص 3 المقدمة.
(4) جاء في هامش الأصل ما لفظه:
" قال في اللؤلؤة: 65 في ترجمة المحدث الجليل السيد هاشم التوبلي بعد عد جملة من مؤلفاته:
وكتاب تنبيه الأديب في رجال التهذيب، وقد نبه فيه على أغلاط عديدة لا تكاد تحصى كثرة...
إلى آخره.
والعالم الفاضل الشيخ حسن، هذبه ولخصه، وسماه: انتخاب الجيد. وهو كتاب شريف،
نافع لأهله، أحسن الله تعالى جزاءه ". " منه قدس سره ".
466

المحرم - بعد ذكر سند هكذا: صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج،
وعن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1) بعد
توضيح السند وكيفية العطف، بما لا مجال لورود الاشكال عليه -: إن صاحب
المنتقى اشتبه عليه فشنع على الكليني، والشيخ، في إيراد عبد الرحمن متوسطا
بين صفوان، وسليمان بن خالد، وعلى الكليني خاصة بسوء التدبر في انتزاع
الاسناد، حيث أن الحديث الوارد في شدخ بيض القطاة، المشار إلى سنده
سابقا، المروي في كتاب الشيخ: عن صفوان، عن منصور بن حازم وابن
مسكان، عن سليمان بن خالد، قالا: سألناه (2).
رواه في الكافي: عن ابن مسكان، عن منصور بن حازم، عن سليمان
ابن خالد، قال: سألته (3).. إلى آخره (4)
قال: ولقد أعجب وأغرب، ولعل سوء التدبر إلى المشنع أقرب!
ثم أجاب عن إيراده وقال: ولم يكن لاحد أن يسئ الأدب في حق
أساطين المذهب، سيما ثقة الاسلام، وواحد الاعلام، خصوصا في الحديث،
فإنه جهينة الاخبار، وسابق هذا المضمار، الذي لا يشق له غبار، ولا يعثر على
عثار (5).
الثاني: ما أشار إليه السيد علي بن طاووس في كشف المحجة، في مقام

(1) الكافي 4: 389 / 5، تهذيب الأحكام 5: 344 / 1190.
(2) تهذيب الأحكام 5: 356 / 1237.
(3) الكافي 4: 389 / 4.
(4) منتقى الجمان 3: 208.
(5) انتخاب الجيد: مخطوط.
467

بيان اعتبار الوصية المعروفة، التي كتبها أمير المؤمنين لولده الحسن (عليهما
السلام) وقد أخرجها من كتاب رسائل الأئمة (عليهم السلام) لأبي جعفر
الكليني، ما لفظه: وهذا الشيخ محمد بن يعقوب كانت حياته في زمن وكلاء
مولانا المهدي (صلوات الله عليه) عثمان بن سعيد العمري، وولده أبي جعفر
محمد، وأبي القاسم الحسين بن روح، وعلي بن محمد السمري (رحمهم الله).
وتوفي محمد بن يعقوب قبل وفاة علي بن محمد السمري (رضي الله عنه)
لان علي بن محمد السمري توفي في شعبان، سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وهذا
محمد بن يعقوب الكليني توفي ببغداد، سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة (1)،
فتصانيف هذا الشيخ - محمد بن يعقوب - ورواياته في زمن الوكلاء المذكورين،
في وقت يجد طريقا إلى تحقيق منقولاته، وتصديق مصنفاته (2)، انتهى.
ونتيجة ما ذكره من المقدمات عرض الكتاب على أحدهم، وإمضائه
وحكمه بصحته، وهو عين إمضاء الإمام (عليه السلام) وحكمه أو تأليفه، كما
هو بإذنه وأمره.
وهذا وإن كان حدسا غير قطعي يصيب يخطئ، لا يجوز التشبث به في

(1) اختلف العلماء في تحديد زمان وفاة الكليني - بعد اتفاقهم على مكانها في بغداد - على قولين:
الأول: سنة / 329 ه‍، وهو قول الصولي - المعاصر للشيخ الكليني - في كتابه اخبار
الراضي، وكذلك قول النجاشي والطوسي في الرجال.
الثاني: سنة / 328 ه‍، وهو قول الطوسي في الفهرست، والصحيح هو الأول، لا سيما
وان ما في رجال الشيخ موافق لما في النجاشي، وقد يعد عدولا عما أثبته في الفهرست الذي هو
أسبق تأليفا من كتاب الرجال.
انظر: رجال النجاشي 377 / 1026، فهرست الشيخ: 235 / 602.
رجال الطوسي: 495 / 27، وقد حقق ذلك الأستاذ ثامر العميدي مفصلا في كتابه: الشيخ
الكليني البغدادي وكتابه الكافي - الفروع.
(2) كشف المحجة: 159.
468

المقام، إلا أن التأمل في مقدماته يورث الظن القوي، والاطمئنان التام،
والوثوق بما ذكره، فإنه (رحمه الله) كان وجه الطائفة، وعينهم، ومرجعهم، كما
صرحوا به في بلد إقامة النواب، وكان غرضه من التأليف العمل به في جميع ما
يتعلق بأمور الدين، لاستدعائهم وسؤالهم عنه، ذلك كما صرح به في أول
الكتاب، خصوصا قوله:
وقلت: إنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف، يجمع من جميع فنون
الدين ما يكتفي به المتعلم، ويرجع إليه المسترشد، ويأخذ منه من يريد علم
الدين، والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين (عليهم السلام) (1) والسنن
القائمة التي عليها العمل، وبها يؤدى فرض الله عز وجل، وسنة نبيه (صلى الله
عليه وآله).
وقلت: لو كان ذلك رجوت أن يكون ذلك سببا يتدارك الله بمعرفته
وتوفيقه إخواننا وأهل ملتنا ويقل بهم إلى مراشدهم (2)، انتهى.
فظهر أن غرضه (رحمه الله) فيه لم يكن كالغرض من جملة المؤلفات،

(1) ادعى بعض الباحثين في حقل الحديث الشريف خروج الكليني عن منهجه الذي رسمه في
مقدمة كتابه الكافي وذلك بتقييده - حسب زعمهم - الرواية عن الصادقين عليهم السلام،
معتمدين على ما جاء فيها: (ويأخذ منه من يريد علم الدين، والعمل به بالآثار الصحيحة
عن الصادقين عليهم السلام). ولم يلتفتوا إلى قوله - المعطوف بلا فصل على ما سبق -: والسنن
القائمة التي عليها العمل، وبها يؤدى فرض الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وآله.
والظاهر أنه كتب الخطبة بعد إتمام الكتاب، قال: وقد يسر الله تأليف ما سالت، فهذه
شهادة منه بان جميع ما ألفه من الآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام.
اما ما رواه عن غيرهم عليهم السلام فقد جاء استطرادا وتتميما للفائدة - وهذا هو ديدن
المحدثين - إذ لعل الناظر يستنبط صحة رواية لم تصح عند المؤلف، أو لم تثبت صحتها.
انظر: معجم رجال الحديث 1: 89.
(2) أصول الكافي 1: 7، من المقدمة.
469

كجمع ما ورد في ثواب الأعمال، أو خصال الخير والشر، أو علل الشرائع،
وغيرها، بل للاخذ والتمسك به، والتدين والعمل بما فيه، وكان بمحضره في
بغداد يسألون عن الحجة (عليه السلام) بتوسط أحد من النواب، عن صحة
بعض الأخبار وجواز العمل به، وفي مكاتيب محمد بن عبد الله بن جعفر
الحميري إليه (عليه السلام) من ذلك جملة وافرة، وغيرها، فمن البعيد غاية
البعد أنه (رحمه الله) في طول مدة تأليفه - وهي عشرون سنة - لم يعلمهم بذلك
ولم يعرضه عليهم، مع ما كان فيما بينهم من المخالطة والمعاشرة بحسب العادة.
وليس غرضي من ذلك تصحيح الخبر الشائع من أن هذا الكتاب
عرض على الحجة (عليه السلام) فقال: " إن هذا كاف لشيعتنا " فإنه لا أصل
له، ولا أثر له في مؤلفات أصحابنا، بل صرح بعدمه المحدث الاسترآبادي (1)
الذي رام أن يجعل تمام أحاديثه قطعية، لما عنده من القرائن التي لا تنهض
لذلك، ومع ذلك صرح بأنه لا أصل له، بل تصحيح معناه، أوما يقرب منه
بهذه المقدمات المورثة للاطمئنان للمنصف المتدبر فيها.
ومما يقرب ذلك أن جماعة من الأعاظم، الذين تلقوا الكافي منه، ورووه
عنه، واستنسخوه ونشروه، وإلى نسخهم تنتهي نسخه: كالشيخ الجليل
- صاحب الكرامة الباهرة (2) - محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان
ابن مهران الجمال، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني، وهما عمودا هذا
السقف الرفيع.
وفي بعض مواضع الكافي: وفي نسخة الصفواني كذا، كما في باب النص

(1) شرح أصول الكافي.
(2) يريد بالكرامة: مباهلته لقاضي الموصل في امر الإمامة، وموت القاضي على اثرها كما في سائر
كتب الرجال التي تعرضت لترجمته.
470

على أبي الحسن الثالث (عليه السلام) (1).
والعالم الجليل أبي غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري - صاحب
الرسالة في حال آل أعين - وقد قال في فهرست الكتب التي كانت عنده، ورواها
عن أربابها من هذه الرسالة: وجميع كتاب الكافي تصنيف أبي جعفر محمد بن
يعقوب الكليني، روايتي عنه بعضه قراءة، وبعضه إجازة، وقد نسخت منه
كتاب الصلاة والصوم في نسخة، وكتاب الحج في نسخة، وكتاب الطهارة
والحيض في جزء، والجميع مجلد، وعزمي أن أنسخ بقية الكتاب إن شاء الله في
جزء واحد، ورق طلحي (2)، وغيرهم من الاجلاء.
وقد كانوا يسألون عن الأبواب حوائج وأمورا دنيوية تعسرت عليهم،
يريدون قضاءها واصلاحها.
هذا أبو غالب الزراري جاء إلى بغداد لشقاق وقع بينه وبين زوجته سنين
عديدة، في أيام أبي القاسم الحسين بن روح، فسأله الدعاء لامر قد أهمه من
غير أن يذكر الحاجة، فخرج التوقيع الشريف: " والزوج والزوجة فأصلح الله
ذات بينهما " فتعجب ورجع، وقد جعل الله بينهما المودة والرحمة في سنين، إلى أن
فرق الموت بينهما.
والخبر مذكور في غيبة الشيخ بسندين مفصلا (3). ومع ذلك كيف غفلوا
عن السؤال عن ذلك؟ وقد كان عرض الكتاب عليهم (عليهم السلام)
مرسوما، فإنه مذكور في ترجمة جمع من الرواة.
وفي غيبة الشيخ: أخبرني الحسين بن إبراهيم، عن أحمد بن علي بن

(1) أصول الكافي 1: 261.
(2) رسالة أبي غالب الزراري: 177 / 90.
(3) الغيبة للشيخ الطوسي: 183 - 186.
471

نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين
ابن أحمد الحامدي البزاز - المعروف بغلام أبي علي بن جعفر، المعروف بابن
رهومة النوبختي، وكان شيخا مستورا - قال: سمعت روح بن أبي القاسم بن
روح يقول: لما عمل محمد بن علي الشلمغاني كتاب التكليف، قال الشيخ - يعني
أبا القاسم رضي الله عنه - اطلبوه إلي لأنظره، فجاؤوا به، فقرأه من أوله إلى
آخره، فقال: ما فيه شئ إلا وقد روي عن الأئمة (عليهم السلام) إلا
موضعين أو ثلاثة، فإنه كذب عليهم في روايتها (لعنه الله) (1).
وأخبرني أبو محمد المحمدي (رضي الله عنه) عن أبي الحسين محمد بن
الفضل بن تمام (رحمه الله تعالى) قال: سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد
الزكوزكي (رحمه الله) وقد ذكرنا كتاب التكليف وكان عندنا: أنه لا يكون إلا
مع غال، وذلك أنه أول ما كتبنا الحديث، فسمعناه يقول: (وأيش) (2) كان
لابن أبي العزاقر في كتاب التكليف، إنما كان يصلح الباب ويدخله إلى الشيخ
أبي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه) فيعرضه عليه ويحككه، فإذا صح
الباب خرج فنقله، وأمرنا بنسخه - يعني أن الذي أمرهم به الحسين بن روح
رضي الله عنه -.
قال أبو جعفر: فكتبته في الادراج بخطي ببغداد. قال ابن تمام: فقلت
له: فتفضل يا سيدي فادفعه حتى أكتبه من خطك، فقال لي: قد خرج من
يدي.
قال ابن تمام: فخرجت وأخذت من غيره وكتبت بعد ما سمعت هذه

(1) الغيبة للشيخ الطوسي: 251.
(2) أيش: أصلها أي شئ، فخففت بحذف الياء الثانية من أي الاستفهامية، وحذف همزة
شئ بعد نقل حركتها إلى الساكن قبلها، ثم اعل اعلال قاض. وقيل إنها مولده.
انظر شرح شافية ابن الحاجب لرضي الدين الاسترآبادي 1: 74.
472

الحكاية.
وقال أبو الحسين بن تمام: حدثني عبد الله الكوفي - خادم الشيخ حسين
بن روح رضي الله عنه - قال: سال الشيخ - يعني أبا القاسم رضي الله عنه -
عن كتب ابن أبي العزاقر بعد ما ذم وخرجت فيه اللعنة، فقيل له.: وكيف نعمل
بكتبه وبيوتنا منها ملأى؟ فقال: أقول فيها ما قاله أبو محمد الحسن بن علي
(صلوات الله عليهما) وقد سال عن كتب بني فضال، فقالوا: كيف نعمل
بكتبهم وبيوتنا منها ملأى؟ فقال (صلوات الله عليه): " خذو بما رووا وذروا بما
رأوا " (1)، انتهى.
فمن البعيد غاية البعد أن أحدا منهم لم يطلب من الكليني هذا الكتاب،
الذي عمله لعمل كافة الشيعة، أو لم يره عنده، ولم ينظر إليه، وقد عكف عليه
وجوه الشيعة وعيون الطائفة.
وبالجملة، فالناظر إلى جميع ذلك لعله يطمئن بما أشار إليه السيد
الاجل (2)، وتوهم أنه لو عرض عليه (عليه السلام) أو على أحد من نوابه لذاع
واشتهر منقوض بالكتب المعروضة على آبائه الكرام (صلوات الله عليهم) فإنه لم
ينقل إلينا كل واحد منها إلا بطريق، أو طريقين، فلاحظ.
وقال العلامة المجلسي (رحمه الله) في مرآة العقول: وأما جزم بعض
المجازفين (3) بكون جميع الكافي معروضا على القائم (عليه السلام) لكونه في بلد

(1) الغيبة للشيخ الطوسي: 239.
(2) أي السيد علي بن طاووس في كشف المحجة، وقد تقدم آنفا.
(3) في هامش الأصل:
(الظاهران مراده من البعض: المولى خليل القزويني كما يأتي كلامه في الخاتمة). " منه قدس
سره ".
473

السفراء فلا يخفى ما فيه، نعم عدم إنكار القائم (عليه السلام) وآباؤه (صلوات
الله عليهم) في أمثاله في تأليفاتهم ورواياتهم، مما يورث الظن المتاخم للعلم
بكونهم (عليهم السلام) راضين بفعلهم، ومجوزين للعمل بأخبارهم (1).
انتهى.
قلت: المجازفة إن كانت في جزمهم فحق، وأما في الوثوق به لما ذكرنا
فلا جزات في كلام من ادعاه. نعم لا حجية فيه لغيره، لحصوله من غير القرائن
الرجالية المعول عليها عندهم.
والعجب من صاحب الوسائل، فإنه نقل كلام السيد في كشف المحجة
إلى قوله: الوكلاء المذكورين (2)، ولم ينقل تتمة كلامه الذي هو نتيجة مقدماته،
وأوفى دلالة على ما هو بصدد إثباته، فلاحظ.
الثالث: قول النجاشي في حقه (رحمه الله): إنه أوثق الناس في
الحديث، وأثبتهم (3).
وكذا العلامة في الخلاصة (4)، وهذا القول من هذا النقاد الخبير، والعالم
الجليل لا يقع موقعه إلا أن يكون حاويا لكل ما مدح به الرواة والمؤلفين، مما
يتعلق بسند الحديث واعتبار الخبر.
ومن أجل المدائح وأشرف الخصال المتعلقة بالمقام الرواية عن الثقات،
ونقل الاخبار الموثوق بها، كما ذكروه في ترجمة جماعة.
قال الشيخ في الفهرست في ترجمة علي بن الحسن الطاطري: كان
واقفيا، شديد العناد في مذهبه.. إلى أن قال: وله كتب في الفقه، رواها عن

(1) مرآة العقول 1: 22.
(2) كشف المحجة: 159، الوسائل 20: 71.
(3) رجال النجاشي: 377 / 1026.
(4) الخلاصة: 145 / 36.
474

الرجال الموثوق بهم وبرواياتهم، فلأجل ذلك ذكرناها (1).
وفي الخلاصة في ترجمة جعفر بن بشير: وكان يعرف بقفة العلم، لأنه
كان كثير العلم، ثقة، روى عن الثقات، ورووا عنه (2).
وذكر مثله النجاشي فيه، وفي ترجمة محمد بن إسماعيل بن ميمون
الزعفراني (3).
وفي غيبة النعماني: وهذا الرجل - يعني ابن عقدة - ممن لا يطعن عليه في
الثقة، ولا في العلم بالحديث، والرجال الناقلين له (4).
وقال الشيخ في العدة: لان كان أحد الراويين مسندا والآخر مرسلا،
نظر في حال المرسل، فإن كان ممن يعلم أنه لا يرسل إلا عن ثقة موثوق به لا
ترجيح لخبر غيره على خبره، ولأجل ذلك سوت الطائفة بين ما يرويه محمد بن
أبي عمير، وصفوان بن يحيى، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، وغيرهم من
الثقات، الذين عرفوا بأنهم لا يروون ولا يرسلون إلا ممن يوثق به، وبين ما
أسنده غيرهم، ولذلك عملوا بمرسلهم إذا. انفرد عن رواية غيرهم (5)، انتهى.
ويأتي أن شاء تعالى أن المراد بنظائرهم، العصابة الذين ادعى الكشي
الاجماع على تصحيح ما يصح عنهم، واختاره الشيخ في اختياره.
وقال العلامة في المختلف، في أحكام البغاة: لنا ما رواه ابن أبي عقيل،
وهو شيخ من علمائنا تقبل مراسيله لعدالته ومعرفته (6).

(1) فهرست الشيخ: 92 / 390.
(2) الخلاصة: 32 / 7.
(3) رجال النجاشي: 119 / 304، 345 / 933.
(4) الغيبة للنعماني: 2.
(5) العدة 1: 386، هذا وان مرسل الثقة مختلف فيه بين الرفض والقبول، وقد أجاد السيد
الغريفي في قواعد الحديث ببحث الموضوع، فراجع.
(6) المختلف: 337، من كتاب الجهاد - احكام البغاة.
475

وقد ذكروا في ترجمة جماعة أنه صحيح الحديث، والصحيح عند القدماء
وإن كان أعم منه عند المتأخرين (1)، وأسباب اتصاف الحديث عندهم بالصحة
أكثر منها عند هؤلاء، ككونه في أصل، أو تكرر سنده، ووجوده في كتاب
معروض على أحدهم (عليهم السلام) واشتهاره ومطابقته لدليل قطعي، وغير
ذلك من الأمور الخارجية. ومنها: الوثاقة، والتثبت، والضبط، من الأمور
الداخلية، والحالات النفسانية للراوي، التي هي ميزان الصحة عند
المتأخرين، والموثقية، فلا يدل قولهم: صحيح الحديث على مدح في الراوي،
فضلا عن عدالته ووثاقته على ما يقتضيه بادئ النظر.
ولكن المتأمل المنصف يعلم أن الحكم بصحة حديث فلان، من دون
الإضافة إلى كتابه لا يصح أن يكون لأجل الأمور الخارجية، المتوقفة على
الوقوف على كل ما رواه، ودونه، وعرضه عليها. ودونه خرط القتاد، بل لابد
وأن يكون لما علم من حاله، وعرف من سيرته وطريقته، من الوثاقة، والتثبت،
والضبط، والبناء على نقل الصحيح من هذه الجهة، وهذا مدح عظيم، وتوثيق
بالمعنى الأعم، فأحاديثه حجة عند كل من ذهب إلى حجية كل خبر وثق
بصدوره، واطمئن بوروده إذا حصل الوثوق، واطمئنان القلب من حسن
الظاهر، وصلاح ظاهر الحال، كما هو الحق، وعليه المحققون، ويأتي إن شاء
الله تعالى مزيد توضيح لهذا الكلام.
إلى غير ذلك مما قالوه في ترجمة جماعة من الرواة وأرباب المصنفات، فإذا
كان أبو جعفر الكليني (رحمه الله) أوثقهم وأثبتهم في الحديث، فلا بد وأن يكون

(1) يقصد بالمتأخرين الذين صنفوا الحديث إلى الأصناف الأربعة (الصحيح، الحسن، الموثق أو
القوي، الضعيف) وهم العلامة الحلي وشيخه ابن طاووس ومن جاء بعدهما، اما أئمة الحديث
الثلاثة (الكليني، الصدوق، الطوسي) فقد جروا على ما اعتاد عليه القدماء في أوصاف الحديث
بالصحة، كالذي بينه المصنف، فلاحظ.
476

جامعا لكل ما مدح به آحادهم من جهة الرواية، ولا يقصر نفسا، ولا حالا
ورواية عنهم، فلو روى عن مجهول أو ضعيف ممن يترك روايته، أو خبرا يحتاج
إلى النظر في سنده، لم يكن أوثقهم وأثبتهم، فإن كل ما قيل في حق الجماعة من
المدائح والأوصاف المتعلقة بالسند يرجع إليهما، فإن قيس مع البزنطي
وأضرابه، وجعفر بن بشر، فلا بد وأن يحكم بوثاقة مشايخه، وإن قيس مع
الطاطري وأصحاب الاجماع فلا مناص من الحكم بصحة حديثه، بالمعنى
الذي ذكرناه، وإنه لم يودع في كتابه إلا ما تلقاه من الموثوقين بهم وبرواياتهم،
وبذلك يصح إطلاق الحجة عليه، كما مدح بهذه الكلمة بعضهم، وعدوها
من الألفاظ الصريحة في التوثيق، وقالوا: إن المراد منها أنه ممن يحتج (1) بحديثه.
قال المحقق الكاظمي في عدته: إن هذه الكلمة صارت بين أهل هذا
الشأن تدل على علو المكان، لما في التسمية باسم المصدر من المبالغة، كأنه صار
من شدة الوثوق، وتمام الاعتماد، هو الحجة بنفسه، وإن كان الاحتجاج
بحديثه (2)، انتهى.
وكذا يظهر صحة ما قاله الشيخ المفيد في مدح الكافي: إنه أجل كتب
الشيعة، وأكثرها فائدة (3).
فإن أكثرية الفائدة لجامعيته، لما يتعلق بالأصول، والاخلاق، والفروع،
والمواعظ، واما الأجلية فلا بد وأن تكون من جهة الاعتبار والاعتماد، وقد كان
تمام الأصول موجودا في عصره، كما يظهر من ترجمة أبي محمد هارون بن موسى

(1) الفرق بين قولهم: (حجة في الحديث) و (يحتج بحديثه) هو كون الأول يدل على التعديل لما
فيه من مبالغة في الثناء والتوثيق، والثاني ليس فيه ذلك.
انظر: الدراية للشهيد الثاني: 76.
(2) العدة للكاظمي: 18 / ب.
(3) تصحيح الاعتقاد: 55.
477

التلعكبري (1)، الذي أدرك عصره وروى عنه وغيره، ولا يحتمل أحد أنه كان
يتأمل في الأحاديث الموجودة فيها من جهة السند إليها، أو من أربابها إليهم
(عليهم السلام).
وقد قال هو (رحمه الله) في رسالة الرد على الصدوق، في مسالة العدد
ما لفظه: وأما رواة الحديث، فإن شهر رمضان شهر من شهور السنة، يكون
تسعة وعشرين يوما ويكون ثلاثين يوما، فهم فقهاء أصحاب أبي جعفر محمد
ابن علي، وأبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي، وأبي الحسن علي بن محمد،
وأبي محمد الحسن بن علي (صلوات الله عليهم) والاعلام الرؤساء المأخوذ عنهم
الحلال، والحرام، والفتيا، والاحكام، الذين لا يطعن عليهم، ولا طريق إلى
ذم واحد منهم، وهم أصحاب الأصول المدونة، والمصنفات
المشهورة. (2).. إلى آخره.
فإذا كان الكافي أجل ما صنف، فهو أجل من هذه الأصول
والمصنفات.
ويظهر هذا من النجاشي أيضا، لأنه قال بعد قوله: وكان أوثق الناس
في الحديث وأثبتهم صنف الكتاب المعروف بالكليني، يسمى الكافي في عشرين
سنة (3).

(1) التلعكبري من أشهر تلامذة الكليني وأجلهم منزلة عنده، تتلمذ على يديه أقطاب المذهب
الامامي كالشيخ الصدوق، والمفيد، وعلم الهدى، والطوسي والنجاشي، و... ولم يرو
الكليني عن أحد من تلاميذه في كتابه الكافي قط، إلا عنه.
قال في كتاب الصيد من فروع الكافي، الباب الأول الحديث الأول: " حدثنا أبو محمد
هارون بن موسى التعلكبري، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني... إلى
آخره ".
(2) رسالة الرد على الصدوق في مسألة العدد: 14.
(3) رجال النجاشي: 377 / 1026.
478

وظاهر أن ذكره لمدة تأليف الكافي لبيان أثبتيته، وأنه لم يكن غرضه مجرد
جمع شتات الاخبار، فإنه لا يحتاج إلى هذه المدة الطويلة، بل ولا إلى عشرها،
بل جمع الأحاديث المعتبرة، المعتمدة، الموثوق بها، وهذا يحتاج إلى هذه المدة،
لاحتياجه إلى جمع الأصول والكتب المعتبرة، واتصالها إلى أربابها بالطرق
المعتبرة، والنظر في متونها، وتصحيحها وتنقيحها، وغير ذلك مما يحتاج إليه
الناقد البصير، العالم الثقة، الذي يريد تأليف ما يستغني به الشيعة في الأصول
والفروع إلى يوم القيامة، هذا غرضه وإرادته، وهذا تصديق النقدة ومهرة
الفن، وحملة الدين، وتصريحهم بحصول الغرض ووقوعه.
ويظهر من أوثقيته وأثبتيته أيضا أنه مبرم عن كل ما قدح به الرواة،
وضعفوا به من حيث الرواية، كالرواية عن الضعفاء والمجاهيل، وعمن لم
يلقه، وسوء الضبط، واضطراب ألفاظ الحديث، والاعتماد على المراسيل التي لم
يتحقق وثاقة الساقط عنده، وأمثال ذلك مما لا ينافي العدالة، ولا يجتمع مع
التثبت والوثاقة.
وإذا تأملت فيما ذكرناه، وما مر في ترجمة الشيخ النجاشي، من حال
أمثاله، في شدة احتياطهم في أخذ الخبر، وتلقيه عن كل أحد تعرف أن النظر
في حال مشايخ ثقة الاسلام، واحتمال تلقيه عن ضعيف أو مجهول، ينافي
أوثقيته وأثبتيته بنص النجاشي والعلامة، ويوجب تأخره قدرا عن جماعة نزهوا
مروياتهم عن التدنس بهذه الذموم، كما مر، وتأخر كتابه رتبة عن كتب لا ينظر
إلى أسانيد أحاديثها، مع أنه أجل كتب الشيعة.
وهكذا الكلام في مشايخ مشايخه لما ذكر.
ولا يخفى أن الظن بل الوثوق الحاصل بأحاديث الكافي من هذه القرينة
من الظنون الرجالية المعتبرة عندهم، كما يظهر من عملهم في الفقه والرجال،
وليس من الأمور الخارجية الغير المربوطة بحال الراوي وصفاته، مما لا دليل على
479

حجيته كما هو ظاهر.
وما ذكروه في هذا المقام من الشبهات وارد على من ادعى بأمثال هذه
القرائن قطعية أحاديثه، ولا ينافي بعد الغض عن ورود جملة منها الاطمئنان
والوثوق، ويأتي لهذا الكلام تتمة إن شاء الله تعالى.
الرابع: شهادته (قدس الله روحه) بصحة أخباره في خطبة الكتاب، كما
تقدم بعضه، وهو قوله:
وقلت: إنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف، يجمع (فيه) جميع فنون
(علم) الدين.. إلى أن قال: بالآثار الصحيحة عن الصادقين (عليهم السلام)
والسنن القائمة التي عليها العمل، وبها يؤدى فرض الله عز وجل، وسنة نبته
(صلى الله عليه وآله).. إلى أن قال: وقد يسر الله - وله الحمد - تأليف ما
سالت، فأرجو أن يكون بحيث توخيت، فمهما كان فيه من تقصير فلم تقصر
نيتنا في إهداء النصيحة، إذ كانت واجبة لإخواننا وأهل ملتنا (1)، انتهى.
وهذا الكلام منه صريح في أنه (رحمه الله) كتب الخطبة (2) بعد تأليف
الكتاب، فاحتمال أنه رجع عما أراد أولا ساقط لا يعتنى به، كاحتمال الغفلة عن
مقصده ومرامه، لدعواه أنه كما أراد السائل، ولا يكون إلا مع استقامته في بنائه
وطريقته، والالتفات إلى مقصده ونيته وقت التأليف، ثم عرضه على ما كان في
نفسه من كيفيته، ومطابقته لغرضه وغرض السائل.
إنما الكلام في وجه الاستظهار، ووجه قبول هذه الشهادة، وقد أشرنا سابقا
إلى الاختلاف بين القدماء والمتأخرين في المراد من الصحة في الخبر، وأن معه
لا ينفع شهادة الطائفة الأولى للثانية في بادئ النظر، ونزيد هنا بيانا وتوضيحا

(1) الكافي 1: 7 - 9، وما بين المعقوفتين منه.
(2) ومما يدل أيضا على أنه كتب خطبة الكتاب، بعد الفراغ من تأليفه قوله في آخر الخطبة، ووسعنا
قليلا كتاب الحجة وإن لم نكمله على استحقاقه. أصول الكافي 1: 7، من المقدمة.
480

فنقول:
قال الشيخ بهاء الدين في مشرق الشمسين، بعد تقسيم الحديث إلى
الأقسام الأربعة المشهورة: وهذا الاصطلاح لم يكن معروفا بين قدمائنا كما هو
ظاهر لمن مارس كلامهم، بل المتعارف بينهم إطلاق الصحيح على ما اعتضد
بما يقتضي اعتمادهم عليه، أو اقترن بما يوجب الوثوق به والركون إليه، وذلك
بأمور:
منها: وجوده في كثير من الأصول الأربعمائة التي نقلوها عن مشايخهم
بطرقهم المتصلة بأصحاب الأئمة (عليهم السلام) وكانت متداولة في تلك
الاعصار، مشتهرة اشتهار الشمس في رابعة النهار.
ومنها: تكرره في أصل أو أصلين منها فصاعدا، بطرق مختلفة، وأسانيد
عديدة معتبرة.
ومنها: وجوده في أصل معروف الانتساب إلى أحد الجماعة الذين أجمعوا
على تصديقهم: كزرارة، ومحمد بن مسلم، والفضيل بن يسار، أو على
تصحيح ما يصح عنهم: كصفوان بن يحيى، ويونس بن عبد الرحمن، وأحمد
ابن محمد بن أبي نصر البزنطي، أو على العمل بروايتهم: كعمار الساباطي،
وغيرهم ممن عدهم شيخ الطائفة في العدة، كما نقله عنه المحقق في بحث
التراوح من المعتبر (1).
ومنها: اندراجه في أحد الكتب التي عرضت على الأئمة (صلوات الله
عليهم) فأثنوا على مصنفيها، ككتاب عبيد الله بن علي الحلبي، الذي عرضه
على الصادق (عليه السلام) وكتابي يونس بن عبد الرحمن وفضل بن شاذان،
المعروضين على العسكري (عليه السلام).

(1) المعتبر 9: 59، وانظر العدة للشيخ الطوسي 1: 384.
481

ومنها: كونه مأخوذا من الكتب التي شاع بين سلفهم الوثوق بها،
والاعتماد عليها، سواء كان مؤلفوها من الفرقة الناجية المحقة، ككتاب الصلاة
لحريز بن عبد الله، وكتب ابني سعيد، وعلي بن مهزيار، أو من غير الامامية،
ككتاب حفص بن غياث القاضي، وكتب الحسين بن عبيد الله السعدي،
وكتاب القبلة لعين بن الحسن الطاطري (1)، وقد جرى رئيس المحدثين (2) على
متعارف القدماء فحكم بصحة جميع أحاديثه، وقد سلك ذلك المنوال جماعة من
أعلام علماء الرجال لما لاح لهم من القرائن الموجبة للوثوق والاعتماد (3)، إنتهى.
وقال الأستاذ الأكبر في التعليقة: إن الصحيح عند القدماء هو ما وثقوا
بكونه من المعصومين (عليهم السلام) أعم من أن يكون منشأ وثوقهم كون
الراوي من الثقات، أو أمارات اخر، ويكونوا يقطعون بصدوره عنه (صلى الله
عليه وآله) أو يظنون (4).
وصرح هو (رحمه الله) وغيره أن بين صحيح القدماء وصحيح المتأخرين
العموم المطلق، وهذا واضح.
فعلى هذا، فحكم الكليني (رحمه الله) بصحة أحاديثه لا يستلزم صحتها

(1) ان عمل قدماء علماء المذهب بروايات الواقفة وغيرهم من المنحرفين عن الخط الامامي، يعد
كاشفا لاستجماع تلك الروايات للشروط المعتبرة عندهم وقت الأداء لا وقت التحمل، اما
بحصول الظن القوي بصحتها لثبوت مضامينها عندهم، أو لاقترانها بما يفيد صدورها عن
الأئمة عليهم السلام، أو لكون السماع منهم قبل وقفهم وانحرافهم، أو لكون النقل من
أصولهم فبل ذلك أو بعده مقيدا بالأخذ عن شيوخ الامامية الموثوق بهم. وغير ذلك من الوجوه
الصحيحة الأخرى إلي لا تدع مجالا للطعن في علماء الشيعة بعدم تثبتهم على ما لا يخفى.
انظر: جامع المقال: 21.
(2) أي: الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الصدوق قدس سره.
(3) فرق الشمسين: 269 (ضمن الحبل المتين).
(4) تعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال: 6.
482

باصطلاح المتأخرين، لاحتمال كون المنشأ في الجميع أو بعضها غير وثاقة
الراوي.
وأنت خبير بان هذا وارد على من أراد أن يحكم بصحة أحاديثه بالمعنى
الجديد، بمجرد شهادة الكليني بها، وأما من كان الحجة عنده من الخبر هو ما
وثقوا به بأمثال ما ذكره الشيخ البهائي، وغيره من علماء الرجال، من القرائن
إلي تورث الوثوق والاطمئنان بصدور الخبر، لا بصحة مضمونه، فشهادته
نافعة جدا عنده، بل عند جلهم، فإنهم اعتذروا عن آية الله العلامة، وشيخه
جمال الدين أحمد بن طاووس لتغييرهم الاصطلاح باختفاء أكثر قرائن الصحة،
التي كانت عند القدماء، لا بعدم اعتبارها، أترى أحدا من الاعلام يستشكل
في حجية خبر يوجد في أحد الكتب والأصول، التي أشار إليها شيخنا البهائي،
لو وقع الأصل أو الكتاب بيده، ووثق بانتسابه إليه؟! حاشاهم عن ذلك، وإنما
وقعوا في هذا المضيق لعدم عثورهم عليه، أو لعدم ثبوته بالطريق المعتبر عنده.
فحينئذ نقول: إذا شهد ثقة الاسلام بكون أحاديث الكافي صحيحة،
فسبب الشهادة إما وثاقة رواتها فلا إشكال فيه، لأنها في حكم توثيق جميعهم
بالمعنى الأعم، وأي فرق في الاخذ بقول المزكي العادل، بين تزكية واحد
بعينه، أو جماعة معلومين متسمين، مشتركين في أمر واحد هو كونهم من رواة
أحاديث الكافي، أو كونها مأخودة من تلك الأصول، والكتب المعتبرة عند الإمامية
كافة، وهي شهادة حسية أبعد من الخطأ والغلط من التوثيق، فإن
حاصلها إني نقلت الحديث الفلاني من الكتاب الفلاني، واحتمال الاشتباه فيه
سد لباب الشهادات، وكذا لو كان بعضها للوثاقة وبعضها للاخذ من تلك
الأصول، كما لعله كذلك.
وقد صرح بما ذكرناه الأستاذ الأكبر البهبهاني (طاب ثراه) في الفائدة
الأولى من التعليقة، في رد من اقتصر في الحجة بخبر العادل، واقتصر في ثبوت
483

العدالة بالظنون الرجالية وإن كانت ضعيفة، بعد إيراد شبهات عليهم، فقال
(رحمه الله):
ومع ذلك جل أحاديثنا المروية في الكتب المعتمدة يحصل فيها الظن
القوي، بملاحظة ما ذكرناه في هذه الفوائد الثلاث، وفي التراجم، وما ذكروا
فيها، وما ذكره المشايخ من أنها صحاح، وأنها علمية، وأنها حجة فيما بينهم
وبين الله تعالى، وأنها مأخوذة من الكتب التي عليها المعول، وغير ذلك. مضافا
إلى حصول الظن من الخارج بأنها مأخوذة من الأصول والكتب الدائرة بين
الشيعة، المعمولة عندهم، وأنهم نقلوها في الكتب التي ألفوها لهداية الناس،
ولان تكون مرجعا للشيعة، وعملوا بها، وندبوا إلى العمل مع منعهم من العمل
بالظن مطلقا، أو مهما أمكن، وتمكنهم من الأحاديث العلمية - غالبا أو مطلقا -
على حسب قربهم من الشارع وبعدهم، ودأبهم في عدم العمل بالظن مع
علمهم، وفضلهم، وتقواهم، وورعهم، وغاية احتياطهم، سيما في الاحكام وأخذ
الرواية، إلى غير ذلك.
مضافا إلى ما يظهر في المواضع بخصوصها من القرائن، على أن عدم
إيراث ما ذكر هنا الظن القوي، وإيراث ما ذكرناه في عدالة جميع سلسلة
السند، ذلك فيه ما لا يخفى (1)، انتهى.
ومن ذلك يظهر أن ما ذكره (رحمه الله) من الشبهات في صحة أخبار
الكافي، في رسالة الاخبار والاجتهاد - التي ألفها قبل التعليقة بمدة كثيرة، فإنه
ألفها في حياة أستاذه السيد صدر الدين، المتوفى في عشر الستين بعد المائة
والألف، كثيرا ما يشير في التعليقة إليها - فإنما هي في قبال من تمسك بشهادة
الكليني على صحة أخبار كتابه بكونها قطعية، لأن الصحيح عندهم ما قطعوا

(1) تعليقة البهبهاني. على منهج المقال: 4.
484

بصدوره، فأورد عليهم شبهات بعضها مدفوعا في بادئ النظر، وبعضها لا
ينهض لابطال دعوى القطعية، ولذلك لم يعتن بها في التعليقة، وادعى الوثوق
بصدورها مستشهدا بشهادة الكليني كما عرفت.
والعجب أن صاحب المفاتيح (طاب ثراه) قد أطال الكلام، وأورد جملة
من شبهات جده في هذا المقام، وأخذ في تقويتها بما هو أوهن منها، وقال في
آخر كلامه:
وبالجملة، الاعتماد على ما ذكره الكليني، ودعوى صحة ما في كتابه،
وإثبات الأحكام الشرعية بمجرد مقالته، جرأة عظيمة في الشريعة، خصوصا
على القول بمنع حجية الشهرة والاستقراء، لان ما دل على عدم حجيتها يدل
على عدم حجية ما ذكره بطريق أولى، لان الظن الحاصل منهما أقوى من
الظن الحاصل بما ذكره (1)، انتهى.
ولم ينقل في خلال مقاله مع طوله كلام جده في التعليقة، ونحن نورد
خلاصة جملة من تلك الشبهات ونشير إلى ما فيها.
الأولى: إن القدماء يحكمون بالصحة بأسباب لا تقتضي ذلك:
منها: مجرد حكم شيخهم بالصحة.
ومنها: اعتماد شيخهم على الخبر.
ومنها: عدم منع الشيخ عن العمل به.
ومنها: عدم منع الشيخ عن روايته للغير.
ومنها: موافقته للكتاب والسنة، إنتهى.
وفيه أولا: إن في الرسالة أورد هذه الشبهة لاثبات أن المراد من الصحيح

(1) مفاتيح الأصول: 335.
485

في كلام القدماء الأعم من قطع الصدور، كما صرح به في المفاتيح (1) أيضا.
وثانيا: إن الظاهر أن القرائن الثلاثة الأولى أخذها من كلام الصدوق،
فإنه قال في العيون بعد ذكر رواية عن محمد بن عبد الله المسمعي ما لفظه: كان
شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد سيئ الرأي في محمد بن عبد الله راوي هذا
الحديث، وأنا أخرجت هذا الخبر في هذا الكتاب لأنه كان في كتاب الرحمة،
قرأته عليه فلم ينكره ورواه لي (2)، انتهى.
وكتاب الرحمة لسعد بن عبد الله، وهو من جمله الكتب التي صرح في أول
الفقيه بأنها مشهورة، عليها المعول، وإليه المرجع (3).
وقال في الفقيه: كلما لم يحكم ابن الوليد بصحته فهو عندنا غير
صحيح (4)، فبمجرد ذلك كيف يجوز نسبة ذلك إلى كلهم؟
وثالثا: إن الكلام فيه كالكلام في السابق، فإن ابن الوليد إذا كان
عندهم بمكان من الوثوق، والتثبت، والاطلاع، والاحتياط الخارج عن
متعارف المشايخ، وعدم روايته عمن فيه شائبة ضعف، من غلو (5) بمعناه
عنده، أو غيره، فإذا حكم بصحة خبر، أو اذن في روايته، أو لم يمنع منها من
كان يأخذ بقوله ويعتمد، فلا شك في الوثوق بهذا الخبر لوثاقة رواته، أو لوجوده
في أصل معتبر، لي آخر ما تقدم.
مع أن الكليني بمعزل عن هذا الاحتمال في كلامه، بعد كونه أوثق

(1) مفاتيح الأصول: 332. وانظر رسالة الاجتهاد والاخبار: 170 / ب.
(2) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 21، ذيل الحديث 45.
(3) من لا يحضره الفقيه 1: 3 - 4.
(4) من لا يحضره الفقيه 2: 55 ذيل الحديث 241، في معرض كلامه حول حديث صلاة الغدير،
بتصرف.
(5) للغلو درجات متفاوتة عند قدماء الأصحاب، ومن القميين خاصة، ولعل أول درجاته عندهم
هو: نفي السهو عن المعصوم عليه السلام.
486

المشايخ وأثبتهم.
ورابعا: إن عد موافق الكتاب والسنة من أسباب الصحة عندهم
غريب، لا يوافقه ديدنهم في تصحيح الخبر ورده، وتصحيح الكتاب وطرحه،
وإنما هو من المرجحات بعد الفراغ عن الحجية، ومن أسباب التميز كما هو
صريح الكليني، فإنه قال بعد كلامه الذي قدمنا نقله:
واعلم يا أخي - أرشدك الله - أنه لا يسع أحدا تمييز شئ مما اختلفت
الرواية فيه عن العلماء (عليهم السلام) برأيه، إلا على ما أطلقه العالم (عليه
السلام) بقوله: أعرضوا على كتاب الله، فما وافق كتاب الله (جل وعن فخذوه،
وما خالف كتاب الله فردوه.
وقوله (عليه السلام): دعوا ما وافق القوم فإن الرشد في خلافهم.
وقوله (عليه السلام): خذوا بالمجمع عليه، فإن المجمع عليه لا ريب
فيه، ونحن لا نعرف من جميع ذلك إلا أقله، ولا نجد شيئا أحوط ولا أوسع،
من رد علم ذلك كله إلى العالم (عليه السلام) وقبول ما وسع من الامر بقوله
(عليه السلام): بأيهما أخذتم من باب التسليم وسعكم، انتهى (1).
فلو كان غرضه تمييز الصحيح عن غيره، لكان عليه ذكر الوثاقة وهي
أعظم أسباب الصحة وأكثرها، وأسهلها تحصيلا عندهم، ثم كيف يأخذ
باخبار التخيير؟ وهل هو إلا بين الحجتين؟! فلو فرضنا أن الموافقة عند القدماء
من القرائن، فلا بد من استثناء الكليني عنهم في هذا الكتاب، لاعترافه
بإعراضه عنها، لما ذكره مع ذكره فيه الأخبار الصحيحة - حسب اعتقاده -
للعمل بها، فلا بد وأن تكون صحتها من غير جهتها.
مع أن بعد التأمل في كلماتهم يظهر أنه لا أصل لهذا الاحتمال.

(1) أصول الكافي 1: 7، باختلاف يسير.
487

فمما يشهد لذلك قول النجاشي في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى: وكان
محمد بن الحسن بن الوليد يستثني من رواية محمد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن
محمد بن موسى الهمداني، وعد نيف وعشرين رجلا ثم قال: قال أبو العباس
ابن نوح: وقد أصاب شيخنا أبو جعفر (رحمه الله) في ذلك كله، وتبعه أبو جعفر
ابن بابويه على ذلك، إلا - في محمد بن عيسى بن عبيد، فلا أدري ما رأيه فيه،
لأنه كان على ظاهر العدالة والثقة، انتهى. (1)
ويظهر منه، أولا: إن مناط الرد والقبول عندهم هو الوثاقة.
وثانيا: عدم كون الموافقة من أسباب الصحة، إذ من البعد أن يكون
تمام أخبار هؤلاء غير موافق للكتاب، ولا يكون فيها ما يوافقه، فلو صح الخبر
عندهم بالموافقة كما يصح بالوثاقة، فلا بد من استثناء من المستثنيات، ويقول
المستثني: إلا ما كان من رواياتهم توافق الكتاب.
ومنه يظهر الاستشهاد بقولهم في ترجمة جماعة، بعدم الاعتماد بما تفرد به
من دون استثناء ما وافق رواية المنفرد الكاتب لدخولها حينئذ في حريم
الصحيح، الذي هو المعمول به عندهم، إلا ما صدر عن تقية.
وبتصريحهم بعدم الاعتماد برواية جماعة وبكتبهم، لاتصافهم ببعض ما
ينافي الوثاقة عندهم، وإعراضهم عنها، من غير إشارة إلى استثناء ما وافق
الكتاب منها، مع أنا نعلم أن كثيرا منها أو أكثرها توافقه، ومن جميع ذلك يظهر
أن مناط الصحة الوثاقة بالمعنى الأعم، بل القرائن الأخر التي عدها في مشرق
الشمسين (2) ترجع بعد التأمل إليها، وإذا فقدت رد الخبر وافق الكتاب أم لا،
وإذا عمل بالمردود الموافق كان للكتاب لا له، فإن الموافقة تجبر المضمون حينئذ،

(1) رجال النجاشي: 348 / 939.
(2) مشرق الشمسين: 269 (ضمن الحبل المتين).
488

ولا ربط له بصحة الخبر.
قال شيخ الطائفة في العدة: وأما ما اخترته فهو أن خبر الواحد إذا كان
من طريق أصحابنا، وكان مرويا عن النبي (صلى الله عليه وآله) أو أحد من
الأئمة (عليهم السلام) وكان ممن لا يطعن في روايته، ويكون سديدا في نقله،
ولم يكن هناك قرينة تدل على ما تضمنه، لأنه إذا كان كذلك كان الاعتبار
بالقرينة، وكان موجبا للعلم، ونحن نذكر القرائن فيما بعد خيار العمل به،
والذي يدل على ذلك إجماع الفرقة المحقة، فإني وجهدتها مجمعة على العمل بهذه
الاخبار، التي رووها في تصانيفهم، ودونوها في أصولهم (لا يتناكرون ذلك) (1)
ولا يتدافعونه، حتى أن واحدا منهم إذا أفتى بشئ لا يعرفونه سألوه من أين
قلت؟ فإذا أحالهم على كتاب معروف وأصل مشهور، وكان راوية ثقة لا
ينكرون حديثه، سكتوا وسلموا الامر في ذلك وقبلوا، وهذه عادتهم وسجيتهم
من عهد النبي (صلى الله عليه وآله) ومن بعده من الأئمة (عليهم السلام) إلى
زمان الصادق (عليه السلام) الذي انتشر عنه العلم، وكثرت الرواية من
جهته، فلولا أن العمل بهذه الاخبار جائز لما أجمعوا على ذلك، ولأنكروه، لان
إجماعهم لا يكون إلا عن معصوم (2)، انتهى.
الثانية: ما في المفاتيح: أن الكليني لم يصرح بصحة أخبار الكافي، وإنما
قال: رجوت، والرجاء غير العلم، لا يقال هذه العبارة تطلق في مقام هضم
النفس، وتدل بالفحوى على أن الاخبار علمي، لأنا نمنع من ذلك، بل الأولى
في أمثال المقام الذي يقصد فيه إرشاد الغير، وتحريفه عن الباطل، التصريح بما
هو الحق دون مراعاة هضم النفس.

(1) أثبتناه من المصدر.
(2) عدة الأصول 1: 336 - 338 بتصرف.
489

وبالجملة لو جوزت الحكم باشتغال ذمة زيد إذا أقر بشئ بمثل هذه
العبارة، جاز لك دعوى دلالتها على شهادة الكليني (رحمه الله) بصحة أخبار
الكافي (1)، انتهى.
وأشار إلى هذه الشبهة قبله جده في الرسالة، فقال في مقام بيان عدم
شهاداتهم على صحة كتبهم: وأما ما ذكره الكليني من قوله: وقد يسر الله تعالى
تأليف ما سالت، وأرجو أن يكون بحيث توخيت، فإنه كالصريح فيما ذكرنا،
وإن بناءه ليس على الشهادة، وإزالة الحيرة لا تقتضي الشهادة بالصحة، بل لا
تقتضي علمه بالصحة أيضا، بل ربما يكون في عبارته إيماء إلى ظنه بها (2)،
فتأمل.
والجواب: إن هذه العبارة لا يصح صدورها عنه بحسب متعارف
العرف، إلا بعد انجاحه مسؤول السائل، وجمعه الأخبار الصحيحة في
مصطلحهم، حسب وسعه ومعتقده، ولاحتماله الخطأ والنسيان والغفلة في
نفسه، فيما يتعلق بها من إحراز الصحة، وذكر تمام السند، وعدم الاسقاط
منه، وعدم التبديل، وعدم الاسقاط في المتن، وأمثال ذلك مما يأتي احتماله في
أغلب كلمات المتكلمين، ومؤلفات المصنفين، ويدفع بالأصول المجمع عليها،
وكذا غفلته عن ذكر بعض الأبواب المتعلقة بأمور الدين رأسا، أتى بكلمة
" أرجو " مشيرا إلى اني جمعت الأخبار الصحيحة كما ذكرت، وأرجو من الله
تعالى عدم وقوع غفلة في بعض ما يتعلق بها، وعلى ما في المفاتيح يكون الكليني
مترددا في صحة تمام أخبار كتابه أو بعضها، والتردد ينافي الشهادة المعتبرة فيها
الجزم، ولذا قال: أرجو، وفيه من المفاسد مالا يخفى.

(1) مفاتيح الأصول: 332.
(2) رسالة الاجتهاد والاخبار: 167 / ب - 168 / أ.
490

توضيحه: إن السائل سأله أن يجمع له الأخبار الصحيحة، مما يتعلق
بأمور الدين، فألف له ولسائر إخوانه في الدين هذا الكتاب، لينتفع به إلى يوم
القيامة، وصرح بأنه في هذا المقام لم يقصر نيته في إهداء النصيحة الواجبة عليه
لإخوانه، والنصيحة لهم في هذا المقام أن يكون باذلا جهده، وكادحا سعيه،
حسب ما يقدر عليه، وعنده من الأسباب في هذا الجمع، فيجمع في جامعه ما
يحتاجون إليه في أمور دينهم، ويكون بحيث ينتفعون به، ولا
ينتفعون به إلا بعد كون ما جمعه صحيحا، لعدم جواز الانتفاع في أمور الدين
بالضعاف عندهم.
فنقول: إنه (رحمه الله) حين الجمع والتأليف لهذا المقصد العظيم، اما
كان عنده من أسباب إتمام هذا المرام، من الأصول والكتب المعروضة
والمعتمدة المعول عليها وأخبار الثقات ما يتم به المقصود أو لا، ولا أظن أحدا
يحتمل في حقه الثاني، فإن تمام الأصول كان عند أبي محمد هارون بن موسى
التلعكبري، وكان يروي تمامها بطرقه كما صرحوا به في ترجمته، وهو من رجاله
وتلامذته، وكان أكثرها عند الفقيه الثقة حميد بن زياد - شيخه المعاصر له -
وغيرهما، فكيف به وهو جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، شيخ الطائفة
ومرجعها، القاطن في مركز العلم، ومجمع الرواة بغداد، القريب من عديلتها في
ذلك الكوفة، وقرب عصره بعصر الأئمة (عليهم السلام) وأرباب الأصول.
وبالجملة فاحتمال عدم تمكنه يعد من الوسواس الذي ينبغي الاستعاذة
منه.
وعلى الأول: فإما أن يقال: بأنه كان عارفا بصحيح الاخبار، وضعيفها،
وسليمها، وسقيمها، عالما بالأصول والكتب المعتمدة، مميزا لها من غيرها،
ناقدا للرواة، بصيرا بالرجال، غير مشتبه عليه مزكيها بمجروحها، وثقتها
بضعيفها، صدوقها بكذوبها، ثبتها بمخلطها، أولا.
491

ولا سبيل إلى الاحتمال الثاني لما مر، من أنه كان أوثق الناس في الحديث
وأثبتهم، ولا يمكن البلوغ إلى هذه الذروة العالية إلا بعد الاخذ بمجامع أطراف
هذا الفن كما هو، وقد عد النجاشي من كتبه " كتاب الرجال " (1)، وهذا من
الظهور بمكان لا يحتاج إلى البرهان.
فإذا علم أنه كان عنده من الأخبار الصحيحة ما يتم به إنجاح مسؤوله،
وكان عارفا بها، مميزا للغث من السمين، وعازما على جمعه الصحاح عند
التأليف، وملتفتا إلى مرام السائل ومقصده بعد الجمع، كما عرفت أنه كتب
الخطبة بعد التأليف، فاحتمال وجود الضعاف في كتابه اما لعدم وجود الصحيح
عنده، وعدم عثوره عليه عند الحاجة، أو لعدم تمييزه بينه وبين الضعيف،
فخلط بهما وجمع الكتاب منهما، أو لغفلته عنده عن مرام السائل، وعزمه على
انجاحه، فصار كسائر المؤلفين الذين بنوا على مجرد جمع الاخبار من صنف واحد
أو أصناف، صونا لها عن التضييع والتشتت، أو لنسيانه بعد الشروع في
مقصده، أو انصرافه عنه.
وقد عرفت بطلان كل ذلك حسب ما عرفت من حاله، وذكر في ترجمته،
وصرح به في خطبة الكتاب، مع أنه لو كان فيه الضعاف فاحتمال اندراجها فيه
غفلة ونسيانا، ساقط من وجوه لا تخفى، ومع التعمد لا يسوغ له أن يقول: وقد
يسر الله تعالى تأليف ما سالت، فإنه كذب وتدليس، وأن يقول: وأرجوا أن
يكون بحيث توخيت، إذ مع علمه بها يعلم أن كتابه غير حاو لما سأله، فلا
يكون قطعا بحيث توخاه، فأين موضع الرجاء؟ لأنما يصدق هذا الكلام إذا
أتى بما طلب منه، ولكن احتمل فيه الغفلة والنسيان، الغير المنافي لكون

(1) رجال النجاشي: 377 / 1026.
492

الشهادة علمية، والاخبار جزميا.
ولوضوح فساد هذه الشبهة عرفت أن الأستاذ الأكبر - الذي هو مبديها
لابطال من تمسك بالشهادة المذكورة على قطعية الاخبار - رفع اليد عنها في
التعليقة، وفى الفوائد الأصولية، كما يأتي، ونص على أنه شهد بالصحة كما
مر (1).
الثالثة: ما في المفاتيح من أن اخبار الكليني بصحة ما في الكافي، كما
يمكن أن يكون باعتبار علمه (2) بها، وقطعه بصدوره عن الأئمة (عليهم
السلام) فيجوز الاعتماد عليه كسائر أخبار العدول، كذلك يمكن أن يكون
باعتبار اجتهاده وظهورها عنده، ولو بالدليل الظني، فلا يجوز الاعتماد عليه،
فإن ظن المجتهد لا يكون حجة على مثله، كما هو الظاهر من الأصحاب، بل
العقلاء، وحيث لا ترجيح للاحتمال الأول وجب التوقف (في العمل) به، لأن الشك
في الشرط يوجب الشك في المشروط، فيلزم التوقف (3).
ثم أورد على نفسه شبهة وأجاب عنها، وأخرى كذلك، كلها كأصل
الشبهة، مبنية على أن المراد من الصحيح عندهم القطعي الصدور، الذي لا
ندعيه، بل المدعى أنه عندهم ما وثقوا بصدوره، واطمأنوا به، والكليني شهد
بذلك، والاعتماد بشهادته ليس اعتمادا على ظن المجتهد، الذي ليس حجة على
مثله، وإنما يرد هذا على الذين يعولون على تصحيح الغير على طريقة
المتأخرين.
أما الأول: فلما عرفت من أن شهادة الكليني (رحمه الله) على صحة خبر،

(1) يأتي في صحيفة: 668، وتقدم في صحيفة: 662.
(2) نسخة بدل: عمله " منه قدس سره ".
(3) مفاتيح الأصول: 332، وما بين المعقوفتين منه.
493

ترجع إلى كون الخبر موجودا في الأصول والكتب المعول عليها، المعلومة
الانتساب إلى أربابها، المتصلة طرقه وأسانيده إليها، وأخرجه منها، أو تلقاها
عن الثقات الذين لم تكن معرفته لهم متوقفة على أمور نظرية، لكونهم من
مشايخه ومشايخ مشايخه، وقرب عصره منهم، وعدم اشتباههم بغيرهم، وكلها
شهادة حسية مقبولة عند الفقهاء (1)، فلو شهد عادل أن هذا الكتاب لفلان،
وهذا الكلام موجود في كتاب فلان، أو فلان ثقة، فهل رأيت أحدا يستشكل
في ذلك؟ بل عليه مدار الفقه في نقل الفتاوى، والآراء، والأقوال، والتزكية،
والجرح، وقد عرفت أن موافقة الكتاب والسنة لم تكن عندهم من أسباب
الصحة، فلا تحتاج شهادته (رحمه الله) إلى نظر يوجب الاعتماد عليها الاعتماد
على ظن المجتهد.
وأما الثاني: فلان صحة الخبر حينئذ تتوقف على تشخيص رجال
السند، المتوقف على تمييز المشتركات منها، ولبعد العهد عن الرواة صار هذا
الباب من مطالب الرجال من المسائل النظرية الصعبة، التي اختلفت الانظار
في مواردها، وكذا على توثيق آحاده بما ذكروه في ترجمته، من الألفاظ الصريحة في
التوثيق، والظاهرة فيه، والتي اختلف في دلالتها على التوثيق.
وقد بلغ الخلاف في (كلمة) إلى حد فهم بعضهم منها المدح بل التوثيق،
وآخر منها الذم والضعف، كقولهم في حق جماعة: أسند عنه (2)، وكذا

(1) إذا أدعى الثقة صحة خبر، فإنها في الحقيقة شهادة منه، إما بتعديل الرواة، أو بثبوت مضمون
الخبر بالقرائن المفيدة للصحة، وذلك غير كاف في حق الناظر ما لم يطلع على الحال التي استفيد
منها الصحة، ولعلها عنده غير مفيدة على ما لا يخفى، لان تلك الدعوى قد تكون اجتهادا
مستنبطا مما اعتقده قرينة على الصدق.
انطر: جامع المقال: 26، ومعجم رجال الحديث 1: 92.
(2) أول من أثار هذا المصطلح هو الشيخ الطوسي في كتاب الرجال، وهناك بحث مفصل في
ما أثير من نقاش حوله للسيد محمد رضا الحسيني الجلالي انتهى فيه بنتائج قيمة.
انظر: نشرة مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث الموسومة ب‍ (تراثنا) العدد
3 / 98 - 154.
494

الاختلاف الشديد في حق جماعة زكاهم جماعة، وضعفهم آخرون، وهكذا.
فالمصحح للخبر يحتاج إلى نظر، وتأمل، وتتبع، وتشخيص، وتمييز،
وترجيح، وبعضها حدسية.
وقد كثر الخطأ والزلل منهم في هذا المقام، كما هو مشاهد في الكتب
الرجالية والفقهية، فالاعتماد على تصحيح الغير هنا، اعتماد على ظن المجتهد
الذي حظره، وهذا المطلب يحتاج إلى شرح لا يقتضيه المقام.
الرابعة: ما في المفاتيح أيضا قال (رحمه الله): إن الذي عليه محققوا
أصحابنا عدم حجية ما ذكره الكليني، إذ لم يعتمدوا على رواية مروية في الكافي،
ولا صححوها، باعتبار أن الكليني أخبر بصحة ما في الكافي، بل شاع بين
المتأخرين تضعيف كثير من الاخبار المروية فيه سندا، ولو كان ما ذكره الكليني
مما يصح أن يعول عليه، ويجعل أصلا في الحكم بصحة أخبار الكافي، لما حسن
منهم ذلك، بل كان عليهم أن ينبهوا على أن ما ذكره أصل لا ينبغي العدول
عنه، هذا وقد اتفق لجماعة من القدماء: كالمفيد، وابن زهرة، وابن إدريس
(والشيخ) والصدوق، الطعن في أخبار الكافي بما يقتضي أن لا يكون غيره محل
الاعتبار (1)، انتهى.
والجواب: أنه لم يدع أحد حتى من ادعى قطعية أخبار الكافي أن أخباره
صحيحة - بالمصطلح الجديد - فيكون رجال أسانيدها في جميع الطبقات من
عدول الامامية، كيف وفيه من رجال سائر المذاهب - الذين لا اختلاف (2) فيهم

(1) مفاتيح الأصول: 334 - 335، وما بين المعقوفتين منه.
(2) أي لا اختلاف في كونهم من غير الامامية.
495

- ما لا يحصى، ولا ادعى أحد أن ما في الكافي مقدم على ما يوجد في غيره - في
جميع الحالات - عند التعارض، بل المدعى أن كل ما فيه موثوق صدوره عن من
ينتهى إليه، مهذب عما يدرجه في سلك الضعاف عندهم، لم يجمع فيه - كجملة
من الجوامع - بين الغث والسمين، والسليم والسقيم، بل كله صحيح بهذا
المعنى، حجة عند من بنى على حجية هذا القسم من الخبر، يعمل به مثل ما
يعمل كل بما هو حجة عنده من أقسامه، فإن خلا عن المعارض يتمسك به،
وإلا فقد يقدم، وقد يقدم غيره عليه إذا اشتمل على مزايا توجب تقديمه.
إذا تمهد ذلك نقول: إن أراد من المحققين، هم الذين اقتصروا في الحجة
على الخبر الصحيح بالمعنى الجديد، فلا كلام معهم ولا حجة لقولهم على أحد،
وليس المقام مقام دعوى الشهرة والاجماع، لكثرة الاختلاف، وتشتت الأقوال
في تعيين الحجة من أقسامه، وإن أراد الجميع ففيه ما لا يخفى
قال جده الأستاذ الأكبر - في الفائدة الثانية والعشرين، من الفوائد
الحائرية -:
ومنها: وجود الرواية في الكافي أو الفقيه، لما ذكرا في أولهما، واعتمد على
ذلك جمع، وإذا اتفق وجودها فيهما معا ففيه اعتماد معتد به، بالغ كامل، وإذا
اتفق وجودها في الكتب الأربعة من غير قدح فيه، فهو في غاية مرتبة من
الاعتداد به والاعتماد عليه.
ومنها: إكثار الكافي أو الفقيه من الرواية، فإنه اخذ أيضا دليلا على
الوثاقة، سيما إذا أكثرا معا (1).
وتقدم قول الشهيد في الذكرى، بعد نقل خبر مرسل عن الكافي، في
بعض أنواع الاستخارة ما لفظه: ولا يضر الارسال، فان الكليني (رحمه الله)

(1) الفوائد الحائرية: 125 - 126.
496

ذكرها في كتابه، والشيخ في التهذيب (1).
وقال المولى محمد تقي المجلسي في الفائدة الحادية عشر من فوائد
مقدمات شرحه على الفقيه بالفارسية ما لفظه: وهم جنين أحاديث مرسلهء
محمد بن يعقوب كليني، ومحمد بن بابويه قمي، بلكه جميع أحاديث إيشان كه
در كافى ومن لا يحضر است همه را صحيح ميتوان كفت، چون شهادت أين
دو شيخ بزركوار كمتر از شهادت أصحاب رجال نيست، يقينا، بلكه بهتر
است.. إلى آخره.
وقال الشيخ الأعظم الأنصاري (طاب ثراه) في رسالة التعادل: فالذي
يقتضيه النظر - على تقدير القطع بصدور جميع الأخبار التي بأيدينا، على ما
توهمه بعض الاخبارين، أو الظن بصدور جميعها إلا قليلا في غاية القلة، كما
يقتضيه الانصاف ممن اطلع على كيفية تنقيح الاخبار وضبطها في الكتب - هو أن
يقال (3).. إلى آخره.
وأما طعن الصدوق، أو المفيد في بعض أخبار الكافي، فإنما هو في مقام
وجود معارض أقوى - له - حقيقة أو في نظره، ولا يوجب ذلك الوهن في أخباره،
لوجود بعض ما هو أصح مما وأقوى مما فيه، لم إن كان هو أيضا صحيحا، فإن من جملة
الموارد ما ذكره الصدوق في باب الرجلين يوصي إليهما، فينفرد كل واحد منهما

(1) الذكرى: 252، وانظر: الكافي 3: 473 / 8، والتهذيب 3: 182 / 413.
(2) شرح من لا يحضره الفقيه - فارسي -
وترجمته ما يلي:
(وكذلك الأحاديث المرسلة لمحمد بن يعقوب الكليني، ومحمد بن بابويه القمي، بل يمكن
القول: أن جميع أحاديث الكافي، ومن لا يحضره الفقيه صحيحة، لان شهادة هذين
الشيخين الكبيرين يقينا لا تقل عن شهادة أصحاب الرجال إن لم تكن أفضل... إلى آخره).
(3) فرائد الأصول: 810.
497

بنصف التركة ما لفظه:
وفي كتاب محمد بن يعقوب الكليني، عن أحمد بن محمد - ونقل الحديث
ثم قال -: لست أفتي بهذا الحديث، بل بما عندي بخط الحسن بن علي (عليهما
السلام) ولو صح الخبران جميعا لكان الواجب الاخذ بقول الأخير (1) كما أمر به
الصادق (عليه السلام) (2).. إلى آخره.
وقال الشيخ في التهذيب بعد ذكر الخبرين، وكلام الصدوق: وإنما عمل
على الخبر الأول ظنا منه أنهما متنافيان، وليس الامر على ما ظن (3).. إلى آخره.
والذي يوجب الوهن الطعن في خبر رواه الكليني وانفرد به، ولا معارض
له، ولا أظنه (4) وجد موردا طعن القدماء فيه، وأعرضوا عنه، وهذا الصدوق
صرح في الفقيه بالعمل بما أنفرد به.
فمن ذلك الحديث الذي رواه في باب أن الوصي يمنع الوارث، وقال:
ما وجدته إلا في كتاب محمد بن يعقوب الكليني (5)، ولم ينقل في ذلك الباب
حديثا غيره.

(1) يريد بقوله: (لكان الواجب الاخذ بقول الأخير) الإشارة إلى ما ورد عن الإمام الصادق عليه
السلام بقوله لاحد أصحابه: " لو حدثتك بحديث العام، ثم جئتني من قابل فحدثتك
بخلافه، بأيهما كنت تأخذ؟ قال: كنت آخذ بالأخير، فقال لي: رحمك الله ". وهذا الاسترحام
دليل على تصويب رأيه.
انظر: أصول الكافي 1: 53 / 7 و 8 و 9.
أقول: لا يفهم من هذا وقوع التهافت في حديث الامام سلام الله عليه، وإنما كانت
أحاديث التقية في ذلك العهد سببا لتنبيه الإمام عليه السلام صاحبه.
وحكاه أيضا البهبهاني في تعليقته: 9.
(2) الفقيه 4: 151 / 523 - 524، وانظر: الكافي 7: 46 - 47 / 1 - 2
(3) تهذيب الأحكام 9: 185 - 186 / 746.
(4) أي: صاحب مفاتيح الأصول.
(5) الفقيه 4: 165 ذيل الحديث 578، وانظر: الكافي 7: 99 / 6.
498

ومن ذلك حديث ذكره في كفارة من جامع في شهر رمضان، وقال: لم
أجد ذلك في شئ من الأصول، وإنما انفرد بروايته علي بن إبراهيم (1).
وقال السيد بحر المعلوم في شرح الوافي، الذي جمعه السيد الجليل
صاحب مفتاح الكرامة ما لفظه: واما مرسل الفقيه فقد قيل إن مرسلاته
مسندات الكافي (2،، كما هو الظاهر هنا، وله كلام آخر يأتي في الفائدة الآتية إن
شاء الله تعالى (3).
هذا ورأيناهم يطعنون في الخبر عند التعارض، بما لا يطعنون فيه به عند
انفراده، فكان الخبر عندهم عند انفراده له حكم، وعند ابتلائه بالمعارض له
حكم آخر، فربما كان فيه وهن لا يسقط الخبر عن الحجية، فيغمضون عنه
ويسترونه إذا انفرد، ويظهرونه إذا ابتلي بالمعارض، فلنذكر من باب المثال موردا
واحد ا.
قال الشيخ في التهذيب في شرح عبارة المقنعة -: لان كان كرا قدره ألف
رطل ومائتا رطل، لم يفسد (،)، بعد ذكر ما دل على اعتصام الكر - ما لفظه:
فاما ما يدل على كمئة الكر: فما أخبرني به الشيخ أيده الله تعالى، عن أحمد بن
محمد بن الحسن، عن أبيه، عن محمد بن يحص، عن محمد بن أحمد بن يحيى،

(1) الفقيه 2: 73 ذيل الحديث 3 1 3، وانظر: الكافي 4: 103 / 9، وتهذيب الاحكام 4:
5 1 625 / 2، قال في الراقي مج 2 ح 7: 1 4، باب من تعمد الافطار في شهر رمضان من غير
عذر: أو الصواب: وانا تفرد بروايته المفضل بن عمر إذ لير في اسناده علي بن إبراهيم
أصلا ". وهو الصحيح لابتداء الند الثاني بعلي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق
الأحمر... فلاحظ.
(2) شح الوافي للسيد بحر العلوم:
(3) انظر الفائدة الخامسة، صحيفة:
(4) المقنعة: 8.
499

عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض م صحابنا، عن م بي
عبد الله (عليه السلام).
قال: (الكر من الماء الذي لا ينجسه شئ، ألف ومائتا رطل 9 (1).
فاما الاخبار التي رويت مما يتضمن التحديد بثلاثة أشبار، والذراعين،
وما أشبه ذلك، فليس بينها وبين ما رويناه تناقض، لأنه لا يمتنع أن يكون
ما قدره هذه الاقدار، وزنه ألف رطل ومائتا رطل، ثم ساق طرفا من تلك الأخبار
.. ثم قال:
فاما ما رواه محمد بن أبي عمير، قال: روي لي عن عبد الله - يعني ابن
المغيرة - يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام): " إن الكر ستمائة رطل م.
فأول ما فيه أنه مرسل غير مسند، ومع ذلك مضاد للأحاديث التي
رويناها.. إلى اخره.
فلو كان الارسال سيما من ابن أبي عمير مانعا عن الحجية التي لا تكون
إلا في الصحيح، فما وجه الاعتماد على الخبر الأول، ولم يذكر في الباب غيى ه،
وهما مشتركان في هذا الموهن (3)، مع أنه ادعى في العدة إجماع الطائفة على
العمل بمراسيله (4)، وعدم الفرق بين مرسله ومسنده، بل روى الخبر الأخير في
أبواب الزيادات مسندا () فيعلم أن طعنه فيه لم يكن عن اعتقاد.
ثم إن ذكر ابن إدريس، وابن زهرة في هذا المقام غير مناسب (6)، مع ما

(1) تهذيب الأحكام ا: 113 / 41.
(2) تهذيب الأحكام ا: 1 4 - 43 / 9 1 1.
(3) الموهن المشترك في الخبرين الارسال، لان الأول وإن كان ظاهره مسندا إلا أن في طريقه مجهولا.
(4) عدة الأصول ا: 386 - 387.
(5) تهذيب الأحكام ا: 414 / 1308.
(6) هذا ردا عل ما ورد من ذكرهما في مفاتيح الأصول وقد تقدم آنفا.
500

علم من طريقتهما من عدم الاعتناء بغير الاخبار القطعية، وعدهما من القدماء
أيضا خلاف مصطلحهم، من عدهم من تأخر عن شيخ الطائفة من
المتأخرين، ولو سلم ما ذكره (رحمه الله) فلا يوجب طعن واحد أو أكثر في بعض
أخبار الكافي وهنا في القرائن السابقة لاحتمال غفلته عنها، أو عدم فهمه منها
ما فهمناه منها والأول أظهر، فإن تراكم السير والتتبع والنظر والاطلاع وطول
التفحص طبقا عن طبق، أورث ظهور قرائن كثيرة، أوجبت دخول كثير من
الضعاف في الحسان والصحاح وهكذا.
كما لا يخفى على من وقف على ما ذكره المجلسيان في هذا المقام، وجملة
ممن كان في طبقتهما إلى الأستاذ الأكبر والعلامة الطباطبائي (رحمهم الله) فيما
ذكراه - في التعليقة والرجال - ونظر إلى ما حققوه، ثم نظر إلى الذين سبقوهم،
إلى العلامة - وما بنوا عليه في الجرح والتعديل - فإنه يجد تصديق ما ذكرناه، ولا
يتوحش عما حققناه.
قال الفاضل الخبير المولى الحاج محمد بن علي الأردبيلي في كتاب جامع
الرواة ورافع الاشتباهات: وبسبب نسختي هذه يمكن أن يصير قريبا من اثنى
عشر ألف حديث أو أكثر من الاخبار التي كانت بحسب المشهور بين علمائنا
(رضوان الله عليهم) مجهولة، أو ضيفة، أو مرسلة، معلومة الحال وصحيحة
لعناية الله تبارك وتعالى، وتوجه سيدنا محمد وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم
أجمعين) (1)، 1 نتهى.
ومراده من العدد المذكور، الاخبار المودعة في الكتب الأربعة، وإن
لاحظنا ما ذكره في أخبار سائر الكتب المعتمدة الشائعة، كان العدد أضعافا
مضاعفة.

(1) جامع الرواة ا: 6.
501

الخامسة: ما في الرسالة من أن الكليني قد أكثر في الكافي من الرواية عن
غير المعصوم (عليه السلام) في أول كتاب الإرث (1).
وقال في كتاب الديات في باب وجوه القتل: علي بن إبراهيم قال: وجوه
القتل على ثلاثة أضرب (2).. إلى آخر ما قال، ولم يورد في ذلك الكتاب حديثا
آخر.
وفي باب شهادة الصبيان: عن أبي أيوب قال: سمعت إسماعيل بن
جعفر (عليه السلام) (3)... إلى آخره.
وأكثر أيضا في أصول الكافي من الرواية عن غير المعصوم: منه ما ذكره
في مولد الحسين (عليه السلام) من حكاية الأسد الذي دعته فضة إلى حراسة
جسده (عليه السلام).
وما ذكره في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أسيد بن صفوان (4)،
والحكايتان مشهورتان إلى غير ذلك ()، انتهى.
والجواب: إن هذه شبهة على قوله (رحمه الله) عن الصادقين (عليهم
السلام) لا على قوله (رحمه الله) بالآثار الصحيحة، فنقل خبر أو كلام عن
غيرهم (عليهم السلام) لا ينافي بناؤه، ونقله الآثار الصحيحة عنهم في أمور
الدين، كما لو ذكر معنى كلمة من الخبر لغة أو عرفا، عن نفسه أو عن غيرهم،
بعد نقل خبر فيها، ومن ذلك ذكره تواريخ ولادة الحجج (عليهم السلام)
ووفاتهم (عليهم السلام) في صدر أبواب مواليدهم من نفسه، من غير استناده

(1) الكافي 7: 70، 75.
(2) الكافي 7: 276.
(3) الكافي 7: 88 س / ا.
(4) أصول الكافي ا: 378 / 4، 387 / ذبل الحديث السابع.
(5) رسالة اجتهاد الاخبار: مخطوط، ورقة: 170 / 1.
502

إلى أحد، بل ومنه الحكايتان اللتان أشار إليهما، فإنهما محسوبتان من المعاجز
التي تنقل عن غيرهم غابا، وكل ذلك غير داخل في أمور الدين التي سأل عنها
السائل.
بل ومنه ما ذكره في أول الإرث، عن نفسه، وعن يونس (1)، فإنها كليات
استخرجها من الكتاب والسنة، التي نقلها في أبواب كتاب الإرث، وعليها
شواهد منها، وبها يسهل فهمنا كما لا يخفى على من راجعها، ولا يورث ذلك
نقضا في قوله عن الصادقين (عليهم السلام).
وكذلك ما ذكره عن علي بن إبراهيم في وجوه القتل " 2)، فإنه نتيجة ما رواه
قبل هذا الباب، وما رواه بعده في أبواب كتاب الديات، ذكره لسهولة الحفظ،
وليس في كلام علي ما لم يرو هو شاهد في تلك الأبواب.
وأما رواية أبي أيوب الخزاز، عن إسماعيل " 3) فظاهر أن أبا أيوب الثقة
صاحب الأصل الجليل، الذي قالوا فيه: كبير المنزلة، ويروي عنه الاجلاء
كيونس " 4)، وصفوان ()، وابن أبي عمير (6)، وعلي بن الحكم (7)، وحسين بن
عثمان (8)، وغي هم، لم يكن ليسأل عن إسماعيل حكما شرعيا، إلا بعد علمه
بأنه لا يقول في الجواب إلا ما سمعه عن أبيه (عليه السلام) وإلا فعدم حجية

(1) الكافي 7: 70 باب وجوه الفرائض، 72 با ب بيان الفرائض في الكتاب، 83 باب العلة في أن
السهام لا تكون أكثر من ستة، وهو من كلام يونس بن عبد الرحمن.
(2) الكافي 7: 276.
(3) الكافي 7: 388 / 1 باب شهادة الصبيان.
(4) الكافي 7: 388 / 1..
(5) الكافي 6: 136 / 1.
(6) تفسير القمي ا: 05 2، تهذيب الأحكام 5: 9 89 / 2، الكافي 4: 1 9 3 / 2.
(7) أصول الكافي 2: 106 / 13.
(8) أصول الكافي ا: 172 / 2 وفيه: عن أبي أيوب.
503

قول غير الامام من البداهة بمكان لم يكن ليخفى على مثله، ورواية يونس عنه
ذلك أيضا يؤيد ذلك، وعلى فرض عدم ظهور ذلك، أو عدم حجيته لعدم
استناده إلى اللفظ، لا بحث على ثقة الاسلام إن علم أو وثق بذلك، فاخرج
الخبر من غير تمويه وتدليس، يأخذه من يعتمد على ذلك، ويترك من لا يرى فيه
حجة، وما وجد في الكتاب من أمثال ذلك (9) فهو من هذا الباب.
ويظهر من أكلام أ الصدوق في الفقيه أن بناءهم كان على ذلك، فإنه
ذكر فيه رواية أبان، عن الفضل بن عبد الملك وابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: سألته عن الرجل هل يرث من دار امرته أو أرضها
من التربة شيئا؟ أو يكون في ذلك بمنزلة المرأة فلا يرث من ذلك شيئا؟
فقال: " يرثها وترثه من كل شئ ترك وتركت،.
قال الشيخ مصنف هذا الكتاب: هذا إذا كان لها منه ولد، فاما إذا لم
يكن لها منه ولد، فلا ترث من الأصول إلا قيمتها، وتصديق ذلك ما رواه:
محمد بن أبي عمير، عن ابن أذينة: في النساء إذا كان لهن ولد، أعطين من
الرباع (2)، انتهى.
انظر كيف خصص الخبر الصحيح بقول ابن أذينة، فلولا علمه واعتقاده
بأنه كلام المعصوم (عليه السلام) لما خصص الخبر، بل الأخبار الكثيرة به،
وتبعه على ذلك الشيخ في النهاية (3) وجماعة، وتمام الكلام في محله.
وبالجملة فقد كفانا مؤنة رد هذه الشبهات، إعراض صاحبها وهو

(1) كروايته عن أبي أيوب النحوي، والنضر بن سويد، وإدريس بن عبد الله الأودي، والفضيل
لم بن يسار، وأبى حمزة، لإسحاق بن عمار، لإبراهيم بن أب البلاد وغيرهم ممن ذكر في معجم
رجال الحديث ا: 89، فراجع.
(2) الفقيه 812 / 252: 4 - 813.
(3) النهاية للشيخ الطوسي: 642.
504

الأستاذ الأكبر (طاب ثراه) عنها، كما عرفت من كلامه في الفوائد والتعليقة (1)،
ويظهر منه، ومن مواضع من الرسالة أن غرضه منها إبطال دعوى قطعية أخبار
الكافي، لا ما نحن بصدد إثباته، فلاحظ وتأمل.
وينبغي التنبيه على أمور:
الأول: في اللؤلؤة: قال بعض مشايخنا المتأخرين: أما الكافي فجميع
أحاديثه حصرت في: ستة عشر ألف حديث ومائة وتسعة وتسعين حديثا.
والصحيح منها باصطلاح من تأخر، خمسة آلاف واثنان وسبعون حديثا.
والحسن: مائة وأربعة وأربعون حديثا.
والموثق: مائة حديث وألف حديث وثمانية عشر حديثا.
والقوي منها: اثنان وثلاثمائة حديث.
والضعيف منها: أربعمائة وتسعة آلاف وخمسة وثمانون حديثا (2)،
انتهي.
والظاهر أن المراد من القوي، ما كان بعض رجال سنده أوكله الممدوح
من غير الامامي، ولم يكن فيه من يضعف الحديث، وله إطلاق آخر يطلب من
محله (3)، وعلى ما ذكره فأكثر من نصف أخبار الكافي ضعيف لا يجوز العمل به،
إلا بعد الانجبار، وأين هذا من كونه أجل كتب الشيعة، ومؤلفه أوثق الناس
في الحديث وأثبتهم، ولم يكن في كتاب تكليف الشلمغاني المردود المعاصر له خبر

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال: 6، والفوائد الحائرية: 125، الفائدة: 22.
(2) لؤلؤة البحرين: 394 - 395.
31) يطلق الخبر القوي على ما كانت رواته من الامامية، وكان بعضهم مسكوتا عنه مدحا أو قدحا.
أو على من كان كذلك مع مدحهم مدحا خفيفا أقل من مدح رواة الحديث الحسن، أو أقل
من مدح رواة الحديث الموثق. ولكل من هذه الاطلاقات اسم خاص به.
انظر: مقباس الهداية 1: 176.
505

مردود إلا اثنان كما تقدم، فلاحظ وتأمل.
وقال السيد الاجل بحر العلوم في رجاله بعد ذكر الحديث النبوي
المشهور: - إن الله يبعث لهذه الأمة في رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها -
ما لفظه: وما ذكره ابن الأثر وغيره من أهل الخلاف، من أن الكليني هو المجدد
لمذهب الامامية في المائة الثالثة (1)، من الحق الذي أظهره الله على لسانهم
وأنطقهم به، ومن نظر كتاب الكافي الذي صنفه هذا الامام (طاب ثراه) وتدبر
فيه، تبين له صدق ذلك، وعلم أنه مصداق هذا الحديث، فإنه كتاب جليل
عظيم النفع، عديم النظير، فائق على جميع كتب الحديث بحسن الترتيب،
وزيادة الضبط والتهذيب، وجمعه للأصول والفروع، واشتماله على أكثر الأخبار الواردة
عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، وقد اتفق تصنيفه في الغيبة
الصغرى بين أظهر السفراء في مدة عشرين سنة، كما صرح به النجاشي (2)، وقد
ضبطت أخباره في ستة عشر ألف حديه ث ومائة وتسعة وتسعين حديثا، وجدت
ذلك منقولا عن خط العلامة.
وقال الشهيد في الذكرى: إن ما في الكافي يزيد على ما في مجموع
الصحاح الست للجمهور، وعدة كتب الكافي اثنان وثلاثون (3)، انتهى.
قلت: أما صحيح البخاري وهو أصح الست عندهم، فقال الحافظ
ابن حجر كما في كشف الظنون: جميع أحاديثه بالمكرر سوى المعلقات
والمتابعات، على ما حررته وأتقنته: سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وتسعون
حديثا، والخالص من ذلك بلا تكرير: ألفا حديث وستمائة وحديثان، وإذا ضم

(1) جامع الأصول 11: 323.
(2) رجال النجاشي: 377 / 1026.
(3) رجال السيد بحر العلوم 3: 330، وانظر: الذكرى: 6.
506

إليه المتون المعلقة المرفوعة وهي: مائة وخمسون حديثا، صار مجموع الخالص:
ألفي حديث وسبعمائة وواحد وستين حديثا (1).
وأما صحيح مسلم ففي كشف الظنون: روي عن مسلم أن كتابه:
أربعة آلاف حديث دون المكررات، وبالمكررات سبعة آلاف ومائتان وخمسة
وسبعون حديثا (2).
وأما سنن أبي داود السجستاني ففيه: أنه قال في أوله: وجمعت في كتابي
هذا: أربعة آلاف حديثا وثمانية أحاديث (3) من الصحيح وما يشبهه وما
يقاربه (4)، انتهى.
ولا يحضرني عدد أخبار الباقي (5).
الثاني: كثيرا ما يقول الكليني (رحمه الله) في كتابه الكافي: عدة من
أصحابنا، عن فلان، وهو يريد رجالا بأعيانهم، فمنها ما تبين أساميهم، وهي
ما تكررت في الأسانيد، ومنها ما لم تبين، وهي في مواضع معدودة.

(1) كشف الظنون 1: 544.
(2) كشف الظنون 1: 556.
(3) كذا، وفي سنن أبي داود 1: 16 من المقدمة ان كتابه يشتمل على ثمانمائة حديث وأربعة آلاف
حديث، فلاحظ.
(4) كشف الظنون 2: 1004.
(5) اخبار الباقي كالآتي:
1 - موطأ مالك يحتوي على: خمسمائة حديث.
2 - صحيح الترمذي يحتوي على: خمسة آلاف حديث.
3 - سنن ابن ماجة يحتوي على: أربعة آلاف وثلاثمائة وواحد وأربعين حديثا.
4 - مجتبى النسائي (يقرب من سنن ابن ماجة).
على أن أهم هذه الكتب عندهم هي خمسة (البخاري، مسلم، أبو داود، الترمذي،
النسائي).
انظر: أضواء على السنة المحمدية: 319.
507

فمن القسم الأول: العدة، عن م حمد بن محمد بن عيسى، والعدة، عن
أحمد بن محمد بن خالد (1)، والعدة، عن سهل بن زياد (2).
أما الأولى فقال الشيخ النجاشي في ترجمته: وقال أبو جعفر الكليني: كل
ما كان في كتابي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى فهم:
محمد بن يحيى، وعلي بن موسى الكميذاني، وداود بن كورة، وعلي (3)

(1) وحديث على ظهر الاستبصار الذي كتبه الشيخ جعفر بن علي بن جعفر المشهدي عن نسخة
خط المصنف، والكاتب والد عند بن جعفر المشهدي صاحب مزار محمد بن المشهدي، وقد
فرغ عن كتابته سنة 573 وصورة المكتوب على ظهره هذه:
وجدت بخط الشيخ السعيد أبي جعفر الطوسي: سألت الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد
ابن محمد بن النعمان الحارثي رضي الله عنه وأبى عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري رضي
الله عنه، عن قول الكليني: عدة من أصحابنا في كتاب الكافي ورواياته؟
فقالا: كلما كان عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى فإنما هو: محمد بن يحيى،
وعلي بن موسى الكميذاني - يعني: القمي، لأنه اسم قم بالفارسية - وداود بن كورة، وأحمد بن
إدريس، وعلي بن إبراهيم.
وكل ما كان عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي فهم: علي بن إبراهيم،
وعلي بن محمد ماجيلويه، ومحمد بن عبد الله الحميري، ومحمد بن جعفر، وعلي بن الحسين.
انتهى.
والنسخة عند الشيخ هادي كاشف الغطاء.
الجاني آقا بزرك.
(2) روى الكليني في فروع الكافي عن العدة عن - أحمد بن محمد بن عيسى في ستمائة وخمسة
وستين موردا، وعن عدة أحمد بن محمد بن خالد في أربعمائة وثلاثة وستين موردا، وعن
عدة سهل بن زباد في تسعمائة وخمسة موارد.
انظر: الشيخ الكليني البغدادي وتهابه الكافي الفروع: 399 - 412.
(3) ولآقا بزرك أيضا:
الموجود في النجاشي - (67): أحمد بن إدريس، وكذا في الخلاصة: (16 / 14) مطابقا لما
وجد بخط شيخ الطائفة (انظر فهرست الشيخ: 26 / 71) فهذا اللفظ غلط الكاتب.
كذا في الأصل، والصحيح ما في المصادر وما ذكره الشيخ آقا بزرك.
508

ابن إدريس، وعلي بن إبراهيم بن هاشم، وكذا نقله العلامة عنه (قدس سره)
في الخلاصة (1).
وأما الثانية: ففي الخلاصة عنه: وكلما ذكرت في كتابي هذا عده من
أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي فهم: علي بن إبراهيم، وأحمد
ابن عبد الله بن أمية، وعلي بن محمد بن عبد الله بن أذينة، وعلي بن الحسين
السعد آبادي (2)، انتهى.
وفي الكافي في الباب التاسع من كتاب العتق: عدة من أصحابنا (علي
ابن إبراهيم، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن يحيى، وعلي بن محمد ابن عبد الله
القمي، وأحمد بن عبد الله، وعلي بن الحسين) جميعا، عن أحمد بن محمد بن
خالد، عن عثمان بن عيسى... إلى آخره، هكذا في جملة من النسخ، وفي بعضها
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان (3).. إلى آخره.
وأما الثالثة: ففي الخلاصة: عنه (رحمه الله) أنه قال: وكلما ذكرت في
كتابي المشار إليه، عن سهل بن زياد فهم: علي بن محمد بن إبراهيم (بن)
علان، ومحمد بن أبي عبد الله، ومحمد بن الحسن، ومحمد بن عقيل الكليني،
انتهى (4).
وقد أطال الأصحاب الكلام في هؤلاء العدد في تشخيصهم، وتمييز ما
أبهم منهم، وفي جرحهم وتعديلهم، بل أفرد له جماعة بالتأليف، ولا أرى كثير

(1) رجال النجاشي: 267، وانظر خلاصة العلامة: 271.
(2) رجال العلامة: 272، وانظر: طبقات اعلام الشبعة - القرن الرابع: 30 حيث ورد فيه
أن لفظي: (أمية) و (أذينة) مصحفان عن (ابنه) و (بنته) أي: ابن ابنه في الأول، وابن بنته
في الثاني، والضير في كلاهما يعود إلى البرقي، فراجع.
(3) الكافي 6: 183 / 5، وفيه بدون ذكر أسماء العدة.
(4) رجال العلامة: 271 - 272.
509

فائدة فيه لخصوص المقام، وإن كان فيه بعض الفوائد، ووجه عدم الفائدة
واضح.
أما أولا فلما أوضحناه من الوثوق والاطمئنان بتمام أخباره، ومن جهة
القرائن الداخلية خصوصا بهذا الصنف من أخباره الذي قد أكثر منه.
وأما ثانيا: فلأنهم قديما وحديثا، إذا رأوا في كلام أحد من العلماء: عند
الأصحاب، أو عند أصحابنا، أو قال بعض أصحابنا، ونظائر ذلك، لا يشكون
في أن المراد بهم الفقهاء العدول، والعلماء الثقات الذين يحتج بقولهم في مقام
تحصيل الاجماع أو الشهرة أو غير ذلك، نعم لم يختصوا ذلك بالامامية بل
يطلقون الأصحاب على سائر فرق الشيعة، الذين هم في الفروع كالامامية،
كالواقفية والفطحية وأضرابهما، لا الزيدية الذين صاروا عيالا لأبي حنيفة في
الفروع.
فمن ذلك قول الشيخ في التهذيب في شرح قول المفيد (رحمه الله): ومن
طلق صبية لم تبلغ المحيض، فعدتها ثلاثة أشهر، قال: والذي ذكرناه هو
مذهب معاوية بن حكيم من متقدمي فقهاء أصحابنا، وجميع فقهائنا
المتأخرين (9).. إلى آخره.
وصرح الكشي: بأن معاوية بن حكيم عالم عادل من الفطحية (2).
ومن ذلك قوله فيه في باب الخلع: الذي أعتمده في هذا الباب وأفتي
به، أن المختلعة لا بد فيها من أن تتبع بالطلاق، وهو مذهب جعفر بن محمد
ابن سماعة، والحسن بن سماعة، وعلي بن رباط، وابن حذيفة، من المتقدمين،
ومذهب علي بن الحسين، من المتأخرين. فاما الباقون من فقهاء أصحابنا

(1) تهذيب الأحكام 8: 138، ذيل الحديث: 481.
(2) رجال الكشي 2: 835 / 1062.
510

المتقدمين. فلست أعرف لهم فتيا في العمل به.. إلى أن قال: واستدل من
ذهب من م صحابنا المتقدمين على صحة ما ذهبنا إليه (1).. إلى آخره.
وقال في اللمعة في طلاق العدة: وقد قال بعض الأصحاب: إن هذا
الطلاق لا يحتاج إلى محلل بعد الثلاث (2).. إلى آخره، والمراد به عبد الله بن
بكير الفطحي، كما صرح به في الروضة (3).
وقال في الخلاصة: إسحاق بن عمار بن حيان مولى بني تغلب، أبو
يعقوب الصيرفي، كان شيخا من أصحابنا، ثقة، روى عن الصادق والكاظم
(عليهما السلام) وكان فطحيا (4)، إلى غير ذلك من موارد استعمالهم هذه الكلمة
في غير الامامية، إلا أنهم يريدون منه في جميع المواضع: العالم الفقيه الثقة
الثبت، الذي يحتج بقوله ويعتمد على روايته، كما هو ظاهر على من أمعن النظر
إلى تلك الموارد.
فكيف صارت هذه الكلمة في كلام ثقة الاسلام غير دالة على توثيق
الجماعة، فضلا عن فقاهتهم؟ وما العلة في اخراج مصطلحه عن
مصطلحهم)؟ بل لم يرضوا بوثاقة واحد من العدة من كلامه، حتى توصلوا
لها بما ذكر في ترجمته، كل ذلك خارج عن جادة الانصاف.

(1) تهذيب الأحكام 8: 97، ذيل الحديثين: 328 و 329.
(2) اللمعة الدمشقية: 209.
(3) الروضة البهية: 6 / 38.
(4) رجال العلامة: 200 / 1.
(5) ما ذكره المصنف " قدس سره " من توجيه بشأن العدة لا يلزم الناظر لها القول بصحتها جميعا
لسببين:
الأول: فيما يتعلق بمسألة الوثوق بتمام أخبار الكافي والتنازع فيه، والذي عليه قسم من
العلماء - حتى قبل تصنيف الحديث - هو رد بعض أخباره كما يظهر من الصدوق في الفقيه،
والطوسي في التهذيبين. بل لم ينص الكليني رحمه الله، ولا غيره على أن ورود الرواة في أسانيد الكافي تعد شهادة منه في تعديلهم فضلا عن مدحهم، ولهذا أخضع المفيد وتلميذه شيخ
الطائفة بعض رواته إلى ميزان الجرح والتعديل كما يظهر من تتبع مؤلفاتهم.
الثاني: كون العدة على قسمين:
أحدهما مصرح برواته - كما تقدم - والاخر مجهول لا تعرف رواته. والأمثلة التي ساقها
المصنف ليس في أحدها جهالة حال من نسبت إليهم الفتيا، حيث عرفت أسماؤهم، وهذا
خلاف ما موجود في العدة المجهولة التي لم يصرح الكليني ولا غيره من العلماء برواتها.
511

قال المحقق السيد محسن الكاظمي في عدته بعد ذكر عدد الكليني:
ورجال هذه العدد منهم المشاهير، كالعطار، وابن إدريس، وعلي بن إبراهيم،
وفيهم من قد يخفى حاله وفيهم من لا نعرفه، وإن كان في نفسه معروفا، وما
كان الكليني ليتناول عن مجهول، وناهيك في حسن حالهم كثرة تناول مثل
الكليني عنهم.
وقال في موضع آخر في عداد القرائن الدالة على التوثيق: كقول الثقة:
حدثني الثقة، أو غير واحد من أصحابنا، أو جماعة من أصحابنا، لبعد أن
لا يكون ثقة في جماعة يروي عنهم الثقة، ويتناول ولا سيما مثل المحمدين الثلاثة
(رضي الله عنهم) (1) انتهى.
وأما ثالثا: فلأنهم في هذا المقام من مشايخ الإجازة، إذ لا شبهة أن
الكليني (رحمه الله) أخذ هذه الأخبار التي رواها بتوسط تلك العدد من كتب
ابن عيسى، وابن البرقي، وسهل، وقالوا: يعرف كون الرجل شيخا للإجازة
بأمور: كالنص عليه، فيكون شيخ إجازة بالنسبة إلى الأصول المعروفة، أو
الكتب المشهورة، كما نصوا على سهل، والوشاء، والحسين بن الحسن بن أبان،
وغيرهم.
وقول الشيخ: وطريقي إلى ما اخذته من كلمات فلان عن فلان، وأما
إذا قال: طريقي إليه فلان فلا، لأنه قد يكون من حفظه.

(1) العدة للكاظمي: 44.
512

ورواية الشيخ عمن يعلم أنه لم يشاهده، فيكون اخذه من كتابه، كما
قاله الشيخ في آخر التهذيب والاستبصار (1).
والعلم بأنه ليس صاحب كتاب أصلا: كأحمد بن الوليد، وأحمد بن
العطار، وهذه الأمور تشتبه على غير الممارس المتتبع، وإلا فقد يكون شيخ إجازة
بالنسبة إلى كتاب أو أزيد، وراويا بالنسبة إلى غيرها، كما هو الشأن بالنسبة إلى
الحسين بن الحسن بن أبان بالنسبة إلى كتب الحسين بن سعيد، وكما هو الشأن
بالنسبة إلى الوشاء بالنسبة إلى أحمد بن محمد بن عيسى بالنسبة إلى كتاب أبان
الأحمر، والعلاء بن رزين القلا، وظاهر أن المقام داخل في الأمر الثاني، وقول
الكليني: كلما ذكرت في كتابي هذا (2)..، بمنزلة ما ذكره الصدوق في المشيخة
فلاحظ.
ثم إن كون الرجل من مشايخ الإجازة، إما من أمارات الوثاقة كما عليه
جمع من المحققين.
قال السيد المحقق الكاظمي في عدته: ما كان العلماء وحملة الاخبار
لا سيما الاجلاء، ومن يتحاشى في الرواية عن غير الثقات، فضلا عن
الاستجازة ليطلبوا الإجازة في روايتها، إلا من شيخ الطائفة وفقيهها ومحدثها
وثقتها، ومن يسكنون إليه ويعتمدون عليه.
وبالجملة فلشيخ الإجازة مقام ليس للراوي، ومن هنا قال المحقق
البحراني، فيما حكى الأستاذ: وإن مشايخ الإجازة في أعلى درجات الوثاقة
والجلالة (3). وعن صاحب المعراج: لا ينبغي أن يرتاب في عدالتهم (4). وعن

(1) مشيخة التهذيب 10: 4، والاستبصار 4: 305.
(2) انظر رجال النجاشي: 378 / 1026.
(3) تعليقة البهبهاني: 9 / الفائدة الثالثة.
(4) انظر تعليقة البهبهاني: 284.
513

الشهيد الثاني: إن مشايخ الإجازة لا يحتاجون إلى التنصيص على تزكيتهم (1)،
ولذلك صحح العلامة وغيره كثيرا من الاخبار، مع وقوع من لم يوثقه أهل
الرجال من مشايخ الإجازة في السند.. إلى أن قال: وبالجملة فالتعديل بهذه
الطريقة طريقة كثير من المتأخرين، كما قال صاحب المعراج (2)، انتهى (3).
وقال المحقق الشيخ محمد في شرح الاستبصار: عادة المصنفين عدم
توثيق الشيوخ (،)، أو كونه شيخا للإجازة يخرجه عن وجوب النظر في حاله
لتصحيح السند، فلا يضر ضعفه أو جهالته بصحته إذا سلم غيره من رجاله.
وفي منتهى المقال: قال جماعة: إن مشايخ الإجازة لا تضر مجهوليتهم،
لان أحاديثهم مأخوذة من الأصول المعلومة، وذكرهم لمجرد اتصال السند أو
للتيمن، ويظهر من بعضهم التفصيل بينهم، فمن كان منهم شيخ إجازة
بالنسبة إلى كتاب أو كتب لم يثبت انتسابها إلى مؤلفها من غير اخباره، فلا بد
من وثاقته عند المجاز له، فإن الإجازة كما قيل: إخبار إجمالي بأمور مضبوطة،
مأمون عليها من التحريف والغلط، فيكون ضامنا صحة ما أجازه، فلا يعتمد
عليه إلا بعد وثاقته (5)، انتهى.
وفيه نظر، ومن كان منهم شيخ إجازة بالنسبة إلى ما ثبت انتسابه إلى
مؤلفه بالتواتر أو الشياع أو البينة أو غيرها، فلا يحتاج إلى وثاقته، وعلى التقادير
لا نحتاج إلى النظر إلى حال المشايخ المتقدمة أصحاب العدد، أما على القول
الأول والثاني فظاهر، وكذا على الثالث، لكون ابن عيسى، والبرقي، وسهل،

(1) دراية الشهيد: 69.
(2) معراج الكمال 126، كذلك حكاه البهبهاني في تعليقته: 9.
(3) عدة الكاظمي: 22.
(4) استقصاء الاعتبار في شرح الاستبصار: مخطوط، وحكاه أيضا البهبهاني في تعليقته: 9.
(5) منتهى المقال: 13.
514

من المشايخ المعروفين والمؤلفين المشهورين، الذين لم يكن تخفى مؤلفاتهم على
مثل الكليني مع قرب عصره من عصرهم، وكثرة الرواة عنهم، وهذا ظاهر
للناقد البصير.
ومما ذكرنا يظهر وجه عمل شيخ الطائفة في التهذيب والاستبصار، فإنه
(رحمه الله) كثيرا ما يطعن في السند عند التعارض، ويضعف بعض رجاله،
ولكن كلما ذكر من القدح إنما هو في رجال أرباب الكتب التي نقل منها، ولم
يقدح أبدا في رجال أوائل السند وطريقه إليها ممن ذكره في المشيخة والفهرست،
فزعم بعضهم أن ذلك لكون الأصول والكتب عنده مشهورة بل متواترة، وإنما
يذكر الأسانيد لمجرد اتصال السند، ونحن لا ننكر ذلك، ولكن الظاهر أن
الوجه هو ما تقدم عن العدة المؤيد بما شرحناه في حال النجاشي (1) فلاحظ.
وأما رابعا: فلان الغرض إن كان تصحيح السند من جهتهم، فيكفي
وجود محمد بن يحيى، وعلي بن إبراهيم، وأحمد بن إدريس في عدة ابن عيسى،
وعلي بن إبراهيم، ومحمد بن يحيى - على ما في بعض نسخ الكافي - (في) عدة
البرقي.
وأما عدة سهل: فعلى المشهور من ضعفه لا ثمرة لوجود الثقة في العدة
إلا في موارد نادرة ذكر فيها مع سهل ثقة آخر، فلا يضر ضعفه كما في باب مدمن
الخمر من كتاب الأشربة، حيث روى: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، ويعقوب بن يزيد (2)، وفي باب ما يلزم من يحفر البئر فيقع فيها المارة:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر.. إلى آخره، ثم قال:
سهل وابن أبي نجران جميعا، عن ابن أبي نصر (3).. إلى آخره، وعلى ما هو

(1) تقدم في الفائدة الثالثة، صحيفة: 504.
(2) الكافي 6: 405 / 9.
(3) الكافي 7: 350 / 5 و 6.
515

الحق وفاقا للمحققين من توثيقه، فيكفي وجود محمد بن الحسن في العدة بناء
على كونه الصفار على ما ذكره جماعة، وإن كان لي فيه نظر.
أما الأول: فقال السيد الأيد (1) المحقق الاسترآبادي في رجاله في ذكر
عدة سهل: والظاهر أن محمد بن أبي عبد الله هو محمد بن جعفر الأسدي
الثقة، وإن محمد بن الحسن هو الصفار (2).. إلى آخره.
وقال المحقق الكاظمي في عدته: ومحمد بن الحسن الظاهر أنه الصفار
الثقة الجليل، فإن الكليني ممن يروي عنه (3).
وقال العالم الجليل السيد محمد باقر الجيلاني الأصفهاني - الملقب بحجة
الاسلام - في رسالته في العدة، في شرح كلام الفاضل الاسترآبادي ما لفظه:
وأما كون المراد بمحمد بن الحسن هو الصفار فلكونه في طبقة ثقة الاسلام،
وعمر بعد موته بتسع أو ثمان وثلاثين سنة، لان النجاشي والعلامة قالا: إن
محمد بن الحسن هذا مات في سنة تسعين ومائتين (4)، وقد تقدم أن موت ثقة
الاسلام في سنة تسع أو ثمان وعشرين وثلاثمائة.
وأيضا أن رواية ثقة الاسلام، عن محمد بن الحسن في أول سند الكافي
أكثر من أن تحصى، ولم يقيده في شئ من المواضع، ويظهر من عدم تقييده في
موضع بقيد أنه واحد، وهو إما الصفار أو غيره، والغير الذي يحتمل ذلك هو

(1) الأيد: بتسكين الياء، القوة، والرجل الأيد: بتشديد الياء، الرجل القوي، ويريد بقوله:
السيد الأيد، أي: السيد البارع في التحقيق والتأليف.
لسان العرب: أيد.
(2) منهج المقال: 401، الفائدة الأولى من الخاتمة.
(3) العدة للكاظمي: 46 / ب.
(4) رجال النجاشي: 354 / 948، رجال العلامة: 157 / 112.
516

الذي يروي عنه الكشي، وهو: محمد بن الحسن البرناني (1)، ونحوه ممن كان في
طبقته، ويبعد في الغاية أن يقتصر ثقة الاسلام في الرواية عن محمد بن الحسن
البرناني مع مجهولية حاله ولم يرو عن الصفار الذي هو من أعاظم المحدثين
والعلماء وكتبه معروفة مثل بصائر الدرجات ونحوه؟!
وأيضا قد أكثر ثقة الاسلام في الرواية عن محمد بن الحسن وعلي بن محمد
ابن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق.
منه (ما) في باب قلة عدد المؤمنين من الأصول، حيث قال: محمد بن
الحسن وعلي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق (2).
ومنه ما في باب الخضاب من كتاب الزي والتجمل من الفروع، قال:
علي بن محمد بن بندار ومحمد بن الحسن، عن إبراهيم بن إسحاق (3).
ومنه ما في باب النبيذ من كتاب الأشربة، قال: محمد بن الحسن وعلي
ابن محمد بن بندار جميعا، عن إبراهيم بن إسحاق (4).
وإبراهيم بن إسحاق هذا هو: إبراهيم بن إسحاق الأحمر، للتصريح به
في كثير من المواضع، وقد ذكر شيخ الطائفة في الفهرست في ترجمة إبراهيم هذا
أن محمد بن الحسن الصفار يروي عنه، حيث قال بعد أن أورد جملة من كتبه
ما هذا لفظه: أخبرنا بها أبو الحسين بن أبي جيد القمي، عن محمد بن الحسن
ابن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر،

(1) اختلفت النخ في ضبط لقبه، ففي بعضها (البراثي) نسبة إلى براثا، قرية ببغداد فيها جامع
براثا المعروف، وفي بعضها (البراني)، وفي أخرى (البرتاني) وهو ما قاله الشيخ الطوسي في
رجاله: 509 / 97، وفي أخرى (البرثاني) نسبة إلى قبيلة برثن.
انظر: تعليقة الاسترآبادي على رجال الكشي 1: 122 / 55.
(2) أصول الكافي 2: 190 / 4.
(3) الكافي 6: 482 / 12.
(4) الكافي 6: 417 / 7.
517

انتهى (1).
وأيضا أن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد الذي تكون وفاته بعد وفاة
ثقة الاسلام بأربع عشر سنة لما في النجاشي: من أن محمد بن الحسن بن الوليد
مات في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة (2)، وقد مر عن النجاشي: أن وفاة ثقة
الاسلام في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة (3)، يروي عن الصفار كما صرح به
شيخ الطائفة في رجاله (4)، فرواية ثقة الاسلام عنه أولى (5)، انتهى كلامه زيد
في اكرامه.
وهذه الوجوه كلها مخدوشة كما ستعرف إن شاء الله تعالى.
وأما الثاني: وهو عدم كون محمد بن الحسن المذكور هو الصفار
فلوجوه:
الأول: إنا لم نجد رواية للصفار عن سهل بن زياد في كتاب بصائر
الدرجات من أوله إلى آخره، مع أنه مقصور على ذكر الفضائل، وسهل مرمي
بالغلو الذي لا منشأ له إلا ذكرها، ومن البعيد أن يكون من رجاله ولا يروي
عنه في كتابه، وقد روى عنه ثقة الاسلام في أصول الكافي أخبارا كثيرة، بل
لا يحضرني روايته عنه في غير الكافي إلا رواية في التهذيب في باب المسنون من
الصلوات، وفي الفقيه في باب الرجل يوصي بوصية فينساها الوصي (6).

(1) فهرست الطوسي: 9 / 7.
(2) رجال النجاشي: 383 / 1042.
(3) رجال النجاشي: 377 / 1026.
(4) رجال الشيخ الطوسي: 495 / 27.
(5) رسالة حجة الاسلام: 121.
(6) تهذيب الأحكام 2: 148، الفقيه 4: 162 / 565. كما روى محمد بن الحسن الصفار عن
سهل بن زياد في التوحيد للصدوق 83: 2، 97: 2، 98: 2 ومن البعيد وقوع الاشتباه في
جميع هذه الموارد..
518

ويؤيد ذلك أن النجاشي ذكر في ترجمة سهل: أن له كتاب التوحيد، رواه
أبو الحسن العباس بن أحمد بن الفضل بن محمد الهاشمي، عن أبيه، عن أبي
سعيد الادمي، وله كتاب النوادر أخبرناه محمد بن محمد، قال: حدثنا جعفر
ابن محمد، عن محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن محمد، عن سهل بن
زياد، ورواه عنه جماعة (1)، انتهى.
فلو كان الصفار من الجماعة لقدمه على علي بن محمد كما هو المعهود من
طريقته -، والمناسب لجلالة قدر الصفار.
ومثله ما في مشيخة التهذيب قال: وما ذكرته عن سهل بن زياد: فقد
رويته بهذه الأسانيد: عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا: منهم علي
ابن محمد وغيره، عن سهل بن زياد (2)، فلو كان الصفار لكان الأولى تخصيصه
بالذكر.
الثاني: أنهم ذكروا ترجمة الصفار وذكروا كتبه والطرق إليها، وليس في فيها
ثقة الاسلام، فلو كان ممن يروي عنه بلا واسطة لقدموه في المقام على غيره، ولو
مع ملاحظة علو الاسناد الذي كان يدعوهم إلى عدم ذكر الجليل أحيانا لبعد
الطريق معه.
ففي النجاشي بعد ذكر كتبه: أخبرنا بكتبه كلها ما خلا بصائر
الدرجات: أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن طاهر الأشعري القمي،
قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد، عنه بها.
وأخبرنا أبو عبد الله بن شاذان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، عن
أبيه، عنه بجميع كتبه وببصائر الدرجات (3).

(1) رجال النجاشي: 185 / 490.
(2) تهذيب الأحكام 10: 54، من المشيخة.
(3) رجال النجاشي: 354 / 948.
519

وقال الشيخ في الفهرست في ترجمته: أخبرنا: جماعة، عن محمد بن علي
ابن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن رجاله،
قال: وأخبرنا: الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه،
عن محمد بن الحسن الصفار (1).
وذكر مثله في مشيخة التهذيب (2)، وأنت خبير بأن الشيخ والنجاشي
يرويان عن المفيد وأقرانه عن جعفر بن قولويه وأضرابه عن ثقة الاسلام (3)، فلو
كان هو ممن يروي عن الصفار لكان أولى بالذكر من غيره مع عدم زيادة
الواسطة فإنها ثلاثة على كل حال.
نعم للشيخ سند عال إلى الصفار ذكره في الفهرست، والمشيخة (4)، لا ربط
له بالمقام.
الثالث: أنه ظهر من النجاشي، والفهرست، والمشيخة أن محمد بن
يحيى العطار يروي عن الصفار، ووجدنا أخبارا في الكافي عن محمد بن يحيى،
عن محمد بن الحسن.. إلى آخره، ووجدناها في البصائر كما في الكافي سندا
ومتنا.
منها ما في باب التفويض إلى رسول الله، وإلى الأئمة (صلوات الله
عليهم) في أمر الدين: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، قال: وجدت
في نوادر محمد بن سنان، عن عبد الله بن سنان، قال: قال أبو عبد الله (عليه

(1) الفهرست للشيخ الطوسي: 144 / 621.
(2) تهذيب الأحكام 10: 73، من المشيخة.
(3) فهرست الشيخ الطوسي: 135 / 601 ورجال النجاشي: 377 / 1026.
(4) فهرست الشيخ الطوسي: 144 / 621، وتهذيب الاحكام 10: 59 و 73، من المشيخة.
والسند هو: ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عنه.
520

السلام): " لا والله ما فوض الله إلى أحد ".. إلى آخره (1).
وفي البصائر: في نوادر محمد بن سنان، قال: قال أبو عبد الله (عليه
السلام): " لا والله... " وساق مثله سواء (2).
وفي الباب المذكور: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن يعقوب
ابن يزيد، عن الحسن بن زياد: عن محمد بن الحسن الميثمي، عن أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: سمعته يقول: " إن الله عز وجل أدب رسوله حتى قومه
على ما أراد، ثم فوض إليه ".. الخبر (3).
وفي البصائر: يعقوب بن زيد، عن أحمد بن الحسن بن زياد، عن محمد
ابن الحسن الميثمي.. وساق المتن مثل ما في الكافي (4).
وفي باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين
(صلوات الله عليهما): محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن
عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن ابن أذينة، عن محمد بن مسلم،
قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: انزل جبرئيل (عليه السلام) على
محمد (صلى الله عليه وآله) برمانتين من الجنة فلقيه علي (عليه السلام) فقال:
ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك؟ فقال: أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب،
وإما هذه فالعلم " (5).. الخبر.
وفي البصائر: محمد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس... إلى آخر
السند والمتن، إلا أن في آخر خبر الكافي زيادة يسيرة لعلها سقطت فيما عندنا

(1) أصول الكافي 1: 210 / 8.
(2) بصائر الدرجات: 406 / 12.
(3) أصول الكافي 1: 210 / 9.
(4) بصائر الدرجات: 403 / 1.
(5) أصول الكافي 1: 206 / 3.
521

من نسخ البصائر (1).
وفي باب أن الجن تأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم... إلى آخره:
محمد بن يحيى وأحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن إبراهيم بن هاشم،
عن عمرو بن عثمان، عن إبراهيم بن أيوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) على المنبر
إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد " (2) إلى آخر القصة المشهورة.
وفي البصائر: إبراهيم بن هاشم.. إلى آخر الخبر متنا وسندا (3).
وأمثال ما ذكرناه كثيرة. فيظهر من ذلك أن محمد بن الحسن الذي في
الكافي بعد العطار أو مع أحمد بن محمد هو الصفار، فثقة الاسلام يروي عنه
بالواسطة، وهذا وإن كان لا ينافي روايته عنه بلا واسطة أيضا كما ظنه الجماعة،
إلا أنه قد مر ويأتي (4) ما يبعد كون المذكور في أول السند هو الصفار فلاحظ.
الرابع: أن الشيخ محمد بن الحسن الصفار يروي عن جماعة كثيرة من
المشايخ والثقات وغيرهم، ومذكور في طرق الجماعة من أرباب الأصول
والمصنفات:
مثل أحمد بن محمد بن عيس (5)، وأحمد بن محمد بن خالد (6)، وإبراهيم

(1) بصائر الدرجات: 313 / 3.
(2) أصول الكافي 1: 326 / 6.
(3) بصائر الدرجات: 117 / 7.
(4) تقدم في صحيفة: 516، ويأتي في صحيفة: 528.
(5) كامل الزيارات: 12 / 2 باب 2، والتهذيب 7: 282 / 1194.
(6) مشيخة الفقيه 4: 87 طريقه إلى سليمان بن عمرو، و 4: 130 طريقه إلى أيوب بن الحر.
522

ابن هاشم (1)، ويعقوب بن يزيد (2)، وعلي بن حسان (3)، والحسن بن علي بن
النعمان (4)، ومحمد بن الحسين (5)، وعمران بن موسى (6)، وعبد الله بن
جعفر (7)، وعلي بن محمد القاساني (8)، وعبد الله بن محمد (9)، والحسن بن
موسى الخشاب (10)، وإبراهيم بن إسحاق (11)، والعباس بن معروف (12)،
وعباد بن سليمان (13)، والسندي بن محمد (14)، ومحمد بن الجعفي (15)،
وعبد الله بن عامر (16)، وسلمة بن الخطاب (17)، وأحمد بن موسى (18)،
وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال (19)، ومحمد بن أحمد (20)،

(1) التهذيب 1: 139 / 389، الاستبصار 1: 125 / 426.
(2) التهذيب 1: 82 / 214، الاستبصار 1: 71 / 219.
(3) مشيخة الفقيه 4: 73 طريقه إلى عبد الرحمن بن كثير الهاشمي، و 4: 114 طريقه إلى علي
ابن حسان.
(4) التهذيب 6: 169 / 326، الاستبصار 4: 174 / 655.
(5) التهذيب 2: 202 / 792، الاستبصار 1: 182 / 639.
(6) التهذيب 4: 229 / 674، الاستبصار 2: 99 / 324.
(7) بصائر الدرجات: 132 / 16.
(8) التهذيب 4: 114 / 336، الاستبصار 2: 64 / 210.
(9) التهذيب 1: 426 / 1355، الاستبصار 1: 184 / 643.
(10) التهذيب 5: 377 / 1316، الاستبصار 2: 214 / 734.
(11) بصائر الدرجات: 113 / 13.
(12) التهذيب 6: 38 / 78، 122 / 209.
(13) بصائر الدرجات: 105 / 10.
(14) التهذيب 1: 47 / 134، الاستبصار 1: 52 / 151.
(15) بصائر الدرجات: 32 / 1.
(16) التهذيب 4: 228 / 670، الاستبصار 2: 98 / 320.
(17) بصائر الدرجات: 66 / 11.
(18) بصائر الدرجات: 125 / 8.
(19) بصائر الدرجات: 66 / 12.
(20) بصائر الدرجات: 93 / 6.
523

وأحمد بن جعفر (1)، ومحمد بن عيسى (2)، وعلي بن الحسين (3)،
ومحمد بن عبد الجبار (4)، وعلي بن إسماعيل (5)،
وسلام بن أبي عمرة (6)، ومحمد بن يعلى (7)، وموسى بن
جعفر (8)، وعلي بن محمد بن سعيد (9)، وعلي بن خالد (10)، وأحمد بن
إسحاق (11)، ومحمد بن إسحاق (12)، والحسين بن أحمد (13)، وأيوب بن
نوح (14)، ومحمد بن عبد الحميد (15)، ومعاوية بن حكيم (16)، ومحمد بن
إسماعيل (17)، ومحمد بن خالد الطيالسي (18)، وغير هؤلاء مما لا يحصى، فلما رجعنا
إلى أسانيد الكافي رأينا محمد بن الحسن الذي يروي عنه ثقة الاسلام بالواسطة

(1) بصائر الدرجات: 44 / 17.
(22) بصائر الدرجات: 124 / 14.
(3) بصائر الدرجات: 180 / 31، وفيه: علي بن الحسن.
(4) بصائر الدرجات: 124 / 7.
(5) بصائر الدرجات: 142 / 1
(6) بصائر الدرجات: 72 / 17.
(7) بصائر الدرجات: 71 / 13.
(8) بصائر الدرجات: 80 / 2.
(9) بصائر الدرجات: 99 / 10.
(10) بصائر الدرجات: 420 / 12.
(11) بصائر الدرجات: 462 / 5.
(12) بصائر الدرجات: 152 / 7.
(13) التهذيب 10: 195 / 774، وفيه: الحسن بن أحمد.
(14) بصائر الدرجات: 268 / 14.
(15) بصائر الدرجات: 116 / 1.
(16) بصائر الدرجات: 161 / 7.
(17) بصائر الدرجات: 116 / 4.
(18) بصائر الدرجات: 406 / 10.
524

يروي عن تلك الجماعة متفرقا، ولم يرو عن سهل بن زياد قط في موضع.
ومحمد بن الحسن الذي في أول السند منفردا أو مع علي بن محمد لم نر
روايته عن غير سهل بن زياد، الذي مر عدم وجوده في أسانيد البصائر، وعدم
وجود الصفار في طرق المشايخ إليه إلا في مواضع نادرة، منها باب أدنى
المعرفة (1)، وباب جوامع التوحيد (2)، وباب آخر من معاني الأسماء من كتاب
التوحيد (3)، فروى فيها عن عبد الله بن الحسن العلوي، عن إبراهيم بن
إسحاق في مواضع قليلة، وان نسب إلى الكثرة في كلام السيد المعظم، فلو كان
هو الصفار لما كان لاقتصار روايته عن الرجلين - الغير المذكورين في مشايخه،
وعن إبراهيم، وعدم روايته عن مشايخه المعروفين - وجه، وهذه قرينة تورث
سكون النفس ووثوقها بعدم كونه هو.
الخامس: أن أحمد بن محمد بن عيسى من مشايخ الصفار المعروفين
منهم، قد أكثر في البصائر الرواية عنه، وكذا في سائر كتب الأحاديث المسندة،
فكيف لم يذكره ثقة الاسلام في عدة ابن عيسى مع ذكره مثل: داود بن كورة
الكميداني، ومن ذلك يظهر الوجه.
السادس: فإن أحمد بن محمد البرقي أيضا من مشايخه المعروفين، كما
لا يخفى على من راجع الأسانيد والطرق، وروى في البصائر عنه ما لا يحصى،
ومع ذلك لم يذكره ثقة الاسلام في عدة البرقي، وأدخل فيها جمعا وقع
الأصحاب لتمييزهم وتوثيقهم، بل مدحهم، في تعب شديد.
السابع: إن طريقة الكليني في ذكر هذا الصنف من الأسانيد غالبا أن

(1) أصول الكافي 1: 67 / 1.
(2) أصول الكافي 1: 107 / 3.
(3) أصول الكافي 1: 92 / 2.
525

يذكر: محمد بن الحسن بعد علي بن محمد (1) إذا جمع بينهما، أو يقول: علي بن
محمد وغيره (2)، والمراد من الغير: محمد بن الحسن كما يظهر بالتتبع، وفي الندرة
يقدم محمد بن الحسن (3) عليه، وهذا ينبئ عن كون علي بن محمد أجل شأنا
عنده من محمد بن الحسن، إذ ديدنهم تقديم الجليل في هذه المقامات،
خصوصا مع الاكثار، ومثله ما تقدم من مشيخة التهذيب، وقوله في ذكر طريقه
إلى سهل: عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، منهم: علي بن محمد
وغيره، عن سهل بن زياد (4)، وظاهر للمنصف أنه لو كان هو الصفار لكان
هو المتقدم في الذكر.
وأما الوجوه التي ذكرها السيد المعظم (5) وهي أربعة، فالوجه الأول
والأخير منها راجعان إلى إمكان اللقاء والرواية، وعدم البعد بين طبقة الكليني
والصفار، وهذا ينفع في موضع وجد روايته عنه، فنوقش فيها بما يوجب
الارسال، فيرد بامكان اللقاء كما ذكروا في رواية الحسن بن محبوب عن أبي حمزة،
ورواية جماعة من الرواة عن بعض الأئمة (عليهم السلام).
وأما جعل مجرد إمكان اللقاء سببا للحكم بروايته عنه فهو خلاف
الوجدان، فإن لعدم رواية راو عن آخر أسبابا كثيرة سوى عدم إمكان اللقاء
كالبعد بين بلديهما، وعدم مسافرة أحدهما إلى بلد الاخر، أو عدم اطلاعه به،
أو كون أحدهما متهما عند الآخر، أو عند الجليل المطاع، وغير ذلك.
ولذا ترى الصدوق لا يروي عن الكليني إلا مع الواسطة مع روايته عن

(1) الكافي 3: 27 / 9، 50 / 3.
(2) الكافي 3: 22 / 9.
(3) أصول الكافي 2: 190 / 4 و 3: 26 / 6، 28 / 5، وفيهما: محمد بن الحسن وغيره.
(4) التهذيب (المشيخة) 10: 54.
(5) أي: حجة الاسلام الشفتي.
526

أبيه الذي توفي في سنة وفاة الكليني، ولا يروي شيخه محمد بن الحسن بن الوليد
عن الكليني مع بقائه بعده بأزيد من عشرين سنة، ولا يروي الكليني عن
موسى بن المتوكل، ولا عن الجليل سعد بن عبد الله المتأخر وفاته عن وفاة
الصفار بأزيد من عشر سنين، ولا عن الجليل عبد الله بن جعفر الحميري مع
أنه قدم الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين.
ولا يروي الكشي عن الكليني، ولا هو عنه، ولا يروي الثقة الجليل
حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي عن الكليني، وقد روى جميع مصنفات
الشيعة وأصولهم، ولا يروي الكليني عن العياشي، وأمثال هؤلاء مما لا يحصى.
ومن ذلك يعرف ضعف الوجه الثاني من استبعاد تركه الرواية عن مثل
الصفار الجليل، واعتماده على الرواية عن محمد بن الحسن البرناني، وغيره ممن
جهل حالهم، فإن الاستبعاد في محله لو ثبت لقاه إياه، وتمكن من الرواية عنه،
وهو غير معلوم بل المظنون عدمه للوجوه المتقدمة، مع أن المجهولية عندنا لا
تلازم المجهولية عنده.
وقد مر (1) كلام أستاذ السيد المعظم المحقق البغدادي الكاظمي في عدته
وهو قوله: وما كان الكليني ليتناول عن مجهول، وناهيك في حسن حالهم كثرة
تناول مثل الكليني عنهم (2).. إلى آخره، وهو كلام متين.
وأما الوجه الثالث ففيه: أن كون إبراهيم المذكور هو الأحمر لا يعين كون
محمد بن الحسن هو الصفار مع وجود شريك له في الاسم في طبقته، وجواز
روايته عنه، ومع الغض فهو ظن ضعيف لا يقاوم الوجوه المتقدمة.

(1) سيدنا المعظم الحاج سيد محمد باقر طاب ثراه كان من تلامذة المحقق السيد محسن البغدادي
كما مر في الفائدة السابقة. " منه قدس سره ".
(2) العدة: ص 46 / أ.
527

والمحقق المؤيد الرازي (1) المعاصر (طاب ثراه) في رسالة توضيح المقال
تبع الجماعة، واستظهر كونه هو الصفار، وذكر ملخص الوجوه الأربعة من غير
نسبة إلى صاحبها، وزاد في مقاله ما لفظه: وقد صرح بالوصف في بعض روايات
الكليني عنه بواسطة العطار (2)، انتهى.
وفيه: ان توصيف الكليني محمد بن الحسن - الذي يروي عنه بواسطة
محمد ابن يحيى العطار - بالصفار كيف يكون قرينة على كون محمد بن الحسن
الذي يروي عنه بلا واسطة هو الصفار، بل توصيف الأول به وعدم توصيف
الثاني من الشواهد على المغايرة، والموضع المذكور هو باب ما جاء في الاثني
عشر، فإنه (رحمه الله) ساق خبرا مسندا عن البرقي، ثم قال: حدثني محمد بن
يحيى، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن أبي عبد الله، عن أبي
هاشم، مثله سواء.
قال محمد بن يحيى: فقلت لمحمد بن الحسن: يا أبا جعفر (3).. إلى آخر
ما يأتي في الفائدة الآتية في ترجمة البرقي.
ثم إن في طبقة مشايخ ثقة الاسلام جماعة ممن شارك الصفار في الاسم
يحتمل روايته عنهم:
منهم: محمد بن الحسن بن علي، أبو عبد الله المحاربي، في النجاشي:
جليل من أصحابنا، عظيم القدر، خبير بأمور أصحابنا، عالم ببواطن
أنسابهم، له كتاب الرجال، سمعت أصحابنا يصفون هذا الكتاب، أخبرنا
محمد بن جعفر التميمي، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد،

(1) الحاج المولى علي الكنى، المتوفى 1306، هذه حاشية لآقا بزرك.
(2) توضيح المقال: 31، رسالة في الرجال مطبوعة ضمن منتهى المقال لأبي علي الحائري.
(1) أصول الكافي 1: 242 / 1، 2.
528

قال: أملا علينا محمد بن الحسن بن علي كتاب الرجال (1).
ومنهم: محمد بن الحسن القمي، وليس بابن الوليد إلا أنه نظيره، روى
عن جميع شيوخه، روى عن سعد، والحميري، والأشعريين (2) محمد بن أحمد
بن يحمى وغيرهم، روى عنه التلعكبري، كذا في باب من لم يرو من رجال
الشيخ (3).
ومنهم: محمد بن الحسن بن علي، أبو المثنى، كوفي، ثقة، عظيم المنزلة
في أصحابنا، له كتب منها كتاب التجمل والمروة، أخبرنا أحمد بن عبد الواحد،
قال: حدثنا محمد بن هارون الكندي، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن
بكتابه، كذا في رجال النجاشي (4).
وظاهر أن من يروي عنه النجاشي بواسطتين ممن يجوز أن يروي عنه ثقة
الاسلام.
ومنهم: محمد بن الحسن بن بندار القمي، الذي ينقل عن كتابه الكشي
كثيرا معتمدا عليه (5)، قال الأستاذ الأكبر، ومنه يظهر جلالته والوثوق به، ولكن
استظهر كونه القمي السابق (6)، وعندي فيه تأمل.
ومنهم: محمد بن الحسن البرناني، الذي يروي عنه الكشي كثيرا
ويعتمد عليه (7).

(1) رجال النجاشي: 350 / 943.
(2) كذا في الأصل، ومثله في معجم رجال الحديث (15: 264)، ولعل الصحيح:
والأشعري، لأنه لم يذكر من الأشعريين سوى محمد بن أحمد بن يحيى، فلاحظ.
(3) رجال الشيخ الطوسي: 491 / 1.
(4) رجال النجاشي: 382 / 1039.
(5) رجال الكشي 2: 836 / 1066.
(6) تعليقة البهبهاني على منهج المقال: 290.
(7) رجال الكشي 1: 414 / 307.
529

ومما ذكرنا يعرف ما في كلام السيد المعظم وهو قوله: والغير الذي يحتمل
ذلك.. إلى آخر ما تقدم، فلاحظ وتأمل.
وأما القسم الثاني: وهي العدد التي لم تبين أشخاصهم:
ففي باب نهي المحرم عن الصيد: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر (1).
وفي باب الخمس: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى بن
يزيد (2).
وفي باب ما لا يجب له الافطار والتقصير: حميد بن زياد، عن ابن
سماعة، عن عدة، عن أبان بن عثمان، عن زرارة (3).
وفي باب أن أول ما خلق الله من الأرضين موضع البيت: محمد بن: يحيى،
عن محمد بن أحمد، عن الحسين بن علي بن مروان، عن عدة من أصحابنا،
عن أبي حمزة الثمالي (4).
وفي باب التطوع في وقت الفريضة: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن عدة من أصحابنا أنهم سمعوا أبا جعفر
(عليه السلام) يقول (5).. الخبر.
وفي باب النوادر من كتاب الجنائز: عدة من أصحابنا، عن سهل بن

(1) كذا، ولعل الصحيح: أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر كما في الكافي 4: 381 / 4، ولعل
تشابه الاسمين سبب السهو، فان الأول هو: أحمد بن عند بن خالد أو ابن عيسى، والثاني:
أحمد بن محمد بن أبي نصير، لاحظ موارده في معجم رجال الحديث 2: 240.
(2) أصول الكافي 1: 457 / 12.
(3) الكافي 4: 129 / 7.
(4) الكافي 4: 189 / 5.
(5) الكافي 3: 289 / 7.
530

زياد، عن عثمان بن عيسى، عن عدة من أصحابنا، قال: لما قبض أبو جعفر
(عليه السلام) (1).. الخبر.
وفي باب أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون علم ما كان وما يكون:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن يونس بن
يعقوب، عن الحارث بن المغيرة.
وعدة من أصحابنا منهم: عبد الأعلى، وأبو عبيدة، وعبد الله بن بشير
الخثعمي، سمعوا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول (2).. الخبر.
قال السيد المحقق الكاظمي: فلعلها هي السابقة، وفيه بعد البعد
الطويل بين الموضعين، وفي موضع لا يحضرني محله: محلة، عن علي بن
أسباط (3).
وفي باب النهي عن الاسم: عدة من أصحابنا، عن جعفر بن محمد،
عن ابن فضال (4).. إلى آخره.
وفي باب في الغيبة: عدة من أصحابنا، عن سعد بن عبد الله، عن
أحمد.
وفيه أيضا: عدة من أصحابنا، عن سعد بن عبد الله، عن أيوب بن
نوح (5).
وفي باب أنه ليس شئ من الحق في أيدي الناس إلا ما خرج من عند

(1) الكافي 3: 251 / 5.
(2) أصول الكافي 1: 2 / 204.
(3) العدة للكاظمي: 46 / ب - تلاحظ -.
(4) أصول الكافي 1: 268 / 3.
(5) أصول الكافي 1 ج 276 / 23، 25.
531

الأئمة (عليهم السلام): عدة من أصحابنا، عن الحسين بن الحسن بن
يزيد (1).
قال السيد المعظم في رسالة العدة في هذا المقام: قد وجدت روايته عن
العدة عن ابن أبي نجران، كما في باب ما يلزم من يحفر البئر من ديات الكافي،
قال: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد.. إلى أن قال: ابن أبي نجران،
عن مثنى الحناط، عن زرارة (2).
والمراد عدة من أصحابنا، عن ابن أبي نجران، كما لا يخفى على المطلع
بعادة ثقة الاسلام (3).
ويمكن أن يقال أن الامر وإن كان كذلك لكن العدة لما كانت عين العدة
عن سهل لم يفتقر إلى الذكر، انتهى (1).
وفيه أنه على ما ذكره يكون ابن أبي نجران في طبقة سهل، وممن يروي
عنه ثقة الاسلام بواسطة واحدة، هي عدة سهل أو غيرها، ولا أظنه (رحمه الله)
يلتزم بذلك، فان عبد الرحمن بن أبي نجران ممن يروي عنه أحمد بن محمد ابن
عيسى (5)، والحسين بن سعيد (6)، وإبراهيم بن هاشم (7)، وأحمد بن محمد

(1) أصول الكافي 1: 330 / 6.
(2) الكافي 7: 350 / 5، 7.
(3) من طريقة ثقة الاسلام في الكافي، اعتماده في حذف ما تكرر من رجال في اسناد لاحق
على ما أدرجهم في - إسناد سابق من غير فصل في إسناد آخر مغاير، وذلك لأجل الاختصار،
لكون المحذوف معروف بالنظر إلى سابقه، وهو ما يعرف بالتعليق ولكن لا ينطبق على هذا
المثال، فلاحظ.
(4) رسائل حجة الاسلام الشفتي: 123.
(5) تهذيب الأحكام 6: 299 / 436.
(6) تهذيب الأحكام 3: 233 / 606.
(7) الكافي 4: 269 / 3.
532

ابن خالد (1)، والعباس بن معروف (2)، ومحمد بن خالد الطيالسي (3)، وابن
أبي عمير (4)، وعلي بن الحسن بن فضال (5)، ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب (6)، وأمثال هؤلاء.
بل سهل بن زياد كما في باب تفصيل النكاح (7) من التهذيب، وفي باب
من أحل الله نكاحه (8)، فهو معدود من مشايخ سهل لا من أقرانه وإن شاركه
في الرواية عن بعض المشايخ كما في المقام.
فان ثقة الاسلام بعد ما روى عن العدة عن سهل.. إلى آخره، في الباب
المذكور قال بعده: سهل وابن أبي نجران جميعا، عن ابن أبي نصر، عن مثنى
الحناط، عن زرارة. وساق الخبر، ثم قال: ابن أبي نجران، عن مثنى، كما
تقدم (9).

(1) الكافي 7: 352 / 7.
(2) أصول الكافي 1: 68 / 3.
(3) رجال الكشي 2: 593 / 549.
(4) ذكر في جامع الرواة 1: 445 رواية ابن أبي عمير عنه في باب الحمام وباب بيع النسية من
الكافي، ولم نعثر على روايته عنه فيهما.
كما وان الكاظمي في هداية المحدثين: 93 أورد روايته عنه عن التهذيب مستغربا، وقد
جاء في هامشه: ان الموجود في التهذيب 5: 124 / 404: ابن الحجاج، وهو كذلك.
هذا وان المامقاني في تنقيحه 2: 139 / 6339 قد ناقش موضوع رواية ابن أبي عمير عن
ابن أبي نجران وجواز ذلك، ورادا على استغراب الكاظمي.
وأما السيد الخوئي في معجمه 9: 299 / 6335 فقد أورد رواية ابن أبي نجران، عن ابن
أبي عمير فقط دون العكس، ودون أن يتطرق إلى ذلك فلاحظ.
(5) تهذيب الأحكام 3: 326 / 1019.
(6) تهذيب الأحكام 9: 379 / 1358.
(7) تهذيب الأحكام 7: 250 / 1079 و 260 / 1127 و 268 / 1152.
(8) تهذيب الأحكام 7: 284 / 1202.
(9) تقدم القول لحجة الاسلام الشفتي، والكافي 7: 350 / 5، 6، 7.
533

ولا أدري ما دعى السيد المعظم لاسقاط هذا السند والمتن من البين،
وبعد عدم جواز رواية عدة سهل عنه لابد أن يكون الخبر بالنسبة إلى هذا السند
معلقا، ويكون قد أخذه من كتابه واكتفى بذكر طريقه إليه بما ذكره في مواضع
عديدة، أو غفل عنه والله العاصم.
طريفه: قال الفاضل الصالح محمد بن علي بن الحسن العودي، تلميذ
شيخنا الشهيد الثاني في رسالته في أحوال شيخه بعد ذكر سفره معه إلى
استنبول، ومراجعته معه إلى سيواس، ومفارقته الشهيد، قال: وخرجنا منها يوم
الأحد ثاني شهر رمضان، متوجهين إلى العراق، وهو أول ما فارقناه - يعني
الشهيد - من الطريق الأولى، وخرجنا في حال نزول الثلج، وبتنا ليلة الاثنين
أيضا على الثلج، وكانت ليلة عظيمة البرد، ومن غريب ما اتفق لي تلك الليلة
كأني في حضرة شيخنا الجليل محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله) وهو شيخ
بهي جميل الوجه، عليه أبهة العلم، ونحو نصف لمته بياض، ومعي جماعة من
أصحابي منهم رفيقي: الشيخ حسين بن عبد الصمد، فطلبنا من الشيخ أبي
جعفر الكليني المذكور نسخة الأصل لكتابه الكافي لننسخه، فدخل إلى البيت
وأخرج لنا الجزء الأول منه في قالب نصف الورق الشامي، ففتحه فإذا هو بخط
حسن معرب مصحح، ورموزه مكتوبة بالذهب، فجعلنا نتعجب من كون
نسخة الأصل بهذه الصفة، فسررنا بذلك كثيرا لما كنا قبل ذلك قد ابتلينا به
من رداءة النسخ، فطلبت منه بقية الأجزاء، فجعل يتألم من تقصير الناس في
نسخها، ورداءة نسخهم، وقال: إني لا أعلم أين بقية الأجزاء، وكأن ذلك
صدر منه على وجه التألم لتقصير الناس في نسخ الكتاب وتصحيحه، وقال:
اشتغلوا بهذا الجزء إلى أن أجد لكم غيره.
ثم دخل إلى بيته لتحصيل باقي الاجزاء، ثم خرج إلينا وبيده جزء بخط
غيره على قالب الورق الشامي الكامل، وهو ضخم غير جيد الخط، فدفعه إلي
534

وجعل يشتكي من كتابة كتابه بهذه الصورة ويتألم من ذلك، وكان في المجلس
الأخ الصالح الشيخ زين الدين الفقعاني نفعنا الله ببركته، فقال: أنا عندي
جزء آخر من نسخة الأصل على الوصف المتقدم، ودفعه إلي فسررت كثيرا، ثم
فتش البيت وأخرج جزء آخر إلى تمام أربعة أجزاء أو أكثر بالوصف المتقدم،
فسررنا وخرجنا بالاجزاء إلى الشيخ الجليل المصنف وهو جالس في مكانه الأول.
فلما جلسنا عنده أعدنا فيما بيننا وبينه ذكر نسخ الكتاب، وتقصير الناس
فيه، فقلت: يا سيدنا بمدينة دمشق رجل من أصحابنا اسمه زين العابدين
الغرابيلي قد نسخ كتابك هذا نسخة في غاية الجودة في ورق جيد، وجعل
الكتاب في مجلدين كل واحد بقدر كتاب الشرايع، وهذه النسخة فخر على
المخالف والمؤالف، فتهلل وجه الشيخ (رحمه الله) سرورا وأظهر الفرح، وفتح
يديه ودعا له بدعاء خفي، لم أحفظ لفضة ثم انتبهت (1).
خاتمة: قال النجاشي في ترجمة ثقة الاسلام: صنف الكتاب الكبير
المعروف بالكليني يسمى الكافي في عشرين سنة شرح كتبه: كتاب العقل..
إلى أن قال: كتاب الوصايا، كتاب الفرائض، كتاب الروضة، وله غير كتاب
الكافي كتاب الرد على الفرائض (2).. إلى آخره.
وقال الشيخ في الفهرست: له كتب منها: الكافي، وهو مشتمل على
ثلاثين كتابا، أوله: كتاب العقل.. إلى أن قال: كتاب الحدود، كتاب
الديات، كتاب الروضة من آخر كتاب الكافي، وله كتاب الرسائل (3).. إلى
آخره.

(1) بغية المريد في الكشف عن أحوال الشهيد (المطبوعة ضمن الدر المنثور في المأثور وغير المأثور)
2: 178.
(2) رجال النجاشي: 377 / 1026.
(3) فهرست الشيخ: 135 / 601.
535

وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء في ترجمته: له الكافي يشتمل على
ثلاثين كتابا منها: العقل، فضل العلم، التوحيد.. إلى أن قال: الزي
والتجمل، الروضة (1).
هذا ولكن في رياض العلماء في ترجمة العالم الجليل المولى خليل
القزويني: ومن أغرب أقواله القول بأن الكافي بأجمعه قد شاهده الصاحب
(عليه السلام) واستحسنه، وأنه كل ما وقع فيه بلفظ: (وروي) فهو مروي
عن الصاحب (عليه السلام) بلا واسطة، وان جميع أخبارها حق واجب العمل
بها، حتى أنه ليس فيه خبر للتقية ونحوها، وان الروضة ليس من تأليف
الكليني، بل هو من تأليف ابن إدريس وان ساعده في الأخير بعض
الأصحاب، وربما ينسب هذا القول الأخير إلى الشهيد الثاني، ولكن لم
يثبت (2)، انتهى.
ولا يخفى ما في الكلام الأخير بعد تصريح هؤلاء الاعلام واتحاد سياق
الروضة وسائر كتب الكافي وعدم وجود ما ينافيه وما به يصلح نسبته إلى الحلي
ونقل الأصحاب عنها قديما وحديثا كنقلهم عن غير ما من كتب الكافي والله
العاصم ومنه التوفيق.

(1) معالم العلماء: 99 / 666.
(2) رياض العلماء 2: 261.
536