الكتاب: مجمع البحرين
المؤلف: الشيخ الطريحي
الجزء: ٣
الوفاة: ١٠٨٥
المجموعة: علوم اللغة العربية
تحقيق: السيد أحمد الحسيني
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤٠٨ - ١٣٦٧ ش
المطبعة:
الناشر: مكتب النشر الثقافة الإسلامية
ردمك:
ملاحظات: أعاد بناءه على الحرف الأول من الكلمة وما بعده على طريقة المعاجم العصرية : محمود عادل

مجمع البحرين
للعالم المحدث الفقيه الشيخ فخر الدين الطريحي
المتوفى سنة 1085
أعاد بناءه على الحرف الأول من الكلمة وما بعده
على طريقة معاجم العصرية
محمود عادل
الربع الثالث (ض - ق)
دفتر نشر فرهنگ اسلامي
1

رجاء
بعد أن تم (بعون الله) إعادة بناء هذا الكتاب على الحرف
الأول من الكلمة وما بعده، على طريقة معاجم العصرية، نأمل
أن يتابع الآخرون التحرى للوصول إلى وثائق الحديث والخبر
وتصحيح الأغلاط التي نشأت من جراء تعدد النسخ والطباعة
وكذلك تبيين الايضاحات التي تتطلبها بعض الموضوعات، إن
لزم الامر.
دفتر نشر فرهنگ اسلامي
* مجمع البحرين
* تأليف: الشيخ فخر الدين الطريحي
* تحقيق: السيد احمد الحسيني
* 3000 نسخة
* الطبعة الثانية (1408 ه‍. ق 1367 ه‍. ش)
* الناشر: مكتب نشر الثقافة الاسلامية
2

* (ض) *
ض
الضاد حرف مستطيل مخرجه من
طرف اللسان إلى ما علا الأضراس،
ومخرجه من جانب الأيسر أكثر من
الأيمن، والعامة تخرجه من طرف اللسان
وبين الثنايا، وهي لغة حكاها الفراء.
قال: ومن العرب من يبدل الضاد ظاء
ومنهم من يعكس، وهذا وإن نقل في
اللغة وجاز استعماله في الكلام فلا يجوز
العمل به في كتاب الله تعالى، لان القراءة
سنة متبعة وهو غير منقول فيها - كذا
في المصباح.
ض أ ض أ
و (ضئضئ الشئ) أصله، ومنه
حديث علي: (سيخرج من ضئضئ هذا
قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من
الرمية).
ض أ ل
في حديث جبرئيل عليه السلام (وإنه
ليتضاءل من خشية الله) أي يتصاغر
تواضعا منه لله تعالى.
يقال تضاءل الشئ: إذا تقبض وانضم
بعضه إلى بعض فهو ضئيل أي نحيف دقيق
حقير.
ومنه حديث وصفه تعالى (هو إله
يتضاءل له المتكبرون).
وضؤل الشئ بالهمز وزان قرب فهو
ضئيل كقريب: صغير الجسم قليل اللحم.
ض أ ن
قوله تعالى * (ومن الضأن اثنين) *
[6 / 143] هو خلاف المعز من ذوات
الصوف من الغنم، الواحدة: ضأنة،
والذكر ضائن.
وعن ابن الأنباري: الضأن مؤنثة،
3

والجمع أضؤن مثل فلس وأفلس، وجمع
الكثرة ضئين مثل كريم.
وأضأن الرجل: كثر ضأنه.
ض ب ب
في الحديث: (إن رسول الله غدا
من منى ومن طريق ضب) وهو جبل
بلحف مسجد الخيف (1)، قال في القاموس
واللحف بالكسر أصل الجبل، وفي بعض
النسخ غير مشهورة (في طريق ضبب) على
التوصيف، أي في طريق منحدر.
والضب: دابة برية، والجمع
(ضباب) مثل سهم وسهام، و (أضبب)
مثل فلس وأفلس، والأنثى (ضبة) وهي
أنواع نقل من عجيب خلقه أن الذكر له
زبان والأنثى فرجان تبيض منهما.
و (الضبة) بالفتح والتشديد من
حديد أو صفر ونحوه يشعب بالاناء،
وجمعها (ضبات) كحبة وحبات.
وضببته - بالتشديد -: عملت له
ضبة، ومنه (إناء مضبب). وضبة الكوفة
وضبة البصرة قبيلتان.
وضبة اسم رجل.
و (الضباب) كسحاب جمع ضبابة
كسحابة وهو ندى يغشي الأرض بالغدوات
وفي الصحاح الضبابة سحابة تغشي الأرض
كالدخان.
وضبب البلد: كثر ضبابه. والضب:
داء في الشفة يسيل منه الدم.
ومن أمثالهم (رجل ضب خب)
أي جربز مراوغ.
ض ب ح
قوله تعالى: * (والعاديات ضبحا) *
[100 / 1] الضبح والضبيح واحد، وهو
ضرب من العدو، وقد مر شرح الآية
مستوفى في (عدا).
وأصبح لونه: تغير إلى السواد قليلا.
و (الضباح): بالضم صوت الثعلب.
ض ب ط
ضبط الشئ ضبطا من باب ضرب:
حفظه حفظا بليغا.
والضبط: الحزم.

(1) ضب بالفتح ثم التشديد، واحد الضباب: اسم الجبل الذي مسجد الخيف
في أصله. مراصد الاطلاع ص 864.
4

ومنه رجل ضابط: أي حازم.
ض ب ع
في حديث الغدير (ما يريد إلا أن
يرفع بضبع ابن عمه) الضبع كفرخ العضد.
وفي القاموس الضبع العضد كلها، أو
وسطها بلحمها، أو الإبط، أو ما بين
الإبط إلى نصف العضد من أعلاها.
ومن كلام علي عليه السلام في عثمان
(أمامه ثلاثة واثنان خمسة ليس لهم
سادس ملك يطير بجناحيه ونبي أخذ
بضبعيه) أي عضديه (وساع مجتهد وطالب
يرجو ومقصر في النار).
قال بعض الشارحين: قوله (ثلاثة
واثنان) ما الفائدة في ذلك. قلت: إن
ثلاثة من الخمسة من أصحاب العصمة،
واثنان من صنف آخر، والمعنى أن من
مشى على الأرض من صنف المكلفين خمسة
جبرئيل عليه السلام وغيره من الملائكة
والمراد من ساع مجتهد الأوصياء عليهم
السلام، ومن طالب يرجو شيعتهم، ومن
مقصر ما سوى الأربعة المكلفين الماشين
على الأرض.
و (الضبع) بضم الباء في لغة قيس
وتسكينها في لغة تميم حيوان معروف،
وهي أنثى، وقيل تقع على الذكر والأنثى
وربما قيل في الأنثى ضبعة بالهاء كما
قيل سبع وسبعة بالسكون مع الهاء
للتخفيف، والذكر ضبعان، والجمع
ضباعين كسرحان وسراحين.
قال في المصباح: ويجمع الضبع على
ضباع وبسكونها على أضبع.
ض ج ج
في الحديث (أربع بقاع ضجت إلى
الله تعالى) أي فزعت فصاحت، يقال
ضج يضج من باب ضرب: إذا فزع من
شئ يخافه فصاح وجلب.
وفي الصحاح ضج القوم إضجاجا:
إذا جلبوا وصاحوا، فإذا فزعوا من شئ
وغلبوا قيل ضجوا يضجون ضجيجا.
وسمعت ضجة القوم: أي جلبتهم،
ومنه قوله (ع) في الحجاج (ما أكثر
الضجيج وأقل الحجيج) كأنه يريد به
رفع الأصوات بالتلبية.
ض ج ر
يقال ضجر من الشئ ضجرا من باب
تعب فهو ضجر: أي اغتم وقلق منه،
5

وتضجر منه كذلك، وهو ضجور للمبالغة
وأضجرني فلان فهو مضجر.
وفي الحديث (إياك والكسل والضجر
إنه من كسل لم يؤد حقا ومن ضجر لم
يصر على حق).
ض ج ع
قوله تعالى: * (تتجافى جنوبهم عن
المضاجع) * [32 / 16] أي المراقد.
ومثله * (واهجروهن في المضاجع) *
[4 / 34] ولا تدخلوهن تحت اللحف.
قوله: * (لبرز الذين كتب عليهم
القتل إلى مضاجعهم) * [3 / 154] أي
لخرج الذين قدر الله عليهم القتل، وكتب
في اللوح المحفوظ إلى مضاجعهم ومصارعهم
ولا تنفع الإقامة في المدينة.
وفي الحديث (عجلوا موتاكم إلى
مضاجعهم) أي إلى قبورهم ومراقدهم.
وفيه (إختاروا لنطفكم فإن الخال
أحد الضجيعين) لعل المعنى فإن أخت
الخال أحد الضجيعين، فإذا كان شريفا
كان ابن الأخت أو بنت الأخت كذلك،
وإذا كان وضيعا كان الولد وضيعا.
والله أعلم.
وضجيع الرجل: الذي يصاحبه.
والمضجع بفتح الميم والجيم: موضع
الضجوع، والجمع مضاجع.
والمضاجعة بين الرجل والمرأة.
ومنه الحديث (ليس في المضاجعة
وضوء).
والضجعة بالكسر من الاضطجاع،
وهو النوم كالجلسة من الجلوس، وبفتحها
المرة الواحدة.
وفي الخبر (كانت ضجعة رسول الله
صلى الله عليه وآله أدما حشوها ليف).
أي ما كان يضطجع عليه، فيكون في
الكلام حذف تقديره كانت ذات ضجعة
أو نحو ذلك.
وضجع الرجل: أي وضع جنبه
بالأرض ضجعا وضجوعا فهو ضاجع،
واضطجع مثله، وفي افتعل لغتان للعرب
فمنهم من يدغم فيقول إضجع ومنهم من
لا يدغم فيقول إضطجع.
ض ح ح
في الخبر (لا يكون أحدكم بين
الضح والظل فإنه مقعد الشيطان) أي
يكون نصفه بالشمس ونصفه في الظل.
6

ض ح ض ح
و (الضحضاح) بفتح معجمتين
وسكون مهملة: مارق من الماء على
وجه الأرض ما يبلغ الكعبين
ض ح ك
قوله تعالى * (هو أضحك وأبكى) *
[53 / 43] أي خلق قوتي الضحك والبكاء
من السرور والحزن.
وقيل إطلاق الضحك على الله يراد
به لازمه وهو الرضا.
وقيل أضحك الأشجار بالأنوار،
وأبكى السحاب بالأمطار.
قوله * (وامرأته قائمة فضحكت) *
[11 / 71] أي حاضت.
وعن الفراء: الكلام مقدم ومؤخر
أي بشرناها بإسحاق فضحكت.
والضحك: ظهور الأسنان عند أمر
عجيب.
وضحك يضحك ضحكا.
وفيه أربع لغات - قاله الجوهري.
ورجل ضحكة كهمزة: كثير الضحك
بين الناس.
وضحكة وزان غرفة: يكثر الناس
الضحك منه.
والضاحكة: السن التي بين الأنياب
والأضراس وهي أربع.
والجمع ضواحك.
وضحك به مثل علم: إذا سخر منه
أو عجب فهو ضاحك، وضحاك مبالغة.
قال في المصباح: وبه سمي الضحاك بن
مزاحم.
يقال حملته أمه أربع سنين.
وقيل ستة عشر شهرا وهو مستغرب.
ض ح و، ى
قوله تعالى: * (والشمس وضحيها) *
[91 / 1] أي ضوئها إذا أشرقت.
قوله تعالى: * (وأخرج ضحاها) *
[79 / 29] أي نورها والضمير للشمس
و (ضحى الشمس). امتداد ضوئها
وانبساطه واشراقه.
قوله تعالى: * (ولا تضحى) * [20 / 119]
أي لا يصيبك فيها أذى الشمس وحرها.
قوله تعالى: * (والضحى) [93 / 1]
7

أي وقت ارتفاع الشمس، وخصه لقوة
النهار فيه، أو لتكليم موسى فيه، أو
أراد النهار لمقابلته بالليل.
قوله تعالى: * (يوم يرونها لم يلبثوا إلا
عشية أو ضحاها) * [79 / 46] قيل:
معناه * (يوم يرونها) * أي يعاينون القيامة
* (لم يلبثوا) * في الدنيا * (إلا عشية أو
ضحاها) * وقيل: معناه إذا رأوا الآخرة
صغرت الدنيا في أعينهم حتى كأنهم لم يقيموا
بها إلا مقدار عشية أو مقدار ضحى تلك
العشية. ومثله قوله: * (كأنهم يوم يرون
ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار) *
[46 / 35].
وفى الحديث: (أضح لمن أحرمت
له) (1) أي أظهر واعتزل الكن والظل.
يقال: (ضحيت للشمس وضحيت) إذا
برزت لها وظهرت. وفى الصحاح: يرويه
المحدثون أضح بفتح الألف وكسر الحاء
وإنما هو بالعكس - انتهى.
و (ضحوة النهار) بعد طلوع الشمس
قال الجوهري: ثم بعده الضحى وهي حين
تشرق الشمس، مقصورة تؤنث وتذكر
فمن أنث ذهب إلى أنها جمع ضحوة،
ومن ذكر ذهب إلى أنها اسم على فعل
مثل صرد، وهو ظرف غير متمكن مثل
سحر ويقال: (لقيته ضحى) إذا أردت
به ضحى يومك [لم تنونه]، ثم بعده
الضحاء ممدود مذكر وهو عند ارتفاع
النهار الأعلى، تقول منه: (أقمت بالمكان
حتى أضحيت).
وفى دعاء الاستسقاء: (حتى ضاحت
بلادنا واغبرت أرضنا) أي برزت
للشمس وظهرت بعد النبات فيها، من
(ضحيت للشمس) برزت، والمروي
عن علي (ع): (إن ضاحت جبالنا)
وسيجئ في محله انشاء الله تعالى.
والأضحى من الخيل: الأشهب والأنثى
ضحياء.
و (ضاحية كل شئ) ناحيته البارزة،
ومنه (ينزلون الضواحي) وفلان أضحى

(1) الكافي ج 4 ص 350.
8

يفعل كذا) كما تقول: (ظل يفعل كذا)
و (ضحى تضحية) إذا ذبح الأضحية
وقت الضحى يوم الأضحى، وهذا أصله
ثم كثر حتى قيل وضحى في أي وقت
كان من أيام التشريق، ويتعدى بالحرف
فيقال: (أضحيت بشاة).
وفى الأضحية لغات محكية عن الأصمعي
أضحية وإضحية بضم الهمزة وكسرها
وضحية على فعيلة والجمع ضحايا كعطية
وعطايا وأضحاة كأرطاة والجمع أضحى
كأرطى (1).
ض خ م
الضخم: الغليظ من كل شئ. يقال
ضخم الشئ بالضم ضخما وضخامة أي
عظم فهو ضخم، والجمع ضخام. مثل سهم
وسهام.
وامرأة ضخمة والجمع ضخمات
بالسكون لأنه صفة، وإنما يحرك إذا
كان اسما، مثل جفنات وتمرات.
ض خ ن
ضخنان بالفتح فالسكون: جبل
بناحية مكة، ممنوع من الصرف.
ض د د
قوله تعالى: * (ويكونون عليهم
ضدا) * [19 / 82] الضد واحد الأضداد
والضديد مثله، وقد يكون الضد جمعا
ومنه الآية الشريفة.
وضاده مضادة: إذا باينه مخالفة، ومنه
(لا مضاد له في ملكه).
والمتضادان: اللذان لا يجتمعان
كالليل والنهار.
وقولهم (لا ضد له ولا ضديد) أي
لا نظير له ولا كف ء له
ض ر ب
قوله: * (فضربنا على آذانهم) *
[18 / 11] أي أنمناهم، وقيل منعناهم
السمع، قيل وهذا من فصيحات القرآن
التي أقرت العرب بالقصور عن الاتيان
بمثلها.
قوله: * (ضربتم في الأرض) *

(1) ذكر في (عشر) و (وتر) و (نقص) و (عظم) شيئا في
الأضحى - ز -.
9

[5 / 106] أي سرتم فيها.
قوله: * (ضربت عليهم الذلة
والمسكنة) * [2 / 61] أي ألزموها،
ويقال هي محيطة بهم إحاطة البيت المضروب
على أهله، والذلة: الذل، والمسكنة:
فقر النفس، حتى قيل إنه لا يوجد يهودي
مؤسر ولا فقير غني النفس وإن تعمد
لإزالة ذلك.
قوله: * (ضرب لكم مثلا من
أنفسكم) * [30 / 28] الآية. قال المفسر:
أي أخذ لكم مثلا وانتزعه من أقرب
شئ منكم وهو أنفسكم، فمن لابتداء
الغاية. وقوله: * (هل لكم مما ملكت
أيمانكم من شركاء) * أي هل ترضون
لأنفسكم وعبيدكم أمثالكم بشر كبشر
وعبيد كعبيد إن يشاركوكم فيما رزقناكم
من الأموال تكونون أنتم وهم فيه على
السواء من غير تفرقة بينكم وبينهم تهابون
أن يستبدوا بالتصرف دونكم كما يهاب
بعضكم من الأحرار، فإذا لم ترضوا
بذلك لأنفسكم فكيف ترضون لرب
الأرباب ومالك الرقاب من العبيد والأحرار
وأن تجعلوا بعض عبيده له شريكا.
قوله: * (وضرب لنا مثلا) *
[36 / 78] أي وصف وبين، وكذا نظائر هما
قوله: * (ولقد ضربنا للناس في
هذا القرآن من كل مثل) * [30 / 58]
أي ولقد وصفنا كل صفة كأنها مثل في
غرابتها، وقصصنا عليهم كل قصة عجيبة
ولكن لقسوة قلوبهم وعنادهم إذا جئتهم
بآية من آيات القرآن قالوا جئتنا بزور
وباطل.
قوله: * (أفنضرب عنكم الذكر
صفحا) * [43 / 5] أي نصرف، يقال
ضربت عنه وأضربت عنه بمعنى، وأصله
أن الراكب إذا أراد أن يصرف دابته
ضربها، فوضع الضرب موضع الصرف.
قوله: * (فقلنا اضرب بعصاك الحجر
فانفجرت) * [2 / 60] الآية. قيل عطش
قوم موسى في التيه فاستسقى لهم فأوحى
الله تعالى إليه بقوله: * (اضرب بعصاك
الحجر) * الآية. ويتم الكلام في (حجر).
قوله: * (ويضرب الله الحق والباطل) *
[13 / 17] أي يضرب مثلا لهما.
قوله * (واضرب لهم مثلا) * [81 / 32]
أي اذكر لهم مثلا، وضرب المثل: اعتبار
10

الشئ بغيره.
وفي الحديث: (نهى رسول الله
أن يضرب أحد من المسلمين خلاء تحت
شجرة) أي أن يجعل خلاء تحت شجرة
يريد بها قضاء الحاجة.
وضربت عليه خراجا: أي جعلته
عليه وظيفة، والاسم الضريبة، ومنه
ضريبة العبد، وهو ما يؤدي لسيده من
الخراج المقدر عليه، وهي فعيلة بمعنى
مفعولة، تجمع على ضرائب. ومنه حديث
كسب الحجام: (كم ضريبتك).
وفيه: (كان المولى يأخذ من العبد
فريضة ضربها) أي قدرها عليه.
وضرب يده في الماء: أي أدخلها
وجعلها فيه.
وضرب بيده فأكل: أي مد يده
إلى الزاد فأكل.
وفي الحديث: (ضربوا كتاب الله
بعضه ببعض) أي خلطوا بعضه ببعض فلم
يفرقوا بين المحكم والمتشابه والناسخ
والمنسوخ والمطلق والمقيد والمجمل والمبين
أخذا من قولهم: ضربت اللبن بعضه
ببعض.
وفيه: (الدعاء حتى تطلع الشمس
أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض)
أي من السير فيها لطلب الرزق والتجارة.
يقال ضرب في الأرض ضربا وضربانا خرج
تاجرا أو غازيا، ويقال ضربت في الأرض
أي سافرت، وفي السير أي أسرعت،
وضربت عن الامر أي أعرضت عنه أي
تركا وإهمالا، وضربت عنقه: قطعته.
وضرب الفحل الناقة: نزا عليها.
وفيه (ضراب الفحل من السحت)
أي حرام، والمراد الأجرة لا الضراب
نفسه، قيل وهو عام في كل فحل.
و (اضربوا مشارق الأرض) أي
سيروا فيها كلها.
والضرب: العسل الأبيض الغليظ،
وبالتحريك أشهر.
ومنه الحديث (الرجل يجنب فيصيب
جسده ورأسه الخلوق والطيب والشئ
اللزق مثل علك الروم والضرب وما أشبه).
والضرب: الصنف من الشئ.
وضرب أي شئ: مثل أي شئ.
وما أقل ضربك في دهرنا: أي
مثلك.
11

ولا كثر الله في المؤمنين ضربك:
أي مثلك.
وأردت أن أضرب على يده: أي
أعقد معه البيع، لان من عادة المتبايعين
أن يضرب أحدهما في يد الآخر عند العقد.
وفي قضاء علي (ع): (فلما تقدما
المصطبة ليقطعا يد الرجل ضربا الناس
حتى اختلطوا) أي دخلا فيهم.
والضربان: شدة الالم الذي يحصل
في الباطن، من قولهم ضرب الجرح ضربانا
إذا اشتد وجعه وهاج ألمه. ومنه (أجد
في بطني أذى وضربانا).
وضرب العرق ضربا وضربانا:
إذا تحرك بقوة.
والضرب بالعود: اللعب به،
والمضراب: الذي يضرب به العود.
و (المضاربة) مفاعلة من الضرب
في الأرض والسير فيها للتجارة، وهي أن
يدفع الشخص إلى غيره مالا من أحد
النقدين المسكوكين لتصرف في ذلك بالبيع
والشراء على أن له حصة معينة من ربحه.
وضربت الخيمة: نصبتها.
وضرب الحساب على وجوه أحدها:
تكرار أحد المضروبين بعدة آحاد المضروب
الآخر كالثلاثة في الأربعة، فإن شئت كررت
الثلاثة أربع مرات فتصير اثنى عشر، وإن
شئت كررت الأربعة ثلاث مرات فتصير كذلك.
ومن كلام علي (ع): (ولقد
ضربت أنف هذا الامر وعينه) (1) أي تحققت
المعرفة به، وذكر العين والأنف مثل،
وذلك لان المتعرف من عادته يمعن النظر
في الانف والعينين من الوجه.
و (مضرب السيف) بفتح الراء
وكسرها: المكان الذي يضرب به منه،
وقد يؤنث فيقال (مضربة).
والمضرب: الفسطاط العظيم - قاله
في القاموس. ومنه (فتوجهت إلى مضربه).
وبساط مضرب: أي مخيط.
والمضربة أحد قلانس النبي صلى الله عليه وآله
التي كان يلبسها في الحرب، ويقال لها
ذات الاذنين.
واضطربت الأمور: اختلفت.

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 90.
12

والمال المضطرب: الذي لم يبق
على حالة واحدة، ومنه (ليس في المال
المضطرب زكاة).
واضطرب أمره: اختل، ومنه
حديث مضطرب السند أو المتن، ففي
السند كأن يرويه الراوي تارة عن أبيه
عن جده وتارة عن جده بلا واسطة وثالثة
عن ثالث غيرهما، وفي المتن كحديث
اعتبار الدم المشتبه بالقرحة فتارة يرويه
بخروجه من الجانب الأيمن فيكون حيضا
وتارة بالعكس.
واضطربت الشاة: تحركت وضرب
بعضها بعضا من الاضطراب، وهو الحركة
والموج.
والمضطربة في الحيض: التي ليست
لها عادة أو كانت ونسيتها، وتسمى المتحيرة
وضرب الشئ: مثله وشكله.
والضرائب: الاشكال.
والضرباء: الأمثال.
والضرباء: جمع ضريب.
ض ر ج
في الحديث (كره الصلاة في المشبع
بالعصفر المضرج بالزعفران) أي الملطخ
به، من التضريج وهو التدمية والتلطيخ،
يقال تضرج بالدم: أي تلطخ به.
ومنه ضرجت الثوب تضريجا: إذا
صبغته بالحمرة، وهو دون المشبع وفوق المورد.
وضرج أنفه بالدم: أي أدماه.
ض ر ح
في الحديث (أمر الله ملكا من
الملائكة أن يجعل له بيتا يسمى الضراح)
هو بالضم قيل البيت المعمور في السماء
الرابعة (1)، من المضارحة وهي المقابلة
والمضارعة، ومن رواه بالصاد فقد صحف
وفيه: (إن الله قال للملائكة:
إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل
فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء - الآية
فردوا على الله هذا الجواب فندموا ولاذوا
بالعرش واستغفروا، فأحب الله أن يتعبد
بمثل ذلك فوضع في السماء الرابعة بيتا
بحذاء العرش يسمى الضراح، ثم وضع

(1) في معجم البلدان ج 3 ص 455: وقيل هي الكعبة رفعها الله وقت الطوفان
فسميت بذلك لضرجها عن الأرض اي بعدها.
13

في السماء الدنيا بيتا ويسمى البيت المعمور
بحذاء الضراح، ثم وضع هذا البيت بحذاء
البيت المعمور) (1) ومنه يعلم أن البيت
المعمور في السماء الدنيا وأن البيوت ثلاثة
والله أعلم.
والضريح: الشق في وسط القبر واللحد
في الجانب، فعيل بمعنى مفعول، والجمع
ضرائح.
وقد ضرحت ضرحا: إذا حفرته،
من الضرح وهو الشق في الأرض.
ض ر ر
قوله تعالى: * (لا تضار والدة بولدها
ولا مولود له بولده) * [2 / 233] أي لا تضار
بنزع الرجل الولد عنها ولا تضار الأم
الأب فلا ترضعه.
وفي الحديث عن أبي عبد الله عليه
السلام (لا تضار بالصبي ولا يضار بأمه
في رضاعه، وليس لها أن تأخذ في رضاعه
فوق حولين كاملين) (2).
قوله: * (ولا يضار كاتب ولا شهيد) *
[2 / 282] فيه قراءتان: إحداهما لا
يضارر بالاظهار والكسر والبناء للفاعل
على قراءة أبي عمرو، فعلى هذا يكون
المعنى لا يجوز وقوع المضارة من الكاتب
بأن يمتنع من الإجابة أو يحرف بالزيادة
والنقصان وكذا الشهيد، وثانيهما قراءة
الباقين ولا يضار بالادغام والفتح والبناء
للمفعول، فعلى هذا يكون المعنى لا يفعل
بالكاتب والشهيد بأن يكلفا قطع مسافة
بمشقة من غير تكلف بمؤنتهما أو غير ذلك.
قوله: * (ولا تمسكوهن ضرارا) *
[2 / 231] أي مضارة، كان يطلق الرجل
حتى إذا كاد أن يحل أجلها راجعها ثم
يفعل ذلك ثلاث مرات.
قوله: * (والذين اتخذوا مسجدا
ضرارا) * [9 / 107] أي مضارة للمؤمنين
من أصحاب مسجد قبا وتفريقا لأنهم
كانوا يصلون مجتمعين في مسجد قبا،
وسبب نزول الآية - على ما روي - أن
بني عمرو بن عوف لما بنوا مسجد قبا
بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
أن يأتيهم فأتاهم وصلى فيهم فحسدهم
أخوتهم بنو عثم بن عوف وقالوا نبني
مسجدا ونرسل إلى رسول الله صلى الله

(1) الكافي ج 4 ص 187 - 188. (2) البرهان ج 1 ص 224.
14

عليه وآله يصلي فيه ويصلي فيه أبو عامر
الراهب أيضا، فبنوا مسجدا بجنب مسجد
قبا وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله
وهو يتجهز إلى تبوك إنا قد بنينا مسجدا
لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة
الشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا
فيه وتدعو لنا بالبركة فقال صلى الله عليه
وآله: إني على جناح السفر ولو قدمنا
إنشاء الله أتيناكم وصلينا لكم فيه، فلما
قدم من تبوك أنفذ رسول الله صلى الله
عليه وآله إلى هذا المسجد فأهدمه وحرقه.
وروي أنه بعث عمار بن ياسر ووحشيا
فحرقاه، وأمر صلى الله عليه وآله أن
يتخذ مكانه كناسة تلقى فيها الجيف،
قيل كانوا اثنى عشر رجلا من المنافقين
وقيل خمسة عشر (1).
قوله: * غير أولي الضرر) * [4 / 95]
أي من به علة تمنعه من الجهاد كالرماثة
والمرض، فإنهم يساوون المجاهدين.
قوله: * (وأيوب إذ نادى ربه أني
مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) * [21 / 83]
قال الشيخ أبو علي: الضر بالضم الضرر
في النفس من مرض وهزال وبالفتح الضرر
من كل شئ. ألطف في السؤال حيث ذكر
عن نفسه ما يوجب الرحمة وذكر ربه بغاية
الرحمة، وكنى عن المطلق * (فكشفنا ما به
من ضر) * أي من الأمراض والأوجاع،
وكان أيوب كثير الأولاد والأموال، فابتلاه
الله بذهاب أمواله وأولاده والمرض في
بدنه ثلاثة عشر سنة أو سبع سنين وسبعة
أشهر، فلما كشف الضر عنه أحيى ولده
ورزقه مثلهم نوافل منهم.
والضر بالضم: سوء الحال، وبالفتح
ضد النفع.
وقد ضره وضاره بمعنى أضر به.
وضاره ضيرا من باب باع، والضرورة
بالفتح الحاجة.
ومنه (رجل ذو ضرورة) أي ذو
حاجة.
وقد اضطر إلى الشئ: أي لجأ إليه.
قوله: * (أم من يجيب المضطر إذا
دعاه) * [27 / 62] المضطر الذي أحوجه

(1) انظر التفاصيل في تفسير علي بن إبراهيم ص 280 - 281.
15

مرض أو فقر أو نازلة من نوازل الأيام
إلى التضرع إلى الله تعالى.
وفي الخبر (نهى عن بيع المضطر)،
ومثله (لا تبع من مضطر) قيل هذا
يكون من وجهين: أحدهما أن يضطر
إلى العقد من طريق الاكراه عليه، وهذا
بيع فاسد لا ينعقد. والثاني أن يضطر
إلى البيع لدين ركبه أو مؤنة ترهقه
فيبيع ما في يده بالوكس للضرورة،
وهذا سبيله في حق الدين والمروءة أن
لا يباع في هذا الوجه ولكن يعان ويقرض
إلى ميسرة أو تشترى سلعة بقيمتها، ومعنى
البيع هنا المبايعة أو قبول البيع والشرى.
و (المضطر) مفتعل من الضر، وأصله
مضترر، فأدغمت وقلبت التاء طاء لاجل
الضاد.
وفي حديث الشفعة (قضى رسول الله
صلى الله عليه وآله بالشفعة بين الشركاء
في الأرضين والمساكن وقال: لا ضرر
ولا ضرار في الاسلام) يقال ضره ضرارا
وأضربه إضرارا الثلاثي متعد والرباعي
متعد بالباء، أي لا يضر الرجل أخاه
فينقصه شيئا من حقه، والضرار فعال من
الضر أي لا يجازيه على إضراره بادخال
الضرر عليه. والضرر فعل الواحد، والضرر
فعل الاثنين والضرر: ابتداء الفعل والضرر
الجراء عليه. وقيل الضرر ما تضربه صاحبك
وتنتفع أنت به، والضرار أن تضره من غير أن
تنتفع أنت به. وقيل هما بمعنى والتكرار
للتأكيد. وفي بعض النسخ (ولا إضرار)
ولعله غلط (1).
والمضارة في الوصية: أن لا تمضي
أو ينقص بعضها أو تمضى لغير أهلها
ونحوها مما يخالف السنة.
ومن أسمائه تعالى (الضار) وهو الذي
يضر من يشاء من خلقه حيث هو خالق
الأشياء كلها خيرها وشرها ونفعها وضرها
والضرائر جمع ضرة هن زوجات
الرجل لان كل واحدة تضر بالأخرى
بالغيرة والقسم.
وفي حديث الرسول صلى الله عليه وآله
مع خديجة (فإذا قدمت على ضرائرك
فاقرأيهن عنا السلام) وفيه إشعار بأنهن
أزواج النبي صلى الله عليه وآله في

(1) كذا ورد مع الألف في من لا يحضر ج 3 ص 45.
16

الآخرة، وسماهن ضرائر باعتبار المآل
كما قال: * (أراني أعصر خمرا) *
والله أعلم.
وفيه (لا يضره أن يمس من طيب
إن كان له) قيل هذه كلمة تستعملها
العرب ظاهرها الإباحة ومعناها الحث
والترغيب.
وفيه (فجاء ابن أم مكتوم يشكو
ضرارته) الضرارة هنا هي العمى، وكان
الرجل ضريرا، وهي من الضر الذي هو
سوء الحال.
والضروري يطلق على ما يرادف
البديهي والقطعي واليقيني
ض ر س
في الحديث (مشط اللحية يشد
الأضراس) (1) هي جمع ضرس، وهو
مذكر ما دام له هذا الاسم، لان الأسنان
إناث إلا الأضرس والأنياب، وربما جمع
على ضروس.
وفي الحديث (لم يعض على العلم
بضرس قاطع) (2) أي لم يتقنه على اليقين
ولم يحكم أموره، والكلام استعارة
و (فيه كأنما نشأ من ضرس قاطع)
يعني انه ماض في الأمور نافذ العزيمة.
والضرس: الصعب السئ الخلق.
ومنه (إن النبي اشترى من رجل فرسا
كان اسمه الضرس فسماه السكب أول ما
غزى عليه أحد).
ومنه يقال فلان ضرس وضريس،
وفلان ضرس من الأضراس: أي داهية
وهو في الأصل أحد الأسنان فاستعاروه.
والضروس: الناقة السيئة الخلق
تعض حالبها.
ومنه كلامه عليه السلام في عبد الملك
ابن مروان (كأني به قد نعق بالشام
وفحص براياته في ضواحي كوفان،
فعطف عليها عطف الضروس) (3) وذلك
لأنه ظهر بالشام حين جعله أبوه خليفة
من بعده، وسار إلى الكوفة لقتال مصعب
ابن الزبير، وقد كان بمكة فقتله وهدم
الكعبة وقتل خلقا كثيرا من العرب.
وحصاة مضرسة: غير متساوية الجسم.

(1) الكافي ج 6 ص 488. (2) نهج البلاغة ج 1 ص 49.
(3) نهج البلاغة ج 2 ص 30.
17

ض ر ط
الضراط معروف، وهو بالضم،
وضرط ضرطا من باب تعب.
ض ر ع
قوله تعالى: * (ليس لهم طعام إلا
من ضريع) * [88 / 6] قيل هو نبت
بالحجاز مشوم له شوك كبار، يقال له
الشبرق تأكله الإبل يضرها ولا ينفعها.
قال الشيخ أبو علي: وإنما سمي
ضريعا لأنه يشتبه عليها أمره فتظنه كغيره
من النبت، والأصل في المضارعة المشابهة.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله
أنه قال: الضريع شئ يكون في النار
يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة
وأشد حرا من النار.
وتضرع إلى الله: ابتهل إليه وتذلل.
وتضرع: خضع وذل.
والتضرع: المبالغة في السؤال والرغبة.
وضرع له يضرع بفتحتين ضراعة
فهو ضارع: ذل وخضع.
وضرع ضرعا من باب تعب لغة.
والتضرع: رفع اليدين والتضرع بهما.
وفي الحديث (التضرع تحريك الأصابع
يمينا وشمالا).
وفي آخر (التضرع تحرك السبابة
اليمنى يمينا وشمالا).
وضرع ضرعا وزان شرف شرفا:
ضعف.
والفعل المضارع: ما فيه أحد الزوائد
الأربع يجمعها قولك (أنيت) أو (نأتي).
والضرع لكل ذات ظلف أوخف كالثدي
للمرأة.
وقولهم (لا سهم للضرع) محركة
هو الصغير الذي لا يصلح للركوب أو
الضعيف.
ض ر غ م
الضرغام: الأسد، ويستعار للرجل
الشجاع.
ض ر م
في الحديث (الفويسقة تضرم البيت
على أهله) أي تحرقه عليهم، من الضرام
بالكسر، وهو اشتعال النار في الحلفاء
ونحوها، يقال ضرمت النار من باب تعب،
وتضرمت واضطرمت إذا التهبت.
وأضرم النار: أوقدها.
وأضرمتها أنا إضراما، وضرمتها
18

شدد للمبالغة.
وضرم الشئ بالكسر: اشتد حره.
والضرم بالحركة: النار.
والضرمة أيضا: حشيش يحترق سريعا
ض ر و، ى
في حديث علي (ع): (يمشون الحفاء
ويدنون الضراء) وهو بتخفيف الراء
والمد والفتح: الشجر الملتف، يريد المكر
والخديعة - قاله في النهاية. وفيه نهى عن
الشرب في الاناء الضاري وهو الذي
ضرى بالخمر وعود بها فإذا جعل فيه العصير
صار خمرا.
والضاري من الكلاب ما لهج بالصيد.
يقال: ضري بالشئ كتعب ضراوة
اعتاده واجترى عليه فهو ضار، وكلبة
ضارية ويعدى بالهمز والتضعيف فيقال:
أضريته وضريته.
و (الذئب الضاري) الذي اعتاد أكل
لحوم الناس.
و (عرق ضري) لا يكاد ينقطع دمه.
ض ع ض ع
في الحديث (من تضعضع لسلطان
جائر طمعا فيه كان قرينه في النار (أي
خضع وذل.
ومثله في آخر (ما تضعضع امرئ
لآخر) يريد به غرض الدنيا (إلا ذهب
ثلثا دينه).
و (تضعضع بهم الدهر فصاروا في
ظلمات القبور) أي أذلهم.
وضعضعه: هدمه حتى الأرض.
وتضعضعت أركانه: أي اتضعت.
ض ع ف
قوله تعالى * (فأولئك هم المضعفون) *
[30 / 39] قال المفسر: هو التفات حسن
كأنه قال: فأولئك الذين يريدون وجه
الله بصدقاتهم هم المضعفون، فهو أمدح
لهم من أن يقول فأنتم المضعفون، والضمير
الراجع إلى ما محذوف أي هم المضعفون به.
قوله * (لأذقناك ضعف الحياة وضعف
الممات) * [17 / 75] يعني عذاب الدنيا
والآخرة متضاعفين.
والضعف من أسماء العذاب.
ومنه قوله * (لكل ضعف) * [7 / 37]
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله
عليه وآله معصوم، وإنما هو تخويف لئلا
19

يركن مؤمن إلى مشرك.
وقوله * (جزاء الضعف) * [34 / 37]
يريد المضاعفة.
قوله * (أضعافا مضاعفة) * [3 / 130]
أي أمثالا كثيرة متزايدة.
قوله * (سفيها أو ضعيفا) * [2 / 282]
قيل الضعيف أي في العقل بأن كان صبيا
أو كبيرا لا يعقل.
وفي توقيع أبي الحسن عليه السلام
وقد سئل عن الضعيف فقال (الضعيف من
لم تدفع إليه حجة ولم يعرف الاختلاف
فإذا عرف الاختلاف فليس بضعيف)
وعلى هذا فالضعيف: الأبله.
قوله * (هم المضعفون) * [30 / 29]
أي ذو ضعاف من الحسنات كما يقال
رجل مقو أي صاحب قوة، وموسر أي
صاحب يسار.
قوله * (وما لكم لا تقاتلون في سبيل
الله والمستضعفين من الرجال والنساء
والولدان) * [4 / 97] قوله والمستضعفين
قيل هو إما مجرور عطف على سبيل الله
أي في سبيل الله وفي خلاص المستضعفين،
أو منصوب على الاختصاص بمعنى واختص
في سبيل الله خلاص المستضعفين، لأنه
من أعظم الخيرات.
قيل: والمراد بهم الذين أسلموا
بمكة وصدهم المشركون عن الهجرة،
فبقوا بين أظهرهم يلقون منهم الأذى
ويدعون الله بالخلاص ويستغفرونه.
قوله * (ونريد أن نمن على الذين
استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة
ونجعلهم الوارثين) * [28 / 5] قال الشيخ
أبو علي: * (ونريد أن نمن) * جملة
معطوفة على الكلام المتقدم أي ونحن
نريد حكاية حال ماضية، ويجوز أن
يكون حالا من يستضعف أي يستضعفهم
فرعون ونحن نريد أن نمن عليهم ونجعلهم
أئمة متقدمين في الدين والدنيا وقادة في
الآخرة يقتدى بهم ونجعلهم الوارثين
يرثون فرعون وقوسه وملكهم.
وعن بعض المفسرين: المستضعفون
في الأرض (محمد صلى الله عليه وآله
وأهل بيته) و (فرعون) و (هامان):
الأول والثاني وهما (تيم) و (عدي)
وجنودهما: من تابعهما، وذلك في دولة
القائم عليه السلام فهناك يحصل الامن
20

التام بعد الخوف الشديد في البلاد والعباد
ويستمر إلى يوم القيامة.
ومثلها قوله تعالى * (وعد الله الذين
آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في
الأرض) * [24 / 55] الآية.
وقوله * (يوم نحشر من كل أمة
فوجا) * [77 / 83] حيث جعل بعض
المفسرين من للتبعيض.
وقوله * (ثم بعثناكم من بعد موتكم
لعلكم تشكرون) * [2 / 56] فإن الشكر
إنما يكون في الدنيا لأنها دار تكليف.
وقوله * (وإذا وقع القول عليهم
أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن
الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) * [27 / 82]
فإن المراد بالآيات على ما ذكره البعض:
العلامات التي تكون عند القائم عليه
السلام ورجوع من أمر الله برجوعهم
إلى الدنيا.
وقوله * (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى
دون العذاب الأكبر) * [32 / 21] فإن
العذاب الأدنى على ما جاء في الرواية
عذاب الرجعة، والعذاب الأكبر عذاب
يوم القيامة، هذا.
وأما أحاديث أهل البيت في هذا
الباب فأكثر من أن تحصى.
وفي الحديث (إن الله ليبغض المؤمن
الضعيف) قيل: المراد (الضعيف الايمان)
والمراد: انه يعامله معاملة المبغض كما
مر نظيره مرارا.
وفيه (إتقوا الله في الضعيفين) يعني
اليتيم والنساء كما جاءت به الرواية عنهم
عليهم السلام.
وفيه (رأيت في أضعاف الثياب طينا)
أي في أثنائها كما يقال وقع لفلان في
أضعاف كتابه أي في أثناء السطور
والحواشي.
والضعف: خلاف القوة.
وقد ضعف عن الشئ أي عجز من
احتماله فهو ضعيف.
وأضعفه غيره.
وقوم ضعاف وضعفاء.
واستضعف الشئ: عده ضعيفا.
وفلان ضعيف مضعف، يعني ضعيفا
في بدنه مضعفا في دابته.
والضعف في كلام العرب: المثل فما
زاد، وليس بمقصور على المثلين.
21

وأقل الضعف محصور في الواحد
وأكثره غير محصور.
أما لو قال في الوصية (أعطوه ضعف
نصيب ولدي) أعطي مثليه.
ولو قال (ضعفيه) أعطى ثلاثة أمثال
حتى لو حصل للابن مائة أعطى مائتين
في الضعف والثلاثمائة في الضعفين، وعلى
هذا جرى عرف الناس واصطلاحهم،
والوصية تحمل على العرف لا على
دقايق اللغة.
وفي الحديث (تضعف صلاة الجماعة
على صلاة الفرد خمسا وعشرين درجة)
أي تزيد عليها من ضعف الشئ: زاد.
وأضعفته وضعفته وضاعفته بمعنى
واحد.
والمستضعف هو الذي لا يستطيع
حيلة الكفر فيكفر، ولا يهتدي سبيلا
إلى الايمان كالصبيان ومن كان من الرجال
مثل عقول الصبيان مرفوع القلم عنهم.
وعن بعض الشارحين: المستضعف
من لا يعتقد الحق ولا يعاند أهله ولا
يوالي أحدا من الأئمة ولا من غيرهم،
وليس من قسم المستضعف من يعتقد الحق
ولا يعرف دليله التفصيلي، فإن ذلك من
جملة المؤمنين ولعدم كونه منافقا كما
دل عليه الحديث.
وفي الحديث (سئل عن المستضعفين
فقال: البلهاء في خدرها والخادم،
تقول لها صلي فتصلي لا تدري إلا ما قلت
لها والكبير الفاني والصبي الصغير).
ض غ ث
قوله تعالى: * (وخذ بيدك ضغثا
فأضرب به ولا تحنث) * [38 / 44] الضغث
بالكسر والفتح: قبضة الحشيش المختلط
رطبها ويابسها، ويقال ملاء الكف من
القضبان والحشيش أو الشماريخ. قوله
* (فاضرب به ولا تحنث) * وذلك أنه حلف
على امرأته بقول أنكره منها إن عوفي
ليضربنها مائة جلدة، فرخص الله له في
ذلك تحلة يمينه ورفقا بها، لأنها لم
تقصد معصيته.
وفي الحديث: (أتى رسول الله صلى الله عليه وآله
برجل احتبن قد استسقى بطنه وبدت عروق
فخذيه وقد زنى بامرأة مريضة، فأمر
رسول الله صلى الله عليه وآله بعرجون فيه مائة شمراخ
فضربه ضربة واحدة وخلى سبيلهما،
22

وذلك قول الله عز وجل * (وخذ بيدك
ضغثا فاضرب به ولا تحنث) * (1).
قوله: * (أضغاث أحلام) * [12 / 14]
أي أخلاط أحلام، مثل أضغاث الحشيش،
يجمعها الانسان فيكون منها ضروب
مجتمعة، واحدها ضغث، ويقال أضغاث
أحلام: الرؤيا التي لا يصح تأويلها
لاختلاطها.
وضغثت الشئ ضغثا من باب
نفع: جمعته، ومنه (الضغث).
ومن كلام بعضهم (يمشي معي
ضغثان من نار أحب إلي من أن يسعى
غلامي خلفي) أي حزمتان من حطب،
واستعارهما للنار يعنى أنهما قد اشتعلتا
وصارتا نارا.
ض غ ط
في الحديث (قل من يسلم من ضغطة
القبر) أي من عصرته وشدته.
الضغطة بالضم: الشدة والمشقة.
وضغطه ضغطا من باب نفع: زحمه إلى
حائط ونحوه وعصره، ولعل منه الحديث
لأنه يضيق على الميت ويوسع له.
وفي الخبر (لتضغطن على باب الجنة)
أي لتزاحمون عليها.
وفي حديث سليمان في الحج (قلت:
كيف صار التكبير يذهب بالضغاط هناك؟
قال: لان قول العبد الله أكبر معناه الله
أكبر أن يكون مثل الأصنام المنحوتة
والآلهة المعبودة دونه، وإن إبليس
وشياطينه يضيق على الحاج مسلكهم في
ذلك الموضع، فإذا سمع التكبير طار
مع شياطينه وتبعتهم الملائكة حتى يقعوا
في اللجة).
ض غ ن
قوله تعالى * (يخرج أضغانكم) *
[47 / 37] الضغن والضغينة: الحقد،
وهو ما في القلوب مستكن من العداوة.
وقد ضغن عليه ضغنا.
وتضاغن القوم واضطغنوا: انطووا
على الأحقاد.
ض ف د ع
قوله تعالى: * (والضفادع والدم) *
[7 / 133] هي جمع ضفدع كخنصر
حيوان معروف، والأنثى ضفدعة، وربما

(1) الكافي ج 7 ص 244 مع تغيير في بعض الألفاظ.
23

قيل ضفدع بفتح الدال قيل وأنكره
الخليل وجماعة. نقل أنه لما نقض قوم
فرعون ما آمنوا به وعادوا إلى خبث
أعمالهم بعث الله عليهم الضفادع فامتلأت
منها بيوتهم وأبنيتهم، وكانت تدخل في
فرشهم وبين ثيابهم وأطعمتهم فلا يكشف
أحد طعاما ولا إناء إلا ويجد فيه الضفادع
وكان الرجل يجلس في الضفادع إلى ذقنه
ويهم أن يتكلم فيثب الضفدع في فيه،
وكانت تلقى نفسها في القدر وهي تغلى
فتفسد طعامهم وتطفئ نيرانهم إلى غير
ذلك من البلاء الشديد، فضجوا وصاحوا
وسألوا موسى فقالوا: أدع لنا ربك
يكشفها عنا، فدعا ربه فرفع الله عنهم
الضفادع فأقاموا شهرا في عافية، ثم نقضوا
العهد وعادوا إلى كفرهم فأرسل الله
عليهم الدم.
وفي الحديث (نهى رسول الله صلى
عليه وآله عن قتل ستة) وعد منها الضفدع
وذلك لأنه لما أضرمت النار على إبراهيم
شكت هوام الأرض إلى الله فاستأذنته ان
تصب عليها الماء فلم يأذن لشئ منها إلا
الضفدع.
ض ف ر
في حديث علي عليه السلام (إن طلحة
نازعه في ضفيرة ضفرها) الضفيرة مثل المسناة
المستطيلة المعمولة بالخشب والحجارة
كالحائط في وجه الماء، وضفرها عملها
من الضفر النسج.
والضفيرة والضفر: نسج الشعر وغيره
عريضا.
والضفيرة أيضا: العقيصة.
والضفيرة: الذؤابة، والجمع ضفائر.
وتضافروا على الشئ: تعاونوا عليه
ض ف ف
قوله عليه السلام (في وصف الطاوس
(ضفتي جفونه) (1) أي جانباه.
ض ف و
(ثوب ضاف) أي سابغ من الضفو
السبوغ، يقال: ضفا الثوب يضفو ضفوا
فهو ضاف أي تام واسع، و (فلان في
ضفوة من عيشه) و (رجل ضاف الرأس)
كثير شعر الرأس - قاله الجوهري.

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 307.
24

ض ل ع
في الدعاء (وأعوذ بك من ضلع
الدين) أي ثقله وميله عن الاستواء
والاعتدال، يقال ضلع بالفتح يضلع
ضلعا بالتسكين: أي مال عن الحق.
وحمل مضلع: أي مثقل.
والضلع بالتحريك الاعوجاج خلقة
يقال ضلع بالكسر يضلع ضلعا بالتحريك
من باب تعب اعوج، فهو ضلع.
والضلع من الحيوان بكسر الضاد
وفتح اللام، وهي أنثى وجمعها أضلع
وأضلاع وضلوع.
وتضلع الرجل: امتلأ شبعا وريا.
ومنه حديث ماء زمزم (شرب حتى
تضلع) أي أكثر من الشرب حتى تمدد
جنبه وأضلاعه.
وأضلع المضيق: أي جعل مضيق
الطريق وعرا مائلا عن الاستقامة.
والاضطلاع من الضلاعة، وهي القوة.
واضطلع بهذا الامر: أي قدر عليه،
كأنه قويت عليه ضلوعه بحمله.
ومنه (مضطلع بالإمامة).
وفي وصفه صلى الله عليه وآله (إنه
كان ضليع الفم) (1) أي عظيمه، وقيل
واسعه، والعرب تحمد عظم الفم وتذم
صغره، وقيل هو عظم الأسنان.
ض ل ل
قوله تعالى * (أضل أعمالهم) * [47 / 1]
أي أبطلها.
قوله * (ووجدك ضالا فهدى) *
[93 / 7] أي لا تعرف شريعة فهدى.
مثل قوله * (وعلمك ما لم تكن تعلم) *
[4 / 112].
وروي أنه ضل في صباه في بعض
شعاب مكة فرده أبو جهل إلى عبد المطلب.
قوله * (أن تضل إحديهما) * [2 / 282]
أي تغفل وتسهو.
قوله * (وضل عنكم ما كنتم تزعمون) *
[6 / 94] أي ضاع وبطل.
قوله * (وما كان الله ليضل قوما بعد
إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون) *
[9 / 116] أي يبين لهم ما يرضيه وما

(1) مكارم الاخلاق ص 10.
25

يسخطه.
قوله * (وأنا من الضالين) * [26 / 20]
أي الجاهلين بأنها تبلغ القتل.
أو الضالين عن العلم بأنها تبلغ القتال.
أو البائسين من قولهم أن تضل فتذكر
إحديهما الأخرى.
قوله * (ولا الضالين) * [1 / 7] أراد
الضلال عن الطريق.
والضلال والضلالة: ضد الرشاد.
وقد ضللت أضل.
قال تعالى * (قل إن ضللت فإنما
أضل على نفسي) * [34 / 50] قال
الجوهري: فهذه لغة نجد وهي الفصيحة.
وأهل العالية يقولون ضللت بالكسر
أضل.
قوله * (أئذا ضللنا في الأرض) *
[32 / 10] أي أخفينا.
قوله * (إن المجرمين في ضلال وسعر) *
[54 / 47] أي في هلاك.
والضلال: الضياع.
يقال ضللت الشئ: إذا جعلته في
مكان ولم تدر أين هو.
قال تعالى * (ضل سعيهم في الحياة
الدنيا) * [18 / 105].
والضالة: ما ضل من البهيمة للذكر
والأنثى.
وفي المجمع الضالة اسم للبقر والإبل
والخيل ونحوها.
ولا يقع على اللقطة من غيرها.
وفي النهاية هي الضائعة من كل ما يقتنى
من الحيوان وغيره.
وهي في الأصل فاعلة.
ثم اتسع فيها فصارت من الصفات
الغالبة وتقع على الذكر والأنثى والاثنين.
والجمع ويجمع على ضوال.
وضللت المسجد والدار: إذا لم تعرف
موضعهما.
وأرض مضلة بالفتح يضل فيها الطريق.
ورجل ضليل بالتشديد.
ومضلل اي ضال جدا.
وهو الكثير التتبع للضلال.
والملك الضليل: الشاعر سليمان بن
حجر رافع لواء الشعراء إلى النار قاله
في القاموس.
26

وقال السيد الرضي هو امرئ القيس
ومضلل رجل من بني أسد.
ض م ح ل
إضمحل الشئ أي ذهب.
واضمحل السحاب تقشع.
ض م خ
التضمخ بالطيب: التلطخ به والاكثار
منه حتى كاد يقطر
ض م د
يقال (ضمد فلان رأسه) بالتشديد:
أي شده بالضماد، وهي خرقة بعصابة أو
ثوب ما خلا العمامة. وضمدته فتضمد.
والضماد: خرقة يشد بها الغصن
- قاله في الدر.
ض م ر
قوله تعالى: * (وعلى كل ضامر
يأتين من كل فج عميق) * [22 / 27]
الضامر: المهضم البطن المهزول الجسم،
يقال ناقة ضامر وضامرات، والمعنى ركبانا
على كل بعير ضامر مهزول لبعد السفر.
ومنه حديث الساجد (يتخوى كما
يتخوى البعير الضامر) يقال ضمر البعير
ضمورا من باب قعد دق وقل لحمه.
والمضمار بالكسر: الموضع الذي
تضمر فيه الخيل ويكون وقتا للأيام التي
تضمر فيها.
وتضمر الخيل: ان يظاهر عليها
بالعلف حتى تسمن ثم لا تعلف إلا قوتا
لتخف، وذلك في مدة أربعين يوما، وهذه
المدة تسمى المضمار، والموضع الذي
تضمر فيه الخيل أيضا يسمى (مضمارا)
وقيل هي أن تشد عليها سرجها وتجلل
بالاجلة حتى تعرق تحتها فيذهب هزالها
ويشد لحمها.
وفي حديث علي عليه السلام (ألا وإن
المضمار اليوم والسباق غدا) (1) أي العمل
اليوم يعني في الدنيا للاستباق غدا يعني
في الآخرة، وهو على سبيل الاستعارة
في الكلام، فيجوز أن يجعل اليوم ظرفا
فيكون خبرا لان. و (المضمار) منصوب
علي أنه اسم إن ويجوز أن يجعل اليوم
اسما صريحا ويرفع المضمار على أنه خبر.

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 67.
27

ومثله (جعل الله شهر رمضان مضمارا
لخلقه يستبقون فيه إلى طاعته فسبق فيه
قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا).
وأضمرت في نفسي شيئا: أي نويت
وهو ما يضمره الانسان في نفسه من دون
التكلم والاسم الضمير والجمع الضمائر.
ومنه الحديث (لو أنك توضأت
فجعلت مسح الرجل غسلا ثم أضمرت
ذلك من المفروض لم يكن ذلك بوضوء).
ض م م
في الدعاء (وتضام به ملائكتك
المقربين) أي تجمع، من قولهم ضممته
ضما: جمعته جمعا.
وتضام القوم إذا انضم بعضهم إلى
بعض.
وفيه (اللهم هب لي وقية من ضمة
القبر) أي من ضغطته.
وفي الحديث (لنا أضاميم من هنا
وهاهنا) أي جماعات ليس أصلهم واحدا
كأن بعضهم ضم إلى بعض.
ض م ن
في الخبر (نهى عن بيع المضامين)
أي ما في أصلاب الفحول.
وضمنت الشئ ضمانا: كفلت به،
فأنا ضامن وضمين.
وضمنت المال: التزمته، ويتعدى
بالتضعيف فيقال ضمنته المال أي
ألزمته إياه.
قال بعض الاعلام: الضمان مأخوذ
من الضم، وهو غلط من جهة الاشتقاق
لان نونه أصلية، والضم لا نون فيه.
ومن هذا الباب قوله عليه السلام
(من كفن مؤمنا ضمن كسوته إلى
يوم القيامة).
وفي الخبر (الوضيعة: بعد الضمينة
حرام) المراد بالوضيعة الحط من الثمن،
والضمينة: إيقاع عقد البيع الذي يوجب
ضمان الثمن.
ض ن ك
قوله تعالى * (فإن له معيشة ضنكا) *
[20 / 124] أي عيشا ضيقا.
والضنك: الضيق وهو مصدر يستوي
فيه في الوصف به المذكر والمؤنث.
والمعنى فيه أن مع الدين القناعة
والتوكل على الله والرضا بقسمه فصاحبه
ينفق مما رزقه الله بسهولة وسماح،
28

فيكون في رفاهية من عيشه.
ومن أعرض عن الدين استولى عليه
الحرض والجشع وهو أشد الحرص ويتسلط
عليه الشح الذي يقبض يده على الانفاق
فيعيش ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمى
البصر أو أعمى عن الحجة لا يهتدي إليها.
وفي الحديث (سئل أبو عبد الله
عليه السلام عن ذلك؟ فقال: والله هم
النصاب، قلت: جعلت فداك قد رأيتهم
دهرهم الأطول في كفاية حتى ماتوا!
قال: ذلك والله في الرجعة يأكلون
العذرة).
هذا وقد تقدم في (عيش) مزيد
بحث في الآية.
وفي الدعاء (اللهم اجعل لي من كل
ضنك مخرجا) أي من كل ضيق.
ض ن ن
قوله تعالى * (وما هو على الغيب
بضنين) * [81 / 24] أي ببخيل،
والضنين: البخيل الشحيح.
والمعنى لا يبخل بالوحي بأن يسأل
تعليمه فلم يعلمه أو يروى بعضه فلا
يبلغه.
قال الشيخ أبو علي: قرأ أهل البصرة
وابن كثير والكسائي * (بظنين) * بالظاء،
والباقون بالضاد، والحجة: الظنين المتهم، من
قولهم ظننت أي اتهمت، لامن ظننت المتعدى
إلى مفعولين، إذ لو كان منه لكان لا بد من
ذكر المفعول الثاني، ومن قرأ
بضنين فهو من الضن البخل (1).
وفي الحديث (إن لله عز وجل ضنائن
يضن بهم عن البلاء، يحييهم في عافية
ويميتهم في عافية) الضنائن: الخصائص
من الضن، وهو ما يختصه ويضن به، أي
يبخل به لمكانه منه، وموقعه عنده.
وفي حديث الدنيا (لم يصفها لأوليائه
ولم يضن بها على أعدائه) أي لم يبخل
بها عليهم.
وفي حديث صفات المؤمن (ضنين
بخلته) أي لا يسرع إلى صداقة كل
أحد، لقلة إخوان الصدق، وانقطاعه عن
الخلق إلى الله تعالى، وروي بفتح الخاء
أي يضن بحاجته أي لا يذكرها لاحد.
ومن كلامه عليه السلام بعد التحكيم

(1) الشيخ الطبرسي: مجمع البيان ج 10 ص 445.
29

(حتى أرتاب الناصح بنصحه، وضن
الزند بقدحه) قيل هو مثل يضرب لمن
يبخل بفائدة.
ض ن و
و (الضناء) بالفتح: الولد، يقال:
ضنت المرأة ضناء: كثر ولدها فهي ضاني،
وضانية وأضناة مثله - قاله الجوهري.
وقال في باب الألف: (ضنت المرأة
ضناء) ممدود: كثر ولدها يهمز ولا يهمز
و (الضنو) الولد بفتح الضاد وكسرها
بلا همز - نقلا عن أبي عمرو.
ض ن ى
في حديث الخضاب: (يذهب بالضناء) (1)
بالفتح والمد اسم من ضني بالكسر:
مرض مرضا ملازما حتى أشرف على
الموت، فهو (ضن) بالنقص، ومنه
الخبر: (إن مريضا اشتكى حتى أضنى)
أي أصابه الضنا حتى نحل جسمه.
وأضناه المرض: أثقله.
وفى حديث: (الدنيا تضني ذا الثروة
الضعيف) أي تمرض صاحب الثروة
والغناء الضعيف الاعتقاد بادخال الحرص
والبخل وسوء الاعتقاد، فلا ينتفع بشئ
من غناه.
ض ه أ
قوله تعالى: * (يضاهئون قول الذين
كفروا) * [9 / 30] يهمز ولا يهمز وبهما
قرئ أي يشابهونه، من المضاهاة أعني
المشابهة.
و (المضاهاة) معارضة الفعل بمثله،
يقال: (ضاهيته) إذا فعلت مثل فعله.
ومنه الخبر: (أشد الناس عذابا الذين
يضاهئون خلق الله) أراد المصورين الذين
يضاهئون خلق الله ويعارضونه. ويقال
للمرأة التي لا تحيض (ضهياء) لأنها
عارضت الرجال.
ض ه د
في الدعاء (أعوذ أن أضطهد والامر
لك) أي أقهر، يقال ضهدته فهو مضهود
ومضطهد: أي مقهور. والطاء بدل من

(1) من لا يحضر ج 4 ص 267.
30

تاء الافتعال.
ض و أ
قوله تعالى: * (هو الذي جعل الشمس
ضياء والقمر نورا) * [10 / 5] الضياء:
الضوء وكذلك الضوء بالضم. وفرق
ما بين الضياء والنور هو أن الضياء ما كان
من ذات الشئ كالشمس، والنور ما كان
مكتسبا من غيره كاستنارة الجدران
بالشمس.
و (أضاء القمر إضاءة) أنار وأشرق،
وضاء ضوءا لغة.
والكواكب قيل: كلها مضيئة بذاتها
إلا القمر فان نوره مستفاد من الشمس.
وقيل: إن المضئ بالذات هو الشمس فقط
وما سواها مستضئ منها. وقيل: إن
الثوابت مستضيئة بذاتها وما عدا الشمس
من السيارة مستضيئة من الشمس.
قوله تعالى: * (يكاد زيتها يضئ) *
[24 / 30] قيل: هو مثل للنبي صلى الله عليه وآله
ان يكاد منظره يدل على نبوته وإن لم
يتل قرآنا.
قوله تعالى: * (أضاءت ما حوله) *
[2 / 17] أي ما حول المستوقد.
ض ور، ض ى ر
في الخبر (دخل على امرأة وهي
تتضور من شدة الحمى) أي تتلوى وتصيح
وتتقلب ظهر البطن، من التضور وهو
الصياح والتلوي عند الضرر أو الجوع،
وقيل تظهر الضور أي الضر.
وضاره يضوره ويضيره ضيرا وضورا:
أي ضره.
ض وض أ
و (الضوضاة) أصوات الناس وجلبتهم
وفي الحديث: (وقع بين أبي عبد الله
وعبد الله بن الحسن ضوضاة) (1) أي
معاركة ومصايحة.
ض وع
في الخبر (جاء العباس فجلس على
الباب وهو يتضوع من رسول الله صلى الله

(1) عبد الله هذا هو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع)
الملقب بالمحض. انظر ترجمته في تنقيح المقال ج 2 ص 177.
31

عليه وآله رائحة لم يجد مثلها) يعني
يشم منه رائحة منتشرة لم يجد مثلها،
من قولهم ضاع المسك يضوع ضوعا من
باب قال: فاحت رائحته وانتشرت.
ض وى
و (ضوى إليه) و (انضوى إليه)
مال إليه ومثله ضوى إليه المسلمون.
ومنه حديث موسى (ع): (فمن لجأ
إليك وانضوى إليك) أي مال إليك وانضم
ض ى ح
في الحديث النضوح: (قال: ما
هذا؟ قالوا: نضوح يجعل فيه الضياح،
فأمر بإهراقه) الضياح والضيح بالفتح:
اللبن الخاثر يصب فيه الماء ثم يخلط
- قاله في النهاية. وفي القاموس الضيح
العسل والمقل إذا نضح كالضياح بالفتح.
ض ى ر
قوله: * (لا ضير) * [26 / 50]
أي لا ضرر.
ض ى ز
قوله تعالى: * (قسمة ضيزي) *
[53 / 22] أي ناقصة، ويقال جائرة، من
قولهم ضازه حقه: أي نقصه، وضاز في الحكم:
أي جار فيه، وإنما كسروا الضاد لتسلم
الياء لأنه ليس في الكلام فعلى صفة وإنما
هو من بناء الأسماء كالشعرى.
قال الجوهري: وحكى أبو حاتم
عن أبي زيد أنه سمع بعض العرب تهمز
ضيزى.
ض ى ع
في الحديث (بين ذلك رسول الله
صلى الله عليه وآله للناس فضيعوه) أي
أماتوه ولم يعبأ به.
ومنه (العتمة إلى نصف الليل وذلك
تضييع).
ومنه حديث التأخير في الصلاة
(ضيعتني ضيعك الله).
وقوله في حديث الثوب (فضيعت
غسله) أي قصرت في غسله.
والضيعة: الضياع. أعني الهلاك.
ومنه قوله (أخاف عليه الضيعة).
وضاع يضيع ضيعة وضياعا بالفتح
أي هلك، فهو ضائع، والجمع ضيع
وضياع مثل ركع وجياع.
ومنه الدعاء (وأعوذ بك من مال
32

يكون علي ضياعا) أي هلاكا.
والإضاعة والتضييع بمعنى.
والضيعة بالفتح فالسكون: العقار
والأرض المغلة، والجمع ضياع ككلاب،
وضيع كبدر.
والضيعة أيضا: الحرفة.
ومنه (كل رجل وضيعته).
والضياع: العيال، ومنه قوله صلى
الله عليه وآله (من ترك دينا أو ضياعا
فعلي).
والمضيعة وهي المفازة المنقطعة يجوز
فيها كسر الضاد وسكون الياء كمعيشة
وسكون الضاد وفتح الياء.
وفي الحديث (نهى عن إضاعة المال)
قيل أراد به الحيوان، أي يحسن إليه
ولا يهمل، وقيل إنفاقه في الحرام والمعاصي
وما لا يحبه الله تعالى، وقيل أراد به
التبذير والاسراف وإن كان في مباح.
ض ى ف
قوله تعالى * (فأبوا أن يضيفوهما) *
[18 / 78] اي ينزلوهما منزلة الأضياف.
والضيف قد يكون واحدا وجمعا،
لأنه مصدر في الأصل من ضافه ضيفا من
باب باع: إذا نزل عنده الضيف.
وسمي الضيف ضيفا لميله إلى الذي
ينزل إليه ويجمع على الأضياف والضيوف
والضيفان.
وأضفت الرجل وضيفته: إذا أنزلته
بك ضيفا وقريته.
وضفت الرجل: إذا نزلت عليه
ضيفا، وكذلك تضيفته.
واستضافني فأضفته أي استجارني
فأجرته.
وأضفته إلى كذا: ألجأته.
وأضافه إلى الشئ: ضمه إليه
وأماله.
ومنه (وأضاف إلى المقيم ركعتين).
والإضافة في اصطلاح النحاة من
هذا.
وإضافة الاسم إلى الاسم كقولك
غلام زيد ونحوه.
قال الجوهري: والغرض بالإضافة
التخصيص والتعريف فلهذا لا يجوز
إضافة الشئ إلى نفسه، لأنه لا يعرف
نفسه ولو عرفها لما احتيج إلى الإضافة
كذا قرره وهو محل كلام.
33

قالوا وتكون الإضافة للملك نحو
(غلام زيد).
وللتخصيص نحو (سرج الدابة)
و (حصير المسجد).
ويكون مجازا نحو (دار زيد) لدار
يسكنها ولا يملكها.
وقد يحذف المضاف إليه ويعوض عنه
ألف ولام لفهم المعنى نحو * (نهى النفس
عن الهوى) * [79 / 40] أي عن هواها
* (ولا تعزموا عقدة النكاح) * [2 / 235]
أي نكاحها.
وقد يحذف المضاف ويقام المضاف
إليه مقامه إذا أمن اللبس وهو كثير.
ض ى ق
قوله تعالى * (وضائق به صدرك) *
[11 / 12] هو من قولهم ضاق صدره: حرج
فهو ضيق وضيق بالتخفيف مثل
ميت وميت وهين وهين ولين ولين.
وجائز أن يكون مصدرا كقولك
ضاق الشئ يضيق ضيقا وضيقا.
والضيق أيضا بالفتح جمع الضيقة وهي
الفقر وسوء الحال.
وفي الحديث (ضقت مما أخبرتك به)
أي حرجت من ذلك ولم يسعك ما
أخبرتك به.
وضاق عنك الشئ: إذا لم يسعك.
وضاق ضيقا من باب سار، والاسم
الضيق بالكسر وهو خلاف اتسع.
وضاق الرجل بمعنى: بخل.
وأضاق: ذهب ماله.
وضاق بالأمر ذرعا: شق عليه.
والأصل ضاق ذرعه أي طاقته وقوته
فأسند الفعل إلى الشخص ونصب الذرع
على التميز.
وقولهم ضاق المال عن الدين مجاز،
وكأنه مأخوذ من هذا، لأنه لا يتسع
حتى يساويه.
ض ى م
الضيم: الظلم، وقد ضامه يضيمه
واستضام فهو مضيم ومستضام أي مظلوم.
وقد ضمت أي ظلمت - على ما لم
يسم فاعله - قال الجوهري: وفيه ثلاث
لغات: ضيم الرجل وضيم الرجل وضوم
كما في بيع (1).

(1) بكسر الفاء واشمامها وضمها.
34

* (ط) *
ط أ ط أ
في الخبر: (تطأطأت لكم تطأطأ الدلاء)
أي خفضت نفسي لكم كما يخفضها المستقون
بالدلاء، من قولهم: (تطأطأ تطأطأ)
انحنى انحناء وخضع.
ومنه: (طأطأ كل شريف لشرفكم) (1)
أي تواضع وخضع.
وفى حديث أبي الحسن (ع): وقد
ركب بغلة تطأطأت عن محو الخيل.
ط ب ا ط ب ا
لقب إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم
ابن الحسن، وكان الأصل فيه قباقبا فعبر
عنه بذلك لرثاثة بلسانه (2).
ط ب ب
الطبيب الحق هو الله تعالى لأنه
العالم بحقيقة الداء والدواء، ويسمى غيره
رفيقا لأنه يرفق بالمريض ويحميه ما
يخشى ويطعمه ما به الرفق، قيل ولا يطلق
الطبيب عليه اسما.
والطبيب: العالم بالطب، وهو في
الأصل الحاذق في الأمور العارف بها،
وجمع القلة (أطبة) والكثرة (أطباء).
وطبه طبا من باب قتل: داواه،
والاسم (الطب) بالكسر.
والطب: الفطنة، ورجل مطبوب
أي مسحور، كني به عن السحر قفولا
بالبرء.
والمتطبب: الذي يتعاطى علم الطب
ولا يعرفه جيدا.

(1) من زيارة الجامعة الكبيرة.
(2) انظر ترجمته في الكنى والألقاب ج 2 ص 406.
35

وفي الخبر (من تطبب وهو لا يعلم)
أي من طب أحدا وليس بطبيب فأداه
فهو ضامن.
ط ب خ
الطبيخ: ما يطبخ على النار، يقال
طبخت اللحم من باب قتل إذا نضجته بمرق.
و (المطبخ) بالفتح: موضع الطبخ.
ط ب ر
في الحديث (مر أبو الحسن عليه السلام
وأنا أخلي على الطبري) (1) لعله كتان
منسوب إلى طبرستان.
و (طبرية) محركة قرية بواسط
وقصبة بالأردن، والدراهم الطبرية منسوبة
إليها، وقد يقال في النسبة إليها الطبراني
على غير قياس.
وفي القاموس: الطبري ثلث الدرهم
والطبراني من السمك الشانق.
وطبرزدوزان سفرجل معرب، ومنه
حديث (السكر الطبرزد يأكل الداء
أكلا) وقيل الطبرزد هو السكر الأبلوج،
وبه سمي نوع من التمر لحلاوته. وعن
أبي حاتم الطبرزدة بسرتها صفراء مستديرة.
و (طبرستان) بفتح الباء وسكون
السين: اسم بلدة من بلاد العجم، وكسر
الراء لالتقاء الساكنين، وهي مركبة من
كلمتين، وينسب إلى الأول فيقال طبري.
ط ب ر ز د
الطبرزد: السكر، معرب.
ط ب ر ز ن
وفي الحديث (فخرج عليه القائم
عليه السلام وبيده طبرزين) أي طبر
السرج لان زين بالفارسية اسم للسرج.
ط ب ط ب
والطبطبة: صوت الماء ونحوه،
وقيل هي حكاية وقع الاقدام عند السعي،
ومنه (لاقدامهم طبطبة).
ط ب ع
قوله تعالى: * (طبع الله على قلوبهم) *
[9 / 93] أي ختم عليها فلم توفق للخير.
والطبع بالسكون الختم، وبالتحريك
العيب، وأصله الدنس والوسخ يغشيان
السيف، ثم يستعمل فيما يشبه الوسخ
والدنس من الآثام والأوزار وغير ذلك
من العيوب والمقابح، وكانوا يرون أن

(1) من لا يحضر ج 1 ص 174.
36

الطبع هو الرين، وقيل الرين أيسر من
الطبع والطبع أيسر من الاقفال والاقفال
أشد ذلك كله، وهو إشارة إلى قوله تعالى:
* (بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) *
وقوله: * (طبع الله على قلوبهم) *
وقوله: * (أم على قلوب أقفالها) *.
وفي الحديث (من ترك ثلاث جمع
من غير علة طبع الله على قلبه) أي ختم
عليه وغشاه ومنعه ألطافه، وهو كما
قيل صريح في إضلال الله لبعض عباده من
باب المجازاة لا ابتداء كما زعمته الأشاعرة.
والطبيعة: مزاج الانسان المركب
من الاخلاط.
وفي حديث أبي الحسن عليه السلام
(طبائع الجسم على أربعة: فمنها الهواء
الذي لا تحيا النفس إلا به وبنسيمه ويخرج
ما في الجسم من داء وعفونة، والأرض
التي قد تولد اليبس والحرارة، والطعام
ومنه يتولد الدم ألا ترى أنه يصير إلى
المعدة فتعمل به حتى يلين ثم يصفو فتأخذ
الطبيعة صفوه وما تم ينحدر مع الثفل،
والماء وهو يولد البلغم).
قال بعض شراح الحديث: قوله
(طبائع الجسم) الخ المراد أن نظام
هيكل الانسان مبني على أربعة: الهواء
الذي متابعه دفع الفضلة فإن لتحرك النفس
دخلا في الدفع، والأرض التي تولد
اليبس والحرارة في الهيكل لانعكاس أشعة
الشمس، وفيه إشارة إلى تولد المرتين
مرة السوداء ومرة الصفراء.
ط ب ق
قوله تعالى * (لتركبن طبقا عن طبق) *
أي حالا بعد حال يوم القيامة.
والطبق: الحال.
وقيل من إحياء وإماتة وبعث حتى
تصيرون إلى الله.
قوله * (سموات طباقا) * [67 / 3]
أي بعضها فوق بعض.
وفي الحديث (السماء تطبق علينا)
أي تعم بغيمها جميع بقاع الأرض بحيث
لا يعلم مطلعها من مغربها ليعلم أين جهة
القبلة ليتوجه إليها.
وفي دعاء الاستسقاء (إسقنا غيثا
طبقا) أي مغطيا للأرض مالئا لها كلها،
من قولهم (غيم طبق) أي عام واسع.
أو من طبق الغيم تطبيقا: إذا أصاب
37

بمطره جميع الأرض.
ومطر طبق أي عام.
وفيه أيضا (إسقنا مطبقة مغدقة
مونقة) المطبقة: السحابة بعضها على
بعض.
والمغدقة: الكثيرة الغزيرة.
والمونقة إما من الأنق وهو الفرح
والسرور أي مفرحة، أو معجبة من تأنق
فلان في الروضة: إذا وقع في معجباتها.
ومثله (مطر مطبوق مغدودق).
والطبق محركة: من أمتعة البيت،
جمعه أطباق وطباق كأسباب وجبال.
والطبق أيضا: غطاء كل شئ.
وأطبقت عليه الحمى أي دامت.
ومثله أطبق عليه الجنون.
ومضى طبق من الليل أي معظم منه.
وأتاه طبق من الناس أي جماعة.
وطبقات الناس في مراتبهم.
وطباق الأرض: ما علاها.
والتطبيق في الصلاة: جعل اليدين
بين الفخذين في الركوع.
والمطابقة: الموافقة.
والتطابق: الاتفاق.
وطابقت بين الشيئين: جعلتهما على
حد واحد وألزقتهما.
وفي كتاب علي عليه السلام إلى عمرو
ابن العاص (كما وافق شن طبقة) قيل
هو مثل للعرب يضرب لكل اثنين أو
امرأتين جمعهما حالة واحدة اتصف بها
كل منهما.
وأصله فيما قيل: إن شنا قبيلة من
عبد القيس، وطبقة: حي من أياد واتفقوا
على أمر فقيل لهما ذلك لان كل واحد
منهما وافق شكله ونظيره.
وبنت طبق: سلحفاة.
وقول الصدوق (لا يجوز الصلاة في
الطابقية) يريد بها: العمامة التي لا حنك
لها.
وفي الحديث (الطابقية عمة إبليس)
ط ب ل
الطبل: الذي يضرب به ويجمع على
طبول مثل فلس فلوس.
وفي الحديث (آخر جنى من إصطبل
داره) لعل المراد من عرصة داره.
38

ط ب و، ى
وطباه يطبوه ويطبيه: إذا دعاه.
ط ب ى
و (الطي) للحافر والسباع كالضرع
لغيرها.
ومن أمثلتهم: (قد بلغ السيل الزبى
وجاوز الحزام الطبيين) (1) هو كناية عن
المبالغة في تجاوز الحد في الشر والأذى،
لان الحزام إذا انتهى إلى أبعد غاياته
فكيف إذا جاوزه.
و (طبيته عن كذا) صرفته عنه.
ط ج ن
الطجين كزبيب والطاجن بفتح الجيم
وقد تكسر: الطابق يقلى عليه، وكلاهما
معرب قيل لان الطاء والجيم لا يتفقان
في أصل كلام العرب.
ط ح ل
الطحال ككتاب معروف.
وقد جاء في الحديث.
ويقال إن الفرس لا طحال لها.
وطلحته: أصبت طحاله، وهو مطحول
وطحل بالكسر طحلا: اشتكى
طحاله.
ط ح ل ب
(الطحلب) بضم اللام وفتحها
تخفيفا: شئ أخضر لزج يخلق في الماء
ويعلوه.
ط ح ن
الطاحونة: الرحى
والطواحن: الأضراس، الواحدة
طاحنة والهاء للمبالغة.
وطحنت البر طحنا من باب نفع فهو
طحين ومطحون.
والطحن بالكسر: المطحون.
ط ح و
قوله تعالى: * (والأرض وما طحاها) *
[91 / 6] أي بسطها فوسعها، يقال:
(طحوته) مثل دحوته أي بسطته.
و (الطحا) مقصور: المنبسط من
الأرض، والطاحي الممتد.
ط خ و
في الخبر: (إذا وجد أحدكم طخاء على

(1) انظر مجمع الأمثال ج 2 ص 124.
39

قلبه فليأكل السفرجل) (1) أي ثقل
وغشاء، وأصله الظلمة.
ومنه: (للقلب طخاء كطخاءة القمر)
أي ما يغشيه من غيم يغطي نوره.
و (الطخاء) بالمد: السحاب المرتفع.
و (الطخياء) ممدودة: الليلة المظلمة.
ط ر أ
و (طرأ فلان علينا) بالهمز وفتحتين
طروا: أطلع، فهو طارئ.
والاعرابي الطاري: المتجدد قدومه.
و (الطارية) قرية باليمين.
ط ر أ، ى
في الخبر: (لا تطروني كما أطرأت
النصارى عيسى) الاطراء مجاوزة الحد
في المدح، يقال: (طرأت فلانا) مدحته
بأحسن ما فيه، وقيل: بالغت في مدحه
وجاوزت الحد.
ويقال: (أطرأته) بالهمز: مدحته،
و (أطريته) بدونه: أثنيت عليه.
ومنه الحديث: (فأحسن الثناء وزكى
وأطرأ).
ط ر ب
(الطرب) بالتحريك: خفة تعتري
الانسان لشدة حزن أو سرور، والعامة
تخصه بالسرور، يقال طرب طربا من
باب تعب فهو طرب أي مسرور.
وابل طراب: وهي التي تتسرع
إلى أوطانها.
والتطريب في الصوت: مده وتحسينه
ط ر ب ل
في الخبر (إذا مر أحدكم بطربال
سائل فليسرع المشي) قيل هو البناء المرتفع
وقيل هو علم بني فوق جبل أو قطعة
من جبل.
ط رب ل س
(طرابلس) بفتح الطاء وضم الباء
واللام: بلد الشام (2).

(1) البحار ج 14 ص 848.
(2) قال في معجم البلدان ج 4 ص 25: طرابلس بفتح اوله وبعد الألف باء
موحدة مضمومة ولام أيضا مضمومة وسين مهملة، ويقال أيضا اطرابلس، وقال
ابن بشير الكري: طرابلس بالرومية والإغريقية ثلاث مدن، وسماها اليونان
طرابليطة، وذلك بلغتهم أيضا ثلاث مدن، وتسمى أيضا مدينة اياس.
40

ط ر ث
(الطرثوث) كعصفور: نبات دقيق
مستطيل يضرب إلى الحمرة، قيل هو دباغ
المعدة يجعل في الأدوية، وفي الصحاح
هو نبت يؤكل.
ط ر ح
في حديث وصف الانسان: (طريح
سقم) أي مطروح له ذليل عنده وهو
متمكن منه غاية تمكن، إذا لإنسان لتركبه
من الأمور المتضادة المشرفة على الانحلال
في غاية الاستعداد للأمراض والأسقام،
والسقم بالتحريك أو بضم السين وإسكان
القاف: المرض.
والطرح بالفتح فالسكون هو الرمي،
يقال طرحته طرحا من باب نفع: رميت
به، ومن هنا قيل يجوز ان يعدى بالباء
فيقال (طرحت به) لان الفعل إذا تضمن
معنى فعل جاز أن يعمل عمله.
وطرحت الرداء على عاتقي:
ألقيته عليه.
و (الطرح) بالتحريك: المكان
البعيد.
ومطارحة الكلام: معروفة.
ط ر د
قوله تعالى: * (ولا تطرد الذين
يدعون ربهم بالغداة والعشي) * [6 / 52]
الآية. قيل مر ملا من قريش على
رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده جماعة
من ضعفاء المسلمين فقالوا: يا محمد أرضيت
هؤلاء من قومك، فنحن نكون تبعا لهم،
فلعلك إن طردتهم اتبعناك، فأنزل الله
الآية (1).
وعن سلمان وحباب فينا نزلت
الآية (2).
وفي الخبر (التهجد مطردة الداء عن
الجسد) أي انها حالة من شأنها إبعاد
الداء، وهي مفعلة من الطرد، يقال طرده:

(1) نقل هذا القول في مجمع البيان ج 2 ص 305 عن عبد الله بن مسعود.
(2) مجمع البيان ج 2 ص 305.
41

إذا أخرجه عن بلده.
وطردت الرجل طردا: إذا أبعدته
فهو مطرود وطريد.
ومطاردة الاقران في الحرب: حمل
بعضهم على بعض.
واطرد الخافقان وهما المشرق
والمغرب، واطرادهما بقاؤهما.
والأنهار تطرد بالكسر والتشديد:
أي تجري.
ونهران يطردان: أي يجريان.
ط ر ر
في الحديث (ليس على الطرار قطع
إذا طر من القميص) الطرار هو الذي
يقطع النفقات ويأخذها على غفلة من أهلها
من الطر بالفتح والتشديد القطع، يقال
طررته طرا من باب قتل شققته.
وطر شاربه: قصه، ومنه (كان يطر
شاربه).
و (الطرار) بالطاء والرائين المهملتين
بينهما ألف الطين، يقال طر الرجل حوضه
إذا طينه.
ومنه الحديث (يجنب رأسه وجسده
الشئ اللكد مثل علك الروم والطرار).
و (هو خير الخلق طرا) أي جميعا،
وهو منصوب على المصدر والحال
والطرة: كفة الثوب من جانبه الذي
لا هدب له.
وطرة النهر والوادي: شفيره.
وطرة كل شئ: حرفه، والجمع
طرر كغرفة وغرف.
ط ر ز
الطراز: علم الثوب، فارسي معرب
- قاله الجوهري.
والطرز: الهيئة.
ط ر س
الطرس بالكسر الصحيفة أو التي
محيت ثم كتبت - قاله في القاموس.
ط ر ش
الطرش: أهون الصمم.
ط ر ف
قوله تعالى * (طرفي النهار) *
[11 / 115] أي أوله وآخره.
قال المفسرون: المراد بطرفي النهار:
الفجر والعصر
وفي الحديث الصحيح عن الباقر
42

عليه السلام (طرفا النهار المغرب
والغداة).
قوله * (ينظرون من طرف خفي) *
[42 / 45] أي ينظرون إليك ببعضها
أي يغضون أبصارهم إستكانة وذلا.
قوله * (ليقطع طرفا) * [3 / 127]
أي ليهلك جماعة بقتل بعض وأسر آخرين
وهو ما كان لهم يوم بدر من قتل سبعين
وأسر سبعين.
وفي حديث أم سلمة لعايشة لتسكنها
عن السير (حماديات النساء غض الأطراف)
أرادت قبض اليد والرجل عن الحركة
والسير حتى تسكن الأطراف وهي الأعضاء.
وفي حديث إبراهيم وهو طفل (وجعل
رزقه في أطرافه) أي كان يمص أصابعه
فيجد فيها ما يغذيه.
والطرايف: جمع طريفة كالشرايف
جمع شريفة، وهي الحكمة المستحدثة
تكون طرفة عندكم.
ومنه قوله عليه السلام (إن هذه
النفوس تمل كما تمل الأبدان فابتغوا
لها طرائف الحكمة) (1) أي لطايفها
وغرائبها المعجبة للنفس اللذيذة لها، وذلك
ليكون زائدا في اكتساب الحكمة بنشاط.
والطرفة بالضم: ما يستطرف ويستملح
والجمع طرف كغرفة وغرف.
وأطرف الرجل إطرافا: جاء بطرفة.
وطرف الشئ بالضم فهو طريف.
والطرف بالتحريك: الناحية والجانب
والجمع أطراف كسبب وأسباب.
وطرفا الانسان: لسانه وإسته.
وطرفاه الأسفلان: فرجاه لان كلا
منهما في جانب.
وفلان كريم الطرفين، ويراد نسب
الأب والأم.
والطرف: العين ولا يجمع، لأنه في الأصل
مصدر، فيكون واحدا، ويكون جمعا.
وطرف البصر يطرف من باب ضرب: تحرك.
ومنه حديث الصيد (إذا أدركته
والعين تطرف) أي تتحرك.

(1) نهج البلاغة ج 2 ص 181 لكن في الأصل: (ان هذه القلوب تمل.. الخ)
وهو مكرر في نهج البلاغة. وفي ج 2 ص 156 (الحكم) بدل (الحكمة).
43

وطرفت عينه من ضرب: إذا أصبتها
بشئ فدمعت.
وطرف بصره: إذا أطبق أحد جفنه
على الآخر.
ومنه (اللهم صل على محمد كلما طرفت
عين أو ذرفت).
وقوله في الدعاء (لا تكلني إلى نفسي
طرفة عين).
والطرف بالفاء: اللطم باليد.
ولعل منه الحديث (رجل طرف لغلام
طرفة فقطع بعض لسانه).
والطارف والطريف من المال: المستحدث
وهو خلاف التالد والتليد.
والمطرف بكسر الميم وفتحها وضمها
رداء من خز مربع في طرفه علمان،
وقد جاء في الحديث والجمع مطارف.
وقولهم فعلت ذلك في مستطرف
الأيام أي في مستأنف الأيام.
ط ر ق
قوله تعالى * (سبع طرائق) * أي
سبع سماوات واحدتها طريقة.
قوله * (والسماء والطارق) * [86 / 1]
الطارق هو النجم سمى بذلك لأنه يطرق
أي يطلع ليلا.
والطارق: النجم الذي يقال له كوكب
الصبح.
وطرق النجم طروقا من باب قعد:
طلع.
* (بطريقتكم المثلى) * [20 / 63]
هي تأنيث الأمثل.
قوله * (فأضرب لهم طريقا في البحر
يبسا) * [20 / 77] الطريق: السبيل
مذكر في لغة الحجاز، والجمع طرق
بضمتين، وجمع الطرق طرقات.
وقد جمع الطرق على لغة التذكير
أطرقة.
وسيأتي معنى قوله تعالى * (وأن لو
استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء
غدقا) * [72 / 16].
وفي حديث الزكاة (فيها حقة
طروقة الفحل) هي فعولة بمعنى مفعولة
أي مركوبة الفحل.
وكل امرأة طروقة زوجها.
وكذا كل ناقة طروقة فحلها.
44

ومنه الحديث (كثرة الطروقة من
سنن المرسلين) يريد كثرة الجماع وغشيان
الرجل أزواجه وما أحل له.
ومثله (كثرة الطروقة من أخلاق
الأنبياء).
وفي الدعاء (أعوذ بك من طوارق
الليل إلا طارقا يطرق بخير).
ومثله (أعوذ بك من طوارق الآفات)
وهي التي تأتي على غفلة بالليل.
وفي الخبر (نهى المسافر أن يأتي
أهله طروقا) أي ليلا.
ويقال لكل آت بالليل: طارق.
وأصل الطروق على ما قيل: الدق
وسمي الآتي بالليل طارقا لاحتياجه إلى
دق الباب.
وطريقة الرجل: مذهبه.
وأتانا فلان طروقا: إذا جاء بليل
وطرقت الباب طرقا من باب قتل:
ضربتها.
وطرقت الحديدة: مددتها.
وطرقتها بالتشديد مبالغة.
والطرق: الدق والضرب.
ومنه (اللهم صل على محمد وآله كلما
طرقت) بالقاف.
والطراق ككتاب: البيضة التي توضع
على الرأس - قاله في القاموس.
ومنه (استعار رسول الله صلى الله
عليه وآله من صفوان بن أمية سبعين
درعا بأطراقها).
والمطرقة بالكسر: ما يضرب به
الحديد.
وأطرق الرجل: إذا سكت ولم
يتكلم.
وأطرق رأسه أي أماله وأسكنه.
وأطرق الرجل أي أرخى عينه ينظر
إلى الأرض.
وأطرقا - على لفظ أمر الاثنين -:
اسم بلد. ط ر م ح
و (الطرماح بن حكيم) معروف (1)

(1) الطرماح بن حكيم بن الحكم شاعر اسلامي فحل من طئ، ولد ونشأ في
الشام وانتقل إلى الكوفة فكان معلما فيها، توفى نحو سنة 125 ه‍ - الاعلام ج 3 ص 325.
45

ط ر ن
و (الطرن) بالضم: الخز، والطاروني
ضرب منه - قاله في القاموس.
ومنه الحديث: (كان أبو جعفر (ع)
[الثاني] يصلي الفريضة وغيرها في جبة خز
طاروني) (1) والخز من الثياب - قاله
في القاموس أيضا.
ط ر و، ى
وفى الحديث: (بئس العبد عبد
يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه
شاهدا ويأكله غائبا) (2) أي يمدحه في
وجهه ويستغيبه في غيبته.
و (الطري) هو الغصن البين الطراوة،
يقال: (طرو الشئ) وزان قرب فهو
طري، وطرئ بالهمز وزان تعب.
ط ز ج
في الحديث (الدراهم الطازجية)
بالطاء غير المعجمة والزاي والجيم: أي
البيض الجيدة، وكأنه معرب تازة بالفارسية
ط س ت، س
في حديث الوضوء: (فدعا
بطست) (3) هو بفتح طاء وسكون مهملة
إناء معروف، وقد جاء بكسر الطاء،
وقد تعجم السين، وأنكره بعضهم، وقد
نقل فيه التذكير والتأنيث، وعن الزجاج
التأنيث أكثر كلام العرب، وعن السجستاني
هي عجمية معربة، وفي المغرب نقلا عنه
الطست مؤنثة وهي أعجمية والطس تعريبها
وعن ابن قتيبة أصلها طس بتشديد السين
فأبدل.
ويجمع الطس على (طساس) مثل
سهم وسهام. ومنه حديث الاسراء:
(واختلف إليه ميكائيل بثلاث طساس من
زمزم). ويجمع أيضا على (طسوس)
باعتبار الأصل، وعلى (طسوت) باعتبار
اللفظ.
ط س ج
في الحديث (كل طعام اشتريته
من بيدر أو طسوج فأتى الله عليه فليس

(1) من لا يحضر ج 1 ص 170 (2) الكافي ج 2 ص 343
(3) الكافي ج 3 ص 26.
46

للمشتري إلا رأس ماله) الطسوج كتنور
الناحية وربع دالق معرب، وقوله (أتى
الله عليه) أي أهلكه. والطسوج أيضا:
حبتان، والدانق: أربع طساسيج - قاله
الجوهري، وهو معرب.
ط س س
الطس لغة في الطست، والطست الطس،
أبدل من إحدى السينين تاء، وحكي
بالشين المعجمة، والطساس جمع طس
ط س ق
في الحديث ذكر الطسق والطسوق.
الطسق كفلس: الوظيفة من خراج
الأرض المقررة عليها، فارسي معرب
- قاله الجوهري.
ومنه قولهم في حديث الشيعة (هم
فيها) - أي في الأرض - (محللون حتى
يقوم قائمنا فيجبيهم طسق ما كان في أيديهم)
ط س ل
يقال ماء طيسل أي كثير.
والطيسل: الغبار.
ط ش ش
الطش والطشيش: المطر الضعيف
- قاله الجوهري نقلا عن رؤبة، وهو
فوق الرذاذ.
ط ع م
قوله تعالى * (ويطعمون الطعام على
حبه) * [76 / 8] الطعام: ما يؤكل،
وربما خص بالبر.
قال تعالى: * (فلينظر الانسان إلى
طعامه) * [80 / 24] وفي الخبر (فلينظر
الانسان إلى طعامه أي إلى علمه الذي
يأخذه عمن يأخذه).
قوله: * (وطعامه حل لكم) * (1)
قال: العدس والحمص وغير ذلك
وفي خبر آخر (وطعام الذين أوتوا
الكتاب حل لكم، قال عنى بطعامهم هاهنا
الحبوب والفاكهة غير الذبائح التي
يذبحونها فإنهم لا يذكرون اسم الله خالصا
عليها).
وعن الشيخ أبي علي: اختلف في الطعام

(1) لعل المؤلف اخذ بالمعنى. وإلا فالآية: * (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل
لكم) * [5 / 6].
47

المذكور في الآية، قيل: المراد ذبائح
أهل الكتاب، نقلا عن أكثر المفسرين
وأكثر الفقهاء، وبه قال جماعة من أصحابنا
ثم اختلفوا، منهم من قال: أراد به ذباحة
كل كتابي ممن أنزل عليه التوراة والإنجيل
ومن دخل في ملتهم ودان بدينهم وإن لم
يكن منهم، ثم نقل غير ذلك، إلى أن
قال: وقيل المراد بالطعام ذبائحهم وغيرها
من الأطعمة، وقيل: إنه يختص بالحبوب
وما لا يحتاج فيه إلى التذكية، وهو
المروي عن أبي عبد الله عليه السلام (1).
وطعم يطعم: إذا أكل.
قال تعالى: * (فإذا طعمتم فانتشروا) *
[33 / 53].
وطعمته أطعمه من باب تعب طعما
بفتح الطاء، ويقع على كل ما يساغ
حتى الماء، وذوق الشئ. وفي التنزيل
* (ومن لم يطعمه فإنه مني) * [2 / 249]
أي من لم يذقه (2).
والطعم - بفتح فسكون -: ما يؤديه
الذوق، يقال طعمه مر أو حلو أو
نحو ذلك.
واستطعمه: سأله أن يطعمه قال تعالى
* (حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما
أهلها) * [18 / 78].
واستطعمت الطعام: ذقته لأعرف
طعمه، وتطعمته كذلك.
وفي الحديث (نهى عن بيع الثمرة
حتى تطعم) بضم تاء وكسر عين أي حتى
يبدو صلاحها، يقال أطعمت الشجرة:
إذا أثمرت، وأطعمت الثمرة: إذا
أدركت.
وفيه (إني لا أمتنع من طعام طعم
منه السنور) أي ذاقه وأكل منه.
وفيه (لا تدخلوا الحمام حتى تطعموا
شيئا) أي حتى تأكلوا.
وفي حديث زمزم (إنه طعام طعم)
بالضم أي يشبع منه الانسان. قاله في

(1) تلخيص من مجمع البيان ج 3 ص 162.
(2) قال تعالى: * (فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب
منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني) * فاستعمل الطعم هنا في تناول الماء.
48

المصباح.
والطعم بالضم: الطعام.
والطعم أيضا: الحب الذي يلقى للطير.
والطعمة: الرزق، وجمعها طعم مثل
غرفة وغرف.
ومنه (لا ميراث للجدات إنما هي
طعمة).
وفي الحديث (لا تكرهوا مرضاكم
على الطعام فإن الله يطعمهم ويسقيهم) أي
يحفظ قواهم ويمدهم بما يفيد فائدة
الطعام والشراب في الروح وتقويم البدن.
ط ع ن
في الخبر (فناء أمتي بالطعن
والطاعون) الطعن: القتل بالرماح،
والطاعون: المرض العام والوباء.
قال بعض الشارحين: الطاعون الموت
الكثير.
وقيل هو بثر وورم مؤلم جدا يخرج
من لهيب ويسود ما حوله، أو يخضر
ويحصل منه خفقان القلب والقئ،
ويخرج في المرافق والآباط.
وفي الحديث (فسألت ابن أبي ليلى
عن مسألة فما طعن فيما ولا قارب) أي
لم يتكلم فيها بكلمة بعيدة، ولا قارب.
وفيه (المؤمن لا يكون طعانا)
أي وقاعا في أعراض الناس بالذم والغيبة
ونحوها، من طعن عليه بالقول إذا عابه.
ومنه (الطعن في النسب).
وطعنت عليه من باب قتل ومن باب
نفع لغة: قدحت فيه وعبته.
والطعن يكون مصدرا، ويكون
موضع الطعن قاله في المصباح.
من ابتداء الشئ أو دخله فقد طعن
فيه.
وفي الحديث (إن قوما يطعنون في
هذا الامر) أي يأتون الخلافة.
وطعنه بالرمح طعنا بالفتح فيهما
ويقال من باب قتل.
وطعن في المفازة: ذهب.
وطعن في السن يطعن بالضم طعنا.
وطعن الانسان - بالبناء للمفعول -:
أصابه الطاعون، فهو مطعون.
ط غ و، ى
قوله تعالى: * (ولا تطغوا فيه فيحل) *
49

الآية [20 / 81] أي لا تتعدوا حدود
الله فيه.
قوله تعالى: * (ألا تطغوا في الميزان) *
[55 / 8] أي لا يتجاوزوا القدر والعدل
قوله تعالى: * (إذهب إلى فرعون إنه
طغى) * [20 / 24] أي علا وتكبر وكفر
بالله وتجاوز الحد في الاستعلاء والتمرد
والفساد.
قوله تعالى: * (لما طغى الماء) *
[69 / 11] أي ارتفع وعلا وتجاوز الحد
قوله تعالى: * (ما زاغ البصر وما طغى) *
[53 / 17] أي ما جاوز القصد في
رؤيته.
قوله تعالى: * (فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية) *
[65 / 5] أي بالطغيان وقيل بالذنوب،
والطاغية مصدر كالعافية والداهية.
قوله تعالى: * (في طغيانهم يعمهون) *
[3 / 15] أي في غيهم وكفرهم يتحيرون
ويترددون.
قوله تعالى: * (يريدون أن يتحاكموا
إلى الطاغوت) * [4 / 60] الطاغوت
فعلوت من الطغيان، وهو تجاوز الحد،
وأصله طغيوت فقدموا لامه على عينه على
خلاف القياس ثم قلبوا الياء ألفا فصار
طاغوت، وقد يطلق على الكافر والشيطان
والأصنام وعلى كل رئيس في الضلالة وعلى
كل من عبد من دون الله. ويجئ مفردا
كقوله تعالى: * (يريدون أن يتحاكموا
إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به) *
وجمعا كقوله: * (والذين كفروا أولياؤهم
الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) *
وفى الحديث: (من رفع راية ضلالة
فصاحبها طاغوت).
وفي الدعاء: (وأعوذ بك من شر كل
باغ وطاغ) أي متجاوز للحد بطغيانه.
وفى الحديث: (إن للعلم طغيانا كطغيان
المال) أي يحمل صاحبه على الترخص بما
اشتبه منه إلى مالا يحل له، ويترفع به على
من دونه ولا يعطي حقه بالعمل به كما يفعل
رب المال.
وطغا يطغو من باب قال، وطغى يطغي
من باب تعب، ومن باب نفع لغة،
50

والاسم (الطغيان).
ط ف أ
قوله تعالى: * (يريدون ليطفئوا نور الله
بأفواههم) * [61 / 8] هو تهكم بهم
لارادتهم إبطال الاسلام بقولهم في القرآن:
(هذا سحر) فأشبه حالهم من ينفخ في
نور الشمس بفيه ليطفئه.
وفي الحديث: (قوموا إلى نيرانكم
التي أوقدتموها على ظهوركم فاطفئوها
بصلاتكم) (1) أراد بها الذنوب على
الاستعارة، أي قوموا إلى ذنوبكم التي
توجب دخول النار فاطفئوها بصلاتكم
أي كفروها بها، وفيه دلالة صريحة على
أن الصلاة تكفر الذنوب وتسقط العقاب،
وفى القرآن والأحاديث المتكثرة من
الفريقين ما يدل على ذلك.
و (طفئت النار تطفأ) بالهمز من باب
تعب طفوءا: خمدت
وأطفأت الفتنة: سكنتها.
ط ف ح
في الخبر (من قال كذا وكذا
غفر له وإن كان طفاح الأرض ذنوبا)
أي ملأها.
(حتى تطفح) أي تفيض، يقال
طفح الاناء كمنع طفحا وطفوحا:
امتلأ وارتفع.
ط ف ر
يقال طفر طفرا من باب ضرب،
قال في المصباح والطفرة أخص منه، وهو
الوثوب في ارتفاع.
ط ف س
والطفس بالتحريك: الوسخ والدرن.
ورجل طفس: أي وسخ قذر.
ط ف ف
قوله تعالى * (ويل للمطففين) *
[83 / 1] وهم الذين لا يوفون الكيل
والوزن.
قيل لهم ذلك لأنهم لا يستوفون إلا
الشئ الطفيف القليل.
والتطفف هو نقصان المكيال وأن
لا يملأ.

(1) التهذيب ج 2 ص 238
51

والطف: ساحل البحر وجانب البر.
ومنه الطف (1) الذي قتل فيه الحسين
عليه السلام، سمي به لأنه طرف البر مما
يلي الفرات.
ط ف ق
قوله تعالى * (فطفقا يخصفان عليهما
من ورق الجنة) * [7 / 21] أي جعلا
يلصقان عليهما من ورق الجنة، وهو ورق
التين من قولهم طفق يفعل كذا يطفق
طفقا أي جعل يفعل كذا.
وبعضهم يقول: طفق بالفتح طفوقا.
ط ف ل
قوله تعالى * (وإذا بلغ الأطفال منكم
الحلم) * [24 / 59] الآية. الطفل واحد
الأطفال، وهو ما بين أن يولد إلى أن
يحتلم.
وقد يكون واحدا.
وقد يكون جمعا مثل الجنب.
قال تعالى * (أو الطفل الذين لم يظهروا
على عورات النساء) * [24 / 31].
والمطفل: الناقة القريبة العهد بالنتاج
معها طفلها.
والطفل كفلس: الناعم.
والطفل بالتحريك: ما بعد العصر.
والطفل أيضا: المطر.
وقولهم طفيلي للذي يدخل وليمة
ولم يدع إليها.
ط ف و، ى
وفى الحديث: ذكر السمك الطافي (2)
وهو الذي يموت في الماء ثم يعلو فوق
وجهه. يقال: طفا الشئ فوق الماء يطفو
طفوا [وطفوا]: إذا علا ولم يرسب.
وفى الخبر: (اقتلوا من الحيات ذا
الطفيتين والأبتر) الطفية كمدية: خوصة
المقل، وذو الطفيتين من الحيات ما على
ظهره خطان أسودان كالخوصتين، شبه
الخطين على ظهر الحية بهما.
ط ق ط ق
الطقطقة: أصوات حوافر الدواب،

(1) الطف: من أسماء كربلاء.
(2) في الكافي ج 6 ص 218، في حديث عن أبي عبد الله (ع): (ولا يؤكل
الطافي من السمك).
52

مثل الدقدقة - قاله الجوهري.
ط ل ب
في الحديث (لا تحل الصدقة لبني
عبد المطلب) يريد الزكاة.
وعبد المطلب - على صيغة اسم
الفاعل - هو ابن هاشم جد النبي صلى الله عليه وآله
والمطلب كان أخا هاشم وعم عبد المطلب
ابن عبد مناف، وهو ربى ابن أخيه،
فلهذا سمي عبد المطلب لأنه لما مات أبوه
هاشم وابنه عبد المطلب كان صغيرا فأخذته
أمه إلى قبيلتها فربته، فلما نشأ بينهم قيل
للمطلب لو كنت ربيت ابن أخيك فراح إليه
فأخذه ودخل به المدينة مردفا إياه، فقيل له:
من هذا الغلام؟ فقال: عبدي، فسمي عبد
المطلب، وكان اسمه شيبة الحمد. وكان
لعبد المطلب عشرة أولاد منهم عبد الله
أبو النبي صلى الله عليه وآله وأبو طالب أبو علي (ع)
والعباس والحرث وأبو لهب، ومات عبد
المطلب والنبي صلى الله عليه وآله نحو من ثمان سنين.
وفي الحديث: (يا علي إن عبد
المطلب كان لا يستقسم بالأزلام ولا يعبد
الأصنام ولا يأكل ما ذبح على النصب
ويقول أنا على دين إبراهيم (ع) وقد سن
في الجاهلية خمس سنن أجراها الله تعالى
له في الاسلام: حرم نساء الآباء على الأبناء
ووجد كنزا فأخرج منه الخمس وتصدق
به، ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج،
وسن في القتل مائة من الإبل، ولم يكن
للطواف عدد عند قريش فسن له عبد المطلب
سبعة أشواط) (1).
وأبو طالب: أبو علي (ع). فعن
الصادق (ع) (إن مثله مثل أصحاب
الكهف أسروا الايمان وأظهروا الشرك
فآتاهم الله أجرهم مرتين).
وفي الحديث سئل أبو الحسن (ع)
ما كان حال أبى طالب؟ قال: أقر بالنبي
وبما جاء به ودفع إليه الوصايا ومات من يومه.
وفيه (مات أبو طالب بعد موت
خديجة بسنة وماتت خديجة حين خرج
الرسول من الشعب قبل الهجرة بسنة).
و (الطلبة) بفتح الطاء وكسر اللام
ككلمة: الحاجة، والجمع (طلبات).
وقوله في الدعاء: (ليس لي مطلب
سواك) أي ليس لي حاجة غيرك.

(1) هذا من حديث مذكور في من لا يحضره الفقيه 4 / 264 - 265 بتقديم وتأخير وتفصيل.
53

وطلبت الشئ أطلبه: أي أردته
وابتغيته، فأنا طالب. والجمع (طلاب)
بالتشديد، و (طلبة) بالتحريك مثل
كافر وكفرة، و (طالبون) في التصحيح.
و (الطلب) يكون مصدرا
وموضع الطلب.
و (الطلاب) مثل كتاب: ما طلبته من غيرك.
وطالبه بكذا مطالبة، والتطلب:
الطلب مرة بعد أخرى.
ط ل ت
طالوت اسم أعجمي كجالوت وداود
وفيه سببان التعريف والعجمة، والنبوة كانت
في سبط لاوي بن يعقوب، والملك كان
في سبط هود، ولم يكن طالوت من
أحد السبطين ولكن الله اصطفاه - أي
اختاره - وهو أعلم بالمصالح، وزاده الله
بسطة - أي سعة وامتدادا - في العلم
والجسم، وكان أعلم بني إسرائيل في وقته
وأتمهم جسما وأشجعهم، وفي كتب السير
كان طالوت أيابا، أي سقاء.
ط ل ح
قوله تعالى: * (وطلح منضود) *
[56 / 29] قيل الطلح الموز، الواحد
طلحة مثل تمر وتمرة.
والطلح: شجر عظام كثير الشوك.
والطلح عند العرب: شجر حسن
اللون لخضرته رفيف ونور طيب، وعن
السدي هو شجر يشبه طلح الدنيا لكن له
ثمر أحلى من العسل.
والطالح من الرجال: خلاف الصالح.
و (طلحة) اسم رجل.
وطلحة بن عبيد الله بن عثمان
التيمي الصحابي (1).
ط ل س
طلسته: محوته.
ومنه الخبر (لا إله إلا الله يطلس
ما قبله من الذنوب).
والدينار الأطلس: الذي لا نقش فيه،

(1) هو أبو محمد طلحة بن عبيد الله التيمي الحضرمي، كان من أصحاب النبي ثم
من أصحاب علي عليهما السلام، ثم انعزل عن علي واثار حرب الجمل، ولما ندم عما
فعل واعتزل الحرب قتله مروان بن الحكم بسهم رماه إليه فأصاب ثغرة نحره - راجع
الإصابة ج 2 ص 764 - 770.
54

والمطلس مثله.
وفي الحديث (إن وجدت دينارا
مطلسا فهو لك لا تعرفه) قيل المراد به
القديم وإن اشتهر في غير المنقوش.
ط ل س م
المشهور في معنى الطلسم علي ما نقل
أقوال ثلاثة: (الأول) - الطل بمعنى
الأثر فالمعنى أثر اسم (الثاني) - إنه
لفظ يوناني ومعناه عقد لا ينحل (الثالث) -
أنه كناية عن مقلوب أعني مسلط.
ط ل ع
قوله تعالى: * (فأطلع إلى آله موسى) *
[40 / 37] أي لعلي أقف على حال إله
موسى وأشرف عليه.
والطلوع والاطلاع: الصعود على
الشئ، قال تعالى: * (فاطلع فرآه في
سواء الجحيم) * [37 / 55].
قوله: * (حتى مطلع الفجر) * [5 / 97]
بفتح اللام وكسرها موضع الطلوع،
يقال طلعت الشمس طلوعا من باب قعد
ومطلعا: أي بينت وظهرت.
قال الشيخ أبو علي: قرأ الكسائي
وخلف مطلع بكسر اللام والباقون بفتح
اللام. ثم قال: مطلع مصدر بدلالة
أن المعنى سلام هي حتى وقت طلوعه وإلى
وقت طلوعه، فهو نحو مقدم الحاج
وخفوق النجم بجعل المصدر فيه على
تقدير حذف المضاف، والقياس أن يفتح
اللام كما أن مصادر سائر ما كان من
فعل يفعل مفتوح العين نحو المخرج والمقتل
وفي الدعاء (أعوذ بك من هول المطلع)
بتشديد الطاء المهملة والبناء للمفعول:
أمر الآخرة وموقف القيامة الذي يحصل
الاطلاع عليه بعد الموت.
وفي الصحاح المطلع المأتي، يقال
أين مطلع هذا الامر أي مأتاه، وهو
موضع الاطلاع من إشراف إلى انحدار.
وقال ابن الأثير: المطلع مكان
الاطلاع من موضع عال، يقال مطلع هذا
الجبل من مكان كذا: أي مأتاه ومصعده.
ومنه حديث الحسن (إنما أبكي
لهول المطلع وفراق الأحبة).
ومنه (لو أن لي ما في الأرض جميعا
لافتديت به من هول المطلع).
وفي حديث وصف علي عليه السلام
55

مع الصحابة (وتطلعت حين تتعتعوا) (1)
التطلع الاشراف من عال، وكنى به عن
الاهتمام العالي بما ينبغي تحصيله.
والتتعتع: التقبض، وتتعتع القنفذ: إذا
أدخل رأسه في جلده، وكنى به عن
قصورهم وقعودهم عن مقاماته.
وطلاع الأرض: ملاءها.
وأطلعت زيدا على كذا: مثل أعلمته
وزنا ومعنى.
والطلع: ما يطلع من النخل ثم
يصير بسرا وتمرا إن كانت أنثى، وإن
كانت ذكرا لم تصر تمرا بل يترك على
النخلة أياما معلومة حتى يصير فيه شئ
أبيض مثل الدقيق، له رائحة زكية فيلقح
به الأنثى.
وفى الحديث (الطليع ليس بمحارب)
المراد به عين القوم.
وفي الخبر (المولود من أمتي أحب
على مما طلعت عليه الشمس وغربت)
أي من جميع ما في الدنيا.
وفي الحديث (أكره أن أنام قبل
طلوع الشمس، وأكره أن تطلع الشمس
من غير مطلعها).
قال بعض الشارحين: يقرب إلى
الذهن قراءة تطلع بتشديد اللام مبنيا
للمفعول ليصح المعنى من غير تكلف.
والطالع: طالع النجوم.
ومنه الحديث (كنت أنظر في النجوم
وأعرفها وأعرف الطالع، فإذا نظرت إلى
الطالع الشر جلست).
وفي الحديث (واعلموا أنكم إذا
اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج
الرسول فتداويتم من العمى).
قال بعض الشارحين: يحتمل أن
يراد بالطالع المهدي.
لا يقال طلوعه من مكة وهي وسط
الأرض، لأنا نقول اجتماع العساكر
الكثيرة عليه وتوجهه إلى فتح البلاد إنما
يكون من الكوفة وهي شرقي الحرمين
وكثير من بلاد الاسلام، ويحتمل أن
يراد به علي أمير المؤمنين لان محله بالكوفة
وهي شرقي الحرمين.

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 84.
56

وما روي من (أن الشمس تطلع بين
قرني شيطان) يذكر في محله.
ط ل ق
قوله تعالى * (الطلاق مرتان) *
[2 / 229] الآية.
قال الشيخ أبو علي: الطلاق بمعنى
التطليق كالسلام بمعنى التسليم أي التطليق
الشرعي تطليقة بعد تطليقة على التفريق
دون الجمع والارسال دفعة واحدة.
ولم يرد بالمرتين التثنية ولكن التكرار
كقوله تعالى * (ثم ارجع البصر كرتين) *
[67 / 4] أي كرة بعد كرة.
وفي الحديث (خير الخيل الأقرح
طلق اليد اليمنى) الطلق بضم الطاء واللام
إذا لم يكن في أحد قوائمه تحجيل.
والطلق كحمل: الحلال.
يقال هو لك طلق.
ويقال الطلق: المطلق الذي يتمكن
صاحبه فيه من جميع التصرفات، فيكون
فعل بمعنى مفعول كالذبح بمعنى المذبوح.
وأعطيت من طلق مالي أي من حله
أو من مطلقه.
وفي الحديث (كل شئ لك مطلق
حتى يرد فيه نهي).
قال الصدوق (رحمه الله): ومقتضاه
إباحة كل شئ ما لم يبلغ فيه نهي.
وطلق الرجل امرأته تطليقا، فإن
كثر تطليقه للنساء قيل مطليق ومطلاق.
ومنه الخبر عن علي عليه السلام (إنه
قال الحسن مطلاق فلا تزوجوه).
والاسم من طلق: الطلاق، وهو
إزالة قيد النكاح بغير عوض بصيغة (طالق).
وطلاق المرأة يكون لمعنيين أحدهما
حل عقدة النكاح.
والآخر بمعنى الترك والارسال.
من قولهم طلقت القوم: إذا تركتهم.
وطلقت المرأة بالفتح تطلق من باب
قتل - وفي لغة من باب قرب - فهي
طالق بغير هاء.
فإن جاؤوا بالهاء فعلى سبيل التأويل.
قال ابن الأنباري - نقلا عنه -: إذا
كان النعت منفردا به الأنثى دون الذكر
لم تدخله الهاء نحو (طالق) و (طامث)
و (حائض) لأنه لا يحتاج إلى فارق
57

لاختصاص الأنثى به.
وأطلقت الأسير: إذا حللت إساره
وخليت عنه فأنطلق أي ذهب في سبيله.
وفي الدعاء (وأطلق لساني بذكرك)
أي لا تحبسه وتمنعه عن ذكرك.
والانطلاق: الذهاب.
ويقال أنطلق به على ما لم يسم فاعله
والطلقاء - بضم الطاء وفتح اللام
والمد -: هم الذين خلي عنهم يوم فتح
مكة وأطلقهم ولم يسترقهم.
واحدهم طليق فعيل بمعنى مفعول
وهو الأسير إذا خلي سبيله.
قيل إن رسول الله صلى الله عليه وآله
حين فتح مكة قال: (يا معاشر قريش
ما ترون أني فاعل بكم؟
قالوا: خير أخ كريم وابن أخ
كريم!
قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وكان فيهم معاوية، وأبو سفيان،
وعباس، وعقيل.
والطلقاء من قريش، والعتقاء من
ثقيف.
وفي الحديث (الطليق لا يورث).
وناقة طلق بضمتين بلا قيد.
ورجل طلق الوجه كفلس أي فرح
ظاهر البشر.
وقد طلق بالضم طلاقة.
وعن أبي زيد أي بسام متهلل.
وطلقت المرأة - بالبناء للمفعول -:
إذا أخذها المخاض.
والطلق: وجع الولادة.
ومنه (سألته عن المرأة أصابها
الطلق) - الحديث.
وطلق لسانه بالضم طلوقا وطلوقة
فهو طلق اللسان وطليقه أي فصيح عذب
المنطق.
وفي الصحاح رجل طلق اللسان وطليق
اللسان.
ولسان طلق ذلق، وطليق ذليق
وطلق ذلق وطلق ذلق أربع لغات.
واستطلاق البطن: مشيه.
واستطلق بطنه يستعمل لازما.
والمطلق من المياه: ما لا يحتاج
عند ذكره إلى قيد يقيده، بخلاف المضاف
58

ط ل ل
قوله تعالى * (وإن لم يصبها وابل
فطل) * [2 / 256] الطل: المطر الضعيف
القطر.
والجمع طلال بالكسر.
ومنه الدعاء (ولا تجعل طلله علينا
سموما).
واطل علينا مثل أشرف علينا وزنا ومعنى
ومنه الحديث (المشرق مطل على
المغرب) أي مشرف عليه.
ومثله (إذا قبضت الروح فهي مطلة
فوق الجسد) أي مشرفة عليه.
وفيه (لا يطل دم رجل مسلم) أي لا
يهدر.
يقال طل دمه على البناء للمفعول:
إذا هدر.
وطل السلطان دمه طلا من باب قتل
هدره.
قال الكسائي وأبو عبيدة: وتستعمل
لازما أيضا.
يقال طل الدم من باب قتل ومن
باب تعب لغة.
وأنكره أبو زيد، وقال لا يستعمل
إلا متعديا فيقول طله وأطله.
وطل علي برضوانك اي تفضل علي به
والطلل: ما شخص من آثار
الدار.
والجمع أطلال مثل سبب وأسباب
وطلول أيضا.
وفي الدعاء (أسألك باسمك الذي
يمشي به على طلل الماء) أي ظهره.
ط ل و
والطلاوة مثلثة: الحسن والبهجة،
وطلاوة الاسلام حسنه وبهجته. ومنه
حديث أهل البيت: (فمن عرف من
أمة محمد صلى الله عليه وآله واجب حق إمامه... وعلم
فضل طلاوة إسلامه (1).
ط ل ى
في الحديث: (إذا زاد الطلاء على
الثلث فهو حرام) (2) الطلاء ككساء
ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه

(1) الكافي ج 1 ص 203 (2) الكافي ج 6 ص 420
59

ويبقى ثلثه ويسمى بالمثلث.
والطلا: ولد الظبية، والولد من ذوات
الظلف، والجمع (أطلاء) مثل سبب
وأسباب.
و (الطلي) بالفتح: الصغير من
أولاد المعز. قال الجوهري: وإنما سمي
به لأنه يطلى أي تشد رجله بخيط إلى وتد
أياما، وجمعه (طليان) مثل رغيف
ورغفان.
والطلى: الأعناق، واحدها طلية.
وعن الفراء طلاة.
والطلى بالفتح فالسكون معروف،
يقال: طليته بالدهن وغيره طليا وأطليت
على افتعلت.
ط م ث
قوله تعالى: * (لم يطمثهن إنس
قبلهم ولا جان) * [55 / 56] أي لم
يمسهن وينكحهن، فالطمث النكاح بالتدمية
ومنه قيل للحائض (طامث).
والطمث: الدم.
وطمثت المرأة تطمث بالضم:
حاضت، وطمثت بالكسر لغة.
وفي حديث الطامث: (إشرب من
فضل شرابها ولا أحب أن أتوضأ منه).
وطمث الرجل امرأته - من بابي
ضرب وقتل -: إفتضها.
ط م ح
في الحديث (نهى الرجل أن يطمح
ببوله من السطح بالهواء) (1) أي يرفع
بوله ويرمي به في الهواء، يقال طمح
بصره إلى الشئ: ارتفع. وأطمح فلان
بصره: رفعه.
وكل مرتفع طامح، ومنه (الحمد
لله ذي الأفق الطامح) أي المرتفع.
ومنه (طمحت عيناه إلى السماء)
أي ارتفعتا.
وفي الحديث (إياك أن تطمح بصرك
إلى من هو فوقك) أي ترفعه إلى من هو
أعلا منك في الغنا.
وفي الدعاء (طموح الآمال قد
خابت إلا لديك) والمعنى الآمال الطامحة،
أي المرتفعة قد خابت إلا آمالنا العظيمة

(1) من لا يحضر ج 1 ص 19.
60

عندك.
وطمحت المرأة فهي طامح: أي
تطمح إلى الرجال.
ط م ر
في الحديث (رب ذي طمرين لا يؤبه
له لو أقسم على الله لأبر قسمه) الطمر
بالكسر هو الثوب الخلق العتيق والكساء
البالي من غير الصوف، والجمع أطمار
كحمل وأحمال.
ومنه حديث الميت (وأوصى أن يحل
أطماره ولا يؤبه له) أي لا يبالى به لحقارته
قيل وإنما عدي بعلى لأنه ضمن معنى
التحكم.
وطمرت الشئ: سترته، ومنه (المطمورة)
وهي حفرة يطم فيها الطعام.
و (طمرت الميت) من باب قتل:
دفنته في الأرض.
و (طمار) بالفتح كقطام: المكان
المرتفع، قال الشاعر:
فإن كنت لا تدرين بالموت فانظري
إلى هانئ بالسوق وابن عقيل
إلى بطل قد عفر السيف وجهه
وآخر يهوي من طمار قتيل
وعن الكسائي من طمار بفتح الراء
وكسرها، وكان ابن زياد لعنه الله أمر
برمي مسلم بن عقيل من مرتفع.
و (المطمر) بكسر ميم أولى وفتح
الثانية: خيط يقوم عليه البناء، ويسمى
التر أيضا.
ومنه حديث ابن سنان (ليس بينكم
وبين من خالفكم إلا المطمر) - الحديث
وقد تقدم في نزر.
ط م س
قوله تعالى: * (من قبل أن نطمس
وجوها فنردها على أدبارها) * [4 / 47]
أي نمحو ما فيها من عين وأنف فنجعلها
كخف البعير.
وقال الشيخ أبو علي رحمه الله اختلف
في معناه على أقوال:
(أخدها) - ان معناه من قبل أن
نمحو آثار وجوهكم حتى تصير كالأقفية،
ونجعل عيونها في أقفيتها فتمشي القهقري
و (ثانيها) - نطمسها عن الهدى
فنردها على أدبارها في ضلالتها، ذما لها
بأنها لا تفلح أبدا.
و (ثالثها) - ان معناه نجعل في
61

وجوهها الشعر كوجوه القرود.
و (رابعها) - حتى نمحو آثارهم
من وجوههم أي نواحيهم التي هم بها،
وهي الحجاز الذي هو مسكنهم، ونردها
على أدبارها حتى يعودوا إلى حيث جاؤوا
وهو الشام (1).
قوله: * (ربنا اطمس على أموالهم) *
[10 / 88] أي غيرها من جهتها إلى
جهة لا ينتفع بها. قيل صار جميع أموالهم
حجارة.
قوله: * (فإذا النجوم طمست) *
[77 / 8] أي ذهب ضوؤها كما يطمس
الأثر حتى يذهب.
وطمست الشئ طمسا من باب ضرب:
محوته.
والطموس: الدروس والانمحاء.
ط م ع
طمع في الشئ طمعا من باب تعب
وطماعة وطماعية بالتخفيف، فهو طامع
وطمع.
ط م م
قوله تعالى * (فإذا جاءت الطامة
الكبرى) * [79 / 43] يعني القيامة.
والطامة: الداهية لأنها تطم على كل
شئ أي تعلوه، من طم الامر: علاه.
وطم الشعر: جزه أو قصه، ولعل
منه الحديث (ثلاثة من اعتادهن لم
يدعهن طم الشعر وتشمير
الثوب ونكاح
الإماء).
وطم البئر طما من باب قتل: ملأها
حتى استوت مع الأرض.
وطمها التراب: فعل بها ذلك.
ورجل طم بالكسر وطمطماني أي
في لسانه عجمه لا يفصح.
ومنه الخبر (ليس فيهم طمطمانية
حمير) شبه بكلام حمير لما فيه من الألفاظ
المنكرة بكلام العجم.
ط م ن
قوله تعالى * (ورضوا بالحيوة الدنيا
واطمأنوا بها) * [10 / 7] أي سكنوا
إليها مقصرين ميلهم علي لذائذها
وزخارفها.
قوله * (فإذا اطمأننتم) * [4 / 102]

(1) مجمع البيان ج 2 ص 55.
62

أي أقمتم، يقال اطمأن بالموضع: أقام
به واتخذه وطنا * (ومطمئنين) * [17 / 95]
ساكنين في الأرض.
واطمأن الرجل إطمئنانا وطمأنينة
بضم الطاء: سكن ولم يقلق، والاسم
الطمأنينة، والاطمانينة، بكسر همزة
وسكون طاء وبعد الميم ألف بعدها نون
مكسورة ثم نون مفتوحة بعد الياء.
وطأ من الرجل ظهره بالهمزة على
فاعل، ويجوز تسهيل الهمزة أي حناه
وخفضه.
ط م و، ى
طما الماء يطمو طموا ويطمي طميا فهو
طام: إذا ارتفع وملا النهر - قاله الجوهري
ط ن ب
في حديث الصلاة: (إذا ثبت
العمود نفعت الاطناب والأوتاد [والغشاء]
وإذا انكسر [العمود] لم ينفع طنب ولا
وتد ولا غشاء) (1) الطنب بضمتين وسكون
الثاني لغة: حبل الخباء، والجمع (أطناب)
مثل عنق وأعناق.
وأطنب في الكلام: بالغ فيه
وأكثر، ومنه (كلام مطنب).
ط ن ب ر
و (الطنبور) فنعول بضم الفاء من
آلات الملاهي فارسي معرب.
ط ن ف س
في الحديث (كان أبي يصلي على الخمرة
يحملها على الطنفسة) هي بكسرتين وفي
لغة يكسر الطاء والفاء وبضمهما وبسكر
الطاء وفتح الفاء: البساط الذي له خمل
رقيق، وهي ما تجعل تحت الرحل على
كتفي البعير، والجمع الطنافس.
ط ن ن
الطن بالضم: حزمة من حطب أو
قصب، الواحدة طنة والجمع أطنان مثل
قفل وأقفال.
والطنين: صوت الذباب وغيره،
من باب ضرب طنينا: صوت.
و (ضربه فأطن ساقه) أي قطعها.
ط ه ج
(الطيهوج) طائر أخضر طويل

(1) الكافي ج 3 ص 266.
63

الرجلين والرقبة أبيض البطن والصدر،
من طيور الماء.
وفي حياة الحيوان (الطيهوج)
بفتح الطاء طائر يشبه بالحجل الصغير غير
أن عنقه أحمر ومنقاره ورجليه أحمران مثل
الحجل وما تحت جناحيه أسود وأبيض،
وهو خفيف مثل الدراج (1).
ط ه ر
قوله تعالى: * (وثيابك فطهر) *
[74 / 4] أي عملك فأصلح أو قصر
أو لا تلبسها على فخر وكبر، وقيل معناه
إغسل ثيابك بالماء، وقيل كنى بالثياب
عن القلب، وقيل معناه لا تكن غادرا فإن
الغادر دنس الثياب.
قوله: * (فيه رجال يحبون أن
يتطهروا والله يحب المطهرين) * [9 / 108]
قيل المراد الطهارة من الذنوب، والأكثر
أنها الطهارة من النجاسات. قيل نزلت
في أهل قبا: روي ذلك عن الباقر والصادق
عليهما السلام، وروي أن النبي صلى الله
عليه وآله قال لهم: ما تفعلون في طهركم
فإن الله قد أحسن عليكم الثناء؟ فقالوا:
نغسل أثر الغائط بالماء (2).
قال بعض الاعلام: يمكن أن يستدل
بهذه الآية على استحباب الكون على
الطهارة، لان الطهارة شرعا حقيقة في
رافع الحدث، والثناء والمحبة وتأكيد
الإرادة والاتيان بلفظ المبالغة مشعر بالتكرر
ودوام حصول المعنى، وكل ذلك دليل
على ما قلناه. والله أعلم.
قوله: * (إنهم أناس يتطهرون) *
[7 / 82] يعني عن أدبار النساء والرجال
قالوا تهكما.
قوله: * (حتى يطهرن) * [2 / 222]
أي ينقطع الدم عنهن ويطهرن يغتسلن
بالماء، وأصله (يتطهرن) فأدغمت التاء
بالطاء.
قوله: * (ولكن يريد الله ليطهركم) *
[5 / 6] قيل أي من الذنوب، فإن
العبادات مثل الوضوء كفارات للذنوب،
أو لينظفكم عن الاحداث ويزيل المنع
عن الدخول فيما شرط فيه الطهارة عليكم
فيطهر كم بالماء عند وجوده وعند الاعذار
بالتراب، واللام للعلة، ومفعول يريد محذوف،

(1) حياة الحيوان ج 2 ص 102. (2) البرهان ج 2 ص 162.
64

وقيل زائدة و * (ليجعل) * و * (ليطهركم) *
مفعول، والتقدير لان يجعل عليكم
ولان يطهركم، وربما ضعف هذا نظرا
إلى أن لا تقدر بعد اللام المزيدة، ورد
بأن المحقق الرضي صرح بذلك وقال
وكذلك اللام زائدة في (لا أبا لك)
عند سيبويه، وكذا اللام المقدر بعدها
أي بعد فعل الامر والإرادة كقوله:
* (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له
الدين) *.
قوله: * (رسول من الله يتلو صحفا
مطهرة) * [98 / 2] قال الشيخ أبو علي: يعني
مطهرة في السماء لا يمسها إلا الملائكة
المطهرون من الأنجاس * (فيها) * أي في تلك
الصحف * (كتب قيمة) * أي مستقيمة عادلة
غير ذات عوج تبين الحق عن الباطل،
وقيل مطهرة عن الباطل والكذب والزور
يريد القرآن، ويعني بالصحف ما تضمنته
الصحف من المكتوب فيها.
قوله: * (وأزواج مطهرة) * [3 / 15]
أي نساء مطهرة من الحيض والحدث
ودنس الطبع وسوء الخلق، وقرئ
* (مطهرات) * قيل هما لغتان فصيحتان،
يقال النساء فعلت وفعلن، والجمع على
اللفظ والافراد.
قوله: * (وسقيهم ربهم شرابا طهورا) *
[76 / 21] أي برجس كخمر الدنيا
ويطهركم من كل شئ سوى الله.
قوله: * (وأنزلنا من السماء ماء
طهورا) * [25 / 48] أي طاهرا نظيفا
يطهر من توضأ منه واغتسل من جنابة،
وقيل هو مبالغة وأنه بمعنى طاهر،
والأكثر أنه لوصف زائد. فعن تغلب
الطهور هو الطاهر في نفسه المطهر لغيره،
وعن الأزهري الطهور في اللغة هو الطاهر
المطهر وفعول في كلام العرب لمعان:
منها فعول لما يفعل به مثل الطهور لما
يتطهر به والوضوء لما يتوضأ به والفطور
لما يفطر عليه والغسول لما يغسل به.
قال الزمخشري: الطهور هو البليغ في
الطهارة. قال بعض العلماء: ويفهم من
قوله تعالى: * (وأنزلنا من السماء ماء
طهورا) * أنه طاهر في نفسه مطهر لغيره،
لان قوله * (ماء) * يفهم منه أنه طاهر
لأنه ذكره في معرض الامتنان على العباد
ولا يكون ذلك إلا فيما ينتفع به فيكون
65

طاهرا في نفسه، وقوله * (طهورا) *
يفهم منه صفة زائدة على الطهارة وهي
الطهورية، وإنكار أبي حنيفة استعمال
الطهور بمعنى الطاهر المطهر غيره وأنه
لمعنى الطاهر فقط وأن المبالغة في فعول
إنما هي زيادة المعنى المصدري كالآكول
لكثير الأكل لا يلتفت إليه بعد مجئ
النص من أكثر أهل اللغة، والاحتجاج
بقوله (ريقهن طهور) مردود بعدم اطراده
وأنه في البيت للمبالغة في الوصف أو واقع
موقع طاهر لإقامة الوزن، لان كل
طهور طاهر ولا عكس، ولو كان طهور
بمعنى طاهر مطلقا لقيل ثوب طهور
وخشب طهور ونحو ذلك وهو ممتنع
- انتهى كلامه. وهو في غاية الجودة.
وفي الحديث (التيمم أحد الطهورين)
بفتح المهملة أي المطهرين من الماء
والتراب.
وفيه (الطهور شطر الايمان) أي
جزء من أجزائه لا يتم إلا به.
قال سيبويه حكيا عنه: الطهور قد
يكون مصدرا من قولهم (تطهر طهورا)
فهو مصدر على فعول ويكون اسما غير
مصدر كالفطور في كونه اسما لما يفطر
به ويكون صفة كالرسول ونحو ذلك من
الصفات، وعلى هذا قوله: * (وسقيهم
ربهم شرابا طهورا) *.
وفي الخبر في ماء البحر هو الطهور
ماؤه) أي هو الطاهر المطهر. قال ابن
الأثير وما لم يكن طاهرا فليس بطهور.
وفي الحديث ذكر الطهارة، وهي
مصدر قولك طهر الشئ فتحا وضما بمعنى
النزاهة. ومنه (ثياب طاهرة) و * (أناس
يتطهرون) * [7 / 82] أي يتنزهون.
ومنه امرأة طاهرة من النجاسة ومن
العيب ومن الحيض، ويقال ماء طاهر
خلاف نجس وطاهر صالح للتطهر به.
و (الطهر) بالضم نقيض الحيض.
والأطهار: أيام طهر المرأة.
والطهر: الاسم من الطهارة.
وطهره بالماء: إذا غسله.
والماء الطاهر: الذي لا قذر فيه والقذر
النجاسة - قاله في القاموس والصحاح.
وفي الحديث (الماء يطهر ولا يطهر)
وفيه إشكال، ولعل المراد أنه يطهر غيره
ولا يطهر غيره.
66

وطهرت المرأة من الحيض من باب
قتل وفي لغة من باب قرب: أي نقيت.
والتطهر: التنزه والكف عن الاثم.
وفيه (ولد الزنا لا يطهر إلى سبعة
آباء) ولعل المراد في عدم الطهارة المبالغة
وذلك لما نقل أن العرب تستعمل التسبيع
موضع التضعيف والزيادة كما سيأتي
تحقيقه في محله إن شاء الله، ومما يؤيد
ما قلناه قوله عليه السلام (المؤمن يأكل
بمعاء واحد والمنافق يأكل بسبعه أمعاء)
ومن المعلوم أن المؤمن وغيره ليس لهما
إلا معاء واحد وإنما أراد المبالغة لا غير،
وما ذكر في توجيه الحديث من أنه إذا
كان الأب السابع ولد زنية والستة أولاد
رشدة في الأخير أيضا ليس بطاهر،
فلا وجه له مع ما فيه من التكلف.
وفي حديث الحمام (طاب ما طهر
منك وطهر ما طاب منك) قيل فيه يعني
طاب عن العلل والعاهات ما طهر منك
بالاغتسال وهو جسدك الهيولي، وطهر
عن أقذار المعاصي وعن أدناس الغواشي
الهيولانية ما طاب منك في جوهر ذاته
القدسية بحسب الفطرة الأولى وهو قلبك
الملكوتي، أي نفسك الناطقة المجردة
و (طهران) قرية بأصفهان وقرية
بالري.
و (المطهرة) بكسر الميم وفتحها
وهو الأفصح، واحدة المطاهر وهي إناء
يتطهر به ويزال به الأقذار. وفي حديث الاستنجاء (يرى نساء
المؤمنين يستنجين بالماء ويبالغن فإنه
مطهرة للحواشي) أي مزيل للنجاسة،
كما في قوله (السواك مطهرة للفم
ومرضاة للرب) أي مزيل لدنس الفم
وقذره، والحواشي جانب الفرج، فقوله
صلى الله عليه وآله (مطهرة للفم) مصدر
ميمي، ومثله (مرضاة للرب) أي مطهر
ومحصل رضاه أو مرضاته، أي مظنة لرضاه
وسبب له، والأولى علة للثانية أو هما
مستقلان.
ط ه م
في وصفه عليه السلام (لم يكن بالمطهم
ولا بالمكلثم) أي لم يكن بالمدور الوجه
ولا بالمجتمع لحم الوجه، ولكنه مستوى
الوجه.
وفي النهاية المطهم: المنتفخ الوجه.
67

وقيل الفاحش في السمن. وقيل النحيف
الجسم وهو من الأضداد.
ط و ب
والطوب: الآجر، ومنه الحديث:
(لا ترث المرأة من زوجها من تربة دار
وأرض إلا أن يقوم الطوب والخشبة قيمة
فتعطى ربعها أو ثمنها) (1).
ط و ح، ط ى ح
يقال طاح يطوح ويطيح: إذا
هلك وسقط، وكذا إذا أتاه في الأرض.
ط ود
قوله تعالى: * (وكان كل فرق
كالطود العظيم) * [26 / 63] الطود:
الجبل العظيم.
وطود منيف: جبل عال.
ط ور
قوله تعالى: * (ما لكم لا ترجون
لله وقارا وقد خلقكم أطوارا) * [71 / 14]
أي ضروبا وأحوالا نطفا ثم علقا ثم مضغا
ثم عظاما، ويقال أطوارا أي أصنافا في
ألوانكم ولغاتكم.
قوله: * (ورفعنا فوقكم الطور) *
[2 / 63] وهو جبل كلم الله عليه موسى
في الأرض المقدسة.
وقوله: * (طور سيناء) * [23 / 20]
بالمد والكسر.
و * (طور سينين) * [95 / 2] لا يخلو
إما أن يكون مضافا إلى بقعة اسمها سيناء
أو سينون، وإما أن يكون اسما للجبل
مركبا من مضاف ومضاف إليه كامرئ
القيس.
وفي معاني الاخبار: معنى طور سيناء
أنه كان عليه شجرة الزيتون، وكل
جبل لا يكون عليه شجرة الزيتون أو
ما ينتفع به الناس من النبات أو الأشجار
من الجبال فإنه يسمى جبلا وطورا ولا
يقال طور سيناء ولا طور سينين - انتهى.
و (الطور) بالفتح: التارة.
وفعلت ذلك طورا بعد طور: أي
مرة بعد مرة.
وتعدى طوره: تجاوز حده وحاله
التي تليق به.

(1) الكافي ج 7 ص 128.
68

والطوري: الوحشي من الطير والناس
ومنه الحمام طوري وطوراني. وعن الجاحظ
الطوراني نوع من أنواع الحمام (1).
ط وس
(الطاوس) طائر معروف، وتصغيره
بعد حذف الزائد طويس.
روي أن الطاوس كان رجلا جميلا
فكابر امرأة رجل مؤمن فوقع بها ثم
راسلته بعد ذلك، فمسخهما الله طاوسين
ذكرا وأنثى (2).
وفي الخبر (الطاوس يدعو بالويل
لخطيئته).
ويقال إن الخطيئة هي حمله الحية
التي كان الشيطان فيها إلى الجنة.
وحكي أن آدم عليه السلام لما غرس
الكرمة جاء إبليس فذبح عليها طاوس
فشربت دمه، فلما طلعت أوراقها ذبح
عليها قردا فشربت دمه، فلما طلعت
ثمرتها ذبح عليها أسدا فشربت دمه،
فلما انتهت ثمرتها ذبح عليها خنزيرا
فشربت دمه، فلهذا شارب الخمر تعتريه
هذه الأوصاف الأربعة، وذلك أنه أول
ما يشربها وتدب في أعضائه تزهو له كما
يزهو الطاوس، فإذا جاء منادي السكر
لعب وصفق كما يفعل القرد، فإذا قوى
سكره جاءت الصفة الأسدية فيعبث
ويعربد ويهدر مما لا فائدة فيه، ثم ينعقص
كما ينعقص الخنزير فيطلب النوم وتنحل
عرى قوته.
وعن كعب الأحبار في تفسير ما يقول
الطير الطاوس يقول: كما تدين تدان.
و (ابن طاوس) تارة يراد به علي
ابن موسى وتارة أحمد بن موسى وولده
عبد الكريم (3)، والتميز موكول إلى

(1) انظر الحيوان للجاحظ ج 2 ص 177 وج 7 ص 66.
(2) سفينة البحار ج 2 ص 93.
(3) علي بن موسى بن جعفر بن طاوس الحسني الحسيني توفي سنة 664،
واخوه أحمد بن موسى توفى سنة 673 ودفن في الحلة، وعبد الكريم بن أحمد بن
طاوس ولد سنة 648 وتوفى سنة 693، ومن هذا البيت أيضا رضي الدين علي بن
علي بن موسى بن طاوس صاحب كتاب زوائد الفوائد - انظر الكنى والألقاب ج 1 ص 327 - 331.
69

القرائن.
و (طوس) بلدة من أرض خراسان
من عمل نيشابور على مرحلتين (1).
و (الشيخ الطوسي) ينسب إليها (2).
ط وط
و (الطيطوي) اسم طائر معروف.
وعن كعب الاخبار انها تقول: كل حي
ميت وكل جديد بال (3).
ط وع
قوله: * (إئتيا طوعا أو كرها) *
[41 / 11] الآية. سئل الرضا عليه
السلام عمن كلم الله لامن الجن ولا من
الانس؟ فقال: السماوات والأرض في
قوله * (ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا
طائعين) * (4).
قوله: * (فطوعت له نفسه قتل أخيه) *
[5 / 30] أي شجعته، ويقال رخصت
وسهلت.
قوله: * (ومن تطوع خيرا) *
[2 / 158] قيل: أي من تبرع بالسعي
بين الصفا والمروة بعد إتيانه بالواجب.
قال بعض المفسرين: وليس بشئ
لأنه لم يرد استحباب السعي ابتداء، بل
إذا زاد شوطا سهوا استحب له إكمال
أسبوعين، وحينئذ يكون المراد من تطوع
بالحج والعمرة بعد الاتيان بالواجب،

(1) تشتمل طوس على بلدتين يقال لإحداهما الطابران وللأخرى نوقان، ولهما
أكثر من ألف قرية - انظر معجم البلدان ج 4 ص 49.
(2) هو أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، ولد بطوس سنة 385
وتوفى في النجف الأشرف سنة 460 - الكنى والألقاب ج 2 ص 357.
(3) في حياة الحيوان ج 1 ص 101: قال أرسطاطا ليس في كتاب
النعوت: انه طائر لا يفارق الآجام وكثرة المياه لان هذا الطائر لا يأكل شيئا من
النبت ولا من اللحوم وانما قوته مما يتولد في شاطئ الغياض والآجام من دود
النتن - الخ
(4) البرهان ج 4 ص 107.
70

أو يكون المراد به الصعود على الصفا
وإطالة الوقوف عليه، فقد ورد أنه يستحب
الوقوف عليه قدر قراءة سورة البقرة في
ترتيل، وروي أنه يورث الغنى، وقال
بعضهم إنه علي إطلاقه، أي أي خير كان
من القربات فإن الله شاكر أي مجاز على
الشكر باضعافه عليهم بقدر إيصاله من
الجزاء.
قوله: * (والذين يلمزون المطوعين) *
[9 / 79] أي المتطوعين في الصدقة فأدغم.
قوله: * (ولله على الناس حج البيت
من استطاع إليه سبيلا) * [3 / 97] أي
من قدر على ذلك، قيل إنها شاملة
للمستطيع بنفسه وغيره، فيدخل المغصوب
الواجد من يحج عنه، ووجه التناول
- على ما قيل - مع أن فعل الغير مقام
فعل الشخص مجاز مبني على إعراب الآية،
وفيه ثلاثة أوجه:
(أحدها) - إضافة حج الذي هو
مصدر إلى المفعول ومن هو الفاعل،
وتقديره أن يحج المستطيع البيت.
(الثاني) - كذلك إلا أن من شرطية
جزاؤها محذوف، التقدير من استطاع
إليه سبيلا فليفعل.
(الثالث) - بدل بعض من كل،
والتقدير على المستطيع من الناس حج
البيت، فعلى الأول يكون الحمل على
الامرين جمعا بين الحقيقة والمجاز، وعلى
الثاني والثالث لا يكون جمعا بينهما.
والاستطاعة: هي الإطاقة والقدرة،
وربما قالوا إسطاع يسطيع بحذف التاء
وفى قراءة حمزة * (فما اسطاعوا أن يظهروه) *
بالادغام، فجمع بين الساكنين.
قوله: * (فاتقوا الله ما استطعتم) *
[94 / 16] مر في (وقى).
قوله: * (ولن تستطيع معي صبرا) *
[18 / 67] أي لن تقدر على ما أفعل،
فاني أفعل أمورا ظاهرها مناكير وباطنها
لم تحط به خبرا.
قوله: * (هل يستطيع ربك) *
[5 / 112] أي هل يقدر ربك على ذلك.
قوله: * (إن أريد إلا الاصلاح
ما استطعت) * [11 / 88] أي ما أريد
إلا الاصلاح، وهو أن أصلحكم بموعظتي
ونصيحتي.
قال الشيخ أبو على: ما استطعت
71

ظرف، أي مدة استطاعتي للاصلاح
وما دمت متمكنا منه، أو بدل من
الاصلاح أي المقدار الذي استطعت منه،
ويجوز أن يكون مفعولا للاصلاح،
وكقوله (ضعيف النكاية أعداؤه)، أي
ما أريد إلا أن أصلح ما استطعت اصلاحه
من فاسدكم.
وفي حديث الاستطاعة (قال البصري
لابي عبد الله عليه السلام: الناس مجبورون؟
قال عليه السلام: لو كانوا مجبورين
لكانوا معذورين، قال: ففوض إليهم؟
قال: لا. قال: فما هم؟ فقال: علم
منهم فعلا فجعل فيهم آلة الفعل، فإذا
فعلوا كانوا مع الفعل مستطيعين) لعل
المراد بالاستطاعة هنا الاستطاعة التامة
دون المكلف بها، وإلى هذا نظر بعض
شراح الحديث حيث قال: ويمكن الجمع
بين الاخبار بأن الاستطاعة قسمان ظاهرية
وباطنية، وان الظاهرية مناط التكليف
وانها متقدمة على التكليف، ألا ترى أن
الحج يجب على من يموت في طريق مكة
وان الاستطاعة الجامعة للظاهرية والباطنية
إنما تحصل في وقت الفعل والترك.
وفي الحديث (لا طاعة في معصية الله)
يريد أن الطاعة لا تسلم لصاحبها ولا
تخلص إذا كانت مشوبة بمعصية وإنما
تصح مع اجتنابها.
ومثله (لا طاعة لمخلوق في معصية
الخالق) كما لو أمر بقتل وقطع ونحوه
غير مشروع.
وفي الحديث (من أطاع رجلا في
معصية فقد عبده) قال بعض العارفين:
لعلك تظن أن ما تضمنه من أن الطاعة
عبادة لأهل المعاصي على ضرب من التجوز
لا الحقيقة، وليس كذلك بل هو حقيقة
فإن العبادة ليست إلا الخضوع والتذلل
والطاعة والانقياد، ولهذا جعل سبحانه
اتباع الهوى والانقياد إليه عبادة للهوى
قال: * (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) *
وجعل طاعة الشيطان عبادة له فقال:
* (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا
الشيطان) *.
قوله عليه السلام (هوى متبع وشح
مطاع) أي يطيعه صاحبه في منع حقوق
واجبة عليه في ماله.
والمطاوعة: الموافقة.
72

ورجل مطواع: أي مطيع
وانطاع له: انقاد.
وطاعه طوعا من باب قال، وفي لغة
من بابي باع وخاف أي أذعن وانقاد،
والطاعة اسم، ومنه اسم الفاعل من الرباعي
مطيع، ومن الثلاثي طائع.
ولساني لا يطوع كذا: أي لا ينقاد.
وأتينا طوعا أو كرها: أي انقيادا.
والطواعية: الطاعة، ومنه الدعاء (اللهم
ارحمني بطواعيتي إياك وطواعيتي رسولك).
ط وف
قوله تعالى * (وإذا مسهم طائف من
الشيطان) * [7 / 200] أي لمم منه.
وقرئ * (طيف) * وهو بمعناه.
قوله * (فطاف عليها طائف من ربك
وهم نائمون) * [68 / 19] أي هلاك
أو بلاء في حال نومهم * (فأصبحت
كالصريم) * [68 / 20].
الطائفة: الفرقة من الناس.
ومنه قوله تعالى * (وليشهد عذابهما
طائفة من المؤمنين) * [24 / 2].
وعن ابن عباس: الطائفة من الواحد
فما فوقه.
وفي الغريبين: طائفة منهم جماعة،
ويجوز أن يقال للواحد طائفة.
والطائفة من الشئ: القطعة منه.
قوله * (طائفتان منكم) * [3 / 122]
حيان من الأنصار: بنو أسلم من الخزرج
وبنو حارثة من الأوس، خرجوا مع
رسول الله صلى الله عليه وآله ووعدهم
الفتح إن صبروا.
قوله * (فأخذهم الطوفان) * [29 / 14]
وهو المطر الغالب والماء الغالب يغشى
كل شئ.
قال البصريون: هو جمع واحده
طوفانة.
قال الكوفيون: هو مصدر كالرجحان
والنقصان ولا يجمع.
والطوفان من الآيات التي أرسلها الله
على بني إسرائيل لما دعى عليهم موسى
عند إصرارهم على الكفر حيث قال: رب
إن عبدك فرعون علا في الأرض وبغى
وعتا، وإن قومه قد نقضوا عهدك فخذهم
بعقوبة تجعلها لهم ولقومي عظة ولمن
بعدهم آية وعبرة فبعث الله عليهم الطوفان
وهو الماء أرسل الله عليهم من السماء.
73

وكانت بيوت بني إسرائيل وبيوت
القبط مشتبكة مختلطة فامتلأت بيوت
القبط حتى قاموا في الماء إلى تراقيهم،
من جلس منهم غرق. ولم يدخل بيوت
بني إسرائيل من الماء قطرة.
وركد الماء على أرضهم لا يقدرون
على حرث ولا غيره من الاعمال أسبوعا.
وقيل الطوفان: الجدري، وهو أول
ما عذب به فبقي في الأرض.
وقيل الطوفان: الموت الذريع أي
الكثير.
وطاف بالشئ يطوف طوفا وطوفانا
استدار به.
واستطاف بمعناه.
وفي حديث الهرة (هي من الطوافين
عليكم والطوافات) أي تطوف عليكم
بالليل وتحفظكم من كثير من الآفات.
وفي الخبر (كان يطوف على نسائه
في ليلة وهن تسع) أي يدور، وهو كناية
عن الجماع.
وأطاف بالشئ: ألم به وقاربه.
ومنه الحديث (إن الزيدية والمعتزلة
أطافوا بمحمد بن عبد الله) وهو عبد الله
ابن الحسن الذي يقال له النفس الزكية
أي اجتمعوا عليه وألموا به.
والمطاف: موضع الطواف.
وتطوف بالبيت، وإطوف على البدل
والادغام.
والطوف: الغايط.
ومنه الخبر (لا يصل أحدكم وهو
يدافع الطوف).
ومنه الحديث (لا تبل في مستنقع
ولا تطف بقبر).
والطايف: بلاد معروفة وهي أبرد
مكان بالحجاز، سميت بذلك إما لأنها
طافت على الماء في الطوفان، أو لان
جبرئيل عليه السلام طاف بها في البيت.
وفي الحديث (وجه تسمية الطائف:
أن إبراهيم عليه السلام لما دعا ربه ان
يرزق أهله من الثمرات، قطع لهم قطعة
من الأردن، فأقبلت حتى طافت بالبيت
سبعا ثم أقرها الله في موضعها، فسميت
الطائف للطواف بالبيت).
ط وق
قوله تعالى * (سيطوقون ما بخلوا به
يوم القيامة) * [3 / 180].
74

روي عن النبي صلى الله عليه وآله
(يأتي كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا
أقرع له ذنبتان ويتطوق في حلقه، ويقول
أنا الزكاة التي منعتني ثم ينهشه).
وفي الدعاء (نسألك الثبات على ما
طوقتنا) كأنه من طوق التقليد والتكليف
على المجاز.
من قولهم طوقتك الشئ أي كلفتكه.
والطوق: واحد الأطواق معروف.
وقد طوقته فتطوق أي ألبسته الطوق
فلبسه.
وطوق كل شئ: ما استدار به.
ومنه قيل للحمامة: ذات طوق.
والطوق: الطاقة.
وقد أطقت الشئ إطاقة: قدرت
عليه فأنا مطيق.
والاسم: الطاقة.
ومنه (إن أمتك لا تطيق ذلك) أي
لا تقدر عليه.
ومثله (مروا صبيانكم بكذا ما
أطاقوه).
وهو في طوقي أي في وسعي.
وطوقني الله أداء حقك أي قواني.
والطاق: ما عطف من الأبنية، والجمع طاقات.
والطاق: ضرب من الثياب.
ومنه (لبس رسول الله صلى الله عليه
وآله الطاق والساج).
ومؤمن الطاق: لقب محمد بن علي بن
النعمان من أصحاب الكاظم عليه السلام،
وكان يلقب بالأحول.
ويقال له الطاقي.
والمخالفون يلقبونه بشيطان الطاق.
قال العلامة رحمه الله: كان دكانه في
طاق المحامل بالكوفة يرجع إليه في النقد
فيخرج كما ينقد، فيقال شيطان الطاق
وفي القاموس الطاق اسم حصن
بطبرستان يسكنه محمد بن النعمان شيطان
الطاق.
والعلامة أعلم وكلامه أتم.
ويقال طاق بغل وطاقة ريحان.
ومنه الحديث (إن فلانا نتف طاقة
من العشب).
وفيه (الإقامة طاق طاق) أي من
غير تكرار.
75

ط ول
قوله تعالى * (فمن لم يستطع منكم
طولا أن ينكح المحصنات) * [4 / 24]
الآية الطول كيف ما استعمل: الزيادة
لكن مع استعماله في المقادير فمصدره
الطول بضم الطاء.
والصفة طويل.
وفي غير المقادير مصدره الطول بفتحها
والصفة طائل.
والمراد من لم يكن له زيادة مال
لنكاح الحرائر فلينكح الإماء، يعقد
عليهن لأنهن أخف مؤنة من الحرائر.
واختلف في الطول فقيل الزيادة في
المال.
وقيل ليس له حد معين بل الانسان
أعرف بنفسه وما يكفيه له ولعياله.
فإن عرف العجز عن ذلك جاز له
نكاح الأمة.
وقال بعض المحققين هو مهر الحرة
ونفقتها، ووجودها وإمكان وطيها قبلا.
وفي الحديث (لم يستطع منكم طولا
أي مهرا).
والطول: المهر.
قوله * (لن تخرق الأرض ولن تبلغ
الجبال طولا) * [17 / 37] أي امتدادا
قوله * (ذي الطول) * [40 / 3] بالفتح
أي الفضل والسعة.
قوله * (إن الله قد بعث لكم طالوت
ملكا) * [2 / 247] طالوت هو من ولد
بنيامين بن يعقوب.
وسمى طالوت لطوله.
وهو علم عبري كداود.
ومنهم من جعله فعلوتا.
ورد بمنع صرفه.
وكان سقاء وهو الذي زوج ابنته
داود عليه السلام.
وآتاه الله الملك أي ملك بني إسرائيل
ولم يجتمعوا قبل داود على ملك بل
كان الملك في سبط والنبوة في سبط آخر.
ولم يجتمعا إلا لداود عليه السلام.
وفي الحديث (يتصدق بقدر طوله)
بالفتح أي بقدر غناه.
والطول والطائل بمعنى وهو الفضل
والقدرة والغنى والسعة.
ومن أمثالهم (ما عنده طائل ولا
نائل) قال الأصمعي: الطائل من الطول
76

وهو الفضل، والنائل من النوال وهي
العطية.
والمعنى ما عنده فضل ولا جود.
والطول بالضم: خلاف العرض وهو
أطول الابعاد الثلثة غالبا.
وفي الخبر (كان طول آدم حين أهبط
إلى الأرض كانت رجلاه بثنية الصفا ورأسه
دون أفق السماء، فلما شكى إلى الله تعالى
تعالى ما يصيبه من الحر أوحى الله إلى
جبرئيل فغمزه وصير طوله سبعين ذراعا
بذراعه، وغمز حوى فصير طولها خمسة
وثلاثين ذراعا بذراعها).
وعليه إشكال أجبنا عنه فيما تقدم (1)
والتطاول: ضد الخشوع.
وأطال الرجل على الشئ مثل أشرف
وزنا ومعنى.
وتطاول: علا وارتفع.
ومنه (تطاول له رسول الله صلى الله
عليه وآله ليراه).
والطول بالضم: الطويل.
والطوال بالكسر جمع طويل.
ومنه حديث اليسع بن حمزة (قال
كنت في مجلس الرضا عليه السلام إذ دخل
عليه رجل طوال أدم).
الطوال بالضم: الطويل.
يقال طويل وطوال.
فإذا: فرط في الطول قيل طوالى
بالتشديد.
والادم من الناس: الأسمر والجمع
أدمان.
قال الجوهري (وتطاول عليهم الرب
بفضله) أي تطول.
ولا أكلله طوال الدهر بالفتح وطول
الدهر.
وأوتيت السيع الطول.
وفسرت بالبقرة وآل عمران والنساء
والمائدة والانعام والأعراف والتوبة.
والطول بالضم جمع الطولى مثل الكبر
في الكبرى.
قال في النهاية وهذا البناء يلزم الألف
واللام والإضافة.
وطول له تطويلا: أمهله.

(1) في (قعد).
77

وطلت أصله طولت بضم الواو سقطت
الواو لاجتماع الساكنين.
وهذا أمر لا طائل فيه: إذا لم يكن
فيه غناء ومزية.
ط وى
قوله تعالى: * (والسماوات مطويات
بيمينه) * [39 / 67] هو تصوير لجلاله
وعظم شأنه لا غير، من غير تصور قبضته
بيمين لا حقيقة ولا مجازا. قيل: نسب
الطي إلى اليمين لشرف العلويات على السفليات
قوله تعالى: * (يوم نطوي السماء كطي
السجل للكتب) * [21 / 104] أي كطي
الصحيفة فيها الكتاب. وفي تفسير علي
ابن إبراهيم: السجل اسم للملك الذي
يطوى الكتب، ومعنى يطويها أي
يفنيها فتحول دخانا والأرض نيرانا (1)
قوله تعالى: * (إنك بالواد المقدس
طوى) * [20 / 12] طوى وطوى
يقرآن جميعا بالتنوين وعدمه، فمن جعله
اسم أرض لم يصرفه ومن جعله
اسم الوادي صرفه لأنه مذكر، وكذا
من جعله مصدرا كقوله تعالى: * (ناديه
ربه بالواد المقدس طوى) * [79 / 16]
وثنى أي مرتين. قيل: فكأنه طوى
بالبركة كرتين. وفى كلام بعض المفسرين:
من لم يصرف طوى احتمل قوله أمرين:
(أحدهما) انه جعله اسم بلدة أو اسم
بقعة [أو يكون معدولا كزفر وعمر]
ومن صرف احتمل أمرين أيضا:
(أحدهما) أن يكون جعله اسم موضع
أو بلد أو مكان، و (الآخر) أن يكون
مثل زحل وحطم ولكع (2).
وفى حديث النبي صلى الله عليه وآله: (وطوى
فراشه في العشر الأواخر من شهر رمضان)
قيل: هو كناية عن ترك المجامعة لا حقيقة
الطي في الفراش.
وفيه: (سألتموني عن ليلة القدر ولم
أطوها عنكم) (3) أي أفسرها وأبينها لكم

(1) انظر التفسير ص 434. (2) انظر مجمع البيان ج 5 ص 431.
(3) من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 60
78

وفي الحديث: (أخرجت له ثيابا
فقال: (ردها على مطاويها) أي على
حالاتها التي كانت عليها.
وطويت الشئ طيا فانطوى والطية مثل
الجلسة والركبة - قاله الجوهري.
وفى حديث زمزم: (فلما حفرها
وبلغ الطوى طوى إسماعيل) (1) الطوى
كعلى: السقاء، وانطوى في الأصل صيغته
فعيل يعني مفعول فلذلك جمعوه على
(أطواء) كشريف على أشراف ويتيم
على أيتام.
و (ذو طوى) بفتح طاء وتضم والضم
أشهر (2) هو موضع بمكة داخل الحرم
هو من مكة على نحو من فرسخ ترى
بيوت مكة منه. قال في المصباح: ويعرف
بالزاهر في طريق التنعيم. وفى القاموس: ذي
طوى مثلثة الطاء وينون موضع قرب مكة
والطوى: الجوع، يقال: طوي
بالكسر يطوي طوى فهو طاو وطيان
أي خالي البطن جائع لم يأكل.
وطوى بالفتح يطوي طيا إذا تعمد
ذلك. ومنه حديث أهل البيت (ع):
(وصبروا على الطوى).
و (فلان يطوي نفسه عن جاره)
أي يجمع نفسه ويؤثر جاره بطعامه.
و (أطولنا الأرض) في حديث السفر
أي قربها لنا وسهل السير فيها حتى لا يطول
علينا، فكأنما طويت.
ط ى ب
قوله تعالى: * (طوبى لهم وحسن
مآب) * [13 / 29] طوبى لهم أي طيب
العيش، وقيل طوبى: الخير وأقصى الأمنية
وقيل طوبى اسم للجنة بلغة أهل الهند،
وقيل طوبى شجرة في الجنة، ووزنها فعلى
بالضم من الطيب قلبت ياؤه واوا لضمة ما
قبلها، مصدر (لطاب) كبشرى وزلفى،
ويقال طوبى لك وطوباك بالإضافة.
وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله (طوبى

(1) الكافي ج 4 ص 219.
(2) في مراصد الاطلاع (طوى): والفتح أشهر.
79

شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها
في دار علي (ع) (فقيل له في ذلك فقال:
داري ودار علي في الجنة بمكان واحد.
وفي الحديث: (هي شجرة في الجنة
أصلها في دار النبي صلى الله عليه وآله، وليس مؤمن
إلا وفي داره غصن منها لا يخطر على قلبه
شهوة إلا أتاه به ذلك الغصن، ولو أن
راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج
ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها
حتى يسقط هرما).
قوله: * (كلوا مما في الأرض حلالا
طيبا) * [2 / 168] الطيب يقال لمعان:
الأول المستلذ، الثاني ما حلله الشارع،
الثالث ما كان طاهرا، الرابع ما خلي
عن الأذى في النفس والبدن. وهو حقيقة
في الأول لتبادره إلى الذهن عند الاطلاق،
والخبيث يقابل الطيب بمعانيه.
قوله: * (ويسئلونك ماذا أحل
لهم قل أحل لكم الطيبات) * [5 / 4]
قال المفسر: يحتمل أن يكون (ما)
وحدها اسما، ويكون (ما) و (ذا)
اسما مرفوعا بالابتداء (وأحل) خبر.
والطيب: المستلذ.
قوله: * (من طيبات ما كسبتم) *
[2 / 267] أي مما كسبتم.
قوله: * (فلنحيينه حياة طيبة) *
[16 / 97] قال المفسر: يعني في الدنيا،
وهو الظاهر لقوله * (ولنجزينهم) * الآية
وعن ابن عباس هي الرزق الحلال، وعن
الحسن هي القناعة، وقيل يعني في الجنة
إذ لا تطيب للمؤمن حياة إلا في الجنة.
قوله: * (والطيب من القول) *
[22 / 24] فسر بقول (لا إله إلا الله).
قوله: * (والطيبات للطيبين) *
[24 / 26] أي الطيبات من الكلام
للطاهرين من الرجال، والطيبات من
الكلام أفضله وأحسنه،
قوله: * (طبتم فادخلوها خالدين) *
[39 / 73]
أي طبتم للجنة، لان الذنوب
والمعاصي مخابث في الناس، فإذا أراد الله
أن يدخلهم الجنة غفر لهم تلك الذنوب
ففارقتهم تلك المخابث والأرجاس من
الاعمال فطابوا للجنة، ومن هذا قول
العرب (طاب لي هذا) أي فارقته المكاره
وطاب له العيش: فارقته المكاره،
80

ومن هذا قوله تعالى: * (فانكحوا ما طاب
لكم من النساء) * [4 / 3] و * (طيبات
ما أحل الله لكم) * [5 / 87].
وفي الحديث: (لا تمسوا موتاكم
بالطيب) (1) هو بكسر الطاء: ما يتطيب
به. و (الطيب) بفتح الطاء لغة فيه.
وفي الخبر: (جعلت لي الأرض
طيبة طهورا) أي نظيفة غير خبيثة.
وطاب ديننا: أي كمل واستقرت
أحكامه.
وفي معاني الاخبار عن عبد الله بن
الفضل الهاشمي قال: قلت لابي عبد الله
عليه السلام ما معنى قول المصلي في تشهده
لله ما طاب وطهر وما خبث فلغيره؟ قال:
ما طاب وطهر كسب الحلال [من
الرزق] وما خبث كسب الربا (2).
قوله: (والتحيات الطيبات لله)
أي الكلمات المحبوبات المشتملة على
التقديس والتنزيه وحسن الثناء على الله
لله، وقيل الطيبات من الصلاة والكلام
مصروفات إلى الله.
والإطابة والاستطابة كنايتان عن
الاستنجاء بغسل أو مسح بحجر، وقيل
بمسح فقط لان الانسان يطيب جسده
بإزالة الخبث عنه، أي يطهره.
ومنه الحديث: (نهى أن يستطيب
الرجل بيمينه) أي يستنجي بها لأنه من
الجفاء.
وطبت به نفسا: طابت نفسي به.
وفي الخبر: (إنه أمر أن تسمى
المدينة طيبة وطابة) وهما من الطيب
أعني الرائحة الطيبة بعد أن كانت تسمى
في الجاهلية بيثرب، فنهى أن تطمى بذلك
وقيل من الطيب الطاهر بخلوصها من
الشرك وتطهيرها منه.
وفي حديث القائم (ع): (نعم
المنزل طيبة وما بثلاثين من أوليائه من
وحشة) كأن معناه أن طيبة منزله (ع)
وكان يستأنس بثلاثين من أوليائه، ويحتمل
أن يكون هذا حاله في الغيبة الصغرى.

(1) في الكافي ج 3 ص 147: (لا تمسحوا موتاكم بالطيب).
(2) معاني الاخبار ص 175.
81

وأبو الطيب المتنبي الشاعر المشهور
واسمه أحمد بن الحسين، وإنما قيل له
المتنبي لأنه ادعى النبوة في بادية السماوة
وتبعه خلق كثير من بني كلب فخرج
إليه أمير حمص فأسره وحبسه طويلا ثم
استتابه وأطلقه، وكان قد قرأ على البوادي
كلاما ذكر أنه قرآن أنزل عليه.
و (طابة) من أسماء مدينة النبي صلى الله عليه وآله
ط ى ر
قوله تعالى: * (كل انسان ألزمناه
طائره في عنقه) * [17 / 13] قيل طائره
ما عمل من خير أو شر، فهو لازم عنقه
يقال لكل ما لزم الانسان قد لزم عنقه
وهذا لك في عنقي حتى أخرج لك منه.
وإنما قيل للحظ من الخير والشر طائر
لقول العرب جرى لفلان الطائر بكذا
من الخير والشر على طريقة التفاؤل
والطيرة، فخاطبهم الله تعالى بما يستعملونه
وأعلمهم أن ذلك الامر الذي يجعلونه
بالطائر يلزم أعناقهم.
وفي رواية عبد الله بن سلام قال:
سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن
أول ملك يدخل في القبر على الميت قبل
منكر ونكير؟ فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله: ملك يتلألأ وجهه كالشمس
اسمه رومان يدخل على الميت ثم يقول له:
أكتب ما عملت من حسنة وسيئة. فيقول: بأي شئ أكتب أين قلمي ودواتي
ومدادي؟ فيقول: ريقك مدادك وقلمك
إصبعك. فيقول: على أي شئ أكتب
وليس معي صحيفة؟ قال: صحيفتك
كفنك، فيكتب ما عمله من الدنيا خيرا،
فإذا بلغ سيئاته يستحيي منه فيقول له
الملك: يا خاطئ ما تستحي من خالقك
حين عملته في الدنيا وتستحيى الآن،
فيرفع الملك العمود ليضربه، فيقول
العبد: إرفع عني حتى أكتبها، فيكتب
فيها جميع حسناته وسيئاته ثم يأمره أن
تطوى وتختم فيقول: بأي شئ أختمه
وليس معي خاتم؟ فيقول: اختمه بظفرك
وعلقه في عنقك إلى يوم القيامة كما قال
الله تعالى: * (وكل انسان ألزمناه
طائره في عنقه ونخرج يوم القيامة كتابا
يلقاه منشورا) *.
قوله: * (واطيرنا بك) * [27 / 47]
أي تطيرنا، أي تشاء منا.
82

ومثله قوله: * (يطير بموسى ومن
معه) * [7 / 131] أي تشاءموا بهم
ويقولون لولا مكانهم لما أصابتنا سيئة
* (ألا إنما طائرهم عند الله) * أي ألا
إنما الشؤم الذي يلحقهم هو الذي وعدوا
به من العقاب عند الله بفعله بهم في الآخرة
لا ما ينالهم في الدنيا.
قوله: * (كان شره مستطيرا) * [76 / 7]
أي منتشرا فاشيا، من قولهم استطار الفجر
وغيره أي انتشر.
قوله: * (وما من دابة في الأرض
ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) *
[6 / 38] قال الشيخ أبو علي: جمع بين
هذين اللفظين جميع الحيوانات، ثم قال:
ومما يسأل عنه لم قال * (يطير بجناحيه) *
وقد علم أن الطائر لا يطير إلا بجناحيه؟
فالجواب إنما جاء للتوكيد ورفع اللبس، لان
القائل قد يقول طرفي حاجتي أي أسرع
بها، وقيل إنما قال * (بجناحيه) * لان
السمك يطير في الماء ولا أجنحة لها،
وإنما خرج السمك عن الطائر لأنه من
دواب البحر، وقوله * (إلا أمم أمثالكم) *
يريد أشباهكم في إبداع الله إياها وخلقه
لها ودلالتها على أن لها صانعا، وقيل
إنما مثلت الامر من غير الناس بالناس
في الحاجة إلى مدبر يدبرهم في أغذيتهم
وأكلهم ولباسهم ونومهم ويقظتهم وهدايتهم
إلى مراشدهم إلى ما لا يحصى.
وفي الحديث (ثلاث لا يسلم منها أحد
الطيرة والحسد والظن. قيل: فما نصنع؟
قال: إذا تطيرت فامض، وإذا حسدت
فلا تبغ، وإذا ظننت فلا تحقق).
وفيه (لا عدوى ولا طيرة) (1) هي
بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن، مصدر
تطير، يقال تطير طيرة وتحير حيرة، ولم
يجئ من المصادر كذا غيرهما، وأصله فيما
يقال التطير بالسوانح والبوارح من الطير
والظباء وغير ذلك، وكان ذلك يصدهم
عن مقاصدهم فنفاه الشرع. وقد مر في
عدا تمام البحث في الحديث.
وفيه (رفع عن أمتي تسعة أشياء) (2)
وعد منها الطيرة، ولعل المراد رفع
المؤاخذة فيها.
وفيه (ثلاثة لم ينج منها نبي فما

(1) سفينة البحار ج 2 ص 103. (2) تحف العقول ص 50.
83

دونه: التفكر في الوسوسة في الخلق
والطيرة والحسد، إلا أن المؤمن لا يستعمل
حسده) (1) قال الصدوق رحمه الله في
الخصال معنى الطيرة في هذا الموضع أن
يتطير منهم ولا يتطيرون، وذلك كما
حكى الله تعالى عن قوم صالح * (قالوا
اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند
الله) * وكما قال آخرون لأنبيائهم * (إنا
تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم) *
وأما الحسد فإنه في هذا الموضع أن
يحسدوا لا أنهم يحسدون عليه السلام،
وذلك كما حكى الله تعالى * (أم يحسدون
الناس على ما آتاهم الله من فضله) * وأما
التفكر في الوسوسة في الخلق فهو بلواهم
بأهل الوسوسة لا غير ذلك، كما حكى
الله تعالى عن الوليد بن المغيرة * (إنه
فكر وقدر) * يعني أنه قال للقرآن * (إن
هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول
البشر) * - انتهى.
وفي الخبر (الطيرة شرك ولكن الله
يذهبه بالتوكل) قيل إنما جعلت الطيرة
من الشرك لأنهم كانوا يعتقدون أن التطير
يجلب لهم نفعا ويدفع عنهم ضررا إذا
عملوا بموجبه، فكأنهم أشركوه مع الله،
ولكن الله يذهبه بالتوكل وليست الكفر
بالله، ولو كانت كفرا لما ذهبت بالتوكل
ومعناه كما قيل إنه إذا خطر له عارض
الطيرة فتوكل على الله وسلم أمره إليه لم
يعمل به ذلك الخاطر.
وفيه (الطيرة على ما تجعلها إن
هونتها تهونت وإن شدتها تشددت وإن لم
تجعلها شيئا لم تكن شيئا) وأصل الطيرة
التشاؤم بالطير، ثم اتسع فيها فوضعت
موضع الشؤم، فيكون الشؤم بمعنى
الكراهة شرعا أو طبعا كعدم القرار على
الفرس وضيق الدار. ومنه قوله عليه
السلام (لا طيرة فإن تك في شئ ففي
الدار والفرس والمرأة).
والطير جمع طائر مثل صاحب وصحب،
وجمع الطير طيور وأطيار مثل فرخ
وأفراخ. وفي المصباح قال أبو عبيدة
وقطرب: ويقع الطير على الواحد والجمع
وقال ابن الأنباري الطير جماعة وتأنيثها
أكثر من التذكير، ولا يقال للواحد

(1) سفينة البحار ج 2 ص 103
84

طير بل طائر، وقد يقال للأنثى طائرة.
و (الطيران) محركة: حركة ذي
الجناح في الهواء بجناحيه كالطير.
وفي وصفه صلى الله عليه وآله (إذا
تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم
الطير) (1) معناه إنهم كانوا لاجلالهم
نبيهم عليه السلام لا يتحركون فكانت
صفتهم صفة من على رأسه طائر يريد أن
يصيده وهو يخاف إن تحرك طار وذهب.
وقال الجوهري: أصله أن الغراب يقع
على رأس البعير فيلقط الحلمة والحمنانة
فلا يحرك البعير رأسه لئلا ينفر عنه
الغراب.
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه
وآله (رأيت جعفرا يطير في الجنة مع
الملائكة) يريد به جعفر بن أبي طالب
أخا علي عليه السلام، وكان جعفر قد
أصيب بمؤتة من أرض الشام وهو أمير
بيده راية الاسلام بعد زيد بن حارثة،
فقاتل في الله حتى قطعت يداه أو رجلاه،
فأري نبي الله فيما كوشف له أن له
جناحين مضرجين بالدم يطير بهما في الجنة
مع الملائكة.
وتطاير الشئ: تفرق.
وتطاير: طال، ومنه الخبر (خذ
ما طاير من شعرك).
ط ى ش
طاش السهم عن الهدف: أي عدل،
وأطاشه الرامي
والطيش: النزق والخفة.
ط ى ف
طيف الخيال: مجيئه في النوم.
ط ى ل س
(الطيلسان) مثلثة اللام واحد
الطيالسة، وهو ثوب يحيط بالبدن ينسج
للبس خال عن التفصيل والخياطة، وهو
من لباس العجم، والهاء في الجمع للعجمة
لأنه فارسي معرب تالشان.
ط ى ن
الطين: معروف.
والطينة: أخص منه.
وطان الرجل البيت يطينه من باب

(1) مكارم الاخلاق ص 13.
85

باع: طلاه بالطين.
وطينه بالتثقيل لغة وتكثير.
والطينة: الخلقة.
وطانه الله على الخير جبله عليه.
86

* (ظ) *
ظ أ ر
في حديث إبراهيم بن النبي صلى الله
عليه وآله (إن له ظئرا في الجنة).
وفي حديث الزكاة (تعطى الجيران
والظئورة) الظئورة جمع ظئر بهمزة ساكنة
ويجوز تخفيفها يقال للذكر والأنثى،
والأصل في الظئر العطف، ومنه (ناقة
مظئورة) إذا عطفت على غير ولدها،
فسميت المرضعة ظئرا لأنها تعطف على
الرضيع، وجمع الظئر أظآر كحمل وأحمال.
وقال الجوهري الظئر مهموز والجمع
ظؤار على فعال بالضم وظؤر وأظآر وظؤورة.
ظ ب و
و (الظبة) بالتخفيف حد السيف،
والجمع [اظب في أقل العدد مثل أدل] (1)
ظبات وظبون، ولامها واو محذوفة
ظ ب ى
في الحديث: (إحفر ظبية، قال: وما
ظبية؟ قال: زمزم) (2) قيل: سميت بها
تشبيها لها بالظبية وهي الكيس والخريطة
لجمعها ما فيها.
و (الظبي) معروف، والجمع أظب
مثل أفلس وظبي مثل فلوس، والتثنية
(ظبيان) على لفظه، والأنثى (ظبية) "
كسجدة بالهاء من غير خلاف بين أهل
اللغة، والجمع (ظبيات) بالتحريك. و
(الظباء) جمع يعم الذكور والإناث مثل
سهم وسهام وكلبة وكلاب.
و (ظبية) اسم امرأة قيل تخرج قبل

(1) الزيادة من الصحاح (ظى)
(2) في الكافي ج 4 ص 219: (احفر طيبة).
87

الدجال.
وأبو ظبيان كنية رجل من الرواة (1)
ظ ر ب
في دعاء الاستسقاء: (سقيا تسيل
منه الظراب) الظراب جمع ظرب بكسر
الراء ككتف: الروابي الصغار، ويقال
على الجبال المنبسطة على الأرض.
والظرب: اسم فرس له صلى الله عليه وآله
شبه بالجبل لقوته واشتداد ضرب حوافره
ظ ر ف
الظرف: الوعاء، والجمع ظروف كفلس
وفلوس.
قال الجوهري: ومنه ظرف الزمان
والمكان
وظرف الرجل بالضم ظرافة فهو
ظريف: إذا حسن أدبه.
وقوم ظرفاء وظراف.
ظ ع ن
قوله تعالى * (يوم ظعنكم) * [16 / 80]
أي سيركم وارتحالكم يقال ظعن ظعنا
وظعنا بالاسكان والتحريك من باب نفع
أي سار وارتحل، وقرء بهما قوله تعالى
* (يوم ظعنكم) *.
والاسم: ظعن بفتحتين.
ويتعدى بالهمزة والحرف فيقال
أظعنته وظعنت به.
والفاعل ظاعن.
والمفعول مظعون به لكن حذفت
الصلة لكثرة الاستعمال.
وعثمان بن مظعون (2) قرشي قديم
الاسلام، أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا،
هاجر الهجرتين وشهد بدرا وكان رضي الله
عنه ممن حرم الخمر في الجاهلية، وقال
أشرب ما يضحك بي من دوني، قيل هو
أول من دفن بالبقيع، وأول من مات
من المهاجرين بالمدينة، وأول من تبعه
من أهل النبي صلى الله عليه وآله إبراهيم
ابن النبي صلى الله عليه وآله.

(1) هو حصين بن جندب الجنبي، عد في أصحاب أمير المؤمنين (ع)،
توفى سنة 90 بالكوفة. تنقيح المقال ج 1 ص 439 وج 3 ص 22 من فصل الكنى
(2) هو من زهاد الصحابة المرضيين.
88

ظ ف ر
قوله تعالى: * (وعلى الذين هادوا
حرمنا كل ذي ظفر) * [6 / 146] بضم
الظاء والفاء وهي أفصح اللغتين وبها قرأ
السبعة، والثانية الاسكان للتخفيف وبها
قرأ الحسن البصري، والثالثة بكسر الظاء
وزان حمل، والرابعة بكسرتين للاتباع
وقرئ بهما في الشواذ، والخامسة أظفور
والجمع أظافير كأسبوع وأسابيع، والمراد
كل ماله أصبع كالسباع والصبور، وقيل
كل ذي مخلب وحافر، وسمي الحافر
ظفرا مجازا، أخبر سبحانه أنه حرم عليهم
كل ذي ظفر بجميع أجزائه، وأما البقر
والغنم فحرم منهما الشحوم واستثنى من
الشحوم ثلاثة أنواع: الأول ما على الظفر
الثاني ما على الحوايا وهي الأمعاء،
الثالث ما اختلط بعظم وهو شحم الجنب
والالية لأنها مركبة على العصعص، وقيل
أو الحوايا انها عطفت على الشحوم، وأو
بمعنى الواو فتكون محرمة.
والظفر للانسان مذكر، ويجمع
على أظفار، وربما جمع على أظفر مثل
ركن وأركن.
وفي الحديث (أطلب لنفسك أمانا
قبل أن تأخذك الأظفار ويلزمك الخناق)
كنى بذلك عن الموت.
وفيه (كان ثوبا رسول الله صلى الله
عليه وآله اللذان أحرم فيهما يمانيين
عمري وأظفار) قال الشيخ والصحيح ظفار
بالفتح مبني على الكسر كقطام بلد
باليمن لحمير قرب صنعاء، إليه ينسب
الجزع الظفاري. وفي القاموس الظفر
بكسر الفاء حصن باليمن، ومنه أيضا
كفن النبي صلى الله عليه وآله في بردتين
ظفريتين من ثياب اليمن وثوب كرسف
أي قطن.
وظفر بالشئ ظفرا من باب تعب:
وجده.
وظفرت بالضالة: وجدتها، والفاعل
ظافر. وظفر بعدوه وأظفره الله بعدوه
وظفره به تظفيرا. ومنه الدعاء (وتظفرنا
به بكل خير) وأصل الظفر الفوز والصلاح.
و (مسجد بني ظفر) وهو مسجد
السهلة قريب من كوفان.
والظفر بالتحريك: جليدة تغشى
العين ثابتة من الجانب الذي يلي الانف
89

على بياض العين إلى سوادها.
ظ ل ع
ظلع البعير يظلع ظلعا من باب نفع:
غمز في مشيه، وهو شبيه بالعرج اليسير.
ظ ل ف
في الحديث (صدقة الظلف تدفع إلى
المتجملين) الظلف للبقرة والشاة والظبي
كالحافر للفرس والبغل، والخف للبعير.
وقد يستعمل في غير ذلك مجازا.
ظ ل ل
قوله تعالى * (أئذا ظللنا في
الأرض) * (1) أي بطلنا وصرنا ترابا فلم
يوجد لحم ولا عظم ولا دم.
ويقرأ: (صللنا) بالصاد غير المعجمة
أي أنتنا وتغيرنا من قولهم صل اللحم
وأصل: إذا أنتن وتغير.
قوله * (فظلت أعناقهم لها خاضعين) *
[26 / 4].
قوله * (ظلت عليه عاكفا) * [20 / 97]
يقال ظل يفعل كذا من باب تعب:
إذا فعله نهارا.
وبات يفعل كذا: إذا فعله ليلا.
قوله * (وظللنا عليكم الغمام) *
[2 / 57] أي جعلنا الغمام يظلكم في التيه
نقل أن الله سخر لهم السحاب تسير
بسيرهم تظلهم من الشمس وينزل بالليل
عمود من نار يسيرون في ضوئه.
وكان ينزل عليهم المن والسلوى.
ومثله * (موج كالظلل) * [31 / 32]
جمع ظلة: وهي ما غطى وستر من سحاب
أو جبل ونحو ذلك.
قوله * (عذاب يوم الظلة) * [26 / 189]
قيل لما كذبوا شعيبا أصابهم غيم
وحر شديد فرفعت لهم سحابة فخرجوا
يستظلون بها فسالت عليهم فأهلكتهم.
قوله * (ومن فوقهم ظلل من النار
ومن تحتهم) * [39 / 16] فالظلل التي
فوقهم لهم.

(1) الآية بالضاد، وهي في سورة السجدة اية 10. وقد أشير على نسخ من
الكتاب ان هذه الآية وما بعدها إلى قوله (إذا أنتن وتغير) (نسخة بدل) وكأنه شطب عليها
المصنف ره لدى المراجعة.
90

والتي تحتهم لغيرهم ممن تحتهم لان
الظلل إنما يكون من فوق.
قوله * (وظلالهم بالغدو والآصال) *
[13 / 16] هي جمع ظل.
وفي التفسير ان الكافر يسجد لغير الله
وظله يسجد لله على كره منه.
قوله * (ثم تولى إلى الظل) * [28 / 24]
أي إلى ظل سمرة من شدة الحر، وسمر
بضم الميم من شجر الطلح.
قوله * (وظل من يحموم) * [56 / 43]
قيل إنه دخان أسود.
واليحموم الشديد السواد.
قوله * (ظل ذي ثلث شعب) * [77 / 3]
يعني دخان جهنم.
وذلك أن النار إذا خرجت من حبس
أخذت يمنة أو يسرة أو امامة ولا رابع لها
ويقال ذي الألوان الثلاثة دخان ونار
وزمهرير.
وقيل غير ذلك.
وقد مر قوله * (في ظلال) * [36 / 56]
هي جمع ظلة مثل قلال وقلة.
والظل: الفئ الحاجز بينك وبين
الشمس أي شئ كان.
قوله * (وظل ممدود) * [56 / 30]
أي دائم لا تنسخه الشمس كظل ما بين
طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
وفي الحديث عن نصر بن قابوس قال
(سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله
تعالى * (وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة
كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة) * [56 / 33]
قال يا نصر، إنه والله ليس حيث يذهب
الناس إنما هو العالم وما يخرج منه).
وفي الحديث (السلطان ظل الله في
الأرض) هو على الاستعارة لأنه يدفع
الأذى عن الناس كما يدفع الظل أذى
الشمس.
وفيه (أيها الناس قد ظلكم شهر
رمضان) أي دنا منكم وصار ظلاله عليكم
عبر بذلك عن قرب وصوله.
وفي حديث الصادق عليه السلام (إن
الله آخى بين الأرواح في الأظلة قبل أن
يخلق الأجساد بألفي عام فلو قام قائمنا
أهل البيت عليهم السلام ورث الأخ الذي
آخى بينهما في الأظلة، ولم يورث الأخ
91

في الولادة).
وكأن المراد في الأظلة عالم المجردات
فإنها أشياء وليست بأشياء كما في الظل.
وفي الحديث (إن الله خلق الخلق
فخلق من أحب مما أحب وكان ما أحب
أن خلقه من طينة من الجنة، وخلق من
أبغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه
من طينة من النار، ثم بعثهم في الظلال).
قال بعض الشارحين المراد من الخلق
خلق تقدير لا خلق تكوين.
ومحصل الكلام: إن الله قدر أبدانا
مخصوصة من الطينتين.
ثم كلف الأرواح فظهر منها ما ظهر.
ثم قدر لكل روح ما يليق بها من
تلك الأبدان المقدرة.
قوله ثم بعثهم في الظلال أي في عالم الذر.
والتعبير بعالم الذر وعالم المجردات
واحد.
وإنما عبر عنه بذلك لأنه شئ لا
كالأشياء فكأنه لذمامته كالظلال المجرد
شئ ليس بشئ،
وفي الحديث (قلت وما الظلال؟
قال ألم تر إلى ظلك في الشمس شئ
وليس بشئ).
ولما لم تصل أذهان أكثر الناس إلى
إدراك الجواهر المجردة عبروا (عليهم السلام)
عن عالم المجردات بالظلال ليفهم الناس
قصدهم من ذلك أن موجودات ذلك العالم
مجردة عن الكثافة الجسمانية كما أن الظل
مجرد عنها.
فهو شئ لا كالأشياء المحسوسة الكثيفة
وهذا نظير قوله في المعرفة (والله
شئ لا كالأشياء الممكنة).
وفي الحديث (سئل الصادق عليه السلام
كيف كنتم في الأظلة؟ قال يا مفضل:
كنا عند ربنا في أظلة خضراء نسبحه) أي
نور أخضر.
وفيه (لا يرغب عن مسئلتهم) يعني
الأئمة (إلا من سبق عليه في علم الله الشقاء
في أصل الخلق تحت الأظلة).
والظلة بضم المعجمة شئ كالصفة
يستتر به من الحر والبرد.
ومنه ظلة بني ساعدة ونحوها.
وأول سحابة تظل تسمى ظلة.
92

ومن كلام علي عليه السلام (كنا
تحت ظل غمامة اضمحل في الجو متلفقها
ومجتمعها (1)) الضمير للغمامة.
وظل الغمام يقع على الأرض، فإذا
اضمحلت انمحى موضع حطها للظل.
وفي الكلام استعارة لا تخفى.
والظل ظل الشمس.
ومنه إمش في الظل فإن الظل مبارك.
وفي حديث إثبات الصانع (أزليا
صمديا لا ظل يمسكه) أي لا جسم له
يمسكه (وهو يمسك الأشياء بأظلتها)
اي بأجسامها.
وظل النزال المنهي عن التخلي فيه
ليس المراد كل ظل وإنما هو الظل الذي
يستظل به الناس.
أو يتخذونه مقيلا ومناخا.
وأظلني الشئ غشيني.
وظل الليل: سواده.
يقال أتانا في ظل ليل.
وفي ظل العرش أي في ظل رحمته
تعالى.
واقشعرت له أظلة العرش لعل المراد
به أنوار العرش.
واستظل بفيئه أي التجأ إليه وهو
كناية.
ظ ل م
قوله تعالى: * (ومن أظلم ممن منع
مساجد الله) * [2 / 114] الآية. قيل:
نزلت في الروم لما خربوا بيت المقدس،
وطرحوا الأذى فيه، ومنعوا من دخوله
وأحرقوا التورية. وقيل نزلت في المشركين
لما منعوا رسول الله صلى الله عليه وآله
من دخول المسجد الحرام عام الحديبية
قوله * (في ظلمات ثلاث) * [39 / 6]
قيل هي ظلمة المشيمة، وظلمة الرحم،
وظلمة البطن.
قوله * (أو كظلمات في بحر لجي
يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب
ظلمات بعضها فوق بعض) * [24 / 40] الآية
قال المفسر: هذا تشبيه بأن أعمال الكفار
في خلوها عن نور الحق وظلمتها لبطلانها
بظلمات متراكمة هي ظلمة الموج وظلمة
البحر وظلمة السحاب.

(1) نهج البلاغة 2 / 46، وفيه بدل (مجتمعها) قوله (وعفا في الأرض مخطها).
93

وروي في قوله تعالى * (أو كظلمات) *
قال: (الأول وصاحبه، يغشاه موج:
الثالث، من فوقه موج ظلمات: الثاني،
بعضها فوق بعض: معاوية وفتن بني أمية
إذا أخرج المؤمن يده في ظلمة فتنتهم لم
يكد يريها) (1).
قوله * (فنادى في الظلمات أن لا إله
إلا أنت) * [21 / 77] جمعت الظلمات
لشدة تكاثفها، فإنها ظلمة بطن الحوت،
وظلمة الليل، وظلمة البحر. قيل: وظلمة
الحوت الذي التقم الحوت الأول.
واختلف في مدة مكثه في بطنه، فقيل:
سبع ساعات، وقيل ثلاث ساعات، وقيل
ثلاثة أيام، وقيل: أربعة عشر يوما،
وقيل أربعين، يتردد به في ماء دجلة
وفي الدعاء (سبحان الله جاعل الظلمات
والنور) أي الليل والنهار والجنة والنار،
وإنما قدم الظلمات لان الله تعالى خلقها
قبل النور.
والظلمة: خلاف النور. والظلمة
- بضم اللام - لغة فيه، والجمع ظلم كغرفة
وغرف. وظلمات كغرفات.
وقد أظلم الليل، والظلام: أول الليل
والظلماء: الظلمة.
وليلة ظلماء أي مظلمة.
وظلم الليل بالكسر وأظلم بمعنى
وأظلم القوم: دخلوا في الظلام.
ومنه قوله تعالى * (فإذا هم مظلمون) *
[36 / 37] أي داخلون في الظلام.
وفي صفاته تعالى (الذي صدق في

(1) روى ولد المؤلف هذا الحديث عن الكافي وعن تفسير علي بن إبراهيم هكذا
(محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين الصائغ عن صالح بن
سهل قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله عز وجل * (أو كظلمات) *
فلان وفلان * (في بحر لجي يغشيه موج) * يعنى نعثل و * (من فوقه موج) * يعني
طلحة والزبير * (ظلمات بعضها فوق بعض * معاوية وفتن بني أمية * (إذا اخرج) *
المؤمن * (يده) * في ظلمة فتنتهم * (لم يكد يريها) *). وفى تفسير الصافي زيادة * (ومن
لم يجعل الله له نورا) * إماما من ولد فاطمة عليها السلام * (فما له من نور) * إمام
يوم القيامة.
94

ميعاده وارتفع عن ظلم عباده) قال ابن
أبي أبي الحديد في شرح هذه العبارة: هذا
هو مذهب أصحابنا المعتزلة عن أمير
المؤمنين عليه السلام أخذوه، وهو أستاذهم
وشيخهم في العدل والتوحيد، فأما الأشعرية
فإنها وان كانت تمنع عن إطلاق القول
بأن الله يظلم العباد إلا أنها تعطي المعنى
في الحقيقة لان الله عندهم يكلف العباد
ما لا يطيقون، وذلك لان القدرة عندهم
مع الفعل، فالقاعد عندهم غير قادر على
القيام، وإنما يكون قادرا على القيام عند
حصول القيام ويستحيل عندهم أن يوصف
الباري تعالى باقدار العبد القادر على القيام
وهو مع ذلك مكلف له أن يقوم. وهذا
غاية ما يكون من الظلم سواء أطلقوا
هذه اللفظة عليه أم لم يطلقوها.
والاسم: ظلم من ظلمه ظلما من باب
ضرب.
والظالم: من يتعد حدود الله تعالى
بدليل قوله تعالى * (ومن يتعد حدود الله
فأولئك هم الظالمون) * [2 / 229].
وفي الحديث (ألا وإن الظلم ثلاثة:
ظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور
لا يطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك
بالله تعالى، وأما الظلم الذي يغفر فظلم
العبد نفسه عند بعض الهنات، يعني الصغيرة
من الزلات، وأما الظلم الذي لا يترك
فظلم العباد بعضهم بعضا).
والظلامة والظليمة والمظلمة بفتح
اللام، والكسر أشهر: ما تطلبه عند الظالم
وهو اسم ما أخذ منك بغير حق.
ومنه حديث أهل البيت عليهم السلام
(الناس يعيشون في فضل مظلمتنا).
وفي الحديث (من قتل دون مظلمته
فهو شهيد) وذلك كأن يقتل دون أهله
أو دون ماله أو نحو ذلك.
والظليم: الذكر من النعام.
ومنه الحديث (فأدلفت - يعنى الراحلة
كالظليم) يعنى في سرعته.
ظ م أ
قوله تعالى: * (يحسبه الظمآن ماء) *
[24 / 39] هو بالفتح فالسكون:
العطشان.
قوله تعالى: * (لا يصيبهم ظمأ) * [9 / 120]
الظمأ بالتحريك: شدة العطش، وفيها
95

دلالة على أن كل تعب وجوع وإنفاق
يحصل في حج أو زيارة أحد المعصومين
أو طلب علم أو أي طاعة كانت فإن ذلك
يكتب لصاحبه وإن لم يتحصل غايته وتعذرت
و (ظمأ) من باب فرح: عطش،
والاسم منه (الظمء) بالكسر.
وفى حديث الاستسقاء: (واستظمأنا
لصوارخ القود) أي ظمأنا، من ظمئ ظمأ
مثل عطش عطشا وزنا ومعنى، والقود:
الخيل.
وظمآن وظمأى مثل عطشان وعطشى
للذكر والأنثى، والجمع (ظماء) مثل سهام
وفي حديث الافطار من الصوم:
(ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت
الاجر) الظمأ بكسر الظاء وسكون الميم
والهمزة أو بفتحهما وهو العطش، والمعنى
ذهب العطش وزالت يبوسة العروق التي
حصلت من شدة العطش وبقي الاجر.
ظ م ى
و (عين ظمياء) رقيقة الجفن، و
(ساق ظمياء) قليلة اللحم.
ظ ن ب
في الحديث: (ثم أومى بيده إلى
أسفل العرقوب ثم قال هو الظنبوب)
الظنبوب: هو حرف العظم اليابس من
السباق.
ظ ن ن
قوله تعالى * (إن نظن إلا ظنا) *
[45 / 31] أي ما نظن إلا ظنا لا يؤدي
إلى اليقين.
وقد جاء الظن بمعنى العلم قال تعالى
* (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون) * [83 / 4]
وعن بعضهم أنه قال: يقع الظن
لمعان أربعة.
منها معنيان متضادان، أحدهما
الشك، والآخر اليقين الذي لا شك فيه
فأما معنى الشك فأكثر من أن يحصى شواهد.
وأما معنى اليقين فمنه قوله تعالى * (وإنا
ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن
نعجزه هربا) * [72 / 12] ومعناه علمنا.
وقال تعالى * (ورأى المجرمون النار
فظنوا أنهم مواقعوها) * [18 / 54] ومعناه
فعلموا بغير شك، قال الشاعر:
96

رب أمر فرجته بغريم
وغيوب كشفتها بظنون
ومعناه كشفتها بيقين وعلم ومعرفة
وفي حديث وصف المتقين (وإذا مروا
بآية فيها تشويق ركنوا إليها، وظنوا
أنها نصب أعينهم) يعني أيقنوا أن الجنة
معدة لهم بين أيديهم.
والمعنيان اللذان ليسا بمتضادين
(أحدهما) الكذب و (الآخر) التهمة،
فإذا كان بمعنى الكذب قلت ظن فلان
أي كذب، وقال تعالى * (وإن هم إلا
يظنون) * [2 / 78] ومعناه إن هم إلا
يكذبون، ولو كان بمعنى الشك لاستوفى
منصوبيه أو ما يقوم مقامهما.
واما بمعنى التهمة فهو أن تقول:
ظننت فلانا، فيستغنى عن الخبر لأنك
تريد التهمة.
وفي الحديث (إتقوا ظنون المؤمنين
فإن الله جعل الحق على ألسنتهم) قال الشارح:
وذلك لصفاء سرائرهم وتلقيهم السوانح
الإلهية بأفكارهم الصافية وحدوسهم الصائبة
فلا تنطق ألسنتهم إلا بالحق، وعن إمارات
صادقة.
وفيه (إن الله عند ظن عبده) ومثله
(أنا عند ظن عبدي المؤمن) أي عند
يقينه بي في الاعتماد على الاستيثاق بوعدي
والرهبة من وعيدي، والرغبة فيما عندي
والاستغناء بي (أعطيه إذا سألني وأستجيب
له إذا دعاني) كل ذلك علي حسب ظنه
وقوة يقينه.
وعن بعض الأفاضل: إن قلت هذا
مناف لما ذكر من تساوي الخوف والرجاء
بالنسبة إلى المؤمن. قلت: غير مناف
لان المراد أنه ينبغي أن يكون اجتناب
المؤمن عن المحرمات اجتناب من أشرف
على النار، وأن يكون اشتغاله بالعبادات
اشتغال من علم أنه من أهل الجنة.
وبالجملة ما تقدم ناظر إلى العمل، وما
تأخر ناظر إلى الاعتقاد، والاعتماد على أن
كرمه تعالى ورحمته أزيد من تقصيرات
العبد بمراتب.
وعن بعض الأفاضل: سوء الظن بالله
ينشأ عن عدم معرفته تعالى بما هو أهله،
فالجاهل به لا يعرفه من جهة ما هو جواد
فياض بالخيرات لمن استعد لذلك فيسوء
ظنه، ولا يثق بأنه مخلوع عليه عوض
97

ما يبذله فيمنعه ذلك عن البذل.
والظن: مصدر من باب قتل.
والظنة بالكسر: التهمة وهو اسم
من ظننته من باب قتل: اتهمته فهو ظنين
فعيل بمعنى مفعول والجمع ظنن.
ومظنة الشئ بفتح الميم وكسر الظاء:
موضعه ومألفه الذي يظن كونه فيه
والجمع مظان.
وفي الحديث (المؤمن لا يمسي ولا
يصبح إلا ونفسه ظنون عنده) أي متهمة
لديه بالخيانة والتقصير في طاعة الله تعالى.
ظ ه ر
قوله تعالى: * (وذروا ظاهر الاثم
وباطنه) * [6 / 120] أي ما أعلنتم به
وما أسررتم، وقيل ما عملتم بجوار حكم
وما نويتم منه بقلوبكم، وقيل الظاهر
الزنا والباطن إتخاذ الأخدان.
قوله: * (تظاهرون عليهم) * [2 / 85]
أي تعاونون عليهم. و * (لم يظاهروا
عليكم) * [9 / 4] يعينوا عليكم.
قوله: * (وإن تظاهرا عليه) * [66 / 4]
أي تعاونا عليه، أي على النبي صلى الله
عليه وآله بالايذاء وبالسوء. روي أن
المتظاهرين عائشة وسودة، وروي عائشة
وحفصة.
و * (سحران تظاهرا) * [28 / 48]
أي تعاونا.
والظهير: العوين، ومنه قوله * (وكان
الكافر علي ربه ظهيرا) * [25 / 55] أي
عوينا على ربه يظاهر الشيطان على ربه
بعبادة الأوثان.
ومثله قوله * (والملائكة بعد ذلك
ظهيرا) * [66 / 4] أي مظاهرين له
كأنهم يد واحدة على من يعاديه ويخالفه
وإنما لم يجمعه لان فعيلا وفعولا قد
يستوي فيهما المذكر والمؤنث والجمع
كما قال تعالى * (أنا رسول رب العالمين) *. قوله: * (يظاهرون من نسائهم) *
[58 / 3] يحرمونهن تحريم ظهر الأمهات.
روي أن هذه الآية نزلت في رجل
ظاهر امرأته فذكر الله قصته، ثم تبع
هذا كل ما كان محرما على الابن أن يراه
كالبطن والفخذين وأشباه ذلك (1).

(1) البرهان ج 4 ص 302.
98

قوله: * (ظاهرين في الأرض) *
[40 / 29] أي عالين في أرض مصر على
بني إسرائيل.
قوله: * (لم يظهروا على عورات
النساء) * [24 / 31] أي لم يبلغوا أن
يطيقوا إتيانهن.
قوله: * (إن يظهروا عليكم) *
[18 / 20] أي يطلعوا ويعثروا.
قوله: * (واتخذتموه وراءكم ظهريا) *
[11 / 92] أي جعلتموه ورائكم كالمنسي
المنبوذ وراء الظهر.
ومنه حديث علي عليه السلام:
(إتخذتموه وراء كم ظهريا حتى شنت
عليكم الغارات) أي جعلتموه وراء ظهوركم
وهو منسوب إلى الظهر، وكسر الظاء من
تغييرات النسب.
وقوله: * (وليس البر بأن تأتوا
البيوت من ظهورها) * [2 / 189] قيل
كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا البيوت من
أبوابها وثقبوا في ظهر بيوتهم ثقبا منه
يدخلون ويخرجون يعدون ذلك من البر،
فرد الله عليهم ذلك.
قوله: * (لتستووا على ظهوره) *
[43 / 13] أي ظهور ما تركبونه.
و (الظاهر) من أسمائه تعالى، وهو
الظاهر بآياته الباهرة الدالة على وحدانيته
وربوبيته، ويحتمل من الظهور الذي هو
بمعنى العلو، يدل عليه قوله صلى الله
عليه وآله (أنت الظاهر فليس فوقك
شئ)، ويحتمل أن يكون معنى الظهور
والبطون تجلية لبصائر المتكفرين واحتجابه
عن أبصار الناظرين، وقيل هو العالم بما
ظهر من الأمور والمطلع على ما بطن
من الغيوب.
وظاهر القول في الآية الشريفة قد
يطلق - على ما قيل - على أربعة أشياء:
على الصريح وهو ما وضع في اللغة لما
أريد به صريحا من العموم والخصوص
والامر والنهي ونحو ذلك، والفحوى
فيدخل فيه دلالة الاقتضاء كآية التأفيف
المقتضية لمنع الايذاء، والدليل ومنه
تعليق الحكم بصفة مشعرة بالعلية بحيث
ينتفي الحكم بانتفائها.
وفي حديث الأسماء الحسنى (فأظهر
منها ثلاثة) كأن المراد بالثلاثة الله
الرحمن الرحيم. قال (فالظاهر هو الله)
99

أي فالظاهر مما ظهر من الثلاثة الله لكونه
علما للذات المقدسة المستجمعة لجميع
صفات الكمال، وما عداه منها اسم لمفهوم
كلي منحصر فيه تعالى، وبينهما من
التفاوت.
والظهور: ما لا يخفى.
وفي الحديث (لكل آية من القرآن
ظهر وبطن).
وفي آخر (ما نزل من القرآن آية
إلا ولها ظهر وبطن) فالظهر ما ظهر
تأويله وعرف معناه، والبطن ما بطن
تفسيره وأشكل فحواه. وقيل قصصه في
الظاهر إخبار وفي الباطن اعتبار وتنبيه
وتحذير، ويحتمل أن يراد من الظهر
التلاوة ومن البطن الفهم والرواية، وقيل
ظهره ما استوى المكلفون فيه من الايمان
به والعمل بمقتضاه وبطنه ما وقع التفاوت
في فهمه بين العباد.
و (الظهر) بالفتح فالسكون خلاف
البطن، والجمع أظهر وظهور مثل أفلس
وفلوس، وجاءت (ظهران) بالضم
ويستعار للدابة والراحلة ومنه (لا ظهرا
أبقى ولا أرضا قطع).
ومنه (الظهر يركب بنفقته) يريد
الإبل القوي، فالظهر يطلق على الواحد
والجمع. ومنه (أتأذن لنا في نحر ظهرنا)
يريد أبلنا.
وظهر الكف: خلاف بطنها. ومنه
السنة في الدعاء لدفع البلاء والقحط جعل
ظهر الكف إلى السماء حين ترفع وفي
الدعاء لطلب شئ (جعل بطن الكف
إليها).
وظهر الكوفة ما وراء النهر إلى النجف.
ومنه الحديث (خرج أمير المؤمنين
إلى الظهر فوقف بواد السلام. قيل:
وأين واد السلام؟ قال: ظهر الكوفة).
وفي حديث آخر إنه قال (إذا أنامت
فادفنوني في قبر أخوي هود وصالح).
وفي آخر (إنها لبقعة من جنة عدن).
وفي الحديث (أفضل الصدقة صدقة
عن ظهر غنى) لا بعد أن يراد بالغنى
ما هو الأعم من غنى النفس والمال، فإن
الشخص إذا رغب في ثواب الآخرة أغنى
نفسه عن أغراض الدنيا وزهد فيما يعطيه
وساوى من كان غنيا بماله، فيقال إنه
تصدق عن ظهر غنى، فلا منافاة بينه
100

وبين قوله عليه السلام (أفضل الصدقة
جهد المقل) وقد مر في غنا فائدة إقحام
الظهر هنا، ويقال ما كان ظهر غنى المراد
نفس الغنى ولكنه أضيف للايضاح والبيان
كما قيل ظهر الغيب والمراد نفس الغيب
ومنه نفس القلب ونسيم الصبا وهي نفس
الصبا. وعن الأخفش والفراء ان العرب
تضيف الشئ إلى نفسه لاختلاف اللفظين
طلبا للتأكيد، ومن هذا الباب حق اليقين
والدار الآخرة.
وقريش الظواهر: هم الذين نزلوا
بظهر جبال مكة، وقريش البطاح الذين
نزلوا بطاح مكة.
وظهر الشئ ظهورا: برز بعد الخفاء
ومنه (ظهر لي رأي إذا علمت ما لم تكن
تعلمه).
وظهرت عليه: إطلعت عليه.
وظهرت على الحائط: علوته.
ومنه قيل ظهر على عدوه: إذا غلبه.
وفي الحديث (وقد ظهر رسول الله
صلى الله عليه وآله على خيبر فخارجهم).
وظهر الحمل: تبين وجوده.
وقرأته عن ظهر قلبي: أي من
حفظي لا من النظر.
والظواهر: أشراف الأرض، ومنه
الحديث (لا بأس في الصلاة في الظواهر
التي بين الجواد).
وفي الحديث عن أبي الحسن موسى
وقد سئل عن الظهور التي فيها ذكر الله
تعالى؟ قال: (إغسلها) كأنه يريد
بالظهور الأوراق المنسية التي تجعل خلف
الظهر وفيها اسم الله تعالي.
وفي الدعاء (يا من أظهر الجميل
وستر القبيح) وتفسيره فيما روي عن
الصادق عليه السلام أنه قال (ما من مؤمن
إلا وله مثال في العرش، فإذا اشتغل
بالركوع والسجود ونحوهما فعل مثاله
مثل فعله، فعند ذلك تراه الملائكة
فيصلون ويستغفرون له، وإذا اشتغل
العبد بمعصية أرخى الله على مثاله وستر
لئلا تطلع عليه الملائكة).
وفي الحديث (وأظهر بزة النصرانية
وحليتها) أي أبرزهما وبينهما، فإن
الوالي يتشدد على النصارى. والبزة
بالكسر الهيئة.
وقد تكرر ذكر الظهار كتابا وسنة
101

وهو في اللغة الركوب على الظهر، وفي
الشرع تشبيه الزوج المكلف منكوحته ولو
مطلقة رجعية وهي في العدة بظهر محرمة
أبدية بنسب أو رضاع أو مصاهرة، كأن
يقول لها (أنت علي كظهر أمي).
قيل وإنما خص الظهر لان الظهر من
الدابة موضع الركوب والمرأة مركوبة
وقت الغشيان، فركوب الأم مستعار من
ركوب الدابة ثم شبه ركوب الزوجة
بركوب الأم الذي هو ممتنع، فكأنه قال
ركوبك للنكاح حرام علي.
وظاهر من امرأته ظهارا مثل قاتل
قتالا. وكان الظهار طلاقا في الجاهلية
فنهوا عن الطلاق بلفظ الجاهلية وأوجب
عليهم الكفارة تغليظا في النهي.
والظهير: العوين، ومنه في وصفه
تعالى (ولا ظهير يعاضده). ومنه (لا
مظاهرة أوثق من المشاورة).
وفي حديث وصف القرآن (ظاهره
أنيق) أي حسن معجب بأنواع البيان
(وباطنه عميق) لا ينتهي إلى جواهر
أسراره إلا أولو الألباب.
وأظهر الناس: أوساطهم، ومنه
حديث الأئمة (نتقلب في الأرض بين
أظهركم) أي في أوساطكم.
ومثله (أقاموا بين ظهرانيهم) و (بين
أظهرهم). أي بينهم على سبيل الاستظهار
والاستناد إليهم، وزيدت فيه ألف ونون
مفتوحة تأكيدا، ومعناه ظهرا منهم
قدامهم وظهرا وراءهم، فهم مكتوفون
من جوانبهم أذى ثم كثر حتى استعمل في
الإقامة بين القوم مطلقا.
ويقال (هو نازل بين ظهراهم
وظهرانيهم) بفتح النون، ولا تقل بين
ظهرانيهم بكسر النون - قاله الجوهري
والظهر: بعد الزوال، ومنه (صلاة
الظهر) قيل سمي به من ظهيرة الشمس
وهو شدة حرها، وقيل أضيف إليه لأنه
أظهر أوقات الصلاة للابصار، وقيل أظهرها
حرا، وقيل لأنها أول صلاة أظهرت
وصليت.
و (ما صلى الظهر) على حذف
مضاف.
والظهيرة: الهاجرة وشدة الحر نصف
النهار، ولا يقال في الشتاء ظهيرة.
و (ظهران) بفتح المعجمة فالسكون
102

وبالراء والنون بقعة بين مكة والمدينة (1).
و (تلك شكاة ظاهرة عنك عارها)
أي مرتفع عنك لا ينالك منه شئ.
وظاهر بين درعين جمع وليس أحداهما
فوق الأخرى.
وفي الحديث (ما ظاهر الله على عبد
نعمة حتى ظاهر عليه مؤنة الناس).
و (الظاهري) نسبة لإبراهيم بن
محمد.
والاستظهار: طلب الاحتياط بالشئ
ومنه (تستظهر الحائض بثلاثة أيام).
ومنه (أمر خراصو النخل أن يستظهروا)
أي يحتاطوا لأربابها ويدعو لهم قدر
ما ينوبهم وينزل بهم من الأضياف
وأبناء السبيل.
واستظهر: إذا احتاط في الامر وبالغ
في حفظه واصلاحه.
واستظهرت في طلب الشئ: تحريت.
ويستظهر بحجج الله على خلقه: أي
يطلب الغلبة عليهم بما عرفه الله من الحجج.

(1) ذكر في معجم البلدان ج 4 ص 62 عدة أمكنة وجبال تسمى الظهران
بفتح الظاء وكسرها.
103

* (ع) *
ع ب أ
قوله تعالى: * (قل ما يعبؤا بكم ربى لولا
دعاؤكم) * [25 / 77] قيل: أي ما يبالي
بكم ربي ولا يعتد بكم لولا دعاؤكم، أي
عبادتكم، من قولهم: (ما عبأت بفلان)
أي ما باليت. وقيل: لولا دعاؤكم إياه
إذا مسكم الضر رغبة إليه وخضوعا، وفيه
دلالة على أن الدعاء من الله بمكان.
وقيل: معناه ما يصنع بكم ربي لولا دعاؤه
إياكم للاسلام.
وفى الحديث: (ما يعبأ بمن يؤم هذا
البيت إلا أن يكون فيه ثلاث خصال)
أي لا يعتد به ولا يبالي.
و (أعباء الرسالة) أثقالها جمع عب ء
وهو الحمل الثقيل وما يحمله من الكفار.
وعبأت المتاع عبأ: إذا هيأت.
و (العباءة) بالمد و (العباية) بالياء:
ضرب من الأكسية، والجمع العباءات
والعباء بحذف الهاء.
وفى الخبر: (كان فراش رسول الله
من عباه) قيل: الهاء من عباه يجوز أن
يكون راجعا إليه ويجوز أن يكون تاء من
أصل الكلمة.
ع ب ب
في الحديث: (مصوا الماء مصا ولا
تعبوه عبا فإنه يورث الكباد) (1) أي لا
تشربوا عبا، وهو شرب الماء من غير
مص ولا تنفس، يقال (عب الرجل الماء)
من باب قتل: شربه من غير مص.

(1) مكارم الاخلاق ص 180.
104

والكباد: داء يعرض للكبد.
وفيه (الكباد من العب والحمام
تشرب الماء عبا كما تشرب الدواب).
ومنه طائر يعب الماء وأما باقي الطير فإنها
تحسوه جرعا بعد جرع.
والعبب: المياه المتدفقة.
و (العباب) بالضم: معظم الماء
وكثرته وارتفاعه.
وماء عباب: يسيل سيلا لكثرته.
ع ب ث
قوله تعالى: * (أفحسبتم أنما خلقناكم
عبثا) * [23 / 115] العبث بالتحريك:
اللعب، يقال عبث يعبث - من باب علم
عبثا بالتحريك -: لعب وعمل ما لا فائدة
فيه، كمن ينزف الماء من البحر إلى البحر
عابث.
و (رجل يعبث بأهله في شهر
رمضان) أي يلعب بها، ومثله لا يعبث
بجراحته.
ومنه (لا تدعن ميتك وحده فإن
الشيطان يعبث في جوفه) (1).
وعبث به الدهر: كناية عن تقلبه.
و (العبثة) بالتسكين: المرة
الواحدة.
ع ب ث ر
العبوثران والعبيثران: نبت طيب
الريح - قاله الجوهري.
ع ب د
قوله تعالى: * (ولا يشرك بعبادة ربه
أحدا) * [18 / 110] قال الشيخ أبو علي:
العبادة هي غاية الخضوع والتذلل، ولذلك
لا تحسن إلا لله تعالى الذي هو مولى أعظم
النعم، فهو حقيق بغاية الشكر.
قوله: * (قل يا أيها الكافرون لا أعبد
ما تعبدون) * إلى آخر السورة.
قال الشيخ أبو علي: * (قل يا أيها
الكافرون) * الألف واللام فيها للعهد،
لأنه يريد قوما معينين، * (لا أعبد ما
تعبدون) * أي لا أعبد آلهتكم التي
تعبدونها اليوم وفي هذه الحال و * (لا أنتم
عابدون ما أعبد) * أي إلهي الذي أعبده
اليوم وفي هذه الحال * (ولا أنا عابد ما

(1) من لا يحضر ج 1 ص 89.
105

عبدتم) * فيما بعد اليوم * (ولا أنتم عابدون
ما أعبد) * بعد اليوم من الأوقات المستقبلة.
قال الزجاج نفى رسول الله صلى الله عليه
وآله بهذه السورة عبادة آلهتهم عن نفسه
في الحال وفيما يستقبل (1).
وفي الحديث سئل أبو جعفر الأحول
عن مثل هذا القول وتكراره مرة بعد
مرة، فلم يكن عند أبي جعفر الأحول في
ذلك شئ حتى دخل المدينة فسأل
أبا عبد الله عليه السلام عن ذلك؟ فقال:
كان سبب نزولها وتكرارها أن قريشا
أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا:
تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة وتعبد
آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فأجابهم الله
بمثل ما قالوا فقال فيما قالوا تعبد آلهتنا
سنة * (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما
تعبدون) * وفيما قالوا نعبد إلهك سنة
* (ولا أنتم عابدون ما أعبد) * وفيما قالوا
تعبد آلهتنا * (ولا أنا عابد ما عبدتم) *
وفيما قالوا نعبد إلهك سنة * (ولا أنتم
عابدون ما أعبد) * فرجع الأحول إلى أبي
شاكر فأخبره بذلك. فقال أبو شاكر:
هذا حملته الإبل من الحجاز (2).
وفي حديث هشام بن سالم عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: إذا قلت * (لا أعبد
ما تعبدون) * فقل: لكني أعبد الله مخلصا
له ديني، فإذا فرغت منها قل: ديني
الاسلام ثلاثا (3).
قوله تعالى: * (بل كانوا يعبدون
الجن) * [34 / 41] قال المفسرون:
يريدون الشياطين حيث أطاعوهم في عبادة
غير الله.
قوله: * (وما خلقت الجن والإنس
إلا ليعبدون) * [51 / 56] أي ما خلقتهم
إلا لاجل العبادة ولم أرد من جميعهم إلا
إياها، والغرض في خلقهم تعريضهم للثواب،
وذلك لا يحصل إلا بأداء العبادات.
قوله: * (إن كان للرحمن ولد فأنا
أول العابدين) * [43 / 81] يعني إن
كنتم تزعمون للرحمن ولدا فأنا أول
الجاحدين لما قلتم والآنفين، من قولهم
(عبد) إذا جحد وأنف.

(1) مجمع البيان ج 5 ص 552. (2) البرهان ج 4 ص 516.
(3) مجمع البيان ج 5 ص 551.
106

قوله: * (ونحن له عابدون) *
[2 / 138] أي خاضعون أذلاء، من
قولهم (طريق معبد) أي مذلل قد عثر
الناس فيه.
قوله: * (إياك نعبد) * [1 / 5] أي
نخصك بالعبادة، وهي ضرب من الشكر
وغاية فيه وكيفية، وهي أقصى غاية
الخضوع والتذلل.
قوله: * (أن عبدت بني إسرائيل) *
[26 / 22] أي اتخذتهم عبيدا لك، قيل
ومحل * (أن عبدت) * رفع بأنه عطف بيان
لتلك. ونظيره * (وقضينا إليه ذلك الامر
أن دابر هؤلاء مقطوع) * والمعنى تعبيدك
بني إسرائيل نعمة تمنها علي، ويجوز
أن يكون في محل النصب والمعنى إنما
صارت نعمة علي لأنك عبدت بني إسرائيل.
قوله: * (فأدخلي في عبادي) *
[89 / 29] أي في حربي.
و (العباد) في الحديث والقرآن جمع
عبد وهو خلاف الحر، والعبيد مثله، وله
جموع كثيرة والأشهر منها أعبد وعبيد
وعباد. وحكى عن الأخفش عبد مثل
مثل سقف وسقف
قال الجوهري: ومنه قرأ بعضهم
و (عبد الطاغوت) وأضافه. قال الشيخ
أبو علي في قوله: و (عبد الطاغوت) قال
الزجاج: هو نسق على لعنة الله، والتقدير
ومن لعنه الله ومن عبد الطاغوت. وقال
الفراء: تأويله وجعل منهم القردة ومن
عبد الطاغوت، فعلى هذا يكون المفعول
محذوفا، وذلك لا يجوز عند البصريين،
والصحيح الأول. ثم قال: ولا تعلق في
هذه الآية للمجبرة لأنه أكثر ما تضمنته
الاخبار بأنه خلق من يعبد الطاغوت على
قراءة حمزة وغيره، ولا شبهة في أنه تعالى
خلق الكافر وأنه لا خالق للكافر سواه،
غير أن ذلك لا يوجب أن يكون خلق
الكفر وجعله كافرا، وليس لهم أن يقولوا
إنا نستفيد من قوله جعل منهم من عبد
الطاغوت أنه خلق ما به كان عابدا، كما
نستفيد من قوله: * (وجعل منهم القردة
والخنازير) * انه جعل ما به كانوا كذلك،
وذلك لان الدليل قد دل على أن ما به
يكون القرد قردا والخنزير خنزيرا
لا يكون إلا من فعل الله، وليس كذلك
ما يكون ما به يكون الكافر كافرا، فإنه
107

قد دل الدليل على أنه تعالى متعال عن
فعله وخلقه، فافترق الأمران.
وفي الحديث القدسي (إن من عبادي
من لا يصلحه إلا الفقر) الخ. قال بعض
الأفاضل: الصناعة النحوية تقتضي أن
يكون الموصول اسم إن والجار والمجرور
خبرا، لكن لا يخفى أنه ليس الغرض
الاخبار عن الذي لا يصلحه إلا الفقر بعض
العباد، إذ لا فائدة فيه بل العرض
بالعكس، فالأولى أن يجعل الظرف اسم
إن والموصول خبر. قال: وهذا وإن
كان خلاف ما هو المتعارف من القوم
ولكن جوز بعضهم مثله في قوله * (ومن
الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر) *.
و (العبادة) بحسب الاصطلاح هي
المواظبة على فعل المأمور به، والفاعل
عابد، والجمع عباد وعبدة مثل كافر
وكفار وكفرة، ثم استعمل العابد فيمن
أتخذ إلها غير الله، فقيل عابد الوثن
وعابد الشمس.
و (زين العابدين) هو علي بن الحسين
عليه السلام.
والتعبد: التنسك، ومنه (سجدت
لك يا رب تعبدا ورقا) (1).
والعبد المتعبد: الدائم على العبادة
أي الخضوع والتذلل لله. قال المحقق
الطوسي في الاخلاق الناصرية: قال
الحكماء عبادة الله ثلاثة أنواع: الأول
ما يجب على الأبدان كالصلاة والصيام
والسعي في المواقف الشريفة لمناجاته جل
ذكره. الثاني ما يجب على النفوس
كالاعتقادات الصحيحة من العلم بتوحيد
الله وما يستحقه من الثناء والتمجيد والفكر
فيما أفاضه الله سبحانه على العالم من
وجوده وحكمته ثم الأنساع في هذه
المعارف. الثالث ما يجب عند مشاركات
الناس في المدن وهي في المعاملات والمزارعات
والمناكح وتأدية الأمانات ونصح البعض
للبعض بضروب المعاونات وجهاد الأعداء
والذب عن الحريم وحماية الحوزة - انتهى.
وحقيقة العبودية هي كما في حديث
عنوان ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد
لنفسه فيما خوله الله ملكا لان العبيد
لا يكون لهم ملك بل يرون المال مال

(1) الكافي ج 3 ص 323.
108

الله يضعونه حيث أمرهم الله، ولا يدبر
العبد لنفسه تدبيرا، وجملة اشتغاله فيما
أمره الله تعالى ونهاه عنه، فإذا لم ير العبد
فيما خوله الله ملكا هان عليه الانفاق، وإذا
فوض العبد تدبير نفسه إلى مدبرها هانت
عليه مصائب الدنيا، وإذا اشتغل العبد
فيما أمره الله ونهاه لا يتفرغ منهما إلى
المراء أو المباهات مع الناس، فإذا كرم
الله العبد بهذه الثلاث هانت عليه الدنيا
والمسيس والخلق، ولا يطلب الدنيا
تفاخرا وتكاثرا، ولا يطلب عند الناس
عزا وعلوا، ولا يدع أيامه باطلة. فهذا
أول درجة المتقين.
و (العبادي) بفتح العين والباء
الموحدة المخففة منسوب إلى عباد اسم قبيلة.
و (العباديد) الفرق من الناس الذاهبون
في كل وجه، وكذلك العبابيد بالباء
الموحدة.
و (عبادان) على صيغة التثنية بلد
على بحر فارس بقرب البصرة شرقا.
وعن الصنعاني عبادان جزيرة أحاط بها
شعبتا دجلة (1).
و (قيس بن عباد) على وزن غراب
من التابعين قتله الحجاج (2).
و (أبو عبيدة) اسمه معمر بن المثنى
البصري النحوي العلامة (3)، كان يعرف

(1) قال في معجم البلدان ج 4 ص 74: والعباد الرجل الكثير العبادة، واما
إلحاق الألف والنون فهو لغة مستعملة في البصرة ونواحيها، انهم إذا سموا موضعا
أو نسبوه إلى رجل أو صفة يزيدون في آخره ألفا أو نونا، كقولهم في قرية عندهم
منسوبة إلى زياد بن أبيه زيادان، وأخرى إلى عبد الله عبد الليان، وأخرى إلى بلال
ابن أبي بردة بلا لان. وهذا الموضع فيه قوم مقيمون للعبادة والانقطاع، وكانوا
قديما في وجه ثغر يسمى الموضع بذلك... والعجم يسمونها ميان روذان.
(2) هو قيس بن عباد بن قيس بن ثعلبة البكري اليشكري شيعي متأله. خرج
مع ابن الأشعث فقتله الحجاج - انظر منتهى المقال ص 247.
(3) في مروج الذهب ج 3 ص 449: وفى سنة 211 مات أبو عبيدة معمر بن
المثنى بالبصرة، وكان يرى رأي الخوارج، وبلغ نحوا من مائة سنة، ولم يحضر
جنازته أحد من الناس حتى اكترى لها من يحملها.
109

أنواعا من العلوم، وكان مع معرفته بالشعر
يكسر الشعر إذا أنشده ويلحن إذا قرأ
القرآن. وكان رأى رأي الخوارج، وكان
لا يقبل أحد من الحكام شهادته لأنه كان
يتهم بالميل إلى الغلمان. قال الأصمعي:
دخلت أنا وأبو عبيدة إلى المسجد وإذا
على الأسطوانة التي يجلس عليها أبو عبيدة
مكتوب:
صلى الاله على لوط وشيعته
أبو عبيدة قل بالله آمينا (1)
وعبد الله بن عمر قتله الحجاج
بمكة (2)، وله قصة مع يزيد لعنه الله
تدل على سوء حاله.
وعبد مناف كان له أربع بنين هاشم
والمطلب وعبد شمس ونوفل، فأولاد
المطلب مع أولاد هاشم كشئ واحد لم
يفارق أحدهما الآخر في جاهلية ولا إسلام،
وأولاد عبد شمس ونوفل كانوا مخالفين.
والعبد: القن الذي ملك هو وأبوه
وعبد المملكة الذي هو دون أبويه، يقال
عبد قن وعبد ان قن وعبيد قن وقد
يجمع على أقنان وأقنة.
و (العبدي) منسوب إلى عبد قيس (3).
و (العبدي) أيضا منسوب إلى بطن
من بني عدي بن جناب من قضاعة
- قاله الجوهري.
ع ب ر
قوله تعالى: * (إن كنتم للرؤيا
تعبرون) * [12 / 43] أي تفسرون
الرؤيا، يقال عبرت الرؤيا عبرا وعبورا:
إذا فسرت، وعبرت الرؤيا تعبيرا مثله،
وبعضهم أنكر عبرت بالتشديد وأثبت

(1) هذه القصة مذكورة بتفصيل أكثر في مروج الذهب ج 3 ص 449.
(2) مات عبد الله بن عمر بمكة سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابن الزبير بثلاثة
أشهر أو نحوها، وقيل لستة أشهر، وكان الحجاج قد امر رجلا فسم زج رمح وزحمه
في الطريق ووضع الزج في ظهر قدمه، وذلك أن الحجاج خطب يوما واخر الصلاة
فقال ابن عمر: ان الشمس لا تنتظرك، فقال الحجاج: لقد هممت ان اضرب الذي
فيه عيناك. قال: إن تفعل فإنك سفيه مسلط. - انظر الاستيعاب ج 2 ص 952.
(3) وزاد الجوهري: وربما قالوا عبقسي.
110

التخفيف، ويقال أصل الفعل باللام كما
يقال (إن كنت للمال جامعا).
وعبرت عن فلان: إذا تكلمت عنه.
واللسان يعبر عما في الضمير.
قوله: * (عبرة لأولي الألباب) *
[12 / 111] أي اعتبارا وموعظة لذوي
العقول.
و (العبرة) بالكسر الاسم من الاعتبار
وهو الاتعاظ، وهو ما يفيده الفكر إلى
ما هو الحق من وجوب ترك الدنيا والعمل
للآخرة، واشتقاقها من العبور لان
الانسان ينتقل فيها من أمر إلى أمر،
وهي كما ورد فيه من قصص الأولين
والمصائب النازلة بهم التي تنتقل ذهن
الانسان باعتبارها إلى تقديرها في نفسه
وحاله فيحصل له بذلك انزجار ورجوع
إلى الله تعالى، كقوله: * (فأخذه الله
نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة
لمن يخشى) * [79 / 26] وجمع العبرة
عبر مثل سدرة وسدر.
والمعتبر: المستدل بالشئ على الشئ.
قوله: * (إلا عابري سبيل) * [4 / 43]
قيل معناه إلا مسافرين، من قولهم
(رجل عابر سبيل) أي مار الطريق،
وقيل إلا مارين في المسجد غير مريدي
الصلاة.
وفي الحديث (من أطفأ نور عبرته
بشهوات نفسه فكأنما أعان هواه على هدم
عقله) العبرة بالكسر اسم من الاعتبار،
أعني الاتعاظ.
ومنه (الاعتبار يفيدك الرشاد).
ومنه (صحف موسى عليه السلام
كانت عبرا).
وفي حديث أبي ذر وقد قيل له: فما
كان في صحف موسى؟ قال: كانت عبرا
كلها.
وفيه (ثم استعبر فبكى) هو من
العبرة بالفتح فالسكون، وهي تجلب
الدمع أو تردد البكاء في الصدر.
ومنه الدعاء (اللهم ارحم عبرتي
وآمن روعتي).
والجمع عبرات، ومنه حديث الحسين
عليه السلام (أنا قتيل العبرة) ومعناه
ما ذكرت عند أحد إلا استعبر وبكى.
والعبران: الباكي.
والعين العبرى: الباكية.
111

وعبر الرجل بالكسر فهو عابر. ومن
كلامهم في الاعتبار (سل الأرض من شق
أنهارك وأخرج ثمارك، فإن لم تجبك
جهارا أجابتك اعتبارا).
ولا اعتبار بهذا: لاعتداد به.
وفي الحديث (وهذا لا يناسب الاعتبار)
كأن المراد به دليل العقل.
والعبير: نوع من الطيب ذو لون
يجمع من أخلاط.
وعن أبي عبيدة العبير عند العرب
الزعفران وحده.
والعبري بكسر العين والعبراني
والعبرانية لغة اليهود.
وثوب عبري: منسوب إلى عبر بلد
أو جانب واد.
و (المعبر) بكسر الميم ما يعبر عليه
من سفينة أو قنطرة، ومنه الحديث (فمر
بمعبر).
ع ب س
قوله تعالى: * (عبس وتولى. أن
جاءه الأعمى) * [80 / 1] عبس الرجل
يعبس عبوسا من باب ضرب: لوى بشرته
وقبض وجهه، وتولى أي أعرض بوجهه
أن جاءه الأعمى أي لان جاءه الأعمى.
روي عن الصادق عليه السلام أنها
نزلت في رجل من بني أمية كان عند
النبي صلى الله عليه وآله فجاءه ابن أم
مكتوم اسمه عبد الله بن شريح بن مالك
ابن ربيعة الفهري من بني عامر، فلما
رآه نفر منه وعبس وجمع نفسه وأعرض
بوجهه عنه، فحكى الله تعالى ذلك
وأنكره عليه (1)
وفى نقل آخر هو عثمان.
والآية فيه وفي ابن أم مكتوم، وكان
ابن أم مكتوم أعمى وكان مؤذنا لرسول
الله صلى الله عليه وآله، فجاء إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وعنده أصحابه
وعنده عثمان، فقدمه رسول الله على عثمان،
فعبس عثمان فتولى عنه فنزلت.
وروي عنه أيضا أنه قال: كان رسول
الله إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال:
مرحبا والله لا يعاتبني الله فيك أبدا.

(1) مجمع البيان ج 5 ص 437.
112

قوله: * (يوما عبوسا قمطريرا) *
[76 / 10] اليوم العبوس الذي تعبس
فيه الوجوه، والقمطرير الشديد.
وفي الحديث (لعن الله الأعيبس)
يعني به خليفة بني العباس.
والعباس هو ابن عبد المطلب عم
النبي صلى الله عليه وآله، وقد نزلت
فيه آيتان تقدمتا في عما.
والعباسية مدرسة صنعت في زمن
العباس.
وعبس أبو قبيلة من قيص.
ع ب ط
مات فلان عبطة بالفتح فالسكون:
أي صحيحا شابا.
ومنه قول بعضهم:
من لم يمت عبطة يمت هرما
للموت كاس والمرء ذائقها
وفى الحديث (كان الناس يعتبطون
اعتباطا - يعني قبل زمن إبراهيم عليه
السلام - فقال: يا رب اجعل للموت
علة يؤجر بها الميت ويسلي بها عن المصائب،
فأنزل الله الموم وهو البرسام ثم أنزل
بعده الداء) (1).
ويقال لكل من مات من غير علة:
إعتبط.
ع ب ق
في الحديث (ريح عبقة).
و (عبقت رائحة المسك).
العبق بالتحريك: مصدر قولك عبق
به الطيب من باب تعب عبقا: لزق به
وظهرت ريحه بثوبه أو ببدنه فهو عبق.
قالوا ولا يكون العبق إلا للرائحة
الطيبة الذكية.
ع ب ق ر
قوله تعالى: * (وعبقري حسان) *
[55 / 76] العبقري: طنافس ثخان.
وعبقر وزان جعفر: أرض بالبادية
يعمل فيها الوشي ينسب إليها كل شئ
جيد دقيق الصنعة.
ع ب ل
رجل عبل أي ضخم.
وعبل الذراعين أي ضخمهما.
وعبل الشئ مثل ضخم وزنا ومعنى.
والعبالة الغلظة.

(1) الكافي ج 3 ص 111.
113

والعبلات بالتحريك: اسم أمية
الصغرى من قريش.
والنسبة إليهم عبلي بالسكون رد إلى
الواحد.
لان أمهم اسمها عبلة.
وصخرة عبلاء أي بيضاء.
ع ب ى
وعبيت الجيش: رتبتهم في مواضعهم
وهيأتهم للحرب. ومنه: (بينا أمير المؤمنين
مع أصحابه يعبيهم للحرب) أي يهيأهم
ويرتبهم.
ع ت ب
قوله تعالى: * (وإن يستعتبوا فما
هم من المعتبين) * [41 / 24] أي إن
يستقيلوا ربهم تعالى لم يقلهم ولا يردهم
إلى الدنيا، ويقال (يستعتبون) أي يطلبون
العتبى، العتبى الاسم من أعتبني فلان إذا
عاد إلى مسرتي راجعا عن الإساءة. وفي الدعاء: (لك العتبى) بمعنى
المؤاخذة، المعنى أنت حقيق بأن تؤاخذني
بسوء عملي.
واستعتبته فأعتبني: أي استرضيته
فأرضاني، ومنه استعتب من رجوت عتابه.
و (لا بعد الموت من مستعتب)
أي ليس بعد الموت من استرضاء لان
الاعمال بطلت وانقضى زمانها، وإنما
يعاتب من يرجى عنده العتبى، أي الرجوع
عن الذنب.
وفى حديث جابر: (فإن تكن
الدنيا على غير ما وصفت لك فتحول إلى
دار المستعتب) كذا في بعض النسخ،
و (المستغيث) في بعضها. وكيف ما كان
فالمراد دار الآخرة.
و (العتاب) على ما نقل عن الخليل
هو مخاطبة الا دلال ومذاكرة الموجدة،
يقول عاتبه معاتبة وعتب عليه عتبا من
باب قتل وضرب فهو عاتب: وجد عليه
ولامه في سخطه، ومنه (إن ملكا من
ملائكة الله كان له عند الله منزلة فعتب
عليه فأهبطه إلى الأرض).
وعاتب الله: خاطب الله.
و (عتبت بجهلي عليك) من
العتاب بالكسر.
والعتبة: الدرجة، والجمع عتب
وعتبات.
114

قال الجوهري: والعتبة أسكفة الباب
والجمع عتب، ومنه حديث البيت (وجعلا
عليه عتبا وشريجا).
و (معتب) بضم الميم وفتح العين
وتشديد التاء المكسورة مولى الصادق
عليه السلام (1).
ع ت د
قوله تعالى: * (رقيب عتيد) * [50 / 18]
العتيد الحاضر المهيأ، يقال عتد الشئ
بالضم عتادا بالفتح: حضر، فهو عتد
بفتحتين، وعتيد أيضا.
قوله تعالى: * (واعتدت لهن متكأ) *
[12 / 31] أي أعدت وهيأت لهن متكأ
يتكين عليه من نمارق، من قولهم اعتده
إعتادا: أي أعده ليوم.
والعتاد: العدة، يقال أخذ للامر
عدته وعتاده أي أهبته وآلته.
وفي الحديث (أخرج إلى أبي الحسن
مخزنة فيها مسك من عتيدة) قال في
القاموس العتيدة: الحقة يكون فيها طيب
الرجل والعروس.
و (العتود) هو الصغير من أولاد
المعز إذا قوي ورعى وأتى عليه حول،
وجمعه أعتدة.
ع ت ر
في حديث الصادق عليه السلام مع
آبائه عن الحسن بن علي عليه السلام قال
(سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى
قول رسول الله صلى الله عليه وآله (إني
مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي)
من العترة؟ فقال عليه السلام: أنا والحسن
والحسين عليهما السلام والأئمة التسعة من
ولد الحسين عليه السلام تاسعهم مهديهم
وقائمهم، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم
حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه
وآله حوضه).
وفي حديث آخر وقد سئل: ومن
عترة النبي؟ فقال: أصحاب العباء.
وعن ابن الأعرابي حكاه عنه تغلب
العترة: ولد الرجل وذريته من صلبه،

(1) روى عن الإمام الصادق أنه قال: (موالي عشرة خيرهم معتب) انظر رجال
أبي علي ص 104.
115

ولذلك سميت ذرية محمد من علي وفاطمة
عترة محمد. قال تغلب: فقلت لابن الأعرابي
فما معنى قول أبي بكر في السقيفة (نحن
عترة رسول الله صلى الله عليه وآله)
قال: أراد بذلك بلدته وبيضته وعترة محمد
لا محالة ولد فاطمة - كذا في معاني
الاخبار.
وعن بعض الاعلام: وذكر محمد بن
بحر الشيباني في كتابه عن تغلب عن ابن
الأعرابي أنه قال: العترة البلدة والبيضة،
وهم عليهم السلام بلدة الاسلام وبيضته
وأصوله.
والعترة: صخرة عظيمة يتخذ الضب
عندها جحره يهتدي بها لئلا يضل عنها،
وهم الهداة للخلق.
والعترة: أصل الشجرة المقطوعة، وهم
أصل الشجرة المقطوعة لأنهم وتروا وقطعوا
وظلموا.
والعترة: قطع المسك الكبار في
النافجة، وهم عليهم السلام من بين بني
هاشم وبنى أبي طالب كقطع المسك الكبار
في النافجة.
والعترة: العين الرائقة العذبة، وعلومهم
لا شئ أعذب منها عند أهل الحكمة.
والعترة: الذكور من الأولاد، وهم
عليهم السلام ذكور غير إناث.
والعترة: الريح، وهم جند الله وحزبه
كما أن الريح جند الله.
والعترة: نبت متفرق مثل المرزنجوش
وهم عليهم السلام أهل المشاهد المتفرقة
وبركاتهم منبثة في المشرق والمغرب.
والعترة: قلادة تعجن بالمسك، وهم
عليهم السلام قلائد العلم والحكمة.
وعترة الرجل: أولياؤه، وهم عليهم
السلام أولياء الله المتقون وعباده
المخلصون.
والعترة: الرهط، وهم رهط رسول
الله صلى الله عليه وآله، ورهط الرجل
قومه وقبيلته (1).
وفي حديث المنافقين من كفار العرب
(لم يزالوا عباد أصنام ينصبون لها العتاير
وينحرون لها القربان) العتاير جمع عتيرة
ككريمة وكرايم، وهي التي كانت تعترها
الجاهلية، وهي الذبيحة التي كانت تذبح

(1) هذه المعاني مأخوذة مما ذكره الصدوق في معاني الاخبار ص 90 - 93.
116

للأصنام فيصب دمها على رأسها، كان
الرجل إذا نذر النذر وبلغ شاهه كذا
فعليه أن يذبح من كل عشرة منها في
رجب كذا ويسمونها العتاير، يقال عتر
الرجل يعتر عترا بالفتح: إذا ذبح العتيرة
ع ت ق
قوله تعالى * (بالبيت العتيق) * يعني
الكعبة المشرفة.
وسمي عتيقا لأنه لم يملك.
وقيل لأنه أعتق من الغرق.
أو لأنه أقدم ما في الأرض من البيوت.
وفي الحديث (أنزل الله العجوة والعتيق؟
من السماء) (قلت: وما العتيق قال الفحل).
والعتاق ككتاب من الطير: الجوارح
ومن الخيل: النجائب.
ومنه (نهى أن ينزى حمار على عتيقة)
يعني الفرس النجيبة.
والعاتق: ما بين المنكب والعنق.
ومنه قوله (يغسل يده من العاتق).
وفي الحديث (كأني أنظر والماء
ينحدر على عاتق أبي).
وفى بعض النسخ (على عنقه) واحد
الأعناق، وهو محتمل.
والعواتق من النساء: جمع عاتق وهي
الشابة أول ما تدرك.
وقيل التي لم تبن من والدتها ولم
تتزوج وقد أدركت وشبت.
والعتيق: الخلوص.
ومنه عتاق الخيل، والبيت العتيق.
وهو في الشرع: خلوص الآدمي
المملوك أو بعضه من الرق.
وعتق العبد عنقا من باب ضرب
وعتاقا وعتاقة بفتح الأوائل.
والعتق بالكسر اسم منه فهو عاتق.
ويتعدى بالهمز فيقال أعتقه فهو
معتق.
ويتعدى بنفسه فيقال عتقه.
وفي المصباح: قال في البارع: ولا
يقال عتق العبد وهو ثلاثي مبني للمفعول
ولا أعتق هو مبنيا للفاعل، بل الثلاثي
لازم والرباعي متعد.
ولا يجوز عبد معتوق.
وجاء على عتيق فعيل بمعنى مفعول.
وجمعه عتقاء ككريم وكرماء.
وربما جاء على عتاق ككرام.
وأمه عتيق بغير هاء.
117

وربما قيل عتيقة وجمعها عتائق.
وفلان مولى عتاقة ومولى عتيق ومولى
عتيقة.
وموال عتقاء ونساء عتائق.
قال الجوهري: وذلك إذا أعتقن.
وفي الحديث (رجل مات وليس له
مولى عتاقة من يرثه) كأنه أراد بمولى
عتاقة: المعتق بالكسر لا المعتق بالفتح.
وامرأة حلفت بالعتاق أي أن تعتق أمتها.
وفيه (كل يمين فيها كفارة إلا
ما كان من عتاق وطلاق) كأن يقول علي
العتاق والطلاق ويخالف فإنه لغو لا كفارة
فيه.
وعتق الشئ بالضم عتاقة أي قدم
وصار عتيقا.
قال الجوهري: وكذلك عتق كدخل
يدخل فهو عاتق.
ودنانير عتق.
والعتيق: القديم من كل شئ.
ويقال قنطرة عتيقة بالهاء، وقنطرة
جديد بغير هاء.
لان العتيقة بمعنى الفاعلة والجديد
بمعنى المفعول ليفرق بين ماله الفعل وما
الفعل واقع عليه.
ع ت ك
في حديث النبي صلى الله عليه وآله
(أنا ابن العواتك من قريش) العواتك
جمع عاتكة من أسماء النساء.
وأصله العاتكة: المتضمخة بالطيب
والعواتك: ثلاث نسوة كن من
أمهات النبي صلى الله عليه وآله: إحديهن
(عاتكة) بنت هلال بن فالج بن ذكوان
وهي أم عبد مناف.
والثانية (عاتكة) بنت مرة بن هلال
أم هاشم بن عبد مناف.
والثالثة (عاتكة) بنت الأوقص
بن مرة بن هلال بن فالج، وهي أم وهب
أبي آمنة أم النبي صلى الله عليه وآله.
فالأولى من العواتك: عمة الثانية.
والثانية: عمة الثالثة.
كذا قرره بعض شراح الحديث.
وفي الخبر - يوم حنين قال النبي
صلى الله عليه وآله - (أنا ابن العواتك
من سليم) يعني جداته.
قال في الصحاح: وهي تسع عواتك
وذكر الثلاث التي تقدم ذكرهن.
118

ثم قال وهن من بني سليم.
وسائر العواتك أمهات النبي صلى الله
عليه وآله من غير بنى سليم.
ع ت ل
قوله تعالى * (عتل بعد ذلك زنيم) *
[68 / 13].
العتل: الفظ الجافي.
والعتل الشديد من كل شئ.
قوله * (خذوه فاعتلوه) * [44 / 47]
أي فردوه بالعنف.
يقال عتلت الرجل أعتله ضما وكسرا
إذا أجذبته جذبا عنيفا.
ورجل عتل بالكسر بين العتل أي سريع
إلى الشر.
ع ت م
في الحديث ذكر (العتمة) هي بفتحتين:
وقت صلاة العشاء. ونقل عن الخليل أنه
الثلث الأول من الليل بعد غيبوبة الشفق.
والعتمة: صلاة العشاء أو وقت صلاة
العشاء الآخرة. قيل: والوجه في تسمية
صلاة العشاء بالعتمة، لان الاعراب يعتمون
بالإبل في المرعى فلا يأتون بها إلا بعد
العشاء الآخرة فيسمون ذلك الوقت:
عتمة.
وعتمة الليل: ظلام أوله عند سقوط
نور الشفق.
وأعتم: دخل في العتمة، مثل أصبح.
والمعتام: المختار.
ع ت ه
المعتوه: الناقص العقل.
وفي الحديث (المعتوه الأحمق الذاهب
العقل).
وقدعته عتها من باب تعب وعتاها
بالفتح: نقص عقله من غير جنون أو
دهش.
وعته بالبناء للمفعول عتاهة بالفتح
وعتاهية بالتخفيف فهو معتوه: بين العته.
وأبو العتاهية (2) ككراهية قال في

(2) هو: إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان. ولد بعين التمر سنة 130 ه‍
ونشأ في الكوفة. وكان يصطنع الجرار ويحملها في قفص على ظهره ويدور في شوارع
الكوفة وأزقتها ويبيع منه. ولكنه أحس من حداثته بقدرة على النظم. وكان الشعر
يومئذ ديوان الناس وموضع أحاديثهم. وحيثما اجتمعوا تناشدوه وتذاكروا فيه.
فاتفق يوما وهو يدور بقفص الجرار انه مر بفتيان جلوس يتذاكرون الشعر. فسلم
عليهم ووضع القفص واستجازهم في الشعر لكنهم استهزأوا به أول مرة. ولما وقفوا
على نظمه الرائع خجلوا، وطار امره وشاع صيته، فجعلت أدباء الكوفة وطلاب الشعر
من فتيانها يأتونه إلى دكانه يستنشدونه فينشدهم اشعاره. فيأخذون ما تكسر من
الخزف فيكتبونها فيه.
ثم وفد على بغداد في أول خلافة المهدي العباسي وتقرب لديه. وكان المهدي
يكرمه ويقدمه حتى أحرز نفوذا عظيما عنده.
ولما توفى المهدي خلفه الهادي، وكان واجدا عليه لأنه كان يلازم اخاه الرشيد،
فهنأه أبو العتاهية بقصيدة يتقرب بها إليه فأذن بادخاله. ولم تطل مدة الهادي فخلفه
الرشيد. وكان أبو العتاهية قد عاهد نفسه ألا يقول شعرا فأجبره الرشيد على القول
فأطاعه، فحظي عنده حظوة كبيرة، حتى كان لا يفارقه في حضر ولا سفر وعين له
راتبا مقداره 0 0 0، 50 درهم سوى الجوائز منه ومن أمرائه ووزرائه. واخباره
كثيرة تجدها في الأغاني ج 3 ص 126 وج 6 ص 186 وج 8 ص 24.
119

القاموس هو لقب أبي إسحاق إسماعيل بن
أبي القاسم بن سويد لا كنيته، ووهم
الجوهري.
وفي (ميزان الاعتدال): المعتبر
عند العامة إسماعيل بن القاسم أبو العتاهية:
شاعر زمانه حدث عن مالك بحديث
منكر.
ع ت و
قوله تعالى: * (عتوا عتوا) * [25 / 21]
أي تكبروا وتجبروا.
قوله تعالى: * (وقد بلغت من الكبر
عتيا) * [19 / 8] بضم المهملة وكسرها
أي يبسا في المفاصل. يقال: عتا الشيخ
يعتو عتيا وعتيا) كبر وولى فهو عات،
والجمع عتي، يقال: رجل عات وقوم
عتي، والأصل (عتو) ثم أبدلوا إحدى
الضمتين كسرة فانقلبت الواو ياء فقالوا
(عتيا) ثم اتبعوا الكسرة الكسرة فقالوا
(عتيا).
120

ع ث ث
في حديث علي (ع) (ذلك زمان
و (العثة) بالضم: السوسة التي
تلحس الصوف، والجمع عث، ويجمع
العث على عثاث بالكسر.
ويقال العثة: الأرضة، وهي دويبة
تأكل الصوف والأديم.
وعث السوس الصوف عثا - من باب
قتل -: أكله.
ع ث ر
قوله: * (وكذلك أعثرنا عليهم) *
[18 / 21] أي اطلعنا عليهم، يقال
عثرت على الشئ: أي اطلعت عليه،
وأعثرت غيري: أي أطلعته عليه.
ومثله قوله: * (فإن عثر على أنهما
استحقا إثما) * [5 / 107] أي اطلع،
من العثور وهو الاطلاع.
وفي حديث الدواب (إضربوها على
العثار ولا تضربوها على النفار) وروي
عكسه، ولعل الأول أصح، يقال عثر
الرجل في ثوبه والدابة أيضا من باب
ضرب ونصر وعلم وكرم عثرا وعثارا
بالكسر: إذا كبا.
والعثرة المرة من العثار في المشي.
والعثرة أيضا: الزلة والخطيئة، ومنه
(يا مقيل العثرات).
ويقال للرجل إذا تورط: قد وقع
في عاثور شر أي شدة.
والعثير بكسر العين: الغبار.
ع ث ع ث
العثاعث، أي الشدائد، من العثعثة:
الافساد.
ع ث ك ل
في الحديث فجلدناه بعثكول.
العثكول والعثكال: العذق.
وكل غصن من أغصانه: شمراخ.
وفي حديث الجماعة (لا تصل في العثكل
قلت وما العثكل؟ قال: أن تصلي خلف
الصفوف وحدك).
وفي نسخة (نسكل).
قال الجوهري النسكل بالكسر الذي
يجئ في الحلبة آخر الخيل.
ومنه قيل رجل نسكل: إذا كان رذلا
ع ث م
عثم العظم المكسور: إذا انجبر من غير
استواء.
121

ومنه (عثمت يده فعثمت) إذا جبرتها
على غير استواء وبقي فيها شئ.
وعثمان بضم: اسم رجل (1).
وعثميشا - بالعين المهملة والثاء المثلثة
والشين المعجمة بينهما ميم وياء على ما صح
في النسخ -: من الأوصياء السابقين على
إدريس عليه السلام وهو الذي أوصى إلى
إدريس عليه السلام.
ع ث م ر
(عثامر) بالعين المهملة والثاء المثلثة
والراء المهملة أخيرا بعد الميم - على
ما صح في النسخ - وصي سام الذي هو
وصي نوح عليه السلام.
ع ث ن ن
العثنون: شعيرات طوال تحت حنك
البعير، يقال بعير ذو عثانين.
وقد تستعار لذي اللحية الطويلة،
وقد جاءت في الحديث.
ع ث و، ى
قوله تعالى: * (ولا تعثوا في الأرض
مفسدين) * [2 / 60] أي لا تفسدوا
من عثا في الأرض يعثو: أفسد، ومثله
عثي بالكسر يعثي من باب قال وتعب.
ع ج ب
قوله تعالى: * (قرآنا عجبا) *
[72 / 1] أي بديعا مبائنا لسائر الكتب
لحسن لفظه وصحة معانيه.
قوله: * (واتخذ سبيله في البحر
عجبا) * [18 / 63] أي اتخذ موسى
سبيل الحوت في البحر عجبا.
قوله: * (إن هذا لشئ عجاب) *
[38 / 5] العجاب بالضم والعجيب بمعنى
وهو الامر الذي يتعجب منه، والعجاب
بالضم والتشديد أكثر منه، وكذلك
أعجوبة واحدة الأعاجيب. والعجائب
لا واحد لها من لفظها.
قوله: * (أو عجبتم إن جاء كم
ذكر من ربكم) * [7 / 63] الهمزة
للانكار والواو للعطف، والمعطوف عليه
محذوف، كأنه قال: أكذبتم وعجبتم.
وفي الحديث: (فيا عجبا عجبا)
عجبا نصب على المصدر والمنادى محذوف،
أي يا قوم ونحوه، وكرر المصدر لتحسين
وصفه.

(1) هو ابن عفان ثالث القوم.
122

وفيه عن الحق تعالى: (ولو خليت
بينه وبين ما يريد لدخله العجب بعمله ثم
كان هلاكه في عجبه ورضاه عن نفسه،
فيظن أنه قد فاق العابدين وجاز باجتهاده
المقصرين، فيتباعد بذلك مني وهو يظن
أنه يتقرب بذلك إلي) قال بعض الشارحين
لا ريب أن من عمل أعمالا صالحة من
صيام الأيام وقيام الليالي ونحو ذلك
يحصل له ابتهاج، فإن كان من حيث
كونها عطية من الله تعالى ونعمة منه عليه
وكان مع ذلك خائفا من نقصها مشفقا
من زوالها طالبا من الله الازدياد منها لم
يكن ذلك الابتهاج عجبا، وإن كان من
حيث كونها صفة مضافة إليه فاستعظمها
وركن إليها ورأى نفسه خارجا عن حد
التقصير بها وصار كأنه يمن على الله تعالى
بسببها فذلك هو العجب المهلك وهو من
أعظم الذنوب، حتى روي عن النبي صلى الله عليه وآله
(لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر
من ذلك العجب العجب). وعن أمير
المؤمنين (ع): (سيئة تسؤك خير [عند
الله] من حسنة تعجبك) (1). وعلاج
العجب - على ما قيل - إحتقار ما في
جنب الصانع واستضعافه، فإنه بالنسبة
إليه لم يوازن نعمة من نعمه، وبأنه لولا
إعانة الله ما فعله ولا تم ولا استقام بل لم
يمكن صدوره من العبد أصلا، وبذلك
يندفع العجب عنه.
وعجب من كذا عجبا من باب تعب
وتعجبت منه واستعجبت بمعنى.
وشئ عجيب: أي معجب منه.
و (قد أعجب بنفسه) بالبناء
للمجهول: إذا تكبر وترفع، فهو معجب
والاسم العجب بالضم.
وأعجبته المرأة: إستحسنها لان
غاية رؤية المتعجب منه تعظيمه واستحسانه
ومن أمثال العرب (العجب كل
العجب بين جمادى ورجب) وأصله أن
رجلا كان له أخ وكانت له امرأة حسنة
فنال من امرأة أخيه فصار بينهما قتال
ومقاتلة في آخر يوم من جمادى الآخرة
لأنهم كانوا لا يقتلون في رجب.

(1) نهج البلاغة ج 3 ص 163.
123

ع ج ج
في حديث جبرئيل (يا محمد مر أصحابك
بالعج والثج) ومثله (أفضل العج) وقد
مر الثج في شرحهما.
وعج عجا - من باب ضرب - وعجيجا
أيضا: رفع صوته بالتلبية.
وفي حديث آدم (ع) (كان يبكي
على الجنة حتى صار على خديه مثل النهرين
العجاجين العظيمين من الدموع) يقال نهر
عجاج للذي لمائه صوت.
وفحل عجاج في هديره: أي صياح.
و (العجاج) بالفتح: الغبار والدخان
أيضا. والعجاجة أخص منه.
ع ج ر
في حديث الحجاج (فدخل مكة
معتجرا) الاعتجار لف العمامة على الرأس
ويرد طرفها على وجهه ولا يجعل شيئا
تحت ذقنه.
و (المعجر) وزان مقود: ثوب
أصغر من الرداء تلبسه المرأة على رأسها،
يقال إعتجرت المرأة إذا لبست المعجر.
وعن المطرزي المعجر ثوب كالعصابة
تلفه المرأة على استدارة رأسها.
وكعب بن عجرة صحابي (1).
ع ج ز
قوله تعالى: * (وما أنتم بمعجزين) *
[29 / 22] الاعجاز: أن يأتي الانسان
بشئ يعجز خصمه ويقصر دونه.
قوله تعالى: * (غير معجزي الله) *
[9 / 2] أي لا يفوتونه وإن أمهلهم
قوله: * (ليعجزه) * [35 / 44]
أي ليسبقه ويفوته.
قوله تعالى: * (معاجزين) * [22 / 51]
أي يعاجزون الأنبياء وأولياء الله ويقاتلونهم
ويمانعونهم ليصيروهم إلى العجز عن أمر
الله تعالى.
قوله: * (أعجز نخل خاوية) *
[69 / 7] أي أصول نخل بالية.
قوله: * (أعجاز نخل منقعر) *
[54 / 20] أي أصول نخل منقطع.
وفي حديث علي عليه السلام (ولنا
حق إن نعطه نأخذه، وإن نمنعه نركب

(1) مات بالمدينة سنة ثلاث أو احدى وخمسين، وقيل سنة اثنين وخمسين وهو
ابن خمس وسبعين سنة - الاستيعاب ج 3 ص 1321.
124

أعجاز الإبل وإن طال السرى) (1) قال
بعض المتبحرين: هذا الكلام من لطيف
كلامه وفصيحه، ومعناه إن لم نعط حقنا
كنا أذلاء، وذلك لان الرديف يركب
عجز البعير كالعبد والأسير ومن يجري
مجراهما، ووجه آخر وهو أن الركوب
على أعجاز الإبل شاق، أي إن منعنا حقا
ركبنا مركب المشقة صابرين عليها وإن
طال الأمد.
وعجز كل شئ: مؤخره.
والعجز من الرجل والمرأة: ما بين
الوركين، وهي مؤنثة، والعجيزة للمرأة
خاصة، وبنو تميم يذكرون، ونقل فيها
أربع لغات فتح العين وضمها ومع كل
واحد ضم الجيم وسكونها، والأفصح وزان
رجل، والجمع أعجاز.
وعجز الانسان عجزا من باب تعب:
عظم عجزه.
وفي الحديث (تزوج من النساء
العجزاء) (2) يقال امرأة عجزاء: أي
ذات عجز.
وعجزت كفرح: عظمت عجيزتها،
أي عجزها.
وعجز الرجل عن الشئ - من باب
ضرب - وعجز عجزا من باب تعب لغة:
إذا لم يقدر عليه.
وفي الدعاء (أعوذ بك من العجز
والكسل) يمكن قراءته بالوجهين
وفى الخبر (كل شئ يقدر حتى
العجز والكيس) (3) بالرفع عطفا على
كل، أراد بالعجز ترك ما يجب فعله
بالتسويف، وهو عام في أمور الدنيا
والدين، والكيس ضد العجز، وهو النشاط
والحذق في الأمور.
والعجوز بالضم: المرأة الكبيرة
المسنة. وعن ابن السكيت ولا تقل عجوزة
والعامة تقوله، والجمع عجائز وعجز
بضمتين.

(1) نهج البلاغة ج 3 ص 155 مع بعض اختلاف يسير في الألفاظ.
(2) مكارم الاخلاق ص 228.
(3) مضى الحديث في هذا الكتاب ج 3 ص 451.
125

وأيام العجوز عند العرب خمسة أيام،
وقيل هي سبعة أيام آخر الشتاء (1).
والمعجز: الامر الخارق للعادة المطابق
للدعوى المقرون بالتحدي، وقد ذكر
المسلمون للنبي صلى الله عليه وآله ألف
معجزة منها القرآن.
ومعجزة في الحديث واحدة معجزات
الأنبياء.
والمعجز بكسر الميم: المنطقة، لأنها
تلى عجز المنطق بها.
وفي الخبر (قدم عليه صاحب كسرى
فوهب له معجزة فسمي ذا المعجزة).
ع ج ف
قوله تعالى * (يأكلهن سبع عجاف) *
[12 / 43] العجاف بالكسر: الإبل
التي بلغت في الهزال النهاية، جمع أعجف.
والأعجف: المهزول، والأنثى عجفاء
والجمع عجاف بالكسر على غير القياس.
قال الجوهري: لان أفعل فعلاء
لا يجمع على فعال، ولكنهم بنوه على
سمان، والعرب قد تبنى الشئ على ضده.
والمسنتون العجاف: الضعاف من
الجوع.
وفي الحديث (لا تضح في العجفاء)
أي الضعيفة المهزولة من العجف بالتحريك
وهو الهزال.
يقال عجف الفرس من باب تعب:
ضعف، ومن باب قرب لغة.
ع ج ل
قوله تعالى * (خلق الانسان من
عجل) * [21 / 37] عن ابن عباس (انه
أراد بالإنسان آدم عليه السلام وانه لما
بلغ الروح صدره أراد أن يقوم).
وفيه على ما قيل ذم الانسان على
العجلة، وأنه مطبوع عليها فكأنه قال
ليس ببديع منكم أن تستعجلوا فإنكم
مجبولون على ذلك وهو سجيتكم.
وقيل العجل: الطين وهو بلغة حمير
قوله * (وكان الانسان عجولا) *
[17 / 11] قال يدعو على أعدائه
بالشر كما يدعو لنفسه بالخير.

(1) في الصحاح (عجز): وأيام العجوز عند العرب خمسة أيام: صن، وصنبر،
وأخيهما وبر، ومطفئ الجمر، ومكفئ الظعن.
126

قوله * (فمن تعجل في يومين فلا إثم
عليه) * [2 / 203] يعني مات ومن تأخر
أجله فلا إثم عليه لمن اتقى الكبائر.
كذا روي عن الصادق عليه السلام.
روي لمن اتقى الصيد حتى ينفر أهل
منى من النفر الأخير.
وروي لمن اتقى الله.
وروى لمن اتقى الرفث والفسوق
والجدال وما حرم الله عليه في إحرامه.
قوله * (من كان يريد العاجلة) *
[17 / 18] وهي النعم الدنيوية، أي من
كانت العاجلة همته ولم يرد غيرها تفضلنا
عليه بما نشاء منها لمن نريد.
قوله * (ما عندي ما تستعجلون به) *
[6 / 57] أي من إنزال العذاب بكم
* (إن الحكم إلا لله) * [6 / 57].
قوله * (أعجلتم أمر ربكم) * [7 / 149]
أي أقسمتم.
وفى الحديث (أعوذ بك من الذنوب
التي تعجل الفناء) وقد مر بيانه في (فنا)
وفيه (دخول الرجل على المرأة يهدم
العاجل) أي المهر العاجل وهو خلاف
الآجل.
والعجل والعجلة: خلاف البطؤ.
وقد عجل عجلا من باب تعب: أسرع
ورحل عجل بالكسر أي قليل التحمل
والصبر في تحصيل المطالب.
وامرأة عجل.
واستعجلته: طلبت عجلته.
والعجل بالسر: ولد البقرة.
وعجل قبيلة من ربيعة.
وهو عجل بن لجيم بن صعب.
والعجلية: من ينتسب إلى عجل.
ع ج م
قوله تعالى * (ولو نزلناه على بعض
الأعجمين) * [26 / 198] الآية الأعجم
الذي في لسانه عجمة بضم العين وهي لكنة
وعدم فصاحة.
يقال عجم بالضم عجمة فهو أعجم،
والمرأة عجماء وجمع الأعجم أعجمون،
وجمع الأعجمي أعجميون على لفظه، فلو
قال العربي: يا أعجمي بالألف لم يكن
قذفا لأنه نسبة إلى العجمة وهي موجودة
في العرب فكأنه قال يا غير فصيح
127

قوله * (أعجمي وعربي) * [41 / 44]
أي أقرآن أعجمي ونبي عربي؟!
والأعجمي: كل لغة خالصة من
العربية.
والعجمي: منسوب إلى العجم بفتحتين
وهم الفرس وإن أفصح بالعجمية
والأعجمي: من لا يفصح وإن كان
عربيا.
وفي الحديث (جرح العجماء جبار)
يريد بالعجماء التي جرحها جبار الدابة
المفلتة من صاحبها ليس لها قائد ولا
راكب يسلك بها سواء السبيل فما أجرحته
أو أتلفته لا دية فيه ولا غرامة، وسميت
عجماء لأنها لا تتكلم، وكل من لا يقدر
على الكلام فهو أعجم. ومستعجم.
والحيوانات العجم بالضم فالسكون:
جمع أعجم وهو من لا يقدر على الكلام.
ومنه (إتقوا الله في العجم من أموالكم
قيل وما العجم؟ قال: الشاة والبقرة والحمام
وأشباه ذلك).
وصلاة النهار عجماء أي إخفاتية لا
يسمع فيها قراءة.
والكتاب المعجم أي المنقط، يقال:
أعجم الكتاب أي نقطه كعجمه.
وفي الحديث (نهي عن رطانة الأعاجم)
كأنه يريد بذلك ما عدا العرب كما
يفهم من حديث التعويذ (اللهم إني أعوذ
بك من شر فسقة العرب والعجم).
وينسب إلى العجم بالياء فيقال هو
عجمي أي منسوب إليهم.
وفيه (حروف المعجم وهي ثمانية
وعشرون حرفا ا ب ت ث الخ) قيل
سميت بذلك من التعجيم وهي إزالة العجمة
بالنقط. يقال أعجمت الحرف بالألف:
أزلت عجمته بما يميزه عن غيره بنقط
وشكل، فالهمزة للسلب.
وأعجمته: خلاف أعربته.
وعن الخليل: الحروف المعجمة هي
الحروف المقطعة، لأنها أعجمية، يعني
أن الحرف الواحد لا يدل على ما يدل
عليه الحروف الموصلة، فكأن أمرها
مستعجم فإذا وصلت أعربت وبينت.
وفي الصحاح: حروف المعجم هي
الحروف المقطعة التي يختص بالنقط من
بين سائر الحروف، ومعناه حروف الخط
المعجم كما تقول مسجد الجامع.
128

واستعجم عليه الكلام أي استبهم.
وفي حديث الرضا عليه السلام (ولكن الله
تبارك وتعالى لم يزل منذ قبض رسول الله
صلى الله عليه وآله وهلم جرا يمن بهذا
الدين على أولاد الأعاجم ويصرفه عن قرابة
نبيه فيعطي هؤلاء ويمنع هؤلاء) كأنه
يريد بأولاد الأعاجم ما عدا القرابة من
العلماء، ويريد بالقرابة من عدا الأئمة
عليهم السلام كإبراهيم وأخيه العباس وكبني
العباس ونحوهم.
وفي حديث التين (لو قلت إن فاكهة
نزلت من الجنة لقلت هذه، لان فاكهة
الجنة بلا عجم - يعني لا نوى فيها -
فكلوها فإنها تقطع البواسير).
ع ج ن
العجين معروف، فعيل بمعنى مفعول.
وقد عجنت المرأة تعجن عجنا من
باب ضرب.
واعتجنت: إتخذت العجين.
والعجان ككتاب: ما بين الخصية
وحلقة الدبر، وقد جاء في الحديث.
والعجان: الأحمق.
ع ج و
في الحديث: (العجوة من الجنة) قيل
هي ضرب من أجود التمر يضرب إلى
السواد من غرس النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة،
ونخلها يسمى (اللينة) قيل: أراد بذلك
مشاركتها ثمار الجنة في بعض ما جعل فيها
من الشفاء والبركة بدعائه صلى الله عليه وآله، ولم يرد
ثمار الجنة نفسها للاستحالة التي شاهدناها
فيها كاستحالة غيرها من الأطعمة، ولخلوها
عن النعوت والصفات الواردة في صفات
الجنة.
وفى حديث الصادق (ع): (إن نخلة
مريم (ع) إنما كانت عجوة ونزلت من
السماء فما نبت من أصلها كان عجوة وما
كان من لقاط فهو لون وهو جنس من
التمر ردئ. قال بعض الأفاضل: هذا الكلام خرج مخرج المثل من الإمام (ع)
فهو يخبر عن نفسه أنه ولد رسول الله (ص)
وعلم رسول الله عندهم، فما جاء من عندهم
فهو صواب وما جاء من عند غيرهم فهو لقاط
ع د د
قوله تعالى: * (أحصى كل شئ
129

عددا) * [72 / 28] قيل يجوز أن يكون
بمعنى معدودا، فيكون حالا.
قوله: * (عدد سنين) * [23 / 112]
أي سنين معدودة، وهو نعت للسنين،
وعن الزجاج العدد هنا بمعنى المصدر.
قوله: * (جمع مالا وعدده) *
[104 / 2] قال الشيخ أبو علي: أحصاه
وقيل عدده للدهر فيكون من العدة،
وعن الزجاج أعددت الشئ وعددته إذا
أمسكته، وقيل جمع مالا من غير حله
ومنعه من حقه وأعده ذخرا لنوائب
الدهر - انتهى (1).
وهذا على معنى التشديد، وبالتخفيف
جمع مالا وقوما ذوي عدد.
قوله: * (واسأل العادين) *
[22 / 113] بتشديد الدال، أي الحساب
والمراد بهم الملائكة تعد الأنفاس.
ومثله قوله * (نعد لهم) * [19 / 84]
يريد به عد الأنفاس كما جاءت به الرواية
عن الصادقين عليهم السلام (2).
قوله: * (أعدت للمتقين) * [30 / 113]
يعني الجنة، أي هيأت لهم.
قوله: * (فاتقوا النار التي وقودها
الناس والحجارة أعدت للكافرين) *
[2 / 24] قال بعض الاعلام: يجوز أن
تكون جملة أعدت صلة ثانية للتي.
قوله: * (فطلقوهن لعدتهن) * [65 / 1]
أي لزمان عدتهن، والمراد أن يطلقن في
طهر لم يجامعوهن فيه وهو الطلاق للعدة
لأنها تعتد بذلك من عدتها، والمعنى
لطهرهن الذي يحصينه من عدتهن، وهو
مذهب أهل البيت عليهم السلام. وقال
النحاة: اللام هنا بمعنى في، اي طلقوهن
في عدتهن.
قوله: * (ولتكملوا العدة) * [2 / 185]
قال بعضهم: معناه أي شهر رمضان
لا ينقص ابدا، وقيل معناه ولتكملوا عدة
الشهر تاما كان أو ناقصا.
قوله: * (إن عدة الشهور عند الله
اثنى عشر شهرا) * [9 / 36] أي من غير
زيادة ولا نقصان.
قوله: * (لن تمسنا النار إلا أياما
معدودات) * قيل أي موقنات بعدد معلوم
على قدر عبادة العجل وهي أربعون يوما.

(1) مجمع البيان ج 5 ص 538. (2) البرهان ج 3 ص 22.
130

و (الأيام المعدودات) هي أيام التشريق.
قوله: * (أياما معدودات) * [2 / 184]
قال بعض الأفاضل أياما منصوب على أنه
ظرف لفعل مقدر يدل عليه الصيام، أي
صوموا أياما، لا أنه منصوب بالصيام
كما قاله الزمخشري، لان المصدر إعماله
مع اللام ضعيف والاضمار من محاسن
الكلام. و * (معدودات) * قلائل فإن
الشئ إذا كان قليلا يعد وإذا كان كثيرا
يهال هيلا. واختلف فيها فعن ابن عباس
وجماعة هي ههنا ثلاثة أيام من كل شهر
ويوم عاشوراء ثم نسخ بشهر رمضان، وعنه
أيضا انها شهر رمضان، وبه قال الأكثر.
قوله: * (دراهم معدودة) * [12 / 20]
أي قليلة، فإنهم كانوا يزنون ما بلغ
الأوقية ويعدون ما دونها، قيل كانت
عشرين درهما، وقيل اثنين وعشرين درهما.
وفي الخبر انه سئل عن القيامة متى
تكون؟ قال: إذا تكاملت العدتان.
قال القتيبي معناه قاله عدة أهل الجنة وعدة
أهل النار إذا تكاملت عند الله تعالى
لرجوعهم إليه، فحينئذ قامت القيامة.
قال الفارسي: ويحتمل أنه أراد بالعدتين
عدة حياة الاحياء من الحيوانات ثم مدة
موتهم التي هي العدة في علم الله تعالى.
وفي الحديث (لا عبرة في العدد)
يعنى في ثبوت الهلال في شهر رمضان،
ومعناه عد شعبان ناقصا أبدا وشهر رمضان
تاما أبدا، وقيل هو عد خمسة من هلال
الماضي وجعل الخامس أو الحاضر، وقيل
عد شهر تاما وشهر ناقصا.
وفيه (من عد عدا من أجله فقد أساء
صحبة الموت) أي من جعله من عمره.
والعدة: ما أعددته لحوادث الدهر
من المال والسلاح ونحو ذلك، والجمع
عدد مثل غرفة وغرف.
وأعددته إعدادا: أي هيأته وأحضرته
واستعد له: تهيأ، ومنه الاستعداد.
واستعدوا للموت: أي أعدوا، من
استفعل بمعنى فعل، كما يقال استجاب
بمعنى أجاب، وتكون للطلب أي اطلبوا
العدة للموت.
وفي الحديث ذكر طلاق العدة وهو
أن يطلق ثم يراجع في العدة ويطئ ثم
يطلق وهكذا، وطلاق السنة وهو أن يطلق
ثم يراجع ولا يطئ. وفي التهذيب ذكر
131

تفسيرهما في أول باب أحكام الطلاق (1).
وعددت الشئ - من باب قتل -:
أحصيته، والاسم العدد والعديد.
والعدد: هو الكمية المتألفة من الواحد
فيختص بالمتعدد في ذاته. قال في المصباح:
وعلى هذا فالواحد ليس بعدد لأنه غير
متعدد. وقال النحاة الواحد من العدد
لأنه الأصل المبني منه، ويبعد أن يكون
أصل الشئ ليس منه.
(تنبيه)
قال بعض الأفاضل العدد قد يجعل
كناية عن القلة والكثرة، فالأول مثل
(ونهى صلى الله عليه وآله أن تتكلم
المرأة عند غير زوجها وغير ذي محرم منها
أكثر من خمس كلمات) فإنه ربما جعل
كناية عن القلة كما جعلت السبعون في
قوله تعالى * (إن تستغفر لهم سبعين مرة) *
كناية عن الكثرة وهو القسم الثاني.
وأنفدت عدة كتبي: أي جماعة كتبي
و (العدة) مصدر عددت الشئ عدا وعدة.
والعدة جماعة قلت أو كثرت.
وفي حديث علي عليه السلام مع من
أخره عن الخلافة (لو كان لي عدة
أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر لضربتكم
بالسيف).
وعدة أصحاب بدر ثلاثمائة. وعدة
المرأة بالاقراء والأشهر.
وفى حديث المسترابة (تنتظر عدة
ما كانت تحيض) أي عدد أيام الحيض.
و (فلان في عدد أهل الخير) بالكسر:
أي معهم.
وفلان يحثو المال ولا يعده: أي
يقسمه من غير عدد.
و (معد) بالفتح والتشديد أبو العرب،
وهو معد بن عدنان، والميم من نفس
الكلمة نقلا عن سيبويه.
وقولهم في المثل المشهور (أن تسمع
بالمعيدي خير من أن تراه) هو تصغير معدي
منسوب إلى معد ولكن خفف - قال الجوهري (2)

(1) التهذيب ج 8 ص 25 - 28.
(2) قال: وانما خففت الدال استثقالا للجمع بين التشديدين مع ياء التصغير،
يضرب للرجل الذي له صيت وذكر في الناس إذا رايته ازدريت مرآته.
132

ع د س
في الحديث (رأيت على أبي الحسن
عليه السلام ثوبا عدسيا كان يشبه لون
العدس).
والعدس: حب معروف.
والعدسة: بثرة تخرج بالإنسان
وربما قتلت.
وعدس: زجر للبغل.
و (عدس) بضم الأول وفتح الثاني
اسم رجل.
ع د ل
قوله تعالى * (وإن تعدل كل عدل
لا يؤخذ منها) * [6 / 70] أي تفد كل فداء.
والعدل: الفدية.
والعدل أيضا: المثل
قال تعالى * (أو عدل ذلك صياما) *
[5 / 98] أي مثل ذلك صياما.
وعن أبي عمرو العدل بالفتح: القيمة
والفدية والرجل الصالح.
وبالكسر المثل.
والفرق بين العدل أيضا: أن عدل
الشئ ما عادله من غير جنسه كالصوم
والاطعام، وعدله ما عادلت به في المقدار
وفي الحديث (لو تدري كيف يكون
عدل ذلك صياما: قلت لا، قال: يقوم
الصيد قيمة ثم تفض تلك القيمة على البر
ثم يكال ذلك أصواعا، فيصوم لكل نصف
صاع يوما).
والعدل من أسمائه تعالى، وهو مصدر
أقيم مقام الاسم.
وحقيقته ذو العدل وهو الذي لا يميل
به الهوى فيجور في الحكم.
والعدل: خلاف الجور.
ومنه الحديث (من المنجيات كلمة
العدل في الرضا والسخط).
ومن كلام الصدوق: إن الله أمر
بالعدل وعاملنا بما فوقه، وهو التفضل
وذلك أنه تعالى يقول * (من جاء
بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة
فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون) *.
والعدل هو أن يثيب على الحسنة
الحسنة ويعاقب على السيئة السيئة.
وعدل في أمره عدلا من باب ضرب.
وعدل عن الطريق عدولا: مال عنه
وانصرف.
133

وعدل عدلا من باب تعب: جار وظلم
والعدل لغة هو التسوية بين الشيئين.
وعند المتكلمين هو العلوم المتعلقة
بتنزيه ذات الباري عن فعل القبيح والاخلال
بالواجب.
وفي حديث مسجد الاعتكاف (صلى
فيه إمام عدل) وهو على ما نبه عليه
بعض الأفاضل يحتمل الإضافة والوصف
وبذلك يختلف المعنى.
وفي الحديث (لم يقبل منه عدلا ولا
صرفا) أي فدية ولا توبة.
فالعدل: الفداء، والصرفة التوبة.
والعدل: القصد في الأمور.
ورجل عدل: مقنع في الشهادة.
والعديل: الذي يعادلك في الوزن.
وعدلته تعديلا فاعتدل: سويته
فاستوى.
وفي الحديث (من اعتدل يوماه
فهو مغبون) لعله يريد بذلك اليومين
القابلين للزيادة في فعل الخير، وفيه من
التحريص على فعل الخير ما لا يخفى.
والاعتدال يومان في السنة يوم في الربيع
ويوم في الخريف يعتدل بهما الليل والنهار.
ومنه مشرق الاعتدال ومغربه.
والعادل: الواضع كل شئ موضعه.
وعدلوا بالله: أشركوا به وجعلوا
له مثلا.
ومنه حديث علي عليه السلام (كذب
العادلون بك إذ أشبهوك بأصنامهم).
وفي الحديث (إنا لا نعدل بكتاب الله
ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله)
لعل المراد لا نعدل عنهما.
وفي الدعاء (نعوذ بك من العديلة
عند الموت) أي العدول عن الحق، وكأنه
من باب التعليم والتواضع بالنسبة إليهم
عليهم السلام وإلى غيرهم من أهل الايمان.
نعم ربما يتصف بها من كان مشككا
في الحق نعوذ بالله تعالى.
وقبالة معدلة بين رجلين أي موضوعة
وفي الخبر (شهران اعتدلا بنقصان)
يريد شهر رمضان وذو الحجة، إن نقص
عددهما في الحساب فحكمهما على التمام
لئلا تحرج الأمة إذا صاموا تسعة وعشرين
أو وقع حجهم على التاسع.
134

وفي الحديث (إنما العلم ثلاثة - وعد
منها - فريضة عادلة) قيل أراد في القسمة
أي معدلة على السهام المذكورة في كتاب
الله والسنة، من غير جور.
وقيل فريضة عادلة أي غير منسوخة.
وقيل الفريضة العادلة: ما اتفق عليه
المسلمون.
ع د م
في الدعاء (أعوذ بك من العدم)
يعني الفقر.
وأعدم الرجل: افتقر فهو معدم
وعديم، ومنه الحديث (وصول معدم خير
من جاف مكثر).
وعدمته عدما من باب تعب: فقدته،
والاسم: العدم ويتعدى بالهمزة فيقال
لا أعد مني فضله.
وعن أبي حاتم - نقلا عنه -: عدمني
الشئ وأعدمني: فقدني وأعدمته فعدم
مثل أفقدته ففقد. ببناء الرباعي للفاعل
والثلاثي للمفعول
والعدم هو البقم، وقيل دم الأخوين
وقد جاء في الحديث.
ع د ن
قوله تعالى * (جنات عدن) * [13 / 25]
أي جنات إقامة، يقال: عدن بالمكان
عدنا وعدونا من باب ضرب وقعد: إذا
أقام به، ومنه سمي (المعدن) كمجلس
لان الناس يقيمون فيه الصيف والشتاء.
ومركز شئ: معدنه.
والمعدن: مستقر الجوهر، وفي
الحديث (الناس معادن كمعادن الذهب
والفضة) والمعنى: أن الناس يتفاوتون
في مكارم الاخلاق، ومحاسن الصفات،
وفيما يذكر عنهم من المآثر على حسب
الاستعداد، ومقدار الشرف تفاوت المعادن
فيها الردئ والجيد.
وعدن بفتحتين: بلد باليمن (1).
وعدنان بن أد: أبو معد قاله الجوهري.

(1) عدن: اسم لعدة أمكنة، منها: عدن مدينة في جنوب غربي جزيرة العرب،
هي مرفأ حر على خليج عدن ومنها: محمية عدن الشرقية، مركزها (حضر موت)
ومنها محمية عدن الغربية، منطقتها بين اليمن وحضر موت ومضيق باب المندب.
وخليج عدن، هو البحر المنحصر بين شواطئ سومال الشرقية ومناطق عدن،
ينفذ إلى البحر الأحمر غربا عند مضيق باب المندب، وجزيرة بريم. وتختلط مياهه
شرقا بمياه الاقيانوس الهندي.
135

ع د و
قوله تعالى: * (لا تعدوا في السبت) *
[4 / 154] قال الشيخ أبو علي: قرأ
أهل المدينة * (لا تعدوا في السبت) * بتسكين
العين وتشديد الدال، وروي عن نافع
* (لا تعدوا) * بفتح العين وتشديد الدال،
والباقون * (لا تعدوا) * خفيفة. ثم ذكر
الحجة فقال: من قرأ * (لا تعدوا) * أدغم
التاء في الدال لتقاربهما. ثم قال: قال أبو
علي: وكثير من النحويين ينكرون الجمع
بين الساكنين إذا كان الثاني منهما مدغما
ولا يكون الأول حرف لين نحو دابة
ويقولون: إن المد يصير عوضا عن الحركة قال
ومن قرأ * (لا تعدوا) * فان الأصل لا تعتدوا
فسكن التاء لتدغم في الدال ونقل حركتها إلى
العين الساكن قبلها فصار تعدوا، ومن قرأ
* (لا تعدوا) * فهو لا تفعلوا مثل قوله:
* (ويعدون في السبت) * [7 / 163]
وحجة الأولين قوله تعالى: * (إعتدوا
منكم في السبت) * انتهى [2 / 65].
قوله تعالى: * (يعدون في السبت) *
أي يتجاوزون ما أمروا به.
قوله تعالى: * (فيسبوا الله عدوا) *
أي اعتداءا وظلما.
قوله تعالى: * (فلا عدوان إلا على
الظالمين) * [2 / 193] أي تعد وظلم.
قوله تعالى: * (وأولئك هم العادون) *
[23 / 7] أي هم الكاملون المتناهون
في الظلم.
قوله تعالى: * (ولا عاد) * [2 / 173]
أي لا يعدوا شبعه أو غير متعد ما حد له.
قوله تعالى: * (والعاديات ضبحا) *
[100 / 1] قيل: يريد الخيل. والضبح:
صوت أنفاس الخيل، ألم تر إلى الفرس
إذا عدا يقول: اح اح. قيل: انها سرية
كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله إلى بني كنانة
136

فأبطأ عليه خبرها فنزل عليه الوحي بخبرها
في والعاديات. وذكر أن عليا (ع) كان
يقول: (العاديات هي الإبل تذهب إلى
وقعة بدر) (1).
قوله تعالى: * (إن من أزواجكم
وأولادكم عدوا لكم) * [64 / 14] أي
سبب إلى معاصي الله، يستوي فيه الواحد
وغيره.
قوله تعالى: * (إنما يريد الشيطان أن
يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر
والميسر) * [5 / 91] العداوة: تباعد
القلوب والنيات. قال المفسر: يريد
الشيطان إيقاع العداوة بينكم بالاغواء،
فإنكم إذا سكرتم زالت عقولكم وأقدمتم
على المقابح، وإذا قام الرجل في ماله وأهله
فيقمره يبقى حزينا سليبا فيكسبه ذلك
العداوة والبغضاء.
قوله تعالى: * (إن هذا عدو لك) *
[20 / 117] قيل في سبب عداوة إبليس
لآدم: الحسد بما أكرمه الله تعالى من
إسجاد الملائكة له وتعليمه ما لم يعلموا
وإسكانه الجنة. وقيل: السبب تباين
أصليهما ولذلك اثر قوي في العداوة.
قوله تعالى: * (قل من كان عدوا
لجبريل فإنه نزله على قلبك) * [2 / 97]
قيل: إنها نزلت في اليهود الذين قالوا
لرسول الله صلى الله عليه وآله: إن لنا من الملائكة
أصدقاء وأعداء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
(من صديقكم ومن عدوكم)؟ فقالوا:
جبرئيل عدونا فإنه يأتي بالعذاب، ولو كان
الذي ينزل عليك ميكائيل لآمنا بك
فإن ميكائيل صديقنا، وجبرئيل ملك
الفظاظة والعذاب وميكائيل ملك الرحمة،
فأنزل الله * (قل من كان عدوا) * الآية.
قوله تعالى: * (العدوة الدنيا) * [8 / 42]
هي بكسر العين وضمها وقرئ بهما في
السبعة: شاطئ الوادي، والدنيا والقصوى
تأنيث الأدنى والأقصى، فالدنيا التي
تلي المدينة والقصوى التي تلي مكة.
قوله تعالى: * (فمن اعتدى عليكم

(1) الدر المنثور ج 6 ص 383.
137

فاعتدوا عليه) * [2 / 194] قيل: هو
أمر إباحة لا ندب.
قوله تعالى: * (ولا تعد عيناك عنهم) *
[18 / 28] اي لا تتجاوزهم إلى غيرهم.
وفى الحديث: (لا عدوى ولا
طيرة) (1) أي لا يتعدى الأمراض من
شخص إلى آخر، ولا طيرة أي لا يتشاءم
بالشئ إذا لم يوافق الحال، فالعدوى اسم
من الأعداء كالدعوى والتقوى من
الادعاء والاتقاء. يقال: أعداه الداء
يعديه إعداء وهو أن يصيبه مثل ما يصاحب
الداء، وذلك أن يكون ببعير جرب مثلا
فيتقى مخالطته بابل أخرى حذرا أن
يتعدى ما به من الجرب إليها فيصيبها ما أصابه
وقد أبطله الاسلام، لأنهم كانوا يظنون
أن المرض بنفسه يتعدى، فأعلمهم صلى الله عليه وآله
أنه ليس كذلك وإنما الله هو الذي يمرض
وينزل الداء. ولهذا قال في بعض
الأحاديث: (فمن أعدى الأول) (2)
أي من أين صار فيه الجرب. وما روي
من قوله صلى الله عليه وآله: (فر من المجذوم فرارك
من الأسد) (3) ونهيه عن دخول بلد
يكون فيه الوباء، وقوله: (لا يورد ذو
عاهة على مصح) فيمكن توجيهه بأن
مداناة ذلك من أسباب العلة فليتقه اتقاءه
من الجدار المائل والسفينة المعيوبة. وسيأتي
الكلام في الطيرة انشاء الله تعالى.
والعدو ضد الولي، والجمع (أعداء)
وهو وصف لكنه ضارع الاسم، يقال:
(عدو بين العداوة والمعاداة) والأنثى
(عدوة)
وفى حديث مسألة القبر: (وإذا كان
- يعني الميت - عدو الله) الظاهر أن
المراد بالعدو هنا ما يشتمل الكافر والفاسق
المتمادي بالفسق.
و (عدا) بالكسر والقصر جمع
كالأعداء، قالوا: ولا نظير له في النعوت
لان فعل وزان عنب يختص بالأسماء ولم

(1)، (2) الكافي ج 8 ص 196.
(3) في التاج ج 3 ص 197: وفر من المجذوم كما تفر من الأسد.
138

يأت منه في الصفات إلا قوم عدوى وضم
العين لغة مثل سوى وسوى وطرى
وطرى.
وعدا يعدو عليه عدوا وعدوا مثل فلس
وفلوس وعدوانا وعدا بالفتح والمد: ظلم
وتجاوز الحد وهو عاد والجمع عادون مثل
قاض وقاضون. و (المعتدون) أصحاب
العدوان والظلم.
والمعتدي في الزكاة الذي هو كمانعها هو
أن يعطيها غير مستحقها أو يأخذ أكثر من
الفريضة أو يختار جيد المال.
و (السبع العادي) الظالم الذي يقصد
الناس والمواشي بالقتل والجرح.
ومنه (ما ذئبان عاديان) - الحديث.
و (رفعت عنك عادية فلان) أي
ظلمه وشره.
وفي الحديث: (من دفع عن قوم من
المسلمين عادية ماء أو نار وجبت له الجنة)
كأنها من الظلم والعدوان
ومن كلام علي (ع) لمعاوية: (فعدوت
على طلب الدنيا بتأويل القرآن) (1)
يحتمل أن يكون من العدو وهو الجري
ومن العدوان وتأويل القرآن كقوله تعالى
* (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص
في القتلى) * [2 / 178] وتأويله لذلك
بادخال نفسه فيه وطلب القصاص لعثمان،
وإنما دخل بالتأويل لان الخطاب خاص
بمن قتل وقتل ومعاوية بمعزل عن ذلك
إذ لم يكن ولي دم فتأول الآية بالعموم
ليدخل فيها.
و (عوادي الدهر) عوائقه.
وعدوته عن الامر: صرفته عنه.
و (عدوان) قبيلة (2).
وعدي كغني: قبيلة من قريش، رهط
عمر بن الحطاب، وهو عدي بن كعب
ابن لؤي بن غالب، والنسبة عدوي.

(1) في نهج البلاغة ج 3 ص 123: فعدوت على الدنيا بتأويل القرآن.
(2) بطن من قيس بن عيلان من العدنانية... كانت منازلهم الطائف
من أرض نجد. معجم قبائل العرب ص 762.
139

ومنه قولهم: (اجتمع العدوي والتيمي)
يريد عمر وأبا بكر.
وعدي بن حاتم معروف، نقل أنه قدم
إلى النبي صلى الله عليه وآله فأكرمه وأدخله بيته ولم
يكن عنده في البيت غير خصفة ووسادة
أدم فطرحها له (1).
و (عدا) حرف يستثنى به مع (ما)
وبغيرها، تقول: جاءني القوم ما عدا
زيدا وجاؤوني عدا زيدا تنصب ما بعدها
بها والفاعل مضمر فيها - قاله الجوهري.
وفي حديث علي مع الزبير وقد بعث
يلتمس منه أن يبايعه بعد نكثه البيعة
الأولى حيث قال: فقل له: يقول لك
ابن خالك: (عرفتني بالحجاز وأنكرتني
بالعراق فما عدا مما بدا) (2) قيل:
هو أول من سمع منه هذه اللفظة - أعني فما
عدا مما بدا - وهو مثل لمن يفعل فعلا
باختياره ثم يرجع عنه وينكره، والمعنى فما
جاوز بك عن بيعتي مما بدا وظهر لك
من الأمور. وقيل: المعنى فما صرفك
ومنعك عما كان بدا منك من طاعتي وبيعتي
والعادي: القديم.
والبئر العادية: القديمة كأنها نسبة إلى
عاد قوم هود، وكل قديم ينسبونه إلى
عاد وإن لم يدركهم.
واستعديت الأمير فأعداني: أي طلبت
منه النصرة فأعانني ونصرني، والاسم
(العدوي) بالفتح، ولك أن تقول:
(استغثت به فأغاثني) ومنه الحديث:
(جاءت امرأة استعدت على أعرابي)
أي ذهبت به إلى القاضي للاستعداء أعني
طلب التقوية والنصرة.
وفي حديث سليمان: (أتته امرأة
مستعدية على الريح) أي تطلب نصرته

(1) كان نصرانيا أسلم سنة 9 أو 10 ه‍، وكان جوادا شريفا في
قومه معظما عندهم وعند غيرهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يكرمه إذا دخل عليه
تنقيح المقال ج 2 ص 250، وانظر خبر طرح النبي له الوسادة في الكافي 2 / 659.
(2) نهج البلاغة ج 1 ص 73.
140

عليها حيث أنها مسخرة له.
ومنه (امرأة أتت عليا فاستعدته على
أخيها) وفي حديث فاطمة (ع):
(فاستعدتها قريش).
ع ذ ب
قوله تعالى: * (بعذاب واقع) *
[70 / 1] ومثله قوله: * (يوم تشقق
السماء بالغمام) *.
قوله: * (فتحنا عليهم بابا ذا عذاب
شديد) * [23 / 77] قيل هو السيف
والقتل.
قوله: * (لأعذبنه) * [27 / 21]
قال المفسر: لأنتفن ريشه.
قوله: * (فيومئذ لا يعذب عذابه
أحد. ولا يوثق وثاقه أحد) * [89 / 25 - 26]
قرئ فيهما بجر الذال والثاء وفتحهما.
قوله: * (وما كان الله معذبهم وهم
يستغفرون) * [8 / 33] روي عن علي (ع)
قال: (كان في الأرض أمانان من عذاب
الله فرفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا
به). وقرأ هذه الآية.
وفي الخبر: (الميت يعذب ببكاء
أهله عليه) قيل: من حيث أنهم كانوا
يوصون أهليهم بالبكاء والنوح عليهم
وإشاعة النعي في الاحياء، وقيل إن الميت
يرق قلبه ببكاء أهله فيكون له عذابا،
وقيل المراد بالميت المشرف على الموت فإنه
يشتد حاله بالبكاء.
وعذبته تعذيبا: عاقبته، والاسم
(العذاب) وأصله في كلام العرب الضرب ثم
استعمل في كل عقوبة مؤلمة، واستعير
للأمور الشاقة فقيل (السفر قطعة من
العذاب).
و (العذبة) كقصبة بالتحريك:
طرف كل شئ، ومنه الحديث (وأرخى
عذبة العمامة بين كتفيه) أي أرسل طرفها
وفي حديث علي (ع) في الدنيا:
(إعذوذب جانبها واحلولى) (1) هما
إفعوعل من العذوبة والحلاوة، وهو من
أبنية المبالغة.
والعذب من الماء: الطيب الذي لا
ملوحة فيه. وعذب الماء عذوبة: ساغ

(1) في نهج البلاغة ج 1 ص 216: (وان جانب منها اعذوذب واحلولى)
141

مشربه فهو عذب، وماء عذب وعذاب على
الجمع كسهم وسهام.
وعذبة اللسان: طرفه، والجمع
(عذبات) كقصبة وقصبات.
ع ذ ر
قوله تعالى: * (عذرا أو نذرا) *
[77 / 6] أي حجة وتخويفا أو إعذارا
وإنذارا أي تخويفا ووعيدا.
قوله: * (قالوا معذرة) * [7 / 164]
أي إعتذرنا معذرة، والاعتذار إظهار
ما يقتضي العذر.
قوله: * (وجاء المعذرون) * [9 / 90]
أي المقصرون، أي الذين يزعمون أن
لهم عذرا ولا عذر لهم.
قال الجوهري: * (المعذرون من
الاعراب) * يقرأ بالتخفيف والتشديد،
أما المعذر بالتشديد فقد يكون محقا وقد
يكون غير محق، وأما المحق فهو في
المعنى المعتذر لان له عذرا، ولكن التاء
قلبت ذالا وأدغمت فيها وجعلت حركتها
على العين، وأما المعذر على جهة المفعل
لأنه الممرض والمقصر يعتذر بغير عذر.
وكان ابن عباس يقرأ * (وجاء
المعذرون) * مخففة من أعذر، ويقول:
والله لهكذا أنزلت، وكان يقول: (لعن
الله المعذرين) كأن الامر عنده أن المعذر
بالتشديد هو المظهر للعذر اعتلالا من
غير حقيقة له في العذر، وهذا لا عذر له
والمعذر الذي له عذر، وقد بينا الوجه
الثاني في المشدد.
وفي الحديث (تجوز شهادة المرأة في
العذرة) عذرة الجارية بكارتها، والجمع
عذر كغرفة وغرف.
وامرأة عذراء مثل حمراء: البكر،
لان عذرتها - وهي جلدة البكارة - باقية.
ودم العذرة: دم البكارة، وجمعها
عذارى بفتح الراء وكسرها والعذراوات
كما في الصحارى.
ومنه الحديث (دفن في الحجر ما يلي
الركن الثالث عذارى بنات إسماعيل
عليه السلام).
ومنه حديث بنت يزدجرد حين دخلت
المدينة (فأشرف لها عذارى المدينة
وأشرق المسجد بضوئها).
و (العذرة) وزان كلمة الجرؤ ولم
يسمع التخفيف، وقد تكرر ذكرها في
142

الحديث.
وسمي فناء الدار (عذرة) لمكان إلقاء
المذرة هناك.
وفي حديث تكفين الميت (تشد
الخرقة على القميص بحبال العذرة والفرج
حتى لا يظهر منه شئ).
وعذار اللحية: جانباها يتصل أعلاها
بالصدغ وأسفلها بالعارض، أستعير من
عذار الدابة، وهو ما على خديه من اللجام
والجمع عذر ككتاب وكتب.
ومنه (الفقر للمؤمن أزين من عذارى
الفرس) أي يمسكه عن الفساد كما يمسك
اللجام الفرس عن العثار.
ومنه (من سيب عذاره قاده إلى كل
كريهة).
ويقال للرجل إذا عظم على الامر
(هو شديد العذار) كما يقال للمنهمك
في الغي (هو خليع العذار) كالفرس
الذي لا لجام عليها.
وفي وصف الشيطان (قبحه الله تعالى
فتل عني عذار عذره) والكلام استعارة،
والمراد أن الشيطان بعد حصول مراده
من إلقائه لي في المعصية بالحيلة والغدر
صرف عني عنان عذره حيث حصل مراده
وتلقاني بكلمة كفره.
والعذار بالكسر: الختان، ومنه
الخبر (لا وليمة إلا في عذار) وجاء في
(إعذار) والاعذار: الختان، يقال
عذرته وأعذرته فهو معذور ومعذر، ثم
قيل للطعام الذي يطعم في الختان إعذارا،
يقال أعذر إعذارا: إذا صنع ذلك الطعام
وعذر في الامر تعذيرا: إذا قصر ولم
يجتهد.
وفي الحديث (العمر الذي أعذر الله
فيه إلى ابن آدم ستون سنة) قيل همزته
للسلب، أي أزال عذره، فإذا لم يتب في
هذا العمر لم يكن له عذر، فإن الشباب
يقول أتوب إذا شخت والشيخ ماذا يقول.
ومثله الخبر (أعذر الله إلى من بلغ
من العمر ستين سنة) قال في النهاية: أي
لم يبق فيه موضعا للاعتذار حيث أمهله
طول هذه المدة ولم يعتذر.
وفي حديث علي عليه السلام (إخش
الله خشية ليست بتعذير) (1) قيل في

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 57.
143

معناه: إذا فعل أحد فعلا من باب الخوف
فخشيته خشية تعذير وخشية كراهة،
فإن رضي فخشيته خشية رضى وخشية محبة.
وعذرته: رفعت عنه اللوم، والاسم
العذر، وتضم الذال للاتباع وتسكن في
الجمع.
والاعتذار من الذنب، وتعذر بمعنى
إعتذر.
وعذرتك غير معتذر: أي من غير
أن تعتذر، لان المعتذر يكون محقا
وغير محق.
وأعذر في الامر: أي بالغ.
وأعذر الرجل: صار ذا عذر.
وفي المثل (أعذر من أنذر) (1)
يقال ذلك لمن يحذر أمرا يخاف.
واعتذر بمعنى أعذر أي صار ذا عذر
وأعذرته فيما صنع والاسم المعذرة
والعذري.
وتعذر عليه الامر: تعسر.
وفي حديث أبي الدرداء (من يعذرني
من معاوية أنا أخبره عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وهو يخبر عن رأيه) أي من
يقوم بعذري أو من ينصرني.
وفي الخبر (إذا وضعت المائدة فليأكل
الرجل مما عنده ولا يرفع يده وإن شبع
وليعذر، فإن ذلك يخجل جليسه)
الاعذار: المبالغة في الامر، أي ليبالغ
في الأكل كحديث (كان عليه السلام إذا
أكل مع قوم كان أكثرهم أكلا).
وقيل (ليعذر) من التعذير: التقصير،
اي ليقصر في الأكل ليتوفر على الباقين
ولير أنه يبالغ، وقيل فليذكر عذره
إذا رفع يده قبل المائدة دفعا لخجالة
الجليس.
وفي الحديث (أكلنا مع أبي عبد الله
عليه السلام فجعلنا نعذر) وفي آخر
(فجعلوا يعذرون) والمعنى ما تقدم.
وفي حديث بني إسرائيل (كانوا إذا
عمل قوم بالمعاصي نهوهم تعذيرا) أي
نهيا قصروا فيه ولم يبالغوا.
وفي حديث علي عليه السلام وهو ينظر
إلى ابن ملجم (عذيرك من خليلك من
مرادي) هو بالنصب، أي هات من
يعذرك فيه.

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 140، وفيه (أعذر بما انذر).
144

وفي الخبر (ولد صلى الله عليه وآله
معذورا) أي مختونا مقطوع السرة.
ع ذ ق
في الحديث (عذق يظله) العذق
كفلس: النخلة يحملها.
وأما العذق بالكسر فالكباسة وهي
عنقود التمر.
والجمع أعذاق كأحمال.
ومنه (ما قام لي عذق بيثرب).
والعذق: المذلل الذي وضع على
جريدة النخلة.
ع ذ ل
العاذل: العرق الذي يسيل منه دم
الاستحاضة.
والعذل: الملامة.
وقد عذلته.
والاسم العذل بالتحريك.
يقال عذلنا فلانا فاعتذل أي لام
نفسه وأعتب.
ورجل عذلة كهمزة يعذل الناس
كثيرا كضحكة.
ورجل معذل أي يعذل لافراطه في
الجور، شدد للمبالغة.
ع ذ ى
العذي بكسر العين كحمل، وفتحها لغة:
النبات والزرع ما لا يشرب إلا من السماء،
يقال: عذي يعذي من باب تعب فهو
عذي وعذي على فعيل. وعن الأصمعي
العذي ما تسقيه السماء والبعل ما شرب من
عروقه من غير سقي ولا سماء. و (أرض
عذية) مثل خربة.
ع ر ب
قوله تعالى: * (عربا أترابا) *
[56 / 37] العروب من النساء المتحببة
إلى زوجها، وقيل العاشقة لزوجها، وقيل
الحسنة التبعل، والجمع (العرب)
بضمتين.
وفي الحديث: (من لم يتفقه منكم
في الدين فهو أعرابي) (1) بفتح الهمزة
نسبة إلى الاعراب وهم سكان البادية
خاصة، ويقال لسكان الأمصار عرب،
وليس الاعراب جمعا للعرب بل هو مما لا
واحد له - نص عليه الجواهري.
و (العرب) اسم مؤنث، ولهذا

(1) الكافي ج 1 ص 31.
145

يوصف بالمؤنث فيقال العرب العاربة.
والعرب العاربة خلاف العجم،
وقيل هم الذين تكلموا بلسان يعرب بن
قحطان، وهو اللسان القديم، والعرب
المستعربة هم الذين تكلموا بلسان إسماعيل
ابن إبراهيم، ويقال أقامت قريش بعربة
فنسب العرب إليها. و (عربة) بالتحريك:
ناحية بقرب الهندية.
وصلاة الأعرابي هي عشر ركعات
كالصبح والظهرين اثنتان بتسليم وثمان
بتسليمتين. والنسبة إلى العرب - أعني سكان
الأمصار - عربي.
وفي الحديث: (من ولد في الاسلام
فهو عربي).
وفيه (الناس ثلاثة عربي ومولى
وعلج، فأما العرب فنحن، وأما المولى
فمن والانا، وأما العلج فمن تبرأ منا
وناصبنا).
وفي حديث آخر: (فنحن قريش
وشيعتنا العرب، وعدونا العجم) ومن هنا
جاء تفضيل العرب على العجم
لأنهم أشرف
المخلوقين واتصفوا بهذا الوصف.
وفيه: (لا تعرب بعد الهجرة)
يروى بالعين المهملة يعني الالتحاق ببلاد
الكفر والإقامة بها بعد المهاجرة عنها
إلى بلاد الاسلام، وكأن من رجع من
الهجرة إلى موضعه من غير عذر يعدونه
كالمرتد.
وفي كلام بعض علمائنا: المتعرب
بعد الهجرة في زماننا هذا أن يشتغل
الانسان بتحصيل العلم ثم يتركه ويصير
منه غريبا.
وروى (المتعرب بعد الهجرة التارك
لهذا الامر بعد معرفته).
وفي الخبر (من الكفر التعرب بعد
الهجرة).
و (عرب) بالضم: إذا لم يلحن.
وعرب يعرب من باب تعب: فصح
بعد لكنة في لسانه.
وأعربت الحرف: أوضحته، وقيل
الهمزة للسلب، أي أزلت إبهامه.
و (الاعراب) بكسر الهمزة:
الإبانة والايضاح، ومنه الحديث (أعربوا
أحاديثنا فإنا قوم فصحاء) (1).

(1) سفينة البحار ج 2 ص 172.
146

ومنه الخبر (أعربوا القرآن) أي
بينوا ما فيه من غرائب اللغة وبدائع
الاعراب.
واللغة العربية: ما نطق به العرب
وفي الحديث: (ملعون من سد
الطريق المعربة) بالعين المهملة أي البينة
الواضحة، وبالقاف - على ما في بعض
النسخ - وفسر بالطريق المختصرة.
والإبل العراب: خلاف البخاتي.
والخيل العراب: خلاف البراذين.
و (العربون) بفتح العين والراء:
ما عقد عليه البيع. و (العربون) كعصفور
لغة فيه، وكذا (العربان).
وفي التحرير: العربون هو أن
تدفع بعض الثمن على أنه إن أخذ السلعة
احتسبه من الثمن وإلا كان للبائع.
وفي حديث علي (ع): (لا يجوز
العربون إلا أن يكون نقدا من الثمن).
وفي الحديث: (نهى عن بيع
العربان) وهو أن يشتري ويدفع شيئا
على أنه إن مضى البيع حسب من الثمن
وإلا كان للبائع ولم يرتجعه.
و (يعرب بن قحطان) أول من
تكلم بالعربية، وهو أبو اليمن كلهم - قاله
الجوهري.
والاسم المعرب بالتشديد: الذي
تلقته العرب من العجم بكثرة مثل إبريسم
وإستبرق، وإنما كان ساغ وقوع الفظ
الأعجمي في القرآن لان معنى التعريب
أن يجعل عربيا لتصرف فيه وإجرائه على
وجوه الاعراب.
ع ر ج
قوله تعالى: * (ومعارج عليها
يظهرون) * [43 / 33] أي درجات عليها
يعلون، واحدها (معرج).
قوله: * (يعرج إليه) * [32 / 5]
أي يصعد إليه. قوله: * (من الله ذي المعارج) *
[70 / 3] أي من عند الله ذي المصاعد
والدرج، جمع (معرج) ثم وصف المعارج
وبعد مداها بالعلو فقال * (تعرج الملائكة
والروح إليه) * [70 / 4] أي إلى عرشه
ومهبط أوامره * (في يوم كان مقداره خمسين
ألف سنة) * مما يعده الناس، وذلك من
أسفل الأرضين إلى فوق سبع سماوات،
والمعنى لو قطع الانسان هذا المقدار الذي
قطعته الملائكة في يوم واحد لقطعه في هذه
147

المدة، وقيل هو يوم القيامة.
وقوله: * (في يوم كان مقداره ألف
سنة) * [32 / 5] هو من الأرض إلى السماء
الدنيا خمسمائة ومنها إلى الأرض خمسمائة،
وقيل إن قوله * (في يوم) * صلة واقع،
أي يقع في يوم طويل مقداره خمسين ألف
سنة من سنينكم، وهو يوم القيامة إما أن
يكون استطال لشدته على الكفار وإما لأنه
على الحقيقة - كذا ذكره الشيخ أبو على (1).
قوله: * (حتى عاد كالعرجون
القديم) * [36 / 39] هو بالضم فالسكون
عود أصفر فيه شماريخ الغدق، فإذا قدم
واستقوس شبه به الهلال، وجمعه (عراجين)
وكأنه من انعرج الشئ انعطف، سمي
بذلك لانعراجه وانعطافه، ونونه زائدة.
وفي حديث التلبية (لبيك ذا المعارج
لبيك) أي ذا المصاعد، جمع معرج،
والمعرج والمصعد والمرقى كلها بمعنى،
يريد معارج الملائكة إلى سماء الدنيا.
وقيل المعارج الفواضل العالية.
والعروج: الصعود، يقال عرج
يعرج عروجا، ومنه (المعراج) شبه
السلم، مفعال من العروج: الصعود،
والجمع معارج ومعاريج كمفاتيح.
وعرج في الدرجة أو السلم يعرج
عروجا: ارتقى.
وعرج بالنبي صلى الله عليه وآله إلى السماء:
أي صعد به إليها.
وعرج رسول الله مرتين: عرج من
مكة إلى بيت المقدس ثم من بيت المقدس
إلى سماء الدنيا ثم منها إلى السماء السابعة
ثم إلى سدرة المنتهى ثم إلى قاب قوسين،
فالمعارج خمسة.
وروى محمد بن بابويه في كتاب
الخصال عن أبي عبد الله (ع) قال: عرج
بالنبي صلى الله عليه وآله مائة وعشرون مرة، مامن
مرة إلا وقد أوصى الله تعالى فيه النبي صلى الله عليه وآله
بالولاية لعلي والأئمة عليهم السلام أكثر
مما أوصاه بالفرائض.
وفي الكتاب العزيز آيات كثيرة
فيها رد على من أنكر المعراج، منها
ما مر في سرا وفى دلا، ومنه قوله:

(1) مجمع البيان ج 4 ص 326.
148

* (واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا) *
[43 / 45] وقوله: * (فاسأل الذين
يقرؤن الكتاب من قبلك) * [10 / 94]
يعني الأنبياء (ع)، وإنما رآهم في السماء.
و (العرج) بفتح العين وسكون
الراء: قرية من أعمال الفرع على أيام
من المدينة، وإليها ينسب العرجي الشاعر
عبد الله بن عمر بن [عبد الله بن عمرو بن]
عثمان بن عفان (1).
وفى الحديث (فإن خاف على الصبيان
البرد أتى بهم العرج فليحرموا منها).
وفي الفقيه (فإن أتيت العرج وقعت
في تهامة) وعرج بالكسر من علته من
باب تعب: إذا كان من علة لازمة، فهو
أعرج. والمرأة عرجاء، وإن كان من
غير علة لازمة قيل عرج يعرج من باب
قتل فهو عارج، وما أشد عرجه ولا تقل
ما أعرجه.
والتعريج على الشئ: الإقامة عليه،
يقال عرج فلان على المنزل: إذا حبس
عليه مطيته وأقام، ومنه قول الشاعر:
عرج على أرض كربلاء
وامزج الدمع بالدماء
و (أقلوا العرجة) بالضم أي الإقامة.
وعرجت منه: عدلت عنه وتركته
وانعرج الشئ: انعطف.
ومن كلام علي (ع) لقومه الذين
مالوا إلى التحكيم يوبخهم: (فكنت
وإياكم كما قال أخو هوازن:
أمرتكم أمري بمنعرج اللوى
فلم تستجيبوا النصح إلا ضحى الغد (2)
قال الشيخ ميثم: البيت لدريد بن
الصمت، ووجه تمثيله نفسه معهم بهذا
القائل اشتراكهما في النصيحة وعصيانهما
المستعقب لندامة قومهم وهلاكهم.
ع ر د
في الحديث (الرجل يتزوج المرأة
على غير عرد واحد؟ قال: لا بأس)
المراد بالعرد المرة الواحدة من المواقعة
قال في القاموس عرد جاريته: جامعها

(1) معجم البلدان ج 4 ص 98 والزيادة منه، وفيه (وهي أول تهامة وبينها وبين
المدينة ثمانية وسبعون ميلا).
(2) نهج البلاغة ج 1 ص 82.
149

وشئ عرد أي صلب. والعراد بفتح العين
نبت عربد، قولهم فلان معربد في سكره
مأخوذ من العربدة، وهي حية تنفخ
ولا تؤذي.
ع ر ر
قوله تعالى: * (فتصيبكم منهم معرة) *
[48 / 25] هي بفتح ميم مهملة وأخرى
مشددة: الامر القبيح المكروه والأذى،
مفعلة من عره يعره: إذا دهاه بما يكرهه
ويشق عليه بغير عليم.
والمعرة: الاثم أيضا، ويقال
* (فتصيبكم منهم معرة) * تلزمكم الديات.
قوله: * (اطعموا القانع والمعتر) *
[22 / 36] قيل المعتر هو الذي يعتريك
أي يلم بك ولا يسأل.
وعرار: اسم رجل.
وعرار نبت طيب الرائحة. قال الشاعر
تمتع من شميم عرار نجد
فما بعد العشية من عرار
ع ر ز ل
العرزال: موضع يتخذه الناطور
فوق أطراف الشجر فرارا من الأسد.
ع ر س
في الحديث (نم نومة العروس)
هو كرسول وصف يستوي فيه المذكر
والمؤنث ما داما في أعراسهما، يقال
رجل عروس وامرأة عروس، وجمع
الرجل عرس كرسل وجمع المرأة عرائس،
وإنما ضرب المثل بنومة العروس لان
الانسان أعز ما يكون في أهله وذويه
وأرغد وأنعم إذا كان في ليلة الأعراس،
حتى أن أمثالهم (كاد العروس أن يكون
أميرا) (1).
والعرس بالكسر: امرأة الرجل،
والجمع أعراس كحمل وأحمال، وقد يقال
للرجل عرس أيضا.
والعرس بالضم: طعام الزفاف،
يذكر ويؤنث، فيقال هو العرس والجمع
أعراس كقفل وأقفال، وهي العرس
والجمع عرسات.
وأعرس بأهله: إذا بنى بها، وكذا
إذا غشيها.
وفى الحديث (عليكم بالتعريس

(1) في مجمع الأمثال ج 2 ص 158: كاد العروس يكون ملكا.
150

والدلجة).
وفيه (إياكم والتعريس على ظهر
الطريق وبطون الأودية) التعريس نزول
المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة،
من قولهم عرس القوم: إذا نزلوا آخر
الليل للاستراحة.
والمعرس: موضع التعريس، وبه
سمى معرس ذي الحليفة، لان النبي
صلى الله عليه وآله عرس فيه وصلى الصبح
فيه ثم رحل.
وفيه (إذا أتيت ذا الحليفة فأت
معرس النبي صلى الله عليه وآله، فإن
رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعرس
فيه ويصلي) (1).
وفيه أيضا (قلنا أي شئ نصنع؟
قال: تصلى وتضطجع قليلا ليلا أو
نهارا وإن كان التعريس بالليل) (2).
والمعرس: فرسخ من المدينة بقرب
مسجد الشجرة بأزائه مما يلي القبلة
- ذكره في الدروس.
وهذا الموضع مسجد النبي صلى الله
عليه وآله، وحيث أنه نزل به استحب
النزول به مطلقا ليلا أو نهارا تأسيا (3).
وفي حديث علي عليه السلام في أهل
الدنيا (إنما أنتم فيها كركب عرسوا
وأناخوا ثم استقبلوا وغدوا وراحوا).
وابن عرس ذكر في الحديث، وهي
دويبة تشبه الفار، والجمع بنات عرس.
قال الجوهري: وكذلك ابن آوى
وابن مخاض وابن لبون وابن ماء، تقول
بنات آوى وبنات مخاض وبنات لبون
وبنات ماء.
ع ر ش
قوله تعالى: * (وكان عرشه على الماء) *
[11 / 7] أي ما كان خلق تحته إلا الماء
قبل خلق السماوات والأرض وارتفاعه
فوقها.
قال الشيخ أبو علي: وفيه دلالة على
أن العرش والماء كانا مخلوقين قبل

(1) الكافي ج 4 ص 565. (2) من لا يحضر ج 2 ص 336.
(3) قال في معجم البلدان ج 5 ص 155: المعرس مسجد ذي الحليفة على ستة
أميال من المدينة، كان رسول الله يعرس فيه ثم يرحل لغزاة أو غيرها.
151

السماوات والأرض - انتهى (1).
وفي حديث المأمون وقد سأل الرضا
عليه السلام عن قوله تعالى: * (وهو الذي
خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان
عرشه على الماء) * الآية. قال عليه السلام:
إن الله تعالى خلق الماء والعرش والملائكة
قبل خلق السماوات والأرض، وكانت
الملائكة تستدل بنفسها وبالعرش وبالماء على
الله تعالى، ثم جعل عرشه على الماء ليظهر
بذلك قدرته على الملائكة فيعلموا أنه
على كل شئ قدير، ثم رفع العرش
بقدرته وثقله فجعله فوق السماوات السبع
ثم خلق السماوات والأرض في ستة أيام
وهو مستول على عرشه، وكان قادرا أن
يخلقهما في طرفة عين، ولكن الله خلقهما
في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه
منها شيئا بعد شئ، فتستدل بحدوث
ما يحدث على الله تعالى مرة بعد مرة،
ولم يخلق الله العرش لحاجة به إليه لأنه
غني عن العرش وعن جميع ما خلق.
لا يوصف بالكون على العرش لأنه ليس
بجسم تعالى عن صفة خلقه علوا كبيرا (2)
وفي حديث زينب العطارة (السماوات
السبع والأرضون والبحر المكفوف وجبال
البرد والهواء وحجب النور والكرسي عند
العرش كحلقة في فلاة).
وروى عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال: (خلق الله ملكا تحت العرش
فأوحى إليه أن طر، فطار ثلاثين ألف
سنة، ثم أوحى إليه أن طر فطار ثلاثين
ألف سنة أخرى، ثم أوحى إليه أن طر
فطار ثلاثين ألف سنة ثالثة، فأوحى إليه
لو طرت حتى ينفخ في الصور كذلك لم
تبلغ إلى الطرف الثاني من العرش، فقال
الملك عند ذلك: سبحان ربي الأعلى
وبحمده).
وفي حديث الصادق عليه السلام (جعل
تعالى العرش أرباعا - يعنى من أنواع
أربعة - لم يخلق من قبله شيئا إلا ثلاثة
أشياء الهواء والعلم والنور، ثم خلقه من
أنوار مختلفة من نور أخضر منه أخضرت
الخضرة، ومن نور أصفر أصفرت منه

(1) مجمع البيان ج 3 ص 144. (2) البرهان ج 2 ص 208.
152

الصفرة، ومن نور أحمرت منه الحمرة
ومن نور أبيض وهو نور الأنوار ومنه
ضوء النهار، ثم جعله سبعين ألف طبق
غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل
السافلين، وليس من ذلك طبق إلا يسبح
بحمده ويقدسه بأصوات مختلفة وألسنة
غير مشتبهة... له ثمانية أركان يحمل
كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي
عدتهم إلا الله سبحانه يسبحون في الليل
والنهار لا يفترون) (1).
وعنه عليه السلام (حملة العرش والعرش
الملم ثمانية أربعة منا وأربعة مما شاء الله).
وفي بعض الأحاديث فسرت الأربعة
بأمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين وبالحسنين
والأربعة الثانية بسلمان والمقداد وأبي ذر
وعمار، ويومئذ محمول على موت النبي
صلى الله عليه وآله.
قوله: * (ورفع أبويه على العرش) *
[12 / 100] العرش سرير الملك، ومنه
قوله * (أهكذا عرشك) * [27 / 42].
قال المفسر في قوله * (أهكذا) *
أربع كلمات حرف الاستفهام وحرف التنبيه
وكاف التشبيه واسم الإشارة، أي مثل هذا
عرشك، ولم يقل أهذا عرشك لئلا يكون
تلقينا. قالت * (كأنه هو) * ولم تقل
هو هو ولا ليس به، وذلك من رجاحة
عقلها إذ لم تقطع في موضع الاحتمال (2)
قوله: * (يعرشون) * [7 / 137]
أي يبنون.
قوله: * (معروشات وغير معروشات) *
[6 / 141] أي مرفوعات على ما تحملها
يقال عرشت الكرم: إذا جعلت تحته
قصبا وأشباهه لتميد عليه، وغير معروشات
من سائر الشجر الذي لا يعرش.
والعريش: ما يستظل به يبنى من
سعف النخل مثل الكوخ فيقيمون فيه
مدة إلى أن يصرم النخل، ومنه عريش
كعريش موسى عليه السلام في حديث
مسجد الرسول صلى الله عليه وآله حين
ظلل.
والعريش: خيمة من خشب وثمام،
والجمع عرش مثل قليب وقلب.

(1) البرهان ج 2 ص 208. (2) مجمع البيان ج 4 ص 224.
153

قال الجوهري: ومنه قيل لبيوت
مكة العرش لأنها عيدان تنصب ويظلل عليها.
وفي الحديث (كان يقطع التلبية إذا
نظر إلى عرش مكة) أي إلى بيوتها،
وكان ذلك قبل معاوية.
ع ر ص
العرصة بالفتح: كل بقعة بين الدار
واسعة ليس فيها بناء، والجمع العراص
والعرصات، ومنه (عرصات الجنة).
وفي الحديث (رجل اشترى دارا
فبقيت عرصة) يعني لا بناء فيها.
وقوله عليه السلام (عرصة الاسلام
القرآن) جاء به على سبيل الاستعارة.
ع ر ض
قوله تعالى: * (لا تجعلوا الله عرضة
لايمانكم) * [2 / 224] العرضة فعلة بمعنى
المفعول، أطلق على ما يعرض دون الشئ
وعلى المعرض للامر، فمعنى الآية على
الأول لا تجعلوا الله حاجزا لما حلفتم
عليه من أنواع الخير بل مخالفته لقوله
صلى الله عليه وآله لابن سمرة (إذا حلفت
على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت
الذي هو خير وكفر عن يمينك)، وعلى
الثاني ولا تجعلوه معرضا لايمانكم
فتبذلوه بكثرة الحلف به.
وفي تفسير علي بن إبراهيم هو قول
الرجل في كل حالة (لا والله وبلى والله) (1).
قوله: * (عرضتم به من خطبة النساء) *
[2 / 235] التعريض خلاف التصريح، وهو
الايماء والتلويح ولا تبيين فيه، وهو كثير
في الكلام، وقد تقدم الفرق بينه وبين الكناية.
وعرضت لفلان وبفلان: إذا قلت
قولا وأنت تعنيه.
ومنه (المعاريض في الكلام) وهي
التورية عن الشئ بالشئ، كما إذا
سألت رجلا هل رأيت فلانا وقد رآه
ويكره أن يكذب فيقول إن فلانا ليرى،
فيجعل كلامه معراضا فرارا من الكذب.
ومنه المثل (إن في المعاريض لمندوحة
عن الكذب) أي سعة.
قوله: * (جنة عرضها السماوات والأرض) *
[3 / 133] قيل كل جنة من الجنان عرضها
السماوات والأرض لو وضع بعضها على بعض،
وخص العرض لأنه أقل من الطول غالبا،

(1) تفسير علي بن إبراهيم 63.
154

فشبهت بأوسع ما علم الناس.
قوله: * (فذو دعاء عريض) *
[41 / 51] إستعار العرض لكثرة الدعاء
ودوامه كما استعار الغليظ لشدة العذاب.
قوله: * (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين
عرضا) * [18 / 100] أي أظهرناها
حتى رآها الكفار، يقال عرضت الشئ
فأعرض: أي أظهرته فظهر.
قوله: * (هذا عارض ممطرنا) *
[46 / 24] أي سحاب يمطرنا أو ممطر
لنا، ولا يجوز أن يكون صفة لعارض
النكرة، وسمي عارضا لأنه يعرض في
الأفق.
قوله: * (يأخذون عرض هذا الأدنى) *
[8 / 169] مر في دنا.
قوله: * (يعرضون عليها غدوا
وعشيا) * [40 / 46] أي صباحا ومساء،
أي يعذبون في هذين الوقتين وفيما بين
ذلك الله أعلم بحالهم، فإذا قامت القيامة
قيل لهم * (أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) *
قوله: * (تتبعون عرض الحياة
الدنيا) * [4 / 94] أي تطلبون عرض الحياة
الدنيا، أي طمع الدنيا وما يعرض منها
يعني الغنيمة والمال ومتاع الحياة الدنيا
الذي لا بقاء له.
وفي الخبر (إن جبرئيل كان يعارضه
القرآن في كل سنة مرة وإنه عارضه العام
مرتين) أي كان يدارسه جميع ما نزل
من القرآن، من المعارضة: المقابلة.
ومنه (عارضت الكتاب بالكتاب)
أي قابلته.
ويقال عارضته في السير: أي مررت
حياله.
وعارضته بمثل ما صنع: أي أتيت
إليه بمثل ما أتى.
وفي الخبر (إن رسول الله صلى الله
عليه وآله عارض جنازة أبي طالب) أي
أتاها معرض من بعض الطريق ولم يتبعه
من منزله.
والعرض: متاع الدنيا وحطامها.
ومنه الخبر (الدنيا عرض حاضر
يأكل منه البر والفاجر).
وفي الحديث (فإن عرض في قلبك
من الماء شئ فكذا) أراد إن ظهر وخطر
في قلبك شئ من استعماله فأفرج الماء
بأصابعك واستعمله ليزول ذلك المنفر،
155

من عرضت الشئ من باب ضرب: أظهرته
له وأبرزته إليه.
والاعراض: الصد عنه.
وأعرض لك الخير: إذا أمكنك.
واعترض الشئ: صار عارضا كالخشبة
المعترضة في النهر.
واعترض الشئ دون الشئ: أي
حال دونه.
واعترضت الشهر: إذا ابتدأته من
غير أوله، ومنه (اعترض القرآن).
واعترض فلان فلانا: وقع فيه.
و (العارضة) واحدة العوارض،
وهي الحاجات.
وعارضة الباب: الخشبة التي تمسك
عضادتيه.
وعرض في الطريق عارض: أي منعني
مانع صدني عن المضي فيه.
ومنه اعتراضات الفقهاء، لأنها تمنع
من التمسك بالدليل.
وفي الدعاء (تعرض لك في هذا الليل
المتعرضون) أي تصدى لطلب فضلك
وإحسانك المتعرضون.
وفي الحديث (صونوا أعراضكم)
الاعراض جمع عرض بالكسر، قيل هو
موضع المدح والذم من الانسان سواء
كان في نفسه أو سلفه أو من يلزمه أمره،
وقيل هو جانبه الذي يصونه من نفسه
وحسبه ويحامي عنه أن ينتقص ويعاب.
وعن ابن قتيبة عرض الرجل: نفسه
وبدنه لا غير، ومنه الحديث (من اتقى
الشبهات استبرأ لدينه وعرضه) أي احتاط
لنفسه.
ومنه الدعاء (اللهم إني تصدقت بعرضي
على من ذكرني).
ومنه حديث أبي الدرداء (أقرض
من عرضك ليوم فقرك) أي من عابك
وذمك فلا تجازه واجعله قرضا في ذمته
لتستوفيه منه يوم حاجتك في القيامة.
وفي حديث أهل الجنة (إنما هو
عرق يسيل من أعراضهم) أي أجسادهم.
وعرضت البعير على الحوض من المقلوب
ومعناه عرضت الحوض على البعير.
وعرضه عارض من الحمى ونحوها.
وعرض الرجل: إذا أتى العروض.
وهي مكة والمدينة وما حولهما، ويقال
156

مكة والمدينة (1).
ومنه قول الشاعر (2):
فيا راكبا إما عرضت فبلغن
نداماي من نجران أن لا تلاقيا
قال الجوهري: قال أبو عبيدة أراد
فيا راكباه للندبة فحذف الهاء، كقوله
تعالى: * (يا أسفا على يوسف) * ولا يجوز
يا راكبا بالتنوين لأنه قصد بالنداء
راكبا بعينه.
ويقال العريض والنقب من قبل مكة
لا من حدود المدينة (3).
و (عريض) كزبير واد بالمدينة
فيه أموال لأهلها.
و (العرض) بالفتح فالسكون:
المتاع، وكل شئ فهو عرض سوى الدراهم
والدنانير فإنهما عين، والجمع عروض
كفلس وفلوس.
وعن أبي عبيدة العروض: الأمتعة
التي لا يدخلها كيل ولا وزن ولا يكون
حيوانا ولا عقارا.
والعرض بالتحريك: ما يحل في
الاسم ولا وجود له ولا شخص له في
اصطلاح المتكلمين ما لا يقوم بنفسه ولا
يوجد في محل يقوم به، وهو خلاف الجوهر
وذلك نحو حمرة الخجل وصفرة الوجل.
ورجل عريض كفسيق: أي يتعرض
للناس بالشر.
وتعرض بمعنى تعوج، ومنه (تعرض
الجمل في الجبل) إذا أخذ في مسيره يمينا
وشمالا لصعوبة الطريق.
والعروض كرسول ميزان الشعر
لأنه يعارض بها، وهي مؤنثة، ولا يجمع

(1) اختلفوا كثيرا في موقع العروض وما يسمى بهذا الاسم، فقيل العروض
المدينة ومكة واليمن) وقيل مكة واليمن، وقيل مكة والطائف وما حولهما، وقيل
العروض خلاف العراق، وقيل العروض طريق في عرض الجبل، وقيل اليمامة
والبحرين وما والاهما العروض وفيها نجد وغور - انظر معجم البلدان ج 4 ص 112
(2) البيت لعبد يغوث الحاربي.
(3) في معجم البلدان ج 4 ص 114: فالعريض جبل، وقيل اسم واد، وقيل
موضع بنجد.
157

لأنها اسم جنس.
ويقال للرساتيق بأرض الحجاز
(الاعراض) واحدها عرض بالكسر (1).
والعارض من اللحية: ما ينبت على
عرض اللحى فوق الذقن.
وفي الخبر (من سعادة المرء خفة
عارضيه) قيل أراد بخفة العارضين خفة
اللحية.
قال النهاية وما أراه مناسبا، وقيل
عارضا الانسان صفحتا خديه، وخفتهما
كناية عن كثرة الذكر وحركتهما به.
وعن ابن السكيت فلان خفيف الشفة:
إذا كان قليل السؤال.
وفلان من عرض الناس: أي من
العامة.
وفلان عرضة للناس لا يزالون
يقعون فيه.
وقولهم عليهم السلام (فاضرب به
عرض الحائط) أي جانبا منه أي جانب
كان، مثل قولهم (خرجوا يضربون
الناس عن عرض) أي شق وناحية كيف
ما اتفق لا يبالون من ضربوا.
وعرض الشئ بالضم: اتسع عرضه،
وهو تباعد حواشيه، فهو عريض.
واستعرضته: أي قلت له أعرض
علي ما عندك.
و (المعراض) كمفتاح وهو السهم
الذي لا ريش له.
ع ر ط ب
في الحديث: (نهى عن اللعب
بالعرطبة) وفسرت بالعود من الملاهي،
ويقال الطبل، وفسرت في بعض الاخبار
بالطنبور والعود.
وفي الخبر: (إن الله يغفر لكل
مذنب إلا لصاحب عرطبة أو كوبة)
وفسرت الكوبة بالطبل، وقيل العرطبة
الطبل والكوبة الطنبور.
ع ر ف
قوله تعالى * (وعلى الأعراف رجال
يعرفون كلا بسيماهم) * [7 / 45] أي

(1) الاعراض هي قرى بين الحجاز واليمن والسراة) وقال الأصمعي اعراض
المدينة قراها التي في أوديتها، وقال شمر اعراض المدينة هي بطون سواد حيث الزرع
والنخل - معجم البلدان ج 1 ص 220.
158

وعلى أعراف الحجاب وهو السور المضروب
بين الجنة والنار وهي أعاليه جمع عرف
مستعار من عرف الفرس والديك.
* (رجال يعرفون كلا بسيماهم) *
[7 / 45] قيل هم قوم علت درجتهم
كالأنبياء والشهداء وخيار المؤمنين.
وعن علي عليه السلام (نحن على
الأعراف، نعرف أنصارنا بسيماهم).
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال (كأني بك يا علي وبيدك عصا
عوسج تسوق قوما إلى الجنة وآخرين
إلى النار).
قوله * (ويدخلهم الجنة عرفها لهم) *
[47 / 6] قيل عرفها لهم في الدنيا فاشتاقوا
إليها وعملوا لها، أو بينها لهم فيعرف كل
واحد منزله ويهدى إليه كأنه ساكنه منذ
خلق، أو طيبها من العرف، وهو طيب
الرائحة ومنه قوله عليه السلام (من فعل
كذا وكذا لم يجد عرف الجنة) أي ريحها
الطيبة.
ومنه (كان صلى الله عليه وآله
يمر في طريق ثم لا يمر يومين أو ثلاثة
إلا عرف أنه مر فيه لطيب عرفه) أي ريحه.
قوله * (إلا من أمر بصدقة أو معروف) *
[4 / 113] المعروف: اسم جامع لكل
ما عرف من طاعة الله، والتقرب إليه
والاحسان إلى الناس، وكل ما يندب
إليه الشرع من المحسنات والمقبحات وإن
شئت قلت: المعروف اسم لكل فعل
يعرف حسنه بالشرع والعقل من غير أن
ينازع فيه الشرع.
والمعروف في الحديث: ضد المنكر،
وقد تقدم تفصيله في (نكر).
وفي الحديث (إلا من أمر بصدقة
أو معروف، المعروف القرض).
قوله * (فأمسكوهن بمعروف) *
[65 / 2] أي بحسن عشرة وإنفاق
مناسب * (أو فارقوهن بمعروف) * [65 / 2]
بأن تتركوهن حتى يخرجن من العدة
فتبين منكم، لا بغير معروف بأن يراجعها
ثم يطلقها تطويلا للعدة وقصدا للمضارة.
قوله * (إلا أن تقولوا قولا معروفا) *
[2 / 235] قيل هو التعرض بالخطبة.
قوله * (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم
بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول) *
159

[47 / 30] قال الشيخ أبو على: ولو
نشاء لأريناكهم يا محمد حتى تعرفهم بأعيانهم
إلى أن قال: وعن ابن عباس (ما خفي
على رسول الله صلى الله عليه وآله بعد
هذه الآية أحد من المنافقين، كان
يعرفهم بسيماهم).
ثم قال: والفرق بين اللامين أن
الأولى هي الداخلة في جواب لو كالتي في
لأريناكهم، ثم كررت في المعطوف،
واللام في ولتعرفنهم وقعت مع النون في
جواب القسم المحذوف (1).
قوله تعالى * (لتعارفوا) * [49 / 13]
أي لذلك لا للتفاخر.
قوله * (فليأكل بالمعروف) * [4 / 5]
أي ما يسد حاجته وفي المعروف: القوت
وانما عنى الوصي والقيم في أموالهم بما
يصلحهم.
قوله * (قولوا لهم قولا معروفا) *
[4 / 4] أي ما يوجبه الدين بتصريح
وبيان.
قوله * (وعاشروهن بالمعروف) *
[4 / 18] في البيت والنفقة.
قوله * (فأمسكوهن بمعروف) *
[2 / 231] أي بما يجب لهن من النفقة
والمسكن.
قوله * (وصاحبهما في الدنيا معروفا) *
[31 / 15] أي بالمعروف، والمعروف
ما عرف من طاعة الله، والمنكر ما أخرج
منها
قوله * (فإذا أفضتم من عرفات) *
[2 / 198] الآية. عرفات هي الموضع
المعروف، قيل سميت بذلك لما روي
أن جبرئيل عمد بإبراهيم عليه السلام إلى
عرفات فقال: هذه عرفات فاعرف بها
مناسكك، واعترف بذنبك فسميت عرفات.
وروي غير ذلك في وجه التسمية،
ولا منافاة.
وحدها: من بطن عرنة وثوية ونمرة
إلى ذي المجاز، كما جاءت به الرواية
وسيتم الكلام بها إنشاء الله تعالى.

(1) الشيخ الطبرسي: جوامع الجامع ص 450، لكنه روى الحديث المذكور
عن (انس).
160

وفي الحديث (كل معروف صدقة)
الصدقة: ما يخرجه الانسان من ماله على
وجه القربة، ومعناه يحل كل معروف
محل الصدقة بالمال، فالمعروف والصدقة
وان اختلفا في اللفظ، فإنهما متقاربان
في المعنى.
وفيه (أهل المعروف في الدنيا أهل
المعروف في الآخرة) أي من بذل معروفه
أتاه الله جزاء معروفه.
وفي حديث ابن عباس (قال يأتي
أصحاب المعروف يوم القيامة فيغفر لهم
لمعروفهم وتبقى حسناتهم تامة فيعطونها
لمن زادت سيئاته على حسناته فيغفر له
فيدخلون الجنة فيجتمع لهم الاحسان
إلى الناس في الدنيا والآخرة).
وفيه (ليس شئ أفضل من المعروف
إلا ثوابه).
وفيه (ليس كل من يحب أن يصنع
المعروف إلى الناس يصنعه، وليس كل
من يرغب فيه يقدر عليه، ولا كل من
يقدر عليه يؤذن له فيه، فإذا اجتمعت
الرغبة والقدرة والاذن فهناك تمت السعادة
للطالب والمطلوب إليه).
وفيه دلالة على عدم الاستطاعة
للانسان كما تقدم.
وفيه (صنايع المعروف تدفع ميتة
السوء وتقي مصارع الهوان) يعني أعمال
الخير والرفق والاحسان إلى الغير تدفع
ميتة السوء وتدفع مصارع الهوان أعني
الذل.
والمعروف: ما يقابل الحسن المشتمل
على رجحان فيخص الواجب والمندوب
دون المباح والمكروه وإن دخلا في
الحسن.
والعارفة: الخير مثل المعروف.
وفيه (إعرفوا الله بالله) ومعناه أن
الله خلق الاشخاص والأنوار والأرواح،
وهو جل ثناؤه لا يشبهه شئ من ذلك
فإذا نفى عنه الشبهين: شبه الأبدان وشبه
الأرواح، فقد عرف الله بالله.
وقيل يعني إعرفوا الله بالعنوان
الذي ألقاه في قلوبكم بطريق الضرورة
من غير اكتساب واختيار منكم.
وفيه (من عرف الله) الخ هو من
161

عرفت الشئ من باب ضرب: أدركته.
والمعرفة باعتبار السبر قد يراد بها:
العلم بالجزئيات المدركة بالحواس الخمسة
كما يقال عرفت الشئ أعرفه بالكسر
عرفانا إذا علمته بإحدى الحواس
الخمسة.
وقد يراد بها إدراك الجزئي والبسيط
المجرد عن الادراك المذكور كما يقال
عرفت الله ولا يقال علمته.
وقد يطلق على الادراك المسبوق
بالعدم أو على الادراك الأخير من
الادراكين إذا تخلل بينهما عدم كما لو
عرف الشئ ثم ذهل عنه ثم أدرك ثانيا
وعلي الحكم بالشئ إيجابا أو سلبا.
والمراد من معرفة الله تعالى كما
قيل: الاطلاع على نعوته وصفاته الجلالية
والجمالية بقدر الطاقة البشرية.
وأما الاطلاع على الذات المقدسة فمما
لا مطمع فيه لاحد.
قال سلطان المحققين: إن مراتب
المعرفة مثل مراتب النار مثلا، وإن
أدناها من سمع أن في الوجود شيئا يعدم
كل شئ يلاقيه ويظهر أثره في كل شئ
يحاذيه ويسمى ذلك الموجود نارا، ونظير
هذه المرتبة في معرفة الله تعالى معرفة
المقلدين الذين صدقوا بالدين من غير
وقوف على الحجة.
وأعلى منها: مرتبة من وصل إليه
دخان النار وعلم أنه لابد له من مؤثر
فحكم بذات لها أثر هو الدخان، ونظير
هذه المرتبة في معرفة الله معرفة أهل
النظر والاستدلال الذين حكموا بالبراهين
القاطعة على وجود الصانع.
وأعلى منها: مرتبة من أحس بحرارة
النار بسبب مجاورتها، وشاهد الموجودات
بنورها وانتفع بذلك الأثر، ونظير هذه
المرتبة في معرفة الله معرفة المؤمنين
المخلصين الذين اطمأنت قلوبهم بالله وتيقنوا
أن الله نور السماوات والأرض كما وصف
به نفسه.
وأعلى منها: مرتبة من احترق بالنار
بكليته وتلاشا فيها بجملته، ونظير هذه
المرتبة في معرفة الله معرفة أهل الشهود
والفناء في الله وهي الدرجة العليا والمرتبة
162

القصوى، رزقنا الله الوصول إليها والوقوف
عليها بمنه وكرمه - انتهى كلامه.
وقد جعل بعض الشارحين المعرفة
التي تضمنها قوله عليه السلام (من عرف
الله) الخ، هي المرتبة الثالثة والرابعة.
وقد ورد في كلام علي عليه السلام
إطلاق المعرفة عليه تعالى، وبه بطلان
قول زاعمي عدم صحة ذلك.
وفي الحديث (لو يعلم الناس ما فضل
معرفة الله تعالى ما مدوا أعينهم إلى ما
متع به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا)
كأن المراد بالمعرفة الثقة بالله، والانقطاع
إليه، والتوكل عليه، والاستغناء به عن غيره.
وفيه (المعرفة من صنع الله ليس
للعباد فيها صنع).
واستدل به وبنظائره بعض المتأخرين
من أصحابنا على ضرورية المعرفة،
وهو خلاف المتفق عليه من كسبيتها
وتأويله ان الله سبحانه لو لم يخلق للعبد
القوى التي تحصل له بها هذه الحالة لم
يكن له فيها صنع من نفسه.
وفيه (معرفة الله تعالى تصديق الله
تعالى، وتصديق رسوله، وموالاة علي
عليه السلام، والايتمام به وبأئمة الهدى
والبراءة إلى الله تعالى من عدوهم، هكذا
يعرف الله).
وفيه (أدنى ما يكون به العبد مؤمنا
أن يعرفه الله تعالى نفسه فيقر له بالطاعة،
ويعرفه نبيه فيقر له بالطاعة ويعرفه
إمامه فيقر له بالطاعة).
وفيه (حملة القرآن: عرفاء أهل
الجنة) قيل فيه: العرفاء جمع عريف
وهو القيم بأمور القبيلة والجماعة من الناس
يلي أمورهم ويتعرف الغير منه أحوالهم
وهو دون الرئيس.
وسئل عن ابن عباس عن معنى أهل
القرآن عرفاء أهل الجنة؟ فقال:
(رؤساء أهل الجنة).
وفيه (العرفاء في النار).
وفيه (من تولى عرافة أتى يوم
القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه) وهذا
تحذير من التصدر للرياسة لما في ذلك من
الفتنة، وإنه إذا لم يقم بحقه أثم واستحق
العقوبة.
163

والعريف كأمير فعيل بمعنى فاعل،
والعرافة: عمله.
وعرف فلان بالضم عرافة بالفتح
أي صار عريفا مثل خطب خطابة بالفتح
صار خطيبا
وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت عرف
يعرف عرافة مثل كتب يكتب كتابة.
وفي الحديث عن علي عليه السلام
(لا آخذ بقول عراف ولا قائف) والعراف
مثقلا: المنجم، والكاهن يستدل على معرفة
المسروق والضالة بكلام أو فعل، وقيل
العراف يخبر عن الماضي، والكاهن يخبر
عن الماضي والمستقبل.
وفي حديث من انقطع ظفره وجعل
عليه مرارة كيف يصنع بالوضوء؟ فقال
عليه السلام (تعرف هذا وأشباهه من
كتاب الله، * (ما جعل عليكم في الدين
من حرج) * [22 / 78].
قال الشهيد محمد بن مكي: فيه تنبيه
على جواز استنباط الأحكام الشرعية من
أدلتها التفصيلية.
وأقول: فيه أيضا دلالة على جواز
العمل بالظواهر القرآنية.
وفي حديث أبي ذر (من عرفني
عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب) قيل
في اتحاد الشرط والجزاء إشعار بصدق
لهجته أي من لم يعرفني فليعلم أني
جندب، وروى (فأنا أبو ذر) أي المعروف
بالصدق بحديث (ما أظلت الخضراء) الخ.
والتعريف: الوقوف بعرفات، يقال
عرف الناس: إذا شهدوا عرفات.
وعرفات يعرب إعراب مسلمات
ومؤمنات، والتنوين يشبه تنوين المقابلة
كما في مسلمات، وليس تنوين صرف،
لوجود مقتضى منع الصرف من العلمية
والتأنيث، ولهذا لا يدخلها الألف واللام.
وبعضهم يقول: عرفة هي الجبل،
وعرفات جمع عرفة تقديرا لأنه يقال
وقفت بعرفة كما يقال بعرفات.
ويوم عرفة: يوم التاسع من ذي الحجة
علم لا يدخله الألف واللام، وهي ممنوعة
من الصرف للتأنيث والعلمية كعرفات.
ومعروف بن خربوذ - بفتح الخاء
والراء المشددة وضم الباء الموحدة -:
164

مكي محدث لغوي قاله في القاموس.
ومعروف الكرخي (1) ممن يروي
عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
ومن حديثه عنه (أنه قال: أوصني
يا بن رسول الله!
فقال: أقلل معارفك.
قال: زدني.
قال أنكر من عرفت منهم).
والاعتراف بالذنب: الاقرار به.
وقد تعارف القوم: إذا عرف بعضهم بعضا
وتعريف اللقطة: الاعلام بها.
وكيفيته على ما ذكره فقهاء الفريقين
أن تعرفها أسبوعا، في كل يوم مرة،
ثم ثلاثة أسابيع كل أسبوع مرة.
وفي المجمع في قوله (ثم عرفها سنة)
أي عرفها للناس سنة بذكر صفاتها في
المحافل كل يوم مرتين، ثم في كل أسبوع
ثم في كل شهر في بلد اللقيط.
والمعرفة بفتح الميم والراء وسكون
العين: المكان الذي ينبت عليه العرف،
والعرف للفرس.
ع ر ف ج
(العرفج) بفتح فسكون: شجر
معروف ينبت في السهل، الواحدة عرفجة.
ع ر ق
في الحديث (إن ماء الرجل يجري
في المرأة إذا واقعها في كل عرق وعصب)
العرق من الحيوان: الأجوف الذي
يكون فيه الدم والعصب من أطناب المفاصل
غير مجوف.
وفي حديث إحياء الموات (ليس لعرق
ظالم حق) ومعناه على ما قيل هو أن
يجئ الرجل إلى الأرض قد أحياها رجل
قبله فيغرس فيها غرسا غصبا ليستوجب
به الأرض.
والرواية لعرق بالتنوين وهو على
حذف مضاف أي لذي عرق ظالم، فجعل
العرق نفسه ظالما والحق لصاحبه.
أو يكون الظالم من صفة صاحب
العرق.

(1) هو: أبو محفوظ بن فيروز: متصوف شهير في بغداد، من تلاميذه
(السقطي) أستاذ (جنيد). توفي 815، وقبره ببغداد معروف.
165

وإن روي عرق بالإضافة فيكون
الظالم صاحب العرق والحق للعرق.
وهو أحد عروق الشجر.
وفي الحديث (سألته عن الكرم متى
يحل بيعه؟ قال: إذا عقد وصار عروقا)
أي عقودا.
والعقود: الحصرم بالنبطية.
وفي حديث الاستحاضة (إنما هو
عرق عابر) بالعين والراء المهملتين،
والقاف في أكثر النسخ وهو الصحيح ويراد
به دم عرق والإضافة إلى عابر لأدنى ملابسة
أي دم عرق، فجر عابر.
وفي بعض النسخ إنما هو عزف بالعين
المهملة والزاء المعجمة والفاء، أي إنما
هو لعب.
وعن السيوطي في مختصر النهاية:
قيل لكل لعب عزف ومعناه أنه عزف
عابر من الشيطان عبر على هذا العرق
فلعب به ففجره.
وفي بعض النسخ إنما هو عرق عاند
أو ركضة شيطان وقد مر (1).
والعرق بالفتح فالسكون: العظم
الذي أخذ عنه اللحم والجمع عراق بالضم.
وقد جاء في الحديث (ثريد وعراق).
ومنه حديث فاطمة عليها السلام
(فأخرجت صحيفة فيها ثريد وعراق
تفور).
والعرق أيضا: مصدر قولك عرقت
العظم أعرقه بالضم عرقا: إذا أكلت
ما عليه من اللحم.
وفي حديث أبي عبد الله عليه السلام
(أنا ابن أعراق الثرى) أي أصول
الأرض وأركانها من الأئمة والأنبياء
كإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
ومحصله أنا ابن خير أصول الأرض.
والعروق: عروق الشجرة، الواحد
بالكسر.
وذات عرق: الموضع الذي وقت
لأهل العراق سمي بذلك لان فيه عرقا
وهو الجبل الصغير.
وقيل العرق من الأرض: سبخة تنبت
الطرفاء.

(1) في (ركض).
166

وذات عرق: أول تهامة وآخر العقيق
وهو عن مكة نحوا من مرحلتين.
والعراق ككتاب بلاد (1) تذكر
وتؤنث.
قيل سميت بذلك لان العراق في اللغة
شاطئ النهر والبحر.
وهي واقعة على شاطئ دجلة والفرات
وقيل إنه فارسي معرب (إيراق).
والعراقان: الكوفة والبصرة.
ومنه خراج العراقين.
وينسب إلى العراق على لفظه فيقال
(عراقي).
والاثنان عراقيان.
وأعرق الرجل: صار إلى العراق.
وعرق المديني: نوع من المرض
يعرفه الأطباء.
والعرق بالتحريك: الذي يرشح من
البدن.
قيل ولم يسمع له جمع.
وعرق عرقا من باب تعب فهو عرقان.
ومنه الخبر (شرب الماء من قيام
بالنهار در للعرق).
ورجل عرقة كهمزة: إذا كان كثير
العرق.
وفيه (فأتى النبي صلى الله عليه وآله
بعرق أو مكتل فيه خمسة عشر صاعا من
تمر).
قال الأصمعي - نقلا عنه -: العرق
بفتحتين: السفيفة المنسوجة من الخوص
قبل أن يجعل منها زنبيل.
وسمي الزنبيل عرقا لذلك.
ع ر ق ب
في الحديث: (نهى عن تعرقب
الدابة) أي التعرض لقطع عرقوبها.
و (العرقوب) بالضم: العصب

(1) الجمهورية العراقية، من دول الشرق الأدنى في آسيا (500 ر 453 كم) مربع
يحد شرقا إيران، وشمالا تركيا، وغربا سوريا والمملكة الهاشمية الأردنية، وجنوبا
المملكة العربية السعودية والكويت. عاصمة العراق: بغداد، واهم مدنها: البصرة،
الموصل، كربلا، الحلة، النجف، الكوت، العمارة، الديوانية، كركوك، سامراء.
وهي من البلاد الزراعية.
167

الغليظ الموتر فوق العقب من الانسان،
ومن ذوات الأربع عبارة عن الوتر خلف
الكعبين بين مفصل الساق والقدم. وفي
القاموس العرقوب من الدابة في رجلها
بمنزلة الركبة في يدها. وفي المصباح
العرقوب عصب موثق خلف الكعبين والجمع
(عراقيب) مثل عصفور وعصافير.
وعرقبت الدابة: قطعت عرقوبها.
وفي حديث جعفر بن أبي طالب:
(فلما التقوا نزل عن فرسه فعرقبها بالسيف
فكان أول من عرقب في الاسلام).
وعرقوب اسم رجل من العمالقة
وقد ضربت به الأمثال.
ع ر ك
في الحديث (المؤمن لين العريكة)
العريكة: الطبيعة يقال فلان لين العريكة
إذا كان سلسا مطواعا منقادا قليل الخلاف
والنفور.
ولانت عريكته: إذا انكسرت نخوته
وفي حديث وصية الصادق عليه السلام
للشيعة (لا يتم الامر حتى تسمعوا من
أعداء الله أذى كثيرا فتصبروا وتعركوا
جنوبكم) يقال عرك البعير جنبه بمرفقه:
إذا دلكه فأثر فيه، وكأنه كناية عن
التذلل للأعداء وتحمل الأذى من جهتهم.
وعركت القوم في البحر عركا.
والمعاركة: القتال.
والمعترك: موضع الحرب.
وكذلك المعرك والمعركة.
واعتركوا: إزدحموا في المعترك.
ع ر م
قوله تعالى: * (فأرسلنا عليهم سيل
العرم) * [34 / 16] العرم جمع عرمة مثل
كلم وكلمة. قيل هو الجرذ الذي نقب
السكر (1). وقيل غير ذلك وقد ذكر
في (سيل).
وصبى عارم: بين العرام بالضم أي
شرس.
وقد عرم يعرم من باب ضرب وقتل
عرامة بالفتح فهو عارم.
والعرم والعارم والأعرم: الذي فيه
سواد وبياض قاله الجوهري.
ع ر ن
في الحديث (إرتحل فضرب بالعرين)

(1) السكر - بكسر السين وسكون الكاف -: ما سد به النهر من نحو المسناة.
168

هو كأمير: فناء الدار والبلد.
وعرنة: كهمزة وفي لغة بضمتين:
موضع بعرفات، وليس من الموقف،
ومنه الحديث (إرتفعوا عن بطن عرنة).
والعرين والعرينة: مأوى الأسد الذي يألفه.
وعرينة مصغرا: قبيلة، بطن من
بجيلة.
والعرنين، فعلين بكسر الفاء، من
كل شئ: أوله، ومنه (عرنين الأنف)
لأوله، وهو ما تحت مجتمع الحاجبين،
وهو موضع الشم.
وقوله: (وفجرنا ينابيع العيون من
عرانين أنوفها) أضاف العرانين إلى
الأنوف، مثل كرى النوم.
ع ر ن د س
العرندس من الإبل الشديد.
ع ر و
قوله تعالى: * (اعتراك بعض آلهتنا بسوء) *
[11 / 54] أي فصاك بجنون، من
عراه يعروه: إذا أصابه، ويقال: اعترتهم
الحمية: غشيتهم.
قوله تعالى: * (ومن يسلم وجهه إلى الله
وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) *
[31 / 22] أي بالعقد الوثيق. قال
الشيخ أبو علي: أي ومن يخلص دينه لله
ويقصد في أفعاله التقرب إليه وهو محسن
فيها فيفعلها على موجب العلم ومقتضى
الشرع. وقيل: إن اسلام الوجه الانقياد
إلى الله في أوامره ونواهيه، وذلك يتضمن
العلم والعمل، فقد استمسك بالعروة الوثقى
أي فقد تعلق بالعروة الوثيقة التي لا يخشى
انفصامها، والوثقى تأنيث الأوثق. قال
الزمخشري: وهذا تمثيل للمعلوم بالنظر
والاستدلال بالمشاهد المحسوس حتى يتصوره
السامع كأنه ينظر إليه بعينه فيحكم اعتقاده
والتقين به.
وفي الحديث: (العروة الوثقى
الايمان) (1).
وفى آخر: (التسليم لأهل البيت (ع))
والعرى جمع عروة كمدية ومدى.
وقوله: * (ذلك أوثق عرى الايمان) *

(1) البرهان ج 1 ص 243.
169

على التشبيه بالعروة التي يستمسك بها
ويستوثق.
وفيه: (عرى الايمان الصلاة والزكاة
والحج والعمرة وأوثق عرى الايمان
الحب في الله).
وفيه (لا تشد العرى إلا إلى ثلاثة) هي
جمع عروة يريد عرى الأحمال والرواحل
و (عروة الكوز) معروفة.
وعراه يعروه: إذا غشيه طالبا معروفه
كاعتراه.
وتعتريهم السكينة: تحل بهم، ومثله
تعتريني قراقر في بطني.
وعرتني الحاجة: شملتني.
والعرية: النخلة يعريها صاحبها غيره
ليأكل ثمرتها فيعروها أي يأتيها، من
قولهم: (عروت الرجل أعروه) إذا أتيته
أو من قولهم: (أنا عرو من هذا الامر)
أي خلو منه، سميت بذلك لأنها استثنيت
من جملة النخيل الذي نهي عنها، وهي
فعيلة بمعنى مفعولة، ودخلت الهاء لأنه
ذهب بها مذهب الأسماء كالنطيحة
والأكيلة فإذا جئ بها مع النخلة حذفت
الهاء، وقيل: (نخلة عري) كما يقال:
(امرأة قتيل) والجمع العرايا.
ومنه الحديث إنه رخص في العرايا بعد
نهيه عن المزابنة بجواز بيعها.
ع ر ى
قوله تعالى: * (فنبذناه بالعراء) *
[37 / 145] العراء بالمد: فضاء
لا يتوارى فيه شجر أو غيره، ويقال:
العراء وجه الأرض.
وفيه (كانت فدك لحقوق رسول الله
التي تعروه) أي تغشاه.
وعري الرجل عن ثيابه يعرى من باب
تعب عريا وعرية فهو عار وعريان،
ويعدى بالهمزة فيقال: عريته من ثيابه
وأعريته منها.
وأعروريت الفرس: ركبته عريانا،
يقال (فرس عري) بضم مهملة وسكون
راء وقيل بكسر راء وتشديد ياء، ولا
يقال: رجل عري ولكن عريان.
وفى حديث علي (ع): (الله الله في
170

الأيتام فلا تعر أفواههم) (1) بالبناء
للمجهول أي لا تفتح أفواههم بسوء.
وفي وصفه صلى الله عليه وآله: (عاري الثديين) (2)
أي لم يكن عليهما شعر.
ع ز ب
قوله تعالى: * (لا يعزب عنه مثقال
ذرة) * [34 / 3] أي لا يغيب عن عمله ولا
يخفى، يقال عزب الشئ من باب قعد
بعد عني وغاب، وعزب من بابي قتل
وضرب غاب وخفي.
وعن الصادق (ع) في * (لا يعزب) *
الآية قال: أي بالإحاطة والعلم لا بالذات
وإذا كان بالذات لزمها الحواية.
وفي الحديث: (شر موتاكم
العزاب) (3) بضم المهملة وتشديد معجمة
وهم الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء
يقال عزب الرجل يعزب من باب قتل
عزبة كغرفة: إذا لم يكن له أهل، فهو
عزب بفتحتين.
والعزبة: التي لا زوج لها، والاسم
العزبة كغرفة.
وأعزب لا أهل له يحتمل التأكيد
أو لا أقارب له.
وفي الخبر: (إن النبي صلى الله عليه وآله كان
يعطي الآهل حظين والأعزب حظا)
والآهل الذي له زوجة وعيال، والأعزب
الذي لا زوجة له.
وقال في النهاية: وهي لغة رديئة، واللغة
الفصحى عزب، يريد بالعطاء نصيبهم من
الفئ (4).
و (أعزب ثم أعزب) على الامر
أي أبعد نفسك عن الامر ثم أبعد.
ع ز ر
قوله تعالى حكاية عن طائفة من اليهود
* (عزير ابن الله) * [2 / 30] المراد به
عزير بن شرحيا نبي من أنبياء الله،
ونسبته إلى الله - على ما قيل - لأنه أقام

(1) في الكافي: لا يغيروا أفواههم:
(2) مكارم الاخلاق ص 10.
(3) في الكافي ج 5 ص 329: (رذال موتاكم العزاب).
(4) النهاية ج 1 ص 53.
171

التوراة بعد أن أحرقت.
وعزير اسم أعجمي ومن نونه جعله
عربيا، وفي الصحاح عزير اسم ينصرف
لخفته وإن كان أعجميا مثل نوح ولوط لأنه
تصغير عزر، يؤيده قراءة السبعة بالصرف.
قوله: * (وتعزروه) * [48 / 9]
أي تعظموه، وفي غير هذا الموضع تمنعوه
من عزرته: منعته، وتعزروه تنصروه
مرة بعد أخرى. وفي بعض التفاسير
تنصروه بالسيف.
والتعزير: ضرب دون الحد، وهو
أشد الضرب.
وفي الحديث (ورب معزور في الناس
مصنوع له) قال بعض شارحي الحديث
المعزور بالعين المهملة والزاء: الممنوع من
الرزق، ومصنوع له أي صنع له الجنة
والرضوان (أو قد حصل له رزقه بلا تعب
وإن منعه الناس من رزقه.
ع ز ز
قوله تعالى: * (وقال نسوة في المدينة
امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه) *
[12 / 30] قال المفسر: العزيز الملك
بلسان العرب، وفتاها غلامها.
قوله: * (عزيز عليه ما عنتم) *
[9 / 128] أي شديد يغلب صبره، يقال
عزه يعزه عزا: إذا غلبه.
قوله: * (فعززنا بثالث) * [36 / 14]
أي قوينا وشددنا ظهورهما برسول ثالث،
والاسم العزة، وهي القوة والغلبة، ومنه
قوله * (وعزني في الخطاب) *
[38 / 33]
أي غلبني، ويقال عزني صار أعز مني.
قوله: * (في عزة وشقاق) * [38 / 2]
العزة: المغالبة والممانعة.
قوله: * (وأخذته العزة بالاثم) * [2 / 206] اي حملته العزة التي فيه من
الغيرة وحمية الجاهلية على الاثم المنهي عنه
وألزمته ارتكابه، يقال أخذته بكذا:
حملته عليه.
قوله: * (سبحان ربك رب العزة) *
[37 / 180] يريد الله تعالى أصناف
الرب إلى العزة لاختصاصه بها.
قوله: * (أعزة على الكافرين) *
[5 / 54] أي يعازون الكافرين، أي
يغالبونهم ويمانعونهم، من عزه: إذا
غلبه.
و (العزى) تأنيث الأعز [وقد
172

يكون الأعز] بمعنى [العزيز والعزى
بمعنى] العزيزة [وهو أيضا] اسم صنم
من حجارة لقريش وبني كنانة (1).
ويقال (العزى) سمرة كانت لغطفان
يعبدونها، وكانوا بنوا عليها بيتا وأقاموا
لها سدنة، فبعث إليها رسول الله خالد بن
الوليد فهدم البيت وأحرق السمرة
و (عبد العزى) اسم لابي بكر،
وكنيته أبو فصيل، فسماه النبي صلى الله
عليه وآله عبد الله وكناه أبو بكر
- كذا في الكشكول (2).
و (العزيز) من أسمائه تعالى، وهو
الذي لا يعادله شئ، أو الغالب الذي
لا يغلب، وجمع العزيز عزاز مثل كريم
وكرام، وقوم أعزة وأعزاء.
وعازه: غالبه.
ومنه الحديث (فعاز أحدهما صاحبه)
أي غالبه.
ومن أسمائه تعالى (المعز) وهو
الذي يهب العز لمن يشاء من عباده.
ويعز علي أن أراك بحال سيئة:
أي يشتد ويشق علي. وعز علي أن تفعل
كذا - من باب ضرب -: كناية عن
الآنفة عنه.
والعز بالكسر: خلاف الذل.
وعز الشئ عزا وعزازة: إذا قل
ولا يكاد يوجد فهو عزيز.
وعز فلان يعز عزا وعزازة أيضا:
صار عزيزا. أي قوي بعد ذلة والجمع عزة.
وفي حديث مدح الاسلام (وأعز
أركانه على من غالبه) (3) أي حماها ممن
قصد هدمها.
و (المؤمن أعز من الجبل) أي
أصلب.
في الحديث (ما ينبغي للمؤمن أن
يستوحش إلى أخيه فمن دونه المؤمن
عزيز في دينه) لعل المعنى أن المؤمن إذا
فقد أخاه فمن دونه لا ينبغي أن يستوحش
لفقدهما، لان المؤمن عزيز في دينه إذا
مسته الوحشة إستأنس بالله لا بغيره.

(1) هذه الزيادات من الصحاح (عزز).
(2) وفي الإصابة ج 3 ص 963: كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة.
(3) نهج البلاغة ج 1 ص 202.
173

ع ز ف
في الحديث (إن الله قد بعثني لأمحق
المعازف والمزامير) المعازف: هي آلات
اللهو يضرب بها، الواحد عزف رواية عن
العرب، وإذا أفرد المعزف بكسر الميم
فهو نوع من الطنابير يتخذه أهل اليمن،
كذا نقل عن المغرب.
وفي النهاية: العرف اللعب بالمعازف،
وهي الدفوف وغيرها مما يضرب بها.
والعزف - كفلس -: واحد المعازف
على غير القياس.
والعازف: اللاعب.
وعزف عزفا من باب ضرب وعزيفا
لعب بالمعازف.
وفي خبر حارثة (عزفت نفسي عن
الدنيا) أي عافتها وكرهتها، وروي
(عزفت نفسي) بضم التاء أي منعتها وصرفتها.
ع ز ل
قوله تعالى * (وكان في معزل) *
[11 / 42] هو مفعل من عزل عنه: إذا
نحاه وأبعده، يعني وكان في مكان عزل
فيه نفسه عن أبيه وعن مركب المؤمنين.
وقيل وكان في معزل عن دين أبيه.
وفي الحديث (فأرسلت السماء عزاليها)
أي أفواهها.
والعزالي بفتح اللام وكسرها: جمع
العزلاء مثل الحمراء، وهو فم المزادة.
فقوله (أرسلت السماء عزاليها) يريد
شدة وقع المطر على التشبيه بنزوله من
أفواه المزادة.
ومثله (إن الدنيا بعد ذلك أرخت
عزاليها).
وعزلت الشئ عزلا من باب ضرب:
نحيته عنه.
ومثله عزله عن العمل.
والعزل: جمع الأعزل وهو الأغلف.
والعزلة: مثل القلفة لفظا ومعنى.
والأعزل: الأجرد الذي لا شعر له.
ومنه الحديث (إذا كان يوم القيامة
بعث الله الناس من حفرهم عزلا) أي
جردا لا شعر لهم.
وعزل عزلا من باب تعب: إذا لم
يختن فهو أعزل.
والعزلة: ترك فضول الصحبة والاجتماع
بمجلس السوء.
174

واختلف في أفضليتها على الاختلاط.
والأصح التفصيل بحسب الجلساء.
وسيأتي في (عقل) ما يؤيد ذلك.
واعتزله وتعزله بمعنى.
والأعزل: الذي لا سلاح معه.
والأعزل: أحد السماكين، لأنه
لا سلاح معه، كما كان مع الرامح.
والأعزل: سحاب لا مطر فيه.
ع ز م
قوله تعالى * (ولقد عهدنا إلى آدم
من قبل فنسي ولم نجد له عزما) *
[20 / 115] أي رأيا معزوما عليه.
يقال: عزمت عزما وعزما - بالضم -
وعزيمة: إذا أردت فعله وقطعت عليه.
وعن الباقر عليه السلام قال (عهد
الله إليه في محمد صلى الله عليه وآله والأئمة
عليهم السلام من بعده فترك ولم يكن له
عزم إنهم هكذا).
والعزم والعزمة: ما عقد عليه قلبك
إنك فاعله.
ومنه قوله تعالى: * (واصبر كما صبر
أولوا العزم من الرسل) * [46 / 35] وهم
خمسة: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى
ومحمد صلى الله عليه وآله فإن كلا منهم
أتى بعزم وشريعة ناسخة لشريعة من
تقدمه.
وقيل: هم ستة نوح صبر على أذى
قومه، وإبراهيم صبر على النار، وإسحق
صبر على الذبح، ويعقوب صبر على فقد
الولد وذهاب البصر، ويوسف صبر في البئر
والسجن، وأيوب صبر على الضر. وفي القاموس: هم نوح وإبراهيم
وإسحق ويعقوب وموسى ومحمد صلى الله
عليه وآله.
وقبل سموا أولى العزم لأنه عهد إليهم
في محمد صلى الله عليه وآله والأوصياء من
بعده والقائم وسيرته فأجمع عزمهم على أن
ذلك كذلك والاقرار به. وروي لأنهم
بعثوا إلى مشارق الأرض ومغاربها، وجنها
وإنسها.
وفي تفسير الشيخ أبي علي: أولوا
العزم أولو الجد والثبات والصبر، قيل إن
من للتبيين والمراد جميع الرسل والأظهر
أن من للتبعيض (1).

(1) جوامع الجامع: الطبرسي ص 447.
175

قوله * (وإن ذلك) * أي الصبر والمغفرة
* (لمن عزم الأمور) * [42 / 43] أي من
معزومات الأمور التي يجب العزم عليها.
وعزم عزما وعزيمة: اجتهد وجد
في أمره.
وعزائم السجود: فرائضه التي فرض
الله تعالى السجود فيها وهي: الم تنزيل،
وحم السجدة، والنجم، وإقرأ. كذا في
المغرب - نقلا عنه - وهو المروي أيضا
وفي الفقيه: سجدة لقمان بدل الم تنزيل،
ولعله أراد بسجدة لقمان السجدة المجاورة
للقمان.
وفي الحديث (من عزائم الله كذا)
عزائم الله: موجباته، والامر المقطوع
عليه لا ريب فيه ولا شبهة ولا تأويل فيها
ولا نسخ.
وفيه (عرفت الله بفسخ العزائم وحل
العقود) أي نظرت في أحوال نفسي وأنى
ربما أعزم وأعقد قلبي على أمر ثم ينحل
العقد من غير تجدد موجب لذلك، فأعلم
بهذا النظر من هذين الامرين أن هذا
ممن يقلب القلوب والابصار، وبيده أزمتها
وكل مسخر له، فنحو هذا هو الطريق
لمعرفة الله تعالى.
وفيه (إن عندنا قوما لهم محبة وليس
لهم تلك العزيمة، يقولون بهذا القول)
أراد نفي ذلك عنهم لعدم قوة تميزهم.
وفي حديث شهادة أن لا إله إلا الله
(فإنها عزيمة الايمان) أي عقيدته المطلوبة
لله من خلقه، وما زاد عليها كمال لها.
والعزيمة: هي إرادة الفعل والقطع
عليه، والجد في الامر.
ومنه الدعاء (أسألك الثبات في الامر
والعزيمة على الرشد) أي عقد القلب على
إمضاء الامر. وقدم الثبات على العزيمة
وإن تقدمت هي عليه، إشارة إلى أنه
المقصود بالذات لان الغايات مقدمة في
الرتبة.
وعزم الله لي أي: خلق الله في قوة
وصبرا.
وعزم الله لي: أي خلق الله لي عزما.
وفي الحديث (الزكاة عزمة من عزمات
الله تعالى) أي حق من حقوقه وواجب
من واجباته.
176

والعزائم: الرقي (1).
وعزمت عليكم: أي أقسمت عليكم.
ومنه الدعاء على الأسد (عزمت عليك
بعزيمة الله وعزيمة محمد صلى الله عليه وآله
وعزيمة سليمان بن داود وعزيمة أمير
المؤمنين عليه السلام) (2).
وعزائم المغفرة: محتماتها، والمراد
ما يجعلها حتما.
والعوازم: جمع عازمة وهي التي جرت
بها السنة من الفرائض والسنن من قوله
تعالى * (فإذا عزم الامر) * [47 / 21]
أي لزم فرض الجهاد. وتلخيصها: أن
العوازم هي الأمور الثابتة بالكتاب والسنة
وعوازم الامر: ما أمر الله فيها.
والاعتزام: القصد في المشي.
ومنه قوله عليه السلام (أرسله على
فترة من الرسل واعتزام من الفتن).
ع ز و
قوله تعالى: * (عن اليمين وعن الشمال
عزين) * [70 / 37] اي جماعات متفرقة
فرقة فرقة جمع عزة وأصلها عزوة، كان
كل فرقة تعزى إلى غير من تعزى إليه
الأخرى، وكانوا يحدقون بالنبي صلى الله عليه وآله
يستمعون كلامه ويستهزؤن ويقولون: إن
دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد دخلناها
قبلهم.
ع ز ى
وفي الحديث: (إن في الله عزاء من
كل مصيبة فتعزوا بعزاء الله) العزاء ممدود:
الصبر يقال: عزي يعزي من باب تعب:
صبر على ما نابه، وأراد بالتعزي بعزاء الله.
التصير والتسلي عند المصيبة، وشعاره أن
يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون كما أمر
الله تعالى، ومعنى بعزاء الله بتعزية الله
إياه فأقام الاسم مقام المصدر.
ومنه: (من لم يتعز بعزاء الله تقطعت
نفسه على الدنيا حسرات) (3).
وفيه (من عزى مصابا فكذا) أي
حمله على العزاء وهو الصبر بقوله: عظم

(1) كغرف: جمع رقية كغرفة وهي العوذة يتعوذ بها الصبيان.
(2) يقرا عند مقابلته والخوف منه. (3) مشكاة الأنوار ص 242.
177

الله أجرك ونحو ذلك.
و (التعزية) تفعلة من العزاء. وعزيته
تعزية قلت له: أحسن الله عزاك أي
رزقك الله الصبر الحسن.
وفيه: (التعزية عند المصيبة بأن يراك
صاحب المصيبة) (1).
وفيه: (رأيت أبي يعزي قبل الدفن
وبعده) (2).
وفيه (رأيت عزاء حسبنا) أي قصيرا جميلا
وعزاه إليه: أسنده إليه.
والتعزي: التأسي والتصبر عند المصيبة
وأن يقول (إنا لله وإنا إليه راجعون).
ع س ب
في حديث علي (ع): (كنت
للمؤمنين يعسوبا) اليعسوب: أمير النحل
وكبيرهم وسيدهم، تضرب به الأمثال
لأنه إذا خرج من كوره تبعه النحل
بأجمعه، والمعنى يلوذون بي كما تلوذ
النحل بيعسوبها وهو مقدمها وسيدها.
ومثله ما ورد في الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله
قال لعلي (أنت يعسوب المؤمنين والمال
يعسوب الكفار) (3)، ومن هنا قيل
لأمير المؤمنين (ع) (أمير النحل).
واليعسوب يقع على طائر نحو
الجرادة له أربعة أجنحة لا يرى أبدا
يمشي، وإنما يرى واقفا على رأس عود
أو طائرا.
و (اليعاسيب) رؤساء القبائل
وساداتها.
وعسيب الفحل: أجرة ضرابه،
ومنه (نهى عن عسب الفحل).
وعسيب الفحل: ماؤه فرسا كان
أو بعيرا أو غيرهما. يقال عسب الفحل الناقة

(1) في من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 110: كفاك من التعزية بأن
يراك صاحب المصيبة.
(2) في التهذيب ج 1 ص 463 عن هشام بن الحكم قال: رأيت موسى
ابن جعفر عليه السلام يعزي قبل الدفن وبعده.
(3) في نهج البلاغة ج 3 ص 229: (أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفار).
178

يعسبها عسبا، ولم ينه عنه، وإنما أراد
النهي عن الكراء الذي يؤخذ عليه للجهالة
التي فيه من تعيين العمل، ولأنه قد تلقح
وقد لا تلقح ولابد في الإجارة من تعيينه.
وفيه (إنه خرج وفي يده عسيب)
أي جريدة من النخل، وهي السعفة مما لا
ينبت عليه الخوص.
وفي الحديث: (أحفى شاربه حتى
ألصقه بالعسيب) وهو منبت الشعر.
ع س ج
في الحديث (البخيل خلق ماء عينه
من ماء العوسج).
العوسج: فوعل من شجر الشوك
له ثمر مدور فإذا عظم فهو الغرقد،
الواحدة عوسجة.
ع س ج د
العسجد: الذهب والجوهر كله
والدر والياقوت.
ع س ر
قوله تعالى: * (فإن مع العسر يسرا
إن مع العسر يسرا) * [94 / 5 - 6]
العسر ضد اليسر. روي أنه لما نزلت
خرج النبي صلى الله عليه وآله وهو يضحك
ويقول (لن يغلب عسر يسرين).
قال الفراء: وذلك أن العرب إذا
ذكرت نكرة ثم أعادتها نكرة مثلها
صارتا اثنتين، كقولك إذا كسبت درهما
فأنفق درهما، فالثاني غير الأول، وإذا
أعدتها معرفة فهي هي تقول كسبت درهما
فأنفقت الدرهم فالثاني عين الأول. ونحو
هذا ما قاله الزجاج أنه ذكر العسر مع
الألف واللام ثم ثنى ذكره فصار المعنى
ان مع العسر يسرين - انتهى.
ولبعضهم في هذا المعنى:
فلا تيأس إذا أعسرت يوما
فقد أيسرت في دهر طويل
ولا تظنن بربك ظن سوء
فإن الله أولى بالجميل
وإن العسر يتبعه يسار
وقول الله أصدق كل قيل
قوله: * (في ساعة العسرة) *
[9 / 117] أي في وقتها، إشارة إلى
غزوة تبوك، قيل فيها كان يعقب العشرة
بعيرا واحدا وكان زادهم الشعير المسوس
والتمر المدود، وبلغت الشدة بهم إلى أن
179

اقتسم التمرة اثنان، وربما مسوها الجماعة
ليشربوا عليها الماء. وإنما ضرب المثل
بجيش العسرة لان النبي صلى الله عليه
وآله لم يغز قبله في عدد مثله، لان أصحابه
يوم بدر كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر،
ويوم أحد سبعمائة، ويوم حنين ألفا
وخمسمائة، ويوم الفتح عشرة آلاف،
ويوم خيبر اثنى عشر ألفا، ويوم تبوك
ثلاثين ألفا، وهي آخر غزواته. وقيل
سمي جيش العسرة لان الناس عسر عليهم
الخروج في حرارة القيض وأبان إيناع
الثمرة.
قوله: * (وأما من بخل واستغنى
وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى) *
[92 / 8 - 10] أي بخل بما آتاه الله
واستغنى، * (وكذب بالحسنى) * بأن الله
يعطى بالواحد عشرا إلى مائة ألف فما
زاد * (فسنيسره للعسرى) * ومعناه لا يريد
شيئا من الشر إلا يسر له - كذا روي
عن أبي جعفر عليه السلام. قال الراوي
ثم قال * (وما يغني عنه ماله إذا تردى) *
في نار جهنم (1).
قوله: * (يوم عسير) * [74 / 9]
أي شديد، من قولهم عسر الامر عسرا
من باب قرب قربا وعسارة بالفتح فهو
عسير أي صعب شديد. وعسر الامر عسرا
من باب تعب وتعسر واستعسر كذلك.
وعسرت الغريم أعسره من باب قتل
وفي لغة من باب ضرب: طلبت منه
الدين، وأعسرته بالألف كذلك.
وعسرت: إذا عسر ولادها.
وأعسر الرجل: أضاق.
والمعاسرة: ضد المياسرة.
والتعاسر: ضد التياسر.
والمعسور: ضد الميسور، وهما
مصدران، وعند سيبويه صفتان ولا يجئ
المصدر عنده على وزان مفعول ويتأول
قولهم (دعه إلى ميسوره وإلى معسوره)
ويقول كأنك قلت دعه إلى أمر يوسر
فيه وإلى أمر يعسر فيه.
ع س س
و (العس) بالضم والتشديد: القدح
الكبير، والجمع عساس مثل سهام، وقيل

(1) مجمع البيان ج 5 ص 502.
180

أعساس مثل أقفال.
ع س ع س
قوله تعالى: * (والليل إذا عسعس) *
[81 / 17] أي أقبل ظلامه وأدبر، وهو
من الأضداد.
وقال الفراء: اجتمع المفسرون على
أن معنى عسعس أدبر. قال: وقال بعض
أصحابنا إنه دنا أوله وأظلم.
ع س ف
العسف بالفتح فالسكون: الاخذ
على غير الطريق والظلم.
وكذلك التعسف والاعتساف.
وعسفه عسفا من باب ضرب: أخذه
بقوة.
والفاعل: عسوف.
والعسيف: الأجير، لأنه يعسف
الطرقات مترددا في الاشتغال، والجمع
عسفاء كأجير وأجراء.
وعسفان كعثمان: موضع بين مكة
والمدينة يذكر ويؤنث، بينه وبين مكة
مرحلتان، ونونه زائدة.
ع س ق
يقال عسق به بالكسر أي أولع به.
ويقال لزمه ولزق به - قاله الجوهري.
ع س ق ل
عسقلان: قرية بساحل الشام.
وفي الصحاح هي عروش الشام.
ع س ك ر
في الحديث (أليس تشهد بغداد
وعساكرهم) العساكر جمع عسكر كجعفر
الجيوش، والمعنى أليس تشهد جيوشهم
وجنودهم.
و (العسكر) قرية علي الهادي
والحسن العسكري ومولد المهدي عليهم
السلام، وسمي الامامان العسكريين لذلك.
و (صاحب العسكر) علي الهادي
عليه السلام، وله قصة مع المتوكل منها
يعلم وجه تسميته بذلك ذكرناها في
المراثي.
و (المعسكر) بفتح الميم موضع
العسكر.
ع س ل
في حديث المطلقة ثلاثا (لا تحل
لزوجها حتى تنكح زوجا غيره ويذوق
عسيلتها) العسيلة تصغير العسلة وهي القطعة
من العسل فشبه لذة الجماع بذوق العسل.
181

وإنما صغرت إشارة إلى القدر الذي
يحلل ولو بغيبوبة الحشفة.
والعسل معروف يذكر ويؤنث.
ع س ل ج
العساليج: الغصون، واحدها
عسلوج.
ع س م
عسم الكف والقدم من باب تعب:
يبس مفصل الرسغ حتى تعوج الكف
والقدم. يقال رجل أعسم وامرأة عسماء.
والعسم: الطمع في الشئ، وهذا الامر
لا يعسم فيه أي لا يطمع في مغالبته وقهره.
ع س ى
قوله تعالى: * (عسى ربه إن طلقكن) *
الآية [66 / 5] عسى من أفعال المقاربة
والطمع. قيل: وهي من الله إيجاب إلا
هذه الآية. يقال: عسيت أن أفعل ذاك
وعسيت بالكسر، وبهما قرئ قوله تعالى
* (فهل عسيتم) * الآية [22 / 47].
قال الهشامي (1): (عسى) فعل مطلقا
لا حرف مطلقا خلافا لابن سراج وتغلب
ولا حين تتصل بالضمير المنصوب نحو
(عساك) خلافا لسيبويه، ومعناه الترجي
في المحبوب والاشفاق في المكروه، وقد
اجتمعا في قوله تعالى: * (وعسى أن
تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن
تحبوا شيئا وهو شر لكم) * [2 / 216]
ثم قال: وتستعمل على أوجه (أحدها)
أن يقال: (عسى زيد أن يقوم)
واختلف في إعرابه على أقوال: أحدها
وهو قول الجمهور أنه مثل (كاد زيد يقوم)
واستشكل بأن الخبر في تأويل المصدر
والمخبر عنه ذات ولا يكون الحدث عين
الذات. ثم أجاب بأمور: منها أنه على
تقدير مضاف نحو (عسى أمر زيد القيام)
- إلى أن قال: (الاستعمال الثاني) أن
يستند إلى (أن) والفعل فتكون فعلا
تاما، وعن ابن مالك أنها ناقصة أبدا
ولكن سدت (أن) وصلتها مسد الجزئين

(1) يريد ابن هشام. انظر تفصيل البحث في مغنى اللبيب (عسى).
182

كما في * (أحسب الناس أن يتركوا) *
[29 / 2] إذ لم يقل أحد أن حسب
خرجت في ذلك عن أصلها.
(الاستعمال الثالث والرابع والخامس)
أن يأتي بعدها المضارع المجرد أو المقرون
بالسين أو الاسم المفرد نحو (عسى زيد
يقوم) و (عسى زيد سيقوم) و (عسى
زيد قائما)... وعسى فيهن فعل ناقص
بلا إشكال.
(الاستعمال السادس) أن يقال: عساك
وعساي وعساه، وفيه ثلاثة مذاهب:
(أحدها) أنها أجريت مجرى لعل في
نصب الاسم ورفع الخبر - قاله سيبويه.
(الثاني) أنها باقية على عملها عمل كان
ولكن استعير ضمير النصب مكان
ضمير الرفع - قاله الأخفش.
(الثالث) أنها باقية على إعمالها عمل
كان ولكن قلب الكلام فجعل المخبر عنه
خبرا وبالعكس - قاله المبرد.
(الاستعمال السابع) (عسى زيد قائم)
[حكاه ثعلب] ويتخرج على هذا أنها
ناقصة وأن اسمها ضمير الشأن والجملة
الاسمية الخبر - انتهى.
وفي حديث الدنيا: (وكم عسى المجرى
إلى الغاية أن يجري إليها حتى يبلغها)
وسيأتي معناه في سفر انشاء الله تعالى.
ع ش ب
(العشب) بالضم فالسكون:
الكلاء الرطب في أول الربيع. قال
الجوهري: ولا يقال له حشيش حتى يهيج.
وعشب الموضع يعشب من باب
تعب: نبت عشبه، وعشبت الأرض وأعشبت
فهي معشبة.
واعشوشبت الأرض: كثر عشبها.
ع ش ر
قوله تعالى: * (وعاشروهن بالمعروف) *
[4 / 19] أي صاحبوهن.
قوله: * (ولبئس العشير) * [22 / 13]
أي بئس الصاحب. كقوله بئس القرين.
قوله: * (وإذا العشار عطلت) *
[81 / 4] أراد بالعشار بكسر المهملة
الحوامل من الإبل، واحدتها عشراء
بالضم وفتح الشين والمد، وهي التي أتى
183

عليها في الحمل عشرة أشهر ولا يزال
ذلك اسمها حتى تضع، ثم اتسع فيه
فقيل لكل حامل، وعطلت: تركت
مسيبة مهملة لاشتغال أهلها بنفوسهم،
وسيأتي أن ذلك وأشباهه كناية عن
الشدائد.
قوله: * (وأنذر عشيرتك الأقربين) *
[26 / 214] أمر بإنذار الأقرب فالأقرب
وفسرت عشيرة الرجل بالرجال الذين هم
من قبيلته ممن يطلق عليهم في العرف أنهم
عشرة. وفي القاموس عشيرة الرجل بنو
أبيه الأدنون، والجمع عشائر.
قوله: * (وليال عشر) * [89 / 2]
هي عشر الأضحى أو العشر الأواخر من
شهر رمضان.
قوله: * (يتخافتون بينهم إن لبثتم
إلا عشرا) * [20 / 103] أي عشر ليالي.
قوله: * (يا معشر الجن قد استكثرتم
من الانس) * [6 / 128] أي يا جماعة
الجن قد استكثرتم ممن أضللتموه من
الانس، أي من إغواء الانس وإضلالهم
نقلا عن ابن عباس * (وقال أولياؤهم من
الانس) * أي متبعوهم من الانس * (ربنا
استمتع بعضنا ببعض) * أي انتفع بعضنا
ببعض. قال المفسر: فاستمتاع الجن
بالانس أن اتخذهم الانس رؤساء وقادة
فاتبعوا أهواءهم، واستمتاع الانس بالجن
هو أن الرجل كان إذا سافر وخاف الجن
في سلوك الطريق قال: (أعوذ بسعيد
هذا الوادي) ثم يسلك فلا يخاف، وكانوا
يرون ذلك استجارة بالجن وأن الجن
يجيرونهم، كما قال تعالى: * (وإنه كان
رجال من الانس يعوذون برجال من
الجن فزادوهم رهقا) *.
وفي الحديث (من ما طل على ذي حق
حقه وهو يقدر على أداء حقه فعليه كل
يوم خطيئة عشار) بالعين المهملة المفتوحة
والشين المشددة، مأخوذ من التعشير،
وهو أخذ العشر من أموال الناس بأمر
الظالم، يقال عشرت القوم عشرا بالضم:
أخذت منهم عشر أموالهم، ومنه العاشر.
وفي الخبر (فيما سقت الأنهار العشور)
بضم عين جمع عشر وقيل بفتحها،
والصواب الأول.
والعشر: الجزء من أجزاء العشرة،
والجمع أعشار مثل قفل وأقفال، وهو
184

العشير أيضا والمعشار. قال في المصباح
ولا يقال مفعال في شئ من الكسور إلا
في مرباع ومعشار، جمع العشير أعشراء
مثل نصيب وأنصباء، وقيل المعشار عشر
العشير، والعشير عشر العشر
والعشيرة: القبيلة ولا واحد لها من
لفظها، والجمع عشيرات وعشائر.
والعشير: الزوج. والعشير: المرأة
أيضا لأنه يعاشر الزوجة وتعاشره.
والعشير: المعاشر والخليط.
والمعاشر: جماعات الناس، والواحد
معشر كمقعد. وقوله عليه السلام (إنا
معاشر الأنبياء) وقوله صلى الله عليه وآله
(يا معشر الشيعة) و (يا معشر الصبيان)
من هذا الباب. ونصب معاشر علي
الاختصاص، وعن تغلب الرهط والمعشر
والعشير والقوم والنفر معناهم الجمع ولا
واحد لهم من لفظهم، وهو للرجال دون
النساء.
والعشرة: عدد المذكر، يقال عشرة
رجال وعشرة أيام. والعشر بغير هاء:
عدد للمؤنث، يقال عشر نسوة وعشر
ليال. وفي الكتاب الكريم * (وليال عشر) *
[89 / 2] قال في المصباح والعامة تذكر
العشرة على أنه جمع الأيام فتقول: العشر
الأول والعشر الآخر وهو خطأ، فإنه
تغيير المسموع فلا يخالف ما ضبطه
الأئمة الثقات ونطق به الكتاب العزيز
والسنة الصحيحة.
والعشرة المبشرة عندهم: تيمان
وعديان وزهريان وهاشمي وأسدي وأموي
وفهري، وجمعت في هذا البيت:
زبير وطلح وابن عوف وعامر
وسعدان والصهران والختنان
والشهر ثلاث عشرات، فالعشر الأول
جمع أولى، والعشر الوسط جمع وسطى،
والعشر الآخر جمع أخرى. قال في
المصباح: وهذا في غير التاريخ، وأما
في التاريخ فقد قال العرب سرنا عشرا
والمراد عشر ليال بأيامها فغلبوا المؤنث
هنا على المذكر.
ومنه قوله تعالى: * (يتربصن بأنفسهن
أربعة أشهر وعشرا) * [2 / 234] قال:
ويقال أحد عشر وثلاثة عشر بفتح العين
وسكونها لغة. قال والعشرون اسم موضوع
لعدد معين، ويستعمل في المذكر والمؤنث
185

بلفظ واحد، ويعرب بالواو والياء،
ويجوز إضافتها فتسقط النون تشبيها بنون
الجمع، وأحال بعضهم إضافة العدد إلى
غير التمييز - انتهى.
والعشر: بالكسر فالسكون اسم من
المعاشرة والتعاشر، وهي المخالطة، ومنه
كتاب العشرة.
ويوم عاشوراء بالمد والقصر وهو
عاشر المحرم، وهو اسم إسلامي، وجاء
عشوراء بالمد مع حذف الألف التي بمد
العين.
وفي حديث مناجاة موسى عليه السلام
وقد قال يا رب لم فضلت أمة محمد صلى الله
عليه وآله على سائر الأمم؟ فقال الله
تعالى: فضلتهم لعشر خصال. قال موسى:
وما تلك الخصال التي يعملونها حتى آمر
بني إسرائيل يعملونها؟ قال الله تعالى:
الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد
والجمعة والجماعة والقرآن والعلم والعاشوراء
قال موسى: يا رب وما العاشوراء؟ قال:
البكاء والتباكي على سبط محمد صلى الله
والمرثية والعزاء على مصيبة ولد المصطفى،
يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان
بكى أو تباكى وتعزى على ولد المصطفى
إلا وكانت له الجنة ثابتا فيها، وما من
عبد أنفق من ماله في محبة ابن بنت نبيه
طعاما وغير ذلك درهما أو دينارا إلا
وباركت له في دار الدنيا الدرهم بسبعين
وكان معافا في الجنة وغفرت له ذنوبه،
وعزتي وجلالي ما من رجل أو امرأة
سال دمع عينيه في يوم عاشوراء وغيره
قطرة واحدة إلا وكتب له أجر مائة شهيد.
وفي الحديث (لا تقبل شهادة الأربعة
عشر).
ومثله (لا يجوز اللعب بالأربعة
عشر) لعل المراد بالأربعة عشر الصفان
من النقر يوضع فيها شئ يلعب فيه في
كل صف سبع نقر محفورة، فتلك أربعة
عشر. والله أعلم.
ع ش ش
(عش الطائر) بالضم والتشديد:
موضعه الذي يجمعه من دقاق العيدان
أو غيرها، وجمعه عششة وعشاش وأعشاش.
قال الجوهري: وهو في أفنان الشجر،
فإذا كان في جبل أو جدار أو نحوهما
فهو وكر ووكن، وإذا كان في الأرض
186

فهو أفحوص وأدحي.
وعشش الطائر: أتخذ عشا.
وقولهم: (نزلنا عشيشته) يريدون
عشيته فأبدلوا من الياء الوسطى شيئا.
ع ش ق
في الحديث ذكر العشق وهو تجاوز
الحد في المحبة.
يقال عشق عشقا من باب تعب والاسم
العشق بالكسر.
ويقال عشقه عشقا مثل علمه علما.
وعن الغزالي: معنى كون الشئ
محبوبا هو ميل النفس إليه فإن قوى الميل
سمي عشقا.
وعن جالينوس الحكيم: العشق من
فعل النفس وهي كامنة في الدماغ والقلب
والكبد.
وفي الدماغ ثلاث مساكن:
التخيل في مقدمه.
والفكر في وسطه.
والذكر في آخره.
فلا يكون أحد عاشقا حتى إذا فارق
معشوقه لم يخل من تخيله وفكره
وذكره. فيمتنع من الطعام والشراب باشتغال
قلبه وكبده.
ومن النوم باشتغال الدماغ بالتخيل
والذكر والفكر للمعشوق فتكون جميع
مساكن النفس قد اشتغلت به.
ومتى لم يكن كذلك لم يكن
عاشقا.
فإن ألهي العاشق خلت هذه المساكن
ورجع إلى الاعتدال.
ويقال رجل عاشق وامرأة عاشقة.
ع ش و، ى
قوله تعالى: * (ومن يعش عن ذكر
الرحمن) * [43 / 36] أي يظلم بصره
عنه كأن عليه غشاوة، يقال: عشوت إلى
النار أعشو إليها فأنا عاش: إذا استدللت
عليها ببصر ضعيف، وقيل: معنى * (يعش
عن ذكر الرحمن) * أن يعرض عنه، ومن
قرأ يعش بفتح الشين فمعناه يعم عنه.
قوله تعالى: * (لهم رزقهم فيها بكرة
وعشيا) * [19 / 62] قال الشيخ علي
ابن إبراهيم: ذلك في جنات الدنيا قبل
187

القيامة، والدليل على ذلك قوله تعالى:
* (بكرة وعشيا) * فالبكرة والعشي لا تكون
في الآخرة في جنات الخلد وإنما يكون
الغداة والعشي في جنات الدنيا التي تنتقل
أرواح المؤمنين إليها وتطلع فيها الشمس
والقمر (1).
قوله تعالى: * (بالعشي والابكار) *
[3 / 41] العشي بفتح العين وتشديد
الياء: من بعد زوال الشمس إلى غروبها،
وصلاة العشي صلاة الظهر والعصر إلى
ذهاب صدر الليل (2). وفي المغرب
- نقلا عنه - العشي ما بين زوال الشمس
إلى غروبها، والمشهور أنه آخر النهار.
وفي القاموس: العشي والعشية: آخر
النهار. وفي الصحاح: العشي والعشية من
صلاة المغرب إلى العتمة، والعشاء بالكسر
والمد مثله، والعشاءان المغرب والعتمة،
وزعم قوم أن العشاء من زوال الشمس
إلى طلوع الفجر.
و (العشوة) قيل: هي من أول
الليل إلى ربعه.
وفي الخبر: (احمدوا الله الذي رفع
عنكم العشوة) يريد ظلمة الكفر.
و (العشوة) بتثليث العين الامر
الملتبس وأن يركب الشخص أمرا بجهالة
لا يعرف وجهه، من (عشوة الليل) ظلمته
والجمع (عشوات) بالتحريك. ومنه
قوله (ع): (خباط عشوات) أي يخبط
في الظلام والامر الملتبس فيتحير.
ومنه حديث: (العالم كشاف عشوات)
أي أمور مظلمة لا يهتدى إليها.
و (العشواء) الناقة التي في بصرها
ضعف تخبط بيديها إذا مشت لا تتوقى شيئا
ومنه قولهم: (يخبط خبط عشواء).
وركب فلان العشواء: إذا خبط أمره
على غير بصيرة.

(1) انظر تفسير علي بن إبراهيم ص 412.
(2) في غريب القرآن للطريحي: وصلاة العشاء: صلاة الظهر والعصر،
أو الغروب إلى ذهاب صدر الليل.
188

و (العشا) مقصورة مصدر الأعشى،
وهو الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار.
و (الأعشى) شاعر بليغ.
وقولهم: (نزلنا عشيشته) يريدون
عشيته فأبدلوا من الياء الوسطى شيئا.
ع ص ب
قوله تعالى: * (ونحن عصبة) *
[12 / 8] هي بضم العين فالسكون:
الجماعة من الرجال نحو العشرة، وقيل
من العشرة إلى الأربعين، والجمع (عصب)
مثل غرفة وغرف، وليس للعصبة واحد
- نقلا عن الأخفش. وسميت بذلك
أخذا من الشد، كأنه يشد بعضهم بعضا
شد الأعصاب، وهي أطناب المفاصل،
والتقدير في الآية (والحال نحن عصبة)
أي جماعة أقوياء، فنحن أحق بالمحبة
من صغيرين لا كفاية فيهما.
قوله: * (يوم عصيب) * [11 / 77]
أي صعب شديد. قيل ومنه (العصبة)
لالتفاف بعضها على بعض.
وفي الحديث: (سألته عن ثياب
تعمل بالبصرة على عمل العصب اليماني)
هو برد يمنية يعصب غزلها، أي يجمع
ويشد ثم يصبغ وينسج فيؤتي موشيا لبقاء
ما عصب منه أبيض.
وفي المصباح العصب كفلس: برد
يصبغ غزله ثم ينسج، وحكى عن السهيلي
إنه صبغ لا ينبت إلا باليمن.
ومثله في الحديث: (المعتدة لا
تلبس المصبغة إلا ثوب عصب) بالإضافة
أو التنوين.
وفي الدعاء (سجد لك لحمي وعصبي)
العصب بفتحتين من أطناب المفاصل،
واحدته (عصبة) والجمع (أعصاب)
كأسباب.
وعصب رأسه بالعصابة تعصيبا
وتعصب أي شد العصابة.
و (التعصب) من العصبية، وهي
المحاماة والمدافعة عمن يلزمك أمره أو
تلزمه لغرض، ومنه حديث تغسيل الرجل
امرأته: (إنما يمنعها أهلها تعصبا) (1)
وعصبة الرجل بالتحريك جمع

(1) الكافي ج 3 ص 159.
189

(عاصب) ككفرة جمع كافر، وهم بنوه
وقرابته لأبيه، والجمع (العصاب) قال
الجوهري: وإنما سموا عصبة لأنهم عصبوا
به، أي أحاطوا به، فالأب طرف والابن
طرف والأخ جانب والعم جانب.
ومنه (التعصيب) وهو باطل عندنا
على تقدير زيادة السهام، لعموم آية
* (أولى الأرحام) * واجماع أهل البيت (ع)
فيرد فاضل الضريبة على البنت والبنات
والأخت والأخوات للأب والأم، وعلى
كلالة الأم على تفصيل ذكروه، وكذا
لا عول عندهم وسيأتي ذكره في محله.
و (العصبة) بفتح عين وصاد أيضا
موضع في المدينة يقرب من قباء (1)،
ومنه حديث المهاجرين إلى المدينة
(فنزلوا العصبة).
و (العصائب) جمع عصابة بكسر
العين وهو الجماعة من الناس من العشرة
إلى الأربعين ولا واحد لها من لفظها.
ومنه حديث علي (ع) (الابدال بالشام
والنجباء بمصر والعصائب بالعراق) أي
التجمع للحروب يكون بالعراق.
والعصابة أيضا: الجماعة من الناس
والخيل والطير - قاله الجوهري.
ع ص د
العصيدة: التي تعصد بالمسواط فتمرها
به فتنقلب لا يبقى في الاناء منها شئ
الا انقلب، وعن ابن فارس سميت بذلك
لأنها تعصد أي تقلب وتلوى، يقال
عصدتها عصدا من باب ضرب إذا لويتها،
وأعصدتها بالألف لغة.
وقولهم (فلان لون بكل عصيدة)
يريدون كثرة الاختلاط مع كل أحد.
وقولهم (وقعوا في عصود) أي في
أمر عظيم.
ع ص ر
قوله تعالى: * (إعصار فيه نار
فاحترقت) * [2 / 266] قيل هو ريح
عاصف ترفع ترابا إلى السماء كأنه عمود
من نار تسميه العرب بالزوبعة.
قوله: * (إني أراني أعصر خمرا) *
[12 / 36] أي أعصر عنبا أستخرج منه

(1) عصبة بوزن همزة: حصن، وقيل موضع بقباء المعصب. مراصد الاطلاع
ص 943.
190

الخمر، لان العنب إذا عصر فإنما يستخرج
به الخمر، ويقال الخمر العنب بعينه،
حكى الأصمعي عن معمر بن سليمان
قال: لقيت أعرابيا ومعه عنب فقلت:
ما معك؟ فقال: خمر.
قوله: * (وأنزلنا من المعصرات ماء
ثجاجا) * [78 / 14] أي السحائب التي
حان لها أن تمطر. وعن ابن عباس هي
الرياح، فيكون من بمعنى الباء، أي
أنزلنا بالمعصرات.
قوله: * (والعصر إن الانسان لفي
خسر) * [103 / 1] قال الشيخ أبو علي:
أصل العصر عصر الثوب ونحوه وهو فتله
لاخراج مائه، ومنه عصر الدهر فإنه
الوقت الذي يمكن فيه فتل الأمور كما
يفتل الثوب والعصر: العشي. والعصران:
الغداة والعشي. والعصران: الليل والنهار
وأراد بالإنسان الجمع دون المفرد بدلالة
الاستثناء، أقسم الله تعالى بالدهر لان فيه
عبرة لاولى الابصار من جهة مرور الليل
والنهار على تقدير الأدوار، وقيل هو وقت
العشي، وقيل أقسم بصلاة العصر وهي
الصلاة الوسطى، وقيل هو الليل والنهار،
ويقال لهما العصران، و * (إن الانسان
لفي خسر) * أي لفي نقصان لأنه ينقص
عمره كل يوم وهو رأس ماله، فإذا ذهب
رأس ماله ولم يكتسب به الطاعة يكون
على نقصان طول دهره وخسران، إذ
لا خسران أعظم من استحقاق العقاب
الدائم، وقيل * (لفي خسر) * أي لفي
هلكة عن الأخفش (1).
قوله: * (فيه يغاث الناس وفيه
يعصرون) * [12 / 49] قيل يعصرون
العنب والزيتون، وقيل يحلبون الضروع.
وفي الحديث (حافظ على العصرين)
يريد صلاة الفجر وصلاة العصر، سماهما
العصرين لأنهما يقعان في طرفي العصرين
وهما الليل والنهار. قيل والأشبه أنه من
باب التغليب.
والعصر: الدهر، وفيه لغتان أخريان
عصر وعصر مثل عسر وعسر، وجمع العصر
عصور.
والعصر من العنب، يقال عصرت
العنب عصرا من باب ضرب: إستخرجت

(1) مجمع البيان ج 5 ص 535 - 536.
191

ماءه، واسم الماء العصير فعيل بمعنى مفعول
وهو غليانه طاهر حلال وبعد غليانه
واشتداده، وفسر بصيرورة أعلاه أسفله
نجس حرام، نقل عليه الاجماع من
الامامية، أما بعد غليانه وقبل اشتداده
فحرام أيضا، وأما النجاسة فمختلف فيها.
والعصارة بالضم: ما سال عن العصير
وما بقي من الثفل أيضا بعد العصر.
وعصارة أهل النار: ما يسيل عنهم
من الدم والقيح.
و (المعصر) بكسر الميم: ما يعصر
فيه العنب.
والجارية المعصر زنة مكرم التي أول
ما أدركت وحاضت أو أشرفت على الحيض
ولم تحض، يقال قد أعصرت كأنها
دخلت عصر شبابها أو بلغته.
ومنه الحديث (إن رجلا من مواليك
تزوج جارية معصرا) الحديث.
ع ص ع ص
العصعص بضم عينيه: عظم الذنب،
وهو عظم يقال إنه أول ما يخلق وآخر
ما يبلى.
ع ص ف
قوله تعالى * (والحب ذو العصف
والريحان) * [55 / 12] العصف: ورق
الزرع ثم يصير - إذا يبس وديس - تبنا،
والريحان: الورق الذي هو مطعم الناس،
وقيل الريحان: الذي يشم.
قوله * (فجعلهم كعصف مأكول) * [105 / 5] أي كزرع مأكول. والمأكول:
الذي أخذ ما فيه من الحب فأكل،
وبقي هو لا حب فيه.
يعني جعلهم كزرع قد أكل حبه
وبقي تبنه.
وفي الحديث (إن الحجر كان يصيب
أحدهم على رأسه فيجوفه حتى يخرج
من أسفله فيصير كقشر الحنطة والأرز
المجوف).
قوله * (ولسليمان الريح عاصفة) *
[21 / 81] قيل كانت الريح مطيعة له
إذا أراد أن تعصف عصفت، وإذا أراد
أن ترخى رخت، وكان هبوبها على حسب
ما يريد.
قوله * (فالعاصفات عصفا) * [77 / 2]
192

هي الرياح الشداد، من قولهم عصفت
الريح عصفا من باب ضرب: اشتدت فهي
عاصف وعصوف وعاصفة، وجمع الأولى
عواصف، والثانية عاصفات.
ويقال أيضا عصفت الريح فهي معصفة
ولا يقال ريح عاصف حتى تشتد، وقد
يسند الفعل إلى اليوم والليلة لوقوعه فيه.
ومنه قولهم (يوم عاصف) وهو فاعل
بمعنى مفعول فيه، مثل قولهم (ليل
نائم) و (هم ناصب) كما يقال (يوم
بارد) لوقوع البرد فيه.
وأعصف الرجل: هلك.
وأعصفته الرياح: أهلكته.
ع ص ف ر
(العصفر) بضم العين، نبت معروف
يصبغ به، وقد عصفرت الثوب فتعصفر
فهو معصفر. ومنه (الثياب المعصفرات).
والعصفور بالضم طائر دون الحمامة
أكل أو لم يؤكل، والأنثى عصفورة،
والجمع العصافير.
ع ص م
قوله تعالى * (لا عاصم اليوم من أمر
الله) * [11 / 43] أي لا مانع أعصم به.
وقال الجوهري: يجوز أن يراد لا معصوم
أي لا ذا عصمة، فيكون فاعل بمعنى
مفعول.
قوله * (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) *
[60 / 10] قرئ بالتخفيف والتشديد.
وعصم الكوافر هو ما يعتصم به من عقد
وسبب أي لا تتمسكوا بنكاح الكافرات،
سواحر كن أولا. ويسمى النكاح: عصمة
لأنها لغة: المنع، والمرأة بالنكاح ممنوعة
من غير زوجها.
قوله * (واسألوا ما أنفقتم) * أي اسألوا
أهل مكة أن يردوا عليكم مهور النساء
التي يخرجن إليكم من نسائهم.
قوله * (واعتصموا بحبل الله) *
[3 / 103] أي التجئوا إلى الله بطاعته،
وحبل الله هو القرآن. وقيل بعهد الله.
قوله * (فاستعصم) * [12 / 32] أي
امتنع طالبا للعصمة.
واعتصم أي تمسك واستمسك.
قوله * (والله يعصمك من الناس) *
[5 / 70] أي يمنعك منهم فلا يقدرون
193

عليك. وعصمة الله للعبد: منعه من
المعصية.
وعصمه الله من المكروه من باب
ضرب: حفظه ووقاه.
وفي الحديث (ما اعتصم عبد من عبادي
بأحد من خلقي إلا قطعت أسباب السماوات
من يديه وأسخت الأرض من تحته)
قال بعض الشارحين: هاتان الفقرتان
كناية عن الخيبة والخسران.
وفيه (أعوذ بك من الذنوب التي
تهتك العصم) وهي كما روي عن الصادق
عليه السلام: شرب الخمر، واللعب
بالقمار، وفعل ما يضحك الناس من
المزاح واللهو، وذكر عيوب الناس،
ومجالسة أهل الريب.
والمعصوم: الممتنع من جميع محارم
الله، كما جاءت به الرواية.
وعن علي بن الحسين عليه السلام
(الامام منا لا يكون إلا معصوما، وليست
العصمة في ظاهر الخلقة فتعرف، قيل:
فما معنى المعصوم؟ قال: المعتصم بحبل
الله، وحبل الله هو القرآن، لا يفترقان
إلى يوم القيامة، والامام يهدي إلى القرآن
والقرآن يهدي إلى الامام، وذلك قوله
تعالى * (إن هذا القرآن يهدي للتي هي
أقوم) * [17 / 9]).
وفي الدعاء (إن عصمة أمري كذا)
أي وقايتي وحافظي من الشقاء المخلد.
واعتصمت بالله: امتنعت به.
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه
وآله (أربع من كن فيه كان في نور الله
الأعظم وعد، منها: من كان عصمة أمره
شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله)
أي ما يعصم من المهلك يوم القيامة.
والمعنى: من كانت الشهادتان، ويعني
بهما الايمان، عصمة ووقاية له من
المعاصي تحجزه وتمنعه من إقتراف
ساخط الله وساخط رسوله.
ومنه قول أبي طالب (ثمال اليتامى
عصمة للأرامل) أي حفظ لهم ووقاية
يمنعهم من الضياع والحاجة.
والغراب الأعصم: الذي في جناحه
ريشة بيضاء.
والأعصم من الظباء والوعول: الذي
في ذراعيه أو إحدى يديه بياض.
والمعصم كمقود: موضع السوار من
194

الساعد، والجمع معاصم.
والعصام: رباط القربة وسيرها الذي
يحمل به، والجمع عصم ككتاب وكتب.
ع ص و
قوله تعالى: * (وإذ استسقى موسى
لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر) *
[2 / 60] قيل: كان عصا موسى طولها
عشرة أذرع على طوله من آس الجنة لها
شعبتان تتقدان في الظلمة. وعن الباقر (ع)
(كانت عصا موسى لآدم فصارت إلى
شعيب (ع) ثم صارت إلى موسى بن
عمران وإنها لعندنا وإنها لتنطق إذا
استنطقت... وتصنع ما تؤمر به) (1)
وفي حديث علي: (أول شجرة غرست
في الأرض العوسجة ومنها عصا موسى)
وفي حديث علي (ع): (واني لصاحب
العصى والميسم) كأنه أراد بذلك عصى
موسى (ع) وخاتم سليمان بن داود (ع)
وفي الخبر: (لا ترفع عصاك عن
أهلك) أي لا تدع تأديبهم وجمعهم على
طاعة الله ومنعهم من الفساد ولم يرد الضرب
بالعصا ولكن جعله مثلا كما يقال: (شق
العصا) أي فارق الجماعة ولم يرد الشق
حقيقة.
والعصا مقصور مؤنث والتثنية عصوان
والجمع عصي وعصى وهو فعول وإنما
كسرت العين لما بعدها وأعصى أيضا مثل
زمن وأزمن - قاله الجوهري.
وأصل (عصا) عصو قلبت وحذفت
لالتقاء الساكنين بين الألف والتنوين، لان
المنقلبة عن الواو تكتب ألفا فرقا بينها
وبين المنقلبة عن الياء.
وفى الحديث: (تعصوا فإنها من سنن
[إخواني] النبيين) (2) أي لا تتركوا حمل
العصا.
ع ص ى
قوله تعالى: * (وعصى آدم ربه فغوى)
[20 / 121] أي حرم من الثواب الذي
كان يستحقه على فعل المأمور به، أو حرم
مما كان يطمع فيه بأكل الشجرة من الخلود

(1) الكافي ج 2 ص 232. (2) من لا يحضره الفقيه 2 / 176.
195

في الجنة.
وفي حديث علي بن محمد بن الجهم (1)
عن الرضا (ع) وقد سأله: يا ابن
رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء؟ قال:
نعم. قال: فما تعمل في قول الله تعالى:
* (وعصى آدم ربه فغوى) * وفي قوله عز
وجل: * (وذا النون إذ ذهب مغاضبا
فظن أن لن نقدر عليه) * وفي قوله عز وجل
في يوسف: * (ولقد همت به وهم بها) * وفي
قوله في داود (ع): * (وظن داود أنما
فتناه) * وفى قوله عز وجل في نبيه محمد صلى الله عليه وآله
* (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) *؟ فقال
الرضا (ع): (ويحك يا علي اتق الله ولا
تنسب أنبياء الله إلى الفواحش ولا تتأول
كتاب الله برأيك، فإن الله عز وجل
يقول: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون
في العلم) * أما قوله عز وجل في آدم (ع)
* (فعصى آدم ربه فغوى) * فإن الله عز وجل
خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده
ولم يخلقه للجنة، وكانت المعصية من آدم
في الجنة لا في الأرض وعصمته تجب أن
تكون في الأرض ليتم مقادير أمر الله
عز وجل، فلما أهبط إلى الأرض وجعل
حجة وخليفة عصم بقوله عز وجل: * (إن
الله اصطفى آدم ونوحا وآل
إبراهيم وآل عمران على
العالمين) * وأما قوله عز وجل: * (وذا النون
إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه) *
إنما ظن بمعنى استيقن أن الله لن يضيق
عليه رزقه، ألا تسمع قول الله تعالى:
* (وأما إذا ما ابتلاه ربه فقدر عليه رزقه) *
أي ضيق عليه رزقه ولو ظن أن الله لا يقدر
عليه لكان قد كفر. وأما قوله عز وجل في
يوسف (ع): * (ولقد همت به وهم بها) *
فإنها همت بالمعصية وهم يوسف بقتلها إن
أجبرته لعظم ما تداخله، فصرف الله تعالى
عنه قتلها والفاحشة، وهو قول الله تعالى

(1) انظر ترجمته في تنقيح المقال ج 2 ص 303.
196

* (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء) *
يعني القتل والزنا. وأما داود (ع)...
إنما ظن أن ما خلق الله عز وجل خلقا هو
أعلم منه فبعث الله عز وجل إليه الملكين
فتسورا المحراب فقالا له: * (خصمان بغى
بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا
تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا
أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة
واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب) *
فعجل داود (ع) على المدعى عليه فقال
* (لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه) *
ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ولم بقيل
على المدعى عليه فيقول له ما تقول، فكان
هذا خطيئة رسم حكم لا ما ذهبتم إليه.
ألا تسمع الله عز وجل يقول: * (يا داود
إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين
الناس بالحق) * إلى آخر الآية... وأما
محمد صلى الله عليه وآله وقول الله عز وجل: * (وتخفي
في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله
أحق أن تخشاه) * فإن الله عرف نبيه صلى الله عليه وآله
أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء
أزواجه في الآخرة وانهن أمهات المؤمنين
واحدى من سمى له زينب بنت جحش
وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة فأخفى
صلى الله عليه وآله اسمها في نفسه ولم؟؟ لكيلا يقول
أحد من المنافقين أنه قال في امرأة في بيت
رجل أنها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين،
وخشي قول المنافقين قال الله تعالى * (وتخشى
الناس والله أحق أن تخشاه) * يعني في
نفسك، وان الله تعالى ما تولى تزويج
أحد من خلقه إلا تزويج حوى من آدم
وزينب من رسول الله وفاطمة من علي)
قال علي بن محمد بن الجهم: يا بن رسول الله
أنا تائب إلى الله من أن أنطق في أنبياء
الله عليهم السلام بعد يومي هذا إلا بما
ذكرته (1).
وفي حديث القدسي على ما رواه
الزمخشري: (لأدخل الجنة من أطاع عليا
وإن عصاني وأدخل النار من عصاه وإن
أطاعني) قال: وهذا رمز حسن، وذلك

(1) عيون أخبار الرضا ص 107.
197

ان حب علي (ع) هو الايمان الكامل
والايمان الكامل لا تضر معه السيئات.
قوله: (وإن عصاني) فاني أغفر له
إكراما وأدخله الجنة بايمانه، فله الجنة
بالايمان وله بحب علي العفو والغفران.
وقوله: * (وأدخل النار من عصاه وان
أطاعني) * وذلك لأنه إن لم يوال عليا فلا
إيمان له وطاعته هناك مجاز لا حقيقة، لان
طاعة الحقيقة هي المضاف إليها سائر الاعمال،
فمن أحب عليا فقد أطاع الله ومن أطاع
الله نجا فمن أحب عليا نجا، فعلم أن حب
علي هو الايمان وبغضه كفر، وليس يوم
القيامة إلا محب ومبغض، فمحبه لا سيئة
له ولا حساب عليه ومن لا حساب عليه
فالجنة داره، ومبغضه لا إيمان له ومن
لا إيمان له لا ينظر الله إليه بعين رحمته،
وطاعته عين المعصية وهو في النار، فعدو
علي هالك وإن جاء بحسنات العباد ومحبه
ناج ولو كان في الذنوب غارقا إلى شحمتي
أذنيه وأين الذنوب مع الايمان المنير أم
أين من السيئات مع وجود الإكسير؟
فمبغضه من العذاب لا يقال ومحبه لا يوقف
ولا يقال فطوبى لأوليائه وسحقا لأعدائه
وعصى العبد مولاه عصيا من باب رمى
ومعصية فهو عاص والجمع عصاة والعصيان
الاسم.
والعاصي: العرق الذي لا يرقأ.
ع ض ب
في الحديث: (لا تضح بالعضباء) (1)
هي بالمد: مكسورة القرن الداخل أو
مشقوقة الاذن - قاله في المغرب وغيره.
والعضباء: اسم ناقة كانت لرسول
الله صلى الله عليه وآله، قيل هو علم لها، وقيل كانت
مشقوقة الاذن.
وفي كلام الزمخشري: وهو منقول
من قولهم ناقة عضباء وهي القصيرة اليد.
وفي المصباح عضبت الشاة من باب
تعب: إنكسر قرنها، وبعضهم يريد
الداخل. وعضبت الشاة والناقة أيضا:
إذا شق أذنها، وكانت ناقة النبي صلى الله عليه وآله
تسمى (العضباء) لنجابتها لا لشق أذنها

(1) الكافي ج 4 ص 491.
198

- انتهى.
وعضب لسانه بالضم عضوبة: صار
عذبا، أي حديدا في الكلام.
والأعضب من الرجال: الزمن
الذي لا حراك فيه، كأن الزمان عضبه
ومنعه الحركة.
وفي حديث الأضحية: (إذا سلمت
العين والاذن سلمت الأضحية وتمت،
ولو كانت عضباء القرن تجر برجليها إلى
المنسك) يعني موضع الذبح، والمراد
بقوله: (تجر برجليها إلى المنسك) أي
تكون عرجا أو منكسرة الرجل، والعموم
يشملها.
ع ض د
قوله تعالى: * (وما كنت متخذ
المضلين عضدا) * [18 / 51] أي أعوانا،
يقال عضدته أعضده: أعنته، واعتضدت
بفلان: استعنت به.
ومنه (عضده على أمره) أي أعانه
عليه. قوله: * (سنشد عضدك بأخيك) *
[28 / 35] قد تقدم بيانه.
والعضد: الساعد، وهو من المرفق
إلى الكتف مؤنث عند أهل تهامة ومذكر
عند تميم، وفيه خمس لغات وزن رجل
وبضمتين في لغة الحجاز وبها قرأ الحسن
ومثال كبد ومثال فلس ومثال قفل،
والجمع أعضاد كأقفال، وأعضد كأكلب.
وفي الحديث (مكة لا يعضد شجرها)
أي لا يقطع شجرها، من العضد - باسكان
الضاد - أي القطع.
ومثله (لا يعضد شوكه) يقال عضدت
الشجرة عضدا - من باب ضرب -:
قطعتها.
و (العضد) بالتحريك: المعضود.
و (المعضد) بكسر الميم: الدملج.
وعضادتا الباب: خشبتاه من جانبيه.
والاخبار قد يعضدها كذا: أي
يقويها، من عضدته إذا قويته.
وفي الدعاء (أنت عضدي) أي أنا
بك أتقوى وأنتصر.
وفلان عضدي: أي معتمدي على
الاستعانة.
ع ض ض
في حديث الاستسقاء (وعضتنا الصعبة
علائق الشين) كأنه من عض الرجل
صاحبه يعض عضيضا: لزمه. والشين
199

السبب خلاف الدين، والعلائق جمع علاقة
وهو ما يتعلق بشئ كعلاقة الحب ونحوه،
والصعبة الشديدة خلاف السهلة،
والمعنى ألزمتنا السنة الصعبة علائق الذل
والمعائب.
وعضضت اللقمة وبها وعليها عضا:
أمسكتها بالأسنان. قال في المصباح:
وهو من باب تعب في الأكثر لكن المصدر
ساكن، ومن باب نفع لغة قليلة.
و (عض عليه بالنواجد) مثل في
شدة الاستمساك به. والنواجد هي أواخر
الأسنان، وقيل التي بعد الأنياب
ع ض ل
قوله تعالى * (ولا تعضلوهن) * [4 / 18]
أي لا تمنعوهن من التزويج.
يقال عضل الرجل أيمه عضلا من
بابي قتل وضرب: إذا منعها من التزويج.
وأصلها من عضلت المرأة إذا نشب
ولدها في بطنها وعسر خروجه.
وفي الدعاء (أعوذ بك من الداء
العضال) بعين مضمومة، أي من المرض
الصعب الشديد الذي يعجز عنه الطبيب.
والمعضلة: المسألة الصعبة الضيقة
المخارج، من الاعضال والتعضيل.
ومنه قوله عليه السلام (ما أعضل
مسألتك).
ومنه (معضلة ولا أبو حسن لها).
وأعضلني فلان: أعياني أمره.
والمعضلات: الشدائد.
وفي وصفه عليه السلام (إنه كان
معضلا) أي موثق الخلق شديده.
والعضلة في البدن: كل لحمة مكتنزة.
ومنه عضلة الساق.
ع ض ه، و
العضة: القطعة من الشئ، وجزء منه
ولامها محذوفة، والأصل عضوة.
ومنهم من يقول: اللام المحذوفة هاء،
وربما تثبت مع التأنيث، فتقول عضهة
كعنته: والجمع عضون على غير القياس
مثل سنين.
والعضاه ككتاب من شجر الشوك
كالطلح والسلم والسدر والسمر والقتاد
والعوسج، واستثنى بعضهم القتاد والسدر
فلم يجعله من العضاه.
200

ع ض و
قوله تعالى: * (الذين جعلوا القرآن
عضين) * [15 / 91] هو على ما قيل جمع
(عضة) بالكسر ونقصانها الواو والهاء
من عضوته: فرقته، لان المشركين فرقوا
أقاويلهم فيه فجعلوه كذبا وسحرا وكهانة
وشعرا. وقيل: أصله (عضهة) لان
العضة والعضين في لغة قريش السحر وهم
يقولون للساحر: عاضه.
و (العضو) كل عظم وافر من الجسم
وضم العين أشهر من كسرها - قاله في
المصباح.
ع ض و، ه
العضة: القطعة من الشئ، وجزء منه
ولامها محذوفة، والأصل عضوة.
ومنهم من يقول: اللام المحذوفة هاء،
وربما تثبت مع التأنيث، فتقول عضهة
كعنته: والجمع عضون على غير القياس
مثل سنين.
والعضاه ككتاب من شجر الشوك
كالطلح والسلم والسدر والسمر والقتاد
والعوسج، واستثنى بعضهم القتاد والسدر
فلم يجعله من العضاه.
ع ط ب
عطب الهدي عطبا من باب تعب:
هلك، وأعطبته بالألف.
وعطب الهدي: هلاكه، وقد يعبر
به عن آفة تعتريه تمنعه من السير.
و (العطب) بفتحتين: موضع
العطب.
والمعاطب: المهالك، واحدها
معطب.
ع ط ر
في الحديث (التعطر من سنن المرسلين)
أي التطيب بالطيب من سننهم
والعطر: الطيب، يقال عطرت المرأة
بالكسر تعطر عطرا فهي عطرة ومتعطرة
أي متطيبة.
ع ط س
في الحديث (كان يحب العطاس
ويكره التثاءب) العطاس بالضم من
العطسة.
وعطس بالفتح عطسا من باب ضرب،
وفي لغة من باب قتل، وقد مر الوجه
201

في ثاب.
وفي الحديث (العطسة من الله وذلك
يذكر الله عبده النعمة فيحمدها بقوله
(الحمد لله).
وفيه أيضا (إن لله نعما على عبده
وفي صحة بدنه وسلامه جوارحه، وإن
العبد ينسى ذكر الله تعالى على ذلك،
وإذا نسي أمر الله الريح فتجاوز في بدنه
ثم يخرجها من أنفه فيحمد الله على ذلك
فيكون حمده عند ذلك شكرا لما نسي).
وعطس الصبح: إذا انفلق.
والمعطس وزان مجلس: الانف،
وربما جاء بفتح الطاء.
ومن كلامه عليه السلام مع عائشة
في منعها دفن الحسن عليه السلام مع
جده (يا عائشة لو كان هذا الذي كرهته
من دفن الحسن جائزا فيما بيننا وبين الله
لعلمت أنه سيدفن وإن رغم معطسك).
ع ط ش
في الحديث (الرجل يصيبه العطاش
حتى يخاف على نفسه؟ قال: يشرب).
العطاش بالضم: شدة العطش، وقد
يكون داء يصيب الانسان يشرب الماء
فلا يروى.
والعطش: خلاف الري.
وقد عطش بالكسر فهو عطشان،
وقوم عطشى وعطاش، وامرأة عطشى
ونسوة عطاش.
ومكان عطش: قليل الماء.
ع ط ف
قوله تعالى * (ثاني عطفه) * [22 / 9]
أي عادلا جانبه.
والعطف: الجانب يعنى معرضا
متكبرا.
وعطفا الرجل: جانباه.
وكذا عطفا كل شئ، والجمع أعطاف
كحمل وأحمال.
يقال ثنى عطفه أي أعرض عني.
وثنى عطفه إلى: أي أتى إلي.
والمعطف بالكسر: الرداء.
وكذلك العطاف.
ومنه (سبحان من تعطف بالعز)
أي تردى به.
وسمى الرداء عطافا لوقوعه على عطفي
الرجل وهما ناحيتا عنقه.
والتعطف في حق الله، مجاز يراد به
202

الاتصاف كأن العز شمله شمول الرداء.
وتعطف عليه: أشفق عليه.
وعطفت الناقة على ولدها من باب
ضرب: حنت عليه ودر لبنها.
وتعاطفوا: عطف بعضهم علي بعض.
واستعطفه: طلب منه ذلك
وعطفت الشئ عطفا: ثنيته أو أملته.
وفي الطريق عطف أي ميل واعوجاج
ومنعطف الوادي على صيغة اسم
المفعول: حيث ينعطف فهو اسم معنى.
والمنعطف هو اسم فاعل فهو اسم عين.
ع ط ل
في الحديث (لا ينبغي للمرأة أن
تعطل نفسها) يعني من الحلي ولو أن
تعلق قلادة في عنقها.
ومثله (يا علي مر نسائك لا يصلين
عطلا) بضمتين أراد فقدان الحلي.
ومنه امرأة عاطل.
وقد عطلت المرأة من الحلي من باب
قتل: عطلا وعطولا: إذا لم يكن عليها
حلي.
والمعطل: الموات من الأرض.
والعيطل من النساء: الطويلة العنق.
وفي وصفه عليه السلام (لم يكن
بعيطول ولا قصير) العيطول الممتد القامة
الطويل العنق.
وقيل الطويل الصلب الأملس.
ع ط ن
في الحديث (نهى عن الصلاة في
معاطن الإبل) هي جمع معطن كمجلس:
مبارك الإبل عند الماء لتشرب علا بعد
نهل، فإذا استوفت ردت إلى المرعى.
والعطن للإبل: المناخ والمبرك،
ولا يكون إلا حول الماء، فأما مباركها
في البرية أو عند الحي فهي: المأوى،
والجمع أعطان مثل سبب وأسباب.
ع ط و
قوله تعالى: * (فنادوا صاحبهم فتعاطى
فعقر) * [54 / 29] قيل: هو قداد بن
سالف أو أحمر ثمود * (فتعاطى فعقر) *
فاجترى على تعاطي الامر العظيم غير مبال
به فأحدث العقر بالناقة، أو فتعاطى
السيف فعقرها. وقيل: فتعاطى قام على
أطراف أصابع رجليه ثم رفع يديه فضربها.
203

وفي الحديث: (لا تتعاط زوال ملك
لم تنقص أيامه) من التعاطي وهو التناول
والجرأة على الشئ والتنازع في الاخذ،
يقال: (تعاطى الشئ) أي تناوله،
وفلان يتعاطى كذا أي يخوض فيه.
و (العطية) ما تعطيه والجمع العطايا،
ويقال: (أعطيته فما أخذ وأطعمته فما
أكل وسقيته فما شرب) قيل: ففي ذلك
يصير الفاعل قابلا لان يفعل ولا يشترط
وقوع الفعل، ولذا يقال: (قعدته فقعد
وأقعدته فلم يقعد).
وبيع المعاطاة هو إعطاء كل من المتبايعين
ما يريده من المال عوضا عما يأخذه من
الآخر من غير عقد، وفي المشهور انه
ليس بيعا بل يباح بالمعاطاة التصرف،
ويجوز الرجوع مع بقاء العين.
وأعطاه مالا: ناوله، والاسم منه
(العطاء) بالمد وأصل عطاء عطاو
لان العرب تهمز الواو والياء بعد الألف
لان الهمزة أحمل للحركة منهما - كذا قيل
وأصل أعطى أعطوا قلب الألف فيه
وفي نظائره ياء لما تقرر من أنه كلما وقعت
الواو رابعة فصاعدا ولم يكن ما قبلها
مضموم قلبت ياء تخفيفا، وقولهم:
(ما أعطاه للمال) نظير ما أولاه للمعروف
قال الجوهري: وهو شاذ لا يطرد لان
التعجب لا يدخل على أفعل وإنما يجوز
ما سمع من العرب ولا يقاس عليه.
وفى دعاء الوضوء: (والخلد في الجنان
بيساري) (1) وقد ذكر في معناه وجوه:
(منها) أن يقال في الشئ الذي حصله
الانسان من غير مشقة وتعب:
فعله بيساره، والمراد هنا طلب الخلود في
الجنة من غير أن يتقدمه عذاب النار
وأهوال القيامة.
و (منها) أن الباء في بيساري للسببية
ويكون المعنى أعطني الخلود في الجنان
بسبب غسل يساري، وعلى هذا فالباء في
قوله في أول الدعاء: (أعطني كتابي
بيميني) كذلك.

(1) التهذيب ج 1 ص 53.
204

و (منها) المراد بالخلد في الجنان على
حذف مضاف فالباء على حالها ظرفية.
و (منها) أن المراد باليسار ليس ما يقابل
اليمين بل ما يقابل الاعسار، والمراد
يساري بالطاعات أو المراد الخلد في الجنان
بكثرة طاعاتي، فالباء للسببية، وحينئذ
يكون في الكلام إيهام التناسب وهو الجمع
بين شيئين متناسبين بلفظين لهما معنيان
متناسبان، كما في قوله تعالى: * (والشمس
والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان) *
[55 / 5 - 6] فإن المراد بالنجم ما ينجم
من الأرض أي يظهر ولا ساق له كالبقول
والشجر ماله ساق، فالنجم بهذا المعنى وإن لم
يكن مناسبا للشمس والقمر لكنه بمعنى
الكواكب يناسبها.
ع ظ ل م
العظلم: نبت يصبغ به، وهو بالفارسية
(نقل). ويقال هو الوسمة.
والعظلم: الليل المظلم وهو علي التشبيه
جميع ذلك قاله في الصحاح.
ع ظ م
قوله تعالى * (رب العرش العظيم) *
[9 / 130] وصفه بالعظمة من جهة الكمية
والكيفية، فهو ممدوح ذاتا وصفة، وخصه
بالذكر لأنه أعظم الأجسام، فتدخل
تحته الجميع.
قوله * (يجمع عظامه) * [75 / 3]
هي جمع عظم، والتاء لتأنيث الجمع.
وفي الحديث القدسي (لا يتعاظمني
ذنب أن أغفره) أي لا يعظم علي.
والعظيم: الذي قد جاوز قدرته وجل
عن الحدود العقول حتى لا يتصور الإحاطة
بكنهه وحقيقته. وقد مر في (جلل)
الفرق بينه وبين الجليل والكبير.
وفي الحديث (من تعظم في نفسه
يلقى الله تعالى غضبانا) التعظم في النفس:
الكبر والنخوة والزهو.
والاسم الأعظم: معناه العظيم، إذ ليس
بعض الأسماء أعظم من بعض، لان جميعها
عظيم. وقيل: بل كل اسم أكثر تعظيما
فهو أعظم مما قل.
وفي الحديث (إن أعظم الأيام يوم
205

النحر) أي من أعظم الأيام، فلا ينافي
(أن أفضلها يوم عرفة).
وعظم الشئ عظما - وزان عنب -
وعظامة بالفتح أيضا: كبر، فهو عظيم.
وعظم الشئ بالضم فالسكون: أكثره
ومعظمه.
وتعظم واستعظم: تكبر.
واستعظمه: عده عظيما.
وأعظمته بالألف وعظمته تعظيما:
وقرته توقيرا وفخمته.
والتعظيم: التبجيل.
والعظمة: الكبرياء.
وعظم كسهم: قصب الحيوان الذي
عليه اللحم، الجمع أعظم وعظام وعظامة.
وفي الحديث (سجد على سبعة أعظم)
أي أعضاء، سمي العضو عظما وإن كان
من عظام، وجعلها سبعة بناء على أن
الجبين والأنف واحد.
وفيه (السنة في الحلق أن يبلغ العظمين)
المراد بهما العظمان اللذان في أسفل
الصدغ تحاذيان وتد الاذنين. قال بعض
الشارحين: وهما الهنتان اللتان في مقدمهما. ع ظ و
(العظاء) ممدود: دويبة أكبر من
الوزغة، الواحدة عظاءة وعظاية، وجمع
الأولى عظاء والثانية عظايات،
ع ف ث
في خبر الزبير (كان أشعرا أعفث)
الأعفث: هو الذي ينكشف فرجه كثيرا
إذا جلس، وقيل هو بالتاء بنقطتين،
ورواه بعضهم في صفة عبد الله بن زبير،
يقال كان بخلا أعفث.
ع ف ج
في الحديث (إذا قال الرجل للرجل
يا معفوج فإن عليه الحد) هو من العفج:
الجماع، أي يا موطوء في دبره، وماضيه
عفج كضرب، يقال عفج الرجل جاريته:
إذا جامعها، ويقال عفجه بالعصى: إذا
ضربه بها.
ع ف ر
قوله تعالى: * (عفريت من الجن) *
[27 / 39] العفريت: الناقد القوي من
خبث ودهاء.
والعفر: وجه الأرض.
وعفرت الاناء في التراب: أي مرغته
206

ودلكته بالعفر، وعفرته بالتشديد مبالغة.
والتعفير: دلك الاناء بالتراب قبل
الغسل بالماء.
والتعفير: أن يمسح المصلي جبينه
حال السجود على العفر وهو التراب.
وعفره يعفره تعفيرا: أي مرغه.
و (عفير) اسم حمار كان لرسول الله
صلى الله عليه وآله مصغرا تصغير ترخيم
لا عفر من العفرة وهي الغبرة ولون
التراب كما قالوا في تصغير أسود سويد،
وتصغير غير المرخم أعيفر كأسيود، توفي
في ساعة قبض رسول الله صلى الله عليه
وآله قطع خطامه ثم مر يركض حتى
أتى بئر حطمة بقبا فرمى بنفسه فيها فكانت
قبره.
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام
أن ذلك الحمار كلم رسول الله صلى الله
عليه وآله فقال: بأبي أنت وأمي إن أبي
حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان
مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح
على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا
الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم (1).
وفي المغرب اليعفور تيس الظباء أو
لولد البقر الوحشية، وبه لقب حمار النبي
صلى الله عليه وآله، واليعافير تيوس الظباء.
وفي الحديث (ما يقول صاحب البرد
المعافيري) يعني أمير المؤمنين.
المعافري برد باليمن منسوب إلى معافر
قبيلة باليمن، والميم زائدة.
والأعفر: الرمل الأحمر.
وكثيب أعفر: ذو لونين الحمرة
والبياض.
والأعفر: الأبيض وليس بالشديد
البياض.
وشاة عفراء: يعلو بياضها حمرة.
وفي حديث الزكاة (تترك معا فارة
وأم جعرور للمارين أو للحارس والطيور)
معافارة وأم جعرور ضربان رديان من التمر
ع ف ص
العفص بتقديم الفاء: تمر معروف
كالبندقة يدبغ به ويتخذ منه الحبر.
قال الجوهري: هو مولد، وليس في

(1) نقل هذا الحديث في سفينة البحار ج 2 ص 206 عن أبي عبد الله الصادق
عليه السلام.
207

كلام أهل البادية.
ع ف ط
في حديث علي عليه السلام (ولكانت
دنياكم هذه أهون علي من عفطة عنز) (1)
أي ضرطة عنز، وقيل عطسة عنز.
ع ف ف
قوله تعالى * (وليستعفف الذين
لا يجدون نكاحا) * [24 / 33] أي إن
كان الفقير يخاف زيادة الفقر بالنكاح
فليجتهد في قمع الشهوة وطلب العفة
بالرياضة لتسكين شهوته كما قال
(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباه
فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم
فإنه وجاء).
وقيل الاستعفاف هو النكاح، فمعنى
قوله * (وليستعفف) * أي يتزوج وقوله
* (لا يجدون نكاحا) * أي لا يجدون
ما يكون مسببا عن النكاح وهو المهر
والنفقة، فإذا نكح فتح الله عليه باب
الرزق فيغنيه من فضله ما يؤدى به حقوق
النكاح، ولا يجوز أن يترك النكاح لخوف
لزوم الحق لأنه إسائة الظن بالله.
وفي الحديث عن إسحاق بن عمار قال
(قلت لابي عبيد الله عليه السلام الحديث
الذي يرويه الناس ان رجلا أتى النبي
صلى الله عليه وآله فشكى إليه الحاجة
فأمره بالتزويج، ثم أتاه فشكى إليه
الحاجة فأمره التزويج حتى أمره ثلاث
مرات، فقال أبو عبد الله عليه السلام
نعم هو حق، ثم قال: الرزق مع النساء
والعيال).
وفي حديث معاوية بن وهب عن
أبي عبد الله عليه السلام، في قول الله تعالى
* (ليستعفف) * الآية (قال: يتزوجون
حتى يغنيهم الله في فضله).
ونحو ذلك من الاخبار.
وفي الحديث (أفضل العبادة العفاف)
العفاف بفتح العين، والتعفف: كف النفس
عن المحرمات وعن سؤال الناس.
ومنه (رحم الله عبدا عف وتعف
وكف عن المسألة).
وعف عن الشئ يعف من باب ضرب

(1) في نهج البلاغة ج 1 ص 32: ولألفيتم دنياكم هذه ازهد عندي من عفطة عنز.
208

عفة بالكسر وعفافا بالفتح: امتنع عنه
فهو عفيف.
واستعف عن المسألة: مثل عف.
ورجل عف وامرأة عفة بفتح العين
فيهما.
وتعفف كذلك.
وأعفه الله إعفافا.
وجمع العفيف أعفة وأعفاء.
وفي الدعاء (اللهم إني أسألك العفاف
والغنى) قيل: العفاف هنا قدر الكفاف
والغنى غنى النفس.
وفي الخبر (من يستعفف يعفه الله)
قال بعض الشارحين: الاستعفاف: طلب
العفاف، والتعفف هو الكف عن الحرام
والسؤال من الناس.
وقيل الاستعفاف: الصبر والنزاهة
عن القبايح، يقال عف عن الشئ يعف
عفة فهو عفيف.
ومنه (اللهم إني أسألك العفة والغنى).
وعفة الفرج: صونه عن المحرمات.
ومنه (اللهم حصن فرجي وأعفه)
ع ف ك
رجل أعفك أي أحمق.
ع ف ل
في الحديث (ترد المرأة من العفل)
هو بالتحريك هنة تخرج في قبل المرأة
يمنع من وطيها.
قالوا ولا يكون العفل في البكر،
وإنما يصيب المرأة بعد الولادة.
يقال عفلت المرأة عفلا من باب تعب.
إذا خرج في فرجها شئ يشبه أدرة الرجل
فهي عفلاء كحمراء.
والاسم العفلة كقصبة.
وقيل هي المتلاحمة.
وقيل هي ورم يكون بين مسلكي
المرأة فيضيق فرجها حتى يمنع الايلاج.
وفي كلام بعض أهل اللغة: العفل
هو القرن.
وسويد بن عفلة بالعين المهملة والفاء
المفتوحتين: أحد رواة الحديث.
وقد ضبطه الشيخ في كتابه بالمعجمة
وهو الأشهر.
209

ع ف ن
عفن الشئ عفنا من باب تعب: فسد
من نداوة أصابته فهو يتمزق عند مسه.
وعفن اللحم: تغيرت ريحه.
وتعفن كذلك فهو عفن: بين العفونة
ومتعفن.
ع ف و
قوله تعالى: * (عفونا عنكم) * [2 / 52]
أي محونا عنكم ذنوبكم.
قوله تعالى: * (عفا الله عنك لم أذنت
لهم) * [9 / 43] قال الشيخ أبو علي:
وهذا من لطيف المعاتبة تبدأ بالعفو قبل
العتاب ويجوز العتاب فيما غره منه أولا
لا سيما الأنبياء، ولا يصح ما قاله جار الله:
ان عفا الله كناية عن الجناية، حاشا سيد
الأنبياء من أن ينسب إليه الجناية.
قوله تعالى: * (فمن عفى له من أخيه
شئ فاتباع بالمعروف) * [2 / 178] هو
كما قيل من العفو، كأنه قيل: فمن عفى
له عن جناية من جهة أخيه يعني ولي الدم
شئ فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان،
أي فالامر اتباع، والمراد وصية العافي
بأن يطالب بالدية بالمعروف والمعفو عنه
بأن يؤديها إليه باحسان.
قوله تعالى: * (حتى عفوا) * [7 / 95]
أي كثروا عددا في أنفسهم وأموالهم،
يقال: (عفا النبات) إذا كثر * (وقالوا
قد مس آبائنا الضراء والسراء) * يريد
بطرتهم النعمة فقالوا: هذه عادة الدهر
تعاقب في الناس بين الضراء والسراء
وقد مس آباءنا نحو ذلك، فلم ينتقلوا عما
كانوا عليه.
قوله تعالى: * (خذ العفو) * [7 / 199]
أي الميسور من أخلاق الناس ولا
تستقص عليهم.
قوله تعالى: * (ويسئلونك ماذا ينفقون
قل العفو) * [2 / 219] روي عن
الصادق (ع): (العفو هو الوسط من
غير إسراف ولا إقتار) (1) وعن الباقر

(1) مجمع البيان ج 1 ص 316.
210

(ع): (ما فضل عن قوت السنة) (1)
قال: (ونسخ ذلك بآية الزكاة) وعن
ابن عباس: (ما فضل عن الأهل
والعيال) (2) وقيل: أفضل المال وأطيبه
وقرئ * (العفو) * بالرفع على أنه خبر أي
الذي ينفقونه هو العفو، وبالنصب على
المفعولية أي أنفقوا العفو.
وفي الدعاء (أسألك العفو والعافية
والمعافاة) فالعفو هو التجاوز عن الذنوب
ومحوها، والعافية دفاع الله الانتقام والبلايا
عن العبد، وهي اسم من عافاه الله وأعفاه
وضع موضع المصدر، ومثله * (ناشئة الليل) *
بمعنى نشوء الليل، والخاتمة بمعنى الختم
* (وليس لوقعتها كاذبة) * بمعنى الكذب،
والمعافاة أن يعافيك الله عن الناس ويعافيهم
عنك، أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك
ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم.
وفي الحديث: (كلكم مذنب إلا من
عافيته) وفيه دلالة على أن الذنب مرض
و (العفاء) الدروس والهلاك.
وعفت الدار: غطاها التراب فاندرست
وعفى على قبره محا أثره. ومنه حديث
علي (ع): (إنه دفن فاطمة (ع) سرا
وعفى على قبرها).
و (العفاء) بالفتح والمد: التراب
ومنه قول بعضهم: (إذا دخلت بيتي
فأكلت رغيفا وشربت عليه ماء فعلى
الدنيا العفاء) (3) ومثله قول الحسين بن
علي (ع) في ابنه المقتول: (على الدنيا
بعدك العفاء) (4).
وفي حديث علي (ع): (وعفى عن
سيدة النساء تجلدي) (5) أي درس
وانمحى.

(1) البرهان ج 1 ص 212. (2) مجمع البيان ج 1 ص 316.
(3) قائل هذا الكلام هو صفوان بن محرز كما في الصحاح.
(4) المناقب لابن شهرآشوب ج 2 ص 222.
(5) في المناقب لابن شهرآشوب: ورق فيها تجلدي.
211

وفى الحديث: (وأعفوا اللحى) (1)
هو بقطع الهمزة، أي وفروها، وقيل:
عفيت وأعفيت لغتان، وروي (أرخو)
بقطع الهمزة والخاء المعجمة، وروي
(أرجوا) بالجيم وأصله أرجئوا بهمزة
فخفف بمعنى أخروها، ومعنى الكل تركها
على حالها، إما الاخذ من طولها وعرضها
للتحسين فحسن.
والطائر العافي: المستوفي الجناحين
يذهب حيث شاء.
ع ق ب
قوله تعالى: * (فلا اقتحم العقبة) *
[90 / 11] قيل هي عقبة بين الجنة والنار،
والاقتحام الدخول في الشئ والمجاوزة
له بشدة وصعوبة، فقوله * (فلا اقتحم
العقبة) * أي لم يقتحمها ولم يجاوزها،
و (لا) مع الماضي بمعنى المستقبل. قال
الشيخ أبو علي: وأكثر ما يستعمل هذا
اللفظ بتكرير (لا) كما قال تعالى:
* (فلا صدق ولا صلى) * أي لم يصدق
ولم يصل، وقيل هو على وجه الدعاء عليه
بأن لا يقتحم العقبة، كما يقال (لا غفر
الله له ولا نجا ولا سلم)، والمعنى لا نجا
من العقبة ولا جاوزها، وقيل فهلا اقتحم
العقبة، وقيل جعل الله الأعمال الصالحة
عقبة، وعملها اقتحام لها لما في ذلك من
معاندة الشدة ومجاهدة النفس.
قوله: * (فأعقبهم نفاقا) * [9 / 77]
قيل الضمير للبخل، أي فأورثهم البخل
نفاقا متمكنا في قلوبهم، لأنه كان سببا
فيه وداعيا إليه. وقيل الضمير لله، أي
فخذلهم الله حتى نافقوا ومكنوا النفاق
في قلوبهم.
قوله: * (ولا يخاف عقباها) *
[91 / 15] قال الشيخ أبو على: قرأ
أهل المدينة وابن عامر (فلا) بالفاء،
وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام،
وروي ذلك عن أبي عبد الله (ع)، والباقون
(ولا) بالواو، والمعنى ولا يخاف عقبى
ما صنع بها لأنه كان مكذبا بصالح،
وقيل معناه سوى أرضهم عليهم، ولا يخاف
عقباها أي ولا يخاف الله من أحد تبعة

(1) معاني الاخبار ص 291.
212

في إهلاكهم - عن ابن عباس والحسن
وقتادة ومجاهد والجبائي. وقيل معناه لا
يخاف صالح عاقبة ما خوفهم من العقوبات
لأنه كان على ثقة من نجاته.
وعاقبة الدار: هي العاقبة المحمودة
يدل عليه قوله: * (أولئك لهم عاقبة الدار
جنات عدن) * والدار: الدنيا.
قوله: * (فإن فاتكم شئ من
أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم) * [60 / 11]
الآية. سيأتي القول فيها مفصلة في (هجر)
انشاء الله تعالى.
قوله: * (وإن عاقبتم) * [16 / 126]
الآية، أي إن أردتم معاقبة غيركم على
وجه المجازاة فعاقبوا بقدر ما عوقبتم به
ولا تزيدوا عليه، وسمي الفعل الأول باسم
الثاني للمزاوجة. قيل كان المشركون
قد مثلوا بقتلى أحد وبحمزة وأخذت
هند كبده وجعلت تلوكه وجدعوا أنفه
وأذنه، فقال المسلمون: إن مكننا الله
منهم لنمثلن بالاحياء فضلا عن الأموات
فنزلت.
قوله: * (ولم يعقب) * [27 / 10]
أي لم يعطف ولم ينتظر.
قوله: * (له معقبات من بين يديه) *
[13 / 11] الآية. المعقبات: ملائكة
والنهار يتعاقبون، وهم الحفظة يعقب
بعضهم بعضا في حفظه، جمع (معقبة) من
عقب مبالغة في عقبه إذا جاء على عقبه،
كأن بعضهم يعقب بعضا، أو لأنهم يعقبون
أقواله وأفعاله فيكتبونها، وقيل هم عشرة
أملاك على كل آدمي تحفظه من شر
المهالك والمعاطب، وقيل هي التسبيحات
الأربع، سمين بذلك لأنهن يعدن مرة
بعد أخرى، يؤيده ما روي في حديث
الدعاء: (معقبات لا يخيب قائلهن ثلاث
وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة
وثلاث وثلاثون تكبيرة)، أو لأنهن
يعقبن الصلاة.
قوله: * (لا معقب لحكمه) *
[13 / 41] أي إذا حكم حكما فأمضاه
لا يتعقبه أحد بتغير ولا نقص، يقال عقب
الحاكم على حكم من كان قبله: إذا حكم
بعد حكمه بغيره.
قوله: * (ونرد على أعقابنا) *
[6 / 71] يقال لكل من لم يظفر بما
213

يريد: قد رد على عقبيه.
قوله: * (يرثني ويرث من آل
يعقوب) * [19 / 6] هو ابن إسحاق،
وقيل هو يعقوب بن مأتان أخو زكريا،
وقيل يعقوب هذا وعمران أبو مريم اخوان
من نسل سليمان بن داود. وفي الكشاف
وعن الليث إن يعقوب النبي (ع) اسمه
إسرائيل، وقيل له ذلك لأنه ولد مع
العيص في بطن واحد، ولد عيص قبله
ويعقوب متعلق به خرجا معا، فعيص أبو
الروم ويعقوب أبو الأسباط كلهم، عمر
مائة سنة وأربعين سنة.
وفي الحديث: (المتعقب على محمد في
شئ من الاحكام كالمتعقب على الله) أي الراد
عليه والشاك فيه كالراد على الله والشاك
فيه، ومثله (المتعقب على علي في شئ
من الاحكام كالمتعقب على رسول الله).
وفي حديث المسافر: (من تلا
ولما توجه تلقاء مدين الآية كان معه سبعة
وسبعون من المعقبات يستغفرون له)
يريد ملائكة الليل والنهار، وإنما أنث
لكثرة ذلك.
و (التعقيب) تفعيل من العقب.
وجاء في عقب الشهر وعلى عقبه:
إذا جاء بعد تمامه.
والتعقيب في الصلاة: الجلوس
بعدها لدعاء أو مسألة، وعقب في صلاته:
فعل ذلك.
وفي الحديث: (من عقب في الصلاة
فهو في صلاة).
وفيه (إن كنت على وضوء فأنت
معقب).
و (العقبة) بالتحريك مر قى صعب
من الجبال، يجمع على عقاب كرقبة
ورقاب، ومنه (عقبة كؤودة).
وليلة العقبة: هي الليلة التي بايع
رسول الله الأنصار على الاسلام والنصرة،
وذلك أنه صلى الله عليه وآله كان يعرض نفسه على
القبائل في كل موسم ليؤمنوا به، فلقى
رهطا فأجابوه فجاء في العام المقبل اثنا
عشر إلى الموسم فبايعوه عند العقبة الأولى،
فخرج في العام الآخر سبعون إلى الحج
واجتمعوا عند العقبة وأخرجوا من كل
فرقة نقيبا فبايعوه، وهي البيعة الثانية.
وعقبة المدنيين في مكة لمن جاء
على طريق المدينة.
214

وجمرة العقبة معروفة في منى.
و (العقب) بكسر القاف وسكونها
الولد وولد الولد، وأعقاب الاعقاب:
أولاد الأولاد.
و (العقب) بفتحتين: الأبيض من
أطناب المفاصل تعمل منه الأوتار، وبكسر
القاف مؤخر القدم، والجمع (أعقاب).
ومنه (ويل للأعقاب من النار)
وهو - إن صح - فالمراد به التحرز من
رشاش البول.
وعاقبة كل شئ: آخره.
و (لا خير فيما لا عاقبة له) يعني
من الأعمال الصالحة.
وعواقب الأمور: أواخرها.
و (صلينا أعقاب الفريضة) أي
بعدها.
وخلفت فلانا بعقبي: أي أقام
بعدي.
وعقبت زيدا - من باب قتل -
جئت بعده، ومنه سمي النبي صلى الله عليه وآله (العاقب)
لأنه عقب من كان قبله من الأنبياء، أي
جاء بعدهم.
ورجع فلان على عقبه: أي على
طريق عقبه، وهي التي كانت خلفه وجاء
منها سريعا.
وقوله: (ما زالوا مرتدين على
أعقابهم) أي راجعين إلى الكفر كأنهم رجعوا
إلى ورائهم. و (وطأ على عقبه) في معنى
إقتدى به واستن بسنته.
وعن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي
أبو عبد الله (ع) إياك والرئاسة إياك أن
تطأ أعقاب الرجال. قال: قلت: جعلت
فداك أما الرئاسة فقد عرفتها وأما إيطاء
أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلا مما
وطأت من أعقاب الرجال؟ فقال لي:
ليس حيث تذهب، إياك أن تنصب رجالا
دون الحجة فتصدقه في كل ما قال (1).
و (العقاب) بضم العين: الطائر
المعروف من الجوارح يؤنث، وعن كعب
الاخبار العقاب يقول (البعد عن الناس راحة)
وروي (البعد من الناس آنس).
والعقاب أيضا: العلم الضخم، وبه

(1) الكافي ج 2 ص 298 وفيه (وأما أن أطأ أعقاب الرجال).
215

سميت راية كانت لرسول الله.
والليل والنهار يتعاقبان: أي كل
منهما يأتي عقيب صاحبه.
و (أعقبه ندما) أو رثه.
وعاقبت اللص معاقبة وعقابا،
والاسم العقوبة.
واليعقوب: ذكر الحجل، مصروف
لأنه عربي لم يتغير وإن كان مزيدا في
أوله فليس على وزن الفعل، والجمع
يعاقيب، وقد جاء في الحديث. وأما
(يعقوب) اسم نبي الله فهو أعجمي لا
ينصرف للمعرفة والعجمة.
ويعقوب بن السكيت من المنتخبين
من الشيعة قتله المتوكل على التشيع وكان
معلما لولديه المعين والمؤيد (1).
و (اليعقوبي) اسم رجل من رواة
الحديث (2).
ويطأ عقبنا: أي يسلك سبيلنا.
وعقب فلان مكان أبيه: خلفه.
والنعل المعقبة: المخصرة.
وفي الحديث: (إني لأكره الرجل
لا أراه معقب النعلين) كأنه أراد التي لا
عقب لهما.
وفي حديث علي (ع): (ستعقبون
مني جثة خلاء) أي ستجدون بعد موتي
ذلك، وخلاء أي خالية عن الروح.
واعتقب الرجل: حبسته، ومنه
(ويعتقبون الخيل العتاق) أي كرائم
الخيل.
ع ق ب ل
العقابيل: جمع عقبول، وهو العاقبة
والبقايا. وقد جاء في الحديث.
ع ق د
قوله تعالى: * (واحلل عقدة من
لساني) * [20 / 27] قيل هي رثاثة كانت
في لسانه، لما روي من حديث الجمرة

(1) قتل أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدروقي (ابن السكيت) في الخامس من
رجب سنة 244. الكنى والألقاب ج 1 ص 303.
(2) ذكر الشيخ أبو علي عدة رواة يعرفون باليعقوبي. انظر رجال أبي علي
ص 368.
216

قوله: * (أو يعفو الذي بيده عقدة
النكاح) * [2 / 237] قيل هو الزوج
المالك لحله وعقده، وقيل هو الولي
يلي أمر الصبية.
وفي الحديث (الذي بيده عقدة
النكاح هو الأب والأخ أو الرجل يوصى
إليه والذي يجوز أمره في مال المرأة
يبتاع لها ويتجر فإذا عفى فقد جاز) (1).
وفي حديث آخر (يأخذ بعضا ويدع
بعضا وليس له أن يدعه كله) (2).
قوله: * (يا أيها الذين آمنوا أوفوا
بالعقود) * [5 / 1] هي جمع عقد بمعنى
المعقود، وهو أوكد العهود. والفرق بين
العهد والعقد أن العقد فيه معنى الاستيثاق
والشد ولا يكون إلا من متعاقدين.
والعهد قد يتفرد به الواحد، فكل عهد
عقد ولا يكون كل عقد عهدا، وأصله
عقد الشئ بغيره وهو وصله به كما
يعقد الحبل.
قال الشيخ أبو علي: اختلف في هذه
العهود على أقوال: أحدها أن المراد بها
العهود التي كان أهل الجاهلية عاهد
بعضهم بعضا فيها على النصرة والمؤازرة
والمظاهرة على من حاول ظلمهم أو بغاهم
شرا، وذلك هو معنى الحلف. وثانيها
أراد بالعهود التي أخذ الله على عباده
بالايمان به وطاعته فيما أحل لهم أو
حرم عليهم، وهو قول ابن عباس.
وثالثها أن المراد بها العقود التي يتعاقد
الناس بينهم ويعقدها المرء على نفسه كعقد
الايمان وعقد البيع وعقد العهد وعقد
الحلف. ورابعها أن ذلك أمر من الله
تعالى بالوفاء بما أخذ به ميثاقهم من
العمل بما في التوراة والإنجيل في تصديق
نبينا محمد صلى الله عليه وآله وما جاء به
من عند الله. قالوا: وأقوى هذه قول
ابن عباس (3).
قوله: * (بما عقدتم الايمان) *
[5 / 89] أي بتعقيدكم الايمان، وهو
توثيقها بالقصد والنية، وقرئ عقدتم
بالتخفيف وعاقدتم، والمعنى ولكن
يؤاخذكم بنكث ما عقدتم.

(1) البرهان ج 1 ص 229. (2) البرهان ج 1 ص 229.
(3) مجمع البيان ج 2 ص 151 - 152، وقد نقل هنا باختصار.
217

قوله: * (والذين عقدت أيمانكم
فآتوهم نصيبهم) * [4 / 33] أي الذين
عاهدت أيديكم، نسب العهد إلى اليمين
لان الرجل كان يمسح يده معاهده عند
المعاهدة، يقال نزلت تأكيدا لعقد
الولاء الثابت في الجاهلية، فإنهم كانوا
يتحالفون فيها فيكون للحليف السدس،
ثم نسخ هذا بآية أولى الأرحام. قال
الشيخ أبو علي: قرأ أهل الكوفة عقدت
بغير ألف والباقون عاقدت بالألف (1)،
والمعنى والذين عاقدت حلفهم أيمانكم.
فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه،
ومن قال عقدت أيمانكم كان المعنى
عقدت حلفهم أيمانكم، فحذف الحلف
وأقام المضاف إليه مقامه، والذين قالوا
عاقدت حملوا الكلام على المعنى، إذ كان
لكل واحد من الفريقين يمين،
والذين قالوا عقدت حملوا الكلام على لفظ
الايمان، لان الفعل لم يستند إلى أصحاب
الايمان في اللفظ وإنما استند إلى الايمان.
قوله: * (ومن شر النفاثات في العقد) *
[113 / 4] هو بضم عين وفتح قاف جمع
عقدة، وهذه العقدة حقيقة من باب عقد
النفاثات السواحر بأن يأخذن خيطا
فيعقدن عليه عقدة ويتكلمن عليه بالسحر.
وفي الحديث (مشتري العقدة مرزوق
وبايعها محروم) العقدة بالضم الضيعة
والعقار الذي اعتقده صاحبه ملكا،
والجمع عقد كصرد.
ومنه (كان أبو جعفر وأبو عبد الله
عليهما السلام لا يشتريان عقدة) أي لا
يبيعانها حتى يدخلا طعام سنة.
وفي الدعاء (لك من قلوبنا عقد
الندم) يريد عقد العزم على الندامة،
وهو تحقيق التوبة.
وفي حديث الجارية المعصر (ثم عقد
بيده اليسرى تسعين) ثم قال: (تستدخل
القطنة ثم تدعها مليا) التسعين هي من
الاعداد، وهي بحساب اليد عبارة عن
لف السبابة ووضع الابهام بحيث لا يبقى
بينهما إلا خلل يسير، وكأنه كناية عن
حفظ السر حفظا محكما كإحكام القابض
على تسعين، لان ما قبله من الكلام
هكذا (ثم نهد إلي فقال: يا خلف سر الله

(1) مجمع البيان ج 2 ص 42.
218

سر الله لا تذيعوه) (1). وربما كان
العقد على تسعين بيانا لكيفية إدخال
القطنة، وقرينة اليسرى تدل عليه.
وفي حديث الصادق عليه السلام:
(أسلم أبو طالب بحساب الجمل) ثم
عقد بيده ثلاثة وستين، يريد عنى بذلك
إله أحد جواد، وتفسير ذلك علي ما ذكر
في معاني الاخبار أن الألف واحد واللام
ثلاثون والهاء خمسة والألف واحد والحاء
ثمانية والدال أربعة والجيم ثلاثة والواو
ستة والألف واحد والدال أربعة، فذلك
ثلاثة وستون (2).
والعقد من مواضعات الحساب يستعمل
في الأصابع، ومنه (وعقد عشرا) وسيجئ
في جمل مزيد كلام في هذا المقام.
و (العقدة) بالضم: ما تمسكه وتوثقه
ومنه (عقدة البيع) ونحوه من باب
ضرب.
وعقدت اليمين وعقدتها بالتشديد
توكيد.
و (عقد غريمات اليقين) ما انعقد
في النفس من الغروم على يقين.
و (العقد) بالكسر: القلادة. ومنه
(انقطع عقد لي) والجمع عقود كحمل
وحمول، ويقال تعقد الخيط وخيوط
معقدة للكثرة.
وتحلل عقده: سكن غضبه.
وثلاث عقد بضم عين وفتح قاف جمع
عقدة، وهكذا (أهل العقدة) يعني
أصحاب الولايات على الأمصار.
وكلام معقد: أي مغمض.
ومعقد الشئ - مثل مجلس -: موضع
عقده.
وقولهم (هو مني معقد الإزار) يراد
به قرب منزلة.
وعقد النكاح: إحكامه وإبرامه.
وعقدت النكاح والبيع ونحوه:
أحكمته وأبرمته.
والمرأة إذا سجت عقدت على الأنامل،

(1) الكافي ج 3 ص 93.
(2) حديث الصادق عليه السلام في معاني الاخبار ص 285، وشرح الحديث
مأخوذ من كلام للحسين بن روح - انظر نفس الكتاب والصفحة.
219

يعني رؤوس الأصابع جمع أنملة، يعني
سجت بهن.
واعتقدت كذا: أي عقدت عليه قلبي
وضميري.
وله عقيدة حسنة: أي سالمة من
الشك.
وأهل الحل والعقد: من يرجع الناس
إلى أقوالهم ويعتقدون بهم من الأكابر
والعلماء.
قوله: (الخيل معقود بنواصيها
الخير) (1) أي ملازم لها كأنه معقود
فيها.
و (العنقود) بالضم واحد عناقيد:
العنب، وفيه (إذا صار الحصرم عنقودا
حل بيعه) قيل العنقود اسم للحصرم
بالنبطية، وفي الخبر ما يشهد له (2).
وفي الدعاء (أسألك بمعاقد العز من
عرشك) أي بخصال استحق بها العرش
العز أو بمواضع انعقادها منه، قيل
وحقيقته بعز عرشك.
ع ق ر
قوله تعالى: * (وامرأتي عاقر) *
[3 / 40] اي لم تحبل ولم تلد، من
قولهم عقرت المرأة عقرا من باب ضرب،
وفي لغة من باب تعب وقرب: إنقطع
حملها، فهي عاقر.
ومنه (رجل عاقر) لم يولد له،
والجمع عقر مثل راكع وركع.
نقل أهل التاريخ أنه كانت امرأة
زكريا أخت مريم بنت عمران بن مأتان
ويعقوب بن مأتان وبنو مأتان إذ ذاك
رؤساء بني إسرائيل وبنو ملوكهم، وهم
من ولد سليمان بن داود عليه السلام.
وفي الحديث ذكر (العقر) بالضم
وهو دية فرج المرأة إذا غصبت على نفسها.
ثم كثر ذلك حتى استعمل في المهر،
ومنه (ليس على زان عقر) أي مهر.
والعقر: ما تعطاه المرأة على وطي
الشبهة.
وعقر الدار: أصلها، وتضم العين
وتفتح في الحجاز، وعن ابن فارس العقر
أصل كل شئ.
وفي الخبر (ما غزي قوم في عقر

(1) الكافي ج 5 ص 48. (2) التهذيب ج 7 ص 84.
220

ديارهم إلا ذلوا) (1).
وفي الحديث ذكر العقار كسلام،
وهو كل ملك ثابت له أصل كالدار
والأرض والنخل والضياع، ومنه قولهم
(ماله دار ولا عقار)، وجمع العقار عقارات.
وفي حديث الصادق عليه السلام في
الهدية (الهدية عاقر عينا) كذا في كثير
من النسخ ولم نعثر لاحد التعرض بما
يوضحه. قال بعض المعاصرين. الظاهر
أن الصواب أنه عاقر من العقر وهو الجرح
بمعنى أن تعقر العين وتعميها ان تبصر
شيئا، وهو كناية عن التغافل عما لا ينبغي
التغافل عنه - انتهى.
وفي بعض نسخ الحديث (غافر غيبا)
بالغين المعجمة بدل العين والفاء بدل
القاف والباء الموحدة بدل النون، من
الغفر وهو الستر، ومعناه أن الهدية تستر
عيب المهدي عند المهدى إليه، ولعله
الصواب.
و (العقار) بالضم من أسماء الخمر
لأنها تعقل العقل.
والكلب العقور، وكل سبع يعقر
كالأسد والفهر والنمر والذئب، ومنه الكلب
العقور، والجمع عقر كرسول ورسل.
وعقره: أي جرحه، فهو عقير.
وفي الدعاء على الانسان (عقرا
وحلقا) أي عقر الله جسده وأصابه
بوجع في حلقه.
وعقرت البعير بالسيف فانعقر: إذا
ضربت به قوائمه.
ع ق ر ب
في الحديث: (من تزوج والقمر
في العقرب لم ير الحسنى) (2) العقرب:
برج في السماء معروف عند أهل الحساب
وسيجئ معرفة نزول القمر فيه في (نزل)
إن شاء الله تعالى. والعقرب: واحدة العقارب تطلق
على الذكر والأنثى، فإذا أريد تأكيد
التذكير قيل (عقيربان) بضم العين والراء
ويقال للأنثى عقربة، وقيل لا يقال إلا عقرب
للذكر والأنثى.
وفي الحديث: (مسخ العقرب وكان
نماما).

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 64.
(2) مكارم الاخلاق ص 226.
221

وصدغ معقرب: معطوف محنى.
ع ق ص
عقص الشعر: جمعه وجعله في وسط
الرأس وشده.
ومنه الحديث (رجل صلى معقوص
الشعر؟ قال: يعيد).
والعقيصة للمرأة: الشعر يلوى وتدخل
أطرافه في أصوله، والجمع عقائص،
وعقاص، والعقصة مثلها، والجمع عقص
كسدرة وسدر.
وعقصت المرأة شعرها عقصا - من
باب ضرب -: فعلت به ذلك.
والتيس الأعقص: الذي التوى قرناه
على أذنيه من خلفه.
وقد عقص بالكسر: أعوج.
ع ق ع ق
والعقعق: طائر معروف نحو الحمامة
ذو لونين أبيض وأسود طويل الذنب
ويقال له القعقع أيضا.
والعرب تتشأم به.
ع ق ق
في الحديث (أدنى العقوق أف).
يقال عق الولد أباه يعقه عقوقا من
باب قعد: إذا آذاه وعصاه وترك الاحسان
إليه وهو البر به.
وأصله من العق وهو الشق والقطع.
وعق الرجل عن ولده من باب قتل.
والاسم العقيقة وهي الذبيحة التي
تذبح عن المولود يوم أسبوعه.
وهي في الأصل صوف الجذع وشعر
كل مولود من الناس والبهائم التي تولد
عليه.
ومنه سمي ما يذبح عن المولود
عقيقة.
وقيل بل لان حلقومها يشق،
والعق: الشق.
وفي الحديث (الغلام مرتهن بعقيقته).
قيل في معناه: إن أباه يحرم شفاعته
إذا لم يعق عنه.
وأنكر البعض هذا التأويل وشدد
النكير في ذلك.
ثم قال: والمعنى إنه كالشئ المرهون
الذي لم يتم الانتفاع والاستمتاع به دون
فكه.
والنعمة إنما تتم على المنعم عليه بقيامه
222

بالشكر. ووظيفة الشكر في هذه النعمة
ما سنه رسول الله صلى الله عليه وآله.
وهو أن يعق عن المولود شكرا لله
وطلبا لسلامة المولود.
اللهم إلا أن يكون التفسير الذي
سبق متلقى من صحابي إطلع على ذلك
- انتهى.
وهو جيد إذا لم يكن في الحديث
يوم القيامة وإلا فغير تام.
وفي الحديث (أحرم من العقيق)
وهو واد من أودية المدينة يزيد على بريد
قريب من ذات عرق قبلها بمرحلة أو
مرحلتين.
وكل مسيل شقه السيل فوسعه فهو
عقيق.
وعن بعض الفضلاء: إن الموضع
تحرم منه الشيعة في زماننا ويزعمون أنه
العقيق ليس بعقيق وإنما هو محاذ له.
وفيه (كان عليه السلام يتختم بالعقيق)
هو حجر معروف يتخذ منه الفصوص.
وفيه (يا علي تختم بالعقيق فإنه
أول جبل أقر لله بالوحدانية ودان لمحمد
صلى الله عليه وآله بالنبوة ولك بالوصية
ولولدك بالإمامة ولشيعتك بالجنة
ولأعدائك بالنار).
ع ق ل
قوله تعالى * (فهم لا يعقلون) * [2 / 171]
العاقل هو الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها
ومن هذا قولهم: إعتقل لسان فلان:
إذا حبس ومنع من الكلام.
ومنه عقلت البعير.
وفي الحديث (إذا تم العقل نقص الكلام).
قال بعض الشارحين: وذلك لضبط
العقل إياه ووزنه، والموزون أقل من
المكيل والجزاف.
وفيه (نوم العاقل أفضل من سهر
الجاهل) لعل الوجه فيه أن نوم العاقل
يتوصل فيه إلى أبواب كثيرة من أبواب
الخير بخلاف سهر الجاهل فإنه لا فائدة فيه.
وفيه (ليس بين الايمان والكفر إلا
قلة العقل، وذلك أن العبد يرفع رغبته
إلى مخلوق فلو أخلص نيته لله لاتاه الذي
يريد في أسرع من ذلك).
وفيه (العقل غطاء ستير) أي يستر
العيوب الصادرة من الانسان.
223

وفي حديث علي عليه السلام (العقل
شرع من داخل، والشرع عقل من خارج).
والعقل: نور روحاني تدرك النفس
به العلوم الضرورية والنظرية.
وأول ابتداء وجوده عند اجتنان
الولد ثم لا يزال ينمو إلى أن يكمل عند
البلوغ - قاله في القاموس.
وذكر أنه الحق. وقد تقدم في (انس)
أن جنوده تكمل عند الأربعين ويبدو
أصله عند البلوغ.
وعن بعض العارفين: وقد يطلق العقل
على العلم المستفاد من ذلك فيكون الأول
هو العقل المطبوع المراد بقوله تعالى
(ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك).
والثاني العقل المسموع المراد بحديث
(ما كسب الانسان شيئا أفضل من عقل
يهديه إلى هدى).
والاقبال والادبار المذكوران في
حديثه إما على إرادة الحقيقة كما يشعر
به قوله فاستنطقه.
أو الكناية عن الاقرار بالحق في الأول
والاعراض عن الباطل في الثاني.
أو عن كونه مناطا للتكاليف ومحلا
للثواب والعقاب كما يشعر به قوله (إياك
آمر وإياك أنهى وإياك أعاقب وإياك أثيب)
وقد يراد بالعقل قوة النفس.
وقد يراد به المصدر وهو فعل تلك
القوة.
وقد يراد به ما يقابل الجهل وهو
الحالة المقدمة على ارتكاب الخير واجتناب
الشر، أي القوة المدبرة في إعانة الآخرة.
وموضعه على ما هو مصرح به في
الأحاديث (القلب).
وفي حديث سليمان بن داود المتقدم
في (خلف) تصريح بأن موضعه الدماغ.
وفي كلام بعض اللغويين القلب والدماغ
مجمعا العقل.
وعن بعض العارفين: الممكن المجرد
عن الجسمية أن احتاج في كمالاته إلى
البدن فهو النفس وإلا فهو العقل.
وقد تقدم في (قوا) أبحاث نفيسة
مما يناسب المقام.
وفي الحديث (لسان العاقل وراء
قلبه) يريد أن العاقل لا يطلق لسانه
224

إلا بعد مشاورة الروية ومؤامرة الفكرة.
وفيه (لا نجاة إلا بالطاعة، والطاعة
بالعلم، والعلم بالتعلم، والتعلم بالعقل).
يعتقل أي يفهم ويدرك.
وعقل عن الله أي عرف عنه، كأن
أخذ العلم من كتاب الله وسنة نبيه صلى
الله عليه وآله.
ومنه (من عقل عن الله اعتزل عن
أهل الدنيا).
وفيه (إعقلوا الخبر إذا سمعتموه
عقل رعاية لا عقل رواية، فإن رواة العلم
كثير ورعاته قليل) المراد بعقل الرعاية
تدبره وتفهم معناه.
وبعقل الرواية: نقل ألفاظه فقط.
وفيه (التودد نصف العقل) أراد
بالعقل: العقل العملي.
ولفظه مجاز في تصرفاته.
ولما كان الانسان محتاجا في إصلاح
معاشه إلى غيره، وكان عقله في معاملته
للخلق، إما على وجه التودد وما يلزمه
من جميل المعاشرة والمسامحة والترغيب،
وإما على حد من القهر والغلبة كان
التودد وما في معناه نصف العقل.
والعقل: الدية، وأصله أن القاتل
كان إذا قتل قتيلا جمع الدية من الإبل
فعقلها بفناء أولياء المقتول أي شدها في
عقلها ليسلمها إليهم ويقبضونها منه
فسميت الدية عقلا بالمصدر.
بقال عقل البعير يعقله عقلا والجمع
عقول.
وكان أصل الدية الإبل فقومت بعد
ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم وغيرها.
وقيل سميت بذلك لأنها تعقل لسان
ولي المقتول.
أو من العقل وهو المنع لان العشيرة
كانت تمنع القاتل بالسيف في الجاهلية ثم
منعت عنه في الاسلام بالمال.
ومنه الحديث (جاريتان افتضت
إحديهما الأخرى بأصبعها فقضى على التي
فعلت عقلها) يعنى ديتها.
والعاقلة: التي تحمل دية الخطأ وهم
من تقرب إلى القاتل بالأب كالاخوة والأعمام
وأولادهما وإن لم يكونوا وارثين في الحال
وقيل من يرث به القاتل لو قتل
225

ولا يلزم من لا يرث ديته شيئا مطلقا.
وقيل هم المستحقون لميراث القاتل
من الرجال العقلاء من قبل أبيه وأمه
فإن تساوت القرابتان كأخوة الأب وأخوة
الأم كان على أخوة الأب الثلثان وعلى
اخوة الأم الثلث.
والأول أشهر الأقوال، كذا حققه
الشهيد الثاني رحمه الله.
ويعقلون عنه أي يعطون عقله.
وفي الحديث (المرأة تعاقل الرجل)
أي توازنه (إلى ثلث الدية فإذا بلغ ثلاث
الدية صارت المرأة على النصف من دية
الرجل).
وعقل الوعل أي امتنع في الجبل
العالي.
والعقل بضمتين وسكون الثانية.
جمع العقال وهو الحبل الذي يشد به البعير.
والإبل المعقلة: المشددة بالعقل،
والتشديد للتكثير.
وعقيل بن أبي طالب كان أسن من
أخيه جعفر بعشر سنين.
وكان أكثر الناس ذكرا لمثالب
قريش فعادوه لذلك.
وكان مما أعانهم عليه في ذلك مغاضبته
لأخيه علي عليه السلام وخروجه إلى معاوية
حتى قال يوما بحضرته:
هذا أبو زيد لو لم يعلم بأني خير له
من أخيه لما أقام عندنا وتركه.
فقال عقيل: أخي خير لي في ديني
وأنت خير لي في دنياي وقد آثرت دنياي
وأسأل الله خاتمة الخير (1).
توفى بالشام في خلافة معاوية.
والحسن بن علي المعروف بابن عقيل
العماني بالعين المهملة المضمومة الحذاء
ثقة فقيه متكلم.
قال النجاشي سمعت شيخنا المفيد
يكثر الثناء على هذا الرجل.
والمعقل بفتح الميم وكسر القاف:

(1) لم ينقح سند هذا الخبر. وذهب المحققون من المؤرخين إلى أن عقيلا لم
يترك عليا مدة حياته، لكنه بعد وفاته عليه السلام اضطر - كساير بنى هاشم وكبار
قريش - من الذهاب إلى طاغية الشام معاوية لعنه الله.
226

قريب من معنى الحصن.
ويطلق على الملجأ.
ومعقل بن يسار من الصحابة وهو
من مزينة.
والعقنقل: الكثيب العظيم المتداخل.
ع ق م
قوله تعالى * (أو يأتيهم عذاب يوم
عقيم) * [22 / 85] قيل هو عذاب يوم
القيامة وسماه عقيما لأنه لا ليلة له. أو
لأنه لا يوم بعده. وقيل: هو يوم بدر،
وصف بذلك لان أولاد النساء يقتلون
فيه، فيصرن كأنهن عقم لم يلدن.
والريح العقيم: ريح عذاب لا تلقح
شيئا من الأرحام ولا شيئا من النبات،
وهي ريح تخرج من تحت الأرضين السابعة.
وفي الحديث عن الباقر عليه السلام
- في الريح العقيم - قال (ما يخرج منها
شئ قط إلا على قوم عاد، حين غضب
الله عليهم فأمر الجن أن يخرجوا منها
مثل سعة الخاتم، فعصفت على الخزنة
فخرج منها بمقدار منخر الثور تغيظا
منها على قوم عاد، فأهلكتهم).
والعقيم: الذي لا يولد له، يطلق على
الذكر والأنثى. ومنه (المرأة العقيم) يقال: عقمت
الرحم عقما من باب تعب، والعقم وزان
قفل.
قال في المصباح: ويجمع الرجل على
عقماء وعقام ككريم وكرام وكرماء.
وتجمع على عقام وعقم بضمتين.
وقولهم: (الملك عقيم) أي لا ينفع
في طلبه نسب ولا صداقة، فان الرجل
يقتل أباه وابنه على الملك، فكأنه سد
باب الرعاية والمحافظة.
ويوم عقيم: لا هواء فيه، فهو شديد
الحر.
ع ق ى
في حديث خيمة آدم التي هبط بها
جبرئيل عليه: (كان أوتادها من عقيان
الجنة) هو بالكسر: الذهب الخالص.
وقيل: ما ينبت منه نباتا وليس مما يحصل
من الحجارة.
ع ك ر
في الحديث (إنا نطرح فيه العكر)
هو بفتحتين دردي الزيت ودردي النبيذ
227

ونحوه مما خثر ورسب، يقال عكر الشئ
عكرا من باب تعب إذا لم يرسب خائره.
وعكرته تعكيرا: جعلت فيه العكر
ومنه (النبيذ الذي يجعل فيه العكر فيغلي
حتى يسكر حرام) (1).
وفي الحديث (رجل فجر بامرأة
عكر عليها) أي غلبها على نفسها.
واعتكر الظلام: اختلط وتكاثر.
وفي دعاء الاستسقاء (واعتكرت علينا
حدابير السنين) أي تكثرت وقام بعضها
على بعض.
وعكرت عليه: حملت عليه.
ع ك ر ش
العكرش بالكسر: نبات من الحمض،
وهو الثيل نفسه - قاله في القاموس.
ع ك ر م
عكرمة: أبو قبيلة. ولعل منه
الحديث (لو أدركت عكرمة (2) عند
الموت لنفعته).
ع ك ز
العكازة وزان تفاحة ورمانة: العنزة،
وهي رمح بين العصا والرمح فيها زج،
والجمع عكاكيز
وعكز على عكازته: توكأ عليها.
ع ك س
العكس: ردك آخر الشئ على أوله.
ع ك ظ
(عكاظ) اسم سوق للعرب بناحية
مكة، كانوا يجتمعون به في كل سنة
فيقيمون شهرا يتبايعون به ويتناشدون
الاشعار ويتفاخرون، وكل متاع فاخر
يباع في ذلك الشهر هناك وينقل إلى أطراف
الأرض، وينسب إليه فيقال أديم عكاظي،
فلما جاء الاسلام هدم ذلك السوق (3).

(1) الكافي ج 6 ص 417. (2) وهو عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.
(3) قال الأصمعي: عكاظ نخل في واد بينه وبين الطائف ليلة وبينه وبين مكة
ثلاث ليال، وبه كانت تقام سوق العرب بموضع منه يقال له الأثيداء، وبه كانت أيام
الفجار، وكان هناك صخور يطوفون بها ويحجون إليها. قال الواقدي: عكاظ بين
نخلة والطائف وذو المجاز خلف عرفة ومجنة بمر الظهران، وهذه أسواق قريش
والعرب ولم يكن فيه أعظم من عكاظ. قالوا: كانت العرب تقيم بسوق عكاظ شهر - -
- شوال ثم تنتقل إلى سوق مجنة فتقيم فيه عشرين يوما من ذي القعدة ثم تنتقل إلى سوق
ذي المجاز فتقيم فيه إلى أيام الحج - معجم البلدان ج 3 ص 142.
228

ع ك ف
قوله تعالى * (عاكفين في المساجد) * (1)
أي مقيمين فيها.
قوله * (سواء العاكف فيه والباد) *
[22 / 25] والعاكف: المقيم والبادي
الطاري أي مستويان، لا يتفاضل أحدهما
على الآخر.
وفي الحديث عنه عليه السلام (قال
لم يكن ينبغي أن يوضع على دور مكة
أبوابا (2)، لان للحاج أن ينزلوا معهم
في دورهم في ساحة الدار حتى يقضوا
مناسكهم، وإن أول من جعل لدور مكة
أبوابا معاوية).
قوله * (فأتوا على قوم يعكفون
على أصنام لهم) * [7 / 137] (من عكف
على الشئ) من بابي ضرب وقعد أي
لازمه وواظبه، أو من (عكفوا على
الشئ): استداروا عليه.
قوله * (والهدي معكوفا) * [48 / 25]
أي محبوسا.
يقال عكفه يعكفه عكفا: حبسه.
ومنه (الاعتكاف) وهو افتعال من
العكف، وهو الحبس واللبث، وقد عرف
لغة باللبث المتطاول.
واصطلاحا باللبث في مسجد جامع
ثلاثة أيام فصاعدا للعبادة.
ع ك ك
العكة بالضم: آنية السمن.
وقد جاءت في الحديث.
والجمع عكك.
ع ك ن
في الحديث (كأني أنظر إلى أبي
وفي عنقه عكنة) هي بالضم فالسكون،
واحدة العكن كصرد: طي في العنق،
وأصلها الطي في البطن من السمن، ويقال
في الجمع أعكان أيضا.
وتعكن البطن: صار ذا عكن.

(1) كذا في النسخ والصحيح: * (عاكفون في المساجد) * [2 \ 178].
(2) كذا في النسخ. والظاهر (أبواب).
229

ع ل ب
في الحديث ذكر العلباء بكسر العين
والمد، وهما عصبتان عريضتان صفراوان
ممتدان على الظهر والعنق، والتثنية
(علباوان) وإن شئت قلت (علبا آن)
لأنهما همزة ملحقة بسرداح.
والعلبة: محلب من جلد، والجمع
علب وعلاب.
ع ل ج
في الدعاء (وما تحويه عوالج الرمال)
هي جمع عالج، وهو ما تراكم من الرمل
ودخل بعضه في بعض، ونقل أن رمل عالج
جبال متواصلة يتصل أعلاها بالدهناء،
والدهناء بقرب يمامة وأسفلها بنجد (1).
وفي كلام البعض رمل عالج محيط
بأكثر أرض العرب.
و (العلج) بالكسر فالسكون وجيم
في الآخر: الرجل الضخم من كفار
العجم، وبعضهم يطلقه على الكافر مطلقا،
والجمع علوج وأعلاج كحمول وأحمال.
والعلج أيضا: حمار الوحش الغليظ.
وفي حديث علي (ع) (الناس
ثلاثة عربي ومولى وعلج، فنحن العرب،
وشيعتنا الموالي، ومن لم يكن على مثل
ما نحن عليه فهو علج) - إي كافر.
وفي الحديث (إن الدعاء ليبقى البلاء
فيتعالجان) اي يتصارعان.
والمعالجة: الممارسة والمزاولة،
ومنه حديث الأسلمي (إني صاحب ظهر
أعالجه) أي أمارسه وأكارى عليه.
ومنه (عالجت امرأة فأصبت منها).
وعالجت بني إسرائيل: أي مارستهم
فلقيت منهم شدة.
وقوله (وهو علاجي) أي وهو
عملي الذي أعمله.

(1) في معجم البلدان ج 4 ص 70: وهو رملة بالبادية مسماة بهذا الاسم، قال =
= أبو عبد الله السكوني: عالج رمال بين فيد والقريات ينزلها بنو بحتر من طي، وهي
متصلة بالثعلبية على طريق مكة لا ماء بها ولا يقدر أحد عليهم فيه، وهو مسيرة أربع
ليال، وفيه برك إذا سالت الأودية امتلأت، وذهب بعضهم إلى أن رمل عالج هو
متصل بوبار.
230

وعلج علجا من باب تعب: اشتد.
وطار العلج: أي أسرع المشي.
ورجل علج ككتف: شديد معالج
للأمور.
واعتلجت الأمواج: إذا التطمت.
والأرض: إذا طال نباتها.
وفي حديث فاطمة (ع) (وكم من
غليل معتلج بصدرها) أي كامن فيه (لم
تجد إلى ثبه سبيلا).
ع ل س
في الحديث ذكر السلت والعلس
بالتحريك نوع من الحنطة يكون حبتان
في قشر، وهو طعام أهل صنعاء - قاله
الجوهري.
وقال غيره: هو ضرب من الحنطة
يكون في القشر منه حبتان وقد تكون
واحدة وثلث.
وقال بعضهم: هو حبة سوداء تؤكل
في الجدب.
وقيل: هو مثل البر إلا أنه عسر
الاستنقاء.
وقيل: هو العدس - قاله في المصباح
ع ل ف
في الحديث (يشتري به علفا لحمام
الحرم) العلف للدابة بالتحريك:
معروف، يقال علفت الدابة علفا من باب
ضرب والجمع علاف مثل جبل وجبال.
والمعلف بكسر الميم: موضع العلف.
ع ل ق
قوله تعالى * (إقرأ باسم ربك الذي
خلق خلق الانسان من علق) * [69 / 2]
قيل وجه المناسبة بين الخلق من العلق
والتعليم بالقلم، هو أن أدنى مراتب
الانسان كونه علقة وأعلاها كونه عالما،
والله تعالى أمتن على الانسان بنقله من
أخس المراتب إلى أعلاها وهي العلم.
قال الزمخشري: فإن قلت لم قال
من علق وإنما خلق من علقة؟
قلت لان الانسان في معنى الجمع
كقوله تعالى * (إن الانسان لفي خسر) *
[103 / 2].
قوله * (خلقنا الانسان من نطفة ثم
من علقة) * [22 / 5] الآية.
العلقة هي القطعة الجامدة من الدم
231

بعد أن كانت منيا، وبعد أربعين يوما
تصير مضغة وجمعها علق.
والعلق: الدم الغليظ.
قوله * (فتذروها كالمعلقة) * [4 / 128]
المعلقة: المرأة ليست بذات بعل ولا
مطلقة.
وفي الحديث (إنما الأوصياء أعلاق
من الأنبياء) أي قطع منهم.
والاعلاق جمع علقة وهي القطعة.
وعلقت المرأة بالولد من باب تعب:
حبلت.
والعلق بالتحريك: شئ أسود مثل
الدود يكون في الماء، الواحدة علقة مثل
قصب وقصبة.
وفي حياة الحيوان: هو دود أسود
أحمر يكون في الماء يعلق في البدن ويمص
الدم وهو من أدوية الحلق والأورام الدموية
لامتصاصها الدم الغالب على الانسان،
الواحدة علقة.
وعلق الشوك بالثوب من باب تعب
وتعلق به: إذا نشب.
وعلائق الشين كأنه من هذا المعنى.
وعلق به علقا أي تعلق به.
وعلق الظبي في الحبالة: تعوق.
والعلق بالكسر فالسكون: النفيس
من كل شئ.
والعلقة بضم العين: القليل.
والعلاقة بالفتح: علاقة الحب.
والعلاقة بالكسر: علاقة القوس
والسوط ونحوهما.
وأعلقت القوس: جعلت له علاقة.
المعلاق بالكسر: ما يعلق به اللحم
وغيره.
وأعلق أظفاره في الشئ أي أنشبها.
وعلقه وتعلق به بمعنى.
ومنه (الرحم يوم القيامة متعلقة
بالعرش).
وعلقى: نبت.
قال الجوهري: قال سيبويه: يكون
واحدا وجمعا وألفه للتأنيث فلا ينون.
وقال غيره: للالحاق وينون.
الواحدة: علقاة.
ع ل ق م
العلقم - بفتح العين فالسكون -:
شجر مر، ويقال للحنظل: علقم، ولكل
شجر مر.
232

وعلقمة اسم رجل.
والعلقمة: المرارة.
ع ل ك
العلك كحمل: كلما يمضغ في الفم
من لبان وغيره.
والجمع علوك وأعلاك.
وبفتح العين: المضغ.
وعلكته علكا من باب قتل: مضغته.
وعلك الفرس اللجام: لاكه.
ع ل ل
في الحديث (أعيان بني الأم أحق
بالميراث من ولد بني العلات) بنو العلات
أولاد الرجل من أمهات شتى.
سميت بذلك لان الذي تزوجها قبلها
كانت ناهلا ثم علا من هذه.
مثاله ما لو ترك أختا لأب وأم وأختا
لأب فالمال كله للأخت للأب والأم،
النصف تسمية والباقي ردا.
والعلل: الشرب الثاني يقال علل
بعد نهل.
وتعليل الصبي: وعده وتسويفه وشغله
عما يراد صرفه.
والعلة بالكسر: المرض الشاغل
والجمع علل بالكسر أيضا.
والعلية بالكسر والتشديد: الغرفة
والجمع العلالي.
وعل ولعل لغتان بمعنى.
يقال علك تفعل كذا ومعناه التوقع
لمرجو أو مخوف، وفيه طمع وإشفاق
وهو حرف مثل إن وأن وكان وليت
ولكن إلا أنها تعمل عمل الفعل لشبههن
به فتنصب الاسم وترفع الخبر.
وبعضهم يخفض ما بعدها.
وقد جاءت في القرآن بمعنى كي.
وأصلها عل واللام زائدة.
وتكون بمعنى عسى.
قيل وهي من الله تعالى تحقيق.
قال بعض المحققين من المفسرين:
لعل للترجي والاشفاق.
قال الله تعالى * (لعله يتذكر أو
يخشى) * [20 / 44] و * (لعل الساعة
قريب) * [42 / 17].
ثم قال: إن قيل قد جاءت في مواضع
من القرآن على سبيل الاطماع، ولكن
لا أطماع من كريم رحيم، فيجري أطماعه
233

مجرى وعده المحتوم وفاؤه به.
أجيب بأن من ديدن الملوك وما عليه
أوضاع أمورهم ورسومهم أن يقتصروا في
مواعيدهم التي يواطنون أنفسهم على
إنجازها على أن يقولوا عسى ولعل
ونحوهما من الكلمات.
وعلى مثله ورد كلام مالك الملوك
ذي العز والكبرياء.
أو يجئ على طريق الاطماع دون
التحقيق لئلا يتكل العباد كقوله * (يا أيها
الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا
عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم) *
[66 / 8].
فإن قلت قوله تعالى * (لعلكم
تتقون) * [2 / 21] لا يجوز أن يحمل
على رجاء تقواهم لان الرجاء لا يجوز
على عالم الغيب والشهادة.
وحمله على أن يخلقهم راجين للتقوى
ليس بسديد أيضا.
قلت (لعل) واقعة في الآية موقع المجاز
لان الله تعالى خلق عباده ليتعبدهم بالتكليف
وركب فيهم العقول والشهوات.
وأزاح العلة في إقدارهم وتمكينهم.
وهداهم النجدين.
ووضع في أيديهم زمام الاختيار.
وأراد منهم الخير والتقوى.
فهم في صورة المرجو منهم التقوى
- انتهى.
ويقال لعلي أفعل كذا، ولعلني كذا.
ع ل م
قوله تعالى: * (يرفع الله الذين آمنوا
والذين أوتوا العلم درجات) * [58 / 11]
لا يخفى ما في الآية من الترغيب في العلم
ومثلها كثير.
قوله * (وقال الذي عنده علم من
الكتاب) * [27 / 40] قيل هو وزير
سليمان بن داود، وابن أخته، وهو آصف
ابن برخيا، وكان يعرف اسم الله الأعظم
الذي إذا دعي به أجيب، وهو قوله
(يا إلهنا وإله كل شئ إلها واحدا
لا إله إلا أنت) وقيل هو (يا حي يا قيوم)
وبالعبرانية (آهيا وشراهيا) وقيل هو
(يا ذا الجلال والاكرام).
وقيل: هو ملك أيد الله به سليمان
وقيل: هو جبرئيل.
234

والكتاب: اللوح المحفوظ.
قوله * (وأولو العلم) * [3 / 18] أي
المتصفون به.
قوله * (وفوق كل ذي علم عليم) *
[12 / 76] أي أرفع منه درجة حتى
ينتهي إلى الله تعالى.
قوله * (هدى للعالمين) * [3 / 96]
العالمون بفتح اللام: أصناف الخلق،
كل صنف منهم عالم، جمع لا واحد له
من لفظه.
وقيل العالم: يختص بمن يعقل،
وجمعه بالواو والنون.
وذهب أكثر المتكلفين إلى أن العالم
إنما هو الجسماني المنحصر في الفلك
العلوي، والعنصري السفلى.
وعن بعض العارفين: المصنوع اثنان
عالم الماديات، وعالم المجردات، والكائن
في الأول هو الجسم والفلك والفلكيات
والعنصر والعنصريات والعوارض اللازمة
له، وفي الثاني هم الملائكة المسماة بالملا
الأعلى، والعقول والنفوس الفلكية،
والأرواح البشرية المسماة بالنفوس الناطقة.
قوله * (لا علم لنا إلا ما علمتنا) *
[2 / 32] ونحوها من الآيات فيها دلالة
على أن الصور الادراكية كلها فايضة من
الله، كما هو قول الحكماء وعلماء الاسلام.
قوله * (وما جعلنا القبلة التي كنت
عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول) *
[2 / 143] الآية ضمن العلم معنى التمييز
أي ليتميز بالعلم، فإن العلم صفة تقتضي
تمييز العلوم، فيتميز لك الناس التابعون
لك والناكصون عنك.
قوله * (أيام معلومات) * [2 / 197]
هي عشر ذي الحجة.
قوله * (في البحر كالاعلام) * [42 / 32]
أي كالجبال الطوال، واحدها: علم.
قوله * (وعلامات وبالنجم هم
يهتدون) * [16 / 16] قال النجم رسول
الله صلى الله عليه وآله والعلامات هم
الأئمة عليهم السلام.
وفي الحديث (الماء كله طهور إلا ما
علمت أنه قذر) وقد ذكر في (قذر).
والعلم اليقين: الذي لا يدخله الاحتمال
هذا هو الأصل فيه لغة وشرعا وعرفا.
وكثيرا ما يطلق على الاعتقاد الراجح
المستفاد من سند، سواء كان يقينا أو ظنا.
235

ومنه قوله تعالى * (فإن علمتموهن
مؤمنات) * [60 / 10] الآية. قال
المفسر: أراد الظن المتاخم للعلم لا العلم
حقيقة، فإنه غير ممكن، وعبر عن الظن
بالعلم إيذانا بأنه كهو في وجوب العمل
به - انتهى.
ومثله قوله عليه السلام * (فإن علمتم
فيهم خيرا) * [24 / 33].
وجاء العلم بمعنى المعرفة كما جاءت
بمعناه، لاشتراكهما في كون كل منهما
مسبوقا بالجهل، لان العلم وإن حصل
عن كسب فذلك الكسب مسبوق بالجهل.
وفي التنزيل * (مما عرفوا من الحق) *
[5 / 86] أي علموا.
وقال * (لا تعلمونهم الله يعلمهم) *
[8 / 61] أي لا تعرفونهم الله يعرفهم.
قال في المصباح: وأطلقت المعرفة
على الله، لأنها أحد العلمين. والفرق
بينهما اصطلاح وهو تعالى منزه عن سابقة
الجهل، وعن الاكتساب، لأنه تعالى يعلم
ما كان وما يكون، كيف يكون، وعلمه
صفة قديمة ذاتية له. قال: وإذا كان
العلم بمعنى اليقين تعدى إلى مفعولين،
وإذا كان بمعنى المعرفة تعدى إلى واحد
- انتهى،
وقد يضمن العلم معنى شعر، فتدخل
الباء، يقال علمته وعلمت به.
والعالم بكسر اللام: من اتصف
بالعلم، وقد يطلق ويراد به أحد الأئمة
عليهم السلام من غير تعيين.
والله تعالى عالم بكل معلوم على ما هو
عليه، من كونه واجبا وممكنا وممتنعا،
وكليا وجزئيا، لنسبة ذاته إلى جميع
الممكنات بالسوية. وما زعمه الفلاسفة
من عدم علمه بالجزئيات الزمانية باطل،
وشبههم ضعيفة لا تستحق أن تذكر.
وفي الحديث (إنما سمي الله عالما
لأنه لا يجهل شيئا، وسمى الله تعالى بالعلم
بغير علم حادث، علم به الأشياء واستعان
به علي حفظ ما يستقبل من أمره، كما
لو رأينا علماء الخلق إنما سموا بالعلم
الحادث إذا كانوا قبله جهلة وربما فارقهم
العلم فعادوا إلى الجهل).
وفيه أيضا (لم يزل الله تعالى عالما
والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا
مسموع، والبصر ذاته ولا مبصر، والقدرة
236

ذاته ولا مقدور، فلما أحدث الأشياء
وكان المعلوم، وقع العلم منه على المعلوم
والسمع على المسموع، والبصر على المبصر
والقدرة على المقدور).
قال بعض الشارحين: قوله وقع العلم
على المعلوم، لا بمعنى أن التعلق لم يكن
بالفعل في الأزل، بل الانطباق على المعلوم
الخارجي ليس في الأزل.
ونقل عن ابن سينا شبهة في بحث
علمه تعالى بالمعلومات عجز عن جوابها
وهو (أن علمه تعالى في الأزل متعلق
بكل مفهوم فلا بد للمفهومات من وجود
خارجي أو ذهني، وعلى التقديرين هي
قائمة بأنفسها أو بغيرها، وعلى تقدير
قيامها بغيرها فهي قائمة بذاته، أو
بغيره تعالى، والكل محال).
ويمكن أن يقال: إن منشأ هذه
الشبهة من الحصر المذكور في قوله لابد
للمفهومات من وجود خارجي أو ذهني،
وهذا الحصر وإن ثبت في حق المخلوق
لكن لا يلزم ثبوت مثله في حق الخالق
تعالى هذا. وقد نقل عن صاحب المحاكمات
احتمال القيام بالوجود الذهني من غير
قيام الوجود الذهني بشئ.
وفيه (إن لله تعالى علمين علم مبذول
نحن نعلمه، وعلم مكفوف هو الذي
عنده تعالى في أم الكتاب إذا خرج نفذ)
كأنه يريد اللوح المحفوظ.
وفيه (العلم الذي نزل مع آدم
عليه السلام لم يرفع، وما مات عالم
فذهب علمه، والعلم يتوارث).
والعلم علمان مسموع ومطبوع كما
وردت الرواية بذلك عن علي عليه السلام
حيث قال:
رأيت العلم علمين فمسموع ومطبوع
فلا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع
كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع
قال بعض الشارحين: العلم المسموع
هو العلم بالشرعيات، والعلم المطبوع:
العلم بأصول الدين.
وروى هكذا (رأيت العقل عقلين
فموهوب ومكسوب) (فلا ينفع مكسوب
إذا لم يك موهوب) (كما لا تنفع
الشمس وضوء العين محجوب).
ولا منافاة بين الروايتين، فإن الأولى
237

في العلم، والثانية في العقل. والعلم بالتحريك: علم الثوب من
أطراز وغيره، وهو العلامة، وجمعه أعلام
مثل سبب وأسباب، وجمع العلامة:
علامات.
وعلمت له علامة بالتشديد: وضعت
له أمارة يعرفها.
والعلم: الراية.
والأعلم: مشقوق الشفة العليا، يقال
علم الرجل يعلم علما: إذا صار أعلم.
والمرأة علماء، مثل أحمر وحمراء.
وأعلم الفارس: جعل لنفسه علامة
الشجعان، فهو معلم.
والمعلم: الأثر، يستدل به على الطريق
والمعلوم: اسم لواء كان لرسول الله
صلى الله عليه وآله.
وفي الحديث ذكر (الاعلام والمنار)
فالاعلام: جمع علم وهو الجبل الذي يعلم
به الطريق، والمنار بفتح الميم: المرتفع
الذي يوقد في أعلاه النار لهداية الضلال
ونحوه.
وأعلام الأزمنة: هم الأئمة عليهم
السلام لأنهم يهتدى بهم.
ومنه حديث يوم الغدير (وهو الذي
نصب فيه أمير المؤمنين عليه السلام
علما للناس).
والعلامة: العالم جدا، والهاء للمبالغة
كأنهم يريدون به داهية.
والعلامة الحلي: الحسن بن يوسف
ابن مطهر، له كثير من التصانيف،
وعن بعض الأفاضل: وجد بخطه خمسمائة
مجلد من مصنفاته غير خط غيره من
تصانيفه، قال الشيخ البهائي: من جملة
كتبه قدس سره كتاب شرح الإشارات.
ولم يذكره في عداد الكتب المذكورة
هنا، يعنى في الخلاصة. قال: وهو موجود
عندي بخطه.
ومدة عمره: سبع وسبعون سنة وثلاثة
أشهر وسبعة عشر يوما، توفي في ليلة
الحادي عشر من المحرم سنة ستة وعشرين
وسبعمائة، ومولده تاسع عشر شهر رمضان
سنه ثمان وأربعين وستمائة.
ع ل ن
علانية: خلاف السر، يقال علن
الامر علونا من باب قعد: ظهر وانتشر
فهو عالن.
238

وعلن علنا من باب تعب لغة فهو
علن.
والاسم: العلانية، مخفف.
وأعلنته بالألف: أظهرته.
ع ل ه ز
في حديث النبي صلى الله عليه وآله
لما دعى على قريش (اللهم اجعلها عليهم
سنينا كسني يوسف أكلوا العلهز) بكسر
العين وإسكان اللام وكسر الهاء قبل
الزاي: القراد الضخم، وقيل المراد به
الوبر المخلوط بالدم.
ع ل و، ى
قوله تعالى: * (سبح اسم ربك الأعلى) * [87 / 1] قال الشيخ أبو علي: إن
الأعلى نظير الأكبر، ومعناه العالي بسلطانه
وقدرته وكل دونه في سلطانه، ولا
يقتضي ذلك المكان ثم أنشد عليه قول
الفرزدق (1):
إن الذي سمك السماء بنى لنا
بيتا دعائمه أعز وأطول
قوله تعالى: * (أنا ربكم الأعلى) *
[79 / 24] أي لا رب فوقي. وقيل:
معناه أنا الذي أنال بالضرر غيري ولا
ينالني غيري، وكذب اللعين.
قوله تعالى: * (في جنة عالية) *
[69 / 22] أي مرتفعة القصور
والدرجات. وقيل: علو الجنة على وجهين:
علو الشرف والجلالة، وعلو المكان والمنزلة
بمعنى أنها مشرفة على غيرها، والجنة
درجات بعضها فوق بعض كما أن النار
دركات.
قوله تعالى: * (هذا صراط) * أي طريق
الخلق * (علي) * [15 / 41] أي لا يفوتني
منهم أحد.
قوله تعالى: * (وعلا في الأرض) *
[28 / 4] أي تجبر وتكبر فيها.
قوله تعالى: * (وآتنا ما وعدتنا على
رسلك) * [3 / 194] على هذه صلة
للوعد، أي وعدتنا على تصديق رسلك.

(1) هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال، انظر ترجمته في
الشعر والشعراء لابن قتيبة، والبيت في ديوانه ص 714.
239

وقيل: معناه على ألسنة رسلك، ويجوز
أن تكون متعلقة بمحذوف أي ما وعدتنا
منزلا على رسلك، والموعود هو الثواب
أو النصر على الأعداء - كذا ذكره
الشيخ أبو علي.
قوله تعالى: * (تعالوا إلى كلمة سواء) *
[3 / 64] هو أمر بفتح اللام وربما
ضمت مع جمع المذكر السالم لمجانسة الواو
وكسرت مع المؤنث. قال بعض اللغويين:
(تعال) فعل أمر من الارتفاع، وأصله ان
الرجل العالي كان ينادي السافل فيقول:
(تعال) ثم كثر في كلامهم حتى استعمل
بمعنى عام، سواء كان المدعو أعلا أو
أسفل أو مساويا، وتتصل به الضمائر باقيا
على فتحه تقول: تعال يا رجل، بفتح اللام
وللمرأة تعالي وللمرأتين تعاليا وللنسوة
تعالين.
قوله تعالى: * (إن كتاب الأبرار لفي
عليين) * [83 / 18] قال الشيخ أبو علي
أي المطيعين * (لفي عليين) * أي في مراتب
عالية محفوفة بالجلالة. وقيل: في السماء
السابعة وفيها أرواح المؤمنين. وقيل: في
سدرة المنتهى وهي التي ينتهي إليها كل من
أمر الله تعالى. وقيل: عليون: الجنة،
وقيل: هو لوح من زبرجد أخضر معلق
تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيه. وعن
البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
(في عليين في السماء السابعة تحت العرش)
قوله تعالى: * (تلك الدار الآخرة نجعلها
للذين لا يريدون علوا في الأرض) *
[28 / 83] قيل: * (تلك) تعظيم للدار
وتفخيم لها، أي تلك التي بلغك صفتها
يا محمد، علق الوعد بترك إرادة العلو والفساد
كما علق الوعيد بالركون في قوله تعالى:
* (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) *.
وفي الحديث عن علي (ع): إن
الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود
من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها).
وفى حديث الفضيل انه قرأها ثم قال:
(ذهبت الأماني كلها).
وفي الحديث: (من صلى المغرب ثم
عقب ولم يتكلم حتى صلى ركعتين كتبتا
240

له في عليين) قيل: أي في ديوان الحفظة
المقربين.
و (العلية) بالكسر وتضم: الغرفة،
وفى حديث الفضيل: (أما تشتهي أن
تكون من علية الاخوان) أي من
أشرافهم، يقال: (فلان من علية الناس)
أي رفيع شريف.
وفيه: قلت: ومن هم؟ قال: (الراغبون
في قضاء حوائج الاخوان) (1).
وفى أسمائه تعالى العلي والمتعالي، فالعلي
الذي ليس فوقه شئ في المرتبة، وبناء
فعيل بمعنى فاعل من علا يعلو، والمتعالي
الذي جل عن كل وصف وهو متفاعل
من العلو، وقد يكون بمعنى العالي.
ومن أوصافه تعالى: (علا فقرب ودنا
فبعد) أي علا من مشابهة الممكنات
وإدراك الأوهام، وقرب منها من حيث
العلم بها، وبعد عنها من حيث الذات.
وقريب من هذا قوله (ع): (قريب
من الأشياء غير ملابس بعيد عنها غير
مباين).
وفيه العالية والعوالي، وهي قرى بأعلى
أراضي المدينة وأدناها من المدينة على أربعة
أميال وأبعدها من جهة نجد ثمانية أميال
والنسبة إليها (علوي) على غير القياس (2)
وفى المغرب نقلا عنه: العوالي موضع على
نصف فرسخ من المدينة. وفي الصحاح:
العالية ما فوق نجد إلى أرض تهامة وإلى
ما وراء مكة وهي الحجاز وما والاها -
انتهى.
و (أتيته من عل) بكسر اللام وضمها
ومن علا ومن عال أي من فوق.
وفي حديث التيمم: (ويستحب من
العوالي) أي مما ارتفع من الأرض وعلا
وذلك لبعده من الاستطراق ونزاهته.
وفى حديث مكة (يأتيها رزقها من
ثلاثة سبل من أعلاها وأسفلها والثنية)
أي من المعلى ومن المسفلة والثنية وهي عقبة

(1) الكافي ج 2 ص 192.
(2) في الصحاح: والنسبة إليها عالي، ويقال أيضا علوي على غير القياس.
241

المدنيين.
وفيه (يستحب دخول مكة من أعلاها)
أي من جانب عقبة المدنيين. قيل:
وهذا لكل قادم سواء قدم من طريق
المدينة أم غيره تأسيا بالنبي صلى الله عليه وآله. وقيل:
هو مختص بالمدني. قيل: والشامي.
و (العلا) بالضم والقصر موضع من
ناحية وادى القرى نزل فيه رسول الله صلى الله عليه وآله
في طريقه إلى تبوك وبه مسجد.
وفيه: (اليد العليا خير من اليد
السفلى) (1) العليا بضم العين فتقصر
وبفتحها فتمد، والضم مع القصر أكثر
قيل: هي المنفقة والسفلى السائلة. وقيل:
العليا هي المعطية والسفلى الآخذة. وقيل:
المانعة.
و (علو الدار) بضم عين وكسرها:
خلاف السفل.
وعلا علوا من باب قعد: إرتفع،
فهو عال.
و (تعالى الله) تنزه عما لا يليق بشأنه
وتعالى النهار: إرتفع.
وفي حديث ابن عباس: (فإذا هو
يتعلى عني) أي يرتفع علي.
وفى الدعاء: (وألحقني بالرفيق الأعلى)
قيل: هو جماعة الأنبياء الذين يسكنون
أعلا عليين، وهو اسم جاء على فعيل،
ومعناه الجماعة كالصديق والخليط يقع على
الواحد والجمع.
و (الملا الأعلى) هم الملائكة. وقيل
نوع منهم وهم أعظم قدرا.
وعلا في المكان يعلو علوا.
وعلا في الشرف يعلى بالفتح علاء.
وعلوته بالسيف: ضربته.
ومعالي الأمور: مكتسب الشرف،
الواحد معلاة بفتح الميم.
والعلاوة بالكسر: ما علق على البعير
بعد الحمل كالأوتاد ونحوها.
وفي الحديث: (أتي بزنديق فقطع
علاوته) يريد قطع رأسه.
وعلي بن الحسين هو الإمام زين العابدين

(1) الكافي ج 4 ص 26.
242

ولد في سنة ثمان وثلاثين وقبض في سنة
خمس وتسعين وعاش بعد الحسين (ع)
خمسا وثلاثين سنة، وفيه دلالة على أن عمره
بعد قتل أبيه كان اثنين وعشرين سنة
يؤيده ما روي أن الباقر (ع) كان عمره
يوم قتل الحسين أربع سنوات.
ع ل ون
وعلوان الكتاب: عنوانه.
ع ل ى
و (على) من حروف الجر تكون
للاستعلاء، وهو إما على المجرور وهو
الغالب أو على ما يقرب منه، ومن الأول
قوله تعالى: * (وعلى الفلك تحملون) *
[23 / 22] ومن الثاني قوله تعالى:
* (أو أجد على النار هدى) * [20 / 10]
وللمصاحبة كمع نحو قوله تعالى * (وآتى
المال على حبه) * [2 / 177] و * (إن
ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم) *
[13 / 6].
وللتعليل نحو قوله تعالى: * (ولتكبروا
الله على ما هداكم) * [2 / 185] وتحتمل
أن تكون هنا للسببية.
وللظرفية نحو قوله تعالى: * (على حين
غفلة) * [28 / 15] * (على ملك سليمن) *
[2 / 102].
وبمعنى من نحو قوله صلى الله عليه وآله: (من
حفظ على أمتي) ويحتمل أن تكون هنا
للتعليل.
وبمعنى الباء نحو قوله تعالى: * (حقيق
على أن لا أقول) * [7 / 105].
وبمعنى الحال نحو قوله تعالى: * (وإن
كنتم مرضى أو على سفر) * [4 / 43].
وبمعنى فوق مثل (غدوت من عليه).
وللمجاوزة نحو قوله (1):
* إذا رضيت علي بنو قشير *
وللاستدراك وللاضراب كما في قولهم:
(فلان لا يدخل الجنة لسوء فعله على أنه

(1) وبقية البيت: (لعمرو الله أعجبني رضاها) وهو لقحيف بن عمير بن
سليم الندى العامري.
243

لا ييأس من رحمة الله).
ويكون مجرورها وفاعل متعلقها ضميرين
لمسمى واحد كقوله تعالى: * (أمسك
عليك زوجك) * [33 / 37].
قيل: وتكون زائدة للتعويض أو لغيره
وعد من الأول قوله:
إن الكريم وأبيك يعتمل
إن لم يجد يوما على من يتكل
أي من يتكل عليه فخذف عليه وزاد
على قبل الموصول تعويضا، وقيل: المراد
لم يجد شيئا ثم بدأ مستفهما وقال: (على
من يتكل).
ومن الثاني قوله:
أبى الله إلا أن سرحة مالك
على كل أفنان العضاه تروق (1)
قاله ابن مالك، وفيه - كما قيل - ان
(راقه الشئ) بمعنى أعجبه، ولا معنى له هنا
وإنما المراد يعلو ويرتفع.
وإذا دخلت على (على) الضمير قلبت
الألف ياء، ووجهه أنها لو لم تقلب ياء
لكانت واوا والتبس بالفعل، ومنه
(عليك زيدا) يعني خذه، وفى الحديث
(عليه أن يفعل كذا) و (عليكم بكذا)
أي افعلوا.
وعن بعض اللغويين (عليك) اسم
فعل إذا تعدى بنفسه كان بمعنى الزم وإذا
تعدى بالباء كان بمعنى استمسك، وعن
الرضي (ره) ان الباء زائدة.
وفى الحديث: (لا عليك) والمراد
لا بأس عليك، لان لا النافية للجنس كثيرا
ما يحذف اسمها ويستغنى بخبرها.
وفي الحديث: (من ترك الحج فلا
عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا) قيل:
التقدير فلا يكون عليه حسرة. وقيل:
المعنى أن لا يصعبن عليه أن يموت موتا
مشابها لموت أحد الفئتين في كفران نعم
الله وترك ما أمر به، ويكون هذا من
باب التغليظ والمبالغة في الوعيد. وذكر
بعض الأفاضل أن هذا التغليظ استحقه
لمشابهته كلتا الطائفتين في قلة المبالاة

(1) البيت من قصيدة لحميد بن ثور الهلالي الصحابي.
244

بالحج.
وفيه (أدخله الله الجنة على ما كان من
العمل) أي على حسب أعماله. وقريب
منه قوله: (اللهم إني أدينك بطاعة
الأئمة وولايتهم والرضا بما فضلتهم غير
منكر ولا مستكبر على معنى ما أنزلت في
كتابك على حدود ما أتانا فيه).
و (لا عليك أن لا تعجل) أي لا بأس
عليك في عدم التعجيل، أو (لا) زائدة أي
ليس التعجيل عليك.
ع م د
قوله تعالى: * (بغير عمد ترونها) *
[13 / 2] أي خلقها مرفوعة بلا عمد،
وفيه تنبيه على عظم قدرة الله تعالى، وقيل
معناه ألا ترون تلك العمد وهي قدرة الله
تعالى، وقيل النفي فيه واقع على الموصوف
والصفة، أي لا عمد ولا رؤية كما سبق
الكلام في مثله.
وعن ابن عرفة العمد جمع عماد، وليس
في كلام العرب فعال على فعل إلا هذا
وقولهم إهاب وأهب.
قوله: * (ألم تر كيف فعل ربك
بعاد إرم ذات العماد) * [89 / 7] أي
البناء الرفيع، نقل أنهم كانوا يسلخون
العمد من الجبال فيجعلون طول العمد
مثل طول الجبل الذي يسلخون من أسفله
إلى أعلاه، ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها
ثم يبنون القصور فوقها، فسميت ذات
العماد. وقيل أهل عمد لأنهم كانوا بدويين
أهل خيام.
قال الشيخ أبو علي: اختلفوا في إرم
ذات العماد على أقوال:
(أحدها) - انه اسم قبيلة، قال
أبو عبيدة هما عادان فالأولى هي إرم وهي
التي قال الله تعالى فيهم * (إنه أهلك عادا
الأولى) *. وقيل هو جد عاد، وهو عاد
ابن عوص ابن إرم بن سام بن نوح
[وقيل هو سام بن نوح] نسب عاد إليه،
وقيل إرم قبيلة من قوم عاد كان فيهم
الملك [وكانوا بمهرة وكان عاد أباهم].
و (ثانيها) - أن إرم اسم بلد، ثم
قيل هو دمشق، وقيل هي مدينة الإسكندرية
وقيل هي مدينة بناها عاد بن شداد (1)

(1) شداد بن عاد - كذا في المجمع.
245

فلما أتمها وأراد أن يدخلها أهلكه الله
بصيحة نزلت من السماء.
و (ثالثها) - أنه ليس بقبيلة ولا
بلد بل هو لقب لعاد، وكان عاد يعرف
به. وروي عن الحسن أنه قرأ (بعاد إرم)
على الإضافة، وقيل وهو اسم آخر لعاد
وكان له اسمان (1).
قوله: * (في عمد ممدة) * [104 / 9]
قرئ بضمتين، وهي قراءة أهل الكوفة
غير حفص، وقرأ الباقون بفتحتين،
وكلاهما جمع عمود في الكثرة، وأما جمعه
في القلة فأعمدة، أي توصد عليهم الأبواب
العمد استيثاقا في استيثاق، وفيه تأكيد
لليأس من الخروج وايذان بحبس الأبد،
نعود بالله من غضبه وأليم عقابه.
وفي الحديث (الصلاة عماد دينكم)
أي يتقوم بها دينكم.
و (عماد الشئ) بالكسر: ما يقوم
به الشئ ويثبت ولولاه لسقط وزال.
ومنه (الحمد لله الذي جعل السماء
لكرسيه عمادا).
ومثله (مثل الصلاة مثل عمود
الفسطاط) (2) العمود بالفتح عمود البيت،
والجمع في القلة على أعمدة وفي الكثرة
على عمد بضمتين. والمعنى إن الصلاة
كالعمود للخيمة، فكما لا تتقوم الخيمة
إلا به لا يتقوم الدين إلا بالصلاة.
قوله عليه السلام (صلى ركعتين
بين العمودين) أراد بهما العمودين اللذين
في الكعبة شرفها الله تعالى.
وفي حديث علي عليه السلام (أقيموا
هذين العمودين، وأوقدوا هذين
المصباحين) (3) يعني الشهادتين، فاستعار
لفظ العمودين والمصباحين لتوحيد الله
تعالى واتباع سنة رسوله صلى الله عليه
وآله لقيام الدين بهما.
والعمودان: الآباء وإن علوا أو
الأولاد وإن سفلوا.
والعماد: الا بينة الرفيعة.
وفلان رفيع العماد: كناية عن
الشرف.
وفي وصفه تعالى (أنت عماد السماوات
والأرض) أي يقومان ولا يتقومان إلا بك.

(1) مجمع البيان ج 5 ص 485 - 486، والزيادات منه.
(2) الكافي ج 3 ص 266. (3) نهج البلاغة ج 3 ص 24.
246

قال الله تعالى: * (إن الله يمسك
السماوات والأرض أن تزولا) *.
وعمدت إلى الشئ أعمد عمدا من باب
ضرب: قصدته.
وعمدت إليه: قصدت إليه.
والعمد: نقيض الخطأ.
وقولهم (فلان فعل ذلك عمدا) أي
قصدا. ومنه (قتل العمد).
وعميد القوم وعمودهم: سيدهم، ومنه
قوله عليه السلام (من عميد هذا الجيش)
أي كبيرهم الذي إليه المرجع.
واعتمدت على الشئ: إتكأت عليه
وفي حديث الحائض (تعمد برجلها
اليسرى على الحائط) (1) أي تعتمد
عليها برجلها، بمعنى ترفعها كما جاءت
به الرواية.
ع م ر
قوله تعالى: * (ألم نعمركم) *
[35 / 37] قيل إنه ستون سنة، وقيل
أربعون سنة، وقيل ثماني عشر سنة،
وهو مما احتج الله به عليكم
قوله: * (أرذل العمر) * [16 / 70]
قيل هو الهرم وزمان الخرافة وانتكاس
الأحوال، والعمر الذي لا يعيش الانسان
إليه عادة في زماننا هذا قال الشهيد الثاني
مائة وعشرون سنة فيحكم بتوريث الغائب
غيبة منقطعة هذه المدة. ثم قال: ولا يبعد
الآن الاكتفاء بالمائة لندور التعمير إليها
في هذه البلاد.
قوله: * (لعمرك إنهم لفي سكرتهم
يعمهون) * [15 / 72] أي وحياتك
يا محمد ومدة بقائك. والعمر بفتح العين
وضمها: البقاء، ولا يستعمل في القسم إلا
بالفتح. قال بعض ر المحققين: قول الشخص
(لعمري) مبتدأ محذوف الخبر وجوبا،
والتقدير قسمي أو يميني، وهو دائر بين
فصحاء العرب، قال تعالى * (لعمرك إنهم
لفي سكرتهم يعمهون) * لا يقال: إن
الحلف بغير الله تعالى منهي عنه. لأنا
نقول: ليس المراد به القسم الحقيقي
بجعل غيره تعالى مثله في التعظيم، بل
المراد صورته لتزويج المقصود أو الكلام
على حذف مضاف أي فبواهب عمري
وعمرك، وهو اسم لمدة الحياة.

(1) الكافي ج 3 ص 80.
247

قوله تعالى: * (والبيت المعمور) *
[52 / 4] قيل هو في السماء حيال الكعبة
ضج من الغرق فرفعه الله إلى السماء وبقي
أسه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك
ثم لا يعودون إليه، والمعمور: المأهول،
وعمرانه كثرة غاشيه من الملائكة.
وعن علي بن إبراهيم البيت المعمور
وضعه الله لأهل السماء توبة، وذلك حين
ردوا على الله بقولهم * (أتجعل فيها من
يفسد فيها ويسفك الدماء) * الآية، لما
روي أنهم لما قالوا ذلك باعدهم الله من
العرش مسيرة خمسمائة عام، فلا ذوا بالعرش
وأشاروا بالأصابع، فنظر الرب إليهم
فنزلت الرحمة فوضع لهم البيت المعمور
فقال: طوفوا به ودعوا العرش فإنه لي
رضى فطافوا به،
، وهو البيت الذي يدخله
كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون
إليه أبدا، فوضع البيت المعمور توبة
لأهل السماء ووضع الكعبة توبة لأهل
الأرض (1).
قوله تعالى: * (إن الله اصطفى آدم
ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على
العالمين) * [3 / 33] قال الشيخ أبو علي:
آل عمران موسى وهارون فهما ابنا عمران
ابن يصهر وعيسى بن مريم بنت عمران بن
مأتان، وبين العمرانين ألف وثمانمائة سنة
قوله: * (واستعمركم فيها) *
[11 / 61] أي جعلكم عمارها، أي
سكانها، وقيل جعلها لكم مدة عمركم
وفوض إليكم عمارتها.
قوله: * (ومن نعمره ننكسه في
الخلق أفلا تعقلون) * [36 / 68] قيل
هو رد على الزنادقة الذين يبطلون التوحيد
ويقولون إن الرجل إذا نكح المرأة
وصارت النطفة في رحمها تلقت الاشكال من
الغذاء ودار عليه الفلك ومر عليه الليل
والنهار، فيتولد الانسان بالطبائع من
الغذاء ومرور الليل والنهار، فنقض الله
عليهم قولهم في حرف واحد فقال * (ومن
نعمره ننكسه في الخلق أفلا تعقلون) *
قال: لو كان هذا كما تقولون لكان
ينبغي أن يزيد الانسان أبدا ما دامت
الاشكال قائمة والليل والنهار قائمين والفلك
يدور، فكيف صار يرجع إلى نقصان كلما

(1) تفسير علي بن إبراهيم ص 33 مع اختلاف يسير.
248

ازداد في الكبر إلى حد الطفولية ونقصان
السمع والبصر والقوة والعلم والمنطق حتى
ينقص وينتكس حينئذ الخلق، ولكن
ذلك من تقدير العزيز العليم.
قوله: * (إنما يعمر مساجد الله من
آمن بالله واليوم الآخر) * [9 / 18]
الآية. فسرت العمارة بمعنيين. الأول
رمها وكنسها والاسراج فيها وفرشها.
الثاني شغلها بالعبادة وتنحية أعمال الدنيا
واللهو واللغط وعمل الصنائع وإكثار زيارتها
قال * (سنكتب ما قدموا وآثارهم) * قيل
هو السعي إلى المساجد، وقال رسول الله
صلى الله عليه وآله: قال الله تعالى (إن
بيوتي في الأرض المساجد وإن زواري
فيها عمارها، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم
زارني في بيتي، فحق على المزور أن
يكرم زائره).
وفي الحديث (نهى عن قتل عوامر
البيوت) العوامر الحيات التي تكون في
البيوت، واحدها عامر وعامرة، وقيل
سميت بذلك لطول أعمارها.
واعتمر الرجل: زار البيت.
والمعتمر: الزائر، ومن هنا سميت
العمرة عمرة لأنها زيارة البيت. يقال
إعتمر فهو معتمر أي زار وقصد، وفي
الشرع زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة
مذكورة في محلها، وجمع العمرة عمر
وعمرات مثل غرف وغرفات.
وأعمرته الدار: جعلت له سكناها
عمرة، ومنه العمرى وهي من أعمرته الشئ
أي جعلته له مدة عمره أو مدة عمري،
فإذا مات من علقت عليه المدة رجع
ذلك الشئ إلى المالك أو الوارث، وقد
مر حكم الرقبى في بابه.
و (عمر الرجل) بالكسر من باب
تعب يعمر عمرا وعمرا على غير قياس:
أي عاش زمانا طويلا.
وعن بعض الاعلام أربعة من الأنبياء
معمرون وهم في قيد الحياة الخضر وإلياس
في الأرض وعيسى وإدريس في السماء.
و (عمرو) بفتح العين والواو اسم
رجل، وإنما كتب بالواو للفرق بينه
وبين عمر بضم العين، وتسقط الواو في
النصب لان الألف تخلفها.
249

وعمرو بن عبد الله السبيعي (1)،
روى محمد بن جعفر المؤدب أن أبا إسحاق
واسمه عمرو بن عبد الله السبيعي صلى أربعين
سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة، وكان
يختم القرآن في كل ليلة ولم يكن في
زمانه أعبد منه ولا أوثق في الحديث عند
الخاص والعام، وكان من ثقات علي بن
الحسين عليه السلام، وولد في الليلة التي
قبض فيها أمير المؤمنين عليه السلام وله
تسعون سنة، وهو من همدان.
وعمر بن عبد العزيز مذكور في
الحديث. روى عبد الله بن عطا التميمي
قال: كنت مع علي بن الحسين عليه السلام
في المسجد فمر عمر بن عبد العزيز عليه
شراكان فضة وكان من أمجن الناس - يعني
أصلبهم وأغلظهم - وهو شاب، فنظر إليه
علي بن الحسين عليه السلام فقال:
يا عبد الله ابن عطا أترى هذا المترف إنه
لن يموت حتى يلي الناس. قلت: إنا لله
هذا الفاسق. قال: نعم فلا يلبث فيهم
إلا يسيرا حتى يموت، فإذا مات لعنه
أهل السماء واستغفر له أهل الأرض (2).
وعمار بن ياسر بالتثقيل اسم رجل
من الصحابة، نقل أنه لما قتل يوم صفين
احتمله أمير المؤمنين إلى خيمته وجعل
يمسح الدم عن وجهه ويقول:
وما ظبية تسبي الظباء بطرفها
إذا انبعثت خلنا بأجفانها سحرا
بأحسن ممن خضب السيف وجهه
وما في سبيل الله حتى قضى صبرا
وعمارة بالضم اسم رجل.
وأبو عامر الراهب أبو حنظلة غسيل
الملائكة، ومن قصته أنه ترهب في الجاهلية
ولبس المسوح، فلما قدم النبي صلى الله
عليه وآله إلى المدينة حسده وحزب عليه
الأحزاب ثم هرب بعد فتح مكة إلى
الطائف، فلما أسلم أهل الطائف هرب إلى
الشام ولحق بالروم وتنصر، فسماه النبي
صلى الله عليه وآله بالفاسق، ثم أنفذ
إلى المنافقين أن استعدوا وابنوا مسجدا

(1) وذكر في بعض كتب التراجم انه عمر بن عبد الله بن علي أبو إسحاق الكوفي
التابعي.
(2) توفى عمر بن عبد العزيز بدير سمعان من ارض حمص سنة 101 ه‍.
250

فإني أذهب إلى قيصر وآتي من عنده
بجنود وأخرج محمدا من المدينة، فكان
أولئك المنافقون يتوقعون قدومه،
فمات قبل أن يبلغ ملك الروم بأرض
يقال لها قنسرين.
وأما ابنه حنظلة فكان من خواص
النبي صلى الله عليه وآله، قتل معه يوم
أحد وكان جنبا فغسلته الملائكة فسمي
بذلك.
وأبو عمرو العمري (1) بالفتح ثقة
جليل مكنى بأبي عمرو السمان من أصحاب
الجواد عليه السلام، وكان من وكلاء
العسكري، وهو الراوي دعاء السمات
المشهور.
وابن أبي عمير من رواة الحديث (2)
نقل أن الرشيد ضربه نحوا من مائتي
خشبة على التشيع، وأغرمه مائة ألف
وواحد وعشرين ألف درهم.
والعمارة بالكسر: نقيض الخراب.
وعمرت الخراب أعمره عمارة فهو عامر
أي معمور، مثل دافق أي مدفوق.
والعمران بالضم: اسم للبنيان.
ع م ر د
في الحديث (لعن الله الملوك الأربعة
فلانا وفلانا ومسوخا وأبضعه وأختهم
العمردة) أي الطويلة، من قولهم فرس
عمرد بتشديد الراء: أي طويل.
ع م س
(أسماء بنت عميس) بالعين والسين
المهملتين مصغرا: هي أم محمد بن أبي بكر،
وقد سبق الكلام فيها في سما.
و (ليل عماس) بالفتح أي مظلم،
وفلان يتعامس عن الصبي أي يتغافل عنه.
ومن كلامه عليه السلام (ألا وإن
معاوية قاد لمة من الغواة أو عمس عليهم
الخبر) (3) أي لبس الحال عليهم وجعل
الامر مظلما، يقال أمر عموس: أي
مظلم.

(1) اسمه عثمان بن سعيد الزيات.
(2) هو محمد بن زياد بن عيسى أبو أحمد الأزدي، توفى سنة 217 - انظر
الكنى والألقاب ج 1 ص 191 - 192.
(3) نهج البلاغة ج 1 ص 96.
251

ع م ش
العمش بالتحريك في العين: ضعف
الرؤية مع سيلان دمعها في أكثر أوقاتها،
وهو من باب تعب.
والرجل أعمش والمرأة عمشاء.
ع م ق
العمق فتحا وضما: قعر البئر، والفج
والوادي، والحوض.
يقال عمقت البئر عمقا من باب قرب
وعماقة بالفتح: بعد قعرها فهي عميقة.
ويتعدى بالألف والتضعيف، فيقال
أعمقتها وعمقتها.
وتعميق البئر وإعماقها: جعلها عميقة.
وعمق النظر في الأمور تعميقا: بالغ
فيها.
ومنه المتعمق في الامر للمتشدد فيه
الذي يطلب أقصى غايته.
والعمق فتحا وضما: ما بعد من أطراف
المفاوز.
ع م ل
قوله تعالى * (والعاملين) * [9 / 61]
هم كما فسره العالم عليه السلام: السعاة
والجباة في أخذها وجمعها وحفظها حتى
يؤدها إلى من يقسمها.
قوله * (إنه عمل غير صالح) * [11 / 46]
تعليل لانتفاء كونه من أهله. قال المفسر: وفيه إيذان بأن قرابة
الدين عامرة لقرابة النسب وجعل ذاته عملا
غير صالح مبالغة في ذمه كقول الخنساء:
فإنما هي إقبال وإدبار.
وقرئ فإنه عمل غير صالح.
وقرئ فلا تسألني بالنون والياء.
وفي الحديث (ليس في العوامل شئ).
يعني زكاة (إنما الزكاة على السائمة).
والعوامل جمع عاملة وهي التي يستقى
عليها ويحرث وتستعمل في الاشغال.
وفي الدعاء (أعوذ بك من شر ما عملت
ومن شر ما لم أعمل).
ومعنى استعاذته صلى الله عليه وآله
مما لم يعمل على وجهين:
(أحدهما) أن لا يبتلي به في مستقبل
عمره.
و (الثاني) أن لا يتداخله العجب
في ترك ذلك ولا يراه من قوة به وصبر
وعزيمة منه، بل من فضل ربه فإن المعصوم
من عصمه الله.
252

والعمالة بالضم: أجرة العامل ورزقه.
وبالكسر لغة.
ومنه (أجروا عليه العمالة).
ومثله (علي عليه السلام أعتق فيروزا
وعياضا ورباحا وعليهم عمالة كذا وكذا).
والعامل هو الذي يتولى أمور الرجل
في ماله وملكه.
ومنه قيل للذي يستخرج الزكاة عامل
والعامل: عامل السلطان.
وعامل الرمح: ما يلي السنان.
ورجل عمل بكسر الميم أي مطبوع
على العمل.
والتعميل: تولية العمل.
وحديث (إعمل لدنياك كأنك تعيش
أبدا) قد مر القول فيه مستوفى في
(حرث).
والماء المستعمل: المعمول به.
ومنه الحديث (لا تتوضأ بالماء
المستعمل).
ع م ل س
العملس بفتح العين وتشديد اللام:
الذئب الخبيث.
ع م ل ق
في الحديث (مسجد السهلة بيت
إبراهيم عليه السلام كان يخرج منه إلى
العمالقة، وفيه بيت إدريس عليه السلام
كان يخيط به العماليق).
والعمالقة: قوم من ولد عمليق
كقنديل ابن الأوذ بن أرم بن سام بن
نوح، وهم أمم تفرقوا في البلاد.
وفي النهاية: العمالقة الجبابرة الذين
كانوا بالشام من بقية قوم عاد.
وفي الحديث (كان حول مكة يوم
قدوم إبراهيم وإسماعيل وهاجر ناس
من العمالقة)
وفي دعاء السمات (دعا يوشع به على
العمالقة حين حاربوه فأصبحوا موتى
* (كأنهم أعجاز نخل خاوية) * [69 / 7]
ع م م
قوله تعالى: * (عم يتسائلون) *
[78 / 1] أصله عما فحذف منه الألف
في الاستفهام.
والعم: أخو الأب. والعمة أخته،
والجمع أعمام، وعمومة وعمات.
253

وبيني وبين فلان عمومة كما يقال
أبوة وخؤولة.
وفي (يا بن عم) ثلاث لغات: ذكر
الياء، وحذفها مع فتح الميم، وكسرها
قاله الجوهري.
والعمامة بكسر العين: واحد العمائم
واعتم بالعمامة وتعمم بمعنى.
والعمة بالكسر: الاعتمام.
ومنه (لا تعمه عمة الأعرابي).
وتعممت: كورت العمامة على الرأس.
والعام: خلاف الخاص.
ومنه الحديث (سهم المؤلفة والرقاب
عام والباقي خاص) أراد بقوله عام:
لمن يعرف ولمن لا يعرف، وأراد بقوله
خاص: لمن يعرف لا غير.
والعامة: خلاف الخاصة، والجمع
عوام، مثل دابة ودواب، ومنه (نتوب
إليك من عوام خطايانا).
والنسبة إلى العامة: عامي، والهاء
في عامة للتأكيد.
وقوله (لا يعذب الله العامة بعمل
الخاصة) أي لا يعذب الأكثر بعمل الأقل.
وفي الحديث (خذ ما خالف العامة)
يعني أهل الخلاف.
وقد ذهب عامة النهار أي جميعه.
وعم الشئ يعم عموما من باب قعد:
شمل.
ومنه (عمهم بالعطية) و (عمهم المطر).
ع م ن
عمان كغراب: موضع باليمن (1)
وأما الذي بالشام (2) بطرف البلقاء فهو
عمان بالفتح والتشديد.
ع م ه
قوله تعالى * (ذرهم في طغيانهم
يعمهون) * [2 / 15] أي يتحيرون
ويترددون.
يقال عمه في طغيانه عمها من باب
تعب: إذا تردد متحيرا، ومنه (رجل
عامه) وعمه أي متحير جائر عن الطريق،
فالعمه في الرأي خاصة.

(1) عمان - بضم العين وتخفيف الميم: مملكة في الجزيرة العربية بين خليج عمان
والمشيخات المحمية والربع الخالي وحضرموت وبحر عمان. عاصمتها (مسقط).
(2) يقصد به: عاصمة المملكة الهاشمية الأردنية.
254

ع م ى
قوله تعالى: * (ومن كان في هذه أعمى
فهو في الآخرة أعمى) * [17 / 72] أي
فمن كان في الدنيا أعمى القلب عن الحق
فهو أشد عمى في الآخرة لا يرى طريق
النجاة وأضل طريقا من الأعمى.
وعن الباقر (ع) أنه قال: (أتى رجل
أبي (ع) فقال: إن فلانا - يعني عبد الله
ابن عباس - يزعم أنه يعلم كل آية نزلت
في القرآن وفى أي يوم نزلت. قال:
فاسأله فيمن نزلت * (ومن كان في هذه
أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) *
وفيم نزلت: * (ولا ينفعكم نصحي إن
أردت أن أنصح لكم) * [11 / 34]
فسأله فقال: وددت الذي أمرك بهذا أن
تواجهني به، فانصرف الرجل إلى أبي (ع)
فقال له: ما قال وقد أجابك في الآيتين؟
قال: لا. وقال: لكن أجيبك فيهما بنور
وعلم غير المدعي والمنتحل، الآيتان نزلتا
فيه وفى أبيه) (1).
وعن أبي الحسن (ع) وقد سئل عن
هذه الآية فقال: (نزلت في من سوف
الحج حجة الاسلام وعنده ما يحج به) (2)
قوله تعالى: * (ونحشره يوم القيامة
أعمى) * [20 / 124] أي أعماه الله عن
طريق الخير. وقيل: أعمى القلب.
قوله تعالى: * (ثم عموا وصموا) *
[5 / 71] أي بعد أن أبان لهم الحق
وضوحا.
قوله تعالى: * (إنهم كانوا قوما عمين) *
[7 / 64] أي عمي القلوب غير
مستبصرين.
قوله تعالى: * (لم حشرتني أعمى) *
[20 / 125] أي عن حجتي.
قوله تعالى: * (فعميت عليكم) *
[11 / 28] أي خفيت. يقال: (عميت
علينا الأمور) أي اشتبهت والتبست،
ومنه قوله تعالى: * (فعميت عليهم الانباء
يومئذ) * [28 / 66] قرئ بالتشديد
من قولهم: عميت معنى البيت تعمية.

(1) البرهان ج 2 ص 433
(2) من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 273
255

وفى الخبر: (حبك للشئ يعمي ويصم)
من أعماه جعله أعمى وأصمه جعله أصم،
يعني ترى من المحبوب القبيح حسنا
وتسمع منه الخطأ جميلا، كما قيل في ذلك:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
كما أن عين السخط تبدي المساويا
وعمي عمى: فقد بصره، فهو أعمى،
والمرأة عمياء، والجمع عمى كأحمر وحمر،
وعميان أيضا كحمران.
ولا يقع العمى إلا على العينين جميعا،
ويستعار للقلب كناية عن الضلالة والعلاقة
عدم الاهتداء.
و (العماية) بفتح العين: الضلالة.
والتعمية: الاخفاء والتلبيس.
ع ن
و (عن) حرف جر تكون للمجاوزة
إما حسا نحو (جلست عن يمينه) أي
متجاوزا عنه مكان يمينه في الجلوس إلى
مكان آخر.
وإما حكما نحو (أخذت العلم عنه)
أي فهمته عنه كأن الفهم تجاوز عنه.
وتكون للبدل كقوله تعالى * (واتقوا
يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا) *
[2 / 48].
وللاستعلاء كقوله تعالى * (ومن
يبخل فإنما يبخل عن نفسه) * [47 / 38]
وللتعليل كقوله تعالى * (وما كان
استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة) *
[9 / 115] ومرادفة من كقوله تعالى
* (وما ينطق عن الهوى) * [53 / 3].
وتكون للظرفية.
وزائدة كقوله تعالى * (فليحذر
الذين يخالفون عن أمره) * [24 / 63]
والمعنى يخالفون أمره، وهي عند الخليل
وسيبويه غير زائدة، أي خالفوا بعدما
أمرهم.
وعن سيبويه: (عن) و (على) لا
يفعل بهما ذاك، أي لا يزدادان.
وتكون اسما مثل (من عن يميني)
ومصدرية.
ع ن ب
(عنبة) كقردة: الحبة من العنب،
وهو بناء نادر، إذ هو من أينية الجموع
غالبا، وجمعه في القلة عنبات وفي الكثرة
256

عنب وأعناب، لا يقال ذلك إلا وهو طري
فإذا يبس فهو زبيب. والعنباء بالمد: لغة
في العنب - قاله الجوهري.
و (العناب) بالضم والتشديد:
معروف، والعنابة واحدته.
ع ن ب ر
في الحديث ذكر العنبر، وهو ضرب
من الطيب معروف.
وفي حياة الحيوان العنبر سمكة بحرية
يتخذ من جلدها التراس، والعنبر المشموم،
قيل إنه يخرج من قعر البحر يأكله بعض
دوابه لدسومته فيقذفه رجيعا فيطفوا على
الماء فتلقيه الريح إلى الساحل. قال:
وهو يقوي القلب نافع من الفالج واللقوة
والبلغم الغليظ.
ع ن ت
قوله تعالى: * (ذلك لمن خشي
العنت منكم) * [4 / 25] العنت بالتحريك
الوقوع في الاثم. والعنت: الفجور
والزنا. والعنت: الهلاك، وأصله المشقة
والصعوبة. والعنت: الوقوع في أمر شاق.
والعنت: الخطأ، وهو مصدر من باب تعب.
قوله: * (ودواما عنتم) * [3 / 118]
أي تمنوا عنتكم.
قوله تعالى: * (ولو شاء الله
لاعنتكم) * [2 / 220] أي لأهلككم،
ويجوز أن يكون المعنى لشدد عليكم
وتعبدكم بما يصعب عليكم أداؤه كما
فعل بمن كان قبلكم.
وفي الحديث: (إن ملكا من
ملائكة الله كانت له عند الله منزلة عظيمة
فعنت عليه) أو نحو ذلك.
وفيه: (لا تسأل تعنتا) التعنت:
طلب العنت، وهو الامر الشاق، أي لا
تسأل لغير الوجه الذي ينبغي طلب العلم
له كالمغالبة والمجادلة.
والعنت أيضا: الضرر والفساد.
ع ن ج
عنجه: عطفه.
والعناجيج: جياد الخيل، واحدها
(عنجوج) بالضم.
ع ن د
قوله تعالى: * (وخاب كل جبار
عنيد) * [14 / 15] العنيد هو الجائر
عن القصد الباغي الذي يرد الحق مع العلم
به، يقال عند يعند بالكسر عنودا: أي
257

خالف ورد الحق وهو يعرفه، فهو عنيد
وعاند، والجمع عند مثل راكع وركع،
وجمع العنيد عند مثل رغيف ورغف.
والعنيد والعنود والمعاند واحد، وهو
المعارض لك بالخلاف عليك.
ومنه الخبر (سترون من بعدي ملكا
عضوضا وملكا عنودا) أي عنيدا.
وعند عن الطريق يعند - بالضم -:
عدل عنه.
والعنود بالضم: الجور والميل.
وعند العرق من باب ترك عنودا:
إذا سال ولم ينقطع. ومنه (العرق العاند) في حديث
الاستحاضة، شبهه به لكثرة ما يخرج
منه على خلاف عادته فكأنه جار، وقيل
العاند الذي لا يرقأ.
وعانده معاندة وعنادا من باب قاتل:
إذا ركب الخلاف والعصيان.
و (عند) ظرف في المكان والزمان،
تقول عند الليل وعند الحائط، إلا أنها
ظرف غير متمكن، وقد أدخلوا عليه من
حروف الجر من وحدها كما أدخلوها
على لدن، قال الله تعالى * (رحمة من عندنا) *
وقوله * (من لدنا) *
.
وفي العين من عند ثلاث لغات أفصحها
الكسر وبه تكلم الفصحاء والبلغاء، والأصل
في عند استعماله فيما حضرك من أي
قطر كان من أقطارك، وقد استعمل في
غيره، فتقول (عندي مال) لما هو
بحضرتك ولما غاب عنك، قال في المصباح:
ومن هنا استعمل في المعاني فيقول (عنده
خير وما عنده شر) لان المعاني ليس لها
جهات. قال ومنه قوله تعالى: * (فإن
أتممت عشرا فمن عندك) * [28 / 27]
أي من فضلك، وتقول (هذا عندي
أفضل من هذا) أي في حكمي.
ع ن د ل
قد مر ذكر العندليب في (عندلب)
ع ن د ل ب
العندليب: طائر معروف، يقال له
الهزار، والجمع (عنادل) قاله في الصحاح
وفي المصباح قيل هو البلبل، وقيل كالعصفور
يصوت ألوانا.
ع ن ز
العنز: الماعزة، وهي الأنثى من المعز
وكذلك العنز من الظباء والأوعال
258

- قاله الجوهري.
وفي الحديث (كان رسول الله صلى
الله عليه وآله يجعل العنزة بين يديه إذا
صلى وكان ذلك ليستتر بها عن المارة)
العنزة بالتحريك أطول من العصا وأقصر
من الرمح، والجمع عنز وعنزات كقصبة
وقصبات وقصب.
قال بعض شراح الحديث: وإنما
كانوا يحملون العنزة معه عليه السلام لأنه
إذا أتي الخلاء أبعد حتى لا تراه عيون
الناظرين، فيتخذون له العنزة لمقاتلة
عدو إن حضر أو سبع أو مدافعة هامة،
ثم لينبش الأرض إذا كانت صلبة لئلا
يرتد إليه البول.
ع ن ص ر
والعنصر: الأصل والنسب، والجمع
العناصر، ووزنه فنعل بضم الفاء والعين
وقد تفتح للتخفيف.
ومنه حديث وصف الأئمة (أنتم
عناصر الأبرار).
ومنه (لا يخالطه - يعني النبي صلى
الله عليه وآله - في عنصره سفاح) يعني
زنا.
وفي الحديث (خشن عنصره غلظ
كبده).
ع ن ص ل
العنصل بضم الصاد: البصل البري.
ع ن ط
في حديث التزويج (أين أنت من
السوداء العنطنطة) أي الطويلة العنق
مع حسن قوام.
والعنطنط: الطويل.
قال الجوهري: وأصل الكلمة عنط
فكررت.
ع ن ع ن
والعنعنة: جمع عن، تقول روى
فلان عن فلان.
ع ن ف
في الحديث (إن الله يعطي على الرفق
ما لا يعطى على العنف) العنف - مثلث
العين -: الشدة والمشقة، ضد الرفق،
وكلما في الرفق من الخير ففي العنف من
الشر مثله.
وفيه (العاقل لا يرجو من يعنف
برجائه) اي يلام.
259

يقال عنفه تعنيفا: أي لامه وعتب
عليه.
والتعنيف: التعبير واللوم.
وعنف به وعليه من باب قرب: إذا
لم يرفق به.
وأعنف الامر: إذا أخذ به بعنف.
وعنفوان الشئ: أوله.
ومنه (عنفوان الشباب).
ع ن ف ق
في الحديث (إنه كان في عنفقته
شعرات بيض).
العنفقة: الشعر الذي في الشفة السفلى.
وقيل هي الشعر الذي بينها وبين
الذقن.
ع ن ف ل
عنفالية بالعين المهملة والنون والفاء
والألف واللام بعدها والياء المثناة من تحت
والهاء أخيرا، وعنفورة بالمهملة أيضا
والنون والفاء والراء المهملة بعد الواو
والهاء أخيرا كما صح في النسخ: اسمان
لامرأتين بالسريانية، وقد جاءنا في الحديث.
ع ن ق
قوله تعالى * (فظلت أعناقهم لها
خاضعين) * [26 / 4] أي رؤساؤهم.
ويقال أعناقهم: جماعاتهم كما يقال
يأتي عنق من الناس أي جماعة.
والأعناق: الرقاب.
وجعل الاخبار عنهم لان خضوعهم
بخضوع الرقاب.
وفي الحديث (المؤذنون أطول الناس
أعناقا يوم القيامة) أي أكثر أعمالا.
ويقال له عنق من الخير أي قطعة.
وقيل يكونون في الامر رؤساء سادة
وهم يصفون السادة بطول الأعناق.
أكثرهم رجاء لان من يرجوا شيئا
طال عنقه.
وروي بكسر همزة إعناق أي إسراعا
إلى الجنة من أعنق إعناقا.
والاسم العنق بالتحريك وهو ضرب
من السير.
وفي وصية إبل الصدقة (ولا تعنق
بهن) وقد مر الكلام فيه مستوفى في
(روح).
وفي حديث الذر (فخرج عنق إلى
الجنة وعنق إلى النار) أي طائفة وجماعة
260

والعنق: الرقبة، وهو مذكر ومؤنث
فيقال هي العنق.
والنون مضمومة للاتباع في لغة
الحجاز.
وساكنة في لغة تميم.
والجمع أعناق.
والعناق بالفتح الأنثى من ولد المعز
قبل استكمالها الحول.
ومنه عناق مكية.
والعناق أيضا: الداهية والجمع أعنق
وعنوق.
وعناق بنت آدم وهي أول بغي بغى
على وجه الأرض.
وفي الحديث (كان مجلسها جريبا (1)
من الأرض في جريب، وكان لها عشرون
إصبعا، وفي كل إصبع ظفران، مثل
المنجلين، فسلط الله عليها أسدا وذئبا
ونسرا فقتلوها، وهي أول قتيل قتله الله).
وعناق الأرض: دويبة أصغر من الفهد
طويل الظهر يصيد كل شئ حتى الطير
- قاله في حياة الحيوان.
وعانقت المرأة واعتنقتها وهو الضم
والالتزام.
والمعانقة: مفاعلة من ذلك.
وهو أن يضع كل من الشخصين يده
على عنق صاحبه ويضمه إليه.
ومنه الحديث (من عانق حاجا
فكذا).
وفي حديث الملائكة (فخرجوا إلى
شبه المعانيق فسلموا) المعانيق جمع المعناق
وهو الفرس الجيد العنق.
وفي الخبر (فانطلقنا إلى الناس معانيق)
أي مسرعين جمع معناق.
وكذا معانقين من أعنق إذا أسرع.
والأعنق: الطويل العنق.
يقال رجل أعنق وامرأة عنقا.
ومنه (كانت أم جميل - يعني امرأة
أبي لهب - عورا عنقاء).
والعنقاء: طائر عظيم معروف الاسم
مجهول الجسم لا يراه أحد.

(1) قدر الجريب من الأرض ب‍ (ستين ذراعا في ستين) وقد مر هذا التقدير
من المصنف في (جرب).
261

ويقال إنه طير أبابيل.
وفي حياة الحيوان العنقاء: طائر
غريب يبيض بيضا كالجبال قيل سميت به
لان في عنقها بياضا كالطوق.
وقيل هو طائر يكون عند مغرب
الشمس.
ولعل قولهم عنقاء مغرب يشير إلى
هذا.
ع ن ق ر
و (العنقر) بفتح القاف وضمها: أصل
القصب، وأول ما ينبت منه، وهو غصن.
ع ن ك ب
قوله تعالى: * (إن أوهن البيوت
لبيت العنكبوت) * [29 / 41] العنكبوت
هو الحيوان الناسجة، والغالب عليها
التأنيث، والجمع (العناكب) لان القاعدة
في جمع الخماسي فعالل كما يقال في جمع
الفرزدق فرازد على رأي. قال بعض
الأفاضل: يكفي العنكبوت فخرا وشرفا
نسجه على رسول الله صلى الله عليه وآله الغار، والقصة
مشهورة مذكورة في محلها.
ع ن ن
في الدعاء (يا حي يا قيوم عدد العنان
المكفوف).
أعنان السماء: صفائحها، وما اعترض
من أقطارها كأنها جمع عنن.
قال الجوهري والعامة تقول: عنان
السماء، وهو ما عن لك منها، أي بدا
إذا رفعت رأسك.
وفي حديث العنين (يؤجله الحاكم
سنة) وذلك ليتعين الفصول الأربعة المعدة
لاصلاح المزاج بحسب غلبة الاخلاط،
فإن الربيع يغلب فيه الدم، والصيف
الصفراء، والخريف السوداء، والشتاء
البلغم.
فإن كان من يبوسة زال في فصل
الرطوبة، وإن كان من برودة زال في
فصل الحرارة، وإن كان من رطوبة زال
في فصل اليبوسة، وإن كان من حرارة
زال في فصل البرودة، كذا علله الفقهاء
نقلا عن الحكماء.
والعنين: الذي لا يقدر على إتيان
النساء، ولا يشتهي النساء.
وامرأة عنينة: لا تشتهى الرجال.
قال الأزهري: سمي عنينا، لان
262

ذكره يعن لقبل المرأة، أي يعترض إذا
أراد إيلاجه، وسمي عنان الفرس من
ذلك لأنه يعن أي يعترض الفم فلا يلجه.
وعن لي الامر يعن عنا إذا اعترض.
وعنان الفرس جمعه أعنة.
وشركة العنان بكسر العين وهي
شركة الأموال.
قال بعض الشارحين نسبت إلى العنان،
وهو سير اللجام الذي يمسك به الدابة
لاستواء الشريكين في الولاية، والتصرف،
واستحقاق الربح على قدر رأس المال،
كاستواء طرفي العنان، أو تساوي الفارسين
فيه إذا تساويا في السير.
ع ن و
قوله تعالى: * (وعنت الوجوه) *
[20 / 111] أي خضعت.
و (العنوة) بالفتح قد يراد بها القهر
والغلبة وقد يراد بها الصلح، فهي من
الأضداد.
وفي حديث مكة: (دخلها رسول الله
عنوة) قيل: هي المرة من عنا يعنو إذا
ذل، كائن المأخوذ بها يخضع ويذل ويقهر
وقد اشتهر أن من الأراضي المفتوحة
عنوة وغلبة سواد العراق والشام وخراسان
وانها للمسلمين قاطبة لا تملك على الخصوص
إلا تبعا لآثار التصرف، وان المرجع في
كونها عامرة وقت الفتح إلى القرائن
المفيدة للظن المتاخم للعلم ومع الشك يرجع
إلى أصالة عدم البراءة. في الدروس:
في بيوت مكة خلاف مبني على أنها
فتحت عنوة أو صلحا وعلى أن حكمها حكم
المسجد أم لا، ونقل عن الشيخ في
الخلاف الاجماع على المنع من بيعها
واجارتها، وهو مروي عن النبي صلى الله عليه وآله
- انتهى. ومنه يعلم وجه الخلاف في
المسألة بل ومن غيره لما قيل من أنها فتحت
عنوة على الاطلاق، وقيل: فتحت صلحا
كذلك، وقيل: فتحت أعاليها عنوة
وأسافلها صلحا. وربما انسحب هذا
أيضا إلى سواد العراق لما قيل من أنها
فتحت عنوة لان الحسن والحسين كانا
مع الجيش، وقيل: لم يثبت ذلك فتكون
المحاربة بغير إذن الإمام (ع) فتكون
263

للامام. ومما عدوا من الأراضي التي لم
تفتح عنوة بل أسلم عليها أهلها طوعا المدينة
المشرفة والبحرين وأطراف اليمن.
ع ن ون
وعنونت الكتاب وعلونته باللام:
جعلت له عنوانا بالضم وقد يكسر.
وعنوان كل شئ: ما يستدل به عليه،
ومنه يقال: أكتب على العنوان لابي فلان
وعنونت الكتاب: جعلت له عنوانا
بضم العين، وقد تكسر.
وعنوان كل شئ: ما يستدل به
عليه، ومنه حديث المكتوب (واكتب
على عنوانه كذا) يريد بالعنوان ظهر
الكتاب.
ع ن ى
والعناء بالفتح والمد: التعب والنصب،
من عني بالكسر إذا أصابه مشقة ونصب
ومنه (عند الله أحتسب عنائي).
وفى الدعاء: (الحمد لله الذي أخذ منا
في عانين) أي جعل الناس تخدمنا ونحن
بين جماعة من العناء وهو التعب والمشقة.
وفي حديث: (من عرف الله وعنى
نفسه بالصيام والقيام) بالعين المهملة والنون
المشددة أي تعب نفسه بذلك.
ومعاناة الشئ: ملابسته ومباشرته،
ومنه الخبر: (الله جل أن يعاني الأشياء
بمباشرة).
والعاني: الأسير، ومنه: (أطعموا
الجائع وفكوا العاني).
وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنا
وهو عان، والمرأة عانية، والجمع عوان.
ومنه الخبر: (إتقوا الله في النساء
فإنهن عوان عندكم) أي أسراء أو
كالاسراء.
وفى حديث يوم صفين: (وعنوا
بالأصوات) أي إحبسوها وأخفوها،
من التعنية وهي الحبس، نهاهم عن اللفظ
ورفع الأصوات، أو أعنيت بالأمر
إهتممت.
وعنيت من باب رمى مثله، ومنه:
(عنيت بحاجتك فأنا عان) أي اهتممت
بها واشتغلت.
وفي الدعاء: (ومن يعنيني أمره) أي
264

ومن يهمني أمره.
وفى الحديث: (من حسن إسلام المرء
ترك ما لا يعنيه) (1) أي ما لا يهمه.
وقولهم: (قد عنى الله بك) أي
حفظك، لان من عنى بشئ حفظه
وحرسه أو حفظا عليك دينك وأمرك.
وفيه: (نزل القرآن بإياك أعني واسمعي
يا جاره) (2) هو مثل ويراد به التعريض
للشئ، يعني إن القرآن خوطب به
النبي صلى الله عليه وآله لكن المراد به الأمة، مثل
ما عاتب الله به نبيه في قوله تعالى: * (ولولا
أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا
قليلا) * [17 / 74] فإنه عنى بذلك غيره
كما جاءت به الرواية.
وعنيته عنيا من باب رمى: قصدته.
ومعنى الكلام ومعناته واحد.
ومعنى الشئ وفحواه ومقتضاه ومضمونه
كل ما يدل عليه اللفظ، وعن تغلب المعنى
لتفسير والتأويل واحد، وقولهم هذا
بمعنى هذا وفي معنى هذا: أي مماثل له
أو مشابه، و (أنت المعني بذلك) أي
المقصود المكلف به.
وفي حديث وصفه تعالى: (واحد
صمد واحدي المعنى) يعني انه لا ينقسم
في وجود ولا عقل ولا وهم.
والمعاني التي أثبتها الأشاعرة للباري
تعالى عن ذلك هي الصفات التي زعموها
له من أنه قادر بقدرة وعالم بعلم وحي بحياة
إلى غير ذلك، وزعموا أنها قديمة حالة في
ذاته فهي زائدة على ذاته، وهي غير
الأحوال التي أثبتها له تعالى بعض المعتزلة
وهم البهشمية، وهي خمسة الآلهية والوجودية
والجبية والقادرية والعالمية، فهم يزعمون
أن الباري تعالى مساو لغيره من الذوات
ويمتاز بحالة تسمى الآلهية، وتلك الحالة
أوجبت له أحوالا أربعة.
ع ه د
قوله تعالى: * (فأتموا إليهم عهدهم) *
[9 / 4] أي أمانهم.
والعهد: الأمان.

(1) الكافي 2 / 631. (2) أمالي المفيد ص 21.
265

والعهد: الوصية والامر، يقال عهد
إليه يعهد من باب تعب: إذا وصاه.
ومنه قوله تعالى: * (عهدنا إلى
إبراهيم) * [2 / 125] أي وصيناه وأمرناه.
ومثله قوله تعالى: * (عهد إلينا) *
[3 / 183] أي أمرنا في التوراة وأوصانا.
ومثله قوله: * (ولقد عهدنا إلى
آدم) * [20 / 115] أي وصيناه بأن
لا يقرب الشجرة، فنسي العهد ولم يتذكر
الوصية.
وفي الحديث (عهدنا إليه في محمد
والأوصياء من بعده فترك ولم يكن له
عزم انهم هكذا) (1).
وعهد الملك إلى فلان بكذا: أي
تقدم إليه به.
ومنه قوله تعالى: * (ألم أعهد إليكم
يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان) *
[36 / 60] أي ألم أقدم ذلك إليكم.
قوله: * (الذين ينقضون عهد الله) *
[2 / 27] أي العهد المأخوذ بالعقل
والحجة القائمة على عباده والمأخوذ بالرسل
على الأمم بأنهم إذا بعث إليهم رسول
مصدق بالمعجزات صدقوه واتبعوه.
قوله: * (وما وجدنا لأكثرهم من
عهد) * [7 / 102] أي من وفاء عهد.
قوله: * (اتخذتم عند الله عهدا) *
[2 / 80] أي خبرا ووعدا بما تزعمون.
قوله: * (والذين يشترون بعهد الله) *
[3 / 77] أي بما عاهدوا عليه من
الايمان بالرسول والوفاء بالأمانات.
قوله: * (لا ينال عهدي الظالمين) *
[2 / 124] قال الزمخشري: وقرئ
(الظالمون) أي من كان ظالما من ذريتك
لا يناله استخلافي وعهدي إليه بالإمامة،
وإنما ينال من كان عادلا بريئا من
الظلم. وقالوا: في هذا دليل على أن
الفاسق لا يصلح للإمامة، وكيف يصلح
لها من لا يجوز حكمه وشهادته ولا تجب
طاعته ولا يقبل خبره ولا يقدم للصلاة.
وكان أبو حنيفة يفتي سرا بوجوب نصرة
زيد بن علي وحمل المال إليه والخروج
معه على اللص المتغلب المتسمى بالامام
والخليفة كالدوانيقي وأشباهه، [وقالت
له امرأة: أشرت على ابني بالخروج مع

(1) البرهان ج 3 ص 45.
266

إبراهيم ومحمد ابني عبد الله بن الحسن حتى
قتل. فقال: ليتني مكان ابنك] وكان
يقول في المنصور وأشياعه لو أراد وأبناء
مسجد وأرادوني على عد آجره لما فعلت.
وعن ابن عيينة لا يكون الظالم إماما قط (1).
قوله: * (إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) *
[19 / 87] اتخاذهم العهد: الاستظهار بالايمان
بوحدانية الله وتصديق أنبيائه وأوليائه.
قوله: * (إن الله عهد إلينا ألا نؤمن
لرسول) * [3 / 183] الآية. قال الشيخ
أبو علي: * (عهد إلينا) * أي في أمرنا
في التوراة وأوصانا بأن لا نؤمن لرسول
حتى يأتينا بهذه الآية الخاصة، وهي أن
يرينا قربانا فتنزل نار من السماء فتأكله.
* (قل) * يا محمد * (قد جاءكم) * أي جاء
أسلافكم * (رسل من قبلي بالبينات) *
بالحجج والدلالات الكثيرة وجاءهم أيضا
بهذه الآية التي اقترحتموها * (فلم
قتلتموهم) * أراد بذلك زكريا ويحيى
وجميع من قتله اليهود من الأنبياء (2).
قوله: * (أدع لنا ربك بما عهد
عندك) * [7 / 13] وهو النبوة، أي ادع
متوسلا إليه بعهده - كذا في المجمع.
قوله: * (والموفون بعهدهم إذا
عاهدوا) * [2 / 177] وقيل يدخل فيه
النذور وكلما التزمه المكلف من الاعمال
مع الله تعالى ومع غيره.
قوله: * (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم) *
[2 / 40] أي أوفوا بما ضمنتم أوف بما
ضمنت لكم من الجنة.
ومثله: * (وأوفوا بالعهد إن العهد
كان مسئولا) * [17 / 34].
قوله: * (رجال صدقوا ما عاهدوا
الله عليه) * [33 / 23] أي إذا لقوا حربا
مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثبتوا
وقاتلوا حتى يستشهدوا.
وفي الحديث (لا يقتل مؤمن بكافر
ولا ذو عهد في عهده) أي ولا ذو ذمة في
ذمته ولا مشرك أعطي أمانا فدخل دار
الاسلام.
والعهد يكون بمعنى اليمين والأمان
والذمة والحفاظ ورعاية الحرمة والوصية،

(1) الكشاف ج 1 ص 236 والزيادة منه.
(2) مجمع البيان ج 1 ص 549.
267

ولا تخرج أكثر الأحاديث عنها.
والعهد كالنذر وصيغته (عاهدت الله
أنه متى كان كذا فعلي كذا) وتقول
(علي عهد لأفعلن كذا ويمين). و (المعاهدة) من كان بينك وبينه
عهد، وأكثر ما يطلق في الحديث على
الذمي، وهو الذي أخذ العهد والأمان.
ومنه الحديث (لم يبعثني ربي بأن
أظلم معاهدا ولا غيره).
وقد يطلق على غيره من الكفار إذا
صولحوا على ترك الحرب مدة ما والذمة:
اليمين.
و (أعتقل لسان رجل على عهد
رسول الله) أي في مدته وزمانه.
وقوله:
* وليس كعهد الدار يا أم مالك *
أي ليس الامر كما عهدت.
وفي الدعاء (اللهم إني أعهد إليك في
في دار الدنيا) أي أقر وأعترف.
وفيه (اللهم إني أتخذ عندك عهدا
لن تخلفه) أي أمانا، والمعنى أسألك
أمانا لن تجعله خلاف ما أترقبه وأرتجيه.
وعهدته بمكان كذا: لقيته.
وعهدي به قريب: أي لقائي.
وتعهدت الشئ: أي ترددت إليه
وأصلحته.
وتعهدته: حفظته. قال ابن فارس
ولا يقال (تعاهدته) لان التفاعل لا يكون
إلا بين اثنين.
وفي الامر عهدة: أي مرجع إلى الاصلاح.
والمعاهدة: المعاقدة.
وعهدته بمال: عرفته به.
والامر كما عهدت: أي كما عرفت.
هو (قريب العهد بكذا) أي قريب
العلم به.
وفي الدعاء (أنا على عهدك ووعدك
ما استطعت) أي أنا متمسك بما عهدته
إلي من الأمر والنهي، موقن بما وعدتني
من الوعد والثواب والعقاب ما استطعت،
وأنا مقيم على ما عاهدتك عليه من الايمان
بك والاقرار بوحدانيتك، وإنك منجز
وعدك في المثوبة بالأجر عليه، وهو
اعتراف بالعجز عن القيام بكنه ما وجب
عليه وحرم
وفي الحديث (حسن العهد من الايمان)
قيل يريد الحفاظ ورعاية الحرمة.
268

و (ولاية العهد) هي ولاية خاصة
تعهد فيها الرضا عليه السلام للمأمون
حين عرض عليه الولاية، وهي بشرط أن
لا يأمر ولا ينهى ولا يفتي ولا يولي ولا
يعزل ونحو ذلك، لعلمه عليه السلام
بأن الامر بالولاية لا يتم (1).
وحكايته في صلاة العيد مشهورة (2).
وفي حديث علي عليه السلام (عهد
إلي النبي صلى الله عليه وآله بكذا) أي
أوصى إلي.
و (تمسكوا بعهد فلان) أي بما
يأمركم به ويوصيكم.
و (تعاهد جيرانك) أي تفقدهم
بزيارة واحفظ بذلك حق الجوار.
و (فلان يتعاهدنا) أي يراعى
حالنا.
والتعاهد: بمعنى التعهد، وهو التحفظ
بالشئ وتجديد العهد.
ومنه قوله صلى الله عليه وآله:
(تعاهدوا القرآن)، وقوله (إذا رأيتم
الرجل يتعاهد الصلاة فكذا).
وفي الامر عهدة: أي لم يحكم بعد.
وفي عقله عهدة: أي ضعف.
وقولهم (لا عهدة في العبد) أي لا
رجعة، ومنه الحديث (ليس في الاباق
عهدة).
وبرئت من عهدة هذا العبد: أي مما
أدركته فيه من عيب كان معهودا عندي.
وعهدته على فلان: أي ما أدرك
من درك فإصلاحه عليه.
وفي الحديث (يدخل في الأمان
ذو عهد ومعاهد) يقرأ بالبناء للفاعل
والمفعول، لان الفعل من اثنين فكل
واحد يفعل بصاحبه مثل ما يفعل صاحبه
به، فكل في المعنى فاعل ومفعول.
و (عهدي إلى أكبر ولدي أن يفعل
كذا) يحتمل الوصية.
وفي الحديث (يوم الغدير يسمى في
السماء يوم العهد المعهود) أي اليوم الذي
عهد وعرف.

(1) انظر تفصيل ولاية عهد الرضا عليه السلام في الارشاد للمفيد ص 290 -
293.
(2) أورد هذه الحكاية المفيد في الارشاد ص 293.
269

وقوله (وجهني إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله لأجدد به عهدا) أي
حضورا.
وتعهدت فلانا وتعهدت ضيعتي، وهو
أفصح من تعاهدت، لان التعاهد إنما
يكون بين اثنين.
وفي الدعاء (اللهم لا تجعله آخر
العهد من زيارتي) أي آخر الحضور.
وفي الحديث (إن لكل إمام عهدا
وثيقا في رقاب أوليائهم) أي ضمانا. ومن
تمام العهد زيارة قبورهم.
وفيه (تعاهدوا نعالكم عند أبواب
مساجدكم).
وفي الدعاء عند الحجر (ميثاقي
تعاهدته) أي جددت العهد به.
ع ه ر
في الحديث (الولد للفراش وللعاهر
الحجر) (1) العاهر الفاجر الزاني، من
العهر بالسكون والتحريك أيضا: الزنا
والفجور، ويقال عهر عهرا من باب تعب
فجر فهو عاهر، وعهر عهورا من باب
قعد.
وقوله: (الولد للفراش وللعاهر
الحجر) أي إنما يثبت الولد لصاحب
الفراش وهو الزوج، وللعاهر الخيبة
ولا يثبت له نسب، وهو كما يقال له
التراب اي الخيبة، لان بعض العرب كان
يثبت النسب بالزنا فأبطله الشرع.
ع ه ن
قوله تعالى * (وتكون الجبال
كالعهن المنقوش) * [101 / 5] العهن
الصوف المصبوغ، والقطعة منه: عهنة،
شبه الجبال بالصوف المصبغ ألوانه،
وبالمنقوش منها، لتفرق أجزائه.
ع وج
قوله تعالى: * (يبغونها عوجا) *
[7 / 45] أي يطلبون لها الاعوجاج
بالشبه التي يتوهمون أنها قادحة فيها.
قوله: * (ولم يجعل له عوجا) *
[18 / 1] قيل اللام فيه بمعنى في، أي
لم نجعل فيه ملتبسا، وقيل لم نجعل فيه
اختلافا، وهو مثل قولهم (لست بقين).
قوله: * (يتبعون الداعي لا عوج
له) * [20 / 108] أي لا تعويج لدعائه،

(1) سفينة البحار ج 2 ص 294.
270

أو لا يقدرون أن يعوجوا عن دعائه، أي
يميلوا، من (عاج رأسه إلى المرأة) أي
أماله إليها، أي التفت نحوها.
وفي وصف القرآن المجيد (غير
ذي عوج) أي لا تعويج فيه.
وعوج الشئ بالكسر اعوجاجا:
إذا انحنى.
والعوج بالتحريك مصدر قولك
عوج الشئ بالكسر فهو أعوج، والاسم
العوج بكسر العين.
والعوج: اعوجاج في الدين ونحوه.
وفي المصباح العوج بفتحتين في الأجساد
خلاف الاعتدال، مصدر من باب تعب،
يقال عوج العود ونحوه فهو أعوج. والعوج
بكسر العين في المعاني يقال في الدين
عوج وفي الامر عوج.
ورجل أعوج: بين العوج، أي
سئ الخلق.
و (عصى معوجة) بضم الميم ولا
يقال معوجة بكسرها.
والعاج: ظهر السلحفاة البحرية.
والعاج: عظم أنياب الفيل. وعن
الليث لا يسمى غير الناب عاجا.
وروي (أن أبا الحسن كان يتمشط
بمشط عاج) وروي أيضا (أنه يذهب
بالوباء). وروي (أنه كان لفاطمة عليها
السلام سوار من عاج).
وعاج: زجر للناقة.
و (عوج بن عناق) كان جبارا
عدوا لله وللإسلام، وله بسطة في الجسم
والخلق، وكان يضرب يده فيأخذ الحوت
من أسفل البحر ثم يرفعه إلى السماء فيشويه
في حر الشمس فيأكله، وكان عمره ثلاثة
آلاف وستمائة سنة. روي أنه لما أراد
نوح (ع) أن يركب السفينة جاء إليه
عوج وقال له: إحملني معك. فقال نوح
عليه السلام: إني لم اؤمر بذلك، فبلغ
الماء ركبتيه وما جاوزها فبقي إلى أيام
موسى عليه السلام فقتله - كذا في قصص
الأنبياء (1).
و (ابن أبي العوجاء) من تلامذة
أبي الحسن البصري فانحرف عنه وعن

(1) سفينة البحار ج 2 ص 283
271

التوحيد (1)، وكان أبو الحسن تارة يقول
بالقدر وتارة بالجبر.
ع ود
قوله تعالى: * (وإلى عاد أخاهم هود) *
[7 / 65] قيل إن عادا كانت بلادهم في البادية،
وكان لهم زرع ونخيل كثير ولهم أعمار
طويلة وأجسام طويلة، فعبدوا الأصنام
وبعث الله إليهم هودا يدعوهم إلى الاسلام
وخلع الأنداد فأبوا.
قوله: * (ولو ردوا لعادوا لما نهوا
عنه) * [6 / 28] هو من قولهم عاد إلى
كذا وعاد له أيضا يعود عودة وعودا:
صار إليه.
قوله: * (يبدئ ويعيد) * [85 / 13]
أي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات في
الدنيا وبعد الممات إلى الحياة في الآخرة
قوله: * (ربنا أنزل علينا مائدة من
السماء تكون لنا عيدا) * [5 / 114]
أي يكون نزولها عيدا، قيل وذلك يوم
الأحد فمن ثم اتخذه النصارى عيدا،
وقيل العيد السرور العائد، وكذلك تقول
يوم عيد.
قوله: * (إن الذي فرض عليك
القرآن لرادك إلى معاد) * [28 / 85]
قيل لراجع بك إلى مكة، وهي معاد
الحج لأنهم يعودون إليها. ومعاد الرجل:
بلدته لأنه يطوف البلاد ثم يعود إليها،
وقيل إلى المعاد الذي هو بعث الأجسام
البشرية وتعلق أنفسها بها للنفع أو
الانتصاف والجزاء.
والمعاد المدني: أي البدن والروح
التي هي الأصلية التي لا تقبل الزيادة
والنقصان، وعند الحكماء المعاد للنفس
لا للبدن، وهو باطل باجماع المسلمين.
قوله: (وإليه المعاد) أي المصير
والمرجع.
و (عاد) اسم رجل من العرب الأولى،
وبه سميت القبيلة قوم هود النبي (ع).
و * (عاد الأولى) * [53 / 40] قوم
هود، وعاد الأخرى إرم، وقيل الأولى

(1) اسمه عبد الكريم بن أبي العوجاء، وقد جرى بينه وبين الإمام الصادق
عليه السلام احتجاجات كثيرة، وكان تلميذا للحسن البصري وانحرف عنه لان البصري
كان يقول طورا بالقدر وطورا بالجبر. الكنى والألقاب ج 1 ص 192.
272

القدماء لأنهم أول الأمم هلاكا بعد قوم
نوح. وقرئ (عاد لولى) بادغام
التنوين في اللام وطرح همزة أولى ونقل
ضمتها إلى لام التعريف، وعاد هو ابن
عوص بن سام بن نوح عليه السلام.
والمعاودة: الرجوع إلى الامر الأول.
وعاد إليه عودا وعودة: رجع.
و (العادة) معروفة، والجمع عاد
وعادات.
واعتاده وتعوده: صار عادة له.
والموضع المعتاد لخروج الفضلة:
هو الذي يخرج منه مرة بعد أخرى إلى
أن يصير مخرجا عرفا. واعتبر بعضهم في
صيرورته معتادا خروج الفضلة مرتين
متواليتين فيثبت نقض الطهارة في الثالثة
وأعاد الشئ: إذا فعله ثانيا، ومنه
(أعاد الصلاة).
وعدت المريض أعوده عيادة: زرته
ومنه حديث فاطمة بنت قيس (فإنها
امرأة يكثر عوادها) أي زوارها. وكل
من أتاك مرة بعد أخرى فهو عائد وإن
اشتهر في عيادة المريض حتى صار كأنه
مختص به.
وفي الحديث (عودوا بالفضل على من
حرمكم) أي صلوهم بما زاد عليكم ولا
تقطعوهم.
وشئ عادي: أي قديم كأنه منسوب
إلى عاد ومنه شجرة عادية وبئر عادية.
والقليب العادية: التي لا يعلم من
حفرها.
وفيه (عادى الأرض لله ولرسوله)
والمراد القديمة التي لا يعرف لها مالك.
وفيه (لا مال أعود من العقل) اي
أنفع منه، مثل قولهم (هذا الشئ أعود
عليك من كذا) أي أنفع منه.
والعوائد جمع عائدة، وهي التعطف
والاحسان، ومنه الدعاء (إلهي عوائدك
تؤنسني).
ومنه (وعوائد المزيد متواترة).
وهي التي تعود مرة بعد أخرى.
وعاد إليه بعائدة: أي تكرم عليه
بكرامة.
و (العود) بالضم: الذي يضرب به،
وهو عود اللهو.
والعود: الذي يتبخر به. و (العود
الهندي) قيل هو القسط البحري. وقيل
273

العود الذي يتبخر به.
و (العود) من الخشب واحد العيدان
والأعواد.
و (العود) بالفتح: الجمل المسن،
وهو الذي جاوز في السن البازل.
والعود: الذي تعود على زوجها بعطف
ومنفعة ومعروف - وسمعت منه عودا
وبدء أي أولا وآخرا.
وفي حديث الباقر عليه السلام:
(فرجعت عودي على بدئي) إلى منزلي،
أي أولى مثل أخرى، ومحصله كما
غدوت خاليا جئت خاليا.
و (العيد) واحد الأعياد: هو كل
يوم مجمع، وقيل معناه اليوم الذي يعود
فيه الفرح والسرور، وإنما جمع بالياء
وأصله الواو للزومها الواحد أو للفرق
بينه وبين أعواد الخشب.
وعيدوا: شهدوا العيد.
وفي الحديث (إنما جعل يوم الفطر
العيد ليكون للمسلمين مجتمعا يجتمعون
فيه فيحمدون الله على ما من عليهم ولأنه
أول يوم من السنة يحل فيه الأكل
والشرب لان أول السنة عند أهل الحق
شهر رمضان.
وفي الخبر (ألزموا التقوى واستعيدوها)
أي اعتادوها.
ع و ذ
قوله تعالى: * (أعوذ بالله منك) *
قيل هو من عذت به عوذا وعياذا ومعاذا:
لجأت إليه ملجأ. قوله: * (معاذ الله) *
أي أستجير بالله وعياذ الله مثله.
وفي الصحاح * (معاذ الله) * أي أعوذ
بالله معاذا تجعله بدلا من اللفظ بالفعل
لأنه مصدر، والمعاذ مصدر زمان ومكان
قوله: * (وإنه كان رجالا من
الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم
رهقا) * [72 / 6] قال المفسر: كان إذا
سافر الرجل وخاف الجن في سلوك الطريق
قال (أعوذ بسعيد هذا الوادي) ثم
يسلك فلا يخاف، وكانوا يرون ذلك
استجارة بالجن وأن الجن يجيرونهم.
قال تعالى: * (فزادوهم رهقا) * أي خسرانا
ويتم الكلام في عشر إنشاء الله تعالى.
وعذت بفلان واستعذت به: أي لجأت
إليه واعتصمت به.
وهو عياذي: أي ملجأي.
274

وعوذت الصغير بالله: أي عصمته به.
وأعذت غيري وعوذته به بمعنى.
والعوذة والتعويذ بمعنى.
ومنه الحديث (سألته عن التعويذ
يعلق على الحائض).
وفي الحديث (إقرأ المعوذتين) هما
بضم ميم وكسر واو دون ضمها يعني
سورة الفلق وسورة الناس، سميتا بذلك
لان جبرئيل عليه السلام كان عوذ بهما
رسول الله صلى الله عليه وآله حين وعك.
وفي بعض الأحاديث (ثم اقرأ المعوذات
الثلاث) كأنه أراد بها المعوذتين وقل
هو الله أحد لأنها يعوذ بها أيضا.
وقولهم (أنا عائذ) و (متعوذ بالله
من النار) مثل مستجير بالله.
وفي الخبر من (استعاذ كم بالله فأعيذوه)
أي من استعاذ بكم وطلب منكم رفع
شركم أو شر غيركم عنه قائلا (بالله
عليك أن تدفع عني شرك أو شر غيرك)
فأجيبوه.
وقوله: (عائذا بالله من النار) يجوز
فيه وجهان: الرفع والتقدير أنا عائذ
ومتعوذ كما يقال مستجير بالله، والنصب
على المصدر أي أعوذ بك عياذا، أقام
اسم الفاعل مقام المصدر كقولهم (قائما).
وفي الدعاء (هذا مقام العائذ بك)
أي المستعيذ المستعصم بك الملتجئ إليك
المستجير بك.
وفيه (نعوذ بك من الفقر) أي إلى
الناس، ومن الكسل لعدم انبعاث النفس
للخير، ومن العجز لأنه عدم القدرة،
ومن الهرم لأنه أرذل العمر وفيه ما فيه
من اختلال العقل والحواس وتشويه بعض
المنظر والعجز عن كثير من الطاعات،
ومن الجبن لأنه يمنع من الاغلاظ على
العصاة، ومن الكبر بسكون الباء يعني
التعظيم على الغير وبفتحها بمعنى الهرم.
والعوذ جمع عائذ بالذال المعجمة،
وهي كل أنثى قريبة العهد بالولادة، وهي
سبعة أيام إلى عشرة أيام وخمسة عشر
وهي مطفل.
وفي حديث علي عليه السلام في قومه
الناكثين (فأقبلتم إلى إقبال العوذ المطافيل
على أولادها) (1)، والمطفل: ذات

(1) نهج البلاغة ج 2 ص 28.
275

طفل والجمع مطافيل.
و (عائذ الأحمسي) اسم رجل ممن
رواة الحديث.
و (عائذة) أبو حي من ضبة،
والنسبة إليه عائذي.
و (معاذ بن جبل) على صيغة اسم
المفعول صحابي (1).
ع ور
قوله تعالى: * (ثلاث عورات لكم) *
[24 / 58] أي ثلاث أوقات لكم من
أوقات العورة، قرئ ثلاث عورات بالنصب
على البدل وبالرفع على معنى هذه ثلاثة
عورات مخصوصة بالاستيذان، ويسمى
كل وقت من هذه الأوقات عورة لان
الناس يختل تحفظهم وتسترهم فيها، من
قولهم (أعور الفارس) إذا بدا فيه موضع
خلل للطعن والضرب، وقرأ بعضهم
* (ثلاث عورات) * بالتحريك.
وفي الحديث (من تتبع عورة أخيه
المسلم فكذا) (2) أي من تجسس ما
ستره الله من الأفعال والأقوال على أخيه
فكذا.
والعورة: القبل والدبر، سميت السوءة
عورة لقبح النظر إليها، وكل شئ ستره
الانسان أنفة أو حياء فهو عورة،
والجمع عورات بالسكون للتخفيف،
والقياس الفتح لأنها اسم وهي لغة هذيل.
والعورة: النساء.
ومنه الحديث (المرأة عي وعورة) (3)
جعلها نفسها عورة لأنها إذا ظهرت يستحى
منها كما يستحى من العورة إذا ظهرت.
وفيه (اللهم استر عورتي وآمن
روعتي) أراد بالعورة كلما يستحيي منه
ويسوء صاحبه أن يرى ذلك منه والروعة
هي القرعة.
وفيه (عروة المؤمن على المؤمن

(1) هو معاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي، أحد السبعين الذين شهدوا العقبة
من الأنصار، وبعثه النبي قاضيا إلى الجند من اليمن، ومات بناحية الأردن في طاعون
عمواس سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، وقيل ثلاث وثلاثين سنة،
وقيل ثمان وعشرين سنة - انظر الاستيعاب ج 3 ص 1402 - 1407.
(2) الكافي ج 2 ص 354.
(3) مكارم الاخلاق ص 230.
276

حرام (ومعناه - على ما ذكره الصادق
عليه السلام - أن يزل زلة أو يتكلم بشئ
يعاب عليه فيحفظه ليعيره به يوما. وفي
خبر آخر هي إذاعة سره.
وطريق معورة: أي ذات عورة يخاف
منها الضلال والانقطاع
وعورت العين عورا من باب تعب:
نقصت أو غارت، فالرجل أعور، والأنثى
عوراء، وإنما صحت الواو فيها لصحتها
في أصله، وهي أعورت بسكون ما قبلها،
ثم حذفت الزوائد الألف والتشديد فبقي
عورة.
والعوراء: الكلمة القبيحة، وهي
السقطة.
واعتوروه: تداولوه. ومنه العارية
بالتشديد وقد يخفف في الشعر، والأصل
فعلية بفتح العين. قال الأزهري: نسبتها
إلى العارة، وهي اسم من الإعارة، يقال
أعرته الشئ إعارة وعارة مثل أطعته إطاعة
وطاعة وأجبته إجابة. قال الليث: سميت
عارية لأنها عار على صاحبها، ومثله قاله
الجوهري. وقال بعضهم: مأخوذة من عار
الفرس إذا ذهب من صاحبه لخروجها من
يد صاحبها. قال في المصباح: وهو غلط
لان العارية من الواو والعار وعار الفرس
من الياء. ثم قال: والصحيح ما ذكره
الأزهري.
ومنه الحديث (إن الله أعار أعداءه
أخلاقا من أخلاق الأولياء ليعيش أولياؤه
مع أعدائه في دولتهم).
ومنه الدعاء (اللهم لا تجعلني من
المعارين) وهم الذين أعارهم الله الايمان
إذا شاء سلبه منهم.
وكان أبو الخطاب - أعني أبا زينب -
ممن أعير الايمان على ما وردت به الرواية (1).
واستعرت منه الشئ فأعارنيه.
والعوار بالفتح: العيب.
ومنه الحديث (لا يؤخذ في الصدقة
هرمة ولا ذات عوار).
والعوار بالضم والتشديد: القذى في
العين.
ع وز
العوز بالفتح: العدم، وقد أعوز فهو
معوز.

(1) انظر الرواية في رجال الكشي ص 251.
277

وعوز الشئ كفرح: إذا لم يوجد،
والرجل: إفتقر.
وكان معوزا: أي فقيرا
والرجل المعوز: الفقير.
وأعوزه الشئ: إذا احتاج إليه فلم
يقدر عليه.
والاعواز: الفقر.
وأعوزه الدهر: أفقره.
ع وص
في الحديث (جاءني خبر من الأعوص)
هو بفتح الهمزة والواو بين المهملتين موضع
قريب من المدينة، وواد بديار باهلة.
وفي بعض النسخ (من الاعراض)
جمع عرض بإعجام الضاد وضم المهملة وراء
في الوسط، وهي رساتيق أرض الحجاز
وفي النهاية يقال لمكة والمدينة واليمن
العروض، ويقال للرساتيق بأرض الحجاز
الاعراض، واحدها عرض بالكسر.
ع وض
العوض كعنب واحد الأعواض كأعناب
وأعاضني وعوضني بالتشديد وعاوضني:
أعطاني العوض وهو البدل، ومنه (يعوضون
بالدرهم ألف درهم).
واعتاض: أخذ العوض، وتعوض مثله،
واستعاض سأل العوض.
وقولهم (لا آتيك عوض العائضين)
كما يقال لا آتيك دهر الداهرين.
و (عياضا) على ما في النسخ عبد
لعلي عليه السلام اعتقه على عمالة.
وجاء في الحديث (عياض بن حماز
أو حماد المجاشعي) (1) كان قاضيا لأهل
عكاز في الجاهلية.
وفى كتب العامة عياض بن حمار بالراء
المهملة صحابي (2).
ع وف
العواف - على ما في النسخ -: أحد
الحيطان السبعة الموقوفة على فاطمة

(1) ذكر في السفينة ج 2 ص 302 رواية عن الصادق عليه السلام ان عياض
هذا أتى النبي صلى الله عليه وآله وأسلم، ولا يبعد أنه يكون هو المذكور فيما بعد هذا الكلام.
(2) انظر ترجمته في الإصابة ج 3 ص 1232، إلا أنه لم يذكر انه هو القاضي
لأهل عكاز.
278

عليها السلام.
ع وق
قوله تعالى * (قد يعلم الله المعوقين
منكم) * [33 / 18] المعوقون هم المثبطون
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وهم
المنافقون يقولون لإخوانهم من ضعفة
المسلمين: هلم إلينا ما محمد وأصحابه إلا
كأكلة رأس.
وفي الحديث (رجل تزوج بامرأة
عائق) أي مانعة أن لا يفتضها زوجها
كأنه من عاقه يعوقه عوقا من باب قال:
منعه.
وعوائق الدهر: شواغله من أحداثه.
والتعوق: التثبط.
والتعويق: التثبيط.
ع ول
قوله تعالى * (ذلك أدنى أن لا تعولوا) *
[4 / 3] أي أقرب من أن لا تعولوا
اي لا تجوروا ولا تميلوا في النفقة، من
قولهم عال في الحكم أي مال وجار.
وفي الحديث (الذي أحصى رمل عالج
يعلم أن السهام لا تعول).
وفيه (أول من أعال الفرائض عمر
ابن الخطاب).
العول عبارة عن قصور التركة عن
سهام ذوي الفروض، ولن تقصر إلا
بدخول الزوج والزوجة.
وهو في الشرع: ضد التعصيب الذي
هو توريث العصبة ما فضل عن ذوي السهام.
يقال عالت الفريضة وأعالت عولا: ارتفعت.
وهو أن ترتفع السهام وتزيد فيدخل
النقصان على أهلها.
وهو عند الإمامية على الأب والبنت
والبنات والأخوات للأب والأم أو الأب
على تفصيل ذكروه.
ويسمى هذا القسم عولا إما من الميل
ومنه قوله تعالى * (أن لا تعولوا) *
[4 / 3]
وسميت الفريضة عائلة على أصلها لميلها
بالجور عليهم ونقصان سهامهم.
أو من عال الرجل: إذا كثر عياله
لكثرة السهام.
أو من عال إذا غلب لغلبة أهل السهام
أو من عالت الناقة ذنبها: إذا رفعته
279

لارتفاع الفرائض على أهلها بمثلها بزيادة
السهام.
وفي الدعاء (أنت معولي) على صيغة
اسم المفعول أي ثقتي ومعتمدي.
والعول والعولة والعويلة: رفع الصوت
بالبكاء
والمعول كمنبر: حديدة يحفر بها
الجبال والجمع المعاول.
واستعار معولا: أخذه بالعارية.
وعول علي بما شئت أي استغن بي.
ع و م
العام (1) الحول، ويجمع على أعوام
مثل سبب وأسباب.
ونبت عامي إذا أتى عليه حول.
والعام: السنة، قال في المصباح:
وعن بعضهم، لا يفرق عوام الناس بين
العام والسنة، ويجعلونهما بمعنى، وهو
غلط، بل السنة: من أول يوم عددته إلى
مثله، والعام: لا يكون إلا شتاء وصيفا
وعلى هذا فالعام أخص من السنة، فكل
عام سنة، وليس كل سنة عاما.
ع ون
قوله تعالى * (ولا بكر عوان) *
[2 / 68] العوان بالفتح: النصف من
النساء والبهائم، بين الصغير والكبير،
والجمع عون.
والأصل بضم الواو، ولكن سكن
تخفيفا.
قوله * (واستعينوا بالصبر والصلاة) *
[2 / 45] أي استعينوا على حوائجكم
بالبصر علي تكاليف الصلاة من الاخلاص،
ورفع هواجس النفس، ورعاية الآداب،
وعلى البلاء بالصبر، والالتجاء إلى الصلاة
وقيل الصبر: الصوم وقد مر (2) وهو
مروي.
قوله * (تعاونوا على البر والتقوى) *
[5 / 3] قال المفسر: هو استيناف كلام
أمر الله عباده أن يعين بعضهم بعضا على
البر، وهو العمل علي ما أمر الله به واتقاء
ما نهاهم عنه. ونهاهم أن يعين بعضهم
بعضا على الاثم، وهو ترك ما أمرهم به،
وارتكاب ما نهاهم عنه.

(1) بتخفيف الميم على وزان (عاد). (2) في (صبر).
280

والعدوان وهو مجاوزة ما حد الله
لعباده في دينهم وفرض لهم في أنفسهم.
وفي الحديث (إن من أحب عباد الله
عبدا أعانه الله على نفسه) يعني كسر شهواته
في القبائح، بأن فعل به لطفا اختار عنده
الطاعة واجتناب المعصية، وإن شئت قلت
أعانه الله على نفسه: إفادته تعالى لعقله
قوة قهر نفسه الامارة بالسوء.
والعون: الظهير على الامر، والجمع
أعوان.
ويقال أعان له: إذا صار معوانا.
وأعان عليه: إذا تركه عن المعونة.
والعون: اسم سيف كان لرسول الله
صلى الله عليه وآله.
والمعونة: الإعانة، وكذا المعانة
بالفتح أيضا، يقال ما عندك معونة ولا
معانة ولا عون.
وفي الحديث (تنزل المعونة على قدر
المؤنة) وذلك لتكفل الله تعالى بالارزاق.
وبئر معونة: بين أرض بنى عامر
وحرة بني سليم، قبيل نجد، ومعونة
مفعلة بضم العين، وبعضهم يجعل الميم
أصلية مأخوذ من الماعون، ويقول هي
فعولة.
واستعنت بفلان فأعانني وعاونني.
وفي الدعاء (رب أعني ولا تعن
علي).
وتعاون القوم: عاون بعضهم بعضا.
واعتونوا مثله، وإنما صحت الواو
لصحتها في تعاونوا، لان معناهما واحد،
فبني عليه.
والعانة: فعلة بفتح العين، قيل هي
منبت الشعر فوق قبل المرأة وذكر الرجل
والشعر النابت عليها يقال له الشعرة والإسب،
وهذا في قول الأزهري وجماعة.
وقال الجوهري وغيره: هي شعر الركب
وفي الخبر في قصة بني قريضة (من
كان له عانة فاقتلوه) دلالة عليه.
وعانة: قرية على الفرات مشهورة (1)
ع وه
في الحديث (بظهر الكوفة قبر
لا يلوذ به ذو عاهة الا شفاه الله تعالى)
أي آفة من الوجع.
وفيه (لم يزل الامام مبرأ من

(1) هي من البلاد العراقية، واقعة في غربي أوساط العراق.
281

العاهات) أي هو مستوى الخلقة من غير
تشويه.
ع وى
في الحديث: (كأني أسمع عواء أهل
النار) يعني صياحهم.
و (العواء) صوت السباع وهو بالكلب
والذئب أخص، يقال: عوى الكلب
يعوي عواء: صاح، فهو عاو.
و (العواء) بالمد والتشديد: الكلب
يعوي كثيرا.
وفي حديث من قتل مشركا:
(فتعاوى المشركون عليه حتى قتلوه)
أي تعاونوا وتساعدوا.
ع ى ب
في حديث الدعاء: (واستر لي
عيوبي) وهو جمع عيب، وهو كلما يزيد
أو ينقص على مجرى الطبيعي كزيادة أصبع
ونقصانه، والمراد هنا ما زاد في الدين أو
نقص عنه، يقال: عاب المتاع عيبا من
باب سار فهو عائب، وعابه صاحبه فهو
معيب.
والمعائب: العيوب.
و (العيبة) بالفتح: مستودع
الثياب أو مستودع أفضل الثياب. وعيبة
العلم - على الاستعارة - ومنه (الأنصار
كرشي وعيبة علمي).
ع ى ث
العيث: الفساد.
ع ى ر
قوله تعالى: * (واسأل القرية التي كنا
فيها والعير التي أقبلنا فيها) * [12 / 82] العير
بالكسر القافلة، وهو في الأصل الإبل التي
عليها الأحمال لأنها تعير أي تتردد، فقيل
لأصحابها كقولهم (يا خيل الله اركبي)
والجمع عيرات، وقيل قافلة الحمير ثم
كثر حتى قيل لكل قافلة عير. ومنه
الحديث (إنهم كانوا يرصدون عيرات قريش).
وفيه (مثل المنافق كمثل الشاة
العائرة بين الغنمين العائرة أكثر ما تستعمل
في الناقة، وهي التي تخرج من الإبل إلى
إبل أخرى ليضربها الفحل، والجمل عائر
بترك الشؤلى إلى أخرى ثم يتسع في
المواشي، شبه تردده بين الطائفتين من
المؤمنين والمشركين تبعا لهواه وميلا
إلى ما يتبعه من شهواته بتردد الشاة العائرة
282

المترددة بين الثلتين فلا تستقر على حال،
وبذلك وصفهم الله تعالى بقوله: * (مذبذبين
بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) *.
وعائر ووعير جبلان بالمدينة، وقد
ذرعت بنو أمية ما بينهما ثم جزوه على اثنى
عشر ميلا: فكان كل ميل ألفا وخمسمائة
ذراع، وهو أربعة فراسخ، وتصديق ذلك
ما وردت به الرواية (البريد ما بين
ظل عير إلى فئ وعير) وذكر الفئ لوقوعه
في الجانب الشرقي كما أن ظل عير واقع
في الجانب الغربي من المدينة.
والعير: الحمار الوحشي والأهلي،
والأنثى عيرة، والجمع أعيار مثل ثوب وأثواب.
ومنه حديث المسح (لان أمسح على
ظهر عير في الفلاة أحب إلى من أن أمسح
على خفي) (1).
وعيرت الدنانير تعييرا: امتحنتها
لمعرفة أوزانها. ومنه الحديث (فرض الله المكائيل
والموازين تعييرا للبخسة) أي امتحانا لها.
وعيرته به: قبحته عليه ونسبته إليه.
ع ى س
(عيسى) اسم عبراني أو سرياني،
ولد بناحية بيت المقدس، وقيل بأرض
بابل.
قال أهل التاريخ: حملت مريم بنت
عمران به عليه السلام ولها ثلاثة عشر
سنة، وأوحى الله إليه على رأس ثلاثين
سنة من عمره، ورفع من بيت المقدس
ليلة القدر من شهر رمضان وهو ابن ثلاث
وثلاثين سنة، وعاشت مريم بعد رفعه ست
سنين وقيل ستا وستين، وعمران بن مأتان
جده وحبابه أم مريم جدته.
وعن بعض الاعلام إنه أسر بالروم
فقال لهم: لم تعبدون عيسى؟ قالوا:
لأنه لا أب له. قال: فآدم أولى لأنه
لا أبوين له. قالوا: كان يحيي الموتى.
قال: فحزقيل أولى لان عيسى أحيى
أربعة نفر وحزقيل أحيى ثمانية آلاف.
قالوا: كان يبرئ الأكمه والأبرص.
قال: فجرجيس أولى لأنه طبخ وأحرق
فقام سالما.
قيل: كان ما بين موسى وعيسى ألف

(1) من لا يحضر ج 1 ص 30.
283

سنة وسبعمائة وألف نبي، وبين عيسى
ومحمد صلى الله عليه وآله أربعة أنبياء ثلاثة
من بني إسرائيل وواحد من العرب،
وهو خالد بن سنان العبسي، وكان بين
عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله خمسمائة
وستون سنة وقيل ستمائة سنة.
وجمع عيسى عيسون بفتح السين - قاله
الجوهري: وأجاز الكوفيون ضم السين
قبل الواو وكسرها قبل الياء ولم يجزء
البصريون وقالوا: إن الألف إذا سقطت
لاجتماع الساكنين فوجب أن تبقى السين
مفتوحة على ما كانت عليه سواء كانت
الألف أصلية أو غير أصلية، وكان الكسائي
يفرق بينهما ويفتح الأصلية فيقول معطون
ويضم في غير الأصلية ويقول عيسون،
وكذلك القول في موسى.
وعيسى بن موسى ولد الحسن بن
زيد بن الحسن هو أول من لبس لباس
العباسيين من العلويين.
والعيس بكسر العين: الإبل البيض
يخالط بياضها شطء من الشقرة، واحدها
أعيس، والأنثى عيسى، وقيل هي كرام
الإبل.
ع ى ش
قوله تعالى: * (وجعلنا النهار معاشا) *
[78 / 11] أي وقت معاش يتعيشون به.
قوله: * (وجعلنا لكم فيها معايش) *
[7 / 10] هو جمع معيشة على وزن مفعلة
وهو ما يعاش به من النبات وغيره من
الحيوان، والياء أصلية متحركة، فلا
تقلب في الجمع، فعلى قول الجمهور إن
معايش مفاعل من العيش من باب حاش
فالميم زائدة، ووزن معايش مفاعل فلا
يهمز. قال في المصباح وبه قرأ السبعة.
وقيل هو من معيش فالميم أصلية،
فوزن معيشة فعيلة ووزن معائش فعائل
فيهمز، وبه قرأ أبو جعفر المدني
والأعرج.
قوله: * (معيشة ضنكا) * [20 / 124]
قال كثير من المفسرين: إن المراد بالمعيشة
الضنك عذاب القبر بقرينة ذكر القيامة
بعدها، ولا يجوز أن يراد بها سوء الحال
في الدنيا، لان كثيرا من الكفار لهم في
الدنيا معيشة طيبة هنيئة غير ضنك،
والمؤمنون بالضد كما ورد في الحديث
(الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) ويتم
284

البحث في ضنك.
وفي الحديث (لا خير في العيش إلا
لرجلين رجل يزداد كل يوم خير أو رجل
يتدارك منية بالتوبة).
العيش: الحياة وما يعاش به من
أنواع الرزق والخبز ووجوه النعم والمنافع
أو ما يتوصل به إلى ذلك، يقال عاش
يعيش عيشا ومعاشا وعيشة بالكسر.
ومنه (لولا ذلك ما انتفع أحد
بعيش).
ومنه (الرفق نصف العيش).
وفي الدعاء (أسألك برد العيش بعد
الموت) لعل المراد به الحياة الطيبة بعد
الموت
والتعيش: تكلف أسباب المعيشة.
و (عائشة بنت أبي بكر) زوجة
النبي صلى الله عليه وآله (1)، وهي
مهموزة. قال الجوهري ولا تقل عيشة.
و (العياشي) نسبة لمحمد بن مسعود
ابن محمد من رواة الحديث (2).
ع ى ص
قد تكرر ذكر العيص في أسانيد
الحديث، وهو بكسر المهملة فالسكون
من ثقات الرواة.
وعيص بن إسحاق بن إبراهيم.
ع ى ف
عاف الرجل الطعام يعافه من باب
تعب، عيافة بالكسر: كرهه.
وعفت الشئ أعافه: إذا كرهته.
ع ى ق
والعيوق: نجم أحمر مضئ في طرف
المجرة الأيمن لا يتقدمه.
وأصله فيعول فأدغم.
ع ى ل
قوله تعالى * (وإن خفتم عيلة) *
[9 / 29] العيلة والعالة: الفاقة والفقر.

(1) توفيت سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة سبع وخمسين - الإصابة ص 1885.
(2) كان العياشي في بداية عمره عاميا ثم تشيع وصرف جميع ما ورثه من أبيه
في سبيل نشر العلم، وكانت داره كالمسجد بين ناسخ أو مقابل أو قار أو معلق مملوءة
بالناس - الكنى والألقاب ج 2 ص 449.
285

يقال عال يعيل عيلة من باب سار
وعيولا: إذا افتقر.
قال الشاعر:
وما يدري الفقير متى يعيل.
قوله * (ووجدك عائلا فأغنى) *
[93 / 8] أي فقيرا فأغناك من مال
خديجة.
أو بما أفاء الله عليك من الغنائم.
وترك أولاده يتامى عيلى أي فقراء.
وعيال الرجل: ما يعوله ويمونه.
الواحد عيل.
والجمع عيايل.
وعال الرجل عياله عولا أي قاتهم
وأنفق عليهم.
وأعال الرجل: كثرت عياله.
فهو معيل والمرأة معيلة.
وفي حديث الصدقة (وابدأ بمن
تعول) أي لا تكن مضيعا لمن وجب
عليك رعايته متفضلا على من لا جناح
عليك منه.
وفي الدعاء (أعوذ بك من العيلة)
أي الفقر والمسكنة.
وفي الحديث (من عقل عن الله كان
الله غناه في العيلة).
وفيه (ما عال من اقتصد) أي ما افتقر
من اقتصد في معيشته.
والعالة: الفاقة.
وعيل صبري على صيغة المجهول من
عال: إذا غلب.
وعالني الامر: إذا غلبني كذا
- نقلا عن الأصمعي.
وقال غيره: عيل صبري: رفع،
من قولهم عالت الفريضة إذا ارتفعت.
ع ى م
العيمة: شهوة اللبن (1)، وقد عام
الرجل يعيم عيمة فهو عيمان، وامرأة
عيماء.
ع ى ن
قوله تعالى * (عين جارية) * [88 / 12]
العين: عين الماء سميت عينا لان الماء
يعين عنها أي يظهر جاريا.
والعين: حاسة الرؤية، وهي مؤنثة
والجمع أعين.
قال تعالى * (على أعين الناس) *

(1) أي الاشتهاء إلى شربه.
286

[21 / 61] أي معاينا مشاهدا بمرأى
من الناس ومنظر.
قوله * (واصنع الفلك بأعيننا) * [12 / 37]
أي اصنع الفلك متلبسا بأعيننا كأن الله (1)
معه أعينا تكلأه أن يزيغ صنعته عن
الصواب، فيكون في موضع نصب على
الحال. كذا ذكره بعض المفسرين.
قوله * (حور عين) * [56 / 22] أي
واسعات العيون، الواحدة: عيناء.
يقال امرأة عيناء: حسنة العينين
واسعتهما، والجمع عين بالكسر.
قوله * (وكأس من معين) * [56 / 18]
أي من خمر يجري من العيون.
قوله * (فمن يأتيكم بماء معين) *
[67 / 30] أي الظاهر للعيون.
وفي الحديث (ما أبين الحق لذي
عينين) ما: تعجبية أي ما أظهر الحق
لذي بصيرة.
وفي حديث لقمان لابنه (يا بني
إختر المجالس على عينيك).
قيل: إن (على) بمعنى الباء،
كما تأتي الباء بمعنى (على) والمعنى:
انظر إلى المجالس بعينيك، واختر ما
تنتفع به.
والعين تقع بالاشتراك لمعان:
منها: الباصرة، وتجمع على أعين
وأعيان وعيون.
وعين الماء.
وعين الشمس.
والعين الجارية.
وعين الشئ: نفسه، ومنه يقال:
أخذت مالي بعينه، والمعنى أخذت عين
مالي.
والعين: ما ضرب من الدنانير،
ويجمع على أعيان.
والعين: النقد، ومنه يقال: اشتريت
بالدين أو بالعين.
والعين: من حروف المعجم.
وعين المتاع: خياره.
وعاينتم: رأيتم.
وأعيان الناس: أشرافهم، ومنه
الخبر (أعيان بني الأم يتوارثون، دون
بني العلات).

(1) هكذا في النسخ. والظاهر (لله) بلا همزة.
287

وعينته المال تريد جعلته عينا
مخصوصة به.
وتعيين الشخص: تخصيصه من الجملة.
وتعين عليه الشئ: لزمه بيمينه.
وعينت النية في الصوم إذا نويت صوما
معينا.
وعاينت الشئ عيانا إذا رأيته بعينك.
وفي الحديث (من تاب قبل أن يعاين
فكذا) أي قبل أن يرى ملك الموت
كما روي عن ابن عباس.
ويمكن أن يراد بالمعاينة: علمه
بحلول الموت، وقطعه الطمع من الحياة،
وتيقنه ذلك، كأنه يعاينه.
أو يراد: معاينة رسول الله صلى الله
عليه وآله، وأمير المؤمنين عليه السلام
كما روي عنهم عليهم السلام.
واعتان الرجل: إذا اشترى الشئ
بنسية.
والعينة بالكسر: السلعة، وقد جاء
ذكرها في الحديث.
واختلف في تفسيرها، فقال ابن
إدريس في السرائر: العينة معناها في
الشريعة هو: أن يشتري سلعة بثمن
مؤجل، ثم يبيعها بدون ذلك الثمن
نقدا، ليقضى دينا عليه لمن قد حل له
عليه، ويكون الذين الثاني وهو العينة
من صاحب الدين الأول، مأخوذ دلك من
العين، وهو النفد الحاضر.
وقال في التحرير: العينة جائزة،
فقال في الصحاح: هي السلف.
وقال بعض الفقهاء: هي أن يشتري
السلعة ثم إذا جاء الاجل باعها على بائعها
بثمن المثل أو أزيد.
وفي الحديث عن أبي عبد الله عليه
السلام (وقد سأله رجل زميل لعمرو بن
حنظلة عن الرجل يعين عينة إلى أجل،
فإذا جاء الاجل تقاضاه، فيقول: لا والله
ما عندي، ولكن عيني أيضا حتى أقضيك
قال: لا بأس ببيعه)، ومنه تفهم المغايرة
للمعنيين الأولين.
واعتان لنا فلان أي صار عينا أي
ربيئة.
وبعته عينا بعين أي حاضرا بحاضر.
ع ى ى
قوله تعالى: * (أفعيينا بالخلق الأول) *
288

[50 / 15] حين أنشأناكم، وعدل إلى
الغيبة التفاتا، يقال (عيى) من باب
تعب: عجز عنه ولم يهتد لوجه مراده.
قال الشيخ أبو جعفر في كتاب التوحيد
قال: حدثني أبي بإسناده عن جابر بن
يزيد قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول
الله عز وجل: * (أفعيينا بالخلق الأول
بل هم في لبس من خلق جديد) *؟ قال:
(يا جابر تأويل ذلك أن الله عز وجل إذا
أفنى هذا الخلق وهذا العالم وسكن أهل
الجنة الجنة وأهل النار النار جدد الله عالما
غير هذا العالم وجدد خلقا من غير فحولة
ولا إناث يعبدونه ويوحدونه، وخلق
لهم أرضا غير هذه الأرض وتحملهم سماء
غير هذه السماء تظلهم. لعلك ترى أن الله
لم يخلق بشرا غيركم. بلى والله لقد خلق
الله ألف ألف عالم وألف ألف آدم وأنتم
في أواخر تلك العوالم وأولئك
الآدميين) (1).
وفي الحديث: (دواء العي السؤال) (2)
هو بكسر العين وتشديد الياء: التحير في
الكلام، والمراد به هنا الجهل، ولما كان
الجهل أحد أسباب العي عبر عنه به،
والمعنى ان الذي عي فيما يسئل عنه ولم
يدر بماذا يجيب فدواؤه السؤال ممن يعلم،
والعي قد يكون في القلب وقد يكون باللسان
و (أعي الرجل) أصابه العياء فلم
يستطع المشي.
وفى حديث الجماعة: (فإن نسي الامام
أو تعايا فقوموه) يريد العجز وعدم
الاستطاعة على الفعل.
وفي حديث الأئمة (ع): (فإن أعيانا
شئ تلقانا به روح القدس).
و (أعيت الخيل) أتعبت، من
قولهم: (أعياني كذا) أتعبني.
والداء العياء هو الذي أعي الأطباء ولم
ينجع فيه الدواء.

(1) البرهان ج 4 ص 219
(2) الكافي ج 1 ص 40
289

* (غ) *
غ
والغين من حروف المعجم.
غ ب ب
في الحديث: (الادهان غبا) (1)
هو بكسر الغين والباء المشددة يعني في
يوم وفي يوم لا يكون، ومثله (زر غبا
تزدد حبا)، ومثله (أغبوا في زيارة
المريض).
والغب في زيارة القبور في كل
أسبوع.
والغب بالكسر أيضا: عاقبة الشئ
والمغبة بالفتح مثله.
ومنه الحديث القدسي: (يا موسى
ما ضرك ما زوي عنك إذا حمدت مغبته)
يعني عاقبته.
وغب اللحم وأغب: إذا أنتن.
وغب الرجل: إذا جاء زائرا بعد
أيام.
وغببت عن القوم أغب من باب قتل
غبا بالكسر: إذا أتيتهم يوما بعد يوم،
ومنه (حمى الغب).
و (غبت الماشية) من باب ضرب
غبا وغبوبا: إذا شربت يوما وظمأت يوما
والقديد الغاب: اللحم المنتن اليابس
غ ب ر
قوله تعالى: * (إلا عجوزا في الغابرين) *
[26 / 171] أي في الباقين قد غبرت،
أي بقيت في العذاب ولم تسر مع قوم
لوط عليه السلام.
والغابر: الباقي، يقال غبر غبورا
من باب قعد بقي، وقد يستعمل فيما مضى
فيكون من الأضداد.

(1) مكارم الاخلاق ص 51.
290

ومنه حديث الميت (واخلف على
أهله في الغابرين) أي في الباقين.
وفي نسخة (اللهم اخلفه في عقبه في
الغابرين) ففي الغابرين بدل من عقبه
أي أولاده، وقيل حال منه، أي أوقع
الخلافة في عقبه كائنين في جملة الباقين
من الناس.
ومنه حديث الهدي (نحر رسول الله
صلى الله عليه وآله ثلاثا وستين ونحر
علي عليه السلام ما غبر) أي ما بقي من
البدن.
ومنه (انه اعتكف العشر الغوابر)
أي البواقي، جمع غابر يعني الأواخر.
قوله: * (وجوه يومئذ عليها غبرة) *
[80 / 40] الغبرة بالتحريك الغبار بضم
الغين وهو العجاج، والغبرة بالضم فالسكون
لو الأغبر الشبيه بالغبار.
والمغبر: شئ فيه غبار.
وفي الحديث فاطمة عليها السلام:
(كسحت البيت حتى أغبرت ثيابها) أي
صار فيها غبار.
وأغبرت السماء: إذا جد وقعها.
والغبراء بالمد: الأرض.
وفي الخبر (إياكم والغبراء فإنها
خمر العالم).
ومثله في خبر معاذ (أنهيهم عن غبيراء
السكر) الغبيراء نوع من الشراب يتخذه
الحبش من الذرة يسكر، وإنما أضيف
إلى السكر لئلا يذهب الوهم إلى غبيراء
التمر - قاله في المغرب.
والغبيراء: تمرة تشبه العناب.
وفي الدروس الغبيراء تدبغ المعدة.
غ ب ش
في الخبر (إنه صلى الفجر بغبش)
يريد أنه قدم صلاة الفجر عند أول طلوعه،
وذلك الوقت هو الغبش، وجمعه أغباش.
ومنه حديث علي عليه السلام فيمن
طلب علما لغير الله (عاد في أغباش الفتنة) (1)
أي بظلمتها.
والغبش بالتحريك: البقية من الليل
وفي أول الليل أيضا - قاله في النهاية وغيره.
وأغبش الليل: إذا أظلم ظلمة
يخالطها بياض.

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 48.
291

غ ب ط
في الحديث (من يزرع خيرا يحصد
غبطة) أي فرحا وسرورا (ومن يزرع
شرا يحصد ندامة).
والغبطة بالكسر: حسن الحال،
وهي اسم من غبطته غبطا من باب ضرب:
إذا تمنيت مثل ماله من غير أن تريد
زواله منه، وهذا جائز وليس من الحسد
إلا إذا تمنيت زواله.
ومنه (إن تصبر تغتبط).
ومنه (عليكم بتقوى الله فإنها غبطة
الطالب الراجي).
ومنه قوله عليه السلام (ما بين من
وصف هذا الامر - يعني الولاية - وبين
أن يغتبط ويرى ما تقر به عينه إلى أن
تبلغ نفسه هذه).
وفي الحديث القدسي (المتحابون في
جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون).
قال بعض شراح الحديث: كل ما
يتحلى به من علم وعمل فله عند الله منزلة
لا يشاركه فيها غيره، وإن كان له من
نوع آخر ما هو أرفع قدرا فيغبطه،
بأن يكون له مثله مضموما إلى ماله،
فالأنبياء قد استغرقوا فيما هو أعلى من
دعوة الخلق وإرشادهم، واشتغلوا به عن
العكوف على مثل هذه الجزئيات والقيام
بحقوقها، فإذا رأوهم يوم القيامة ودوا
لو كانوا ضامين خصالهم إلى خصالهم.
غ ب ق
الغبوق: الشرب بالعشي.
ويقابله الصبوح.
ومنه (ما لم يصطبحوا أو يغتبقوا).
غ ب ن
قوله تعالى * (ذلك يوم التغابن) *
[64 / 9] أي يوم يغبن فيه أهل الجنة
أهل النار.
وأهل الغبن: أهل النقض في المعاملة
والمبايعة والمقاسمة، فقوله يوم التغابن
مستعار من تغابن القوم في التجارة.
وعن النبي صلى الله عليه وآله (ما من
عبد يدخل الجنة إلا أري مقعده من النار
لو أساء، ليزداد شكرا وما من عبد
يدخل النار إلا أري مقعده من الجنة
ليزداد حسرة، وهو معنى قوله * (ذلك
يوم التغابن) * [64 / 9].
وفي الحديث (نعمتان مغبون فيهما
292

كثير من الناس: الصحة والفراغ).
المغبون: الذي يبيع الكثير بالقليل
ومن حيث اشتغال المكلف أيام الصحة
والفراغة بالأمور الدنيوية، يكون مغبونا
لأنه قد باع أيام الصحة والفراغة التي
لا قيمة لها بشئ لا قيمة له من الأمور
الحقيرة الفانية المنغضة بشوائب
الكدورات.
ومنه حديث بيع المغبون (لا محمود
ولا مشكور).
يقال غبنه في البيع من باب ضرب
غبنا، ويحرك: خدعه.
وقد غبن في البيع بالبناء للمفعول
فهو مغبون.
والغبينة من الغبن.
وغبن رأيه غبنا من باب تعب: قلت
فطنته وذكاؤه.
ومغابن البدن: الأرفاغ والآباط (1)
الواحد: مغبن كمسجد، ومنه حديث
الميت (فامسح بالكافور جميع مغابنه).
غ ب ى
في الخبر: (تغاب عن كل مالا يصح
لك) أي تغافل.
و (الغبي) على فعيل: قليل الفطنة،
يقال غبي يغبي من باب تعب غباوة
ويتعدى إلى المفعول بنفسه وبالحرف
والجمع الأغبياء.
وغبي عليه الشئ: إذا لم يعرفه.
غ ت ت
في الحديث. (إن الله إذا أحب
عبدا غته بالبلاء غتا) أي غمسه فيه غمسا
متتابعا، ويقال غته بالماء أي غطه. ولعل
ذلك لمن علم منه الصبر، فإن من لا صبر
له لا يحبه الله وكان البلاء عليه عذابا.
غ ث ث
غثت الشاة: أي هزلت.
وغث اللحم فهو غثيت: إذا كان
مهزولا.
غ ث م ش
(غثميشا) على ما في النسخ وصي

(1) الرفغ - بفتح الراء وسكون الفاء -: الموضع المنخفض من الجسم تتجمع
فيه الأوساخ. والإبط - بكسر الهمزة وسكون الباء -: باطن الكتف.
293

محوق بالقاف، الذي هو وصي مجلث
بالجيم والثاء المثلثة، وهو وصي شبان بن
شيث بن آدم.
غ ث و
قوله تعالى: * (فجعلناهم غثاء) *
[33 / 41] أي أهلكناهم فذهبنا بهم
كما يذهب السيل الغثاء، والغثاء بالضم
والمد: ما يجئ فوق السيل مما يحمل من
الزبد والوسخ وغيره. قوله تعالى:
* (فجعلناهم غثاء) * أي يابسا.
وفي الحديث: (الناس ثلاثة: عالم،
ومتعلم، وغثاء. فنحن العلماء وشيعتنا
المتعلمون وسائر الناس غثاء) (1) يريد
أراذل الناس وأسقاطهم، شبههم بذلك
لدناءة قدرهم وخفة أحلامهم.
غ ث ى
وغثت نفسه تغثي غثيا من باب رمى
وغثيانا وهو اضطرابها حتى تكاد تنسبها
من خلط ينصب إلى فم المعدة.
غ د د
(الغدة) بضم الغين: لحم أسود
مستصحب للشحم يحدث عن داء بين الجلد
واللحم، يتحرك بالتحريك، وهي للبعير
كالطاعون للانسان، والجمع غدد مثل
غرفة وغرف.
وأغد البعير: صار ذا غدة.
غ د ر
قوله تعالى: * (فحشرناهم فلم نغادر
منهم أحدا) * [18 / 47] أي لم نبق
منهم أحدا، ومنه سمي الغدير لأنه ماء
تغادره السيول أي تخلعه، فميل بمعنى
مفاعل، من غادره أو فعيل بمعنى فاعل
لأنه يغدر بأهله أي ينقطع عند شدة
الحاجة إليه.
ومنه الدعاء (اللهم من نعمك وهي
أجل من أن تغادر) أي تنقطع.
و (غدير خم) موضع بالجحفة شديد
الوباء. قال الأصمعي: لم يولد بغدير خم
أحد فعاش إلى أن يحتلم إلا أن ينجو

(1) الكافي ج 1 ص 34
294

منه (1).
ويوم الغدير هو يوم الثامن عشر من
ذي الحجة، وهو اليوم الذي نصب به
رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه
السلام خليفة بحضرة الجمع الكثير من
الناس حيث قال (من كنت مولاه فعلي
مولاه).
قال الغزالي - وهو من أكابر علماء
القوم في كتابه المسمى بسر العالمين - ما
هذا لفظه: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله لعلي يوم الغدير (من كنت مولاه
فعلي مولاه) فقال عمر بن الخطاب:
بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي
ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
ثم قال: وهذا رضى وتسليم وولاية
وتحكيم، ثم بعد ذلك غلب الهوى وحب
الرياسة وعقود البنود وخفقان الرايات
وازدحام الخيول وفتح الأمصار والامر
والنهي فحملتهم على الخلاف فنبذوه وراء
ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس
ما يشترون... إلى أن قال: ثم إن
أبا بكر قال على منبر رسول الله صلى الله
عليه وآله: أقيلوني فلست بخيركم
وعلي فيكم، أفقال ذلك هزؤا أوجدا أو
امتحانا، فإن كان هزؤا فالخلفاء لا يليق
بهم الهزل.
ثم قال: والعجب من منازعة معاوية
ابن أبي سفيان عليا في الخلافة أين
ومن أين، أليس رسول الله صلى الله عليه
وآله قطع طمع من طمع فيها بقوله
(إذا ولي الخليفتان فاقتلوا الأخير منهما)
والعجب من حق واحد كيف ينقسم بين
اثنين، والخلافة ليست بجسم ولا عرض
فتتجزأ - انتهى كلامه (2).
وفيه دلالة على انحرافه عما كان عليه.
والله أعلم وسوف يظهر الامر يوم تبلى

(1) قال في معجم البلدان ج 2 ص 389: خم واد بين بين مكة والمدينة عند
الجحفة به غدير، عنده خطب رسول الله صلى الله عليه وآله، وهذا الوادي موصوف بكثرة
الوخامة. وفيه ج 4 ص 188: وغدير خم بين مكة والمدينة بينه وبين الجحفة ميلان.
(2) انظر سر العالمين ص 20 - 22 وفيه بعض الاختلافات اليسيرة في الألفاظ.
295

السرائر.
والغدر: ترك الوفاء ونقض العهد،
وقد غدرته فهو غادر وبابه ضرب.
والغديرة: الذؤابة بالضم، أعني
الضفيرة، واحدة الغداير أعني الذوائب.
غ د ق
قوله تعالى * (وأن لو استقاموا على
الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) * [72 / 16]
الغدق بالتحريك: ماء الكثير القطر.
يقال أغدق المطر يغدق إغداقا فهو
مغدق.
والمعنى: لو استقام الجن والإنس
على طريقة الايمان لأنعمنا عليهم، ولو سعنا
رزقهم.
وذكر الماء لأنه أصل المعاش وسعة
الرزق.
وأغدقت العين من باب تعب: كثر
ماؤها وغزر فهي غدقة.
واغدودق المطر: كثر قطره.
وقوله غدق مغدق، الغدق بفتح
الدال: المطر الكبائر القطر، والمغدق:
مفعل منه أكد به.
ومنه في حديث الاستسقاء (مغدقة
مونقة).
وشاب غيداق أي ناعم.
والغيداق: الرجل الكريم.
غ د و
قوله تعالى: * (غدوها شهر ورواحها
شهر) * [34 / 12] أي جريها بالغداة
مسير شهر وجريها بالعشي كذلك
قوله تعالى: * (بالغدو والآصال) *
[7 / 205] أي بالغدوات، فعبر بالفعل
عن الوقت. والآصال هي جمع أصيل وهي
العشي وقد مر بيانه.
قوله تعالى: * (ولتنظر نفس ما قدمت
لغد) * [59 / 18] أراد به يوم القيامة،
ونكره لتعظيم أمره. وعن بعض المفسرين:
لم يزل يقربه حتى جعله كالغد، ونحوه في
تقريب الزمان * (كأن لم تغن بالأمس) *
والغد: اليوم الذي يأتي بعد يومك
على أثره، ثم توسعوا فيه حتى أطلق على
البعيد المترقب. وأصله (غدو) كفلس
فحذفوا اللام بلا عوض وجعلوا الدال
حرف إعراب - قاله في المصباح.
296

وفى الحديث: (استعينوا بالغدوة
والروحة وشئ من الدلجة) فالغدوة بفتح
أوله وقيل بضمه: سير أول النهار إلى
طلوع الشمس، والروحة: اسم للوقت
من الزوال إلى الليل، والدلجة بضم المهملة
وسكون لام: سير آخر الليل أو كل الليل
كما سيأتي انشاء الله تعالى.
وفيه (يغدون في غضب الله ويروحون
في سخطه) أراد بهما الدوام، والمعنى
يصبحون يؤذون الناس ويروعونهم
ويغضب الله عليهم، ويمسون يتفكرون
في إيذائهم فيسخط الله عليهم.
وفي خبر حكام الجور: (يغدون في
حلة ويروحون في أخرى) أي يلبسون
في أول النهار ثوبا وفي آخره ثوبا تفاخرا
وتنعما.
والمحصن من له فرج يغدو عليه ويروح
إلا مع المانع، أي يتصرف فيه حيث شاء
إلا مع حصول المانع، والمراد الدوام.
وقولهم: (يغدو بإناء ويروح به)
أي يحلب بكرة وعشيا.
وغدا غدوا من باب قعد: ذهب
غدوة، وجمع الغدوة وغدى كمدية
ومدى، هذا أصله ثم كثر حتى استعمل
في الذهاب والانطلاق أي وقت كان.
ومنه قوله (ع): (أغد يا أنس) أي
انطلق.
وفى حديث يوم الفطر: (أغدوا إلى
جوائزكم) (1) أي اذهبوا إليها فحوزوها
ومنه: (يأكل يوم الفطر قبل أن
يغدو إلى المصلى) أي يذهب إليه.
وأتيته غدوة غير مصروفة - قاله
الجوهري، لأنها معرفة مثل سحر إلا أنها
من الظروف المتمكنة، تقول: سير على
فرسك غدوة وغدوة وغدوة وغدوة
فما نون هذا فهو نكرة وما لم ينون
فهو معرفة.
وغداة السبت: أوله.
والغداة: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع

(1) من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 114
297

الشمس.
ومنه الحديث: (نوم الغداة مشومة)
وصلاة الغداة: هي صلاة الفجر.
غ د ى
قوله تعالى: * (آتنا غدائنا) * [18 / 62]
الغداء بالمد: الطعام الذي يؤكل أول
النهار، وهو خلاف العشاء بالمد أيضا،
ومنه يقال: (غديته تغدية) إذا أطعمته
الغداء.
غ ذ و
في حديث الأئمة: (غذانا - يعني
رسول الله صلى الله عليه وآله بالعلم غذاء) أي أشبعنا
فيه فلم نحتج بعد إلى سؤال.
والغذاء ككتاب: ما يغتذى به من الطعام
والشراب، يقال: غذوت الصبي اللبن
أغذوه فاغتذى به، وغذوته بالتثقيل
مبالغة: ربيته به، ولا يقال: غذيته بالياء
- قاله الجوهري.
ويتغذى بالطعام: يتربى به.
وفي حديث طفل المؤمن إذا مات:
(يرفع إلى فاطمة (ع) تغذوه حتى يقدم
أبواه أو أحدهما أو بعض أهل بيته
فيدفعه إليه) (1).
وفى حديث الفطرة: (على كل قوم مما
يغدون به عيالاتهم) (2) بخفة الذال
وشدتها مبالغة أي مما يطعمونهم مما فيه
كفايتهم.
غ ر ب
قوله تعالى: * (أعجزت أن أكون
مثل هذا الغراب) * [5 / 31] قيل
الحكمة في أن الله تعالى بعث إلى قابيل لما
قتل أخاه غرابا ولم يبعث غيره من الطير
والوحش لان القتل كان مستغربا جدا لم
يكن معهودا قبل ذلك فناسب بعثته.
قوله: * (وما كنت بجانب الغربي) *
[28 / 44] الآية. الجانب الغربي المكان
الواقع في شرق الغرب، وهو المكان الذي
وقع فيه ميقات موسى (ع).
وفي الحديث: (الزكاة نصف العشر

(1) البحار ج 3 ص 81
(2) التهذيب ج 4 ص 78.
298

فيما يسقى بالنواضح والغرب، هو كفلس:
الدلو العظيم الذي يتخذ من جلد ثور.
و (الغرب) كقصب: الماء السائل
بين البئر والحوض يقطر من الدلاء.
وغرب اللسان: حدته، ومنه
الحديث، (إملك حمية أنفك) يريد
التكبر (وغرب لسانك).
وفيه (إن الله ليحب الاغتراب في
طلب الرزق) أي الذهاب والسعي فيه،
يقال تغرب واغترب أي ذهب إلى بلاد
الغربة.
و (الغرباء) بالضم والمد جمع
غريب، والغريب خلاف القريب.
والغربة: الاغتراب.
وغرب الشخص - بالضم - غرابة:
بعد عن وطنه، فهو غريب فعيل بمعنى
فاعل.
والغارب: ما بين السنام والعنق،
وهو الذي يلقى عليه خطام البعير إذا
أرسل ليرعى حيث شاء، ثم استعير للمرأة
وجعل كناية عن طلاقها، ومنه (حبلك
على غاربك) أي اذهبي حيث شئت ليس
لك أحد يمنعك، تشبيها بالبعير الذي
يوضع زمامه على ظهره ويطلق ويسرح
أين أراد في المرعى.
والبلاد المغربة: الخالية عن المرعى
يقال غربت الإبل أي بعدت عن المرعى.
والمغرب: طالب الكلاء.
وأغرب الرجل: جاء بشئ غريب
والغراب - بالضم - واحد الغربان
وجمع القلة أغربة. و (الغراب الأعصم) قيل هو الأبيض البطن، وقيل الأعصم
الأبيض الجناحين، وقيل الأبيض الرجلين
وهو عزيز الوجود. وفي كلام العرب
(أعز من الغراب الأعصم).
وفي الخبر (مثل المرأة الصالحة في
النساء كمثل الغراب الأعصم في مائة
غراب. قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وما
الغراب الأعصم؟ قال: الذي أحد رجليه
بيضاء).
وغراب البين نوعان: أحدهما
غراب صغير معروف باللون والضعف،
وأما الآخر فإنه ينزل الدور ويقع في
موضع إقامة الناس إذا ارتحلوا، وإنما
299

قيل لكل غراب غراب البين لأنها تسقط
في منازلهم إذا ساروا عنها وبانوا، فلما
كان هذا الغراب لا يوجد إلا عند مباينتهم
عن منازلهم اشتقوا له هذا الاسم من
البينونة. وعن المقدسي في كشف الاسرار
في صفة غراب البين: هو غراب أسود
ينوح نوح الحزين المصاب وينعق بين
الخلان والأحباب، إن رأى شملا مجتمعا
أخبر بشتاته وإن شاهد ربعا عامرا بشر
بخرابه ودرس عرصاته، يعرف النازل
والساكن بخراب الدور والمساكن،
ويحذر الآكل غصة المأكل، ويبشر الراحل
بقرب المراحل، ينعق بصوت فيه تحزين
كما يصوت المعلن بالتأذين.
والغرب والمغرب بمعنى.
وصلاة المغرب: معروفة.
وغربت الشمس غروبا: بعدت
وتوارت في مغيبها.
ومغير بان الشمس: وقت مغيبها،
مصغر على غير مكبرة.
غ ر ب ب
قوله: * (وغرابيب سود) * [35 / 27]
قيل هو مقدم ومؤخر ومعناه سود غرابيب،
يقال أسود غربيب أي شديد السواد،
وقيل هي الجبال الطوال السود. قال
الجوهري: تقول هذا أسود غربيب أي
شديد السواد، وإذا قلت غرابيب سود
تجعل السود بدلا من غرابيب، لان الابدال
لا تتقدم.
غ ر ب ل
في الحديث (لابد للناس أن يمحصوا
ويغربلوا) قيل يجوز أن يكون ذلك
من الغربال: الذي يغربل به الدقيق.
ويجوز أن يكون من غربلت اللحم:
إذا قطعته.
وكأنه يريد بذلك الامتحان
والاختبار.
ومثله في حديث علي عليه السلام
(لتغربلن غربلة).
غ ر ث
في حديث أمر الصبيان بالصوم
(فإذا غلبهم الغرث أفطروا) الغرث
- بالتحريك -: الجوع. وقد غرث
بالكسر كفرح: جاع، فهو غرثان.
وقوم غرثى وغراثى مثل صحارى
وامرأة غرثى ونسوة غراث.
300

و (غورث بن الحارث) رجل من
أهل الشرك أراد النبي صلى الله عليه وآله قتله فاستعفي
فتركه.
غ ر د
(الغرد) بالتحريك: التطريب في
الصوت والغناء، يقال غرد الطائر - من
باب تعب -: إذا طرد في صوته وغنائه.
والتغريد مثله.
غ ر ر
قوله تعالى: * (ما غرك بربك الكريم) *
[82 / 6] أي أي شئ غرك بخالقك
وخدعك وسول لك الباطل حتى عصيته
وخالفته. قال الشيخ أبو علي: واختلف
في معنى الكريم، فقيل هو المنعم الذي
كل أفعاله إحسان وانعام لا يجربه نفعا
ولا يدفع به ضرا، وقيل هو الذي يعطى
ما عليه وما ليس عليه ولا يطلب ماله،
وقيل هو الذي يقبل اليسير ويعطي
الكثير ومن كرمه سبحانه أنه لم
يرض بالعفو عن السيئات حتى يبدلها
بالحسنات... إلى أن قال: وإنما قال
الكريم دون سائر أسمائه وصفاته لأنه
كان لقنه الإجابة حتى يقول غرني كرم
الكريم.
قوله: * (ولا يغرنكم بالله الغرور) *
[31 / 33] الغرور بالفتح الشيطان،
وكل من غر فهو غرور، وسمي الشيطان
غرورا لأنه يحمل الانسان على محابه ووراء
ذلك ما يسوؤه.
قال ابن السكيت والغرور أيضا ما رأيت
له ظاهرا تحبه وفيه باطن مكروه ومجهول.
والغرور بضم المعجمة: الباطل، مصدر
غررت وما اغتر به من متاع الدنيا.
قوله: * (وما الحياة الدنيا إلا متاع
الغرور) * [3 / 185] أي الخداع الذي
لا حقيقة له، وهو المتاع الردئ الذي
يدلس به على طالبه حتى يشتريه ثم يتبين
له رداءته، والشيطان هو المدلس.
وفي الحديث (المؤمن غر كريم)
أي ليس بذي مكر، فهو ينخدع لانقياده
ولينه وهو ضد الخب، وفي النهاية إن
المؤمن المحمود من طبعه الغرارة وقلة
الفطنة للشر وترك البحث عنه، وليس
ذلك منه جهلا ولكنه كرم وحسن خلق.
وفى دعاء شهر رمضان (اللهم أذهب
عني فيه الغرة) باعجام الغين المكسورة
301

وفتح الراء المشددة يعني الاغترار بنعمة
الله والأمن من مكر الله.
والغرة بالكسر: الغفلة.
وفي الحديث (لا يكون السفه والغرة
في قلب العالم).
والغرة بالضم: عبد أو أمة، ومنه
(قضى رسول الله صلى الله عليه وآله في
الجنين بغرة).
قال أبو سعيد الضرير: الغرة عند
العرب أنفس كل شئ يملك.
وقال الفقهاء: الغرة من العبد الذي
ثمنه عشر الدية.
والغرة في الجبهة: بياض فوق الدرهم
ومنه فرس أغر ومهرة غراء مثل أحمر
وحمراء.
ورجل أغر: صبيح.
ورجل أغر: شريف.
و (ليلة الجمعة ليلة غراء): أي
شريفة فاضلة على سائر الليالي، و (يومها
يوم أزهر) لظهور فضله على سائر الأيام،
من قولهم أزهر النبت: ظهرت زهرته.
وغرر الأصحاب: إخوان الثقة.
وفي الحديث (أخبر بهذا غرر
أصحابك) ثم قال (وهم البارون في
الاخوان في العسر واليسر).
والأغر: الأبيض من كل شئ
والكريم الأفعال، والجمع غرر كصرد.
وغره غرا وغرورا وغرة بالكسر
فهو مغرور: خدعه وأطمعه بالباطل،
فاغتر هو.
والغرغرة: تردد الروح في الحلق.
ومنه الحديث (إن الله يقبل توبة
العبد ما لم يغرغر) أي ما لم تبلغ روحه
حلقومه، فيكون بمنزلة الشئ الذي
يتغرغر به المريض، وأصل الغرغرة هو
أن يجعل المشروب في الفم ليردده إلى
أصل الحلق لا يبلع، يكون ذلك عند أول
ما يأخذ في سياق الموت.
وفي الخبر (نهى رسول الله عن بيع
الغرر) وفسر بما يكون له ظاهر يغر
المشتري وباطن مجهول مثل بيع السمك
بالماء والطير في الهواء.
والغرار: النقصان، ومنه (لا غرار
في صلاة ولا تسليم) أي لا نقصان أما في
الصلاة ففي ترك إتمام ركوعها وسجودها
وأما في التسليم فأن يقول الرجل السلام
302

عليك أو يرد فيقول وعليك ولا يقول
وعليكم السلام - كذا فسر في معاني
الاخبار.
والغرار: النوم القليل.
ومنه الحديث (وأذهب التهجد غرار
نومه) وإضافة النوم نحو كرى النوم.
والتغرير: حمل النفس على الغرر،
وهو أن يعرض الرجل نفسه للمهلكة.
ومنه الحديث (لا يغرر الرجل بنفسه
ولا بدينه).
وفي الحديث (الدنيا قد زينت بغرورها
وغرت بزينتها) المراد بغرورها الأول
منسياتها وملاذها مجازا إطلاقا لاسم السبب
على المسبب.
وغرت: استغفلت.
وغرته الدنيا غرورا من باب قعد:
خدعته بزينتها، فهي غرور مثل رسول
اسم فاعل مبالغة.
وغر الشخص يغر من باب ضرب
غرارة بالفتح فهو غار.
ورجل غر بالكسر وغرير أي مجرب.
والغار: الغافل.
وغرة الشهر: أوله إلى انقضاء ثلاثة
أيام بخلاف المفتتح فإنه إلى انقضاء اليوم
الأول.
واختلفوا في الهلال فقيل إنه كالغرة
فلا يطلق إلا على الثلاثة الأوائل، وأما
بعد ذلك فيسمى قمرا، ومنهم من خصه
بأول يوم. قال العلامة: وهذا هو
الصحيح.
وغر الطائر فرخه: إذا زقه.
وفي الخبر (كان صلى الله عليه وآله
يغر عليا بالعلم) أي يلقمه إياه ويزقه
به كما يزق الطائر فرخه.
ومثله حديث علي عليه السلام (من
يطع الله يغره كما يغر الغراب فرخه).
وفي وصف علي عليه السلام (قائد
الغر المحجلين) جمع أغر من الغرة وهي
بياض في الوجه، يريد بياض وجوههم
بنور الوضوء.
والأيام الغر البيض الليالي بالقمر
الثالث عشر وتالياه.
وفي الخبر (ويلوح في غرة الايمان
لمعة) أي يظهر في الايمان زيادة ضياء.
ويعبر بالغرة عن الشئ والإضافة
كذات زيد.
303

و (الكوفة الغراء) أي البيضاء،
وصفت بذلك لشرفها.
وأبو الأغر النخلس من رواة الحديث.
وكتاب غرر الحكم ودرر الكلم جمع
عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الآمدي
التميمي من كلام أمير المؤمنين عليه السلام.
غ ر ز
في الحديث (الجبن والبخل والحرص
غريزة يجمعها سوء الظن) أي بالله.
الغريزة: الطبيعة والقريحة، والجمع
غرائز.
وغرزها في الخلق بالتخفيف والتشديد
أي ركبها فيهم.
وفيه (فأخذت بغرز راحلته) هو
كفلس: ركاب كور الجمل إذا كان من
جلد أو خشب، وقيل هو الكور مطلقا
مثل الركاب للسرج.
ومثله (فوضع رجله في الغرز).
وغرزت رجلي في الغرز غرزا: إذا
وضعتها فيه لتركب.
وغرزت الناقة تغرز: إذا قل لبنها.
والغارز من النوق من ذلك.
وغرزت الشئ غرزا من باب ضرب:
أثبته في الأرض، وأغرزته بالألف لغة.
ومنه حديث لف الخرقة للميت
(واغرزها في الموضع الذي لففت فيه
الخرقة).
غ ر س
في الحديث (يا علي إذا أنامت فاغسلني
بسبع قرب من بئر غرس) هي بالغين
المعجمة المفتوحة والراء المهملة الساكنة:
بئر معروفة بالمدينة غسل منها النبي صلى
الله عليه وآله، وهي من عيون الجنة (1)
وغرست الشجر أغرسه غرسا من
باب ضرب.
والغراس وقت الغرس كالحصاد
والقطاف.
ويقال للنخلة أو ما تنبت (غريسة).
غ ر ض
في الدعاء (لا تجعلني للبلاء غرضا)
الغرض بالتحريك: الهدف الذي يرمى
إليه، والجمع أغراض كسبب وأسباب،

(1) قال في معجم البلدان ج 4 ص 193 انها بقبا، وذكر الحديث الموجود هنا.
304

والمعنى لا تجعلني هدف بلاء.
ومنه الحديث (إن الله جعل وليه
غرضا لعدوه).
و (لحم غريض) أي طري.
ومنه الحديث (نهى أن يؤكل اللحم
غريضا) يعني نيا وقال (إنما تأكله السباع
ولكن حتى تغيره الشمس أو النار) (1).
غ ر ف
قوله تعالى * (إلا من اغترف غرفة
بيده) * [2 / 249] الغرفة بالضم: ملا
اليد من المغروف، وبالفتح: المرة
الواحدة باليد، مصدر غرفت الماء غرفا
من باب ضرب، واغترفته.
وقرئ بهما معا، والجمع غراف مثل
برمة وبرام.
والقصة في ذلك (أنه لما انفصل
طالوت بالجنود، وكانوا ثلاثين ألف مقاتل
وقيل: سبعين ألفا * (قال طالوت إن الله مبتليكم بنهر) * [2 / 248] أي مختبركم
بنهر * (فمن شرب) * من النهر بأن كرع
في مائه * (فليس مني) * أي ليس من
جملتي وأشياعي * (ومن لم يطعمه) * أي
لم يذقه * (فإنه مني) *.
فقوله * (إلا من اغترف) * استثناء
من قوله * (فمن شرب) *.
ومعناه: الرخصة في اغتراف الغرفة
باليد دون الكروع * (فشربوا منه إلا
قليلا منهم) * قيل: ولم يبق مع طالوت
إلا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا.
قوله * (أولئك يجزون الغرفة بما
صبروا) * [25 / 75] أي الغرفات وهي
العلالي في الجنة.
قوله * (الغرفات) * [34 / 37] أي
منازل في الجنة رفيعة، من فوقها منازل
رفيعة.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني
أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن إسحاق
عن أبي جعفر عليه السلام (قال
سأل علي رسول الله صلى الله عليه وآله
عن تفسير هذه الآية يعني قوله تعالى
* (لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من
فوقها غرف مبنية) * [39 / 20] فقال:

(1) الكافي ج 6 ص 313.
305

لماذا بنيت هذه الغرف يا رسول الله؟
فقال: يا علي تلك غرف بناها الله
لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد،
سقوفها الذهب محبوكة بالفضة، لكل
غرفة منها ألف باب من ذهب، على كل
باب منها ملك موكل به، وفيها فرش
مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير
والديباج، بألوان مختلفة، وحشوها
المسك والعنبر والكافور، وذلك قول الله
تعالى * (وفرش مرفوعة) * [56 / 34]
كلما دخل المؤمن منازله في الجنة وضع
على رأسه تاج الملك والكرامة، وألبس
سبعين حلة بألوان مختلفة منسوجة بالذهب
والفضة واللؤلؤ والياقوت الأحمر، وذلك
قوله * (يحلون فيها من أساور من ذهب
ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير) * [18 / 31]
والحديث طويل.
وجمع الغرفة غرف ثم غرفات بفتح
الراء، وهي جمع الجمع عند قوم، وتخفف
عند قوم وتضم الراء للاتباع، وتسكن
حملا على الواحد.
وفي الحديث (لا تنزلوا النساء الغرف).
وغرفة أم إبراهيم عليه السلام في المدينة.
والمغرفة بكسر الميم: ما يغرف به
الطعام، والجمع مغارف.
غ ر ق
في الحديث (أعوذ بك من الغرق)
هو بالتحريك: غرق الماء.
يقال غرق في الماء غرقا من باب
تعب فهو غرق.
وجاء غارق أيضا.
وفي المصباح: حكى في البارع عن
الخليل: الغرق الراسب في الماء من غير
موت، فإن مات غرقا فهو غريق، مثل
كريم.
وجمع الغريق غرقى كقتيل وقتلى.
ويعدى بالهمزة والتضعيف.
واغرورقت عيناه بالدموع: دمعتا.
وغرقنا بالدموع وهو افعوعلت من
الغرق.
وفي الحديث (سألته عن حد الطين
الذي لا يسجد عليه؟ قال إذا غرقت فيه
الجبهة).
وأغرق النازع في القوس: استوفى
306

مدها
والاستغراق: الاستيعاب.
ومنه حديث علي عليه السلام (لقد
أغرق في النزع) أي بالغ في الامر
وانتهى فيه.
وأصله من نزع القوس وترها فاستعير
لمن بالغ في كل شئ - قاله في النهاية.
غ ر ق أ
والغرقئ كزبرج: القشرة الملتزقة
ببياض البيض، أو البياض الذي يؤكل.
ومنه حديث سفيان الثوري (حين
دخل على أبي عبد الله عليه السلام فرأى
عليه ثيابا كأنها غرقئ البيض).
قال الفراء: همزته زائدة، ولأنه
من الغرق.
غ ر ق د
(الغرقد) بالفتح فالسكون: شجر
من شجر الغضاء.
ومنه (بقيع الغرقد) لمقبرة بالمدينة
المشرفة، وهو مشهور (1).
غ ر م
قوله تعالى: * (إن عذابها كان غراما) *
[25 / 65] أي هلاكا ويقال غراما:
ملازما.
ومنه الغريم وهو الذي عليه الدين،
لأنه يلزم الذي عليه الدين به.
قوله * (إنا لمغرمون) * [56 / 66]
أي معذبون من قولهم * (إن عذابها كان
غراما) * وقيل معناه (إنا لمولع بنا).
قوله * (والغارمين) * [9 / 61]
يعني الذين علاهم الدين ولا يجدون
القضاء.
وفي الحديث (الغارمون من أهل
الزكاة وهم قوم قد أنفقوها في طاعة الله
من غير إسراف فيجب على الامام أن
يقضي عنهم ويكفيهم من باب الصدقات).
وفي الدعاء (أعوذ بك من المأثم
والمغرم) المغرم: مصدر، وضع موضع

(1) في معجم البلدان ج 1 ص 473: أصل البقيع في اللغة الموضع الذي فيه
أروم الشجر من ضروب شتى، وبه سمي بقيع الغرقد، والغرقد كبار العوسج...
وهو مقبرة اهل المدينة، وهي داخل المدينة... وقال الزبير: أعلى أودية العقيق
البقيع...
307

الاسم، ويريد به مغرم الذنوب والمعاصي
وقيل: المغرم كالغرم وهو الدين ويريد
به ما استدين فيما يكرهه الله تعالى،
ثم عجز عن أدائه.
والغريم: الذي عليه الدين يقال
خذ من غريم السوء ما سنح.
وقد يكون الغريم أيضا: الذي له
الدين، قال كثير عزة (1).
قضى كل ذي دين فوفى غريمه.
وعزة ممطول معنى غريمها
وفي الدعاء (اللهم أنت تكشف المغرم
والمأثم) والمراد من المغرم: ما يلزم به
الانسان من غرامة، أو يصاب به في ماله
من خسارة، وما يلزمه كالدين، وما
يلحق به من المظالم. والمأثم: مصدر
كالاثم، وهو الوقوع في الذنب.
والغرامة: ما يلزم أداؤه كالغرم بالضم
ومنه (يستحب غرامة الصبي ليكون
حليما في كبره).
وغرمت الدية والدين وغير ذلك
أغرم من باب تعب إذا أديته غرما.
ويتعدى بالتضعيف فيقال غرمته،
وأغرمته بالألف أي جعلته غارما.
وغرم في تجارته مثل خسر، خلاف

(1) كثير - مصغرا - صاحب عزة - بفتح العين وتشديد الزاي. وكثير هو:
ابن عبد الرحمن، من خزاعة، ويعرف ب‍ (كثير عزة) نسبة إلى عشيقته التي كان
يشبب بها. وكان يدخل على عبد الملك وينشده، وكان شيعيا شديد التعصب لآل أبي
طالب. وكان عبد الملك يعرف ذلك فيه فلا ينكره، فإذا أراد أن يصدقه في شئ
حلفه بعلي عليه السلام. وكان له صديق اسمه (خندف) الأسدي شديد التشيع مثله،
وبلغ من جرأة خندف هذا انه وقف مرة في الموسم والناس مزدحمون، وقال:
(ايها الناس انكم على غير حق، وقد تركتم بيت نبيكم والحق لهم وهم الأئمة) فوثب
عليه الناس فضربوه ورموه حتى قتلوه. اما معشوقته عزة فهي بنت حميل بن وقاص
من ضمرة، وكانت من أجمل النساء وآدبهن وأعقلهن. ويقال انه لم يرها وجها
الا انه استهام بها قلبه لما ذكر له عنها. واخبارهما كثيرة تجدها في الأغاني ج 11 / 46
وج 7 \ 78 وج 8 \ 27.
308

ربح.
والغارم: من يلتزم ما ضمنه وتكفل به
وفلان مغرم بكذا أي لازم له ومولع به
غ ر ن ق
والغرنوق بالضم: الشاب الناعم،
والجمع الغرانيق والغرانقة.
وقولهم: تلك الغرانيق العلى، وإن
شفاعتهن لترجى.
المراد بها هنا الأصنام.
وهي في الأصل الذكور من طير
الماء، واحدها غرنوق وغرنيق، سمي به
لبياضه.
وقيل هو الكركي.
وكانوا يزعمون أن الأصنام تقربهم
إلى الله تعالى وتشفع لهم، فشبهت بالطيور
التي تعلو في السماء وترتفع.
غ ر و
و (الغرو) العجب، ولا غرو: أي
ليس بعجب.
وغروت: عجبت.
غ ر و، ى
وفي الحديث ذكر الغراء والكيمخت.
الغراء ككتاب: شئ يتخذ من أطراف
الجلود يلصق به، وربما يعمل من السمك
والغرا كالعصا لغة.
والغري كغني: البناء الجيد، ومنه
(الغريان) بناءان مشهوران بالكوفة قاله
في القاموس وهو الآن مدفن علي (ع)
والمغرى بالشئ: المولع به من حيث
لا يحمله عليه حامل.
ومنه قوله (ع): (أو مغرى بالجمع
والادخار) أي شديد الحرص على جمع
المال وادخاره كأن أحدا يغريه بذلك
ويبعثه عليه.
غ ر ى
قوله تعالى: * (أغرينا بينهم العداوة
والبغضاء) * [5 / 14] أي هيجناها بينهم
ويقال: * (أغرينا) * أي ألصقنا بهم ذلك
كأنه من الغراء وهو ما يلصق به.
قوله تعالى: * (لنغرينك بهم) *
[33 / 60] أي لنسلطنك عليهم، يعني
إن لم ينته المنافقون عن عداوتهم لنأمرنك
أن تفعل بهم ما يسؤهم ويضطرهم إلى طلب
309

الجلاء من المدينة، فسمي ذلك إغراء
- وهو التحريش - على سبيل المجاز.
وأغر وأبي: لجوا في مطالبتي.
غ ز ر
في الحديث (الامام كالعين الغزيرة)
يقال غزر الماء بالضم غزارا وغزارة كثر
فهو غزير أي كثير، والمراد شدة النفع
وعمومه.
غ ز ل
في حديث النساء (علموهن المغزل)
هو بكسر الميم: ما يغزل به.
وتميم تضم الميم.
يقال غزلت المرأة الصوف أو القطن
تغزله غزلا من باب ضرب، والجمع مغازل.
والغزل بفتحتين: حديث الصبيان
والجواري.
ومغازلة النساء: محادثتهن.
والغزال بفتح المعجمة: ولد الظبية
إلى أن يستوي وتطلع قرناه.
والجمع غزلة وغزلان مثل غلمة وغلمان.
والغزالة: الشمس.
وغزالة: امرأة شيب الخارجي الذي
قتله الحجاج فحاربته سنة تامة.
وهي التي قيل فيها:
أقامت غزالة سوق الضراب
لأهل العراقين حولا قميطا
والضراب: القتال.
والعراقان: الكوفة والبصرة.
والقميط: التام الكامل.
غ ز و
قوله تعالى: * (وكانوا غزى) *
[16 / 92] أي خرجوا إلى الغزو.
والغزو: الغزاة، يقال: غزوت العدو
غزوا، والاسم الغزاة، والفاعل غاز،
والجمع غزاة كقضاة، ويأتي على غير ذلك
أيضا (1). وجمع الغزاة غزي على فعيل.
و (الغزوة) المرة والجمع غزوات
كشهوات.
و (الغازية) تأنيث الغازي صفة الجماعة
ومنه قوله صلى الله عليه وآله: (كل غازية غزت)
الحديث.
وغزو العدو إنما يكون في بلاده

(1) كغزى بضم الغين وتشديد الزاي، وغزى كحجيج وغزاء كفساق.
310

و (غزوان) اسم رجل.
و (غزية) اسم قبيلة (1).
غ س س
(غسان) بتشديد السين: قبيلة من
اليمن، منهم ملوك غسان.
غ س ق
قوله تعالى * (إلى غسق الليل) *
[17 / 78] هو بالتحريك: أول ظلمة
الليل.
وقد غسق الليل يغسق أي أظلم.
وغسق الليل: ظلامه.
وقيل غسقه: شدة ظلمته وذلك إنما
يكون في النصف منه.
ومثله ما صح عن الباقر عليه السلام
(وغسق الليل انتصافه).
قوله * (ومن شر غاسق إذا وقب) *
[113 / 4] الغاسق: الهاجم.
ويقال الغاسق: القمر إذا كسف
فاسود، إذا وقب أي دخل في الكسوف
وقد تقدم تمام البحث في (وقب).
قوله * (إلا حميما وغساقا) * [78 / 25]
هو بالتشديد والتخفيف: ما يغسق من
صديد أهل النار أي يسيل.
يقال غسقت العين: إذا سالت
دموعها.
ويقال الحميم يحرق بحره، والغساق
يحرق ببرده.
ويقال الغساق هو البارد المنتن.
غ س ل
قوله تعالى * (ولا طعام إلا من غسلين) *
[69 / 36] هي غسالة أجواف أهل النار
وكل جرح ودبر.
قوله * (هذا مغتسل بارد) * [38 / 42]
المغتسل الذي يغتسل به كالغسول بالفتح.
والمغتسل: الموضع الذي يغتسل به.

(1) غزية بن أقلت بطن من طي من كهلان من القحطانية، وكانوا في طريق
الحاج بين العراق ونجد. وغزية بن جشم بطن من هوازن من العدنانية، وهم
بنو غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، كانت منازلهم مع قومهم بنى جشم
بالسروان بين تهامة ونجد. معجم قبائل العرب ص 884.
311

والغسل بالضم: اسم لإفاضة الماء
على جميع البدن.
واسم للماء الذي يغتسل به.
ومنه (فسكبت له غسلا).
وبالفتح: المصدر.
وبالكسر: ما يغسل به كالخطمي
وغيره.
والمغسل بكسر السين كمغسل الموتى.
والجمع المغاسل.
وغسلته غسلا من باب ضرب.
والاسم الغسل كقفل.
وغسل الشئ: إزالة الوسخ ونحوه
عنه، بإجراء الماء عليه.
وغسالة الشئ: ماؤه الذي يغسل به،
وما يخرج منه بالغسل.
وفي حديث الجبيرة (يغسل ما وصل
إليه الغسل) بالكسر.
والمراد به الماء الذي يغتسل به.
وربما جاء الضم أيضا.
والغسلة بالكسر: الطيب وما تجعله
المرأة في شعرها عند الامتشاط.
والاغتسال مصدر قولك إغتسل يغتسل
اغتسالا.
وفي الخبر (إذا غسل جسده اغتساله
بالماء أجزأه) أي كاغتساله بالماء.
وشئ غسيل ومغسول بمعنى.
غ ش ش
المغشوش: الغير الخالص.
وفي حديث القرآن (واغتشوا فيه
أهواء كم) أي اتخذوا أهواءكم غاشة.
وقوله عليه السلام (وكم من مستنصح
للحديث مستغش للكتاب) أي ليس
بناصح في تعلمه ومعرفته، من قوله
غشه: لم يمحضه النصح وأظهر له خلاف
ما أضمر.
والغش بالكسر اسم منه، واغتشه
واستغشه ضد انتصحه واستنصحه.
وفي الخبر (من غشنا فليس منا)
أي ليس من أخلاقنا ولا على سننا.
غ ش ى
قوله تعالى: * (فأغشيناهم فهم لا يبصرون) *
[36 / 9] أي جعلنا على أبصارهم غشاوة
أي غطاء، ومثله: * (وجعل على بصره
غشاوة) * [45 / 33].
قوله تعالى: * (واستغشوا ثيابهم) *
312

[71 / 7] ان تغطوا بها، ومثله: * (ألا
حين يستغشون ثيابهم) * [11 / 5] أي
يتوارون بها كرامة لكلام الله ك‍ * (جعلوا
أصابعهم في آذانهم) *.
وغشاه بالتشديد تغشية: غطاه، ومنه
قوله تعالى: * (فغشاها) * [53 / 54]
أي ألبسها من العذاب ما غشى، وهو
تأويل لما صب عليها من العذاب وأمطر
عليها من الحجارة المسومة.
قوله تعالى: * (غاشية من عذاب الله) *
[12 / 107] أي مجللة من عذاب الله.
قوله تعالى: * (هل أتيك حديث
الغاشية) * [88 / 1] يعني القيامة لأنها
تغشاهم بأفزاعها.
قوله تعالى: * (ومن فوقهم غواش) *
[7 / 41] يعني ما يغشاهم فيغطيهم من
أنواع العذاب.
قوله تعالى: * (يغشي الليل النهار) *
[7 / 54] أي يلحق الليل بالنهار والنهار
بالليل بأن يأتي أحدهما عقيب الآخر فيغطي
أحدهما الآخر.
وفى حديث عائد المريض: (وكل الله
به أبدا سبعين ألفا من الملائكة يغشون
رحله) (1) بفتح الشين من غشيه بالكسر
يغشاه: إذا جاءه وقصده، والرحل بالفتح
المسكن، والمعنى يقصدون مسكنه ويدخلونه
والغشاء ككساء: الغطاء وقد يعبر به
عن الخيمة فيقال: أوتاد وغشاء.
و (غشيتهم الرحمة) شملتهم، ومنه
(غشني برحمتك) أي غطني بها.
وغشي الرجل المرأة غشيانا: إذا
جامعها، والاسم منه (الغشيان) بالكسر
ومنه الحديث: (الغشيان على الامتلاء
يهدم البدن).
و (غشي عليه) بالبناء للمفعول غشيا
بفتح الغين وضمها لغة فهو مغشي عليه:
إذا أغمي عليه، ومنه قوله صلى الله عليه وآله:
(أتخوف عليه الغشيان).
ومنه قوله (ع): (الخضاب يذهب
بالغشيان) (2) واختلف فيه فقيل: هو

(1) الكافي ج 3 ص 120. (2) الكافي ج 6 ص 482.
313

تعطيل القوى المحركة لضعف القلب بسبب
وجع شديد أو برد أو جوع منوط.
وقيل: هو امتلاء بطون الدماغ من بلغم
بارد وغليظ.
وغشي الليل من باب تعب وأغشا
بالألف: أظلم.
وغشي الشئ: إذا لابسه، ومنه في
وصفه تعالى: (لا تغشاه الأوهام) أي
لا تباشره ولا تلابسه.
وغشينا رفقة يتغدون: قصدناهم،
ومنه (أما تغشى سلطان هؤلاء).
وفى الخبر: (فلما غشيناه قال لا إله إلا
الله) أي أدركناه ولحقناه.
غ ص ب
تكرر ذكر الغصب في الحديث،
وهو الاستقلال بإثبات اليد على مال الغير
ظلما وعدوانا، يقال غصبه من باب ضرب
فهو غاصب، والجمع غصاب ككافر
وكفار، وغصبه منه وغصبه عليه بمعنى،
والشئ غصب ومغصوب.
غ ص ص
قوله تعالى: * (وطعاما ذا غصة) *
[73 / 13] أي يقص به الحلق فلا يسوغ.
والغصة الشجى في الحلق، والجمع غصص.
ومنه الدعاء (وأغصني بريقي)
بتشديد المهملة، وهو كناية عن كمال
الخوف والاضطراب، أي صيرني بحيث
أقدر أن أبلع ريقي وقد وقف في حلقى،
يقال غصصت بالماء غصصا: إذا شرقت به
ووقف في حلقك فلم تكد تسيغه.
وغصصت بالطعام غصصا من باب تعب
وقتل لغة، والغصص بالفتح مصدر قولك
غصصت يا رجل تغص بالفتح.
والمنزل غاص بأهله: أي ممتلئ.
غ ص ن
الغصن بالضم فالسكون: غصن
الشجر، والجمع: الأغصان والغصون
والغصنة بالتحريك.
غ ض ب
قوله تعالى: * (غير المغضوب عليهم
ولا الضالين) * [1 / 7] قيل المغضوب
عليهم اليهود ولا الضالين النصارى.
قوله: * (ومن يحلل عليه غضبي
فقد هوى) * [20 / 81] غضب الله تعالى
عقابه وإرادة الانتقام من العصاة، فإنه
314

يفعل بالكفار ما يفعل الملك إذا غضب
على من تحت يده. وفى رواية عمرو بن
عبيد مع أبي جعفر (ع) وقد قال له:
قوله تعالى * (ومن يحلل عليه غضبي فقد
هوى) * ما ذلك الغضب؟ فقال: هو
العقاب يا عمرو، إنه من زعم أن الله قد
زال من شئ إلى شئ فقد وصفه صفة
المخلوقين.
قوله: * (من لعنه الله وغضب عليه) *
[5 / 60] قيل الغضب أشد من اللعنة
فخص باليهود لأنهم أشد عداوة لأهل الحق.
قوله: * (إذ ذهب مغاضبا) *
[21 / 87] أي مغاضبا لقومه، لأنه دعاهم
مدة إلى الايمان فلم يؤمنوا.
وفي الحديث القدسي: (سبقت
رحمتي غضبي) الغضب قسمان: غضب الله
وهو سخطه على من عصاه ومعاقبته له،
وغضب المخلوقين فمنه محمود وهو ما كان
في جانب الدين والحق والمذموم ما كان
في خلافه، والسبق هنا باعتبار التعلق،
أي تعلق الرحمة سابق على تعلق الغضب،
لان الرحمة غير متوقفة على عمل سابق،
بخلاف الغضب فإنه يتوقف على سابقة عمل، والغضب والرحمة ليسا من صفات الذات
بل فعلان له تعالى، وجاز تقديم بعض
الأفعال على بعض.
وفي حديث الباقر (ع): (إن
الله خلق الجنة قبل أن يخلق النار...
إلى أن قال: وخلق الرحمة قبل أن يخلق
الغضب).
والغضب من غير الله تعالى هو عبارة
عن غليان دم القلب لإرادة الانتقام، وهو
من الاخلاق المذمومة.
وفي الخبر (الغضب شعلة من نار
تلقي صاحبها في النار) وذلك لأنه يحمل
صاحبه على الدخول في الآثام.
وغضب عليه غضبا فهو غضبان
وامرأة غضبى، وفي لغة غضبانة، وقوم
غضبى وغضابى مثل سكرى وسكارى،
وغضاب كعطاش.
غ ض ر
الغضارة: طيب العيش.
و (إنهم لفي غضارة من العيش)
أي في خصب وخير.
والغضار بالفتح والغضارة: الطين
الحر اللازب.
315

والغضراء: طينة خضراء علكة.
و (غاضرة) قبيلة من بني أسد،
وحي من صعصعة، وبطن من ثقيف - قاله
الجوهري.
والحسين بن عبيد الله الغضائري شيخ
الطائفة كثير السماع عارف بالرجال له
تصانيف كثيرة، سمع الشيخ الطوسي منه
وأجاز له جميع رواياته (1).
قال الذهبي من المخالفين في كتاب
ميزان الاعتدال: الحسين بن عبيد الله
الغضائري شيخ الرافضة (2).
غ ض ر ف
غضروف الكتف: رأس الوجه.
والغضروف: الرقيق الأبيض كالعظم
يكون في المارن، نقلا عن ابن الأعرابي
والجمع غضاريف.
غ ض ض
قوله تعالى: * (قل للمؤمنين يغضوا
من أبصارهم) * [24 / 30] أي ينقصوا
من نظرهم عما حرم الله عليهم، وقد أطلق
لهم ما سوى ذلك، يقال غض طرفه غضاضا
بالكسر وغضاضة بفتحتين: خفضه وتحمل
المكروه، ومقول القول محذوف، أي قل
لهم غضوا يغضوا فيكون * (في يغضوا) *
الآية جوابا لامر محذوف، وكذا * (يحفظوا) *
ومن عند الأخفش زائدة.
قوله: * (واغضض من صوتك) *
[31 / 19] أي نقص منه، يقال غض
صوته أي خفضه ولم يرفعه بصيحة.
وغض طرفه: أي كسره.
ومنه الحديث (كان إذا فرح غض
طرفه) (3) يعني كسره وأطرق ولم يفتح
عينيه، وإنما كان يفعل ذلك ليكون
أبعد من الأشر والمرح.
ومنه حديث أم سلمة مع عائشة
(حماديات النساء غض الأطراف) يعني
كسرها، والامر منه في لغة الحجاز
أغضض، ومنه الآية، وأهل نجد يقولون
غض طرفك بالادغام.
وفي الحديث (إذا انكشف أحدكم
لبول أو غيره فليقل بسم الله فإن الشيطان

(1) في الكنى والألقاب ج 2 ص 455: مات في صفر سنة 411.
(2) ميزان الاعتدال ج 1 ص 1 ص 541.
(3) مكارم الاخلاق ص 11.
316

يغض بصره) (1).
وأغض الرجل العين بالألف: قارب
بين جفنيها، ثم استعمل في الحلم فقيل
(غض على القذى) إذا أمسك عفوا عنه.
وقولهم (ليس عليك في هذا الامر
غضاضة) أي ذلة ومنقصة.
ومثله (عليه في دينه غضاضة) و (ما
علي من عضاضة).
وشئ غض: أي طري، والباب ضرب
وقولهم غضا جديدا: أي طريا وجديدا
كالمفسر له.
غ ض ن ف ر
الغضنفر: الأسد.
ورجل غضنفر: غليظ الجثة - قاله
الجوهري.
غ ض ى
الاغضاء: التغافل عن الشئ.
والاغضاء: إدناء الجفون بعضها من
بعض، ومنه قول القائل في مدح علي بن
الحسين عليه السلام (2):
يغضي حياء ويغضي من مهابته
فلا يكلم إلا حين يتبسم
والغضى بالقصر: شجر ذو شوك وخشبه
من أصلب الخشب ولذا يكون في فحمه
صلابة.
غ ط ر س
الغطريس الظالم المتكبر، يقال
تغطرس وهو متغطرس: أي متكبر.
غ ط ر ف
الغطريف: السيد.
والتغطرف: التكبر.
غ ط س
الغطس في الماء: الغمس فيه.
والمغنطيس: حجر يجذب الحديد،
وهو معرب.
غ ط ش
قوله تعالى: * (أغطش ليلها وأخرج
ضحاها) * [79 / 29] يقال أغطشه الله:
أظلمه.
وأغطش الليل: أظلم بنفسه.

(1) من لا يحضر ج 1 ص 18.
(2) من قصيدة للفرزدق. انظر الارشاد للمفيد ص 243.
317

وفي الحديث (أطفأ بشعاعه ظلمة
الغطش) أي ظلمة الظلام.
والغطش في العين: شبه العمش.
ومنه غطش الرجل بالكسر، فهو
أغطش، والمرأة غطشاء.
غ ط ط
غطه بالماء يغطه غطا من باب قتل:
مقله وغوصه فيه.
والغط في الماء: الغوص فيه.
والغطيط: صوت النائم.
وغط النائم غطيطا: تردد نفسه إلى
حلقه حتى يسمعه من حوله.
ومنه (إنه نام حتى سمع غطيطه).
والغطاط بالضم: أول الصبح.
غ ط ف
غطفان: أبو قبيلة، وهو غطفان بن
سعد بن قيس عيلان.
غ ط م ش
الغطمش بتشديد الميم: الكليل البصر.
غ ط و
في الدعاء: (وأعوذ بك من الذنوب
التي تكشف الغطاء) وهي كما وردت به
الرواية عنهم (ع): الاستدانة بغير نية
الوفاء، والاسراف في النفقة في الباطل،
والبخل على الأهل والولد، وسوء الخلق
وقلة البصر، والكسل، والضجر،
والاستهانة بأهل الدين.
والغطاء ككساء: الستر وما يغطى به،
وجمعه (أغطية) قيل: مأخوذ من
قولهم: (غطا الليل يغطو) إذا سترت
ظلمته كل شئ.
و (غطى وجهه) بالتشديد: ستره.
و (الغطاية) بالكسر: ما تغطيت به
من حشو الثياب.
غ ف ت
في الحديث: (وصف له المتطببون
الغافت) هو بالغين المعجمة ثم الفاء بعد
الألف ثم التاء المثناة الفوقانية - على ما
هو المعروف من النسخ -: دواء معروف
بين الأطباء وسمعنا من بعضهم أنه (الغافث)
بالثاء المثلثة ولعله الصواب.
وفي القانون نقلا عنه: إن الغافت
من الحشائش الشائكة له ورق كورق
الشهدانج، أو ورق النيطالقون وهو المستعمل
أو عصارته
318

غ ف ر
قوله تعالى: * (غفزانك ربنا) *
[2 / 285] أي مغفرتك يا ربنا.
قوله: * (رب اغفر لي ولأخي) *
[8 / 151] يعني موسى عليه السلام.
قال المفسر: هذا على وجه الانقطاع إلى
الله سبحانه والتقرب إليه لا أنه كان يقع
منه أو من أخيه قبيح كبيرا أو صغيرا
يحتاج أن يستغفر منه، فان الدليل قد
دل على أن الأنبياء لا يجوز أن يقع
منهم شئ من القبيح.
قوله: * (واغفر لي ولوالدي) *
[14 / 41] قال الشيخ أبو علي: إستذل
أصحابنا بهذا على أن أبوي إبراهيم عليه
السلام لم يكونوا كافرين، لأنه إنما
سأل المغفرة لهم يوم القيامة، فلو كانا
كافرين لما سأل ذلك لأنه قال * (فلما
تبين له أنه عدو لله تبرأ منه) * فصح أن
أباه الذي كان كافرا إنما هو جده لامه
أو عمه على الخلاف فيه. وقرئ * (لولدي) *
وهما إسماعيل واسحق، وهي قراءة أهل
البيت عليهم السلام.
قوله تعالى: * (إن تبدوا ما في أنفسكم
أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن
يشاء ويعذب من يشاء) * [2 / 284]
قرئ فيغفر بالرفع عاصم وابن عامر
وبالجزم باقي السبعة، ونقل عن ابن عباس
أنه قرأ بالنصب.
قال ابن مالك في منظومته:
والفعل من بعد الجزا إن يقترن
بالفا أو الواو بتثليث قمن
قوله تعالى: * (قل للذين آمنوا
يغفروا اللذين لا يرجون أيام الله) * [45 / 14]
قال الشيخ أبو علي: أي قل للذين آمنوا
اغفروا يغفروا، فحذف المفعول له لدلالة
جوابه عليه * (للذين لا يرجون أيام الله) *
أي لا يتوقعون وقائع الله بأعدائه، وهو
من قولهم (أيام العرب) لوقائعهم، وقيل
لا يأملون الأوقات التي وقتها الله لثواب
المؤمنين ووعدهم الفوز. وقوله * (قوما) *
والمراد به الذين آمنوا للثناء عليهم.
قوله: * (ليجزي قوما بما كانوا يكسبون) *
أي يكسبونه من الثواب العظيم باحتمال
المكاره وكظم الغيظ - كذا في جامع
الجوامع.
وفي الحديث عن أبي عبد الله عليه
319

السلام قال: (قل للذين مننا عليهم
بمعرفتنا أن يعرفوا الذين لا يعلمون،
فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم) (1).
قوله: * (وما كان استغفار إبراهيم
لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه) * [9 / 114]
الآية. الموعدة قوله: * (لاستغفرن لك) *.
قوله: * (واستغفري لذنبك) *
[12 / 29] أي سليه المغفرة.
قوله: * (والمستغفرين بالاسحار) *
[3 / 17] قيل هو صلاة الليل، وقيل
الاستغفار آخر الوتر، وخص الاستغفار
بالسحر الذي هو آخر الليل لان العبادة
فيه أشق والنفس أصفى لعدم اشتغالها
بتدبير المأكول ولخلو المعدة عنه، فتوجه
النفس بكليتها إلى حضرة الحق تعالى.
قوله: * (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم
إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) *
[9 / 80] قال المفسر في معناه لن يغفر الله
لهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم، والسبعون
جار في كلامهم مجرى التمثيل للتكثير.
وفي الخبر (كان إذا خرج من الخلاء
قال: غفرانك) الغفران مصدر منصوب
بفعل مضمر، أي أطلبه، وفي تخصيصه
بذلك هو أنه توبة من تقصيره في شكر
نعم الاطعام وهضمه وتسهيل مخرجه،
فلجأ إلى الاستغفار من التقصير.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله
(وأنا أستغفر الله سبعين استغفارة) قاله
صلى الله عليه وآله وهو معصوم، قيل
لأنه عبادة أو لتعليم الأمة أو من ترك
الأولى أو من تواضع أو عن سهو قبل
النبوة أو عن اشتغاله بالنظر في مصالح
الأمة ومحاربة الأعداء، فإن مثله شاغل عن
عظيم مقامه أو عن أحوال ما مضى بالنسبة
إلى ما ترقى إليه، فإن حسنات الأبرار سيئات
المقربين. هذا ولا تكن غافلا عما مر في ذنب.
وفي حديث العالم (يستغفر له من
في السماوات والأرض) قيل يحتمل أن
يكون استغفار هذه الأصناف بعضه على
الحقيقة وبعضه على المجاز، وهو أن
يكتب الله له بعدد كل حيوان من
الأنواع المذكورة كالحيتان وغيرها مغفرة
ووجه الحكمة أن صلاح العالم بالعلم،
وما من شئ من الأوصاف المذكورة

(1) البرهان ج 4 ص 168.
320

إلا وله مصلحة معقودة بالعلم.
ومن أسمائه تعالى (الغفور الشكور)
وبناء هاتين للمبالغة، وهو الذي تكثر
مغفرته ويشكر اليسير من الطاعة.
ومن أسمائه أيضا (الغفار) ومعناه
الساتر لذنوب عباده وعيوبهم، المتجاوز
عن خطاياهم وذنوبهم.
وأصل الغفران التغطية، يقال غفر الله
له ذنبه من باب ضرب غفرانا: ستر عليه ذنبه
وغطاه وصفح عنه، والمغفرة اسم منه.
واغتفر ذنبه مثل وغفر ذنبه فهو
غفور والجمع غفر.
وقولهم (جاؤوا جماء غفيرا) قال
الجوهري والجماء الغفير أي جاؤوا بجماعتهم
الشريف والوضيع ولم يتخلف منهم أحد
وكانت فيهم كثرة. قال: والجماء الغفير
اسم وليس بفعل إلا أنه ينصب كما تنصب
المصادر التي هي في معناه، كقولك جاؤوني
جميعا وقاطبة وكافة، وأدخلوا فيه الألف
واللام كما أدخلوهما في قولهم (أوردها
العراك) أي أوردها عراكا.
والغفيرة: الزيادة في الرزق أو العمر
أو الولد أو غير ذلك. ومنه حديث علي
عليه السلام (فإن أصاب أحدكم غفيرة
في رزق أو عمر أو ولد أو غير ذلك فلا يكون
ذلك له فتنة ويفضي به إلى الحسد).
و (بنو غفار) ككتاب من كنانة رهط
أبي ذر الغفاري.
والمغفر بالكسر: هو زرد ينسج
من الدرع على قدر الرأس يلبس تحت
القلنسوة.
غ ف ل
قوله تعالى * (فدخل المدينة على
حين غفلة من أهلها) * [28 / 15] قيل
هي ما بين العشائين.
وقيل وقت القائلة.
وساعتا الغفلة: (من حين تغيب
الشمس إلى مغيب الشمس) و (من طلوع
الفجر إلى طلوع الشمس).
وفي الحديث (إن إبليس لعنه الله
يبث جنود الليل من حين تغيب الشمس
وحين تطلع، فأكثروا ذكر الله في هاتين
الساعتين، وتعوذوا بالله من شر إبليس
وجنوده وعوذوا صغاركم في هاتين الساعتين
فإنهما ساعتا غفلة).
وغفلت عن الشئ وغفولا من باب قعد:
321

إذا تركته على ذكر منك.
وله ثلاثة مصادر غفول، مثل قعود
وغفلة مثل تمرة، وغفل مثل سبب.
غ ف و
(أغفيت إغفاء) أي نمت نومة
خفيفة وأنا مغف، ولا يقال (غفوت)
وعن الأزهري: قل ما يقال غفوت.
غ ل ب
قوله تعالى: * (حدائق غلبا) *
[80 / 30] يعني ملتفة الشجر، أو غلاظ
أعناق النخل. والغلب: الغلاظ، يقال
شجرة غلبا أي غليظة، والحديقة: البستان
المحفوظ، وجمعه (الحدائق).
قوله: * (غلبت الروم) * [30 / 2]
أي حين احتربت مع الفرس بين أذرعات
وبصرى، فبلغ الخبر مكة فشق على
رسول الله والمسلمين لان فارسا مجوس
والروم أهل كتاب، وفرح المشركون
وقالوا أنتم والنصارى أهل كتاب ونحن
وفارس لا كتاب لنا وقد ظهر إخواننا
على إخوانكم ولنظهرن نحن عليكم،
فنزلت * (وهم من بعد غلبهم سيغلبون) *
وفي الدعاء: (وأعوذ بك من غلبة
الرجال) والمراد بها تسلطهم واستيلاؤهم
هرجا ومرجا، وذلك كغلبة العوام،
ويقال غلبه غلبا من باب ضرب وغلبا
بالتحريك أيضا، والاسم الغلب بفتحتين.
قال الجوهري: وهو من مصادر المضموم
العين مثل الطلب.
و (الغلاب) من أسمائه تعالى،
أي القهار يحكم بمر القضاء كمن يحكم
لنفسه لا يقصر.
وتغلب على كذا: استولى عليه قهرا،
ومنه الحديث (كلما غلب الله فهو أولى
بالعذر).
و (تغلب) بكسر اللام: أبو قبيلة،
والنسبة إليه تغلبي بفتح اللام استيحاشا
لتوالي الكسرتين مع ياء النسبة.
وبنو تغلب: قوم من مشركي العرب
طالبهم عمر بالجزية فأبوا فصولحوا على أن
يعطوا الصدقة مضاعفة فرضوا، والمصالح
قيل كردوس التغلبي وقيل ابنه داود.
غ ل س
في الحديث (كان النبي صلى الله عليه
وآله يغلس بالفجر إذا اختلط بضوء
322

الصباح) يقال غلس بالصلاة يريد صلاها
بالغلس.
والغلس بالتحريك: الظلمة آخر
الليل، ومنه التغليس وهو السير بغلس.
وغلسنا الماء: أي أوردناه بغلس.
وغلس القوم تغليسا: خرجوا بغلس.
غ ل ص م
الغلصم (1): رأس الحلقوم، وهو
الموضع الناتي في الحلق، قاله الجوهري
وغيره، والجمع: غلاصم.
وغلصمه (2) قطع غلصمته.
غ ل ط
غلط في منطقه كفرح غلطا بالتحريك:
أخطأ وجه الصواب.
وغلطته أنا: قلت له غلطت أو نسبته
إلى الغلط.
والأغلوطة: ما يغلط به من المسائل.
غ ل ظ
قوله تعالى: * (ومن ورائه عذاب
غليظ) * [14 / 17] أي ومن بين يديه
عذاب أشد مما قبله وأغلظ.
قوله: * (وأغلظ عليهم) * [9 / 73]
كأن المراد شدد عليهم.
قوله: * (فاستغلظ) * [48 / 29]
أي اشتد زرعه.
وغلظ الشئ بالضم يغلظ غلظا:
خلاف دق، والاسم الغلظ بالكسر.
ومنه الحديث في وصف علي عليه السلام
(كنت على الكافرين غلظة وغيظا) أي
شدة وقلة رحمة.
وأغلظ له في القول غلاظا: عنفه.
وغلظت عليه في اليمين تغليظا: شددت
ووكدت.
واستغلظت الشئ: رأيته غليظا.
غ ل ف
قوله تعالى * (قالوا قلوبنا غلف) *
[2 / 88] الآية أي محجوبة عما تقول
كأنها في غلاف.
ومن قرأ غلف بضم اللام أراد جمع غلاف.
وتسكين اللام جايز أيضا أي قلوبنا
أوعية للعلم، فكيف تجيئنا بما ليس عندنا.
وفي الكشاف: (غلف) جمع أغلف

(1) وزان جعفر.
(2) فعل رباعي وزان دحرج.
323

أي هي خلقة وجبلة مغشاة بأغطية
لا يتوصل إليها ما جاء به محمد صلى الله
عليه وآله ولا تفقهه، مستعار من الأغلف
الذي لم يختن، فرد الله عليهم أن تكون
مخلوقة كذلك لأنها خلقت على الفطرة
والتمكن من قبول الحق.
وفي الحديث (تغلف به وأنا أنظر
إليه) أي لطخ لحيته به، يقال غلف لحيته
بالغالية من باب ضرب أي لطخها بها
وأكثر، والغالية: ضرب من الطيب.
وعن ابن دريد غلفها من كلام
العامة، والصواب غلفها بالتشديد.
والغلاف بكسر المعجمة: غلاف
السيف ونحوه.
ومنه (غلاف المصحف) والجمع
غلف ككتاب وكتب.
وفي الحديث (الأغلف لا يؤم القوم)
الأغلف: غير المختون، وذلك لأنه ضيع
من السنة أعظمها، والأنثى غلفاء والجمع
غلف من باب أحمر.
والغلفة بالضم: هي العزلة والقلفة.
غ ل ق
في الحديث (لا تكن ضجرا ولا غلقا)
الغلق بالتحريك: ضيق الصدر.
ورجل غلق: سئ الخلق.
وفيه (الله أكرم من أن يستغلق
عبده) لعله من الغلق وهو ضيق الصدر.
وفي بعض النسخ يستفلق عبده كأنه
من الفلق بمعنى الحركة والاضطراب.
وفي بعضها يستعلق بالعين المهملة
كأنه من العلق محركة: الخصومة والمحنة.
وفي الخبر (لا طلاق ولا عتاق في
إغلاق) أي في إكراه لان المكره مغلق
عليه في أمره ومضيق عليه في تصرفه كما
يغلق الباب على الانسان.
غ ل ل
قوله تعالى * (في أعناقهم أغلالا) *
[36 / 8] قيل أي منعوا من التصرف
وفي الخبر (ليس ثم أغلال).
قوله * (والأغلال التي كانت عليهم) *
[7 / 156] اي ما كان محرما عليهم من
التكاليف الشاقة نحو قرض موضع النجاسة
من الجلد والثوب وإحراق الغنائم وتحريم
السبت.
وذكر الاغلال مثل لها فكأنهم غلوا
عنها.
قوله * (وما كان لنبي أن يغل) *
324

[3 / 161] أي وما صح لنبي أن يخون
في الغنائم.
فإن النبوة تنافي الخيانة.
قيل نزلت حين فقدت قطيفة حمراء.
يوم بدر.
فقال بعض المنافقين لعل رسول الله
صلى الله عليه وآله أخذها.
يقال غل شيئا من المغنم: إذا أخذ
منه خفية.
وقرئ * (وما كان لنبي أن يغل) *
[3 / 161] بضم الغين و * (يغل) * بالبناء
للمجهول.
فمعنى يغل: يخون.
ومعنى يغل: يخان أي أن يؤخذ
من غنيمته.
أو يخون أي ينسب إلى الغلول.
وعن أبي عبيدة: الغلول من المغنم
خاصة، ولا تراه عن الخيانة ولا من الحقد.
ومما يبين ذلك أنه يقال من الخيانة
غل يغل بالكسر، ومن الغلول غل يغل
بالضم.
وقد جاء في الحديث (درع طلحة
أخذت غلولا) أي سرقة من الغنيمة قبل
القسمة.
وكل من خان في شئ خفية فقد غل.
وسمي غلولا لان الأيدي فيها مغلولة
أي ممنوعة مجعول فيها غل وهي الحديدة
التي تجمع يد الأسير إلى عنقه.
قوله * (خذوه فغلوه) * [69 / 30]
أي أوثقوه بالغل.
وفي الحديث (ثلاث لا يغل عليها
قلب مسلم) قوله (لا يغل) يقرئ بفتح
الياء وضمها وكسر الغين على الصيغتين.
فالأول من الغل.
والثاني من الاغلال.
يقال غل يغل: إذا كان ذا ضغن
وغش وحقد.
وأغل يغل، والأغلال: الخيانة.
وأما بفتح الياء وضم الغين فإنه من
الغلول ولا معنى له هاهنا.
لان الغلول من المغنم خاصة.
والمعنى إن المؤمن لا يخون في هذه
الأشياء الثلاثة أو لا يدخله حقد.
وفيه (فبعثنا بالغلة فصرفوا ألفا
وخمسين منها بألف) الغلة بالكسر:
325

الغش - قاله في الصحاح.
والغل بالضم واحد الاغلال يقال في
رقبته غل من حديد.
ومنه قيل للمرأة غل قمل أي هي
عند زوجها كالغل القمل وهو غل من جلد
وعليه (شعر يقع فيه القمل فيأكله
فلا يتهيأ له منه مخلصا) وهو مثل للعرب
وفي الحديث (إذا سجد أحدكم
فليباشر بكفيه الأرض لعل الله يدفع
عنه الغل يوم القيامة).
والغل: القيد.
ومنه حديث شهر رمضان (تغل فيه
الشياطين) أي تقيد وتمنع مما تريد.
والدرهم الغلة: المغشوش.
والغلة: الدخل الذي يحصل من
الزرع والتمر واللبن والإجارة والبناء
ونحو ذلك.
وجمعها الغلات.
وأغلت الضياع.
وفلان يغل على عياله أي يأتيهم بالغلة.
والغلة بالضم: حرارة العطش.
وكذلك الغليل.
والغليل أيضا الضغن والحقد.
وغلالة الحائض بالكسر: ثوب رقيق
يلبس على الجسد تحت ثيابه تتقي به
الحائض عن التلويث.
والإغلال والإسلال المنفيان بقوله
(لا إغلال ولا إسلال).
قيل الاغلال: الخيانة أو السرقة
الخفية.
والاسلال من سل بعيره من جوف
الليل إذا انتزعه من بين الإبل.
وهي السلة.
وقيل هو الغارة الظاهرة.
وقيل الاغلال: لبس الدروع،
والاسلال: سل السيوف.
غ ل م
قوله تعالى: * (وأما الجدار فكان
لغلامين يتيمين) * [18 / 83] الآية.
الغلام: الابن الصغير، وتصغيره غليم،
ويجمع في القلة على غلمة بالكسر.
ومنه (فدعوت الغلمة) وفي الكثرة على
غلمان.
قال في المصباح: ويطلق الغلام على
الرجل الكبير مجازا، باسم ما كان عليه
كما يقال للصغير شيخا مجازا باسم ما
326

يؤل إليه.
وعن الأزهري: وسمعت العرب
يقولون للمولود حين يولد ذكرا: غلام
وسمعتهم يقولون للكهل: غلام، وهو
فاش في كلامهم.
* (ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم
لؤلؤ مكنون) * [52 / 24] أي يطوف
عليهم للخدمة غلمان لهم كأنهم لؤلؤ في
الحسن والصباحة والصفاء والبياض.
ومكنون أي مخزون. قيل: إنه ليس
على الغلمان مشقة في خدمة أهل الجنة،
بل لهم في ذلك اللذة والسرور، إذ ليس
تلك الدار دار محنة.
والغلمة كغرفة: شدة الشهوة.
ومنه (خير نسائكم العفيفة الغلمة)
والغلمة: هيجان شهوة النكاح من
المرأة والرجل وغيرهما.
واغتلم البعير إذا هاج من شدة شهوة
الضراب.
ومنه الحديث (سئل عن بختي (1)
اغتلم، فخرج من الدار فقتل رجلا).
وفيه (نهى عن أكل لحم البعير وقت
اغتلامه).
غ ل و
قوله تعالى: * (لا تغلوا في دينكم) *
[4 / 171] أي لا تجاوزوا الحد، بأن
ترفعوا عيسى أن تدعوا له الآلهية. يقال:
غلى في الدين غلوا من باب قعد: تصلب
وتشدد حتى تجاوز الحد والمقدار،
وغاليت الشئ وبالشئ مثله، ومنه
الحديث: (لا تغلوا في صداق النساء).
وفى حديث الشيعة: (كونوا النمرقة
الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم
التالي) (2) فالغالي من يقول في أهل
البيت عليهم السلام ما لا يقولون في أنفسهم
كمن يدعي فيهم النبوة والآلهية، والتالي
المرتاد يريد الخير ليبلغه ليؤجر عليه.
وفيه: (إن فينا أهل البيت في كل
خلف عدولا ينفون عنا تحريف الغالين)
أي الذين لهم غلو في الدين، كالنصيرية

(1) بباء مضمومة ثم خاء ساكنة: الإبل الخراسانية.
(2) مشكاة الأنوار ص 57.
327

والمبتدعة ونحوهم.
وغلا السعر: ارتفع.
وأغلاه الله: رفعه.
واشتريت شاتين بثمن غلاء: أي
مرتفع.
وفي الحديث ذكر الغلوة (1) وهي
بالفتح مقدار رمية سهم. وعن الليث:
الفرسخ التام خمس وعشرون غلوة. وعن
أبي شجاع في خراجه: الغلوة قدر ثلاث
مائة ذراع إلى أربعمائة، والجمع (غلوات)
كشهوة وشهوات.
و (الغلاة) هم الذين يغالون في علي
ويجعلونه ربا، والتخميس عندهم لعنهم الله
وهو أن سلمان الفارسي والمقداد وأبا ذر
وعمار وعمر بن أمية الضمري هم الموكلون
بمصالح العالم عن علي (ع) وهو رب (2)
غ ل ى
و (الغالية) ضرب من الطيب مركب
من مسك وعنبر وكافور ودهن البان
وعود، وتغليت بالغالية وتغللت بها:
إذا تطيبت بها.
وغلت القدر غليا من باب ضرب
وغليانا: إذا اشتد فورانها.
غ م د
في الدعاء (تغمده الله بغفرانه) أي
ستر الله ذنوبه وحفظه عن المكروه كما
يحفظ السيف بالغمد.
ومثله (تغمده الله برحمته) أي جعله
مستورا بها.
ومثله (تغمد زللي) أي اجعله
مشمولا بالعفو والغفران.
وتغمدت فلانا: أي سترت ما كان
منه وغطيته.
و (الغمد) بالكسر فالسكون:

(1) في التهذيب ج 1 ص 203 في حديث عن علي (ع): يطلب الماء
في السفر ان كانت الحزونة فغلوة سهم وان كانت سهولة فغلوتين...
(2) اقرأ هذه الجمل بإمعان ثم انظر إلى ما يتقوله المفرقون الدساسون
على الشيعة وما ينسبون إليهم من الأكاذيب الشنيعة وهم منها براء.
328

غلاف السيف، وجمعه أغماد كحمل وأحمال.
وغمدت السيف أغمده غمدا من بابي
ضرب وقتل: جعلته في غمده، وجعلت
له غمدا، وأغمدته إغمادا لغة.
و (غامد) قبيلة من اليمن من
أزد شنوة، وحكى عن بعضهم (غامدة)
بالهاء، ومنه الغامدية وهي التي رجمها
رسول الله صلى الله عليه وآله في جد الزنا.
و (أبو غامد) سفيان بن عوف
الغامدي - قاله في القاموس (1)
غ م ر
قوله تعالى: * (في غمرة من هذا) *
[23 / 63] أي في منهمك من الباطل،
وقل في غطاء وغفلة، والجمع غمرات مثل
سجدة وسجدات.
والغمرة: الشدة، والجمع غمر مثل
نوبة ونوب.
قوله: * (فذرهم في غمرتهم) *
[23 / 54] أي في حيرتهم وجهلهم.
وفي الدعاء (الحمد لله الذي من خشيته
تموج البحار ومن يسبح في غمراتها) قيل
عليه غمرات الموت شدائده. والغمر:
الماء الكثير، ولا مناسبة لحمله على المعنى
الأول، والمناسبة حمله على المعنى الثاني
لكنه لم يجمع علي غمرات فربما وقع
تصحيف فيه.
وفي حديث وصف الأئمة (بكم فرج
الله عنا غمرات الكروب) أي شدائده.
وغمره البحر غمرا من باب قتل: إذا
علاه وغطاه.
وفي الحديث (فقذفهم في غمرات
جهنم) أي المواضع التي يكثر فيها النار.
ودخلت في غمار الناس - بضم غين
وفتحها -: أي في زحمتهم.
قال بعضهم: وقولهم في دخل في غمار
الناس هذا مما يغلطون فيه، والعرب تقول
دخل في خمار الناس أي فيما يواريه ويستره
منهم حتى لا يتبين.

(1) سفيان بن عوف الأزدي الغامدي قائد صحابي من الشجعان الابطال،
كان مع أبي عبيدة الجراح بالشام حين افتتحت، وولاه معاوية الطائفتين فظفر واشتهر
ثم سيره بجيش إلى بلاد الروم فأوغل فيها إلى أن بلغ أبواب القسطنطينية، فتوفى في
مكان يسمى الرنداق سنة 52 ه‍ انظر الأعلام للزركلي ج 3 ص 158.
329

والغامر: الخراب من الأرض، وقيل
ما لم يزرع وهو يحتمل الزراعة، قيل
له غامر لان الماء يغمره فهو فاعل بمعنى
مفعول، وما لم يبتله الماء فهو قفر.
وفي الخبر (مثل الصلوات الخمس كمثل
زهر غمرة) بالفتح فالسكون: أي يغمر
من يدخله ويغطيه، أراد ذا الماء الكثير.
والغمر بالتحريك: الدسم والزهومة
من اللحم كالوضر من السمن، ومنه
الحديث (لا يبيتن أحدكم ويده غمرة)
ومنه (غسل اليدين قبل الطعام وبعده
زيادة في العمر وإماطة الغمرة).
في الخبر (لا تجعلوني كغمر
الراكب) يعنى في الصلاة علي، هو
بضم معجمه وفتح ميم: إناء صغير،
أراد أن الراكب يحمل رحله وزاده
ويترك قعبه إلى آخر رحاله ثم يعلقه على
رحله، فليس عندهم بمهم، فنهاهم أن
يجعلوا الصلاة عليه كالغمر الذي لا يقدم
في المهام ويجعل تبعا، وقد ورد كقدح
الراكب، وقد مر في قدح.
و (غمرة) بفتح غين وسكون ميم:
بئر بمكة قديمة (1).
غ م ز
قوله تعالى: * (وإذا مروا بهم
يتغامزون) * [83 / 30] أي يغمز بعضهم
بعضا ويشيرون بأعينهم.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله
مع عائشة (وكان إذا أراد أن يسجد
غمز رجليها) الغمز هنا العصر والكبس
باليد، وقد تكرر ذكره في الحديث،
وبعضهم فسره بالإشارة كالرمز بالعين أو
الحاجب أو اليد.
وغمزه غمزا من باب ضرب: أشار
إليه بعين أو حاجب أو يد.
وفي حديث آدم (فغمزه - يعني
جبرئيل عليه السلام - فصير طوله سبعين
ذراعا بذراعه) وعليه إشكال مر الجواب
عنه في قعد.
والمغمور: المتهم.
والمغامز: المعايب.
وليس فيه مغمزة: أي عيب.

(1) في معجم البلدان ج 4 ص 212: وهو منهل من مناهل طريق مكة ومنزل
من منازلها، وهو فصل ما بين تهامة ونجد.
330

غ م س
في الحديث (اليمين الغموس هي التي
تذر الديار بلاقع) (1) اليمين الغموس
بفتح الغين هي اليمين الكاذبة الفاجرة التي
يقطع بها الحالف ما لغيره مع علمه أن
الامر بخلافه، وليس فيها كفارة لشدة الذنب فيها، سميت بذلك لأنها تغمس
صاحبها في الاثم ثم في النار، فهي فعول
للمبالغة. وفيه (اليمين الغموس هي التي
عقوبتها دخول النار) وهي أن يحلف
الرجل على مال امرئ مسلم أو على حقه
ظلما.
والغمس في الماء: المقل فيه، يقال
غمسه في الماء من باب ضرب: مقله فيه،
ومنه اغتماس الجنب في الماء.
غ م ش
(أحمد بن رزق الغمشاني) بضم الغين
من رواة الحديث (2).
غ م ص
في الحديث (أعظم الكبر غمص الحق
وسفه الخلق. قلت: وما غمص الحق وسفه
الخلق؟ قال: تجهل الحق وتطعن على
أهله) يقال غمصه كضرب وسمع وخرج:
احتقره وعابه وتهاون بحقه.
ومنه غمصت عليه قولا قاله: أي عبته.
ويقال للرجل إذا كان مطعونا عليه
في دينه إنه لمغموص عليه. والسفه
محركة: الجهل.
غ م ض
قوله تعالى * (ولستم بآخذيه إلا أن
تغمضوا فيه) * [2 / 268] أي تغمضوا
عن عيب فيه، أي لستم بآخذي الخبيث
من الأموال ممن لكم قبله حق إلا على
إغماض ومسامحة، فلا تؤدون من حق الله
ما لا ترضون مثله من غرمائكم.
يقال غمضت عن فلان: إذا تساهلت
عليه.
ومنه الحديث (أصبت مالا أغمضت
في مطالبه) أي تساهلت في تحصيله ولم
أجتنب فيه الحرام والشبهات، ومحصله
جمعته من حرام أو حلال وشبهة، وأصله
من إغماض العين.

(1) سفينة البحار ج 2 ص 736.
(2) بجلى ثقة له كتاب - منتهى المقال ص 35.
331

والغامض: خلاف الواضح.
وانغماض الطرف: انقضاضه.
وما اكتحلت غماضا: أي ما نمت
ولا اغتمضت عيناي.
ومثله (لا اكتحل بغمض حتى ترضى
عني).
وما في الامر غميضة: أي عيب.
وفي الحديث القدسي (إن من أغبط
أوليائي عندي من كان غامضا في الناس)
أي من كان خفيا عنهم لا يعرف سوى
الله تعالى.
و (نسب غامض) أي لا يعرف.
وغمض الحق - من باب قعد - خفي
مأخذه، وغمض بالضم لغة.
غ م ط
غمط الناس كنصر وسمع: استحقرهم.
ومنه الحديث (الكبر أن تسفه الحق
وتغمط الناس).
غمط النعمة: لم يشكرها.
غ م غ م
والغمغمة: أصوات الابطال في القتال.
والتغمغم والتغمم: الكلام الذي لا يتبين.
غ م م
قوله تعالى: * (لا يكن أمر كم
عليكم غمة) * [10 / 71] أي لا يكن
قصدكم إلى إهلاكي مستورا عليكم،
وليكن مكشوفا مشهورا تجاهروني فيه.
والغمة: السترة، من غمه يغمه:
ستره.
ومنه الحديث (لا غمة في فرائض الله)
أي لا تستروها، ولكن تجاهروا فيها.
والغمة بالضم أيضا: الكربة.
وهو في غمة أي في حيرة ولبس.
والجمع غمم، كغرفة وغرف.
والغمة والغم بمعنى واحد كالكربة
والكرب.
ومنه حديث علي عليه السلام (فطرت
والله بغمائها) أي بكربها ودواهيها.
و (فزت بحبائها) أي بعطائها.
والغمام: السحاب الأبيض سمي بذلك
لأنه يغم السماء أي يسترها.
والغمامة: واحدة الغمام.
وقد أغمت السماء أي تغيمت.
يقال غمه الشئ من باب قتل: غطاه.
ومنه قيل للحزن غم لأنه يغطي
332

السرور والحلم.
وفي حديث الهلال (فإن غم عليكم
فكذا) يقال غم علينا الهلال إذا حال
دون رؤيته غيم. وفي بعض النسخ (فإن
عم) بالعين المهملة، وهو بهذا المعنى.
وفي الحديث (إغتم رسول الله صلى الله
عليه وآله فأمره جبرئيل عليه السلام
فغسل رأسه بالسدر).
وغمم الشخص غما من باب تعب:
سال شعر رأسه حتى ضاقت جبهته وقفاه.
ومنه (رجل أغم الوجه).
غ م ى
في الحديث: (أغمي علينا الهلال) (3)
يقال: أغمي فهو مغمى ومغمي: إذا
حال دون رؤيته غيم أو قترة، وأصل
التغمية الستر والتغطية، ومنه أغمي على
المريض فهو مغمى عليه وغمي عليه فهو
مغمى عليه: إذا ستر عقله وغطى.
و (تركت فلانا غمى) مثل قفا أي
مغشيا عليه.
و (أغمي عليه الخبر) أي استعجم
مثل غم.
ويقال: (صمنا للغمي وللغمى) إذا
غم عليهم الهلال.
غ ن د ر
و (غندر) اسم رجل.
غ ن م
قوله تعالى: * (واعلموا أنما غنمتم
من شئ فأن لله خمسه وللرسول) * [8 / 41]
الآية. الغنيمة في الأصل هي الفائدة
المكتسبة، ولكن إصطلح جماعة على أن
ما أخذ من الكفار. إن كان من غير
قتال فهو فئ، وإن كان مع القتال فهو
غنيمة، وإليه ذهب الامامية، وهو مروي
عن أئمة الهدى عليهم السلام كذا قيل.
وقيل هما بمعنى واحد.
ثم اعلم أن الفئ للامام خاصة،
والغنيمة يخرج منها الخمس، والباقي
بعد المؤن للمقاتلين ومن حضر، هذا.
وقد عمم فقهاء الامامية مسألة الخمس،
وذكروا أن جميع ما يستفاد من أرباح

(3) في التهذيب ج 4 ص 177: ربما غم علينا هلال شهر رمضان.
333

التجارات والزراعات والصناعات زائدا
عن مؤنة السنة، والمعادن، والكنوز، والغوص
والحلال المختلط بالحرام ولا يتميز عند
المالك ولا يعرف قدر الحرام، وأرض
الذمي إذا اشتراها من مسلم، وما يغنم
من دار الحرب، جميعه يخرج منه
الخمس هذا.
وقد تقدم في (خمس) كيفية التقسيم
للخمس.
قوله * (مغانم كثيرة) * [4 / 93]
هي جمع مغنم، والمغنم والغنيمة: ما أصيب
من المحاربين من أهل الشرك عنوة.
والفئ: ما نيل منهم بعد أن تضع
الحرب أوزارها.
واغتنمه وتغنمه: عده غنيمة، وجمع
الغنيمة غنائم.
والغنم بالتحريك: اسم مؤنث
موضوع للجنس، يقع على الضأن، والمعز
الذكور والإناث، وعليهما جميعا، ويجمع
على أغنام. وعن الأزهري: الغنم الشاء،
الواحدة شاة.
غ ن ن
الغنة: صوت في الخيشوم، قالوا
والنون أشد الحروف غنة، ومن ذلك
الأغن وهو الذي يتكلم من قبل خياشيمه،
يقال رجل أغن وامرأة غناء.
غ ن ى
قوله تعالى: * (كأن لم تغن بالأمس) *
[10 / 24] أي كأن لم تغن زرعها على
حذف المضاف أي لم ينبت، ولا بد من
حذف المضاف الذي هو (الزرع) في هذه
المواضع وإلا لم يستقم المعنى - كذا ذكره
الشيخ أبو علي، ثم قال: وعن الحسن لم
يغن بالياء على أن الضمير للمضاف المحذوف
الذي هو الزرع، والأمس مثل للوقت
القريب كأنه قيل لم يوجد من قبل - انتهى
وقيل: معنى * (كأن لم تغن الأمس) *
أي كأن لم تكن قبل أن حصدت معمورة
قوله تعالى: * (مغنون عنا نصيبا من
النار) * [40 / 47] أي دافعون عنا.
قوله تعالى: * (كأن لم يغنوا فيها) *
[7 / 92] أي يقيموا فيها.
قوله تعالى * (وما يغني عنه ماله إذا تردى) *
[92 / 11] أي لا يجديه ولا ينفعه.
334

قوله تعالى: * (لكل امرئ منهم
يومئذ شأن يغنيه) * [80 / 37] أي
يكفيه عن الاهتمام بغيره، من (أغن
عني شرك) أي اصرفه عني وكفه.
قيل: ومنه * (لم يغنوا عنك من الله
شيئا) [45 / 19].
وفي الحديث: (خير الصدقة ما كانت
عن ظهر غنى) (1) أي ما كان عفوا
قد فضل عن غنى. وقيل: أراد ما فضل
عن قوت العيال وكفايتهم، فإذا أعطيتها
غيرك أبقيت بعدها لك ولهم غنى وكانت
عن استغناء منك ومنهم، والظهر قد يرد
في مثل هذا إشباعا للكلام وتمكينا، كأن
صدقته مستندة إلى ظهر قوي من المال.
ومثله: (خير الصدقة ما أبقت غنى)
أي أبقت بعدها لك ولعيالك غنى.
وقيل: ما أغنيت به من أعطيت عن المسألة
و (الغنى) كإلى أو كسحاب: ضد الفقر
يقال: (ليس عنده غناء) أي ما يغتنى به
و (أوشك الله له بالغناء) بالفتح والمد
يريد به الكفاية.
وفى الحديث: (من يستغن بالله وعطائه
يغنه الله) أي يخلق في قلبه غنى، أو
يعطيه ما يغنيه عن الخلق.
وغنيت بكذا من باب تعب وتغنيت
به: إستغنيت به.
وتغانوا: استغنى بعضهم عن بعض.
وفى الخبر: (إن القرآن نزل بالحزن
فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا
وتغنوا به، فمن لم يتغن بالقرآن فليس
منا) (2) قال الشيخ أبو علي في تفسيره
عند ذكر هذا: تأول بعضهم (تغنوا)
بمعنى استغنوا به وأكثر العلماء على أنه
تزيين الصوت.
و (الغناء) ككساء: الصوت المشتمل
على الترجيع المطرب أو ما يسمى بالعرف
غناء وإن لم يطرب، سواء كان في شعر
أو قرآن أو غيرهما، واستثنى منه الحدو

(1) في الكافي ج 4 ص 26: أفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى
(2) جامع الاخبار ص 49
335

للإبل. وقيل: وفعله للمرأة في الأعراس
مع عدم الباطل [مباح].
وفي الحديث: (جوار يتغنين ويضربن
بالعود) أي يستعملن الغناء وضرب العود
و (الغني) من أسمائه تعالى، وهو
من لا يحتاج إلى أحد وكل محتاج إليه
وهو الغني مطلقا لا يشاركه فيه غيره.
و (المغني) من أسمائه تعالى أيضا،
وهو الذي يغني من يشاء من عباده.
غ و ث
قوله تعالى: * (يغوث ويعوق
ونسرا) * [71 / 23] الثلاثة أسماء أصنام
تعبد.
وفي الحديث: (كان يعوق عن
يمين الكعبة، وكان نسر عن يسار الكعبة)
قيل وكان يغوث قبال باب الكعبة، وقيل
نسر ويعوق ويغوث كانت في مسجد الكوفة.
قوله: * (فيه يغاث الناس) *
[12 / 49] قيل يمطرون من الغيث،
أو يغاثون من القحط من الغوث.
قوله: * (فاستغاثه) * [28 / 15]
أي طلب منه الإغاثة، يقال إستغاثني فلان
فأغثته، والاسم الغياث صارت الواو ياء
لكسرة ما قبلها. ومنه (يا غياث المستغيثين)
و (أنت الغياث المستغاث).
وغوث الرجل: قال واغوثاه،
والاسم الغوث.
و (الغوث الغوث) تكرار في طلب
الإغاثة.
وفي الحديث (من كانت له بنتان
فوا غوثاه).
و (الغياث) بالكسر من الإغاثة:
الإعانة. وروي بالضم والكسر، وهما
أكثر ما يجئ في الأصوات كالنباح،
والفتح فيهما شاذ.
غ ور
قوله تعالى: * (إن أصبح ماؤكم
غورا) * [67 / 30] أي غائرا، وصف
بالمصدر كدرهم ضرب وماء سكب،
يقال غار الماء غورا: ذهب في الأرض،
فهو غائر.
قوله: * (إذ هما في الغار) * [9 / 40]
الغار: نقب في الجبل شبه المغارة، فإذا
اتسع قيل كهف، والجمع غيران مثل
336

نار ونيران.
والغار الذي آوى إليه النبي صلى الله
عليه وآله في جبل ثور، وهو مطل على
مكة.
قوله: * (ومغارات) * [9 / 57]
المغارات والمغارات ما ينورون فيه، أي
يغيبون فيه، واحدها مغارة ومغارة،
وهو الموضع الذي ينور فيه الانسان، أي
يغيب ويستتر.
قوله: * (فالمغيرات صبحا) * [100 / 3]
هو من الغارة لأنهم كانوا يغيرون عند
الصبح، من الغارة وهي الخيل المغيرة،
ومنه قولهم (أشرق ثبير حتى تغير) أي
تذهب سريعا، وقيل تغير على لحوم
الأضاحي من الإغارة النهب، وقيل تدخل
في الغور أي المنخفض في الأرض.
وفي الحديث (بالعقل يستخرج غور
الحكمة وبالحكمة يستخرج غور العقل)
ومعناه - على ما قيل - بآلة العقل يمكن
الوصول إلى كنه الحكمة وبظهور الحكمة
من العاقل يظهر ما كان مخزونا في عقله.
وغار الرجل غورا أتى الغور وهو
المنخفض من الأرض.
و (الغور) يطلق على تهامة وما
يلي اليمن.
وقال الأصمعي - نقلا عنه - ما بين
ذات عرق إلى البحر غور تهامة، فتهامة
أولها ذات عرق من قبل نجد إلى مرحلتين
من وراء مكة، وما وراء ذلك فهو الغور.
وغور بالضم: بلاد معروفة بطرف
خراسان من جهة المشرق (1).
وغارت العين من باب قعد: إنخسفت.
وغارت النجوم: أي تسفلت وأخذت
بالهبوط والانخفاض بعد ما كانت آخذة
بالعلو والارتفاع، واللام للعهد، ويجوز
أن يكون بمعنى غابت.
وأغارت الفرس إغارة: إذا أسرعت
في العدو والاسم الغارة.
وشنوا الإغارة: أي فرقوا الخيل.
و (مغيرة) بضم الميم وقد تكسر
اسم رجل.
والمغيرة بن أبي العاص: أهدر النبي

(1) قال في معجم البلدان ج 4 ص 218: غور جبال وولاية بين هراة وغزنة
وهي بلاد باردة واسعة موحشة، وهي مع ذلك لا تنطوي على مدينة مشهورة.
337

صلى الله عليه وآله دمه ولعن من يؤويه
ويطعمه ويسقيه ومن يجهزه ويعطيه سقاء
ووعاء ورشاء وحذاء، ففعل عثمان جميع
ذلك آواه وأطعمه وحمله وجهزه وفعل
جميع ما لعن به النبي صلى الله عليه وآله
ثم أمر به النبي صلى الله عليه وآله عليا
فقتله لا رحمه الله.
والمغيرة بن شعبة كان واليا في عهد
عمر وكان يشرب الخمر ويصلى في الناس
جماعة وكان يزيد في الركعات (1).
والمغيرية صنف من السبابة، نسبوا
إلى مغيرة بن سعيد مولى بجيلة، خرج
على أبي جعفر وقال: إنه كان يكذب علي
وكان يدعو إلى محمد بن عبد الله بن
الحسن (2).
وفي حديث الصادق عليه السلام فسأله
رجل من المغيرية عن شئ من السنن.
غ وص
في الحديث (إني وليت الغوص فأصبت
مالا) هو بالفتح فالسكون: النزول
تحت الماء لاستخراج ما فيه.
ومنه قيل غاص في المعاني: إذا بلغ
أقصاها حتى استخرج ما بعد منها.
والغواص بالتشديد: هو الذي يغوص
في البحر على اللؤلؤ، وفعله الغياصة.
وغاص علي الشئ غوصا - من باب
قال -: هجم عليه، فهو غائص.
والغواص طائر يوجد في أطراف
الأنهار يغوص في الماء ويصطاد السمك
ويتقوت به (3).
ومن صفاته تعالى (لا يناله غوص
الفطن) (4) أي الفطن الغائصة، إستعار
لفظ الغوص هنا لتعمق الافهام الثاقبة
في بحار صفات جلاله.

(1) توفى المغيرة بن شعبة سنة خمسين من الهجرة بالكوفة، وقيل سنة احدى وخمسين
- انظر الاستيعاب ج 4 ص 1446.
(2) انظر الأحاديث الواردة في المغيرة بن سعيد هذا رجال الكشي ص 194 - 198.
(3) قال في حياة الحيوان ج 2 ص 192: كيفية صيده انه يغوص في الماء
منكوسا بقوة شديدة ويمكث تحت الماء إلى أن يرى شيئا من السمك فيأخذه ويصعد به.
(4) نهج البلاغة ج 1 ص 7.
338

غ وط
قوله تعالى: * (أو جاء أحد منكم
من الغائط) * [4 / 43] الغائط في الأصل
للمطمئن من الأرض: كانوا إذا أرادوا
قضاء الحاجة أتوا غائطا وقضوا حاجتهم،
فكنى عن الحدث بالغائط، فهو من مجاز
المجاورة، والمغوطة: الفاعل لذلك، قيل
و (من) للتبيين، أي جاء موضعا من
الغائط، وعند الأخفش هي زائدة لتجويزه
الزيادة في الاثبات، فلا حاجة إلى تقدير
المفعول، و (أو) هنا بمعنى الواو.
وفي الحديث (إذا دخلتم الغائط) (1)
أي موضع التخلي فكذا، يريد بذلك
بيان آداب التخلي.
والغوط: عمق الأرض الأبعد.
و (الغوطة) بالضم موضع بالشام
كثير الماء والشجر، يقال لها (غوطة
دمشق) (2).
غ ول
قوله تعالى * (لا فيها غول ولا هم
عنها ينزفون) * [37 / 47] أي ليس
فيها غائلة الصداع لأنه قال في موضع آخر
* (لا يصدعون عنها) * [56 / 19].
وقيل الغول: أن تغتال عقولهم
فتذهب بها * (ولاهم عنها ينزفون) *
[56 / 19] من نزف الشارب: إذا ذهب
عقله.
ويقال الغول: وجع البطن، والنزف:
ذهاب العقل.
والغوائل جمع غائلة وهي الحقد.
ومنه الحديث (مقاربة الناس في
أخلاقهم أمن من غوائلهم).
وفي الحديث (لا تبذلوا مودتكم لمن
بغاكم الغوائل) أي المهالك.
يقال غاله يغوله غولا من باب قال:
إذا ذهب به وأهلكه.

(1) الكافي ج 3 ص 19.
(2) قال في معجم البلدان ج 4 ص 219: الغوطة هي الكورة التي منها دمشق..
وبلد في بلاد طئ لبنى لام منهم قريب من جبال صبح لبني فزارة، وماء يوصف
بالرداءة والملوحة لبني عامر... والغوطة برث ابيض يسير فيه الراكب يومين
لا يقطعه، به مياه كثيرة وغيطان وجبال مطرحة لبني أبي بكر بن كلاب.
339

ومنه أرض غائلة.
وغالني الشئ يغولني: غلبني.
ومنه حديث الماء المستنقع حول
البئر (فإنه لا ينقب الأرض ولا يغوله
حتى يبلغ البئر).
والغول بالضم من السعالى والجمع
أغوال وغيلان.
وكل ما اغتال الانسان فأهلكه فهو
غول.
يقال غالته غول: إذا وقع في مهلكة
والغول بالضم: واحد الغيلان وهو
جنس من الجن والشياطين وهم سحرتهم.
وفي الحديث (إذا تغولت بكم الغول
فأذنوا).
كانت العرب تزعم في الفلوات تتغول
غولا أي تتلون تلونا فتضلهم عن الطريق
فتهلكهم.
ويقولون للنار التي توقد وتطفأ:
وهكذا كانت نار الغيلان.
وفي الحديث (ما منا أحد اختلفت
إليه الكتب وأشير إليه بالأصابع، وسئل
عن المسائل وحملت إليه الأموال إلا
اغتيل) هو من الاغتيال وهو أن يخدعه
فيذهب به إلى موضع، فإذا صار إليه قتله.
والغيلة مثله.
يقال قتل فلان غيلة: أي خفية.
ومثله قوله (أخاف أن تغتال فتقتل).
والغائلة: الفساد والشر.
ومنه (قضى أمير المؤمنين عليه السلام
في رجل أغار جارية فهلكت من عنده ولم
يبغها غائلة) أي فسادا (فقضى أن لا
يغرمها المغار).
ومنه (البيض يذهب بقرم اللحم
وليس له غائلة اللحم).
وفي الحديث (أعوذ بك أن أغتال
من تحتي) أي أهلك بالخسف.
والأصل في الاغتيال أن يؤتى المرء
من حيث لا يشعر وأن يدهى بمكروه ولم
يرتقبه.
والغيلة: الاخذ على غرة.
ويقال أضرت الغيلة بولد فلان: إذا
أتيت أمه وهي ترضعه.
وكذلك إذا حملت أمه وهي ترضعه.
وفي الخبر (لقد هممت أن أنهى عن
الغيلة).
والغيل بالفتح: اسم ذلك اللبن.
340

وفي معاني الاخبار (نهى عن الغيلة)
وهي أن يجامع الرجل امرأته وهي ترضع.
يقال منه (قد أغال الرجل).
وأغيل: إذا غشي أمه وهي ترضعه.
والولد مغال ومغيل.
قال الجوهري والأصمعي يروي بيت
امرئ القيس هكذا:
فألهيتها عن ذي تمائم مغيل.
وأم غيلان: شجر معروف، منه كثير
في طريق مكة.
غ وى
قوله تعالى: * (فسوف يلقون غيا) *
[19 / 59] أي ضلالا وخيبة، أو غيا
عن طريق الجنة. وقيل: الغي واد في جهنم
قوله تعالى: * (يتبعهم الغاوون) *
[26 / 224] فسروا بقوم وصفوا عدلا
يعني حلالا وحراما بألسنتهم ثم خالفوه
إلى غيره.
وفى حديث موسى (ع) لآدم:
(أغويت الناس وأضللتهم) من غوى:
إذا خاب وضل.
وغوى يغوي من باب ضرب: انهمك
في الجهل، وهو خلاف الرشد، والاسم
(الغواية) بالفتح.
و (أمر بين غيه) أي ضلاله.
وفى الدعاء: (وأعوذ بك من كل
لص غاو) أي مضل غير مرشد.
ومنه: (اللهم لا تجعلنا من الغاوين)
وغاو وغواة كقاض وقضاة.
وفي حديث السفر: (الواحد فيه غار
والاثنان غاويان والثلاثة نفر) (1)
وتفسيره الواحد شيطان والاثنان شيطانان
والثلاثة صحب.
وأغواه الشيطان: أضله.
والمغوي: الذي يحمل الناس على الغواية
والجهل.
في الحديث: (إذا رأيتم الرجل لا يبالي
ما قال ولا ما قيل فيه فهو لغية شيطان) (2)
أي شرك شيطان أو مخلوق من زنا،

(1) من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 180
(2) الكافي ج 2 ص 323.
341

يقال: (هو لغية) بفتح الغين وكسرها
وتشديد الياء: نقيض لرشدة.
وفي المصباح: لغية بالفتح والكسر
كلمة يقال في الشتم كما يقال هو لزنية.
وفي القاموس: ولد غية وبكسر: زنية
وفي الحديث: (الولد لغية لا يورث)
غ ى ب
قوله تعالى: * (وألقوه في غيابت
الجب) * [12 / 10] بفتح الغين أي في
قعره، سمي به لغيبوبته عن أعين الناظرين
وكل شئ غيب عنك شيئا فهو غيابة.
قوله * (حافظات للغيب) * [4 / 34]
أي لغيب أزواجهن، أي حافظات لما يكون
بينهن وبين أزواجهن في الخلوات من
الاسرار * (بما حفظ الله) * أي بما حفظهن
الله حين أوصى لهن الأزواج وأوجب
لهن عليهم المهر والنفقة، فالباء للمقابلة
والجزاء.
قوله: * (يؤمنون بالغيب) *
[2 / 3] يعني يؤمنون بالله تعالى لأنه لا
يرى، وقيل إنه بما غاب من أمر الآخرة
وإن كان محصلا في القلوب.
قوله: * (ولله غيب السماوات
والأرض) * [11 / 123] أي علم غيبها
قوله: * (عالم الغيب فلا يظهر
على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) *
[72 / 26] عن الباقر (ع) قال: (إن
الله تعالى عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدر
من شئ ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه،
وقبل أن يفضيه إلى الملائكة فذلك علم
موقوف عنده إليه فيه المشية، فيقضيه إذا
أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه، وأما العلم
الذي يقدره الله تعالى ويمضيه ويقضيه فهو
العلم الذي انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم
إلينا) (1).
وعن موسى بن جعفر (ع):
خمسة أشياء لا يعلمها إلا الله: علم الساعة،
وتنزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما
تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري
نفس بأي أرض تموت.
قوله: * (عالم الغيب والشهادة) *
[6 / 73] أي المعدوم والموجود، وقيل
ما غاب عن الخلق وما شاهدوه والسر

(1) الكافي ج 1 ص 256.
342

والعلانية. وعن الباقر (ع): (ما لم
يكن ثم كان).
قوله: * (وما من غائبة) * [27 / 75]
أي ما من شئ شديد الغيبوبة والخفاء
* (في السماء والأرض إلا في كتاب مبين) *
قوله: * (علام الغيوب) * [5 / 109]
هو جمع غيب، وهو ما غاب عنك.
قوله: * (ولا يغتب بعضكم بعضا) *
[49 / 12] يقال إغتابه اغتيابا: إذا
وقع فيه، والاسم: (الغيبة) بالكسر،
وهو أن يتكلم خلف انسان مستور بما
يغمه لو سمعه، فإن كان صدقا سمي غيبة
وإن كان كذبا سمي بهتانا، وتصديق
ذلك ما روي عنه صلى الله عليه وآله إنه قال لأصحابه:
هل تدرون ما الغيبة؟ فقالوا: الله ورسوله
أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره.
قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟
قال: إن كان ما تقول فقد اغتبته وإن
لم يكن فقد بهته (1).
إذا عرفت هذا فاعلم أنه لا ريب
في اختصاص تحريم الغيبة بمن يعتقد
الحق، فإن أدلة الحكم غير متناولة لأهل
الضلال كتابا ولا سنة، بل في بعض الاخبار
تصريح بسبهم والوقيعة فيهم، كما روي
في الصحيح عن داود بن سرحان عن أبي
عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي
فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم
والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كيلا
يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم
الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب
الله لكم الحسنات ويرفع لكم به الدرجات
في الآخرة) (2) بل ظاهر جملة من الاخبار
اختصاص التحريم بمن يعتقد الحق ويتصف
بصفات مخصوصة، كالستر والعفاف وكف
البطن والفرج واليد واللسان واجتناب
الكبائر ونحو ذلك من الصفات المخصوصة
المذكورة في محالها، التي إذا حصلت في
المكلف حرم على المسلمين ما وراء ذلك
من عثراته وعيوبه، ويجب عليهم تزكيته
وإظهار عدالته في الناس، فأما من لم يتصف
بذلك فلم يقم دليل على تحريم غيبته،

(1) كشف الريبة ص 20
(2) سفينة البحار ج 1 ص 63.
343

ويؤيد ما ذكرناه ما روى في الكافي عن
أبي عبد الله (ع) قال: من عامل الناس
فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم
فلم يخلفهم كان ممن حرمت غيبته وكملت
مرؤته وظهرت عدالته ووجبت أخوته.
وبما ذكرناه يظهر أن المنع من
غيبة الفاسق المصر - كما يميل إليه كلام
بعض من تأخر - ليس بالوجه، لان
دلالة الأدلة على اختصاص الحكم بغيره
أظهر من أن يبين. وما ورد من تحريم
الغيبة على العموم كلها من طرق أهل
الخلاف لمن تدبر ذلك.
وحيث تحرم الغيبة يدخل فيها
أمور ذكر بعضها بعض علمائنا: كنقصان
يتعلق في البدن كالعمش والعور، وفي
النسب كفاسق الأب وخسيس النسب،
وفي الخلق كأن يقول سئ الخلق بخيل،
وبالفعل المتعلق بالدين كسارق كذاب
وبالدنيا كقليل الأدب متهاون بالناس،
وبالثوب كقولك واسع الكم طويل الذيل...
إلى أن قال: إن ذلك لا يكون مقصورا
على التلفظ به بل التعريض به والإشارة
كذلك، وكذا الايماء والغمز وكلما يفهم
منه المقصود داخل في الغيبة مساو للتصريح
في المعنى. قال: ومن ذلك ما روي عن
عائشة أنها قالت: دخلت علينا العراة
فلما ولت أو مأت بيدي، أي قصيرة.
فقال صلى الله عليه وآله: إغتبتيها. ولا بأس بملاحظة
ما ذكر ولو من باب الأولوية.
ونقل الاتفاق على جواز الغيبة في
مواضع: كالشهادة، والنهي عن المنكر،
وشهادة ونصح المستشير، وجرح الشاهد
والراوي، وتفضيل بعض العلماء والصناع
على بعض، وغيبة المتظاهر بالفسق الغير
المستنكف، وذكر المشتهر بوصف متميز
له كالأعرج والأعور لا على سبيل الاحتقار
والذم، وذكره عند من يعرفه بذلك
بشرط عدم سماع غيره، والتنبيه على
الخطأ في المسائل العلمية بقصد أن لا يتبعه
أحد فيها (1).
وفي الحديث: (من ذكر رجلا
من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم

(1) هذا الكلام مختصر لما جاء في كتاب كشف الريبة للشهيد الثاني. انظر
تفصيله ص 41 - 45.
344

يغتبه) (1). المراد بقوله (من خلفه)
يعني رجلا غائبا ليس بحاضر. قوله
(مما عرفه الناس) كالحدة والعجلة ونحو
ذلك مما اشتهر فيه بين الناس.
وغاب القمر غيابا وغيبوبة، وتغيب
أيضا: أي غرب وتوارى.
وفي الحديث: (حتى غابت الشمس
حتى غاب قرصها) فحتى الثانية على ما
ذكر بيان للسابقة إزالة لتوهم التجوز.
والغائب: خلاف الحاضر، والجمع
غيب وغياب مثل ركع وكفار.
والغابة: الأجمة من القصب.
والغابة: الأجمة ذات الشجر المتكاثف
لأنها تغيب ما فيها، والجمع غابات.
و (غيابة الوادي) بالفتح: قعره
تقول (وقعنا في غيبة وغيابة) أي هبطة
من الأرض.
غ ى ث
(الغيث) بالفتح فالسكون: المطر.
وغاث الله البلاد غيثا: أنزل بها
الغيث. والأرض مغيثة ومغيوثة.
وغاث الغيث الأرض غيثا - من باب
ضرب -: نزل بها، وسمي النبات غيثا
تسمية باسم السبب، كما يقال رعينا الغيث،
وربما سمي السحاب بذلك.
وقولهم (أدع الله يغثنا) هو بفتح
ياء من غاث الله البلاد يغيثها: إذا أرسل
عليها المطر. وفي الحديث (الحجامة من
الرأس هي المغيثة) (2) كأن المعنى هي
النافعة تنفع من كل داء إلا السام.
غ ى ر
قوله تعالى: * (وليغيرن خلق الله) *
[4 / 119] قال المفسر: تغييرهم خلق
الله فقؤ عين الحامي وإعفاؤه عن الركوب
وقيل الخصاء، وهو في قول عامة العلماء
مباح في البهائم وأما في بني آدم فمحظور
قوله: * (إن الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم) * [13 / 11]
قال بعض الاعلام: يكتب في اللوح أشياء
مشروطة وأشياء مطلقة، فما كان على
الاطلاق فهو حتم لا يغير ولا يبدل، وما
كان مشروطا نحو أن يكون مثبتا في

(1) الكافي ج 2 ص 358.
(2) مكارم الاخلاق ص 84.
345

اللوح أن فلانا إن وصل رحمه مثلا يعيش
ثلاثين سنة وإن قطع رحمه فثلاث سنين،
وإنما يكون ذلك بحسب حصول الشرط
وقد قال تعالى: * (يمحو الله ما يشاء
ويثبت وعنده أم الكتاب) *.
قوله: * (غير المغضوب عليهم) *
[1 / 6] الآية. قال المفسر: هو بدل
من * (الذين أنعمت عليهم) * هم الذين
سلموا من غضب الله والضلال، أو صفة
على معنى أنهم جمعوا بين النعمة المطلقة
وهي نعمة الايمان وبين السلامة من الغضب
والضلال.
قال: فإن قلت كيف صح أن يقع
غير صفة للمعرفة وهو لا يتعرف؟.
أجيب: بأن التعريف فيه كالتعريف
الذي في قوله (ولقد أمر على اللئيم يسبني)
ولان * (المغضوب عليهم ولا الضالين) *
غير المنعم عليهم، فليس في غير إذن
الابهام الذي يأبى أن يتعرف. قوله: * (فمن اضطر غير باغ ولا
عاد) * [2 / 173] أي فمن اضطر جائعا
لا باغيا ولا عاديا، فيكون غير هنا بمعنى
لا منصوبة على الحال. وكذا قوله:
* (غير ناظرين إناه) * وكذلك قوله:
* (غير محلي الصيد وأنتم حرم) *.
قوله: * (لا يستوي القاعدون من
المؤمنين غير أولي الضرر) * [4 / 95]
الآية. قرئ غير بالحركات الثلاث:
أما الرفع فصفة القاعدون أو بدل، وأما
النصب فعلى الاستثناء، وقال الزجاج
حال من * (القاعدون) * أي لا يستوي
القاعدون حال خلوهم عن الضرر، وأما
الجر فصفة للمؤمنين أو بدل منه.
وفي الحديث (الشكر أمان من
الغير) (1).
ومثله (من يكفر بالله يلق الغير)
أي تغير الحال وانتقالها عن الصلاح إلى
الفساد.
والغيرة بالكسر: نفرة طبيعة تكون
عن بخل مشاركة الغير في أمر محبوب له
والغيرة: الدية، وجمعها غير ككسرة
وكسر، وجمع الغير أغيار كضلع وأضلاع.
وغيره: إذا أعطاه الدية، وأصلها
المغايرة أعني المبادلة لأنها بدل من القتل

(1) الكافي ج 2 ص 94.
346

والتغير: التبدل والانتقال، يقال
غيرت الشئ فتغير.
وغيره: جعله غير ما كان أول.
وغار الزوج على امرأته والمرأة على
زوجها تغار من باب تعب غيرا وغيرة
بالفتح، ونسوة غير وامرأة غيرى ونسوة
غيارى بالفتح، وجمع غيور غير كرسول ورسل،
وجمع غيران غيارى وغيارى بالفتح والضم.
وفي الحديث (إذا لم يغر الرجل
فهو منكوس القلب).
وتغايرت الأشياء: اختلفت.
و (غير) كلمة يوصف بها ويستثنى،
فيكون وصفا للنكرة نحو (جاءني رجل
غيرك) وأداة استثناء فتعرب على حسب
العوامل، فتقول (ما قام غير زيد)
و (ما رأيت غير زيد) قالوا وحكم غير
إذا أوقعتها موقع إلا أن تعربها بالاعراب
الذي يجب للاسم الواقع بعد إلا، تقول
(أتاني القوم غير زيد) بالنصب على
الاستثناء. و (ما جاءني القوم غير زيد)
بالرفع والنصب كما تقول (ما جاءني
القوم إلا زيد وإلا زيدا) بالرفع على
البدل والنصب على الاستثناء، وحاصله
ما ذكره الحاجبي حيث قال: وإعراب
غير كإعراب المستثنى بإلا على التفصيل،
وعن بعضهم غير اسم مبهم وإنما أعرب
للزومه الإضافة، وقولهم (خذ هذا لا غير)
وهو في الأصل مضاف والأصل لا غيره،
لكن لما قطع عن الإضافة بني على الضم
مثل قبل وبعد.
وتكون غير بمعنى سوى نحو * (هل
من خالق غير الله) * وتكون بمعنى إلا
كقوله تعالى: * (غير ناظرين إناه) *.
وقولهم (لا إله غير الله) مرفوع لأنه
خبر لا، ويجوز نصبه على لا إله إلا هو.
غ ى ض
قوله تعالى: * (وغيض الماء) *
[11 / 44] إذا نقص، يقال غاض الماء
يغيض غيضا من باب سار، ومغاضا أي
قل ونضب في الأرض، وانغاض مثله.
وغيض الماء: فعل به ذلك.
قوله: * (وما تغيض الأرحام) *
[13 / 8] أي تنقص عن مقدار الحمل
الذي يسلم معه الولد.
وغيضت الدمع بالتشديد: نقصته
وحبسته.
347

وغاضه الله وأغاضه الله يتعدى ولا
يتعدى.
وفى حديث وصفه تعالى (لا يغيضه
سؤال السائلين) أي لا ينقصه.
والغيضة: الأجمة، وهي مغيض ماء
يجتمع فيه الشجر، والجمع غياض وأغياض
مثل كلبة وكلاب وأكلاب، وغيضات
مثل بيضة وبيضات.
غ ى ظ
قوله تعالى: * (تغيظا وزفيرا) *
[25 / 12] التغيظ: الصوت الذي يهمهم
به المغتاظ، والزفير صوت يخرج من
الصدر.
وعن ابن عرفة: أي من شدة الحريق
يقال تغيظت الهاجرة إذا اشتد حميمها،
فكأن المراد بالتغيظ الغليان.
قوله: * (موتوا بغيضكم) * [3 / 119]
هو مصدر من غاظه الامر من باب سار.
قوله: * (هل يذهبن كيده ما يغيظ) *
[22 / 15] أي غيظه.
والغيظ: الغضب المحيط بالكبد،
وغاظه فهو مغيظ.
وعن ابن السكيت ولا يقال أغاظه.
واغتاظ فلان من كذا، ولا يكون
الغيظ إلا بوصول مكروه إلى المغتاظ.
غ ى م
الغيم: السحاب. يقال غامت السماء
من باب سال، وأغامت وأغيمت وتغيمت
إذا أطبق بها السحاب.
غ ى ن
في الخبر (إنه ليغان على قلبي،
فأستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة)
قال البيضاوي في شرح المصابيح: الغين
لغة في الغيم، وغان على قلبي كذا أي
غطاه.
قال أبو عبيدة في معنى الحديث:
أي يتغشى قلبي ما يلبسه، وقد بلغنا عن
الأصمعي أنه سئل عن هذا الحديث،
فقال للسائل: عن قلب من يروى هذا؟
فقال عن قلب النبي صلى الله عليه وآله،
فقال: لو كان عن غير النبي صلى الله
عليه وآله لكنت أفسره لك.
قال القاضي: ولله در الأصمعي في
انتهاجه منهج الأدب، إلى أن قال: نحن
بالنور المقتبس من مشكاتهم نذهب ونقول:
لما كان قلب النبي صلى الله عليه وآله
348

أتم القلوب صفاء وأكثرها ضياءا، وأعرفها
عرفانا، وكان صلى الله عليه وآله مبينا
مع ذلك لشرائع الملة وتأسيس السنة
ميسرا غير معسر، لم يكن له بد من
النزول إلى الرخص، والالتفات إلى حظوظ
النفس، مع ما كان متمتعا به من أحكام
البشرية، فكأنه إذا تعاطى شيئا من ذلك
أسرع كدورة ما إلى القلب لكمال رقته،
وفرط نورانيته، فإن الشئ كلما كان
أصفى كانت الكدورة عليه أبين وأهدى
وكان صلى الله عليه وآله إذا أحس
بشئ من ذلك عده على النفس ذنبا،
فاستغفر منه - انتهى.
وقد تقدم مزيد كلام في هذا المقام
في (بكا).
والغينة: الأشجار الملتفة بلا ماء،
فإذا كان بماء فهي (غيضة) قاله الجوهري.
غ ى و
والغاية انتهاء الشئ ونهايته، ومنه
سميت الظروف - كقبل وبعد - غايات
لان غاية الكلام كانت ما أضيفت هي إليه
فلما حذفت صرن غايات ينتهي بهن
الكلام.
والغاية: العلة التي يقع لاجلها الشئ.
والغاية: المسافة.
وفى الحديث: (الموت غاية المخلوقين)
أي نهايتهم التي ينتهون إليها.
وفى وصفه تعالى: (هو قبل القبل بلا
غاية ولا منتهى غاية) (1) يعني ليس غاية
بمعنى مسافة تكون ظرفه ولا غاية بمعنى
النهاية، والمعنى ان أزليته وأبديته يرجعان
إلى معنى سلبي، أي ليس له أول ولا آخر
قوله: (إنقطعت عنه الغايات) (1)
بمعنى كل مسافة عنده لأنه وراء الكل،
وإن شئت قلت انعدمت الغايات عنده،
بمعنى انه ليست له غاية بشئ من معانيها
لأنه لم يحط به سطح أو خط ولا أول
لوجوده ولا آخر.
قوله: (وهو غاية كل غاية) (1) يعني
ينتهي إليه كل ممكن أو نهاية كل امتداد

(1) هذا الجمل كلها من حديث في الكافي 1 / 90.
349

وفى حديث أسمائه الحسنى: (اسم الله
غيره... والله غاية من غاياته) (1) أي
لفظ الله اسم من أسمائه، والغاية أي
الاسم غير موصوفة، أي يجوز تحديدها
وتعريفها.

(1) الكافي ج 1 ص 113
350

* (ف) *
ف
الفاء المفردة جاءت لمعان:
(عاطفة) وتفيد أمورا ثلاثة:
(الترتيب) وهو نوعان: معنوي
(كقام زيد فعمرو) وذكري وهو
عطف مفصل على مجمل نحو * (فأزلهما الشيطان
عنها فأخرجهما مما كانا فيه) * [2 / 39]
و (التعقيب) وهو من كل شئ
بحسبه نحو (تزوجت فولدت).
و (للسببية) نحو: * (فوكزه موسى
فقضى عليه) * [28 / 15].
و (رابطة للجواب) نحو * (إن تغفر
لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) * [5 / 118]
و (زايدة) [نحو (زيد فلا تضربه]
و (ثم) بمعنى ومنه قوله تعالى: * (ثم
خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا
المضغة عظاما فكسونا العظام لحما) *
و (الواو) بمعنى كما في قوله (1):
* بين الدخول فحومل *
لأنه يجوز (جلست بين زيد فعمرو)
- نقلا عن الأصمعي.
واختلف في الفاء من قوله تعالى: * (بل
الله فاعبد) * [39 / 66] فعند بعضهم
هي جواب لاما مقدرة، وزائدة عند
الفارسي نقلا عنه، وعاطفة عند غيره
والأصل تنبه فاعبد.
وفى الفاء من نحو (خرجت فإذا الأسد)
فعند بعضهم هي زائدة.

(1) من بيت من معلقة امرئ القيس وهو كما يلي:
قفا لبك من ذكرى حبيب ومنزل * بسقط اللوى بين الدخول فحومل
351

وفى الفاء من قوله تعالى * (فكرهتموه) *
[49 / 12] فقدر بعضهم انهم قالوا بعد
الاستفهام: لا، فقيل: فهذا كرهتموه
فالغيبة فأكرهوها، ثم حذف المبتدأ وهو
هذا. وحكي عن الفارسي أنه قال:
* (فكرهتموه) * فاكرهوا الغيبة.
وأما فاء الجزائية مثل (من يقم فإني
أكرمه) ففي دلالتها على التعقيب وعدمه
قولان.
وأما الفاء في (فقط) فقيل: إنها
لتزيين اللفظ، فكأنه جواب شرط
محذوف، أي إذا كان كذلك فانته
عن كذا.
ف أ د
قوله تعالى: * (إن السمع والبصر
والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) *
[17 / 36] الفؤاد: القلب، والجمع
الأفئدة، ويقال الأفئدة توصف بالرقة
والقلوب بالليل، لان الفؤاد غشاء القلب
إذا رق نفذ القول فيه وخلس إلى ما ورائه،
وإذا غلظ تعذر وصوله إلى داخله، وإذا
صادف القلب شيئا علق به إذا كان لينا.
قوله: * (تطلع على الأفئدة) *
[104 / 7] الاطلاع والبلوغ بمعنى،
أي تبلغ أوساط القلوب، ولا شئ في بدن
الانسان ألطف من الفؤاد ولا أشد
تأذيا منه.
قوله: * (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم) *
[60 / 110] فهم لا يفقهون ولا يبصرون.
ف أ ر
تكرر في الحديث ذكر الفأر، وهو
جمع فارة كتمر وتمرة يهمز ولا يهمز،
يقع على الذكر والأنثى. وفيه (الفارة
من المسوخ).
وفارة البيت هي الفويسقة التي أمر
النبي صلى الله عليه وآله بقتلها في الحل
والحرم، وأصل الفسق الخروج عن
الطاعة والاستقامة، وبه سمي العاصي
فاسقا، وسميت الفارة فويسقة لخبثها،
وقيل لخروجها عن الحرمة في الحل والحرم
أي لا حرمة لها بحال. وقيل سميت بذلك
لأنها عمدت إلى حبال سفينة نوح فقطعتها.
والفار نوعان جرذان وفيران، وكلاهما
له حاسة السمع والبصر، وليس في
الحيوانات أفسد من الفار ولا أعظم أذى
352

منه، لأنه لا يأتي على شئ إلا أهلكه
وأتلفه.
وفيه (لا بأس بالصلاة وفي فارة المسك)
فارة المسك أي نافجته.
ف أ ف أ
رجل فأفاء على فعلان وفيه فأفأة أي
يتردد في الفاء إذا تكلم.
ف أ ل
في (الخبر كان صلى الله عليه وآله
يحب الفأل ويكره الطيرة) الفأل معروف
وهو أن يكون الرجل مريضا فيسمع
شخصا يقول يا سالم أو يكون طالبا
فيسمع آخر يقول يا واجد نقلا عن ابن
السكيت.
والطيرة مر شرحها.
ف أ م
في الخبر (من أمتي من يشفع في
الفئام) الفئام بالكسر والهمز: الجماعة
الكثيرة من الناس لا واحد له من لفظه.
قال الجوهري وغيره: والعامة تقول
الفام بلا همز.
وفي الحديث (قلت: وما الفئام؟
قال: مائه ألف).
ف أ ى
قوله تعالى: * (كم من فئة قليلة) *
[2 / 249] الفئة: الجماعة المنقطعة من
غيرها، والهاء عوض من الياء التي نقصت
من وسطه، لان أصله فئ وجمعه (فئات)
و (فئون).
قوله تعالى: * (فما لكم في المنافقين فئتين) *
[4 / 88] أي فرقتين وكانت طائفة
تكفرهم وطائفة لا تكفرهم، ونصب فئتين
على الحال.
قوله تعالى: * (فلما ترائت الفئتان) *
[8 / 48] أي تلاقى الفريقان.
و (الفئة) هي العود إلى طاعة الامام
والتزام أحكام الاسلام.
ف ت أ
قوله تعالى: * (تفتؤا تذكر يوسف) *
[12 / 85] أي لا تزال تذكره، وجواب
القسم (لا) المضمرة التي تأويلها تالله
لا تفتأ، يقال: ما أفتأ أذكره وما فتئت
أذكره أي ما زلت أذكره
353

ف ت ت
(الفتات) بالضم: ما انفت من
الشئ.
وفتات الشئ: ما تكسر منه.
وفت الشئ: أي كسره، فهو
مفتوت وفتيت.
وفت الرجل الخبز فتا - من باب
قتل: - كسره بالأصابع.
وفت الدم بيده: أي فتته وكسره.
ف ت ح
قوله تعالى: * (لا تفتح لهم أبواب
السماء) * [7 / 40] قرئ (لا تفتح)
بالتشديد والتخفيف، أي لا يصعد لهم
عمل صالح، أو لا تفتح لهم أبواب السماء
ليدخلوا الجنة إذ هي فيها، أو لا تصعد
أرواحهم إذا ماتوا كما تصعد أرواح
المؤمنين، أو لا تنزل البركة عليهم.
قوله: * (إليه يصعد الكلم الطيب) *
[35 / 10] أي يرفع وتفتح له أبواب السماء.
قوله: * (ربنا افتح بيننا) * [7 / 89]
أي احكم بيننا وبين قومنا بالحق.
قوله: * (أتحدثونهم بما فتح الله
عليكم) * [2 / 76] أي بين لكم في التوراة
من بعث محمد صلى الله عليه وآله.
قوله: * (إنا فتحنا لك فتحا) *
[48 / 1] قيل هو فتح مكة وعده الله
ذلك عند ارجاعه من الحديبية، وقيل هو
فتح خيبر، وقيل فتح فارس والروم وسائر
فتوح الاسلام على العموم.
قوله: * (وأثابهم فتحا قريبا) *
[48 / 18] يعني فتح خيبر.
قوله: * (وعنده مفاتح الغيب) *
[6 / 59] أي خزائنه، جمع مفتح بفتح
الميم وهو المخزن، ومثله قوله * (ما إن
مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) * [28 / 76]
* (وفتحت أبوابها) * [39 / 73] قال
المفسر: قال المبرد الواو هنا زائدة ليست
واو الثمانية (1).
قوله: * (واستفتحوا) * [14 / 15]
أي سألوا من الله الفتح على أعدائهم والقضاء
بينهم وبين أعدائهم من الفتاحة.
قوله: * (أو ما ملكتم مفاتحه) *
[24 / 61] قيل المراد بما ملكتم مفاتحه
بيوت المماليك، وليس بشئ لان العبد
لا يملك فما له لسيده، وقيل المراد الوكيل

(1) مجمع البيان ج 4 ص 510.
354

في حفظ البيت أو البستان يجوز له أن
يأكل منه لأنه كالأجير الخاص الذي نقصه
على مستأجره.
والمفاتيح قيل هي الخزائن كقوله
تعالى * (وعنده مفاتح الغيب) * [6 / 59]
وقيل جمع مفتاح.
قوله: * (يستفتحون على الذين
كفروا) * [2 / 89] أي يستنصرون على
المشركين ويقولون (اللهم انصرنا بنبي
آخر الزمان).
والفتح: النصر، ومنه قوله تعالى
* (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) *
[8 / 19] وقيل هو خطاب لأهل مكة
على طريق التهكم، وقيل إن تستفتحوا
خطاب للمؤمنين وإن تنتهوا للكافرين.
وفي الحديث (إذا دخل شهر رمضان
فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم
واستجيب الدعاء) - الحديث (1). قيل
فتح أبواب السماء كناية عن نزول الرحمة
وإزالة الغلق عن مصاعد أعمال العباد تارة
ببذل التوفيق وأخرى بحسن القبول والمن
عليهم بتضعيف الثواب، وتغليق أبواب
جهنم كناية عن تنزه أنفس الصوام عن
رجس الفواحش والتخلص من البواعث
على المعاصي بقمع الشهوات، وكذا فتح
أبواب الجنان هو كناية من استحقاق
الدخول فيها، ورتب فتح أبواب الجنان
على فتح أبواب السماء لان الجنة في السماء،
ومثله في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله
(إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء
وأبواب الجنان واستجيب الدعاء).
وفيه (لما ولد رسول الله صلى الله
عليه وآله فتح لآمنة بياض فارس وقصور
الشام) كأن المعنى أريت ذلك وكشف
لديها.
وفيه (من سب أولياء الله فلا
تفاتحوه) أي لا تحاكموه، ومثله (لا
تفاتحوا أهل القدر) أي لا تحاكموهم،
من المفاتحة وهي المحاكمة، وكأن المراد
اسكتوا عنهم معرضين ولا تبدوهم بالمجادلة
والمناظرة.
ومثله في حديث يحيى بن أم الطويل
(من شك فيما نحن فيه فلا تفاتحوه).
وفي الخبر: (الصلاة مفتاحها

(1) الكافي ج 4 ص 67.
355

الطهور) قيل فيه استعارة لطيفة، وذلك
أن الحدث لما منع من الصلاة أشبه الغلق
المانع من الدخول إلى الدار ونحوها
والطهور لما رفع الحدث المانع، وكأن
سبب الاقدام على الصلاة شبهه بالمفتاح.
و (الفتاح) من أسمائه تعالى
وهو الحاكم، وقيل معناه هو الذي يفتح
أبواب الرزق والرحمة لعباده.
و (الفاتح) من أسمائه صلى الله عليه
وآله لفتحه أبواب الايمان، ولأنه جعله الله
حاكما في خلقه، ولأنه فتح ما استغلق من العلم.
وفاتحة كل شئ: أوله كما أن
خاتمته آخره، ومنه سميت الحمد فاتحة
الكتاب لأنها أوله، فهي في الأصل إما
مصدر بمعنى الفتح كالكاذبة بمعنى الكذب
أو صفة والتاء فيها للنقل من الوصفية إلى
الاسمية كالذبيحة، ففاتحة الكتاب إن
اعتبرت أجزاء الكتاب سورا فالأولية
حقيقية وإن اعتبرت آيات أو كلمات مثلا
فمجازية، تسمية للكل باسم الجزء،
وإضافة الفاتحة إلى الكتاب كإضافة الجزء
إلى الكل كرأس زيد، وإضافة السورة
إلى الفاتحة من إضافة العام إلى الخاص
كبلدة بغداد فهما لا ميتان، وقال بعض
المفسرين لكتاب الله: تسمية السورة بهذا
الاسم إما لكونها أول السور نزولا كما
عليه جم غفير من المفسرين وإما لما نقل
كونها مفتتح الكلام المثبت في اللوح المحفوظ
أو مفتتح القرآن المنزل جملة واحدة إلى سماء
الدنيا، أو لتصدير المصاحف بها على ما استقر
عليه ترتيب السور القرآنية وإن كان
بخلاف الترتيب النزولي، أو لافتتاح ما
يقرأ في الصلاة من القرآن بها - انتهى.
وفي الحديث (تزوجوا الابكار فإنهن
أفتح شئ أرحاما) (1) يريد كثرة النسل.
وفتحت القناة: فجرتها ليجري
الماء منها فيسقى الزرع. وفتحت الباب
فتحا: خلاف غلقته.
وفتحت الأبواب شدد للتكثير.
وفتح السلطان البلاد: غلب عليها
وملكها قهرا.
وفتح الله على نبيه: نصره.
والفتح في الشئ: الفرجة، وفيه
الجمع فتح مثل غرفة وغرف.

(1) الكافي ج 5 ص 334.
356

والمفتاح: مفتاح الباب وكل
مستغلق، وجمعه مفاتيح.
والمفتح مثله وجمعه مفاتيح.
ف ت خ
فتخ أصابع رجليه فتخا: ثناها ولينها.
ورجل أفتخ: إذا كان عريض الكف
والقدم مع اللين.
والفتخة - بالتحريك -: حلقة من
فضة لا فص فيها، فإذا كان فيها فص فهو
خاتم - قاله الجوهري.
ف ت ر
قوله تعالى: * (على فترة من الرسل) *
[5 / 19] أي على سكون وانقطاع من
الرسل، لان النبي صلى الله عليه وآله
بعث بعد انقطاع الرسل، لان الرسل
كانت إلى وقت رفع عيسى عليه السلام
متواترة. وفترة ما بين عيسى ومحمد صلى
الله عليه وآله - على ما نقل - ستمائة
سنة (1).
قوله: * (لا يفتر عنهم) * كأنه أراد
لا يسكن ولا ينقطع عنهم العذاب * (وهم
فيه مبلسون) * [83 / 75].
والفترة فعلة من فتر عن عمله يفتر
فتورا: إذا سكن فيه.
والفترة: انقطاع ما بين النبيين عند
جميع المفسرين.
وفتر الماء: إذا انقطع عما كان عليه
من البرد إلى السخونة.
وامرأة فاتر الطرف: أي منقطعة
عن حد النظر.
والفترة: الانكسار والضعف، ومنه
(فتر الحر) إذا انكسر وضعف.
وفي الحديث (لكل شئ شرة وفترة
فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى).
والفتر بالفتح: ما بين السبابة والابهام
إذا فتحتهما بالتفريج المعتاد.
وفي الخبر (نهى عن كل مسكر
ومفتر) وهو الذي إذا شرب أحمى الجسد
وصار فيه فتور، وهو ضعف وانكسار،
ومن هنا قال بعض الأفاضل لا يبعد أن
يستدل به على تحريم البنج ونحوه مما
يفتر ولا يزيل العقل.

(1) في البرهان ج 1 ص 455 في حديث عن الإمام الباقر عليه السلام ان نافع
سأله عن الفترة بين الرسل؟ قال: اما في قولي فخمسمائة سنة واما قولك فستمائة سنة.
357

ف ت ش
في الحديث (يحرم عليكم تفتيش
ما وراء ذلك) يقال فتشت الشئ فتشا
من باب ضرب: تصفحته.
وفتشت عنه: سألت واستقصيت في
الطلب
وفتشت بالتشديد هو الفاشي في
الاستعمال.
ف ت ق
في الحديث (من جلس وهو متنور
خيف عليه الفتق) الفتق بالتحريك:
انفتاق المثانة.
وقيل انفتاق الصفاق إذا دخل في
مراق البطن.
وقيل أن ينقطع اللحم المشتمل على
الأنثيين.
وأصله الشق والفتح.
وفي المغرب - نقلا عنه -: الفتق
داء يصيب الانسان في أمعائه، وهو أن
ينفتق موضع بين أمعائه وخصييه فيجمع
ريحا بينها.
وفتقت الشئ فتقا: شققته.
والفتق: شق عصا الجماعة ووقوع
الحرب بينهم.
وفتقت الثوب من باب قتل: نقضت
خياطته حتى فصلت بعضه من بعض فانفتق.
وفتقت بالتشديد مبالغة وتكثير.
ومحمد صلى الله عليه وآله الفاتق
الراتق يعني فاتق الجور وممزقه وراتق
الخلل الذي وقع في الدين، والكلام
استعارة.
ف ت ك
في الحديث (من فتك بمؤمن يريد
نفسه وماله فدمه مباح) يقال: فتك به
من بابي قتل وضرب فتكا.
وبعضهم يقول فتكا مثلث الفاء:
انتهز منه فرصة فقتله أو جرحه مجاهرة
أو أعم - قاله في القاموس.
وأفتك بالألف لغة.
ف ت ل
قوله تعالى * (لا يظلمون فتيلا) *
[4 / 48] الفتيل: قشر يكون في بطن
النواة وهو ونقير وقطمير أمثال للقلة.
وقتله عن وجهه فانفتل أي صرفه
فانصرف.
وانفتل من الصلاة: إنصرف عنها.
358

وفتلت الحبل وغيره.
ف ت ن
قوله تعالى: * (إن الذين فتنوا
المؤمنين) * [85 / 10] أي أحرقوهم
وعذبوهم بالنار، وهم أصحاب الأخدود،
فلهم في الآخرة عذاب جهنم.
قوله * (ثم لم تكن فتنتهم) * [6 / 23]
يعني الكفار أي جوابهم، وقيل: لم
تكن معذرتهم * (إلا أن قالوا) *.
قوله * (وكذلك فتنا بعضهم
ببعض) * [6 / 53] أي كما ابتلينا قبلك
الغني بالفقير، والشريف بالوضيع،
ابتلينا هؤلاء الرؤساء من قريش بالموالي،
فإنهم إذا نظر الشريف إلى الوضيع قد
أمن قلبه، يقول: سبقني هذا إلى الاسلام
فلا يسلم.
وإنما قال: فتنا وهو لا يحتاج إلى
الاخبار؟ قيل: لأنه عاملهم معاملة
المختبر.
قوله * (إنما أموالكم وأولادكم
فتنة) * [8 / 28] أي بلاء ومحنة وسبب
لوقوعكم في الجرائم والعظائم، يعنى أنه
سبحانه يختبرهم بالأموال والأولاد،
ليتبين الساخط لرزقه، والراضي بقسمه.
وإن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم،
ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق
الثواب والعقاب، لان بعضهم يحب الذكور
ويكره الإناث، وبعضهم يحب تثمير
المال. كذا نقل عنه عليه السلام في
تفسير ذلك.
والفتنة في كلام العرب: الابتلاء
والامتحان والاختبار، وأصله من فتنت
الفضة إذا أدخلتها في النار لتتميز.
قوله * (إنما نحن فتنة) * [2 / 102]
أي ابتلاء من الله.
قوله * (وفتنتم أنفسكم) * [57 / 14]
أي محنتموها بالنفاق وأهلكتموها.
قوله * (واتقوا فتنة) * [8 / 25]
أي بلية، وقيل ذنبا، وقيل عذابا وقوله
* (لا تصيبن الذين) * لا يخلو إما
أن تكون جواب الامر، أو نهيا بعد
أمر معطوف عليه محذوف الواو، أو صفة
لفتنة، فإذا كانت جوابا فالمعنى: إن
أصابتكم فتنه، لا تصيب الظالمين منكم
359

خاصة، ولكنها تعمكم.
وإنما جاز دخول النون في جواب
الامر؟ لان فيه معنى النهي.
وإذا كان نهيا بعد أمر فكأنه قال:
واحذروا بلية أو ذنبا أو عقابا، ثم قال:
ولا تتعرضوا للظلم فتصيب البلية أو
العقاب أو أثر الذنب ووباله من ظلم
منكم خاصة.
وكذلك إذا جعل صفة على إرادة
القول، كأنه قيل * (واتقوا فتنة) *
مقولا فيها * (لا تصيبن) *.
قوله * (ومن يرد الله فتنته) * [5 / 44]
قيل الفتنة هي العذاب، أي من يرد الله
عذابه، وقيل من يرد الله خزيه وإهلاكه
وقيل اختباره.
قوله * (وحسبوا أن لا تكون فتنة) *
[5 / 74] قال المفسر: المراد بالفتنة
هنا العقوبة.
قوله * (إنا جعلناها فتنة للظالمين) *
[37 / 63] الضمير للشجرة أي خبرة لهم
افتتنوا بها وكذبوا بكونها، فصارت
فتنة لهم، وقيل عذابا أي جعلناها شدة
عذاب لهم، من قولهم * (يومهم على النار
يفتنون) * [51 / 31] أي يعذبون
قوله * (إبتغوا فتنة) * [9 / 49]
الفتنة: اسم يقع على كل شر وفساد.
قوله * (والفتنة أشد من القتل) *
[2 / 191] قيل: الفتنة هنا عذاب الآخرة
كما قال * (ذوقوا فتنتكم) * [51 / 14]
وقيل: الشرك أعظم من القتل في الحرم،
وذلك أنهم كانوا يستعظمون القتل في
الحرم.
قوله * (بأيكم المفتون) * [68 / 6]
أي المجنون، لأنه فنن أي محن بالجنون
أي بأي الفريقين منكم المجنون أبفريق
المؤمنين أم بفريق الكافرين؟ أي في
أيهما من يستحق هذا الاسم.
قوله * (ولا تفتني) * [5 / 50] أي
لا توقعني في الفتنة وهي الاثم.
قوله * (حتى لا تكون فتنة) *
[2 / 102] أي شرك.
قوله * (وفتناك فتونا) * [20 / 40]
أي خلصناك من الغش والشر إخلاصا.
قوله * (إن هي إلا فتنتك) * [7 / 154]
أي ابتلاؤك وهو راجع إلى قوله تعالى
* (فإنا قد فتنا قومك) * [20 / 85].
360

قوله * (ما أنتم عليه بفاتنين) *
[37 / 162] الخطاب للكفار، والضمير
في عليه لله تعالى أي لستم تفسدون على
الله أحدا بإغوائكم واستهزائكم من قولك
فتن فلان امرأة فلان إذا أفسدها عليه.
* (إلا من هو صال الجحيم) * [37 / 163]
أي إلا من سبق في علم الله انه يستوجب
الجحيم بسوء أعماله.
قوله * (وجعلنا بعضهم لبعض فتنة) *
[25 / 20] أي ابتلاء، ومنه ابتلاء الفقير
بالأغنياء، والمرسلين بغيرهم.
وفي حديث أبي الحسن عليه السلام
في قوله تعالى * (ألم أحسب الناس أن
يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) *
[29 / 2] فقال: (يفتنون يعني في الدين
كما يفتن الذهب، ثم يخلصون كما
يخلص الذهب).
وفي الحديث (المؤمن خلق مفتنا)
أي ممتحنا، يمتحنه الله بالذنب يتوب
ثم يعود ثم يتوب.
وفيه (إن الله يحب المفتن التواب)
أي الممتحن بالذنب ثم يتوب.
وفيه (من دخل على السلطان فتن)
وذلك لأنه إن وافقه فيما يأتي ويذر فقد
خاطر بدينه، وإن خالفه خاطر بروحه.
وفيه (الموت خير من الفتنة) الفتنة
تكون من الله ومن الخلق، وتكون في
الدين والدنيا كالارتداد والمعاصي، والبلية
والمصيبة، والقتل والعذاب.
ويقال فتنة عمياء صماء أي لا يرى
منها مخرجا، والمراد بها صاحبها، يقع
فيها على غير بصيرة، فيعمون فيها
ويصمون عن تأمل الحق واستماع النصح.
ف ت و
وفي الحديث: (الفتى المؤمن، إن
أصحاب الكهف كانوا شيوخا فسماهم الله
تعالى فتية لايمانهم) (1).
والفتى أيضا: السخي الكريم.
وفى الحديث: تذاكرنا عند الصادق (ع)
أمر الفتوة فقال: (أتظنون أن الفتوة
بالفسق والفجور؟ إنما القتوة والمرؤة طعام

(1) البرهان ج 2 ص 456
361

موضوع ونائل مبذول) إلى أن قال:
(وأما تلك فشطارة) (1) قيل: هو رد
على ما كان يزعمه سفيان الثوري وغيره
من فقهاء العامة من أن التوبة بعد التفتي
والصبوة أبلغ وأحسن في باب التزهد من
الزهادة والكف عن المعصية رأسا في
بدء الامر.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله: (أنا الفتى
ابن الفتى أخو الفتى) (2) فقوله: أنا
الفتى معناه ظاهر، وقوله: ابن الفتى يعني
إبراهيم عليه السلام كما قال الله تعالى:
* (سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) *
وقوله أخو الفتى يعني عليا (ع) كما دل
عليه قوله: (لا سيف إلا ذو الفقار ولا
فتى إلا علي).
ف ت و، ى
قوله تعالى * (فاستفتهم) * [37 / 11]
أي سلهم واستخبرهم، من استفتيته:
سألته أن يفتي.
قوله تعالى: * (ولا تستفت فيهم منهم
أحدا) * [18 / 22] أي لا تسأل عن
أصحاب الكهف أحدا من أهل الكتاب
قوله تعالى: * (ويستفتونك) *
[4 / 176] أي يطلبون منك الفتيا في
ميراث الكلالة. و (الفتيا) بالياء وضم الفاء و (الفتوى)
بالواو وفتح الفاء: ما أفتى به الفقيه،
يقال: (استفتيت الفقيه في مسألة فأفتاني)
وتفاتوا إلى الفقيه: إذا ارتفعوا إليه
في الفتيا.
وأفتاني في المسألة: بين حكمها، والجمع
(الفتاوي) بكسر الواو. وقيل: ويجوز
الفتح للتخفيف.
ف ت ى
قوله تعالى: * (وفتياتكم) * [4 / 25]
أي إمائكم.

(1) معاني الاخبار ص 118
(2) معاني الاخبار ص 118 والشرح موجود في ذيل الحديث.
362

و * (فتيان) * [12 / 36] مملوكان لان
العرب تسمي المملوك شابا كان أو شيخا
فتى، ومنه قوله تعالى: * (تراود فتاها) *
[12 / 30] أي عبدها.
قوله تعالى: * (وإذ قال موسى لفتاه) *
[18 / 60] فتاه يوشع بن نون، سماه
فتاه لأنه كان يخدمه ويتبعه ليأخذ منه العلم
وقيل: لعبده.
قوله تعالى: * (إنهم فتية آمنوا بربهم) *
[18 / 13] أي شباب وأحداث آمنوا
بربهم. حكم الله هم بالفتوة حين آمنوا
بلا واسطة.
والفتى: الشباب، والفتاة: الشابة،
والجمع (الفتيان) و (فتية) في الكثرة
والقلة، والأصل أن يقال (الفتى)
للشاب الحدث ثم استعير للعبد وان كان
شيخا.
وفي الخبر: (لا يقول أحدكم عبدي
وأمتي ولكن فتاي وفتاتي) أي غلامي
وجاريتي، وكأن ذلك لما فيه من
العبودية لغيره تعالى.
ف ث أ
قوله: * يفثأ به حد الشدائد *
أي يكسر به حدها، من قوله: فثأت
الرجل عنك بقول أو غيره، أو من
فثأت القدر أي سكنت غليانها.
ف ج أ
و (الفجاءة) بضم الفاء والمد: أخذ
الشئ بغتة، وقيده بعضهم بفتح فاء
وسكون جيم من غير مد كتمرة وهو من
باب تعب ونفع.
ومنه الحديث: (موت الفجأة راحة
للمؤمن وأخذة أسف على الكافر) (1)
وإنما كانت راحة للمؤمن لأنه في الغالب
مستعد لحلوله فيريحه من نصب الدنيا،
وأخذة أسف على الكافر حيث لم يتركه
للتوبة وإعداد زاد الآخرة ولم يمرضه ليكفر
ذنوبه، والإضافة بمعنى من أو اللام،
ولا يشترط صحة تقديرها كما في وعد حق
ووعد صدق.

(1) الكافي ج 3 ص 112 وفيه (تخفيف) بدل (الراحة).
363

ومنه الدعاء: (أعوذ بك من فجأة
نقمتك) أي من وقوعها بغتة، والنقمة
العذاب.
وفى الحديث: (إذا حمل المؤمن الميت
فلا يفاجئ به القبر لان للقبر أهوالا
عظيمة) أي لا يعجل به إلى القبر بل
بل يصبر عليه هنيئة ليأخذ أهبته.
و (فاجأتنا المضايق) أي أخذتنا
ونزلت بنا.
ومات داود النبي مفجوءا من غير علة
ومرض وتقدم سبب فأظلته الطير بأجنحتها
ف ج ج
قوله تعالى: * (من كل فج عميق) *
[22 / 27] الفج: الطريق الواسع بين
الجبلين. و (من كل فج عميق) أي مسلك
بعيد غامض.
وقوله: * (سبلا فجاجا) * [71 / 20]
أي مسالك، واحدها فج مثل سهم وسهام
وفج الروحاء: موضع على مرحلتين
من المدينة المشرفة. روي أنه من أودية
الجنة.
وفي القاموس فج الروحاء: طريق
واسع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين
ميلا من المدينة.
ف ج ر
قوله تعالى: * (والفجر وليال عشر) *
[89 / 1] قال الشيخ أبو علي: الفجر
شق عمود الصبح، فجره الله لعباده فجرا:
إذ أظهره في أفق المشرق منتشرا يؤذن
بإدبار الليل المظلم وإقبال النهار المضئ،
وهما فجران أحدهما المستطيل وهو
الذي يصعد طولا كذنب السرحان ولا
حكم له في الشرع، والآخر هو المستطير
المنتشر في أفق السماء، وهو الذي يحرم
عنده الأكل والشرب لمن أراد الصوم في
رمضان، وهو ابتداء اليوم - انتهى (1).
وجواب القسم محذوف تقديره لتعذبن،
يدل عليه قوله * (ألم تر كيف فعل ربك
بعاد) * إلى قوله * (سوط عذاب) *.
قوله: * (يفجرونها تفجيرا) *
[76 / 6] أي يحبرونها حيث شاؤا في
منازلهم تفجيرا سهلا لا يمتنع عليهم.
قوله: * (وإذا البحار فجرت) *

(1) مجمع البيان ج 5 ص 483
364

[82 / 3] أي بعضها إلى بعض، أو الملح
في العذب.
قوله: * (ليفجر أمامه) * [75 / 5]
أي ليدوم على فجوره فيما يأتي من
الزمان، ويقول: سوف أتوب وسوف
أعمل صالحا. وقيل يتمنى الخطيئة ويقول
سوف أتوب.
وقوله: * (ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) *
[71 / 27] أي مائلا عن الحق، يقال
فجر العبد فجورا من باب قعد: زنا.
وفجر الحالف فجورا كذب ومال
عن الصدق. ومنه الدعاء (لا تجعل لفاجر
علي يدا ولا منة).
قوله: * (فانفجرت منه اثنتا عشرة
عينا) * [2 / 60] أي انشقت، وبه سمى
الفجر لانشقاق الظلمة عن الضياء، وأصله
المفارقة. ومنه (تفجير الأنهار) وهو
مفارقة أحد الجانبين الآخر.
وفي الحديث (إذا خاصم فجر فعله)
يحمل الفجور هنا على البذاء والفحش
في القول والبهت عند الخصومة، وقيل:
(لا تحملوا الفروج على السروج فتهيجوهن
للفجور) يريد بذلك النساء.
وفيه (التاجر فاجر ما لم يتفقه)
وذلك أن التاجر قلما يسلم فيما هو
بصدده من الكذب والحلف، فيقول
اشتريته بكذا ولا أبيعه بأقل من كذا
وأعطيت به كذا فيحلف، وربما يحلف
على الامر غير محتاط فيه ويبالغ في البيع
والشراء بالرفع والحط حتى يفضي به
إلى الكذب.
والفاجر: هو المنبعث بالمعاصي
والمحارم.
ف ج ع
الفجيعة: الرزية، والجمع فجائع،
وهي الفاجعة أيضا: والجمع فواجع.
وفجعته في المال فجعا من باب نفع
فهو مفجوع، وتفجعت له: توجعت.
ف ج ل
الفجل معروف، الواحدة فجلة.
ف ج و، ى
قوله تعالى: * (وهم في فجوة منه) *
[18 / 17] أي متسع، وهي الفرجة
بين الشيئين، وقيل: موضع لا يصيبه
الشمس، والجمع (فجوات) مثل شهوة
365

وشهوات.
ف ح ج
في الحديث (من أوقظ مرة أو
مرتين فإن قام وإلا فحج الشيطان فبال في
أذنه) الفحج: تباعد ما بين الرجلين في
الاعقاب مع تقارب صدور القدمين.
ومنه (رجل أفحج) قيل المراد
من الفحج هنا الكناية عن سوء الحمئة
ورداءتها، كما أن البول في الاذن كناية
عن تلاعب الشيطان.
ف ح ش
قوله تعالى: * (واللاتي يأتين الفاحشة
من نسائكم فأمسكوهن في البيوت حتى
يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا) *
[4 / 15] قيل المراد بالفاحشة المساحقة
والأكثرون المراد بها الزنا.
قوله: * (فأمسكوهن في البيوت) *
قيل المراد صيانتهن عن مثل فعلهن،
فالامساك كناية عنه، والأكثر أنه على
وجه الحد في الزنا، وكان ذلك في أول
الاسلام ثم نسخ بآية الجلد.
قوله: * (أو يجعل الله لهن سبيلا) *
قيل السبيل النكاح المغنى عن السفاح،
وهذا لا يتم على تقدير إرادة المحصنات،
وقيل السبيل الحكم الناسخ، ولهذا لما
نزلت آية الجلد قال النبي صلى الله عليه
وآله: قد جعل الله لهن سبيلا.
قوله تعالى: * (إلا أن يأتين بفاحشة
مبينة) * [4 / 19] قيل معناه إلا أن يزنين
فإنها تخرج ليقام عليها الحد، وقيل إلا
أن تظهر بأذى تؤذي بها زوجها، وقيل
إلا أن يرتكبن الفاحشة بالخروج بغير إذن.
وقد يراد بالفاحشة النشوز وسوء
العشرة.
قوله: * (الذين يجتنبون كبائر
الاثم والفواحش إلا اللمم) * [53 / 32]
أراد بها الزنا والسرقة، وباللمم الرجل
يلم بالذنب فيستغفر منه، ويتم البحث
في لمم.
قوله: * (إنما حرم ربي الفواحش
ما ظهر منها وما بطن) * [7 / 31]
الفواحش: المعاصي والقبائح ما ظهر
منها وما بطن، مثل قوله * (وذروا ظاهر
الاثم وباطنه) *.
وعن الباقر عليه السلام (ما ظهر
هو الزنا وما بطن هو المحالة).
366

وعن العبد الصالح وقد سئل عن ذلك
فقال (إن القرآن له ظهر وبطن، فجميع
ما حرم في الكتاب هو الظاهر، والباطن
من ذلك أئمة الجور، وجميع ما أحل في
الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك
أئمة الحق) (1).
قوله: * (ويأمركم بالفحشاء) *
[2 / 268] الفحشاء: الفاحشة وكل
مستقبح من الفعل والقول، ويقال
* (يأمركم بالفحشاء) * أي البخل، ويقال
للبخل فاحش وكل سوء جاوز حده فهو
فاحش.
وفحش الشئ فحشا مثل قبح قبحا
وزنا ومعنى، وفى لغة من باب قتل.
وفي الخبر (إن الله يبغض الفاحش
المتفحش) (2) الفاحش ذو الفحش في
كلامه وفعاله، والمتفحش من يتكلمه ويتعمده
قال في النهاية: قد تكرر ذكر الفحش
والفاحشة والفواحش في الحديث، وهو
كلما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي.
وقد يكون الفحش بمعنى الزيادة
والكثرة، ومنه حديث دم البراغيث (إن
لم يكن فاحشا فلا بأس به) ومثله (إن
كان الالتفات فاحشا في الصلاة) (3) أي
كثيرا.
ف ح ص
في الحديث (من بنى مسجدا كمفحص
قطاة بنى الله له بيتا في الجنة) (4)
مفحص القطاة - بفتح الميم والحاء -
الموضع الذي تجشم وتبيض فيه، كأنها
تفحص فيه التراب أي تكشفه، يقال فحصت
القطاة من باب نفع: حفرت في الأرض
موضعا تبيض فيه. وأنت خبير بأن مقدار
المفحص لا يمكن أن يتخذ مسجدا وإنما
هو على سبيل المبالغة في الكلام فإنها من
مذاهب العرب، والمراد ولو أنه يسع
مصليا واحدا.
ف ح ل
في الخبر (إنه دخل عليه السلام على

(1) البرهان ج 2 ص 13.
(2) الكافي ج 2 ص 324.
(3) الكافي ج 3 ص 365.
(4) من لا يحضر ج 1 ص 152.
367

رجل من الأنصار وفي البيت فحل) اي
حصير يتخذ من فحال النخل.
والفحل واحد الفحول والفحال وهو
الذكر من ذي الحافر والظلف والخف
من ذي الروح.
وجمعه أفحل وفحولة وفحالة.
وفحلت أبلي: إذا أرسلت فيها الفحل
ف ح م
في الحديث (رأيته يصلي إذا أقبلت
الفحمة من المشرق) يعني السواد والظلمة
وفحمة العشاء: ظلمته.
والفحم بالفتح فالسكون وقد يحرك:
معروف، الواحدة فحمة.
وشعر فاحم أي أسود.
وكلمته حتى أفحمته إذا أسكته في
خصومة أو غيرها.
ومنه الدعاء (رب أفحمتني ذنوبي)
أي أسكنتني عن سؤالك والطلب منك.
وفحم الصبي فحوما وفحاما بالضم:
بكى حتى انقطع صوته.
ف ح و
في الخبر: (من أكل من فحا أرض)
بالقصر وفتح الفاء وكسرها (لم يضره
ماؤها) يعني بصلها.
و (فحوى القول) بالقصر ويمد
معناه لحنه، يقال: عرفت ذلك في فحوى
كلامه.
ف خ ت
(الفاختة) واحدة الفواخت من
ذوات الأطواق - قاله الجوهري.
وفي الحديث: (الفاختة طير
مشوم) (1) قيل الفاختة اسم فاعل من
فخت: إذا مشى مشية فيها تبختر وتمايل.
وفي حياة الحيوان الفاختة بفتح
الفاء وكسر الخاء المعجمة وبالثاء المثلثة
في آخره، زعموا أن الحيات تهرب من
صوتها، ويحكى أن الحيات كثرت في
أرض فشكوا ذلك إلى بعض الحكماء
فأمر بنقل الفواخت إليها فانقطعت عنها
وعن كعب الاخبار إن الفاختة
تقول: (يا ليت هذا الخلق لم يخلقوا،

(1) الكافي ج 6 ص 551.
368

أو ليتهم إذ خلقوا علموا لماذا خلقوا،
وليتهم إذ علموا لماذا خلقوا عملوا).
ف خ خ
في الحديث (تجرد الصبيان من فخ)
هو بفتح أوله وتشديد ثانيه: بئر قريبة
من مكة علي نحو من فرسخ (1)، وذلك
رخصة لمن حج على طريق المدينة، فلو
حج على غيره فالتحريك من موضع
الاحرام.
ويوم فخ كان أبو عبد الله الحسين
ابن علي بن الحسن ابن عم موسى الكاظم
عليه السلام دعا إلى نفسه وقد قال موسى
ابن جعفر حين ودعه (يا بن عم إنك
مقتول فأجد الضراب فإن القوم فساق)
فقتل بفخ كما أخبر به عليه السلام.
والفخ: آلة يصطاد بها.
ومنه (فانصب له فخك) والجمع
فخاخ مثل سهم وسهام.
ف خ ذ
في الحديث (جاء فخذ من الأنصار)
الفخذ بالكسر فالسكون للتخفيف: دون
القبيلة وفوق البطن، والجمع أفخاذ.
ومنه أفخاذ قريش وأفخاذ العرب.
و (الفخذ) ككتف: ما بين الساق
والورك، مؤنث والجمع أفخاذ أيضا.
ومنه الحديث (صحيفة مثل فخذ
البعير).
وفي حديث الجارية (ففخذت لها)
أي أصبت منها ما بين فخذيها.
ف خ ر
قوله تعالى: * (من صلصال كالفخار) *
[55 / 14] الفخار بالفتح والتشديد:
طين قد فخرته النار، فإذا افتخر فهو
خزف وصلصال.
قوله: * (فرح فخور) * [11 / 10]
أي بطر بالنعم مغتر بها فخور بها على
الناس مشغول عن الشكر والقيام بحقها.
وفي الحديث (ما لابن آدم والفجر)
قرئ بوجهين بفتح الراء فيكون الواو
بمعنى مع وبالكسر فتكون عاطفة،
يقال فخرت به فخرا من باب نفع

(1) في معجم البلدان ج 4 ص 237: وهو واد بمكة، وقال السيد علي: الفخ
وادي الزاهر.
369

وافتخرت مثله، والاسم الفخار بالفتح،
وهو المباهاة بالمكارم والمناقب من حسب
ونسب وغير ذلك.
وفاخرني مفاخرة ففخرته: أي
غلبته.
وتفاخر القوم فيما بينهم: إذا افتخر
كل منهم بمفاخرة.
وشئ فاخر: أي جيد.
والفخارة كجبانة: الجرة، والجمع
الفخار.
ومنه الحديث (خذ من الميتة الوبر
واجعله في فخارة) وكأن ذلك لإزالة
ما فيه من دم الميتة.
ف خ م
من صفاته عليه السلام (كان فخما
مفخما) ومعناه كان عظيما معظما في
الصدور والعيون ولم يكن خلقة في جسمه
الضخامة وكثرة اللحم.
والتفخيم: التعظيم.
وتفخيم الحرف: خلاف ترقيقه
وإمالته.
ف د ح
في حديث الميت (إذا أتيت بأخيك
إلى القبر فلا تفدحه) أي لا تطرحه في
القبر وتفجاءه به وتعجل عليه بذلك ولكن
اصبر عليه هنيئة ليأخذ أهبته.
وفيه (إذا فدحك أمر فكذا) أي
إذا نزل بك أمر فادح فكذا.
والامر الفادح: الذي يثقل ويبهض،
والجمع الفوادح.
وفي الحديث (على المسلمين أن
لا يتركوا في الاسلام مفدوحا في فداء أو عقل)
أي مثقلا، وهو من فدحه الدين: أثقله.
وفي الحديث عنهم عليهم السلام
(من كانت له ابنة فهو مفدوح) أي مبهوض.
ف د د
في الحديث (الجفاء والقسوة في
الفدادين).
الفدادون يفسر بوجهين: أحدهما
أن يكون جمعا للفداد، وهو شديد الصوت
من الفديد، وذلك من دأب أصحاب
الإبل، وهذا إذا رويته بتشديد الدال
من فد يفد: إذا رفع صوته. والوجه
الآخر أنه جمع الفدان مشددا، وهي البقر
التي يحرث عليها أهلها، وذلك إذا رويته
بالتخفيف. وإنما ذم ذلك وكرهه لأنه
370

يشغل عن أمر الدين ويلهي عن أمر الآخرة
ويكون معها قساوة القلب ونحوها.
ف د ع
الفدع بفتحتين: إعوجاج الرسغ من
اليد والرجل الكف أو القدم إلى الجانب
الأيسر، وذلك الموضع الفدعة مثل
النزعة والسلعة.
ورجل أفدع وامرأة فدعاء مثل أحمر
وحمراء.
والأفدع: الذي يمشي على ظهور
قدميه.
ف د غ
في الحديث (إذا وطأ بيض النعام
وفدغها فكذا) (1) الفدغ: شدخ الشئ
المجوف.
وفدغ البيض فدغا من باب نفع:
كسره.
ف د ف د
(الفدفد) المكان المرتفع، والجمع
فدافد (2).
ف د ك
بفتحتين: قرية من قرى اليهود
بينها وبين مدينة النبي صلي الله عليه وآله
يومان.
وبينها وبين خيبر دون مرحلة.
وهي ما أفاء الله على رسوله، منصرف
وغير منصرف.
وكانت لرسول الله صلى الله عليه وآله
لأنه فتحها هو وأمير المؤمنين عليه السلام
لم يكن معهما أحد فزال عنها حكم الفئ
ولزمها اسم الأنفال.
فلما نزل * (فلت ذا القربى حقه) *
[17 / 26] أي اعط فاطمة عليها السلام
فدكا، أعطاها رسول الله صلى الله عليه
وآله إياها. وكانت في يد فاطمة عليها السلام
إلى أن توفى رسول الله صلى الله عليه وآله.
فأخذت من فاطمة بالقهر والغلبة.
وقد حدها علي عليه السلام: حد
منها جبل أحد، وحد منها عريش مصر،
وحد منها سيف البحر، وحد منها دومة

(1) الكافي ج 4 ص 389.
(2) في الصحاح (فدد): والفدفد. الأرض المستوية.
371

الجندل يعني الجوف (1).
ف د م
في الحديث (الحلم فدام السفيه)
الفدام: ما يوضع في فم الإبريق ليصفى
ما فيه، والخرقة التي يشد بها المجوسي
فمه للحلم عن السفه باعتبار أنه يسكنه
كالفدام.
والثوب المفدم باسكان الفاء: المصبوغ
بالحمرة صبغا مشبعا كأنه لتناهي حمرته
كالممتنع من قبول زيادة الصبغ، ومنه
(أنه كره المفدم للمحرم).
ف د ن
الفدان زنة فعال بالتشديد: آلة
الحرث، وتطلق على الثورين يحرث
عليهما في قرن، والجمع فدادين بالتخفيف
وقد تجمع على أفدنة وفدن.
ف د ى
قوله تعالى: * (وعلى الذين يطيقونه
فدية) * [2 / 184] قيل: كان القادر على
الصوم مخيرا بينه وبين الفدية لكل يوم
نصف صاع، وقيل: مد * (فمن تطوع
خيرا) * أي زاد على الفدية * (فهو خير له) *
ولكن صوم هذا القادر خير له، ثم نسخ
ذلك بقوله: * (فمن شهد منكم الشهر
فليصمه) * وقيل: إنه غير منسوخ بل
المراد بذلك الحامل المقرب والمرضع القليلة
اللبن والشيخ والشيخة كذا عن بعض
المفسرين.
وفيما صح من الحديث عن محمد بن مسلم
عن أبي جعفر (ع) في قول الله تعالى:
* (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) *
قال (ع): (الشيخ الكبير والذي به
العطاش لا حرج عليهما أن يفطرا في شهر
رمضان ويتصدق كل واحد منهما في كل
يوم بمد من الطعام ولا قضاء عليهما، فإن

(1) عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له: لم لم يأخذ أمير
المؤمنين عليه السلام فدكا لما ولي الناس، ولأي علة تركها؟
فقال: لان الظالم والمظلوم قد كان قدما على الله تعالى فأثاب الله المظلوم وعاقب
الظالم فكره أن يسترجع شيئا قد عاقب عليه غاصبه وأثاب عليه المغصوب.
372

لم يقدرا فلا شئ عليهما) (1).
وفى حديث آخر عن محمد بن مسلم أيضا
عن الباقر (ع) قال: سمعته يقول:
(الحامل المقرب والمرضع القليلة اللبن
لا حرج عليهما أن تفطرا في شهر رمضان
لأنهما لا تطيقان الصوم، وعليهما أن
تتصدق كل واحدة منهما في كل يوم تفطر
فيه بمد من طعام، وعليهما قضاء كل يوم
أفطرتا فيه تقضيانه بعد) (2).
والفدية: الفداء، ومنه: (عليه الفدية)
قوله تعالى: * (فأما منا بعد وإما فداء) *
[47 / 4] قيل: كان أكثر الفداء أربعة
آلاف درهم وأقله ألف. وقيل: كان
فداء كل واحد عشرين أوقية. وقال ابن
سيرين: مائة أوقية (والأوقية) أربعون
درهما.
وفي الحديث عن الصادق (ع):
(إن الفداء كان أربعين أوقية والأوقية
أربعون مثقالا، إلا العباس فان فداءه
كان مائة أوقية وكان قد أخذ منه حين
أسر عشرون أوقية ذهبا، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وآله: ذلك غنيمة ففاد نفسك
وابني أخيك نوفلا وعقيلا، فقال: يا محمد
ليس معي شئ تتركني أتكفف الناس
ما بقيت، فقال: أين الذهب الذي دفعته
إلى أم الفضل حين خروجك من مكة
وقلت لها: ما أدري ما يصيبني في وجهي
هذا فإن حدث بي حدث فهو لك ولعبد الله
ولعبيد الله والفضل؟ فقال العباس:
ما يدريك به؟ قال: أخبرني به ربى،
فقال العباس: أنا أشهد أن لا إله إلا الله
وانك عبده ورسوله والله لم يطلع عليه
أحد إلا الله ولقد دفعته إليها)
وقد تكرر في الحديث ذكر الفداء أيضا
وهو بكسر أوله يمد ويقصر وإذا فتح
فهو مقصور، والمراد به فكاك الأسير
واستنقاذه بالمال، يقال: فداه من الأسر
تفدية إذا استنقذه بمال. قال الجوهري:
ومن العرب من يكسر فداء بالتنوين إذا
جاور لام الجر خاصة، فيقول: فداء

(1) الاستبصار ج 2 ص 104
(2) التهذيب ج 4 ص 240
373

لك، لأنه نكرة يريدون به معنى الدعاء.
وفاداه يفاديه: إذا أعطى فداءه وأنقذه
وفدت المرأة نفسها من زوجها وافتدت:
أعطت مالا حتى تخلصت منه بالطلاق.
و (افتدى الرجل بماله) أي أعطى
مالا تخلص به.
و (جعلني الله فداك) أي أقيك
المكاره.
وفداه بتشديد الدال يفديه: إذا قال
له: جعلت فداك.
ف ذ ذ
في الحديث ذكر الفذ، وهو أول
القداح العشرة التي هي سهام الميسر.
والفذ: الفرد أيضا، يقال ذهبا فذين
أي منفردين متفرقين.
والآية الفاذة - بتشديد الذال -،
المنفردة في معناها ليس مثلها آية أخرى
في قلة ألفاظ وكثرة معان.
وفي الحديث (فضل صلاة الجماعة
على صلاة الفذ) أي الواحد (بسبع
وعشرين درجة) وروي (بخمس
وعشرين) (1) ولعل اختلاف الرواية
بسبب فوات خشوع وكمال ثم لا يقنع
بدرجة عن الدرجات إلا أحد رجلين إما
غير مصدق لتلك النعمة العظيمة أو سفيه
لا يهتدي لتلك التجارة الرابحة.
ف ر أ
والفراء كسحاب وجبل حمار الوحش
والجمع: أفراء وفراء وفرى، ومنه
ما قيل لابي سفيان: كل الصيد في جانب
الفراء، يعني أنت في الصيد كحمار الوحش
كل الصيد دونه.
ف ر ت
قوله تعالى: * (وأسقيناكم ماءا
فراتا) * [77 / 27] أي عذبا، ويقال
أعذب العذوبة.
و (الفرات) اسم نهر الكوفة.
والفراتان: الفرات ودجلة.
وفي المصباح: الفرات نهر عظيم مشهور
يخرج من حدود الروم ثم يمر بأطراف

(1) في الكافي ج 3 ص 373 (وفضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل فذا خمس
وعشرون درجة في الجنة).
374

الشام ثم بالكوفة [ثم بالحلة] ثم يلتقي
مع دجلة في البطائح ويصيران نهرا واحدا،
ثم يصب عند عبادان في بحر فارس،
[والفرات: الماء العذب، يقال فرت الماء
فروتة وزان سهل سهولة: إذا عذب]، ولا
يجمع إلا نادرا على فرتان مثل غربان
- انتهى.
وفرات بن إبراهيم له تفسير عظيم
الشأن، وهو من جملة الرواة الذين يروي
عنهم علي بن إبراهيم.
ف ر ث
قوله تعالى: * (من بين فرث ودم
لبنا) * [16 / 66] الآية. الفرث - بالفتح
فالسكون -: الكرش من السرجين،
والجمع فروث.
وفي الحديث: (لو تفرثت كبده
عطشا لم يستسق من دار صيرفي) هو مثل
قولهم (إنفرثت كبده) أي انتثرت.
ومنه حديث أم كلثوم بنت علي (ع)
وقد قالت لأهل الكوفة (أتدرون أي كبد
فرثتم لرسول الله) أي بددتم ونثرتم.
والفرث: تبديل الكبد بالغم والأذى
وقوله (ع): (لا تفرث) أي
لا تأت موضع الفرث، ويعني الدبر.
ف ر ج
قوله تعالى: * (وإذا السماء فرجت) *
[77 / 9] أي انشقت.
قوله: * (مالها من فروج) *
[50 / 6] أي فتوق وشقوق، جمع فرج،
وهو الفتق والشق، أي هي مدمجة الخلق.
وفي حديث الدعاء (اللهم من قبلك
الروح والفرج) هو بفتحتين: انكشاف
الغم، يقال فرج الله عنك الغم بالتشديد
تفريجا كشفه، وكذلك فرج الله عنك
غمك يفرجه بالكسر من باب ضرب،
والاسم الفرج.
قال الشيخ المفيد: إن من علامات
الفرج حدثا يكون بين المسجدين ويقتل
فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من
العرب - انتهى (1).
وكلمات الفرج مشهورة أولها (لا
إله إلا الله الحليم الكريم) وآخرها (والحمد

(1) ارشاد المفيد ص 339.
375

لله رب العالمين)، وفي أكثر النسخ وأصحها
فيها (وما فيهن وما بينهن) بدون وما
تحتهن، ووجه التسمية ظاهر، ولذا يقال
عند الاحتضار للميت.
وفرجت بين الشيئين فرجا من
باب ضرب: فتحت.
وفرج القوم للرجل فرجا أيضا:
أوسعوا له في الموقف والمجلس، وذلك
الموضع فرجة والجمع فرج مثل غرفة وغرف
وفي الحديث (كان الناس يفرجون
لرسول الله صلى الله عليه وآله إذا انتهى إلى الحجر)
أي يوسعون له ذلك المحل ليقضي منه
ما يريد.
ومنه (استفرجت الناس فأفرجوا لي)
وكل مفتوح بين شيئين فهو فرجة،
ومنه الفرجة في الحائط.
والفرجة بالفتح مصدر يكون في
المعاني وهي الخلوص من شدة، ومنه قول
بعضهم.
ربما تكره النفوس من الأم
؟؟ له فرجة كحل العقال
والضم فيها لغة - قاله في المصباح.
والفرج من الانسان كفلس: قبله
ودبره، لان كل واحد منهما منفرج،
وكذا استعمله العرب في القبل، والجمع
فروج كفلوس.
والفرج: الثغر وموضع المخافة.
وثوب طويل الفرج: أي واسع الذيل.
والفرج: ما بين الرجلين والجمع
فروج كفلوس.
وملأت ما بين فروجي: أي عدوت
وأسرعت. ومنه (واسع مل ء فروجك).
وفرج أصابعه: فتحها.
والانفراج: الانفتاح، ومنه الرجل
يرقد وهو قاعد؟ فقال: (لا وضوء عليه
ما لم ينفرج).
وفرج صدري بفتحات: أي شقه.
والفروجة بالفتح والتشديد واحدة
فراريج الدجاج.
وفي حياة الحيوان: الفروج الفتى
من الدجاج والضم فيها لغة (1).
ف ر ج ن
في حديث الحسن بن راشد (يا حسن

(1) حياة الحيوان ج 2 ص 223.
376

ابن راشد يا حسن بن الفاريجان، إنما
يعطى أجرته عند فراغه).
قال بعض الأفاضل: أكثر النسخ
التي وقعت إلي من الكافي والفقيه (الفاريجان)
وهو الحصاد الذي يحصد بالفرجون
كبرذون أي المحشة بكسر الميم وإهمال
الحاء المفتوحة وإعجام الشين المشددة،
وهي آلة حديدية مستعملة في الحصاد،
إلى أن قال: وفى نسخة عندي مصححة
معول على صحتها، وأصلها بخط شيخنا
السعيد الفاضل رضي الدين المزيدي
(الناريجان) بالنون مكان الفاء، ولم
يشخص ما هو، إلى أن قال: ومن
المصحفين في عصرنا من أبدل الفاء بالقاف
والنون بالراء، وزعم أن القاريجان معرب
(كاريكر) (1) ولم يعلم أن التعريب
موقوف على السماع ولم يذكر أحد من
علماء العربية القاريجان - انتهى كلامه.
وأنا أقول: قد ظفرت بنسخة عتيقة
جدا من نسخ الفقيه أطلعني عليها السيد
الحسيب النسيب الأمير الحسين بن السيد
الاجل الأمجد السيد محمد رحمه الله يوم
يوم اجتماعنا معه في داره في المشهد
الرضوي على مشرفه السلام، وذكر أنها
من زمن المصنف رحمه الله فوجدت فيها
هذه العبارة لا غير (وهي يا حسن القائل
لحان) باللام والحاء المهملة والنون بعد
الألف ولعلها الصواب.
ف ر ح
قوله تعالى: * (إن الله لا يحب
الفرحين) * [28 / 72] أي الأشرين
البطرين، وأما الفرح بمعنى السرور فليس
بمكروه، ويستعمل الفرح في معان في
الرضا والسرور والأشر والبطر.
قوله: * (ذلكم بما كنتم تفرحون
في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون) *
[40 / 75] أي ذلك الاضلال بسبب ما
كان لكم من الفرح في الأرض والمسرح
بغير الحق، وهو الشرك وعبادة الأوثان
- قاله الشيخ أبو علي.
وفي الحديث (إن الله تعالى أشد
فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته

(1) (كار) بمعنى العمل. و (كر) بالكاف الفارسية، بمعنى مزاول العمل.
ومعنى (كاركر) هو (العامل).
377

وزاده في ليلة ظلماء فوجدها) (1) قيل
الفرح هنا كناية عن الرضا وسرعة القبول
وحسن الجزاء، لتعذر ظاهره عليه تعالى.
وفيه (للصائم فرحتان) (2) أي
يفرح بهما، بحذف الجار وإيصال الفعل
بفرحه عند إفطاره، يعني فرحة بالخروج
عن عهدة المأمور به، وقيل بما يعتقده
من وجوب الثواب، وفرحة يوم القيامة
بما يصل إليه منه) وقيل فرحة عند إفطاره
كما جاء في الحديث (أن للصائم دعوة
مستجابة)، وقيل فرحة إذا أفطر بتوفيق
تمامه، أو لتناوله الطعام ولذته ورفع
ألم الجوع.
وفيه (إذا رأيت الهلال فلا تفرح)
أي لا تبطر، من الفرح الذي هو الأشر
والبطر، ولكن أذكر ما أنعم الله عليك به
واستعن بالله على ما كلفك به.
ف ر خ
في حديث المحرم (فإن قتل فرخا
فعليه كذا) الفرخ ولد الطائر والأنثى
فرخة، وجمع القلة أفرخ وأفراخ،
والكثير فراخ، ومنه فتسحر بفراخ،
وقد يستعمل الفرخ في كل صغير من
الحيوان والنبات.
وفي الخبر نهى عن بيع الفروخ
بالكيل من الطعام، قيل المراد بالفروخ
الفروخ من السنبل وهي ما استبان وانعقد حبه.
وأفرخ الحب: إذا تهيأ للانشقاق.
وما ذكر في قول علي عليه السلام
(من أن الشيطان قد باض وفرخ في
صدورهم) (3) فعلى الاستعارة، أي اتخذها
مقرا ومسكنا لا ينفك عنهم.
وأفرخ فؤاده: إذا خرج روعه
وانكشف عنه الفزع كما تفرخ البيضة
إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها، وهو مثل
(ليفرخ روعك) أي ليذهب فزعك.
ف ر د
قوله تعالى: * (ولقد جئتمونا فراد) *
[6 / 94] جمع فرد وفريد، فلا يصرفونها
تشبيها بثلاث ورباع، ونصب على الحال،
وقيل جمع فردان كسكارى في جمع سكران،
ويقال جاءوا فرادى وفرادى منونا

(1) الكافي ج 2 ص 435.
(2) من لا يحضر ج 2 ص 45.
(3) نهج البلاغة ج 1 ص 37.
378

وغير منون، أي واحدا واحدا. قال
المفسر: أي جئتمونا وحدانا لا مال
لكم ولا ولد عراة عزلا، خاطب الله به
عباده إما عند الموت أو عند البعث.
وروي أن عائشة قالت لرسول الله
صلى الله عليه وآله حين سمعت ذلك:
واسوأتاه أينظر بعضهم إلى سوأة بعض
من الرجال والنساء؟ فقال صلى الله عليه وآله:
* (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) *
ويشغل بعضهم عن بعض (1).
والفرد: الوتر، وهو الواحد،
والجمع أفراد.
وفرد يفرد من باب قتل: صار فردا،
وانفرد مثله.
وأفردته: جعلته فردا.
واستفردته: انفردت به.
وأفردت الحج عن العمرة: فعلت
كل واحد منهما على حدة. ومنه (رجل
مفرد للحج).
ومنه (العمرة المفردة) والفرق بين
العمرة المفردة وعمرة التمتع مذكور
في محله
وبغل فرد: أي طاق على طاق.
ف ر د س
قوله تعالى: * (الذين يرثون الفردوس
هم فيها خالدون) * [23 / 11] الفردوس
هي البستان الذي فيه الكرم والأشجار،
والجمع فراديس.
ومنه (جنة الفردوس).
وفي الغريب الفردوس البستان بلغة
الروم، وقال الفراء هو عربي، ويقال
الفردوس أوسط الجنة وأعلاها ومنها
يتفجر أنهارها. قيل هي مشتق من
الفردسة، وهي السعة، وقيل منقول إلى
العربية وأصله رومى.
ف ر ر
قوله تعالى: * (يوم يفر المرء من
أخيه) * [80 / 34] الآية. أي يهرب
من أقرب الخلق إليه لاشتغاله بما هو
مدفوع إليه، أو للحذر من مطالبتهم
بالتبعات، يقول الأخ: لم تؤاخني،
والأبوان قصرت في برنا، والصاحبة
أطعمتني الحرام وفعلت وضيعت، والبنون
لم ترشدنا ولم تعلمنا.

(1) التفسير والحديث في مجمع البيان ج 2 ص 337
379

وفر من عدوه يفر من باب ضرب:
هرب منه.
وفر من الزكاة: هرب منها.
قوله: * (ففروا إلى الله) * [51 / 50]
أي من معصية الله إلى طاعته.
وفروا إلى الله: أي من ذنوبكم
ولو ذوا بالله، أي اهربوا إلى رحمة الله
من عقاب الله
وفي الحديث (أي حجوا إلى الله).
قال بعض المحققين: الفرار إلى الله
الاقبال عليه وتوجيه السير إليه، وهو
على مراتب: أولاها الفرار من بعض
آثاره إلى البعض، كالفرار من أثر غضبه
إلى أثر رحمته. الثانية أن يفر العبد عن
مشاهدة الأفعال ويترقى درجات القرب
والمعرفة إلى مصادر الأفعال، وهي الصفات
فيفر من بعضها إلى بعض، كما يستعاذ
من سخط الله بعفوه والعفو والسخط
صفتان. الثالثة أن يترقى عن مقام الصفات
إلى ملاحظة الذات فيفر منها إليها، وقد
جمع الرسول صلى الله عليه وآله هذه
المراتب حين أمر بالقرب في قوله:
* (واسجد واقترب) * فقال في سجوده
(أعوذ بعفوك من عقابك) والعفو كما
يكون صفة للعافي كذلك يكون الأثر
الحاصل عن صفة العفو، ثم قرب وغنى
عن مشاهدة الأفعال وترقى إلى مصادرها
وهي الصفات قال (وأعوذ برضاك من
سخطك) وهما صفتان، ثم لما ترقى عن
مشاهدة الصفات واقترب إلى ملاحظة
الذات قال (وأعوذ بك منك) وهذا فرار
منه إليه وهو مقام الوصول إلى ساحل العزة.
ثم للسباحة في لجة الوصول درجات أخر
لا تتناهى، ولذلك لما ازداد قربا قال
(لا أحصي ثناء عليك)، وفي قوله بعد
ذلك (أنت كما أثنيت على نفسك)
كمال للاخلاص وتجريد له.
قوله: (أين المفر) أي الفرار.
والفر والفرار بالكسر: الروغان
والهرب، يقال فر يفر فهو فرور وفرورة
وفررة كهمزة وفرار.
وفر كصحب والفرار من الزحف،
وهو الفرار من معركة النبي صلى الله
عليه وآله أو أحد خلفائه. و (الزحف)
بالزاي والحاء المهملة الساكنة: العسكر.
380

ف ر ز
في الحديث (التختم بالفيروزج يقوي
البصر ويزيد في قوة القلب).
الفيروزج: حجر معروف يتختم به.
والفرز مصدر قولك فرزت الشئ
أفرزه: إذا عزلته من غيره ومزته،
والقطعة منه فرزة بالكسر، وكذلك
أفرزته بالألف.
وإفريز: الحائط معرب - قاله
الجوهري.
و (فيروز) من أبناء الفرس (1).
ف ر ز ق
الفرزدق: جمع فرزدقة وهي القطعة
من العجين قاله الجوهري.
وأصله بالفارسية (برازده).
وبه سمي الفرزدق، واسمه (هام
ابن غالب بن صعصعة) التميمي.
وكنيته أبو فراس (2).

(1) كان فيروز الديلمي من بقية أصحاب سيف بن ذي يزن، أرسله كسرى
إلى النبي لان يأتي به، فلما أتى النبي أخبره النبي ان كسرى قد قتل، وعند تأكده
من صحة هذا الخبر أسلم ومن كان معه - انظر التفصيل في سفينة البحار ج 2 ص 354.
(2) هو من دارم من تميم. وكان جده (صعصعة) وجيها يعرف ب‍ (محيى
الموعودات). وأبوه (غالب) كان رئيسا في قومه. وله مناقب مشهورة.
ولد الفرزدق في البصرة وأقام في باديتها مع أبيه. وظهرت فيه ملكة الشعر وهو
غلام. فجاء به أبوه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام بعد وقعة الجمل، وأخبره انه
شاعر فقال: (علمه القرآن) فلم ينظم شعرا حتى حفظ القرآن.
وكان الفرزدق يتشيع لعلي وأولاده. راسخا في ولاءه لهم. وقصته مع هشام
بشأن الإمام زين العابدين مشهورة.
ولم يكن الفرزدق من مداح بني أمية. وقد هجا بعضهم لكنه مدح بعض عمالهم في
مناسبات خصوصا آل المهلب والحجاج خوفا منهم.
ويعتقد علماء اللغة: ان شعر الفرزدق فيه كثير من أساليب العرب وألفاظهم)
حتى قالوا: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب توفى سنة 110 ه‍ رحمه الله تعالى.
381

روى عن أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام والحسين عليه السلام.
وكان كثير التعظيم لقرابة الرسول
صلى الله عليه وآله فما جاءه أحد منهم
إلا ساعده على بلوغ غرضه.
ف ر س
في الحديث (اتقوا فراسة المؤمن
فإنه ينظر بنور الله) (1) الفراسة بالكسر
الاسم من قولك (تفرست فيه خيرا)،
وهي نوعان: أحدهما - ما يوقعه الله
في قلوب أوليائه فيعلمون بعض أحوال
الناس بنوع من الكرامات وإصابة الحدس
والظن، وهو ما دل عليه ظاهر الحديث
(اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور
الله). وثانيهما - نوع يعلم بالدلائل
والتجارب والاخلاق.
و (الفراسة) بالفتح مصدر قولك
رجل بين الفراسة والفروسة والفروسية.
وفرس بالضم يفرس فروسة وفراسة:
حذق في أمر الخيل.
و (فارس) جيل من الناس (2).
و (سلمان الفارسي) معروف
مشهور، أصله من أصفهان، وقيل من
مرازم، توفي سنة سبع وثلاثين بالمدائن.
نقل إنه عاش ثلاثمائة وخمسين سنة
وأما مائتين وخمسين سنه فمما لا يشك فيه.
و (الفرس) واحد الخيل، والجمع
أفراس الذكر والأنثى في ذلك سواء،
وأصلها التأنيث، ولفظها مشتق من
الافتراس كأنها تفترس الأرض بسرعة
مشيها.
وراكب الفرس فارس: أي صاحب
فرس، مثل لابن وتامر، ويجمع على
فرسان وفوارس، ولا يقاس عليه لان
فوارس جمع فاعلة مثل ضاربة وضوارب،
أو جمع فاعل إذا كانت صفه للمؤنث مثل
حائض وحوائض، أو ما كان لغير الآدميين
مثل بازل وبوازل، وأما مذكر يعقل فلم

(1) سفينة البحار ج 2 ص 356.
(2) فارس اسم ولاية واسعة وإقليم فسيح، أول حدودها من جهة العراق
ارجان، ومن جهة كرمان السيرجان، ومن جهة ساحل بحر الهند مكران - معجم
البلدان ج 4 ص 226.
382

يجمع عليه إلا فوارس ونواكس.
وكان للنبي صلى الله عليه وآله
أفراس: السكب اشتراه من أعرابي من
بني فزارة وكان أدهم وكان اسمه عند
الأعرابي الضرس فسماه النبي صلى الله
عليه وآله السكب، والمر تجز سمى بذلك
لحسن صهيله. واللزاز قال السهيلي معناه
أنه لا يسابق شيئا الا لزه أي أثبته،
والطرز بكسر الطاء، واللحيف كان يلحف
الأرض بجريه، والورد أهداه له تميم
الرازي، وهذه السبعة متفق عليها،
وقيل كان له غيرها، وهي: الأبلق،
وذو الفقار، وذو اللمة، والمرتجل،
والسرحان، واليعسوب، والبحر،
والأدهم وغير ذلك (1).
والفريسة: فريسة الأسد التي
يكسرها فعيلة بمعنى مفعولة.
وفي الحديث (إياك وفريسة الأسد)
كأنه يريد كيفية وضع الصدر في سجود
الصلاة.
و (أبو فراس) كنية الأسد، يقال
فرس الأسد فريسة يفرسها فرسا.
وافترسها: دق عنقها، وأصل الفرس
هذا ثم كثر حتى صير لكل قتل فرسا،
وبه سمي أبو فراس بن حمدان أخو سيف
الدولة (2)، وكان ملكا جليلا وشاعرا
مجيدا حتى قيل بدئ الشعر بملك وختم
بملك بدئ بامرئ القيس وختم بأبي فراس
وفارس والروم بلاد، ومنه أتيت
فارس وبياض فارس، وفارس مجوس
والروم أهل كتاب.
والتمر الفارسي: نوع جيد نسبة إلى
فارس.
والفرس بالكسر فالسكون: ضرب
من النبت.
والفرسن للبعير كالحافر للدابة.
وفي البارع نقلا عنه لا يكون الفرسن
الا للبعير، وهي له كالقدم للانسان،
والنون زائدة.

(1) انظر انساب الخيل للكلبي ص 19.
(2) أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني هو ابن عم
سيف الدولة، قتل سنة 357 الكنى والألقاب ج 1 ص 132.
383

ف ر س خ
(الفرسخ) بفتح السين فارسي معرب،
وقدر بثلاثة أميال.
ف ر س ك
في الحديث (سألته عن شجر العضاة
من الفرسك وأشباهه فيه زكاة؟ قال: لا)
هو كزبرج: الخوخ، وقيل هو مثل الخوخ
من العضاءة وهو على ما نقل: أجرد
أملس أحمر وأصغر.
وطعمه كطعم الخوخ ويقال له الفرسخ
أيضا.
وفي الصحاح الفرسك: ضرب من
الخوخ ليس يتفلق عن فواه.
ف ر ش
قوله تعالى: * (جعل لكم الأرض
فراشا) * [2 / 22] أي دللها لكم للاستقرار
عليها.
وعن الرضا عليه السلام قال: (جعلها
ملائمة لطباعكم موافقة لأجسادكم،
لم يجعلها شديدة الحمى والحرارة فتحرقكم
ولا شديدة البرودة فتجمدكم، ولا شديدة
طيب الريح فتصدع هاماتكم، ولا شديدة
النتن فتعطبكم، ولا شديدة اللين كالماء
فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع
عليكم في دوركم وأبنيتكم وقبور موتاكم
ولكن الله تعالى جعل فيها من المتانة
ما تنتفعون به وتتماسكون وتتماسك عليها
أبدانكم وبنيانكم وما تنتفعون به لدوركم
وقبوركم وكثير من منافعكم، فلذلك
جعل الأرض فراشا) (1).
قوله: * (حمولة وفرشا) * [6 / 142] الفرش بالفتح: الإبل التي لا تطيق أن
يحمل عليها، وهي الصغار من الإبل،
وقيل هو من الإبل والبقر والغنم ما لا
يصلح للذبح، وقدم الحمولة على الفرش
لأنها أعظم في الانتفاع.
قال الفراء نقلا عنه: ولم أسمع الفرش
يجمع، ويحتمل أن يكون مصدرا
سمي به.
قوله: * (يوم يكون الناس كالفراش
المبثوث) * [101 / 4] الفراش بالفتح
وتخفيف الراء جمع الفراشة، وهو صغار
البق، وقيل شبيهة بالبعوض تتهافت في
النار، وذلك لضعف أبصارها، فهي نسيت

(1) البرهان ج 1 ص 67 باختلاف يسير في بعض الألفاظ.
384

ضوء النهار، فإذا رأت المسكينة ضوء
السراج بالليل ظنت أنها في بيت مظلم،
فلا تزال تطلب الضوء وترمى بنفسها إلى
النار حتى تحترق.
قال الغزالي: ولعلك تظن أن هذا
لنقصان فهمها وجهلها. ثم قال: اعلم أن
جهل الانسان أعظم من جهلها، بل
صورة الانسان في الانكباب على الشهوات
والتهافت فيها أعظم جهلا منها، لأنه
لا يزال يرمي نفسه في النار بانكبابه على
الشهوات والمعاصي إلى أن يغمس في النار
ويهلك هلاكا مؤبدا، فليت جهل الآدمي
كان كجهل الفراش، فإنها باغترارها
بظاهر الضوء احترقت وتخلصت في الحال
والآدمي يبقى في النار أبد الآبدين أو
مدة مديدة، ولذلك قال رسول الله صلى
الله عليه وآله (إنكم تتهافتون في النار
تهافت الفراش).
والفراش بالكسر واحد الفرش،
وقد يكنى به عن المرأة، ومنه قوله
تعالى: * (وفرش مرفوعة) * [56 / 34]
أي نساء مرتفعة الاقدار.
وفي الحديث (لا تفترش ذراعيك)
يعني في سجودك، أي لا تبسطهما (ولكن
جنح بهما).
وفيه (الولد للفراش) أي للزوج
فإن كل واحد من الزوجين يسمى فراشا
للآخر كما يسمى كل واحد منهما
لباسا للآخر.
وفراش الهام: عظام رقيقة تلى قحف
الرأس.
وكل عظم رقيق فراشة مثل سحاب
وسحابة، ومنه (فراشة القفل) وهو ما
ينشب فيه.
ومنه حديث علي عليه السلام (ضرب
يطير منه فراش الهام) (1).
وفرشت البساط وغيره فرشا من باب
ضرب، وفي لغة من باب قتل: بسطته.
ف ر ص
في الحديث (إرتعدت فرائصه واصطكت
فرائص الملائكة) هي جمع فريصة،
وهي اللحمة بين جنب الدابة وكتفها
لا تزال ترعد من الدابة، وجمعها أيضا
فريص.
وفريص العنق: أوداجها، الواحدة

(1) في نهج البلاغة ج 1 ص 80 (ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام).
385

فريصة.
والفرصة: ما أمكن من نفسك.
ف ر ص د
الفرصاد بالكسر: الأحمر من التوت،
ومنه قول بعضهم (كأن أثوابه مجت
بفرصاد) أي رميت بفرصاد فصبغت به،
من مج الرجل الشراب: إذا رمى به.
ف ر ض
قوله تعالى: * (إن الذي فرض عليك
القرآن لرادك إلى معاد) * [28 / 85] أي أوجب عليك تلاوته بتبليغه والعمل
بما فيه.
والفرض: التوقيت، ومنه قوله:
* (فمن فرض فيهن الحج) * [2 / 197]
أي وقته أو أوجبه.
قوله: * (فريضة من الله) * [4 / 11]
نصب نصب المصادر، أي فرض الله فريضة.
قوله: * (ولا جناح عليكم فيما
تراضيتم به من بعد الفريضة) * [4 / 24]
أي من استيناف عقد آخر بعد انقضاء
مدة الاجل.
قوله: * (أنزلناها وفرضناها) *
[24 / 1] أي فرضنا ما فيها وألزمناكم
العمل بها، وقرئ فرضناها بالتشديد
أي فصلناها.
قوله: * (لا فارض ولا بكر) *
[2 / 68] الفارض المسنة، يقال للشئ
القديم فارض، ومنه فرضت الشاة فهي
فارض.
وفرض الله علينا كذا وافترض:
أي أوجب، والاسم الفريضة، وسمي ما
أوجبه الله الفرض لان له معالم وحدودا.
ومنه قوله: * (لاتخذن من عبادك نصيبا
مغروضا) * [4 / 118] أي مقتطعا محدودا.
وفي الحديث (طلب العلم فريضة على
كل مسلم) (1) قال بعض شراح الحديث:
قد أكثر الناس الأقاويل فيه وضربوا
يمينا وشمالا، والمراد به العلم الذي فرض
على العبد معرفته في أبواب المعارف،
وتحقيقه هو: أن مراتب العلم الشرعي
ثلاثة: فرض عين، وفرض كفاية، وسنة.
فالأول ما لا يتأدى الواجب إلا به،

(1) الكافي ج 1 ص 82.
386

وعليه حمل (طلب العلم فريضة على كل
مسلم)، وهو يرجع إلى اعتقاد وفعل
وتركه، فالأول اعتقاد كلمتي الشهادة،
وما يجب لله ويمتنع، والاذعان بالإمامة
للامام، والتصديق بما جاء به النبي صلى
الله عليه وآله من أحوال الدنيا والآخرة
مما ثبت عنه بالتواتر، كل ذلك بدليل تسكن
النفس إليه ويحصل به الجزم، وما زاد
على ذلك من أدلة المتكلمين فهو فرض
كفاية. وأما الفعل فتعلم واجب الصلاة
وأمثالها. وأما الترك فيدخل في بعض
ما ذكر.
وفى حديث الزكاة (فإنها فريضة
واجبة) قال بعض الاعلام: أراد بكون
الزكاة فريضة واجبة كونها سهما مقتطعا
من المال وجوبا، وإلا لما كان لتخصيصها
من بين سائر الفرائض معنى.
والفرق بين الفريضة والواجب هو أن
الفريضة أخص من الواجب لأنها الواجب
الشرعي، والواجب إذا كان مطلقا يجوز
حمله على العقلي والشرعي.
والفريضة فعيلة بمعنى مفعولة، والجمع
فرائض قيل اشتقاقها من الفرض الذي هو
التقدير، لان الفرائض مقدرات، وقيل
هي من فرض القوس وهو الجزء الذي يقع
فيه الوتر.
والفرض: المفروض، وجمعه فروض
مثل فلس وفلوس.
وفي الحديث (السجود على الأرض
فريضة وعلى غير الأرض سنة) (1) ولعل
المراد كالفريضة لشدة الاستحباب بخلاف
السجود على غيرها.
وقوله عليه السلام (فرض الله على
النساء أن يبدأن بباطن أذرعهن) (2) أراد
بالفرض هنا التقدير على الظاهر لا الوجوب
للاتفاق على عدمه.
ومثله (ماذا أقول وأفوض على نفسي
وفرض الله الاحكام فرضا أو جبها).
وكتاب الفرائض يعني المواريث.
وفي حديث الباقر عليه السلام (فرض
الله الصلاة وسن رسول الله صلى الله عليه
عليه عشرة أوجه: صلاة السفر، وصلاة

(1) في الكافي ج 3 ص 331 السجود على الأرض فريضة وعلى الخمرة سنة.
(2) من لا يحضر ج 1 ص 30.
387

الحضر) - الخ. لعل المعنى أوجب الله
تعالى في الكتاب العزيز الصلاة على وجه
الاجمال، وسنها رسول الله صلى الله عليه
وآله مفسرة في السنة. وأنت خبير بأن
العشرة لا يتم عددها إلا بجعل الكسوف
والخسوف صلاتين.
وفرضت الخشبة فرضا من باب ضرب
حزرتها.
وقد اشتهر عند الناس (تعلموا الفرائض
وعلموها الناس فإنها نصف العلم) بتأنيث
الضمير واعادته إلى الفرائض، ونقل
وعلموه بالتذكير بإعادته إلى محذوف،
والتقدير تعلموا علم الفرائض، قيل سماه
نصف العلم باعتبار قسمة الاحكام إلى متعلق
بالحي ومتعلق بالميت، وقيل توسعا،
والمراد الحث عليه.
وفى الحديث (العلم ثلاثة فريضة
عادلة) يريد العدل في القسمة بحيث
تكون على السهام والأنصباء المذكورة في
الكتاب والسنة، وقيل أراد بها أن تكون
مستنبطة منهما وإن لم يؤد بها نص فيها
فتكون معادلة للنص، وقيل الفريضة العادلة
ما اتفق عليها المسلمون.
وفي الخبر (طلب الحلال فريضة بعد
الفريضة) أي بعد الفريضة المعلومة عند
أهل الشرع، وذلك لان طلب الحلال
أصل الورع وأساس التقوى.
ف ر ط
قوله تعالى: * (ما فرطنا في الكتاب
من شئ) * [6 / 38] أي ما تركنا ولا
ضيعنا ولا أغفلنا، واختلف في الكتاب:
فقيل يريد به القرآن لأنه فيه جميع ما
يحتاج إليه العباد من أمور الدين والدنيا
حتى أرش الخدش، وقيل المراد به الذي
هو عند الله تعالى المشتمل على ما كان وما
يكون المسمى باللوح المحفوظ.
قوله: * (وما فرطنا فيها) * [6 / 31]
الضمير للحياة وإن لم يجر لها ذكر للعلم
بها أو للساعة، أي ما قصرنا في شأنها.
قوله: * (ما فرطتم في يوسف) *
[12 / 80] أي ما قصرتم في أمره.
قوله: * (على ما فرطت في جنب
الله) * [39 / 56] أي قصرت في جنب الله.
قوله: * (وهم لا يفرطون) * [6 / 61]
أي لا يتوانون ولا يقصرون عما أمروا به
ولا يزيدون فيه.
388

قوله: * (مفرطون) * [16 / 62]
أي متروكون ومنسيون في النار.
ومفرطون بكسر الراء: المسرفون
على أنفسهم في الذنوب.
وأمر فرط: مجاوز فيه الحد، ومنه
قوله تعالى: * (وكان أمره فرطا) *
قيل سرفا وتضييعا، وقيل ندما.
والتفريط: التقصير عن الحد والتأخير
فيه.
والافراط: مجاوزة الحد.
قوله: * (إنا نخاف أن يفرط علينا) *
[4 / 45] أي يبادر إلى عقابنا، يقال
فرط يفرط بالضم: إذا تقدم وتعجل.
وأفرط يفرط: إذا أسرف وجاوز
الحد.
و (اجعله لنا فرطا) بالتحريك أي
أجرا وذخرا يتقدمنا.
و (على ما فرط مني) أي تقدم
وسبق.
وفى حديث علي عليه السلام (لا ترى
الجاهل إلا مفرطا أو مفرطا) (1) هو
بالتخفيف المسرف في العمل، وبالتشديد
المقصر.
والفرط بالتحريك: الواردة فيهئ
لهم الأرسان والدلاء والحياض ويستقى،
وهو فعل بمعنى فاعل مثل تبع بمعنى
تابع، يقال رجل فرط وقوم فرط.
ومنه خبر النبي (أنا فرطكم على
الحوض) (2).
والفرط: العلم المستقيم يهتدى به،
والجمع أفراط وأفرط، ولعل منه حديث
أهل البيت (نحن أفراط الأنبياء وأبناء
الأوصياء).
ولقيته في الفرط بعد الفرط: أي
الحين بعد الحين.
وأتيته فرط يومين: أي بعدهما.
وفي حديث السواك (لا يضرك تركه
في فرط الأيام) (3) أي في بعض الأوقات
والأحيان.
وعن أبي عبيدة: ولا يكون الفرط في
أكثر من خمس عشرة ليلة.

(1) نهج البلاغة ج 3 ص 165.
(2) سفينة البحار ج 2 ص 358.
(3) مكارم الاخلاق ص 53.
389

ف ر ط ح
المفرطح: العريض، يقال في
البيض (أحد رأسيه مفرطح) أي عريض،
وفي بعض النسخ مفتح وهو بمعناه.
ف ر ط س
(فرطس) كجعفر ملك من الملائكة
عرضت عليه ولاية علي عليه السلام فأباها
فكسر الله جناحه.
ف ر ع
في حديث علي عليه السلام (مضت
أصول نحن فروعها) (1) أراد بالأصول
الآباء وبالفروع الأبناء.
وفرع كل شئ: أعلاه، وهو ما
يتفرع عن أصله.
ومنه قوله (فرعت على هذا الأصل
مسائل) أي استخرجت.
وفي الحديث الصحيح عن زرارة
وأبي بصير عن الباقر والصادق عليهما السلام
قالا: (علينا أن نلقي إليكم الأصول
وعليكم أن تفرعوا) ومعناه بحسب التبادر
- والله أعلم - علينا أن نلقي إليكم نفس
أحكامه تعالى بأصول من الكلام يفرع
عليها غيرها من متعلقاتها عليكم، أي
ويلزمكم أن تفرعوا عليها لوازمها وما
يتعلق بها، كأن يقول مثلا (حرمت
الخمر لاسكاره) فيفرع على هذا الأصل
تحريم سائر المسكرات، لوجود علة
الأصل التي هي سبب التحريم في الفرع،
أو يأمر بواجب مطلقا مثلا يتفرع عليه
وجوب مقدماته التي يتوقف حصوله عليها
إذ هو معنى التفريع الذي هو استنباط
أحكام جزئية من قواعدها وأصولها.
وقال بعض الأفاضل: معناه علينا
أن نلقى إليكم نفس أحكامه تعالى بقواعد
كلية وعليكم استخراج تلك الصور الجزئية
من تلك القواعد الكلية، مثل قولهم عليهم
السلام (كل شئ فيه حلال وحرام فهو
لك حلال حتى تعرف الحرام بعينه فتدعه)
وقولهم (إذا اختلط الحلال والحرام غلب
الحرام وليس بشئ) فإن تلك الصور
الجزئية المشار إليها هي نفس ما أمر بها في
تلك القواعد الكلية، فإن الأحكام الشرعية
لا تجري على القواعد الكلية إلا باعتبار تلك
الجزئيات، فالامر بالكليات في الحقيقة

(1) نهج البلاغة ج 2 ص 38.
390

ليس إلا أمرا بتلك الجزئيات، فلا معنى
للتفريع حينئذ.
وفي حديث في وصفه صلى الله عليه
وآله (كان أفرع) هو ضد الأصلع.
وافترعت البكر: افتضضتها.
ومنه (فلما افترعها غلب الدم).
ومنه (إذا فرعت المرأة ذهب جزء
من حيائها).
وفي الحديث (إياكم والكذب المفترع
قيل له: وما الكذب المفترع؟ قال:
يحدثك الرجل بحديث فتتركه فترويه
عن غير الذي حدثك به) (1).
و (الفرع) وزان قفل من أعمال
المدينة، والصفراء وأعمالها من الفرع،
وكانت ديار عاد (2).
و (فرعون) على وزن برذون،
فالواو والنون زائدتان، وهو لا ينصرف
لأنه اسم أعجمي ومعرفة عرف في حال
تعريفه لأنه نقل من الاسم العلم ولو
عرف في حال تنكيره لانصرف، وجمعه
فراعنة.
قال ابن الجوزي: وهو ثلاثة فرعون
الخليل واسمه سنان، وفرعون يوسف
واسمه الريان بن الوليد، وفرعون موسى
واسمه الوليد بن مصعب، وكان بين يوم
الذي دخل يوسف مصر واليوم الذي دخله
موسى عليه السلام رسولا أربعمائة عام.
وكل عات فرعون، والعتاة الفراعنة.
وقد تفرعن وهو ذو فرعنة: أي
ذو دهاء ومكر.
ف ر غ
قوله تعالى: * (فأصبح فؤاد أم موسى
فارغا) * [28 / 10] أي خاليا من الصبر
أو فارغا من الاهتمام به لان الله تعالى
أوعدها برده.
قوله: * (أفرغ عليه قطرا) *

(1) الكافي ج 1 ص 52.
(2) قال في معجم البلدان ج 4 ص 252: والفرع قرية من نواحي المدينة عن
يسار السقيا، بينها وبين المدينة ثمانية برد على طريق مكة، وقيل أربع ليال، بها
منبر ونخل ومياه كثيرة، وهي قرية غناء كبيرة، وهي لقريش الأنصار ومزينة، وبين
الفرع والمريسيع ساعة من نهار، وهي كالكورة...
391

[18 / 96] أي أصب عليه نحاسا مذابا.
ومثله قوله * (أفرغ علينا صبرا) *
[2 / 250] أي أصبب.
قوله: * (سنفرغ لكم أيه الثقلان) *
[55 / 31] هو مستعار من قول الرجل
لمن يتهدده سأفرغ لك أي سأتجرد
للايقاع بك من كل ما يشغلني عنك
حتى لا يكون لي شغل سواك. وقيل
* (سنفرغ لكم) * أي سنحاسبكم،
فالفراغ مجاز عن الحساب.
وفي الحديث (خلق الله الجنة فلما
فرغ) أي قضاه أو أتمه ونحو ذلك مما
يشهد بأنه مجاز القول، لأنه تعالى لا يشغله
شأن عن شأن.
والفراغ من الشئ: الخلاص منه.
والفراغ: خلاف الشغل.
ومنه (أف لرجل لا يفرغ نفسه
بكل جمعة لامر دينه).
وفى الحديث (إن الله يبغض كثرة
الفراغ).
وفرغ من الشغل من باب قعد فروغا
وفرغ يفرغ من باب تعب لغة.
وأفرغت الماء في الاناء: صببته فيه.
وأفرغت عليهم النعمة: صببتها عليهم
ويفرغ على يده الماء: أي يصبه عليها.
وأفرغت الدماء: أرقتها.
والفراغة: ماء الرجل، وهو النطفة.
واستفرغت مجهودي: بذلته.
وفي حديث الغسل (كان يفرغ على
رأسه ثلاث إفراغات) هي جمع إفراغة،
وهي المرة الواحدة من الافراغ، يقال
أفرغت الاناء إفراغا وفرغته تفريغا:
إذا قلبت ما فيه
ف ر ف خ
في الحديث (ليس على وجه الأرض
بقلة أشرف من الفرفخ) (1).
وفيه (الفرفخ الرجلة) معرب پرپهن
أي عريض الجناح.
وفيه عنهم عليهم السلام سموها بنو أمية
البقلة الحمقاء بغضا لنا وعداوة لفاطمة.
ف ر ف ر
وفرفرت الشئ: حركته.
والفرفرة: الخفة والطيش.

(1) سفينة البحار ج 2 ص 359.
392

ف ر ق
قوله تعالى * (فيها يفرق كل أمر
حكيم) * [44 / 4] أي يقدر في ليلة القدر
كل شئ يكون في تلك السنة إلى مثلها
من قابل من خير أو شر أو طاعة أو معصية
أو مولود أو رزق فما قدر في تلك الليلة
وقضى فهو المحتوم.
وقوله * (وقرآنا فرقناه) * [17 / 106]
أي بيناه عند من خفف من فرق يفرق.
ومن شدد قال أنزلناه مفرقا في
أيام.
قوله * (ولقد آتينا موسى وهرون
الفرقان) * [21 / 48] الفرقان: القرآن
وكل ما فرق به بين الحق والباطل فهو
فرقان، والآية من الثاني.
وفي الحديث (الفرقان المحكم الواجب
العمل به، والقرآن جملة الكتاب).
قوله * (يجعل لكم فرقانا) * [8 / 29]
أي نصرا ويقال أي هداية من قلوبكم،
تفرق بين الحق والباطل. قوله * (فرقنا بكم البحر) * [2 / 50]
أي فلقنا بكم.
و * (يوم الفرقان) * [8 / 41] يوم
بدر.
وعن الفراء: يوم الفتح.
والفرق كحمل: الفلق من كل شئ.
قال تعالى * (وكان كل فرق كالطود
العظيم) * [26 / 64].
قوله * (فريق منهم) * [2 / 75]
أي طائفة منهم.
قوله * (فريقا من أموال الناس) *
[2 / 188] أي طائفة.
قوله * (والفارقات فرقا) * [77 / 4]
الملائكة تنزل تفرق ما بين الحلال
والحرام.
قوله * (ومثل الفريقين كالأعمى
والأصم) * [11 / 24] أراد بهما المؤمنين
والكفار.
قوله * (فافرق بيننا وبين القوم
الفاسقين) * [5 / 28] وفي لغة من باب
ضرب وبها قرأ بعض التابعين.
وفي حديث الزكاة (لا يجمع بين
متفرق ولا يفرق بين مجتمع).
قيل فيه: أما الجمع بين المتفرق فهو
393

أن يكون بين ثلاثة نفر مثلا لكل واحد
منهم أربعون شاة وقد وجب على كل
واحد شاة، فإذا أظلمهم (1) المصدق
جمعوها لئلا يكون عليهم فيها إلا شاة
واحدة.
وأما تفريق المجتمع فهو أن يكون
اثنان شريكان، ولكل واحد منهما مئة
شاة وشاة فيكون عليهما في مالها ثلاث
شياة، فإذا أظلمها (2) المصدق فرقا
غنمهما فلم يكن على واحد منهما إلا شاة
واحدة.
والمتفرق: ضد المجتمع الذي يجتمع
في حيز واحد.
وفي الحديث (البيعان بالخيار ما لم
يفترقا بالأبدان) والأصل ما لم تتفرق
أبدانهما.
والمفرق: وسط الرأس وهو الذي
يفرق فيه الشعر.
وفي الحديث (وكان شعر رسول الله
صلى الله عليه وآله فرطا لم يبلغ الفرق)
أي التسريح.
وفيه (من اتخذ شعرا فلم يفرقه
فرقه الله بمنشار من النار يوم القيامة).
وفرق شعر النساء من مقدم الرأس
إلى القفا.
وفي الحديث (محمد صلى الله عليه وآله
فرق بين الناس).
فإن كانت مشددة من التفريق،
فالمعنى أنه ميز بينهم فبين المطيع من العاصي
وإن كانت ساكنة فالفرق بمعنى
الفارق وهو في الأصل مصدر فوصف
كالعدل.
وفي حديث علي عليه السلام (أنا
الفاروق الأعظم) الفاروق اسم سمي به
علي عليه السلام.
وربما انتحله غيره.
ولعل المراد به الذي يفرق بين الحق
والباطل، والحلال والحرام.
والفرقة بالكسر من الناس وغيرهم.
والجمع فرق كسدرة وسدر.
والفرقة بالضم: الاسم من فارقته

(1) هكذا في النسخ والصحيح: ظلمهم، بدون الهمز.
(2) هذا كسابقه.
394

مفارقة وفراقا.
وديك أفرق بين الفرق الذي عرفه
مفروق.
والفرق كحمل: القطيع من الغنم
العظيم.
وإفريقية اسم بلاد معروفة (1).
ف ر ق د
في الحديث ذكر الفرقدين، وهما
نجمان مضيئان قريبان من القطب.
ف ر ك
في الحديث (لا يفرك مؤمن مؤمنة)
أي لا يبغضها.
يقال فركت المرأة زوجها تفركه

(1) إفريقيا: اسم أطلقه العرب على بلاد البربر الشرقية، اما الغربية فسميت
بالمغرب. اختلف جغرافيو العرب في وضع حدودها، وقد أوصلها بعضهم إلى
المغرب الأقصى وليبيا. على انها تنحصر عادة في نطاق يتسع قليلا عن بلاد (تونس)
اليوم.
وإفريقيا تستعمل اليوم يراد بها: القارة كلها، وهي احدى القارات الخمس المشهورة.
مساحتها: (000 و 300 و 30) كم مربع.
يحدها البحر المتوسط شمالا، والمحيط الأطلنطيكي غربا، والبحر الأحمر والمحيط
الهندي شرقا.
جبالها عالية القمم. وسهولها وأنجادها صحارى قاحلة ممتدة الأطراف جدا.
أنهارها: طويلة فياضة مضطربة المسيل صعبة الملاحة بسبب الشلالات العديدة.
مناخها: مرتفع الحرارة جدا ويختلف هطول الأمطار باختلاف مناطقها.
حاصلاتها: الموز، والكاكاو، والبلح، والبن، والسكر، وفستق العبيد،
والكاو تشوك.
- سكانها قليلون نسبة (نحو 000 و 000 و 200).
دولها: مصر، السودان، ليبيا، الحبشة، ليبيريا، تونس، الجزائر، المغرب
مدفشقر، كونغو، نقوليا، موزمبيك وغيرها.
395

فركا بالكسر.
ومنه (الألف من الله والفرك من
الشيطان).
وفي القاموس الفرك بالكسر ويفتح:
البغضة عامة.
والفرك بضمتين مشددة الكاف خاصة
ببغض الزوجين
وفركت المني عن الثوب من باب
قتل مثل حسدته، وهو أن تحركه بيدك
حتى يتفتت ويتقشر.
وفي الخبر (خذ من أظفارك كل
جمعة فإن لم يكن فيها شئ ففركها)
قيل هو من التفريك، وهو الدلك.
ولعل المراد: حكها من قولهم فرك
الثوب والسنبل: دلكه.
وفي بعض النسخ فزكها بالزاء
المعجمة.
ولعل المعنى طهرها.
ف ر ن
في دعاء السماة (جبل فاران)
بالفاء والراء المهملة بعد الألف والنون
بعد الألف الأخرى: جبل من جبال
مكة بينه وبينها على ما روي يوم.
ف ر ن ج
والإفرنجة: جبل، معرب إفرنك (1)
ف ر ن د
في حديث إحرام المرأة (لا تلبس
حليا ولا فرندا) (2) الفرند بكسر الفاء
والراء: ثوب معروف معرب - قاله في
القاموس.
والفرند أيضا: السيف.
ف ر ه
قوله تعالى * (وتنحتون من الجبال
بيوتا فارهين) * [26 / 129] وقرئ
* (فرهين) * فمن قرء فرهين فهو من
(فره) بالكسر: أشر وبطر، ومن قرأ
فارهين فهو من (فره) بالضم أي حذق

(1) في معجم البلدان ج 1 ص 228: إفرنجة أمة عظيمة لها بلاد واسعة وممالك
كثيرة، وهم نصارى.. ودار ملكهم نوكبردة وهي مدينة عظيمة ولهم نحو مائة
وخمسين مدينة..
(2) الكافي ج 4 ص 344.
396

أي حاذقين.
والفاره: الحاذق بالشئ.
وفره الدابة وغيره يفره من باب
تعب - وفي لغة من باب قتل - وهو
النشاط والخفة.
ويقال للبرذون والبغل والحمار: فاره
إذا كان بين الفروهة والفراهة.
وفلان أفره من فلان أي أصبح.
وجارية فرهاء أي حسناء، وجوار
فره مثل حمراء وحمر.
ودابة فارهة أي نشيطة قوية.
قال الأزهري - نقلا عنه -: ولم
أرهم يستعملون هذه اللفظة في الحرائر،
ويجوز أن يكون خص الإماء بهذه اللفظة
كما خص البراذين والبغال والهجن
بالفاره دون أعراب الخيل، فلا يقال
في العربي فاره بل جواد.
وفي الحديث (إستفرهوا ضحاياكم)
أي استحسنوها، وفي نسخة (إستغرموا)
أي استقرضوا.
ف ر ه د
(الفرهود) كجملود: ولد السبع،
وقيل الوعل، وقيل أيضا للغلام الغليظ.
والفراهيد بطن من الأزد، ومنهم
الخليل بن أحمد العروضي (1).
ف ر و
وفي الحديث الشهيد: (ينزع عنه الخف
والفرو) (2) هو بفتح أوله: الذي يلبس
من الجلود التي صوفها معها، والجمع
(الفراء) بالكسر والمد.
ومنه الحديث: (ما تقول في الفراء)
أي شئ يصلى فيه.
و (الفروة) جلد الرأس وفروة الوجه:

(1) الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي، من
أئمة اللغة والأدب وواضع علم العروض، عاش فقيرا صابرا، وفكر في ابتكار طريقة
في الحساب تسهله على العامة، فدخل مسجدا من مساجد البصرة وهو يعمل فكره
فصدمته سارية وهو غافل فكانت سبب موته وذلك في سنة 170 ه‍ انظر الأعلام للزركلي
ج 2 ص 363.
(2) الكافي ج 3 ص 210.
397

جلدته.
و (أم فروة) أم جعفر الصادق
عليه السلام (1). وقيل: (أم فروة) من
بنات الصادق (ع)، وبه صرح في
إعلام الورى (2).
ف ر ى
قوله تعالى: * (لقد جئت شيئا فربا) *
[19 / 27] أي عجيبا، ويقال: عظيما
والافتراء: العظيم من الكذب.
و (افتراه) افتعله من الفرية واختلقه
والجمع (فرى) كلحية ولحى.
وفي الحديث: (لا دين لمن دان بفرية
باطل على الله).
والفرية: الكذبة العظيمة التي تتعجب
منها.
والفرية أيضا القذف، وحد الفرية يكون
بثلاثة وجوه: رمي الرجل الرجل بالزنا، وإذا
قال إن أمه زانية، وإذا دعي لغير أبيه.
قوله تعالى: * (إفترى على الله كذبا) *
[6 / 21] قال المفسر: الأصل في
الافتراء القطع، من (فريت الأديم
أفريه) ثم استعير للكذب مع العمد.
وأفريت الأوداج: قطعتها.
ف ز ر
الفزر بالكسر: القطيع من الغنم
والفزر أيضا أبو قبيلة من تميم،
وهو سعد بن زيد بن مناة بن تميم،
قال الجوهري: وإنما سمي بذلك لأنه
وافى الموسم بمعزى فأنهبها هناك.
و (فزارة) أبو حي من غطفان، وهو
فزارة بن ذبيان.
ف ز ز
قوله تعالى: * (واستفزز من استطعت
منهم) * [17 / 64] أي استخف من
استطعت منهم واستزلهم بوسوستك.

(1) هي بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي
بكر، ولهذا كان الإمام الصادق (ع) يقول: ولدني أبو بكر مرتين تنقيح
المقال ج 3 ص 73 من فصل النساء.
(2) انظر ص 284.
398

والفز: الخفيف، ومنه رجل فز.
قوله: * (ليستفزونك من الأرض) *
[17 / 76] أي ليزعجوك منها بالاخراج
يقال أراد بها أرض مكة.
وفي الحديث (إن قلوب الجهال
تستفزها الاطماع) أي تستخفها، من
إستفزه: إذا استخفه وأخرجه عن داره
وأزعجه، ومنه إستفزه الخوف.
وقعد مستفزا: أي غير مطمئن.
ف ز ع
قوله تعالى: * (حتى إذا فزع عن
قلوبهم) * [34 / 23] بالتشديد، أي
جلى الفزع عن قلوبهم وكشف، أي عن
قلوب الشافعين والمشفوع لهم.
قوله: * (لا يحزنهم الفزع الأكبر) *
[21 / 103] قيل هو إطباق باب النار
حين تغلق على أهلها، وهو مروي عن
علي عليه السلام.
والفزع: الذعر، وهو في الأصل
مصدر.
قال الجوهري: وربما جمع على
أفزاع.
والافزاع: الإخافة والإغاثة أيضا،
يقال فزعت إليه فأفزعني: أي لجأت إليه
من الفزع فأغاثني.
ومنه الحديث (إذا انكسف الشمس
فافزعوا إلى مساجدكم).
(وفي حديث كسوفي الشمس والقمر
(إلا أنه لا يفزع لهما إلا من كان من
شيعتنا) ووجهه على ما قيل إنهم يقولون
بوجوب الصلاة لهاتين الآيتين، وأما
غيرهم فيقولون باستحباب ذلك.
والمفزع: الملجأ.
وفلان مفزع الناس: إذا دهمهم أمر
فزعوا إليه، يستوي فيه الواحد والجمع
والمؤنث.
ف س ت ق
الفستق بضم التاء والفتح للتخفيف:
بقل معروف.
ف س ح
قوله تعالى: * (تفسحوا في
المجالس) * [58 / 11] أي توسعوا فيها،
يقال فسحت له في المجلس فسحا من باب
نفع: فرجت له عن مكان يسعه.
و (فسح المكان) بالضم أو فسح لغة فيه.
وافسح عني: أي تنح عني.
399

وفي الحديث (لا يزال المؤمن في
فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)
الفسحة بالضم: السعة، ومعناه لا يزال
المؤمن في سعة من دينه يرجى له الرحمة
ولو باشر الكبائر سوى القتل، فإذا قتل
أيس من رحمته، وهو تغليظ شديد، وقيل
معناه أنه لا يزال موفقا للخيرات ما لم
يصبه فإذا أصابه انقطع عنه التوفيق لشؤمه.
وفي حديث الميت مع الملكين
(يفسحان له فيه مد بصره) أي يوسعان له فيه مد البصر، والمراد مده
وغايته التي ينتهى إليها كما تقدم في مدا،
قيل ولا منافاة بين هذا وبين ما روي
(يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين)
وما روى (يفسح له في قبره سبعة
أذرع) (1) لاختلاف الفسحة باختلاف
الدرجات، فلعل الأدنى فسحته سبعة
والأوسط سبعون في سبعين والأعلى مد البصر.
والفسيح: الواسع، ومنه المنزل
الفسيح.
و (الفساح) بالفتح مثله.
وفي وصفه عليه السلام (فسيح ما
بين المنكبين) أي بعيد ما بينهما لسعة
صدره.
وفي الدعاء (اللهم افسح له مفسحا
في عدلك) أي أوسع له في دار عدلك
يوم القيامة.
ف س خ
فسخ الشئ: نقضه، تقول فسخت
البيع وفسخت العزم أي نقضتهما.
وفسخت النكاح فانفسخ: أي انتقض.
وفسخت العود فسخا من باب نفع:
إذا أزلته عن موضعه بيدك.
ومثله فسخت يده أفسخها فسخا.
وتفسخت الفارة بالماء: تقطعت
ف س د
قوله تعالى: * (وقضينا إلى بني
إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض
مرتين ولتعلن علوا كبيرا) * [17 / 4]
أي وأوحينا إلى بني إسرائيل وحيا مقضيا
مقطوعا بأنهم يفسدون في الأرض لا محالة،
والمراد بالكتاب التوراة، ولتفسدن
جواب قسم محذوف. وقوله: * (مرتين) *
أولهما قتل زكريا وحبس أرميا حين

(1) الكافي 3 / 238، وفيه في حديث آخر (تسعة أذرع).
400

أنذرهم سخط الله تعالى، والأخرى قتل
يحيى بن زكريا وقصد قتل عيسى - كذا
ذكره بعض أهل التفسير (1).
قوله: * (ظهر الفساد في البر والبحر) *
[30 / 41] فسر الفساد بالقحط وقلة
الريع في الزراعات والبيوع ومحق البركات
من كل شئ، وقيل هو قتل ابن آدم
أخاه وأخذ السفينة غصبا.
وفي الحديث (دم الاستحاضة دم
فاسد) (2) أي ساقط لا نفع فيه، بخلاف
دم الحيض، يقال فسد الشئ فسودا من
باب قعد فهو فاسد، والاسم الفساد،
وهو إلى الحيوان أسرع منه إلى النبات
وإلى النبات أسرع منه إلى الجماد،
لان الرطوبة في الحيوان أكثر من
الرطوبة في النبات، وجمع فاسد فسدى
مثل ساقط وسقطى.
والمفسدة: خلاف المصلحة، والجمع
مفاسد. وشئ يفسد سراويلي: أي يجعلها
فاسدة.
ف س ر
قوله تعالى: * (وأحسن تفسيرا) *
[25 / 33] التفسير في اللغة كشف معنى اللفظ وإظهاره، مأخوذ من الفسر، وهو
مقلوب السفر، يقال أسفرت المرأة عن
وجهها: إذا كشفته. وأسفر الصبح: إذا
ظهر. وفي الاصطلاح علم يبحث فيه عن
كلام الله تعالى المنزل للاعجاز من حيث
الدلالة على مراده تعالى، فقوله المنزل
للاعجاز لاخراج البحث عن الحديث
القدسي، فإنه ليس كذلك. والفرق بين
التفسير والتأويل هو أن التفسير كشف
المراد عن اللفظ المشكل، والتأويل رد
أحد المحتملات إلى ما يطابق الظاهر.
والفسر: البيان، يقال فسرت الشئ
- من باب ضرب - بينته وأوضحته،
والتشديد مبالغة.
واستفسرته كذا: سألته أن يفسره لي
ف س ط
في الحديث (دخلت على أبي عبد الله
عليه السلام فسطاطه) هو بالسين والطائين
المهملات، وفي الأول فاء مضمومة ومكسورة
ويقال بفاء مثلثة: البيت من الشعر فوق
الخباء، وفيه لغات الفسطاط بطائين

(1) مجمع البيان ج 3 ص 398.
(2) الكافي ج 3 ص 92.
401

والفستات بتائين والفستاط بتاء وطاء،
والجمع فساطيط.
ومنه (كان يتخلل الفساطيط).
ف س ق
قوله تعالى * (فلا رفث ولا فسوق
ولا جدال في الحج) * [2 / 197] الفسوق
الكذب كما جاءت به الرواية عنهم
عليهم السلام.
وفسق فسوقا من باب قعد: خرج
عن الطاعة.
والاسم الفسق.
وفسق يفسق بالكسر لغة فهو فاسق
قال تعالى * (إن جاءكم فاسق بنبأ
فتبينوا) * [49 / 6] ويق أصل الفسق:
خروج الشئ من الشئ على وجه الفساد.
ومنه قوله تعالى * (ففسق عن أمر
ربه) * [18 / 51] أي خرج.
* (فسقوا) * [32 / 20] أي خرجوا
عن أمرنا عاصين لنا.
ولا فسوق أي لا خروج عن حدود
الشرع بالسيئات وارتكاب المحرمات.
قوله * (ذلكم فسق) * [5 / 4] يعني
حراما.
وفي الحديث (خمس فواسق يقتلن
في الحل والحرم: الغراب والحدأة والكلب
والحية والفارة).
قيل المراد بالفسق هنا المعنى المجازي
من حيث حصول الخبث والأذى منها
والأفعال المنافية للطبائع البشرية فأطلق
عليها اسم الفسق.
والفويسقة: اسم للفارة.
والتصغير للتحقير.
وسماها النبي صلى الله عليه وآله
فويسقة.
قال (إنها توهي السقاء وتضرم البيت
على أهله).
وفي الدعاء (وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس
).
الفسقة بالتحريك: جمع فاسق.
والفسيق بالتشديد: الدائم الفسق.
ف س ل
في الحديث (كان عليه السلام
يستقرض الدراهم الفسولة) أي الرذلة
(ويرد الجياد).
والفسل: الردئ من كل شئ.
402

والفسل من الرجال.
والمفسول مثله.
وقد فسل بالضم فسالة فهو فسل من
قوم فسلاء.
والفسيلة: الودي، وهو صغار النخل
والجمع فسلان - قاله الجوهري.
ف س و
في الحديث: (ما ينقض الوضوء إلا
ضرطة تسمع حسها أو فسوة تشم ريحها)
هي من فسا فسوا من باب قتل: ريح
تخرج من الحيوان بغير صوت يسمع،
والاسم (الفساء) بالضم والمد.
وفي المثل: (هو أفحش من فاسية)
ويريدون الخنفساء.
ف ش ل
قوله تعالى * (لفشلتم) * [8 / 44]
أي لجبنتم.
وتفشلوا: تجبنوا.
ورجل فشل أي ضعيف جبان.
والجمع أفشال.
وفشل بالكسر فشلا: إذا جبن.
والفشيلة: رأس الذكر قاله
الجوهري.
ف س و
في الحديث: (أفشوا السلام) (1)
بقطع همزة مفتوحة، أي أظهروه وأنشروه
بين الناس، من قولهم (فشا خبره)
أي ظهر وانتشر بين الناس، أو من
تفشأ الشئ بالهمزة تفشوءا إذا انتشر.
ومنه (إن رأى حسنة دفنها) أي
أخفاها (وإن رأى سيئة أفشاها) أي
أظهرها بين الناس ليعيب فيها.
ف ص ح
في الحديث (التكبير جزم في الأذان
مع الافصاح بالهاء والألف) (2) أي إظهارهما
والمراد بالألف الألف الثانية من لفظ
الجلالة، وهي الساقطة خطا وهاؤها وكذا
الألف في الصلاة - قاله في الذكرى.
وفيه (من ذكر الله في الأسواق
غفر له بعدد ما فيها من فصيح وأعجم)
وأراد بالفصيح من يتكلم وبالأعجم ما لا
يتكلم.

(1) الكافي ج 2 ص 644.
(2) من لا يحضر ج 1 ص 184.
403

وفصح النصارى: مثل الفطر وزنا
ومعنى، وهو الذي يأكلون فيه اللحم
بعد الصيام، والجمع (فصوح) بالضم،
وصومهم ثمانية وأربعون يوما ويوم الأحد
الكائن بعد ذلك هو العيد، ولصومهم ضابط
يعرفون به أوله فإذا عرف أوله عرف
الفصح، وقد نظم ذلك في بيتين من الشعر
إذا ما انقضى ست وعشرون ليلة
بشهر شباطى هلال به يرى
فخذ يوم الاثنين الذي هو بعده
يكن مبتدأ صوم النصارى مقررا
وأفصح الرجل مراده: أظهره.
وأفصح الأعجمي: تكلم بالعربية
ولم يلحن.
ف ص د
(الفصد) بالفتح فالسكون: قطع
العرق، يقال فصد فصدا من باب ضرب،
والاسم الفصاد.
و (المفصد) بكسر الميم: ما يفصد به.
و (تفصد عرقا) بالتشديد: أي سال
عرقه، تشبيها في كثرته بالفصاد.
ف ص ص
في الحديث (الفص يتخذ من أحجار
زمزم) (1) فص الخاتم بالفتح واحد
الفصوص كفلس وفلوس. قال الجوهري:
والعامة تكسر الفاء، ولعل المراد به هنا
الحصاة المخرجة لتنظيف زمزم كالقمامة.
والفصفصة بكسر الفائين: الرطبة
قبل أن تجف، فإذا جفت زالت عنها اسم
الفصفصة وسميت ألقت، والجمع فصافص.
ف ص ل
قوله تعالى * (فلما فصل طالوت
بالجنود) * [2 / 249] أي لقتال العمالقة
يقال فصل عن موضع كذا: إذا
انفصل عنه وجاوزه.
قوله * (ولما فصلت العير) * [12 / 94]
أي خرجت من مصر ومن عمرانها.
قوله * (ثم فصلت) * [11 / 1] أي
جعلت فصولا آية آية وسورة سورة، أو
فرقت في التنزيل فلم تنزل جملة واحدة
قوله * (إن يوم الفصل كان ميقاتا) *
[78 / 17] قد مر في (وقت).
قوله * (وآتيناه الحكمة وفصل

(1) مكارم الاخلاق ص 98.
404

الخطاب) * [38 / 20] قيل هو اما بعد
وقيل البينة على الطالب واليمين على
المطلوب.
وقيل الفهم في الحكومات والفصل في
الخصومات.
قوله * (إنه لقول فصل) * [86 / 13]
قال الشيخ أبو علي: هذا جواب القسم
يعني إن القرآن يفصل بين الحق والباطل
بالبيان عن كل واحد منهما وروي ذلك
عن الصادق عليه السلام.
وقيل معناه إن الوعد بالبعث والاحياء
بعد الموت.
قوله * (قول فصل) * [86 / 13]
أي مقطوع به لا خلاف ولا فيه * (وما
هو بالهزل) * [86 / 14] أي هو الجد
وليس باللعب.
قوله * (وقد فصل لكم ما حرم عليكم
إلا ما اضطررتم) * [6 / 119].
قال المفسر: معناه إلا ما خفتم على
نفوسكم الهلاك من الجوع.
واختلف في مقدار ما يسوغ تناوله
حينئذ فقال قوم: يحوز أن يشبع منها
ويحمل معه حتى يجد ما يأكل.
قوله * (وفصاله في عامين) * [31 / 14]
أي فطامه - كذا عن الصادق عليه السلام
قوله * (فإن أرادا فصالا عن تراض
منهما) * [2 / 233].
قوله * (وفصيلته التي تؤويه) *
[70 / 13] هي عشيرته ورهطه الأدنون
والفصل واحد الفصول.
وفصول السنة أربعة:
الأول الربيع وهو عند الناس الخريف
سمته العرب ربيعا لان أول المطر يكون
فيه وبه ينبت الربيع وسماه الناس خريفا
لان الثمار تخرف فيه أي تقطع ودخوله
عند حلول الشمس رأس الميزان.
والثاني الشتاء ودخوله عند حلول
الشمس رأس الجدي.
والثالث الصيف ودخوله عند حلول
الشمس رأس الحمل.
والرابع القيظ وهو عند الناس الصيف
ودخوله عند حلول الشمس رأس السرطان
وفصلته فانفصل أي قطعته فانقطع.
وفاصلت شريكي أي لم يبق لي معه
علاقة.
وفي الحديث (فصلت بالمفصل) قيل
405

سمى به لكثرة ما يقع فيه من فصول
التسمية بين السور.
وقيل لقصر سوره.
واختلف في أوله فقيل من سورة محمد
صلى الله عليه وآله.
وقيل من سورة ق.
وقيل من سورة الفتح.
وعن النووي مفصل القرآن من محمد
صلى الله عليه وآله، وقصاره من الضحى
إلى آخره، ومطولاته إلى عم، ومتوسطاته
إلى الضحى.
وفي الخبر المفصل ثمان وستون سورة
والمفصل بفتح الميم وكسر الصاد
أحد مفاصل الأعضاء.
والفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن.
أمه.
والجمع فصال وفصلات.
والتفصيل: التبيين.
ف ص م
قوله تعالى: * (لا انفصام لها) *
[2 / 256] أي لا انقطاع لها، أخذا
من الفصم وهو الانصداع ولا يبين، يقال
فصمته فصما من باب ضرب: كسرته
من غير إبانة.
ف ص ى
يقال: تفصيت من الديون: إذا
أخرجت منها وتخلصت.
وتفصى الانسان: إذا تخلص من المضيق
والبلية، والاسم (الفصية) بالتسكين.
وفصيت الشئ عن الشئ فصيا من
باب رمى: أزلته.
ف ض ح
الفضيحة: العيب، والجمع فضائح
وفضحته فضحا من باب نفع:
كشفته، والاسم الفضيحة. والفضوح
أيضا.
وفي الدعاء (لا تفضحنا بين خلقك)
أي استر عيوبنا ولا تكشفها، ويجوز أن
يكون المعني اعصمنا حتى لا نعصي فنستحق
الكشف.
والأفضح: الأبيض وليس بالتشديد
البياض.
وفي الحديث (صف لي بغلة فضحاء؟
قلت: وما الفضحاء؟ قال: دهماء بيضاء
406

البطن بيضاء الأفحاج بيضاء الجحفلة) (1)
وفضحت النساء: إذا حكيت عنهن
ما يدل على كثرة شهوتهن.
ف ض خ
(مسجد الفضيخ) هو مسجد من
مساجد المدينة. روي أن فيه ردت الشمس
لأمير المؤمنين عليه السلام. قال الراوي:
قلت لم سمي الفضيخ؟ قال: النخل يسمى
فضيخا فلذلك يسمى الفضيخ.
والفضيخ: عصير العنب وشراب يتخذ
من البسر وحده من غير أن تمسه النار.
والفضخ: كسر الشئ الأجوف، مصدر
من باب نفع ومنه (فضخت رأسه بالحجارة).
ف ض ض
قوله تعالى: * (وإذا رأوا تجارة أو
لهوا انفضوا إليها) * [62 / 11] هو من
فضضت القوم فانفضوا: أي فرقتهم فتفرقوا،
والمعنى تفرقوا إليها.
وفي الحديث عن جابر (قال: أقبل
عير ونحن نصلي مع رسول الله صلى الله
عليه وآله الجمعة، فانفض الناس إليها فما
بقي غير اثنى عشر رجلا أنا منهم).
واصل الفض الكسر، يقال فضضت
الختم فضا من باب قتل كسرته.
وفضضت البكارة: أزلتها على التشبيه
بالختم.
وفض فاه: أي نثر أسنان فيه.
ولجام مفضض: أي مرصع بالفضة.
و (الفضة) معروفة.
ف ض ل
قوله تعالى * (فضل الله المجاهدين على
القاعدين درجة) * [4 / 94] الآية. قال
الزمخشري.
فإن قلت: قد ذكر الله تعالى مفضلين
درجة ومفضلين درجات فمن هم.
قلت: أما المفضلون درجة واحدة فهم
الذين فضلوا على القاعدين الأضراء.
وأما المفضلون درجات فالذين فضلوا
على القاعدين الذين أذن لهم في التخلف
اكتفاء بغيرهم لان الغزو فرض كفاية
ونصب درجة لوقوعها موقع المرة من
التفضيل كأنه قيل فضلهم تفضيلا.
قوله * (ويؤت كل ذي فضل فضلة) *

(1) الكافي ج 6 ص 538.
407

[11 / 3] أي كل شئ قدم بينه أو لسان
أو جارحة أعطاه الله فضل ذلك.
وقال المفسر: أي يعطى في الآخرة
كل ذي فضل فضله في العمل وزيادة فيه
جزاء فضله لا يبخس أو فضله في الثواب
والدرجات.
وقيل أي من كان ذا فضل في دينه
فضله الله في الدنيا بالمنزلة، وفي
الآخرة بالثواب.
قوله * (ولا تنسوا الفضل بينكم) *
[2 / 237] أي التفضل يعني أن يتفضل
بعضكم على بعض ولا تستقصوا.
قوله * (والله يعدكم منه مغفرة
وفضلا) * [2 / 268] أي خلفا أفضل
مما أنفقتم في الدنيا.
قوله * (وفضلتكم على العالمين) *
[2 / 47] أي عالمي دهركم هذا، لا على
سائر العالمين.
ومثله * (واصطفاك على نساء العالمين) *
[3 / 42] أي عالمي دهرها وزمانها.
قوله * (وليس عليكم جناح أن تبتغوا
فضلا من ربكم) * [2 / 98] أي عطاء
وفضلا رزقا منه يريد التجارة.
وفي الحديث (العقلاء تركوا فضول
الدنيا) أي مباحاتها (فكيف بالذنوب).
وفي حديث المسافر (إن خرج
لطلب الفضول فلا ولا كرامة) أي إن
خرج لاتباع الهوى كاللهو والبطر وما
لا ينبغي السعي له فلا يقصر ولا كرامة
له في التقصير.
وذات الفضول: درع رسول الله
صلى الله عليه وآله كما جاءت به الرواية
لها ثلاث حلقات من فضة واحدة من بين
يديها وحلقتان من خلف.
قيل سميت بذلك لفضلة كانت فيه
وسعة.
والفضل: الزيادة.
ومنه قوله عليه السلام (عودوا بالفضل
على من حرمكم والزيادة في الاجر).
ومنه (الفضل في الحج كذا).
وقولهم فلان لا يملك درهما فضلا
عن دينار.
وقال في المصباح: معناه لا يملك درهما
ولا دينارا وإن عدم ملكه للدينار أولى
بالانتفاء فكأنه قال لا يملك درهما فكيف
يملك دينارا.
408

وانتصابه على المصدر.
ثم قال: وقال قطب الدين الشيرازي
في شرح المفتاح: إعلم أن (فضلا)
يستعمل في موضع يستبعد فيه الأدنى
ويراد به استحالة ما فوقه. ولهذا يقع
بين كلامين متغايري المعنى.
وأكثر استعماله أن يجئ بعد نفي
- انتهى.
ومن هذا الباب حديث شهاب بن عبد
ربه حين أمر بالزكاة (إن الصبيان فضلا
عن الرجال ليعلمون أني أزكي).
والفضيلة: خلاف النقيصة وهي الدرجة
الرفيعة كالفضل.
والافضال الاحسان المتعدي إلى الغير
وفضله على الغير بالتضعيف: حكم
له بذلك.
وفضل الماء: ما بقي بعد سقي الأرض.
وفضل الشراب: بقيته.
ومنه الحديث (البول يخرج من
فضل الشراب الذي يشربه الانسان) أي
بقيته وما زاد عليه.
ومثله (الغائط يخرج من فضل
الطعام).
وفضل الإزار: ما يجر منه على
الأرض.
والفضل والفضالة بالضم: ما فضل من
شئ.
وفضل فضلا من باب قتل: بقي.
وفي لغة من باب تعب.
وفضل يفضل بالضم من باب التداخل
ومنه الحديث (يتوضأ الرجل بفضل
الحائض) أي بقية ما يفضل من استعمالها
والفضل بن شاذان ثقة من رواة
الحديث.
والمفضل بن عمر من رواة الحديث
أيضا.
وقد ضعفه البعض.
وفي إرشاد المفيد هو من شيوخ
أصحاب أبي عبد الله عليه السلام وخاصته
وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين.
ف ض و
قوله تعالى: * (أفضى بعضكم إلى بعض) *
[4 / 21] اي انتهى إليه فلم يكن بينهما
حاجز عن الجماع، يقال: (أفضى الرجل
إلى جاريته) جامعها، و (أفضى إلى
409

الأخرى) صار إليها. قال بعضهم:
(الافضاء) أن يخلو الرجل بالمرأة جامعها
أو لم يجامعها. وعن الشيخ أبي علي:
(الافضاء إلى الشئ) الوصول إليه
بالملامسة، وأصله من الفضاء وهو السعة.
وفى الحديث: (ثم خرجوا إلى الفضاء)
وهو موضع بالمدينة.
والفضاء: الخالي الفارغ الواسع من
الأرض.
وقد فضا المكان فضوا من باب قعد:
اتسع.
وأفضى بيديه إلى الأرض: إذا مسها
بباطن راحته في السجود، عدى بالباء
لأنه لازم.
وفي الحديث: * (الميت يغسل في
الفضاء)؟ يعني من غير ستر بينه وبين
السماء، قال: (لا بأس وإن يستر بستر
فهو أحب إلي) (1).
والمفضاة من النساء: التي مسلكها واحد
يعني مسلك البول والغائط.
ف ط ح
الأفطح هو عبد الله بن جعفر
الصادق عليه السلام، هو أفطح الرأس،
وقيل أفطح الرجلين - أي عريضهما -.
و (رأس مفطح) بالتشديد أي عريض.
ورجل أفطح: بين الفتح أي عريض
الرأس.
وفطحه فطحا: جعله عريضا.
والتفطح مثله.
و (الفطحية) هم القائلون بالإمامة
إلى جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ومن
بعده ابنه عبد الله الأفطح، وقد نسبوا إلى
رئيس لهم من أهل الكوفة يقال له عبد
الله بن أفطح، والذين قالوا بامامة علي
ما نقل عامة مشايخ العصابة وفقهائنا.
ف ط ر
قوله تعالى: * (فاطر السماوات) *
[6 / 14] أي خالقها ومبتدعها ومخترعها،
من فطره يفطره بالضم فطرا: أي خلقه.
وعن ابن عباس كنت لا أدري
ما فاطر السماوات حتى أتاني أعرابيان
يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا

(1) التهذيب ج 1 ص 431.
410

فطرتها أي ابتدأت حفرها (1)
قوله: * (السماء منفطر به) *
[73 / 18] أي مثقلة بيوم القيامة اثقالا
يؤدى إلى إنفطارها.
وانفطرت السماء: انشقت. والفطور:
الصدوع والشقوق.
و * (يتفطرن) * [19 / 90] يتشققن
قوله: * (فطرة الله التي فطر الناس
عليها) * [6 / 14] يقال فطر الله الخلق
من باب قتل، أي خلقهم، والاسم الفطرة
بالكسر.
وفي الحديث المشهور بين الفريقين
(كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون
أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه) (2).
والفطرة بالكسر: الخلقة، وهي من
الفطر كالخلقة من الخلق في أنها للحالة
ثم انها جعلت للخلقة القابلة لدين الحق
على الخصوص، والمعنى كل مولود يولد
على معرفة الله تعالى والاقرار به فلا تجد
أحدا إلا وهو يقر بأن له صانعا وإن سماه
بغير اسمه أو عبد معه غيره، فلو ترك عليها
لاستمر على لزومها وإنما يعدل عنها لآفة
من التضليل كالتهويد والتنصر والتمجيس.
وقوله (حتى يهودانه) أي ينقلانه إلى
دينهم.
وقال بعض المتبحرين: ويشكل هذا
التفسير أن حمل اللفظ على حقيقته فقط،
لأنه يلزم منه أن لا يتوارث المشركون
مع أولادهم الصغار قبل أن يهودوهم
وينصروهم ويمجسوهم، واللازم باطل
بل الوجه حمله على الحقيقة والمجاز معا،
أما حمله على المجاز فعلى ما قبل البلوغ،
وذلك أن إقامة الأبوين على دينهما سبب
جعل الولد تابعا لهما، فلما كانت الإقامة
سببا جعل تهويدا وتنصرا وتمجيسا مجازا،
ثم أسند إلى الأبوين توبيخا لهما وتقبيحا
عليهما، فكأنه قال: وإنما أبواه بإقامتهما
على الشرك يجعلانه مشركا كأنفسهم،
ويفهم من هذا أنه لو أقام أحدهما على
الشرك وأسلم الآخر لا يكون مشركا
بل مسلما. وأما حمله على الحقيقة فعلى
ما بعد البلوغ لوجود الكفر من الأولاد.

(1) مجمع البيان ج 2 ص 279.
(2) سفينة البحار ج 2 ص 373.
411

وفي كتاب التوحيد للشيخ الصدوق
محمد بن بابويه عن أبيه عن سعد بن عبد الله
عن إبراهيم بن هاشم ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا عن
ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن
أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن
قول الله * (حنفاء لله غير مشركين به) *
وعن الحنيفية؟ فقال: هي الفطرة التي
فطر الله الناس عليها لا تبديل لخلق الله
قال: فطرهم الله على المعرفة (1).
قال زرارة: وسألته عن قول الله
تعالى: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم
من ظهورهم) * الآية. قال: أخرج من
ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة، فخرجوا
كالذر فعرفهم وأراهم صنعه، ولولا ذلك
لم يعرف أحد ربه. وقال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله (كل مولود يولد
على الفطرة) يعني على المعرفة بأن الله
تعالى خالقه، فذلك قوله: * (ولئن
سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن
الله) * (2).
وفي الحديث (إن الله خلق الناس
كلهم على الفطرة التي فطرهم عليها
لا يعرفون إيمانا بشريعة ولا كفرا
بجحود، ثم بعث الله الرسل تدعو العباد
إلى الايمان).
وفيه (أفضل ما يتوسل به المتوسلون
كلمة الاخلاص فإنها الفطرة، وإقام الصلاة
فإنها الملة). قيل أشار بالأولى إلى
الاقرار بلا إله إلا الله فإنها كانت يوم
الميثاق، وبالثانية إلى أنها كانت في دين
الأنبياء السابقين عليهم السلام ومللهم.
وفي الخبر (عشرة من الفطرة) وفسر
كثير من العلماء الفطرة هنا بالسنة، أي
عشرة أشياء من سنن الأنبياء التي أمرنا
بالاقتداء بهم فيها، فكأنها أمر جبلي
فطروا عليه، والمعنى أنها من سنة إبراهيم
عليه السلام. ولو فسرت الفطرة هنا
بالدين لكان أوجه لأنها مفسرة في كتاب
الله كذلك، قال الله تعالى: * (فطرة
الله التي فطر الناس عليها) * أو يكون
المراد بالفطرة ما كان إبراهيم عليه السلام
يتدين به على ما فطر الله عليه، ويكون
معنى الحديث عشرة من توابع الدين

(1) البرهان ج 3 ص 90.
(2) البرهان ج 2 ص 47.
412

ولواحقه والمعدودات من جملته.
وروى ابن بابويه في معاني الاخبار
أنه سئل ابن عباس عن الصائم هل يجوز
له أن يحتجم في شهر رمضان؟ قال:
نعم ما لم يخش ضعفا على نفسه. قلت:
فهل تنقض الحجامة صومه؟ قال: لا.
قلت: فما معنى قول النبي صلى الله عليه
وآله حين رأى من يحتجم في شهر رمضان
(أفطر الحاجم والمحجوم)؟ فقال: إنما
أفطرا لأنهما تسابا وكذبا في سبهما على
رسول الله صلى الله عليه وآله لا للحجامة.
ثم قال ابن بابويه: وللحديث معنى
آخر، وهو أنه من احتجم فقد عرض
نفسه للاحتياج إلى الافطار لضعف لا يؤمن
أن يعرض له فيحوجه إلى ذلك. ثم قال:
سمعت بعض المشائخ بنيسابور يذكر في
معنى قول الصادق عليه السلام (أفطر
الحاجم والمحجوم) أي دخلا بذلك في
فطرتي وسنتي، لان الحجامة مما أمر به
عليه السلام فاستعمله انتهى (1).
وهذا أقرب المعاني إلى حقيقة اللفظ
وفي حديث أهل البيت عليهم السلام
(نحن نحت الشوارب ونعفي اللحى وهي
الفطرة) أي الدين والسنة.
ومثله (قص الأظفار من الفطرة).
ومثله (إن الله أعطى محمدا صلى الله
عليه وآله الفطرة الحنيفية السهلة لا رهبانية
ولا سياحة).
وفي الحديث تكرر الذكر في زكاة
الفطرة، والفطرة تطلق على الخلقة وعلى
الاسلام، والمراد منها على الأول زكاة
الأبدان وعلى الثاني زكاة الدين.
وقولهم (تجب الفطرة) على حذف
مضاف، والأصل تجب زكاة الفطرة،
فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه
واستغني به في الاستعمال لظهور المراد.
وتفطرت قدماه: أي تشققت وانفطرت
بمعنى تفطرت.
ف ط س
الفطس بالتحريك: تطامن قصبة
الانف وانتشارها. والرجل أفطس والمرأة
فطساء.
و (الحسن الأفطس) هو الحسن بن
علي بن الحسين عليه السلام، كأنه ولد

(1) معاني الاخبار ص 319.
413

أفطس الانف.
والأفطس لقب عبد الله بن جعفر
الصادق عليه السلام أخو موسى عليه السلام.
ف ط م
الفطيم ككريم هو الذي انتهت مدة
رضاعه. وفطم عن الديس (1) يقال فطمت
الرضيع من باب ضرب: فصلته عن الرضاع
ويجمع الفطيم على فطم بضمتين.
قال بعض العارفين: وجمع فعيل في
الصفات على فعل قليل في العربية.
وفاطمة: بنت رسول الله صلى الله
عليه وآله. روي (أنها سميت فاطمة لأنها
فطمت شيعتها من النار) وفطم أعداؤها
عن حبها.
ولدت بعد المبعث بخمس سنين،
وتوفيت ولها ثمان عشرة سنة وخمسة
وسبعون يوما، وعاشت بعد أبيها خمسة
وسبعين يوما، لا ترى كاشرة ولا ضاحكة.
وعن الرضا عليه السلام (دفنت فاطمة
في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد
صارت في المسجد).
والفاطمي: الذي ينتسب إلى فاطمة
بالولادة. والعلوي: الذي ينتسب إلى
علي عليه السلام، وكذلك الحسني والحسيني
ونحو ذلك.
وفاطمة بنت أسد بن هاشم: أم أمير
المؤمنين عليه السلام قيل سميت بذلك
لان الله تعالى فطمها بالعلم، ومن الطمث
كانت أول امرأة هاجرت مع رسول الله
صلى الله عليه وآله من مكة إلى المدينة
على قدميها، وكانت من أبر الناس برسول
الله صلى الله عليه وآله.
روي (أنها لما ماتت ألبسها رسول الله
صلى الله عليه وآله قميصه واضطجع في
قبرها، فقالوا يا رسول الله ما رأيناك
صنعت ما صنعت بهذه؟ فقال: إنه لم
يكن أحد بعد أبي طالب أبربي منها،
وإنما ألبستها قميصي لتكتسي من حلل
الجنة، واضطجعت معها ليهون عليها).
وفي الحديث (قد ولد محمد بن الحنفية
ثلاث فواطم) أراد فاطمة بنت عمران بن
عائذ، وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت
زائد بن الأصم.

(1) الديس: الثدي. قال صاحب القاموس: الكلمة عراقية وليست بعربية.
414

ف ط ن
فطن للامر يفطن من باب تعب وقتل
فطنا وفطنة وفطانة بالكسر في الكل،
فهو فطن، والجمع فطن بضمتين.
وفطن بالضم إذا صارت الفطنة سجية
له فهو فطن أيضا.
والفطن كالفهم.
ف ظ ظ
قوله تعالى: * (ولو كنت فظا غليظ
القلب) * [3 / 159] هما بمعنى السئ
الخلق القاسي القلب.
وفظ يفظ من باب تعب فظاظة:
إذا غلظ.
ف ظ ع
فظع الامر ككرم فظاعة فهو فظيع:
أي شديد شنيع جاوز المقدار في ذلك
كأفظع.
وأفظعه واستفظعه: وجده فظيعا.
ف ع ل
قوله تعالى * (وأوحينا إليهم فعل
الخيرات) * [21 / 73] الفعل بالكسر:
الاسم من فعل يفعل.
والجمع الفعال مثل قدح وقداح.
قال الجوهري: وقرأ بعضهم فعل
الخيرات بالفتح مصدر فعل يفعل.
قوله * (أأنت فعلت هذا بآلهتنا
يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا) *
[21 / 62] قال عليه السلام ما فعل
كبيرهم وما كذب إبراهيم، قلت وكيف
ذلك؟ قال: إنما قال إبراهيم * (فاسألوهم إن
كانوا ينطقون) * أي إن نطقوا فكبيرهم
فعل وإن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم
شيئا، فما نطقوا وما كذب إبراهيم.
وفيه دلالة على حجية مفهوم الشرط
كما لا يخفى.
قوله * (ألم تر كيف فعل ربك
بأصحاب الفيل) * [105 / 1] قيل نزلت
الآية في الحبشة حين جاؤوا بالفيل ليهدموا
به الكعبة.
فلما أدنوه من باب المسجد قال له
عبد المطلب: أتدري أين يؤمر بك فقال
برأسه لا. قال أتوا بك لتهدم الكعبة
أتفعل ذلك. فقال برأسه لا.
فجهدت الحبشة ليدخلوه المسجد
فأبى فحملوا عليه فقطعوه.
415

فأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم
بحجارة من سجيل) * [105 / 3] قال
كان مع كل طير ثلاثة أحجار: حجر في
منقاره وحجرين في رجلين.
وكانت ترفرف على رؤسهم وترمي
أدمغتهم فيدخل الحجر في دماغ الرجل
منهم ويخرج من دبره.
والفعل عبارة عن تأثير الفاعل ما دام
مؤثرا.
والانفعال: عبارة عن تأثر الشئ
ما دام متأثرا.
وهما ليسا بقارين.
وفعلت الشئ فانفعل.
وكانت منه فعلة حسنة أو قبيحة.
والفعالة بالضم موضوعة لمقدار ما يفضل
من شئ، سواء كان من شأنه أن يرمى
به كالقلامة والنجارة أو يتمسك به
كالخلاصة كذا عن بعض المحققين.
ف ع م
الفعم: الممتلئ، وقد فعم بالضم فعامة
وفعومة، وأفعم المسك البيت: ملاه
بريحه.
وأفعمت الاناء: ملأته.
ف ع ى
في الخبر: (لا بأس للمحرم بقتل
الأفعو) يريد الأفعى فقلبت الألف واوا
في الوقف.
و (الأفعى) قيل: هي حية رقشاء
رقيقة العنق عريضة الرأس لا تزال مستديرة
على نفسها لا ينفع منها ترياق ولا رقية،
و (هذه أفعى) بالتنوين لأنه اسم وليس
بصفة، ومثله أروى وأرطى، وألفها في
الوقف مقلوبة عن الواو، ومنهم من
يقلبها ياء، والذكر (أفعوان) بضم
الهمزة والعين، والجمع (الأفاعي).
وتفعى الرجل: صار كالأفعى في الشر
ف غ ر
في الحديث (إني لأبغض الرجل
فاغرا فاه إلى ربه يقول: يا رب ارزقني)
الحديث. أي فاتحا فاه، من قولهم
فغرفاه كمنع ونصر: فتحه.
والفغر: الفتح، ومنه حديث موسى
416

عليه السلام (فإذا هي حية عظيمة فاغرة
فاها).
ف ق أ
في الحديث: (لو أن رجلا اطلع في
بيت قوم ففقأوا عينة لم يكن عليهم
شئ) (1) أي شقوها.
و (الفق ء) بالهمزة: الشق، يقال:
فقأت عينه أفقاؤها أي شققتها، ومنه
الدعاء: (إفقأ عني عيون الكفرة الفجرة)
أي شقها وأعمها عن النظر إلي.
وفى الحديث: (كأنما الرمان تفقأ في
وجهه) يريد شدة الحمرة.
وتفقأت السحابة عن مائها أي انفقأت
وانشقت.
ف ق ح
(الفقحة) بالفتح: حلقة الدبر،
والجمع الفقاح.
و (الفقاح) كرمان: نور الأذخر.
وتفقحت الوردة: تفتحت.
وحلة فقاحية: على لون الورد حين
هم ان يتفتح.
ف ق د
قوله تعالى: * (نفقد صواع الملك) *
[12 / 72] هو من قولهم فقدت الشئ
فقدا من باب ضرب وفقدانا: عدمه،
فهو مفقود. ومثله (إفتقدته).
وفي الحديث (من يتفقد يفقد) أي
من يتعرف أحوال الناس ويتعرفها فإنه
لا يجد ما يرضيه، لان الخير في الناس
قليل.
وتفقدت الشئ: طلبته عند غيبته.
والفاقد: المرأة التي تفقد ولدها
أو زوجها.
ف ق ر
قوله تعالى: * (تظن أن يفعل بها
فاقرة) * [75 / 25] الفاقرة: هي الداهية
يقال فقرته الفاقرة، أي كسرت فقار
ظهره.
قوله: * (إنما الصدقات للفقراء
والمساكين) * [9 / 60] الآية. الفقراء
جمع فقير، والفقير عند العرب المحتاج،
قال الله تعالى * (الله الغني وأنتم الفقراء
إلى الله) * والمساكين من جهة الذلة، فإن

(1) ذكر الحديث في الكافي ج 7 ص 291 باختلاف يسير.
417

كان من جهة الفقر فهو فقير مسكين وحلت
له الصدقة، وإن كانت لغير الفقر فلا تحل
له، وسائغ في اللغة ضرب فلان المسكين
وهو من أهل الثروة واليسار.
وعن ابن السكيت الفقير الذي له
بلغة من العيش، والمسكين الذي لا شئ له.
وقال الأصمعي أحسن حالا من الفقير،
وقال يونس بالعكس من ذلك. قال
قلت لاعرابي: أفقير أنت؟ قال: لا والله
بل مسكين. وقال ابن الأعرابي: الفقير
الذي لا شئ له والمسكين مثله.
وقال بعض المحققين: الفقير والمسكين
متحدان في الاشتراك بوصف عدمي هو
عدم وفاء الكسب والمال بمؤنته ومؤنة
العيال، إنما الخلاف في أن أيهما أسوأ
حالا. فقال الفراء وتغلب وابن السكيت
هو المسكين، وبه قال أبو حنيفة، ووافقهم
من علماء الشيعة الإمامية ابن الجنيد
وسلار والشيخ الطوسي في النهاية لقوله
تعالى: * (أو مسكينا ذا متربة) * وهو
المطروح على التراب لشدة الاحتياج،
ولان الشاعر قد أثبت للفقير مالا في
قوله:
أنا الفقير الذي كانت حلوبته
وفق العيال فلم يترك له سبد
وقال الأصمعي: الفقير أسوأ حالا،
وبه قال الشافعي ووافقه من الامامية
المحقق ابن إدريس الحلي والشيخ أبو جعفر
الطوسي في المبسوط والخلاف، لان الله
بدأ به في آية الزكاة، وهو يدل على
الاهتمام بشأنه في الحاجة واستعاذة النبي
صلى الله عليه وآله من الفقر مع قوله
(اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا
واحشرني مع المساكين) (1) لان الفقير
مأخوذ من كسر الفقار من شدة الحاجة
وإثبات الشاعر المال للفقير لا يوجب
كونه أحسن حالا من المسكين، فقد
أثبت تعالى للمسكين مالا في آية السفينة.
ثم قال: والحق أن المسكين أسوأ حالا
من الفقير، لا لما ذكر بل لما روي في
الصحيح عن عبد الله بن مسكان عن أبي
بصير قال: قلت لابي عبد الله قول الله
تعالى: * (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) *
قال: (الفقير الذي لا يسأل الناس،

(1) سفينة البحار ج 2 ص 378.
418

والمسكين أجهد منه، والبائس أجهدهم) (1)
- انتهى. وهو جيد.
والفقراء في حديث الزكاة فسرهم
العالم عليه السلام بالذين لا يسألون
الناس إلحافا.
وفي بعض بعض أحاديث الباب (الفقراء
هم أهل الزمانة والحاجة، والمساكين
أهل الحاجة من غير زمانة).
وفي الدعاء (نعوذ بك من الفقر والقلة)
قيل الفقر المستعاذ منه إنما هو فقر النفس
الذي يفضي بصاحبه إلى كفران نعم الله
ونسيان ذكره ويدعوه إلى سد الخلة بما
يتدنس به عرضه ويثلم به دينه، والقلة
تحمل على قلة الصبر أو قلة العدد.
وفي الخبر انه صلى الله عليه وآله
تعوذ من الفقر، وانه قال (الفقر فخري) (2)
وبه افتخر على سائر الأنبياء. وقد
جمع بين القولين بأن الفقر الذي تعوذ منه
الفقر إلى الناس والذي دون الكفاف،
والذي افتخر به صلى الله عليه وآله هو
الفقر إلى الله تعالى. وإنما كان هدا فخرا
له على سائر الأنبياء مع مشاركتهم له
فيه لان توحيده واتصاله بالحضرة الإلهية
وانقطاعه إليه كان في الدرجة التي لم يكن
لاحد مثلها في العلو، ففقره إليه كان أتم
وأكمل من فقر سائر الأنبياء.
وفقارة الظهر بالفتح: الخرز الذي
يضم النخاع الذي يسمى خرز الظهر،
والجمع فقار بحذف الهاء مثله سحابة
وسحاب. والفقرة لغة في الفقار، وجمعها
فقر وفقرات كسدرة وسدر وسدرات.
ومنه قيل لآخر بيت من القصيدة
والخطبة (فقرة) تشبيها بفقرة الظهر.
و (ذو الفقار) بفتح الفاء وكسرها
عند العامة: اسم سيف كان لرسول الله صلى
الله عليه وآله ونزل به جبرئيل عليه
السلام من السماء، وكانت حلقته فضة
- كذا في حديث الرضا عليه السلام.
قال (وهو عندي) (3) قيل سمي بذلك
لأنه كانت فيه حفر صغار حسان وخروز
مطمئنة.
والمفقر من السيوف: ما فيه خروز

(1) الحديث في البرهان ج 2 ص 135.
(2 - 3) سفينة البحار ج 2 ص 378.
419

مطمئنة، وقيل كان هذا السيف لمنبت بن
الحجاج السهمي كان مع ابنه العاص يوم
بدر، فقتله أمير المؤمنين عليه السلام
وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله عليا
عليه السلام بعد ذلك فقاتل به دونه يوم
أحد، وقيل كان من حديدة وجدت
عند الكعبة في زمن جرهم أو غيرهم.
وروي أن بلقيس أهدت لسليمان
ستة أسياف وكان ذو الفقار منها.
وروي عن علي عليه السلام قال: إن
جبرئيل أتى النبي صلى الله عليه وآله
وقال له: إن صنما في اليمن مغفر من
حديد إبعث إليه فادفقه وخذ الحديد.
قال: فدعاني فبعثني إليه، فدفقت الصنم
وأخذت الحديد فجئت به إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله، فاستضرب منه سيفين
فسمى أحدهما ذا الفقار والآخر مخذم،
فتقلد رسول الله صلى الله عليه وآله
ذا الفقار وأعطاني مخذما ثم أعطاني بعد
ذا الفقار.
وفي الحديث (من القواصم الفواقر
التي تقصم الظهر جار السوء) الفواقر:
الدواهي، واحدتها فاقرة كأنها تحطم
فقار الظهر كما يقال قاصمة الظهر.
ف ق س
فقس الطائر بيضته فقسا: أفسدها.
ف ق ط
هي من أسماء المعاني بمعنى انته،
وكثيرا ما تصدر بالفاء تنزيلا للفظ منزلة
جزاء شرط محذوف قاله التفتازاني. وقال
الجوهري إذا كانت قط بمعنى حسب وهو
الاكتفاء فهي مفتوحة ساكنة الطاء يقال
رأيته مرة واحدة فقط يعنى فحسب.
ف ق ع
قوله تعالى: * (فاقع لونها) * أي
شديدة الصفرة * (تسر الناظرين) *
[2 / 69].
والفقاع كرمان: شئ يشرب يتخذ
من ماء الشعير فقط، وليس بمسكر ولكن
ورد النهي عنه، قيل سمي فقاعا لما يرتفع
في رأسه من الزبد.
والفقع: ضرب من الكمأة، وهي
البيضاء الرخوة، وكذلك الفقع كقرد.
ف ق م
في الحديث (من حفظ ما بين فقميه
420

ورجليه دخل الجنة) فقماه: لحياه.
والمعنى: من حفظ لسانه وفرجه دخل
الجنة.
وفي الحديث (حرم المدينة من ذباب
إلى فأقم) هو اسم موضع كالعريض والنقيب
من قبل مكة.
ف ق ه
قوله تعالى * (ولكن لا تفقهون
تسبيحهم) * [17 / 44] أي لا تفهمونه
من قولهم فقهت الكلام: إذا فهمته،
ومنه سمي الفقيه فقيها.
يقال فقه الرجل بالكسر يفقه فقها
من باب تعب: إذا علم.
وفقه بالضم مثله، وقيل: الضم إذا
صار الفقه له سجية.
وفلان لا يفقه أي لا يفهم.
ثم خص به (علم الشريعة).
قال بعض الاعلام: الفقه هو التوصل
إلى علم غائب بعلم شاهد، ويسمى العلم
بالاحكام فقها، والفقيه: الذي علم ذلك
واهتدى به إلى استنباط ما خفي عليه
- انتهى.
وقد فقه بالضم فقاهة، وفقهه الله،
وتفقه: إذا تعاطى ذلك.
وفاقهته: إذا باحثته في الفقه.
وفي الحديث (من حفظ على أمتي
أربعين حديثا بعثه الله فقيها عالما) قال
بعض الشارحين: ليس المراد به الفقه
بمعنى الفهم فإنه لا يناسب المقام، ولا
العلم بالأحكام الشرعية عن أدلتها التفصيلية
فإنه مستحدث، بل المراد البصيرة في
أمر الدين، والفقيه أكثر ما يأتي في
الحديث بهذا المعنى، فالفقيه هو صاحب
البصيرة، وإليها أشار صلى الله عليه وآله
بقوله (لا يفقه العبد كل الفقه حتى يمقت
الناس في ذات الله، وحتى يرى للقرآن
وجوها كثيرة، ثم يقبل على نفسه فيكون
لها أشد مقتا).
ثم قال: هذه البصيرة إما موهبية
وهي التي دعا بها النبي صلى الله عليه وآله
لأمير المؤمنين عليه السلام حين أرسله
إلى اليمن حيث قال (اللهم فقهه في الدين)
أو كسبية وهي التي أشار إليها أمير المؤمنين
عليه السلام حيث قال لولده الحسن عليه
السلام (وتفقه يا بني في الدين) - انتهى
كلامه.
421

ولا يخفى أن ما أراده من معنى الفقه
لا يخلو من غموض، ولعل المراد منه
(علم الشريعة) كما نبه عليه الجوهري
فيكون المعنى حينئذ من حفظ على أمتي
أربعين حديثا فيما يحتاجون إليه في أمر
دينهم وإن لم يكن فقيها عالما بعثه الله
يوم القيامة فقيها عالما داخلا في زمرة
العلماء الفقهاء. وثوابه كثوابهم بمجرد
حفظ تلك الأحاديث، وإن لم يتفقه في
معانيها.
وقد تكرر في الحديث (الامر بالتفقه
في دين الله) والمراد به على ما قرره بعض
الشارحين: هو أن سائر الأفعال التي
أوجبها الله تعالى كالوضوء، والغسل،
والصلاة، والصوم، والحج، والزكاة،
والجهاد، والامر بالمعروف، والنهي عن
المنكر يجب على الخلق طلب العلم بها.
وأما الأحكام الشرعية الوضعية كحكم
الشك في عدد الركعات، وحكم من زاد
على سجدة سهوا، وأحكام البيع، والميراث
والديات، والحدود، والقصاص، والاقتضائية
التي هي تحريم بعض الأفعال كحرمة
الغيبة، وشرب الخمر وغير ذلك فإنما
يجب طلب العلم عند الحاجة إليها.
ف ك ر
في الحديث (تفكر ساعة خير من
عبادة ستين سنة) قال فخر الدين الرازي
نقلا عنه في توجيه ذلك: هو أن الفكر
يوصلك إلى الله والعبادة توصلك إلى ثواب
الله، والذي يوصلك إلى الله خير مما يوصلك
إلى غير الله، أو أن الفكر عمل القلب
والطاعة عمل الجوارح فالقلب أشرف من
الجوارح، يؤكد ذلك قوله تعالى * (أقم
الصلاة لذكري) * جعلت الصلاة وسيلة
إلى ذكر القلب، والمقصود أن العلم أشرف
من غيره - انتهى.
والتفكر: التأمل، والفكر بالكسر
اسم منه، وهو لمعنيين: أحدهما القوة
المودعة في مقدمة الدماغ. وثانيهما أثرها
أعني ترتب أمور في الذهن يتوصل بها
إلى مطلوب يكون علما أو ظنا.
وأفكر وتفكر وفكر بمعنى، يقال
فكرت في الامر - من باب ضرب -
وتفكرت فيه، وأفكرت بالألف.
وفي الحديث (من تفكر في ذات الله
تزندق) أي من تأمل في معرفة الذات
422

تزندق، لأنه طلب ما لم يطلبه ولم يصل
إليه نبي ولا وصي ولا ولي، ومن هنا
قال ابن أبي الحديد:
فيك يا أعجوبة الكون غد الفكر كليلا
أنت حيرت ذوي اللب وبلبلت العقولا
كلما قدم فكري فيك شبرا فر ميلا
ناكصا يخبط في عمياء لا تهدي السبيلا
وقولهم ليس في هذا الامر فكر:
أي ليس لي فيه حاجة. قال الجوهري
والفتح أصح من الكسر.
والفكرة: الاسم من الافتكار مثل
العبرة من الاعتبار، والجمع فكر كسدرة
وسدر.
ف ك ك
قوله تعالى * (فك رقبة) * [90 / 13]
أي إعتاق رقبة.
وقيل المراد: الإعانة في ثمنها وهو
مروي عن علي عليه السلام.
وفككت الشئ: خلصته.
وفك الرهن وافتكه بمعنى خلصه.
وفكاك الرهن بالفتح: ما يفتك به.
وبالكسر لغة.
ومنعها الأصمعي والفراء.
وفككت الأسير والعبد من الأسر
والرق.
وفككت العظم: أزلته من مفصله.
وفككت الشئ: أبنت بعضه من
بعض.
والفك بالفتح: اللحي وهما فكان.
والجمع فكوك كفلس وفلوس.
وعن صاحب البارع: الفكان ملتقى
الشدقين من الجانبين.
ف ك ه
قوله تعالى * (فظلتم تفكهون) *
[56 / 65] أي تعجبون، ويقال تندمون
من تفكه: تندم.
قوله تعالى * (ونعمة كانوا فيها
فاكهين) * [44 / 27] أي ناعمين وقرء
* (فكهين) * أي أشرين، ويقال فاكهون
وفكهون بمعنى، أي معجبون بما
أصابكم وتقولون: إنا لمغرمون غرامة
ما أنفقنا أو مهلكون لهلاك رزقنا من
الغرام وهو الهلاك.
ويقال (فاكهون) للذين عندهم
فاكهة كثيرة كما يقال (رجل لابن)
423

و (تامر) أي ذو لبن وتمر كثير.
قوله * (وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا
فاكهين) * [83 / 31] قال الشيخ أبو علي
قرأ أبو جعفر وحفص: فكهين بغير ألف
والباقون: فاكهين والمعنى: إذا رجع
هؤلاء الكفار إلى أهلهم رجعوا معجبين
بما هم فيه يتفكهون بذكرهم.
قوله * (فيها فاكهة ونخل ورمان) *
[55 / 68] الفاكهة: ما يتفكه به الانسان
أي يتنعم بأكله رطبا كان أو يابسا،
كالزبيب والرطب والتين والبطيخ والرمان.
قال بعض اللغويين: وإنما خصه
بالذكر لان العرب تذكر الأشياء مجملة
ثم تختص منها شيئا بالتسمية، تنبيها على
فضل فيه، كقوله تعالى * (وإذ أخذنا
من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم
وموسى وعيسى بن مريم) * [33 / 7].
قال الأزهري - نقلا عنه -: ولم
نعلم أن أحدا من العرب قال النخل والرمان
ليسا من الفاكهة، ومن قال ذلك من
الفقهاء فلجهله بلغة العرب وبتأويل
القرآن.
ف ل ت
من كلام عمر: (كانت بيعة أبي بكر
فلتة وقى الله شرها).
الفلتة: وقوع الامر من غير تدبر
ولا روية.
والفلتة: كل شئ يفعله الانسان
فجأة من غير تدبر ولا روية.
وفي الحديث: (شيعتنا ينطقون
بنور الله، ومن يخالفونهم ينطقون بتفلت)
أي من غير فكر ولا تدبر.
والتفلت والافلات والانفلات:
التخلص، يقال أفلت الطائر وغيره إفلاتا:
تخلص.
وفلت الطائر فلتا من باب ضرب
لغة.
والفلتات: الزلات، جمع (فلته)
وهي الزلة. وفي الحديث: (قل من يفلت من
ضغطة القبر) أي يتخلص منها.
وانفلت: خرج بسرعة.
ف ل ج
في الحديث (لا يوم صاحب الفالج
الأصحاء).
424

وفيه (من أشراط الساعة أن
يفشوا الفالج) الفالج: داء معروف
يحدث في أحد شقي البدن طولا فيبطل
إحساسه وحركته، وربما كان في الشقين
ويحدث بغتة، وفي كتب الطب أنه في
السابع خطر، فإذا جاوز السابع انقضت
حدته، فإذا جاوز الرابع عشر صار مرضا
مزمنا.
وأفلج الله حجته: أي أظهرها.
و (الفالج) بكسر اللام: الغالب
في قماره.
وقد فلج أصحابه: إذا غلبهم،
والاسم (الفلج) بالضم وسكون اللام.
والفلج: الظفر والفوز، مقصور
من الفلاج، يقال فلج فلوجا من باب
قعد: ظفر بما طلب.
وفلج بحجته: أثبتها. وفي الحديث
(أعطى الله المؤمن ثلاث خصال منها الفلج
في الدنيا والآخرة).
وفيه (يا معشر الشيعة خاصموا
بسورة القدر تفلجوا) أي تظفروا وتغلبوا
من خاصمكم.
وفي الدعاء (وأسألك الفلج بالصواب)
أي الفوز والظفر، من فلج الرجل على
خصمه: غلبه.
وضربت فلجتك: أي موضع الفلج،
وهو الشق في الشفة العليا.
و (الفالج) بالكسر: الجمل الضخم
ذو السنامين يحمل من السند للفحلة
سمي بذلك لان سناميه يختلف ميلهما.
ومنه حديث وصف الجامعة أعني
صحيفة فاطمة عليها السلام (هي سبعون
ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج)
يعني لضخامتها (وفلجت المال) من
باب ضرب: قسمته بالفلج بالكسر،
وهو مكيال معروف.
و (الفلج) بالتحريك: تباعد
ما بين الثنايا والرباعيات.
ومنه المتفلجات اللواتي يفعلن
ذلك بأسنانهن رغبة في التحسين. ومنه
(لعن الله المتفلجات للحسن).
ورجل أفلج الأسنان وامرأة فلجاء
الأسنان. وفي وصفه (ص) (كان مفلج
الأسنان) (1) كل ذلك بمعنى انفراجها.

(1) مكارم الاخلاق ص 10.
425

وفلجت الجزية على القوم: إذا
فرضتها عليهم.
والفلوجة: الأرض المصلحة للزرع،
ومنه سمي موضع علي الفرات (فلوجة) (1).
والفلاجون: الزراعون الذين
يفلجون الأرض، أي يشقونها.
والفليجة: شقة من شقق الخباء.
وتفلجت قدمه: تشققت في الكافي
في باب الحلواء في حديث الصادق (ع)
(فأرسل إلينا اصنعوا لنا فالوذجا) (2)
وفي مكارم الاخلاق (إن بعض
الصحابة أتى النبي صلى الله عليه وآله بفالوذج فأكل
منه وقال: مم هذا يا عبد الله؟ فقال:
بأبي أنت وأمي تجعل السمن والعسل ثم
قسوطه حتى ينضج فيأتي كما ترى،
فقال صلى الله عليه وآله إن هذا طعام طيب).
ف ل ح
قوله تعالى: * (قد أفلح المؤمنون) *
[23 / 1] قيل هو كلام يقال لكل من
عقل وحزم وتكاملت فيه خلال الخير قد
أفلح، وأفلح الرجل: فاز وظفر، وفي
الآية دلالة على بشرى فاعلي الصلاة
بالفلاح الذي هو الفوز بأمانيهم والظفر
بمطلوبهم من الخلاص من عذاب الله
والبقاء على دوام رحمته لهم.
و (الفلح) محركة: الفوز والنجاة
والبقاء في الخير، والفلاح مثله، وهو
ضربان دنيوي وأخروي: فالأول الظفر
بما تطيب به الحياة الدنيا، والثاني
ما يفوز به الرجل في دار الآخرة. وقد
قيل إنه أربعة أشياء: بقاء بلا فناء،
وغنى بلا فقر، وعز بلا ذل، وعلم
بلا جهل.
قوله: * (وأولئك هم المفلحون) *
[2 / 5] أي الفائزون بما طلبوا الباقون
في الجنة، من الفلاح وهو البقاء والظفر
وإدراك البغية.
ومنه الدعاء (أقلبني مفلحا منجحا).
ومنه الدعاء (مقاليد الفلاح).
وحي على الفلاح: هلم إلى سبب

(1) في معجم البلدان ج 4 ص 275: والفلوجة الكبرى والفلوجة الصغرى
قريتان كبيرتان من سواد بغداد والكوفة قرب عين التمر.
(2) الكافي ج 6 ص 321.
426

الفوز والبقاء في الجنة وهو الصلاة، أو
هلموا إلى طريق النجاة والفوز.
و (فلحت الأرض) من باب نفع:
شققتها للحرث، والأكار فلاح، والصناعة
فلاحة بالكسر.
والأفلح: مشقوق الشقة السفلى،
ومنه (رجل أفلح) وهو خلاف الأعلم.
ف ل ذ
الفلذة كسدرة: القطعة من الكبد
واللحم والمال، والجمع أفاليذ.
وفلذ كسدر يقال فلذت له من شئ
فلذا من باب ضرب: قطعت له منه.
ف ل س
أفلس الرجل كأنه صار إلى حال
ليس له فلوس بعد أن كان ذا دارهم،
فهو مفلس، والجمع مفاليس. وحقيقته
الانتقال من حالة اليسر إلى حالة العسر.
والفلس الذي يتعامل به، وفاؤه
مفتوحة، ويجمع في القلة على أفلس وفي
الكثرة على فلوس.
وقد فلسه القاضي تفليسا: نادى
عليه انه أفلس.
و (تفليس) من بلاد الأرامنة،
ومنه الفضل بن أبي قرة التفلسي المذكور
في رجال من لم يرو (1).
ف ل س ط
(فلسطين) قيل هو موضع بمكة
ويقال إنه مولد النبي صلى الله عليه وآله.
وفي القاموس (فلسطين) كورة
بالشام (2) وقرية بالعراق.
ف ل س ف
قال بعض العارفين: الفلسفة لغة
يونانية معناها محبة الحكمة، وفيلسوف
أصله فيلاسوف أي محب الحكمة، وفيلا:
المحب، وسوف الحكمة.
وقد جاء في الحديث صفة المتفلسفين
ف ل ط
كان تلامذة أفلاطون ثلاث فرق،

(1) ذكر الفضل هذا في رجال الطوسي في أصحاب الصادق عليه السلام ص 271
وفى باب من لم يرو عنهم ص 489، وهو مذكور أيضا في فهرست الطوسي ص 125.
(2) قال في معجم البلدان ج 4 ص 274: هي آخر كور الشام من ناحية مصر،
قصبتها البيت المقدس... وأكثرها جبال والسهل فيها قليل.
427

وهم الاشراقيون والرواقيون والمشائيون
فالاشراقيون هم الذين جردوا ألواح
عقولهم عن النفوس الكونية فأشرقت عليهم
لمعات أنوار الحكمة من لوح النفس
الأفلاطونية من غير توسط العبارات وتخلل
الإشارات، والرواقيون هم الذين كانوا
يحبسون في رواق بيته ويتلقون منه فوائد
الحكمة في تلك الحالة، وكان أرسطو
من هؤلاء، وربما يقال إن المشائين هم
الذين كانوا يمشون في ركاب أرسطو
لا في ركاب أفلاطون - كذا ذكر الشيخ
البهائي رحمة الله عليه.
ف ل ق
قوله تعالى * (قل أعوذ برب الفلق) *
[113 / 1] الفلق بالتحريك قيل هو
ضوء الصبح وإنارته.
والمعنى قل يا محمد أعتصم وأمتنع
برب الصبح وخالقه ومدبره ومطلعه متى
شاء على ما يرى من الصلاح فيه.
ويق هو الخلق كله لأنهم ينفلقون
بالخروج من أصلاب الآباء وأرحام
الأمهات كما ينفلق الحب من النبات
ويق الفلق: ما ينفلق عن الشئ
وهو يعم جميع الممكنات فإنه جل شأنه
فلق ظلمه عدمها بنور إيجادها.
وقيل الفلق: صدع في النار، فيه
سبعون ألف بيت، في كل بيت سبعون
ألف اسود، في جوف كل أسود سبعون
ألف جرة سم، لابد لأهل النار أن يمروا
عليها.
كذا في معاني الاخبار.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: الفلق
جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة
حره سأل الله أن يأذن له أن يتنفس
فأذن له فأحرق جهنم.
وفي ذلك الجب صندوق من نار
يتعوذ أهل ذلك الجب من ذلك الصندوق
وهو التابوت.
وفي ذلك التابوت ستة من الأولين
وستة من الآخرين.
فأما الستة من الأولين فابن آدم الذي
قتل أخاه، ونمرود إبراهيم، وفرعون
موسى، والسامري الذي اتخذ العجل
والذي هود اليهود ونصر النصارى.
وأما الستة من الآخرين فأربعة من
المنافقين، وصاحب الخوارج، وابن ملجم
428

قوله * (فالق الاصباح) * [6 / 96]
أي شاق عمود الصبح عن ظلمة الليل.
والفلق: الشق.
والاصباح والصبح واحد وهو مصدر
أصبحنا إصباحا.
قوله (ورب الظلام والفلق) أراد
بالفلق النور.
وفي حديث الجامعة (هي صحيفة من
فلق فيه) هو بالكسر والفتح أي من
شق فيه.
وفلقته من باب ضرب: شققته.
والفلق بالسكون: الشق.
والتفلق مثله.
وتفلق الشئ: تشقق.
والفلوق: الشقوق.
ف ل ك
قوله تعالى * (في الفلك المشحون) *
[26 / 119] الفلك بالضم السفينة واحد
وجمع، يذكر ويؤنث.
قال تعالى * (في الفلك المشحون) *
[26 / 119] فجاء به مذكرا.
وقال * (والفلك التي تجري في البحر) *
[2 / 164] فأنث.
وقال * (حتى إذا كنتم في الفلك
وجرين بهم بريح طيبة) * [10 / 22]
فجمع.
والفلك بالتحريك: واحد أفلاك
النجوم كسبب وأسباب.
سمي فلكا لاستدارته.
وكل مستدير فلك.
ويجوز أن يجمع على فلك كأسد
وأسد.
وفي الحديث (إن الفلك دوران
السماء) فهو اسم للدوران خاصة.
وأما المنجمون فالفلك عندهم:
ما ركبت فيه النجوم، ولا يقصرونه على
الدوران.
وفلكة المغزل وزان تمرة معروفة.
ف ل ل
الفل بالفتح واحد فلول السيف وهي
كسور في حده.
والفلة مثله.
وفللت الجيش من باب قتل: كسرته
وهزمته.
وفليت رأسي من باب رمى: نقيته
من القمل.
429

والفلفل بضمتين: حب معروف.
ف ل ن
قال ابن السراج - نقلا عنه -:
فلان كناية عن اسم سمي به المحدث عنه،
خاص غالب.
ويقال في النداء (يافل) بحذف
الألف والنون لغير ترخيم، ولو كان
ترخيما لقالوا يا فلا.
ف ل و
في الحديث القدسي: (الرجل يتصدق
بالتمرة ونصف التمرة فأربيها كما يربي
الرجل فلوه وفصيله) الفلو بتشديد الواو
وضم اللام: المهر يفصل عن أمه لأنه يفتلي
أي يفطم، والجمع (أفلاء) كعدو وأعداء
وعن أبي زيد: إذا فتحت الفاء شددت
الواو وإذا كسرت خففت، والأنثى
(فلوة) بالهاء، وإنما ضرب المثل بالفلو
لأنه يريد زيادة تربيته وكذا الفصيل.
والفلاة: الأرض التي لا ماء فيها والجمع
(فلا) كحصاة وحصى، وجمع الجمع
(أفلاء) كسبب وأسباب (1).
ف ل ى
وفليت رأسي فليا من باب رمى: نقيته
عن القمل.
ف م
الفم: معروف ويقال بالحركات
الثلاث، ولكن فتح الفاء أفصح منهما،
أي من الضم والكسر، واصله فوه،
نقصت الهاء، وعوض عنها بالميم، فإذا
صغرته أو جمعته رددته إلى الأصل فقلت
فويه وأفواه ولا يقال أفماء.
ف ن د
قوله تعالى: * (لولا أن تفندون) *
[12 / 94] أي تجهلون، وأصل الفند
بالتحريك نقصان عقل يصدر من هرم،
ومثله عجوز مفندة، ويقال أصل الفند
الخرف، يقال أفند الرجل خرف وتغير
عقله، ثم قيل قند الرجل: إذا جهل،
وأصله من ذلك.
وفي الحديث (ما ينتظر أحدكم إلا
هرما مفندا أو مرضا مفسدا).

(1) في الصحاح (فلا): والجمع الفلا والفلوات، وجمع الفلا فلي على
فعول، مثل عصا وعصى.
430

يقولون للشيخ إذا هرم (قد أفند)
لأنه تكلم بالمخرف من الكلام.
ومنه حديث التنوخي رسول هرقل
(وكان شيخا كبيرا قد بلغ الفند).
والفند: الكذب أيضا، وقد أفند
إفنادا: كذب.
والتفنيد: اللوم وتضعيف الرأي.
وأفنده الكبر: أوقعه في الفند.
وفي الخبر (أسرع الناس لحوقا بي
قومي ويعيش الناس بعدهم أفنادا يقتل
بعضهم بعضا) أي يصيرون فرقا مختلفين.
وفيه (أريد أن أفند فرسا) أي
أرتبطه وأتخذه حصنا وملاذا ألجأ إليه كما
يلجأ إلى الفند من الجبل.
و (الفند) بالكسر فالسكون قطعة
من الجبل طولا.
ف ن د ق
الفندق كقنفد: الخان للسبيل والجمع
الفنادق.
ومنه الحديث (إني أتقبل الفنادق
فينزل عندي رجل فيموت) الحديث.
ف ن ش
فنش في الأرض فنشا: استرخى.
ف ن ك
في الحديث (أصلي في الفنك) هو
كعسل: دويبة برية غير مأكولة اللحم
يؤخذ منها الفرو.
ويقال: إن فروها أطيب من جميع
أنواع الفراء.
يجلب كثيرا من بلاد الصقالبة.
وهو أبرد من السمور، وأعدل وأحر
من السنجاب، صالح لجميع الأمزجة المعتدلة.
ويقال إنه نوع من جراء الثعلب
الرومي.
وعن الأزهري وغيره: هو معرب.
وحكي عن بعض العارفين: إنه
يطلق على فرخ ابن آوى في بلاد الترك.
ف ن ن
قوله تعالى * (ذواتا أفنان) * [55 / 48]
أي أغصان واحدها فتن، وتجمع أيضا
على أفانين.
وقيل: ذواتا ألوان من الثمار،
الواحد: فن.
والفن كفلس: واحد الفنون كفلوس
وهي الأنواع.
ورجل متفنن أي ذو فنون.
431

ف ن ى
(فناء الكعبة) بالمد: سعة أمامها.
وقيل: ما امتد من جوانبها دورا وهو
حريمها خراج المملوك منها، ومثله فناء
الدار، والجمع (أفنية).
ومنه الخبر: (اكنسوا أفنيتكم ولا
تشبهوا باليهود).
وفى الدعاء: (نازل بفنائك) والخطاب
لله، وهو على الاستعارة.
وفني المال يفنى من باب تعب فناء:
إذا باد واضمحل وأفناه غيره
وكل مخلوق صائر إلى الفناء أي الهلاك
والاضمحلال.
ويقال للشيخ (فإن) على المجاز لقربه
ودنوه من الفناء.
ومن أمثالهم: نعوذ بالله من قرع الفناء
وصغر الاناء) أي خلو الدار من سكانها
والآنية من مستودعاتها. و (القرع)
بالتحريك هو أن يكون في الأرض ذات
الكلاء موضع لا نبات فيها كالقرع في
الرأس.
وفى الدعاء: (وأعوذ بك من الذنوب
التي تعجل الفناء) وهي كما وردت به
الرواية عن الصادق (ع) - الكذب والزنا
وقطع الرحم واليمين الفاجرة وسد الطرق
وادعاء الإمامة بغير حق.
ف ه د
(الفهد) بالفتح فالسكون واحد
الفهود: حيوان معروف يصطاد به،
والأنثى فهدة، والجمع فهود كفلس
وفلوس.
وفهد الرجل: إذا أشبه الفهد في
كثرة نومه.
حكى ابن خلكان المؤرخ أن الرشيد
العباسي خرج مرة إلى الصيد فانتهى به
الطرد إلى قبر علي عليه السلام الآن،
فأرسل الفهود على صيد فتبعت الصيد إلى
مكان قبره فوقفت ولم تقدر على الصيد،
فعجب الرشيد من ذلك فجاءه رجل من
أهل الحيرة فقال: يا أمير المؤمنين إن
دللتك على قبر ابن عمك علي بن أبي طالب
ما لي عندك؟ قال: أتم مكرمة. قال:
هذا قبره. فقال له الرشيد: من أين
علمته؟ قال: كنت أجئ مع أبي نزوره
432

وأخبرني أنه كان يجئ مع جعفر الصادق
عليه السلام فيزوره، وأن جعفرا كان
يجئ مع أبيه محمد الباقر عليه السلام
فيزوره، وكان الحسين عليه السلام علمهم
بمكان القبر، فأمر الرشيد أن يحجر
الموضع، فكان أول أساس فيه ثم تزايدت
الأبنية فيه في أيام السامانية وبني حمدان وتفاقم
في أيام الديلم أي أيام بني بويه انتهى.
ونقل أن عضد الدولة هو الذي أظهر
قبر علي عليه السلام وعمر المشهد هناك
وأوصى أن يدفن به، اسمه فنا خسرو
أبو شجاع بن ركن الدولة بن الحسن
ابن بويه الديلمي، وكان عظيم الدولة
أعظم بني بويه مملكة.
ف ه ر
في الحديث (كأنهم يهود سرجوا
من فهرهم) فهر اليهود بالضم بيعهم
ومدارسهم، وفى الصحاح وأصلها بهر
وهي عبرانية فعربت، وفي النهاية هي كلمة
نبطية أو عبرانية أعربت.
والفهر: الحجر ملا الكف، وقيل الحجر مطلقا.
و (فهر) بالكسر أبو قبيلة، وهو
فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.
وفي الخبر (نهى عن الفهر والفهر)
مثل نهر ونهر وهو أن يجامع الرجل
امرأة ثم يتحول عنها قبل الفراغ إلى
أخرى فينزل.
ف ه م
قوله تعالى * (ففهمناها سليمان) *
[21 / 79] الضمير للحكومة أو الفتوى
حيث حكم داود بالغنم لصاحب الحرث،
فقال سليمان وهو ابن أحد عشر سنة:
غير هذا يا نبي الله أرفق بالفريقين!
قال: وما ذاك؟ قال: تدفع الغنم إلى
صاحب الحرث فينتفع بها والحرث إلى
صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما
كان! فقال: القضاء ما قضيت وأمضى
الحكم بذلك. والصحيح على ما قيل:
أنهما جميعا حكما بالوحي إلا أن حكومة
سليمان نسخت حكومة داود، لان الأنبياء
لا يجوز أن يحكموا بالظن والاجتهاد،
ولهم طريق إلى العلم.
وفي قوله تعالى * (وكلا آتيناه
حكما وعلما) * [21 / 79] دلالة على هذا.
والفهم: ضد الغباوة، يقال فهمته
433

فهما وفهامة من باب تعب - وتسكين
المصدر لغة - إذا علمته، وقيل الساكن
اسم المصدر.
وفلان فهم، وقد استفهمني الشئ،
وأفهمته وفهمته تفهيما.
وفي حديث مدح الاسلام (جعله
فهما لمن عقل) أي مفهوما، أطلق عليه
لفظ الفهم مجازا، إطلاقا لاسم المسبب على
السبب، وهو مسبب (1) من فهم عنه
وعقل مقاصده.
وحروف الاستفهام: هل، وهي سؤال
عن الوجود. ومن وهي سؤال عن الشخص
ومتى وهي سؤال عن الحال. وما وهي سؤال
عن الماهية. وكم وهي سؤال عن العدد.
وأين وهي سؤال عن المكان. وأي وهي
سؤال عن التفسير والعدد. ولم وهي سؤال
عن العلة.
وفهم: قبيلة.
ف ه ه
الفهة والفهاهة: العي.
يقال رجل فه وامرأة فهة.
وفههت بالكسر يا رجل فهها أي
عييت - قاله الجوهري.
ف ه وق
في الخبر (إن أبغضكم إلى المتفيهقون
المتشدقون) المتفيهقون: الذين يظهرون
للناس أنهم ذو فهم وذكاء ليقربوهم
ويعظموهم.
وأصله الفهق وهو الامتلاء كأنه ملا
به شدقه، وهو رفع الصوت بالكلام وقلة
الاستحياء في أنه لا يبالى بكل ما قال
حتى يخاف الناس من لسانه.
ف و ت
قوله تعالى: * (ما ترى في خلق
الرحمن من تفاوت) * [67 / 3] أي
اضطراب واختلاف، وأصله من الفوت،
وهو أن يفوت الشئ فيقع في الخلل.
وفي الحديث: (أتخوف من الفوت
قلت: وما الفوت؟ قال: الموت).
والفوت: الفوات. ومنه الدعاء
(إنما يعجل من يخاف الفوت) أي الفوات.
وموت الفوات: موت الفجأة، ومنه
(مر بحائط فأسرع فقال: أخاف موت
الفوات).

(1) في نسخة: سبب.
434

والفوت: الفائت، ومنه (يا جامع
كل فوت) أي كل فائت.
وفات الامر فوتا وفواتا: أي فات
وقت فعله.
ومنه (فاتت الصلاة) إذا خرج
وقت فعلها ولم تفعل.
فاتني فلان بكذا: سبقني.
وتفاوت الشيئان تفاوتا - بحركات
الواو والضم: - أكثر تباعد ما بينهما.
ف وج
قوله تعالى: * (فتأتون أفواجا) *
[78 / 18] الفوج: الجماعة من الناس،
والجمع أفواج مثل ثوب وأثواب، وجمع
الأفواج: أفاوج وأفاويج، أي تأتون من
القبور إلى موقف الحساب أمما كل أمة مع
إمامهم، وقيل جماعات مختلفة.
قال الشيخ أبو علي: روى معاذ
عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: يحشر
أصناف من أمتي أشتاتا قد ميزهم الله من
المسلمين وبدل صورهم، فبعضهم على صورة
القردة، وبعضهم على صورة الخنازير.
وبعضهم منكسون أرجلهم من فوق وجوههم
يسحبون عليها، وبعضهم عمى، وبعضهم
صم بكم، وبعضهم يمضغون ألسنتهم،
فهي مدلات على صدورهم يسيل القيح من
أفواههم، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم،
وبعضهم مصلبون على جذوع من نار،
وبعضهم أشد نتنا من الجيف، وبعضهم ملبسون
ثيابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم،
فأما الذين على صورة القردة فالقتات من
الناس، وأما الذين على صورة الخنازير
فأهل السحت، وأما المنكسون على رؤوسهم
فآكلة الربا، وأما العمى فالذين يجورون
في الحكم، وأما الصم البكم فالمعجبون
بأعمالهم، وأما الذين يمضغون ألسنتهم
فالعلماء والقضاة الذين خالف أعمالهم
أقوالهم، وأما الذين قطعت أيديهم وأرجلهم
فهم الذين يؤذون الجيران، وأما المصلبون
على جذوع من النار فالسعاة بالناس إلى
السلطان، وأما الذين هم أشد نتنا من
الجيف فالذين يتبعون الشهوات واللذات
ويمنعون حق الله في أموالهم، وأما الذين
يلبسون الجباب فأهل الكبر والفخر
والخيلاء (1)

(1) مجمع البيان ج 5 ص 423 - 424 مع اختلاف في الألفاظ.
435

ف و ح، ف ى ح
في الحديث (شدة الحر من فيح
جهنم) الفيح شيوع الحر، ويقال بالواو
من فاحت القدر تفيح وتفوح: إذا غلت
وشبه بنار جهنم، ويحتمل الحقيقة وانه
أرسل من نارها إنذارا للجاحدين وكفارة
لذنوب غيرهم.
ومثله قوله عليه السلام في وجه
النهى من الاستشفاء في المياه الحارة التي
تكون في الجبال (يشم منها رائحة الكبريت
لأنها من فيح جهنم).
وفاحت النار فيحا: انتشرت.
وفاحت ريح المسك تفوح فوحا
وتفيح فيحا كذلك، قالوا ولا يقال فاح
إلا في الريح الطيبة خاصة، ولا يقال في
الخبيثة والمنتنة إلا هب ريحها.
ف و خ، ف ى خ
فأخت منه ريح طيبة تفوخ وتفيخ
مثل فاحت - قاله الجوهري.
ف ود
فودا الرأس: جانباه، ومنه قولهم
(بدا الشيب بفوديه).
والفائدة: ما استفدت من علم أو مال.
وما فادت له فائدة: أي ما حصلت.
وأفدت المال: استفدته.
و (أحمد الفائدي) رجل من رواة
الحديث (1).
و (المفيد) لقب الشيخ محمد بن
محمد بن النعمان، شيخ الشيخ الطوسي.
قال ابن إدريس في آخر السرائر في
ترجمة المفيد: وكان من أهل عكبر في
موضع يعرف بسويقة، وانحدر مع أبيه
إلى بغداد وبدأ يقرأ العلم على عبد الله
المعروف بالجعل (2).
ف ور
قوله تعالى: * (من فورهم هذا) *
[3 / 125] أي من غضبهم الذي غضبوه
ببدر، وأصل الفور الغليان والاضطراب،

(1) أحمد بن علي الفائدي أبو عمرو القزويني شيخ ثقة من أصحابنا وجه، له
كتاب كبير - رجال النجاشي ص 75.
(2) ولد المفيد في اليوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة 336، وتوفى ببغداد
في ليلة الثالث من شهر رمضان سنة 431 - الكنى والألقاب ج 3 ص 164.
436

يقال فارت القدر فورا وفورانا: إذا غلت،
استعير للسرعة.
قوله: * (وفار التنور) * [11 / 40]
أي نبع، يقال فار الماء يفور فورا: نبع
وجرى.
وفي الحديث (الحمى من فور جهنم)
أي من غليانها.
وفار العرق فورا: هاج.
ورجعت إليه من فوري: أي من قبل
أن أسكن.
وقولهم (الشفعة على الفور) أي على
الوقت الحاضر الذي لا تأخير فيه، ثم
استعمل في الحالة التي لا بطؤ فيها.
ف وز
قوله: * (ذلك هو الفوز العظيم) *
[9 / 72] الفوز: النجاة والظفر بالخير،
من قولهم فاز يفوز فوزا: إذا ظفر ونجا.
والفائز بالشئ: الظافر به، ومنه
(الفائزون).
قوله: * (إن للمتقين مفازا) *
[78 / 31] أي ظفرا بما يريدون.
قوله: * (وينجى الله الذين اتقوا
بمفازتهم) * [39 / 61] أي بسبب منجاتهم
وهو العمل الصالح.
والمفازة: المنجاة، وهي مفعلة من
الفوز، يقال فار فلان: إذا نجا.
وفي الحديث (كان أبو عبد الله عليه
السلام يستقر أياما في جبل في طرف
الحرم في فازة) وهي مظلة بين عمودين،
قال الجوهري هو عربي فيما أرى.
والمفازة: المهلك، مأخوذة من فوز
بالتشديد: إذا مات لأنها مظنة الموت،
وقيل من فاز إذا نجا وسلم، سميت بذلك
تفألا بالسلامة، والجمع المفاوز، وقد
تكرر في الحديث.
ف وض
قوله تعالى: * (وأفوض أمري إلى الله) *
[40 / 44] أي أرده إليه.
ومنه الدعاء (فوضت أمري إليك)
أي رددته إليك وجعلتك الحاكم فيه.
ومنه قوله عليه السلام (قد فوض الله
إلى النبي صلى الله عليه وآله أمر دينه
ولم يفوض إليه تعدي حدوده) (1).
وقوله عليه السلام (إن الله فوض إلى

(1) سفينة البحار ج 2 ص 386.
437

المؤمن أموره كلها) (1) لعل المراد
تفويضه في المباحات، بمعنى أنه لم يحاسبه
على تناولها، وهو من قبيل إذن للمؤمن
في كل شئ إلا في إهانة نفسه، لكنه مما
يفوت ثواب التواضع لله وإذلال النفس.
والمفاوضة: المساواة والمشاركة
في كل شئ، وهي مفاعلة من التفويض
كأن كل واحد منهما رد ما عنده إلى
صاحبه.
ومنه (تفاوض الشريكان في المال)
إذا اشتركا فيه أجمع.
وتفاوض القوم في الامر: أي فاوض
إليه بعضهم بعضا.
و (المفوضة) قوم قالوا إن الله خلق
محمدا وفوض إليه خلق الدنيا فهو الخلاق
لما فيها، وقيل فوض ذلك إلى علي
عليه السلام.
وفي الحديث (من قال بالتفويض
فقد أخرج الله عن سلطانه).
وفي خبر (لا جبر ولا تفويض ولكن
أمر بين أمرين).
وممن قال بالتفويض المعتزلة، بمعنى
ان الله تعالى فوض أفعال العباد إليهم،
وقد مر تمام البحث في جبر.
والتفويض في النكاح والتزويج بلا مهر
ف وق
قوله تعالى * (ما لها من فواق) *
[38 / 15] اي ليس بعدها رجوع إلى
الدنيا إن قرئ بالفتح.
ومن قرأ فواق بالضم أي مالها من
نظرة وراحة وإفاقة كإفاقة العليل من علته
قوله * (إن الله لا يستحيي أن يضرب
مثلا ما بعوضة فما فوقها) * [2 / 26]
أي فما زاد عليها في الصغر أو الكبر.
ومثله قوله * (فإن كن نساء فوق
اثنتين) * [4 / 10] أي زائدات على اثنتين
وفوق: ظرف مكان نقيض تحت.
قال في المصباح: وقد استعير للاستعلاء
الحكمي.
ومعناه الزيادة والفضل.
فيقال العشرة فوق التسعة أي تزيد
عليها.
وهذا فوق ذاك أي أفضل.

(1) سفينة البحار ج 2 ص 387.
438

ثم مثل بالآيات التي تقدم ذكرها.
واستفاق من سكره ومن مرضه
وأفاق بمعنى.
قال تعالى * (فلما أفاق) * [7 / 142]
قال وأفاق من سكره كما يقال استيقظ
من نومه.
وفي حديث عيادة المريض (العيادة
قدر فواق الناقة) الفواق كغراب ما بين
الحلبتين من الوقت لأنها تحلب فتترك
سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب.
أو ما بين فتح يدك وقبضها على الضرع
ومنه الحديث (من كتبه الله سعيدا
وإن لم يبق من الدنيا إلا كفواق ناقة
ختم له بالسعادة).
ومثله في حديث الأشتر لعلي عليه
السلام وقد قال له يوم صفين (أنظرني
فواق ناقة) أي أخرني هذا المقدار.
ومنه حديث علي عليه السلام (إن
بني أمية ليفوقونني تراث محمد صلى الله
عليه وآله تفويقا).
قال بعض الشارحين: استعار لفظ
التفويق لعطيتهم المال قليلا قليلا كفواق
الناقة وهو الحلبة الواحدة من لبنها.
ووجه المشابهة القلة.
وتراث محمد صلى الله عليه وآله الفئ
الحاصل بتركته.
وفقت فلانا أفوقه: أي صرت خيرا
منه وأشرف كأنك صرت خيرا منه في
المرتبة.
ومنه الشئ الفائق وهو الجيد الخالص
في نوعه.
وفاق الرجل أصحابه يفوقهم أي
علاهم بالشرف والفضل وغلبهم.
وفاقت الجارية بالجمال فهي فائقة
والفاقة والخصاصة والاملاق والمسكنة
والمتربة واحد، نقلا عن الهمداني في
ألفاظه (1).
وافتاق الرجل: افتقر.
وأفاق المجنون: رجع إليه عقله.
وفوق السهم: الوتر والجمع أفواق
كقفل وأقفال وفوق علي لفظ الواحد.
وفوق السهم من باب تعب: انكسر
فوقه.

(1) اي كتابه المسمى ب‍ (الألفاظ الكتابية).
439

ف و م
قوله تعالى * (وفومها وعدسها وبصلها) *
[2 / 61] قيل: الفوم الحنطة. والخبز
أيضا، يقال فوموا لنا أي اختبزوا.
ويقال الفوم: الحبوب، ويقال الثوم
المعروف، وقرأ البعض بابدال الثاء من
الفاء كما يقال جدث وجدف للقبر.
ف وه
قوله تعالى * (فردوا أيديهم في
أفواهم) * [14 / 9] أي فعضوها غيظا
مما جاء به الرسل.
والأفواه: جمع فوه كسبب وأسباب.
وفي حديث علي عليه السلام (إن
جامعت ليلة الجمعة وكان بينكما ولد فإنه
يكون خطيبا قوالا مفوها) كأنه أراد
منطيقا.
وأفواه الأزقة والأنهار، واحدتها
فوهة بتشديد الواو، قاله الجوهري.
وكلمته فاه إلى في أي مشافها.
وما فهت بكلمة، وما تفوهت بمعنى
أي ما فتحت فمي به.
في الحديث: (تلقي فيه المسك
والأفاويه) قيل: هو شئ معروف عند
الأطباء مثل القرنفل والدارصيني وأمثالهما
ف و و
و (الفوة) وزان القوة: عرق يصبغ
به معروف.
و (الثوب المفوى) المصبغ بالفوة.
ف ى
قوله تعالى: * (في تسع آيات إلى فرعون) *
[27 / 12] قيل: (في) هنا بمعنى من،
أي التي عصاك وأدخل يدك في جيبك
آيتان من تسع آيات.
وقد جاءت في العربية لمعان:
الظرفية وهو كثير.
والمصاحبة مثل قوله تعالى: * (أدخلوا
في أمم) * [7 / 38] أي معهم، ومثله
قوله (ع): (المؤمن له قوة في دين وحزم
في لين) ويحتمل الظرفية.
وللتعليل نحو: * (فذلكن الذي لمتني
فيه) * [12 / 32] و (إن امرأة دخلت
النار في هرة حبستها).
وللاستعلاء نحو: * (ولأصلبنكم في
جذوع النخل) * [20 / 17].
440

وبمعنى الباء كقوله (1):
* بصيرون في طعن الأباهر والكلى *
أي بطعن الأباهر.
وبمعنى إلى كقوله تعالى * (فردوا أيديهم
في أفواههم) * [14 / 9].
وللمقايسة وهي الداخلة بين مفصول
سابق وفاصل لاحق نحو * (فما متاع الحياة
الدنيا في الآخرة إلا قليل) * [9 / 37].
وللسببية نحو: (في أربعين شاة شاة)
أي بسبب استكمال أربعين شاة يجب
شاة، وقوله: (الحمد لله الذي أطعمنا في
جائعين) قيل فيه ونحن جماعة جائعين.
ف ى أ
قوله تعالى: * (يتفيؤوا ظلاله) * [16 / 48]
أي يرجع من جانب إلى جانب، من
قولهم: (تفيأت الظلال) أي تقلبت.
قوله تعالى: * (وما أفاء الله على رسوله) *
[59 / 6] أي والذي أفاءه الله ورده
من أموال اليهود، وأصل الفئ الرجوع
كأنه في الأصل لهم ثم رجع إليهم، ومنه
(أفاء الله على المسلمين) أي أرجعه إليهم
وصيره لهم، ومنه قيل للظل الذي بعد
الزوال (فئ) لرجوعه من المغرب إلى
المشرق. وعن رؤبة: كلما كانت عليه
الشمس فزالت عنه فهو فئ وظل، وما لم
يكن عليه الشمس فهو ظل والجمع: أفياء
وفيوه.
وفئ النزال: موضع الظل المعد لنزولهم
أو ما هو أعم كالمحل الذي يرجعون إليه
وينزلون به.
ف ى ح، ف و ح
في الحديث (شدة الحر من فيح
جهنم) الفيح شيوع الحر، ويقال بالواو
من فاحت القدر تفيح وتفوح: إذا غلت
وشبه بنار جهنم، ويحتمل الحقيقة وانه
أرسل من نارها إنذارا للجاحدين وكفارة
لذنوب غيرهم.
ومثله قوله عليه السلام في وجه
النهى من الاستشفاء في المياه الحارة التي

(1) البيت لزيد الخيل، وهو من قصيدة قالها في جواب زهير، وبقية
البيت: (ويركب يوم الروع منا فوارس).
441

تكون في الجبال (يشم منها رائحة الكبريت
لأنها من فيح جهنم).
وفاحت النار فيحا: انتشرت.
وفاحت ريح المسك تفوح فوحا
وتفيح فيحا كذلك، قالوا ولا يقال فاح
إلا في الريح الطيبة خاصة، ولا يقال في
الخبيثة والمنتنة إلا هب ريحها.
ف ى خ، ف و خ
فأخت منه ريح طيبة تفوخ وتفيخ
مثل فاحت - قاله الجوهري.
ف ى د
في الحديث (ماتت ابنة له بفيد) هو
على وزن بيع: منزل بطريق مكة، ويقال
بليدة بنجد على طريق الحاج العراقي.
وفي القاموس فيد بطريق مكة شرفها الله
تعالى على طريق الشام (1).
ف ى ض
قوله تعالى: * (ثم أفيضوا من حيث
أفاض الناس) * [2 / 199] اي ادفعوا
من حيث دفع الناس.
واختلف فيما المراد بالإفاضة: فقيل
المراد إفاضة عرفات وإن الامر لقريش
لأنهم كانوا لا يقفون بعرفات مع سائر
العرب ويقولون نحن حرم الله فلا نخرج
منه فأمرهم الله بموافقة سائر العرب،
وقيل الناس هو إبراهيم عليه السلام أي
أفيضوا من حيث أفاض وسماه بالناس
كما سماه أمة.
قوله: * (تفيضون فيه) * [10 / 61]
أي تدفعون فيه بكثرة، ومنه الحديث
(فأفاض من عرفة).
وأصل الإفاضة الصبر، فاستعيرت
للدفع في السير.
وأفضت الماء: إذا دفعته بكثرة.
وفاض السيل يفيض فيضا: كثر
وسال من شفا الوادي، و (أفاض)
بالألف لغة.

(1) في معجم البلدان ج 4 ص 248: وفيد بليدة في نصف طريق مكة من
الكوفة يودع الحاج فيها أزوادهم وما يثقل من أمتعتهم عند أهلها، فإذا رجعوا اخذوا
أزوادهم ووهبوا لمن أودعوها شيئا من ذلك، وهم مغوثة للحاج في مثل ذلك الموضع
المنقطع، ومعيشة أهلها من ادخار العلوفة طول العام إلى أن يقدم الحاج فيبيعونه عليها.
442

وأفاض الاناء فيضا: إمتلأ.
وفاض كل سائر: جرى.
وفاض الخبر: إذا شاع وكثر
وفاضت نفسه: خرجت روحه عن
أبي عبيدة.
وفاض صدره بالسر: أي باح به.
ويفيض من دموعه: يسيل.
وأفض على رأسك الماء: أي صبه
وشيعه عليه.
واستفاض الحديث: شاع في الناس
وانتشر، فهو مستفيض اسم فاعل.
ومنه (أثر مستفيض) أي مشهور.
و (فيض) رجل من رواة الحديث (1)
وفي إرشاد المفيد (إن الفيض بن
المختار من شيوخ أصحاب الصادق عليه
السلام وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء
الصالحين).
ف ى ظ
(فاظت نفسه) أي خرجت روحه.
ونقل عن الأصمعي عن أبي عمرو العلا
أنه يقول: لا يقال فاظت نفسه ولكن
يقال فاظ إذا مات، وقد تقدمت الكلمة
في كتاب الضاد.
ف ى ف
الفيفاء: الصخرة الملساء، والجمع
فيافي كصحاري.
ف ى ل
الفيل معروف.
وجمعه أفيال وفيول.
وفي ربيع الأبرار فيل أبرهة ملك
الحبشة، أبو العباس واسمه محمود.
وعام الفيل قبل مبعث النبي صلى الله
عليه وآله بأربعين سنة.
وباب الفيل هي أحد أبواب مسجد
الكوفة.
تسمى بباب الثعبان وقصتها مشهورة.
وفي الحديث (كان الفيل ملكا زانيا
فمسخ).
وأصل فيل فعل فكسر لاجل الياء.
والفول: الباقلي.
ويقال الحمص.

(1) الفيض بن المختار الجعفي، كوفي روى عن أبي جعفر وأبى عبد الله وأبى
الحسن عليهم السلام، ثقة عين له كتاب يرويه ابنه جعفر - رجال النجاشي ص 239.
443

وفيالة الرأي: ضعفه.
ف ى ن
الفينة: الوقت، ومنها قوله عليه
السلام (اعملوا عباد الله والخناق مهمل،
والروح مرسل في فينة الارشاد) وأضافها
إلى الارشاد لان أوقات العمر في الدنيا
يوجد فيها الرشاد، وروي (الارتياد)
وهو الطلب.
444

* (ق) *
ق ب ب
في الحديث: (كان إذا أحرم أبو
جعفر (ع) أمر بقلع القبة والحاجبين) (1)
القبة بالضم والتشديد: البناء من شعر
ونحوه، والجمع قبب وقباب مثل برم
وبرام، والمراد بها ههنا قبة الهودج،
وبالحاجبين السترين المغطى بهما.
ومنه (قبة من لؤلؤ وزبرجد) أي
معمولة منهما أو مكللة بهما.
وقب الثمر يقب - بالكسر - يبس.
والأقب: الضامر البطن، والمرأة
القباء: الخميصة البطن.
وفي حديث علي (ع) (كانت درعه
صدرا لا قب لها) أي لا ظهر لها.
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله:
(يا علي العيش في ثلاثة: دار قوراء،
وجارية حسناء، وفرس قباء) (2) أي
ضامرة البطن. قال الصدوق في الفقيه:
سمعت رجلا من أهل الكوفة يقول:
الفرس القباء الضامر البطن، يقال فرس
أقب وقباء، لان الفرس تذكر وتؤنث،
ويقال للأنثى قباء لا غير. وأنشد قول
ذي الرمة (3).

(1) الكافي ج 4 ص 351. (2) من لا يحضر ج 4 ص 261.
(3) البيت الشاهد من قصيدة طويلة تزيد على 120 بيت، وهي من الملحمات في
جمهرة اشعار العرب، وفي البيت الشاهد وهم وخلط، فإنه مركب من بيتين بينهما أربعة
أبيات على ما في الجمهرة، وهما:
يتلو نحائص أشباها محملجة * ورق السرابيل في أحشائها قبب
تنصبت حوله يوما تراقبه * قود سما حيج في ألوانها خطب
445

تنصبت حوله يوما تراقبه
صحر سماحيج في أحشائها قبب
ثم قال: الصحر جمع أصحر، وهو
الذي يضرب لونه إلى الحمرة، وبهذا
اللون يكون في الحمار الوحشي،
والسماحيج الطوال واحدة سمحج. والقبب
الضمر - انتهى (1).
ق ب ج
(القبج) بالفتح فالسكون: الحجل
فارسي معرب، الواحدة قبجة كنمرة
وتمر. نقل عن الشيخ في الشفاء ان القبجة
تحملها ريح تهب من ناحية الحجل ومن
سماع صوته انتهى.
والقبجة: تقع على الذكر والأنثى
حتى يقول يعقوب فيختص بالذكر لان
الهاء إنما دخلته على أنه الواحد من الجنس
كالنعامة حتى تقول ظليم والنحلة حتى
يقول يعسوب ونحو ذلك.
ق ب ح
قوله تعالى: * (فما هم من المقبوحين) *
[28 / 42] أي المشوهين بسواد الوجوه
وزرقة العيون، وقيل مبعدون.
والقبح: الابعاد، ومنه (قبحته)
إذا قلت له قبحك الله، أي أبعدك الله
عن رحمته.
وفي الحديث (لا تقبحوا الوجه)
أي لا تقولوا قبح الله وجهه، وقيل
لا تنسبوه إلى القبح ضد الحسن لان الله
قد صوره وأحسن كل شئ خلقه.
ويقال (قبحه الله) بمعنى نحاه
عن كل خير ويقال أبعده.
وفلان مقبوح: أي منحى عن الخير
والقبيح خلاف الحسن.
و (قبح الشئ) من باب قرب:
خلاف حسن.
وفي حديث حماد (ما أقبح بالرجل
منكم) - الحديث، وفيه فصل بين فعل
التعجب ومعموله، وكفى به حجة على
الأخفش وموافقيه.
وفي الحديث (اشتروا من الإبل
القباح فإنها أطول الإبل أعمارا) (2) لعل
المراد بها كريهة المنظر. والله أعلم.

(1) من لا يحضر ج 4 ص 261.
(2) الكافي 6 ص 543.
446

ق ب ر
قوله تعالى: * (ثم أماته فأقبره) *
[80 / 21] أي جعله ذا قبر يواري فيه
وسائر الحيوانات تلقى على وجه الأرض،
فالقبر مما أكرم به الله بني آدم، وجمعه قبور
ومقبرة مثلثة الباء، يقال أقبرت الميت:
أمرت أن يدفن أو جعلت له قبرا، وقبرت
الميت من بابي قتل وضرب دفنته.
ومنه الحديث (نهى عن الصلاة في
المقبرة) (1) هي موضع دفن الموتى.
قيل وإنما نهى عنها لاختلاط ترابها
بصديد الموتى ونجاستهم.
وطين القبر إذا أطلق يراد به طين قبر
الحسين عليه السلام.
وفي قوله: خلوق القبر يكون في
ثوب الاحرام؟ فقال: (لا بأس) يريد
به قبر النبي صلى الله عليه وآله. قال
بعض الأفاضل: خلوق القبر بكسر القاف
وإسكان الباء الموحدة وهو المتخذ من قبر
العود، أي يكون في الخلط الغالب على
سائر أخلاطه قبر العود. قال: وبعض
لم يفرق ذلك فتح القاف وأراد به قبر
النبي صلى الله عليه وآله وهو توهم.
وقبر النبي بالمدينة.
وقبر حمزة بن عبد المطلب عند جبل
أحد في المدينة أيضا.
ومقابر قريش في بغداد معهم الكاظم
والجواد عليهما السلام.
وفي الحديث ذكر العصفور والقبرة،
بضم القاف وتشديد الباء مفتوحة من غير
نون والنون لغة، واحدة القبر هو ضرب
من العصافير معروف، ويقال القنبراء
بالنون مع المد.
وفي الحديث (القبرة كثيرة التسبيح
لله، وتسبيحها لله: لعن الله مبغضي آل
محمد صلى الله عليه وآله) (2).
وفي حياة الحيوان عن كعب الاخبار
مثله.
ق ب س
قوله تعالى: * (بشهاب قبس) *
[27 / 7] أي بشعلة نار في رأس عود،
والقباس والمقباس بالكسر فيهما مثله،

(1) من لا يحضر ج 1 ص 158.
(2) سفينة البحار ج 2 ص 499.
447

والقبس النار المقبوسة، وأضاف الشهاب
إلى القبس لأنه يكون قبسا وغير قبس.
وقرئ بشهاب منونا، فيكون قبسا بدلا
أو صفة.
وقبست منه نارا واقتبست منه علما.
استفدته، ومنه (من اقتبس علما من
النجوم اقتبس شعبة من السحر).
و (أبو قبيس) جبل بمكة يقرب
من الكعبة، سمي برجل من مذحج
لأنه أول من بنى فيه، وكان يسمى الأمين
لان الركن كان مستودعا فيه.
و (أبو قابوس) كنية النعمان بن
المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن
عدي ملك العرب.
ق ب ص
في الحديث (ويطعم مكانها قبصة)
مع احتمال قبضة بالضاد المعجمة.
والقبص: الاخذ بأطراف الأصابع،
وبالمعجمة الاخذ بجميع الكف.
قال الجوهري: ومنه قرأ الحسن
* (فقبصت قبصة من أثر الرسول) *.
و (قبيصة بن ذؤيب) صحابي أو من
التابعين (1)، نقل أنه أصاب ظبيا وهو
محرم فسأل عمر فشاور عبد الرحمن بن عوف
ثم أمر بذبح شاة، فقال قبيصة لصاحبه:
والله ما علم أمير المؤمنين حتى سأل غيره،
فأقبل عليه ضربا بالدرة أتغمض الفتيا
وتقتل الصيد وأنت محرم.
ق ب ض
قوله تعالى: * (فقبضت قبضة من أثر
الرسول) * [20 / 96] أي أخذت مل ء
كف من تراب موطئ فرس الرسول
- يعني جبرئيل.
قوله: * (يقبضون أيديهم) * [9 / 67]
أي يمسكونها عن الصدقة والخير.
قوله: * (يقبض ويبسط) * [2 / 245]
أي يضيق على قوم ويوسع على قوم.
قوله: * (ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا) *
[25 / 46] يريد به الظل المنبسط،
ومعنى قبضه إليه انه ينسخه بوجود الشمس

(1) ولد في أول ستة من الهجرة، وقيل ولد عام الفتح، وتوفي سنة ست
وثمانين، وكان ابن شهاب إذا ذكر قبيصة بن ذؤيب قال: كان من علماء هذه الأمة
- الاستيعاب ص 1273.
448

* (قبضا يسيرا) * أي على مهل، أي شيئا
بعد شئ، وفي ذلك منافع غير محصورة،
ولو قبضه دفعة واحدة لتعطل أكثر منافع
الناس بالظل والشمس جميعا.
قوله: * (أو لم يروا إلى الطير فوقهم
صافات ويقبضن) * [67 / 19] أي باسطات
أجنحتهن وقابضاتها.
قوله: * (والأرض جميعا قبضته يوم
القيامة) * [39 / 67] أي في ملكه، مثل
قولهم (قد صار الشئ في قبضتك) أي
في ملكك.
وقبضت الشئ قبضا: أخذته.
و (القابض) من أسمائه تعالى، وهو
الذي يمسك الرزق وغيره من الأشياء
عن العباد بلطفه وحكمته، ويقبض الأرواح
عند الممات والباسط القابض والقابض هو
من أسمائه تعالى، وهو الذي يوسع الرزق
على عباده، ويحسن القرآن بين هذين
الاسمين، فيقال القابض الباسط، وكذلك
كل اسمين يردان موردهما مثل الخافض
الرافع والمعز المذل والضار النافع، فإن
ذلك أنبأ للقدرة وأدل على الحكمة.
وقبض الله الرزق قبضا من باب ضرب:
خلاف بسط.
ويقبض الله الأرض، ويقبض السماء:
أي يجمعهما.
وقبضت قبضة من تمر - بفتح القاف
والضم لغة -: أي كفا منه.
وقبض عليه بيده: ضم عليه أصابعه
ومنه (مقبض السيف) وزان مسجد، وفتح
الباء لغة.
وفي الحديث (فقبض عليهن) أراد
الكلمات الأخروية التي ذكرت في الحديث
ولعل المراد بالقبض عدتهن بالأصابع
وضما لهن.
والقبض بالتحريك: ما قبض من
أموال الناس.
وانقبض الشئ: صار مقبوضا.
والانقباض: خلاف الانبساط.
ومنه الحديث (الانقباض عن الناس
مكسبة للعداوة) يعني من خالط ثم
ينقبض عنهم وعن مخالطتهم لا لعلة فقد
كسب العداوة.
وتقبضت الجلدة في النار: أي انزوت.
ومنه الحديث (كلما انقبض اللحم
على النار فهو ذكي وكلما انبسط فهو
449

ميتة).
وفي الحديث (ما من قبض ولا بسط
إلا ولله فيه مشية وابتلاء) قيل المراد من
القبض والبسط الفرح والألم، سواء كان
بطريق ظلم أحد أم لا.
وقبض فلان: أي مات، فهو مقبوض
ومنه (قبض موسى) و (قبض رسول
الله صلى الله عليه وآله).
ق ب ط
في الحديث (الفجر الصادق هو
المعترض كالقباطي) (1) بفتح القاف
وتخفيف الموحدة قبل الألف وتشديد
الياء بعد الطاء المهملة ثياب بيض رقيقة
تجلب من مصر، واحدها قبطي بضم
القاف نسبة إلى القبط بكسر القاف وهم
أهل مصر، والتغيير في النسبة هنا للاختصاص
كما في الدهري بالضم نسبة إلى الدهر
بالفتح، وهذا التغيير إنما اعتبر في الثياب
فرقا بين الانسان وغيره، فأما في الناس
فيبنى على اعتبار الأصل فيقال رجل قبطي
وجماعة قبطية بالكسر لا غير.
ومنه حديث (من رد الله عليهم
أعمالهم فجعلها هباء منثورا. قال عليه
السلام: أما والله وكانت أعمالهم أشد
بياضا من القباطي، ولكن إذا فتح لهم
باب من الحرام دخلوا).
ومنه حديث أسامة (كساني رسول الله
صلى الله عليه وآله قبطية).
ق ب ع
قبع الرجل يقبع قبوعا: إذا أدخل
رأسه في قميصه.
وقبيعة السيف: ما على مقبضه من
من فضة أو حديد.
ق ب ق ب
وفي الحديث: (هلاك المرء في
ثلاث قبقبه وذبذبه ولقلقه) القبقب:
البطن، من القبقبة وهو صوت يسمع من
البطن، فكأنها حكاية ذلك الصوت، والمراد
بذبذبه ذكره، وبلقلقه لسانه.
ق ب ل
قوله تعالى * (فتقبلها ربها بقبول
حسن) * [3 / 73] أي رباها تربية
حسنة أو رضي بها مكان النذر.
قوله * (أولئك الذين نتقبل عنهم

(1) من لا يحضر ج 1 ص 143.
450

أحسن ما عملوا) * [46 / 16] قال المفسر
المعنى نتقبل بايجاب الثواب من الواجبات
والمندوبات فإن المباح أيضا من قبيل
الحسن ولا يوصف بأنه متقبل.
قوله * (وما أنت بتابع قبلتهم) *
[2 / 145] قال الزمخشري:
فإن قلت: كيف قال ذلك ولهم قبلتان
لليهود قبلة والنصارى قبلة.
قلت: كلتا القبلتين باطلة مخالفة لقبلة
الحق فكانتا بحكم الاتحاد في البطلان
قبلة واحدة.
قوله * (فلنولينك قبلة ترضيها) *
[2 / 144] أي جهة ترضيها، من قولهم
إلى أين قبلتك أي إلى أين جهتك.
وسميت القبلة قبلة لان المصلي يقابلها
وتقابله.
قوله * (وحشرنا عليهم كل شئ
قبلا) * [6 / 111] أي قبيلا قبيلا.
وقيل عيانا وقبلا أي أصنافا جمع قبيل
أي صنف صنف.
وقبلا جمع قبيل أي كفلاء بما
بشروا به وأنذروا.
وقبل مقابلة.
ويقال قبلا بحركات القاف أي استينافا
مجددا لا مثل سنة الأولين.
قوله * (لا قبل لهم بها) * [27 / 37]
اي لا طاقة.
قوله * (أو تأتي بالله والملائكة قبيلا) *
[17 / 92] أي ضمينا.
ويقال مقابلة أي معاينة.
قوله * (وقبائل) * [49 / 13] هي
جمع قبيلة.
يقال لكل جماعة من أب وأم قبيلة.
ويقال لكل جماعة من آباء شتى
قبيل بلا هاء.
قوله * (وتقبل دعاء) * [14 / 40]
أي أجب دعائي فإن قبول الدعاء إنما هو
الإجابة وقبول الطاعة.
قوله * (ربنا تقبل منا إنك أنت
السميع العليم) * [2 / 127].
قيل في هذه الآية دلالة على أن
الاجزاء غير القبول فإن المجزى: ما وقع
على الوجه المأمور به شرعا، وبه يخرج
عن عهدة التكليف، والقبول: ما يترتب
451

عليه الثواب فإنهما سألا التقبل مع أنهما
لا يفعلان إلا فعلا صحيحا مجزيا، فكان
ذلك السؤال لحصول استحقاق الثواب.
ورد بأن السؤال قد يكون بالواقع
مثل قوله * (رب احكم بالحق) * أو
يكون على وجه الانقطاع إليه تعالى.
وفي حديث الشيعة (لسلمت عليكم
الملائكة قبلا) أي عيانا ومقابلة.
قال في القاموس: رأيته قبلا محركة
وبضمتين وكصرد وعنب.
وفي الحديث (كل واعظ قبلة
للموعوظ وكل موعوظ قبلة للواعظ)
ومعناه ظاهر.
وفيه (ما بين المشرق والمغرب قبلة)
أراد به المسافر إذا التبست عليه قبلته.
فأما الحاضر فيجب عليه التحري
والاجتهاد.
وقد تقدم تمام البحث في (شرق).
والقبل بضم الباء وسكونها: فرج
الانسان.
والقبل من كل شئ: خلاف دبره.
قيل سمى قبلا لان صاحبه يقابل به غيره.
ومنه القبلة لان المصلي يقابلها.
والقبل من الجبل: سفحه.
ومن الفرض أوله.
ومنه الحديث (إذا أراد الرجل الطلاق
طلقها في قبل عدتها من غير جماع).
وفي قبل الشتاء أي في أوله.
والقبلة كغرفة: اسم من قبلت الولد
وقبلت الشئ: تقبلته.
والقبول كرسول: مصدره.
وفي الحديث (الرجل يأتي عليه ستون
وسبعون سنة ما قبل الله منه صلاة) أي
ما تقبل الله منه ذلك، وكأنه لعدم إتيانه
بحدودها.
وقبلت القابلة الولد أي تلقته عند
ولادته من بطن أمه.
والقابل زنة الفاعل: الليلة المقبلة.
ويقال عام قابل للذي يقبل بعد العام
الماضي.
والمقبل عكس المدبر.
ومنه الحديث (لا بأس بمسح الوضوء
مقبلا ومدبرا).
وأقبل: عكس أدبر.
وفي حديث بنت غيلان (تقبل بأربع
وتدبر بثمان) وقد مر في (ربع).
452

وفي حديث العقل (قال الله تعالى له
أقبل فأقبل) أي أقر بالحق (وأدبر)
أي أغرب عن الباطل.
والقبل: نقيض البعد.
وفي حديث الصانع (هو قبل بلا
قبل) أي لا يتصف بقبلية زمانية ولا
مكانية.
فقبليته ترجع إلى معنى سلبي، أي
ليس لوجوده أول بخلاف سائر الموجودات
فإن لوجودها أول - كذا قرره بعض
الاعلام - وهو جيد.
وفي الدعاء (أسألك من خير هذا
اليوم وخير ما قبله وخير ما بعده، ونعوذ
بك من شر هذا اليوم وشر ما قبله وشر
ما بعده).
قيل المعنى سأله خير زمان مضى هو
قبول الحسنة التي قدمها فيه، والاستعاذة
منه هي طلب العفو عن ذنب قارفه فيه،
والوقت وإن مضى فتبعته باقية.
والقبالة بالفتح: الكفالة وهي في
الأصل مصدر قبل: إذا كفل.
وقبالة الأرض: أن يتقبلها الانسان
فيقبلها الامام أي يعطيها إياه مزارعة أو
مساقاة، وذلك في الأرض الموات وأرض
الصلح، كما كان رسول الله صلى الله عليه
وآله يقبل خيبر من أهلها.
وقد قبل كعلم قبالة بالكسر، وتقبله
وقبله كعلمه قبولا وقد يضم: أخذه.
وفي الحديث (لا تقبل الأرض بحنطة
مسماة ولكن بالنصف والثلث والربع
والخمس).
وتقبل العمل من صاحبه: إذا التزمه.
والقبالة بالفتح: اسم المكتوب من
ذلك بما يلتزمه الانسان من عمل ودين
وغير ذلك.
قال الزمخشري: كل من تقبل بشئ
مقاطعة وكتب عليه بذلك كتابا فالكتاب
الذي يكتب هو القبالة بالفتح، والعمل
قبالة بالكسر لأنه صناعة.
وهذا هو المفهوم من كلام الشيخ
الصدوق محمد بن بابويه عن شيخه محمد بن
الحسن بن الوليد رحمه الله أنه قال متى
عدلت القبالة بين رجلين عند الرجل إلى
أجل فكتب بينهما اتفاقا ليحملهما عليه
فعلى العدل أن يعمل بما في الاتفاق ولا
يتجاوزه ولا يحل له أن يؤخر رد الكتاب
453

على مستحقه في الوقت الذي يستوجبه فيه
انتهى.
ومن هنا يظهر معنى قول بعض
الأفاضل: إن الاتفاقات لا تحمل على
البيوع في الاحتياج إلى الاشهاد والاستيثاق
ونحو ذلك من الاحكام التي يتوقف ثبوت
البيع وصحته عليها بل لها حكم برأسه.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله
(لو استقبلت من أمري ما استدبرت
ما سقت الهدي) المعنى على ما قيل: لو
علمت من أمري في قبل منه ما علمت في
دبر منه ما سقت الهدي.
وفي حديث الأضحية (نهى عن المقابلة
والمدابرة) على صيغة اسم المفعول:
الشاة التي تقطع من أذنها قطعة ولا تبين
ولا تبقى معلقة من قبل فإن كانت من
آخر فهي المدابرة بفتح الباء.
وقدم بضمتين بمعنى المقدم، وأخر
بضمتين بمعنه المؤخر.
والمستقبل هو الذي يفعل الاستقبال.
والمستدبر عكسه.
وأن أستقبلك به أي أواجهك به.
وفي حديث يوم الفطر إنه عليه السلام
قال لبعض أصحابه (تقبل الله منك ومنا)
وفي يوم الأضحى (تقبل الله منا ومنك).
ثم إنه عليه السلام بين الفرق بين
القولين، وهو أنه عليه السلام في الفطر
قرن القبول بالمولى أولا لأنه مشارك
بالفعل وفي الثاني به أولا لعدم المشاركة
لوقوع التضحية من الامام دون المولى.
ق ب ن
القبان: القسطاس معرب قاله
الجوهري.
ق ب و
في الحديث: (مسجد قبا) (1) هو بضم
القاف يقصر ويمد ولا يصرف ويذكر
ويؤنث: موضع بقرب المدينة المشرفة
من جهة الجنوب نحوا من ميلين، وهو
المسجد الذي أسس على التقوى من
أول يوم.
و (القباء) الذي يلبس، والجمع
(أقبية) قيل: أول من لبس القباء
سليمان بن داود (ع).

(1) من لا يحضره الفقيه 1 / 148.
454

ق ت ب
في حديث المرأة مع زوجها:
(ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر
قتب) (1) القتب بالتحريك: رحل البعير
صغير على قدر السنام، وجمعه (أقتاب)
كأسباب.
والقتيبي من رواة الحديث نسبة
لعبد الله، ويقال عبد الله بن نهيك (2).
ق ت ت
في الحديث (الجنة محرمة على القتاة)
والمراد به النمام المزور، من قت الحديث:
نمه وأشاعه بين الناس.
ومنه (يقت الأحاديث) أي ينمها.
وفيه: (من بلغ بعض الناس ما
سمع من بعض آخر منهم فهو القتات،
فلا ينبغي سماع بلاغات الناس بعضهم على
بعض ولا تبليغ ذلك).
وقيل النمام هو الذي يكون مع
القوم يتحدثون فينم عليهم، والقتات هو
الذي يتسمع على القوم وهم لا يعلمون فينم
حديثهم
وقوله (ع): (الجنة محرمة على
القتاتين المشائين بالنميمة) (3) هو بمنزلة
التأكيد للعبارة الأولى.
والقتات أيضا: بائع ألقت - بفتح
قاف مشددة فوقانية - وهي الرطب من
علف الدواب ويابسه، وعن الأزهري
ألقت: حب بري لا ينبته الآدمي، فإن
كان عام قحط وفقد أهل البادية ما
يقتاتونه به من لبن وتمر ونحوه دقوه
وطبخوه واجتزوا به على ما فيه من الخشونة
ق ت د
في الحديث (إن لصاحب هذا الامر
غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد)
كسحاب شجر صلب شوكه كالإبر
تضرب فيه الأمثال.
و (القتد) بالتحريك: خشب الرحل،
وجمعه أقتاد وقتود.
و (أبو قتادة الأنصاري) فارس

(1) مكارم الاخلاق ص 245.
(2) في رجال أبي علي ص 365: (القتيبي علي بن محمد بن قتيبة).
(3) الكافي ج 2 ص 369.
455

رسول الله صلى الله عليه وآله، دعى له
رسول الله صلى الله عليه وآله، شهد مع
علي عليه السلام مشاهده كلها في خلافته،
ولاه علي عليه السلام مكة ثم عزله،
مات في خلافة علي عليه السلام بالكوفة
وهو ابن سبعين وصلى عليه علي عليه السلام
سبعا - كذا في الاستيعاب (1).
ق ت ر
قوله تعالى: * (ترهقها قترة) *
[80 / 41] القترة بالتحريك الغبار.
وفي الغريب * (ترهقها قترة) * يعلوها
سواد كالدخان.
قوله: * (وعلى المقتر قدره) *
[2 / 236] المقتر: الفقير المقل.
وفي الحديث (أنفق ولا تخف إقتارا)
الاقتار: القلة والتضييق على الانسان في
الرزق، يقال أقتر الله رزقه: أي ضيقه
وقلله.
وقتر عليه قترا وقتورا - من بابي
ضرب وقعد -: ضيق عليه في النفقة،
ومنه (قتر على عياله) إذا ضيق عليهم.
وأقتر إقتارا وقتر تقتيرا مثله.
والقتار بالضم: الدخان من المطبوخ
وقيل ريح اللحم المشوي المحترق، أو
العظم، أو غير ذلك.
يقال قتر اللحم من بابي قتل وضرب:
ارتفع قتاره.
وفي الخبر (نعوذ بالله من قترة وما
ولد) هو بكسر القاف وسكون التاء:
اسم إبليس لعنه الله.
والقتير: الشيب.
ق ت ل
قوله تعالى * (قاتلهم الله أنى يؤفكون) *
[9 / 31] قيل معناه: لعنهم الله.
وقيل عاداهم.
وقيل قتلهم الله.
ومثله (قاتل الله اليهود).
وفاعل وإن كان سبيله بين اثنين،
فربما يكون عن واحد كسافر وسفر،
وقال بعضهم: الصحيح أنه من المفاعلة
والمعنى أنه متصف بمحاربة الله تعالى ومن
قاتله فهو مقتول، ومن غالبه فهو مغلوب

(1) انظر الاستيعاب ج 4 ص 1732، وفيه: واختلف في وقت وفاته فقيل
مات بالمدينة سنة 54، وقيل بل مات في خلافة علي بالكوفة.
456

قوله * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا
فجزاؤه جهنم خالدا) * [4 / 92] الآية
قال قد اختلف في قتل العمد.
فقيل هو ما كان بحديد لا بغيره.
وقيل - وإليه ذهبت الإمامية - أن كل من
قصد قتل غيره بما يقتل مثله غالبا سواء
كان بحديد أو غيره.
عظم الله قتل المؤمن وبالغ في التوعد
عليه حتى ذكر أنه خمس توعدات كل واحد
منها كاف في عطم الجرم.
إن قيل: ثبت في الكلام بطلان الاحباط
وثبت أن عصاة المؤمنين عقابهم غير دائم
وظاهر الآية ينافي ذلك.
أجيب بما روي عن الصادق عليه السلام
(أنه قتله على دينه ولايمانه) ولا شك
أن ذلك كفر من القاتل فوجب تخليده
أو أنه قتله مستحلا لقتله.
أو أنه يريد بالخلود: المكث الطويل
جمعا بين الدليلين.
قوله * (من قتل نفسا بغير نفس أو
فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) *
[5 / 35] يعني قتل نفسا ظلما بغير قود
أو بغير فساد منها في الأرض، وفسادها في
الأرض إنما يكون بالحرب لله ولرسوله
وإخافة السبيل على ما تقدم في قوله
* (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) *
الآية، فكأنما قتل الناس جميعا يعني إن
الناس كلهم خصماء في قتل ذلك الانسان
وقد وترهم وتر من قصد بقتلهم جميعا
وأوصل إليهم من المكروه وما أشبه به
القتل الذي أوصله ألى المقتول فكأنه
قتلهم كلهم.
ومن أحياهم أي استنقذها من غرق
أو حرق أو هدم أو مما يميت لا محالة
أو استنقذها من ضلال فكأنما أحيا الناس
جميعا لأنه في إبداء المعروف إليهم باحيائه
المؤمن بمنزلة من أحيا كل واحد منهم.
وهذا المعنى أحد الأقوال في الآية
وهو مروي عن أبي عبد الله عليه السلام
قال (وأفضل ذلك أن يخرجها عن ضلال
إلى الهدى).
الثاني أن من قتل نبيا أو إمام عدل
فكأنما قتل الناس جميعا ثم يعذب عليه كما
لو قتل الناس كلهم ومن شد على عضد
النبي أو إمام عدل فكأنما أحي الناس
457

جميعا في استحقاق الثواب.
الثالث من قتل نفسا بغير حق فعليه
مأثم كل قاتل من الناس لأنه سن القتل
وسهله للغير فكان بمنزلة المشارك فيه ومن
زجر عن قتلها بما فيه حياتها على وجه
يعتدي به بأن يعظم تحريم قتلها كما
حرمه الله تعالى ولم يقدر على قتلها لذلك
فقد أحيى الناس جميعا بسلامتهم منه.
الرابع فكأنما قتل الناس جميعا عند
المقتول، فكأنما أحيى الناس جميعا عندك
المستنقذ به.
الخامس أن معناه يجب عليه بقتله
القصاص مثل ما يجب عليه لو قتل الناس
جميعا ومن عفى عن قتلها وقد وجب القود
عليها كان كمن عفى عن الناس جميعا.
قوله * (ولا تقتلوا أنفسكم) * [4 / 28]
لأنه إذا قتل غيره قتل به فصار هو القاتل
نفسه.
أو المضاف محذوف أي نفس غيركم
فحذف لعدم الاشتباه.
وقيل الكلام على ظاهره، لان الله
تعالى كلف بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم
ليكون القتل توبة لهم عن ذنوبهم فرفع
ذلك عن أمة محمد صلى الله عليه وآله رحمة
لهم ولذلك قال * (إن الله كان بكم رحيما) *
[4 / 28].
نقل أنهم قالوا كيف نقتل أنفسنا؟
فقال لهم موسى عليه السلام: أغدوا كل
واحد منكم إلى بيت المقدس ومعه سكين
أو حديدة أو سيف فإذا صعدت منبر بني
إسرائيل فكونوا أنتم متلثمين لا يعرف
أحد صاحبه فاقتلوا بعضكم بعضا.
فاجتمعوا سبعين ألفا ممن كانوا عبدوا
العجل إلى بيت المقدس فلما صلى بهم
موسى عليه السلام وصعد المنبر أقبل
بعضهم يقتل بعضا حتى نزل جبرئيل
عليه السلام فقال: قل لهم يا موسى إرفعوا
القتل، فقد تاب الله عليكم.
قيل ويحتمل أن يكون المراد
لا تهلكوا أنفسكم بارتكاب الاثم في أكل
المال بالباطل.
قوله * (قتل الانسان ما أكفره) *
[80 / 17] قد مر شرحه في (كفر).
قوله تعالى * (والذين قتلوا في سبيل
458

الله فلن يضل أعمالهم) * [3 / 169]
الآية.
وقرئ قاتلوا أي جاهدوا فلن يضل
أعمالهم بل يتقبلها ويثيبهم عليها جزيل
الثواب، وسيهديهم إلى طريق الجنة * (ويصلح
بالهم) * [3 / 170] أي حالهم.
والقتل معروف.
وقتله قتلا وقتالا.
وقوله تعالى * (وقتلوا تقتيلا) *
[33 / 61] شدد للمبالغة.
وقتله قتلة سوء بالكسر ورجل قتيل
وامرأة قتيلة ورجال ونسوة قتلى فإن لم
تذكر المرأة قلت هذه قتيلة بني فلان.
وكذلك مررت بقتيله، لأنك تسلك
به طريقة الاسم.
ومقاتل الانسان: الذي أصيبت قتلته
والمقاتلة بكسر التاء: القوم الذين
يصلحون للقتال.
وتقاتل القوم واقتتلوا بمعنى.
ق ت م
القتام كسحاب: الغبار الأسود.
ومنه (وقاتم الأعماق) (1) أي مغبر
النواحي.
ق ث أ
قوله تعالى: * (وقثائها) * [2 / 61]
القثاء بالمد وتشديد الثاء وكسر القاف
أكثر من ضمها: الخيار، الواحدة
(قثاءة). وبعض يطلق القثاء على نوع
شبه الخيار قاله في المصباح.
ق ث م
قثم بن عباس: أخو عبد الله بن
عباس، كان عامل علي عليه السلام بمكة.
ق ح ح
يقال عربي قح: أي محض خالص،
وعربية قحة كذلك، وأعراب أقحاح.
ق ح ط
القحط بالتحريك: الجدب.
وقحط المطر يقحط من باب نفع:
إذا احتبس.
وحكى عن الفراء قحط المطر من
باب تعب.

(1) من بيت شعر لرؤبة بن العجاج التميمي يصف مفازة وأفراسا. وتمامه:
(وقاتم الأعماق خاو المخترق * مشتبه الاعلام لماع الخفق)
459

وأقحط القوم: أصابهم القحط،
وقحطوا على ما لم يسم فاعله.
و (قحطان) أبو اليمن - قاله
الجوهري.
ق ح ف
قحف الرأس هو العظم الذي فوق
الدماغ وأعلاه، والجمع أقحاف مثل حمل
وأحمال.
والقحف: إناء من خشب كأنه نصف
قدح.
وأبو قحافة: اسمه عثمان بن عامر
والد أبي بكر: صحابي قاله في القاموس.
ق ح ل
في حديث الاستسقاء (قحل الناس على
عهد رسول الله صلى الله عليه وآله) أي
يبسوا من شدة القحط.
يقال قحل يقحل قحلا: إذا التزق
جلده بعظمه من الهزال والبلى.
وأقحلته أنا.
وشيخ قحل بالسكون.
وقد قحل بالفتح يقحل قحولا يبس
فهو قاحل.
ق ح م
الاقتحام: الدخول في الشئ بشدة
وقوة. يقال إقتحم عقبة أو وهدة: رمى
بنفسه فيها.
قال تعالى * (فلا اقتحم العقبة) *
[90 / 11] أي لم يقتحمها أي لم يجاوزها
ولا في الماضي بمعنى لم مع المستقبل.
وعن ابن عرفة: لم يقتحم الامر العظيم
في طاعة الله. وقد تقدم الكلام في (عقب).
قوله * (مقتحم معكم) * [38 / 58]
أي داخلون معكم بكره.
والقحمة بالضم: المهلكة. والجمع
قحم كغرفة وغرف.
ويقتحمون في النار: يقعون فيها
وقوع مقتحم.
والمقتحمات: الذنوب العظام التي
يستحق بها صاحبها دخول النار.
وفى حديث الغنائم (ولا سهم للقحم)
بفتح القاف وسكون الحاء، وهو الكبير
الهرم.
ق ح و
(الأقحوان) بضم الهمزة والحاء:
نبت طيب الريح حواليه ورق أبيض
460

ووسطه أصفر، وهو البابونج عند العرب،
ووزنه أفعلان، ويجمع على (أقاحي).
ق د
و (قد) حرف لا يدخل إلا على
الأفعال، وقد تكون بمعنى ربما للتكثير
كقوله:
قد أترك القرن مصفرا أنامله
كأن أثوابه مجت بفرصاد
قال بعض الأفاضل في تفسير قوله
تعالى: * (قد نرى تقلب وجهك في
السماء) * إن المشهور أن قد نرى معناه
ربما نرى ومعناه التكثير، كما في قوله
(قد أترك القرن) البيت. ثم قال:
والتحقيق أنه على أصل التقليل في دخوله
على المضارع، وإنما قلل الرؤية لتقليل
الرائي، لان الفعل كما يقل في نفسه
كذلك يقل لقلة متعلقه، ولا يلزم من
قلة الفعل المتعلق قلة الفعل المطلق،
لأنه لا يلزم من عدم المقيد عدم المطلق،
وكذا القول في قوله تعالى * (قد يعلم
الله المعوقين) * وكذا في البيت، فلا ينافي
كثرة الترك المقصود للشاعر.
وفي القاموس تكون (قد) اسمية
وحرفية، والاسمية اسم مرادف ليكفي
نحو، (قدني درهم)، واسم مرادف
لحسب، وتستعمل مبنية غالبا نحو (قد
زيد درهم) بالسكون، ومعربة (قد
زيد) بالرفع، والحرفية مختصة بالفعل
المتصرف الخبري المثبت المجرد من جازم
وناصب، وحرف تنفيس ولها ستة معان:
التوقع (قد يقدم الغائب)، وتقريب
الماضي من الحال (قد قام زيد)،
والتحقيق * (قد أفلح من زكيها) *،
والنفي (قد كنت في خير فتعرفه) بنصب
تعرفه، والتقليل (قد يصدق الكذوب)
والتكثير (قد أترك القرن مصفرا أنامله).
ق د ح
قوله تعالى: * (فالموريات قدحا) *
[100 / 2] أي الخيل تورى النار سنابكها
إذا وقعت على الحجارة، ولعل المراد بها
خيل الجهاد.
وفي الحديث (إني أريد أن أقدح
عيني) أي أخرج فاسد الماء منها، من
قدحت العين: إذا أخرجت منها الماء
الفاسد.
وقدح فلان في فلان قدحا من
461

باب نفع: إذا عابه ووقع فيه.
و (القدح) بالتحريك: إناء واسع
يسع - على ما قيل - ما يروي رجلين
وثلاثة، والجمع أقداح مثل سبب وأسباب.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله
(لا تجعلوني كقدح الراكب) يعني
لا تؤخروني في الذكر، لان الراكب
يعلق قدحه في آخر رحله عند فراغه
من رحاله ويجعله خلفه
ومنه قول بعضهم:
* كما نيط خلف الراكب القدح الفرد *
والقدح في السهام قبل أن يراش
ويركب نصله، ومنه كلام علي عليه السلام
فيمن استنهضهم للجهاد فلم ينهضوا
(أتقلقل تقلقل القدح في الجفير الفارغ
وإنما قطب الرحى تدور علي) فالقدح
السهم والجفير الكنانة، واستعار لفظ
القطب باعتبار دوران رحى الاسلام عليه.
والقدح بالكسر أيضا واحد قداح
الميسر، ومنه الحديث (كانوا يستقسمون
بالقداح) ويتم الكلام في زلم.
وفي حديث وصف قراء القرآن
ورجل حفظ حروفه وضيع حدوده
وأقامه إقامة القدح) كأنه الذي يستقسم
ويلعب به كما يستقسم بالقداح، والله أعلم.
والقدحة - بالكسر - اسم للضرب
بالمقدحة، من اقتدح النار بالزند.
والمقدحة: الحديدة.
والقداح والقداحة: الحجر.
والقدح: الغرف، ومنه (إقدحي
من برمتك) أي اغرفي.
وفي حديث الزاهدين (كأنهم
القداح قد براهم الخوف من العبادة)
ويريد جمع قدح أعني السهم المنحوت.
ق د د
قوله تعالى: * (طرائق قددا) * [72 / 11]
أي فرقا مختلفة الأهواء، وواحد القدد قدة،
وأصله في الأديم، يقال لكل ما قطع قدة.
قوله: * (وقدت قميصه من دبر) *
[12 / 25] أي اجتذبته من ورائه فانقد
قميصه.
والقد: الشق طولا، والقط الشق
عرضا، تقال قددته قدا من باب قتل:
شققته طولا، ويزاد فيه فيقال قددته
462

بنصفين فانقد.
ومنه حديث علي عليه السلام (كان
إذا تطاول قد وإذا تقاصر قط) أي قطع
طولا وقطع عرضا.
و (القد) كفلس: جلد السخلة
الماعزة، والجمع أقدد وقداد مثل أفلس
وسهام.
والقد: القامة، ومنه الحديث (أتي
بالعباس أسيرا بغير ثوب فوجدوا قميص
أبي يقد عليه فكساه إياه) أي كان على
قده
والقد كحمل: سير يقدمن جلد غير
مدبوغ، والقدة أخص منه.
ومنه الخبر (موضع قدة في الجنة
أو قد خير من الدنيا وما فيها).
و (القدة) بالكسر أيضا الطريقة
والفرقة من الناس، والجمع قدد مثل
سدرة وسدر، وبعضهم يقول الفرقة من
الناس إذا كان هوى كل واحدة على حدة.
ومنه (تقدد القوم) أي تفرقوا.
والقديد: اللحم المقدد، أي المشرح
طولا، والثوب الخلق. ومنه الحديث
(أكل القديد الغاب يهدم البدن) (1).
وفي الخبر نهى (أن يقد السير بين
إصبعين) أي يشق ويقطع لئلا تعقر
الحديدة يده.
(وقديد) مصغرا: موضع بين
مكة والمدينة بينها وبين ذي
الحليفة
مسافة بعيدة (2).
و (المقداد) بالكسر اسم رجل من
الصحابة عظيم الشأن (3).

(1) الكافي ج 6 ص 314.
(2) قال ابن الكلبي: لما رجع تبع من المدينة بعد حربه لأهلها نزل قديدا فهبت
ريح قدت خيم أصحابه فسمي قديدا - انظر معجم البلدان ج 4 ص 313.
(3) المقداد بن عمرو بن ثعلبة المعروف بالمقداد بن الأسود، هو قديم الاسلام
من السابقين، وهاجر إلى ارض الحبشة ثم عاد إلى مكة فلم يقدر على الهجرة إلى المدينة
لما هاجر إليها النبي صلى الله عليه وآله، وهو ممن شهد بدرا وله فيها مقام مشهور، وشهد أحد
وبقية المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال النبي (امرني ربي بحب أربعة) وعد
منهم المقداد، وتوفي بالمدينة في خلافة عثمان وكان عمره سبعين سنة - أسد الغابة ج 4
ص 409 - 411.
463

ق د ر
قوله تعالى: * (يبسط الرزق لمن يشاء
ويقدر) * [13 / 26] أي يقتر، يقال
قدر على الانسان رزقه قدرا مثل قتر
وضيق رزقه عليه.
قوله: * (على أمر قد قدر) * [54 / 12]
أي على حال قدرها الله كيف يشاء،
وقيل على حال جاءت مقدرة مستوية،
وهو أن قدر ما أنزل من السماء كقدر
ما أخرج من الأرض سواء بسواء.
قوله: * (فظن أن لن نقدر عليه) *
[21 / 87] أي لن نضيق عليه رزقه،
والمراد أنا نرزقه من غير تضييق سواء كان
مقيما بين أقوامه ومهاجرا عنهم. والقدر:
الضيق.
قوله: * (أما إذا ما ابتلاه فقدر عليه
رزقه فيقول ربى أهانن) * [89 / 16]
قال الشيخ أبو علي: قرأ أبو جعفر وابن
فقدر بالتشديد، والمعنى قسم الله سبحانه
أحوال البشر فقال: * (أما) * الانسان
* (إذا ما ابتلاه ربه) * أي اختبره وامتحنه
بالنعمة وأكرمه بالمال ونعمه بما وسع
عليه من أنواع الافضال * (فيقول ربي
أكرمن) * أي فيفرح بذلك ويقول ربي
أعطاني وهذا لكرامتي عنده ومنزلتي
لديه، يحسب أنه كريم عند الله حيث وسع
عليه الدنيا * (وأما إذا ما ابتلاه) * بالفقر
والفاقة * (فقدر عليه) * أي ضيق وقتر
عليه رزقه وجعله على قدر البلغة * (فيقول
ربي أهانن) * فيظن أن ذلك هو ان من
الله ويقول ربي أذلني بالفقر، قال تعالى
* (كلا) * أي ليس الامر كما ظن، فإني
لا أغني المرء لكرامته ولا أفقره لمهانته
عندي، ولكن أوسع على من أشاء وأضيق
على من أشاء بحسب ما توجبه الحكمة
ويقتضيه الصلاح ابتلاء بالشكر، وإنما
الاكرام على الحقيقة يكون بالطاعة
والإهانة تكون بالمعصية. ثم بين سبحانه
ما يستحق به الهوان بقوله * (بل لا
تكرمون اليتيم) * إلى آخر الآيات.
قوله: * (إنا أنزلناه في ليلة القدر) *
[97 / 1] قال الشيخ أبو علي: الهاء
464

كناية عن القرآن وإن لم يجر له ذكر
لأنه لا يشتبه الحال فيه. قال ابن عباس:
أنزل الله القرآن جملة واحدة في اللوح
المحفوظ إلى السماء الدنيا ليلة القدر،
ثم كان ينزله جبرئيل نجوما، وكان من
أوله إلى الآخر ثلاث وعشرون سنة.
واختلف العلماء في معنى هذا الاسم
وحده، فقيل سميت ليلة القدر لأنها الليلة
التي يحكم الله فيها ويقضي بما يكون في
السنة بأجمعها من كل أمر، وهي الليلة
المباركة في قوله * (إنا أنزلناه في ليلة
مباركة) * لان الله تعالى ينزل فيها
الخير والبركة والمغفرة. وفي الخبر عن
ابن عباس أنه قال: يقضي القضايا في ليلة
النصف من شعبان ثم يسلمها إلى أربابها
* (في ليلة القدر) * أي ليلة الشرف والخطر
وعظم الشأن، من قولهم رجل له قدر
عند الناس: أي منزلة وشرف، ومنه
* (ما قدروا الله حق قدره) * أي ما عظموه
حق عظمته، وقيل لان للطاعات فيها
قدرا عظيما وثوابا جزيلا. وقيل سميت
ليلة القدر لأنه أنزل فيها كتاب ذو قدر
إلى رسول ذي قدر لاجل أمة ذات قدر
على يدي ملك ذي قدر، وقيل لان الله
قدر فيها إنزال القرآن، وقيل سميت
بذلك لان الأرض تضيق فيها بالملائكة
من قوله * (ومن قدر عليه رزقه) * وهو
منقول عن الخليل بن أحمد.
ثم قال: واختلفوا في تحقيق استمرارها
وعدمه، فذهب قوم إلى أنها إنما كانت على
عهد رسول الله ثم رفعت، وقال آخرون
لم ترفع بل هي إلى يوم القيامة... إلى
أن قال: وجمهور العلماء في أنها في شهر
رمضان في كل سنة - انتهى.
وهذا هو الحق يعلم ذلك من مذهب
أهل البيت عليهم السلام بالضرورة،
ولا خلاف بين أصحابنا في انحصارها في
ليلة تسعة.
وفي الحديث (* (إنا أنزلناه في ليلة
القدر) * سورة النبي صلى الله عليه وآله
وأهل بيته، والوجه في ذلك أنهم هم
المخصوصون بتنزل الملائكة عليهم في ليلة
القدر دون غيرهم، فنسبت السورة إليهم
لذلك.
وفيه (هلك امرؤ لم يعرف قدره) (1)

(1) نهج البلاغة ج 3 ص 189.
465

وذلك لان من لم يعرف قدره في مظنة
أن يتجاوزه.
وفيه (العالم من عرف قدره وكفى
بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره) (1)
حصر العالم فيمن عرف قدره لان ذلك
يستلزم معرفته لنفسه فلا يتجاوز حده،
وفي ذلك تمام العلم، ويلزمه من ذلك
أن من لا يعرف قدره لا يكون عالما
لان سلب اللازم يستلزم سلب الملزوم،
فيكون إذا جاهلا.
وقدرت على الشئ - من باب ضرب -:
قويت عليه وتمكنت منه.
والاسم القدرة، والفاعل قدير وقادر
والشئ مقدور عليه.
وفي حديث الصادق عليه السلام مع
عبد الله الديصاني وقد سأله: الله قادر
أن يدخل الدنيا كلها في البيضة لا تصغر
الدنيا ولا تكبر البيضة؟ فأجابه بما
حاصله عدم امتناع ذلك، وكأنه جواب
إقناعي يقنع به السائل ويرتضيه ويكتفي
به، إذ ما ذكره من الأمور المحالية
الممتنعة في ذاتها الممتنعة الوجود في
الخارج. والتحقيق ما أجاب به علي عليه
السلام حين سئل بذلك، وهو أن الله
لا يوصف بعجز والذي سألتني عنه
لا يكون، ومن أقدر ممن يلطف الأرض
ويعظم البيضة.
و (القادر) من أسمائه تعالى، وهو
وأن ظهر معناه لكن يحتمل أن يكون
بمعنى المقدر، قال الله تعالى * (فقدرنا
فنعم القادرون) *.
ومن أسمائه (المقتدر) وهو مفتعل
من القدرة، والاقتدار أبلغ وأعم، والقادر
والمقتدر إذا وصف الله بهما فالمراد نفي
العجز عنه فيما يشاء ويريد، ومحال أن
يوصف بالقدرة المطلقة غير الله تعالى وان
أطلق عليه لفظا.
والقدرة: عبارة عما قضاه الله وحكم
به من الأمور، وهو مصدر قدر يقدر قدرا
وقد تسكن داله، ومنه (ليلة القدر)
وهي ليلة تقدر فيها الارزاق وتقضى،
فالقدر بالفتح فالسكون ما يقدره الله من
القضاء، وبالفتح ما صدر مقدورا عن فعل
القادر.

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 97.
466

وفي فقيه الصدوق (لما ساقني القضاء
إلى بلاد الغربة وحصلني القدر منها) (1)
إلى آخر عبارته. ربما اعترض على هذا
بأن ظاهرها يعطي الجبر في الأفعال وهو
بعيد من مثله. ويمكن الجواب بأن
أفعال العباد لما كانت منهم على وفق القضاء
الثابت في الأزل والقدر الكائن فيما لا يزال
كانا كأنهما هما المؤثر ان في ذلك الفعل،
فأسنده إليهما على طريق المجاز لا الحقيقة،
أو يقال ليس المراد بهما الحكم والامر
من الله تعالى كما في قوله * (وقضى ربك
أن لا تعبدوا إلا إياه) * على ما بينه علي عليه
السلام في مسألة من سأله عن مسيرهم
إلى الشام وقد تقدم ذلك في قضا، أو يقال
سبق علم الله في حدوث الكائنات أوجب
صدورها من العباد وإلا لا نقلب العلم جهلا
وذلك لا ينافي القدرة الاختيارية للعبد
من حيث الامكان الذاتي، لامكان اجتماع
الامكان والوجوب باعتبارين.
وفي الخبر (كل شئ يقدر حتى العجز
وفى الكسل. هذا الحديث في مادة (عجز) كل
شق يقدر حتى العجز والكل)
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه
وآله (إن الله تعالى قدر التقادير ودبر
التدابير قبل أن يخلق آدم بألفي عام).
وفي الحديث ذكر القدرية، وهم
المنسوبون إلى القدر ويزعمون أن كل
عبد خالق فعله، ولا يرون المعاصي
والكفر بتقدير الله ومشيته، فنسبوا إلى
القدر لأنه بدعتهم وضلالتهم.
وفي شرح المواقف قيل القدرية هم
المعتزلة لاسناد أفعالهم إلى قدرتهم.
وفي الحديث (لا يدخل الجنة قدري)
وهو الذي يقول لا يكون ما شاء الله
ويكون ما شاء إبليس.
والتقدير: هو تقدير الشئ من طوله
وعرضه كما جاءت به الرواية.
وفي الحديث (التقدير واقع على
القضاء بالامضاء) أي واقع على القضاء
المتلبس بالامضاء، فعلى هنا - على ما قيل -
نهجية ليست للاستعلاء، وفي كلامه
إشارة إلى شيئين: الأول أن التقدير
مشتمل على كل التفاصيل الموجودة في
الخارج، والثاني أنه واسطة بين القضاء

(1) من لا يحضر ج 1 ص 2.
467

والامضاء.
ومعنى القضاء هو النقش الحتمي.
وفي الحديث أنه قال: وسئل عن
القدر؟ فقال (طريق مظلم فلا تسلكوه
وبحر عميق فلا تلجوه وسر الله فلا
تتكلفوه) (1) قال بعض الشارحين: معنى
القدر هنا ما لا نهاية له من معلومات الله
فإنه لا طريق لنا ولا إلى مقدوراته، وقيل
القدر هنا ما يكون مكتوبا في اللوح
المحفوظ وما دللنا على تفصيله وليس لنا أن
نتكلفه، ويقال اللوح المحفوظ القدر
والكتاب القدر كأن كل شئ قدر الله كتبته.
وسئل ابن عباس عن القدر؟ فقال:
هو تقدير الأشياء كلها أول مرة ثم قضاها
وفصلها.
وعن الصادق عليه السلام أنه قال
(الناس في القدر على ثلاثة منازل: من
جعل العباد في الامر مشية فيه فقد ضاد
الله، ومن أضاف إلى الله تعالى شيئا هو
منزه عنه فقد افترى على الله كذبا،
ورجل قال إن رحمت فبفضل الله عليك
وإن عذبت فبعدل الله فذاك الذي سلم له
دينه ودنياه).
وفي الحديث الحث على تقدير المعيشة
وهو التعديل بين الافراط والتفريط، وهو
من علامات المؤمن.
ويقال له عندي قدر ولا قدر: أي
ماله عندي حرمة ووقار.
وإذا وافق الشئ الشئ قيل على قدر
بالفتح لا غير.
والقدر: ما يقدره الله من القضاء،
وقد سبق في قضا ما يعين على معرفة القدر.
وفي الدعاء (فأقدره لي ويسره) أي
إقض لي به وهيئه.
ويقال (مالي عليه مقدرة) أي قدرة.
ورجل ذو قدرة ومقدرة - بضم الدال
وفتحها - أي يسار.
وفي الحديث (قدر الرجل على قدر
همته) (2) قدره منزلته في اعتبار الناس
من تعظيم واحتقار، وهو من لوازم علو
همته أو دناءتها، فعلو همته أن لا يقتصر
على بلوغ أمر من الأمور التي يراد بها
شرفا وفضيلة حتى يسمو إلى ما ورائها
مما هو أعظم، ويلزم من ذلك تنبيله

(1) نهج البلاغة ج 3 ص 222.
(2) نهج البلاغة ج 3 ص 163.
468

وتعظيمه، وصغرها أن يقتصر على محقرات
الأمور، وبحسب ذلك يكون قدره.
والانسان قادر مختار: أي إن شاء
فعل وإن شاء لم يفعل.
والذي يظهر من كثير من الأحاديث
أن العبد ليس قادرا تاما على طرفي فعله
كما هو مذهب المعتزلة، وإنما قدرته
التامة على الطرف الذي وقع منه فقط،
وأما على الطرف الآخر فقدرته ناقصة.
والسبب في ذلك مع تساوي نسبة الاقدار
والتمكين منه تعالى إلى طرفي الفعل أمر
يرجع إلى نفس العبد، وهو إرادة أحد
الطرفين دون الآخر لا من الله فيلزم
الجبر كما هو مذهب الأشاعرة، فالقدرة
التامة للعبد على ما زعمه المعتزلة باطل،
والقول بعدم القدرة على شئ من الطرفين
كما زعمه الأشعرية أظهر بطلانا، والحق
ما بينهما وهو القدرة التامة فيما يقع من
العبد فعله والناقصة فيما لم يقع، وكذا
القول في الاستطاعة التامة والناقصة على
ما سيأتي تفصيله انشاء الله تعالى، يؤيده
قوله عليه السلام (بين الجبر والقدر منزلة
بين المنزلتين) والمراد من القدر هنا قدر
العباد، حيث زعمت المعتزلة أن العباد
ما شاؤا صنعوا.
والقدر بالكسر: آنية يطبخ بها،
والجمع قدور كحمل وحمول، وهي
مؤنثة، وتصغيرها قدير على غير القياس.
ق د س
قوله تعالى: * (وأيدناه بروح القدس) *
[2 / 87] بضمتين وإسكان الثاني جبرئيل
عليه السلام كما جاءت به الرواية، وقد
مر تمام البحث في روح.
والأرض المقدسة: أي المطهرة بيت
المقدس لأنها كانت قرار الأنبياء ومسكن
المؤمنين، وقيل الطور وما حوله، وقيل
دمشق، وقيل الشام.
وبيت المقدس يشدد ويخفف الذي
يتطهر به من الذنوب، بناه سليمان بن
داود عليه السلام، والنسبة إليه مقدسي
كمجلسي من القدس وهو الطهارة.
قوله: * (ونقدس لك) * [2 / 30]
أي مطهرك عما لا يليق بك، وقيل مطهر
أنفسنا لك.
و (القدوس) من أسمائه تعالى من
القدس وهو الطاهر المنزه عن العيوب
469

والنقائص، ونظيره السبوح.
قال تغلب نقلا عنه: كل اسم جاء
على فعول فهو مفتوح الأول إلا السبوح
والقدوس فإن الضم فيهما أكثر وقد
يفتحان.
قوله: * (بالواد المقدس) * [20 / 12]
أي المطهر، وأما طوى فاسم الوادي.
وفى الحديث (ما من مؤمن يكون
في بيته غير خلوب إلا قدس لأهل ذلك
المنزل، فإن كانت اثنتين قدسوا كل يوم
مرتين. قلت: كيف يقدسون؟ قال:
يقول لهم بورك عليكم وطبتم وطاب أدامكم.
قال الراوي: فما معنى قدستم؟ قال:
طهرتم).
وفي الحديث (ما من أرض فيها اسم
محمد إلا تقدست).
والتقديس: التطهير.
والقدس: الطهر، اسم مصدر، ومنه
قيل للجنة حظيرة القدس.
و (القادسية) قرية قريبة من الكوفة
إذا خرجت منها أشرفت على النجف،
مر بها إبراهيم عليه السلام ودعا لها
بالقدس وأن تكون محلة الحاج.
قال في المغرب: بينهما وبين الكوفة
خمسة عشر ميلا.
وفي المصباح القادسية قرية قريبة من
الكوفة من جهة الغرب على طرف البادية
على نحو خمسة عشر فرسخا، وهي آخر
أرض العرب وأول حدود سواد العراق،
وهناك كانت وقعة مشهورة في خلافة الثاني
و (قيدوس) فيما صح من نسخ اسم
رجل من بني إسرائيل.
ق د ع
قدعت فرسي: كففته.
وقدعت نفسي عما تريده وتطلب.
ق د م
قوله تعالى * (لا تقدموا بين يدي الله
ورسوله) * [49 / 1] معناه: لا تتقدموا،
من قدم بين يديه أي تقدم. وقيل:
لا تعجلوا بأمر ونهي قبله.
وقدم بالفتح يقدم قدما أي تقدم،
قال تعالى * (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم
النار) * [11 / 99].
وقوله (مقدمون) أي معجلون
إلى النار.
قوله * (قدم صدق) * [10 / 2]
470

يعنى عملا صالحا قدموه. وقيل: المنزلة
الرفيعة.
قوله * (من قدم لنا هذا) * [38 / 61]
اي من سنه.
قوله * (ولقد علمنا المستقدمين منكم
ولقد علمنا المستأخرين) * [15 / 24]
أي ولقد علمنا من استقدم ولادة وموتا،
ومن استأخر من الأولين والآخرين.
أو من خرج من أصلاب الرجال ومن لم
يخرج.
وفي حديث الميت (خرج مع المؤمن
مثال يقدمه) قوله يقدمه يجوز أن يقرء
على وزن يكرم أي يقويه ويشجعه من
الاقدام في الحرب وهي الشجاعة وعدم
الخوف، ويجوز أن يقرأ على وزن ينصر،
وماضيه قدم كنصر أي يتقدمه، كما
قال تعالى * (يقدم قومه) * [11 / 99] وأمامه
تأكيد كذا ذكره بعض الأفاضل.
والمقدم - بفتح الدال والتشديد -:
نقيض المؤخر، ومنه (مسح مقدم
رأسي).
والمقدم بكسر الدال: نقيض المؤخر
بالكسر أيضا. ومنه الدعاء (اللهم أنت المقدم وأنت
المؤخر) أي أنت الذي تقدم من تشاء
من خلقك إلى رحمتك بتوفيقك. وأنت
الذي تؤخر من تشاء عن ذلك بخذلانك،
وهما من أسمائه تعالى، ومعناه فيهما:
تنزيل الأشياء منازلها، وترتيبها في
التكوين والتفضيل وغير ذلك مما تقتضيه
الحكمة.
والجمع بين هذين الاسمين أحسن من
التفرقة.
والقدم من الرجل: ما يطأ عليه
الانسان من لدن الرسغ إلى ما دون
ذلك، والجمع أقدام كسبب وأسباب.
وقولهم: هذا تحت قدمي، عبارة
عن الابطال والاهدار. قاله في المغرب.
والقدم أيضا: السابقة في الامر،
يقال لفلان (قدم صدق) أي أثرة حسنة
وفي الدعاء (أثبت لي قدم صدق)
في الهجرة).
وقدم الشئ قدما وزان عنب فهو
قديم، وتقادم: مثله.
471

وعيب قديم أي سابق، وزمانه متقدم
الوقوع على وقته.
والقديم: من أسمائه تعالى وهو الموجود
الذي لم يزل، وإن شئت فسرته بالموجود
الذي ليس لوجوده ابتداء.
وأصل القديم في اللسان: السابق
فيقال (الله قديم) بمعنى أنه سابق
الموجودات كلها.
وعن جماعة من المتكلمين: يجوز أن
يشتق اسم الله تعالى مما لا يؤدي إلى نقص
أو عيب. وزاد بعض المحققين على ذلك
أنه إذا دل على الاشتقاق الكتاب أو السنة
أو الاجماع، فيجوز أن يقال (الله القاضي)
أخذا من قوله * (يقضي بالحق) * [20 / 40]
إلى أن قال: فيحمل قولهم (أسماؤه
تعالى توقيفية) على واحد من الأصول
الثلاثة، فإنه تعالى يسمى جوادا وكريما،
ولا يسمى سخيا لعدم سماع قوله. وقد
تقدم البحث في تحقيق ذلك في (سما).
و (مضى قدما) بضم الدال. لم يعرج
ولم ينثن، ومثله (ومضوا قدما) أي
مضوا ولم يعرجوا على شئ، وكانوا على
الطريقة المستقيمة وغير نأكل عن قدم
أي غير جبان ضعيف عن التقدم يقال
نكل فلان عن العدو، إذا جبن.
وفى حق الأئمة (ماض على نصرتهم
قدما غير مول دبرا).
والقدم بالكسر: خلاف الحدوث،
ومنه يقال: قدما كان كذا وكذا، وله
في العلم قدم أي سبق.
وأقدم: زجر للفرس، كأنه يؤمر
بالاقدام. ومنه (أقدم حيزوم) بفتح
الهمزة.
والمقدام بكسر الميم: الرجل الكثير
الاقدام على العدو، ومثله المقدامة
بالكسر أيضا.
ومقدم العين بكسر الدال: مما يلي
الأنف كمؤخرها (1) مما يلي الصدغ
وقوادم الطير: مقاديم ريشه، قاله
الجوهري وغيره. وهي عشرة في كل
جناح.
ومنه (كان النساء الأول يمشطن
المقاديم) يعني من شعر الرأس.
ومقاديم الأسنان: ضد مواخيرها.

(1) كلاهما على وزان مكرم اسم فاعل من باب الأفعال.
472

وقادم الانسان: رأسه والجمع قوادم.
وقدم وتقدم بمعنى.
ومنه (مقدمة الجيش) بكسر الدال
والتشديد: أوله وهم الذين يتقدمونه.
ومقدمة الكتاب: مثله.
وقدم الرجل البلد من باب تعب قدوما
ومقدما بفتح الميم والدال.
وقدمت الشئ: خلاف أخرته.
وقدمت القوم قدما من باب قتل:
مثل تقدمتهم.
وتقدمت إليه بكذا: أمرته به.
وقدمته إلى كذا: قربته إليه.
وقدام بضم القاف: نقيض وراء،
وهما يؤنثان ويصغران بالهاء.
والقدوم كرسول: الآلة التي ينحت
بها النجار، مؤنثة وعن ابن السكيت:
ولا تقل قدوم، بالتشديد. وعن الزمخشري
والمطرزي: التشديد لغة.
وفي صحيح البخاري عن أبي الزناد
باسناده إلى أبي هريرة ان رسول الله صلى
الله عليه وآله قال (اختتن إبراهيم بعد
ثمانين سنة واختتن بالقدوم) مخففة.
قال أبو الزناد: والقدوم موضع.
ق د و
قوله تعالى * (فبهداهم اقتده) * [6 / 90]
قال الزمخشري: الهاء فيه للوقف،
واستحسن إيثار الوقف لثبات الهاء في
المصحف.
و (القدوة) بضم القاف أكثر من
كسرها: اسم من اقتدى به إذا فعل مثل
فعله تأسيا، ومنه (فلان قدوة) أي
يقتدى به.
ق ذ ذ
في الحديث عن النبي صلى الله عليه
وآله (يكون في هذه الأمة كلما كان في
بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة
بالقذة) القذة بالضم والتشديد: ريش
السهم، والجمع قذذ. و (حذو القذة
بالقذة) أي كما يقدر كل واحدة منها
على قدر صاحبتها وتقطع، ضرب مثلا
للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.
وفي الحديث (وتركبون قذتهم)
أي طريقتهم.
والقذة: الطريقة.
473

ق ذ ر
في الحديث (الماء طاهر إلا ما علمت
أنه قذر) (1) القذر مصدر قذر الشئ
فهو قذر من باب تعب إذا لم يكن نظيفا.
وقذرته من باب تعب أيضا: كرهته.
وعن الأزهري القذر الخارج من
بدن الانسان، يعني الغائط.
والقذر: النجاسة، وبكسر المعجم
المتنجس، ومنه شئ قذر: بين النجاسة.
ومنه قول الصادق عليه السلام (كل
ماء طاهر إلا ما علمت أنه قذر) واختلف
في المراد من العلم، فعند أبي الصلاح هو
الظن المطلق وإن لم يستند إلى سبب شرعي
وعند غيره هو القطع لا غير فلا عبرة بالظن
مطلقا، وهو مذهب ابن البراج، وعند
آخرين هو ما يعم القطع والظن الخاص
أعني ما أسند إلى سبب شرعي كشهادة
العدلين، وهو قريب.
وفي الحديث (بئس العبد القاذورة،
وإن الله يبغض العبد القاذورة من الرجال
الذي لا يبالي بما قال وما صنع).
والقاذورة: الشئ الخلق، وكأن المراد
به هنا الوسخ الذي لم يتنزه عن الأقذار.
وقد يطلق القاذورة على الفاحشة،
ولعل منه قوله صلى الله عليه وآله (اجتنبوا
هذه القاذورة التي نهى الله عنها) أعني
الزنا ونحوه.
وقوله (من أصاب من هذه القاذورات
شيئا فليستتر بستر الله) يريد بذلك ما فيه
حد كالزنا وشرب الخمر.
وفي الحديث (لا يغسل رجليه إلا
أن يقذرها) بكسر الذال، أي يكرهها
وتنفر طبيعته منها.
ورجل مقذار: نجسه الناس.
و (قاذر) اسم ابن إسماعيل بن إبراهيم
عليه السلام، ويقال انه قيذور وقيذار.
ق ذ ف
قوله تعالى * (نقذف بالحق) * [21 / 18]
أي نرمي به في قلب من نشاء. قوله
* (يقذفون بالغيب) * [34 / 53] أي
يرجون به، وذلك قولهم ساحر كاهن.
قوله * (إقذفيه في التابوت) *
[20 / 39] أي ضعيه وألقيه فيه.
قوله * (حملنا أوزارا من زينة القوم

(1) من لا يحضر ج 1 ص 6.
474

فقذفناها) * [20 / 87] أي طرحناها
في نار السامري التي أوقدها في الحفرة
وأمرنا أن نطرح فيها الحلي.
وفي الدعاء (واقذف في قلبي رجائك)
أي اطرحه فيه وألقه.
والقذف: الرمي، يقال قذفت
بالحجارة قذفا من باب ضرب: رميت بها.
وقذف المحصنة: رماها بالفاحشة.
وكان يقذف الغراب أي يرميه.
والحبلى ربما قذفت الدم أي رمته.
ويقذف في قلوبكما شرا أي يوقع
ويلقي.
ق ذ ل
القذال جماع مؤخر الرأس.
ق ذ ى
في دعاء الخلاء: (اللهم أذهب عني
القذا والأذى) القذا بالفتح والقصر:
ما يقع في العين والشراب من تراب أو تبن
أو وسخ أو غير ذلك، ويريد بالأذى
هنا الفضلة المؤذية لو حبست عليه
وفي الحديث: (صرف القذاء عن
المؤمن حسنة) كأنه يريد الكدورة التي
حصلت للمؤمن من حوادث الدهر.
وفيه: (غسل الرأس بالخطمي [يذهب
بالدرن و] ينفي الأقذاء) (1) يعني
الأوساخ التي في الرأس.
ق ر أ
قوله تعالى: * (فاقرؤا ما تيسر من
القرآن) * [72 / 20] قيل: دلت الآية
على وجوب قراءة شئ من القرآن،
فيصدق دليل هكذا قراءة شئ من القرآن
واجب ولا شئ من القرآن في غير الصلاة
بواجب فيكون الوجوب في الصلاة وهو
المطلوب. وأورد عليه أن الكبرى ممنوعة،
وسند المنع أن الوجوب إما عيني ولا إشعار
به في الكلام أو كفائي فعدمه في غير
الصلاة ممنوع بل يجب لئلا تندرس المعجزة
وأجيب بأن المراد الوجوب العيني إذ هو
الأغلب في التكاليف وهو المتبادر عند
الاطلاق. وقيل: المراد بالقراءة الصلاة
تسمية للشئ ببعض أجزائه، وعنى به

(1) الكافي ج 6 ص 504.
475

صلاة الليل ثم نسخ بالصلوات الخمس.
وقيل: الامر في غير الصلاة لكنه على
الاستحباب. واختلف في أقله، فقيل:
أقله في اليوم والليلة خمسون آية، وقيل
مائة، وقيل مائتان، وقيل ثلث القرآن
قوله تعالى: * وقرآن الفجر) *
[17 / 78] أي ما يقرأ في صلاة الفجر،
والمراد صلاة الفجر.
قوله تعالى: * (إن علينا جمعه وقرآنه) *
[75 / 17] أي جمعه في صدرك واثبات
قراءته في لسانك * (فإذا قرأناه) * جعل
قراءة جبرئيل قراءته قوله تعالى: * (فاتبع
قرآنه) * أي فكن مقفيا له فيه، فهو
مصدر مضاف إلى المفعول أي قراءتك إياه
قوله تعالى: * (سنقرئك فلا تنسى) *
[87 / 6] الاقراء: الاخذ على القارئ
بالاستماع لتقويم الزلل، والقارئ: التالي
وأصله الجمع لأنه يجمع الحروف، أي
سنأخذ عليك قراءة القرآن فلا تنسى ذلك
ومعناه سيقرأ عليك جبرئيل بأمرنا فتحفظ
فلا تنساه، والنسيان: ذهاب المعنى عن
النفس، ونظيره السهو، ونقيضه الذكر
كذا ذكره الشيخ أبو علي.
قوله تعالى: * (إقرأ باسم ربك) *
[96 / 1] أكثر المفسرين على أن هذه
الآية أول ما نزل من القرآن، ويدل على
ذلك حديث الباقر (ع) قال: (أول
ما نزل من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم
اقرأ باسم ربك، وآخره إذا جاء نصر
الله) (1). وقيل: أول ما نزل يا أيها
المدثر. وقيل: فاتحة الكتاب. وقيل:
ومعنى اقرأ الأول أوجد القراءة من غير
اعتبار تعديته إلى مقروء به كما يقال:
(فلان يعطي) أي يوجد الاعطاء من
غير اعتبار تعديته إلى المعطى. قال بعض
المحققين: وهذا مبني على أن تعلق باسم
ربك باقرأ الثاني، ودخول الباء للدلالة
على التكرير والدوام كقولك: (أخذت
الخطام) و (أخذت بالخطام) والأحسن
أن اقرأ الأول والثاني كليهما منزلان

(1) جاء هذا الحديث في الكافي ج 2 ص 628 عن الصادق (ع).
476

منزلة اللازم، أي افعل القراءة وأوجدها،
والمفعول محذوف في كليهما أي اقرأ
القرآن، والباء للاستعانة أو الملابسة،
أي مستعينا باسم ربك أو متبركا أو مبتدءا به
قوله تعالى: * (وأن أتلو القرآن) *
[27 / 92] هو اسم لكتاب الله تعالى
خاصة لا يسمى به غيره، وإنما سمي قرآنا
لأنه يجمع السور ويضمها، وقيل لأنه جمع
القصص والامر والنهي والوعد والوعيد
والآيات والسور بعضها إلى بعض، وهو
مصدر كالغفران والكفران، يقال:
(فلان يقرأ قرآنا حسنا) أي قراءة
حسنة.
وفي الحديث: (القرآن جملة الكتاب
والفرقان الحكم الواجب العمل به) (1)
وفى الحديث: (نزل القرآن أربع
أرباع: ربع فينا، وربع في عدونا، وربع
سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام (2)
قوله تعالى: * (ثلاثة قروء) * [2 / 228]
القرء عند أهل الحجاز الطهر، وعند أهل
العراق الحيض. قيل: وكل أصاب لان
القرء خروج من شئ إلى شئ فخرجت
المرأة من الحيض إلى الطهر ومن الطهر إلى
الحيض، وهذا قول أبي عبيدة، وقال
غيره القرء الوقت يقال: (رجع فلان
لقرئه) أي لوقته الذي كان يرجع فيه،
فالحيض ثان لوقت الطهر والطهر ثان
لوقت الحيض. قال الأصمعي: الإضافة
فيه على غير قياس لأنه لا يقال ثلاثة
فلوس بل ثلاثة أفلس. وقال النحويون:
هو على التأويل والتقدير ثلاثة من قروء
لان العدد يضاف إلى مميزه، وهو من
ثلاثة إلى عشرة قليل، فلا يميز القليل
بالكثير. واحتمل البعض أن يكون قد
وضع أحد الجمعين موضع الآخر اتساعا
لفهم المعنى وذهب بعضهم إلى أن تمييز
الثلاثة إلى العشرة يجوز أن يكون جمع
كثرة من غير تأويل، فيقال: خمسة

(1) الكافي ج 2 ص 630.
(2) الكافي ج 2 ص 628.
477

كلاب وستة عبيد، ولا يجب عند هذا
القائل أن يقال: خمسة أكلب ولا
ستة أعبد.
وفي حديث الحايض: (دعي الصلاة
أيام أقرائك) (1) هي جمع قرء بالضم
كقفل وأقفال، وجمع قرء بالفتح على أقرء
وقروء كفلس وأفلس وفلوس، وهو
من الأضداد، والمراد هنا الحيض للامر
بترك الصلاة، كما أن المراد منه الطهر في
قوله: (المرأة ترى الدم بعد قرئها
بخمسة أيام).
وقرأت أم الكتاب قراءة بالكسر
والمد وقرآنا يتعدى بنفسه وبالياء، والفاعل
قارئ، والجمع قرأة بالتحريك وقراء
وقارئون مثل كفرة وكافرون وكفار.
وفى الحديث: (كم من قارئ للقرآن
والقرآن يلعنه).
وفيه: (يؤمكم أقرأكم) أي أعلمكم
بالقراءة.
و (فلان يقرؤك السلام) قيل: أي
يحملك على قراءة السلام، يقال: إقرأ
فلانا السلام، واقرأ عليه السلام كأنه
حين يبلغه سلامه يحمله على أنه يقرأ السلام
ويرده، كما إذا قرأ القرآن أو الحديث
على الشيخ يقول: أقرأني فلان أي
حملني على أن اقرأه عليه، ومنه.
(أقراني النبي صلى الله عليه وآله خمسة عشرة سجدة)
أي حمله أن يجمع في قراءته ذلك، وقيل:
اقرأه عليك أي أتلوه عليك، واقرأه
مني السلام أي بلغناه سلامي، ويقرؤك
السلام أي يبلغك السلام ويتلوه عليك.
ق ر ب
قوله تعالى: * (وأخذوا من مكان
قريب) * [34 / 51] أي من تحت
أقدامهم.
قوله: * (يوم يناد المناد من مكان
قريب) * [50 / 41] أي من المحشر
لأنه لا يبعد نداؤه من أحد.
قوله: * (ثم يتوبون من قريب) *
[4 / 17] أي قبل حضور الموت.

(1) الكافي ج 3 ص 84.
478

قوله: * (واسجد واقترب) *
[96 / 19] أي واسجد الله تعالى واقترب
من ثوابه، وقيل معناه يا محمد صلى الله عليه وآله لتقرب
منه، فإن أقرب ما يكون العبد من الله
تعالى إذا سجد له، وقيل * (واسجد) * أي
وصل لله * (واقترب من الله) *، وقيل
واسجد لقراءة هذه السورة، والسجود
هنا فريضة وهو من العزائم.
و * (قربات عند الله وصلوات
الرسول) * [9 / 99] المعنى أن ما ينفقه
سبب لحصول القربات وصلوات الرسول،
لأنه كان يدعو للمتصدقين بالخير والبركة
ويستغفر لهم كقوله (اللهم صل على آل
أبي أوفى) لما أتاه أبو أوفى بصدقة،
فلما كان ما ينفق سببا لذلك قيل يتخذ
ما ينفق قربات وصلوات * (ألا إنها قربة) *
شهادة من الله للمتصدق بصحة ما اعتقده
- كذا قال الشيخ أبو علي.
قوله: * (والجار ذي القربى) *
[4 / 36] أي الذي قريب جواره، وقيل
الذي له مع الجوار قرب واتصال بنسب
أو دين.
قوله: * (ذا مقربة) * [90 / 15]
أي قرابة.
قوله: * (إن رحمة الله قريب من
المحسنين) * [7 / 56] ولم يقل قريبة
لأنه أراد بالرحمة الاحسان، ولان ما لا
يكون تأنيثه حقيقيا جاز تذكيره. وعن
الفراء إذا كان القريب بمعنى المسافة
يذكر ويؤنث.
و (ذي القربى) في آية الخمس
بنو هاشم وبنو المطلب دون بني عبد شمس
وبني نوفل، لقوله (ع): (إن بني
المطلب ما فارقونا في جاهلية ولا إسلام،
وبنو هاشم وبنو المطلب شئ واحد)
وشبك بين أصابعه.
قوله: * (وآت ذا القربى حقه
والمسكين وابن السبيل) * [17 / 26]
وقوله: * (إن الله يأمر بالعدل والاحسان
وإيتاء ذي القربى) * [16 / 90] قيل
المراد بذي القربى في هذا وأمثاله قرابة
الرسول وإعطاء حقه وأوجب له من
الخمس وغيره.
قوله: * (واقترب الوعد الحق) *
[21 / 97] أي تقارب.
قوله تعالى: * (ولا تقربا هذه
479

الشجرة) * أي لا تأكلا منها، والمعنى لا
تقرباها بالأكل، وهو نهي تنزيه عندنا
لا نهي تحريم، وكانا بالتناول منها تاركين
نفلا وفضلا * (فتكونا من الظالمين) * أي
الباخسين الثواب الناقصين للحظ لأنفسكما
بترك هذا المندوب إليه كذا ذكره
الشيخ أبو علي.
قوله: * (حتى يأتينا بقربان
تأكله النار) * [3 / 183] أي تشرع لنا
تقريب قربان تأكله النار، والقربان ما
يقصد به القرب من رحمة الله من أعمال
البر، وهو على وزن فعلان من القرب
كالفرقان من الفرق. والقصة في ذلك:
إنه لما أكل آدم من الشجرة أهبط إلى
الأرض فولد له هابيل وأخته توأم
فولد له قابيل وأخته توأم، ثم أمرهما أن
يقربا قربانا، وكان هابيل صاحب غنم
وقابيل صاحب زرع، فقرب هابيل
كبشا من أفاضل غنمه وقرب قابيل من
زرعه ما لم ينق، فقبل قربان هابيل
فأكلته النار، فعمد قابيل إلى النار فبنى
لها بيتا وهو أول من بنى بيوت النار،
فقال: لأعبد هذه النار حتى تقبل مني
قرباني، ثم إن إبليس أتاه وهو يجري
من ابن آدم مجرى الدم في العروق فقال
له: يا قابيل إن تركت هابيل يكون له
عقب يفتخرون على عقبك ويقولون نحن
ممن تقبل قربانه فاقتله، فقتله، فلما
بلغ الخبر آدم بكاه أربعين ليلة ثم سأل
ربه ولدا فسماه هبة الله وهبه له وأخته
توأم.
قوله: * (وآتى المال على حبه ذوي
القربى) * [2 / 177] فقيل قرابة
المعطى، فيكون حثا على صلة الأرحام
ويدخل في ذلك النفقات الواجبة والمندوبة
وغيرها من الصلات، وقيل قرابة النبي صلى الله عليه وآله
لقوله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا
إلا المودة في القربى) * [42 / 23] وهو
المروي عن الباقر والصادق (ع).
قوله: * (وأنذر عشيرتك الأقربين) *
[24 / 214] قال قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله
الذين جعل لهم الخمس، وهم بنو عبد
المطلب أنفسهم ذكرهم وأنثاهم لا يخالطهم
من قريش أو من بيوتات العرب أحد.
وعن النوفلي عن علي بن أبي طالب (ع)
قال: لما أنزلت * (وأنذر عشيرتك
480

الأقربين) * دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بنو
عبد المطلب، وهم مع ذلك أربعون
رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا،
فقال: أيكم يكون أخي ووارثي وخليفتي
فيكم بعدي؟ فعرض عليهم ذلك رجلا
رجلا كلهم يأبى ذلك وأقول: أنا
يا رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال: يا بني
عبد المطلب هذا أخي ووارثي وخليفتي
فيكم بعدي. فقام القوم يضحك بعضهم
إلى بعض ويقولون لابي طالب: قد أمرك
أن تسمع وتطيع هذا الغلام.
وفي الحديث: (لعن رسول الله صلى الله عليه وآله
ثلاث منها الساد الطريق المقربة) وقد
مر شرحه في (غرب).
وتقرب إلى الله بشئ: أي طلب
به القربة عنده.
و (القربة) بسكون الراء والضم
للاتباع: ما يتقرب به إلى الله تعالى،
والجمع قرب وقربات مثل غرفة وغرف
وغرفات.
و (القربة) بالكسر: ما يستقى
به الماء. والجمع (قرب) كسدرة وسدر.
واقترب: دنا.
وتقاربوا: قرب بعضهم إلى بعض
و (القربان) بالضم: مثل القربة،
ومنه الحديث (الصلاة قربان كل تقي) (1)
أي الأتقياء من الناس يتقربون بها
إلى الله تعالى، أي يطلبون القرب منه
بها. وفي الحديث القدسي: (من تقرب
إلي شبرا تقربت إليه ذراعا) المراد بقرب
العبد إلى الله تعالى القرب بالذكر والعمل
الصالح لا قرب الذات والمكان، لان ذلك
من صفات الأجسام والله منزه عن ذلك
ومقدس، والمراد بقرب الله تعالى من
العبد قرب نعمه وألطافه وبره وإحسانه
إليه وتراد مننه وفيض مواهبه عليه.
و (قربت الامر) من باب تعب،
وفي لغة من باب قتل قربانا بالكسر:
فعلته أو دانيته. قيل ومن الأول * (ولا
تقربوا الزنى) * ومن الثاني (لا تقربوا
الحمى).
وقارب الإبل: أي جمعها حتى لا
تتبدد.
وقارب فلان فلانا: إذا كلمه

(1) الكافي ج 3 ص 265.
481

بكلام حسن.
و (قراب السيف) بالكسر جفنه،
وهو وعاء السيف، والجمع قرب وأقربة
كحمر وأحمرة.
و (القرابة) بالكسر: الرحم.
و (شئ مقارب) بكسر الراء،
أي وسط بين الجيد والردئ.
ق ر ب س
القربوس بالتحريك للسرج، ولا
يخفف إلا للشعر.
ق ر ث ع
القرثع من النساء: البلهاء.
وسئل أعرابي عن القرثع؟ فقال:
هي التي تكحل إحدى عينيها وتترك
الأخرى وتلبس قميصا مقلوبا.
ق ر ح
فيه ذكر القرح بالفتح فالسكون:
الجراح، وقيل القرح بافتح الجراح
والقرح بالضم ألم الجراح.
وفي الحديث (سئل عن الرجل
يكون فيه القرحة) هي بفتح القاف
وسكون الراء واحدة القرح والقروح،
وهي حبة تخرج في البدن.
وقرح الرجل قرحا من باب
تعب: خرجت به قروح. وقرحته
قرحا - من باب نفع -: إذا جرحته،
والاسم القرح بالضم: بياض يسير في
وجه الفرس دون الغرة. ومنه الحديث
(خير الخيل الأقرح المحجل) يعني
الذي في جبهته قرحة.
والماء القراح كسحاب: الماء
الذي لا يخالطه شئ من كافور ونحوه،
ومنه حديث الميت (يغسله بالماء القراح) (1)
والقراح أيضا: المزرعة التي ليس
عليها بناء ولا فيها شجر، والجمع أقرحة
ومنه الحديث (أنثر في القراح بذرك).
واقترحت الشئ: ابتدعته.
واقترحت عليه شيئا: سألته إياه
من غير روية، ومنه الحديث (إن رسول
الله صلى الله عليه وآله لا يقترح على ربه
في شئ يأمره به).
واقتراح الكلام: ارتجاله.
و (القارح) من ذي الحافر: ما

(1) الكافي ج 3 ص 140.
482

انتهت أسنانه، يقال قرح ذو الحافر يقرح
بفتحتين قروحا فهو قارح، وذلك عند
كمال خمس سنين وهو في السنة الأولى
حولي ثم جذع ثم ثني ثم رباع ثم قارح.
والقريحة: أول ماء يستنبط من
البئر، قال الجوهري: ومنه قولهم (لفلان
قريحة جيدة) يراد استنباط العلم بجود
الطبع.
ق ر د
قوله تعالى: * (جعل منهم القردة
والخنازير) * [5 / 60] هم قوم من بني
إسرائيل مسخوا حيث اعتدوا في السبت.
قال بعض المفسرين: يعني بالقردة
أصحاب السبت، والخنازير كفار مائدة
عيسى عليه السلام. وروي الغزالي عن
ابن عباس ان الممسخين من أصحاب السبت
إن شبابهم مسخوا قردة وشيوخهم مسخوا
خنازير. وقد تقدمت قصة أصحاب
السبت في (سبت).
وفي الحديث (القردة من المسوخ).
قال الجوهري: القرد واحد القرود
وقد يجمع على قردة مثل فيل وفيلة،
والأنثى قردة، والجمع قرد مثل قربة
وقرب. وفي المثل (إنه لأدنى من قرد).
و (القراد) كغراب: هو ما يتعلق
بالبعير ونحوه وهو كالقمل للانسان،
الواحدة قردة والجمع قردان بالكسر
كغربان.
و (غزوة ذي قردة) بفتحتين:
موضع على ليلتين من المدينة.
ق ر ر
قوله تعالى: * (الذين يقولون ربنا
هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) *
[25 / 74] يعني هب لنا من جهتهم
ما تقر به أعيننا من صلاح وعلم، ونكر
القرة بتنكير المضاف إليه، فكأنه قال:
هب لنا فيهم سرورا وفرحا - كذا ذكره
الشيخ أبو علي.
ومثله قوله: * (قرة عين لي ولك) *
[28 / 9] أي فرح وسرور لي ولك.
قوله: * (ربوة ذات قرار) * [23 / 50]
مر تفسيره في ربا.
قوله: * (في قرار مكين) * [23 / 13]
قال: في الأنثيين ثم في الرحم.
قوله: * (يعلم مستقرها ومستودعها) *
483

[11 / 6] أي مأواها على وجه الأرض
ومدفنها، أو موضع قرارها ومسكنها
ومستودعها حيث كانت مودعة فيه قبل
الاستقرار من أصلاب الآباء وأرحام
الأمهات.
قوله: * (أصحاب الجنة يومئذ خير
مستقرا وأحسن مقيلا) * [25 / 24]
قيل المراد بالمستقر المكان الذي يستقر
فيه، والمقيل مكان الاستراحة، مأخوذ
من مكان القيلولة. ويحتمل أن يراد
بأحدهما الزمان، أي مكانهم وزمانهم
أطيب ما يتخيل من الأمكنة والازمان،
ويحتمل المصدرية منهما أو في أحدهما.
قوله: * (فمستقر ومستودع) *
[6 / 98] قيل مستقر في الرحم إلى أن يولد،
ومستودع في القبر إلى أن يبعث. وقيل
مستقر في بطون الأمهات ومستودع في أصلاب
الآباء، وقيل مستقر على ظهر الأرض في
الدنيا ومستودع عند الله في الآخرة،
وقيل غير ذلك.
قوله: * (ولكم في الأرض مستقر) *
[2 / 36] أي موضع قرار.
قوله: * (والشمس تجري لمستقر
لها) * [36 / 38] اي لحد لها موقت
بقدر تنتهي إليه من فلكها آخر السنة،
شبه بمستقر المسافر إذا قطع مسيرة، أو
لمنتهى لها من المشارق والمغارب حتى
تبلغ أقصاها، فذلك مستقرها لأنها
لا تعدوه، أو لحد لها من مسيرها كل يوم
في مرائي عيوننا وهو المغرب.
قوله: * (لكل نبأ مستقر) * [6 / 67]
أي منتهى في الدنيا أو في الآخرة.
قوله: * (قوارير من فضة) * [76 / 16]
هي جمع قارورة: الزجاج. قال الشيخ
أبو علي: قرئ قوارير قوارير غير منونين
وبالتنوين في الأولى منهما، وهذا التنوين
من حرف الاطلاق، لأنه كالفاصلة من
الشعر، وفي الثاني لاتباعه الأول، ومعنى
قوله * (قوارير من فضة) * أنها مخلوقة
من فضة قد جمعت بين بياض الفضة وحسنتها
وبين صفاء القوارير وشفيفها، ومعنى كانت
أنها تكون قوارير بتكوين الله إياها
وتفخيم لتلك الخلقة العجيبة الجامعة بين
صفتي الجوهرين المتباينين.
قوله: * (وقرن في بيوتكن) *
[33 / 33] إن قرئ بفتح القاف أراد
484

أقررن، حذفت الراء الأولى تخفيفا وحول
فتحها إلى القاف فسقطت ألف الوصل،
وإن قرئ وقرن بكسر القاف فهي من
وقر الرجل يقر إذا ثبت، أي أثبتن في
بيوتكن.
وفي حديث الميت (نم قرير العين)
قرة العين: برودتها وانقطاع بكائها
ورؤيتها ما كانت مشتاقة إليه. والقر
بالضم: ضد الحر، والعرب تزعم أن دمع
الباكي من شدة السرور باردة، ودمع
الباكي من الحزن حارة، فقرة العين
كناية عن الفرح والسرور والظفر بالمطلوب
يقال قرت عينه تقر بالكسر والفتح قرة
بالفتح والضم.
ومثله في حديث الدعاء (أقر الله
عينك) أي برد الله دمعتك، وقيل معنى
أقر الله عينك أنامها، من قر إذا سكن،
وقيل معنى أقر الله عينك بلغك أمنيتك
حتى ترضى نفسك وتسكن عينك، وحاصل
الكل الدعاء له بما يسره ولا يسؤه.
وفي حديث من به قروح (أقروه
حتى تبرأ) أي أخروه عن إقامة الحد
عليه حتى تبرأ.
وأقر الرجل بالشئ: أي اعترف به
وتقريره بالشئ: حمله على الاقرار به
وأقررت العامل على عمله: أي تركته
قارا.
وفي حديث بريرة (إن شاءت أن
تقر) يعني عند زوجها بفتح القاف أي
تمكث، ويجوز الكسر تقول قررت
بالمكان بالكسر أقر بالفتح وقررت أقر
بالعكس.
وفي الدعاء (واجعل عيشي قارا)
وفسر بثلاث تفسيرات: أحدها أن المراد
بالعيش القار أن يكون مستقرا دائما
غير منقطع. الثاني أن يكون واصلا إلى
حال قراري في بلدي، فلا أحتاج في
تحصيله إلى السفر والانتقال من بلد إلى
بلد. الثالث المراد بالعيش القار العيش
في السرور والابتهاج، أي قار العيني
مأخوذ من قرة العين.
وفيه (واجعل لي عند قبر رسولك
مستقرا وقرارا) المستقر على صيغة
المفعول: المكان والمنزل، والقرار:
المكث فيه. ونقل عن الشهيد أن المستقر
في الدنيا كما قال تعالى * (ولكم في
485

الأرض مستقر ومتاع إلى حين) * وقرار
في الآخرة كما قال تعالى * (إن الآخرة
لهي دار القرار) *.
وأورد عليه أنه لا يلائم قوله (عند
قبر رسولك).
وأجيب بأن المراد بالآخرة ليس
ما بعد يوم القيامة بل ما قبله، يعني أيام
الموت، والمراد أن يكون مسكنه في
الحياة ومدفنه بعد الممات في المدينة.
وفي الحديث (إلا أن يخاف على نفسه
القر) أي البرد.
ويوم فر وليلة قرة: أي باردة.
والقرة بالكسر: البرد أيضا.
ويوم القر بالفتح: اليوم الذي بعد
يوم النحر. لان الناس يقرون في منازلهم
وقر الحديث في أذنه يقره: كأنه
صبه فيها.
وأقر الشئ: أي سكن وانقاد واستقر
الشئ فسكن وقر.
وفي الحديث (قري كعبة) أي
أسكني واثبتي على حالك.
والحياة المستقرة في الصيد: هي
الثابتة فيه، وفسرت بما يمكن أن يعيش
ولو نصف يوم.
ق ر ش
قوله تعالى: * (لايلاف قريش) *
[106 / 1] قريش قبيلة وأبوهم النضر
ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن
إلياس بن مضر، وكل من كان ولدا
لنضر بن كنانة فهو قرشي. وقيل قريش
هو فهر بن مالك، ومن لم يلده فليس
بقرشي.
واختلف في سبب التسمية: فقيل هو
من القرش وهو الكسب والجمع، وقيل
سميت قريشا لاجتماعها بعد تفرقها في
البلاد، وقيل سبب ذلك أن النضر بن
كنانة ركب في بحر الهند فقالوا قريش
كسر مركبنا فرماها النضر بالجراب
فقتلها وحز رأسها وكان لها آذان كالشراع
تأكل ولا تؤكل تعلو ولا تعلى، فقدم
به مكة فنصبه على أبي قبيس فكان الناس
يتعجبون من عظمه فيقولون قتل النضر
قريشا.
وقريش أهل الشرف والرياسة، وهم
قبائل متفرقة منهم قصي بن كلاب الذي
جمع القبائل من فهر وكان يدعى مجمعا،
486

ومنهم هاشم الذي قيل فيه:
عمرو الذي هشم الثريد لقومه
ورجال مكة مسنتون عجاف
ومنهم شيبة الحمد المطعم طير السماء
الذي كان في وجهه قمر يضئ ليلة الظلام
الداجي.
وينسب إلى قريش بحذف الياء،
فيقال قرشي، وربما نسب إليه في الشعر
من غير تغيير فيقال قريشي.
وجاء في الحديث (امرأة من قريش)
يريد العلوية.
قال بعض الأفاضل: القرشية ما انتسبت
بالأب والأم أو بالأب على المختار.
ومقابر قريش ببغداد معروفة (1).
ق ر ص
في الخبر (حتيه ثم اقرصيه) وكأن
الضمير للمني، والقرص الغسل بأطراف
الأصابع - قاله الجوهري وغيره، وقيل
هو القلع بالظفر ونحوه. وقوله: (ثم
اغسليه بالماء) أمر بغسله بالماء ثانيا بعد
الغسل بأطراف الأصابع مبالغة في الانقاء.
وقرص البراغيث: لسعها.
وقرصه بلسانه: أذاه وناله.
والقرص بالضم فالسكون: معروف،
والجمع أقراص كقفل وأقفال، وجمع
القرصة قرص كصبرة وصبر.
وقرص الشمس: عينها.
وفي حديث علي عليه السلام (إنه
قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالدية
أثلاثا) هن ثلاث جوار كن يلعبن فتراكبن
فقرصت السفلى الوسطى فقمصت. فسقطت
العليا فوقصت عنقها فجعل ثلثي الدية على
الثنتين، وأسقط ثلث العليا لأنها أعانت
علي نفسها.
ق ر ض
قوله تعالى: * (إن تقرضوا الله قرضا
حسنا يضاعفه لكم) * [64 / 17] القرض:
ما تعطيه غيرك ليقضيكه، وأصله القطع،
فهو قطيعة من مالك باذنه على ضمان رد
مثله، والمعنى * (من ذا الذي يقرض الله قرضا
حسنا) *
[2 / 245] أي طيبة نفسه فيضاعفه
له في الجزاء ما بين سبع أو سبعين إلى

(1) وهي التي دفن بها الإمام موسى بن جعفر والإمام محمد الجواد عليهما السلام
واشتهرت بعد ذلك باسم الكاظمين.
487

سبعمائة.
وقد استدل بهذه الآية وبقوله * (إن
المصدقين والمصدقات) * و * (أقرضوا الله
قرضا حسنا) * على أرجحية القرض
للمؤمن، وإن فيه أجرا عظيما، وإن
الله هو المكافئ عليه، إذ الحقيقة ممنوعة
لاستحالة الحاجة عليه، فتحمل على
أقراض عبيده.
واعترض بأن إطلاق القرض الذي
هو إعطاء شئ ليستعيد عوضه في وقت
آخر استعارة للأعمال الصالحة، فإن
الأعمال الصالحة يفعلها العبد ويحصل له
العوض في دار الآخرة، وحينئذ لا دلالة
في هاتين الآيتين ونظيرهما على مشروعية
القرض.
نعم يمكن الاستدلال بغير ذلك من
العمومات، مثل قوله تعالى * (وتعاونوا
على البر والتقوى) * و * (أحسنوا إن الله
يحب المحسنين) * ونحو ذلك، وهو متجه.
قوله: * (وإذا غربت تقرضهم ذات
الشمال) * [18 / 17] أي تخلفهم شمالا
وتجاوزهم.
و (المقراض) واحد المقاريض التي
يقرض بها.
ومنه الحديث (كان بنو إسرائيل إذا
أصاب أحدهم قطرة بول قرضوا لحومهم
بالمقاريض) أي قطعوها، ولعل ذلك
كما قيل لشدة نجاسة البول علي الدم،
وكان ذلك من بول يصيب أبدانهم من
خارج لا أن الاستنجاء من البول كان
بذلك والا هلكوا في مدة يسيرة.
والقراضة بالضم: ما سقط بالقرض،
ومنه (قراضة الحلي).
والقراض والمضاربة بمعنى واحد،
وهو أن يدفع الانسان إلى غيره مالا
ليعمل به بحصة من ربحه.
وقد قارضت فلانا قراضا: إذا
دفعت إليه مالا ليتجر فيه ويكون الربح
بينكما على ما تشترطان والوظيفة على
المال.
وفي الخبر (إن قارضت الناس قارضوك)
أي ان سببتهم ونلت منهم سبوك.
والقرض: ما أسلفت من إحسان ومن
إساءة، وهو على التشبيه.
وفي وصف المنافقين (يتقارضون
488

الثناء) (1) أي يمدح كل واحد منهم
الآخر على سبيل القرض ليمدحه الآخر
أيضا.
واستقرض: طلب القرض.
واقترض: أخذه.
ق ر ط
في حديث إبراهيم عليه السلام حين
أراد ذبح ابنه (فوضع له قرطاط الحمار
فأضجعه عليه) هو بالضم البردعة، وكذلك
القرطان بالنون. وعن الخليل هو الحلس
الذي يلقى تحت الرحل.
و (القرط) بالضم فالسكون: هو
الذي يعلق في شحمة الاذن والجمع قرطة
وقراط أيضا كرمح ورماح.
والقيراط: نصف دانق، وعن بعض
أهل الحساب القيراط في لغة اليونان حبة
خرنون، وأصله قراط بالتشديد لان
جمعه قراريط، فأبدل.
قال الجوهري: وأما القيراط الذي
جاء في الحديث فقد جاء تفسيره فيه أنه
مثل جبل أحد.
وفي النهاية: القيراط جزء من أجزاء
الدينار، وهو نصف عشر في أكثر البلاد،
وأهل الشام يجعلونه جزءا من أربعة
وعشرين.
ق ر ط س
قوله تعالى: * (من أنزل الكتاب
الذي جاء به موسى تجعلونه قراطيس
تبدونها) * [6 / 91] وهي جمع قرطاس
مثلثة القاف وكجعفر ودرهم: الكاغذ
يكتب به، وكسر القاف أشهر من ضمها.
قال المفسر: أي تجعلونه كتبا
وصحفا متفرقة أو ذا قراطيس يودعونه
إياها * (تبدونها وتخفون كثيرا) * أي
تبدون بعضها وتكتمون بعضها، وهو ما في
الكتب من صفات النبي صلى الله عليه وآله
والإشارة إليه.
ق ر ط م
القرطم: حب العصفر قاله الجوهري
ق ر ظ
في الخبر (أتى بهدية في أديم مقروظ)
أي مدبوغ بالقرظ.
والقرظ بالتحريك: ورق السلم يدبغ
به الأديم.

(1) نهج البلاغة ج 2 ص 191.
489

قال الجوهري: وكبش قرظي منسوب
إلى بلاد القرظ وهي اليمن لأنها منابت
القرظ (1).
و (سعد القرظ) مؤذن لرسول الله
صلى الله عليه وآله.
قال الجوهري: كان بقباء فلما ولي
عمر أنزله المدينة فولده إلى اليوم يؤذنون
في مسجد المدينة.
قال: و (قريظة) كجهينة والنضير
حي من يهود خيبر، وقد دخلوا في العرب
على نسبهم إلى هارون أخي موسى.
ق ر ع
قوله تعالى: * (القارعة ما القارعة) *
[101 / 2] القارعة: البلية التي تقرع
القلب بشدة المخافة.
والقرع: الضرب بشدة الاعتماد.
وقوارع الدهر: دواهيه.
و (القارعة) اسم من أسماء القيامة
لأنها تقرع القلوب بالفزع وتقرع أعداء
الله بالعذاب.
قوله: * (ما القارعة) * هو تهويل
لأمرها وتعظيم لشأنها، ومعناه وأي شئ
القارعة.
وقرعتهم قوارع الدهر: أصابتهم
وقوارع القرآن الآيات التي يقرأها
الانسان إذا فزع من الجن والإنس نحو
آية الكرسي لأنها تقرع الشيطان وتهلكه
وقارعة الدار: ساحتها
وقارعة الطريق: أعلاه، وهو موضع
قرع المارة.
ومنه الحديث (نهى عن الصلاة في
قارعة الطريق).
وقرعت الباب قرعا: طرقته.
وقرع ناقته: ضربها بالسوط.
وقرع رأسه بالعصا وقرعته بالمقرعة:
ضربته بها.
والمقرعة بالكسر فالسكون:
ما يقرع به الدابة.
وقارعته: أي ضاربته وجادلته، فقرعته
أي غلبته بالمجادلة.

(1) وقال في معجم البلدان ج 4 ص 325: القرظ بالتحريك وآخره ظاء
معجمة، وهو رق شجر يقال له السلم يدبغ به الأدم، وذو قرظ ويقال له ذو قريظ
موضع باليمن عن الأزهري.
490

وقارعته أقرعه بفتحتين: غلبته.
و (القرعة) بالضم فالسكون معروفة
ومنه الحديث (كل مجهول ففيه
القرعة) ولها تفصيل حررناه في القواعد
الأصولية.
وأقرعت بينهم من القرعة، واقترعوا
وتقارعوا بمعنى.
والمقارعة: المساهمة.
ومنه (إقترعوا عند التنافس أيهم
يكفل مريم وكانوا يلقون الأقلام بالنهر
فمن علا سهمه) أي ارتفع (كان له
الحظ).
والأقرع من الحيات: الذي قرع
السم في رأسه أي جمعه فذهب شعره.
وقرع الفحل الناقة من باب نفع.
والقرع محركة: البثر الأبيض يخرج
بالفصال ودواه الملح.
والأقرع: الذي ذهب شعر رأسه من
آفة، وقد قرع فهو أقرع.
وأرض قرعاء: لا نبات فيها.
وفي الدعاء (وأعوذ بك من قرع
الفناء) وقد مر شرحه.
و (القرع) بالفتح فالسكون
وبالتحريك في لغة: حمل اليقطين، الواحدة
قرعة بالفتح أيضا، وتسمي الدبا.
ومنه الحديث (ليس في حب القرع
وضوء).
و (قارع) اسم جبل على يسار الطريق
لمريد الحج.
ومنه الحديث (باني قارع وهادمه
يقطع إربا إربا) يعني بذلك جعفر بن
يحيى البرمكي، وقد أمر أن يبني له ثم
مجلس يجلس عليه ثم لما رجع من مكة
صعد إليه ثم أمر بهدمه، فلما انصرف
إلى العراق قطع إربا إربا.
وقريعة البيت: خير موضع فيه.
والتقريع: التعنيف.
ق ر ف
قوله تعالى * (إقترفتموها) * [9 / 25]
أي اكتسبتموها.
ويقترفون: أي يكتسبون
والاقتراف: الاكتساب.
ومنه الحديث (إياكم واقتراف
الآثام).
ومنه (رجل اقترف على نفسه ذنوبا).
وقرف الذنب واقترفه: عمله.
491

وقارف الذنب وغيره: إذا داناه
ولاصقه، وإن شئت: إذا أتاه وفعله.
وقرفه بكذا: أضافه إليه.
وقارف الرجل امرأته: إذا جامعها.
وقرف فلان فلانا: إذا عابه واتهمه.
ومنه حديث علي عليه السلام (أولم
ينه أمية علمها بي عن قرفتي) أي تهمتي
وعيبي.
يقال هو يقرف بكذا أي يرمي به
ويتهم.
والقرف بالفتح: وعاء من جلد
يدبغ بالقرفة، وهي قشور الرمان.
والمقرف من الخيل: الذي دانى
الهجنة الذي أمه عربية وأبوه ليس كذلك.
ق ر ف ص
في الحديث (كان النبي صلى الله عليه
وآله يجلس ثلاثا) وعد منها القرفصاء (1)
بضم القاف وسكون الراء وفتح الفاء
وضمها وبالمهملة ممدودا ومقصور ضرب
من القعود، وهو أن يقيم ساقيه ويستقبلهما
بيديه ويشد يده في ذراعه كجلسة المحتبي (2)
ق ر ق ب
وفي الحديث: (فدعا بأزار قرقبي)
و (أقبل شيخ عليه قميص قرقبي) القرقبي
بقافين: ثوب أبيض مصري من كتان
منسوب إلى قرقوب مع حذف الواو في
في النسبة كسابري لسابور، وروى بالفاء
وعن الزمخشري الفرقبية والثرقبية - يعني
بالفاء والثاء المثلثة - ثياب مصرى،
ويروى بقافين منسوب إلى قرقوب (3).
ق ر ق ر
وقرقر بطنه: أي صوت، والجمع

(1) مكارم الاخلاق ص 26.
(2) قال في الصحاح (قرفص): وهو ان يجلس على أليتيه ويلصق فخذيه ببطنه
ويحتبى بيديه يضعهما على ساقيه كما يحتبى بالثوب تكون يداه مكان الثوب عن أبي عبيد
وقال أبو المهدي هو أن يجلس على ركبتيه منكبا ويلصق بطنه بفخذيه ويتأبط كفيه
وهي جلسة الاعراب.
(3) قرقوب بالضم ثم السكون وقاف أخرى وواو ساكنة وآخره باء موحدة:
بلدة متوسطة بين واسط والبصرة والأهواز. مراصد الاطلاع ص 1080.
492

قراقر. ومنه الحديث (تعتريني قراقر
في بطني).
والقرقرة: الهدير.
والقرقر: القاع الأملس، ومنه حديث
مانع الزكاة (حبسه الله يوم القيامة بقاع
قرقر) ويروى بقاع قفر، ويروى بقاع
قرق، وهو مثل القرقر في المعنى - قاله
في معاني الاخبار (1).
ق ر ق س
في حديث ميسر (كم يكون بينكم
وبين قرقيسا. قلت قريب على شاطئ
الفرات. قال: أما إنه سيكون بها
وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله).
قال في القاموس: قرقيسا بالكسر
ويقصر: بلد على الفرات سمي بقرقيسا بن
طهمورث.
والقرقس: الجرجس.
ق ر ق ش
القرقش بكسر القاف: البعوض.
ق ر م
في الحديث (البيض يذهب بقرم
اللحم) القرم بالتحريك: شدة شهوة
اللحم حتى لا يصبر عنه.
ومنه حديث النصراني (مرضت فقرمت
إلى اللحم) يقال قرمت إلى اللحم بالكسر
إذا اشتهيته.
ق ر م ز
في الحديث (لا تلبس القرمز لأنه
أردية إبليس) القرمز بكسر القاف والميم:
صبغ أرمني يكون من عصارة دود يكون
في آجامهم قاله في القاموس (2).
ق ر م ط
القرمطة: دقة الكتابة، وفي المشي
مقاربة الخطو.
و (القرمطي) واحد القرامطة،
وهم فرقة من الخوارج.
ومنه (تحول الرجل قرمطيا).
وعن الشيخ البهائي انه في سنة عشر
وثلاثمائة دخلت القرامطة إلى مكة في
أيام الموسم وأخذوا الحجر الأسود وبقي
عندهم عشرين سنة وقتلوا خلقا كثيرا،

(1) انظر معاني الاخبار ص 335.
(2) وقال: وقيل هو احمر كالعدس محبب يقع على نوع من البلوط في شهر آذار.
493

وممن قتلوا علي بن بابويه (1)، وكان
يطوف فما قطع طوافه فضربوه بالسيف
فوقع إلى الأرض وأنشد:
ترى المحبين صرعى في ديارهم
كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا
ق ر م ل
جاء في الحديث ذكر القرامل، هي
ما تشده المرأة في شعرها من الخيوط.
ق ر ن
قوله تعالى * (ويسئلونك عن ذي
القرنين) * [18 / 84] الآية ذو القرنين
لقب الإسكندر الرومي (2) كان في الفترة
بعد عيسى عليه السلام، واختلف في شأنه
فقيل كان عبد أعطاه الله العلم والحكمة
وملكه الأرض، وقيل كان نبيا فتح الله
على يديه الأرض، وقيل كانت أمه آدمية
وكان أبوه من الملائكة
وفي حديث علي عليه السلام وقد

(1) ورد في هامش بعض النسخ الخطية هذه الملاحظة نثبتها بألفاظها هنا: إن
كان المراد بعلي بن بابويه والد الصدوق فالظاهر من كلمات علماء الرجال خلافه،
لان المستفاد منهم انه توفى سنة تناثر النجوم، وانه لم يقتل بل مات حتف انفه،
وانه لم يكن في الحج بل مرقده في بلدة قم معروف وبقعته مشهورة فيها تزار،
ويحتمل ان يكون المراد غيره وانه أحد اهل التصوف كما يظهر من شعره المذكور
- لمحرره محمد هاشم الموسوي عفي عنه.
(2) جرى المصنف في ذلك مجرى أكثر المفسرين، في حين ان إسكندر المقدوني
صاحب الفتوحات الكثيرة لا يصلح لهذا النعت، ولا ينطبق عليه الوصف المذكور في
القرآن. وفى الحديث ما يظهر انه كان معاصرا لنبي الله إبراهيم عليه السلام. وانه
كان وليا من أوليائه تعالى. مع أن المقدوني كان كافرا طاغيا وملحدا في دين الله.
وكانت مدته قبل المسيح (356 - 324).
وهناك (إسكندر) آخر هو روماني (208 - 235) ولد في عرقة من بلاد
عكار - لبنان - ترأس الإمبراطورية الرومانية وهو أيضا كالمقدوني في عدم الصلاح
المذكور.
494

سئل عنه (أنبي هو أم ملك؟ فقال:
عبد صالح أحب الله فأحبه، ونصح لله
فنصح له).
قيل: سمي بذي القرنين، لأنه لما
بعثه الله إلى قومه ضرب على قرنه الأيمن
فأماته الله خمسمائة عام، ثم بعثه إليهم
بعد ذلك، فضرب على قرنه الأيسر
فأماته الله خمسمائة عام، ثم بعثه إليهم بعد
ذلك، فملكه مشارق الأرض ومغاربها
من حيث تطلع الشمس إلى حيث تغيب (1)
يقال: (ملك الدنيا مؤمنان وكافران
المؤمنان سليمان بن داود وذو القرنين
والكافران هما نمرود وبخت النصر).
وفي حديث علي عليه السلام ما يؤيد
الوجه المذكور في التسمية، حيث قال
عند ذكر قصة ذي القرنين (وفيكم مثله)
ويعنى نفسه عليه السلام، لأنه ضرب على
رأسه ضربتين: يوم الخندق.
وقيل سمى بذلك لأنه كان ذا
ضفيرتين.
وقيل: لأنه بلغ قطري الأرض.
وقيل: لأنه كان كريم الطرفين من
أهل بيت شرف، من قبل أبيه وأمه.
وقيل: لأنه انقرض في وقته قرنان
من الناس وهو حي.
وقيل: لأنه دخل النور والظلمة.
وقيل: لأنه أعطي علم الظاهر
والباطن.
ومما ينقل (أن أباه كان أعلم أهل
الأرض بعلم النجوم، ولم يراقب أحد
الفلك ما راقبه، وكان قد مد الله له
في الاجل.
فقال ذات ليلة لزوجته: قد قتلني
السهر فدعيني أرقد ساعة وانظري في
السماء فإذا رأيت قد طلع في هذا المكان
نجم، وأشار إلى موضع طلوعه فأنبهيني
حتى أطأك فتعلقين بولد يعيش إلى آخر
الدهر.
وكانت أختها تسمع كلامه ثم نام
أبو الإسكندر فجعلت أخت زوجته تراقب

(1) ان صحت هذه الأحاديث فهي تتنافى وكون ذي القرنين هو الإسكندر
المقدوني أو الروماني، وكلاهما ظالمان طاغيان لا يصلحان لهذا المقام.
495

النجم فلما طلع أعلمت زوجها بالقصة
فوطأها فعلقت منه بالخضر ابن خالة
الإسكندر.
فلما استيقظ أبو الإسكندر رأى
النجم قد نزل في غير البرج الذي كان
يرقبه.
فقال لزوجته هلا أنبهتيني؟
فقالت: إستحييت والله
فقال لها: أما تعلمين أني أراقب
هذا النجم منذ أربعين سنة، والله لقد
ضيعت عمري في غير شئ، ولكن الساعة
يطلع نجم في أثره فأطأك فتعلقين بولد
يملك قرني الشمس، فما لبث أن طلع
فوطأها فعلقت بالإسكندر.
وولد الإسكندر وابن خالته الخضر
في ليلة واحدة).
وعن عقبة بن عامر قال: (كنت
عند النبي صلى الله عليه وآله أحدثه فإذا
أنا برجال من أهل الكتاب معهم مصاحف
وكتب.
فقالوا: إستأذن لنا على رسول الله
صلى الله عليه وآله، فانصرفت إليه فأخبرته
بمكانهم.
فقال النبي صلى الله عليه وآله:
مالي ولهم يسألوني عما لا أدري إنما أنا
عبد ولا علم لي إلا ما علمني ربي.
ثم قال صلى الله عليه وآله: ابغني
وضوء فتوضأ ثم قام إلى المسجد في بيته
فركع ركعتين فلم ينصرف حتى عرفت
السرور في وجهه والبشر، ثم انصرف
فقال إنصرف وأدخلهم ومن وجدت بالباب
من أصحابي فأدخله معهم، فأدخلتهم.
فلما رفعوا حاجتهم إليه، قال صلى الله
عليه وآله: إن شئتم أخبرتكم عما أردتم
أن تسألوني قبل أن تتكلموا، وإن شئتم
تكلموا به.
فقالوا: بل أخبرنا قبل أن نتكلم،
قال: جئتم تسألوني عن ذي القرنين،
وسأحدثكم عما تجدونه عندكم مكتوبا:
إن أول أمره غلام من الروم أعطي
ملكا فسار حتى بلغ ساحل أرض مصر،
فابتنى عنده مدينة يقال لها الإسكندرية
فلما فرغ من بنائه إياها أتاه ملك
فعرج به فوقفه، ثم قال له: أنظر ما
تحتك! قال: أرى مدينتي وأرى مدائن معها
ثم عرج به فقال: أنظر ما تحتك، قال: أرى
496

مدينتي قد اختلطت مع المدائن فلا أعرفها.
ثم زاد فقال: أنظر فقال: أرى مدينتي
وحدها لم أر معها غيرها، فقال له الملك
إنما تملك الأرض كلها، والذي ترى محيطا
بها هو البحر وإنما أراد الله تعالى بذلك
أن يريك الأرض، وقد جعلك سلطانا،
وسوف يعلم الجاهل ويثبت العالم.
فسار حتى بلغ مغرب الشمس، ثم
سار حتى بلغ مطلع الشمس، ثم أتى
السدين وهما جبلان لينان يزلق عنهما
كل شئ فبنى السد) الحديث.
قوله * (فما بال القرون الأولى) *
[20 / 51] أي ما حال الأمم الماضية
وشأنهم في السعادة والشقاوة.
والقرن: أهل زمان واحد. قال شاعرهم:
إذا ذهب القرن الذي أنت فيهم
وخلفت في قرن فأنت غريب
وقيل: هو مدة أغلب أعمار الناس
وهو سبعون سنة، وقيل ثمانون.
وقيل ثلاثون سنة.
وقيل: القرن أهل عصر فيه نبي أو
فائق في العلم قل أو كثر.
واشتقاقه من قرنت، لاقترانهم برهة
من الزمان.
قوله * (إن قارون كان من قوم موسى
فبغى عليهم) * [28 / 76] الآية، قارون:
اسم أعجمي يضرب به المثل في الغنى، كان
من بني إسرائيل، وهو ابن خالة موسى
عليه السلام، وكان أقرأ بني إسرائيل
للتوراة ولما جاوز بهم موسى البحر
وصارت الرئاسة لهارون، وجد قارون
في نفسه شيئا، فبغى عليهم، وقد تقدم
في (خسف) قصته مع موسى عليه السلام.
قوله * (مقرنين في الأصفاد) * [14 / 49]
هو من قرنت الشئ بالشئ: وصلته،
وقرنت الأسارى في الحبال، شدد للتكثير.
قوله * (وما كنا له مقرنين) * [43 / 13]
أي مطيقين من أقرن له إذا أطاقه.
وقرن بين الحج والعمرة من باب قتل،
وفي لغة من باب ضرب: جمع بينهما في الاحرام.
والاسم: القران بالكسر، مأخوذ من
قرن الشخص للسائل: إذا جمع له بعيرين
في قرن بفتحتين، وهو الحبل.
قال الثعالبي - نقلا عنه -: لا يقال
للحبل: قرن حتى يقرن فيه، ومنه
الحديث (الايمان والحياء مقرونان)
497

أي في قرن أي في حبل (إذا ذهب أحدهما
تبعه صاحبه).
وقرن الشاة والبقرة يجمع على قرون
كفلس وفلوس.
وشاة قرناء: خلاف جماء.
والقرن كفلس: العفلة وهو لحم ينبت
في الفرج، في مدخل الذكر كالغدة الغليظة.
وقد تكون عظما.
وعن الأصمعي: سمي قرنا لأنه
إقترن مع الذكر خارج الفرج.
وفي حديث الصادق عليه السلام
(ترد المرأة من أربعة أشياء، وعد منها
القرن، والعفل) وظاهره يعطي أن القرن
غير العفل، وفي بعض نسخ الحديث
(القرن وهو العفل) ولعله الصواب.
وربما ظهر من كلام ابن دريد في
الجمهرة: تغايرهما، فإنه قال: القرناء
هي التي تخرج قرنة رحمها، قال:
والاسم القرن، وضبطها بالتحريك.
وقال في العفل: إنه غلظ في الرحم.
وقرن الشمس: أعلاها، وأول
ما يبدو منها في الطلوع.
وفي الحديث المشهور (الشمس تطلع
بين قرني شيطان) أي ناحيتي رأسه.
قال بعض الشارحين: هو تمثيل
لمن يسجد لها، فكأن الشيطان سول له
ذلك، فإذا سجد لها، كان الشيطان يقترن
بها ليكون السجود له.
والقرن: موضع، وهو ميقات أهل
نجد، ومنه أويس القرني (1) ويسمى
أيضا (قرن المنازل) و (قرن الثعالب).
والقرن: مصدر قولك: رجل
أقرن: بين القرن، وهو المقرون
الحاجبين.
والقرن: جانب الرأس.
والقرن: الخصلة من الشعر.
والقرن بالكسر: كفؤك في الشجاعة.
واقترن الشئ بغيره وقارنه قرانا:

(1) هو من التابعين الاخبار ممن كانوا على الهدى وثبتوا عليه. شهد مع علي
عليه السلام حرب صفين واستشهد في سبيل حقه. ووصفه المؤرخون بأنه من خواص
أمير المؤمنين وحوارييه وورد في شأنه مدح كثير وثناء من النبي صلى الله عليه وآله
قال صلى الله عليه وآله في وصفه: (انه نفس الرحمن وخير التابعين).
498

صاحبه.
وكبش أقرن أي ذو قرن حسن،
وصف به لأنه أكمل وأحسن صورة.
والأنثى: قرناء.
وقرينة الرجل: امرأته.
والقارن في الحج والمفرد، صفتهما
واحدة، إلا أن القارن يفضل المفرد بسياق
الهدي.
ق ر ى
قوله تعالى: * (أدخلوا هذه القرية) *
[2 / 58] قيل: هي بيت المقدس،
وقيل: هي أريحا من قرى الشام أمروا
بدخولها بعد التيه.
قوله تعالى: * (القرية الظالم أهلها) *
[4 / 75] يعني مكة شرفها الله تعالى.
قوله تعالى: * (حتى إذا أتيا أهل قرية) *
[18 / 77] قيل: هي قرية تسمى
الناصرية واليها تنسب النصارى (1).
قوله تعالى: * (أو كالذي مر على قرية) *
[2 / 259] المار عزير أو ارميا أراد أن
يعاين إحياء الموتى ليزداد بصيرة، والقرية
بيت المقدس حين خربه بخت نصر.
وقيل: القرية التي خرج منها الألوف
حذر الموت والقرية التي كانت حاضرة
البحر - أي قريبة منه - أيلة بين مدين
والطور، وقيل مدين، وستأتي قصتها في
سبت.
قوله تعالى: * (ولقد أتوا على القرية
التي أمطرت مطر السوء) * [25 / 40]
قيل: هي سدوم من قرى قوم لوط،
وكانت خمسا أهلك الله أربعا منها وبقيت
واحدة، و * (مطر السوء) * الحجارة.
والقرية التي في قوله تعالى: * (واضرب
لهم مثلا أصحاب القرية) * [36 / 13]
قيل: أنطاكية، وكانوا عبدة أوثان.
قوله تعالى: * (وقالوا لولا نزل هذا

(1) لم أظفر على أحد ينسب النصارى إلى الناصرية، بل ينسبهم أصحاب
المعاجم اللغوية وكتب البلدان إلى الناصرة أو نصورية أو ناصرت أو نصرانة
أو نصري، وكل هذه أسماء لقرية واحدة قد اختلفوا في تسميتها.
499

القرآن على رجل من القريتين عظيم) *
[43 / 31] القريتان: مكة والطائف،
و * (من القريتين) * أي من إحدى القريتين
وهما الوليد بن المغيرة من مكة وحبيب بن
عمر الثقفي من الطائف، وأرادوا بعظم
الرجل رئاسته في الدنيا.
وفيه: (لا يصلى في قرى النمل) (1)
هي بضم القاف جمع قرية، وهي الأماكن
التي يجتمع النمل فيها ويسكنها.
والقرية: الضيعة والمدينة، سميت بذلك
لان الماء يقرى فيها أي يجمع، وربما
جاءت بالكسر كلحية وهي لغة يمانية.
قال الجوهري: جمع القرية على قرى على
غير القياس لان ما كان على فعلة بفتح الفاء
من المعتل فجمعه ممدود مثل ركوة وركاء
وظبية وظباء، وإذا نسب إلى القرية
قلت: (قروي) بفتح الراء.
و (أم القرى) من أسماء مكة شرفها
الله تعالى.
وفي الحديث: (كل ما كان بوادي
قرى كله من مال بني فاطمة).
وقريت الضيف أقريه من باب رمى
قرى بالكسر والقصر، وقريته قراء:
إذا أحسنت إليه، فإن كسرت القاف
قصرت وإن فتحت مددت.
والقرى: الضيافة، ومنه قوله (ع):
(وأعد القرى ليومه النازل به).
ق ز ح
(قزح) كصرد: اسم جبل
بالمزدلفة (2).
قال الشيخ رحمه الله: هو
جبل هناك يستحب الصعود عليه، قيل هو
غير منصرف للعلمية والعدل عن قازح
تقديرا.
وأما القوس الذي في السماء ويسمونه
الناس (قوس قزح) فقيل ينصرف لأنه

(1) الكافي ج 3 ص 390.
(2) في معجم البلدان ج 3 ص 341: وهو القرن الذي يقف الامام عنده
بالمزدلفة عن يمين الامام، وهو الميقدة، وهو الموضع الذي كانت توقد فيه النيران في
الجاهلية، وهو موقف قريش في الجاهلية إذ كانت لا تقف بعرفة.
500

جمع قزحة مثل غرف وغرفة، وقيل:
لا ينصرف لأنه اسم شيطان.
وفي الخبر (لا تقولوا قوس قزح
فإن قزح اسم شيطان ولكن قولوا قوس
الله) (1).
والقزح: الطرائق والألوان،
وهي خطوط من صفرة وخضرة وحمرة.
ق ز ز
في الحديث ذكر القز، هو بالفتح
والتشديد ما يعمل من الإبريسم، وعن
بعضهم القز والإبريسم مثل الحنطة والدقيق
والتقزز: التباعد من الدنس.
ومنه (تقزز من أكل الضب).
والقز: إباء النفس.
وفي الحديث (إنما الحرام ما حرم
الله في كتابه ولكن الأنفس تتنزه من كثير
من ذلك تقززا) أي آباء وتباعدا منه.
ق ز ع
في حديث علي (فيجتمعون إليه كما
يجتمع قزع الخريف) (2).
ومثله في أصحاب القائم (يجتمعون
إليه كما يجتمع قزع الخريف) أي قطع
السحاب المتفرقة، قيل وإنما خص الخريف
لأنه أول الشتاء والسحاب فيه يكون متفرقا
غير متراكم ولا مطبق، ثم يجتمع بعضه
إلى بعض بعد ذلك.
والقزع بالتحريك: أن يحلق رأس
الصبي ويترك في مواضع منه متفرقة غير
محلوقة تشبيها بقزع السحاب.
ومنه الحديث (نهى عن القزع).
وروي (ان تحت كل شعرة شيطان)
والقزعة: القطعة من الغنم، وجمعها قزع
مثل قصبة وقصب.
ق س ر
قوله تعالى: * (فرت من قسورة) *
[74 / 51] أي هربت من أسد والقسورة:
الأسد (3).
وقسره على الامر قسرا من باب

(1) سفينة البحار ج 2 ص 427.
(2) نهج البلاغة ج 2 ص 95.
(3) في حياة الحيوان ج 2 ص 251: القسورة فعولة من القسر وهو القهر،
سمي الأسد بذلك لأنه يقهر السباع.
501

ضرب أكرهه عليه وقهره. وأقسره
واقتسره مثله.
ومنه (أخذت شيئا قسرا) أي قهرا
وإكراها.
و (قسر) بطن من بجيلة، وهم
رهط خالد بن عبد الله القسري قاله
الجوهري.
والاقتسار: الذي لا اختيار فيه،
ومنه (مربوبون اقتسارا) (1) أي رباهم
الله من عند كونهم أجنة إلى كبرهم من
غير اختيار منهم.
ق س س
قوله تعالى: * (قسيسين ورهبانا) *
[5 / 82] القسيسون رؤساء النصارى
وعلماؤهم، واحدهم قسيس، وهو العالم
بلغة الروم. وعن بعضهم هو فعيل من قسته
وقصصته إذا تتبعته، فالقسيس سمي بذلك
لتتبعه آثار المعاني.
وفي الصحاح القس كفلس رئيس
من رؤساء النصارى في الدين والعلم،
وكذلك القسيس والسريانية لغتهم،
وكذلك الجاثليق.
وفي الخبر (نهى عن لبس القسي)
وهي ثياب من كتان مخلوطة بحرير،
نسبة إلى قرية قس بفتح القاف وقيل
بكسرها. وقيل أصله قزي بالزاي
نسبة إلى القز: ضرب من الإبريسم،
فأبدلت سينا.
ودرهم قسي وزان شقي فسل ردئ.
واللباس القسي: المرذول من الثياب.
ق س ط
قوله تعالى: * (وأما القاسطون فكانوا
لجهنم حطبا) * [72 / 15] أي الجائرون
من القسوط وهو الجور.
والاقساط: العدل، ومنه قوله تعالى:
* (قائما بالقسط) * [3 / 18] وقوله:
* (أقسط عند الله) * [33 / 5] كله بمعنى
العدل.
قال المفسر: والضابط أن ما كان
من قسط فهو بمعنى الجور، وما كان من
أقسط فهو بمعنى العدل.
قوله: * (وإن خفتم ألا تقسطوا في
اليتامى) * [4 / 3] الآية. قال الشيخ
أبو علي: لما نزلت الآية في أكل أموال

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 132.
502

اليتامى خاف الأولياء أن يلحقهم الحوب
بترك الاقساط في حقوق اليتامى، وتحرجوا
من ولايتهم، وكان الرجل منهم ربما كان
تحته العشر من الأزواج أو أقل فلا يقوم
بحقوقهن، فقيل لهم إن خفتم ترك العدل
في أموال اليتامى فحرجتم فيها فخافوا
أيضا ترك العدل والتسوية بين النساء،
لان من تاب من ذنب وهو مرتكب مثله
فهو غير تائب، وقيل معناه إن خفتم الجور
في حق اليتامى فخافوا الزنا أيضا
* (فانكحوا ما طاب لكم) * أي ما حل
لكم من النساء ولا تحوموا حول المحرمات
وفي الحديث (لينفق الرجل بالقسط)
أي بالعدل وبلغة الكفاف.
والقاسطون: الذين قسطوا أي جاروا
حين حاربوا إمام الحق كمعاوية وأتباعه
وأعوانه الذين عدلوا عن أمير المؤمنين
عليه السلام وحاربوه في وقعة صفين،
أخذا من القسوط الذي هو العدول عن الحق.
وفي حديث مسجد غني بالكوفة
(والله إن قبلته لقاسطة) أي عدلة، من
قولهم قسط قسطا من باب ضرب: جار وعدل
من الأضداد، ولم يرد المعنى الآخر
لان المسجد المذكور الظاهر أنه من
المساجد المحمودة.
ق س ط س
قوله تعالى: * (وزنوا بالقسطاس
المستقيم) * [26 / 182] القسطاس بالضم
والكسر وبهما قرأ السبعة، الميزان أي
ميزان كان، قيل هو عربي مأخوذ من
القسط العدل، وقيل رومي معرب والجمع
قساطيس.
ق س ط ل
القسطل بالسين والصاد: الغبار،
والقسطال لغة فيه.
ق س م
قوله تعالى: * (فالمقسمات أمرا) *
[51 / 4] يعني الملائكة تقسم أرزاق
بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع
الشمس، فمن نام فيما بينهما نام عن رزقه
كما وردت به الرواية.
وعن الرضا عليه السلام وعن علي
عليه السلام (تقسم الأمور من الأمطار
والارزاق وغيرها).
ويقال يتولى تقسيم أمر العباد جبرئيل
عليه السلام للغضب، وميكائيل للرحمة،
503

وملك الموت لقبض الأرواح، وإسرافيل
للنفخ.
قوله * (وقاسمهما) * [7 / 20] أي
حلف لهما.
قوله تعالى * (تقاسموا بالله لنبيتنه) *
[27 / 49] أي حلفوا بالله لنهلكنه ليلا
* (ومقتسمين) * [15 / 90] (1) أي
متحالفين على غضب رسول الله صلى الله
عليه وآله، وقيل على تكذيبه. وقيل
المقتسمين هم قوم من أهل الشرك، قالوا
لأصحابهم: تفرقوا على أعقاب مكة حيث
يمر بهم أهل المواسم فإذا سألوكم عن
محمد صلى الله عليه وآله، فليقل بعضكم:
هو كاهن، وبعضكم: هو مجنون فمضوا
فأهلكهم الله. وسموا مقتسمين، لأنهم
اقتسموا طريق مكة.
والقسم كحمل: الحظ والنصيب.
وقسمنا له قسمة أي فرضنا له فيما
بيننا شيئا، وقسطنا على أنفسنا.
وفي الحديث تكرر ذكر (القسامة)
بالفتح وهي الايمان، تقسم على أولياء
القتيل إذا ادعوا الدم. يقال قتل فلان
بالقسامة إذا اجتمعت جماعة من أولياء
القتيل وادعوا على رجل أنه قتل صاحبهم،
ومعهم دليل دون البينة، فحلفوا خمسين
يمينا أن المدعى عليه قتل صاحبهم، فهؤلاء
الذين يقسمون على دعواهم يسمون قسامة
أيضا - كذا في المصباح.
قال بعض المحققين: والقسامة تثبت
مع اللوث، وقدرها خمسون يمينا بالله
تعالى في العمد اجماعا، وفي الخطأ على
الأشهر، وقيل خمسة وعشرون. فإن
كان للمدعي قوم حلف كل واحد منهم
يمينا إن كانوا خمسين، والمدعي من
جملتهم، ولو نقصوا عن الخمسين كررت
عليهم أو على بعضهم حسبما يقتضيه العدد،
ولو لم يكن له قسامة أي قوم يقسمون
أو امتنع المدعي عن اليمين، وإن بذلها
قومه أو بعضهم، حلف المنكر وقومه
خمسون (2) يمينا ببرائته فإن امتنع المنكر

(1) في الآية (المقتسمين).
(2) كذا في النسخ: والصحيح (خمسين).
504

الزم الدعوى. ولا يكون فيهم صبي ولا
امرأة ولا مجنون ولا عبد - انتهى.
وقاسموا الشئ. أخذ كل قسمته.
ومنه حديث الحسن بن علي عليه السلام
(إنه قاسم ربه ثلاث مرات حتى نعلا
ونعلا).
والتقسيم: التفريق.
والقسم بالتحريك: اليمين، وهو اسم
من أقسم بالله أقساما: إذا حلفه.
ومنه حديث التقبيل (فقلت جعلت
فداك رجلاك! فقال: أقسمت أقسمت
أقسمت، وبقي شئ وبقي شئ وبقي
شئ) لعل المراد بقوله أقسمت أي
حلفت لا أعطي رجلي للتقبيل، والتكرار
للتأكيد، وقوله بقي شئ لعل المراد
منه التقبيل بين العينين، كما وردت به
الرواية، والتكرار للتأكيد كسابقه،
والله أعلم.
والقسم بفتح القاف: مصدر، يقال
قسمته قسما من باب ضرب: فرزته أجزاء
فانقسم، والموضع مقسم كمسجد،
والفاعل قاسم، وقسام للمبالغة، والاسم
القسم بالكسر، ثم أطلق على الحصة
والنصيب، يقال هذا قسمي، والجمع أقسام
كحمل وأحمال.
ومنه الدعاء (وأعوذ بك من الذنوب
التي تحبس القسم) وهي كما جاءت به
الرواية عنهم عليهم السلام: إظهار الافتقار
والنوم عن صلاة العتمة، وعن صلاة الغداة
واستحقار النعم وشكوى المعبود تعالى.
ق س و
قوله تعالى: * (ثم قست قلوبكم) *
[2 / 74] أي يبست وصلبت عن
قبول ذكر الله والخوف والرجاء وغيرها
من الخصال الحميدة، يقال: قسا قلبه
قسوة وقساوة وقساء بالفتح والمد: إذا
صلب وغلظ، فهو قاس، والقسوة اسم
منه، وهي غلظ في القلب وقلة الرحمة،
ومنه قوله تعالى: * (فيما نقضهم ميثاقهم
لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية) * [5 / 13]
وقرئ قسية بدون ألف فعيل بمعنى
فاعل مثل شاهد وشهيد وعالم وعليم.
وقوله: (وكثرة الكلام قسوة) أي
سبب القسوة.
505

وفى الحديث: (ثلاث يقسين القلب)
وعد منها اتيان باب السلطان.
ق ش ب
في الحديث: (لا أقول كما يقول
هذه الأقشاب) جمع قشب بكسر الشين
المعجمة ككتف، وهو من لا خير فيه من
الرجال، يقال (رجل قشب خشب) أي
لا خير فيه.
و (قشبني ويحه) بالتشديد:
آذاني.
ق ش ر
القاشرة: أول الشجاج لأنها تقشر
الجلد.
والقشر بالكسر كالجلد من الانسان،
والجمع قشور كحمل وحمول.
وقشرت العود - من بابي ضرب
وقتل -: نزعت عنه قشره، ويقال قشرته
تقشيرا.
و (قشير) أبو قبيلة، وهو ابن كعب
ابن ربيعة.
ق ش ط
قشطته قشطا من باب ضرب: نحيته،
وقيل لغة في الكشط.
ق ش ع
تقشع السحاب: أي تصدع واتلع.
وقشعت الريح السحاب من باب نفع:
أي كشفته، فانقشع وتقشع.
ق ش ع ر
قوله تعالى: * (تقشعر منه جلود) *
[39 / 23] أي تنقبض منه، يقال إقشعر
جلد فلان إقشعرارا فهو مقشعر: إذا
أخذته قشعريرة، والجمع القشاعر،
فتحذف الميم لزيادتها.
ق ش ف
في الحديث (الدهن يسهل مجاري
الماء ويذهب القشف) وفي نسخة أخرى
(ويسفر اللون) أي يضيئه.
القشف: قذر الجلد ورثاثة الهيئة
وسوء الحال.
ورجل قشف ككتف: لوحته الشمس
أو الفقر فتغير.
وقشف الرجل قشفا من باب تعب:
لم يتعاهد النظافة، وتقشف مثله.
ق ش ق ش
في الحديث (إنه كان يقال لسورتي
506

قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد
المقشقشتان) (1).
قال في القاموس والصحاح: المقشقشتان
قل يا أيها الكافرون والاخلاص، أي
المبرأتان من النفاق والشرك تبرأن كما
يقشقش الهناء الجرب.
ق ش م ر
(قشمير) بالشين المعجمة بعد القاف
في نسخ متعددة مدينة من مدائن الهند (2).
ق ص ب
في الحديث: (من صلى من الليل
عشرة كتب له من الحسنات عدد كل
قصبة) هي بالتحريك واحدة القصب
بفتحتين أيضا، وهو كل نبات يكون
ساقه أنابيب وكعوبا - نقلا عن مختصر
العين والمغرب. ويحتمل (عدد كل
قضبة) بالضاد المعجمة، وهي الرطبة.
والقصب: العظام التي في الجوف
التي فيها مخ نحو الساق والذراعين، ومنه
حديث صفاته: (سبط القصب) (3) أي
ممتد القصب غير متعقده.
وقصب السكر: معروف. والقصب
الفارسي منه صلب غليظ يعمل منه المزامير
ويسقف فيه البيوت.
والقصب: ثياب ناعمة واحدها
قصبي على النسبة.
والقصب من الجوهر: هو ما
استطال منه في تجويف، ومنه الحديث:
(بشر خديجة ببيت من قصب) أي من
الجوهر.
وقصبة الانف: عظمه.
وقصبة البلاد: مدينتها، ومنه
(قصبة إيلاق).
وقصبة القرية: وسطها.
وقصبت الشاة قصبا - من باب
ضرب - قطعتها عضوا عضوا، والفاعل
قصاب.
وفي الحديث (لا تسلم ابنك قصابا

(1) مجمع البيان ج 5 ص 560.
(2) ويقال لها الآن كشمير.
(3) مكارم الاخلاق ص 10.
507

فإنه يذبح حتى تذهب الرحمة من قلبه).
ورجل قصابة: للذي يقع في
الناس.
و (المقصبة) بفتح الميم والصاد:
موضع يقصب فيه. ومنبت القصب أيضا.
والعباس بن عامر بن رياح القصباني أحد
رواة الحديث (1).
ق ص د
قوله تعالى: * (واقصد في مشيك) *
[31 / 19] بالكسر أي إعدل ولا تتبختر
فيه ولا تدب دبيبا، من القصد وهو مشي
الاعتدال.
قوله: * (وعلى الله قصد السبيل) *
[16 / 9] أي هداية الطريق الموصل
إلى الحق واجبة عليه، كقوله تعالى:
* (إن علينا للهدى) * ومنها جائر أي
ومن السبيل جائر عن القصد، فأعلم
سبحانه بأن السبيل الجائر لا يضاف إليه،
ولو كان الامر على ما ظنه المجبرة لقال
وعليه جائر.
قوله: * (أمة مقتصدة) * [5 / 66]
أي عادلة.
قوله: * (سفرا قاصدا) * [9 / 42]
أي شاقا.
والجواد القاصد: الفرس الهينة السير
لا تعب فيه ولا بطأ.
وفي الحديث (إقتصد في عبادتك)
أي ائت منها بشئ لا يلحقك منها تعب
ولا مشقة شديدة تنفر الطبيعة منها، كما
روى في الحديث (يا علي إن هذا الدين
متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك
عبادة ربك، فاعمل عمل من يموت هرما
واحذر حذر من يرجو أن يموت غدا).
وفيه (القصد القصد) أي ألزموا
القصد والتمسوه وتؤول على معنيين: أحدهما
الاستقامة، فإن القصد يستعمل فيما بين
الاسراف والتقتير.
وفيه (القصد من الكافور أربعة مثاقيل)
قيل أراد الوسط منه ذلك.
و (القصد في السير) كالقصد في غيره،
وهو ما بين الحالتين.
والقصد في الأمور: ما بين الافراط

(1) هو شيخ الصدوق ثقة كثير الحديث، واسم جده في بعض الكتب (دراج)
وفي بعضها الاخر (رباح). انظر رجال أبى علي ص 169.
508

والتفريط.
ومنه الدعاء (أسألك القصد في الفقر
والغنى) وفي وصفه صلى الله عليه وآله
(كان أبيض مقصدا) وفسر بالذي ليس
بطويل ولا قصير غير مائل إلى حد الافراط
والتفريط.
والاقتصاد في المعيشة: هو التوسط
بين التبذير والتقتير.
ومنه الحديث (ما عال امرء في
اقتصاد) وهو افتعال من القصد.
ومثله (ما عال مقتصد) (1).
والقصد: إتيان الشئ، يقال قصدته
وقصدت له وقصدت إليه كله من باب
ضرب: طلبته بعينه.
وقصدت قصده: نحوت نحوه.
وإليه قصدي ومقصدي، وجمع القصد
موقوف على السماع، وأما المقصد فيجمع
على مقاصد.
و (عليكم هديا قاصدا) أي طريقا
مستقيما معتدلا.
و (القصيد) جمع القصيدة من الشعر.
ق ص ر
قوله تعالى: * (فيهن قاصرات الطرف) *
[55 / 56] هي جمع قاصرة، وهي التي
لا تمد نظرها إلى غير زوجها، أي قصرن
أبصارهن على أزواجهن ولم يطمحن النظر
إلى غيرهم.
قوله: * (حور مقصورات في الخيام) *
[55 / 72] أي مخدرات قصرن في
خدورهن في الخيام، أي الحجال.
وفي الخبر (الخيمة درة واحدة طولها
في السماء ستون ميلا، في كل زاوية منها
أهل للمؤمن لا يراه الآخرون).
قوله: * (ترمى بشرر كالقصر) *
[77 / 32] هو واحد القصور، ومن قرأ
كالقصر بالتحريك أراد أعناق النخل.
قوله: * (وقصر مشيد) * [22 / 45]
نقل إنه قصر بناه شداد بن عاد بن أرم
ليم يبن في الأرض مثله فيما ذكر، وحاله
كحال هذه البئر في أنه خرب بعد العمران
وأقفر، فلا يستطيع أحد الايصال إليه
لما يسمع منه من كلام الجن والأصوات
المنكرة بعد النعيم والعيش الرغيد، فذكر

(1) في نهج البلاغة ج 3 ص 185 (ما أعال من اقتصد).
509

الله في هذه الآية موعظة وتحذيرا لمن
اتعظ، وحذر سبحانه عما يقول الظالمون
علوا كبيرا.
قوله: * (فليس عليكم جناح أن
تقصروا من الصلاة) * [4 / 101] هو من
قصرت الصلاة قصرا - من باب قتل -:
نقصت، وهي اللغة العالية التي جاء بها
الكتاب العزيز، وأما قصر الشئ قصرا
وزان عنب فهو خلاف طال فهو قصير،
ويتعدى بالتضعيف فيقال قصرته، وعليه
قوله تعالى: * (محلقين رؤسكم ومقصرين) *
[48 / 27].
وفي الحديث (هذه المقاصير إنما
أحدثها الجبارون وليس لمن صلى خلفها
مقتديا بالصلاة فيها صلاة) المقصورة:
الدار الواسعة المحصنة، أو هي أصغر
من الدار كالقصارة بالضم، فلا يدخلها
إلا صاحبها والجمع مقاصير. ولعل بطلان
صلاة من خلفها لعدم مشاهدة الامام.
وقصر الظلام: اختلاطه.
وقصر النجوم: اشتباكها، ومنه
الحديث (كان يصلي العشاء الآخرة عند
قصر النجوم) (1).
وفي الكافي والتهذيب معنى قصر النجوم
بيانها.
وقصرت الشئ أقصره قصرا: حبسته
ومنه (مقصورة الجامع).
وقصرت الشئ على كذا: إذا لم
أتجاوز به إلى غيره.
وقصرت عن الشئ قصورا - من
باب قعد -: عجزت عنه.
والقصير: خلاف الطويل، والجمع
قصار.
وقصر الامل - على ما فسر في الحديث -
هو أنك إذا أصبحت فلا تحدث نفسك
بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك
بالصباح، وخذ من حياتك لموتك ومن
صحتك لسقمك، فإنك لا تدري ما اسمك
غدا.
وقولهم (قصاراك أن تفعل كذا)
بالضم والفتح، أي غايتك وآخر أمرك
وما اقتصرت عليه.
والتقصير في الامل: التواني فيه.
والاقتصار على الشئ: الاكتفاء به.

(1) الكافي ج 3 ص 281، والتهذيب ج 2 ص 261.
510

وفي الخبر المشهور (أقصرت الصلاة
أم نسيت يا رسول الله) (1) يروى ببناء
مجهول ومعلوم، وهو فتح قاف وضم صاد
بمعنى نقص، وقد مر البحث عن الخبر
في يدا.
وقصرت الثوب قصرا: بيضته.
والقصارة بالكسر: الصناعة، والفاعل
قصار.
وقصر الملك: معروف، والجمع
قصور مثل فلس وفلوس.
و (القوصرة) بتشديد الراء وقد
يخفف: ما يكنز فيه التمر.
ق ص ص
قوله تعالى: * (إن الحكم إلا لله
يقص الحق) * [6 / 57] قال المفسر:
قرأ أهل الحجاز وعاصم يقص الحق بالصاد
أي يقول الحق، والباقون يقضي بالحق
أي يقضي الامر بيني وبينكم بالحق.
قوله: * (نحن نقص عليك أحسن
القصص) * [12 / 3] يمكن كونه مصدرا
وأن يكون بمعنى المقصوص، فإن أريد
المصدر فالمعنى نحن نقص عليك أحسن
الأقصاص، أي أبدع أسلوب وأحسن
طريقة وأعجب نظم، وإن أريد المقصوص
فالمعنى نحن نقص عليك أحسن ما يقص
من الأحاديث في بابه.
قوله: * (لا تقصص رؤياك على
إخوتك) * [12 / 5] هو من قصصت الرؤيا
على فلان أخبرته بها.
والقص: البيان.
و (القصص) بالفتح الاسم وبالكسر
جمع قصة.
قوله: * (قصيه) * [28 / 11] أي
اتبعي أثره حتى تنظري من يأخذه،
من قص أثره تبعه.
قوله تعالى: * (فارتدا على آثارهما
قصصا) * [18 / 64] القصص: تتبع
الامر، وهو رجوع الرجل من حيث جاء.
قوله: * (والجروح قصاص) * [5 / 45]
القصاص بالكسر اسم للاستيفاء والمجازاة
قبل الجنابة من قتل أو قطع أو ضرب
أو جرح، وأصله اقتفاء الأثر، فكأن
المقتص يتبع أثر الجاني فيفعل مثل فعله
فيجرح مثل جرحه ويقتل مثل قتله ونحو

(1) من لا يحضر ج 1 ص 233.
511

ذلك، وأخذ القصاص من القصص في
السبيل الذي جاء منه فيقتل مثل قتله
ويجرح مثل جرحه.
وفي الحديث (ما بين قصاص الشعر
إلى طرف الانف مسجد) (1).
وقصاص الشعر: حيث ينتهي نبته
من مقدمه ومؤخره، وهو مثلث القاف.
قال الجوهري: والضم أعلى، والمراد هنا
المقدم، وهو يأخذ من كل جانب من
الناصية ويرتفع عن النزعة ثم ينحط إلى
مواضع التحذيف ويمر فوق الصدغ ويتصل
بالعذار، وأما ما يرتفع عن الاذن فهو
داخل - علي ما قيل - في المؤخر.
و (القصة) بالضم والتشديد: شعر
الناصية، والجمع قصص، ومنه (إنه نهى
عن القنازع والقصص).
ومنه (لا يحل لامرأة حاضت أن
تتخذ قصة ولا جمة) بجيم مضمومة وهي
مجمع شعر الرأس.
والقصة: الشأن والامر، والجمع
قصص مثل غرفة وغرف.
ومنه (ما قصتك) أي ما شأنك.
والقص: القطع، يقال قصصته قصا من
باب قتل قطعته، وقصيته بالتشديد مبالغة
والأصل قصصته فاجتمع ثلاثة أمثال فأبدل
من أحدهما للتخفيف.
ومنه الحديث (قصوا الأظفار لأنها
مقيل الشيطان ومنه يكون النسيان) (2).
والقاص: من يأتي بالقصة على وجهها
كأنه يتبع معانيها وألفاظها.
ومنه (إنه رأى قاصا في المسجد
فضربه) لعله غير قاص المواعظ والخطب.
واقتصصت الحديث: رويته على وجهه
وأقص عليه الخبر قصصا، والاسم
القصص أيضا وضع موضع المصدر حتى
غلب عليه.
والمقص بالكسر: المقراض.
ق ص ع
في الحديث ذكر القصعة هي كبدرة
وهي معروفة، والجمع قصع كبدر، وقصاع

(1) من لا يحضر ج 1 ص 176.
(2) مكارم الاخلاق ص 72.
512

ككلاب، وقصعات كسجدات، وهي
عربية، وقيل معربة، وعن الكسائي
أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تليها تشبع
العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المكيلة
تشبع الرجلين ثم الصحيفة تشبع الرجل.
وقصعه قصعا: صغره وحقره.
والقصع: ابتلاع الماء.
ق ص ف
قوله تعالى * (قاصفا من الريح
فيغرقكم) * وهي الريح التي لها قصف
أي صوت شديد كأنها تقصف أي تكسر
لأنها لا تمر بشئ إلا قصفته.
ومنه قول علي عليه السلام في وصف
النار (لها قصيف هايل).
والرعد القاصف: الشديد الصوت.
وقصفت العود قصفا فانقصف أي
كسرته فانكسر وزنا ومعنى.
ومنه (يأتيه الموت فيقصفه).
وانقصف عن الشئ: تركه.
ورجل قصف: سريع الانكسار عن
النجدة.
والقصف: اللهو واللعب.
والقصوف: الإقامة على الأكل
والشرب.
والقيصفاء أو القصفاء على ما في بعض
النسخ من المسوخ، وقد تكثرت النسخ
في ذلك، ومحصل الجميع: أنه حيوان
غير مأكول.
ق ص ل
قصلته قصلا من باب ضرب: قطعته
وقصلت الدابة: علفتها القصيل
ق ص م
قوله تعالى * (وكم قصمنا من قرية) *
[21 / 11] أي حطمناها وهشمناها،
وذلك عبارة عن الهلاك. يقال قصمت
الشئ قصما من باب ضرب: كسرته
حتى يبين.
وفي الدعاء (قصمه الله) أي أهانه
وأذله.
وفي الحديث (من القواصم الفواقر
التي تقصم الظهر جار السوء).
و (قاصم الجبارين) أي مهلكهم.
وفي الخبر (إستغنوا عن الناس ولو
عن قصم السواك) يعني ما انكسر منه إذا
استيك به.
513

والقيصوم: فيعول، وهو نبت بالبادية
معروف. قيل وهو أنثى وذكر. قال في
القاموس: والنافع أطرافه وظهره، وشرب
سحيقه نافع لعسر النفس والبول.
ويقال القصم بالقاف: القطع المستطيل
وبالفاء: المستدير.
ومنه قوله تعالى * (فقد استمسك
بالعروة الوثقى لا انفصام لها) * [2 / 256]
ق ص و، ى
قوله تعالى: * (مكانا قصيا) * [19 / 22]
أي بعيدا عن الأهل.
و (القصوى) تأنيث الأقصى:
البعيدة.
والمسجد الأقصى: الأبعد، وهو بيت
المقدس، لأنه لم يكن وراؤه مسجدا وبعيد
عن المسجد الحرام.
وفى الحديث: (ثم ركب القصوى)
بضم القاف والقصر: هي ناقة لرسول الله
صلى الله عليه وآله، سميت بذلك لسبقها كان عندها
أقصى السير وغاية الجري، والقصوى
من النوق: التي قطع أذنها، ولم تكن ناقة
رسول الله قصوى وإنما كان هذا لقبالها.
وقيل: كانت مقطوعة الاذن (1).
وقصا المكان قصوا من باب قعد:
بعد، فهو قاص.
وبلاد قاصية بعيدة.
والشاة القاصية: المنفردة عن القطيع
البعيدة عنه.
و (الشيطان ذئب الانسان يأخذ
القاصية والشاذة) أي يتسلط على الخارج
من الجماعة.
والناحية القصوى: البعيدة. قيل:
وهذه لغة أهل العالية، و (القصياء) بالياء
لغة نجد.
و (الأداني والأقاصي) الأقارب
والأباعد.
واستقصى فلان المسألة: بلغ النهاية.

(1) في الصحاح (قصا): وكان لرسول الله صلى الله عليه وآله ناقة تسمى قصواء
ولم تكن مقطوعة الاذن. وهكذا ورد اسم الناقة بالمد في أساس البلاغة والنهاية و
في الكافي أيضا 8 / 322 في حديث.
514

و (قصي) مصغرا: اسم رجل،
والنسبة إليه قصوي بحذف احدى اليائين
ويقلب الأخرى ألفا ثم تقلب واوا، كما
في عدوي وأموي.
و (قصي بن كلاب) هو الذي أخرج
خزاعة من الحرم وولى البيت وغلب عليه
ق ض ب
قوله تعالى: * (وقضبا وزيتونا) *
[80 / 28] القضب نحو فلس، سمي
بذلك لأنه يقضب مرة بعد أخرى، أي
يقطع.
ومنه الحديث: (في القضب زكاة).
والقضب: كل نبت اقتضب وأكل
طريا: والقضبة: الرطبة.
والقضب: اسم يقع على ما قضب
من أغصان يتخذ منه سهام أو قسي.
وقضبت الشئ قضبا - من باب
ضرب -: قطعته فانقطع، واقتضبت الشئ
مثل اقتطعته وزنا ومعنى. ومنه قيل
للغصن المقطوع (قضيب) فعيل بمعنى
مفعول، والجمع (قضبان) بضم القاف
والكسر لغة.
ومنه: (سألته عن القضبان من
الفرسك).
وقضيب النبي صلى الله عليه وآله يسمى الممشوق.
والقضيب: قضيب الحمار وغيره.
وسيف قاضب: أي قاطع.
وفي حديث الحسين (ع): (فجعل
ابن زياد لعنه الله يقرع فمه بقضيب)
أراد به السيف اللطيف الدقيق، وقيل أراد
به العود.
ق ض ض
قوله تعالى: * (فوجدا فيها جدارا
يريد أن ينقض فأقامه) * [18 / 77] أي
يسقط وينهدم، من قولهم إنقض الحائط:
إذا سقط، وقيل إذا تصدع ولم يسقط،
فإذا سقط قيل أنهار وتهور.
ويقال إنقض الطائر: إذا هوى في
طيرانه، ومنه إنقضاض الكوكب.
ويقال جاؤوا بقضهم وقضيضهم: أي
بأجمعهم.
ومنه الخبر (يؤتى بالدنيا بقضها
وقضيضها) أي بكل ما فيها.
واقتض الجارية: افترعها وأزال
بكارتها، والافتضاض بالفاء بمعناه.
515

واقتض الأداوة: فتح رأسها، ويروى
بالفاء أيضا.
ق ض ع
(قضاعة) أبو حي من اليمن - قاله
الجوهري، وذكر نسبه إلى عدنان.
ق ض ف
في الحديث (إن الله لطيف ليس على
قلة وقضافة صغر) القضافة بالضم والقضف
محركة: النحافة.
والقضف: الدقة.
وقد قضف بالضم قضافة فهو قضيف
أي نحيف، والجمع قضاف.
ق ض م
القضم: الأكل بأطراف الأسنان،
إذا أكل يابسا. يقال قضمت الدابة
شعيرها من باب تعب، ومن باب ضرب
لغة: كسرته بأطراف أسنانها.
ق ض ى
قوله تعالى: * (ثم اقضوا إلي ولا
تنظرون) * [10 / 71] قيل: معناه
امضوا إلي ما في أنفسكم من إهلاكي ونحوه
من سائر الشرور ولا تؤخرون.
قوله تعالى: * (فاقض ما أنت قاض) *
[20 / 72] أي امض ما أنت ممض.
قوله تعالى: * (ثم قضى أجلا) * [6 / 2]
أي حتم وأتم.
قوله تعالى: * (وقضينا إلى بني إسرائيل) *
[17 / 4] أي أعلمناهم إعلاما قطعيا،
ومثله * (وقضينا إليه ذلك الامر) * [15 / 66]
قوله تعالى: * (إن ربك يقضي بينهم) *
[10 / 93] أي يحكم ويفصل.
قوله تعالى: * (قضى أمرا) * [40 / 68]
أي أحكمه.
قوله تعالى: * (وقضى ربك) * [17 / 23]
اي أمر أمرا مقطوعا به أو حكم بذلك.
قوله تعالى: * (وقضاهن سبع سموات) *
[41 / 12] أي خلقهن وصنعهن.
قوله تعالى: * (فإذا قضيتم الصلاة
فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم) *
[4 / 103] المراد بالقضاء هنا فعل الشئ
والاتيان به، أي إذا أتيتم بالصلاة
فاذكروا الله، وهو أمر بالمداومة على
الذكر في جميع الأحوال، كما جاء في
516

الحديث القدسي: (يا موسى اذكرني
فإن ذكري حسن على كل حال). وقيل
في الكلام إضمار أي فإذا أردتم الاتيان
بالصلاة فأتوا بها على حسب أحوالكم في
الامكان بحسب ضعف الخوف وشدته،
* (قياما) * أي مسائفين ومقارعين * (وقعودا) *
أي مرامين * (وعلى جنوبكم) * مثخنين
بالجراح. ويؤيد هذا انها في معرض
ذكر صلاة الخوف.
قوله تعالى: * (ليقض علينا ربك) *
[43 / 77] أي ليقض الموت علينا،
من (قضى عليه) إذا أماته، ومثله
* (لا يقضى عليهم) * [35 / 36].
قوله تعالى: * (فوكزه موسى فقضى
عليه) * [28 / 15] أي قتله مكانه.
قوله تعالى: * (ولو أنزلنا ملكا لقضي
الامر ثم لا ينظرون) * [6 / 8] قال
المفسر: أخبر الله سبحانه عن الكفار
انهم قالوا: هلا نزل عليه - أي على محمد -
ملك الموت والقتل نشاهده فنصدقه، ثم
أخبر عن عظيم عنادهم فقال: لو أنزلنا
ملكا على ما اقترحوه لما آمنوا به واقتضت
الحكمة استيصالهم وأن لا تنظرهم ولا نمهلهم
قوله تعالى: * (من قبل أن يقضى إليك
وحيه) * [20 / 114] أي ينتهي إليك
بيانه.
قوله تعالى: * (وقال الشيطان لما قضي
الامر) * [14 / 22] أي أحكم وفرغ
منه ودخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار
قوله تعالى: * (يا ليتها كانت القاضية) *
[69 / 27] أي القاطعة لأمري فلم
أبعث بعدها ولم ألق ما لقيت.
قوله تعالى: * (كلا لما يقض ما أمره) *
[80 / 23] أي لا يقضي أحد ما أمر به
بعد تطاول الزمان.
قوله تعالى: * (فإذا قضيتم مناسككم) *
[2 / 200] أي أديتموها.
والقضاء لمعان:
(أحدها) الاتيان بالشئ كما في
الآية المتقدمة.
(الثاني) فعل العبادة ذات الوقت
المحدود المعين بالشخص خارجا عنه.
517

(الثالث) فعل العبادة استدراكا لما
وقع مخالفا لبعض الأوضاع المعتبرة،
ويسمى هذا إعادة.
وفي الحديث: (قضى بشاهد ويمين)
أي حكم بهما.
و (القاضي) الحاكم، واستقضي
فلان أي صبر قاضيا.
وفي حديث سالم بن مكرم الجمال (1):
(إياكم أن يحاكم بعضكم بعضا إلى أهل
الجور، ولكن انظروا إلى رجل منكم يعلم
شيئا من قضائنا فاجعلوه بينكم، فإني قد
جعلته قاضيا فتحاكموا إليه) (2) قال
بعض الأفاضل: يعلم من هذا الحديث
تحريم التحاكم إلى أهل الجور ووجوب
التحاكم إلى الفقيه لأنه منصوب الامام
والتجزي في الاجتهاد والدلالة على ذكورية
القاضي وايمانه المستفادين من قوله: رجل
منكم وجعله نائبا عنه - انتهى. وحينئذ
فالقاضي كما قيل هو الحاكم بين الخصوم،
وهو يغاير المفتي والمجتهد، وذلك لان
القاضي سمي قاضيا وحاكما باعتبار إلزامه
وحكمه على الافراد الشخصية بالاحكام
الشخصية، كالحكم على شخص بثبوت
حق لشخص آخر، وأما لا بهذا الاعتبار
بل بمجرد الاخبار والاعلام فإنه يسمى
مفتيا، كما أنه باعتبار مجرد الاستدلال
يسمى مجتهدا.
وقضيت حاجتي: حكمت عليها
وفرغت منها.
وقضيت الدين: أديته.
وقضى دينه وتقاضاه بمعنى.
وفى حديث الرضا (ع) مع أخيه
إبراهيم: (ولقد قضيت عنه ألف دينار
بعد أن انتفى على طلاق نسائه وعتق

(1) هو أبو خديجة ويقال أبو سلمة سالم بن مكرم بن عبد الله الكناسي صاحب
الغنم مولى بنى أسد، روى عن أبي عبد الله وأبى الحسن (ع) قال الطوسي ضعيف
وقال النجاشي ثقة ثقة الفهرست للطوسي ص 105 ورجال النجاشي ص 142.
(2) الكافي ج 7 ص 412.
518

مماليكه) وقال بعض الشارحين: لقد
قضيت عنه أي عن الذي عن إبراهيم كأنه
عباس أخوهما الف دينار إلى آخره،
وكأنه قصده من الطلاق والعتق عدم
تعرض الغرماء لبيوت نسائه وعتق مماليكه
و (سم قاض) أي قاتل.
واقتضيت منه حقي: أخذته.
وفى الحديث: أتى رجل إلى أبي
عبد الله (ع) يقتضيه بدين، أي يطلبه منه
و (الامر يقتضي الوجوب) أي يدل
عليه.
وقاضيته على مال: صالحته عليه.
و (أعوذ بك من سوء القضاء) يعني
المقضي، إذ حكم الله من حيث هو حكمه
كله حسن لا سوء فيه.
و (القضاء) قال الجوهري: أصله
قضاي لأنه من قضيت، إلا أن الياء لما
جاءت بعد الألف همزت، والجمع الأقضية
والقضية مثله، والجمع قضايا على فعالى
وأصله فعائل - انتهى.
و (القضاء المقرون بالقدر) وقيل:
المراد به الخلق نحو * (فقضيهن سبع سموات) *
وبالقدر التقدير، فهما متلازمان لا ينفك
أحدهما عن الآخر لان أحدهما كالأساس
وهو القدر والآخر بمنزلة البناء وهو
القضاء، ويؤيده قوله (ع): (القضاء
الابرام وإقامة العين) وقوله (ع):
(وإذا قضى أمضى وهو الذي لا يرد له)
وفي حديث علي (ع) مع الشيخ الذي
سأله عن المسير إلى أهل الشام حيث قال
له: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى
أهل الشام أبقضاء من الله وقدر؟ فقال له
علي (ع): (يا شيخ ما علوتم تلعة ولا
هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر)
فقال الشيخ: عند الله أحتسب عنائي،
فقال علي (ع): (وتظن أنه كان قضاء
حتما وقدرا لازما إنه لو كان كذلك
لبطل الثواب والعقاب والامر والنهي
والزجر من الله وسقط معنى الوعد
والوعيد، فلم تكن لائمة للمذنب ولا محمدة
للمحسن، تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان
519

وخصماء الرحمن، وقدرية هذه الأمة) (1)
قال بعض الأفاضل: قوله (تلك مقالة
إخوان عبدة الأوثان) إشارة إلى الأشاعرة
قوله (وقدرية هذه الأمة) إشارة إلى
المعتزلة كما صرح به في الروايات ويتم
البحث في قدر إنشاء الله تعالى.
وفيه عن علي (ع): (الاعمال ثلاثة
أحوال فرائض وفضائل ومعاصي، فأما
الفرائض فبأمر الله ورضى الله وبقضاء الله
وتقديره ومشيته وعلمه تعالى، وأما
الفضائل فليس بأمر الله ولكن يرضى الله
وبقضاء الله وبمشية الله وبعلم الله عز وجل
وأما المعاصي فليست بأمر الله ولكن
بقضاء الله ومشيته وبعلمه ثم يعاقب عليها)
قال الشيخ الصدوق: قوله (المعاصي
بقضاء الله) معناه نهي الله لان حكمه على
عباده الانتهاء عنها، ومعنى قوله (بقدر
الله) أي بعلم الله بمبلغها وتقديرها مقدارها
ومعنى قوله (وبمشيته) فإنه تعالى شاء
أن لا يمنع العاصي من المعاصي إلا بالزجر
والقول والنهي والتحذير دون الجبر
والمنع بالقوة والدفع بالقدرة.
وفى حديث جميل بن دراج (2) قال:
سألت أبا عبد الله (ع) عن القضاء
والقدر؟ قال: (هما خلقان من خلق الله
تعالى والله يزيد في الخلق ما يشاء) كأنه
جواب اقناعي، وربما أشعر بأن السؤال
عن معرفة كنهه وحقيقته غير لائق لبعد
معرفة ذلك عن عقول المكلفين.
وفي حديث حمران (3) قال: قلت

(1) الكافي ج 1 ص 155.
(2) هو أبو على جميل بن دراج بن عبد الله النخعي الثقة، روى عن أبي
عبد الله وأبى الحسن (ع)، عمى في آخر عمره ومات في أيام الرضا (ع).
رجال النجاشي ص 98.
(3) هو أبو الحسن وقيل أبو حمزة حمران بن أعين الشيباني التابعي أخو
زرارة، كان يختص ببعض الأئمة ويتولى له الامر، قال له أبو جعفر (ع):
أنت من شيعتنا في الدنيا والآخرة. تنقيح المقال ج 2 ص 370
520

لابي جعفر (ع): أرأيت ما كان من أمر
قيام علي بن أبي طالب والحسن والحسين
عليهم السلام وخروجهم وقيامهم بدين الله
عز ذكره وما أصيبوا من قتل الطواغيت
إياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا؟ فقال
أبو جعفر (ع): (يا حمران إن الله تبارك
قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه
وحتمه على سبيل الاختيار ثم أجراه، فيتقدم
علم إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله قام علي والحسن
والحسين عليهم السلام، وبعلم صمت من
صمت منا، ولو أنهم يا حمران حيث نزل
بهم ما نزل من أمر الله عز وجل وإظهار
الطواغيت عليهم سألوا الله عز وجل أن
يدفع عنهم ذلك وألحوا عليه في طلب إزالة
ملك الطواغيت وذهاب ملكهم إذا
لأجابهم ودفع ذلك عنهم، ثم كان انقضاء
مدة الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع
من سلك منظوم انقطع فتبدد، وما كان
ذلك الذي أصابهم يا حمران لذنب اقترفوه
ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها، ولكن
لمنازل وكرامة من الله أراد أن يبلغها فلا
تذهب بك المذاهب فيهم) (1).
و (تقضى البازي) أي انقض،
وأصله تقضض فلما كثرت الضادات
أبدلت إحداهن ياء.
ق ط ب
في الحديث: (فقطب أبو عبد الله
عليه السلام) أي قبض ما بين عينيه كما
يفعل العبوس، يقال قطب ما بين عينيه
قطبا من باب ضرب: جمع جلدته من
شئ كرهه.
وقطب الثوب: مزجه.
و (قطب الرحى) وزان قفل:
ما دارت عليه.
والقطب أيضا: كوكب صغير بين
الجدي والفرقدين مدار الفلك عليه.
وقطب الدين الراوندي اسمه سعيد
ابن هبة الله بن الحسين، كان من فقهاء
الامامية اقتصر مدة عمره على الاشتغال
بعلم الفقه وحده - قاله ابن أبي الحديد

(1) الكافي ج 2 ص 224.
521

في شرح النهج (1).
وقطب الدين الراوندي هو صاحب
المحاكمات وشرح المطالع من تلامذة
العلامة (ره)، وقرأ عنده كتاب قواعد
الاحكام، وله عليها قيود وحواش. قال
الشيخ البهائي: نقلها والدي (ره) في
قواعده من قواعد شيخنا الشهيد (ره).
وقطب في وجهه تقطيبا: عبس.
وقاطبة في قولهم: (جاء القوم
قاطبة) اسم دل على العموم، ومنه (لما
قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ارتدت العرب
قاطبة) أي جميعهم - هكذا يقال، وهي
نكرة منصوبة غير مضافة، ونصبها على
المصدر والحال.
وقاطبة في قوله: (ما بال قريش
يلقوننا بوجوه قاطبة) أي مقطبة كعيشة
راضية.
ق ط ر
قوله تعالى: * (سرابيلهم من قطران) *
[44 / 50] هو بفتح القاف وكسر الطاء:
الذي يطلى به الإبل التي فيها الجرب،
فيحرق بحدته وحرارته الجرب، يتخذ
من حمل شجر العرعر فيطبخ بها ثم يهنأ
به، وسكون الطاء وفتح القاف وكسرها
لغة، وقد أوعد الله المشركين أن يعذبهم
به لمعان أربعة: للذعه وحرقته، واشتعال
النار فيه، وإسراعها في المطلي به، وسواد
لونه بحيث تشمئز عنه النفوس من نتن
رائحته، فتطلى به جلودهم حتى يعود
طلاؤه لهم كالسرابيل، لأنهم كانوا
يستكبرون عن عبادته فألبسهم بذلك
الخزي والهوان. وقرئ * (من قطران) *
أي نحاس قد انتهى حره، ويقال الحديد
المذاب.
قوله: * (وأسلنا له عين القطر) *
[34 / 12] بالكسر فالسكون، أي
أذبنا له معدن النحاس وأظهرناه له ينبع
كما ينبع الماء من العين، فلذلك سمي
عين القطر تسمية بما آل إليه.
قوله: * (والقناطير المقنطرة) *
[3 / 14] جمع قنطار بالكسر قيل في
تفسيره هو ألف ومائتا أوقية، وقيل مائة
وعشرون رطلا، وقيل هو مل ء مسك
الثور ذهبا، وقيل ليس له وزن عند العرب.

(1) توفي يوم 4 شوال سنة 574. الكنى والألقاب ج 3 ص 58.
522

وعن تغلب المعمول عليه عند العرب الأكثر
أنه أربعة آلاف دينار، فإذا قالوا قناطير
مقنطرة فهي اثنا عشر ألف دينار، وقيل
ثمانون ألفا.
والمقنطرة: المكملة كما تقول بدرة
مبدرة وألف مؤلف، أي تام. وعن الفراء
المقنطرة المضعفة ككون القناطير ثلاثة
والمقنطرة تسعة.
وفي الحديث (القنطار خمسة عشر
ألف مثقال من الذهب، والمثقال أربعة
وعشرون قيراطا أصغرها مثل جبل أحد
وأكبرها بين السماء والأرض).
وفي معاني الاخبار فسر القنطار من
الحسنات بألف ومائتي أوقية، والأوقية
أعظم من جبل أحد (1).
وفي الحديث (يجزى عن غسل الجنابة
أن تقوم تحت القطر) أي المطر، الواحد
قطرة مثل تمر وتمرة.
وقد قطر الماء - من باب قتل -
يقطر قطرا أو قطرانا بالتحريك، وقطر
في الأرض قطورا: ذهب.
والقطر بالضم: الناحية والجانب،
والجمع أقطار.
ومنه حديث وصفه تعالى (منفي عنه
الأقطار) يعني الحدود والجوانب.
والقطار بالكسر: قطار الإبل، وهو
عدد على نسق واحد، يقال جاءت الإبل
قطارا بالكسر أي مقطورة، والجمع
قطر مثل كتاب وكتب.
وفي الحديث (نهي أن يتخطى القطار.
قيل: يا رسول الله ولم؟ قال: لأنه ليس
من قطار إلا وما بين البعير إلى البعير
شيطان).
وفيه (أنه عليه السلام كان متوشحا
بثوب قطري) وهو ضرب من البرد وفيه
حمرة ولها أعلام فيه بعض الخشونة، وقيل
هي حلل جياد تحمل من البحرين،
وقيل قرية يقال لها قطر تنسب إليها
الثياب القطرية فكسروا القاف للنسبة.
والقنطرة: ما يبنى على الماء للعبور

(1) هذا التفسير ذكره في حديث عن الصادق عليه السلام، واما التفسير الأول
فمروي عن الباقر عليه السلام الا ان في الرواية (القنطار خمسة آلاف مثقال ذهب)
بدلا من خمسة عشر ألف انظر معاني الاخبار ص 157.
523

عليه، والجسر أعم لأنه يكون بناء
وغير بناء.
ق ط ر ب
القطرب: طائر يجول الليل كله
لا ينام.
و (قطرب) لقب محمد بن المستنير
النحوي. كان من أهل العربية، وكان
حريصا على الاشتغال والتعلم، وكان يبكر
إلى سيبويه قبل حضور أحد من التلامذة
فقال له يوما: ما أنت إلا قطرب ليل،
فبقي عليه (1).
ق ط ط
قوله تعالى: * (وقالوا ربنا عجل لنا
قطنا قبل يوم الحساب) * [37 / 16]
القط بالكسر الحساب عند أبي عبيدة،
والقط: الكتاب والصك بالجائزة، والمعنى
عجل لنا صحيفتنا.
والقط: النصيب.
والقط: السنور، والأنثى قطة،
والجمع قطاط وقططة.
وفي الحديث (ما فعلته امرأة قط
إلا عوفيت) يقال ما فعلت ذلك قط:
أي في الزمان الماضي، وفيها لغات ضم
الطاء مشددة مع فتح القاف وضمها
وكذلك هي مع تخفيف الطاء.
قال الجوهري: هذا إذا كانت بمعنى
الدهر، وأما إذا كانت بمعنى حسب وهو
الاكتفاء فهي مفتوحة القاف ساكنة الطاء
يقال رأيته مرة واحدة فقط - انتهى.
وقال التفتازاني: من أسماء الأفعال
بمعنى انته، وكثيرا ما تصدر بالفاء
تنزيلا للفظ منزلة جزاء شرط محذر.
وشعر قط وقطط بفتحتين شديد
الجعودة، ويقال القطط شعر الزنجي،
وقد قطط شعره بالكسر، وهو أحد
ما جاء على الأصل بإظهار التضعيف.
وقط السعر بالسين المهملة يقط
بالكسر قطا: غلا وارتفع.
وقططت القلم قطا من باب قتل:
قطعت رأسه عرضا في برية.
والمقط بالكسر: ما يقط عليه القلم.
ق ط ع
قوله تعالى: * (لقد تقطع بينكم) *
[6 / 94] أي وقع التقطع بينكم، كما

(1) توفى سنة ست ومائتين. الكنى والألقاب ج 3 ص 61.
524

تقول جمع بين الشيئين أي أوقع الجمع
بينهما على استناد الفعل إلى مصدره،
وقرئ بينكم على إسناد الفعل إلى الظرف
قوله: * (وفي الأرض قطع متجاورات) *
[13 / 4] أي متجاوزة متلاصقة طيبة إلى
سبخة وصلبة إلى رخوة وصالحة للزرع
والشجر إلى أخرى على عكسها مع انتظام
الجميع في جنس الأرضية، وكذلك الكروم
والزروع والنخيل الثابتة في هذه القطع
مختلفة الأجناس والأنواع، وهي تسقى
بماء واحد تراها متغايرة الثمار في الاشكال
والنبات والطعوم والروائح متفاضلة فيها،
وفي ذلك دلالة على صنع القادر العالم
الموقع أفعاله على وجه دون وجه.
قوله: * (تقطعوا أمرهم بينهم) *
[21 / 93] أي تقسموه واختلفوا في
الاعتقاد والمذاهب.
قوله: * (إلا أن تقطع قلوبهم) *
[9 / 110] أي قطعا بحيث لا يبقى لها
قابلية الادراك.
قوله: * (قطعت به الأرض) *
[13 / 31] أي تصدعت من خشية الله
عند قراءته وشققت فجعلت أنهارا وعيونا
قوله: * (ليقطع طرفا) * [3 / 127]
أي يهلك جماعة.
قوله: * (ثم ليقطع) * [22 / 15]
أي ليختنق، ويسمى الاختناق قطعا لان
المختنق يقطع نفسه بحبس مجاريه قطعا
من الليل بالتحريك جمع قطعة، ومن قرأ
قطعا بتسكين الطاء أراد اسم ما قطع.
وفي الحديث (لا يمين في قطيعة رحم)
كما لو حلف لا يكلم أباه مثلا، ويمكن
أراد بالقطيعة الأخ في الدين أيضا.
وفي الدعاء (وأعوذ بك من مقطعات
النيران).
قال بعض الشارحين: المقطعات كل
ثوب يقطع كالقميص والجبة ونحوهما
لا ما لا يقطع كالإزار والرداء. قال:
ولعل السر في كون ثياب النار مقطعات
كونها أشد لاشتمالها على البدن والعذاب
بها أشد انتهى.
وعن بعض اللغويين: إن المقطعات
جمع لا واحد له من لفظه وواحدها
ثوب، وبعضهم بدل القاف فاء والطاء ظاء
جمع مفظعة بسكون الفاء، من فظع الامر
فظاعة فهو فظيع: أي شديد شنيع،
525

والأول أشهر.
وفي الدعاء (وأعوذ بك من الذنوب
التي تقطع الرجاء) وقد مر شرحها
في رجا.
و (القطيعة) محال ببغداد أقطعها
المنصور أناسا من أعيان دولته ليعمروها
ويسكنوها (1).
ومنه (حدثني شيخ من أهل قطيعة
الربيع).
وأقطعته قطيعة: أي طائفة من أرض
الخراج.
والاقطاع: إعطاء الامام قطعة من
الأرض وغيرها ويكون تمليكا وغير تمليك.
وفي الحديث (خلق الله تعالى آدم
وأقطعه الدنيا قطيعة) أي أعطاه إياها.
وأقطعته قضبانا من الكرم: أذنت له
في قطعها.
والقطيع: الطائفة من البقر والغنم،
والجمع أقاطيع على غير القياس.
والتقاطع: ضد التواصل.
والقطيعة: الهجران.
والقطائع اسم لما لا ينقل من المال
كالقرى والأراضي والأبراج والحصون.
ومنه الحديث (قطائع الملوك كلها
للامام).
ومنقطع كل شئ: حيث ينتهى إليه
طرفه، نحو منقطع الوادي والرمل
والطريق.
وقوله: (من يمينه إلى منقطع التراب)
أي إلى آخر الدنيا ونهايتها.
والقطعة بالكسر: الطائفة من الشئ،
والجمع قطع كسدرة وسدر.
والأقطع: المقطوع اليد، والجمع
قطعان مثل أسود وسودان.
وأقطع الرجل: الذي قطعت رجله.
وأرض منقطعة: بعيدة عن العمران.

(1) في معجم البلدان ج 4 ص 376 ذكر ان غير المنصور من الخلفاء أيضا
اقطع القطائع، وعد عدة أمكنة من هذه القطائع ومن بينها قطيعة الربيع فقال: هي
منسوبة إلى الربيع بن يونس حاجب المنصور ومولاه، وكانت قطيعة الربيع بالكرخ
مزارع الناس من قرية يقال لها يداوري من اعمال بادوريا، وهما قطيعتان خارجة
وداخلة...
526

وفلان منقطع إلى فلان: أي لم
يأنس بغيره.
وانقطع الغيث: انحبس.
وانقطع بفلان فهو منقطع به: إذا
عجز عن سفره من نفقة ذهبت وغيرها.
وفي الحديث (قطع على يديه نحوا
من أربعمائة انسان) أي جزم بإمامته
عليه السلام.
وقطعت الشئ شدد للمبالغة فتقطع.
وقطع الرجل الطريق: إذا أخافه
فهو قاطع، والجمع قطاع الطريق، وهم
اللصوص الذين يعتمدون على قوتهم
ويأخذون أموال الناس ويقتلونهم إن
منعوا.
وقطع الحدث الصلاة: أبطلها.
وقطعت النهر: عبرته.
وقطعت الصديق: هجرته.
وقطعته عن حقه: منعته.
والمقطع: بكسر الميم آلة القطع
وبفتحها موضع القطع كالقطعة بالتحريك.
ق ط ف
قوله تعالى * (قطوفها دانية) *
يعني ثمرتها قريبة التناول تنال على كل
حال من قيام وقعود ونيام، واحدها
قطف بالكسر وهو العنقود.
والقطاف ككتاب: وقت جمع العنب.
يقال قطفت العنب من بابي ضرب
وقتل: قطعته.
والقطوف من الدواب وغيرها: البطئ.
والقطيفة: الدثار المخمل والجمع قطائف
وقطف كصحيفة وصحائف وصحف.
والقطيف (1): بلاد خلف البصرة
معروفة.
ق ط م
القطامي بالضم: اسم رجل.
وقطام: اسم امرأة.
ق ط م ر
قوله تعالى: * (ما يملكون من قطمير) *
[35 / 13] قيل هي الجلدة الرقيقة على
ظهر النواة، ويقال هي النكتة البيضاء في
باطن ظهر النواة تنبت منها النخلة.
ق ط ن
قوله تعالى * (وأنبتنا عليه شجرة من
يقطين) * [37 / 146] وزنه يفعيل، وهي

(1) بلاد عامرة في المملكة السعودية، فيها آبار النفط السعودية.
527

كل شجرة على وجه الأرض لا تقوم على
ساق، كالقرع ونحوها، وإن غلب في
العرف على الدباء (1).
وقيل هو التين.
وقيل شجرة الموز.
وقطن بالمكان يقطن من باب قعد:
أقام به وتوطنه فهو قاطن، والجمع قطان
مثل كافر وكفار، وقطين أيضا وجمعه
قطن، مثل بريد وبرد.
والقطن: معروف.
والقطنة: أخص منه قاله الجوهري.
ويقطين أبو علي بن يقطين (2) لم
يزل في خدمة أبي العباس (3) وأبي جعفر
المنصور (4) ومع ذلك كان يتشيع،
ويقول بالإمامة.
وعلي بن يقطين كان من الثقات مع
أنه كان وزيرا لبني العباس وقد مر له
قصة في (رفا) تدل على جلالة حاله.
ق ط و
في الحديث: (العباءة القطوانية)
بالتحريك وهي عباءة بيضاء قصيرة الخمل،
نسبة إلى قطوان موضع بالكوفة، منه
الأكسية القطوانية.
وفيه (القطاة) بالفتح والقصر واحدة
والقطا، وهو ضرب من الحمام ذوات
أطواق يشبه الفاختة والقماري.
وفي المثل (أهدى من القطا) قيل:
إنه يطلب الماء مسيرة عشرة أيام وأكثر
من فراخها من طلوع الفجر إلى طلوع
الشمس فترجع، ولا تخطئ صادرة
ولا واردة.
وفى الحديث: (من بنى مسجدا

(1) الدباء: القرع وهو نوع خاص من اليقطين.
(2) كان يتولى ديوان الكتابة في الحكومة العباسية رئيسا معتمدا.
(3) السفاح: أول الخلفاء العباسيين، بويع له بجامع الكوفة (132 ه‍) توفي
(136 ه‍).
(4) الدوانيقي: ثاني الخلفاء العباسيين بويع له بعد أخيه السفاح (136 ه‍)
توفي (158 ه‍).
528

كمفحص قطاة فكذا) (1) يريد المبالغة
في الصغر لا الحقيقة. والقطا ثلاثة أضرب:
كدري وجوني وغطاط، فالكدري الغبر
الألوان الرقش الظهور والبطون الصفر
الحلوق وهو ألطف من الجوني قاله
الجوهري (2).
ق ع ب
في الحديث: (فأتي بقعب) هو
بالفتح فالسكون: قدح من خشب مقعر
والجمع (قعاب) و (أقعب) مثل سهم
وسهام وأسهم.
ق ع د
قوله تعالى حكاية عن إبليس لعنه الله:
* (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) *
[7 / 16] أي بسبب أغوائك لي أقسم
لأقعدن لهم صراطك، أي لاعترض لهم
على طريق الاسلام كما يعترض العدو
على الطريق فيقطعه على المارة، وانتصب
(صراطك) على الظرف.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال:
(يا زرارة إنما يصمد لك ولأصحابك
وأما الآخرون فقد فرغ منهم) (3).
قوله: * (والقواعد من النساء اللاتي
يئسن من المحيض) * [24 / 60] والولد
ولا يطمعن في نكاح لكبر سنهن، فقد
قعدن عن التزويج لعدم الرغبة فيهن،
واحدتهن (قاعد) بغير هاء.
وفي الحديث (القواعد من النساء
من قعدن عن النكاح) (4).
قوله: * (وإذ يرفع إبراهيم القواعد) *
[2 / 127] القواعد جمع القاعدة، وهي
الأساس لما فوقه رفع القواعد البناء عليها
لأنها إذا بني عليها ارتفعت.
وروي إن الأرض انشقت إلى متنها
وقذفت فيها حجارة أمثال الإبل وبنى
عليها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
قوله: * (عن اليمين وعن الشمال
قعيد) * [50 / 17] القعيد المقاعد كالجليس
وفعيل وفعول مما يستوي فيهما الواحد

(1) من لا يحضر ج 1 ص 152.
(2) انظر الصحاح (كدر).
(3) البرهان ج 2 ص 5.
(4) البرهان ج 3 ص 152.
529

والاثنان والجمع، والتقدير عن اليمين
قعيد وعن الشمال قعيد من المتلقين،
أي الملكين الحافظين اللذين يأخذان
ما يتلفظ به، فترك أحدهما للدلالة عليه.
وفي الحديث (ما من قلب إلا وله
أذنان على إحداهما ملك مرشد وعلي
الأخرى شيطان مفتن، هذا يأمره وهذا
يزجره، وهو قول الله * (عن اليمين وعن
الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه
رقيب عتيد) * (1).
وفي الحديث (قعيد القبر منكر
ونكير) (2) وسيأتي وجه تسميتهما بذلك
إنشاء الله.
وفيه (إذا وضع الميت في القبر يقعدانه)
الأصل فيه أن يحمل على الحقيقة،
ويحتمل أن يراد فيه التنبيه لما يسأل عنه
والايقاظ عما هو فيه بإعادة الروح إليه
كالنائم الذي يوقظ، ومن الجائز أن
يقال (أجلسته عن نومه) أي أيقظته
عن رقدته على المجاز والاتساع، لان
الغالب من حال النائم إذا استيقظ أن
يجلس، فجعل الاجلاس مكان الايقاظ.
وفيه (ما منكم إلا وكتب الله مقعده
من النار ومقعده من الجنة) قال بعض
شراح الحديث المبهم الذي ورد عليه البيان
من هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه
وآله هو أنه بين أن القدر في حق العباد
واقع على معنى تدبير الربوبية، وهذا
لا يبطل تكليفهم العمل لحق العبودية،
وكل من الخلق مسير لما دبر له في الغيب،
فيسوقه العمل إلى ما كتب من سعادة أو
شقاوة، ومعنى العمل التعرض للثواب
والعقاب.
وفي الخبر (نهى أن يقعد على القبر)
قيل أراد القعود لقضاء الحاجة من الحدث
وقيل أراد للاحداد والحزن، وهو أن
يلازمه ولا يرجع عنه، وقيل أراد به
احترام الميت وفي القعود عليه تهاون
بالميت والموت.
وروي (أنه رأى رجلا متكأ على
قبر فقال: لا تؤذ صاحب القبر).
والقعود - بالفتح - من الإبل:
ما اتخذه الراعي للركوب وحمل الزاد،
والجمع أقعدة وقعدات وقعائد، وقيل

(1) البرهان ج 4 ص 219.
(2) الكافي ج 3 ص 239.
530

القعود القلوص، وقيل القعود البكر قبل
أن يثني ثم هو جمل.
وفي الخبر (لا يكون الرجل متقيا
حتى يكون أذل من قعود كل من أتى
عليه أرقاه) أي قهره وأذله، لان البعير
إنما يرغو من ذلة واستكانة.
وقعد عن الامر: إذا لم يهتم له.
وقعد به الضعف: أي جعله قاعدا
لا يقدر على النهوض.
وتستعمل قعد ناقصة بمعنى صار في
قولهم (أرهف شفرته حتى قعدت كأنها
حربة) أي صارت الشفرة كأنها حربة،
ولعل صار أيضا تستعمل بمعنى قعد،
ويتخرج على ذلك قوله عليه السلام
في حديث آدم (فغمزه - يعني جبرئيل -
فصير طوله سبعين ذراعا بذراعه، وغمز
حوى عليها السلام فصير طولها خمسة
وثلاثين ذراعا بذراعها).
وقعد قعودا ومقعدا جلس، وأقعد غيره.
والحائض تقعد عن الصلاة أيام
أقرائها: يعني لا تصلى فيهن شيئا.
و (القعدة) بالفتح المرة الواحدة،
وبالكسر النوع، ومنه (ذو القعدة)
بالفتح شهر كانت العرب تجلس فيه
عن الغزو.
وتقعد فلان عن الامر: إذا لم يطلبه.
والمقاعد: موضع قعود الناس في
الأسواق وغيرها، واحده مقعدة بفتح الميم.
وفي الخبر (إن الشياطين تلعب
بمقاعد بني إسرائيل) أي بمواضع
خلوتهم، يعني تحضر تلك الأمكنة
وترصها بالأذى والفساد، لأنها مواضع
يهجر فيها ذكر الله.
و (المقاعد) جمع مقعد، وهي أسفل
البدن.
و (المقعد) بالبناء للمفعول: هو
الأعرج.
والمقعد أيضا: هو الزمن الذي
لا يستطيع الحركة للمشي، ومنه (عجوز
مقعدة).
ومنه الحديث (يجوز المقعد في
العتاق).
و (القاعدة) في مصلح أهل العلم
الضابطة، وهي الامر الكلي المنطبق على
جميع الجزئيات، كما يقال (كل انسان
حيوان وكل ناطق انسان) ونحو ذلك.
531

ق ع ر
قوله: * (كأنهم أعجاز نخل منقعر) *
[54 / 20] أي أصول نخل منقطع،
يقال قعرت الشجر قعرا: قلعتها من
أصلها فانقعرت، يعني أنهم كانوا يتساقطون
على الأرض أمواتا، وهم جثث طوال
عظام كأنهم أصول نخل منقعر عن أماكنه
ومغارسه.
وقعر البئر وغيرها: عمقها.
وقعر الشئ: نهاية أسفله، والجمع
قعور كفلس وفلوس.
وجلس في قعر بيته: كناية عن
الملازمة.
ق ع س
في الحديث (لا ينبغي للذي يدعى
إلى شهادة أن يتقاعس عنها) (1) أي يتأخر
عنها ولم يشهد، من قولهم تقاعس الرجل
عن الامر: إذا تأخر ورجع إلى خلف
ولم يتقدم فيه.
والقعس بالتحريك: خروج الصدر
ودخول الظهر، وهو ضد الحدب.
واقعنسس عن الامر مثل قعس،
وإنما لم يدغم لأنه ملحق بآخر نجم.
ق ع ص
في الحديث (اللهم اقعص الزبير بشر
قتلة) أي أمته بشر ميتة، من القعص
بالفتح فالسكون: الموت الوحي.
ومنه (من مات قعصا) أي أصابته
ضربة فمات.
والقعاص: داء يأخذ الغنم فيهلكها.
ق ع ض
في دعاء الاستخارة (وتقعض أيامه
سرورا) لعله من قعضت العود: إذا عطفته
كما تعطف عروش الكرم والهودج.
ق ع ط
في الحديث (نهى عن الاقتعاط) هو
شد العمامة على الرأس من غير إدارة
تحت الحنك، يقال تعمم ولم يقتعط وهي
العمة الطابقية.
ق ع ق ع
القعقعة: حكاية صوت السلاح ونحوه.
والقعقاع: تتابع أصوات الرعد.
و (قعيقاع) اسم رجل (2).

(1) الكافي ج 7 ص 380.
(2) ذكر الزركلي في الاعلام ج 6 ص 48 عدة اشخاص اسمهم القعقاع.
532

و (قعيقعان) بضم الأولى وكسر الثانية
وفتح المهملتين وسكون التحتانية جبل
بمكة معروف مقابل أبي قبيس (1).
وطريق قعقاع: لا يسلك إلا بمشقة.
و (القعقع) بالضم: طائر أبلق
ضخم من طير البر طويل المنقار - قاله
الجوهري.
ق ع ى
في الحديث نهى عن الاقعاء في الصلاة
بين السجدتين (2)، وهو أن يضع أليتيه
على عقبيه بين السجدتين - قاله الجوهري،
وهذا تفسير الفقهاء، فأما أهل اللغة
فالاقعاء عندهم أن يلصق الرجل أليتيه
بالأرض وينصب ساقيه ويتساند إلى
ظهره، من (أقعى الكلب) إذا جلس
على إسته مفترشا رجليه وناصبا ساقيه
- انتهى.
ونقل في الذكرى عن بعض الأصحاب
أنه عبارة عن أن يقعد على عقبيه ويجعل
يديه على الأرض، وهذا لا يوافق ما
ذكره ابن الأثير في تفسيره حيث قال:
الاقعاء في الصلاة أن يلصق الرجل أليتيه
إلى الأرض وينصب ساقيه وفخذيه ويضع
يديه على الأرض كما يقعي الكلب - انتهى
وفي الخبر: (أكل مقعيا) أي كان
يجلس عند الأكل على وركيه مستوفرا
غير متمكن ولا مستكثر من الأكل ليرد
الجوعة ويشتغل بمهماته.
وفي خبر النبيذ: هكذا يؤخذ التمر
فيتقى ويلقى عليه القعوة، بالقاف والعين
المهملة قال: وما القعوة؟ قال: (الداذي)
بدال مهملة ثم معجمة بعد ألف قال: وما
الداذي؟ قال: حب يؤتى به من البصرة
فيلقى في هذا النبيذ. وفى خبر آخر فقال:
ما الداذي؟ فقال: ثفل التمر (3).

(1) انظر في معجم البلدان ج 4 ص 379 سبب تسمية هذا الجبل بهذا الاسم.
(2) في الكافي ج 3 ص 336 عن أبي عبد الله (ع): لا تقع بين
السجدتين إقعاء.
(3) الكافي ج 6 ص 416.
533

ق ف د
(القفد) بالفتح: صفع الرأس ببسط
الكف من القفا، ومنه قفدني. قال
الجوهري: والأقفد من الناس الذي
يمشي على صدور قدميه من قبل الأصابع
ولا يبلغ عقباه الأرض.
و (القفدان) بالتحريك خريطة
العطار - نقلا عن ابن دريد.
ق ف ر
في الحديث (لا يسجد على القفر)
كأنه ردي القير المستعمل مرارا، وفي
عبارة بعض الأفاضل القفر شئ يشبه
الزفت ورائحته كرائحة القير.
والقفر من الأرض: المفازة التي
لا ماء فيها ولا نبات، والجمع قفار.
ودار قفر وقفار: أي خالية من
أهلها.
وأقفرت الدار: خلت.
والقفار بالفتح: الخبز بلا أدم، يقال
أكل خبزة قفارا.
وأقفر فلان: إذا لم يبق عنده أم.
وفي الخبر (ما أقفر بيت فيه الخل) (1)
أي ما خلا من الادام
ق ف ز
في حديث المرأة المحرمة (ولا تلبس
القفازين) القفاز بالضم والتشديد: شئ
يعمل لليدين ويحشى بقطن ويكون له
أزرار تزر على الساعد، تلبسه المرأة من
نساء العرب تتوقى به من البرد، وهما
قفازان.
وقفز الشئ يقفز من باب ضرب
يضرب قفزا وقفزانا: وثب، فهو قافز،
وقفاز مبالغة.
ومنه الحديث قيس الماصر (أنت
والأحوال قفازان) (2).
والقفيز: مكيال يتواضع الناس
عليه، وهو عند أهل العراق ثمانية
مكاكيك، والجمع أقفزة وقفزان.

(1) مكارم الاخلاق ص 163.
(2) منتهى المقال ص 247.
534

ق ف ع
(ابن المقفع) (1) بالميم والقاف
والفاء المشددة والعين المهملة أخيرا على
ما صح في النسخ: رجل كان دهريا كابن
أبي العوجاء.
ق ف ل
قوله تعالى * (أم على قلوب أقفالها) *
[47 / 24] الاقفال جمع قفل، وهو
معروف، والكلام استعارة.
وأقفلت الباب إقفالا فهو مقفل.
وقفل من سفره من باب قعد: رجع
والقافلة عندهم هي الرفقة الراجعة
من السفر.
والقيفال: عرق في اليد يفصد منه.
قال الجوهري: وهو معروف.
ق ف ن د ر
في الحديث (إذا لم يعز الرجل بعث
الله إليه طائرا يسمى القفندر) - الحديث
في بعض نسخ الحديث القفندر اسم شيطان،
وفي الصحاح القفندر القبيح المنظر.
ق ف و
قوله تعالى: * (ولا تقف ما ليس لك
به علم) * [17 / 36] أي لا تتبع مالا تعلم
* (إن السمع والبصر) * - الآية.
وفي رواية أبي الجارود (2): (يسئل
السمع عما سمع والبصر عما نظر والفؤاد
عما اعتقد).
وفي تفسير علي بن إبراهيم عن أبي
الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن
أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله

(1) عبد الله بن المقفع الفارسي كان مجوسيا أسلم على يد عيسى بن علي عم المنصور
بحسب الظاهر وكان على طريق الزندقة، وهو الذي ترجم كتاب كليلة ودمنة إلى
العربية، وصنف الدر اليتيمة في طاعة الملوك، قتله أمير البصرة بامر المنصور سنة
143 ه‍ - الكنى والألقاب ج 1 ص 408.
(2) هو أبو الجارود زياد بن المنذر الكوفي، أنظر ترجمته في الكنى
والألقاب ج 1 ص 32، والحديث موجود في تفسير علي بن إبراهيم ص
382 بلا نسبته إلى أبي الجارود.
535

(لا تزول قدم عبد يوم القيامة من بين
يدي الله حتى يسأله عن أربع خصال:
عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته،
ومالك من أين اكتسبته وأين وضعته،
وعن حبنا أهل البيت) (1).
قوله تعالى: * (قفينا على آثارهم برسلنا) *
[57 / 27] أي اتبعنا، وأصله (من
القفا) تقول: قفوت أثره قفوا من باب
قال: تبعته، وقفيت على أثره بفلان
بالتشديد: اتبعته إياه، ومنه (الكلام
المقفى) و (قوافي الشعر).
واقتفاه أي اختاره واقتفى أثره.
وفي الخبر: (فلما قفى الرجل)
بالتشديد قال: (إن أبي وأباك في النار)
والمراد به إن صح أبو جهل لما مر من
تسميتهم العم أبا.
و (القفا) مقصور: مؤخر العنق يذكر
ويؤنث، والجمع (ففي) على فعول،
وفي الكثرة على أقفاء وأقفية.
وفى الخبر: (يعقد الشيطان على قافية
أحدكم ثلاث عقد) وفسرت القافية
بالقفاء أو مؤخر الرأس أو وسطه، والمراد
تثقيله في النوم واطالته، فكأنه قد شد
عليه شدا وعقده ثلاثا.
ق ل ب
قوله تعالى: * (إن في ذلك لذكرى
لمن كان له قلب) * [50 / 37] أي عقل
وفي الخبر كذلك، يقال (ما قلبك معك)
أي ما عقلك.
قوله: * (ما جعل الله لرجل من قلبين
في جوفه) * [33 / 4] لان ذلك يؤدي
أن يكون الجملة الواحدة متصفة بكونها
مريدة وكارهة لشئ واحد في حالة إذا
أراد بأحد القلبين كره بالآخر.
قوله: * (ونقلبهم ذات اليمين
وذات الشمال) * [18 / 18] في كل عام
مرتين لئلا تأكلهم الأرض.
قوله: * (أو يأخذهم في تقلبهم) *
[16 / 46] أي متقلبين في متاجرهم
وأسفارهم * (على تخوف) * أي متخوفين.
قوله: * (يقلب كفيه على ما أنفق فيها) *

(1) انظر التفسير ص 382.
536

[18 / 42] أي يصفق بالواحدة على الأخرى
كما يفعل المتندم الآسف على ما فاته.
قوله: * (وتقلبهم في البلاد) *
[40 / 4] أي تصرفهم فيها للتجارة،
أي فلا يغرنك تقلبهم وخروجهم من بلد
إلى بلد فإن الله تعالى محيط بهم.
قوله: * (أي منقلب ينقلبون) *
[36 / 227] أي أي منصرف ينصرفون
وفي قراءة الصادق (ع) (وسيعلم الذين
ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون).
قوله: * (وإليه تقلبون) * [29 / 21]
أي ترجعون.
قوله: * (وتوكل على العزيز
الرحيم. الذي يراك حين تقوم وتقلبك في
الساجدين) * [26 / 219]. قوله:
* (حين تقوم) * أي للتهجد، والمراد
بالساجدين المصلون، وتقلبه فيهم تصرفه
فيما بينهم بقيامه وركوعه وسجوده وقعوده
إذا أمهم، وقيل معناه وتقلبك في الساجدين
في الأصلاب أصلاب الموحدين حتى
أخرجك. قال الشيخ أبو علي: وهو
المروي عن أئمة الهدى (ع).
قوله: * (وقلبوا لك الأمور) *
[9 / 48] أي يبغون لك الغوائل.
قوله: * (تقلب فيه القلوب والابصار) *
[24 / 37] أي تضطرب من الهول والفزع
وتشخص، أو تتقلب أحوالها فتفقه القلوب
وتبصر الابصار بعد أن كانت لا تفقه ولا
تبصر.
قوله: * (قد نرى تقلب وجهك
في السماء) * [2 / 144] أي تردد وجهك
وتصرف نظرك تطلعا للوحي.
قوله: * (وإنا إلى ربنا لمنقلبون) *
[43 / 14] أي راجعون إليه، والانقلاب:
الانصراف.
وفي الحديث: (قلب الانسان مضغة
من جسده).
وفيه أيضا: (القلب ما فيه إيمان
ولا كفر شبه المضغة) (1) والمضغة: هي القطعة من اللحم.
وفيه: (القلب أمير الجوارح ولا
تصدر إلا عن رأيه).
وفيه (إن القلوب أربعة: قلب
فيه نفاق وايمان إذا أدرك الموت صاحبه

(1) الكافي ج 2 ص 420.
537

على نفاقه هلك وإن أدركه على إيمانه
نجا، وقلب منكوس وهو قلب المشرك،
وقلب مطبوع هو قلب المنافق، وقلب
أزهر أجرد وهو قلب المؤمن فيه كهيئة
السراج إن أعطاه الله شكر وإن ابتلاه
صبر) (1).
والقلب: هو الفؤاد، وقيل هو
أخص منه، وقيل هما سواء. والجمع
(قلوب) مثل فلس وفلوس.
وعن بعض أهل التحقيق: إن
القلب يطلق على معنيين: أحدهما اللحم
الصنوبري الشكل المودع في الجانب
الأيسر من الصدر، وهو لحم مخصوص وفي
باطنه تجويف وفي ذلك التجويف دم
أسود، وهو منبع الروح ومعدنه، وهذا
المعنى من القلب موجود للبهائم بل
للميت. المعنى الثاني لطيفة ربانية
روحانية لها بهذا القلب تعلق، وتلك
اللطيفة هي المعبر عنها بالقلب تارة وبالنفس
أخرى وبالروح أخرى وبالانسان أيضا،
وهو المدرك العالم العارف، وهو المخاطب
والمطالب والمعاقب، وله علاقة مع القلب
الجسداني، وقد تحير أكثر الخلق في
إدارك وجه علاقته، وإن تعلقه يضاهي
تعلق الاعراض بالأجسام أو الأوصاف
بالموصوفات، أو تعلق المستعمل للآلة
بالآلة، أو تعلق المتمكن بالمكان، وشبه
ذلك - انتهى.
وهذا هو المراد من قوله (ع):
(ليس من عبد يقبل بقلبه على الله إلا
أقبل الله بقلوب المؤمنين عليه).
وفي حديث الفروض على الجوارح:
(وأما ما فرض الله على القلب من الايمان
فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم)
وفسر الاقرار: الاقرار بما جاء من عند
الله تعالى من نبي أو كتاب، والمعرفة
بالتصور المطلق، والعقد بالاذعان القلبي
وهو التصديق، وقد جاء في تفسيره به في
الحديث: (والرضا والتسليم بأن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده
ورسوله).
وفي الخبر: (قلب المؤمن بين

(1) هذا الحديث مع شرحه مذكور في رواية في الكافي ج 2 ص 422 بغير
هذا الترتيب.
538

إصبعين من أصابع الله) هو تمثيل
عن سرعة تقلبه، أو أنه معقود بمشية الله
وتخصيص الأصابع كناية عن إجراء القدرة
والبطش لأنه باليد والأصابع اجراؤها.
وقلب كل شئ: خالصة ولبه.
وقلب العقرب: من منازل القمر،
وهو كوكب نير بجانبه كوكبان.
و (القلب) بضم فسكون: سوار
المرأة، ومنه (تنزع المرأة حجلها
وقلبها).
ومقلب القلوب: أي مغيرها ومبدل
الخواطر وناقض العزائم، فإنها تحت
قدرته يقلبها كيف شاء.
وقلبت الشئ قلبا من باب ضرب:
حولته عن وجهه.
وكلام مقلوب: مصروف عن وجهه.
والمقلوب من الحديث سهوا ما
يرويه محمد بن أحمد بن عيسى عن أحمد بن
محمد بن عيسى، فإنه مقلوب عن أحمد بن
محمد بن عيسى، إذ ليس في الرجال المعتمد
على روايتهم محمد بن أحمد بن عيسى،
ومثله رواية محمد بن أحمد بن يحيى
عن أبيه أحمد بن محمد بن يحيى عن
محمد بن يحيى.
وقلبت الرداء: حولته وجعلت
أعلاه أسفله.
وقلبت الامر ظهرا لبطن: اختبرته.
وقلبت بالتشديد في الكل مبالغة
وتكثير، ومنه قوله تعالى: * (وقلبوا
لك الأمور) *.
و (القالب) بفتح اللام: قالب
الخف وغيره، ومنهم من يكسرها.
ومنه في صفات روح المؤمن بعد
الموت: (في قالب كقالبه في الدنيا).
والقليب: بئر تحفر فينقلب ترابها
قبل أن تطوى - كذا في المغرب. وعن
الأزهري: القليب عند العرب البئر العادية
القديمة مطوية كان أو غير مطوية، والجمع
(قلب) مثل بريد وبرد، ومنه حديث
قتلى بدر: (ثم جمعهم في قليب).
و (أبو قلابة) بكسر القاف من
التابعين، واسمه عبد الله.
وفي حديث السفر: (وأعوذ بك من
كآبة المنقلب). المنقلب مصدر يعنى
الانقلاب، أي الانقلاب من السفر،
والمعنى فيه هو أن يرجع من سفره بأمر
539

يحزنه: إما بآفة أصابته في سفره، أو
يعود غير مقضي الحاجة، أو أصاب ماله
آفة، أو يقدم على أهله فيجدهم مرضى،
أوقد فقد بعضهم.
و (أعوذ بك من خيبة المنقلب)
أي الرجوع إلى الله تعالى يوم القيامة
بالخيبة. الخيبة: الخسران.
وقوله: (في منقلبي ومثواي) أي
رجوعي وإقامتي أو حركتي وسكوني.
ق ل ج
(القولنج) وقد يضم أوله ويكسر
لامه أو هو مكسور اللام ويفتح القاف
ويضم: مرض معوي مؤلم يعسر معه خروج
الثفل والريح قاله في القاموس.
ق ل ح
(القلح) بفتحتين: صفرة في
الأسنان، يقال قلحت الأسنان قلحا - من
باب تعب -: تغيرت بصفرة أو خضرة،
فالرجل أقلح والمرأة قلحاء، والجمع
قلح من باب حمر، والقلاح كغراب اسم
منه.
ومنه الحديث (مالي أراكم قلحا
مالكم لا تستاكون).
وفي حديث المرأة إذا غاب عنها
زوجها (تقلحت) اي توسخت ثيابها ولم
تتعهد نفسها وثيابها بالتنظف.
ق ل د
قوله تعالى: * (له مقاليد السماوات
والأرض) * [36 / 63] أي مفاتيحها،
واحدها مقلد كمنجل ومقلاد، ويقال هو
جمع لا واحد له.
والإقليد: المفتاح لغة يمانية، وقيل
معرب وأصله بالرومية إقليدس، والجمع
أقاليد.
والقلائد: ما يقلد به الهدي من نعل
أو غيره ليعلم بها أنها هدي.
وفي الحديث (يقلدها بنعل قد صلى
فيه).
والقلادة: التي تعلق في العنق.
وقلدته قلادة: جعلتها في عنقه.
وفي حديث الخلافة (فقلدها رسول
الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام)
اي ألزمه بها، أي جعلها في رقبته وولاه
أمرها.
وفي الخبر (قلدوا الخير ولا تقلدوها
540

الأوتار) أي قلدوها طلب أعداء الدين
والدفاع عن المسلمين، أي اجعلوا ذلك
لازما في أعناقها لزوم القلائد للأعناق،
ولا تقلدوها أوتار الجاهلية، هي جمع
وتر بالكسر وهو طلب الدم والثار.
و (التقليد) في اصطلاح أهل العلم
قبول قول الغير من غير دليل، سمي
بذلك لان المقلد يجعل ما يعتقده من
قول الغير من حق وباطل قلادة في عنق
من قلده.
و (السيف مقاليد الجنة والنار) أي
يتوصل به إليهما.
ق ل د س
(أوقليدس) بالضم وزيادة واو اسم
رجل وضع كتابا في العلم المعروف بهذا
الاسم.
ق ل س
في الخبر (من قاء أو قلس فليتوضأ)
القلس بالتحريك وقيل بالسكون:
ما خرج من الجوف ملا الفم أو دونه،
يقال قلس قلسا من باب ضرب: خرج
من بطنه طعام أو شرب إلى الفم سواء
ألقاه أو أعاده إلى بطنه إذا كان ملا الفم
أو دونه، فإذا غلب فهو قئ.
والقلس اسم للمقلوس فعل بمعنى مفعول
وفي الحديث ذكر القلنسوة، وهي
فعلنوة بفتح العين وسكون النون وضم
اللام والجمع قلانس، ويجوز قلاس.
وقال الجوهري القلنسوة والقلنسية
إذا فتحت القاف ضممت السين وإن ضممت
القاف كسرت السين وقلبت الواو ياء،
فإذا جمعت أو صغرت فأنت بالخيار، فإن
شئت حذفت الواو فقلت قلانس، وإن شئت
حذفت النون وقلت قلاس، وإن شئت
عوضت فيهما ياء وقلت قلانيس وقلاسي
وقد قلسيته فتقلسى وتقلنس وتقلس،
أي ألبسته القلنسوة فلبسها (1).
ق ل ص
في الحديث (في خمس قلائص
شاة) (2) هي جمع القلوص بالفتح،
وهي الناقة الشابة بمنزلة الجارية من النساء
وجمعها قلص، وجمع القلص قلاص بالكسر

(1) هذا الكلام منقول من الصحاح (قلس) باختصار وحذف.
(2) الكافي ج 3 ص 532.
541

وقلائص.
وقيل لا تزال قلوصا حتى تصير بازلا.
وعن العدوي القلوص أول ما يركب
من إناث الإبل إلى أن يثنى، فإذا أثنت
فهي ناقة، والقعود أول ما يركب من
ذكور الإبل إلى أن يثنى، فإذا أثنى فهو
جمل، وربما سموا الناقة الطويلة القوائم
قلوصا.
وقلص الثوب يقلص قلوصا: ارتفع.
ومنه حديث الحسين عليه السلام
(إنه صلى في ثوب قد قلص عن نصف
وقارب ركبتيه).
ومنه (من علامات الميت أن تقلص
شفتاه) أي تنضم وتنزوي، يقال قلصت
شفته تقلص - من باب ضرب - إنزوت،
وتقلصت مثله.
وقلص وتقلص كله بمعنى انزوى وانضم
وفي حديث الدنيا (إنها عند ذوي
العقول كفئ الظل بينا تراه سائغا حتى
قلص) أي انضم وانزوى.
ق ل ع
قوله تعالى: * (يا سماء أقلعي) *
[11 / 44] أي أمسكي.
والاقلاع: الامساك.
وفي وصفه عليه السلام (كان إذا
مشى يتقلع) المعنى كان يرفع رجليه
من الأرض رفعا بينا بقوة لا يمشي مشي
احتشام واختيال. وقوله: (كأنما
يمشي في صبب) كالمبين له، فإن الانحدار
والتكفؤ إلى قدام والتقلع من الأرض
يقارب بعضها بعضا.
وقلعت الشئ من موضعه قلما:
نزعته، واقتلعته وتقلع وانقلع.
والاقلاع من الامر: الكف عنه،
ومنه الاقلاع عن الذنوب
و (القلعة) بالتحريك لا يجوز
الاسكان: الحصن على الجبل، والجمع
قلع كقصبة وقصب، وقلاع كرقاب.
والقلعة بالضم: المال العارية.
وفي حديث علي عليه السلام (أحذركم
الدنيا فإنها دار بلغة ومنزل قلعة) (1)
أي تحول وارتحال ليس بمستوطن كأنه
يقلع ساكنه.
وفي الخبر (لا يدخل الجنة ديوث

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 220.
542

ولا قلاع) هو بالتشديد الساعي إلى السلطان
بالباطل في حق الناس، سمي به لأنه
يقلع المتمكن من الامر ويزيله عن رتبته
كما يقلع النبات من الأرض.
والمقلاع بالكسر: الذي يرمى به
الحجر.
وفي الحديث (الطاوس كأنه قلع
داري عنجه نؤتيه) القلع بالكسر:
شراع السفينة، وداري منسوب إلى دارين
بلدة على البحر، وعنجه أي عطفه، يقال
عنجت الناقة أعنجها عنجا إذا عطفتها،
والنؤتي الملاح.
ق ل ف
القلفة بالضم: الجلدة التي تقطع في
الختان، وجمعها قلف مثل غرفة وغرف.
والقلفة بالتحريك مثلها والجمع قلف
وقلفات مثل قصبة وقصب وقصبات.
وقلف قلفا من باب تعب إذا لم يختن
ويقال إذا عظمت قلفته فهو أقلف.
ق ل ق
القلق بالتحريك: الانزعاج.
وقلق قلقا من باب تعب: اضطرب
وأقلقه الهم وغيره: أزعجه.
ق ل ق ل
وفي حديث علي عليه السلام لأصحابه
و (قلقلوا السيوف في أغمادها) يعني قبل
سلها وكان ذلك ليسهل سلها عند الحاجة
إليها.
ق ل ل
قوله تعالى * (أقلت سحابا ثقالا) *
[7 / 56] يعني الريح حملت سحابا ثقالا
بالماء.
يقال أقل فلان الشئ، واستقل به:
إذا طاقه وحمله.
وإنما سميت الكيزان قلال لأنها
تقل بالأيدي أي تحمل فيشرب بها.
ومنه الدعاء (وما أقلته قدماي)
أي حملته.
والمراد الجثة والبدن، وهو من قبيل
عطف العام على الخاص.
قوله * (واذكروا إذ أنتم قليل) *
[8 / 26] أي قليلون.
جمعه قلل مثل سرير وسرر.
وقوم قليلون وقليل أيضا.
قوله * (قليلا ما تشكرون) * [7 / 9]
نصب على الظرف، لأنه من صفات الأحيان
543

وما لتوكيد معنى القلة.
والعامل ما يليه.
قيل كذا ذكره صاحب الكشاف.
وقد تقدم نظيره في (كثر).
قوله * (وما آمن معه) * [11 / 40]
يعنى مع نوح * (إلا قليل) * قيل: كانوا
ثمانية.
وقيل كانوا اثنين وسبعين رجلا
وامرأة.
كذا ذكره الشيخ أبو علي.
وفي الحديث (إذا كان الماء قدر
قلتين لم ينجسه شئ، القلة بضم القاف
وتشديد اللام: إناء للعرب كالجرة الكبيرة
تسع قربتين أو أكثر.
ومنه قلال هجر، وهي شبيهة بالحباب.
ومنه حديث سدرة المنتهى (نبقها
مثل قلال هجر).
قال في المغرب: القلة حب عظيم،
وهي معروفة بالحجاز والشام.
وعن الأزهري: قلال هجر معروفة
تأخذ القلة مزادة كبيرة وتملا الراوية
قلتين.
وفيه (الرجل ينتهي إلى الماء القليل)
هو في العرف يطلق ويستعمل فيما دون
الكر.
وقد جاء أشهر قلائل.
قال بعض المحققين: الوصف بالقلائل
لتأكيد القلة، فإن أفعل من جموع القلة،
وليس من المشتركات بين الجمعين كأذرع
ورجال ليكون الوصف مؤسسا لمجئ شهور
فكأنها كانت أقرب إلى القلة من العشرة.
وقد قل الشئ يقل قلة، وقلله في
عينه أي أراه إياه قليلا.
وأقل: إفتقر.
ومنه (أفضل الصدقة جهد المقل)
وقد تقدم.
والقل والقلة كالذل والذلة.
يقال الحمد لله على القلة والكثرة والقل
والكثر أيضا - قاله الجوهري.
والقلة: أعلي الجبل.
وقلة كل شئ: أعلاه.
ومنه (قلة الرأس).
واستقلت به راحلته: حملته.
يقال استقل الشئ: إذا رفعه وحمله.
والاستقلال بالشئ: الاقلال به، وهو
الاستبداد به لا طلبه كما هو الغالب من
544

باب الاستفعال.
ولذا يقال: الغصب هو الاستقلال
باثبات اليد على مال عدوانا.
واستقل الشئ: رآه قليلا.
ومنه قوله عليه السلام (سيأتي قوم
من بعدي يستقلون ذلك).
ق ل م
قوله تعالى * (علم بالقلم) * [96 / 4]
أي علم الكاتب أن يكتب بالقلم، أو علم
الانسان البيان بالقلم. إمتن سبحانه على
خلقه بما علمهم من كيفية الكتابة بالقلم
لما في ذلك من كثرة الانتفاع، فيما
يتعلق بالدين والدنيا.
وقيل أراد سبحانه آدم عليه السلام
لأنه أول من كتب بالقلم. وقيل: أول
من كتب إدريس عليه السلام.
قوله * (يلقون أقلامهم) * [3 / 44]
أي سهامهم التي كانوا يجيلونها عند العزم
على الامر، وقيل اقترعوا بأقلامهم التي
كانوا يكتبون بها التوراة: تبركا.
والقلامة بالضم هي: المقلومة من
طرف الظفر.
ومنه الحديث (كتب الله له بكل
قلامة عتق رقبة).
وقلمته قلما من باب ضرب: قطعته.
وقلمت الظفر: أخذت ما طال منه.
وقلمت بالتشديد: مبالغة وتكثير،
والقلم: فعل بمعنى مفعول كالحفر والنقص.
والقلم بالتحريك: الذي يكتب به
ولا يسمى قلما إلا بعد البري، وقبله
قصبة.
والمقلمة بالكسر: وعاء الأقلام.
والإقليم: معروف مأخوذ من قلامة
الظفر لأنه قطعة من الأرض. واختلف
في كونه عربيا.
والأقاليم عند أهل الحساب: سبعة
كل إقليم يملا من المغرب إلى نهاية
المشرق طولا. وفي العرف: ما يختص
باسم ويتميز به عن غيره. فمصر إقليم
والشام إقليم. واليمن إقليم.
وإذا أطلق الاقليم، حمل على العرفي.
ق ل و، ى
وقليت اللحم قليا وقلوته قلوا من بابي
ضرب وقتل، وهو الانضاج في المقلي.
والمقلاة والمقلى بالكسر والقصر: الذي
545

يقلى عليه اللحم وغيره.
ق ل ى
قوله تعالى: * (ما ودعك ربك وما قلى) *
[93 / 3] أي ما تركك وما بغضك،
من قليته أقليه قلى: إذا بغضته.
ومنه (قالين) أي مبغضين.
وفي الحديث: (أخبر تقله) (1) من القلى
بالكسر والقصر، أو القلاء بالفتح والمد:
البغض، أي لا تغتر بظاهر من تراه
فإنك إذا اختبرته بغضته، والهاء فيه
للسكت.
ومثله قوله: (جرب الناس فإنك إذا
جربتهم قليتهم وتركتهم لما يظهر لك من
مواطن سرائرهم) لفظه لفظ الامر ومعناه
الخبر، أي من جربهم وخبرهم أبغضهم
وتركهم.
ق م أ
(القماء) ممدود: الحقارة والذل، ومنه
الحديث: (ديث بالصغار والقماءة)
وحديث أبي الحسن (ع) وقد ركب
بغلة (تطأطأت عن سواء الخيل وتجاوزت
قموء العير وخير الأمور أوسطها).
ق م ح
قوله تعالى: * (فهم مقمحون) *
[38 / 8] أي رافعون رؤوسهم مع غض
أبصارهم، لان الاغلال إلى الأذقان فلا
تخليه يطأطئ رأسه، فلا يزال مقمحا.
يقال أقمحه الغل: إذا ترك
رأسه مرفوعا من ضيقه، فهو مقمح.
ومنه في حديث رسول الله لعلي
(ستقدم أنت وشيعتك على الله راضين
مرضيين، ويقدم عدوك غضابا مقمحين)
ثم جمع يده على عنقه يريهم كيف الاقماح.
وفي حديث الفطرة (صاعا من بر
أو صاعا من قمح) بالفتح فالسكون قيل
حنطة ردية يقال لها النبطة، والقمحة الحبة
منه. قال بعض الاعلام: لم نر من أهل
اللغة من فرق بين الحنطة والبر والقمح،
فكأن أو للشك من الراوي لا للتخيير

(1) في النهاية 4 / 105: وفي حديث أبي الدرداء (وجدت الناس أخبر تقله).
وانظر نهج البلاغة 3 / 257.
546

والله أعلم. وفيه أنه لا يتمشى في قوله عليه
السلام (من لم يجد الحنطة والشعير أجزأ
عنه القمح والسلت والعلس والذرة) (1).
ق م ر
قوله تعالى * (والقمر قدرناه منازل
حتى عاد) * [36 / 39] الآية. قال
الجوهري: القمر بعد ثلاث ليال إلى آخر
الشهر، سمى قمرا لبياضه، والأقمر
الأبيض، وليلة قمراء أي مضيئة.
وفي الحديث (كانت قريش تقامر
الرجل بأهله وماله) القمار بالكسر
المقامرة.
وتقامروا: لعبوا بالقمار، واللعب
بالآلات المعدة له على اختلاف أنواعها
نحو الشطرنج والنرد وغير ذلك، وأصل
القمار الرهن على اللعب بالشئ من هذه
الأشياء، وربما أطلق على اللعب بالخاتم
والجوز.
وعود قماري: منسوب إلى موضع
ببلاد الهند.
وفي الحديث ذكر القمري بالضم،
وهو طائر مشهور حسن الصوت أصغر من
الحمام منسوب إلى طير قمر، وقمر إما
جمع أقمر مثل أحمر وحمر وإما جمع قمري
مثل روم ورومي، ويقال هو الحمام الأزرق
ويقال للأنثى قمرية، وللذكر ساق حمر
والجمع قماري بفتح القاف. نقل أنه إذا
مات ذكور القماري لم تتزوج إناثها
بعدها وتنوح بعدها إلى أن تموت.
ق م س
القاموس: صاحب السر المطلع على
باطن أمرك
ومنه حديث اليهودي في علي عليه
السلام (أشهد أنك قاموس موسى)).
ق م ش
في الحديث (رجل قمش جهلا) (2)
أي جمعه، من القمش بالفتح فالسكون
وهو جمع الشئ من هنا ومن هنا،
وكذلك التقمش.
وقماش البيت بالضم: متاعه.
ق م ص
قوله تعالى: * (وجاؤوا على قميصه

(1) من لا يحضر ج 2 ص 115.
(2) نهج البلاغة ج 1 ص 47.
547

بدم كذب) * [12 / 18] القميص: الثوب
الذي يلبس، والجمع القمصان والأقمصة.
وتقمص القميص: لبسه.
وتقمص الخلافة: أي لبسها كالقميص.
ومنه حديث علي عليه السلام (ولقد
تقمصها فلان) يعني الأول لتلبسه بها
(وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من
الرحى) (1).
وفي آخر (ولئن تقمصها دوني
الأشقيان فلبئس ما لأنفسهما مهدا).
وقمص الفرس غيره عند الركوب
يقمص قمصا من بابي ضرب وقتل، وهو
أن يرفع يديه ويعجن برجليه ويضمهما
معا.
ومنه (فقمصت المركوبة فصرعت
الراكبة) (2).
و (القامصة) مر شرحها.
ق م ط
في الحديث (إذا اشتريت أضحيتك
وقمطتها وصارت في رحلك فقد بلغ الهدي
محله) أي شددتها بالقماط بالكسر، وهو
حبل يشد به الأخصاص وقوائم الشاة
للذبح، والقمط بالكسر فالسكون مثله،
يقال قمطه يقمطه من باب قتل: شد
يديه ورجليه كما يفعل بالصبي في المهد.
والقماط: خرقة عريضة تقمط بها
الصغير، وجمعه قمط مثل كتاب وكتب.
وقمط الطائر أنثاه يقمطها: سفدها.
ق م ط ر
قوله تعالى: * (يوما عبوسا قمطريرا) *
[76 / 10] أي شديدا، ويقال القمطرير
والعصيب أشد ما يكون من الأيام وأطول
في البلاء.
واقمطر يومنا: اشتد.
والقمطر علي فعلل: ما يصان فيه من
الكتب.
ق م ع
قوله تعالى: * (ولهم مقامع من حديد) *
[22 / 21] المقامع جمع مقمعة بكسر
الميم، وهي شئ من حديد كالمحجن

(1) نهج البلاغة ج 1 ص 25.
(2) من لا يحضر ج 4 ص 125.
548

يضرب به.
وقمعته: إذا ضربته بها.
وفي الحديث (من النساء كرب
مقمع) (1) وقد مر في جمع.
وقمعته قمعا: أذللته، وأقمعته بمعناه
وفي حديث وصف أوليائه تعالى (فهم
بين شريد ناد وخائف مقموع) أي مذلل
مقهور.
والقمع على التمرة ونحوها، وهو
الذي تتعلق به، وهو كعنب في الحجاز
وكحمل في تميم.
ق م ق م
والقمقم بضم القافين: آنية من النحاس
يسخن فيها الماء. وقد جاء في الحديث
(القمقمة مثله).
والقمقمة: وعاء من صفر يستصحبه
المسافر.
والقمقام: السيد، رومي معرب،
والجمع قماقم.
ق م ل
قوله تعالى * (القمل) * [7 / 132]
هو بالتشديد: كبار القردان.
وقيل دواب أصغر من القمل.
وقيل الدباء الذي لا أجنحة له.
قال بعض المفسرين: إختلف العلماء
في القمل المرسل على بني إسرائيل.
فقيل هو السوس الذي يخرج من
الحنطة.
وقيل غير ذلك.
وروي عن موسى عليه السلام (مشى
إلى كثيب أعفر كثيب مهيل فضربه
بعصاه فانتثر كله قملا في مصر، فتتبع
حروثهم وأشجارهم ونباتهم، فأكله،
ولحس الأرض، وكان يدخل بين ثوب
أحدهم وجلده فيعضه، وكان أحدهم
يأكل الطعام فيمتلئ قملا، فلم يصابوا
ببلاء كان أشد عليهم من القمل، فإنه
أخذ شعورهم وأبشارهم وأشفار عيونهم
وحواجبهم ولزم جلودهم، كأنه الجدري،
ومنعهم النوم والقرار).
وفي حديث النساء (ومنهن غل قمل).
الأصل فيه أنهم كانوا يأخذون
الأسير فيشدونه بالقد وعليه الشعر، فإذا

(1) معاني الاخبار ص 317.
549

يبس قمل في عنقه فيجتمع عليه محنتان
الغل والقمل.
ضرب مثلا لامرأة سيئة الخلق مع
زوجها، كثيرة المهر لا يجد بعلها منها
مخلصا.
والقمل معروف واحدتها قملة.
قيل تتولد من العرق والوسخ إذا
أصاب ثوبا أو بدنا أو ريشا أو شعرا حين
يصير المكان عفنا.
ورجل قمل الرأس كفرح: إذا كثر
قمله.
وقد قمل رأسه بالكسر.
وقمل الزرع: دويبة تطير كالجراد
في خلقة الحلم.
ق م م
وفي الحديث (لا تبقوا القمامة في
بيوتكم) هو بالضم: الكناسة والجمع قمام.
وقم البيت قما من باب قتل: كنسه.
والقمة بالكسر: أعلى الرأس.
ومنه الحديث (الحمرة التي ترفع
من المشرق إذا جاوزت قمة الرأس)
أي أعلاه.
والقمة أيضا: قامة الرجل.
ق م ن
يقال: أنت قمن أن تفعل كذا،
بفتحتين أي خليق وجدير، لا يثنى ولا
يجمع ولا يؤنث، قاله الجوهري، فان
كسرت الميم، أو قلت: قمين، ثنيت
وجمعت.
ق ن ب
في الحديث من رجز أبى طالب في
وقعة بدر:
يا رب إما تعززن بطالب
في مقنب من هذه المقانب
(المقنب) بالكسر: جماعة الخيل
والفرسان، وقيل هو دون المائة.
و (القنب) بفتح النون المشددة:
نبات يؤخذ لحاؤه ثم يفتل حبالا.
ق ن ب ر
والقنبري رجل من ولد قنبر الكبير.
ق ن ت
قوله تعالى: * (وقوموا لله قانتين) *
[2 / 238] أي داعين في قنوتكم، وقيل
مطيعين، وقيل مقرين بالعبودية. ومثله
قوله: * (كل له قانتون) * [2 / 116]
قوله تعالى في مريم: * (وكانت من
550

القانتين) * [66 / 12] أي من المطيعين
لله الدائمين على طاعته، ولم يقل (من
القانتات) لتغليب المذكر على المؤنث،
أو إشارة إلى أنها بلغت من الكمال ما قد
صارت من الرجال القانتين.
قوله: * (أقنتي لربك) * [3 / 43]
أي اعبديه أو صلي.
قوله: * (ومن يقنت منكن) *
[33 / 31] أي من يقم على الطاعة.
قوله: * (أمن هو قانت آناء الليل) *
[39 / 9] أي مصل ساعات الليل، قيل
نزلت في علي (ع).
قوله: * (قانتات) * [4 / 34] أي
قائمات بحقوق أزواجهن.
وقد جاءت القنوت للصمت والسكوت
كما روي عن زيد بن أرقم (كنا نتكلم
في الصلاة حتى نزلت: * (وقوموا لله
قانتين) * أي ساكتين فأمسكنا عن الكلام)
ق ن د
(القند) بالفتح فالسكون: عسل
قصب السكر، ومنه فلان القندي (1).
و (القند) بالكسر: الجبل العظيم
أو قطعة منه طولا ويفتح.
والقنديد: نوع من الخمر، وقيل
ليس بخمر ولكنه عصير مصنوع.
ق ن د ل
في الحديث (الرجل يصلي وبين يديه
قنديل) هو فعليل وهو معروف يستضاء
به.
ق ن ز ع
و (القنزعة) بضم القاف والزاي
وسكون النون واحدة القنازع، وهي أن
يحلق الرأس إلا قليلا ويترك وسط الرأس.
ومنه الحديث (ما من مسلم يمرض
في سبيل الله إلا حط الله عنه خطاياه وان
بلغت قنزعة رأسه).
والقنزع: الديوث الذي لا يغار على
أهله.
ق ن س ر
و (قنسرون) بلد بالشام، بكسر
القاف والنون مشددة وتفتح (2)، والنسبة

(1) زياد بن مروان الأنباري القندي مولى بني هاشم، روى عن أبي عبد الله
وأبي الحسن عليهما السلام ووقف في الرضا عليه السلام - رجال النجاشي ص 129.
(2) في معجم البلدان ج 4 ص 403: قال أبو بكر بن الأنباري: وفي اعرابها
وجهان يجوز أن تجريها مجرى قولك الزيدون فتجعلها في الرفع بالواو فتقول هذه
قنسرون، وفي النصب والخفض بالياء فتقول مررت بقنسرين ورأيت قنسرين،
والوجه الآخر ان تجعلها بالياء على كل حال وتجعل الاعراب بالنون ولا تصرفها.
قال أبو القاسم: هذا الذي ذكره من طريق اللغة ولم يسم البلد بذلك لما ذكره.
551

إليه قنسري.
ق ن ص
في حديث الطير (كل ماله قانصة)
هي واحدة القوانص، وهي للطير بمنزلة
الكرش والمصارين لغيره.
والقانص: الصائد.
وقنصه: أي صاده.
واقتنصه: اصطاده.
ومنه حديث الدنيا (حتى إذا أنس
نافرها واطمأن ناكرها قنصت بأحبلها)
أي صادت أهلها.
ق ن ط
قوله تعالى: * (لا تقنطوا من رحمة
الله) * [39 / 53] القنوط من رحمة الله:
الأياس منها، وقيل أشد الأياس من
الشئ، يقال قنط يقنط من بابي جلس
وقعد. قال الجوهري: وفي لغة ثالثة
قنط يقنط قنطا من باب تعب يتعب تعبا
فهو قنط وقانط وقنوط، والقنوط بالضم
المصدر.
وفي وصف الشيطان (إن مناني قنطني)
أي لا يفي لي بما مناني به فييأسني.
ق ن ع
قوله تعالى: * (وأطعموا القانع
والمعتر) * [22 / 36] القانع هو الذي
يقنع بالقليل ولا يسخط ولا يكلح ولا
يربد شدقه غيظا.
ومثله جاء في الحديث، وفي الصحاح
القانع الراضي بما معه، وربما يعطى من
غير سؤال، من قنع بالكسر يقنع قناعة
فهو قانع، وقيل من قنع يقنع بفتح
العين فيهما قنوعا فهو قانع: إذا خضع
وسأل.
قوله: * (مقنعي رؤوسهم) * [14 / 43]
هو من قولهم أقنع رأسه: إذا نصبه
لا يلتفت يمينا وشمالا وجعل طرفه
موازيا لما بين يديه.
وفي الحديث (القانع غني وإن جاع
552

وعري، ومن قنع استراح من أهل زمانه
واستطال على أقرانه، ومن قنع فقد
اختار الغنى على الذل والراحة على التعب).
والقناعة بالفتح: الرضا بالقسم.
ومنه (القانع) وهو الذي يقنع بما
يصيبه من الدنيا وإن كان قليلا ويشكر
على اليسير.
وفي الحديث (القناعة كنز لا ينفد) (1)
وذلك لان الانفاق منها لا ينقطع كلما
تعذر عليه شئ من أمور الدنيا قنع بما
دونه ورضي.
وفيه (عز من قنع وذل من طمع)
وذلك لان القانع لا يذله الطلب فلا
يزال عزيزا.
ومن أمثالهم (خير الغنى القنوع)
بالضم أعني القناعة.
وقد قنع بالشئ من باب تعب:
رضى به، فهو قنع وقنوع.
والمقنع والمقنعة بالكسر فيهما:
ما تقنع به المرأة رأسها. قال الجوهري:
والقناع أوسع من المقنعة، وجمع القناع
قنع ككتاب وكتب.
وتقنعت: لبست القناع.
وقنع الرجل رأسه بالتشديد، وتقنع
فعل ذلك.
ورجل مقنع: عليه بيضة مستور بها.
ومنه حديث أهل البيت عليهم السلام
(أمرنا مستور - أي محجوب - مقنع
بالميثاق).
وفى الحديث (ثم أتى بقناع من رطب
عليه ألوان) القناع الطبق الذي يؤكل
عليه، ويقال القنع بالضم والكسر.
و (المقنع) في الغيبة للسيد المرتضى
رحمه الله.
ق ن ف ذ
في الحديث (القنفذ من المسوخ)
هو بضم القاف وفتحها، واحد القنافذ،
والأنثى قنفذة، وهو حيوان معروف
مولع بأكل الأفاعي ولا يتألم منها.
ق ن م
الأقنوم: لفظ سرياني يستعمله

(1) ذكر في نهج البلاغة هذا الكلام في موضعين ج 3 ص 164 و 266 وفي
كلا الموضعين جاءت الكلمة هكذا (القناعة مال لا ينفد).
553

النصارى، ومعناه بالعربية: الأصل،
وقد مر في (ثلث): ما زعمته النصارى
من الأقانيم.
ق ن ن
القن: العبد إذا ملك هو وأبواه،
ويستوي فيه الاثنان والمؤنث والجمع.
قال الجوهري: وربما قالوا: عبيد
أقنان، ثم يجمع على أقنة.
والقنة بالضم: أعلا الجبل مثل القلة
ومنه الحديث في علي عليه السلام (كنت
للمؤمنين كهفا) وهو على الاستعارة
(وقنة راسيا، وحصنا).
والجمع قنان مثل برمة وبرام وقنن
وقنات.
والقوانين: الأصول، قاله الجوهري.
والواحد: قانون، وليس بعربي.
ق ن و، ى
قوله تعالى: * (أغنى وأقنى) *
[53 / 48] أي جعل لهم قنية أي أصل مال
قوله تعالى: * (قنوان) * [6 / 99]
هو جمع (قنو) وهي عذوق النخل،
وقنوان لفظ مشترك بين التثنية والجمع،
ويجمع على أقناء أيضا.
وفي الحديث ذكر القناة، وهي كالحصاة
واحدة القنى كالحصى، وهي الآبار التي
تحفر في أرض متتابعة ليستخرج ماؤها
ويسبح على الأرض، ويجمع أيضا على
قنوات، وقني على فعول، وقناء مثل جبال
ومنه الحديث: (فيما سقت السماء
والقني العشر).
وكذلك القناة واحدة القنا بالقصر
وهي الرمح تجمع على هذه الجموع.
و (قنيت القنا) بالتشديد احتفرتها.
والقناة: واد بالمدينة، يقال: (فيه
وادي قناة) وهو غير منصرف.
وأحمر قان: شديد الحمرة، ومثله:
(لحية قانية).
و (أقنى الرجل بالحناء) أي حمر لحيته
بها خضابا، ومنه قنى الرجل لحيته
بالخضاب تقنية.
و (المرأة المقنية) قيل: الماشطة التي
تتولى خضاب النساء وخدمتهن.
وفي الحديث: (يا أم عطية إذا قنيت
554

الجارية فلا تغسلي وجهها بالخزف).
وقنوت الغنم وغيرها قنوة وقنوة بالضم
والكسر، وقنيت أيضا قنية وقنية بالضم
والكسر: إذا أقنيتها لنفسك لا للتجارة.
ومال قنيان وقنيان بالضم والكسر:
ما يتخذ قنية.
وقنوت الشئ أقنوه قنوا من باب قتل
وقنوة بالكسر: جمعته.
واقتناء المال: جمعه.
وقنيت الحياء بالكسر قنيانا بالضم،
أي لزمته.
ومنه قول عنترة (1):
فأقني حياءك لا أبا لك واعلمي
أني امرؤ سأموت إن لم أقتل
وأقناه الله: أعطاه الله.
وأقناه أيضا: أرضاه.
والقنا بالكسر: احديداب في وسط
الانف، وقيل: القنا في الأنف طوله
ورقة أرنبته مع حدب في وسطه، ومنه
(رجل أقنى الانف).
ومنه الخبر: (كان صلى الله عليه وآله أقنى
العرنين) (2).
ق ه د
(قيس بن قهد) بالفتح فالسكون
والدال المهملة رجل من رواة الحديث (3)
و (القهاد) بالكسر اسم موضع.
والقهد: هو الأبيض الأكدر - قاله
الجوهري.
ق ه ر
قوله تعالى: * (وهو القاهر فوق
عباده) * [6 / 18] القاهر: الغالب جميع

(1) هو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قواد بن مخزوم بن ربيعة
انظر ترجمته واخباره في الأغاني ج 7 ص 147 - 153، والبيت في
ديوانه ص 120.
(2) مكارم الاخلاق ص 10.
(3) قيس بن قهد - بسكون الهاء - الأنصاري من بنى مالك بن النجار، وهو
جد أبي مريم عبد الغفار ابن القاسم الأنصاري الكوفي، كان من الصحابة - الاستيعاب
ج 3 ص 1298.
555

الخلائق. والقاهر: شديد القهر والغلبة
يقال قهره يقهره قهرا غلبه فهو قاهر،
وقهار مبالغة. وقوله * (فوق عباده) *
تصوير للقهر والعلو بالغلبة والقدرة كقوله
تعالى * (إنا فوقهم قاهرون) * [7 / 127]
يريد أنهم تحت تسخيره وتذليله.
وفي الدعاء (الحمد لله الذي علا
فقهر) أي ارتفع فقهر عباده بالغلبة
والقدرة، فهم تحت قدرته.
وفي حديث بني أمية (يضلون الناس
عن الصراط القهقري) هو بفتح القافين
وإسكان الهاء: المشي إلى خلف من غير
التفات بالوجه، أي يرجعون الناس إلى
خلف بسبب إضلالهم.
ق ه ر م
في حديث علي عليه السلام (لا تملك
المرأة ما جاوز نفسها، فإن المرأة ريحانة
وليست بقهرمانة) القهرمان: الذي إليه
الحكم بالأمور كالخازن والوكيل الحافظ
لما تحت يده، والقائم بأمور الرجل،
بلغة الفرس.
ق ه ق ه
القهقهة: الضحك، وهي أن يقول
الانسان (قه قه).
وقه وتقهقه بمعنى.
وقه قها (1) من باب ضرب: ضحك
وقال في ضحكه (قه) بالسكون فإذا
كرر قيل: قه قه قهقهة كدحرج
دحرجة.
القهقهة جاءت في الحديث (2) يقال:
(قها) من باب ضرب: ضحك وقال
في ضحكه: (قه) بالسكون، فإذا كرر
قيل (قهقهة) من باب دحرج فقهقهة
دحرجة.
ق ه ه
القهقهة: الضحك، وهي أن يقول
الانسان (قه قه).
وقه وتقهقه بمعنى.

(1) وزان: (مد مدا).
(2) في الكافي ج 3 ص 364 عن سماعة قال: سألته عن الضحك هل
يبطل الصلاة؟ قال: اما التبسم فلا يقطع الصلاة وأما القهقهة فهي تقطع الصلاة
556

وقه قها (1) من باب ضرب: ضحك
وقال في ضحكه (قه) بالسكون فإذا
كرر قيل: قه قه قهقهة كد خرج
دحرجة.
ق ه و
و (القهاة) اسم بلد ومنه الثوب
القهوي والجراب القهوي.
والقهوة: الخمر. قال الجوهري: سميت
بذلك لأنها تقهي، أي تذهب بشهوة الطعام
ق و ب
قوله تعالى: * (فكان قاب قوسين
أو أدنى) * [53 / 9] أي مقدار قوسين
وألقاب والقيد والقيس: المقدار، والمعنى
فكان مقدار مسافة قريبة مثل قاب قوسين،
فحذفت هذه المضافات كما قال الشاعر:
(وقد جعلتني من خزيمة إصبعا)
أي على مقدار مسافة إصبع.
وألقاب: ما بين المقبض والسية،
ولكل قوس قابان. وقوله * (قاب قوسين) *
أراد قابي قوس.
وفى الحديث: ما قاب قوسين؟
قال: ما بين سيتها إلى رأسها.
و (القوباء) بالمد: داء معروف
ينقشر ويتسع، وهي مؤنثة لا تنصرف،
وجمعها (قوب).
ق و ت
قوله تعالى: * (وقدر فيها أقواتها) *
[41 / 10] أي أرزاقها، جمع (قوت)
بالضم: وهو ما يقوم به بدن الانسان من
الطعام. وعن ابن فارس والأزهري القوت:
ما يؤكل ليمسك الرمق.
وقاته يقوته قوتا من باب قال:
أعطاه قوتا. واقتات بالقوت: أكله.
قوله: * (وكان الله على كل شئ
مقيتا) * [4 / 85] قيل المقيت المقتدر
المعطي أقوات الخلائق، من أقاته: أعطاه
قوته، وهي لغة في قاته.
و (المقيت) من أسمائه تعالى،
وهو المقتدر والحافظ والشاهد.
وفي الحديث (اللهم اجعل رزق
آل محمد قوتا) أي بقدر ما يمسك به الرمق
من المطعم، يعني كفاية من غير إسراف.
وفي الخبر (كفى بالمرء إثما أن
يضيع من يقوت) أراد من تلزمه نفقته.
وروي (يقيت) على اللغة الأخرى.

(1) وزان: (مد مدا).
557

ق ود
في الحديث (لا تجوز شهادة النساء
في القود) (1) القود بالتحريك: القصاص
يقال أقدت القاتل بالقتل: قتلته به،
وبابه قال، ومنه (لا قود إلا بالسيف)
أي لا يقام القصاص إلا به.
و (القواد) بالفتح والتشديد: هو
الذي يجمع بين الذكر والأنثى حراما.
والقيادة بالكسر: الصناعة.
وفي الحديث (المجتهدون - يعني في
القرآن - قواد أهل الجنة) يعني يقودونهم
إليها، كأن المعنى يسبقونهم ويجرونهم
إليها.
و (القائد) واحد القواد والقادة.
وفي حديث علي عليه السلام (قريش
قادة ذادة) أي يقودون الجيوش، جمع
قائد.
و (اجتمع القواد والجند) يريد بهم
الأمراء الذين يقودون الجيش، أو من
يقودون الخيل للرؤساء. والجند:
العسكر.
وفي حديث السقيفة (فانطلق عمر
وأبو بكر يتقاودان) أي ذاهبان مسرعين
كأن كل واحد منهما يقود الآخر
بسرعته.
وقاد الرجل الفرس - من باب قال -
قودا وقيادا بالكسر وقيادة.
وفي حديث علي عليه السلام (أنظروا
إلى عرصات من أقاده الله بعلمه) أي جعله
الله قائدا.
والذي يخطر في البال أنه تصحيف
(أعاده) بالهاء بدل القاف. والله أعلم.
والقود: أن يكون الرجل أمام
الدابة آخذا بقيادها.
و (القود) بالفتح فالسكون: الخيل.
ومنه حديث الاستسقاء (واستظمأنا
لصوارخ القود).
والانقياد للشئ: الخضوع له.
وفلان سلس القياد: أي سهل الانقياد
من غير توقف.
والقياد ككتاب: حبل تقاد به الدابة
وفي الحديث (إحفظ لسانك تعز
ولا تمكن الناس من قيادك فتذل
رقبتك) (2) يريد أعز نفسك في الصمت

(1) التهذيب ج 6 ص 266.
(2) الكافي ج 2 ص 113.
558

وحفظ اللسان، ولا تمكن الناس بسبب
بذله من قيادك الذي يقاد به، وهو استعارة
من قبيل (من سيب عذاره قاده إلى كل
كريهة).
وفرس أعطى قياده: أي أطاع
وأمكن من ناصيته.
والمقود: الحبل يشد به الزمام أو
اللجام تقاد به الدابة، والجمع مقاود.
ق ور
في الحديث (العيش في ثلاثة: دار
قوراء، وجارية حسناء، وفرس قباء)
والدار القوراء: هي الواسعة، نص على
ذلك الجوهري.
وفيه (يوم ذي قار) وهو يوم مشهور
وهو أول يوم انتصرت به العرب من العجم
وكان أبرويز قد أغزاهم جيشا، وكان
الظفر لبني شيبان.
و (ذوقار) موضع قريب البصرة،
خطب به علي عليه السلام.
وفي حديث ابن عباس قال: دخلت
على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار
وهو يخصف نعلا، فقال لي: ما قيمة هذا
النعل؟ فقلت له: لا قيمة لها. قال:
والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن
أقيم حقا أو أدفع باطلا.
و (القارة) قبيلة يوصفون بالرمي
سموا قارة لاجتماعهم والتفافهم - قاله
الجوهري.
وقورت الشئ تقويرا: قطعت من
وسطه خرقا مستديرا.
وقوارة: القميص بالضم والتخفيف
وكذلك كل ما يقور.
ق وس
القوس معروف، يذكر ويؤنث،
والجمع أقواس وقياس مثل أثواب وثياب
وقسي بكسر القاف.
وعن ابن الأنباري القوس أنثى وتصغيرها
قويس، وربما قيل قويسة، وتضاف إلى
ما يخصها فيقال قوس تدف وقوس جلاهق
وقوس نبل وهي العربية وقوس النشاب
وهي الفارسية.
والقوس أيضا: برج في السماء.
وقوس الشيخ - بالتشديد - أي انحنى
واستقوس مثله.
ق وض
يقال قوضت البناء: إذا نقضته من
559

غير هدم. ق وع
قوله تعالى: * (كسراب بقيعة) *
[24 / 39] القيعة بالكسر والقاع بمعنى
واحد، وهو المستوي من الأرض، ويقال
قيعة جمع قاع وجمع القاع أقوع وأقواع
وقيعان، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها.
وقاعة الدار: ساحتها.
و (قاع قرقر) قيل قرقر أيضا في
معنى القاع، وهو المستوي من الأرض،
وإنما عبر بلفظين مختلفين للمبالغة في
استواء ذلك المكان، وقد روى (بقاع
قرق) وهو مثله في المعنى.
ق وف
قوله تعالى (ق) هو جبل محيط بالدنيا
من وراء يأجوج ومأجوج، وهو قسم
وفي الحديث (لا آخذ بقول قائف)
هو الذي يعرف الآثار ويلحق الولد
بالوالد والأخ بأخيه، والجمع قافة من
قولهم قفت أثره إذا تبعته مثل قفوت أثره
وقاف الرجل يقوف قوفا من باب
قال: تبعه.
ق وق
قوقي بضم القاف الأولى وكسر الثانية
صنف من السمك عجيب جدا على رأسه
شوكة قوية يضرب بها.
ق ول
قوله تعالى * (فألقوا إليهم القول
إنهم لكاذبون) * [15 / 86] قال الفراء
يعني آلهتهم ردت عليهم قولهم إنهم لكاذبون
لم ندعهم إلى عبادتنا.
قوله * (ولا تقولن لشئ إني فاعل
ذلك غدا إلا أن يشاء الله) * [18 / 29]
قيل هذا تأديب من الله لنبيه صلى
الله عليه وآله حين سئل عن المسائل
الثلاثة: الكهف والروح وذي القرنين،
فوعدهم أن يجيبهم، ولم يقل: إنشاء الله
ولم يستثن.
قوله * (وقولوا للناس حسنا) *
[2 / 83] أي قولا هو حسن في نفسه
لافراط حسنه.
وعن الباقر عليه السلام (قولوا
للناس ما تحبون أن يقال لكم).
قوله * (لم تقولون ما لا تفعلون) *
560

[61 / 2].
عن ابن عباس (كان ناس من المؤمنين
يقولون قبل أن يؤمروا بالقول لو نعلم
أحب الاعمال إلى الله لعملناه وهم كذبة
فكذبهم الله تعالى).
قوله * (وإذ قلنا للملائكة) * [2 / 39]
الآية.
مذهب العرب إذا أمر الرئيس منها
عن نفسه قال فعلنا وصنعنا لعلمه أن أتباعه
يفعلون كفعله ويجرون على مثل أمره،
ثم كثر الاستعمال حتى صار الرجل من
السوقة يقول فعلنا وصنعنا، والأصل ما
ذكر.
قوله * (وإذا وقع القول) * [27 / 82]
أي حصل ما وعد الله من علامات قيام
الساعة وظهور أشراطها.
قوله * (يقولون إن أوتيتم هذا) *
[5 / 99].
قال المفسر أي يقول يهود خيبر ليهود
المدينة: إن أعطيتم هذا أي أمركم محمد
صلى الله عليه وآله بالجلد فاقبلوا وإن لم
تؤتوه أي أفتاكم محمد صلى الله عليه وآله
بالرجم فاحذروه.
وقيل معناه: إن أوتيتم الدية فاقبلوه
وإن أوتيتم القود فلا تقبلوه.
قوله * (وقال الذين حق عليهم القول) *
[28 / 63] هم الشياطين ورؤساء أهل
الضلال.
والقول هو قوله تعالى * (لأملأن
جهنم من الجنة والناس أجمعين) * [11 / 119]
قوله * (ذلك قولهم) * [9 / 31]
الإشارة بذلك إلى ما تقدم من القول.
ومعناه أنهم اخترعوا بأفواههم ما لم
يأتهم كتاب ومالهم به حجة.
* (يضاهؤون قول الذين كفروا) *
[9 / 31] من المشركين الذين يقولون
إن الملائكة بنات الله.
وقيلا وقولا بمعنى واحد.
قال تعالى * (وقيله يا رب إن هؤلاء
قوم لا يؤمنون) * [43 / 88] قرء
بالحركات الثلاث.
قال جار الله العلامة الزمخشري: النصب
والجر على إضمار حرف القسم وحذفه.
والرفع على قوله أيم الله ولعمرك.
561

ويكون قوله * (إن هؤلاء قوم
لا يؤمنون) * [93 / 88] جواب القسم
فكأنه قال وأقسم بقيله يا رب.
أو قيله يا رب قسمي أنهم لا يؤمنون.
قوله * (قد جاءكم رسولنا يبين لكم
على فترة من الرسل أن تقولوا) * [5 / 21]
قال الشيخ أبو علي في هذا الموضع:
أن تقولوا نصب عند البصريين في تقدير
كراهة أن تقولوا، فحذف المضاف الذي
هو مفعوله، وأقيم المضاف إليه مقامه.
وقال الكسائي والفراء تقديره لئلا
تقولوا.
قوله * (سيقول السفهاء) * [2 / 142]
الآية.
قال بعض المفسرين: السين هنا
للاستمرار لا للاستقبال، مثل * (ستجدون
آخرين) * [4 / 90].
فإنها نزلت بعد قولهم (1) * (ما وليهم) *
[2 / 142] الآية.
ولكن دخلت السين إشعارا بالاستمرار.
قال ابن هشام: والحق أنها للاستقبال
وأن تقولوا بمعنى تستمروا على القول.
وفي الحديث (نهى عن القيل والقال)
كأنه كثرة النجوى بلا فائدة كما قال
تعالى * (لا خير في كثير من نجويهم) *
[4 / 113].
ومثله نهى عن (قيل وقال) أي نهى
عن فضول ما يتحدث به المتجالسون من
قولهم قيل كذا وقال كذا.
وبناؤهما على ما قيل: على كونهما
فعلين ماضيين متضمنين للضمير، والاعراب
على إجرائهما مجرى الأسماء خلوين من
الضمير، وإدخال حرف التعريف عليهما
في قولهم القيل والقال.
وفي الحديث (سبحان الذي تعطف
بالعز وقال به) أي أحبه واختصه لنفسه
كما يقال فلان يقول بفلان.
وقيل معناه وحكم به فإن القول
يستعمل بمعنى الحكم.
وفيه (فدخلت على أبي عبد الله عليه
السلام امرأة وذكرت أنها تركت ابنها
وقد قالت بالملحفة على وجهه ميتا).

(1) يعنى بعد أن كانوا قائلين هذا القول.
562

وفيه (ثم قال بيده وراء ظهره) أي
أشار بيده.
والمعنى أن هذا الامر قد فرغ منه
فصار بمنزلة من تخلفه وراء ظهرك.
والقول يستعمل من طريق المجاز
والاتساع في كثير من الأفعال.
يقال قال برأسه: إذا أشار.
وقال برجله: إذا مشى.
وقال بالماء على يده.
وعن ابن الأنباري أنه قال: تقول
العرب قاب بمعنى تكلم.
وبمعنى أقبل.
وبمعنى مال.
وبمعنى ضرب.
وبمعنى استراح.
وبمعنى غلب.
ومن هذا الباب (وقالت له العينان
سمعا وطاعة) أي أومت.
ومنه (وأشهد أن القول كما حدث)
ق و م
قوله تعالى * (أقم الصلاة) * [17 / 78]
قيل هي تعديل أركانها وحفظها من أن
يقع زيغ في أفعالها. من أقام العود إذا
قومه.
وقيل: المواظبة عليها، من أقامت
السوق إذا نفقت، وأقمتها إذا جعلتها
نافقة، فإنها إذا حوفظ عليها كانت كالنافق
الذي يرغب فيه، وإذا ضيعت كانت
كالكاسد المرغوب عنه.
وقيل: التشمير لأدائها من غير فتور
ولا توان، من قولهم: قام بالأمر: إذا
جد فيه وتجلد، وضده قعد فيه وتقاعد.
وقيل: أداؤها، عبر منه بالإقامة
لاشتمالها على القيام، كما عبر عنها
بالركوع والسجود والقنوت.
قوله * (واتخذوا من مقام إبراهيم
مصلى) * [2 / 125] المقام بالفتح:
موضع القيام. ومقام إبراهيم عليه السلام
هو الحجر الذي أثر فيه قدمه، وموضعه
أيضا. وكان لازقا بالبيت فحوله عمر.
وفي الحديث (ما بين الركن والمقام
مشحون من قبور الأنبياء وإن آدم
عليه السلام لفي حرم الله تعالى).
والمقام بالضم: موضع الإقامة.
قوله (وما منا إلا له مقام معلوم) *
[37 / 164] قال المفسر: هذا قول
563

جبرئيل عليه السلام. وقيل: إنه قول
الملائكة. قوله * (الرجال قوامون على النساء
بما فضل الله بعضهم على بعض) * [4 / 33]
الآية أي لهم عليهن قيام الولاء والسياسة،
وعلل ذلك بأمرين:
(أحدهما) - موهبي من الله تعالى
وهو أن الله فضل الرجال عليهن بأمور
كثيرة من كمال العقل، وحسن التدبير
وتزائد القوة في الاعمال والطاعات.
ولذلك خصوا بالنبوة، والإمامة، والولاية
وإقامة الشعائر والجهاد، وقبول شهادتهم
في كل الأمور، ومزيد النصيب في الإرث
وغير ذلك.
و (ثانيهما) - كسبي وهو أنهم
ينفقون عليهن، ويعطونهن المهور مع
أن فائدة النكاح مشتركة بينهما. والباء
في قوله * (بما) * وفي قوله * (وبما
أنفقوا) للسببية، وما مصدرية أي بسبب
تفضيل الله، وبسبب إنفاقهم. وإنما لم
يقل: بما فضلهم عليهن، لأنه لم يفضل
كل واحد من الرجال على كل واحدة
واحدة من النساء، لأنه كم امرأة أفضل من
كثير من الرجال. كذا قرره بعض
المفسرين.
والقيوم من أسمائه تعالى، أي القائم
الدائم الذي لا يزول، أو الذي به قيام
كل موجود، والقيم على كل شئ بمراعاة
حاله ودرجة كماله.
قوله: * (قائم على كل نفس) *
[13 / 35] أي رقيب عليها.
قوله * (دينا قيما) * [18 / 2] هو فعيل من
قام، كسيد من ساد (1)، وهو أبلغ
من المستقيم، باعتبار الزنة.
وقيم: قائم.
قوله * (ولا تقم على قبره) * [9 / 85]
أي لا تقف على قبره للدفن أو الزيارة.
قوله * (وأقاموا الصلاة) * [2 / 277]
أداموها في مواقيتها من قولهم أقام
الشئ أي أدامه * (ويقيمون الصلاة) *
[2 / 2] مثله. ويقال إقامتها: أن يؤتى
بها بحقوقها كما فرض الله عز وجل من

(1) اصله: سيود - بسكون الياء وكسر الواو. وكذا (قيم) اصله قيوم،
فقلبت الواو ياء ثم أدغمت.
564

قام بالأمر وأقام: إذا جاء معطى حقوقه.
قوله * (وإقام الصلاة) * [24 / 37]
أي إدامتها، فالتاء في الإقامة عوض عن
العين الساقطة، إذ الأصل: إقوام. فلما
أضيفت، أقيمت الإضافة مقام حرف
التعويض وأسقطت. وفي المحذوف من
الألفين: الزائدة أو الأصلية؟ قولان
مشهوران (الأول) قول سيبويه و (الثاني)
قول الأخفش.
وأقام الصلاة: نادى لها.
قوله * (والمؤمنون بما أنزل إليك
وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة
والمؤتون الزكاة) * [4 / 161] قال الشيخ
أبو علي: المقيمين الصلاة نصب على المدح،
لبيان فضيلة الصلاة. وقيل: هو عطف
على ما أنزل إليك أي يؤمنون بالكتب،
وبالمقيمين الصلاة وهم الأنبياء، والمقيمي
الصلاة بالنصب على تقدير النون، وإنما
حذفت تخفيفا، وقرأ ابن مسعود: والمقيمين
على الأصل.
قوله * (يا أيها الذين آمنوا كونوا
قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم) *
[4 / 33] أي ولو كان ذلك باقرار على
أنفسكم.
قوله * (وسبح بحمد ربك حين
تقوم) * [26 / 218] قال المفسر: المراد
حين تقوم من مجلسك، فإنه كان يقول
(سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت
إغفر لي وتب علي) وكذلك ورد
مرفوعا (إنه كفارة المجلس) وعن علي
عليه السلام (من أحب أن يكتال بالمكيال
الأوفى فليقل في آخر كلامه في مجلسه:
سبحان ربك).
قوله * (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم
إلى الصلاة) * [5 / 7] الآية. قال بعض
المفسرين: قيام الصلاة قسمان، قيام
الدخول فيها، وقيام التهيؤ لها، والمراد
هنا الثاني وإلا لزم تأخير الوضوء عن
الصلاة، وهو باطل اجماعا، فلذلك قيل:
إذا أردتم القيام كقوله تعالى * (وإذا
قرأت القرآن فاستعذ بالله) * [17 / 45]
عبر عن إرادة الفعل بالفعل المسبب عنها،
فهو من إطلاق المسبب على السبب،
كقولهم كما تدين تدان.
وقيل: المراد إذا قصدتم الصلاة،
لان القيام إلى الشئ والتوجه إليه يستلزم
565

القصد إليه، فيكون من إطلاق الملزوم
على اللازم.
وقيل: كل ذلك يخرج (إلى) عن
موضعها الحقيقي، وهو كونها للغاية
الزمانية أو المكانية، والحقيقة أولى وذلك
مستلزم لتقدير زمان هي موضوعة لغايته،
فيكون التقدير: إذا أقمتم زمانا ينتهي
إلى الصلاة، فيكون القيام على حقيقته،
والمقدر هو الزمان الذي يقتضيه لفظ إلى
والفعل معا - انتهى.
قوله * (وأورثنا القوم الذين كانوا
يستضعفون مشارق الأرض) * [7 / 136]
الآية. قال الشيخ أبو علي: القوم هم
بنو إسرائيل كان يستضعفهم فرعون
وقومه، والأرض: أرض مصر والشام،
ملكها بنو إسرائيل بعد العمالقة والفراعنة
فتصرفوا في نواحيها الشرقية والغربية
كيف شاؤا.
قوله * (ومن آياته أن تقوم السماء
والأرض بإذنه) * [30 / 25] أي قيام
السماوات والأرض واستمساكها بغير عمد
بأمره أي بقوله كونوا قائمين.
قوله * (دار المقامة) * [35 / 35]
بالضم أي دار الإقامة، والمقامة بالفتح:
المجلس.
قوله * (لا مقام لكم بها) * [33 / 13]
أي لا موضع لكم، وقرئ بالضم أي
لا إقامة لكم.
قوله * (مستقرا ومقاما) * [25 / 76]
أي موضعا.
وقوام الامر: نظامه وعماده، يقال
فلان قوام أهل بيته وقيامهم، وهو الذي
يقيم شأنهم.
ومنه قوله تعالى * (ولا تؤتوا السفهاء
أموالكم التي جعل الله لكم قياما) * [4 / 4].
قوله * (إلا ما دمت عليه قائما) *
[3 / 75] أي تطالبه بإلحاح.
قوله * (أمة قائمة) * [3 / 113]
مستقيمة عادلة، والاستقامة: الاعتدال في
الامر.
وقوله * (فاستقيموا إليه) * [41 / 6]
يعني في توجه دون الآلهة.
قوله * (ثم استقاموا على الطريقة) * (1)

(1) والآية من سورة الجن: (وان لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء
غدقا) [72 / 16] وليست فيها (ثم). نعم في سورة فصلت: 30 وسورة الأحقاف
: 13 (ثم استقاموا) ولكن بعدها في الأولى: (تتنزل عليهم) وفى الثانية:
(فلا خوف عليهم).
566

أي على الطاعة. وقيل: لم يشركوا به
شيئا.
قوله * (جعل الله الكعبة البيت الحرام
قياما للناس) * [5 / 100] قال المفسر:
قرأ ابن عباس قيما، والباقون قياما،
مصدر كالصيام والعياذ. والمعنى: إن الله
جعلها ليقوم الناس بالتوجه إليها في
متعبداتهم ومعاشهم، أما في متعبداتهم
فواضح، وأما في معاشهم فأمنهم عندها
من المخاوف وأذى الظالمين، وتحصيل
الرزق عندها بالمعاش والاجتماع العام
عندها بجملة الخلق الذي هو أحد أسباب
انتظام معاشهم إلى غير ذلك.
قوله * (عذاب مقيم) * [5 / 40]
أي دائم كعذاب النار، أو عذاب مقيم
معهم في العاجل لا ينفكون منه.
قوله * (وكان بين ذلك قواما) *
[25 / 67] القوام بالفتح: العدل
والاعتدال.
قوله * (ولمن خاف مقام ربه جنتان) *
[55 / 46] المراد بالمقام على ما قيل:
موقفه الذي يقف فيه العباد للحساب،
أو هو مصدر بمعنى قيامه على أحوالهم
ومراقبته لهم، والمراد مقام الخائف
عند ربه.
وفي الحديث عنه عليه السلام (قال
من علم أن الله يراه ويسمع ما يقول،
ويعلم ما يعمله من خير أو شر، فيحجزه
ذلك عن القبح من الاعمال، فذلك الذي
خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى).
قيل: والمراد بالجنتين جنة يستحقها
العبد بعقائده الحقة، وأخرى بأعماله
الصالحة. أو إحداهما بفعل الحسنات،
والأخرى باجتناب السيئات. أو جنة
يثاب بها، وأخرى يتفضل بها عليه، أو
جنة روحانية وأخرى جسمانية.
قوله * (ولقد خلقنا الانسان في أحسن
تقويم) * [95 / 4] أي منتصب القامة،
وسائر الحيوان مكب على وجهه. أو
أراد أنه خلقهم على كمال في أنفسهم
567

واعتدال في جوارحهم، وأمازهم (1) عن
غيرهم بالنطق والتمييز والتدبير إلى غير
ذلك، مما يختص به الانسان.
قوله تعالى * (يقوم الناس لرب العالمين) *
[83 / 6] يعني يوم يقوم الناس به من
قبورهم لامر رب العالمين في الجزاء والحساب.
وفي الحديث (يقومون رشحهم إلى
أنصاف آذانهم) وفي آخر (يقومون
حتى يبلغ الرشح إلى أطراف آذانهم).
قوله * (وذلك دين القيمة) * [98 / 5]
يعني الذي تقدم ذكره. قال الشيخ
أبو علي: وقيل دين الملة القيمة. والشريعة
القيمة. قال النضر بن شميل سألت الخليل
عن هذا؟ فقال (القيمة جمع القيم، والقيم
والقايم واحد فالمراد وذلك دين القائمين
لله بالتوحيد، ثم قال: وفي الآية دلالة
على بطلان مذهب أهل الجبر لان فيها
تصريحا بأنه تعالى إنما خلق الخلق
ليعبدوه).
واستدل بهذه الآية أيضا على وجوب
النية في الطهارة وأنه أمر تعالى بالعبادة على
وجه الاخلاص ولا يمكن الاخلاص إلا
بالنية والقربة والطهارة عبادة، فلا يجزي
بغير نية.
قوله * (الحمد لله الذي أنزل على
عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما) *
[18 / 2] قال الطبرسي: انتصب قيما
بمضمر، وليس بحال من الكتاب لان
قوله * (ولم يجعل له عوجا) * معطوف
على أنزل فهو داخل في حيز الصلة فمن
جعله حالا من الكتاب يكون فاصلا بين
الحال وذي الحال ببعض الصلة، وذلك
غير جائز، والتقدير: ولم يجعل له
عوجا جعله قيما، لأنه إذا نفى عنه العوج
فقد ثبت له الاستقامة، وجمع بينهما
للتأكيد.
والقوم في كلام المحققين من اللغويين:
الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه،
قال زهير:
وما أدري وسوف إخال أدري
أقوم آل حصن أم نساء
قال تعالى * (لا يسخر قوم من قوم

(1) اي ميزهم.
568

ولا نساء من نساء) * [49 / 11].
وجمع القوم: أقوام، وجمع الجمع:
أقاوم. نص على ذلك الجوهري وغيره.
سموا بذلك لقيامهم بالعظائم والمهمات.
وعن الصنعاني وربما دخل النساء
تبعا لان قوم كل نبي رجال ونساء.
وقوم الرجل: أقرباؤه والذين
يجتمعون معه في جد واحد. وقد يعم
الرجل من الأجانب فيسميه قومه توسعا
للمجاورة.
وقوله * (يا قوم اتبعوا المرسلين) *
[36 / 20] قيل كان مقيما بينهم، ولم
يكن منهم. وقيل كانوا قومه.
ويذكر القوم ويؤنث، يقال قام
القوم وقامت القوم. قال في المصباح:
وكذلك اسم كل جمع لا واحد له من
لفظه كرهط ونحوه.
وفي الحديث (من ختم له بقيام الليل
ثم مات فله الجنة) يريد بذلك التهجد
وعبادة الله تعالى.
ومنه الدعاء (طال هجوعي) أي
نومي (وقل قيامي) اي طاعتي لك
وعبادتي إياك. وهذا قوام الامر بالفتح
والكسر أي عماده الذي يقوم به وينتظم.
وتقلب الواو ياء جوازا مع الكسرة،
بل منهم من يقتصر على الكسر.
ومنه قوله تعالى * (جعل لكم قياما) *
[4 / 4].
وفي الدعاء (أنت قيام السماوات
والأرض) قال في المجمع القيام والقيوم:
القائم بأمور الخلائق، والمدبر للعالم
بجميع أحواله.
والقوام بالكسر: ما يقيم الانسان
من القوت.
وقوام الرجل بالفتح: قامته وحسن
طوله.
وقام: خلاف قعد.
وقام على باب داره أي وقف.
وقوله (أسألك باسمك الذي قام به
العرش والكرسي) أي ثبت واستقر.
ومثله (ما قامت للمؤمنين سوق).
وقام بالأمر يقوم به قياما فهو قوام
وقائم.
واستقام الامر: تم.
وأقاموا حروف الكتاب: أثبتوها
وصدقوا بها.
569

وقام يقوم قياما: إنتصب، واسم
الموضع: المقام بالفتح.
وأقام بالبلد إقامة: اتخذه وطنا،
فهو مقيم. والهاء عوض عن عين الفعل (1).
وقام المتاع بكذا أي تعدلت قيمته به
وقومته فتقوم: عدلته فتعدل.
وقومت المتاع: جعلت له قيمة.
والقيمة: الثمن الذي يقاوم المتاع
أي يقوم مقامه، والجمع القيم، مثل سدرة
وسدر.
ومنه الحديث (قيمة المرء ما يحسنه)
والمراد محله عند الناس، والغرض:
الترغيب في إعلاء ما يكتسب من الكمالات.
وشئ قيمي: نسب إلى القيمة على
لفظها، لأنه لا وصف له ينضبط، بخلاف
ماله وصف ينضبط به، كالحبوب والحيوان
فإن له مثلا وشكلا وصورة فيقال مثلي (2).
وقامت الدابة: وقفت من الكلال.
ومنه حديث رسول الله صلى الله عليه
وآله حين سأل (ما في قدوركم؟ فقالوا
حمر لنا كنا نركبها، فقامت فذبحناها)
وقامت السوق: كسدت.
وسنة قائمة أي ثابتة مستمرة معمول
بها لم تنسخ، من قولهم: قام فلان على
الشئ إذا ثبت.
وقائمة العرش هي كالعمود للعرش.

(1) اصله: إقوام على وزان إكرام، نقلت حركة الواو إلى القاف، فقلبت الواو
ألفا ثم حذفت لالتقاء الساكنين فصار إقام. وقد جاء في القرآن بهذا اللفظ: (وإقام
الصلاة) [24 / 37]. ولكن الغالبية تعوض عن الواو المحذوفة بتاء في آخر الكلمة
فيقال: إقامة، قال تعالى: (ويوم إقامتكم) [16 / 80].
(2) الفرق بين القيمي والمثلي - وفق مصطلح الفقهاء -: ان المثلي هو ما تساوى
كل جزء منه سائر اجزائه كالحبوب والأثواب فان كل حبة من صبرة حنطة تساوى
سائر الحبات منها. وكذلك كل ذرع من الثوب بالقياس إلى سائر أذرعه.
واما القيمي فهو ما لم يكن كذلك كالحيوان فان كل جزء منه مثل رأسه أو رجله
لا يتساوى مع سائر اجزاءه.
وعلى ذلك فتمثيل المصنف للمثلي بالحيوان خلاف الاصطلاح.
570

والقائمة واحدة قوائم الدابة.
وقائم السيف وقائمته: مقبضه.
وقائم الظهيرة: نصف النهار وهو استواء
حال الشمس، سمي قائما لان الظل
لا يظهر حينئذ فكأنه قائم واقف.
والشئ قائم بعينه أي غير تالف.
والقيم على الشئ: المستولي عليه.
ومنه قيم الخان والحمام.
ومنه (أنت قيم السماوات والأرض
ومن فيهن) أي الذي تقوم بحفظها
ومراعاتها، وحفظ من أحاطت به واشتملت
عليه، تؤتى كل شئ ما به قوامه وتقوم
علي كل شئ بما تراه من تدبيره من
خلقك.
والقائم: يكنى به عن صاحب الامر
محمد بن الحسن العسكري الذي يملأ الأرض
قسطا وعدلا كما ملئت ظلما
وجورا، فهو يقوم بأمر الله.
وفي الحديث عن الباقر عليه السلام
(إن القائم إذا قام بمكة وأراد أن يتوجه
إلى الكوفة، نادى مناديه ألا لا يحمل
أحدكم طعاما ولا شرابا، ويحمل حجر
موسى بن عمران، وهو وقر بعير، فلا
يترك منزلا إلا انبعث عين منه، فمن كان
جائعا شبع ومن كان ظامئا روي فهو
زادهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة.
وعن الصادق عليه السلام (أن منا
إماما مستترا، فإذا أراد الله إظهار أمره
نكت في قلبه، فظهر فقام بأمر الله تعالى)
وفي الحديث (قل آمنت بالله ثم
استقم) أي اشهد بوحدانيته وصدقه
بجميع ما أخبر عنه وأمر به ونهى عنه،
ثم الزم القيام بحقيقة قولك.
واستقامة الانسان: ملازمته للمنهج.
ويوم القيامة: معروف.
ق ون س
القونس: عظم ناتئ بين أذني الفرس.
قال شاعرهم:
أضرب عنك الهموم طارقها
ضربك بالسيف قونس الفرس (1)
قال الجوهري: أراد أضربن، فحذف
النون كما حذف من قوله:
* أيوم لم يقدر أم يوم قدر *

(1) لطرفة العبدي.
571

ق وه
في الحديث (دعا بقميص قوهي)
هي ضرب من الثياب بيض نسبة إلى
(القوهاء) بالضم: كور بين نيسابور
وهراة.
ق وى
قوله تعالى: * (علمه شديد القوى) *
[53 / 5] هو بالضم جمع قوة مثل غرفة
وغرف، والمراد به جبرئيل.
قوله تعالى: * (فخذها بقوة) *
[7 / 145] أي بعزيمة وجد واجتهاد.
قوله تعالى: * (واعدوا لهم ما استطعتم
من قوة) * [8 / 60] أي من سلاح وعدة
وخيل، وروي أنه الرمي.
قوله تعالى: * (إن خير من استأجرت
القوي الأمين) * [28 / 26] وروى
أنه قال لها: يا بنية هذا قوي قد عرفتيه
برفع الصخرة والأمين من أين عرفتيه؟
قالت: يا أبت اني مشيت قدامه فقال:
أمشي من خلفي فان ضللت فأرشديني إلى
الطريق فإنا قوم لا ننظر في أدبار النساء (1)
قوله تعالى: * (متاعا للمقوين) *
[56 / 73] أي للمسافرين سموا بذلك
لنزولهم القواء أي القفر، ويقال:
(المقوين) الذين لا زاد لهم.
و (القوي) من أسمائه تعالى، ومعناه
الذي لا يستولي عليه العجز في حال من
الأحوال بخلاف المخلوق المربوب.
وفي الحديث: (المؤمن القوي خير
من الضعيف) القوي الذي قوي في
إيمانه، بأن يكون له قوة وعزيمة وقريحة
في أمور الآخرة ليكون أكثر جهادا
أو صبرا على الأذى والمشاق في الله
وأرغب في العبادات.
وقوي على الامر: أطاقه، وبه قوة
أي طاقة.
وقوي يقوى فهو قوي، والجمع قوى،
وجمع قوى أقوياء، والاسم القوة.
والقوى العقلية - على ما نقل أهل
العرفان - أربعة:

(1) تفسير علي بن إبراهيم ص 487.
572

(منها) القوة التي يفارق فيها البهائم،
وهي القوة الغريزية التي يستعد بها الانسان
لادراك العلوم النظرية، فكما أن الحياة
تهئ الجسم للحركات الاختيارية
والادراكات الحسية فكذا القوة الغريزية
تهئ الانسان للعلوم النظرية والصناعات
الفكرية.
و (منها) قوة بها تعرف عواقب الأمور
فتقمع الشهوة الداعية إلى اللذة العاجلة
وتتحمل المكروه العاجل لسلامة الآجل
فإذا حصلت هذه القوى سمي صاحبها عاقلا
من حيث أن إقدامه بحسب ما يقتضيه
النظر في العواقب لا بحكم الشهوة العاجلة
والقوة الأولى بالطبع والأخيرة بالاكتساب
وإلى ذلك أشار أمير المؤمنين (ع) بقوله
(رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع
فلا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع كما
لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع).
و (منها) قوتان أخراوتان: إحداهما
ما يحصل بها العلم بأن الاثنين أكثر من
الواحد، والشخص الواحد لا يكون في
مكانين، فيقال لها التصورات والتصديقات
الحاصلة للنفس الفطرية. والأخرى التي
يحصل بها العلوم المستفادة من التجارب
بمجاري الأحوال، فمن اتصف بها يقال
إنه عاقل في العادة، والأولى منهما حاصلة
بالطبع والأخرى بالاكتساب كالأولتين
كما قرر في محله. وسيجئ مزيد بحث في
هذا المقام في نفس انشاء الله.
وأقوت الدار: خلت، وقويت مثله.
وفي الدعاء: (إن معادن إحسانك
لا تقوى) أي لا تخلو، يريد به الاعطاء
والافضال.
وفى الخبر: (إنا قد قوينا فأعطنا من
الغنيمة) أي قد نفدت أزوادنا وجعنا
ولم يكن عندنا شئ نقتات به.
و (القواء) بالفتح والمد: الفقر، و
(بات القواء) أي بات جائعا.
والاقواء في الشعر: اختلاف حركات
الروي فبعضه مرفوع وبعضه منصوب
ومجرور.
والقى بالكسر والتشديد من القوى
573

وهي الأرض القفر الخالية.
ومنه ما في حديث زينب العطارة:
(هذه الأرض بمن عليها كحلقة في
فلاة قى).
ق ى أ
في الحديث: (الراجع في هبته كالراجع
في قيئه) (1) القئ بالفتح والهمز:
ما يخرج من الفم من الغذاء بعد ما يدخل
في الجوف، يقال: قاء يقئ قيئا من باب
باع: إذا خرج منه ما أكله، وتقيأ:
تكلف القئ.
وفي الحديث: (ليس في القئ
وضوء) (2).
وفي حديث ثوبان: من ذرعه القئ وهو
صائم فلا شئ عليه ومن تقيأ فعليه الإعادة
ق ى ح
قد تكرر في الحديث ذكر الدم
والقيح بفتح فسكون: المدة لا يخالطها
دم، يقال قاح الجرح قيحا - من باب
باع -: سال قيحه، وأقاح بالألف لغة
فيه، وقيح الجرح بالتشديد: صار فيه
القيح.
ومنه الحديث (لان يمتلئ جوف
أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ
شعرا).
ق ى د
في الحديث (من فارق جماعة المسلمين
قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه)
القيد بالكسر والقيس القدر، ومعناه قدر
شبر، يريد المبالغة في عدم المفارقة.
ومنه يقال (بيني وبينه قيد رمح
وقاد رمح) أي قدره.
و (القيد) بالفتح فالسكون واحد
القيود، ومنه (قيدات الدابة) إذا شكلتها.
وفي الحديث (أنت رجل قد قيدتك
ذنوبك) اي منعتك من فعل الخير.
قال بعض شراح الحديث: هذا يدل على أن ملابسة الذنوب توجب الخذلان
المستلزم لمنع الالطاف الإلهية وفيضها
على العبد المستلزم لجذبه إلى الحق

(1) الاستبصار ج 4 ص 109 وفيه (من رجع) بدل (الراجع).
(2) الاستبصار ج 1 ص 83.
574

والمداومة على خدمته، وذلك لان
الذنوب نجاسات معنوية توجب تلويث
العبد وظلمة نفسه، فيبعد بسبب ذلك
عن قبول النور وفيض الخيرات بسبب
الكثافة التي هي ضد اللطافة المناسبة
للنورية والمجردات، لان الطاعة معدة
لها، وكلما قوي الاستعداد كان المكلف
أقبل للفيض، لان الفيض مشروط
بالاستعداد.
و (المقيد) بالضم والتشديد: موضع
القيد من رجل الفرس والخلخال من
المرأة.
ق ى ر
في الحديث (لا يسجد على القير)
وفي آخر (لا بأس بالصلاة على القار
والقير) القير بالكسر هو القار الذي تطلي
به السفن، وفيما صح من الحديث أن
القير من نبات الأرض.
ق ى س
في الحديث (أول من قاس إبليس)
وقصته معلومة من قوله: * (أنا خير منه
خلقتني من نار وخلقته من طين) *.
وفيه (ليس من أمر الله أن يأخذ
دينه بهوى ولا رأي ولا مقاييس) قيل
ذكر المقاييس بعد الرأي من قبيل ذكر
الخاص بعد العام لشدة الاهتمام، والأصل
في القياس التقدير، يقال قست الشئ
بالشئ قدرته على مثاله فانقاس، ويقال
للمقدار مقياس، ومنه قايست بين الامرين
مقايسة وقياسا، ويقال بينهما قيس رمح:
أي قدر زمح.
و (قيس) يقال لابي قبيلة مضر
ولقيس بن هذمة ولقيس بن فهد الأنصاري.
وامرئ القيس بن عابس الكندي
صحابي.
وعبد القيس أبو قبيلة من أسد.
ق ى ص ر
و (قيصر) كبيدر لقب هرقل ملك
الروم، وبه يلقب كل من ملك الروم،
وكذا يلقب كل من ملك فارس بكسرى
وكل من ملك الحبشة بالنجاشي.
ق ى ض
قوله تعالى: * (ومن يعش عن ذكر
الرحمن نقيض له شيطانا) * [43 / 36]
أي نسبب له شيطانا، أو نقدر له شيطانا
من قيض له كذا: أي قدره، فجعل الله
575

ذلك جزاءه، وقد تقدم الكلام في عشا.
قوله: * (قيضنا لهم قرناء) * [41 / 25].
وفي دعاء التزويج (وقيض لي منها
ولدا طيبا) أي قدرنا وسببنا له قرناء
وقدر لي منها ولدا.
وفي الخبر (إذا كان يوم القيامة
مدت الأرض مد الأديم، فإذا كان كذلك
قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها) أي
شقت.
وقايضت فلانا مقايضة: إذا عارضته
بمتاع، يعني أعطيته متاعا وأخذت عوضه
سلعة.
وقيض البيضة: قشرها الأعلى.
ق ى ظ
القيظ: صميم الصيف، وهو على
ما قيل من طلوع الثريا إلى طلوع السهيل،
والجمع أقياظ وقيوظ.
وقاظ يوما: اشتد حره.
وقاظ بالمكان قيظا من باب باع:
أقام به أياما.
ق ى ل
قوله تعالى * (وأحسن مقيلا) *
[25 / 24] هو من القائلة وهو استكنان
في وقت نصف النهار.
وفي التفسير: انه لا ينتصف النهار يوم
القيامة حتى يستقر أهل الجنة في الجنة
وأهل النار بالنار.
وعن الأزهري القيلولة والمقيل هي
الاستراحة وإن لم يكن نوم، يدل على
ذلك (أحسن مقيلا) لان الجنة لا نوم
فيها.
قوله * (وهم قائلون) * [7 / 3]
أي نائمون نصف النهار.
وفي الحديث (القيلولة تورث الغنى)
وفسرت بالنوم وقت الاستواء.
و (القيلولة تورث الفقر) وفسرت
بالنوم وقت صلاة الفجر.
و (القيلولة تورث السقم) وفسرت
بالنوم آخر النهار.
وفي الحديث (من أقال نادما أقاله
الله من نار جهنم) أي وافقه على نقض
البيع وأجابه إليه.
يقال أقاله يقيله إقالة أي وافقه على
نقض البيع وسامحه.
قال الجوهري: وربما قالوا قلته البيع.
ومنه (أقاله الله عثرته) والعثرة:
576

الخطيئة.
وتقايلا: إذا فسخا البيع، عاد المبيع
إلى مالكه والثمن إلى المشتري.
واستقلته البيع فأقالني.
ومنه حديث علي عليه السلام (فيا
عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها
لآخر بعد وفاته).
والضمير عائد على الأول.
واستقالته هو قوله (أقيلوني فلست
بخيركم وعلي فيكم).
والقائلة: نصف النهار.
وقال قيلا وقائلة وقيلولة: نام.
والقائلة والقيلولة هي النوم عند الظهيرة
وفي الحديث (لا أقيل حتى تزول
الشمس).
وفي حديث الميت (إذا مات في أول
النهار فلا يقيل إلا في قبره) أي لا ينام
إلا فيه.
ق ى ن
فيه (لا تبيعوا القينات، ولا تشتروهن)
القينات: الإماء المغنيات، ويجمع على
قيان أيضا.
والقينة: الأمة مغنية كانت أو غير
مغنية، وقيل الأمة البيضاء، والجمع قيان.
وبعضهم يقصر القينة على المغنية
خاصة قال الجوهري: وليس هو كذلك.
ق ى ن ق ع
و (قينقاع) بفتح القاف وضم النون
وقد تكسر وتفتح بطن من يهود المدينة،
ومنه سوق قينقاع أضيف السوق إليهم.
ومنه الحديث (شعارنا يوم قينقاع
يا ربنا لا يغلبنك).
577