الكتاب: تفسير شبر
المؤلف: السيد عبد الله شبر
الجزء:
الوفاة: ١٤٢٢
المجموعة: مصادر التفسير عند الشيعة
تحقيق: راجعه الدكتور حامد حفني داود
الطبعة: الثالثة
سنة الطبع: ١٣٨٥ - ١٩٦٦ م
المطبعة: السيد مرتضى الرضوي
الناشر: السيد مرتضى الرضوي
ردمك:
ملاحظات:

تفسير القرآن الكريم
للعلامة المحقق الجليل
السيد عبد الله شبر
المتوفى عام 1242 ه‍
راجعه
الدكتور حامد حفني داود
أستاذ كرسي الأدب في كلية الألسن العليا بالقاهرة
طبعة ثالثة
وتمتاز على الطبعة الأولى بزيادات اصلاحات هامة
1385 ه‍ - 1966 م
قام بطبعها ونشرها
السيد مرتضى الرضوي
صاحب
مطبوعات بالقاهرة
تعريف الكتاب 1

بسم الله الرحمن الرحيم
التعريف بهذا التفسير الجليل
تفسير القرآن الكريم للعلامة السيد عبد الله بن محمد رضا شبر
بقلم
الدكتور حامد حفني داود
أستاذ الأدب العربي بكلية الألسن بالقاهرة
علم التفسير من أقدم العلوم صلة بالتشريع الاسلامي
هذا إذا نظرنا إليه كعلم من علوم الشريعة، أما حين
ننظر إليه من زاوية (أصول الشريعة) فهو أول
علومها، باعتباره تابعا وملاصقا للقرآن نفسه.
وقد كان جبريل - عليه السلام - ينزل بالآيات
القرآنية منجمة على صاحب الشريعة - صلوات الله
وسلامه عليه - وكان يتدارس القرآن العظيم مع النبي
صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان من كل عام.
وكان الصحابة بحكم ملابستهم لحضرة الرسول
عليه السلام، وتأدبهم بآدابه وملازمتهم حضرته في
غدوه ورواحه يفهمون ما ينزل من الآيات مرتبطة
بأسباب النزول - وأحداثه وملابساته.
وكان عبد الله بن عباس من النفر القليل من الصحابة
الذين دعا لهم الرسول بفهم الوحي والتنزيل.
وقد نمى هذا الاستعداد في نفس ابن عباس كذلك
ملازمته للإمام علي بن أبي طالب - رضى الله = عنه
بعد انتقال حضرة الرسول إلى الرفيق الاعلى، وعلى
كما نعلم باب هذا المنهل الفياض من علوم النبوة،
وواضع حجر الأساس في الحضارة الروحية الاسلامية.
ومن ثم كانت مأثورات ابن عباس ورواياته في
تفسير آيات القرآن أول من عرف من التفاسير التي
تستند في جملتها على الحديث والأثر.
وإذا كان عبد الله بن عباس معدودا في الرعيل
الأول ممن عاصر الامام على رضوان الله عليه فإننا
نعلم من ذلك أن التفسير بالأثر والحديث النبوي من
العلوم التي تفرد بها البيت النبوي، وعرف بها الأئمة قبل غيرهم،
واختص بها ابن عباس بتوجيه منهم.
فلما كان العصر العباسي وازداد اتصال العرب
بحضارات الفرس والرومان واليونان والهند وتلاصقت
هذه الحضارات في العقل العربي كما تتلاطم الأمواج
في المحيط الواسع - حدث الامتزاج الفكري، فعرف
العرب الحضارة المادية من الفرس، ونظم الإدارة
وأنواعها، ورأوا ما عليه المجوس من أخلاق وعقائد،
وعرفوا من اليونان فلسفتهم ومنطقهم وعلومهم القديمة
واطلعوا على ما عند الهند من حكمة وروحانية.
وتمحض من هذا المزج العجيب عقل عربي مكتمل
الجانب يزن الفكرة بميزان الشرع والعقل معا، ويجمع
في أحكامه بين المنقول والمعقول.
وفى القرن الثالث والرابع الهجرتين حين بلغت
الحضارة الاسلامية مكان الذروة انعكست هذه الجوانب
الفكرية في التشريع الاسلامي، فظهرت تلك الروحانيات
الخالدة واضحة في علوم الاسلام الدينية والاجتماعية
والانسانية.
وكان للتفسير الحظ الأوفر من هذه الجوانب
فتعددت مذاهب المفسرين، فمنهم من آثر جانب المنقول
فاكتفى في تفسيره بما جاء في الحديث والأثر، كما فعل
ابن جرير الطبري إمام المفسرين، والجلال السيوطي
في كتابه الدر المنثور في التفسير بالمأثور وكما رواه
البخاري في صحيحه، ومنهم من جعل للمنطق والجدل
والفلسفة النصيب الأوفر من تفسيره مثل الفخر الرازي.
وكان اهتمام المفسرين بتفسير القرآن والكشف
عن إعجازه باعثا قويا في تطوير علوم اللغة العربية نفسها
وإن علوم اللغة العربية نفسها
وإن علوم اللغة العربية وما تشتمل عليه من متونها
ونحوها وصرفها وكذا علوم المعاني والبيان والبديع
تعتبر في الحقيقة تمرة من ثمار الكشف عن وجوه إعجاز
القرآن الكريم.
تقديم 3

أي أن محاولة الكشف عن الاعجاز كانت هي
الباعث على نشأة علوم اللغة العربية، كما كانت هي
السبب الرئيسي في تقدم هذه العلوم.
وكما تلونت بعض التفاسير بالمناهج الفكرية،
تلونت كذلك بالمناهج اللغوية البحتة، فكانت لبعضها
غلبة الدراسات النحوية مثل تفسير البحر المحيط
لأبي حيان الأندلسي.
وبرزت في بعضا العناية بوجوه (البلاغة)
وفنون البيان وهو القدر الذي نلحظه في تفسير
الكشاف للزمخشري ومن نحا نحوه من المفسرين.
ومن المفسرين من آثر الاهتمام بإبراز الأصول
الفقهية وما اشتملت عليه من عبادات ومعاملات
كالقرطبي وابن عطية، وابن العربي، والجصاص.
وفى عصرنا الحديث اتجه بعض المفسرين اتجاهين
على طريق نقيض: اتجاه جعل علماؤه تفسيرهم
(دائرة معارف عامة) يجمعون فيه بين المنقول
والمعقول، ويؤلفون فيه بين علوم الشريعة، وعلوم
الطبيعة، كما فعل الآلوسي في تفسيره - كما إنه كثيرا
ما تختلط في هذا النوع من التفاسير الصحيح منها
بالسقيم مما يجعل للإسرائيليات مجالا فيها، مما يجعلها
بعيدة عن الثقة، فتكون قابلة للطعن والرفض.
أما الاتجاه الثاني فقد راعى فيه أصحابه حاجة أهل
العصر إلى فهم القرآن والوقوف على معانيه من أقرب
سبيل دون الاسهاب في التأويل معن العناية بالتركيز
والايجاز - وأرادوا من ذلك التيسير على القاري
العابر حتى لا يضيع وقته وجهده في مطولات لا حاجة
له بها - إذ هي بالمتخصصين والدارسين أجدر،
فكان من ذلك (المصحف المفسر للعلامة محمد فريد
وجدي) و (المصحف المسير لفضيلة الشيخ عبد
الجليل عيسى) و (تفسير فضيلة العلامة الشيخ
حسنين محمد مخلوف مفتى الديار المصرية الأسبق).
والتفسير الذي نقدمه للقاري الاسلامي في هذا
السفر: نموذج رفيع لهذا النوع من التفاسير التي
تجمع بين الإفادة والتركيز، وتعطى للقاري معاني
الآيات من أقرب طريق وأيسره.
(مميزات هذا التفسير)
وهو يمتاز على ما ذكرناه من التفاسير المعاصرة
بميزات كثيرة سنعرضها على القاري فيما يأتي:
أما مؤلف هذا التفسير الجليل فهو العلامة السيد
عبد الله بن السيد محمد رضا الشبر الحسيني، من فرع
الدوحة المحمدية الشريفة، وهو حسيني النسب، وقد
أشار إلى نسبه هذا في سند إجازته لراوي مؤلفاته
العلامة محمد تقي الكاشي.
وقد تلقى علومه - في أول نشأته - على السيد
والده محمد رضا الشبر، كما درس على عالم عصره السيد
محسن الأعرجي صاحب المحصول والوسائل
ومن أجلاء شيوخه الذين أجازوه الإجازة
بمروياتهم ومؤلفاتهم وبالتدريس:
العلامة الشيخ جعفر النجفي صاحب كتاب
كشف الغطاء في الفقه الجعفري وهو جد الحبر
العلامة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء صاحب
المؤلفات العديدة القيمة، ومؤلف كتاب أصل الشيعة
وأصولها وكتاب المثل العليا في الاسلام.
كما تتلمذ على العلامة الحسيب السيد على الطباطبائي
صاحب الرياض.
ولصاحب هذا التفسير مؤلفات عديدة ضخمة
تبلغ السبعين كتابا - ذكرت بالتفصيل في أثناء ترجمة
المؤلف من الصفحات التالية.
هذا عدا الكثير من المجلدات المطولة التي يشتمل
عليها كل كتاب منها، وقد كانت كل هذه المجلدات من
الإفاضة والاسهاب بحيث لو قسمت أجزاؤها على سنى
حياته التي لم تتجاوز أربعة وخمسين عاما لكانت تبلغ
نحو كراسة عن كل يوم ولذلك لقبه أهل عصره
بالمجلسي الثاني.
تقديم 4

ومن أشهر مؤلفاته المطولة:
كتابه مصابيح الظلام في شرح مفاتيح شرائع
الاسلام) ومنها - كتابه (جلاء العيون في ترجمة
أحوال النبي والأئمة عليهم السلام).
ومن مؤلفاته التي نحا فيها نحو الأئمة من أعلام
الشيعة كتابه أعمال السنة. ألفه على نمط (زاد المعاد
للعلامة المجلسي الأول)
ومن مؤلفاته التي استرعت التفاتي: رسالة في
حجية العقل وفى الحسن والقبح العقلين.
ومن عنوان هذا الكتاب - الرسالة - نستخلص
امتزاج العلوم العقلية، والعلوم النقلية في منهج هذا
الامام المفسر الجليل.
وهو نهج عرف به علماء الشيعة منذ الصدر الأول
من الاسلام، وهو عين النهج الذي تلقفه عنهم رؤوس
المعتزلة، وزعماء علم الكلام.
وقد أشرت إلى ذلك في كثير من المقدمات العلمية
التي صدرت وبها بعض كتب أعلام الشيعة (1) وفيها
عقدت الموازنة بين الحياة العقلية عند الشيعة، والحياة
العقلية عند المعتزلة - وعللت في ذلك الصلة القديمة
بين التشيع والاعتزال منذ الصدر الأول من الاسلام
وهو أمر لا يضير الشيعة في شئ بل على العكس
من ذلك يضفى على تاريخهم لونا من ألوان النضج
الفكري، وينفى عنهم ما يزعمه الخصوم والأعداء من
صفات الخرافيين، وسمات الحشويين.
وقد جاء في ترجمة المؤلف، وفى ثبت مؤلفاته أن
له تفسيرات ثلاثة للقرآن الكريم، وهى: الكبير،
والوسط، والصغير.
وذكر في موضع آخر من قائمة مؤلفاته:
(التفسير الوجيز) وهو مجلد.
ومن هنا نستنبط طول باعه: وسعة اطلاعه،
وما بلغه من دقة ودربة وممارسة لهذا الفن الرفيع من
علوم الشريعة.
وقد أحسن (السيد مرتضى الرضوي الكشميري)
صاحب مكتبة النجاح بالنجف الأشرف بالعراق
الشفيق في اختيار نشر وطبع هذا التفسير الجليل لينتفع به
العالم الاسلامي - دون غيره من تفاسير العصر الحديث.
وتعني بالعصر الحديث في عرفنا نحن مؤرخي
الآداب: الامتداد الزمني الذي يبدأ من مطلع القرن
الثالث الهجري - تقريبا - إلى اليوم.
أما وجه هذا الحسن الذي نعنيه، فإنه يدور حول
منهج المفسر - العلامة شبر - حيث جمع في
تفسيره بيم الدقة في أداء المعنى، والايجاز في إرسال
العبارة وتحريرها على غاية الدقة.
ولا زلنا نسمع في مجالس العلم - حتى اليوم -
كلام العارفين بفن التفسير حول تفسير الجلالين
واعجابهم به حين يذكرون: أنه للمنتهين وليس للمبتدئين،
ويعنون بذلك: أن ألفاظ الجلال السيوطي، والجلال
المحلى فيما جاءا به من تفسير آيات القرآن الكريم أشبه
بالمفاتيح والمصطلحات العلمية التي تقع تحتها معان
كثيرة تستغرق في تفصيلها مجلدات ضخمة.
وإذا كنا نؤيدهم في هذا الحكم فإن تفسير
(العلامة السيد عبد الله محمد رضا شبر) قياسا على
المنهج الذي سلكه: يعتبر للمنتهين وللمبتدئين جميعا.
أما عن كونه للمنتهين، فلانه غاية في التركيز
والايجاز والحرص على إيراد مصطلحات علم التفسير.
وأما عن كونه للمبتدئين فلانه جاء في أسلوب
سهل ميسر، بجمع بين منهج التبسيط، ومنهج
التعليل، ولا يكاد يجد الناشئ والمبتدى مشقة في
الوقوف على معنى الآيات لما فيه من الوضوح والبيان
وميزة أخرى انفرد بها تفسير هذا الامام،
وهى عناية الاستقصاء بالأداء القرآني في وجوهه

(1) انظر مقدمة كتاب عقائد الإمامية بالمطبوع
للمرة الثانية سنة 1381 ه‍ بالقاهرة وطبع ثالثة بدون
تاريخ يحجم كبير بالنجف الأشرف.
تقديم 5

المروية عن السلف والمعروفة عند علماء القراءات.
فلا يكاد يرد أمامه لفظ من ألفاظ القرآن الكريم
حتى يذكره في هامش التفسير مع ما لهم من وجوه
القراءات عند علماء التجويد.
ومن ذلك استطاع (المفسر رحمه الله) أن يجمع في
تفسيره بين قراءة الإمام حفص وقراءات غيره من القراء.
ومبلغ علمي أن (المفسر رحمه الله) بلغ
في هذا المنهج مبلغا لم يدركه فيه العلامة النسفي - على
الرغم من أنه من المفسرين الذين عنوا بإبراز وجوه
القراءات والمتخصصين في هذا العلم من التفسير.
وفى ديباجة مقدمة (هذا التفسير) أشار المؤلف
إلى كرامة بيت النبوة وأصالة معدنهم في المعارف
الأخروية والدنيوية، وأنه استقى من نورهم جواهر
تفسيره.
وحين نتصفح هذا التفسير نلحظ بعين الفاحص
المدقق أن - المفسر رحمه الله) وفى بما وعد، وأسند
جواهر تفسيره وجيد آرائه إلى معينه الأصلي من علوم
الأئمة الاثني عشر.
ولا سيما الامام الأولى - علي بن أبي طالب رضي الله عنه
والامام الخامس - أبى عبد الله جعفر
الصادق - صاحب المذهب الجعفري وحامل لواء
فقه آل البيت عليهم السلام.
والعالم بهذا الفن يدرك لأول وهلة دقة (المفسر)
وإمساكه بخطام هذه الصناعة وجمعه لأدوات المفسر.
وتوازن ذلك بما جاء في (تفسير الجلالين) تقف
بنفسك على قدرات (المفسر) ولا سيما في الأصول
اللغوية حين يرد لفظ الجلالة الله إلى أصله اللغوي
وحين يفرق - في حصافة منقطعة النظير - بين معنى
اسمه تعالى الرحمن واسمه تعالى الرحيم.
وحين لا يكتفى بالفروق اللغوية فيزيدك إيضاحا
بما حفظه من نصوص وأدعية مرفوعة إلى أهل البيت
النبوي.
وهو في ذلك كله سهل الجانب معتدل العبارة
يسوقها في حماس العالم، وليس في ثورة المتعصب.
كما لا ينسى وهو يفسر أن يشرح الآية بآيات
أخرى، وأن يذكر سبب النزول كلما دعا الامر إلى
ذلك وكان عونا له على توضيح المعنى المطلوب من الآية
وهكذا نلحظ هذا الصنيع في سائر عبارات هذا
التفسير الجليل.
وقد اعتدنا نحن معاشر المؤلفين أن نعرف عن
الناشرين - من حيث عملهم الأساسي في صناعة النشر
الدقة في إخراج الكتب التي ينشرونها في صورة أنيفة
تليق بحلال التأليف وشخصية المؤلف.
ولكنني لاحظت في هذا التفسير أن السيد مرتضى
الرضوي الكشميري لم يكتف بواجبه كناشر، كما لم
يكتف بإبراز (هذا التفسير) في الصورة اللائقة به فحسب
وإنما تحظى ذلك ووقف من هذا (السفر الجليل)
موقف الناشر العالم العارف بقيمة ما ينشره، وهو
الموقف الذي يؤهله مستقبلا ليكون قدوة لغيره من
الناشر بن المعنيين بالمكتبة العربية في العالم العربي كله
فقد أضاف - مشكورا - إلى هذه الطبعة، وهى
الطبعة الثانية، إضافات لم تكن موجودة في الطبعة
الأولى، بما زاد من رونق هذا التفسير الجليل وقيمته.
وأولى هذه الفضائل الفنية والأيادي البيضاء التي
أسداها إلى (هذا التفسير) نشره له مصحوبا بالرسم
القرآني للمصحف بوضع الصحفة القرآنية في صدر كل
صفحة منه مزينة بالتفسير، مما يمكن الباحث
والقاري من العثور على ما يرجوه من التفسير وموضع
كل آية ورقمها من السورة المفسرة، فجمع بذلك
للقاري بين المصحف والتفسير في صفحة واحدة.
كما ذيل التفسير: بمعجم مفهرس لجميع ألفاظ
القران الكريم - يعد هذا المعجم غاية في الدقة
وحسن التقسيم والتبويب، وهذه مزية لم تكن
موجودة في الطبعة الأولى، ولا في طبعات غيره من
التفاسير القديمة والحديثة.
وهناك حسنة ثالثة - أربت على ذلك كله -
تقديم 6

وسوف أذكرها للناشر بالحمد والشكر دائما - كما سيذكرها
الباحثون بالثناء الجميل دائما: ذلك أنه صدر التفسير
بافتتاحه (بمقدمة تفسير آلاء الرحمن للامام المجاهد
الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي) فقد أماط فيها
اللثام عن معجزات الأنبياء في أممهم القديمة، وكيف
كانت هذه المعجزات مما يناسب هؤلاء الأمم ويساير
ثقافاتهم، وأن القرآن هو أعظم هذه المعجزات،
وقد جاء مناسبا لطبيعة العرب، لأنهم كانوا من أهل
البلاغة وللسن والحذق في صناعة الأدب - إلى غير ذلك
مما يستدل به الباحثون على دلائل الاعجاز في القرآن الحكيم
ويشهد للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بصدق النبوة والرسالة وأنه خاتم
الأنبياء وسيد المرسلين إلى سائر العالمين من أولى العزم.
وهذا ما يصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم في محكم أحاديثه ما بنى الا وأعطى ما مثله
آمن به البشر الا انا فقد أعطيت هذا القرآن،
وأرجو أن أكون به أكثرهم تابعا (1)
وفى هذه المناسبة يسرني أن أنوه بمجهود (فضيلة
الشيخ حسن زيدان طلبة) بإشرافه على تصحيح الطباعة
وضبطها حيث شارك مشاركة فعالة محمودة بمقابلة نص
هذا التفسير بالنسخة القديمة منه التي طبعت للمرة الأولى
في طهران بمطبعة المجلس الملي طبعت للمرة الأولى
في طهران بمطبعة المجلس الملي في سنة 1352 ه‍
ألف وثلاثمائة واثنتين وخمسين من الهجرة النبوية
أما الطبعة الأولى فقد طبعت عن نسخة خطية نقلها
ناسخها محمد شفيع الحسيني في عام 1247 ه‍ ألف
ومائتين وسبع وأربعين هجرية، أي بعد وفاة المؤلف
بأربعة أعوام وذلك من نسخة كتبت بخط المؤلف في عام
1239 ه‍ ألف ومائتين وتسع وثلاثين من الهجرة النبوية
وقد جاء في النسخة الخطية التي كتبها المؤلف بخطه
في عام 1239 ه‍ وورد ذكرها في ختام الطبعة الأولى
المذكورة من هذا التفسير في الصفحة الأخيرة منه
(صفحة 1239) ما نصه:
تم والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله في
عشية الثلاثاء رابع جمادى الأولى سنة (1239 ه‍) تسع
وثلاثين ومائتين بعد الألف على يد مؤلفه المذنب
الجاني، والأسير الفاني، عبد الله بن محمد رضا الحسيني
(وشهرته: الشيخ عبد الله بن محمد شبر) غفر الله لهما
حامدا، مصليا، مستغفرا.
ومن نسخة المؤلف - السالفة الذكر - قام
الناسخ محمد شفيع الحسيني بتحرير نسخته الخطية
المذكورة آنفا في عام 1247 ه‍ وهى النسخة التي
طمعت عنها الطبعة الأولى من هذا التفسير المرقوم بين
يدي القاري في طبعته الثانية هذه - وقد جاء في
آخرها ما نصه من عبارة الناسخ المذكور:
وافق الفراغ من استنساخه رابع عشر شهر
جمادى الأولى سنة (1247 ه‍) سبع وأربعين
ومائتين بعد الألف على يد أقل العباد عملا وأكثرهم
زللا، تراب أقدام المؤمنين، داعى علماء الدين أقل
الخليفة بل لا شئ في الحقيقة المذنب الآثم الغريق في
بحار الجرائم الراجي بالله في غفران الصغائر والكبائر
محمد شفيع الحسيني الطالقاني أوراذاني غفر الله له
ولوالديه ورضى عنهما وأرضاهما والحمد لله أولا وآخرا
وظاهرا وباطنا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وسلم تسليما كثيرا.
ويسرني أن أنوه في ختام هذا التعريف أن الناشر
وقد عهد بتحقيق هذا التفسير إلى المتخصصين في خدمة
التراث الاسلامي - قد أسدى إلى هذا التفسير الجليل
خدمات علمية جليلة يسرت على قرائه سبيل الجمع بين
التفسير المصحف العثماني وبعض ما يتصل بهما من علوم
القرآن الكريم.
دكتور حامد حفني داود
تحريرا في 25 من رجب سنة 1385 ه‍
الموافق 19 من نوفمبر سنة 1965 م

(1) أخرجه البخاري في صحيحه بلفظ آخر من
حديث ابي هريرة في كتاب الاعتصام بالكتاب
والسنة بالجزء 9 ص 113 من طبعة السلطان عبد الحميد.
تقديم 7

تفسير القرآن الكريم
للعلامة المحقق الجليل
السيد عبد الله شبر
المتوفى عام 1242 ه‍
راجعه
الدكتور حامد حفني داود
أستاذ كرسي الأدب في كلية الألسن العليا بالقاهرة
طبعة ثانية
وتمتاز على الطبعة الأولى بزيادات واصلاحات هامة
قام بطبعها ونشرها
مرتضى الرضوي الكشميري
صاحب
مطبوعات * بالقاهرة
1

بسم الله الرحمن الرحيم
(تنبيه)
صدرنا هذا التفسير بمقدمة آلاء الرحمن للامام المجاهد الشيخ
محمد جواد البلاغي النجفي وتحتوي على اعجاز القرآن وامتيازه
عن غيره من المعجزات وإتماما للفائدة ألحقنا بهذا التفسير
دليل الآيات القرآنية ليسهل على المراجع اخراجها بسهولة
المطبعة اليوسفية بشارع دار الكتب رقم 2 بمصر
2

مقدمة تفسير آلاء الرحمن
للإمام المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي قدس سره
(باسمه تعالى) وله الحمد وهو المستعان والصلاة والسلام على خيرته من خلقه محمد صلى الله عليه وآله سيد المرسلين
وآله الطاهرين المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين " وبعد " نفى فجر سعادة البشر وتبلج صبح الهدى ورسالته، أشرق
نور القرآن الكريم على العالم من أفق الوحي على الرسول الأمين الصادع بأمر ربه. فكان باعجاز الباهر حجة على
وحيه وبفضائله الفائقة دليلا على فضله، وبسناه الوضاح ماديا إلى اتباعه. يعرفك في كل باب من أبواب معارفه السامية
أنه تنزيل من رب العالمين. ولكن اختلاط اللسان واختلاف الزمان وتشعب الأهواء وتضارب الآراء إثارة من دون
أنواره غبارا وجعلت على البصائر من الجهل غشاوة وقد أوجب الله على عباده أن ينصروا الحقيقة بالبيان ويجلوا
غبار المشكوك بالحجة ويميطوا غشاوة الجهل بيد العلم الشافي. وقد نهض جماعة لتفسيره والارشاد إلى منهج فهمه.
فآثرت وأنا الأقل محمد جواد البلاغي أن أتطفل في هذا الشأن وأتقحم في هذا الميدان جاريا على ما تقتضيه أصول
العلم متنكبا مالا حجة فيه من نقل الأقوال متحريا للاختصار مهما أمكن مستعينا بالله ومستمدا من فضله وما توفيقي
إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. وقد سمعت الكتاب آلاء الرحمن في تفسير القرآن وجعلت للمقصود مقدمة
فيها فصول وخاتمة.
" الفصل الأول في إعجازه "
المعجز هو الذي يأتي به مدعى النبوة بعناية الله الخاصة خارقا للعادة وخارجا عن حدود القدرة البشرية وقوانين
العلم والتعلم ليكون بذلك دليلا على صدق النبي (ص) وحجته في دعواه البنوة ودعوته.
" وجه شهادة المعجز "
ودلالته على صدق النبي في دعواه ودعوته ليس إلا أن مدعى النبوة إذا كان ظاهر الصلاح موصوفا بالأمانة معروفا
بصدق اللهجة والاستقامة لا يخالف العقل في دعوته وأساسياتها لم يجز عقلا إظهار المعجز على يده إلا إذا كان صادقا
في دعوى البنوة ودعوتها ألا ترى أنه لو كان مع صفاته المذكورة كاذبا في دعواه لكان إظهار المعجزة على يده
وتخصيص الله له بالعناية إغراء للناس بالجهل وتوريطا لهم في متاهات الضلال وهذا قبيح ممتنع على جلال الله وقدسه.
" توضيح ذلك "
هو أن الناس بحسب فطرتهم التي لا تدنسها رذائل الأهواء والعصبية إذا ظهر لهم صلاح الشخص وصدقه وأمانته
واستقامته فيما يعرفونه من أحواله وأطواره توسموا بباطنه الخير وأن باطنه موافق لظاهره في الصلاح. وكلما زادت
خيرتهم بصلاح ظاهره زاد وثوقهم بصلاح باطنه. إلا أنه مهما يكن من ذلك فإنه لا يبلغ بهم مرتبة العلم وثبات
الاطمئنان بعصمته عن الكذب في دعواه وتبليغات دعوته فلا ينتظم تصديقهم له ولا يدوم انقيادهم إلى تبليغاته في
دعوته. بل لا يزال اختلاج الشكوك يميل بهم يمينا وشمالا، لكن إذ خصته العناية الإلهية بكرامة المعجز وخارق
العادة حصل العلم الثابت واطمأنت النفوس السليمة بصدقه وعصمته في دعواه وما يأتي به في دعوته. ويثبت اليقين
3

وينتظم أمره بالنظر إلى أنه يمتنع على جلالة الله وقدسه في مثل هذه المزلفة أن يظهر المعجز وعنايته الخاصة على يد
الكاذب المدلس بصلاح ظاهره. فإن إظهار المعجز حينئذ يكون مساعدة للمدلس على تدليسه ومشاركة له في
إغوائه وإغراء للناس في الجهل الضار المهلك. وذلك لما ذكرناه من مقتضى فطرة الناس السليمة. فلمعجز الشاهد
بصدق النبي في دعواه ودعوته هو ما يقوم بما ذكرنا من الفائدة في مثل ما ذكرناه من المقام والوجه.
" حكمة تنوع المعجز "
ولا يخفى أن حصول الفائدة المذكورة من تنوع المعجز المذكور يختلف كثيرا بسبب اختلاف الناس في أطوارهم
ومعارفهم ومألوفاتهم. فرب خارق للعادة يعرف بعض الشعوب أنه خارق للعادة يعرف بعض الشعوب أنه خارق للعادة لا يكون إلا بإرادة إلهية خاصة
ويكون في بعض الشعوب معرضا للشك أو الجحود لاعجازه وخرقه للعادة.
كان في عصر موسى النبي (ع) من الرائج بين المصريين صناعة السحر المبتنية على قوانين عادية يجرى عليها التعليم
والتعلم. فكانوا يعرفون ما هو جاز على نواميس هذه الصناعة وما هو خارج عنها وعن حدود القدرة البشرية.
ولاجل ذلك اقتضت الحكمة أن يحتج عليهم بمعجزة العصا التي ألقاها موسى (ع) أمام أعينهم فصارت ثعبانا تلقف
ما يأفكون ويسحرون به الناس من الحبال والعصى ثم رجعت بعد ذلك عصا كحالها الأول ولم يبق لحبالهم وعصيهم
عين ولا أثر فإنهم بسبب معرفتهم لحدود السحر عرفوا أن أمر العصا خارج عن صناعة السحر وعن حدود القدرة
البشرية ولذا آمن السحرة بأن أمرها من الله تعالى.
وكانت فلسطين وسوريا في عصر المسيح مستعمرة لليونان وفيها منهم نزلاء كثيرون. فكان للطب فيها رواج ظاهر
وكان في الفصل الثالث عشر والرابع عشر من سفر اللاويين من التوراة الرائجة تعليم طويل في تطهير القرع والبرص
والقوبا بنحو يختص بروحانية الكهنوت ويوهم أنه من بركات الكهنة والآثار الروحية وإن كان من نحوا الحجر الصحي
فلأجل ذلك كانت معجزات المسيح بشفاء الأبرص والأعمى والأكمه مما يعرفون أنه خارج عن حدود الطب ومزاعم
الكهنة وقدرة البشر ومن خارق العادة التي لا يكون إلا بقدرة الله تعالى.
" حكمة كون المعجزة للعرب هو القرآن "
وأما العرب الذين ابتدأت بهم دعوة الاسلام في حكمة سيرها في اصلاح فقد كانت معارفهم نوعا منحصرة
بالأدب العربي وكانوا خالين من سائر العلوم والصنائع الخاضعة للعلم والتعلم. فلم يكونوا يميزون حدودها العادية
بحسب موازين العلم والتعلم وأسرار الطبيعيات المنقادة بقوانينها للباحث والممارس والمتعلم والمجرب والمكتشف
والداخلة تحت سيطرة العلم والتعلم. فلا يعرفون من الاعمال ما هو خارج عن هذه الحدود وخارق للعادة ولا يكون
إلا باعجاز إلهي. فكل عمل معجز من غير الأدب العربي بمجرد مشاهدتهم له أو سماعهم به يسبق إلى أذهانهم ويستحكم
ولا يذعنون بأنه معجز إلهي بل يسوقهم شك الجهل إلى الجحود خصوصا إذا كان ذلك يحتج به النبي على دعوى
ودعوة ثقيلتين على ضلالتهم باهظتين لعاداتهم الوحشية وأهواء الجهل.
نعم برعوا بالأدب العربي وبلاغة الكلام التي تقدموا فيها تقدما باهرا حتى قد زهى في عصر الدعوة روضه الخميل
وأينعت حدائقه وفاق بحده، وقرروا له المراسم وعقدوا المحافل للمفاخرة بالرقى فيه. فرقت بينهم صناعته إلى أوج
مجدها وزهرت بأجمل مظاهرها وأحاطوا بأطرافها وحدودا مقدورها. فعاد المرء منهم جد خبير بما هو داخل في
حدود القدرة البشرية وما هو خارج عنها ولا يصدر على لسان بشر ابتداءا إلا بعناية إلهية خاصة خارقة للعادة البشرية
لحكمة إلهية شريفة.
4

ولذا اقتضت الحكمة الإلهية " ولله الحكمة البالغة أن يكون القرآن الكريم هو المعجز المعنون والذي عليه المدار
في الحجة لرسالة خاتم النبيين وصفوة المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين. فإنه جحد على العرب بإعجازه ببلاغته
وبعجزهم عن الاتيان بمثله أو بسورة من مثله. وبخضوعهم لاعجازه وهم الخبراء في ذلك يكون أيضا حجة على غيرهم
في ذلك. وأنه هو الذي يدخل في حكمة المعجز والاعجاز في شمول الدعوة للعرب وابتدائها بهم بحسب سيرها الطبيعي
على الحكمة وبه نتم فائدة المعجزة على وجهها.
" امتيازه عن غيره من المعجزات "
مضافا إلى أنه امتاز عن غيره من المعجزات وفاق عليها بأكبر الأمور الجوهرية في شؤون النبوة والرسالة ودعوتها
فمن ذلك أنه باق مدى السنين مثل بصورته ومادته لكل من يريد أن يطلع عليه وممارس أمره وينظر في أمره
ويعرف كنهه وحقيقته. فهو باد في كل آن ومكان لكل من يطلب الحجة على النبوة والرسالة ويريد النظر في حقيقة
معجزها الشاهد لصدقها. مائل لكل من يريد النظر في الحقائق ولا تحتاج معرفة حقيقته ووجه إعجازه إلى أساطير النقل
ومماراة قال أو قيل. فلا يحتمل أمره إنه دبرت دعواه بليل. ولا يستراب من أمره باحتمال التمويه بل ينادى هو
بنفسه في كل زمان ومكان (هذا جناي وخياره فيه) وكله خيار فائق متفوق ومن ذلك إنه بنفسه ولسانه وصريح
بيانه قد تكفل بالاثبات لجميع المقدمات التي تنتظم منها الحجة على الرسالة الخاصة وشهادة إعجازه لها ولم يوكل أمر
ذلك إلى غيره مما يختلج فيه الربب وتعرض فيه الشبهات وتطول فيه مسافة الاحتجاج وتكثر صعوباته فالتفت
واعرف ذلك من أمور:
(الأول) أنه تكفل ببيان دعوى النبي للنبوة والرسالة في سائر النبوات.
(الثاني) أنه تكفل في صراحة بيانه بالشهادة للنبوة والرسالة فلم تبق حاجة لدلالة العقل ودفع الشبهات عنها.
(الثالث) أنه تكفل في صراحته المتكررة ببيانه لكمالات مدعى رسالته وأطرى بصلاحه وأخلاقه الفائقة كما
هو معروف. فمهد المقدمات اللازمة في البيان. وصورة الاحتجاج بأنه لو كان كاذبا لكان ظهور المعجزة من الاغراء
بالجهل القبيح الممتنع لقبحه على جلال الله وقدسه تعالى شأنه وإليك فاسمع بعض ما جاء في القرآن في بيان هذه الأمور
الثلاثة. ففي سورة الأعراف (157: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) وسورة النجم المكية من الآية
الثانية إلى الخامسة (ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى) وفى سورة الفتح (29:
محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار) وفى سورة الأحزاب (40: ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم ولكن
رسول الله وخاتم النبيين) وفى أوائل سورة القلم المكية (ما أنت بنعمة ربك بمجنون وأن لك لاجرا غير ممنون
وإنك لعلى خلق عظيم - إلى قوله تعالى إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) وقوله تعالى (ودوا لو تداهن
فيدهنون) وفى سورة الأعراف (156: يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر) وفى سورة الأحزاب (44 و 45
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا).
(الأمر الرابع) أنه تكفل بنفسه دفع الموانع عن الرسالة والنبوة. إذ بين مواد الدعوة وأساسياتها ومعارفها
وقوانينها الجارية بأجمعها على المعقول عن عرفانيها وأخلاقيها واجتماعيها وسياسيها فلا يوجد فيها ما يخالف المعقول
ليكون مانعا عن النبوة وفى سورة الإسراء المكية (9: إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم) ودونك القران الكريم
وحقق وتبصر وتنور فيما تضمنه من هذه المواد الشريفة (إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم).
(الأمر الخامس) إنه زاد على كونه معجزا بنفسه بأن كرر النداء والمصارحة في الاحتجاج بإعجازه وتحدى الناس
وأعلن بالحجة وهتف بهم هتافا مكررا مؤكدا بأن يعارضوه لو لم يكن معجزا ويأتوا بمثله أو بعشر سور أو سورة
5

واحدة من مثله إن كان مما تناله قدرة البشر المحدودة وقد نادى بقرار الانصاف والمماشاة وجعل لهم إن أتوا بعشر
سور أو سورة من مثله أن تسقط عنهم هذه الدعوة ويستريحوا من ثقلها الباهظ لضلالهم ويدعوا من يستطيعون عقلا
أن يدعوه من دون الله لو استطاعوا أو وجدوا إلى ذلك من المعقول سبيلا. جعل لهم ذلك من باب المماشاة والمجاراة
في الحجة تعليقا على المستحيل ولهم في ذلك المهلة والاناء ليعدوا عدتهم في المظاهرة والتعاون ففي سورة هو المكية
(13: أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دونا لله إن كنتم صادقين 14:
فإن لم يستجيبوا لكم فاعملوا إنما أنزل بعلم الله) وفى سورة يونس المكية (38: أم يقولون افتراء قل فأتوا بسورة
مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين) وفى سورة البقرة (21: وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا
فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) فيما تدعونهم وتصفونهم به (32) فإن لم
تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار) الآية وفى سورة الإسراء المكية (90: قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا
بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) هذا وقد مضت لهم عدة أعوام ودعوة الرسالة والاعذار
والانذار والاحتجاج باعجاز القرآن دائمة عليهم وهم في أشد الضجر من ذلك والكراهية له والخوف من عاقبته.
وفى أشد التألم من آثار الدعوة وتقدمها وظهورها وفى أشد الرغبة في أهوائهم الوحشية ورئاساتهم والعكوف
على معبوداتهم ومع ذلك لم يستطيعوا أن يعارضوا شيئا من القرآن الكريم ولو بأن يأتوا بسورة من مثله لكي تظهر
حجتهم وتسقط عنهم حجة الرسول ويستريحوا من عنائهم وقلقهم وآلامهم من دعوته التي شتتت جامعتهم الأوثانية
وهددت رئاساتهم الوحشية وتشريعاتهم الأهوائية وفرقت بين الأب منهم وبينه والأخ وأخيه والزوج وزوجه
والقريب وقريبه وكدرت صفاءهم ونافرت بين عواطفهم. وقد سامهم في دعوته إصلاحا وخضوعا لم يكونوا
يحتسبونه ولم يجدوا لذلك حيلة إلا الجحود السخيف والعناد الشديد وقساوة الاضطهاد والاستشفاع بأبى طالب في
ترك الرسول لدعوته أو تمردهم بالمثابرة الوحشية فاقتحموا فيها الأهوال وتجشموا المصاعب وقتال الأقارب والاخوان
ومقاساة الشدائد وذلة المغلوبية فلماذا لم يتظاهروا بأجمعهم عشر سنوات أو أكثر ويأتوا بشئ من مثل القرآن
الكريم ولو سورة واحدة ويفاخروا الرسول (ص) ويحاكموه في المواسم والمحافل التي أعدوها لمثل ذلك فتكون لهم
الحجة والانتصار في الحكومة وقرار النصفة وينادوا بالغلبة ويستريحوا من عناء هذه الدعوة وتهديدها لضلالهم.
فلماذا لم يفعلوا ذلك والقرآن والرسول قد دعواهم إلى ذلك تعجيزا. وهم وينابيع فصاحتهم وبلاغتهم غزيرة.
وغرائزهم في الأدب العربي متدفقة. وقرائحهم سيالة ومواد القرآن في مفرداته وتراكيبه من لغتهم وأسلوبه من نحو
صناعتهم التي لهم فيها الممارسة التامة والمهارة الفائقة والرقى المعروف ولله الحجة البالغة.
ولو كان هناك أقل قليل من المعارضة والاتيان بسورة واحدة من مثل القرآن لرفعه الضلال نارا على علم.
واختلفت فيه ألوف الألوف من أضداد الاسلام والقرآن ولسجلته دواوينهم في أقطار الأرض وأجيال الأمم.
وتلقوه بأحسن ابتهاج وصالوا به أكبر صولة. لأنه الفيصل السلمي والحجة الأدبية التي ما فوقها حجة لهم في الجدل
الاسلام لكي يقال أنه أخفته شوكة المسلمين أو دسائس تواطيهم. بل إن بذرته ومغرسه وسوره وحفظه وحياطته
ترجع إلى ألوف الألوف في كل جيل من أنصاره أضداد الاسلام والقرآن سواء كان ذلك قبل الهجرة أو بعدها أو بعد
زمان الرسول (ص). ألا ترى أنه بعد أن ضرب الاسلام بحرانه في جزيرة العرب بقي في اليمن وسوريا والعراق
كثير من اليهود والنصارى وأمثالهم وهم الألوف أو ألوف من العرب أو من يعرف اللغة العربية ويتكلم
بها ويتأدب بآدابها. وأضف إلى ذلك المنافقين الذين كانوا يكيدون الاسلام جهد وسعهم في عصر الرسول وبعده.
فهل يخفى على هؤلاء ما هو ضالتهم المنشودة. وسلاح سطوتهم. وعدة صولتهم وأقطع حجة لهم وأكبر مدافع عن
أديانهم؟ فإنه لا عطر بعد عرس ولكن ماذا يصنعون بالعدم. وعدم القدرة من المتأخر على الاختلاق.
6

ومما يشهد لما ذكرناه ويجلو تمثيله لبداهة الاعتبار إن اليد الأثيمة غلبت بسنوح الفرصة حتى على المحدثين والمفسرين
فدست في كثير من كتب التفسير خرافة الغرانيق وخرافة سبب النزول في آية التمني من سورة الحج كما تجده في أكثر
التفاسير. فلوثت قدس رسول الله (ص) بما شاءت وسنحت به لها الفرصة. وكذا قدس جميع الأنبياء والمرسلين
في حديثهم. وتلاوتهم بحيث لا يبقى بهم أدنى وثوق في ذلك (1).
هذا في وجهة الاعجاز الذي تقوم به الحجة على العرب. وأن للقران المجيد أيضا وجوها من الاعجاز مما يشترك في
معرفتها كل بشر ذي رشد إذا اطلع عليها. وهى عديدة نشير إلى بعض منها في هذا المختصر:
إعجاز من وجهد التاريخ
لا نقول بذلك بمحض إخباره عن الحوادث الماضية والأمم الخالية وإن كان رسول الله الذي جاء به لا يقرأ
ولا يكتب ولم يدخل مدرسة ولم يمارس تعلما. كما هو المعلوم من تاريخ حياته (ص). فإنه يمكن أن يقال إن هذا
في تاريخه في بعض القصص مع التوراة الرائجة التي اتفق اليهود والنصارى على أنه كتاب الله المنزل على رسوله موسى
فأوردت هذه التوراة تلك القصص وهى مملوءة من الخرافات أو الكفر أو عدم الانتظام الذي تشابه فيه كلام المبتلى
والخداع إلى الله جل وعلا وسائر شؤون القصد على ما جاء في الفصل الثالث من سفر التكوين. ومن ذلك ما جاء في
الفصل الخامس عشر منه من شك إبراهيم في وعد الله بإعطائه الأرض في سوريا ومن ذكر العلامة في ذلك: ومن
ذلك ما جاء في الفص الثامن عشر والتاسع عشر في مجئ الملائكة إلى إبراهيم بالبشرى بإسحاق وإخبار بأمر هلاك
قوم لوط ومن حكاية ذهابهم إلى لوط وخطابهم معه. ومن ذلك ما جاء في الفصل الثالث من سفر الخروج في خطاب
الله لموسى من الشجرة وفى أواخره ما حاصله: أن الله جل شأنه افتتح الرسالة لموسى بالتعليم بالكتب، ومن ذلك
ما جاء في الفصل الثاني والثلاثين في سفر الخروج في أن هارون هو الذي عمل العجل ليكون إلها لبنى إسرائيل ودعى
لعبادته وبنى له رسوم العبادة فانظر إلى هذه القصص في مواردها المذكورة من التوراة الرائجة - والقران الكريم
أورد القصة الأولى في سورتي الأعراف وطه - والثانية في أواخر سورة البقرة - والثالثة في سورتي هود والذاريات
والرابعة في سور طه والنمل والقصص - والخامسة في سورة طه والأعراف لجاءت هذه القصص بكرامة الوحي الإلهي
منزهة عن كل خرافة وكفر وعن كل ما ينافي قدس الله وقدس أنبيائه. جارية على المعقول. منتظمة الحجة. شريفة
البيان. وذلك مما يقيم الحجة ويوجب اليقين بأنه لا يكون إلا من وحى الله ولا يكون من بشر بما هو بشر مثل رسول
الله الذي لم يمارس تعلما في المعارف الإلهية ولم يتخرج عن مدرسة ولم يترب إلا بين أغراب وحشيين وثنيين على أوحش
جانب من الوحشية والوثنية. بل لو مارس جميع التعاليم وتخرج من جميع الكليات لما أمكنه أن يتنزه وينزه
معارفه وكلامه من أمثال هذه الخرافات الكفرية.
لم يكن في ذلك العصر وما قبله إلا تعاليم اليهود والنصارى. وأساسها في الداية مبنى على ما أشرنا إليه من خرافات
التوراة الرائجة، فهم عكوف في عبادتهم ومواسمهم وتعاليم ومدارسهم. أو تعاليم الوثنين ومنهم قومه.
تلك التعاليم الجهلية الخاسئة. أو تعاليم المجوس المتشعبة من كلا التعليمين المذكورين فإنه صلوات الله عليه لو كان أخذ
القصص المذكورة من ذات التوراة الرائجة بالاتقان أو من الروحانيين المسيطرين على تعليمها وأراد أن يقول بها على
الوحي تزلفا أو مخادعة ليستجيبوا إلى اتباع دعوته لاتى بها على ما في التوراة من الخرافة والكفر. ولو كان

(1) انظر الهدى إلى دين المصطفى ج 1 ص 123 - 128 والرحلة المدرسية ج 1 ص 37 و 38 الطبعة
الأولى للمؤلف.
7

أخذها سطحيا من أفواه الرجال كما يأخذ الأمي من السن العامة لزاد عليها أضعاف خرافاتها وكفرها كما تستلزمه
وتوجبه أميته وتربيته وجهل قومه وبلاده ووحشيتهم ووثنيتهم لكن (إن هو إلا وحى يوحى) إلى رسول لا تأخذه
في تبليغ الحقائق لومة لائم أو مخالفة أمم. فانظر إلى تفصيل ذلك في الجزء الأول من الرحلة المدرسية (1) وعلى هذا
النحو يجرى الكلام فيما ذكر في العهد القديم الذي يعده أهل الكتاب من الوحي الصادق حيث نسب إلى أيوب أشفع
الاعتراض على الله والجزع من قضائه ونسبة الظلم إليه جل وعلا وطلب المحاكمة معه حتى أنه صار يوبخ واعظيه
والناهين له عن هذه الجرأة ويسفه رأيهم. ونسب الزنى إلى داود بأشنع وجه. ونسب إلى سليمان أنه تمادى في تأييد
الشرك بالله والعبادة الأوثانية وكثر منه بناء المباني لعبادة الأوثان. وقد كثرت مصائب الأناجيل في القدح بقدس
المسيح مع صغر حجمها وقلة مكتوبها فنسبت إلى قدسه شرب الخمر وتكرر الكذب والأحوال المنافية للعفة وانتهاره
لوالدته وقدحه في قداستها والقول بتعدد الآلهة والأرباب وغير ذلك مما سنشير إليه. وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله
بوحي قرآنه منزها لهؤلاء الأنبياء ومبرءا لهم عن هذه الوصمات الشنيعة فانظر إلى تفصيل ذلك في الجزء الأول من
كتاب الهدى (2) وعلى هذا النحو يجرى الكلام أيضا فيما ذكر في التوراة والعهد القديم من القصص الخرافية المنافية
لجلال الله وقدس أنبيائه وشرفهم وشرف عائلاتهم كما في خرافات اختباء آدم عن الله. وبرج بابل. وشأن لوط مع
الخمر وابنتيه والمصارعة مع يعقوب ومخادعة يعقوب لأبيه وتكرر كذبه عليه. وقصة يهوذا معن كنته ثامارا وولادة
سبط يهوذا الذي منهم داود وسليمان وكثير من الأنبياء. وقصة أمنون بن داود وابن عمه مع أخته ثامارا وملاعب
شمشون. ومشورة الله جل شأنه مع جند السماء في إغواء آخاب ملك إسرائيل (3) وكثير من ذلك.
ولاجل أن القرآن الكريم كلام الله القدوس ووحيه لم يذكر شيئا من ذلك ولو كان من اختلاق رسول لله (ص) كما
يزعم الظالمون لامتنع في العادة على البشرية وأغراضها وتزلفاتها أن لا يذكر شيئا من ذلك مع ما فيها من القعقعة
التاريخية. وأن البشر الذي يتطلب قصص العهدين ويذكرها في كلامه وأغراضه لا يفوته ما أشرنا إليه.
" إعجازه في وجهة الاحتجاج "
نهض رسول الله صلى الله عليه وآله لتعليم البشر وتنوير بصائرهم في عص الظلمات والجهل والعمى. ولارشادهم إلى
حقائق المعارف التي حجتها ظلمات الضلال المتراكبة في تلك العصور المظلمة تلك الظلمات التي استولت على أرجاء العالم
بحيث لم تدع أن ينقدح من نور الحق للعقول المغلوبة أقل بصيص فجاء (ص) في قرآنه بكثير غزير من الحج الساطعة
على أهم المعارف وأشرفها. تلك الحجج الجارية على أحسن نهج وأعمه نفعا في الاحتجاج والتعليم. جاء بها على أرقى
نحو يستلفت العامي إلى نور الغريزة الفطرية فيمثله لشعوره. وإلى سناء البديهيات فيجعلوه لادراكه. ويجرى بمؤدى
تلك الحج مع الفيلسوف في قوانين المنطق وتنظيم قياساته على أساسيات المعقول. فاحتج على وجود الاله ولوازم
إلهيته. وعلمه وقدرته. وتوحيده وعلى المعاد الجسماني وعلى أن القرآن وحي الهي. وعلى صدق الرسول في
دعوته فلا يكاد يوجد في شئ من هذه الحج خلل عرفاني أو وهن أدبى أو شائبة اختلاف أو شائبة من تناقض.
فإذا فرضت أي بشر يكون في ذلك العصر المظلم ومثلث نشأته وتربيته بين الاعراب الوحشيين الوثنيين في تلك البلاد
الماحلة من كل تعليم والقاحلة من كل فضيلة في المعارف وأنه لم يتعاط تعلما ولا تأدبا على معلم ولا قراءة مكتوب ولا دراسة كتاب علمت أن يمتنع عليه في العادة بما هو بشر وبلا وحي الهي إليه أن يأتي ببيان المعارف الصحيحة

(1) الطبعة الأولى ص 7 - 11 و 41 - 47 و 58. و 30 - 34.
(2) ص 100 - 110 - 112 - 116 و 227 - 232.
(3) انظر إلى ذلك في سفر التكوين في الأصحاح 3 و 11 و 19 و 29 و 38 وفي 13 من صموئيل 2 و 14 و 17 ومن
سفر القضاة و 22 من الملوك الأول و 18 من الأيام 2.
8

والمناقضة للجهل العام في عصره وبيئته ويحتج عليها بتلك الحجج النيرة القيمة على ذلك المنهاج الممتاز بفضيلته.
وإن شئت أن تزداد بصيرة فيما ذكرناه فانظر إلى ما في الأناجيل مما نسبته إلى احتجاجات المسيح وحاشا قدسه منه.
وعلى المنع من الطلاق. وانظر إلى ما اشتملت عليه من الغلط والتحريف. نعم ذكرت الاحتجاج على القيامة من
الأموات ولكن ماذا جاءت به من الغلط والخبط في الحجة وأحوال القيامة. وإن شئت الاطلاع على شئ من ذلك
فانظر في الجزء الأول من كتاب الهدى صفحة 112 - 116 و 167 و 205 والجزء الأول من الرحلة المدرسية
صفحة 72 و 32 - 39 من الطبعة الأولى.
إعجازه من وجهة الاستقامة والسلامة من الاختلاف والتناقض
قد خاض القرآن الكريم في فنون المعارف والاصلاح مما يتخصص فيه الممتازون بالرقى في أبواب الفلسفة والسياسة
والخطابة والاصلاح من علم اللاهوت أو الاخلاق أو التشريع المدني والتنظيم الإداري أو الفن الحربي أو البشرى والترغيب
بالجزاء والانذار والتهديد بالنكال. أو الحج والأمثال. أو تذكرة المواعظ والعبر. وجرى من ذلك في الميادين
الشريفة بأحسن أسلوب وأقوم منبج وبلغ في جميع ذلك أكرم الغايات وأعلاها في الرقى وهو يكرر بحسب الحكمة
كثيرا من قصصه ومقاصده وفى جميع ذلك لم تشنه زلة اختلاف ولا عثرة تناقض ولا وهو اضطراب ولا سقوط حجة
ولا فساد مضمون ولا سخانة بيان. وما هو بارز في جميع العالم لكل من يريد الهدى والفحص والتدبر ينادى بأبهة
الافتخار وجمال السداد وشوكة الاستظهار: إن هذا القرآن يهدى للتي هو أقوم (1) أفلا يتدبرون القرآن لو كان من
عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (2) منتشرا في أبوابه ومقاصده. فهل يمكن في العادة أن يكون كل هذا من
بشر قد ذكرنا لك عصره ونشأته وتربيته وبلاده وقومه وجهلهم الوحشي الوثني ولك العبرة بكتب العهدين وهى التي
منذ قرون عديدة يصفق لاستحسانها أكثر العالم المفتخر بالعلم والتمدن وينسبونها بكمال الاحتفال إلى كرامة الوحي -
فكم وكم يوجد فيها من الوهن والسقوط والاختلاف والتناقض؟ وقد ذكر شئ من ذلك في كتب (إظهار الحق والهدى
والرحلة المدرسية) واعتبر أيضا أن كل واحد من الأناجيل لا يزيد على صحيفة أسبوعية وقد كثر فيها الخبط
والتناقض والاختلاف إلى حد مهول مدهش وقد ذكر شئ منه في الجزء الأول من كتاب الهدى في صفحة 197 -
234 وأيضا أن الأناجيل وكتب العهد الجديد مؤسسة على أن كتب العهدين الرائجة هي كتب وحى إلهي صحيحة.
إذن فاعتبر بأنه كم وقع الاختلاف والتناقض بين الأناجيل والعهد الجديد وبين العهد القديم، وقد ذكر شئ مما ذكرناه في
الجزء الأول من الرحلة المدرسية الطبعة الأولى صفحة 132 - 184.
إعجازه في وجهة التشريع العادل ونظام المدنية
قد رسول الله (ص) بشرا عاديا في مثل ما ذكرناه مرارا في عصره ونشأته وتربيته وبلاده وقومه وجهلهم
وعاداتهم الوحشية، ثم انظر هل يمكن في العادة لمثل هذا البشر إذا لم يكن موحى إليه أن يأتي من عنده ومن بشريته
بمثل ما أتى به في القرآن الكريم من الشريعة الحقوقية العادلة والقوانين القيمة والأنظمة المعقولة الجارية بأجمعها على
ما هو الصالح للبشر في المدنية والاجتماع والسياسة والحرب ومقدماتها ونتائجها. وجرت في عنايتها بالاصلاح من إدارة
جميع العالم إلى الإدارة العائلية والبيتية والزوجية، بل وإلى شؤون الكاتب والشاهد كما سورة البقرة آية 282 فمنعت

(1) سورة الإسراء الآية 9.
(2) سورة النساء الآية 84.
9

فيها من حضارة الكاتب والشاهد. ونهت عن أن يحملا من أجل الكتابة والشهادة وأدائها ضرر المشقة والعناء وتضييع
وقت أكثر من الوقت الطبيعي لمحض الأداء. وفى ذلك عبرة لأولي الألباب.
وإليك فانظر ما في القرآن الكريم من
الشرائع والقوانين العامة والخاصة واعتبر بكرامتها ومجدها في التشريع الفائق والاصلاح الحميد. ولا تحتاج معرفة
مجدها وكرامتها إلى المقايسة والاعتبار بشرائع قطره وقومه تلك الشرائع الجائرة الوحشية الوثنية. نعم تزداد بصيرة
إذا نظرت إلى شرائع التوراة الرائجة التي يعتبرها اليهود والنصارى في أجيالهم في أكثر من خمسة وعشرين قرنا
ويعدونها كتاب وحي إلهي مقدس فانظر فيما فيها من شريعة تقديس هارون وبنيه وتفصيل ثيابهم وأوضاعها. وشريعة
قتل الأطفال والنساء من البلاد المفتوحة بالحرب. فإنك تعرف أن هذه الشرائع لا تكون إلا من بشر سخيف قاس
وتزداد بصيرة بمجد القرآن الشريف في تشريعه وأنه لا يكون إلا من وحي الهي. وقد أشير إلى شئ مما ذكرنا في أواخر
الجزء الثاني من كتاب الهدى صفحة 280 - 292 والجزء الأول من الرحلة المدرسية صفحة 29 و 79 - 82
وانظر إلى العهد الجديد وإلغائه لنظام المدنية والاخذ أمام الظلم والعدوان بحيث ترك العالم بلا نظام رادع ولا شريعة
تأديب عادلة فإنك تزداد بصيرة بأن المتقول على الوحي في أمر التشريع لا بد له من أن يسقط تشوه التاريخ
وتئن منها الحقائق جزعا. فاعرف إذن إعجاز القرآن في تشريعه الممتاز بفضيلة الوحي الإلهي.
إعجازه من وجهة الاخلاق
وإذا نظرت إلى ظلمات العصر والقطر والتربية وشيوع الجهل في الأمة وسوء الاعمال وعدم الدراسة في العلم أو
التخرج في الفضيلة على الحكماء الصالحين فإنك ترى هذه الامر لها أثر كبير في الجهل بالأخلاق الفاضلة والانحراف
عن جادتها والخبط في معرفتها وتمييز جدودها. فلا ترد البشر إلى الاستقامة في ذلك تكلفات الفكر المحاط بالجهل العام
والجليل المظلم والقطر الوبئ من نزعات الأهواء. ولئن حاول الرجل المريد للصلاح حينئذ شيئا من تهذيب الاخلاق
لم يهتد السبيل في قوله وعمله إلى إلا شئ يشير إليه التداول بين جملة من الناس. ولئن تكلف المتفلسف شيئا من التعليم
بالأخلاق خبط فيها خبطا غلب فيه الجهل والزلل وتتابعت فيه العثرات.
ومن بين تلك الظلمات المذكورة بزغ القرآن الكريم بأنواره وأتى بما لا تسمح به العادة بأن يأتي به في ذلك الظلمات
بشر من عند نفسه وتقولا على الوحي فجاء في إجماله وتفصيله مستقصيا للأخلاق الفاضلة على حدودها بالحث على التزين
بها بما توجه الحكمة من البعث والترغيب. ومحصيا للأخلاق الرذيلة بالزجر عن التلوث بها بما يوجبه الاصلاح من
الارهاب والتنفير. وأقام لذلك في العالم أشرف مدرسة زاهرة وأعلا فلسفة مرشدة وأبلغ خطابة واعظة. وإليك بعضا
من جوامعه في ذلك كقوله تعالى في سورة النحل: 90 إن شاء يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن
الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ومن سورة الفرقان ما في الآية الرابعة والستين إلى الخامسة والسبعين
ومن سورة المعارج ما في الآية الثالثة والعشرين إلى الثالثة والثلاثين. ومن سورة الحجرات ما في الآيات العاشرة
والحادية عشرة والثانية عشرة. وغير ذلك مما لا يكاد أن تخلو منه سورة أو يتخطا تعليم أو يحابى به قوم دون قوم
أو يتجاوز بالافراط إلى التفريط والاخلال بنظام المدنية وراحة الاجتماع.
ولك العبرة بأن التوراة الرائجة فيها وشل من تعاليم التوراة الحقيقة ولكن لأنها تلفيق واختلاق بشرى كدرت
ما فيها من ذلك الوشل وذهبت بصفاء التعليم الإلهي. فأمرت بني إسرائيل بالحكم بالعدل لقريبهم ونتهم عن الحقد
على أبناء شعبهم وعن السعي بالوشاية وعن شهادة الزور على قريبهم. وأن يعذر أحدهم بصاحبه. ويا للأسف على شرف
هذا الامر والنهى إذ شوهت جماله بتخصيص تعليمها لبنى إسرائيل وبتخصيص المأمور به والمنهى عنه بالقريب
والشعب والصاحب.
10

ولك العبرة أيضا بأن الأناجيل الرائجة قد أفرطت بتصوفها البارد فنهت عن ردع الظالمين بالانتصاف من الظالم
وقطع مادة الفساد بالحدود الشرعية ودفاع الظالمين. بل علمت: بأن من لطمك على خدك الأيمن فأدر له الآخر أيضا
ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا. ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه.
إعجازه في وجهة علم الغيب
وقد تقرر في القرآن معجزة في إخباره بالغيب إخبارا يقتضي التكهن. والفراسة خلافه من حيث النظر إلى الحال
الحاضر. وطغيان الشرك وضعف الدعوة الاسلامية وما يحرى من النكال والتشريد والجفاء على ملبيها. فمن
ومعارضيها كان ذلك عند طغيان الشرك واستفحاله وهيجان المشركين على رسول الله 94 فاصدع بما تؤمر وأعرض
عن المشركين 95 إنا كفيناك المستهزئين 96 الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون وقد كفاه الله
أشرف كفاية لم تكن تعلق بها الآمال بحسب العادة. وقد بان للمشركين وعلموا ما في قوله تعالى في آخر الآية
فسوف يعلمون وقوله في سورة الصف المكية في الحال الذي وصفناه من طغيان الشرك والمشركين 9 هو الذي
أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فأظهره على الدين أعز إظهار أرغمت به
آناف المشركين. ومن الاخبار بالغيب قوله تعالى في سورة الروم: غلبت الروم 2 في أدنى الأرض وهم من بعد
غلبهم سيغلبون 3 في بضع سنين فغلبت الروم فارس ودخلت مملكتها قبل مضى عشر سنين. وقوله تعالى في سورة
تبت في شأن أبى لهب وامرأته: سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جديها حبل من مسد، وهو إخبار
بأنهما يموتان على الكفر ولا يحظيان بسعادة الاسلام الذي يكفر عنهما آثام الشرك ويحط أوزاره. فماتا على الكفر
كما أخبر به إخبارا حتميا.
ولك العبرة في ذلك بأن إنجيل متى ذكر إخبارا واحدا غيبيا للمسيح. وهو أنه يبقى مدفونا في قلب الأرض ثلاثة أيام
وثلاث ليال. ولكن ما برح إنجيل متى أن كذب في أواخره هذا الاخبار فوافق الأناجيل الثلاثة الأخر على أن
المسيح في مساء ليلة السبت طلب بعض الناس جثته من بيلاطس فأنزلها عن الصليب وكفنها ودفنها وقبل الفجر من
يوم الأحد قام المسيح من الموت وخرج عن قبره. وعلى ذلك لا يكون المسيح بقي في القبر إلا ليلة السبت ونهاره
وليلة الأحد وذلك نهار وليلتان.
هذا وإني عند مقايستي للقرآن الكريم بما نسبت إلى الوحي الإلهي من كتب الأمم المتدينة ومنهم البراهمة والبوذيون
وغيرهم لم يحضر عندي إلا كتب العهدين فلا ينبغي أن يجعل مقايستي بهما تحاملا على خصوص اليهود والنصارى.
ولى العذر في ذلك فإنه لا يصح للانسان أن تأخذه في خدمة الحق وإيضاح الحقيقة وتأييدها لومة لائم أو يصده عذل
عاذل، فإن خدمة الحق نصرة للبشر جميعا والله المستعان.
هذا شئ قليل من البيان في الوجهات المذكورة إذ لا يسع هذا المختصر أكثر من ذلك.
وهب أن الوساوس
تتقحم على الحقائق وتغالط الأذهان بواهيات الشكوك في الاعجاز ببعض آحادها ولكن هل يمكن ذلك بالنظر إلى
مجموعها. وهل يسوغ لذي الشعور أن يختلج في ذهنه الشك في إعجاز الكتاب الجامع بفضيلته لهذه الكرامات الباهرة
وخروجه عن طوق البشر مطلقا وخصوصا في ذلك العصر وتلك الأحوال وهل يسمع عقله إلا بأن يقول: (إن هو
إلا وحى يوحى).
11

الفصل الثاني في جمعه في مصحب واحد
لم يزل القرآن الكريم بحسب حكمة الوحي والتشريع والمصالح المقتضيات المتجددة آنا فآنا يتدرج في نزوله
نجوما (1) الآية والآيتان والأكثر والسورة. وكلما نزل شئ هفت إليه قلوب المسلمين وانشرحت له صدورهم
وهبوا إلى حفظه بأحسن الرغبة والشوق وأكمل الاقبال وأشد الارتياح. فتلقوه بالابتهاج وتلقوه بالاغتنام من
تلاوة الرسول العظيم الصادع بأمر الله والمسارع إلى التبليغ والدعوة إلى الله وقرآنه. وتناوله حفظهم بما امتازت به
العرب وعرفوا به من قوة الحافظة الفطر به وأثبتوه في قلوبهم كالنقش في الحجر. وكان شعار الاسلام وسمة المسلم
حينئذ هو التجمل والتكمل بحفظ ما ينزل من القرآن الكريم. لكي يتبصر بحججه وبتنور بمعارفه وشرائعه وأخلاقه
الفاضلة وتاريخه المجيد وحكمته الباهرة وأدبه العربي الفائق المعجز. فاتخذ المسلمون تلاوته لهم حجة الدعوة. ومعجز
البلاغة. ولسان العبادة لله. ولهجة ذكره وترجمان مناجاته. وأنيس الخلوة. وترويح النفس. ودرسا للكمال.
وتمرينا في التهذيب. وسلما للترقي. وتدربا للتمدن. وآية الموعظة. وشعار الاسلام. ووسام الايمان والتقدم في
الفضيلة. استمر المسلمون على ذلك حتى صاروا في زمان الرسول يعدون بالألوف وعشراتها ومئاتها. وكلهم من
حملة القرآن وحفاظه (2) وإن تفاوتوا تفاوتوا في ذلك بحسب السابقة والفضيلة.. هذا ولما كان وحيه لا ينقطع في حياة
رسول الله (ص) لم يكن كله مجموعا في مصحف واحد وإن كان ما أوحى منه مجموعا في قلوب المسلمين وكتاباتهم له..
ولما اختار الله لرسوله دار الكرامة وانقطع الوحي بذلك فلا يرجى للقرآن نزول، تتمة رأى المسلمون أن يسجلوه في
مصحف جامع، فجمعوا مادته على حين إشراف الألوف من حفاظه ورتابة مكتوباته الموجودة عند الرسول، وكتاب
الوحي وسائر المسلمين جملة وأبعاضا وسورا (3) نعم لم يترتب على ترتيب نزوله ولم يقدم منسوخه على

(1) ولا بد من أن تكون كتب الوحي والدعوة. والتشريع جارية في كمالها على منهاج هذه الحكمة. ومما يشير إلى ذلك:
أن التوراة الرائجة تذكر أن نزول التوراة على موسى (ع) كان من زمان تكليمه من الشجرة متدرجا بحسب الأزمان. والحوادث
والتاريخ. والحكم في التشريع إلى حين وفاته بعد التيه عند عبر الأردن. ومتراخيا في أكثر من أربعين سنة فانظر في شرح
هذا المجمل إلى المقدمة الثانية من (الهدى إلى دين المصطفى ج 1 ص 9 - 12) لمؤلف هذا الكتاب.
(2) أخرج ابن سعد. وابن عساكر عن محمد بن كعب القرظي. قال: جمع القرآن - أي حفظا - في زمان النبي (ص)
خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل. وعبادة بن الصامت. وأبي بن كعب. وأبو أيوب الأنصاري. وأبو أيوب الأنصاري. وأبو الدرداء.
وأخرج ابن سعد. ويعقوب بن سفيان والطبراني. وابن عساكر. عن الشعبي. قال جمع القرآن على عهد رسول الله (ص)
ستة من الأنصار: أبي بن كعب. وزيد بن ثابت. ومعاذ بن جبل. وأبو الدرداء وسعد بن عبيد. وأبو زيد. وكان مجمع بن جارية
قد أخذه كله إلا سورتين أو ثلاثة.
وأخرج ابن عساكر عن محمد بن كعب القرظي قال: كان ممن ختم القرآن - ورسول الله (ص) حي - عثمان بن عفان.
وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود.
وأخرج عن أنس: قرأ القرآن على عهد رسول الله: معاذ بن جبل. وأبى. وسعد. وأبو زيد.
وأخرج الحاكم في الصحيح على شرط البخاري ومسلم. عن زيد بن ثابت قال: كنا عند رسول الله (ص) نؤلف القرآن من الرفاع وفى
رواية حول رسول الله (ص) نؤلف القرآن فانظر إلى (كنز العمال ومنتخبه أبلا) ولم أذكر هذه الروايات احتجاجا بها للعقيقة المعلومة
ولكن لتجبه بالمعارضة بعض الروايات الشاذة الواردة في خلاف ما ذكرناه من حفظ المسلمين في عصر التي (ص) وبعده للقرآن الكريم
(3) ومما يشهد لما ذكرناه ما جاء عن أبي عبيد في فضائله وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه مسندا عن عمر بن عامر
الأنصاري أن عمر بن الخصاب قرأ: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم باحسان فرفع الأنصار ولم
يدخل واو العطف على الذين فقال له زيد بن ثابت والذين اتبعوهم باحسان فقال عمر: الذين اتبعوهم باحسان
فقال زيد: أمير المؤمنين اعلم فقال عمر: إيتوني بأمر بن كعب فسأله عن ذلك فقال: والذين اتبعوهم باحسان فجعل كل
واحد منهما يشير إلى أنف صاحبه بإصبعه. فقال أبى: والله أقرأنيها رسول الله (ص) وأنت تتبع الخبط، فقال عمر: فنعم إذن. فنعم إذن
وأخرج أبو عبيد في فضائله وسنيد وابن جرير، وأبو الشيخ، عن محمد بن كعب القرظي.
وأخرج أبو الشيخ في تفسيره، والحاكم في المستدرك مصححا على شرط البخاري ومسلم. عن اسامة ومحمد بن إبراهيم التيمي: انه
جرى بين عمر. أبي بن كعب في هذه الآية نحو ذلك فانظر في كنز العمال ومنتخبه.
12

ناسخه (1) فاستمر القرآن الكريم على هذا الاحتفال العظيم بنى المسلمين جيلا بعد جيل ترى له في كل آن الوفاء مؤلفة من المصاحف
وألوفا من الحفاظ ولا تزال المصاحف ينسخ بعضها على بعض والمسلمون يقرأ بعضهم على بعض ويسمع بعضهم من
بعض تكون ألوف المصاحف رقيبة على الحفاظ. وألوف الحفاظ رقباء على المصاحف وتكون الألوف من كلا
القسمين رقيبة على المتجدد منهما. نقول الألوف ولكنها مئات الألوف الألوف. فلم يتفق لامر تاريخي من
التواتر وبداهة البقاء. مثل ما اتفق للقرآن الكريم كما وعد الله جلت آلاؤه بقوله في سورة الحجر إنا نحن نزلنا
الذكر وإنا له لحافظون وقوله في سورة القيامة إن علينا جمعه وقرآنه ولئن سمعت في الروايات الشاذة شيئا في
تحريف القرآن وضياع بعضه فلا تقم لتلك الروايات وزنا. وقل ما يشاء العنم في اضطرابها ووهنها وضعف رواتها
ومخالفتها للمسلمين وفيما جاءت به في مروياتها الواهية من الوهن. وما ألصقته بكرامة القرآن مما ليس له شبه به واستمع
من ذلك لأمور:
اضطراب الروايات في جمع القرآن
(الأمر الأول) جاء فيها: إن أبا بكر هو الذي أدى رأيه أولا إلى جمع القرآن وهو الذي طلب من زيد بن ثابت
جمعه فنقل ذلك عليه يزل أبو بكر يراجعه حتى قبل. وجاء فيها أيضا أن زيدا هو الذي أدى رأيه أولا إلى جمع
القرآن وعزم عليه وكلم في ذلك عمر فكلم فيه عمر أبا بكر فاستشار أبو بكر في ذلك المسلمين. وجاء فيها أيضا أن
أبا بكر هو الذي جمع القرآن. وجاء فيها أن عمر فتل ولم يجمع القرآن، وجاء فيها أن عثمان هو الذي جمع القرآن في أيامه
بأمره، وجاء فيها أن ذلك كان من عثمان في أيامه وبعد قتل عمر. وجاء في ذلك أيضا أن الذي على أبي بن كعب زيد
يكتبه وسعيد يعربه. وفى رواية أخرى أن سعيدا وعبد الله بن الحرث يعربانه: هذا بعض حال هذه الروايات في تعارضها
واضطراباتها. ومن جملة ما جاء فيها ما مضمونه أن براءة آخر ما نزل من القرآن فما ترى لهذه الرواية من القيمة
التاريخية. فانظر إلى الجزاء الأول من كنز العمال ومنتخبه أقلا.
بعض ما ألصق بكرامة القرآن الكريم.
(الثاني) في الجزء الخامس من مسند أحمد عن أبي بن كعب قال أن رسول الله (ص) فان إن الله أمرني أن أقرأ
عليك القرآن قال فقرأ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب، فقرأ فيها لو أن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل
ثانيا فلو سأل ثانيا فأعطيه لسأل ثالثا ولا يملا جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وإن ذلك الدين
القيم عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ومن يعمل خيرا فلن يكفره وفى رواية الحاكم في
المستدرك ورواية غير أيضا أن ذات الدين عند الله الحنيفية لا المشركة وفى رواية غير المشركة إلى آخره وعن
جامع الأصول لابن الأثير الجزري إن الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية والنصرانية ولا المجوسية، وذكر
في المسند أيضا بعد هذه الرواية عن أبي قال قال لي رسول الله (ص) إن الله أمرني أن أقرأ عليك فقرا على لم يكن
الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب
قيمة وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة إن الدين عند الله الحنيفية لا المشركة ولا اليهودية

(1) نعم من المعلوم عند الشيعة ان عليا أمير المؤمنين (ع) بعد وفاة رسول الله (ص) لم يرتد برداء إلا للصلاة حتى جمع القرآن على
ترتيب نزوله وتقدم منسوخه على ناسخه.
واخرج ابن سعد عبد البر في الاستيعاب عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن عليا أبطا عن بيعة أبى بكر فقال أكرهت
إمارتي: فقال آليت يمين ان لا ارتدى برداء إلا للصلاة حتى اجمع القرآن قال: فزعموا أنه كتبه على تنزيله قال محمد: فلو أصبت
ذلك الكتاب كان فيه علم. قال ابن عوف فسألت عكرمة من ذلك الكتاب فلم يعرفه
13

ولا النصرانية ومن يفعل خيرا فلن: كفر قال شعبة ثم قرأ آيات بعدها ثم قرأ لو أن لابن آدم واديين من المال
لسأل واديا ثالثا. ولا يملا جوف ابن آدم إلا التراب قال ثم ختمها بما بقي منها انتهى. وهذه الروايات رواها
أيضا أبو داود الطيالسي وسعيد بن منصور في سننه والحاكم في مستدركه كما في كنزل العمال. وذكر في المسند أيضا عن أبي
واقد الليثي قال كنا نأتي النبي (ص) إذا انزل عليه فيحدثنا فقال لنا ذات يوم إن الله عز وجل قال إنا أنزلنا
المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو كان لآدم واد لأحب أن يكون له ثان ولو كان له واديان لأحب أن يكون لهما ثالثا
ولا يملا جوف ابن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب انتهى. هب أن المعرفة والصدق لا يطالبان المحدثين
ولا نقول القصاص ولا يسألونهم عن هذا الاضطراب الفاحش فيما يزعمون أنه من القرآن ولا يسألانهم عن التمييز
بين بلاغة القرآن وعلو شأنه فيها وبين انحطاط هذه الفقرات. ولكن أليس للمعرفة أن تسألهم عن اللغط في قولهم
لا المشركة فهل يوصف الدين بأنه مشركة. وفى قولهم الحنيفة المسلمة وهل يوصف الدين أو الحنيفية بأنه
مسلمة وقولهم إن ذات الدين وفى قولهم إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة ما معنى إنزال المال. وما معنى كونه
لإقام الصلاة. هذا واستمع لما يأتي ففي الجزء السادس من مسند أحمد عن مسروق قال قلت لعائشة هل كان رسول
الله يقول شيئا إذا دخل البيت قالت كان إذا دخل البيت تمثل لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا
ولا يملا فمه إلا التراب وما جعلنا المال إلا لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ويتوب الله على من تاب. وفى الجزء السادس في
إسناده عن جابر قال قال رسول الله (ص) لو أن لابن آدم واديا من مال لتمنى واديين ولو أن له واديين لتمنى ثالثا
ولا يملا جوف ابن آدم إلا التراب انتهى. وهل تجد من الغريب أو الممتنع في العادة أن
يكون لابن آدم واد من مال أو من نخل. أوليس في بني آدم في كل زمان من ملك واديا من ذلك بل واديان. إذن
فيكف يصح في الكلام المستقيم أن يقال لو كان لابن آدم. لو أن لابن آدم. أو ليست لو للامتناع يا للعجب من
الرواة لهذه الروايات ألم يكونوا عربا أو لهم إلمام اللغة العربية. نعم يرتفع هذا الاعتراض بما رواه أحمد في مسند
ابن عباس لو كان لابن آدم واديان من ذهب وكذا ما يأتي من رواية الترمذي عن أنس. وأيضا إن تمنى الوادي
والواديين والثلاث ليس بذنب يحتاج إلى التوبة إذن فما هو وجه المناسبة بتعقيب ذلك بجملة ويتوب الله على من تاب؟
وإن شئت أن تستزيد مما في هذه الرواية من التدافع والاضطراب فاستمع إلى ما رواه الحاكم في المستدرك أن أبا موسى
الأشعري قال كنا نقرأ سورة نشبهها بالطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أنى حفظت منها لو كان لابن آدم واديان من
مال لابتغى ثالثا ولا يملا جوف ابن آدم إلا التراب وذكر في الدار المنثور أنه أخرجه جماعة عن أبي موسى. وأضف
إلى ذلك في التدافع والتناقض ما أسنده في الاتقان عن أبي موسى أيضا قال نزلت سورة نحو براءة ثم رفعت وحفظ
منها إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ولو أن لابن آدم واديين لتمنى إلى آخره وأسند الترمذي عن أنس
ابن مالك قال قال رسول الله (ص) لو كان لابن آدم واد من ذهب لأحب أن يكون له ثان ولا يملا فاه إلا الترات ويتوب
الله على من تاب. وها أنت ترى روايات عائشة وجابر وأنس وابن عباس تجعل حديث الوادي والواديين من قول
رسول الله وتمثله. فهي بسوقها تنفى كونه من القرآن الكريم. ومع ذلك فقد نسبت إلى كلام الرسول (ص) ما يأتي
فيه بعض من الاعتراضات المتقدمة مما يجب أن ينزه عنه وودع عنك الاضطراب الذي يدع الرواية مهزلة.
(الأمر الثالث) ومما ألصقوه بكرامة القرآن المجيد قولهم في الرواية عن زيد بن ثابت كنا نقرأ آية الرجم الشيخ
والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة وفى الرواية عن ذر عن أبي أن سورة الأحزاب كانت تضاهى سورة البقرة أو هي
أطول منها وأن فيها أو في أواخرها آية الرجم وهى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا نكالا من الله الله عزيز حكيم
وفى رواية السياري من الشيعة عن أبي عبد الله بزيادة قوله بما قضيا من الشهوة. وفى رواية الموطأ والمستدرك ومسدد
14

وابن سعد عن عمر كما سيأتي " الشيخ والشيخة فارجموهما البتة " وفي رواية
أبي أمامة بن سهل أن خالة قالت لقد
أقرأنا رسول الله (ص) آية الرجم " الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة " ونحو ذلك رواية سعد بن
عبد الله وسليمان بن خالد من الشيعة عن أبي عبد الله (ع) ويا للعجب كيف رضى هؤلاء المحدثون لمجد القرآن وكرامته
أن يلقى هذا الحكم الشديد على الشيخ والشيخة بدون أن يذكر السبب وهو زناهما أقلا فضلا عن شرط الإحصان
وإن قضاء الشهوة أعلم من الجماع والجماع أعلم من الزنى يكون كثيرا مع عدم الإحصان. سامحنا من يزعم أن
قضاء الشهوة كناية عن الزنى بل زد عليه كونه مع الإحصان ولكنا نقول ما وجه دخول الفاء في قوله " فارجموهما "
وليس هناك ما يصحح دخولها من شرط أو نحوه لا ظاهر ولا على وجه يصح تقديره وإنما دخلت الفاء على الخبر في
قوله تعالى في سورة النور " والزانية والزاني فاجلدوا " لأن كلمة " اجلدوا " بمنزلة الجزاء لصفة الزنى في المبتدأ. والزنى
بمنزلة الشرط. و ليس الرجم جزءا للشيخوخة ولا الشيخوخة سببا له. نعم الوجه في دخول الفاء هو الدلالة على
كذب الرواية. ولعل في رواية سليمان بن خالد سقطا بأن تكون صورة سؤاله هل يقولون في القرآن رجم. وكيف
يرضى لمجده وكرامته في هذا الحكم الشديد أن يقيد الأمر بالشيخ والشيخة مع إجماع الأمة على عمومه لكل زان محصن بالغ
الرشد من ذكر أو أنثى. وأن يطلق الحكم بالرجم مع إجماع الأمة على اشتراط الإحصان فيه. وفوق ذلك يؤكد الإطلاق
ويجعله كالنص على العموم بواسطة التعليل بقضاء اللذة والشهوة الذي يشترك فيه المحصن وغير المحصن. فتبصر بما سمعته من
أن عمر قال قبل موته بأقل من عشرين يوما فيما يزعمونه من آية الرجم لولا أن يقول الناس زاد عمر بن الخطاب في
كتاب الله لكتبتها " الشيخ والشيخة فارجموهما البتة " وأخرج الحاكم وابن جرير وصححه أيضا أن عمر قال لما
نزلت أتيت رسول الله (ص) فقلت أكتبها " وفي نسخة كنز العمال " أكتبنيها؟ فكأنه كره ذلك. وقال عمر ألا ترى
أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم. فالمحدثون يروون أن عمر يذكر أن رسول
الله كره أن تكتب آية منزلة وعمر يذكر وجوه الخلل فيها. فيا للعجب منهم. وفي الاتقان أخرج النسائي أن مروان
قال لزيد بن ثابت ألا تكتبها في المصحف؟ قال ألا ترى أن الشابين الثيبين يرجمان وقد ذكرنا ذلك لعمر قال أنا أكفيكم
فقال يا رسول الله اكتب لي آية الرجم قال لا تستطيع انتهى. فزيد بن ثابت يعترض عليها. ولما رأوا التدافع بين
قول عمر اكتبها لي وبين قول النبي لا تستطيع قالوا أراد عمر بقوله ذلك إئذن لي بكتابتها وكأنهم لا يعلمون أن عمر
عربي لا يعبر عن قوله إئذن لي بكتابتها بقوله اكتبها لي ومع ذلك لم يستطيعوا أن يذكروا وجها مقبولا لقوله (ص)
لا تستطيع. وفي رواية في كنز العمال عن ابن الضريس عن عمر قلت لرسول الله اكتبها يا رسول الله قال لا أستطيع
وأخرج ابن الضريس عن زيد بن أسلم أن عمر خطب الناس فقال لا تشكوا في الرجم فإنه حق ولقد هممت أن
أكتبه في المصحف فسألت أبي بن كعب فقال أليس أتيتني وأنا أستقرئها رسول الله قد فعلت في صدري وقلت كيف
يستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر انتهى. فهذه الرواية تقول أن عمر لم يرض بإنزال شئ في الرجم.
وليت المحدثون يفسرون حاصل الجواب من أبى لعمر وحاصل منع عمر لأبى عن استقرائها. وأخرج الترمذي عن
سعد بن المسيب عن عمر قال رجم رسول الله (ص) ورجم أبو بكر ورجمت ولولا أنى أكره أن أزيد في كتاب الله
لكتبته في المصحف. نعم يقول إن كتابة الرجم في المصحف زيادة في كتاب الله وهو يكرهها - فقابل هذه الروايات
الأربع إحداهن بالأخرى واعرف ما جناه المولعون بكثرة الرواية من المحدثين. وإذا نظرت إلى الجزء الثالث من
كنز العمال صحيفة 90 و 91 فإنك تزداد بصيرة في الاضطراب والخلل.
هذا وبما يصادم هذه الروايات ويكافحها ما روى من أن عليا (ع) لما جلد شراحة الهمدانية يوم الخميس ورجمها
يوم الجمعة قال اجلدها بكتاب الله وارجمها بسنة رسوله كما رواه أحمد والبخاري والنسائي وعبد الرزاق في الجامع
15

والطحاوي والحاكم في مستدركه وغيرهم. ورواه الشيعة عن علي (ع) مرسلا فعلى (ع) يشهد بأن الرجم من السنة
لا من الكتاب.
(الأمر الرابع)
مما ألصقوه بكرامة القرآن المجيد ما رواه في الإتقان والدرر المنثور أنه أخرج الطبراني والبيهقي وابن الضريس أن من
القرآن سورتين " وقد سما هما الراغب في المحاضرات سورتي القنوت " ونسبوهما إلى تعاليم علي (ع) وقنوت عمر
ومصحفي ابن عباس وزيد بن ثابت وقراءة أبى وأبي موسى (والأولى منهما) بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك
ونستغفرك ونثنى عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك انتهى.
لا نقول لهذا الراوي أن هذا الكلام لا يشبه بلاغة القرآن ولا سوقه فإنا نسامحه في معرفة ذلك ولكنا نقول له كيف
يصح قوله يفجرك وكيف تتعدى كلمة يفجر وأيضا أن الخلع يناسب الأوثان إذن فماذا يكون المعنى وبماذا يرتفع الغلط
(والثانية منهما) بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إياك نعبد ولك نعبد ولك نصلى ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى
عذابك الجد إن عذابك بالكافرين ملحق انتهى. ولنسامح الراوي أيضا فيما سامحناه فيه في الرواية الأولى ولكنا
نقول له ما معنى الجد هنا أهو العظمة أو الغنى أو ضد الهزل أو هو حاجة السجع نعم في رواية عبيد نخشى نقمتك وفي
رواية عبد الله نخشى عذابك وما هي النكتة في التعبير بقوله " ملحق " وما هو وجه المناسبة وصحة التعليل لخوف المؤمن
من عذاب الله بأن عذاب الله بالكافرين ملحق بل أن هذه العبارة تناسب التعليل لئلا يخاف المؤمن من عذاب الله
لأن عذابه بالكافرين ملحق.
(الأمر الخامس)
ومما ألصقوه بالقرآن المجيد ما نقله في فصل الخطاب عن كتاب دبستان المذاهب أنه نسب إلى الشيعة أنهم يقولون إن
إحراق المصاحف سبب إتلاف سور من القرآن نزلت في فضل علي (ع) وأهل بيته (ع) " منها " هذه السورة وذكر
كلاما يضاهى خمسا وعشرين آية في الفواصل قد لفق من فقرات القرآن الكريم عن أسلوب آياته. فاسمع ما في ذلك
من الغلط فضلا عن ركاكة أسلوبه الملفق فمن الغلط " واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك في خلقه " ماذا
اصطفى من الملائكة وما ذا جعل من المؤمنين وما معنى أولئك في خلقه. ومنه " مثل الذين يوفون بعهدك أنى جزيتهم
جنات النعيم " ليت شعري ما هو مثلهم. ومنه " ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون فصبر جميل "
ما معنى هذه الدمدمة وما معنى بما استخلف وما معنى نبغوا هارون ولمن يعود الضمير في بغوا ولمن الأمر بالصبر الجميل
ومن ذلك " ولقد أتينا بك الحكم كالذي من قبلك من المرسلين وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون " ما معنى أتينا
بك الحكم ولمن يرجع الضمير الذي في منهم ولعلهم. هل المرجع للضمير هو في قلب الشاعر. وما هو وجه المناسبة
في لعلهم يرجعون؟ ومن ذلك " وأن عليا قانت في الليل ساجد يحذر الآخرة ويرجو ثواب ربه قل هل يستوى
الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون " قل ما محل قوله هل يستوى الذين ظلموا وما هي المناسبة له في قوله وهم بعذابي
يعلمون. ولعل هذا الملفق تختلج في ذهنه الآيتان الحادية عشرة والثانية عشرة من سورة الزمر وفي آخرها " هل
يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون " فأراد الملفق أن يلفق منهما شيئا بعدم معرفته فقال في آخر ما لفق هل
يستوى الذين ظلموا ولم يفهم أنه جئ بالاستفهام الإنكاري في الآيتين لأنه ذكر فيهما الذي جعل الله أندادا ليضل
عن سبيله والقانت آناء الليل يرجو رحمة ربه فهما لا يستويان ولا يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون. هذا
بعض الكلام في هذه المهزلة. وأن صاحب فصل الخطاب من المحدثين المكثرين المجدين في التتبع للشواذ وإنه ليعد
16

أمثال هذا المنقول في دبستان المذاهب ضالته المنشودة ومع ذلك قال إنه لم يجد لهذا المنقول أثرا في كتب الشيعة.
فيا للعجب من صاحب دبستان المذاهب من أين جاء بنسبة هذه الدعوى إلى الشيعة. وفي أي كتاب لهم وجدها، أفهكذا
يكون النقل في الكتب ولكن لا عجب (شنشة أعرفها من أخزم) فكم نقلوا عن الشيعة مثل هذا النقل الكاذب كما
في كتاب الملل للشهرستاني ابن خلدون وغير ذلك مما كتبه بعض الناس في هذه السنين والله المستعان.
- قول الإمامية بعدم النقيصة في القرآن -
ولا يخفى أن شيخ المحدثين والمعروف بالاعتناء بما يروى وهو الصدوق طاب ثراه قال في كتاب الاعتقاد:
اعتقادنا أن القرآن الذي أنزل الله على نبيه (ص) هو ما بين الدفتين وليس بأكثر من ذلك، ومن نسب إلينا أنا نقول
إنه أكثر من ذلك فهو كاذب انتهى. وحمل الروايات الواردة في النقصان على وجوه أخر. وفي أواخر فصل الخطاب
من كتاب المقالات للشيخ المفيد قدس سره أنه قال جماعة من أهل الإمامة إنه (أي القرآن) لم ينقص من كلمة ولا من
آية ولا من سورة ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين (ع) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة
تنزيله. وعن السيد المرتضى قدس سره قوله بعدم النقيصة وان من خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يعتد بخلافهم
فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخبارا ضعيفة ظنوا صحتها. وفي أول التبيان
للشيخ الطوسي (قدس سره) أما الكلام في زيادته ونقصه فما لا يليق به أيضا لأن الزيادة نصره المرتضى وهو الظاهر في
الروايات غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آي القرآن ونقل شئ منه من موضع
إلى موضع طريقها الآحاد التي لا توجب علما ولا عملا والأولى الإعراض عنها انتهى. وتبعه على ذلك في مجمع البيان
وفي كشف الغطاء في كتاب القرآن المبحث الثامن في نقصه لا ريب انه محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان كما دل
عليه صريح القرآن وإجماع العلماء في كل زمان، ولا عبرة بالنادر، وما ورد من أخبار النقص تمنع البديهة من العمل
بظاهرها (إلى أن قال) فلا بد من تأويلها بأحد وجوه. وعن السيد القاضي نور الله في كتابه (مصائب النواصب) ما نسب
إلى الشيعة الإمامية من وقوع التغيير في القرآن ليس مما قال به جمهور الإمامية إنما قال به شرذمة قليلة منهم لا اعتداد
بهم فيما بينهم. وعن الشيخ البهائي: وأيضا اختلفوا في وقوع الزيادة والنقصان فيه والصحيح أن القرآن العظيم محفوظ
عن ذلك زيادة كان أو نقصانا، وبدل عليه قوله تعالى " وإنا له لحافظون " وما اشتهر بين الناس من اسقاط اسم
أمير المؤمنين عليه السلام منه في بعض المواضع مثل قوله تعالى يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك في " على " وغير ذلك
فهو غير معتبر عند العلماء. وعن المقدس البغدادي في شرح الوافية وإنما الكلام في النقيصة والمعروف بين أصحابنا
حتى حكى عليه الاجماع عدم النقيصة أيضا، وعنه أيضا عن الشيخ علي بن عبد العالي انه صنف في نفى النقيصة رسالة
مستقلة وذلك كلام الصدوق المتقدم ثم اعترض بما يدل على النقيصة من الأحاديث وأجاب بأن الحديث إذا جاء على
خلاف الدليل من الكتاب والسنة المتواترة أو الإجماع ولم يمكن تأويله ولا حمله على بعض الوجوه وجب طرحه.
هذا وإن المحدث المعاصر جهد في كتاب فصل الخطاب في جمع الروايات التي استدل بها على النقيصة وكثر اعداد
مسانيدها بأعداد المراسيل عن الأئمة عليهم السلام في الكتب كمراسيل العياشي وفرات وغيرها مع أن المتتبع المحقق
يجزم بأن هذه المراسيل مأخوذة من تلك المسانيد. وفي جملة ما أورده من الروايات ما لا يتيسر احتمال صدقها. ومنها
ما هو مختلف باختلاف يؤول به إلى التنافي والتعارض، وهذا المختصر لا يسع بيان النحوين الأخيرين. هذا مع أن القسم
الوافر من الروايات ترجع أسانيده إلى بضعة أنفار، وقد وصف علماء الرجال كلا منهم: إما بأنه ضعيف الحديث
فاسد المذهب مجفو الرواية. وإما بأنه مضطرب الحديث والمذهب يعرف حديثه وينكر ويروى عن الضعفاء. وإما
بأنه كذاب متهم لا استحل أن أروى من تفسيره حديثا واحدا وأنه معروف بالوقف وأشد الناس عداوة للرضا
17

عليه السلام. وإما بأنه كان غاليا كذابا. وإما بأنه ضعيف لا يلتفت إليه ولا يعول عليه ومن الكذابين. وإما بأنه
فاسد الرواية يرمى بالغلو. ومن الواضح أن أمثال هؤلاء لا تجدي كثرتهم شيئا. ولو تسامحنا بالاعتناء برواياتهم في
مثل هذا المقام الكبير لوجب من دلالة الروايات المتعددة أن تنزلها على أن مضامينها تفسير الآيات أو تأويل أو بيان
لما يعلم يقينا شمول عموماتها له لأنه أظهر الافراد وأحقها بحكم العام. أو ما كان مرادا بخصوصه وبالنص عليه في ضمن
العموم عند التنزيل. أو ما كان هو المورد للنزول. أو ما كان هو المراد من اللفظ المبهم. وعلى أحد الوجوه الثلاثة
الأخيرة يحمل ما ورد فيها أنه تنزيل وأنه نزل به جبريل كما يشهد به نفس الجمع بين الروايات. كما يحمل التحريف
فيها على تحريف المعنى ويشهد لذلك مكاتبة أبى جعفر عليه السلام لسعد الخير كما في روضة المكافي ففيها: وكان من نبذهم
الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده. وكما يحمل ما فيها من أنه كان في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام أو
ابن مسعود وينزل على أنه كان فيه بعنوان التفسير والتأويل. ومما يشهد لذلك قول أمير المؤمنين (ع) للزنديق كما في
نهج البلاغة وغيره ولقد جئتهم بالكتاب كملا مشتملا على التنزيل والتأويل. ومما أشرنا إليه من الروايات أن المحدث
المعاصر أورد في روايات سورة المعارج أربع روايات ذكرت أن كلمة (بولاية على) مثبتة في مصحف فاطمة وهكذا
هي في مصحف فاطمة (ع) ولا يخفى أن مصحفها عليها السلام إنما هو كتاب تحديث بأسرار العلم كما يعرف ذلك من
عدة روايات في أصول الكافي في باب الصحيفة والمصحف والجامعة وفيها قول الصادق (ع) ما فيه من قرآنكم حرف
واحد. وما أزعم أن فيه قرآنا كما في الصحيح والحسن (ومنها) ما في الكافي في باب أن الأئمة عليهم السلام شهداء
على الناس في صحيحة بريد عن أبي جعفر (ع) وروايته عن أبي عبد الله (ع) من قولهما (ع) في قوله تعالى
" وجعلناكم أم وسطا " نحن الأمة الوسطى. وفي شرحه عن أمير المؤمنين عليه السلام ونحن الذين قال الله " وجعلناكم
أمة وسطا "، إذا فما روى مرسلا في تفسيري النعماني وسعد من أن الآية " أئمة وسطا " لا بد من حمله على التفسير وأن
التحريف إنما هو للمعنى (ومنها) كما رواه في الكافي في باب أن الأئمة هم الهداة عن الفضيل سألت أبا عبد الله (ع)
عن قول الله تعالى " ولكل قوم هاد " فقال كل إمام هو هاد للقرن الذي هو فيهم. ورواية بريد عن أبي جعفر (ع)
في قوله تعالى " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " فقال رسول الله (ص) المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به
النبي (ص) والهداة من بعده علي (ع) ثم الأوصياء واحدا بعد واحد. ونحوها رواية أبي بصير عن أبي عبد الله (ع)
ورواية عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السلام أن رسول الله (ص) المنذر و " على " الهادي وبمضمونها جاءت
روايات الجمهور مسندة عن طريق أبي هريرة وأبى برزة وابن عباس وطريق أمير المؤمنين (ع) وصححه الحاكم في
مستدركه. وإذا أحصلت خبرا بهذا فهل يروق لك التجاء " فصل الخطاب " في تلفيقه وتكثيره إلى النقل عن بعض التفاسير
المتأخرة وعن الداماد في حاشية القبسات من قوله إن الأحاديث من طرقنا وطرقهم متضافرة بأنه كان التنزيل: إنما أنت
منذر لعباد وعلى لكل قوم هاد انتهى. هذا الشعر الذي ينشده المداحون ولا يرضى العارف باللغة العربية أن ينسب
إليه نظمه ولا أظنك تجد من طرقنا وطرق أهل السنة غير ما سمعته أولا، وهو غير ما نقله فاعتبر (ومنها) رواية
الكافي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال قوله عز وجل ربنا ما كنا مشركين - يعنون بولاية علي (ع) وهذا
صريح في كونه تفسيرا فهي حاكمة ببيانها على ضعيفتي أبي بصير في ظهورهما بأن لفظ " بولاية على " محذوف من الآية
ويسرى البيان من رواية أبى حمزة إلى أمثال ذلك (ومنها) رواية عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى
في سورة البقرة " متاعا إلى الهول غير إخراج " مخرجات. ولا أظن إلا أنك نقول إن إلحاق الإمام (ع) لكلمة
مخرجات إنما هو تفسير للمراد من كلمة " إخراج " لا بيان للنقيصة من القرآن الكريم ولكن (فصل الخطاب) أورده
بعنوان البيان للنقيصة فاعتبر (ومنها) صحيحة محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) كما في الكافي في أول باب منع
الزكاة وفيها ثم قال (ع) هو قول الله عز وجل سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة " يعنى ما بخلوا به من الزكاة " فالرواية
18

كالصريحة بأن لفظ " من الزكاة " إنما هو تفسير من الإمام لا من القرآن، فهي حاكمة ببيانها على مرسلة ابن أبي عمير
عمن ذكره عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل: " سيطوقون ما بخلوا به " من الزكاة يوم القيامة وصارفة لها
عن كونها بيانا للنقيصة. (ومنها) صحيحة أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) كما في الكافي في باب نص الله ورسوله على
الأئمة واحدا بعد واحد. وفيها: فقلت له إن الناس يقولون فما له لم يسم عليا (ع) وأهل بيته في كتاب الله قال فقولوا
لهم إن رسول الله نزلت عليه " الصلاة " ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله (ص) هو الذي قسر لهم ذلك
وكذا قال (ع) في الزكاة والحج. ومقتضى الرواية تصديق الإمام (ع) لقول الناس إن الله لم يسم عليا في القرآن وإن
التسمية كانت من تفسير رسول الله (ص) في حديث من كنت مولاه، وحديث الثقلين. ويشهد لذلك ما رواه في الكافي
أيضا في هذا الباب بعد ذلك بيسير في صحيحة الفضلاء عن أبي جعفر عليه السلام ورواية أبى الجارود عنه (ع) أيضا
ورواية أبى الديلم عن أبي عبد الله (ع) أنهما تلوا في مقام الاحتجاج وعدم التقية قوله تعالى " يا أيها الرسول بلغ
ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " ولم يذكرا في تلاوة الآية كلمة " في علي " وهذا يدل على أن
ما روى في ذكر اسم علي (ع) في هذا المقام بل وفي غيره إنما هو تفسير وبيان للمراد في وحى القرآن يكون التفسير
والبيان جاء به جبرائيل من عند الله بعنوان الوحي المطلق لا القرآن " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى "
(ومنها) رواية الفضيل عن أبي الحسن الماضي (ع) في باب النكت من التنزيل في الولاية من الكافي قال: قلت هذا
الذي كنتم به تكذبون قال يعنى أمير المؤمنين (ع) قلت تنزيل قال (ع) نعم فإنه (ع) ذكر أمير المؤمنين (ع)
بقوله يعنى بعنوان التفسير وبيان المراد والمشار إليه في قوله تعالى هذا فقوله في الجواب " نعم " دليل على أن ما كان
مرادا بعينه في وحى القرآن يسمونه عليهم السلام تنزيلا. فتكون هذه الرواية وأمثالها قاطعة لتشبثات " فصل الخطاب " بما
حشده من الروايات التي عرفت حالها إجمالا وإلى ما ذكرناه وغيره يشير ما نقلناه من كلمات العلماء الأعلام قدست أسرارهم.
فإن قيل: إن هذه الرواية ضعيفة وكذا جملة من الروايات المتقدمة قلنا إن جل ما حشده " فصل الخطاب " من الروايات هو مثل
هذه الرواية وأشد منها ضعفا كما أشرنا إليه في وصف رواتها على أن ما ذكرناه من الصحاح فيه كفاية لأولى الألباب.
(الفصل الثالث في قراءاته)
ومن أجل تواتر القرآن الكريم بين عامة المسلمين جيلا بعد جيل استمرت مادته وصورته وقرائته المتداولة على
نحو واحد، فلم يؤثر شيئا على مادته وصورته ما يروى عن بعض الناس من الخلاف في قرائته من القراء السبع المعروفين
وغيرهم فلم تسيطر على صورته قراءة أحدهم اتباعا له ولو في بعض النسخ ولم يسيطر عليه أيضا ما روى من كثرة
القراءات المخالفة له مما انتشرت روايته في الكتب كجامع البخاري ومستدرك الحاكم مسندة عن النبي (ص) وعلي (ع)
وابن عباس وعمر وأبى وابن مسعود وابن عمر وعائشة وأبى الدرداء وابن الزبير (وانظر أقلا إلى الجزء الأول من
كنز العمال صفحة 284 - 289) نعم ربما التبع مصحف عثمان، على ما يقال في مجرد رسم الكتاب في بعض المصاحف في
كلمات معدودة كزيادة الألف بين الشين والياء من قوله تعالى لشئ من سورة الكهف وزيادتها أيضا في لأذبحنه من سورة النمل
ونحو ذلك في قليل من الكلمات. وان القراءات السبع فضلا عن العشر إنما هي في صورة بعض الكلمات لا بزيادة كلمة
أو نقصها، ومع ذلك ما هي إلا روايات آحاد عن آحاد لا توجب اطمأنا ولا وثوقا فضلا عن وهنها بالتعارض ومخالفتها
للرسم المتداول المتواتر بين عامة المسلمين في السنين المتطاولة. وان كلا من القراء هو واحد لم تثبت عدالته ولا ثقته يروى
عن آحاد حال غالبهم مثل حاله ويروى عنه آحاد مثله. وكثيرا ما يختلفون في الرواية عنه. فكم اختلف حفص وشعبة
في الرواية عن عاصم وكذا قالون وورش في الرواية عن نافع. وكذا قنبل والبزى في روايتهما عن أصحابهما عن
ابن كثير. وكذا رواية أبى عمر وأبى شعيب في روايتهما عن اليزيدي عن أبي عمر. وكذا رواية ابن ذكوان
19

وهشام عن أصحابهما عن ابن عامر. وكذا رواية خلف وخلاد عن سليم عن حمزة وكذا رواية أبى عمر، وأبى الحارث
عن الكسائي، مع أن أسانيد هذه القراءات الآحادية لا يتصف واحد منها بالصحة في مصطلح أهل السنة في الإسناد فضلا
عن الإمامية كما لا يخفى ذلك على ما جاس خلال الديار فيا للعجب ممن يصف هذه القراءات السبع بأنها متواترة هذا وكل
واحد من هؤلاء القراء يوافق بقراءته في الغالب ما هو المرسوم المتداول بين المسلمين وربما يشذ عنه عاصم في رواية شعبة إذن فلا
يحسن أن يعدل في القراءة عما هو المتداول في الرسم والمعمول عليه بين عامة المسلمين في أجيالهم إلى خصوصياته هذه
القراءات، مضافا إلى أنا معاشر الشيعة الإمامية قد أمرنا بأن نقرأ كما يقرأ الناس أي نوع المسلمين وعامتهم.
ولعل ما نقول: إن غالب القراءات السبع والعشر ناشئ من سعة اللغة العربية في وضع الكلمة وهيئتها نحو عليهم
وإليهم ولديهم بكسر الهاء أو ضمها مع سكون الميمم أو ضمهما. ونحو تظاهرون بفتح الظاء أو تشديدها. فعل أي
قراءة قرئت أكون قارئا على العربية. ولكن كيف يخفى عليك أن تلاوة القرآن وقراءته يجب فيها وفي تحققها أن تتبع
ما أوحى إلى الرسول وخوطب به عند نزوله عليه وهو واحد فعليك أن تتحراه بما يثبت به وليست قراءة القرآن
عبارة عن درس معاجم اللغة.
ولا تتشبث لذلك بما روى من أن القرآن نزل على سبعة أحرف فإنه تشبث واه واهن. (أما أولا) فقد قال في
الاتقان في المسألة الثانية من النوع السادس عشر: اختلف في معنى السبعة أحرف على أربعين قولا وذكر منها عن
ابن حيان خمسة وثلاثين. وما ذلك إلا لوهن روايتها واضطر بها لفظا ومعنى وفي الاتقان أيضا في أواخر النوع السادس
عشر: وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبعة وهو جهل قبيح (وأما ثانيا) فقد روى الحاكم في
مستدركه بسند صحيح على شرط البخاري ومسلم عن ابن مسعود عن النبي (ص) نزل القرآن من سبعة أبواب على
سبعة أحرف زاجرا وآمرا وحلالا وحراما ومحكما ومتشابها وأمثالا فأحلوا حلاله. وروى ابن جرير مرسلا عن أبي
قلابة عن النبي صلى الله عليه وآله: انزل القرآن على سبعة أحرف آمر وزاجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص
ومثل. وروى ابن جرير والسنجري وابن منذر وابن الأنباري عن ابن عباس عنه (ص) أن القرآن على أربعة
أحرف حلال وحرام الحديث. وأسند السنجري في الإبانة. عن علي (ع) أنزل القرآن على عشرة أحرف بشير
ونذير وناسخ ومنسوخ وعظة ومثل وبحكم ومتشابه وحلال وحرام (وأما ثالثا) فقد جاء في روايات السبعة أحرف
بأسانيد جياد في مصطلحهم ما يعرفك ومنها وإلحاقها بالخرافة ففي رواية أحمد من حديث أبي بكرة أن النبي (ص)
استزاد من جبرائيل في أحرف القراءة حتى بلغ - سبعة أحرف. قال يعنى جبرائيل كلها شاف كاف ما لم تختم آية عذاب
برحمة وآية رحمة بعذاب. وزاد في حديث آخر نحو قولك: تعال وأقبل وهلم واذهب واسرع واعجل. ونحوه في رواية
الطبراني عن أبي بكرة. وفي الإتقان أخرج نحوه أحمد والطبراني عن ابن مسعود وأخرج أبو داود في سنته عن أبي
عن رسول الله (ص) إلى قوله حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال ليس منها إلا شاف كاف إن قلت سميعا عليما عزيزا حكيما
ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب. وفي كنز العمال فيما أخرجه أحمد وابن منيع والغساني وابن أبي منصور
وأبو يعلى عن أبي عن النبي (ص) إن قلت غفورا رحيما أو قلت سميعا عليما أو عليما سميعا فالله كذلك ما لم تختم آية
عذاب برحمة أو رحمة بعذاب. واخرج ابن جرير عن أبي هريرة عنه (ص) ان هذا القرآن نزل على سبعة أحرف
فاقرأوا ولا حرج ولكن لا تجمعوا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة وأخرج أحمد من حديث عمر القرآن
كله صواب ما لم تجعل مغفرة عذابا أو عذابا مغفرة: فانظر إلى هذه الروايات المفسرة للسبعة أحرف كيف قد
رخصت في التلاعب في تلاوة القرآن الكريم حسبما يشتهيه التالي ما لم يختم آية الرحمة بالعذاب وبالعكس (وأما رابعا)
ففي الروايات ما يقطع سند القراءات السبع فعن ابن الأنباري في المصاحف مسندا عن عبد الرحمن السلمي قال: كانت
قراءة أبى بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة. وعن ابن أبي داود مسندا عن انس قال
20

صليت خلف النبي (ص) وأبى بكر وعمر وعثمان وعلى وكلهم كان يقرأ ملك يوم الدين. وروى أيضا ان أول من قرأ
مالك يوم الدين هو مروان بن الحكم (وأما خاصا) وهو فصل الخطاب فقد روى من طرق الشيعة في الكافي مسندا
عن أبي جعفر الباقر (ع) ان القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجئ من قبل الروايات. وارسل
الصدوق نحوه في اعتقاداته عن الصادق (ع) وفي الكافي أيضا في الصحيح عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي
عبد الله (ع) ان الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف فقال (ع) كذبوا. و لكنه نزل على حرف واحد
من عند الواحد. ويؤيد ما ذكرناه السياري له أيضا عن الباقر والصادق عليهما السلام.
(الفصل الرابع في تفسيره)
والحاجة إليه مقامات (الأول) في مفردات ألفاظه وبيان معناها في العربية - قد انزل القرآن الكريم على افصح
لغات العرب وأكثرها تداولا ومألوفية لنوع العرف فلا تخفى معاني مفرداته على العرب إلا ندرا لبعض الجهات التي
لا ينفك عنها نوع الإنسان كما يروى في الأب والقضب في قوله تعالى في سورة عبس " وفاكهة وأبا وعنبا وقضبا "
ولكن لما تشرفت الأمم من غير العرب بالإسلام وتطورت اللغة العربية بسبب الاختلاط ومرور الزمان عرض
لبعض الألفاظ التي كانت متداولة مأنوسة معروفة المعاني في عصر النزول أن صارت غريبة بعد ذلك في استعمال العامة
بعيدة عن فهمهم لمعانيه. ولا زال ذلك يزداد يوما فيوما حتى سرى داؤه بعض الخواص. ولاستراحتهم في
ذلك إلى الاتباع والتقليد اثر غير هين.
إذن فيرجع في التفسير ألفاظه الشريفة إلى ما يحصل به الاطمئنان والوثوق من مزاولة علم اللغة العربية
والتدبر في موارد استعمالها بما يعرف انه من كلام العرب ولغتهم. وان للتدبر في أسلوب القرآن الكريم وموارد
استعماله وقراءتها دخلا كبيرا في ذلك. واما محض الركون إلى آحاد اللغويين تعبدا بكلامهم وتقليدا لآرائهم فذاك مما
لا مساغ له. فإن الأغلب أو الغالب مما يستندون إليه في أقوالهم ما هو إلا الاعتماد على ما يحصلونه بحسب أفهامهم
وتتبعهم لموارد الاستعمال مع الخلط للحقيقة بالمجاز وعدم التثبت بالقرائن ومزايا الاستعمال. الا ترى كم يشهد بعضهم
على بعض بالخطأ والوهم.
ومن شواهد ما ذكرناه ما وقع في تفسير اللمس والمس من الاضطراب والخبط. ففي النهاية مست الشئ إذا
لمسته بيدك. وفي القاموس لمسه مسه بيده ومسته أي لمسته. وفي المصباح مسته أفضيت إليه بيدي من دون حائل
هكذا قيدوه وقال قبل ذلك لمسه أفضى إليه باليد: هكذا فسروه. وقال ابن دريد أصل اللمس باليد ليعرف مس
الشئ وقال لمست مسست وكل ماس لامس. وقال الفارابي اللمس المس. وفي التهذيب عن ابن الاعرابي: اللمس يكون
مس الشئ وقال في باب الميم المس مسك الشئ بيدك، وقال الجواهري اللمس المس ثم قال في المصباح وإذا كان اللمس
هو المس فكيف يفرق الفقهاء بينهما انتهى. ولعلك تذعن بأن الفقهاء أحذق في استفادة المعنى من تتبع موارد
الاستعمال وذلك لما اعتادوه وشحذوا به أذهانهم من بذل الجهد بالبحث والتحقيق فإن الفرق بين معنى اللمس والمس
واضح بحكم التبادر والتتبع لموارد الاستعمال. وغير خفى ان المعروف والمتبادر تبادرا يجزم معه بعدم النقل عن
المعنى اللغوي الأصلي هو أن اللمس هو الإصابة بما به الإحساس من البدن بقصد الإحساس لملموس لا خصوص
اللمس باليد ولا مطلق المس نعم كثير من موارد اللمس ما يكون باليد باعتبار انها آلة عادية وأقوى إحساسا. كما أن
المس هو مطلق الإصابة لا بقصد الإحساس وقد صرح جماعة من أساطين علمائنا بأن معنى المس لغة بل وعرفا
هو ما ذكرناه كما في المعتبر والمنتهى وروض الجنان والحدائق بل والمهذب البارع وأظن أن الذي يحقق في مراجعة
العرف والتبادر وتتبع موارد الاستعمال قديما وحديثا لا يشك في أن معنى اللمس هو ما ذكرناه أولا.
21

ومن شواهد ما ذكرناه هو الاطراب في معنى التوفي وما استعمل في لفظه المتكرر في القرآن الكريم. فاللغويون
جعلوا الإماتة في معنى التوفي. والكثير من المفسرين في تفسير قوله تعالى في سورة آل عمران آية " 48 " يا عيسى إني
متوفيك ورافعك إلى " قالوا أي يمتك. وقال بعض مميتك حتف انفك: وقال بغض مميتك في وقتك بعد النزول من
السماء وكأنهم لم ينعموا الالتفات إلى مادة التوفي واشتقاقه ومحاورات القرآن الكريم والقدر الجامع بينها. وإلى
استقامة التفسير لهذه الآية الكريمة واعتقاد المسلمين بأن عيسى لم يمت لم يقتل قبل الرفع إلى السماء كما صرح به
القرآن. وإلى أن القرآن يذكر فيما مضى قبل نزوله ان المسيح قال لله " فلما توفيتني " ومن كل ذلك لم يفطنوا إلى أن معنى
التوفي والقدر الجامع المستقيم في محاورة القرآن فيه وفي مشتقاته إنما هوا لأخذ والاستيفاء وهو يتحقق بالإماتة وبالنوم
وبالأخذ من الأرض وعالم البشر إلى عالم السماء. وإن محاورة القرآن الكريم بنفسها كافية في بيان ذلك كما في قوله تعالى
في سورة الزمر آية " 43: الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قض عليها الموت ويرسل
الأخرى إلى أجل مسمى " ألا ترى انه لا يستقيم الكلام إذا قيل الله يميت الأنفس حين موتها وكيف يصح أن التي لم
تمت يمتها في منامها. وكما في قوله تعالى في سورة الأنعام " 60: وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار
ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم " فإن توفى الناس بالليل إنما يكون بأخذهم بالنوم مم يبعثهم الله
باليقظة في النهار ليقضوا بذلك آجالهم المسماة ثم إلى الله مرجعهم بالموت والمعاد. وكما في قوله تعالى في سورة النساء " 19:
حتى يتوفاهن الموت " فإنه لا يستقيم الكلام إذا قيل يميتهن الموت وحاصل الكلام ان معنى التوفي في مواد استعماله
في القرآن وغيره إنما هو أخذ الشئ وافيا أي تاما كما يقال درهم واف وهذا المعنى ذكره اللغويون للتوفي في معاجمهم
وقالوا ان توفاه واستوفاه بمعنى واحد وأنشدوا له قول الشاعر:
إن بنى الأدرد ليسوا لأحد * ولا توفاهم قريش في العدد
أي لا تتوفاهم وتأخذهم تماما (قلت) لكن بين الاستيفاء والتوفي فرقا واضحا من جهة أثر الاشتقاق فإن
الاستيفاء استفعال كالاستخراج يشير إلى طلب الآخذ واستدعائه ومعالجته، والتوفي يشير إلى القدرة على الآخذ بدون
حاجة إلى استدعاء وطلب ومعالجة ولذا اختص القرآن الكريم بلفظ التوفي وعدل عن الأخذ لعدم دلالته على التمام
والوفاء كالتوفي الدال على تمام القدرة على نحو المعنى في إنا لله وإنا إليه راجعون. ولك العبرة فيما قلناه بقوله تعالى
" الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها " فإنك إن جعلت قوله تعالى " والتي لم تمت " معطوفا على
الأنفس لم تقدر ان تقول ان معنى يتوفى يميت. وإن قلت إن التوفي في المنام مجازية قلنا كيف يكون معنى اللفظ
الواحد معنيين معنى حقيقيا ومعنى مجازيا ويتعلق باعتبار كل معنى بمفعول ويعطف أحد المفعولين على الآخر مع
اختلاف المعنى العامل به. وعلى يكون اللفظ الواحد مرآة لكل من المعنيين المستقلين كلا لا يكون. وإن جعلت
قوله تعالى: " والتي لم تمت " مفعولا لكلمة " يتوفى " مقدرة يدل عليها قوله تعالى " يتوفى
الأنفس " قلنا إن دلالة الموجود على المحذوف إنما هي بمعناه كما لا يخفى على من له معرفة بمحاورات الكلام
في كل لغة فكيف يجعل التوفي بمعنى الموت دليلا على توف محذوف هو بمعنى آخر.. إذن فليس إلا أن التوفي
بمعنى واحد وهو الأخذ تماما ووافيا. إما من عالم الحياة. وإما من عالم اليقظة. وإما من عالم الأرض والاختلاط
بالبشر إلى العالم السماوي كتوفي المسيح وأخذه ومن الغريب ما قاله بعض من أن رفع المسيح إلى السماء غير مشتمل
على أخذ الشئ تاما انتهى. وليت شعري ماذا بقي من المسيح في الأرض وماذا تعاصى منه على قدرة الله في أخذه فلا
يكون رفعه مشتملا على اخذ الشئ تاما. هذا ولا يخفى ان القرآن ناطق بأن المسيح ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه
لهم ورفعه الله إليه، وإن عقيدة المسلمين مستمرة كإجماعهم على أنه لم يمت بل رفع إلى السماء إلى أن ينزل في آخر الزمان
فلأجل ذلك التجأ بعض من يفسر التوفي بالإماتة إلى أن يفسر قوله تعالى " يا عيسى إني متوفيك " أي مميتك في وقتك
بعد النزول من السماء ولكني لا أدرى ماذا يصنع بحكاية القرآن لما سبق على نزوله في قوله في آخر سورة المائدة
22

" 116 و 117: وإذا قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك - ما قلت
لهم إلا ما امرتني به - فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم " فهل يسوغ ان تفسر هذه الآية بالوفاة بعد النزول
وهل يصح القياس في ذلك على قوله تعالى " ونفخ في الصور " وهل يخفى ان مقتضى كلام المسيح في الآيتين هو أنه بعد
ان توفاه الله وانقطعت تبليغاته في دعوة رسالته وكونه شهيدا على أمته تمحض الأمر ورجع إلى أن الله هو الرقيب
عليهم. وان سوق الكلام واتساقه ليدل على اتصال الحالين. وان الرقيب كيفما فسرته إنما يكون رقيبا في وجود تلك
الأمة في الدنيا دار التكليف لا الآخرة التي هي دار جزاء وانتقام. ولا تصح الطفرة في المقام من أيام دعوة المسيح
لأمته في رسالته وكونه شهيدا عليهم إلى ما بعد نزوله من السماء في آخر الزمان حيث يكون وزيرا في الدعوة الإسلامية
لا صاحب دعوة. ومن الواضح أن المراد في الآيتين من الناس الذين جرى الكلام في شأنهم إنما هم الذين كانوا أمة
المسيح وفي عصر رسالته ونوبة دعوته وتبليغه... وأما صرف وجهة الكلام إلى الناس الذين هم في أيام نزوله من
وقوع الفعل الماضي فيه باعتبار حال المتكلم كما في الآيتين بل جاء في سياق قوله تعالى " ما ينظرون إلى صيحة واحدة
تأخذهم " في حوادث زمان البعث والقيامة ومقدماتها فهو في سياقه ناظر إلى ذلك الحين وسياق الكلام يجعله بدلالته في
قوة قوله ونفخ حينئذ في الصور فهو على حقيقة الفعل الماضي وباعتبار ذلك الحين كما في قوله " وجئ يومئذ بجهنم ".
هذا وبعض المفسرين لقوله تعالى " يا عيسى إني متوفيك " قال أي مميتك حتف انفك. وأقول ان أراد الإماتة بعد
نزول المسيح من السماء شارك ما سبق من التفسير في ورود الاعتراض عليه وان أراد أمانته قبل ذلك وقبل نزول القرآن
خالف المعروف من عقيدة المسلمين واجماعهم في أجيالهم وبرد عليه السؤال أيضا بأنه من أين جاء بالإماتة حتف انفه
وماذا يصنع بما جاء في القرآن كثيرا مما ينافي اختصاص التوفي بالموت حتف الأنف بل المراد منه الأخذ بالموت وإن
كان بالقتل كقوله في سورة الحج 5 والمؤمن 69 في أطوار خلق الإنسان من التراب والنطفة إلى الهرم. " ومنكم من
يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر " " لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل " وفي سورة البقرة 234 و 249
" والذين يتوفون من منكم ويذرون أزواجا " ويونس 104 " ولكن اعبد الله الذين يتوفاكم " والنحل 72 " والله الذي
خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر " والسجدة 11 " قل يتوفاكم ملك الموت " والأعراف " 35 حتى إذا
جاءتهم رسلنا يتوفونهم " والنساء 99 " وتتوفاهم الملائكة " والنحل 30 - 33 " تتوفاهم الملائكة " والانعام 61
" توفته رسلنا " ومحمد (ص) 39 " فكيف إذا توفتهم الملائكة " والأنفال 52 " ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا
الملائكة " والزمر 43 " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها " وإنك لا نكاد تجد في القرآن المجيد لفظ
التوفي مستعملا فيما يراد منه الإماتة حتف الأنف إذن فمن أين جئ بذلك في قوله تعالى " إني متوفيك " نعم ابتلى لفظ
التوفي ومشتقاته بالأخذ بمعناه يمنة ويسرة حتى إن العامة تحسبوها مرادفة للموت حتى أنهم يقولون في الذي مات توفى
بفتح التاء والواو والفاء بالبناء للفاعل ويقولون في الميت متوفى بكسر الفاء وصيغة اسم الفاعل بل يحكى:
ان أمير المؤمنين عليا (ع) كان يمشى خلف جنازة في الكوفة فسمع رجلا يسأل عن الميت ويقول من المتوفى بكسر الفاء
واما ما نسب إلى ابن عباس من أن معنى قوله تعالى " يا عيسى إني متوفيك " إني مميتك فما أراه إلا كما نسب إلى
ابن عباس في مسائل نافع بن الأزرق كما ذكر في الفصل الثاني من النوع السادس والثلاثين من إتقان السيوطي من أن
نافعا سأله عن قول الله " ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة " اي بما يرجع إلى معنى تبهظهم وتثقل عليهم
كما قال عمرو ابن كلثوم في معلقته. (ومتنى لدنة سمقت وطالت * روادفها تنوء بما ولينا)
وكما أنشده اللغويون: (إلا عصا ارزن طالت برايتها * تنوء ضربتها بالكف والعضد)
فذكر ان ابن عباس قال له في الجواب لتثقل أو ما سمعت قول الشاعر:
تمشى فتثقلها عجيزتها * متى الضعيف يسوء بالوسق
23

أي ينهض بالوسق بتكلف وجهد على عكس المعنى المذكور في القرآن، أفهل ترى ابن عباس يفسر " تنوء " التي في الآية
بغير معناها كما ثار من هذا الاستشهاد المنسوب إليه اعتراض النصارى بأن القرآن جاء بلفظة " لتنوء " في غير محلها.
وهل ترى ابن عباس لا يعرف ان معنى ينوء بالوسق ليس بثقل بل ينهض به بتكلف. وهل ترى ابن عباس لا يدرى
ببيت المعلقة ليستشهد به استشهادا صحيحا مطابقا منتظما. كيف وإن المعلقات كانت للشعر في ذلك العصر كبيت القصيد
ولكن " حن قدح ليس منها " وقد خرجنا عما نؤثره من الاختصار ولكنا ما خرجنا عن المقصود الأصلي من الكلام
في تفسير القرآن الكريم بل سارعنا إلى شئ من الخبر والله المسدد الموفق.
(المقام الثاني)
لا يخفى ان القرآن الكريم مبنى على أرق أنحاء البلاغة العربية وتفننها بمحاسن المجاز والاستعارة والكناية والإشارة
والتلميح وغير ذلك من مزايا الكلام الراقي ببلاغته بما كان مأنوس للفهم في عصر النزول ورواج الأدب العربي وقيام سوقه.
وكان بحيث يفهم المراد منه ومزاياه بأنس الطبع ومرتكز الغريزة كل سامع عربي ولكن بعد اشتراك الأمم في بركة
الإسلام وامتلاء جزيرة العرب من الأمم وتفرق العرب بالتجنيد في غير البلاد العربية تغير أسلوب الكلام العربي في
عامة الناس وتبدلت مزايا الكلام وأساليب المحاورات فعاد ذلك المأنوس غريبا في العامة وذلك الطبيعي الغريزي
يحتاج في معرفته إلى ممارسة التطبع وكلفة التعلم والتدرب في اللغة العربية وأدبها على النهج السوي. من دون تقليد
معرقل ولا وقوف عند الأسماء ولا جمود على قشور القواعد التي مهدها المتدربون في العربية من الخواص اقتباسا بقدر
الوسع من ذلك الأدب القديم. فدونوا من مبتذلها شيئا وفاتهم من أسرارها وحقائقها الشئ الكثير. وربما أدت بهم
وعورة البحث والجمود على التقليد إلى عثرات الوهم أو احجام الشكوك.
انظر إلى أن جماعة من النحويين كالشراح لألفية ابن مالك وغيرهم قالوا في قول الراجز " جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب
قط " ان التقدير بمذق مقول فيه هل رأيت ألخ ولا يخفى ان الراجز يريد وصف المزق بما يبين حاله وتبدل لونه بكثرة
الماء وماذا يجدى في ذلك كونه مقولا فيه هل رأيت الذئب قط ولم يفطنوا إلى أن الصفة التي بريدها الراجز كما يقتضيها
المقام قد أشار إليها باستفهامه إلى هو بمنزلة التمشيل الحسى لها فكأنه قال جاؤوا بمذق لونه كلون الذئب هل رأيت
الذئب يوما من الأيام فإن لون المذق كلونه فاعرف كيف كان. ومن شواهد ذلك ان صاحب الكشاف مع تضلعه من
الأدب العربي ومعرفته بفذلكات الكلام اضطرب كلامه وتفسيره في كلمة واحدة تكررت في القرآن الكريم على نحو
واحد وهو قوله تعالى " لا أقسم " ففي سورة الواقعة في قوله تعالى " لا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم "
قال فأقسم وان " لا " مزيد مثلها في قوله " لئلا يعلم أهل الكتاب " وفي قوله تعالى " لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس
اللوامة " قال إدخال " لا " النافية على فعل القسم مستفيض في كلامهم وأشعارهم قال امرؤ القيس:
(ولا وأبيك ابنة العامري * لا يدعى القوم أنى أفر)
وقال غوبة بن سلمة (ألا نادت أمامة باحتمال * لتحزنني فلا بك لا أبالي)
وفائدتها توكيد القسم، وقالوا إنها صلة أي زائدة مثلها في " لئلا يعلم أهل الكتاب " وقال في ذلك كلاما فيه ما فيه وقال:
والوجه ان يقال هو للنفي والمعنى في ذلك أنه لا يقسم بالشئ إعظاما له يدلك عليه قوله تعالى " فلا أقسم بمواقع النجوم
وإنه لقسم لو تعلمون عظيم " فكأنه بإدخال حرف النفي يقول إنه إعظامي له بإقسامي به كلا إعظام يعنى ان يستأهل
فوق ذلك انتهى. ومقتضى بيانه هذا ان يقول إعظاما للمقسم به فإنه أوضح للبيان من مثله. وليته لم يخلط بين دخول
" لا " على فعل القسم كما في الآيتين وبين دخولها على حرف القسم كما في يبقى امرئ القيس وغوية وغيرها مما لا يقع
24

جوابه إلا منفيا فإنه واضح الظهور في أن " لا " فيه نافية لنفى الجواب لتأكيده وسبيلها سبيل قوله تعالى في
سورة النساء " 68 فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك ". وفي سورة الحاقة في قوله تعالى " فلا أقسم بما تبصرون
وما لا تبصرون " قال اقسام بالأشياء كلها. وفي سورة البلد في قوله تعالى " لا اقسم بهذا البلد " قال اقسم بالبلد الحرام
ولم يقل شيئا في قوله تعالى (لا أقسم) في سورة المعارج والتكوير والانشقاق. ومن شواهد ذلك ما سمعته هنا عن
صاحب الكشاف في قوله تعالى " لئلا يعلم أهل الكتاب " من أن " لا " في لئلا مزيدة وصرح أيضا بذلك في تفسير
سورة الحديد حيث قال لئلا يعلم - ليعلم - ووافقه على ذلك جماعة فاغتنم أعداء القرآن الكريم من ذلك فرصة فاعترضوا
على القرآن بأنه مشتمل على الزيادة اللغوية ولكن الجزء الأول من كتاب الهدى صفحة 354 و 355 أوضح البطلان
في زعم الزيادة كما عليه جماعة من أن المعنى. ان الله وعد الذين آمنوا ويتقون الله ويؤمنون برسوله أن يؤتيهم كفلين
من رحمته ويجعل لهم نورا يمشون به ويغفر لهم. ومن فوائد ذلك وغاياته ان لا يعلم أهل الكتاب ان الذين آمنوا
لا يقدرون على شئ من فضل الله ولأن الفضل بيد الله الآية. وليت شعري لماذا لا تنزه جلالة القرآن المجيد وبراعته
عن لغوية هذه الزيادة التي لا غاية فيها إلا الإيهام.
وفي تفسير قوله تعالى في سورة الأعراف " 11 قال ما منعك ان لا تسجد إذ أمرتك قال انا خير منه خلقتني من نار
وخلقته من طين " قال في الكشاف أيضا " لا " في أن لا تسجد صلة " أي زائدة " بدليل قوله تعالى اي في سورة (ص)
" 75 ما منعك ان تجسد لما خلقت بيدي " ومثلها " لئلا يعلم أهل الكتاب " بمعنى ليعلم انتهى. أقول وإن التدبر في آيات
الأعراف. و (ص) يشهد بأن " لا " غير زائدة بل جئ بها في الأعراف للإشارة إلى امر قد صرح به في آيات
(ص) وذلك أن الفعل قد يكون له مانع من ضد أو عذل أو غفلة أو عجز أو كسل وقد يكون له سبب داع وحامل
على تركه ومخالفته الأمر به فسأل الله انكارا أو توبيخا في سورة (ص) عن المانع بقوله تعالى " ما منعك أن تسجد "
وعن السبب والحامل على المخالفة بقوله تعالى (استكبرت أم كنت من العالين) وأشار جل شأنه في سورة الأعراف
بوجود (لا) إلى السؤال عن السبب الحامل على المعصية بعد السؤال عن المانع فكأنه قال ما منعك من أن تسجد
وما حملك على أن لا تسجد ولذا وقع الجواب من إبليس في كلا المقامين بيان السبب الحامل له على أن لا يسجد لا التعليل
بالمانع فقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين وكذا الكلام في قوله تعالى في سورة طه " 94 قال يا هارون
ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ان لا تتبعني أفعصيت أمري " فإن التفريع في قوله أفعصيت أمري يدل على أنه قد سبق
السؤال عن المانع عن الاتباع وعن السبب الحامل على المعصية بتكره وأشير إليه بإدخال " لا " ولكن قال في الكشاف
" لا " مزيدة والمعنى ما منعك ان تتبعني. وقال الله في سورة الأنبياء " 95 وحرام على قربة أهلكناها أنهم لا يرجعون،
وفي الكشاف فسر الإهلاك بالعزم عليه وفسر الرجوع بالرجوع من الكفر إلى الإسلام وهذا مختاره على الظاهر
من الوجوه الثلاثة، ثم قال فيه و " لا " صلة مزيدة انتهى وليته أبقى الإهلاك على ظاهره وفسر الرجوع بالرجوع إلى
الإيمان والتوبة عند مشاهدة آيات الهلاك وأحوال الموت كايمان فرعون عند الغرق كما في سورة يونس 90 وكما في سورة
النساء: " 18 حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ". وكما ذكره الله في سورة المؤمنين في حال
المشركين والظالمين " 100 حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعوني لعل أعمل صالحا فيما تركت " فان قولهم هذا
رجوع إلى التوبة ولكنها لا تقبل كما قال الله في الموارد الثالثة ويكون معنى الآية الكريمة هو ان أهل القرى
التي أهلكها الله حرام عليهم بسبب مشاهدتهم لآيات الإهلاك وحضور الموت وممتنع في العادة ومنفى بالمرة كونهم
لا يرجعون إلى التوبة والإيمان بحسب الفطرة وأن كان لا ينفعهم ويستمرون على ما هم فيه حتى إذا جاءت الساعة وصار
يوم القيامة وعاينوا ما كانوا يودعون قالوا يا ويلنا قد كنا في غفلة عن هذا.
وقال الله تعالى في سورة آل عمران " 73 ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس
25

كونوا عبادا ل من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون 74 ولا يأمركم أن
تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا " ولا يخفى أن قوله تعالى ولا يأمركم معطوف على يقول المعطوف بثم على المنفى بقوله
تعالى ما كان أي ليس له وإن " لا " هنا نافية يؤتى بها لتثبيت النفي في الأمرين مثلها في قوله ليس لك أن تقوم ولا أن
تأكل لئلا يتوهم ان النفي للجمع بين الأمرين والجمع بين القيام والأكل كما قال في الكشاف في ثاني وجهيه في الآية.
وقال في الكشاف ان في الآية وجهين أحدهما أن نجعل " لا " مزيدة والمعنى ثم يأمر الناس بأن يكون عبادا له
وبأمركم ان تتخذوا النبيين، والثاني ان نجعل " لا " نافية غير مزيدة والمعنى ما كان لبشر يستنبئه الله ان يأمر الناس
بعبادته وينهاكم عن عادة الملائكة أي ما كان له أن يجمع بين الأمر والنهى. ويا للعجب ممن سوغ لنفسه في مثل
بلاغة القرآن المجيد أن يفسر " لا يأمركم " بقوله ينهاكم ولو فسر بذلك كلام واحد من الناس لأوسعه من الملام ما أوسعه -
ولم ينفرد الزمخشري بدعوى زيادة " لا " في هذه الموارد بل ادعى ذلك جماعة من المفسرين والنحويين كما ذكر ابن هشام
في المغنى في كلمة " لا " ولو أن زيادة " لا " محققة في كلام العرب متداولة في شعرهم ونثرهم لما ساغ لهؤلاء أن يقولوا
بذلك في مثل بلاغة القرآن الكريم ومجدها وفي خصوص الموارد التي ادعوا فيها الزيادة فان البلاغة بل استقامة
الكلام تقتضى تثبيت اثباتها ورفع أوهام النفي عنها لو كانت مثبتة، إذن فكيف يقلق مضمونها الشريف بما يوهم النفي
ويشوش الكلام. وان المخبر الذي يعرف كيف يتكلم لا يدخل على خبره ما يوهم نقيضه هذا مع إني لم أجد شاهدا
ذكروه من الكلام على الزيادة " لا " إلا قوله:
(وتلحينني في اللهو أن لا أحبه * وللهو داع دائب غير غافل)
ولو كان هذا من شعر العرب وكان المراد منه ما فهموه لجاز أن يضمر فيه وتأمرينني بأن لا أحبه أو وتدعينني إلى
أن لا أحبه. ومن غرائبهم استشهاد بعضهم أيضا بقول الشاعر:
أبى جوده لا البخل واستعجلت به * نعم من فتى لا يمنع الجود قاتله
نعم لم يوافقهم الزمخشري على زعمهم لزيادة (لا) في قوله تعالى في سورة الأنعام " 109 وما يشعركم أنها إذا جاءت
لا يؤمنون " وقوله تعالى فيها " 152 قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ان لا تشركوا ". ومن شواهد ذلك أنك سمعت
كلام الكشاف في دخول لا النافية على القسم واستفاضته في كلامهم واشعارهم وما ذكره من الشواهد في الشعر ومع ذلك
قال في تفسير سورة النساء في قوله تعالى " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك " معناه فو ربك كقوله تعالى " فو ربك
لنسألنهم " و " لا " مزيدة لتأكيد مضى القسم كما زيدت في لئلا يعلم لتوكيد وجوب العلم انتهى.. فانظر فيه واعتبر
وقل أين ما ذكرته من الاستفاضة وأين معنى الاستشهاد بالشعر. ولولا الحمل على التحامل لذكرنا عن الكشاف
وغيره أكثر من ذلك وفي ذلك كفاية لأولى الألباب - ومن ذلك ما نقله السيد الرضى في حقائق التأويل من قول
بعضهم بزيادة الواو في قوله تعالى في سورة آل عمران " 85 ولو افتدى به " وإبراهيم " 52 ولينذروا به " والزمر " 73
وفتحت أبوابها " أقول ولمثل هذه الواو في القرآن موارد وهى فيها كلها واو العطف على المحذوف يدل عليه سياق القرآن
بكرامة نهجه وبراعة أسلوبه في مناحي البلاغة تو يجلوه المقام بإشراق تلك البراعة بأجل المظاهر كما سيأتي التنبيه عليه
في موارده إن شاء الله. ومن شواهد ذلك مما جناه القصور أن جماعة وقفوا عن الوصول في بعض ما في القرآن الكريم
من فرائد البراعة، وفوائد البلاغة حتى صار يلوح من ترددهم ان ذلك مخالف لقواعد العربية فاغتنم أعداء القرآن من
ذلك فرصة الاعتراض وقد ساعد التوفيق على التعرض لتلك الاعتراضات وبيان خطئها بإيضاح براعة القرآن الكريم
في مواردها باسرار البلاغة ولباب الأدب العربي وبواهر أساليبه وقد كتب شئ من ذلك في الجزء الأول من
كتاب الهدى وفي خصوص المقدمة الثالثة عشرة من صفحة 321 حتى آخره. ومن شواهد ذلك أن كثيرا من مجازات
26

القرآن الكريم واستعاراته الواضحة العلاقة والفائقة في لحاظ التشبيه ومرمى الإشارة والمؤيدة بأحكام العقل ومحكمات
الكتاب هذه الاستعارات التي كانت من أزهار الأدب العربي الغريزي حينما كان روضه زاهيا زاهرا عادت بعدما
ذوى خميلة معركة للآراء للجحود وإن حامت عنها محكمات الكتاب ونصرتها البراهين العقلية في تقديس الله
وتفرده بالكمال. فمن ذلك ما في القرآن من نسبة الإضلال إلى الله جل اسمه في عدة آيات السابعة والعشرون من
سورة الرعد والثانية والثلاثون من سورة إبراهيم ونحوهما. فإن التعبير في ذلك بالإضلال مجاز فائق في الحسن يمثل
ببراعته حاجة الإنسان مع نفسه إلى لطف الله به وعنايته في توفيقه ويشير إلى ما في اللطف والتوفيق من الأثر
الشريف الكبير في النعمة على الإنسان وينبه إل أن خذلان الله للإنسان المتمرد برفع العناية في التوفيق وإيكاله إلى
نفسه شبيه بإضلاله في قوة الأثر، كل ذلك لأجل التنويه والامتنان بنعمة الله في توفيقه لعباده ولأجل هذه المزايا الفائقة
استعير الإضلال لخذلان الله لعبده المتمرد وإيكاله إلى نفسه والعياذ بالله.
ولقد كان يكفي في القرينة على التجوز في لفظ الإضلال هنا وصرفه عن مقتضى وضعا ما في القرآن من المحكمات مثل
قوله تعالى في سورة الأعراف " 27 إن الله لا يأمر بالفحشاء " وفي سورة النحل " 92 إن الله يأمر بالعدل والإحسان
وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " فإن تمجد الله بذلك كاف في كونه قرينة
على أن الإضلال المنسوب لله تعالى شأنه إنما هو مجاز. وإن مجده وألطافه جلت آلاؤه تعين المراد منه وهو ما ذكرناه
وكيف يكون الإضلال المنسوب إلى الله على حقيقته مع أن الله يذم الضالين ويعذبهم على ضلالهم ويوبخهم بقوله تعالى
" كيف تكفرون بالله. لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق. لم تصدون عن سبيل الله. فمالكم كيف تحكمون.
فما لهم لا يؤمنون. فما لهم عن التذكرة معرضين. وما ذا عليهم لو آمنوا " وتمام الكلام في الكتب
الكلامية.
وقد ذكر شئ منه في الجزء الثالث من الرحلة المدرسية صفحة 29 إلى 42 الطبعة الأولى: ومن ذلك أن الفرقة الظاهرية لم
تلتفت إلى المجاز ووجهه الواضح في قوله تعالى " الرحمن على العرش استوى " ولم يصرفهم عن المعاني الحقيقة لهذه الألفاظ
ضرورة العلم من القرآن والبراهين القطعية في أن الله منزه عن الجسم والأين والمكان لكي يعرفوا أن المراد بالعرش
هنا هو شأن القدرة والجلال واستيلاء السلطان على الملكوت في الأزل والأبد. ولأجل إحضار هذا الشأن العظيم في
أذهاننا القاصرة وملأ قلوبنا بعظمته مثل القرآن لتصورنا المحدود بتشبيه بما نعرفه ونعرف آثاره من العرش الجسماني
للملك الأراضي الذي بالصعود عليه صعودا زمنيا ينفذ سلطانه وتعم قدرته.
ومن آثار الظاهريين العجبية ما أخرجه ابن مردويه والخطيب في تاريخه وابن منصور في سنته من مسند عمر عن النبي (ص)
في قوله تعالى " على العرش استوى " قال حتى يسمع له أطيط (كأطيط) الرحل. وانظر إلى كنز العمال الجزء الأول صفحة
226 وكذا منتخب الكنز وأطيط الرحل والقتب صوته أي صوت أخشابه من ضغط ثقل الراكب والحمل وسيأتي
شبيه ذلك في تفسير آية الكرسي. وفي ميزان الذهبي من أنكر ما جاء عن مجاهد في التفسير في قوله " عسى أن يبعثك
ربك مقاما محمودا " قال يجلسه معه على العرش. وفي شواهد الحق كتاب الشيخ يوسف النهائي صفحة 130 قال ومن
كتب ابن تيمية كتاب العرش قال في كشف الظنون ذكر فيه أن الله يجلس على العرش وقد أخلى فيه مكانا يقعد معه
فيه رسول الله (ص) كما ذكر ذلك أبو حيان في قوله تعالى " وسع كرسيه السماوات والأرض " وقال يعنى أبا حيان
قرأت في كتاب العرش لأحمد بن تيمية بخطه ما صورته ما ذكرناه ونقلها كشف الظنون من طريق آخر عن السبكي
انتهى. وعلى هذا الوتر ضرب محمد بن عبد الوهاب في رسالته المطبوعة في ضمن مجموعة فيها عدة من الرسائل طبعت
في مكة فانظر إلى صفحة 155 و 156 من المجموعة وكذا عبد الرحمن بن حسن الوهابي في صفحة 36 من المجموعة
المذكورة.
27

(المقام الثالث)
جاء في القرآن شئ كثير من الألفاظ العامة التي يراد بها الخاص أو التي هي نص في خاص باعتبار نزولها في شأنه
وغير ذلك مما كان معروفا في عصر نزوله ثم صارت أسباب الخفاء تختلسه شيئا فشيئا وتجعل ضده كما في خزانة
الغرانيق وآية التمني.
والمفزع في تفسير ذلك هو ما يحصل به العلم من إجماع المسلمين أو اتفاقهم في الرواية للتفسير. أو في الرواية
عن الرسول (ص) في الدلالة على من يفزع اليه بعده في تفسير كتاب الله وذلك كحديث الثقلين المتواتر القطعي الذي
ذكره إخواننا من أهل السنة في كتبهم وأوردوا من روايته عن الصحابة الذين سمعوه من رسول الله (ص) أكثر من
ثلاثين صحابيا وبقى على ذلك متواترا في كل عصر إلى العصر الحاضر وهو قوله (ص) " إني تارك فيكم الثقلين
أو الخليفتين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض،
وإن لفظ العترة والأحاديث الكثيرة الصحيحة الواردة في تعيين أهل البيت يعينان المراد من أهل البيت فضلا عن
دلالة العرف والمحاورات. وقوله (ص) ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا مع قوله (ص) فإنهما لن يفترقا حتى يردا
على الحوض يعينان الأئمة الاثني عشر المعصومين من عترة الرسول وذريته. ومن دلائل ذلك إجماع المسلمين على أن
من عدا هؤلاء ليس معصوما ولا يتصف بأنه مثل كتاب الله لا يضل من تمسك به.
وهاك أسماء الصحابة السامعين لهذا الحديث عن رسول الله (1) علي (ع) أمير المؤمنين (2) عبد الله بن عباس
(3) أبو ذر الغفاري (4) جابر الأنصاري (5) عبد الله بن عمر (6) حذيفة بن أسيد (7) زيد بن أرقم (8) عبد الرحمن
ابن عوف (9) ضمير الأسلمي (10) عاصم ابن ليلى (11) أبو رافع (12) أبو هريرة (13) عبد الله بن حنطب
(14) زيد بن ثابت (15) أم سلمة (16) أم هاني أخت أمير المؤمنين علي (ع) (17) خزيمة بن ثابت (18) سهل
ابن سعد (19) عدى بن حاتم (20) عقبة بن عامر (21) أبو أيوب الأنصاري (22) أبو سعيد الخدري (23)
أبو شريح الخزاعي (24) أبو قدامة الأنصاري (25) أبو ليلى (26) أبو الهيثم بن التيهان. وهؤلاء الذين ذكرنا
أسماءهم من بعد أم هاني قد رواه كل منهم منفردا كمن تقدمه وقاموا في رحبة الكوفة مع سبعة من قريش فشهدوا أنهم
سمعوه من رسول الله فهؤلاء ثلاثة وثلاثون. ورواه أبو نعيم الأصبهاني في كتاب منقبة المطهرين مسندا عن جبير
ابن مطعم وأسنده أيضا عن أنس بن مالك وأسنده عن البراء بن عازب ورواه موفق بن أحمد أخطب خوارزم عن
عمرو بن العاص. وقلما يخلو عن رواية هذا الحديث مسند أو جامع أو كتاب في الفضائل لأهل السنة من أول
ما أخرج الحديث من الحفظ وصدور الحفاظ إلى صحف المحدثين ولا زال يروى فيها عن صحابي واحد أو أكثر
وربما روى في واحد منها عن أكثر من عشرين صحابيا إما مجملا كما في الصواعق وإما مسندا مفصلا كما في كتب السخاوي
والسيوطي والسمهودي وغيرهم ومن أراد الاطلاع فليرجع إلى الجزأين المكتوبين في أسانيد هذا الحديث من كتاب
العقبات للسيد - مير حامد حسين الهندي - طبع بالهند.
ورواه الإمامية في كتبهم بأسانيدهم المتكررة عن الباقر (ع) والرضا (ع) والكاظم (ع) والصادق (ع) عن
آبائهم (ع) عن رسول الله (ص). وبالأسانيد الأخر عن أمير المؤمنين (ع) وعمرو وأبي ذر وجابر وأبى سعيد
وزيد بن أرقم وزيد بن ثابته وحذيفة بن أسيد وأبي هريرة وغيرهم عن رسول الله (ص) كما في غاية المرام وتفسير
البرهان للسيد هاشم البحراني طاب ثراه وغير ذلك.
ولعلك تقول إن البخاري لم يذكر هذا الحديث في جامعه فاعرف إذن أن المحدثين لا يلتفتون إلى استفاضة الحديث
وتواتره وإفادته للعلم من هذه الجهة كما هو شأن العالم المحقق في حجته وبحثه عن الحقائق. وإنما المهم للمحدث
28

والموضوع في فنه هو الحديث الآحادي الذين يأخذه بما عندهم في طرق الأخذ من رجل عن آخر عن شروط يقررها
في السند فكأن البخاري لم يحصل شرطه في سند من أسانيد الحديث الآحادية ولكن الحاكم في مستدركه استدرك
عليه وعلى مسلم حديث زيد بن أرقم من طريق حبيب عن أبي الطفيل قال: لما رجع رسول الله (ص) عن حجة الوداع
ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال (ص) إني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من
الآخر كتاب الله وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنما لم يفترقا حتى يردا على الحوض ثم قال: إن الله عز وجل
مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد على فقال من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله. ومن طريق مسلم بن صبيح عنه قال: قال
رسول الله (ص) إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وإنهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض. وقال الحاكم أيضا
هذا صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه قلت ولم أجد من تعقب الحاكم على استدراكه بهذين الحديثين
فيكون ذلك موافقة ممن عاصر الحاكم ومن بعده على الاستدراك وصحة الحديثين على شرط البخاري ومسلم. ومن
طريق سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل انه سمع زيد بن أرقم يقول: وساق نحو الحديث الأول وفيه إني تارك فيكم أمرين
لن تضلوا ان اتبعتموهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي الحديث وتعقبه الذمي بأن في طريقه محمد بن سلمة وقد وهاه
السعدي وذكر له ابن عدي أحاديث منكرة. ومراده من السعدي هو إبراهيم بن يعقوب السعدي الجوزجاني كما ذكره
في ترجمة محمد بن سلمة (قلت) وما أدراك ما السعدي فإنه معروف بالنصب وفي الميزان عن ابن عدي كان شديد الميل
إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي (ع) وقد قال في إسماعيل بن أبان الوراق شيخ البخاري إنه كان مائلا
عن الحق قال ابن عدي ولم يكن يكذب الجوزجاني يريد به ما عليه الكوفيون من التشيع. إذن فاعرف السبب في تحامل
الجوزجاني وابن عدي على محمد بن سلمة. ولعمر العلم الحق إن الحديث بتواتره في غنى عن التعرض له في جامع
البخاري - هذا واما الرجوع في التفسير وأسباب النزول إلى أمثال عكرمة ومجاهد وعطاء وضحاك كما ملئت كتب
التفسير بأقوالهم المرسلة فهو مما لا يعذر فيه المسلم في أمر دينه فيما بينه وبين الله ولا تقوم به الحجة. لأن تلك
الأقوال إن كانت روايات فهي مراسيل مقطوعة ولا يكون حجة من المسانيد إلا ما ابتنى على قواعد العلم الديني الرصينة
ولو لم يكن من الصوارف عنهم إلا ما ذكر في كتب الرجال لأهل السنة لكفى. وإن الجرح مقدم على التعديل إذا
تعارضا. أما عكرمة فقد كثر فيه الطعن بأنه كذاب غير ثقة ويرى رأى الخوارج وغير ذلك. وقيل للأعمش ما بال
تفسير مجاهد مخالف أو شئ نحوه قال أخذه من أهل الكتاب ومما جاء عن مجاهد من المنكرات في قوله تعالى " عسى أن
يبعثك ربك مقاما محمودا " قال يجلسه معه على العرش. وأما عطاء فقد قال أحمد: ليس في المراسيل أضعف من مراسيل
الحسن وعطاء كانا يأخذان عن كل أحد. وقال يحيى في القطان مرسلات مجاهد أحب إلى من مرسلات عطاء بكثير كان عطاء
يأخذ من كل ضرب، وروى أنه تكره ابن جريج وقيس بن سعد. وأما الحسن البصري فقد قيل إنه يدلس وسمعت
كلام أحمد فيه وفي عطاء. وأما الضحاك ابن مزاحم المفسر فعن يحيى بن سعيد قوله الضحاك ضعيف عندنا وكان يروى
عن ابن عباس وأنكر ملاقاته له حتى قيل إنه ما رآه قط. وأما قتادة فقد ذكروا أنه مدلس. وأما مقاتل بن سليمان
فقد قال فيه وكيع: كان كذابا. وقال النسائي كان مقاتل يكذب، وعن يحيى قال: حديثه ليس بشئ، وقال ابن حيان كان
يأخذ من اليهود والنصارى من علم القرآن الذي يوافق كتبهم. وأما مقاتل بن حيان فعن وكيع أنه ينسب إلى
الكذب وعن ابن معين ضعيف وعن أحمد بن حنبل لا يعبأ بمقاتل بن حيان ولا بابن سليمان فانظر إلى ميزان الذهبي
من كتب الرجال أفلا ودع عنك أن أصول العلم عندنا تأبى من الركون إلى روايتهم فضلا عن أقوالهم إلا في مقام
الجدل أو التأييد أو حصول الاستفاضة والتوافق في الحديث.
29

هذا وإن كثير من كتب التفسير قد لهج بأكذوبة شنيعة وهى ما زعموا من أن الرسول (ص) قرأ سورة النجم
في مكة في محفل من المشركين حتى إذا قرأ قوله تعالى: " أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى " قال (ص)
في تمجيد هذه الأوثان وحاشا قدسه: " تلك الغرانيق الأولى منها الشفاعة ترتجى "
فأخبره جبرائيل بما قال فاغتم لذلك فنزل عليه في تلك الليلة آية تسلية ولكن بماذا تسلية بزعمهم تسلية بما يسلب
الثقة من كل نبي وكل رسول في قراءته وتبليغه. والآية هي قوله تعالى في سورة الحج " 51 وما أرسلنا من قبلك
من نبي ولا رسول إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته، فقالوا معنى ذلك إذا تكلم أو حدث أو تلا وقرأ أدخل
الشيطان ضلاله في ذلك.
إذن فما حال الأمم المساكين وما حال هداهم مع هذا الإدخال الذي لم يسلم بزعمهم منه نبي أو رسول ولم يسلم منه
شئ من كلامهم أو حديثهم أو تلاوتهم على ما يزعمون " ما هكذا تورد يا سعد الإبل " أفلا صدهم من ذلك أقلا أن
سورة الحج مدنية أمر فيها بالأذان بالحج 27 وأذن فيها بالقتال 40 وأمر فيها بالجهاد 77 ولم يكن هذا الأمر وهذا
الإذن إلا بعد الهجرة بأعوام. وإن الذي بين ذلك وبين الوقت الذي يجعلونه لخزانة الغرانيق وخرافة نزول الآية
هذه في ليلتها يكون أكثر من عشرة أعوام وقد ذكر شئ من الكلام في ذلك في الجزء الأول من كتاب الهدى
صفحة 123 - 129 فلا بأس بمراجعته.
ومن ذلك أن جملة من المفسرين والقراء يترددون في الوقف على بعض الكلمات لترددهم في ارتباطها بما بعدها أو
بما قبلها. فلم يراعوا في ذلك مناسبات الكلام وجودته والحاجة إلى التقدير أو حسنه.. ومن ذلك كلمة " فيه "
من قوله تعالى في أول سورة البقرة " ذلك الكتاب لا ريب فيه " زعما منهم أنها تكون خبرا مقدما لقوله تعالى
" هدى للمتقين " ويقدرون مثلها لقوله تعالى " لا ريب " مع أن الوقف على " لا ريب " يجعل الكلام قلقا مبتورا بنحو لا يجدى
فيه التقدير. ومع أنه لا حاجة لجعل الظرف خبرا. مقدما ل‍ " هدى " وجملته تكون خبرا ثانيا ل‍ " ذلك الكتاب " فإن
كلمة " هدى " هي بنفسها خبرا. وهذا هو الأنسب بكرامة الكتاب المجيد فقد قال الله إنه هدى ورحمة كما في الأعراف 50
والنحل 66 و 91 وغير ذلك وإن القرآن هدى وبشرى للمؤمنين وهدى للناس وهدى ورحمة للمؤمنين وللذين آمنوا
هدى وشفاء كما في سورة البقرة 91 و 181 والنمل 29 ورحم السجدة 44.
ومن ذلك كلمة " هذا " من قوله تعالى في سورة " يس " من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن. فكأنهم لا
يلتفتون إلى أن المقام غنى عن وصف المرقد باسم الإشارة حتى للإيضاح لأنهم يقولون ذلك عند خروجهم من
الأجداث ومراقد القبور. وإن أخراج اسم الإشارة عن كون مبتدءا " وما وعدنا " خبره ليخرج الكلام عن الانتظام
ويجعل صورته الحسنى مشوشة هي للنفي أقرب منها للإثبات وهو ضد المعنى الذي سيقت لبيانه الآية. هذا وأما الذين
تهاجموا بآرائهم على تفسير القرآن بما يسمونه تفسير الباطن ركونا بآرائهم إلى مزاعم المكاشفة والوصول ونزعات
التفلسف أو التجدد أو حب الانفراد والشهرة بالقول الجديد وإن كان فيها ما فيها فقد آثروا متاهة الرأي على النهج
السوي من أصول العلم وفارقوه من أول خطوة.
(المقام الرابع)
إن القرآن الكريم كثيرا ما ينسب التعقل والإدراك والاهتداء ونحو ذلك إلى القلب والمتجددون ينسبون الإدراك آثاره
وإلى الدماغ ويعتمدون في حد منهم في ذلك على أنهم رأوا فلا فيف الدماغ أي عقده في الإنسان أكثر منها في سائر الحيوانات
وإن الأعصاب الجمجمية المتصلة بظاهر الدماغ والمنتشرة أليافها في باطنه مرتبطة بأعصاب آلات الحس كالأذن والعين وغيرهما
مباحث التشريع تقف دون حدسهم هذا. فإن المجموع العصبي والنخاع الممتد إلى الفقرة القطنية الأولى التي هي تحت الفقرة ولكن
الثانية عشرة من الظهر هذه كلها كمخ الدماغ في كونها مكونة من الجوهر السنجابي والجوهر الأبيض فلا ميزة لتكوين
30

الدماغ لكي يحدس امتيازه عنها بكونه كرسي الإدراك والتعقل دونها. وإن الأعصاب كما ترتبط بآلات الحس ترتبط
أيضا بالقلب والكبد والمعدة بل حتى الأسنان وأعضاء البدن إلى أنامل اليدين والرجلين. وأما ما يتراءى من أن صغر
الدماغ يقارن ضعف الإدراك والتعقل إلى أن يصل الحال إلى البله فلا يدل على مدعاهم بل يجوز أن يكون خروجه عن
المقدار الطبيعي للإنسان ككثير من العوارض البدنية موجبا لضعف الجزء الآخر العاقل في أداء وظيفته. وأما
التفاوت بين أدمغة الرجال وبين أدمغة النساء فهو جار في قلوب الصنفين أيضا. هذا مع أن الدماغ يزيد نموه في
زمان قلة القوة العاقلة إلى السنة السابعة ثم ينمو بطيئا إلى الرابعة عشرة ويتقهقر نموه إلى العشرين ومنها إلى الثلاثين
ويقف عند الأربعين ثم ينقص وزنه في كل عشر سنين نحو أوقية مع أن الإنسان من العشرين فما زاد يزداد في قوة
التعقل ويترقى في كونه أقوى وأحسن تعقلا وإدراكا والقلب لا يزال يأخذ بالنمو والزيادة إلى الأدوار الأخيرة من الحياة
ولا سيما في الذكور وهذا أنسب بأزمنة حسن التعقل وجودة الإدراك. مضافا إلى أن القلب هو مبدء الحركة الحيوية
المديرة للدورة الدموية وأسباب الحياة والنمو وتوزيع القوى على جميع أجزاء البدن فهو أنسب من غيره بأن
تستخدمه الروح الحيوانية في أعمالها العقلية وأيضا إن بناء القلب مؤلف من حلقات ليفية وألياف عضلية وكلها على
نوع مدهش من التفمم والتصالب والتشيك بحيث قال إن البناء العضلي للقلب لم يعرف كما ينبغي إلى الآن وإن بناء
القلب وأليافه العضلية أكثر وأكثر تفمما وتصالبا وتشبكا من البناء الذي امتازت به عضلات الحياة الحيوانية
الحساسة للإرادة التي هي من أعمال النفس والمتمثلة في أعمالها لأمرها. وهذا كله يشير إلى أن لعضلية القلب وميزة
بنائه عمل نفسي كبير فائق يفوق ما ذكر لعضلات الحياة الحيوانية وأنسب ما يكون بذلك هو الإدراك والتعقل.
نعم يمكن أن يكون الدماغ محفظة لصور المدركات التي يستودعها القلب إياه.
وخلاصة الحجة في ذلك هو أن وجوه الإعجاز في القرآن الكريم حجة على أنه منزل من الله خالق بالقلب والدماغ
بعلمه وحكمته. وقد أخبر بأن محل الإدراك والتعقل وآثاره هو القلب.
(خاتمة) من جملة ما يحضرني عند كتابتي لهذا التفسير من كتب الشيعة من كتب التفسير وأنقل عنه تفسير
القمي علي بن إبراهيم. والجزء الخامس من كتاب حقائق التأويل في متشابهات التنزيل للسيد الرضى طاب ثراه وهذا
هو المقدار الموجود منه وابتداؤه من الآية الخامسة من سورة آل عمران إلى نهاية تأويل الحادية والخمسين من سورة
النساء. وكتاب مختصر التبيان للشيخ الطوسي، وهو قليل النسخة جدا وفيه إحالات على كتابيه الخلاف وشرح جمل
العلم. وكتاب مجمع البيان للطبرسي. وكتاب البرهان للسيد هاشم البحراني وهو تفسير بالحديث وهو مع الوسائل
واسطتي إلى تفسير العياشي وأما التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري (ع) فقد أوضحنا في رسالة منفردة في
شأنه أنه مكذوب موضوع ومما يدل على ذلك نفس ما في التفسير من التناقض والتهافت في كلام الراويين وما يزعمان
أنه رواية وما فيه من مخالفة الكتاب المجيد ومعلوم التاريخ كما أشار إليه العلامة في الخلاصة وغيره. ومن كتب
آيات الأحكام كنز العرفان للمقداد. وزبدة البيان للأردبيلي. والقلائد للجزائري (1) ومن كتب الحديث. الكافي.
والفقيه والتهذيبان. والوسائل. وعدة من كتب الصدوق وغيرها.
ومن كتب أهل السنة من كتب التفسير تفسير الطبري. والكشاف. والدر المنثور في التفسير المأثور للسيوطي.
ومن كتب الحديث جوامعهم الستة. وموطأ مالك. ومسند أحمد. ومستدرك الحاكم وكنز العمال، ومختصرة.
وإن الدر المنثور أجمع من غيره للمأثور في التفسير باعتبار الأحاديث ورواتها ومخرجيها في كتبهم، فلذا كانت إحالتي
في الغالب عليه وان أخرج الحديث عن صحاحهم التي هي أعلا منه سمعة. وقد أنقل عنها ما لم يذكره. وإنما أذكر
عنه ما أسنده عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. أو عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم. وأما ما يرويه
موقوفا على التابعين ومن بعدهم ومن بعدهم فلا حاجة لي فيه والله الموفق والمعين. انتهت المقدمة لتفسير الإمام البلاغي قدس الله روحه.

(1) قلائد الدرر في بيان آيات الاحكام بالأثر طبع حديثا في ثلاث مجلدات أخرجته مكتبة النجاح في النجف الأشرف - العراق
31

بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة مؤلف التفسير التي أوردها السيد الخوانساري في روضات الجنات وهى:
السيد عبد الله بن محمد رضا العلوي الحسين الكاظمي الشهير بشبر (على زنة سكر) كان من أعيان فضلاء هذه الأواخر
ومحدثيهم فقيها متبحرا جامعا متبعا متوطنا بأرض الكاظمين المطهرة على مشرفيها السلام وله مؤلفات كثيرة في التفسير
والحديث والفقه والأصول وغير ذلك ولم يحضرني الآن تاريخ ولادته ولا وفاته ومبلغ عمره الشريف غير أنى رأيته
صورة إجازة له للسيد السند المتصف عنده بالفرد الأوحد الجامع للفواضل، الحائز للفضائل، الفائق على الأقران
والأماثل المقيم للبراهين والدلائل الناصب نفسه لكل مسائل التقي النقي المهذب الصفي جناب السيد محمد تقي سلمه الله وأبقاه
وأدام فضله وعلاه وأظن أن المراد به هو الآقا سيد محمد تقي الكاشي البشت مشهدي المتقدم ذكره في باب التاء مؤرخة
سابع شهر رمضان المبارك سنة أربعين ومائتين بعد الألف فظهر أنه رحمه الله كان حيا في ذلك التاريخ - ومن جملة
ما ذكره في تلك الإجازة هو أن له مشايخ معظمين وأساتيذ كابرين وكان الأول منهم العالم الأعلم والأستاذ الأقوم
الشيخ جعفر النجفي رحمه الله، ثم ذكر بعده المرحوم المبرور الأمير سيد على الطباطبائي صاحب الرياض (ره) وبعده الشيخ
أحمد بن زين الدين الأحسائي - مطريا في أوصافه الشامخة بما لا مزيد عليه، وبعده الشيخ أسد الله الكاظمي، وبعده
العالم المتبحر الأميرزا محمد مهدى الشهرستاني، الراوي عن المحدث البحراني، وبعده الفاضل المحقق المدقق الأميرزا
أبو القاسم القمي صاحب القوانين - إلى أن قال - وقد أجزت لسيدنا السيد محمد تقي المشار إليه أن يروى عنى إجازة بحق
روايتي عن هؤلاء الأعلام المذكورين بطرقهم إلى مشايخهم المثبتة أساميهم في المواطن المألوفة والمواضع المعروفة
جميع ما تقدم من الكتب والأخبار والآثار وكذلك جميع ما لمشايخي من المصنفات والفتاوى التي صح نسبتها إليهم
فليروها عنى بالإجازة وكذلك جميع ما ظهر من هذا العبد الأحقر المذنب العاصي الغريق في بحار الآثام والمعاصي
عبد الله بن محمد رضا الشبر الحسيني، وهى وإن لم تكن من تلك الدرج ولكن قد يظهر مع اللؤلؤ شبح سيما وقد اشتملت
جلها بل كلها على جمع متفرقات الأخبار ونظم متشتتات الآثار الصادرة عن النبي وآله الأطهار عليهم صلوات الله
الملك الغفار، ثم أورد أسامي ما يزيد على خمسين مولفا مختصرا ومطولا، وعد من جملة ذلك أولا كتاب (مصابيح الظلام في
شرح مفاتيح شرائع الإسلام) وقال إنه في إثنا عشر مجلدا يقرب من مائتي ألف بيت، ومنها كتاب آخر له في شرح المفاتيح
يكون بمقدار نصف شرحه الأول تقريبا، ومنها كتاب سماه (جلاء العيون في ترجمة أحوال النبي والأئمة عليهم السلام)
في اثنين وعشرين ألف بيت تقريبا ومختصر منه كتاب كبير في (المزار) ومختصر منه وكتاب سماه (مثير الأحزان في تعزية
سادات الزمان) وكتاب في (التعقيبات) وكتاب في (عمل الأيام والأسابيع) وكتاب أكبر منه (فيما يتعلق بأعمال السنة) ومنها
أربعة كتب في (الأخلاق) وثلاثة كتب في (تسلية الحزين) وكتاب (المواعظ المترتبة) وكتاب (المواعظ المنثورة) وكتاب (عجائب
الأخبار ونوادر الآثار وكتاب (العلوم الأربعة) ومنها ثمانية كتب صغار ورسائل مفصلة وغيرها في تمام أبواب الفقه وكتاب
(مطلع النيرين في لغة القرآن والحديث) وكتاب (منية المحصلين في حقية طريقة المجتهدين) وكتاب (جامع المعارف والأحكام)
في عدة مجلدات يشبه كتاب بحار الأنوار وكتاب (درر الأخبار ملخص من أبواب فروع كتاب الجامع وكتاب آخر
مختصر منه (قلت) وله أيضا كتاب كبير في مباحث الظنون يقرب من عشرين ألف بيت، وكتاب آخر له في حل الأحاديث
المشكلة في مجلدين سماه (مصابيح الأنوار) وكتاب في (جمع ما يتعلق بأصول الفقه) من الأخبار وتفسيرات ثلاثة القرآن
32

المجيد كبير ووسط وصغير وكتاب المناهج في الفقه عدة مجلدات ورسالة سماها تسلية القلب الحزين عند فقد الأحبة
والبنين نظير كتاب مسكن الفؤاد للشهيد الثاني إلا أنه قليل الفائدة في المعنى جدا وما رأيت فيه شيئا من المفرج كما
رأيته كثيرا في كتاب المسكن وله أيضا ترجمة بعض كتب أخبار سمينا المجلسي رحمه الله بالعربية مثل كتاب جلاه
العيون وزاد المعاد وغير ذلك وليس ذلك إلا لكمال ركونه وحسن ظنونه بمصنفها المرحوم.
وبعد ذلك وصل إلينا في ترجمة مؤلف التفسير ما هو أبسط وأو في مما في الروضات:
بسم الله الرحمن الرحيم
آية الله العظمى حجة الإسلام السيد عبد الله الشبر
اعتمدنا في هذه الترجمة على ترجمة ضافية كتبها السيد محمد معصوم أحد تلامذة السيد وخريجي مدرسته
مولده - نشأته - ثروته العلمية - عمله - خلقه وخلقه - مشائخه - أولاده - تلامذته - صدى وفاته
مولده: ولد رحمه الله بالنجف الأشرف سنة (1188 ه‍) مائة وثمان وثمانين بعد الألف من الهجرة ثم ارتحل والده العلامة
الكبير السيد محمد رضا إلى الكاظمية ومكث بها مكبا على الدرس والتدريس والتأليف والتصنيف إلى أن وافاه الأجل
نشأته: لا شك أن للتربية الأثر الكبير في نشوء الطفل وتهذيبه ورقيه ولكن مهما كانت التربية خصبه ومهما
كانت صالحة ومنتجة فليست بمجدية إذا لم يكن الطفل ذا استعداد فطري يؤهله للرقي والتقدم ويعد، للنبوغ والعبقرية
ذلك أن التربية لا تكون رجلا ولا تخلق شيئا لم يكن إنما التربية كالمرآة تصقل العقل وتصفى الذهن وتصلح - الناشئ
على قدر استعداده وعلى قدر ما فيه من غرائز ومميزات فإذا كان للناشئ استعداد وأتيح له مدرسة تحضنه ومعلم
يتعهده ويقوم بتهذيبه وتعليمه لا شك أنه سينمو نموا باهرا ولا شك انه سيصبح رجل المستقبل والسيد المترجم
من أولئك الذين جمعوا بين شدة الذكاء واعتناء الآباء ولذلك تراه قد أصبح من حجج الشيعة وقطبا من أقطاب
الشريعة على عامة المعول وفي عمله يضرب المثل.
ثروته العلمية: لا نستطيع ونحن نريد أن نبحث عن شخصيته وأن نعرض إلى ثروته العلمية إلا أن نطأطئ الرأس
إجلالا لتلك الشخصية الكبيرة ونحني الظهور احتراما لتلك الثروة العلمية.
وسوف لا ننتهي من البحث إلا وكلنا كلمة إكبار وكلنا كلمة تقدير وإعجاب لهاتيك الآثار الخالدة التي تركها المترجم
آية من آيات العلم ومعجزة من معجزات التأليف والتصنيف.
قد يعتريك الدهش إذا عرفت كثرة مؤلفات المترجم ومصنفاته وعرفت أن سنه لا يزيد عن أربع وخمسين بيعا هذا السن
الضئيل الذي لا يخرجه عن سن الكهولة لا محالة وسيعتريك هذا الدهش ولا سيما إذا عرفت أن آثاره منتوجات قيمة ومثمرة
مخضها البحث وولدها الفكر الثاقب والنظر الصحيح.
إذا فتحت التاريخ وقلبت الكتب تجد أن أكثر علماء الإمامية تأليفا وتصنيفا هو العلامة رحمه الله ذلك الذي
بيض صحائف التاريخ الشيعي وذاك الذي خلد التاريخ ذكره وذاك الذي يعده التاريخ أكبر شخصية علمية يعرف
بها وأكبر شخصية ضمها بين دفتيه وحفظها في حقيبته وقد عدت مؤلفات العلامة الكثيرة من يوم ولادته إلى
حين وفاته فكانت كل يوم كراسا وأنت إذا رجعت إلى مؤلفات السيد المترجم رأيتها لا تقصر عن ذلك ولكثرة
ما صنف وألف لقبه أهل عصره. بالمجلسي الثاني وفي ذلك أقوى دليل على قوته العلمية وعلى ما كان له من المنزلة
السامية فشخصية (الإمام شبر) إذن من الشخصيات الخصبة التي سيخلدها التاريخ وشخصية (الإمام شبر) من الشخصيات
33

الفذة التي سيمجدها الخلف كما كان يمجدها السلف ولقد ضم إلى ثروته - العلمية حافظة نادرة واطلاعا واسعا وضبطا
شديدا فقد كان كثيرا ما يمتحنونه بقراءة متن الرواية ويقطعون السند وهو تغمده الله برحمته يسنده إلى قائلها من أهل
بيت الرحمة ومعدن الحكمة وقد تكرر ذلك منه ومنهم حتى تجاوز حد الإحصاء.
أما طريقته في التأليف فلم يكن ليتطلب عند الكتابة العزلة عن الناس والجلوس في غرفة خاصة بل كثيرا ما كان
يجلس في مجلسه العام بيمناه القلم ويسراه القرطاس يؤلف تارة ويتحدث إلى زائريه ثم يأتي خلال ذلك الدعاوى
فيحلها أحسن حل، فلا كثرة الزائرين ولا ضجيج المشتكين بشاغلين له من التأليف والتصنيف، وهكذا النفوس الكبيرة
إذا كانت قد تذوقت حلاوة العلم فإنها لا محالة تذلل في سبيله كل صعب وهى لا محالة تجتاح من طريقه كل عقبة كؤود
وها نحن نذكر مؤلفات السيد ومصنفاته لتعرف بهذه الشخصية الممتازة. ولنعلم مقدار ما بذله هذا الإمام البحاثة
من الجهود والخدمات التي تذكر مصحوبة بكل إعجاب وإكبار وهى:
(1) نهج العارفين كتاب فارسي في الأخلاق يحتوى على 1500 بيتا * (2) رسالة فارسية في عمل اليوم والليلة
الف بيت (3) الدر المنثور في المواعظ المأثورة عن الله تعالى والنبي والأئمة الطاهرين عليهم السلام والحكماء 20 ألفا
(4) رسالة في حجية خبر الواحد من الأخبار (5) أعمال السنة كتاب على نمط زاد المعاد للعلامة المجلسي في سبعة
آلاف بيت (6) ذريعة النجاة في تعقيب الصلاة على نمط المصابيح للمجلسي في 5500 بيت (7) رسالة في حجية العقل وفي
الحسن والقبح العقليين في أربعة آلاف (8) رسالة في تكليف الكفار بالفرع (9) شرح الحقائق في الأحكام لم يكمل
(10) الدر المنظوم في مشكلات العلوم، لم يكمل (11) علم اليقين في طريقة القدماء والمحدثين في ثلاثين ألفا
(12) الجوهرة المضيئة في الواجبات الأصلية والفرعية (13) زينة المؤمنين وأخلاق المتقين في مكارم الأخلاق
(14) الرسائل الخمس الاستدلالية العبادات (15) سفينة النجاة في 1100 بيت (16) الشهب الثقابة (17) مصباح
الظلام في شرح مفاتيح شرائع الإسلام كتاب ضخم يحتوى على عدة مجلدات:
(الأول) مجلد في شرح ديباجته في 22 ألفا (الثاني) في الطهارة والصلاة في 60 ألفا (الثالث) في الزكاة والخمس
والصوم في 20 ألفا (الرابع) في الحج 10 آلاف (الخامس) في النذر أو أخويه والحدود والجنائز في 30 ألفا
(السادس) في النكاح في 35 ألفا (السابع) المعاملات في 37 ألفا (الثامن) القضاء والشهادات إلى الآخر في 15 ألفا
(18) المصباح الساطع في شرح المفاتيح ولكنه أخصر من الشرح السابق يحتوى على ست مجلدات في 100 ألف بيت
(19) كتاب جامع الأحكام في الأخبار جمع فيه أحاديث الأصوليين والفقه من الكتب الأربعة وهو يشتمل
على عشرين مجلدا:
(الأول) في التوحيد في 25 ألفا (الثاني) في المبدأ والمعاد في 30 ألفا (الثالث) الأصول الأصلية في 21 ألفا (الرابع)
قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في 30 ألفا (الخامس) أخوال خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم في 40 ألفا
(السادس) القرآن والدعاء في 40 ألفا (السابع) الطب المروى (الثامن) المواعظ والرسائل والخطب (التاسع) فيما يتعلق
بالنجوم (العاشر) الطهارة في 24 ألفا (الحادي عشر) في الصلاة في 50 ألفا (الثاني عشر) الزكاة والخمس والصوم في
عشرين ألفا (الثالث عشر) الحج خمسين ألفا (الرابع عشر) المزار في 20 ألفا (الخامس عشر) الجهاد والأمر بالمعروف
والنهى عن المنكر (السادس عشر) المطاعم والمشارب إلى الغصب في 15 ألفا (السابع عشر) الغضب والمواريث إلى الديات
في 27 ألفا (الثامن عشر) النكاح في 30 ألفا (التاسع عشر) المعاملات في 24 ألفا (العشرون) الخاتمة الرجالية عشرة
آلاف (20) ملخص جامع الأحكام وهو تلخيص الكتاب السابق يبلغ 60 ألفا (21) ثم اختصره اختصارا آخر يبلغ

(*) يصطلح السماء على البيت ما اشتمل على خمسين حرفا وهو ما يساوى سطرا
34

40 ألفا (22) جلاء العيون معرب عن كتاب فارسي للمجلسي في مجلدين يبلغ 22 ألفا (23) منتخب الجلاء مختصر
الكتاب السابق في 21 ألفا (24) مثير الأحزان في تعزية سادات الزمان خمسة آلاف (25) تحفة الزائرين في 12 ألفا
(26) نخبة الزائر أربعة آلاف (27) زاد الزائرين كتاب فارسي (28) ذريعة النجاة تبلغ 7500 بيتا (29) أنيس
الذاكرين في أربعة آلاف (30) روضة العابدين في مجلدين الأول فيما يتعلق بعمل اليوم والليلة وأدعية الأسبوع
وسائر ما يحتاج إليه، الثاني في أعمال السنة يبلغ 14 ألفا (31) قصص الأنبياء يقرب من ستة آلاف (32) كتاب المزار
يجمع بين شرحي العربي والفارسي يقرب من سبعة آلاف (33) تسلية الفؤاد في الموت والمعاد في سبعة آلاف
يجمع بين شرحي العربي والفارسي يقرب من سبعة آلاف (33) تسلية الفؤاد في الموت والمعاد في سبعة آلاف
(34) تسلية الجزين في فقد الأقارب والبنين في أربعة آلاف (35) تسلية الفؤاد في فقد الأولاد في ألفين
(36) منهج السالكين في علم الأخلاق في الف بيت (37) صفاء القلوب في الأخلاق أيضا في 2500 بيت
(38) كشف الحجة في شرح خطبة الزهراء عليها السلام 1500 (39) كشف الحجاب للدعاء المستجاب في
شرح دعاء السمات 2000 (40) اللامعة في شرح الجامعة في أربعة آلاف (41) المواعظ المنثورة تبلغ 11 ألفا
(42) عجائب الأخبار ونوادر الآثار في 21 ألفا (43) أنوار الساعة في العلوم الأربعة معارف وأخلاق وعجائب
المخلوقات وفقه في ثمانية آلاف (44) تحفة المقلد رسالة فتوى من أول الفقه إلى آخره تبلغ 35 ألفا (45) زبدة
الفقه رسالة استدلالية في الفقه في أربعة آلاف (46) خلاصة التكليف في الأصول والعبادات في 5000
(47) مطلق النيرين في لغة القرآن وحديث أحد الثقلين 30 ألفا (48) منية المحصلين في حقيقة طريقة المجتهدين
في 12 ألفا (49) طب الأئمة عليهم السلام في أحد عشر ألفا (50) إرشاد المستبصر رسالة في الاستخارة في ألف
بيت (51) البرهان المبين في فتح أبواب علوم الأئمة المعصومين في 30 ألفا (52) الحق اليقين في أصول الدين
في مجلدين يبلغ 15 ألفا (53) البلاغ المبين في أصول الدين في ثلاثة آلاف (54) بغية الطالبين في صحة
طريقة المجتهدين ستة آلاف (55) رسالة أخرى على نمط بغية الطالبين وأظن أن اسمها: المنهج القويم في طريقة
القدماء والمحدثين (56) الجوهرة المضيئة في الطهارة والصلاة (57) رسالة في الحج 2500 بيت (58) مصابيح
الأنوار في حل مشكلات الأخبار مجلدين في 22 آلاف (59) صفوة التفاسير كتاب جليل في تفسير القرآن في
60 ألفا (60) الجوهر الثمين في تفسير القرآن المبين في مجلدين في 30 ألفا (61) التفسير الوجين جلد واحد في
18 ألفا (62) المهذب في الاخلاق في 12 ألفا (63) طريق النجاة 1300 (64) كتاب في شرح نهج البلاغة
في 40 ألفا (65) رسالة فارسية في الفقه (66) رسالة أخرى فارسية في الطهارة والصلاة (67) أحسن التقويم
رسالة تتعلق بالنجوم على حسب ما ورد في الشرع الأقدس (68) رسالة فيما يجب على الإنسان (69) رسالة في
فتح باب العلم والرد على من يزعم انسداده (70) رسالة في عمل اليوم والليلة تشتمل على أربعين حديثا على ترتيب
الحروف - وهناك حواشي وأجوبة مسائل كثيرة يطول المقام بذكرها.
عمله: عرفت انهماك السيد في التأليف والتصنيف وعرفت أنه قد كرس جميع أوقاته في النهار لهذه المهمة وأنه
كان قد وقف نفسه للقيام بحاجات الناس وشئونهم أما الليل فقد فرغ منه قسما كبيرا للعبادات والمناجاة وغير ذلك
مما يقوم به العبد الصالح اتجاه بإرثه ومصوره - وبالجملة فقد جبل السيد من عمل، فهو لا يرى إلا حالا مسألة ومشغولا
بدفع مشغلة أو سائرا في قضاء حاجة، فسبحان الذي صنعه فاتقن صنعه وصوره فأحسن تصويره فقد جعله مثالا
للمكارم وجامعا لشتى الفضائل.
خلقه وخلقه: كان ربعة من الرجال في القامة وكان بدينا سمينا ووجهه كأنه فلقة قمر بهى المنظر وشعر كريمته
(لحيته) كأنه سواد السبج إذا نظر الناظر إلى وجهه وسمع عذوبة لفظه لم تسمح نفسه بمفارقته، وتسلى عن كل شئ
بمخاطبته، هكذا وصفه تلميذه، وهكذا حدثنا عنه.
35

وأما خلقه - فقد كان آية في الأخلاق، كان باسما طلق المحيا يحنو على الصغير ويعطف على الكبير، وكان ركنا حصينا
للضعفاء وصولا لهم بارا بهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا وكان يعود المرضى ويصلى على جنائز المؤمنين إلى غير ذلك
من خلاله الفاضلة وصفاته الحميدة التي رفعت منزلته وأحلته مكانا عليا بين محبيه ومناوئيه
مشائخه: درس على العلامة السيد والده ردحا من الزمن غير قليل كما أنه درس أيضا على علامة عصره في ذلك الوقت
الإمام الكبير السيد محسن الأعرجي صاحب المحصول والوسائل وشرح الوافية، وغير ذلك من المؤلفات الممتعة
وأجازه الشيخ، شيخ الطائفة الإمام الأكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ذلك الكتاب الجليل الذي يعد مصدر
وثيقا من مصادر الفقه الجعفري ومنبعا فياضا يستقى منه علماء الشيعة اليوم وقبل اليوم.
أولاده: أثر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن المرء إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث علم ينتفع
به بعد حياته، أو ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية - هذه الصفات التي ذكرها النبي في هذا الحديث الذهبي الشريف
هي الخلال التي تمجد الرجل وهى التي تخلد اسمه وهى التي ترفع منزلته وقد شاء ربك وهو اللطيف بالسيد المترجم أن
لا ينقطع عمله وأن لا يحرمه من هذه الخلال الفاضلة التي لا يمنحها إلا لمن ارتضى فأفاض عليه بعد أن منحه علما
نافعا ووفقه للصدقات الجارية من الأولاد الصالحين الذين جمعوا بين العلم والعمل وهم: العلامة السيد حسين، والعلامة
السيد حسن المتوفى في الكاظمية سنة 1246 هو البر التقى السيد محمد المتوفى بكربلاء سنة 1252 هو العلامة السيد جعفر
وله شرح على شرائع الإسلام ظهر منه أربع مجلدات، والسيد موسى، والسيد محمد جواد وقد توفيا 1246 ه‍ تغمد
الله الجميع برحمته.
تلامذته: كان السيد المترجم عليه الرحمة علما من أعلام الشيعة وشخصية علمية بارزة لذلك كان محط رحال
أهل العلم وموضع آمال المشتغلين من طلاب الدين فقد كان الطلاب يتهافتون على الحضور في أهل العلم وموضع
آمال المشتغلين من طلاب الدين فقد كان الطلاب يتهافتون على الحضور في حلقة بحثه ويبذلون الوسع في تفهم نظرياته
ودرسه، وقد تخرج على يديه عدد من العلماء ليس بالقليل فقد خرج من درسه العلماء الآتية أسماؤهم: الشيخ عبد النبي
الكاظمي الرجالي المعروف، والشيخ إسماعيل نجل الشيخ أسد الله، والسيد على العاملي، وولد المترجم السيد حسن، والشيخ
محمد جعفر الدجيلي، والشيخ محمد رضا نجل الشيخ زين العابدين، والشيخ أحمد البلاغي، والشيخ محمد إسماعيل الخالصي
والشيخ مهدى نجل الشيخ أسد الله، والملا محمد على التبريزي، والملا حسين التبريزي، والملا محمود الخوئي، والسيد محمد على
حفيد الإمام الكبير السيد محسن الأعرجي، والشيخ حسين محفوظ العاملي، والسيد هاشم نجل السيد راضي - وغير ذلك
من العرب والعجم الذين حضروا بحث السيد واستفادوا منه، وأما الذين عددنا أسماءهم فكلهم علماء وكثير منهم
مؤلفون، ولولا ضيق المجال لذكرنا طرفا من آثارهم أفاض الله على الجميع من شئابيب رحمته وأسكنهم - الفسيح من جنته
صدى وفاته: في سنة 1242 ه‍ وفي ليلة الخميس من رجب في - الكاظمية - ف أرقت نفس السيد الزكية هذه الحياة
وما إن أصبح الصباح حتى ما جت الكاظمية بأهلها وجاءت بغداد بأسرها فكنت لا ترى الناس إلا باكيا وصارخا
ولاطما ولا دما وقد استولى الدهش على الناس واعتراهم الجزع لهول المصاب فطفقوا يتدفقون كالسيل ويهرعون لتشييع
جثمان الفقيد وقد حملوا ا لنعش على الأكف وقلوبهم تكاد تنخلع أسى وأسفا على ما حل بهم من هذه المصيبة المؤلمة
وقد ساروا بالنعش حاسرين عن رؤسهم لاطمين صدورهم ينشدون الأهازيج الشعبية - المؤلمة إلى أن أوصلوه إلى الصحن
الشريف () وهناك تقدم ولده العلامة السيد حسن للصلاة عليه وأئمة الجمهور المشيع خلفه، فصلوا عليه ثم دفنوه في
رواق الكاظمين عليهما السلام في الحجرة التي دفن فيها أبوه (قدس سرهما) مما يلي الوجه الشريف، وانفضوا راجعين
وكل منهم يرسل العبرات ويتبعها بالزفرات ولسان حالهم يقول:
قد حططنا للمعالي مضجعا * ودفنا الدين والدنيا معا

1 - يضم ضريح الإمامين الكاظمين بمدينة الكاظمية - بالعراق
36

تفسير القرآن الكريم
للعلامة المحقق الجليل
السيد عبد الله شبر
المتوفى عام 1242 ه‍
راجعه
الدكتور حامد حفني داود
أستاذ كرسي الأدب في كلية الألسن العليا بالقاهرة
طبعة ثانية
وتمتاز على الطبعة الأولى بزيادات واصلاحات هامة
قام بطبعها ونشرها
السيد مرتضى الرضوي
صاحب
مطبوعات * بالقاهرة
37

سورة الفاتحة
مكية وآياتها سبع
بسم الله الرحمن الرحيم * (1) *
الحمد لله رب العالمين * (2) *
الرحمن الرحيم * (3) * ملك يوم الدين * (4) *
إياك نعبد وإياك نستعين * (5) *
اهدنا الصراط المستقيم * (6) *
صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين * (7) *
نزلت بعد المدثر
38



1 - ملك.
2 - الصراط.
3 - سراط وقرئ صراط من أنعمت.
4 - عليهم بضم الهاء.
5 - عليهم بضم الهاء عليهم وبكسر الهاء وضم الميم بعدها واو الجماعة وحيث وقع وكذا نظائرها من ميمات الجمع نحو أنذرتهم ورزقكم وعليكم.
39

سورة البقرة مدنية
إلا آية 281 فنزلت بمنى في حجة الوداع
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم * (1) * ذلك الكتاب لا ريب فيه
هدى للمتقين * (2) * الذين يؤمنون
بالغيب ويقيمون الصلاة ومما
رزقناهم ينفقون * (3) * والذين
يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل
من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * (4) *
وآياتها مائتان وست وثمانون وهى أول سورة نزلت بالمدينة

1 - فيهى حيث وقع وكذا نظائره مما كان قبل هاء الضمير ياء ساكنة نحو إليه، ولديه وإذا كان الساكن غير الياء وصل بواو
نحو منه وعنه إلا إذا كان بعدهما ساكنا نحو عليه الله.
2 - يؤمنون.
4 - عليهم بضم الهاء.
40

أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون * (5) *
إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم
لا يؤمنون * (6) * ختم الله على قلوبهم وعلى
سمعهم وعلى أبصرهم غشوة ولهم عذاب عظيم * (7) * ومن الناس
من يقول آمنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين * (8) *
يخدعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم
وما يشعرون * (9) * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا
ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون * (10) * وإذا قيل لهم
لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * (11) * ألا إنهم
هم المفسدون ولكن لا يشعرون * (12) * وإذا قيل لهم آمنوا
كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم
هم السفهاء ولكن لا يعلمون * (13) * وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا
وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن
مستهزؤن * (14) * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم
يعمهون * (15) * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى

1 - بمؤمنين.
2 - يخدعون بضم الياء وكسر الدال.
3 - يكذبون بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال بالكسر
4 - انومن.
5 - مستهزون.
6 - يستهزى.
41

فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين * (16) * * (16) * مثلهم كمثل الذي
استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم
في ظلمت لا يبصرون * (17) * صم بكم عمى فهم لا يرجعون
* (18) * أو كصيب من السماء فيه ظلمت ورعد وبرق يجعلون
أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط
بالكافرين * (19) * يكاد البرق يخطف أبصرهم كلما
أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله
لذهب بسمعهم وأبصرهم إن الله على كل شئ قدير * (20) *
يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من
قبلكم لعلكم تتقون * (21) * الذي جعل لكم الأرض فراشا
والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات
رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون * (22) * وإن كنتم
في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا
شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين * (23) * فإن لم تفعلوا
ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة
في التعدي عن حدهم (يعمهون) يتحيرون والعمة عمى القلب (أولئك الذين اشتروا الضلالة) التي اختاروها
(بالهدى) الذي فطروا عليه (فما ربحت تجارتهم) ما ربحوا في تجارتهم (وما كانوا مهتدين) إلى الحق والصواب
إذ أضاعوا رأس مالهم باستبدالهم الضلالة ولا ربح لمن ضيع رأس المال (مثلهم) حالهم العجيبة (كمثل الذي استوقد
نارا) ليبصر بها ما حوله (فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم) بإرسال ريح أو مطر أطفأها وذلك لأنهم
أبصروا بظاهر الإيمان الحق وأعطوا أحكام المسلمين فلما أضاء إيمانهم الظاهر ما حولهم أماتهم الله وصاروا في
ظلمات عذاب الآخرة (وتركهم في ظلمات لا يبصرون) بأن منعهم المعاونة واللطف وخلى بينهم وبين اختيارهم
وإسناد الإذهاب إليه تعالى لأنه المسبب للإطفاء وعدي بالباء لإفادتها الاستصحاب وعدل عن الضوء الموافق
لأضاءت إلى النور للمبالغة إذ لو قيل ذهب بضوئهم لأوهم الذهاب بالزيادة وبقاء ما يسمى نورا (صم بكم عمي)
يعني في الآخرة وفي الدنيا عما يتعلق بالآخرة
(فهم لا يرجعون) عن الضلالة إلى الهدى
(أو كصيب) أو مثل ما خوطبوا به من الحق
والهدى كمثل مطر إذ به حياة القلوب كما أن بالمطر
حياة الأرض (من السماء) من العلاء (فيه ظلمات)
مثل الشبهات والمصيبات المتعلقة به (ورعد) مثل
للتخويف والوعيد (وبرق) مثل الآيات الباهرة
(يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر
الموت) لئلا يخلع الرعد أفئدتهم أو ينزل البرق
بالصاعقة فيموتوا والمنافقون كانوا يخافون أن يعثر
النبي على كفرهم ونفاقهم فيستأصلهم فإذا سمعوا منه لعنا
أو وعيدا لمن نكث البيعة جعلوا أصابعهم في آذانهم
لئلا يسمعوا فتتغير ألوانهم فيعرف المؤمنون إنهم
المعنيون بذلك (والله محيط بالكافرين) مقتدر
عليهم لا يفوتونه (يكاد البرق يخطف أبصارهم)
يذهب بها هذا مثل قوم ابتلوا ببرق فنظروا إلى نفس
البرق لم يغضوا عنه أبصارهم لتسلم من تلألؤه ولم
ينظروا إلى الطريق الذي يريدون أن يتخلصوا فيه
بضوء البرق فهؤلاء المنافقون يكاد ما في القرآن من الآيات المحكمة التي يشاهدونها ثم ينكرونها يبطل عليهم كلما يعرفونه
(كلما أضاء لهم مشوا فيه (1)) في مطرح ضوئه (وإذا أظلم عليهم قاموا) وقفوا وتحيروا فهؤلاء المنافقون إذا
رأوا ما يحبون في دنياهم فرحوا بإظهار طاعتهم وإذا رأوا ما يكرهون فيها وقفوا (ولو شاء الله لذهب بسمعهم
وأبصارهم) حتى لا يتهيأ لهم الاحتراز من أن يقف على كفرهم (إن الله على كل شئ قدير) لا يعجزه شئ وقيل
التمثيل إما مركب تشبيه (2) لحال المنافقين من الشدة والدهشة بحال من أخذه المطر في ليل مظلم مع رعد عاصف
وبرق خاطف وخوف من الصواعق أو مفرق تشبيه (2) لذواتهم بذوي الصيب وإيمانهم المشوب بالكفر بصيب
فيه ظلمات ورعد وبرق فإنه وإن كان رحمة في نفسه لكنه عاد نقمة في هذه الصورة ونفاقهم حذرا مما يطرق به غيرهم
42

من الكفرة بجعل الأصابع في الآذان من الصواعق حذر الموت وتحيرهم بشدة الأمر بأنهم كلما أضاء لهم انتهزوا
الفرصة فمشوا قليلا وإذا أظلم عليهم وقفوا متحيرين والمثل الأول يجري فيه الوجهان (يا أيها الناس) لما ذكر تعالى
فرق المكلفين وأحوالهم التفت إليهم بالخطاب تنشيطا للسامع وروي أن لذة النداء أزالت مشقة التكليف (اعبدوا ربكم
الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) أي خلقكم لتتقوه أي تعبدوه أو لعلكم تتقون النار ولعل من الله واجب
(الذي جعل لكم الأرض فراشا) جعلها ملائمة لطبائعكم موافقة لأجسادكم مطاوعة لحرثكم وأبنيتكم ودفن موتاكم
ولا ينافي كرويتها لعظم حجمها (والسماء بناء) سقفا محفوظا وقبة مضروبة عليكم يدير الكواكب لمنافعكم (وأنزل
من السماء) من السحاب أو مما فوقه إليه ومنه إلى الأرض (ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم) أي بسببه بأن
جعله سببا في خروجها أو مادة لها (فلا تجعلوا لله أندادا) أشباها وأمثالا نهي معطوف على اعبدوا أو نفي منصوب
بإضمار أن جوابا له (وأنتم تعلمون) أن الأنداد لا تقدر على شئ من ذلك والجملة حال من فاعل تجعلوا (وإن كنتم
في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله) صفة سورة أي كائنة من مثله والضمير لما ومن للتبعيض وللتبيين
أو زائدة أي مماثلة للقرآن في الطبقة أو لعبدنا ومن للابتداء أي بسورة كائنة ممن هو على حاله لم يقرأ الكتاب ولم
يأخذ من العلماء (وادعوا) إلى المعارضة (شهداءكم) كل من حضركم (من دون الله) أي غير الله لأنه حاضر قادر
على ذلك أو ادعوا من دون الله من يشهدون بصدقكم أي تشهدوا بالله كما يفعله العاجز عن البينة أو المعنى ادعوا الذين
اتخذتموهم آلهة من دون الله وزعمتم أنهم يشهدون لكم يوم القيامة ليعينوكم في المعارضة (إن كنتم صادقين) إن
محمدا يقوله من تلقاء نفسه (فإن لم تفعلوا) لم تأتوا (ولن تفعلوا) ولا يكون هذا منكم أبدا (فاتقوا النار التي وقودها)
حطبها (الناس والحجارة) حجارة الكبريت لأنها أشد الأشياء حرا أو الأصنام التي نحتوها لقوله إنكم وما تعبدون من دون
الله حصب جهنم وجئ بأن التي للشك مكان إذ التي للوجوب تهكما بهم وعبر عن الإتيان بالفعل الأعم منه إيجازا
وفيه إخبار بالغيب أنهم لن يفعلوا كما دل عليها ثبوت إعجاز المتحدي وتعريف النار للعهد.
43

أعدت للكافرين * (24) * وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات
أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من
ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشبها
ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون * (25) * إن الله
لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين
آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون
ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا
وما يضل به إلا الفاسقين * (26) * الذين ينقضون عهد الله من بعد
ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في
الأرض أولئك هم الخاسرون * (27) * كيف تكفرون بالله
وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه
ترجعون * (28) * هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى
إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم * (29) *
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا
أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك

1 - إليه ترجعون بفتح التاء.
44

ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون * (30) * وعلم آدم الأسماء
كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبوني بأسماء هؤلاء
إن كنتم صادقين * (31) * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
إنك أنت العليم الحكيم * (32) * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم
فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات
والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون * (33) * وإذ قلنا للملائكة
اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من
الكافرين * (34) * وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة
وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا
من الظالمين * (35) * فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما
كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم
في الأرض مستقر ومتع إلى حين * (36) * فتلقى آدم من ربه
كلمت فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم * (37) * قلنا اهبطوا
منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداي فلا
خوف عليهم ولا هم يحزنون * (38) * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا
45

أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * (39) * يبنى إسرائيل اذكروا
نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم
وإياي فارهبون * (40) * وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم
ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا
وإياي فاتقون * (41) * ولا تلبسوا الحق بالبطل وتكتموا الحق
وأنتم تعلمون * (42) * وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع
الراكعين * (43) *، أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم
وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون * (44) * واستعينوا بالصبر
والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * (45) * الذين يظنون
أنهم ملقوا ربهم وأنهم إليه راجعون * (46) * يبنى إسرائيل
اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين * (47) *
واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة
ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون * (48) * وإذ نجيناكم من آل
فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون
نساءكم وفي ذالكم بلاء من ربكم عظيم * (49) * وإذ فرقنا بكم البحر

1 - فأزالهما بتخفيف اللام.
2 - فتلقى ادم - بفتح الميم - من ربه كلمات بضم التاء منونة.
3 - هدى بفتح الدال بدون تنوين
4 - هدى فلا خوف عليهم بضم الهاء.
5 - فأرهبوني في الحالين.
46

فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون * (50) * وإذ واعدنا
موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون * (51) *
ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون * (52) * وإذ آتينا
موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون * (53) * وإذ قال موسى
لقومه يقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا
إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذالكم خير لكم عند بارئكم
فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم * (54) * وإذ قلتم يا موسى
لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصعقة وأنتم
تنظرون * (55) * ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون * (56) *
وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من
طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون *
(57) * وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم
رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم
وسنزيد المحسنين * (58) * فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم
فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون * (59) *

1 - ولا يؤخذ.
2 - وإذ واعدنا موسى بكسر السين.
3 - باريكم بالإحالة وباسكان الهمزة وباختلاس حركتها وبابدالها ياء.
4 - باريكم.
5 - وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى قرى الله: بكسر الراء.
47

وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت
منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من
رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين * (60) * وإذ قلتم يا موسى
لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض
من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون
الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم
وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله
ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين
بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * (61) * إن الذين آمنوا
والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر
وعمل صلحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم
يحزنون * (62) * وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا
ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون * (63) * ثم توليتم
من بعد ذلك فلو لا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين * (64) *
ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا

(1) - والسلوى: بكسر الواو.
(2) - شبتم.
(3) - يغفر. تغفر: بضم الياء والتاء وفتح الفاء.
(4) - قيل: بضم القاف.
(5) موسى: بكسر السين.
(6) يا موسى: بكسر السين.
(7) - أدنى: بكسر النون.
(8) عليهم: بكسر الهاء وضمها.
48



(1) - النبيين.
(2) والنصارى. بكسر الراء.
(3) والصابين: بكسر الباء وسكون الياء.
49

قردة خاسئين * (65) * فجعلناها نكلا لما بين يديها وما خلفها وموعظة
للمتقين * (66) * وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة
قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجهلين * (67) * قالوا ادع لنا
ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر
عوان ين ذلك فافعلوا ما تؤمرون * (68) * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا
ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر النظرين
* (69) * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشبه علينا وإنا
إن شاء الله لمهتدون * (70) * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير
الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الان جئت بالحق
فذبحوها وما كادوا يفعلون * (71) * وإذ قتلتم نفسا فادارأتم
فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون * (72) * فقلنا اضربوه ببعضها
كذلك يحيى الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون * (73) * ثم قست
قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة
لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن
منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون * (74) *

(1) - خاسيين: بابدال الهمزة ياء.
(2) إذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم بضم الميم وسكون الراء.
(3) هزا قف - هزوا قف - هزا صل.
(4) ماهية وقفا.
(5) تومرون.
(6) ماهية.
(7) جيت.
(8) - هنا سقط وخلل وعبارة القاضي كذا كاد من أفعال المقاربة وضع لدنو الخبر
حصولا لارجاء فإذا دخل عليه النفي قيد معناه الاثبات مطلقا وقيل ماضيا والصحيح أنه كسائر الافعال ولا ينافي قوله (وما كادوا يفعلون)
قوله: (فذبحوها) لاختلاف وقتيهما إذ المعنى أنهم ما قاربوا أن يفعلوا حتى انتهت سؤالاتهم وانقضت مقالاتهم ففعلوا كالمضطر الملجأ إلى الفعل (كتبه نصر الله التقوى).
(9) - فأدرأتم.
(10) الموتى: بكسر التاء.
50

أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلم الله
ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون * (75) * وإذا لقوا الذين آمنوا
قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح
الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون * (76) * أولا يعلمون
أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون * (77) * ومنهم أميون لا يعلمون
الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون * (78) * فويل للذين يكتبون
الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا
قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون * (79) *
وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله
عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون * (80) * بلى
من كسب سيئة وأحطت به خطيته فأولئك أصحاب النار هم
فيها خالدون * (81) * والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب
الجنة هم فيها خالدون * (82) * وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون
إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمسكين
وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم

(1) - فهيه.
(2) - يعملون.
(3) - فيطمعون.
(4) - أن يؤمنوا.
(5) - أملى: بكسر النون وفتح الياء مخففة.
(6) - بأيديهم: بضم الهاء.
(7) أيديهم: بضم الهاء.
(8) بلى. بكسر اللام بعدها ياء.
(9) - خطيئانه.
51

إلا قليلا منكم وأنتم معرضون * (83) * وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون
دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم
تشهدون * (84) * ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا
منكم من ديرهم تظهرون عليهم بالاثم والعدوان وإن يأتوكم
أسرى تفدوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض
الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي
في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله
بغافل عما تعملون * (85) * أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة
فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون * (86) * ولقد آتينا موسى
الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم
البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى
أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون * (87) * وقالوا
قلوبنا غلف بل لعنهم الله
بكفرهم فقليلا ما يؤمنون * (88) * ولما جاءهم
كتب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على
الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين * (89) *

(1) واليتامى. بكسر الميم.
(2) حسنا: بفتح الحاء والسين.
(3) عليهم: بضم الهاء.
(4) أسرى: أسرى بفتح الراء وكسرها
(5) تقدوهم.
(6) أفتومنون.
(7) موسى: بكسر السين.
(8) لا تهوى.
52

بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله
من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين
عذاب مهين * (90) * وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن
بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم
قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين * (91) *، ولقد جاءكم
موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون * (92) * وإذ أخذنا
ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا
قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما
يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين * (93) * قل إن كانت لكم الدار
الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم
صادقين * (94) * ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين * (95) *
ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم
لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله
بصير بما يعملون * (96) * قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك
بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين * (97) *

(1) - يؤمنون.
(2) بيسما.
(3) ينزل. سكون النون.
(4) نومن.
(5) وهو: بمكون الهاء.
(6) فلمه: بالهاء في الوقف سمى هذا هاء السكت.
(7) مؤمنين.
(8) موسى: بكسر السين.
(9) في قلوبهم: بضم الهاء.
(10) يسما يأمركم.
53

من كان عدوا لله وملئكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله
عدو للكافرين * (98) * ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا
الفاسقون * (99) * أوكلما عهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم
لا يؤمنون * (100) * ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم
نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتب الله وراء ظهورهم كأنهم
لا يعلمون * (101) * واتبعوا ما تتلوا الشيطين على ملك
سليمان وما كفر سليمان ولكن الشيطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على
الملكين ببابل هروت ومروت وما يعلمان من أحد حتى
يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين
المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون
ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة
من خلق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون * (102) * ولو أنهم
آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون * (103) * يا أيها
الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين
عذاب أليم * (104) * ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين

(1) - أيديهم: بضم الهاء.
(2) - فجبرئيل.
(3) - جبرئيل: جبرئيل. ميكائيل.
(4) - لا يؤمنون.
54



(1) - حل: ظاهرا.
(2) - ولبيس.
55

أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء
والله ذو الفضل العظيم * (105) *، ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها
أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير * (106) * ألم تعلم أن الله
له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير
* (107) * أم تريدون أن تسلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل
الكفر بالأيمن فقد ضل سواء السبيل * (108) * ود كثير من أهل
الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم
من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره
إن الله على كل شئ قدير * (109) * وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا
لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير * (110) *
وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم
قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين * (111) * بلى من أسلم وجهه لله
وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * (112) *
وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود
على شئ وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل

(1) - أن ينزل: بضم الياء وسكون النون.
(2) - ما ننسخ: بضم النون وكسر السين.
(3) أو ننساها.
(4) أن تسلوا.
(5) كما سيل موسى.
(6) النصارى: بكسر الراء.
56

قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون * (113) *
ومن أظلم ممن منع مسجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في
خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في
الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم * (114) * ولله المشرق والمغرب
فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم * (115) * وقالوا اتخذ الله
ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون * (116) *
بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون * (117) *
وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال
الذين من قبلهم مثل قولهم تشبهت قلوبهم قد بينا الآيات
لقوم يوقنون * (118) * إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسل
عن أصحاب الجحيم * (119) * ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى
تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد
الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا نصير * (120) * الذين
آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن
يكفر به فأولئك هم الخاسرون * (121) * يبنى إسرائيل اذكروا

(1) - وسعى: بكسر العين بعدها ياء.
(2) - في مصاحف أهل الشام قالوا بغير الواو وفي ساير المصاحف مع الواو.
(3) - قضى: بكسر الضاد.
(4) ولا تسئل: بفتح التاء وسكون اللام.
57

نعمتي التي أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين * (122) * واتقوا
يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها
شفاعة ولا هم ينصرون * (123) *، وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات
فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال
عهدي الظالمين * (124) * وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا
واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل
أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود * (125) * وإذ قال
إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات
من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا
ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير * (126) * وإذ يرفع إبراهيم
القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
* (127) * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا
مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم * (128) * ربنا وابعث
فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة
ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم * (129) * ومن يرغب عن ملة إبراهيم

(1) - النصارى.
(2) هدى الله: بكسر الدال.
(3) هو الهدى: بكسر الدال.
(4) جيئك.
(5) واتخدوا: بفتح الخاء.
(6) - ابراهام.
(7) بيتي. بكسر التاء بعدها ياء ساكنة.
(8) - فأمتعه: بسكون الميم وتخفيف الميم المكسورة.
(9) عذاب النير وبيس.
58

إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن
الصالحين * (130) * إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * (131) *
ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يبنى إن الله اصطفى لكم
الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون * (132) * أم كنتم شهداء إذ حضر
يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك
وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون * (133) *
تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون
عما كانوا يعملون * (134) * وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا
قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين * (135) * قولوا آمنا
بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب
والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق
بين أحد منهم ونحن له مسلمون * (136) * فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد
اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو
السميع العليم * (137) * صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له
عبدون * (138) * قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعملنا ولكم

(1) إبراهام.
(2) - وأرنا: بسكون الراء.
(3) فيهم: بضم الهاء.
(4) - عليهم: بضم الهاء.
(5) - ويزكيهم: بضم الهاء.
(6) ووصى: بكسر الصاد.
(7) اصطفى: بكسر الفاء.
(8) - تسلون.
59



(1) - نصارى. بكسر الراء بعدها ياء.
(2) إبراهام.
(3) موسى وعيسى: بكسر السين.
(4) النبيؤن.
(5) - وهو: بفتح الواو وسكون الهاء.
60

أعمالكم ونحن له مخلصون * (139) * أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحق
ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل ء أنتم أعلم
أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل
عما تعملون * (140) * تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم
ولا تسئلون عما كانوا يعملون * (141) *، سيقول السفهاء من الناس
ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب
يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم * (142) * وكذلك جعلناكم أمة
وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا
وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول
ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى
الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم * (143) *
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول
وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم
شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله
بغافل عما يعملون * (144) * ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية

(1) - إبراهام.
(2) - أو نصارى.
(3) - أآنتم.
(4) - ما وليهم: بكسر اللام المشددة.
(5) - قبلتهم: بضم الهاء والميم.
(6) - سراط.
(7) - لرءوف: بفتح اللام والراء.
61

ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة
بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن
الظالمين * (145) * الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم
وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون * (146) * الحق من ربك فلا
تكونن من الممترين * (147) * ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات
أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير * (148) * ومن
حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك
وما الله بغافل عما تعملون * (149) * ومن حيث خرجت فول وجهك شطر
المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون
للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني
ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون * (150) * كما أرسلنا فيكم
رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب
والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون * (151) * فاذكروني أذكركم
واشكروا لي ولا تكفرون * (152) * يا أيها
الذين آمنوا استعينوا بالصبر
والصلاة إن الله مع الصبرين * (153) * ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله

(1) - تعملون.
(2) - جيئك.
(3) - مولاها.
(4) - ياث: بحذف الهمزة.
(5) - يعملون.
(6) - ليلا.
62

أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون * (154) * ولنبلونكم بشئ من الخوف
والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصبرين * (155) *
الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * (156) *
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون * (157) *
إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح
عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم * (158) * إن الذين
يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بينه للناس في
الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون * (159) * إلا الذين
تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم * (160) *
إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين * (161) * خالدين فيها لا يخفف عنهم
العذاب ولا هم ينظرون * (162) * وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو
الرحمن الرحيم * (163) * إن في خلق السماوات والأرض واختلف الليل
والنهار والفلك التي تجرى في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من
السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة

(1) - فاذكروني: بفتح الياء.
(2) تكفروني في الحالين.
(3) ومن يطوع.
(4) والهدى: بكسر الدال.
63

وتصريف الريح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم
يعقلون * (164) * ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب
الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب
أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب * (165) * إذ تبرأ الذين اتبعوا
من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * (166) * وقال
الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك
يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخرجين من النار * (167) *
يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حللا طيبا ولا تتبعوا خطوات
الشيطان إنه لكم عدو مبين * (168) * إنما يأمركم بالسوء والفحشاء
وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون * (169) * وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل
الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم
لا يعقلون
شيئا ولا يهتدون * (170) * ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما
لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمى فهم لا يعقلون * (171) * يا أيها الذين
آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه
تعبدون * (172) * إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير

(1) - فأحيى.
(2) - الريح.
(3) - ولو ترى.
(4) - ترون.
(5) - إن.
(6) - وإن.
(7) - بهم: بضم الهاء والميم
(8) - وقرئ حطؤات بضمتين وهمزة.
(9) - يأمركم.
64

وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله
غفور رحيم * (173) * إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب
ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار
ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم * (174) * أولئك
الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على
النار * (175) * ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب
لفي شقاق بعيد * (176) * ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب
ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتب والنبيين
وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمسكين وابن السبيل
والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم
إذا عهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين
صدقوا وأولئك هم المتقون * (177) * يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص
في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفى له من
أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء إليه بأحسن ذلك تخفيف
من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم * (178) *

(1) - فمن اضطر: بضم الألف وسكون الضاد وكسر الطاء.
(2) - البر: بضم الراء.
(3) - والنبئين وآتى.
(4) - وآتى: بكسر التاء
(5) - في القتلى: بكسر اللام.
(6) والأنثى بالأنثى: بكسر الثاء.
(7) - فمن اعتدى بكسر الدال.
65

ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون * (179) * كتب
عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين
والأقربين بالمعروف حقا على المتقين * (180) * فمن بدله بعد ما سمعه
فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم * (181) * فمن خاف من
موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور
رحيم * (182) * يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على
الذين من قبلكم لعلكم تتقون * (183) * أياما معدودات فمن كان
منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية
طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم
إن كنتم تعلمون * (184) * شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى
للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه
ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم
اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على
ما هداكم ولعلكم تشكرون * (185) * وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب
دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون * (186) *

(1) - خيف.
(2) - من موسى: بفتح الواو وتشديد الصاد.
(3) - طعام - بكسر الميم - مساكين.
(4) - يطوع.
(5) - فيه القران.
(6) - هدى بكسر الدال.
(7) اليسر بضم السين.
(8) ولتكملوا بتشديد الميم.
66

أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس
لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم
فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى
يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام
إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المسجد تلك حدود الله
فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون * (187) *
ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالبطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا
فريقا من أموال الناس بالاثم وأنتم تعلمون * (188) *، يسئلونك عن الأهلة
قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها
ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون * (189) *
وقتلوا في سبيل الله الذين يقتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب
المعتدين * (190) * واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم
والفتنة أشد من القتل ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم
فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين
* (191) * فإن انتهوا فإن
الله غفور رحيم * (192) * وقتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله

(1) - هديكم.
(2) ظاهرا - أو أريد به.
(3) الداعي إذا دعاني صل.
(4) وليومنوا بي.
(5) لهنه وقفا.
(6) لتاكلوا.
(7) بالنقل والسكت في الوقف.
(8) تأتوا البيوت بكسر الباء.
(9) وآتوا البيوت.
67

فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين * (193) * الشهر الحرام بالشهر الحرام
والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى
عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين * (194) * وأنفقوا في سبيل
الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين * (195) *
وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ولا تحلقوا
رؤوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من
رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة
إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة
إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد
الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب * (196) * الحج أشهر معلومات
فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا
من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى
الألباب * (197) * ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم
من عرفت فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هديكم
وإن كنتم من قبله لمن الضالين * (198) * ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس

(1) - وا تقتلوهم.
(2) - يقتلوكم.
(3) - فيهى.
(4) - قتلوكم.
(5) - عليهى.
(6) رأسه.
68

واستغفروا الله إن الله غفور رحيم * (199) * فإذا قضيتم منسككم
فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول
ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلق * (200) * ومنهم من يقول
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار * (201) * أولئك
لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب * (202) *، واذكروا الله
في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم
عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون * (203) * ومن الناس
من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد
الخصام * (204) * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل
والله لا يحب الفساد * (205) * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم
فحسبه جهنم ولبئس المهاد * (206) * ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء
مرضاة الله والله رؤوف) * بالعباد * (207) * يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في
السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * (208) *
فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم * (209) *
هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر

(1) - فيهن.
(2) - رفث.
(3) - فسوق.
(4) - جدال: بضمتين.
(5) - التقوى.
(6) واتقونى.
(7) - هديكم.
(8) - عليهى.
(9) - لمن اتقى.
(10) - إليهى.
69

وإلى الله ترجع الأمور * (210) * سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية) * بينة
ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب * (211) *
زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا
فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب * (212) * كان الناس
أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم
الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه
إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا) * بينهم فهدى الله
الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدى من يشاء إلى
صراط مستقيم * (213) * أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم
مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا
حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب * (214) *
يسئلونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين
واليتامى والمسكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم * (215) *
كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون * (216) *

(1) - سعى: بكسر العين.
(2) - ولبيس.
(3) - خطوات بسكون الطاء.
(4) - جيئتكم.
(5) - يأتيهم.
(6) - ترجع: بفتح التاء وكسر الجيم.
(7) - جيئته.
(8) النبيئين.
(9) - لتحكم بضم الياء.
(10) - جيئتهم.
(11) - فهدى: بكسر الدال.
70

يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن
سبيل الله وكفر) * به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله
والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقتلونكم حتى يردوكم عن
دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر
فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم
فيها خالدون * (217) * إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل
الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم * (218) *، يسئلونك عن
الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر
من نفعهما ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم
الآيات لعلكم تتفكرون * (219) * في الدنيا والآخرة ويسئلونك عن اليتامى
قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد
من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم * (220) * ولا تنكحوا
المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم
ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم
أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين

(1) - سراط.
(2) - يأتكم.
(3) - متى: بكسر التاء.
(4) - واليتامى بكسر الميم.
(5) وهو: بسكون الهاء.
(6) - وعسى: بكسر السين.
(7) - رحمت الله.
(8) - قل فيهما: بضم الهاء - اثم كثير.
(9) - العفو. بضم الواو.
71

آياته للناس لعلهم يتذكرون * (221) * ويسئلونك عن المحيض قل هو
أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن
فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين * (222) *
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم
واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين * (223) * ولا تجعلوا الله
عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم * (224) *
لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت
قلوبكم والله غفور حليم * (225) * للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة
أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم * (226) * وإن عزموا الطلق فإن الله
سميع عليم * (227) * والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل
لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر
وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي
عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم * (228) * الطلق
مرتان فإمساك) * بمعروف أو تسريح) * بأحسن ولا يحل لكم أن تأخذوا
مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما

(1) - يؤمن.
(2) - مومنه.
(3) يؤمنوا.
(4) مؤمن.
(5) أذى: بكسر الذال.
(6) - يطهرن: بتشديد الطاء والهاء بالفتح
(7) فاتوهن.
(8) فاتوا.
(9) أنى: بتشديد النون بالكسر.
(10) شيتم.
72



(1) مومنين.
(2) يواخذكم الله.
(3) يواخذكم.
(4) يولون.
(5) يؤمن.
(6) عليهن. بضم الهاء.
73

حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا
تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون * (229) * فإن طلقها
فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما
أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها
لقوم يعلمون * (230) * وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن
بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل
ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمت
الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به
واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شئ عليم * (231) * وإذا طلقتم النساء فبلغن
أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم
بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر
ذالكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون * (232
) *، والوالدات
يرضعن أولدهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى
المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها
لا تضار والدة) * بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك

(1) عليهما: بضم الهاء.
(2) هزا - هزوا - هزأ.
(3) نعمت.
(4) أزكى: بكسر الكاف.
74

فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما وإن أردتم
أن تسترضعوا أولدكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف
واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير * (233) * والذين يتوفون منكم
ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن
أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما
تعملون خبير * (234) * ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة
النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن
لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح
حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه
واعلموا أن الله غفور حليم * (235) * لا جناح عليكم إن طلقتم النساء
ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى
المقتر قدره متعا) * بالمعروف حقا على المحسنين * (236) * وإن طلقتموهن
من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم
إلا أن يعفون أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفوا
أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير * (237) *

(1) تضار: بالسكون والتخفيف.
(2) عليها: بضم الهاء.
(3) أتيتم بالقصر.
(4) وقرئ: بفتح الياء.
(5) تماسوهن.
(6) قدره: بسكون الدال.
75

حفظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قنتين * (238) * فإن
خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم
ما لم تكونوا تعلمون * (239) * والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية
لأزواجهم متعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم
في ما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم * (240) * وللمطلقات
متع بالمعروف حقا على المتقين * (241) * كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم
تعقلون * (242) * ألم تر إلى الذين خرجوا من ديرهم وهم ألوف حذر
الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس
ولكن أكثر الناس لا يشكرون * (243) * وقتلوا في سبيل الله واعلموا
أن الله سميع عليم * (244) * من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضعفه له
أضعافا كثيرة والله يقبض ويبصط وإليه ترجعون * (245) * ألم تر إلى الملا
من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقتل
في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقتلوا
قالوا وما لنا ألا نقتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديرنا وأبنائنا
فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين * (246)

(1) تما - وهن.
(2) بيده بالقصر.
(3) الوسطى: بكسر الطاء.
(4) وصية: بضمتين.
(5) في ما مقطوع بلا خلاف.
76

وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له
الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله
اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتى
ملكه من يشاء والله واسع عليم * (247) * وقال لهم نبيهم إن آية
ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما
ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم
إن كنتم مؤمنين * (248) * فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله
مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى
إلا من اغترف غرفة) * بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه
هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده
قال الذين يظنون أنهم ملقوا الله كم من فئة قليلة غلبت
فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصبرين * (249) * ولما برزوا لجالوت وجنوده
قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين *
(250) * فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة
وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض

(1) فيضعفه: بتشديد العين بالكسر وبفتح الفاء وضمها.
(2) ويبصط.
(3) ترجعون: بفتح التاء وبكسر الجيم.
(4) لنبي
(5) عسيتم بكسر السين.
(6) عليهم: بكسر الهاء.
(7) نبيئهم.
(8) أنى: بكسر النون.
(9) يوت.
(10) بصطة.
(11) موسى: بكسر السين.
(12) مومنين.
(13) بيده مقصودة.
77

ولكن الله ذو فضل على العالمين * (251) * تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق
وإنك لمن المرسلين * (252) * تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من
كلم الله ورفع بعضهم درجت وآتينا عيسى ابن مريم البينات
وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من
بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم
من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد * (253) * يا أيها
الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة
ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون * (254) * الله لا إله إلا هو الحي
القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا
الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا
يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض
ولا يوده حفظهما وهو العلي العظيم * (255) * لا إكراه في الدين قد تبين
الرشد من الغى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك
بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم * (256) * الله ولى الذين آمنوا
يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت

(1) فية: بفتح الياء.
(2) دفاع.
(3) القدس: بسكون الدال.
(4) لا بيع بفتح العين بدون تنوين.
(5) ولا حلة.
(6) ولا شفاعة: بفتح التاء بدون تنوين فيهما.
(7) إلا هو الحي: بسكون الواو.
78

يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * (257) *
ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي
الذي يحيي ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس
من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدى القوم
الظالمين * (258) * أو كالذي مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال
أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال
لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر
إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية
للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له
قال أعلم أن الله على كل شئ قدير * (259) * وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف
تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ
أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم
أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم * (260) * مثل الذين ينفقون
أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل
سنبلة مائة حبة والله يضعف لمن يشاء والله واسع عليم * (261)

(1) بشئ: بكسرتين بتنوين غير مشدد.
(2) ويؤمن.
(3) الوثقى: بكسر القاف بعدها ياء.
(4) إبراهام
(5) آتيه: بكسر التاء وضم الهاء.
(6) آيات.
(7) وهى: بسكون الهاء.
(8) مية. بالابدال ياء في الحالين.
(9) مية كما مر. بفتح الياء.
(10) لم يتسن.
79

الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا
ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * (262) *
قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غنى حليم * (263) *
يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقتكم بالمن والأذى كالذي
ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل
صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على
شئ مما كسبوا والله لا يهدى القوم الكافرين * (264) * ومثل الذين
ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل
جنة) * بربوة أصابها وابل فاتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل
فطل والله بما تعملون بصير * (265) * أيود أحدكم أن تكون له جنة
من نخيل وأعناب تجرى من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات
وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار
فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون * (266) *
يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم
من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه

(1) ينشرها: بضم الياء وسكون النون بعدها شين مكسورة وراء مضمومة وهاء بعدها ألف.
(2) قال اعلم: بسكون العين والميم
(3) إبراهام.
(4) أرني: بسكون الراء.
(5) الموتى. بكسر التاء.
(6) تومن.
(7) بلى. بكسر اللام.
(8) ليطمين.
(9) فصرهن. بكسر الصاد.
(10) جزاء. بفتح الزاي المشددة منونة وجزء بضم الجيم والزاي وفتح الهمزة منونة
(11) يأتيك.
(12) يضعف. بفتح الضاد وتشديد العين.
(13) عليهم. بضم الهاء.
(14) اذى. بكسر الذال.
(15) ولا يؤمن.
(16) بالهاء وقفا مع الإمالة.
(17) بربوة. بضم الراء.
80

إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غنى حميد * (267) * الشيطان يعدكم
الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا
والله واسع عليم * (268) * يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة
فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب * (269) * وما أنفقتم
من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار
* (270) * إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء
فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير * (271) *
ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء وما تنفقوا من خير
فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من
خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون * (272) * للفقراء الذين أحصروا
في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل
أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسلون الناس إلحافا
وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم * (273) * الذين ينفقون أموالهم
باليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف
عليهم ولا هم يحزنون * (274) * الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم

(1) ويأمركم.
(2) يوتى.
(3) يوت.
(4) فنعما - فنعما. بكسر النون وفتحها أو تخفيف الميم أو تشديدها.
(5) ونكفر. ونكفر. بضم النون وبسكون الراء أو فتحها.
(6) هديهم.
81

الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا
وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله
ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها
خالدون * (275) * يمحق الله الربا ويربى الصدقات والله لا يحب كل
كفار أثيم * (276) * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا
الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم
ولا هم يحزنون * (277) * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من
الربا إن كنتم مؤمنين * (278) * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من
الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون * (279) *
وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم
إن كنتم تعلمون * (280) * واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل
نفس ما كسبت وهم لا يظلمون * (281) * يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم
بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب) * بالعدل
ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه
الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق

(1) يحسبهم: بكسر السين.
(2) ولا خوف عليهم: بفتح الفاء وضم الهاء.
(3) الربى: بكسر الباء.
(4) جيئه.
(5) فانتهى: بكسر الهاء.
(6) الربوي.
(7) مومنين.
(8) فاذنوا.
82



(1) ذو عسرة: بضم السين.
(2) ميسرة - ميسرة: بضم السين وكسرها.
(3) تصدقوا: بتشديد الصاد.
(4) ترجعون فيهى.
(5) توفى: بكسر الفاء.
(6) مسمى: بكسر الميم بعدها ياء.
(7) ولا ياب.
83

سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل
واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل
وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر
إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسموا أن تكتبوه
صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذالكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى
ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس
عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب
ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق) * بكم واتقوا الله ويعلمكم الله
والله بكل شئ عليم * (282) * وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهن
مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمنته وليتق
الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما
تعملون عليم * (283) * لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في
أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب
من يشاء والله على كل شئ قدير * (284) * آمن الرسول بما أنزل إليه
من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله

(1) ين بابدال الهمزة الثانية ياء في الوصل.
(2) إحديهما.
(3) فتذكر - فتذكر: بكسر الكاف وفتح الراء أو ضمها
(4) ولا ياب.
(5) وأدنى: بكسر النون بعدها ياء.
(6) تجارة حاضرة: بضم التاء المربوطة منونة فيهما.
(7) فرهن: بضم الراء والهاء (كسقف).
(8) فليود.
(9) فيغفر بسكون الراء.
(10) ويعذب بكسر الذال وسكون الباء.
(11) والمؤمنون.
84

لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك
ربنا وإليك المصير * (285) * لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها
ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا
أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين
من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا
وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين * (286) *
(3) سورة آل عمران مدنية
وآياتها 200 نزلت بعد الأنفال
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم * (1) * الله لا إله إلا هو الحي القيوم * (2) * نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل * (3) * من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام * (4) * إن الله لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء * (5) * هو الذي يصوركم في
الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم * (6) هو الذي أنزل عليك الكتاب

(1) وكتابه
(2) تؤاخذنا.
(3) أو أخطانا.
(4) انظر الآية (1) البقرة.
(5) التورية.
(6) هدى: بكسر الدال.
(7) لا يحفى: بكسر الفاء.
85

منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين
في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشبه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء
تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به
كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب * (7) * ربنا لا تزغ
قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب * (8) *
ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد * (9) *
إن الذين كفروا لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولدهم من الله شيئا
وأولئك هم وقود النار * (10) * كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا
بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب * (11) * قل للذين
كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد * (12) * قد كان
لكم آية في فئتين التقتا فئة تقتل في سبيل الله وأخرى
كافرة يرونهم مثليهم رأى العين والله يؤيد بنصره من يشاء
إن في ذلك لعبرة لأولى الأبصار * (13) * زين للناس حب الشهوات
من النساء والبنين والقنطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل
المسومة والأنعام والحرث ذلك متع الحياة الدنيا والله عنده

1 - تأويله بفتح اللام وضم الهاء.
2 - كدأب.
3 - وبيس بكسر الياء.
4 - فيتين فيه بابدال الهمزة ياء.
5 - أخرى بكسر الراء.
6 - مثليهم: بضم الهاء.
7 - رأى.
8 - يؤيد.
9 - وان بكسر الواو وتشديد النون.
86

حسن المآب * (14) *، قل أؤنبئكم بخير من ذالكم للذين اتقوا عند ربهم
جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة
ورضوان من الله والله بصير بالعباد * (15) * الذين يقولون ربنا إننا
آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار * (16) * الصابرين والصادقين
والقانتين والمنافقين والمستغفرين بالأسحار * (17) * شهد الله أنه
لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما) * بالقسط لا إله إلا هو
العزيز الحكيم * (18) * إن الدين عند الله الأسلم وما اختلف الذين
أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا) * بينهم ومن يكفر
بآيات الله فإن الله سريع الحساب * (19) * فإن حاجوك فقل أسلمت
وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأمين ء أسلمتم
فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلغ والله بصير) *
بالعباد * (20) * إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير
حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب
أليم * (21) * أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم
من نصرين * (22) * ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون

1 - الديني.
2 - أؤنبؤكم اءنوبكم وفيه وجوه أخر.
3 - رضوان: بضم الراء.
4 - أن بفتح الألف.
5 - جيتهم.
6 - وجهي: بكسر الهاء وسكون الياء.
7 - ومن إبتعنى صل.
8 - ااسلمتم.
9 - يقاتلون النيئين.
10 - انظر ص 49.
87

إلى كتب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون * (23) * ذلك
بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم
ما كانوا يفترون * (24) * فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه
ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون * (25) * قل اللهم ملك الملك
تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل
من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير * (26) * تولج الليل في
النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت
من الحي وترزق من تشاء بغير حساب * (27) * لا يتخذ المؤمنون الكافرين
أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا
أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير * (28) * قل
إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات
وما في الأرض والله على كل شئ قدير * (29) * يوم تجد كل نفس
ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه
أمدا) * بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف) * بالعباد * (30) * قل إن
كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم

1 - في الدنى.
2 - يتولى بكسر اللام.
3 - تؤتى.
4 - من الميت بفتح الميم وسكون الياء.
5 - تقية: بفتح التاء.
88

والله غفور رحيم * (31) * قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله
لا يحب الكافرين * (32) *، إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل
عمران على العالمين * (33) * ذرية) * بعضها من بعض والله سميع عليم * (34) *
إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل منى
إنك أنت السميع العليم * (35) * فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى
والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني
أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم * (36) * فتقبلها ربها بقبول
حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا
المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند
الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب * (37) * هنالك دعا زكريا ربه
قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * (38) * فنادته
الملائكة وهو قائم يصلى في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا) *
بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين * (39) * قال رب أنى
يكون لي غلم وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله
يفعل ما يشاء * (40) * قال رب اجعل لي آية قال آياتك ألا تكلم الناس

(1) اصطفى بكسر الفاء.
(2) عمران بكسر الميم.
(3) منى بفتح الياء.
(4) أنثى بكسر الثاء.
(5) وضعت بسكون العين وضم التاء.
(6) كالأنثى بكسر الثاء.
(7) أعيذها بفتح الهمزة.
(8) وكفلها بفتح الفاء مخففة.
(9) زكريا بضم الهمزة في آخرها.
(10) زكريا. بكسرة الهمزة في آخره منونة.
(11) اني بتشديد النون المكسورة.
89

ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والأبكار * (41) * وإذ
قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على
نساء العالمين * (42) * يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين
* (43) * ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون
أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون * (44) *
إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح
عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين * (45) * ويكلم
الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين * (46) * قالت رب أنى يكون لي ولد
ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما
يقول له كن فيكون * (47) * ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل
* (48) * ورسولا إلى بني إسرائيل أنى قد جئتكم باية من ربكم أنى أخلق لكم
من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا) * بإذن الله وأبرئ
الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون
وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين * (49) *
ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم

(1) زكريا بضم الهمزة في آخره.
(2) فناداه.
(3) وهو: بسكون الهاء.
(4) إن.
(5) يبشرك.
(6) أنى.
(7) لي بكسر اللام وفتح الياء.
(8) أصطفيك بسكر الفاء بعدها ياء.
(9) نوحيهى.
(10) لديهم بضم الهاء.
(11) لديهم بضم الهاء.
(12) يبشرك بضم الشين
(13) اسمه.
(14) في الدنيى. بكسر الياء بعدها ياء.
(15) إني بكسر النون الشديدة بعدها ياء.
(16) وإذا قضى. بكسر الضاد بعدها ياء.
(17) فيكون. بفتح النون.
90

وجئتكم باية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون * (50) * إن الله ربي وربكم
فاعبدوه هذا صراط مستقيم * (51) *، فلما أحس عيسى منهم الكفر
قال من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد
بأنا مسلمون * (52) * ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع
الشاهدين * (53) * ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين * (54) * إذ قال
الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا
وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلى
مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون * (55) * فأما الذين
كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم
من نصرين * (56) * وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم
أجورهم والله لا يحب الظالمين * (57) * ذلك نتلوه عليك من الآيات
والذكر الحكيم * (58) * إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من
تراب ثم قال له كن فيكون * (59) * الحق من
ربك فلا تكن من الممترين
* (60) * فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا
وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل

(1) ونعلمه.
(2) أنى بفتح الهمزة والياء وإني بكسر الهمزة وفتح الياء.
(3) كهينة الضاير: بتشديد الياء بعد الهاء والهمزة.
(4) طايرا.
(5) الموتى. بكسر التاء بعدها.
(6) بيوتكم. بكسر الباء.
(7) مومنين.
(8) وجيتكم.
(9) وأطيعوني.
(10) سراط.
(11) عيسى. بكسر السين.
(12) أنصارى بفتح الياء.
(13) الرسل.
91

فنجعل لعنت الله على الكاذبين * (61) * إن هذا لهو القصص الحق وما
من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم * (62) * فإن تولوا فإن الله
عليم) * بالمفسدين * (63) * قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء) * بيننا
وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا
أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون * (64) * يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا
من بعده أفلا تعقلون * (65) * ها أنتم هؤلاء حججتم فيما لكم به علم
فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون * (66) *
ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما
كان من المشركين * (67) * إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا
النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين * (68) * ودت طائفة من أهل
الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون * (69) *
يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون * (70) * يا أهل الكتاب
لم تلبسون الحق بالبطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون * (71) * وقالت طائفة
من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا

(1) فنوفيهم بالنون بعد الفاء وبضم الهاء.
(2) عيس. بكسر السين.
(3) جيئك.
(4) لعنت.
(5) لهو: بسكون الهاء.
(6) في ابراهام.
(7) هشتم.
(8) فلمه.
92

آخره لعلهم يرجعون * (72) * ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى
هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل
إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم * (73) * يختص
برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم * (74) *، ومن أهل الكتاب
من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده
إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأمين
سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون * (75) * بلى من أوفى بعهده
واتقى فإن الله يحب المتقين * (76) * إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم
ثمنا قليلا أولئك لا خلق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر
إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم * (77) * وإن منهم لفريقا
يلون ألسنتهم بالكتب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب
ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله
الكذب وهم يعلمون * (78) * ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب
والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله
ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون * (79)

(1) وهذا النبي بالهمزة المضمومة بعد الياء.
(2) المؤمنين.
(3) لمه.
(4) ولا تؤمنوا.
(5) إن الهدى هدى بكسر الدال.
(6): ءأن بهمزتين.
(7) يوتى.
(8) يؤتيه.
(9) يوده.
(10) بلى: بكسر اللام بعدها ياء.
93

ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد
إذ أنتم مسلمون * (80) * وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتب
وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه
قال ء أقررتم وأخذتم على ذالكم إصري قالوا أقررنا قال
فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين * (81) * فمن تولى بعد ذلك فأولئك
هم الفاسقون * (82) * أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات
والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون * (83) * قل آمنا بالله وما
أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط
وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد
منهم ونحن له مسلمون * (84) * ومن يبتغ غير الأسلم دينا فلن يقبل
منه وهو في الآخرة من الخاسرين * (85) * كيف يهدى الله قوما كفروا
بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله
لا يهدى القوم الظالمين * (86) * أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين * (87) * خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب
ولا هم ينظرون * (88) * إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله

(1) إليهم: بضم الهاء.
(2) يزكيهم: بضم الهاء.
(3) مكتوب بواو واحدة ومقروء بالواوين.
(4) لتحسبوه: بكسر السين.
(5) يؤتيه.
(6) والنبوءة.
(7) تعلمون بسكون العين وفتح اللام مخففة.
(8) ولا يأمركم: بسكون الراء.
(9) والنبئين.
(10) أيامركم بسكون الراء أيامركم.
(11) لما - بكسر اللام.
(12) آتيناكم.
(13) جيئتكم: بكسر الجيم وضم التاء.
(14) لتومنن.
(15) آأقررتم بكسر الراء.
(16) تولى: بكسر اللام. المشددة بعدها ياء.
(17) تبغون.
(18) ترجعون.
(19) موسى وعيسى: بكسر السين فيهما.
94

غفور رحيم * (89) * إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا
لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون * (90) * إن الذين كفروا وماتوا
وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به
أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من نصرين * (91) * لن تنالوا البر
حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم * (92) *
كل الطعام كان حلا لبنى إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من
قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم
صادقين * (93) * فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم
الظالمون * (94) * قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان
من المشركين * (95) * إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا
وهدى للعالمين * (96) * فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله
كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا
ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين * (97) * قل يا أهل الكتاب لم تكفرون
بآيات الله والله شهيد على ما تعملون * (98) * قل يا أهل الكتاب
لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء

(1) والنبيؤن.
(2) وهو، بسكون الهاء.
(3) حيئهم: بكسر الجيم وضم الميم.
(4) عليهم: بضم الهاء.
(5) مل. بنقل حركة الهمزة من ملأء إلى اللام وحذفها.
(6) ولو افتدى. بكسر الدال بعدها ياء.
(7) فاتوا.
(8) افترى، بكسر الألف والراء.
(9) ابراهام.
(10) وهدى، بكسر الدال بعدها ياء.
(11) فيهى.
95

وما الله بغافل عما تعملون * (99) * يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا
من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كفرين * (100) * وكيف
تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم
بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم * (101) * يا أيها الذين آمنوا اتقوا
الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون * (102) * واعتصموا بحبل
الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء
فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة
من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون
* (103) * ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون
عن المنكر وأولئك هم المفلحون * (104) * ولا تكونوا كالذين تفرقوا
واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم * (105) *
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم
أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * (106) * وأما
الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون * (107) * تلك آيات
الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعلمين * (108) * ولله ما في السماوات

(1) حج. بفتح الحاء.
(2) لمه بكسر اللام وفتح الميم بعدها ياء مضمومه.
(3) تتلى. بكسر اللام بعدها ياء.
(4) سراط.
(5) تقيئه بتشديد الياء بالفتح.
(6) نعمت.
(7) تزيدوه - ظاهرا.
(8) أئمة.
(9) يأمرون.
96

وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور * (109) * كنتم خير أمة أخرجت للناس
تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل
الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون * (110) *
لن يضروكم إلا أذى وإن يقتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون * (111) *
ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس
وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا
يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا
وكانوا يعتدون * (112) *، ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة
يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون * (113) * يؤمنون بالله واليوم الآخر
ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات
وأولئك من الصالحين * (114) * وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله
عليم بالمتقين * (115) * إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا
أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * (116) *
مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت
حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن

(1) ترجع بفتح التاء وكسر الجيم.
(2) أئمة في تفسير علي بن إبراهيم.
(3) تأمرون.
(4) تؤمنون.
(5) عليهم. إما بضم الهاء والميم وإما بكسر الهاء والميم.
(6) الأنبياء.
(7) يؤمنون.
(8) يأمرون.
(9) تفعلوا. بالتاء في أوله.
(10) تكفروه. بالتاء في أوله.
97

أنفسهم يظلمون * (117) * يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم
لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى
صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون * (118) * ها أنتم
أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتب كله وإذا لقوكم
قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا
بغيظكم إن الله عليم) * بذات الصدور * (119) * إن تمسسكم حسنة
تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم
كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط * (120) * وإذ غدوت من أهلك
تبوئ المؤمنين مقعد للقتال والله سميع عليم * (121) * إذ همت
طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل
المؤمنون * (122) * ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم
تشكرون * (123) * إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة
آلاف من الملائكة منزلين * (124) * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من
فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين * (125) * وما
جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من

(1) يألونكم.
(2) هيئنتم.
(3) تؤمنون.
(4) تسوهم.
(5) لا يضركم. بكسر الضاد وسكون الراء.
(6) تبوى المؤمنين.
(7) منزلين.
(8) بلى. بكسر اللام بعدها ياء.
(9) ياتوكم.
98

عند الله العزيز الحكيم * (126) * ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم
فينقلبوا خائبين * (127) * ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم
فإنهم ظالمون * (128) * ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء
ويعذب من يشاء والله غفور رحيم * (129) * يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا
الربا أضعفا مضعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون * (130) * واتقوا
النار التي أعدت للكافرين * (131) * وأطيعوا الله والرسول لعلكم
ترحمون * (132) *، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات
والأرض أعدت للمتقين * (133) * الذين ينفقون في السراء والضراء
والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * (134) *
والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا
لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون
* (135) * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنت تجرى من تحتها الأنهار
خالدين فيها ونعم أجر العملين * (136) * قد خلت من قبلكم سنن فسيروا
في الأرض فانظروا كيف كان عقبة المكذبين * (137) * هذا بيان للناس
وهدى وموعظة للمتقين * (138) * ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون

(1) بشرى بكسر الراء بعدها ياء.
(2) عليهم. بضم الهاء.
(3) الربى. بكسر الباء بعدها ياء.
(4) مضعفة. بتشديد العين المفتوحة
(5) (سارعوا) بحذف الواو.
99

إن كنتم مؤمنين * (139) * إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك
الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء
والله لا يحب الظالمين * (140) * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين * (141) *
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم
الصبرين * (142) * ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه
وأنتم تنظرون * (143) * وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل
أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن
يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين * (144) * وما كان لنفس أن تموت
إلا بإذن الله كتبا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد
ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين * (145) * وكأين من نبي قتل
معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما
استكانوا والله يحب الصبرين * (146) * وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا
اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم
الكافرين * (147) * فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
والله يحب المحسنين * (148) * يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين

(1) وهدى: بكسر الدال بعدها ياء.
(2) مومنين.
(3) قرح بضم القاف.
(4) كنتو.
(5) موجلا.
(6) الدنى نوته.
(7) نوته.
(8) وكأين بتحقيق همزتها وبتسهيلي الهمزة مع المد والقصر وكأي بالياء المشددة في الوقف.
(9) نبئ قتل بكسر الهمزة منونة.
100

كفروا يردوكم على أعقبكم فتنقلبوا خاسرين * (149) * بل الله مولاكم
وهو خير الناصرين * (150) * سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب
بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطنا ومأواهم النار وبئس مثوى
الظالمين * (151) * ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه
حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما
تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم
عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين * (152) *
إذ تصعدون ولا تلون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم
فأثبكم غما) * بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم
والله خبير بما تعملون * (153) * ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة
نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون
بالله غير الحق ظن الجهلية يقولون هل لنا من الأمر من شئ قل إن
الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون
لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز
الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلى الله ما في صدوركم

(1) فاتيهم الله.
(2) وهو: بسكون الهاء.
(3) الرعب: بضم العين.
(4) ينزل: بكسر الزاء مخففة.
(5) وماويهم.
(6) وبيس.
(7) الدنى.
(8) المؤمنين.
(9) تلون مكتوب بواو واحد ومقروء بالوالدين.
(10) اخريكم.
(11) لكيلا في سبعة مواضع أربة منها موصولة وثلاثة مقطوعة وهنا موصول بالاتفاق.
101

وليمحص ما في قلوبكم والله عليم) * بذات الصدور * (154) * إن الذين تولوا
منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا
ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم * (155) * يا أيها الذين آمنوا
لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم إذا ضربوا في الأرض
أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك
حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير * (156) *
ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما
يجمعون * (157) * ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون * (158) * فبما رحمة
من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل
على الله إن الله يحب المتوكلين * (159) * إن ينصركم الله فلا غالب لكم
وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل
المؤمنون * (160) * وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة
ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون * (161) * أفمن اتبع رضوان الله
كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير * (162) * هم درجت

(1) تغشى بفتح التاء وكسر الشين بعدها ياء.
(2) كله بضم اللام المشددة.
(3) بيوتكم بكسر الباء.
(4) عليهم بكسر الهاء مع فتح الميم أو بضم الهاء والميم.
(5) يعملون.
(6) متم بكسر الميم.
(7) تجمعون.
(8) ينصركم بسكون الراء.
(9) المؤمنون.
102

عند الله والله بصير بما يعملون * (163) * لقد من الله على المؤمنين
إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم
ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين * (164) *
أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من
عند أنفسكم إن الله على كل شئ قدير * (165) * وما أصابكم يوم التقى
الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين * (166) * وليعلم الذين نافقوا وقيل
لهم تعالوا قتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم
هم للكفر يومئذ أقرب منهم للأيمن يقولون بأفواههم ما ليس
في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون * (167) * الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا
لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين
* (168) * ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) * بل أحياء عند ربهم
يرزقون * (169) * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين
لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * (170) * يستبشرون
بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين * (171) * الذين
استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا

(1) لنبي أن يغل: بضم الياء وفتح الغين.
(2) توفى. بكسر الفاء المشددة بعدها ياء.
(3) رضوان. بضم الراء.
(4) وماويه.
(5) وبيس.
(6) المؤمنين.
(7) فيهم: بضم الهاء.
(8) عليهم. بضم الهاء.
(9) ويزكيهم. بضم الهاء.
(10) إني. بكسر النون المشددة.
(11) المؤمنين.
103

منهم واتقوا أجر عظيم * (172) * الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم
فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * (173) * فانقلبوا
بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله
ذو فضل عظيم * (174) * إنما ذالكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم
وخافون إن كنتم مؤمنين * (175) * ولا يحزنك الذين يسرعون في الكفر
إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم
عذاب عظيم * (176) * إن الذين اشتروا الكفر بالأيمن لن يضروا الله
شيئا ولهم عذاب أليم * (177) * ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم
خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين * (178) * ما
كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من
الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبى من رسله
من يشاء فامنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر
عظيم * (179)
* ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو
خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله
ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير * (180) * لقد سمع الله

(1) تحسبن. بكسر السين وبالياء في أولها مع فتح السين أيضا.
(2) آتيهم.
(3) خوف بفتح الفاء بدون تنوين.
(4) عليهم بضم الهاء.
(5) وإن بكسر الهمزة.
(6) المؤمنين.
(7) القرح: بضم القاف.
(8) فزيدهم بفتح الفاء والدال وكسر الزاي.
(9) رضوان. بضم الراء.
(10) وخافوني. بكسر النون بعدها ياء.
(11) مومنين.
(12) يحزنك. بكسر الزاي.
104

قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم
الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق * (181) * ذلك بما قدمت
أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد * (182) * الذين قالوا إن الله عهد
إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم
رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم
صادقين * (183) * فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاؤوا بالبينات
والزبر والكتب المنير * (184) * كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون
أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما
الحياة الدنيا إلا متع الغرور * (185) *، لتبلون في أموالكم وأنفسكم
ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا
أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور * (186) * وإذ
أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه
فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون * (187) *
لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا
فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم * (188) * ولله ملك

(1) يحسبن بكسر السين أو بالتاء المفتوحة في أوله.
(2) يميز. بضم الياء الأولى وتشديد الثانية بالكسر وفتح الميم.
(3) تؤمنوا.
(4) سيكتب. بضم الياء وفتح التاء.
(5) وقتلهم. بضم اللام الأنبياء.
(6) ويقول.
(7) لا نومن.
(8) تأكله.
(9) وبالكتاب.
105

السماوات والأرض والله على كل شئ قدير * (189) * إن في خلق السماوات
والأرض واختلف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب * (190) * الذين
يذكرون الله قيما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق
السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا بطلا سبحانك فقنا عذاب
النار * (191) * ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من
أنصار * (192) * ربنا إننا سمعنا مناديا ينادى للأيمن أن آمنوا بربكم
فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار
* (193) * ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك
لا تخلف الميعاد * (194) * فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عمل منكم
من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من
ديرهم وأوذوا في سبيلي وقتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم
ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله
عنده حسن الثواب * (195) * لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلد * (196) *
متع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد * (
197) * لكن الذين اتقوا
ربهم لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله

(1) فبيس.
(2) لا تحسين بفتح التاء وكسر السين أو بفتح الياء في أوله والسين.
(3) تحسبنهم بفتح التاء وكسر السين أو بفتح الياء في أوله وكسر السين
(4) أنثى بكسر الثاء بعدها ياء.
(5) وقتلوا وقاتلوا بالتقديم والتأخير.
106

وما عند الله خير للأبرار * (198) * وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما
أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله
ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب * (199) * يا أيها
الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون * (200) *
(4) سورة النساء مدنية
وآياتها 176 نزلت بعد الممتحنة
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق
منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي
تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا * (1) * وآتوا اليتامى
أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى
أموالكم إنه كان حوبا كبيرا * (2) * وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى
فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلث وربع فإن خفتم ألا
تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا * (3) * وآتوا
النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه

(1) ماويهم.
(2) بيس.
(3) يؤمن.
(4) والأرحام. بكسر الميم.
(5) اليتامى. بكسر الميم وبعدها ياء.
107

هنيا مريا * (4) * ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما
وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا * (5) * وابتلوا
اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم
أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا
فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم
أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا * (6) * للرجال نصيب
مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان
والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا * (7) * وإذا حضر
القسمة أولوا القربى واليتامى والمسكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا
معروفا * (8) * وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعفا خافوا
عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا * (9) * إن الذين يأكلون
أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا * (10) *
يوصيكم الله في أولدكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء
فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه
لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد

(1) مثنى بكسر النون بعدها ياء.
(2) فواحدة بضمتين في اخره منونة.
(3) أدنى بكسر النون بعدها ياء.
(4) توتوا.
(5) لا يوثق به.
(6) قيما بتشديد الياء بالكسر.
(7) اليتامى بكسر الميم بعدها ياء.
(8) إليهم بضم الهاء.
(9) فليأكل.
(10) وكفى. بكسر الفاء بعدها ياء.
(11) القربى. بكسر الباء بعدها ياء.
108

وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس
من بعد وصية يوصى بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم
أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما * (11) * ولكم نصف
ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع
مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم
إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد
وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة
وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر
من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير
مضار وصية من الله والله عليم حليم * (12) * تلك حدود الله ومن
يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين
فيها وذلك الفوز العظيم * (13) * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده
يدخله نارا خلدا فيها وله عذاب مهين * (14) * والتي يأتين الفاحشة
من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن
في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا * (15) * والذان

(1) اليتامى.
(2) يأكلون.
(3) ترك ظ.
(4) فلامه. بكسر الهمزة.
(5) يوصى بفتح الصاد.
109

يأتينها منكم فأذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله
كان توابا رحيما * (16) * إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهلة
ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما
* (17) * وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت
قال إني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم
عذابا أليما * (18) * يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء
كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة
مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا
ويجعل الله فيه خيرا كثيرا * (19) * وإن أردتم استبدال زوج مكان
زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتنا
وإثما مبينا * (20) * وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض
وأخذن منكم ميثاقا غليظا * (21) * ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء
إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا * (22) * حرمت
عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ
وبنات الأخت وأمهاتكم التي أرضعنكم وأخواتكم

(1) يوصى. بكسر الصاد بعدها ياء.
(2) ندخله. بضم النون.
(3) يأتين.
(4) عليهن. بضم الهاء.
(5) البيوت بكسر الباء.
(6) يتوقيهن.
(7) واللذان يأتيانها.
(8) عليهم بضم الهاء.
110

من الرضعة وأمهت نسائكم وربائبكم التي في حجوركم من
نسائكم التي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح
عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلبكم وأن تجمعوا بين الأختين
إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما * (23) * والمحصنات من النساء
إلا ما ملكت أيمانكم كتب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذالكم أن تبتغوا
بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن
فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله
كان عليما حكيما * (24) * ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات
المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم
بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن
بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن
فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك
لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم * (25) *
يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم
والله عليم حكيم * (26) * والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون

(1) مبينة: بتشديد النون بالفتح.
(2) فعسى. بكسر السين بعدها ياء.
(3) فيهى: بكسر الهاء بعدها ياء.
(4) إحديهن.
(5) تأخذوا.
(6) أتأخذونه.
(7) تاخذونه.
(8) قرئ الهمزة الأولى كالياء والثانية كالساكنة أو ساكنة.
111



(1) وأحل. بفتح الهمزة والحاء المهملة.
(2) المحصنات. بكسر الصاد.
(3) المؤمنات.
(4) محصنات. بكسر الصاد.
(5) المحصنات.
112

الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما * (27) * يريد الله أن يخفف عنكم وخلق
الانسان ضعيفا * (28) * يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم
بالبطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم
إن الله كان بكم رحيما * (29) * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف
نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا * (30) * إن تجتنبوا كبائر ما تنهون
عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما * (31) * ولا تتمنوا
ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا
وللنساء نصيب مما اكتسبن وسلوا الله من فضله إن الله كان
بكل شئ عليما * (32) * ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون
والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل
شئ شهيدا * (33) * الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على
بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قنتت حفظت للغيب
بما حفظ الله والتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في
المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله
كان عليا كبيرا * (34) * وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله

(1) تأكلوا.
(2) تجارة: بضم التاء المربوطة منونة.
(3) عبارة القاضي كذا، وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكبائر إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبع.
113

وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا
* (35) * واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسنا وبذي
القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب
بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا
فخورا * (36) * الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم
الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا * (37) * والذين ينفقون
أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ومن يكن
الشيطان له قرينا فساء قرينا * (38) * وما ذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر
وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما * (39) * إن الله لا يظلم
مثقال ذرة وإن تك حسنة يضعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما * (40) *
فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا * (41) *
يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا
يكتمون الله حديثا * (42) * يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم
سكرى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا
وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء

(1) حفظ الله. بفتح الهاء من لفظ الجلالة.
(2) عليهن. بضم الهاء.
(3) القربى. بكسر الباء بعدها ياء.
(4) اليتامى. بكسر الميم بعدها ياء.
(5) يأمرون.
(6) بالبخل. بفتح الباء وبعدها خاء مفتوحة.
(7) عليهم. بضم الهاء.
114

فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم
إن الله كان عفوا غفورا * (43) * ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب
يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل * (44) * والله أعلم بأعدائكم
وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا * (45) * من الذين هادوا يحرفون
الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع
وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا
واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم
فلا يؤمنون إلا قليلا * (46) * يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا
مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها
أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا * (47) * إن الله
لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله
فقد افترى إثما عظيما * (48) * ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى
من يشاء ولا يظلمون فتيلا * (49) * انظر كيف يفترون على الله الكذب
وكفى به إثما مبينا * (50) * ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون
بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين

(1) يضعفها: بتشديد العين بالكسر وضم الفاء.
(2) ويوت.
(3) جينا.
(4) تسوى بفتح التاء وكسر الواو بعدها ياء.
(5) بضم الهاء والميم.
(6) سكارى بكسر الراء بعدها ياء.
(7) مرضى. بكسر الضاد بعدها ياء.
(8) وكفى: بكسر الفاء بعدها ياء.
115



(1) كفى: بكسر الفاء بعدها ياء.
(2) يؤمنون.
(3) انترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(4) فتيل: بضمتين فوق اللام منونة انظر.
(5) أهدى: بكسر الدال بعدها ياء.
116

آمنوا سبيلا * (51) * أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له
نصيرا * (52) * أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا * (53) *
أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم
الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما * (54) * فمنهم من آمن به
ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا * (55) * إن الذين كفروا
بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم
جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما * (56) * والذين
آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها
الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم
ظلا ظليلا * (57) *، إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به
إن الله كان سميعا بصيرا * (58) * يا أيها الذين آمنوا أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى
الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير
وأحسن تأويلا * (59) * ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك

(1) ههنا سقط وفي مجمع البيان هكذا وفي تفسير العياشي باسناده عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام. يا أبا
الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا لنا الأنفال. ولما صفوا المال. ونحن الراسخون في العلم. ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه
(أم يحسدون الناس) الآية. (حرره نصر الله التقوى).
(2) وكفى: بكسر الفاء بعدها ياء.
(3) يأمركم.
(4) بسكر النون وسكون العين والميم مفتوحة مخففة ونعما بفتح النون والعين والميم مشددة.
117

وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا
أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا) * بعيدا * (60) * وإذا
قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون
عنك صدودا * (61) * فكيف إذا أصبتهم مصيبة) * بما قدمت
أيديهم ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسنا وتوفيقا * (62) *
أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم
في أنفسهم قولا) * بليغا * (63) * وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن
الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم
الرسول لوجدوا الله توابا رحيما * (64) * فلا وربك لا يؤمنون حتى
يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت
ويسلموا تسليما * (65) * ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم
أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما
يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا * (66) * وإذا لآتيناهم من
لدنا أجرا عظيما * (67) * ولهديناهم صراطا مستقيما * (68) * ومن يطع الله
والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين

(1) تؤمنون.
(2) تأويلا.
(3) يؤمنون.
(4) عليهم: بضم الهاء أن اقتلوا - بضم النون وسكون القاف - أنفسكم أو أخرجوا بضم الواو.
(5) النبئيين.
118

والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا * (69) * ذلك الفضل من
الله وكفى بالله عليما * (70) * يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا
ثبات أو انفروا جميعا * (71) * وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم
مصيبة قال قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا * (72) * ولئن أصابكم
فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت
معهم فأفوز فوزا عظيما * (73) *، فليقتل في سبيل الله الذين يشرون
الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب
فسوف نؤتيه أجرا عظيما * (74) * وما لكم لا تقتلون في سبيل الله
والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا
أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا
واجعل لنا من لدنك نصيرا * (75) * الذين آمنوا يقتلون في سبيل
الله والذين كفروا يقتلون في سبيل الطاغوت فقتلوا أولياء الشيطان إن كيد
الشيطان كان ضعيفا * (76) * ألم تر إلى الذين
قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم
القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية

(1) يكن.
(2) نوته.
(3) عليهم الهاء والميم، وعليهم بكسر الهاء والميم.
119

وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متع
الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا * (77) * أينما تكونوا
يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة
يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك
قل كل من عند الله فما ل هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون
حديثا * (78) * ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن
نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا * (79) * من يطع
الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا * (80) *
ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي
تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى
بالله وكيلا * (81) * أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله
لوجدوا فيه اختلفا كثيرا * (82) * وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف
أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين
يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان
إلا قليلا * (83) * فقتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين

(1) لمه.
(2) يظلمون.
(3) اين ما مقطوعا في الأكثر.
(4) مشيدة بكسر الياء مشددة.
(5) وكفى بكسر الفاء بعدها ياء.
(6) تولى. بكسر اللام المشددة بعدها ياء.
(7) عليهم. بضم الهاء.
120

عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا
* (84) * من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة
سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شئ مقيتا * (85) * وإذا حييتم
بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شئ حسيبا * (86) *
الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من
الله حديثا * (87) *، فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا
أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا * (88) *
ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء
حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث
وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا * (89) * إلا الذين يصلون
إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاؤكم حصرت صدورهم أن
يقتلوكم أو يقتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقتلوكم
فإن اعتزلوكم فلم يقتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم
عليهم سبيلا * (90) * ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا
قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا

(1) باس.
(2) باسا.
(3) بإشمام الصاد زايا (ومن أصدق، ويصدقون، ويصدرون) وشبهه إذا كان الصاد ساكنة
وبعدها ذال أشم الصاد زايا في كل القرآن.
(4) فيتين.
121

إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم
وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطنا مبينا * (91) * وما كان لمؤمن أن يقتل
مؤمنا إلا خطا ومن قتل مؤمنا خطا فتحرير رقبة مؤمنة ودية
مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو
مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم) * بينكم وبينهم ميثاق
فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام
شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما * (92) * ومن يقتل
مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خلدا فيها وغضب الله عليه ولعنه
وأعد له عذابا عظيما * (93) * يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله
فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا تبتغون
عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل
فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا * (94) * لا يستوى
القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله
بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على
القاعدين درجة و * (كلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين

(1) وهو مؤمن.
(2) فتثبتوا.
(3) ألقى: بكسر القاف بعدها ياء.
(4) السلم.
(5) مؤمنا.
(6) الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(7) المؤمنين.
(8) غير: بفتح الراء.
122

على القاعدين أجرا عظيما * (95) * درجات منه ومغفرة ورحمة وكان
الله غفورا رحيما * (96) * إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا
فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض
الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا
* (97) * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون
حيلة ولا يهتدون سبيلا * (98) * فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم
وكان الله عفوا غفورا * (99) *، ومن يهاجر في سبيل الله يجد في
الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله
ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله
غفورا رحيما * (100) * وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح
أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين
كانوا لكم عدوا مبينا * (101) * وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم
طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا
من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا
حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم

(1) الحسنى: بكسر النون بعدها ياء.
(2) فيمه.
(3) ماويهم: بكسر الواو بعدها ياء وضم الهاء.
(4) واياخذوا.
123

فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من
مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله
أعد للكافرين عذابا مهينا * (102) * فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله
قيما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة
كانت على المؤمنين كتبا موقوتا * (103) * ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن
تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون
وكان الله عليما حكيما * (104) * إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم
بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما * (105) * واستغفر الله
إن الله كان غفورا رحيما * (106) * ولا تجدل عن الذين يختانون أنفسهم
إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما * (107) * يستخفون من الناس
ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول
وكان الله بما يعملون محيطا * (108) * ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم
في الحياة الدنيا فمن يجدل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم
وكيلا * (109) * ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله
غفورا رحيما * (110) * ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله

(1) أخرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(2) مرضى: بكسر الضاد بعدها ياء.
(3) المؤمنين.
(4) تالمون.
(5) يألمون كما تالمون.
(6) وهو: بسكون الهاء.
(7) يرضى: بكسر الضاد بعدها ياء.
(8) هئنتم.
(9) الديني: بكسر الياء بعدها ياء.
124

عليما حكيما * (111) * ومن يكسب خطية أو إثما ثم يرم به بريا فقد احتمل
بهتنا وإثما مبينا * (112) * ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة
منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ
وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان
فضل الله عليك عظيما * (113) *، لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر
بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء
مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما * (114) * ومن يشاقق الرسول
من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما
تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا * (115) * إن الله لا يغفر أن يشرك به
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا) *
بعيدا * (116) * إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا
مريدا * (117) * لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا * (118) *
ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام
ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون
الله فقد خسر خسرانا مبينا * (119) * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان

(1) خطية: بقلب الهمزة ياء وإدغامها في الياء وقفا.
(2) نجويهم.
(3) نوتيه - يؤتيه.
(4) الهدى. بكسر الدال بعدها ياء.
(5) المؤمنين.
(6) نوله ما تولى.
(7) نصله بسكون الهاء.
(8) هنا سقط وعبارة القاضي كذا. لعنه الله صفة ثانية للشيطان وقال لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا عطف عليه أي شيطانا مريدا
جامعا بين لعنة الله وهذا القول الدال على فرط عداوته للناس. (حرره نصر الله التقوى).
125

إلا غرورا * (120) * أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا * (121) *
والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها
الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا * (122) *
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا
يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا * (123) * ومن يعمل من الصالحات
من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون
نقيرا * (124) * ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع
ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا * (125) * ولله ما في السماوات
وما في الأرض وكان الله بكل شئ محيطا * (126) * ويستفتونك في النساء
قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى
النساء التي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن
والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا
من خير فإن الله كان به عليما * (127) * وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا
أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت
الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا * (128) *

(1) أمانيكم: بكسر النون بعدها ياء ساكنة.
(2) أماني: بكسر النون بعدها ياء مكسورة.
(3) أثى: بكسر الثاء بعدها ياء.
(4) مؤمن.
(5) يدخلون: بضم أوله.
(6) وهو.
(7) إبراهام.
(8) يتلى.
126

ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل
فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما * (129) *
وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما * (130) * ولله
ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من
قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما
في الأرض وكان الله غنيا حميدا * (131) * ولله ما في السماوات وما
في الأرض وكفى بالله وكيلا * (132) * إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت
بآخرين وكان الله على ذلك قديرا * (133) * من كان يريد ثواب الدنيا
فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا) * بصيرا * (134) *، يا أيها
الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم
أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا
تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون
خبيرا * (135) * يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتب الذي
نزل على رسوله والكتب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله
وملئكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا) * بعيدا * (136) *

(1) أن يصالحا: بفتح الياء بعدها صاد مشددة بالفتح.
(2) وكفى: بكسر الفاء بعدها ياء.
(3) الدنيى: بكسر الياء بهدها ياء.
(4) الهوى: بكسر الواو بعدها ياء.
(5) تلوا. بفتح التاء وضم اللام بعدها واو وألف.
127

إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن
الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا * (ا 137) * بشر المنافقين بأن لهم
عذابا أليما * (138) * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين
أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا * (139) * وقد نزل عليكم
في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا
معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع
المنافقين والكافرين في جهنم جميعا * (140) * الذين يتربصون بكم فإن
كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين
نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم
بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا * (141) * إن
المنافقين يخدعون الله وهو خدعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا
كسالى يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا * (142) * مذبذبين بين
ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا * (143) *
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين
أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطنا مبينا * (144) * إن المنافقين في الدرك

(1) نزل: بضم النون وكسر الزاي المشددة.
(2) أنزل: بضم الألف وسكون النون وكسر الزاي.
(3) كسالى: بضم الكاف وكسر اللام بعدها ياء.
128

الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا * (145) * إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا
بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله
المؤمنين أجرا عظيما * (146) * ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم
وكان الله شاكرا عليما * (147) *، لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من
ظلم وكان الله سميعا عليما * (148) * إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن
سوء فإن الله كان عفوا قديرا * (149) * إن الذين يكفرون بالله ورسله
ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر
ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * (150) * أولئك هم الكافرون
حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا * (151) * والذين آمنوا بالله ورسله
ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله
غفورا رحيما * (152) * يسلك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتبا من
السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم
الصعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات
فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطنا مبينا * (153) * ورفعنا فوقهم الطور
بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت

(1) في الدرك: بفتح الراء.
(2) يوت: وقفا.
(3) نوتيهم: بضم النون والهاء.
(4) تنزل: بسكون النون وكسر الزاي مخففة
(5) موسى: بكسر السين بعدها ياء.
(6) أرنا: بسكون الراء.
(7) تعدوا: بفتح العين وتشديد الدال بالضم.
(8) وقتلهم - وقتلهم: بضم الهاء.
129

وأخذنا منهم ميثاقا غليظا * (154) * فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله
وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف) * بل طبع الله عليها
بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا * (155) * وبكفرهم وقولهم على مريم بهتنا
عظيما * (156) * وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه
وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما
لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا * (ا 157) * بل رفعه الله
إليه وكان الله عزيزا حكيما * (158) * وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل
موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا * (159) * فبظلم من الذين هادوا
حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا * (160) * وأخذهم
الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالبطل وأعتدنا للكافرين
منهم عذابا أليما * (161) * لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون
بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة
والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما * (162) * إنا
أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى
إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب

(1) الأنبئاء.
(2) يؤمنون.
(3) أنظر الآية 55 منها.
(4) ليومنن.
(5) وأخذهم: بضم الهاء والميم، والربى بكسر الباء بعدها ياء.
(6) والمؤمنون.
(7) والموتون.
(8) سنوتيهم - سيؤتيهم: بضم الهمزة وسيوتيهم.
(9) والنبئين.
(10) إبراهام.
(11) وعيسى بكسر السين يعدها باء.
130

ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا * (163) * ورسلا قد قصصناهم
عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما * (164) *
رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة) * بعد الرسل
وكان الله عزيزا حكيما * (165) * لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه
والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا * (166) * إن الذين كفروا وصدوا عن
سبيل الله قد ضلوا ضلالا) * بعيدا * (167) * إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله
ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا * (168) * إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا
وكان ذلك على الله يسيرا * (169) * يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق
من ربكم فامنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض
وكان الله عليما حكيما * (170) * يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا
تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته
ألقاها إلى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا
خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات
وما في الأرض وكفى بالله وكيلا * (171) * لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا
لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم

(1) زبورا: بضم أوله.
(2) موسى: بكسر السين بعدها ياء.
(3) ليلا.
(4) وكفى: بسكر الفاء بعدها ياء.
(5) ألقيها.
(6) وكفى: بكسر الفاء بعدها ياء.
131

إليه جميعا * (172) * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم
ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم
عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا * (173) * يا أيها
الناس قد جاءكم برهن من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا * (174) * فأما
الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل
ويهديهم إليه صراطا مستقيما * (175) * يستفتونك قل الله يفتيكم في
الكلالة إن امرؤا هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو
يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك
وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين
يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شئ عليم *
(5) سورة المائدة مدنية
الا آية 3 فنزلت بعرفات في حجة الوداع
وآياتها 120 نزلت بعد الفتح
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا
ما يتلى عليكم غير محلى الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد * (1) *

(1) سراطا.
(2) أنظر الآية 12 منها.
(3) وهو: بسكون الهاء.
(4) يتلى: بكسر اللام بعدها ياء.
132

يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدى ولا
القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا
وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنان قوم أن صدوكم عن
المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على
الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب * (2) * حرمت عليكم
الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة
والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب
وأن تستقسموا بالأزلام ذالكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم
فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الأسلم دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف
لاثم فإن الله غفور رحيم * (3) * يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم
الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله
فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله
سريع الحساب * (4) * اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب
حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات

(1) رضوانا: بضم الراء.
(2) شنيان: بسكون النون الأولى.
(3) إن.
(4) والتقوى: بكسر الواو بعدها ياء
(5) الميتة: بتشديد الياء بالكسر.
(6) فمن اضطر بضم النون وكسر الضاء.
133

من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين
غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالأيمن فقد حبط عمله
وهو في الآخرة من الخاسرين * (5) * يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة
فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم
إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر
أو جاء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا
صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل
عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم
تشكرون * (6) * واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به
إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم) * بذات الصدور * (7) *
يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم
شنان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله
خبير بما تعملون * (8) * وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم
مغفرة وأجر عظيم * (9) * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك
أصحاب الجحيم * (10) * يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم

(1) والمحصنات من المومنات: بكسر الصاد وحذف الهمزة.
(2) والمحصنات بكسر الصاد.
(3) وأرجلكم: بكسر اللام.
(4) مرضى بكسر الضاد بعدها ياء.
(5) لمستم: بفتح اللام والميم بغير مد بعد اللام.
(6) انظر تفسير الآية 42 منها.
134

إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله
وعلى الله فليتوكل المؤمنون * (11) *، ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل
وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة
وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا
حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجرى من تحتها
الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل * (12) * فبما
نقضهم ميثاقهم لعنهم وجعلنا قلوبهم قسية يحرفون الكلم عن
مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم
إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين * (13) * ومن الذين
قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا
بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما
كانوا يصنعون * (14) * يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم
كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير قد جاءكم
من الله نور وكتب مبين * (15) * يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل
السلم ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى

(1) شنيان: بسكون النون.
(2) للتقوى: بكسر الواو بعدها ياء.
(3) نغمت.
(4) المؤمنون.
(5) قسبة: بتشديد الياء بالفتح.
(6) نصارى بكسر الراء بعدها ياء.
(7) رضوانه: هنا بالكسر خاصة.
135

صراط مستقيم * (16) * لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم
قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن
في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء
والله على كل شئ قدير * (17) * وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله
وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من
يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما
وإليه المصير * (18) * يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على
فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم
بشير ونذير والله على كل شئ قدير * (19) * وإذ قال موسى لقومه يقوم
اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا
وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين * (20) * يقوم ادخلوا الأرض المقدسة
التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين * (21) * قالوا
يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها
فإن يخرجوا منها فإنا داخلون * (22) * قال رجلان من الذين يخافون أنعم
الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله

(1) ويهديهم: بضم الهاء الثانية.
(2) سراط.
(3) والنصارى: بكسر الراء بعدها ياء.
(4) رسل ظ.
(5) أنبئاء.
(6) يوت.
136

فتوكلوا إن كنتم مؤمنين * (23) * قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا
فيها فاذهب أنت وربك فقتلا إنا ههنا قاعدون * (24) * قال رب إني
لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين * (25) * قال
فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على
القوم الفاسقين * (26) *، واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا
فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل
الله من المتقين * (27) * لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي
إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين * (28) * إني أريد أن تبوأ بإثمي
وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين * (29) * فطوعت له
نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين * (30) * فبعث الله غرابا
يبحث في الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت
أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخي فأصبح من الندمين * (31) *
من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا) * بغير نفس أو فساد
في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس
جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك

(1) عليهم: بكسر الميم وعليهم بضم الهاء.
(2) مومنين.
(3) تأس.
(4) يدي بسكون الياء بعد الدال المكسورة
(5) إني بفتح الياء.
(6) يا ويلتاه وقفا.
137

في الأرض لمسرفون * (32) * إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون
في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم
من خلف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في
الآخرة عذاب عظيم * (33) * إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم
فاعلموا أن الله غفور رحيم * (34) * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا
إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون * (35) * إن الذين كفروا
لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم * (36) * يريدون أن يخرجوا من
النار وما هم بخرجين منها ولهم عذاب مقيم * (37) * والسارق
والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء) * بما كسبا نكلا من الله والله
عزيز حكيم * (38) * فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه
إن الله غفور رحيم * (39) * ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض
يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شئ قدير * (40) *، يا أيها
الرسول لا يحزنك الذين يسرعون في الكفر من الذين قالوا آمنا
بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سمعون للكذب

(1) رسلنا: بسكون اللام.
(2) يحزنك: بضم الياء وكسر الزاي وضم النون.
(3) تومن.
138

سمعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون
إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن
تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم
في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم * (41) * سماعون للكذب
أكالون للسحت فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض
عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط
إن الله يحب المقسطين * (42) * وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها
حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين * (43) * إنا أنزلنا
التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا
والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتب الله وكانوا عليه
شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون * (44) * وكتبنا عليهم
فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن
بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو
كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون * (45) *

(1) يأتوك.
(2) توتوه.
(3) في الديني بكسر الياء بعدها ياء.
(4) للسحت: بضم الحاء.
(5) بالمؤمنين.
(6) النبيئون.
(7) واخشوني: صل بكسر النون بعدها ياء.
(8) والعين: بضم النون بالعين والانف بالأنف والاذن بضم النون بالأذن
والسن بضم النون المشددة بالسن والجروح بضم الحاء.
139

وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه
الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى
وموعظة للمتقين * (46) * وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن
لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون * (47) * وأنزلنا إليك الكتاب
بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم
بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا
منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن
ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا
فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون * (48) * وأن احكم بينهم بما أنزل الله
ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك
فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا
من الناس لفاسقون * (49) * أفحكم الجهلية يبغون ومن أحسن من الله
حكما لقوم يوقنون * (50) *، يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود
والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه
منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين * (51) * فترى الذين في قلوبهم مرض

(1) فهو: بسكون الهاء.
(2) وليحكم: بفتح الميم.
(3) آتيكم: بكسر التاء وضم لليم.
(4) فيهى.
(5) تبغون.
(6) والنصارى بكسر الراء بعدها ياء.
140

يسرعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح
أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين * (52) * ويقول
الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمنهم إنهم لمعكم
حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين * (53) * يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم
عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين
أعزة على الكافرين يجهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم * (54) * إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون * (55) * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب
الله هم الغالبون * (56) * يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم
هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء
واتقوا الله إن كنتم مؤمنين * (57) * وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها
هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون * (58) * قل يا أهل الكتاب
هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل
وأن أكثركم فاسقون * (59) * قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة

(1) نخشى: بكسر الشين بعدها ياء.
(2) نادمين يقول بحذف الواو.
(3) ظاهر لعله (تعريفها لعله ظ).
(4) يرتدد.
(5) المؤمنين.
(6) يؤتيه.
(7) يوتون.
(8) ظاهر ولعله وتعريضا ظ.
(9) (هزءا) بضم الزاي بعدها همزة مفتوحة منونة (هزا)
(هزوا) بسكون الرأي (هزءا) بسكون الزاي وهمزة بعدها مفتوحة منونة.
(10) والكفار: بكسر الرأي.
(11) مومنين.
141

عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير
وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل * (60) *
وإذا جاؤكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله
أعلم بما كانوا يكتمون * (61) * وترى كثيرا منهم يسرعون في الاثم
والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون * (62) * لولا ينهاهم
الربانيون والأحبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت لبئس ما
كانوا يصنعون * (63) * وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم
ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن
كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم
العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله
ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين * (64) * ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات
النعيم * (65) * ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من
ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة
وكثير منهم ساء ما يعملون * (66) * يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك

(1) وعبد - بضم الدال - الطاغوت بكسر التاء.
(2) وأكلهم - بضم الهاء والميم - وأكلهم بكسر الهاء والميم. السحت: بضم الحاء.
(3) لبيس.
(4) قولهم بضم الهاء والميم.
142

من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله
لا يهدى القوم الكافرين * (67) * قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى
تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا
منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين
* (68) * إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله
واليوم الآخر وعمل صلحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * (69) * لقد
أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول) *
بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون * (70) * وحسبوا
ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير
منهم والله بصير) * بما يعملون * (71) * لقد كفر الذين قالوا إن الله هو
المسيح ابن مريم وقال المسيح يبنى إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم
إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما
للظالمين من أنصار * (72) * لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما
من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم
عذاب أليم * (73) *

(1) تأس.
(2) والصابون والنصارى: بكسر الراء بعدها ياء.
(3) تهوى: بكسر الواو بعدها ياء.
(4) كذا ولعله: الحالة ظاهرا.
(5) تكون بضم النون.
143

ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة
كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى
يؤفكون * (75) * قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا
والله هو السميع العليم * (76) * قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم
غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا
وضلوا عن سواء السبيل * (77) * لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على
لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * (78) * كانوا
لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون * (79) * ترى كثيرا
منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط
الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * (80) * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي
وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون * (81) *
لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن
أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين
ورهبانا وأنهم لا يستكبرون * (82) * وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول
ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا

(1) وماويه: بكسر الواو الثانية وبعدها ياء.
(2) صديقة بتخفيف الدال المكسورة.
(3) أنى: بكسر النون المشددة بعدها ياء - يوفكون
(4) لبيس.
(5) ترى بكسر الراء بعدها ياء.
(6) يؤمنون.
(7) والنبئ.
144

مع الشاهدين * (83) * وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن
يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين * (84) * فأثابهم الله بما قالوا جنات
تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين * (85) * والذين
كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم * (86) * يا أيها الذين
آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب
المعتدين * (87) * وكلوا مما رزقكم الله حللا طيبا واتقوا الله الذي
أنتم به مؤمنون * (88) * لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن
يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مسكين
من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد
فصيام ثلاثة أيام ذلك كفرة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم
كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون * (89) * يا أيها الذين آمنوا إنما
الخمر والميسر والأنصاب والأزلم رجس من عمل الشيطان
فاجتنبوه لعلكم تفلحون * (90) * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم
العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة
فهل أنتم منتهون * (91) * وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا

(1) نصارى: بكسر الراء بعدها ياء.
(2) ترى بكسر الراء بعدها ياء.
(3) نومن.
(4) مؤمنون.
(5) يواخذكم.
(6) يواخذكم بما عقدتم بفتح القاف مخففة وعاقدتم.
(7) أو بنكث (خ ل).
145

فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلغ المبين * (92) * ليس على الذين
آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا
الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين * (93) *
يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم
ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله
عذاب أليم * (94) * يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن
قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل
منكم هديا بلغ الكعبة أو كفرة طعام مسكين أو عدل ذلك
صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله
منه والله عزيز ذو انتقام * (95) * أحل لكم صيد البحر وطعامه
متعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما
واتقوا الله الذي إليه تحشرون * (96) *، جعل الله الكعبة البيت الحرام
قيما للناس والشهر الحرام والهدى والقلائد ذلك لتعلموا أن الله
يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شئ عليم * (97) * اعلموا
أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم * (98) * ما على الرسول إلا البلغ

(1) فجزاء: بالضم للهمزة من غير تنوين.
(2) أو كفارة: بضم التاء المربوطة بدون تنوين.
(3) طعام: بكسر الميم.
146

والله يعلم ما تبدون وما تكتمون * (99) * قل لا يستوى الخبيث والطيب
ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم
تفلحون * (100) * يا أيها الذين آمنوا لا تسلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم
وإن تسلوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله
غفور حليم * (101) * قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كفرين * (102) *
ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين
كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون * (103) * يا أيها الذين
آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله
مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون * (105) * يا أيها الذين آمنوا
شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل
منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم
مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم
لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا

(1) قيما: بفتح الياء والميم مفتوحة منونة.
(2) تسوكم.
(3) ينزل. القران بفتح النون. * أنظر الآية 2 منها.
147

لمن الآثمين * (106) * فإن عثر على أنهما استحقا إثما فاخران يقومان مقامهما
من الذين استحق عليهم الأولين فيقسمان بالله لشهادتنا أحق
من شهدتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين * (107) * ذلك أدنى أن
يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمن) * بعد أيمنهم
واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدى القوم الفاسقين * (108) * يوم يجمع
الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علم
الغيوب * (109) * إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى
والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا
وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من
الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا) * بإذني وتبرئ الأكمه
والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل
عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين
* (110) * وإذ أوحيت إلى الحوارين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد
بأننا مسلمون * (111) * إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك
أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين * (112) *

(1) قربى. بكسر الباء بعدها ياء.
(2) استحق: بضم التاء وكسر الحاء - عليهم بكسر الهاء والميم - عليهم بضم الهاء والميم.
(3) الأولين.
(4) أدنى.
(5) الغيوب: بكسر الغين.
(6) القدس. بسكون الدال.
148

قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون
عليها من الشاهدين * (113) * قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا
مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا
وأنت خير الرازقين * (114) * قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد
منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين * (115) * وإذ قال الله
يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله
قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد
علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علم الغيوب * (116) *
ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم
شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت
على كل شئ شهيد * (117) * إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم
فإنك أنت العزيز الحكيم * (
118) * قال الله هذا يوم ينفع الصادقين
صدقهم لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا
رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم * (119) * لله ملك
السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شئ قدير * (120) *

(1) كهية: بياء مشددة بالفتح. الضاير: بياء مكسورة.
(2) طايرا: بياء مكسورة. * أنظر الآية 49 منها.
(3) مومنين.
(4) تأكل.
(5) آأنت.
(6) وأمي: بياء ساكنة.
(7) لي. بكسر اللام وفتح الياء.
149

(6) سورة الأنعام مكية
الا الآيات 20 و 23 و 91 و 93 و 114 و 141 و 151 و 152
و 153 مدنية وآياتها 165 نزلت بعد الحجر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور
ثم الذين كفروا بربهم يعدلون * (1) * هو الذي خلقكم من طين
ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون * (2) * وهو الله
في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون * (3) *
وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين * (4) *
فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون
* (5) * ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكنهم في الأرض
ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار
تجرى من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا
آخرين * (6) * ولو نزلنا عليك كتبا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال
الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين * (7) * وقالوا لولا أنزل عليه ملك
ولو أنزلنا ملكا لقضى الأمر ثم لا ينظرون * (8) * ولو جعلنه ملكا

(1) قضى: بكسر الضاد بعدها ياء.
(2) وهو: بسكون الهاء.
(3) تأتيهم: بحذف الهمزة وضم الهاء.
(4) بأيديهم: بضم الهاء.
(5) كذا ولعله: أهلكهم. ظ.
150

لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون * (9) * ولقد استهزئ برسل
من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون * (10) * قل سيروا
في الأرض ثم انظروا كيف كان عقبة المكذبين * (11) * قل لمن ما في
السماوات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى
يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون * (12) *، وله
ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم * (13) * قل أغير الله أتخذ
وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت أن
أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين * (14) * قل إني أخاف إن
عصيت ربي عذاب يوم عظيم * (15) * من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه
وذلك الفوز المبين * (16) * وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له
إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير * (17) * وهو القاهر
فوق عباده وهو الحكيم الخبير * (18) * قل أي شئ أكبر شهادة
قل الله شهيد) * بيني وبينكم وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن
بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنما هو إله
واحد وإنني برئ مما تشركون * (19) * الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه

(1) عليهم: بضم الهاء.
(2) ولقد: بضم الدال. واستهزى: بفتح الياء بدون همز.
(3) يستهزون: بحذف الهمزة وضم الواو.
(4) لا يؤمنون.
(5) وهو. بسكون الهاء.
(6) إني: بفتح الياء.
(7) يصرف: بفتح الياء وكسر الراء.
(8) شهادة: بكسر الدال.
(9) القران.
(10) آإنكم. آينكم.
(11) أخرى: بكسر الراء بعدها ياء.
151

كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون * (20) * ومن
أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون
* (21) * ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين
كنتم تزعمون * (22) * ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا
مشركين * (23) * انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا
يفترون * (24) * ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة
أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا
جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين
* (25) * وهم ينهون عنه وينون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم
وما يشعرون * (26) * ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا
نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * (27) * بل بدا لهم ما كانوا
يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون * (28) *
وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين * (29) * ولو ترى إذ وقفوا
على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب
بما كنتم تكفرون * (30) * قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم

(1) يؤمنون.
(2) افترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(3) يحشرهم.
(4) يقول.
(5) يكن.
(6) ربنا: بتشديد الباء بالفتح.
(7) يؤمنوا.
(8) ترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(9) نكذب: بضم الباء.
(10) وليكون: بضم النون الانية. من المؤمنين.
(11) الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(12) بلى: بكسر اللام بعدها ياء.
152

الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم
على ظهورهم ألا ساء ما يزرون * (31) * وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو
وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون * (32) * قد نعلم إنه ليحزنك
الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * (33) *
ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى
أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمت الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين
* (34) * وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا في
الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم باية ولو شاء الله لجمعهم على
الهدى فلا تكونن من الجهلين * (35) *، إنما يستجيب الذين يسمعون
والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون * (36) * وقالوا لولا نزل عليه آية
من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون * (37) *
وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم
ما فرطنا في الكتاب من شئ ثم إلى ربهم يحشرون * (38) * والذين كذبوا
بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على
صراط مستقيم * (39) * قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة

(1) الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(2) ولدار: بلام واحد ودال مفتوحة مخففة. الآخرة.
(3) وليحزنك: بضم الياء وكسر الزاي.
(4) لا يكذبونك: بفتح أوله وكسر الذال مخففة.
(5) فتاتيهم.
(6) الهدى: بكسر الدال بعدها ياء.
(7) والموتى: بكسر التاء بعدها ياء.
(8) يرجعون: بفتح الياء وكسر الجيم.
153

أغير الله تدعون إن كنتم صادقين * (40) * بل إياه تدعون فيكشف
ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون * (41) * ولقد أرسلنا إلى
أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون * (42) *
فلو لا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم
الشيطان ما كانوا يعملون * (43) * فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم
أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم
مبلسون * (44) * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين
* (45) * قل أرءيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصركم وختم على قلوبكم
من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم
يصدفون * (46) * قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل
يهلك إلا القوم الظالمون * (47) * وما نرسل المرسلين إلا مبشرين
ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * (48) *
والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون * (49) * قل
لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك
إن أتبع إلا ما يوحى إلى قل هل يستوى الأعمى والبصير أفلا تتفكرون * (50) *

(1) باسنا.
(2) فتحنا: بتشديد التاء بالفتح.
(3) عليهم: بضم الهاء.
(4) باشمام الصاد زايا:
(5) يوحى: بكسر الحاء بعدها ياء.
154

وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولى
ولا شفيع لعلهم يتقون * (51) * ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة
والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك
عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين * (52) * وكذلك فتنا
بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم
بالشاكرين * (53) * وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم
كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهلة ثم
تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم * (54) * وكذلك نفصل الآيات
ولتستبين سبيل المجرمين * (55) * قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون
من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين
* (56) * قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به
إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفصلين * (57) * قل لو أن عندي
ما تستعجلون به لقضى الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين * (58) *
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط
من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمت الأرض ولا رطب ولا يابس

(1) بالندوة: بضم الغين وسكون الدال وفتح الواو.
(2) عليهم: بضم الهاء.
(3) يؤمنون.
(4) فإنه: بهمزة مكسورة بعد الفاء.
(5) ليستبين سبيل: بفتح اللام قبلها ياء.
155

إلا في كتب مبين * (59) * وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم
بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم
بما كنتم تعملون * (60) * وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم
حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون
* (61) * ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحسبين * (62) *
قل من ينجيكم من ظلمت البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن
أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين * (63) * قل الله ينجيكم منها ومن
كل كرب ثم أنتم تشركون * (64) * قل هو القادر على أن يبعث عليكم
عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم
بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون * (65) * وكذب به
قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل * (66) * لكل نبأ مستقر
وسوف تعلمون * (67) * وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم
حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد
الذكرى مع القوم الظالمين * (68) * وما على الذين يتقون من حسابهم
من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون * (69) * وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا

(1) وهو: بسكون الهاء.
(2) يتوفيكم.
(3) وليقضى: بكسر الضاد بعدها ياء.
(4) توفاه - توفيه بفاء مكسورة مشددة بالإمالة.
(5) رسلنا: بسكون السين.
(6) موليهم. بفتح أوله وسكون الواو بعدها لام
(7) خفية: بكسر الخاء.
(8) أنجيئنا.
(9) باس. بضم الضاد منونة.
(10) ينسينك: بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد.
156

ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت
ليس لها من دون الله ولى ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها
أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم) *
بما كانوا يكفرون * (70) * قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا
ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشيطين
في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله
هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين * (71) * وأن أقيموا الصلاة واتقوه
وهو الذي إليه تحشرون * (72) * وهو الذي خلق السماوات والأرض
بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في
الصور علم الغيب والشهدة وهو الحكيم الخبير * (73) *، وإذ قال إبراهيم
لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين * (74) *
وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من
الموقنين * (75) * فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال
لا أحب الآفلين * (76) * فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال
لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين * (77) * فلما رأى الشمس بازغة

(1) الذكرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(2) استهويه بالإمالة. استهواه.
(3) وهو بسكون الهاء.
(4) والشهادة بكسر الدال
(5) آزر: بضم الراء.
(6) آلهة.
(7) أريك.
157

قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يقوم إني برئ مما تشركون * (78) * إني
وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين
* (79) * وحاجه قومه قال أتحجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما
تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شئ علما أفلا تتذكرون
* (80) * وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم
ينزل به عليكم سلطنا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون * (81) *
الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون * (82) *
وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجت من نشاء إن ربك
حكيم عليم * (83) * ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا
من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون
وكذلك نجزى المحسنين * (84) * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل
من الصالحين * (85) * وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا
على العالمين * (86) * ومن آبائهم وذريتهم وإخوانهم واجتبيناهم
وهديناهم إلى صراط مستقيم * (87) * ذلك هدى الله يهدى به من
يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون * (88) *

(1) رإى: بكسر الراء والهمزة بعدها ياء. رأى: بكسر الراء والهمزة مفتوحة.
(2) وجهي. بكسر الهاء بعدها ياء.
(3) أتحاجوني. بكسر النون الخفيفة بعدها ياء.
(4) هداني: بكسر النون بعدها ياء.
(5) ينزل. بسكون النون وبكسر الزاي مخففة.
(6) يحيى: بكسر الياء بعدها ياء. وعيسى بكسر السين بعدها ياء.
158

أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء
فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين * (89) * أولئك الذين هدى الله
فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعلمين * (90) *
وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قل من
أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه
قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا
آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون * (91) * وهذا كتب
أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها
والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون * (92) *
ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه
شئ ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات
الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب
الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون * (93) *
ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء
ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء

(1) والنبوءة.
(2) اقند: بكسر الدال وحذف الهاء من آخره - بكسر الدال والهاء.
(3) ذكرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(4) أنزل.
(5) موسى: بكسر السين بعدها ياء.
(6) يجعلونه
(7) يبدونها ويخفون
(8) ولينذر أم القرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(9) يؤمنون.
(10) افترى: بكسر الراء بعدها ياء
159

لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون * (94) *، إن الله فالق الحب
والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذالكم الله فأنى
تؤفكون * (95) * فالق الاصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر
حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم * (96) * وهو الذي جعل لكم النجوم
لتهتدوا بها في ظلمت البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون * (97) *
وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا
الآيات لقوم يفقهون * (98) * وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به
نبات كل شئ فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن
النخل من طلعها قنوان دانية وجنت من أعناب والزيتون والرمان
مشتبها وغير متشبه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذالكم
لآيات لقوم يؤمنون * (99) * وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له
بنين وبنت) * بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون * (100) * بديع السماوات
والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صحبة وخلق كل شئ
وهو بكل شئ عليم * (101) * ذالكم الله ربكم لا إله إلا هو خلق كل شئ
فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل * (102) * لا تدركه الأبصار وهو يدرك

(1) ترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(2) جيتمونا فرادى: بكسر الدال بعدها ياء.
(3) نرى بكسر الراء بعدها ياء.
(4) والنوى: بكسر الواو بعدها ياء.
(5) الميت: بسكون الياء.
(6) فأنى: بتشديد النون المكسورة بعدها ياء توفكون
(7) وجاعل: بضم اخره - الليل: بكسر آخره.
(8) وهو: بسكون الهاء.
(9) فمستقر: بكسر القاف.
160



(1) متشابه: بضم آخره مئونا.
(2) ثمره: بضم أوله وثانيه.
(3) يؤمنون.
(4) حرقوا: بتشديد الراء.
(5) تعالى: بكسر اللام بعدها ياء.
(6) أنى. بكسر النون بعدها ياء.
(7) وهو بسكون الهاء.
161

الأبصار وهو اللطيف الخبير * (103) * قد جاءكم بصائر من ربكم فمن
أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها وما أنا عليكم بحفيظ * (104) * وكذلك
نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون * (105) * اتبع ما أوحى
إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين * (106) * ولو شاء الله
ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل * (107) *
ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا) * بغير علم
كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما
كانوا يعملون * (108) * وأقسموا بالله جهد أيمنهم لئن جاءتهم آية
ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت
لا يؤمنون * (109) * ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول
مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون * (110) * ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة
وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا
أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون * (111) * وكذلك جعلنا لكل نبي
عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول
غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون * (112) * ولتصغى

(1) وهو: بسكون الهاء.
(2) عدوا: بضم الدال وفتح الواو مشددة.
(3) ليومنن.
(4) يشعركم: بسكون الراء - إنها.
(5) يؤمنون.
(6) يؤمنوا.
(7) بضم الهاء والميم - إليهم: بكسر الهاء والميم.
(8) الموتى: بكسر التاء بعدها ياء.
(9) ليومنوا.
(10) نبئ.
162

إليه أفدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم
مقترفون * (113) * أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب
مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق
فلا تكونن من الممترين * (114) * وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل
لكلمته وهو السميع العليم * (115) * وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك
عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون * (116) * إن ربك
هو أعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين * (117) * فكلوا مما
ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين * (118) * وما لكم ألا تأكلوا
مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم
إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين * (119) *
وذروا ظهر الاثم وباطنه إن الذين يكسبون الاثم سيجزون
بما كانوا يقترفون * (120) * ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه
وإنه لفسق وإن الشيطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم
وإن أطعتموهم إنكم لمشركون * (121) * أومن كان ميتا فأحييناه
وجعلنا له نورا يمشى به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج

(1) ولتصغى: بكسر الغين بعدها ياء.
(2) يؤمنون.
(3) وهو: بسكون الهاء.
(4) منزل: بسكون النون وتخفيف الزاي المفتوحة.
(5) كلمت - كلمة وبالهاء وقفا.
(6) مومنين.
(7) فصل: بضم أوله وتشديد الصاد بالكسر.
(8) حرم. بضم الحاء وتشديد الراء بالكسر.
(9) ما اضطررتم. بكسر الطاء.
(10) وباطنه. بكسر النون.
163

منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون * (122) * وكذلك جعلنا في
كل قرية أكبر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم
وما يشعرون * (123) * وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل
ما أوتى رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين
أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد) * بما كانوا يمكرون * (124) * فمن
يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل
صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس
على الذين لا يؤمنون * (125) * وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا
الآيات لقوم يذكرون * (126) *، لهم دار السلم عند ربهم وهو وليهم
بما كانوا يعملون * (127) * ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم
من الانس وقال أولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض
وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما
شاء الله إن ربك حكيم عليم * (128) * وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا) *
بما كانوا يكسبون * (129) * يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم
يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا

(1) ميتا: بتشديد الياء بالكسر.
(2) نومن.
(3) نوتى: بكسر التاء بعدها ياء.
(4) ضيقا: بكسر أوله وسكون الياء.
(5) حرجا: بكسر الراء.
(6) يصعد: بفتح الياء وسكون الصاد وفتح العين مخففة - يصاعد: بتشديد الصاد
المفتوحة بعدها ألف.
(7) يؤمنون.
(8) سراط.
(9) (يحشرهم.
164

على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا
كفرين * (130) * ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غفلون * (131) * ولكل درجت مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون * (132) * وربك
الغنى ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما
أنشأكم من ذرية قوم آخرين * (133) * إن ما توعدون لات وما أنتم
بمعجزين * (134) * قل يقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من
تكون له عقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون * (135) * وجعلوا لله مما ذرأ
من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا
فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى
شركائهم ساء ما يحكمون * (136) * وكذلك زين لكثير من المشركين
قتل أولدهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو
شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون * (137) * وقالوا هذه أنعم
وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعم حرمت ظهورها
وأنعم لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا
يفترون * (138) * وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم

(1) مثويكم.
(2) القرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(3) مقطوع بالاتفاق.
(4) مكاناتكم.
(5) يكون.
(6) بزعمهم: بضم الزاي.
(7) فهو: بسكون الهاء.
(8) زين: بضم الزاي وتشديد الياء بالكسر - لكثير من المشركين قتل: بضم اللام - أولادهم: بفتح الدال وضم الهاء.
(9) شركائهم: بكسر الهاء.
165

على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم
إنه حكيم عليم * (139) * قد خسر الذين قتلوا أولدهم سفها) * بغير علم وحرموا
ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين * (140) *
وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع
مختلفا أكله والزيتون والرمان متشبها وغير متشبه كلوا من
ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين
* (141) * ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا
خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * (142) * ثمانية أزواج من الضأن
اثنين ومن المعز اثنين قل أالذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت
عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين * (143) * ومن الإبل
اثنين ومن البقر اثنين قل أالذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت
عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن
أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدى
القوم الظالمين * (144) * قل لا أجد في ما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه
إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا

(1) بزعمهم: بضم الزاي.
(2) سيجزيهم: بضم الهاء.
(3) تسكن ميتة: بضم التاء المربوطة منونة.
(4) قتلوا: بتشديد التاء بالفتح.
(5) وهو: بسكون الهاء.
(6) أكله: بسكون الكاف.
(7) ثمره: بضم الثاء والميم.
(8) حصاده: بكسر أوله.
(9) خطوات: بسكون الطاء.
166

أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم * (145) *
وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم
شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك
جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون * (146) * فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة
واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين * (147) * سيقول الذين أشركوا
لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ كذلك كذب
الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا
إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون * (148) * قل فلله الحجة البلغة
فلو شاء لهداكم أجمعين * (149) * قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله
حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا
بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون * (150) *، قل تعالوا
أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به
شيئا وبالوالدين إحسنا
ولا تقتلوا أولدكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا
الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق
ذالكم وصاكم به لعلكم تعقلون * (151) * ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي

(1) وصيكم: بتشديد الصاد بالكسر بعدها ياء.
(2) أن تكون: بتنسوخة؟؟؟ - ميتة: بتشديد الياء بالفتح.
(3) فمن اضطر: بكسر الطاء.
(4) عليهم: بضم الهاء.
(5) باسه.
(6) باسنا.
(7) يؤمنون.
167

هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف
نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله
أوفوا ذالكم وصاكم به لعلكم تذكرون * (152) * وأن هذا صراطي
مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم
به لعلكم تتقون * (153) * ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن
وتفصيلا لكل شئ وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون * (154) *
وهذا كتب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون * (155) *
أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم
لغافلين * (156) * أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم
فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله
وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا
يصدفون * (157) * هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي
بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن
آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون * (158) *
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ إنما أمرهم

(1) وصيكم: بتشديد الصاد بالكسر بعدها ياء.
(2) قربى: بكسر الباء بعدها ياء.
(3) وإن: بكسر الهمزة وتشديد النون - وأن: بفتح الهمزة وسكون النون.
(4) سراطي.
(5) يؤمنون.
(6) أهدى: بكسر الدال بعدها ياء.
(7) بالاشمام.
(8) يأتيهم: بالياء في أوله والهمزة ساكنة - تأتيهم - يأتيهم: بدون همزة فيهما.
(9) يأتي.
168

إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون * (159) * من جاء بالحسنة فله عشر
أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون * (160) * قل
إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان
من المشركين * (161) * قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب
العالمين * (162) * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين * (163) * قل
أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شئ ولا تكسب كل نفس إلا عليها
ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم
بما كنتم فيه تختلفون * (164) * وهو الذي جعلكم خلائف الأرض
ورفع بعضكم فوق بعض درجت ليبلوكم في ما آتاكم
إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم * (165) *
(7) سورة الأعراف مكية
الا من آية 163 إلى غاية آية 170 مدنية
وآياتها 296 نزلت بعد ص
بسم الله الرحمن الرحيم
المص * (1) * كتب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به
وذكرى للمؤمنين * (2) * اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا

(1) فارقوا.
(2) يجزى: بكسر الزاي بعدها ياء.
(3) سراط.
(4) قيما: بفتح القاف وتشديد الياء بالكسر.
(5) إبراهام.
(6) ومماتي: بفتح الياء.
(7) وهو: بسكون الهاء.
(8) أخرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(9) وذكرى: بكسر الراء بعدها ياء.
169

من دونه أولياء قليلا ما تذكرون * (3) * وكم من قرية أهلكناها فجاءها
بأسنا بيتا أو هم قائلون * (4) * فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا
إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين * (5) * فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن
المرسلين * (6) * فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين * (7) * والوزن
يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * (8) * ومن خفت
موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون * (9) *
ولقد مكنكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معيش قليلا ما تشكرون
* (10) * ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم
فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين * (11) * قال ما منعك ألا تسجد
إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين * (12) * قال
فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فأخرج إنك من الصاغرين
* (13) * قال أنظرني إلى يوم يبعثون * (14) * قال إنك من المنظرين * (15) * قال فبما
أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم * (16) * ثم لأتينهم من بين
أيديهم ومن خلفهم وعن أيمنهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم
شاكرين * (17) * قال اخرج منها مذؤما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن

(1) ما تذكرون: بتشديد الذال بالفتح.
(2) فجيئها باسنا.
(3) جيئهم باسنا.
(4) إليهم: بضم الهاء.
(5) سراطك.
170

جهنم منكم أجمعين * (18) * ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا
من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين * (19) * فوسوس
لهما الشيطان ليبدي لهما ما ورى عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما
ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخلدين * (20) *
وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين * (21) * فدلاهما بغرور فلما ذاقا
الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة
وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن
الشيطان لكما عدو مبين * (22) * قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا
وترحمنا لنكونن من الخاسرين * (23) * قال اهبطوا بعضكم لبعض
عدو ولكم في الأرض مستقر ومتع إلى حين * (24) * قال فيها تحيون
وفيها تموتون ومنها تخرجون * (25) * يبنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا
يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله
لعلهم يذكرون * (26) * يبنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج
أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو
وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشيطين أولياء للذين لا يؤمنون * (27) *

(1) شيتما.
(2) انظر الآية 35 منها.
(3) ما ورى: بكسر الراء بعدها ياء مفتوحة.
(4) نهيكما. بكسر الهاء بعدها ياء.
(5) فدلاهما بتشديد اللام بالكسر بعدها ياء.
(6) وناداهما بكسر الدال بعدها ياء.
(7) تخرجون: بفتح أوله وضم الراء.
(8) التقوى بكسر الواو بعدها ياء.
(9) يريكم: بكسر الراء بعدها ياء.
(10) يومنو.
171

وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله
لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون * (28) * قل أمر ربي بالقسط
وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما
بدأكم تعودون * (29) * فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم
اتخذوا الشيطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون * (30) *
يبنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا
إنه لا يحب المسرفين * (31) * قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده
والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون * (32) * قل إنما حرم ربي
الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وأن
تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطنا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون * (33) *
ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون
* (34) * يبنى آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى
وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * (35) * والذين كذبوا بآياتنا
واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * (36) * فمن أظلم

(1) إمر.
(2) هدى بكسر الدال بعدها ياء.
(3) عليهم. بضم الهاء - عليهم بكسر الهاء والميم.
(4) يحسبون بكسر السين.
(5) ربي بكسر الباء وياء ساكنة.
(6) ينزل بسكون النون.
(7) اتقى بكسر القاف بعدها ياء.
(8) عليهم بضم الها.
172

ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من
الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون
من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كفرين
* (37) * قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار
كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم
لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فاتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل
ضعف ولكن لا تعلمون * (38) * وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم
علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون * (39) * إن الذين كذبوا
بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون
الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزى المجرمين * (40) * لهم
من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزى الظالمين * (41) *
والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك
أصحاب الجنة هم فيها خالدون * (42) * ونزعنا ما في صدورهم من غل
تجرى من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا
لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا

(1) افترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(2) رسلنا. بكسر السين.
(3) مقطوع بالانفاق.
(4) أخريهم بكسر الراء بعدها ياء.
(5) أوليهم: بكسر اللام بعدها ياء.
(6) هؤلاى بابدال الهمزة الثانية ياء في الوصل.
(7) يعلمون.
(8) يفتح: بضم الياء وسكون الفاء وفتح التاء الخفيفة.
(9) تحتهم: بضم الهاء.
(10) ما يحذف الواو.
173

أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون * (43) * ونادى أصحاب الجنة
أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم
حقا قالوا نعم فأذن مؤذن) * بينهم أن لعنة الله على الظالمين * (44) *
الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون
* (45) * وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا) * بسيماهم
ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون * (46) * وإذا صرفت أبصرهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع
القوم الظالمين * (47) * ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم
بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون * (48) *
أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف
عليكم ولا أنتم تحزنون * (49) * ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة
أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما
على الكافرين * (50) * الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة
الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا
يجحدون * (51) * ولقد جئناهم بكتب فصلنه على علم هدى

(1) ونادى. بكسر الدال بعدها ياء.
(2) نعم: بكسر أوله.
(3) موذن.
(4) أن: بتشديد النون بالفتح لعنه بفتح أخره
(5) أغنى. بكسر النون بعدها ياء.
(6) ننسيهم.
(7) جبناهم.
174

ورحمة لقوم يؤمنون * (52) * هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله
يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من
شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا
أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون * (53) * إن ربكم الله الذي
خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى
الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات) * بأمره
ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين * (54) * ادعوا ربكم
تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين * (55) * ولا تفسدوا في الأرض
بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين
* (56) * وهو الذي يرسل الريح بشرا) * بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا
ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات
كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون * (57) * والبلد الطيب يخرج نباته
بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات
لقوم يشكرون * (58) * لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يقوم اعبدوا
الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم * (59) *

(1) يؤمنون.
(2) يأتي.
(3) استوى: بكسر الواو بعدها ياء.
(4) يغشى: بفتح العين وتشديد الشين بالكسر.
(5) خفية: بكسر الحاء.
(6) رحمت.
(7) وهو بسكون الهاء.
(8) ميت: بسكون الياء.
(9) الموتى: بكسر التاء بعدها ياء.
(10) يخرج: بضم أوله وكسر الراء.
(11) غيره: بكسر الراء.
175

قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين * (60) * قال يقوم ليس بي ضللة
ولكني رسول من رب العالمين * (61) * أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم
من الله ما لا تعلمون * (62) * أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على
رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون * (63) * فكذبوه فأنجيناه
والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا
قوما عمين * (64) *، وإلى عاد أخاهم هودا قال يقوم اعبدوا الله ما لكم
من إله غيره أفلا تتقون * (65) * قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا
لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين * (66) * قال يقوم ليس بي
سفاهة ولكني رسول من رب العالمين * (67) * أبلغكم رسالات
ربي وأنا لكم ناصح أمين * (68) * أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على
رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح
وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون * (69) * قالوا
أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا
إن كنت من الصادقين * (70) * قال قد وقع عليكم من ربكم رجس
وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها

(1) أبلغكم. بسكون الباء وكسر اللام مخففة وسكون الغين.
(2) غيره بكسر الراء والهاء.
(3) لنريك.
(4) بصطة.
(5) أجيتنا.
(6) فاتنا.
176

من سلطن فانتظروا إني معكم من المنتظرين * (71) * فأنجيناه والذين معه
برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين * (72) *
وإلى ثمود أخاهم صلحا قال يقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل
في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم * (73) * واذكروا
إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من
سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في
الأرض مفسدين * (74) * قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين
استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صلحا مرسل من ربه قالوا إنا بما
أرسل به مؤمنون * (75) * قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به
كافرون * (76) * فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يصلح ائتنا
بما تعدنا إن كنت من المرسلين * (77) * فأخذتهم الرجفة فأصبحوا
في دارهم جاثمين * (78) * فتولى عنهم وقال يقوم لقد أبلغتكم رسالة
ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين * (79) * ولوطا إذ قال لقومه
أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * (80) * إنكم لتأتون

(1) مومنين.
(2) غيره: بكسر الراء والهاء.
(3) فياخذكم.
(4) وقال: مع الواو. (1) مؤمنون.
(5) فتولى. بلام مشددة بالكسر. بعدها ياء.
(6) أتأتون.
(7) أينكم. أإنكم. آإنكم. آينكم.
(8) لتأتون.
177

الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون * (81) * وما كان
جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون * (82) *
فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين * (83) * وأمطرنا عليهم
مطرا فانظر كيف كان عقبة المجرمين * (84) * وإلى مدين أخاهم
شعيبا قال يقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة
من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا
تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذالكم خير لكم إن كنتم مؤمنين * (85) *
ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها
عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا
كيف كان عقبة المفسدين * (86) * وإن كان طائفة منكم آمنوا
بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا
وهو خير الحكمين * (87) *، قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك
يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو
كنا كارهين * (88) * قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد
إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع

(1) عليهم: بضم الهاء.
(2) غيره: بكسر الراء والهاء.
(3) مومنين.
(4) سراط.
(5) يؤمنوا.
(6) وهو: بسكون الهاء.
178

ربنا كل شئ علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق
وأنت خير الفتحين * (89) * وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم
شعيبا إنكم إذا لخاسرون * (90) * فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم
جاثمين * (91) * الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا
شعيبا كانوا هم الخاسرين * (92) * فتولى عنهم وقال يقوم لقد أبلغتكم
رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كفرين * (93) * وما أرسلنا
في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون
* (94) * ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا
الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون * (95) * ولو أن أهل
القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركت من السماء والأرض ولكن
كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون * (96) * أفأمن أهل القرى أن
يأتيهم بأسنا بيتا وهم نائمون * (97) * أوأمن أهل القرى أن يأتيهم
بأسنا ضحى وهم يلعبون * (98) * أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله
إلا القوم الخاسرون * (99) * أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها
أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون * (100) *

(1) فتولى: بكسر اللام بعدها ياء.
(2) آسى: بكسر السين بعدها ياء.
(3) نبئ.
(4) القرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(5) عليهم: بضم الهاء.
(6) يأتيهم باسنا.
(7) أوأمن أهلي القرى: بكسر الراء بعدها ياء أن يأتيهم بأسنا ضحى.
(8) بابدال الهمزة الثانية واوا في الوصل.
179

تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات
فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب
الكافرين * (101) * وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم
لفاسقين * (102) * ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملأيه
فظلموا بها فانظر كيف كان عقبة المفسدين * (103) * وقال موسى
يفرعون إني رسول من رب العالمين * (104) * حقيق على أن لا أقول على الله
إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل * (105) * قال
إن كنت جئت باية فأت بها إن كنت من الصادقين * (106) * فألقى عصاه
فإذا هي ثعبان مبين * (107) * ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين * (108) * قال
الملأ من قوم فرعون إن هذا لسحر عليم * (109) * يريد أن يخرجكم
من أرضكم فما ذا تأمرون * (110) * قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن
حشرين * (111) * يأتوك بكل سحر عليم * (112) * وجاء السحرة فرعون
قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين * (113) * قال نعم وإنكم لمن
المقربين * (114) * قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون نحن الملقين * (115) * قال
ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤا بسحر عظيم * (116) *

(1) القرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(2) جيتهم رسلهم: بسكون السين.
(3) ليومنوا.
(4) على: بتشديد الياء بالفتح.
(5) إن لا: مقطوع بالانفاق.
(6) معي: بكسر العين وسكون الياء.
(7) جيت.
(8) فات.
(9) نألقى. بكسر القاف.
(10) أرجه: بفتح الراء وكس الجيم والهاء. وأرجئه: بالفصر.
(11) يأتوك.
(12) أين، اين، اإن، أإن.
180

وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * (117) * فوقع
الحق وبطل ما كانوا يعملون * (118) * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * (119) *
وألقى السحرة ساجدين * (120) * قالوا آمنا برب العالمين * (121) * رب موسى
وهارون * (122) * قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر
مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون * (123) * لأقطعن
أيديكم وأرجلكم من خلف ثم لأصلبنكم أجمعين * (124) * قالوا إنا
إلى ربنا منقلبون * (125) * وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا
ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين * (126) * وقال الملأ من قوم فرعون
أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل
أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون * (127) * قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده
والعقبة للمتقين * (128) * قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد
ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض
فينظر كيف تعملون * (129) * ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص
من الثمرات لعلهم يذكرون * (130) * فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا

(1) موسى: بكسر السين بعدها ياء.
(2) تلقف: بفتح اللام وتشديد القاف بالفتح، ما يأفكون.
(3) فرعون وامنتم: بزيادة واو مفتوحة بعدها ألف ساكنة.
(4) سنفتل بسكون القاف وكسر التاء غير مشددة.
(5) تأتينا.
(6) جيتنا.
(7) عيسى بكسر السين بعدها ياء.
181

هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم
عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون * (131) * وقالوا مهما تأتنا به من
آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين * (132) * فأرسلنا عليهم الطوفان
والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا
وكانوا قوما مجرمين * (133) * ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى
ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك
ولنرسلن معك بني إسرائيل * (134) * فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم
بلغوه إذا هم ينكثون * (135) * فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم
كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين * (136) * وأورثنا القوم الذين
كانوا يستضعفون مشرق الأرض ومغربها التي باركنا
فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا
ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون * (137) * وجوزنا ببني
إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى
اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون * (138) * إن هؤلاء
متبر ما هم فيه وبطل ما كانوا يعملون * (139) * قال أغير الله أبغيكم

(1) بموسى: بكسر السين بعدها ياء.
(2) عليهم - بكسر الهاء والميم - وعليهم: بضم الهاء والميم.
(3) لنومنن.
(4) كلمت.
(5) بعرشون.: بضم الراء.
(6) يعكفون: بكسر الكاف.
182

إلها وهو فضلكم على العالمين * (140) * وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم
سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء
من ربكم عظيم * (141) *، وواعدنا موسى ثلثين ليلة وأتممناها بعشر
فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون أخلفني
في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين * (142) * ولما جاء موسى لميقاتنا
وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى
الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله
دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا
أول المؤمنين * (143) * قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالتي
وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين * (144) * وكتبنا له في
الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ فخذها بقوة
وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين * (145) * سأصرف
عن آيتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل
آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن
يروا سبيل الغى يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا

(1) وهو: بسكون الهاء.
(2) أنجاكم.
(3) يقتلون. بفتح الياء وسكون القاف وضم التاء الخفيفة.
(4) ووعدنا.
(5) موسى. بكسر السين بعدها ياء.
(6) رب أرني بكسر الراء.
(7) تريني ولكن: بضم النون انظر.
(8) تريني.
(9) تجلى بكسر التاء واللام المشددة بعدها ياء.
(10) دكاء.
(11) المؤمنين.
(12) يا موسى: بكسر السين بعدها ياء إني بفتح الياء.
(13) وامر.
(14) يأخذوا.
(15) اياتى.
(16) الرشد بتشديد الراء بالفتح وضم الشين.
183

وكانوا عنها غافلين * (146) * والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت
أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون * (147) * واتخذ قوم موسى من
بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا
يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين * (148) * ولما سقط في
أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا
لنكونن من الخاسرين * (149) * ولما رجع موسى إلى قومه غضبن
أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح
وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني
وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين
* (150) * قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم
الراحمين * (151) * إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة
في الحياة الدنيا وكذلك نجزى المفترين * (152) * والذين عملوا السيئات
ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم * (153) * ولما
سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة
للذين هم لربهم يرهبون * (154) * واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا

(1) موسى: بكسر السين بعدها ياء.
(2) ترحمنا ربنا: بتشديد الباء بالفتح.
(3) وتغفر.
(4) بيسما.
(5) بعدى: بفتح آخره.
(6) وألقى بكسر القاف بعدها ياء.
(7) أم بكسر الميم المشددة.
(8) الدنى بكسر الياء بعدها ياء.
184

فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي
أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء
وتهدى من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين * (155) *
واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك
قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها
للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون * (156) * الذين
يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة
والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم
الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال
التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا
النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون * (157) * قل يا أيها الناس إني
رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله
إلا هو يحيي ويميت فامنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن
بالله وكلمته واتبعوه لعلكم تهتدون * (158) * ومن قوم موسى أمة
يهدون بالحق وبه يعدلون * (159) * وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما

(1) شيت.
(2) من تشاء وأنت.
(3) الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(4) عذابي بفتح الياء.
(5) يوتون.
(6) النبئ.
(7) يأمرهم.
(8) عليهم: بكسر الهاء والميم عليهم: بضم الهاء والميم.
(9) اصارهم.
(10) النبي
(11) يؤمن.
(12) موسى: بكسر السين.
185

وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست
منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم
الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم
وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * (160) * وإذ قيل لهم اسكنوا
هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب
سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين * (161) * فبدل الذين
ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من
السماء بما كانوا يظلمون * (162) * وسلهم عن القرية التي كانت
حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم
شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون * (163) *
وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا
شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون * (164) * فلما نسوا ما ذكروا به
أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب) * بيس) * بما
كانوا يفسقون * (165) * فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين * (166) * وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء

(1) موسى: بكسر السين بعدها ياء إذ استسقيه.
(2) عليهم بكسر الهاء والميم - عليهم بضم الهاء والميم.
(3) والسلوى بكسر الواو وبعدها ياء.
(4) شيتم.
(5) عليهم بضم الهاء.
* انظر الآية 57، 58، 59 منها.
(6) بئس بضم أوله وحذف الياء بعد الهمزة بيئس.
(7) عن ما مقطوع بالانفاق.
186

العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم * (167) * وقطعناهم
في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات
والسيئات لعلهم يرجعون * (168) * فخلف من بعدهم خلف ورثوا
الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا
وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب
أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين
يتقون أفلا تعقلون * (169) * والذين يمسكون بالكتب وأقاموا
الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين * (170) *، وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه
ظلة وظنوا أنه واقع) * بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه
لعلكم تتقون * (171) * وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين * (172) * أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من
قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون * (173) * وكذلك
نفصل الآيات ولعلهم يرجعون * (174) * واتل عليهم نبأ الذي آتيناه
آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * (175) * ولو شيئنا

(1) يأخذون.
(2) يأتهم.
(3) يؤخذ
(4) عليهم بضم الهاء.
(5) أن لا مقطوع بالاتفاق.
(6) يمسكون بضم الياء وسكون الميم وتخفيف السين المكسورة.
(7) بلى: بكسر اللام بعدها ياء.
(8) يقولوا.
(9) شينا.
187

لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب
إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين
كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون * (176) * ساء مثلا
القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون * (177) * من يهد الله
فهو المهتدى ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون * (178) * ولقد ذرأنا
لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم
أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام
بل هم أضل أولئك هم الغافلون * (179) * ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها
وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون * (180) *
وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون * (181) * والذين كذبوا
بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * (182) * وأملى لهم إن كيدي
متين * (183) * أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين
* (184) * أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من
شئ وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث) * بعده
يؤمنون * (185) * من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم

(1) فهو: بسكون الهاء.
(2) ذرأنا.
(3) مواعظ القرآن ظ.
(4) الحسنى. بكسر النون بعدها ياء.
(5) يلحدون. بفتح الياء والحاء.
(6) عسى. بكسر السين بعدها ياء.
188

يعمهون * (186) * يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند
ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم
إلا بغتة يسئلونك كأنك حفى عنها قل إنما علمها عند الله ولكن
أكثر الناس لا يعلمون * (187) * قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء
الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء
إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون * (188) *، هو الذي خلقكم من نفس
واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت
حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صلحا
لنكونن من الشاكرين * (189) * فلما آتاهما صلحا جعلا له شركاء
فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون * (190) * أيشركون ما لا يخلق شيئا
وهم يخلقون * (191) * ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون
* (192) * وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم
أم أنتم صامتون * (193) * إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم
فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين * (194) * ألهم أرجل يمشون بها
أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها

(1) يؤمنون.
(2) يذرهم: بسكون الراء نذرهم: بضم الراء.
(3) مرسيها.
(4) تأتيكم.
(5) شركاء: من غير همزة وبكسر أوله.
(6) الهدى: بكسر الدال بعدها ياء.
(7) لا يتبعوكم: بسكون التاء.
189

قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون * (195) * إن ولى الله الذي نزل
الكتاب وهو يتولى الصالحين * (196) * والذين تدعون من دونه لا يستطيعون
نصركم ولا أنفسهم ينصرون * (197) * وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا
وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون * (198) * خذ العفو وأمر
بالعرف وأعرض عن الجهلين * (199) * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ
فاستعذ بالله إنه سميع عليم * (200) * إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف
من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون * (201) * وإخوانهم يمدونهم
في الغي ثم لا يقصرون * (202) * وإذا لم تأتهم باية قالوا لولا اجتبيتها قل
إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة
لقوم يؤمنون * (203) * وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم
ترحمون * (204) * واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر
من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين * (205) * إن الذين عند
ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون * (206) *
(8) سورة الأنفال مدنية
الا من آية 30 إلى غاية آية 26 فمكية
وآياتها 75 نزلت بعد البقرة

(1) قل ادعوا. بضم الألف الأولى.
(2) كيدوني.
(3) تنظروني.
(4) ولى بياء واحدة في الكتابة ومقروء بيائين
(5) يتولى. بكسر اللام المشددة وفتح الياء.
(6) الهدى. بكسر الدال بعدها ياء.
(7) وتريهم.
(8) وامر.
(9) طيف.
(10) يمدوهم. بضم الياء وكسر الميم الأولى.
(11) تأتهم.
(12) يوحى بكسر الحاء بعدها ياء.
(13) يؤمنون.
(14). القران.
190

بسم الله الرحمن الرحيم
يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا
ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين * (1) * إنما
المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم
آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * (2) * الذين يقيمون الصلاة
ومما رزقناهم ينفقون * (3) * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجت
عند ربهم ومغفرة ورزق كريم * (4) * كما أخرجك ربك من
بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون * (5) * يجادلونك في
الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون * (6) * وإذ
يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة
تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلمته ويقطع دابر الكافرين * (7) *
ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون * (8) * إذ تستغيثون ربكم
فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين * (9) * وما جعله
الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن
الله عزيز حكيم * (10) * إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم

(1) مومنين.
(2) المؤمنون.
(3) عليهم: بضم الهاء.
(4) أنظر الآية 3 منها.
191

من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط
على قلوبكم ويثبت به الأقدام * (11) * إذ يوحى ربك إلى الملائكة أنى
معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب
فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان * (12) * ذلك بأنهم
شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد
العقاب * (13) * ذالكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار * (14) * يا أيها
الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار * (15) *
ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء
بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير * (16) * فلم تقتلوهم ولكن
الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين
منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم * (17) * ذالكم وأن الله موهن كيد
الكافرين * (18) * إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو
خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغنى عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت
وأن الله مع المؤمنين * (19) * يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله
ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون * (20) * ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا

(1) مردفين: بضم الميم وصح الدال.
(2) بشرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(3) يغشاكم النعاس: بضم السين.
(4) وينزل: بسكون النون وكسر الزاي مخففة.
(5) الرعب: بضم العين.
(6) وماويه.
(7) ولكن الله: بكسر النون مخففة وضم الهاء.
(8) ولكن الله رمى: بكسر النون مخففة وضم الهاء وكسر الميم بعدها ياء.
192

وهم لا يسمعون * (21) *، إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين
لا يعقلون * (22) * ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم
لتولوا وهم معرضون * (23) * يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول
إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه
إليه تحشرون * (24) * واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة
واعلموا أن الله شديد العقاب * (25) * واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون
في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره
ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون * (26) * يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا
الله والرسول وتخونوا أمنتكم وأنتم تعلمون * (27) * واعلموا أنما
أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم * (28) * يا أيها
الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم
ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم * (29) * وإذ يمكر بك الذين
كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله
والله خير الماكرين * (30) * وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء
لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين * (31) * وإذ قالوا اللهم

(1) المؤمنين.
(2) موهن: بفتح الواو وتشديد الهاء بالكسر وضم النون منونة - موهن
بضم النون منونة - كيد بفتح الدال
(3) فهو: بسكون الهاء.
(4) فيتكم.
(5) فيهم: بضم الهاء.
(6) خاصة: بتخفيف الصاد.
193

إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا
بعذاب أليم * (32) * وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله
معذبهم وهم يستغفرون * (33) * وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون
عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن
أكثرهم لا يعلمون * (34) * وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء
وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * (35) * إن الذين كفروا
ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون
عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون * (36) *
ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه
جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون * (37) * قل للذين كفروا
إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت
الأولين * (38) * وقتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله
فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير * (39) * وإن تولوا فاعلموا أن الله
مولاكم نعم المولى ونعم النصير * (40) *، واعلموا أنما غنمتم من شئ
فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمسكين

(1) عليهم: بضم الهاء.
(2) أويتنا: بكسر الواو بعدها ياء.
(3) فيهم: بضم الهاء والميم.
(4) ليميز: بضم الياء الأولى وتشديد الياء الثانية بالكسر.
(5) موليكم.
(6) المولى: بكسر اللام بعدها ياء.
194

وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان
يوم التقى الجمعان والله على كل شئ قدير * (41) * إذ أنتم بالعدوة
الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم
لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضى الله أمرا كان مفعولا
ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم
* (42) * إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم
ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور
* (43) * وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم
ليقضى الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور * (44) * يا أيها الذين
آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * (45) *
وأطيعوا الله ورسوله ولا تنزعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن
الله مع الصبرين * (46) * ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديرهم بطرا
ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط * (47) *
وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من
الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه

(1) القربى. بكسر الباء بعدها ياء.
(2) اليتامى: بكسر الميم بعدها ياء.
(3) بالعدوة: بكسر العين - الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(4) بالعدوة: بكسر العين - القصوى: بكسر الواو بعدها ياء.
(5) حيى. بكسر الياء الأولى وفتح الياء الثانية.
(6) أريكهم.
(7) ترجع: بفتح التاء وكسر الجيم.
(8) ورياء.
195

وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله
شديد العقاب * (48) * إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض
غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم * (49) *
ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم
وذوقوا عذاب الحريق * (50) * ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله
ليس بظلم للعبيد * (51) * كدأب آل فرعون والذين من قبلهم
كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوى شديد العقاب
* (52) * ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا
ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم * (53) * كدأب آل فرعون والذين من
قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل
فرعون وكل كانوا ظالمين * (54) * إن شر الدواب عند الله الذين
كفروا فهم لا يؤمنون * (55) * الذين عهدت منهم ثم ينقضون
عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون * (56) * فإما تثقفنهم في الحرب
فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون * (57) * وإما تخافن من قوم
خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين * (58) * ولا يحسبن

(1) إني: بكسر النون المشددة وفتح الباء - أرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(2) أخاف: بضم الهمزة.
(3) ترى - بكسر الراء. بعدها ياء.
(4) يتوفى بكسر الفاء بعدها ياء.
(5) كدأب.
(6) يؤمنون.
(7) تحسبن: بكسر السين بالياء والتاء.
196

الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون * (59) * وأعدوا لهم ما استطعتم
من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين
من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ في سبيل
الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون * (60) *، وإن جنحوا للسلم فاجنح لها
وتوكل على الله إنه هو السميع العليم * (61) * وإن يريدوا أن يخدعوك
فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين * (62) * وألف
بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم
ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم * (63) * يا أيها النبي حسبك
الله ومن اتبعك من المؤمنين * (64) * يا أيها النبي حرض المؤمنين على
القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن
منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون * (65) *
الان خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم
مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين
بإذن الله والله مع الصبرين * (66) * ما كان لنبي أن يكون له أسرى
حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة

(1) أنهم.
(2) ترهبون - بفتح الهاء.
(3) للسلم - بكسر السين المشددة.
(4) بالمؤمنين.
(5) النبئ.
(6) المؤمنين.
(7) ميتين. ومية بابدال الهمزة ياء.
(8) ضعفاء - بضم الضاد - ضعفاء بضم الضاد والعين وبآخرها همزة.
(9) لنبئ أن تكون.
(10) الأسارى.
(11) الدنيى.
197

والله عزيز حكيم * (67) * لولا كتب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم
عذاب عظيم * (68) * فكلوا مما غنمتم حللا طيبا واتقوا الله
إن الله غفور رحيم * (69) * يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى
إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم
والله غفور رحيم * (70) * وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من
قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم * (71) * إن الذين آمنوا وهاجروا
وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا
ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا
مالكم من وليتهم من شئ حتى يهاجروا وإن استنصروكم
في الدين فعليكم النصر إلا على قوم) * بينكم وبينهم ميثاق والله
بما تعملون بصير * (72) * والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه
تكن فتنة في الأرض وفساد كبير * (73) * والذين آمنوا وهاجروا
وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون
حقا لهم مغفرة ورزق كريم * (74) * والذين آمنوا من بعد
وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام

(1) النبئ.
(2) الأسارى.
(3) يوتكم.
(4) ولايتهم - بكسر الواو.
(5) المؤمنون.
198

بعضهم أولى ببعض في كتب الله إن الله بكل شئ عليم * (75) *
(9) سورة التوبة مدنية
الا الآيتين الأخيرتين فمكيتان
وآياتها 129 نزلت بعد المائدة
براءة من الله ورسوله إلى الذين عهدتم من المشركين * (1) * فسيحوا
في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي
الكافرين * (2) * وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر
أن الله برئ من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن
توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم * (3) *
إلا الذين عهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظهروا عليكم
أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين * (4) * فإذا انسلخ
الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم
واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة
فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم * (5) * وإن أحد من المشركين
استجارك فأجره حتى يسمع كلم الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم
لا يعلمون * (6) * كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا

(1) أولى بكسر اللام بعدها ياء.
(2) برى. بتشديد الياء بالضم منونة بقلب الهمزة ياء والإدغام
(3) فهو: بسكون الهاء.
(4) إليهم: بضم الهاء.
199

الذين عهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم
إن الله يحب المتقين * (7) * كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم
إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون * (8) *
اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء
ما كانوا يعملون * (9) * لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم
المعتدون * (10) * فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم
في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون * (11) * وإن نكثوا أيمنهم من
بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقتلوا أئمة الكفر إنهم
لا أيمن لهم لعلهم ينتهون * (12) * ألا تقتلون قوما نكثوا أيمنهم
وهموا بإخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرة أتخشونهم فالله
أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين * (13) * قتلوهم يعذبهم الله بأيديكم
ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين * (14) * ويذهب
غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم * (15) * أم حسبتم
أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون
الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير) * بما تعملون * (16) *

(1) ذمة بتشديد الميم بالكسر.
(2) تأبى: بكسر الباء بعدها ياء.
(3) مؤمن.
(4) أيمة.
(5) إيمان.
(6) مومنين.
(7) يخزهم. بضم الهاء.
(8) عليه بضم الهاء.
(9) إن.
(10) المؤمنين وليجة: بكسر آخره.
200

ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر
أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون * (17) * إنما يعمر مسجد
الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش
إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين * (18) * أجعلتم سقاية
الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجهد
في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدى القوم الظالمين * (19) *
الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم
أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * (20) * يبشرهم ربهم
برحمة منه ورضوان وجنت لهم فيها نعيم مقيم * (21) * خالدين
فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم * (22) * يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا
آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن
يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون * (23) * قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم
وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجرة
تخشون كسادها ومسكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله
وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدى

(1) مسجد.
(2) فعسى: بكسر السين بعدها ياء.
(3) سقية: بضم السين - الحج وعمرة: بفتح العين.
(4) لا يستوون بالإشباع.
(5) يبشرهم: بسكون الباء.
(6) رضوان: بضم الراء.
(7) عشراتكم.
(8) يأتي.
201

القوم الفاسقين * (24) * لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين
إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض
بما رحبت ثم وليتم مدبرين * (25) * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى
المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك
جزاء الكافرين * (26) * ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله
غفور رحيم * (27) * يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا
المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله
من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم * (28) * قتلوا الذين لا يؤمنون
بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون
دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم
صاغرون * (29) * وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح
ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهون قول الذين كفروا من
قبل قتلهم الله أنى يؤفكون * (30) * اتخذوا أحبارهم ورهبانهم
أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا
لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون * (31) * يريدون أن يطفوا نور الله

(1) المؤمنين.
(2) عزيز ابن: بضم الراء من غير تنوين وضم الباء.
(3) يضاهون بنقل الحركة إلى ما قبلها وحذفها وإبدال الهمزة ياء. وتخفيفها في الوقف.
(4) يوفكون.
202

بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون * (32) * هو الذي
أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره
المشركون * (33) * يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان
ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين
يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم
بعذاب أليم * (34) * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم
وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم
تكنزون * (35) * إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله
يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم
فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم
كافة واعلموا أن الله مع المتقين * (36) * إنما النسئ زيادة في الكفر
يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطوا عدة
ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي
القوم الكافرين * (37) * يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا
في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة

(1) ويأبى: بكسر الباء بعدها ياء.
(2) بالهدى. بكسر الدال بعدها ياء.
(3) لياكلون.
(4) يحمى: بكسر الميم بعدها ياء.
(5) فتكوى بكسر الواو بعدها ياء.
(6) فيهن بضم الهاء.
(7) النسئ بكسر السين وضم الياء.
(8) يضل بكسر الضاد.
(9) الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
203

فما متع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل * (38) * إلا تنفروا يعذبكم
عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على
كل شئ قدير * (39) * إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين
كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصحبه لا تحزن إن
الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل
كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم
* (40) * انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل
الله ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون * (41) * لو كان عرضا قريبا
وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون
بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم
لكاذبون * (42) * عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين
صدقوا وتعلم الكاذبين * (43) * لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله
واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم) * بالمتقين
* (44) * إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت
قلوبهم فهم في ريبهم يترددون * (45) *، ولو أرادوا الخروج لأعدوا له

(1) الدنيى. بكسر الياء بعدها ياء.
(2) السفلى. بكسر اللام بعدها ياء.
(3) بفتح آخره.
(4) عليهم. بكسر الهاء والميم - عليهم. بضم الهاء والميم.
(5) يستأذنك.
(6) يؤمنون.
204

عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين * (46) *
لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم
الفتنة وفيكم سمعون لهم والله عليم) * بالظالمين * (47) * لقد ابتغوا
الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم
كارهون * (48) * ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة
سقطوا وإن جهنم لمحيطة) * بالكافرين * (49) * إن تصبك حسنة تسؤهم
وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم
فرحون * (50) * قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله
فليتوكل المؤمنون * (51) * قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين
ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا
فتربصوا إنا معكم متربصون * (52) * قل أنفقوا طوعا أو كرها لن
يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين * (53) * وما منعهم أن تقبل
منهم نفقتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة
إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون * (54) * فلا تعجبك أموالهم
ولا أولدهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق

(1) الفتنة - بكسر آخره.
(2) بضم أوله.
(3) يقبل.
(4) يأتون.
(5) كسالى بكسر اللام.
(6) الدنيى - بكسر الياء بعدها ياء.
205

أنفسهم وهم كافرون * (55) * ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم
منكم ولكنهم قوم يفرقون * (56) * لو يجدون ملجا أو مغارات
أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون * (57) * ومنهم من يلمزك في الصدقات
فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون * (58) *
ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا
الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون * (59) *، إنما الصدقات
للفقراء والمسكين والعملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي
الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله
والله عليم حكيم * (60) * ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو
أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة
للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم * (61) *
يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن
كانوا مؤمنين * (62) * ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له
نار جهنم خلدا فيها ذلك الخزي العظيم * (63) * يحذر المنافقون
أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤا إن الله

(1) مدخلا - بفتح الميم وسكون الدال.
(2) المؤلفة.
(3) يؤذون النبئ.
(4) أذن - بسكون الذال.
(5) يؤمن.
(6) يؤمن للمؤمنين.
(7) رحمة - بكسر اخره منونا.
(8) يؤذون.
(9) مومنين.
(10) تنزل بسكون النون وفتح الزاي.
206

مخرج ما تحذرون * (64) * ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب
قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن * (65) * لا تعتذروا قد كفرتم
بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) * بأنهم
كانوا مجرمين * (66) * المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون
بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم
إن المنافقين هم الفاسقون * (67) * وعد الله المنافقين والمنافقات
والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم
عذاب مقيم * (68) * كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر
أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلقهم فاستمتعتم بخلقكم
كما استمتع الذين من قبلكم بخلقهم وخضتم كالذي خاضوا
أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون * (69) *
ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم
وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله
ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * (70) * والمؤمنون والمؤمنات
بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر

(1) عليهم - بضم الهاء.
(2) يعف - بضم أوله وفتح اخره.
(3) يعذب طائفة بضم اخره منونا.
(4) يأمرون.
(5) أي مثلكم ظ.
(6) بياتيهم.
(7) والموتفكات.
(8) رسلهم - بسكون السين.
(9) المؤمنون والمؤمنات.
207

ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك
سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم * (71) * وعد الله المؤمنين والمؤمنات
جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ومسكن طيبة
في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم * (72) *
يا أيها النبي جهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم
جهنم وبئس المصير * (73) * يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة
الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا
إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم
وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم
في الأرض من ولى ولا نصير * (74) *، ومنهم من عهد الله لئن آتانا
من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين * (75) * فلما آتاهم من
فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون * (76) * فأعقبهم نفاقا في قلوبهم
إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون * (77) *
ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علم الغيوب * (78) *
الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون

(1) يوتون.
(2) رضوان: بضم الراء.
(3) عليهم: بضم الهاء.
(4) وماويهم.
(5) وبيس.
(6) الغيوب: بكسر العين.
(7) المؤمنين.
208

إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم * (79) *
استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة
فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدى
القوم الفاسقين * (80) * فرح المخلفون بمقعدهم خلف رسول الله
وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا
لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون * (81) *
فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء) * بما كانوا يكسبون * (82) * فإن
رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا
معي أبدا ولن تقتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة
فاقعدوا مع الخلفين * (83) * ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم
على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون * (84) * ولا
تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في
الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون * (85) * وإذا أنزلت سورة
أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استئذنك أولوا الطول منهم
وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين * (86) * رضوا بأن يكونوا مع الخوالف

(1) فاستأذنوك.
(2) معي: بكسر العين بعدها ياء.
209

وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون * (87) * لكن الرسول والذين آمنوا
معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك
هم المفلحون * (88) * أعد الله لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين
فيها ذلك الفوز العظيم * (89) * وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم
وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم
عذاب أليم * (90) * ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين
لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين
من سبيل والله غفور رحيم * (91) * ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم
قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع
حزنا ألا يجدوا ما ينفقون * (92) * إنما السبيل على الذين يستأذنونك
وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم
فهم لا يعلمون * (93) * يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا
لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم
ورسوله ثم تردون إلى علم الغيب والشهدة فينبئكم بما كنتم
تعملون * (94) * سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم

(1) ليؤذن.
(2) المرضى: بكسر الضاد بعدها ياء.
(3) آتوك.
(4) يستاذنوك.
(5) إليهم: بضم الهاء.
(6) نومن.
* أنظر الآية 43، 44 من التوبة.
210

فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء) * بما كانوا
يكسبون * (95) * يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن
الله لا يرضى عن القوم الفاسقين * (96) * الأعراب أشد كفرا ونفاقا
وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم * (97) *
ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر
عليهم دائرة السوء والله سميع عليم * (98) * ومن الأعراب من يؤمن بالله
واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربت عند الله وصلوات الرسول
ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم
* (99) * والسابقون الأولون من المهجرين والأنصار والذين اتبعوهم
بأحسن رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى
تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم * (100) * وممن حولكم
من الأعراب منفقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق
لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم
* (101) * وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صلحا وآخر سيئا عسى
الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم * (102) * خذ من أموالهم صدقة

(1) ماويهم.
(2) يرضى: بكسر الضاد بعدها ياء.
(3) عليهم: بضم الهاء.
(4) يؤمن.
(5) قربة. بفتح التاء منونة.
211

تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله
سميع عليم * (103) * ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ
الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم * (104) * وقل اعملوا فسيرى الله
عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى علم الغيب والشهدة
فينبئكم بما كنتم تعملون * (105) * وآخرون مرجون لأمر الله إما
يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم * (106) * والذين اتخذوا
مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا) * بين المؤمنين وإرصادا لمن
حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله
يشهد إنهم لكاذبون * (107) * لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى
من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله
يحب المطهرين * (108) * أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان
خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم
والله لا يهدي القوم الظالمين * (109) * لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة
في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم * (110) *، إن الله
اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقتلون

(1) وتزكيهم.
(2) عليهم: بضم الهاء فيهما.
(3) صلواتك: بكسر التاء.
(4) يأخذ.
(5) المؤمنون.
(6) مرجئون: بفتح الجيم.
(7) المؤمنين.
(8) المؤمنين.
(9) أسس: بضم أوله - بنيانه: بضم النون الثانية.
(10) جرف - بسكون الراء.
(11) تقطع: بضم أوله.
(12) اشترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(13) المؤمنين.
212

في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل
والقرءان ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي
بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم * (111) * التائبون العابدون الحامدون
السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن
المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين * (112) * ما كان للنبي
والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى
من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم * (113) * وما كان استغفار
إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه
عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم * (114) * وما كان الله ليضل
قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شئ
عليم * (115) * إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم
من دون الله من ولى ولا نصير * (116) * لقد تاب الله على النبي والمهجرين
والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ
قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم * (117) * وعلى
الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت

(1) والقران.
(2) للنبئ.
(3) قربى: بكسر الباء بعدها ياء.
(4) ابراهام.
(5) النبئ.
(6) العسرة: بضم السين.
(7) عليهم: بضم الهاء.
(8) ضيقت: بكسر الضاد.
213

عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم عليهم ليتوبوا
إن الله هو التواب الرحيم * (118) * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا
مع الصادقين * (119) * ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب
أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك
بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا
يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب
لهم به عمل صلح إن الله لا يضيع أجر المحسنين * (120) * ولا ينفقون
نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم
ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون * (121) *، وما كان المؤمنون
لينفروا كافة فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في
الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون * (122) *
يا أيها الذين آمنوا قتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم
غلظة واعلموا أن الله مع المتقين * (123) * وإذا ما أنزلت سورة فمنهم
من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا
وهم يستبشرون * (124) * وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا

(1) عليهم: بضم الهاء.
(2) فرط - ظ.
(3) المؤمنون.
(4) إليهم: بضم الهاء.
214

إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون * (125) * أولا يرون أنهم يفتنون
في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون * (126) * وإذا
ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا
صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون * (127) * لقد جاءكم
رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم * (128) * فإن تولوا فقل حسبي الله
لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم * (129) *
(10) سورة يونس مكية
إلا الآيات 40 و 94 و 95 و 96 فمدينة
وآياتها 109 نزلت بعد الإسراء
بسم الله الرحمن الرحيم
الر تلك آيات الكتاب الحكيم * (1) * أكان للناس عجبا أن أوحينا
إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق
عند ربهم قال الكافرون إن هذا لسحر مبين * (2) * إن ربكم
الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على
العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذالكم الله ربكم

(1) يريكم.
(2) رؤوف.
(3) بسكون الهاء.
(4) استوى: بكسر الواو بعدها ياء.
(5) انظر الآية.
(5) منها.
215

فاعبدوه أفلا تذكرون * (3) * إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا
إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات
بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم) * بما
كانوا يكفرون * (4) * هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا
وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك
إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون * (5) * إن في اختلف الليل
والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون * (6) *
إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها
والذين هم عن آياتنا غفلون * (7) * أولئك مأواهم النار بما كانوا
يكسبون * (8) * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم
بإيمانهم تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم * (9) * دعواهم
فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد
لله رب العالمين * (10) * ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم
بالخير لقضى إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم
يعمهون * (11) * وإذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما

(1) ماويهم.
(2) تحتهم: بكسر الهاء والميم تحتهم. بضم الهاء والميم.
(3) دعويهم.
(4) لقضى: بفتح القاف. إليهم بضم الهاء.
216

فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين
للمسرفين ما كانوا يعملون * (12) * ولقد أهلكنا القرون من قبلكم
لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك
نجزى القوم المجرمين * (13) * ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم
لننظر كيف تعملون * (14) * وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين
لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي
أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلى إني أخاف إن
عصيت ربي عذاب يوم عظيم * (15) * قل لو شاء الله ما تلوته عليكم
ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون * (16) *
فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح
المجرمون * (17) * ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم
ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم
في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون * (18) * وما كان
الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك
لقضى بينهم فيما فيه يختلفون * (19) * ويقولون لولا أنزل عليه آية

(1) ليومنوا.
(2) عليهم بضم الهاء.
(3) بقران.
(4) لي: بكسر اللام بعدها ياء مفتوحة.
(5) نفسي: بفتح الياء.
(6) يوحى: بكسر الحاء.
(7) انى: بفتح الياء.
(8) افترى: بكسر الراء.
(9) تعالى بكسر اللام بعدها ياء.
217

من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين * (20) *
وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر
في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون * (21) *
هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم
بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل
مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين
لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين * (22) * فلما أنجاهم إذا هم
يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم
متع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون
* (23) * إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به
نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض
زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قدرون عليها أتاها أمرنا
ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك
نفصل الآيات لقوم يتفكرون * (24) * والله يدعوا إلى دار السلم
ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم * (25) * للذين أحسنوا الحسنى وزيادة

(1) رسلنا: بسكون السين.
(2) الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(3) يأكل.
(4) الحسنى: بكسر النون بعدها ياء.
218

ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون
* (26) * والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة) * بمثلها وترهقهم ذلة
ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل
مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * (27) * ويوم نحشرهم جميعا
ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم
وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون * (28) * فكفى بالله شهيدا) *
بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين * (29) * هنالك تبلوا كل
نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا
يفترون * (30) * قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع
والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر
الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون * (31) * فذالكم الله ربكم
الحق فما ذا بعد الحق إلا الضلل فأنى تصرفون * (32) * كذلك حقت كلمت
ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون * (33) * قل هل من شركائكم
من يبدؤا الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤا الخلق ثم يعيده
فأنى تؤفكون * (34) * قل هل من شركائكم من يهدى إلى الحق

(1) قطعا: بسكون الطاء.
(2) فكفى: بكسر الفاء بعدها ياء.
(3) مواليهم بضم الهاء.
(4) الميت. بسكون الياء.
(5) فأنى بكسر النون المشددة.
(6) حقت.
(7) كلمت.
(8) توفكون.
219

قل الله يهدى للحق أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى إلا
أن يهدى فما لكم كيف تحكمون * (35) * وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن
الظن لا يغنى من الحق شيئا إن الله عليم) * بما يفعلون * (36) * وما كان
هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين
يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين * (37) * أم يقولون
افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله
إن كنتم صادقين * (38) * بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم
تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عقبة
الظالمين * (39) * ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك
أعلم بالمفسدين * (40) * وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم
أنتم بريون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون * (41) * ومنهم من يستمعون
إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون * (42) * ومنهم من ينظر
إليك أفأنت تهدى العمى ولو كانوا لا يبصرون * (43) * إن الله لا يظلم
الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون * (44) * ويوم يحشرهم كأن لم
يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا

(1) يهدى. بضم الهاء يهدى. بفتح الهاء يهدى: بكسر الهاء.
(2) القران.
(3) يفترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(4) فاتوا.
(5) يأتهم تأويله
(6) يؤمن.
220

بلقاء الله وما كانوا مهتدين * (45) * وإما نرينك بعض الذي نعدهم
أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون * (46) * ولكل
أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون
* (47) * ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * (48) * قل لا أملك
لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم
فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون * (49) * قل أرءيتم إن أتاكم
عذابه بيتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون * (50) * أثم إذا ما وقع
آمنتم به الان وقد كنتم به تستعجلون * (51) * ثم قيل للذين
ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون * (52) *
ويستنبئونك أحق هو قل إي وربى إنه لحق وما أنتم بمعجزين * (53) * ولو
أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما
رأوا العذاب وقضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون * (54) * ألا إن لله
ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون
* (55) * هو يحيي ويميت وإليه ترجعون * (56) * يا أيها الناس قد جاءتكم
موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين * (57) *

(1) أريتم.
(2) وربى: بفتح أمواتا - ظ -
(3) وربى: بفتح الياء.
(4) أمواتا - ظ -.
(5) وهدى. بكسر الدال بعدها ياء.
(6) للمؤمنين.
221

قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون * (58) *
قل أرءيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحللا
قل أألله أذن لكم أم على الله تفترون * (59) * وما ظن الذين يفترون على الله
الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم
لا يشكرون * (60) * وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرءان
ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه
وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا
أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتب مبين * (61) * ألا إن أولياء الله
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * (62) * الذين آمنوا وكانوا يتقون * (63) *
لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمت الله
ذلك هو الفوز العظيم * (64) * ولا يحزنك قولهم إن العزة لله
جميعا هو السميع العليم * (65) * ألا إن لله من في السماوات ومن في
الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون
إلا الظن وإن هم إلا يخرصون * (66) * هو الذي جعل لكم الليل
لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون * (67) *

(1) فلتفرحوا.
(2) تجمعون.
(3) قران.
(4) يعزب: بكسر الزاي.
(5) عليهم: بضم الهاء.
(6) البشرى: بكسر الراء.
(7) الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(8) يحزنك: بضم الياء وكسر الزاي.
222

قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغنى له ما في السماوات وما في
الأرض إن عندكم من سلطن) * بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون * (68) *
قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * (69) * متع في
الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا
يكفرون * (70) * واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يقوم إن كان
كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت
فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم
اقضوا إلى ولا تنظرون * (71) * فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن
أجرى إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين * (72) * فكذبوه
فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين
كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عقبة المنذرين * (73) * ثم بعثنا من
بعده رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا
به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين * (74) * ثم بعثنا من
بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملايه بآياتنا فاستكبروا
وكانوا قوما مجرمين * (75) * فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا

(1) الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(2) شركاؤكم.
(3) تنظرونى.
(4) أجرى: بكسر الراء وياء ساكنة.
(5) ليومنوا.
(6) موسى: بكسر السين.
223

إن هذا لسحر مبين * (76) * قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا
ولا يفلح الساحرون * (77) * قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه
آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين * (78) *
وقال فرعون ائتوني بكل سحر عليم * (79) * فلما جاء السحرة قال لهم
موسى ألقوا ما أنتم ملقون * (80) * فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به
السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * (81) * ويحق
الله الحق بكلمته ولو كره المجرمون * (82) * فما آمن لموسى إلا ذرية
من قومه على خوف من فرعون وملأهم أن يفتنهم وإن فرعون
لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين * (83) * وقال موسى يقوم إن كنتم
آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين * (84) * فقالوا على الله
توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين * (85) * ونجنا برحمتك
من القوم الكافرين * (86) * وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما
بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر
المؤمنين * (87) * وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة
وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس

(1) أجيئنا.
(2) بمومنين.
(3) موسى: بكسر السين.
(4) جيتم.
(5) ببوتا: بكسر أوله.
(6) بيوتكم: بكسر أوله
(7) المؤمنين.
(8) الدنيى: بكسر الياء.
(9) ليصلوا.
224

على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم
* (88) * قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين
لا يعلمون * (89) *، وجوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده
بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي
آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين * (90) * الان وقد عصيت قبل
وكنت من المفسدين * (91) * فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن
خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون * (92) * ولقد
بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا
حتى جاءهم العلم إن ربك يقضى بينهم يوم القيامة فيما كانوا
فيه يختلفون * (93) * فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسل الذين
يقرؤن الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن
من الممترين * (94) * ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون
من الخاسرين * (95) * إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون * (96) *
ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم * (97) * فلو لا كانت
قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم

(1) يؤمنوا.
(2) تتبعان: بسكون التاء الثانية وتخفيف النون المكسورة. تثبتان: بسكون التاء الثانية وكسر الياء. ونيف النون المكسورة.
(3) إنه.
(4) آلان.
(5) طافيا - ظ.
(6) بوانا.
(7) فسل.
(8) عليهم: بضم الهاء كلمات.
(9) يؤمنون.
225

عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين * (98) * ولو شاء ربك
لامن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا
مؤمنين * (99) * وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس
على الذين لا يعقلون * (100) * قل انظروا ماذا في السماوات والأرض
وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون * (101) * فهل ينتظرون
إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم
من المنتظرين * (102) * ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج
المؤمنين * (103) * قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد
الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم
وأمرت أن أكون من المؤمنين * (104) * وأن أقم وجهك للدين حنيفا
ولا تكونن من المشركين * (105) * ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك
ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين * (106) * وإن يمسسك
الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد
لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم * (107) *
قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدى

(1) الدنيى: بكسر الياء.
(2) مومنين.
(3) تومن.
(4) يؤمنون.
(5) رسلنا: بسكون السين.
(6) المؤمنين.
(7) حقيته - ظ
(8) يتوفيكم.
(9) وهو: بسكون الهاء.
(10) اهتدى. بكسر الدال.
226

لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل * (108) *
واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحكمين * (109) *
11 - سورة هود مكية
الا الآيات 12 و 17 و 114 فمدينة
وآياتها 123 نزلت بعد سورة يونس
بسم الله الرحمن الرحيم
الر كتب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير * (1) * ألا
تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير * (2) * وأن استغفروا ربكم
ثم توبوا إليه يمتعكم متعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي
فضل فضله وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير * (3) *
إلى الله مرجعكم وهو على كل شئ قدير * (4) * ألا إنهم يثنون
صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم
ما يسرون وما يعلنون إنه عليم) * بذات الصدور * (5) *، وما من دابة
في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل
في كتب مبين * (6) * وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة
أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت

(1) يوت.
(2) فانى. بفتح آخره.
(3) وهو. بسكون الها.
227

إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا
سحر مبين * (7) * ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن
ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به
يستهزؤون * (8) * ولئن أذقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها
منه إنه ليؤس كفور * (9) * ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته
ليقولن ذهب السيئات عنى إنه لفرح فخور * (10) * إلا الذين صبروا
وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير * (11) * فلعلك
تارك بعض ما يوحى إليك وضائق) * به صدرك أن يقولوا لولا
أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل
شئ وكيل * (12) * أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله
مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين * (13) *
فألم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو
فهل أنتم مسلمون * (14) * من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف
إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * (15) * أولئك الذين ليس لهم
في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وبطل ما كانوا يعملون * (16)

(1) ساحر.
(2) يأتيهم: بضم الهاء.
(3) بفتح الياء.
(4) يوحى: بكسر الحاء.
(5) فاتوا
(6) الدنى: بكسر الياء.
(7) إليهم: بضم الهاء.
228

أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتب
موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب
فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن
أكثر الناس لا يؤمنون * (17) * ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا
أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على
ربهم ألا لعنة الله على الظالمين * (18) * الذين يصدون عن سبيل الله
ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون * (19) * أولئك لم يكونوا
معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضعف
لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون * (20) *
أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون * (21) *
لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون * (22) * إن الذين آمنوا وعملوا
الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها
خالدون * (23) * مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع
هل يستويان مثلا أفلا تذكرون * (24) * ولقد أرسلنا نوحا إلى
قومه إني لكم نذير مبين * (25) * أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم

(1) موسى: بكسر السين.
(2) يؤمنون به.
(3) يؤمنون.
(4) افترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(5) يضعف: بتشديد العين المفتوحة.
(6) كالأعمى: بكسر الميم بعدها ياء.
(7) إني: بفتح الياء.
229

عذاب يوم أليم * (26) * فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا
بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما
نرى لكم علينا من فضل) * بل نظنكم كذبين * (27) * قال يقوم أرءيتم
إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم
أنلزمكموها وأنتم لها كارهون * (28) * ويقوم لا أسألكم عليه
مالا إن أجرى إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملقوا
ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون * (29) * ويقوم من ينصرني من
الله إن طردتهم أفلا تذكرون * (30) * ولا أقول لكم عندي
خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين
تزدرى أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني
إذا لمن الظالمين * (31) * قالوا ينوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا
بما تعدنا إن كنت من الصادقين * (32) * قال إنما يأتيكم به الله إن
شاء وما أنتم بمعجزين * (33) * ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم
إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون * (34) *

(1) بادئ الرأي: بكسر الياء.
(2) نرى بكسر الراء بعدها ياء.
(3) فعميت: بفتح العين وتخفيف الميم.
(4) أجرى بسكون الياء.
(5) ولكني: بفتح الياء.
(6) نصحى: بفتح الياء.
(7) ترجعون: بفتح التاء وكسر الجيم.
230

وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون * (36) * واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا
تخطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون * (37) * ويصنع الفلك وكلما مر
عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم
كما تسخرون * (38) * فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل
عليه عذاب مقيم * (39) * حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل
فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول
ومن آمن وما آمن معه إلا قليل * (40) *، وقال اركبوا فيها بسم الله
مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم * (41) * وهى تجرى بهم في
موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يبنى اركب
معنا ولا تكن مع الكافرين * (42) * قال ساوى إلى جبل يعصمني
من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما
الموج فكان من المغرقين * (43) * وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء
أقلعي وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدا
للقوم الظالمين * (44) * ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي

(1) يؤمن.
(2) يأتيه.
(3) من كل: بتشديد اللام بالكسر بغير تنوين.
(4) مجريها: بضم الميم وكسر الراء بعدها ياء -
مجريها: بضم الميم وفتح الراء.
(5) مرسيها. بضم الميم وكسر السين.
(6) وهى. بسكون الهاء.
(7) نادى: بكسر الدال.
231

وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحكمين * (45) * قال ينوح إنه ليس من
أهلك إنه عمل غير صلح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك
أن تكون من الجهلين * (46) * قال رب إني أعوذ بك أن أسلك ما ليس لي
به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين * (47) * قيل ينوح اهبط
بسلم منا وبركت عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم
ثم يمسهم منا عذاب أليم * (48) * تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك
ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العقبة
للمتقين * (49) * وإلى عاد أخاهم هودا قال يقوم اعبدوا الله ما لكم
من إله غيره إن أنتم إلا مفترون * (50) * يقوم لا أسألكم عليه أجرا
إن أجرى إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون * (51) * ويقوم استغفروا
ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة
إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين * (52) * قالوا يهود ما جئتنا ببينة وما
نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين * (53) * إن نقول
إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أنى
برئ مما تشركون * (54) * من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون * (55) *

(1) الحق: بتشديد القاف بالكسر.
(2) عمل: بفتح العين واللام وكسر الميم - غير بفتح الراء.
(3) تسألن. بتشديد النون
بالكسر - تسألني - بتشديد النون بالكسر بعدها ياء - تسألن - بم التاء وتشديد النون بالفتح تسألني - بكسر النون بعدها ياء
(4) انى بفتح الياء.
(5) غيره: بكسر الراء والهاء.
(6) أجرى. بياء ساكنة
(7) جيتنا.
(8) بمومنين.
(9) تنظرني. بفتح النون وضم الظاء.
232

إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن
ربي على صراط مستقيم * (56) * فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به
إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على
كل شئ حفيظ * (57) * ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه
برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ * (58) * وتلك عاد جحدوا بآيات
ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد * (59) * وأتبعوا في
هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد
قوم هود * (60) *، وإلى ثمود أخاهم صلحا قال يقوم اعبدوا الله ما لكم
من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه
ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب * (61) * قالوا يصلح قد كنت فينا
مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما
تدعونا إليه مريب * (62) * قال يقوم أرءيتم إن كنت على بينة من
ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما
تزيدونني غير تخسير * (63) * ويقوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها
تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب * (64) *

(1) سراط.
(2) الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(3) غيره: بكسر الراء والهاء.
(4) تأكل.
(5) فياخذكم.
233

فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب
* (65) * فلما جاء أمرنا نجينا صلحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن
خزي يومئذ إن ربك هو القوى العزيز * (66) * وأخذ الذين ظلموا
الصيحة فأصبحوا في ديرهم جاثمين * (67) * كأن لم يغنوا فيها
ألا إن ثمودا كفروا ربهم ألا بعدا لثمود * (68) * ولقد جاءت
رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلما قال سلام فما لبث أن جاء
بعجل حنيذ * (69) * فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم
خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط * (70) * وامرأته قائمة
فضحكت فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحاق يعقوب * (71) * قالت
يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشئ عجيب * (72) *
قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركته عليكم أهل البيت
إنه حميد مجيد * (73) * فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى
يجادلنا في قوم لوط * (74) * إن إبراهيم لحليم أواه منيب * (75) * يا إبراهيم
أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود
* (76) * ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال

(1) ثمودا.
(2) لثمودا.
(3) رسلنا: بسكون السين.
(4) بالبشرى: بكسر الراء.
(5) قال سلم: بكسر السين وسكون اللام.
(6) رئى - بكسر الهمزة - رء - بكسر الراء والهمزة مكسورة منونة.
(7) يعقوب. بضم الباء.
(8) يا ويلتي بكسر التاء.
(9) آألد.
(10) رسلنا: بسكون السين.
(11) ضيق بكسر الضاد.
234

هذا يوم عصيب * (77) * وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا
يعملون السيئات قال يقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا
الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد * (78) * قالوا لقد
علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد * (79) * قال لو أن لي بكم
قوة أو آوى إلى ركن شديد * (80) * قالوا يلوط إنا رسل ربك
لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم
أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس
الصبح بقريب * (81) * فلما جاء أمرنا جعلنا عليها سافلها وأمطرنا
عليها حجارة من سجيل منضود * (82) * مسومة عند ربك وما هي
من الظالمين ببعيد * (83) *، وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يقوم
اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان
إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط * (84) * ويقوم أوفوا
المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا
في الأرض مفسدين * (85) * بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين
وما أنا عليكم بحفيظ * (86) * قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك

(1) تخزوني.
2 - ضيفي: بفتح الياء.
3 - فاسر.
4 - إلا أمرئتك: بضم التاء.
5 - غيره: بكسر الراء والهاء.
6 - إني: بفتح الياء. أريكم.
7 - مومنين.
8 - أصلواتك.
9 - تامرك.
235

ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم
الرشيد * (87) * قال يقوم أرءيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني
منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن
أريد إلا الأصلح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت
وإليه أنيب * (88) * ويقوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل
ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صلح وما قوم لوط منكم
ببعيد * (89) * واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم
ودود * (90) * قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا
ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز * (91) * قال
يقوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا
إن ربي بما تعملون محيط * (92) * ويقوم اعملوا على مكانتكم إني
عمل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كذب وارتقبوا
إني معكم رقيب * (93) * ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه
برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديرهم جاثمين
* (94) * كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود * (95) *

(1) ما نشا.
2 - أنهيكم.
3 - توفيقي.
4 - شقاقى: بفتح الياء.
5 - لنريك.
6 - أرهطى: بفتح الياء.
7 - مكاناتكم.
8 - أنظر الآية 135 منها.
236

ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطن مبين * (96) * إلى فرعون وملأه
فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد * (97) * يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود * (98) * وأتبعوا في هذه
لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود * (99) * ذلك من أنباء القرى
نقصه عليك منها قائم وحصيد * (100) * وما ظلمناهم ولكن ظلموا
أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من
شئ لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب * (101) * وكذلك أخذ
ربك إذا أخذ القرى وهى ظلمة إن أخذه أليم شديد * (102) * إن في
ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس
وذلك يوم مشهود * (103) * وما نؤخره إلا لأجل معدود * (104) * يوم
يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقى وسعيد * (105) * فأما الذين
شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق * (106) * خالدين فيها ما دامت
السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد * (107) *، وأما
الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا
ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ * (108) * فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء

(1) بيس.
(2) القرى: بكسر الراء.
(3) وهى: بسكون الهاء.
(4) نوخره.
(5) تكلم: بضم التاء.
(6) سمدوا. بفتح السين.
237

ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم
غير منقوص * (109) * ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا
كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم وإنهم لفي شك منه مريب * (110) *
وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير * (111) *
فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون
بصير * (112) * ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم
من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون * (113) * وأقم الصلاة طرفي النهار
وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى
للذاكرين * (114) * واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين * (115) * فلو لا
كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في
الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه
وكانوا مجرمين * (116) * وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها
مصلحون * (117) * ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون
مختلفين * (118) * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك
لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين * (119) * و * (كلا نقص عليك

(1) وإن: بسكون النون.
(2) لما: بفتح الميم مخففة.
(3) زلفا: بضم اللام.
(4) ذكرى: بكسر الراء بعدها ياء. بقية: بسكون القاف وفتح الياء مخففة.
(6) القرى: بكسر الراء بعدها ياء.
238

من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة
وذكرى للمؤمنين * (120) * وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على
مكانتكم إنا عاملون * (121) * وانتظروا إنا منتظرون * (122) * ولله
غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده
وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون * (123) *
(12) سورة يوسف مكية
الا الآيات 1 و 2 و 3 و 7 فمدنية
وآياتها 111 نزلت بعد سورة هود
بسم الله الرحمن الرحيم
الر تلك آيات الكتاب المبين * (1) * إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم
تعقلون * (2) * نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك
هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين * (3) * إذ قال يوسف
لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر
رأيتهم لي ساجدين * (4) * قال يبنى لا تقصص رؤياك على إخوتك
فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للانسان عدو مبين * (5) * وكذلك
يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك

(1) فوادك.
(2) للمؤمنين.
(3) يؤمنون.
(4) مكاناتكم.
(5) يرجع: بفتح الياء وكسر الجيم.
(6) يعملون.
(7) قرانا.
(8) القران.
(9) يا أبت: بفتح الباء - يا أبه: بسكون الهاء - يا أبى.
(10) عقر: بسكون الشين.
(11) تأويل.
239

وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحق
إن ربك عليم حكيم * (6) *، لقد كان في يوسف وإخوته آيات
للسائلين * (7) * إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن
عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين * (8) * اقتلوا يوسف أو اطرحوه
أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين * (9) *
قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيبت الجب يلتقطه
بعض السيارة إن كنتم فعلين * (10) * قالوا يأبانا ما لك لا تأمنا
على يوسف وإنا له لناصحون * (11) * أرسله معنا غدا يرتع ويلعب
وإنا له لحافظون * (12) * قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن
يأكله الذئب وأنتم عنه غفلون * (13) * قالوا لئن أكله الذئب
ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون * (14) * فلما ذهبوا به وأجمعوا
أن يجعلوه في غيبت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا
وهم لا يشعرون * (15) * وجاؤا أباهم عشاء يبكون * (16) * قالوا
يأبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متعنا فأكله
الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين * (17) * وجاؤا على قميصه

(1) مبين. بضم النون منونة.
(2) غيابات.
(3) تامنا.
(4) يرتع. بكسر العين - نرتع. بسكون العين نرتعى.
(5) نلعب.
(6) لحزنى. بضم الياء الأولى وكسر الزاي.
(7) الذيب.
(8) بمؤمن.
240

بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان
على ما تصفون * (18) * وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى
دلوه قال يا بشراي هذا غلام وأسروه بضعة والله عليم) * بما يعملون
* (19) * وشروه بثمن) * بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين
* (20) * وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن
ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه
من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس
لا يعلمون * (21) * ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى
المحسنين * (22) * وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت
الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي
إنه لا يفلح الظالمون * (23) * ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهن
ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا
المخلصين * (24) * واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا
سيدها لدا الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن
أو عذاب أليم * (25) * قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها

(1) فادلى. بكسر اللام بعدها ياء.
(2) يا بشراي ثلاثة أوجه الإمالة المحصنة وبين بين وفتح.
(3) عسى: بكسر السين بعدها ياء.
(4) تأويل
(5) هيت - هئت بكسر أوله وفتح التاء فيهما - هئت - هيت بكسر أوله وضم التاء فيهما.
(6) ربي. بفتح الياء.
(7) رئى. بفتح الراء وكسر الهمزة - رئى بكسر الراء والهمزة
(8) المخلصين. بكسر اللام الثانية.
241

إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين * (26) * وإن كان
قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين * (27) * فلما رأى قميصه
قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم * (28) * يوسف أعرض
عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين * (29) *، وقال
نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا
إنا لنراها في ضلال مبين * (30) * فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن
واعتدت لهن متكا وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج
عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حش لله ما
هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم * (31) * قالت فذلكن الذي لمتنني
فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره
ليسجنن وليكونا من الصاغرين * (32) * قال رب السجن أحب إلى مما
يدعونني إليه وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن
من الجهلين * (33) * فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو
السميع العليم * (34) * ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى
حين * (35) * ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا

(1) وهو: بسكون الهاء.
(2) رئى. بفتح الراء وكسر الهمزة. رئى بكسر الراء والهمزة.
(3) فتيها.
(4) لنريها.
(5) إليهن بضم الياء.
(6) متكا.
(7) وقالت بضم التاء.
(8) عليهن: بضم الهاء.
(9) حاشا.
(10) إني بفتح الياء.
(11) أراني: بفتح الياء.
242

وقال الاخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا
بتأويله إنا نراك من المحسنين * (36) * قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا
نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني
تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون * (37) * واتبعت
ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك
بالله من شئ ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر
الناس لا يشكرون * (38) * يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير
أم الله الواحد القهار * (39) * ما تعبدون من دونه إلا أسماء
سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطن إن الحكم
إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس
لا يعلمون * (40) * يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقى ربه خمرا وأما
الاخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضى الأمر الذي فيه
تستفتيان * (41) * وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك
فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين * (42) * وقال
الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع

(1) أراني: بفتح الياء.
(2) رأسي.
(3) تأكل.
(4) بتأويله.
(5) يأتيكما.
(6) ربي: بفتح الياء.
(7) فأنسيه.
(8) إني أرى: بفتح الياء. الأولى وكسر الراء.
(9) يأكلهن.
243

سنبلت خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن
كنتم للرؤيا تعبرون * (43) * قالوا أضغث أحلم وما نحن بتأويل
الأحلام بعالمين * (44) * وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة
أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون * (45) * يوسف أيها الصديق أفتنا
في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلت
خضر وأخر يابسات لعلى أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون * (46) *
قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا
قليلا مما تأكلون * (47) * ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن
ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون * (48) * ثم يأتي من بعد ذلك
عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون * (49) * وقال الملك ائتوني به
فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فسله ما بال النسوة التي
قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم * (50) * قال ما خطبكن
إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حش لله ما علمنا عليه من
سوء قالت امرأة العزيز الان حصحص الحق أنا راودته عن
نفسه وإنه لمن الصادقين * (51) * ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب

(1) فأرسلوني.
(2) لعلى: بفتح الياء.
(3) فسله.
244

وأن الله لا يهدى كيد الخائنين * (52) *، وما أبرئ نفسي إن النفس
لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم * (53) * وقال
الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا
مكين أمين * (54) * قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم * (55) *
وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب
برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين * (56) * ولأجر الآخرة
خير للذين آمنوا وكانوا يتقون * (57) * وجاء إخوة يوسف
فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون * (58) * ولما جهزهم
بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أنى أوفى الكيل
وأنا خير المنزلين * (59) * فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي
ولا تقربون * (60) * قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون * (61) *
وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها
إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون * (62) * فلما رجعوا إلى أبيهم
قالوا يأبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له
لحافظون * (63) * قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه

(1) نفسي: بفتح الياء.
(2) ربي: بفتح الياء.
(3) أنى: بفتح الياء.
(4) تاتونى.
(5) يكتل.
245

من قبل فالله خير حفظا وهو أرحم الراحمين * (64) * ولما فتحوا متعهم
وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يأبانا ما نبغي هذه بضاعتنا
ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك
كيل يسير * (65) * قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من
الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال الله على
ما نقول وكيل * (66) * وقال يبنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا
من أبواب متفرقة وما أغنى عنكم من الله من شئ إن الحكم إلا
لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون * (67) * ولما دخلوا
من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغنى عنهم من الله من شئ إلا
حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمنه ولكن
أكثر الناس لا يعلمون * (68) * ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه
قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون * (69) * فلما جهزهم
بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها
العير إنكم لسارقون * (70) * قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون * (71) *
قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم * (72) *

(1) حفظا وهو: بسكون الهاء.
(2) إليهم: بضم الهاء.
(3) توتونى مع الهمز وبدونه.
(4) قضيها.
(5) إني: بفتح الياء - أنا.
(6) عليهم: بضم الهاء.
246

قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سرقين * (73) *
قالوا فما جزؤه إن كنتم كذبين * (74) * قالوا جزؤه من وجد في
رحله فهو جزؤه كذلك نجزى الظالمين * (75) * فبدأ بأوعيتهم
قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف
ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجت
من نشاء وفوق كل ذي علم عليم * (76) *، قالوا إن يسرق فقد
سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم
قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون * (77) * قالوا يا أيها العزيز
إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين * (78) *
قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متعنا عنده إنا إذا
لظالمون * (79) * فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم
تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم
في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي
وهو خير الحكمين * (80) * ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يأبانا إن ابنك
سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين * (81) *

(1) جينا.
(2) فهو: بسكون الهاء.
(3) ليأخذ.
(4) درجات من يشاء.
(5) تأخذ.
(6) يأذن.
(7) لي: بفتح الياء أبى: بفتح الياء.
247

وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون * (82) *
قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم
جميعا إنه هو العليم الحكيم * (83) * وتولى عنهم وقال يا أسفي على
يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم * (84) * قالوا تالله
تفتؤا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين * (85) *
قال إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون * (86) *
يبنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله
إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون * (87) * فلما دخلوا
عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضعة
مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين
* (88) * قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون
* (89) * قالوا أإنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله
علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين * (90) * قالوا
تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين * (91) * قال لا تثريب
عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين * (92) *

(1) وسل.
(2) وتولى بكسر اللام.
(3) بكسر لقاء.
(4) فهو: بسكون الهاء.
(5) حزنى: بفتح الياء.
(6) تايسوا.
(7) يايس.
(8) إنك - أنك - آآنك.
(9) يتقى.
(10) وهو: بسكون الهاء.
248

اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا وأتوني
بأهلكم أجمعين * (93) * ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح
يوسف لولا أن تفندون * (94) * قالوا تالله إنك لفي ضللك القديم
* (95) * فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم
إني أعلم من الله ما لا تعلمون * (96) * قالوا يأبانا استغفر لنا ذنوبنا
إنا كنا خطين * (97) * قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو
الغفور الرحيم * (98) * فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال
ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين * (99) * ورفع أبويه على العرش
وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها
ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو
من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما
يشاء إنه هو العليم الحكيم * (100) *، رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من
تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت ولى في الدنيا
والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين * (101) * ذلك من أنباء الغيب
نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون * (102) *

(1) يأتيه.
(2) آتوني.
(3) تفندوني.
(4) انى. بفتح الياء.
(5) ربي. بفتح الياء.
(6) آوى. بكسر الواو.
(7) أبت. بفتح التاء - - أيه. بسكون الهاء. أبى.
(8) تأويل.
(9) بي. بفتح الياء.
(10) وإنه.
(11) لديهم. بضم الهاء.
249

وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين * (103) * وما تسلهم عليه
من أجر إن هو إلا ذكر للعلمين * (104) * وكأين من آية في السماوات
والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون * (105) * وما يؤمن أكثرهم
بالله إلا وهم مشركون * (106) * أفأمنوا أن تأتيهم غشية من عذاب الله
أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون * (107) * قل هذه سبيلي
ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من
المشركين * (108) * وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل
القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين
من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون * (109) * حتى إذا
استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء
ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين * (110) * لقد كان في قصصهم عبرة
لأولى الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين
يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون * (111) *
(13) سورة الرعد مدنية
وآياتها 43 نزلت بعد سورة محمد

(1) وكائن - وكأى بالتشديد في الوقف.
(2) سبيلي. بفتح الياء.
(3) يوحى. بفتح الحاء. (إليهم. بضم الهاء.
(4) استايس.
(5) كذبوا. بتشديد الذال المكسورة.
250

بسم الله الرحمن الرحيم
المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر
الناس لا يؤمنون * (1) * الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها
ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل
مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون * (2) *
وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل
الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهار إن في ذلك
لآيات لقوم يتفكرون * (3) * وفي الأرض قطع متجورات
وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء
واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات
لقوم يعقلون * (4) * وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا أإنا لفي
خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في
أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * (5) * ويستعجلونك
بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربك لذو
مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب * (6) *

(1) بحقيقة ظ.
(2) استوى: بكسر الواو.
(3) يغشى: بفتح الشين وتشديد الشيه بالكسر.
(4) وزرع ونخيل صنوان بتنوين الثلاث بالكسر.
(5) تسقى.
(6) ويفضل.
(7) في الا كل: بفتح الهمزة وسكون الكاف.
(8) آإذا - إذا - إذا.
(9) آإنا - أننا.
(10) قبلهم: بضم الهاء والميم.
251

ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر
ولكل قوم هاد * (7) * الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام
وما تزداد وكل شئ عنده بمقدار * (8) * علم الغيب والشهدة
الكبير المتعال * (9) * سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن
هو مستخف) * باليل وسارب) * بالنهار * (10) * له معقبات من بين يديه
ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى
يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم
من دونه من وال * (11) * هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ
السحاب الثقال * (12) * ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته
ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجدلون في الله وهو
شديد المحال * (13) * له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون
لهم بشئ إلا كبسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه
وما دعاء الكافرين إلا في ضلال * (14) * ولله يسجد من في السماوات
والأرض طوعا وكرها وظللهم بالغدو والآصال * (15) * قل من رب
السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون

(1) ها (ى قف.
(2) أنثى: بكسر التاء.
(3) والى قف.
252

لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوى الأعمى والبصير أم هل تستوى
الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشبه الخلق
عليهم قل الله خلق كل شئ وهو الواحد القهر * (16) * أنزل من السماء
ماء فسالت أودية) * بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون
عليه في النار ابتغاء حلية أو متع زبد مثله كذلك يضرب
الله الحق والبطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس
فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال * (17) * للذين استجابوا
لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا
ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم
وبئس المهاد * (18) * أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو
أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب * (19) * الذين يوفون بعهد الله
ولا ينقضون الميثاق * (20) * والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل
ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب * (21) * والذين صبروا ابتغاء
وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية
ويدرؤن بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار * (22) * جنات عدن

(1) يستوى.
(2) توقدون.
(3) لربهم: بضم الهاء والميم.
(4) الحسنى. بكسر النون.
(5) وماويهم.
253

يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريتهم والملائكة
يدخلون عليهم من كل باب * (23) * سلام عليكم بما صبرتم فنعم
عقبى الدار * (24) * والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون
ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة
ولهم سوء الدار * (25) * الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا
بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متع * (26) * ويقول
الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء
ويهدى إليه من أناب * (27) * الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله
ألا بذكر الله تطمئن القلوب * (28) * الذين آمنوا وعملوا الصالحات
طوبى لهم وحسن مآب * (29) * كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من
قبلها أمم لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن
قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب * (30) * ولو أن
قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى
بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى
الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل

(1) يستوى.
254

قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد * (31) * ولقد
استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم
فكيف كان عقاب * (32) * أفمن هو قائم على كل نفس) * بما كسبت
وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبؤنه بما لا يعلم في الأرض أم بظهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن
السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد * (33) * لهم عذاب في الحياة
الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق * (34) * مثل
الجنة التي وعد المتقون تجرى من تحتها الأنهار أكلها دائم
وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار * (35) * والذين
آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر
بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه ادعوا وإليه
مآب * (36) * وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم
بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا واق * (37) * ولقد
أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان
لرسول أن يأتي باية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب * (38) * يمحوا الله

(1) عقابي وقفا.
(2) هادي قف.
(3) واقى قف.
(4) أكلها: بسكون الكاف.
(5) مابى.
255

ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب * (39) * وإن ما نرينك بعض
الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلغ وعلينا الحساب * (40) *
أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب
لحكمه وهو سريع الحساب * (41) * وقد مكر الذين من قبلهم
فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفر
لمن عقبى الدار * (42) * ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى
بالله شهيدا) * بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب * (43) *
(14) سورة إبراهيم مكية
الا آيتي 28 و 29 فمدنيات
وآياتها 52 نزلت بعد سورة نوح
بسم الله الرحمن الرحيم
الر كتب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن
ربهم إلى صراط العزيز الحميد * (1) * الله الذي له ما في السماوات
وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد * (2) * الذين يستحبون
الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها
عوجا أولئك في ضلال) * بعيد * (3) * وما أرسلنا من رسول إلا

(1) وان ما مقطوع.
(2) الكافر.
(3) سراط.
(4) الله بضم الهاء.
256

بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدى من يشاء
وهو العزيز الحكيم * (4) * ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك
من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات
لكل صبار شكور * (5) * وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله
عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب
ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذالكم بلاء من ربكم
عظيم * (6) * وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم
إن عذابي لشديد * (7) * وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في
الأرض جميعا فإن الله لغنى حميد * (8) * ألم يأتكم نبأ الذين
من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم
إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم
وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه
مريب * (9) *، قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض
يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا
إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا
257

فأتونا بسلطان مبين * (10) * قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم
ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم
بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون * (11) * وما لنا
ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى
الله فليتوكل المتوكلون * (12) * وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم
من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن
الظالمين * (13) * ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف
مقامي وخاف وعيد * (14) * واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد * (15) *
من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد * (16) * يتجرعه ولا يكاد
يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه
عذاب غليظ * (17) * مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد
اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ
ذلك هو الضلل البعيد * (18) * ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض
بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد * (19) * وما ذلك على الله
بعزيز * (20) * وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا

(1) سبلنا: بسكون الباء
(2) فأوحى: بكسر الحاء - إليهم: بضم الهاء.
(3) وعيدى صل.
(4) ويسقى: بكسر القاف.
(5) الرياح.
(6) خالق السماوات والأرض.
258

كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ قالوا
لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا
من محيص * (21) * وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد
الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطن
إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا
بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل
إن الظالمين لهم عذاب أليم * (22) * وأدخل الذين آمنوا وعملوا
الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم
تحيتهم فيها سلام * (23) * ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة
طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * (24) * تؤتى
أكلها كل حين) * بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم
يتذكرون * (25) * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من
فوق الأرض ما لها من قرار * (26) * يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت
في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله
ما يشاء * (27) * ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم

(1) لي: بسكون الياء.
(2) أشركتموني.
(3) تؤتى أكلها: بسكون الكاف.
(4) خبيثة: بضم التاء منونة.
(5) نعمت.
259

دار البوار * (28) * جهنم يصلونها وبئس القرار * (29) * وجعلوا لله أندادا
ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار * (30) * قل لعبادي
الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية
من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلل * (31) * الله الذي خلق السماوات
والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم
وسخر لكم الفلك لتجرى في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار * (32) *
وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار * (33) *
وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن
الانسان لظلوم كفار * (34) * وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا
البلد آمنا واجنبني وبنى أن نعبد الأصنام * (35) * رب إنهن أضللن
كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور
رحيم * (36) * ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند
بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفدة من الناس تهوى
إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون * (37) * ربنا إنك
تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شئ في الأرض ولا في السماء * (38) *

(1) بيع: بفتح آخره بدون تنوين.
(2) خلال: بفتح آخره بدون تنوين.
(3) نعمت.
(4) يخفى. بكسر الفاء.
260

الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحق إن ربي لسميع الدعاء
* (39) * رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء * (40) * ربنا
اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب * (41) * ولا تحسبن
الله غفلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص
فيه الأبصار * (42) * مهطعين مقنعي رؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم
وأفئدتهم هواء * (43) * وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول
الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل
أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال * (44) * وسكنتم
في مسكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم
وضربنا لكم الأمثال * (45) * وقد مكروا مكرهم وعند الله
مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال * (46) * فلا تحسبن
الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام * (47) * يوم تبدل
الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار * (48) *
وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد * (49) * سرابيلهم من قطران
وتغشى وجوههم النار * (50) * ليجزى الله كل نفس ما كسبت

(1) تحسن: بكسر السين.
(2) نوخرهم.
(3) يأتيهم: بكسر الهاء والميم. يأتيهم بضم الهاء والميم.
(4) لنزول: بضم آخره.
(5) إي رقابهم - ظ.
261

إن الله سريع الحساب * (51) * هذا بلغ للناس ولينذروا به
وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب * (52) *
(15) سورة الحجر مكية
إلا آية 87 فمدنية
وآياتها 99 نزلت بعد سورة يوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين * (1) * ربما يود الذين كفروا
لو كانوا مسلمين * (2) * ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل
فسوف يعلمون * (3) * وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم
* (4) * ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون * (5) * وقالوا يا أيها الذي
نزل عليه الذكر إنك لمجنون * (6) * لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت
من الصادقين * (7) * ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا
منظرين * (8) * إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون * (9) * ولقد أرسلنا
من قبلك في شيع الأولين * (10) * وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به
يستهزؤون * (11) * كذلك نسلكه في قلوب المجرمين * (12) * لا يؤمنون به
وقد خلت سنة الأولين * (13) * ولو فتحنا عليهم بابا من السماء

(1) ويلههم: بكسر الهائين والميم - ويلههم: بضم الهاء الثانية والميم.
(2) ما ننزل الملائكة: بضم آخره - ما تنزل: بفتح التاء.
(3) عليهم: بضم الهاء.
262

فظلوا فيه يعرجون * (14) * لقالوا إنما سكرت أبصرنا بل نحن
قوم مسحورون * (15) * ولقد جعلنا في السماء بروجا وزينها
للناظرين * (16) * وحفظناها من كل شيطان رجيم * (17) * إلا من استرق
السمع فأتبعه شهاب مبين * (18) * والأرض مددناها وألقينا فيها
رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ موزون * (19) * وجعلنا لكم
فيها معيش ومن لستم له برازقين * (20) * وإن من شئ إلا عندنا
خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم * (21) * وأرسلنا الريح لواقح
فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين * (22) *
وإنا لنحن نحى ونميت ونحن الوارثون * (23) * ولقد علمنا المستقدمين
منكم ولقد علمنا المستأخرين * (24) * وإن ربك هو يحشرهم
إنه حكيم عليم * (25) * ولقد خلقنا الانسان من صلصل من حمأ
مسنون * (26) * والجان خلقناه من قبل من نار السموم * (27) * وإذ قال
ربك للملائكة إني خلق) * بشرا من صلصل من حمأ مسنون * (28) * فإذا
سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين * (29) * فسجد
الملائكة كلهم أجمعون * (30) * إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين * (31) *

(1) سكرت: بكسر الكاف مخففة.
(2) ليس في القرآن كلمة أطول من كلمة (فأسقيناكموه) ومثلها (ليتخلفنكم) على
نقدبر أن النون المشددة بحرفين.
(3) مستاخرين.
263

قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين * (32) * قال لم أكن لأسجد
لبشر خلقته من صلصل من حمأ مسنون * (33) * قال فأخرج منها
فإنك رجيم * (34) * وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين * (35) * قال رب
فأنظرني إلى يوم يبعثون * (36) * قال فإنك من المنظرين * (37) * إلى يوم
الوقت المعلوم * (38) * قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض
ولأغوينهم أجمعين * (39) * إلا عبادك منهم المخلصين * (40) * قال
هذا صراط على مستقيم * (41) * إن عبادي ليس لك عليهم
سلطن إلا من اتبعك من الغاوين * (42) * وإن جهنم لموعدهم
أجمعين * (43) * لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم * (44) *
إن المتقين في جنات وعيون * (45) * ادخلوها بسلم آمنين * (46) *
ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقبلين * (47) *
لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين * (48) *، نبئ عبادي أنى أنا
الغفور الرحيم * (49) * وأن عذابي هو العذاب الأليم * (50) * ونبئهم
عن ضيف إبراهيم * (51) * إذ دخلوا عليه فقالوا سلما قال إنا
منكم وجلون * (52) * قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم * (53) *

(1) صراط على بالإضافة كما في بعض الأخبار.
(2) جزءا: بضم الزاي وتنوين الهمزة بالفتح - جزء: بضم الجيم وتشديد الزاي بالضم.
(3) عيون: بكسر العين.
(4) عبادي أنى: بفتح الياء فيهما.
(5) ونبيهم.
264

قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون * (54) * قالوا بشرناك
بالحق فلا تكن من القنطين * (55) * قال ومن يقنط من رحمة ربه
إلا الضالون * (56) * قال فما خطبكم أيها المرسلون * (57) * قالوا إنا
أرسلنا إلى قوم مجرمين * (58) * إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين * (59) *
إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين * (60) * فلما جاء آل لوط
المرسلون * (61) * قال إنكم قوم منكرون * (62) * قالوا بل جئنك
بما كانوا فيه يمترون * (63) * وأتيناك بالحق وإنا لصادقون * (64) * فأسر
بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبرهم ولا يلتفت منكم أحد
وامضوا حيث تؤمرون * (65) * وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر
هؤلاء مقطوع مصبحين * (66) * وجاء أهل المدينة يستبشرون * (67) *
قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون * (68) * واتقوا الله ولا تخزون * (69) *
قالوا أولم ننهك عن العالمين * (70) * قال هؤلاء بناتي إن كنتم
فعلين * (71) * لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون * (72) * فأخذتهم
الصيحة مشرقين * (73) * فجعلنا عليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من
سجيل * (74) * إن في ذلك لآيات للمتوسمين * (75) * وإنها لبسبيل مقيم * (76) *

(1) تبشرون.
(2) يقنط: بكسر النون.
(3) لمنجوهم: بكسر النون وضم الجيم مخففة.
(4) قدرنا: بفتح الدال مخففة.
(5) جيناك.
(6) فاسر.
(7) تومرون.
(8) تفضعونى.
(9) تخزوني.
(10) بناتي: بفتح الياء.
(11) انظر الآية 78 منها.
265

إن في ذلك لآية للمؤمنين * (77) * وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين * (78) *
فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين * (79) * ولقد كذب أصحاب الحجر
المرسلين * (80) * وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين * (81) *
وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين * (82) * فأخذتهم الصيحة
مصبحين * (83) * فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون * (84) * وما خلقنا
السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح
الصفح الجميل * (85) * إن ربك هو الخلق العليم * (86) * ولقد آتيناك سبعا
من المثاني والقرءان العظيم * (87) * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به
أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين * (88) *
وقل إني أنا النذير المبين * (89) * كما أنزلنا على المقتسمين * (90) *
الذين جعلوا القرآن عضين * (91) * فو ربك لنسئلنهم أجمعين * (92) * عما
كانوا يعملون * (93) * فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * (94) * إنا كفيناك
المستهزءين * (95) * الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون * (96) *
ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * (97) * فسبح بحمد ربك
وكن من الساجدين * (98) * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين * (99) *

(1) بيوتا: بكسر الباء
(2) أغنى: بكسر النون بعدها ياء
(3) القرآن
(4) عليهم: بضم الهاء
(5) القرآن بسكون النون
(6) تومر
266

(16) سورة النحل مكية
الا الآيات الثلاث الأخيرة فمدنية
وآياتها 128 نزلت بعد الكهف
بسم الله الرحمن الرحيم
أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون * (1) * ينزل
الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه
لا إله إلا أنا فاتقون * (2) * خلق السماوات والأرض بالحق تعالى
عما يشركون * (3) * خلق الانسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين * (4) *
والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون * (5) * ولكم
فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون * (6) * وتحمل أثقالكم إلى
بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤف رحيم * (7) *
والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون * (8) *
وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين * (9) *
هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه
تسيمون * (10) * ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعنب
ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون * (11) *

(1) أتى.
(2) ينزل. بكسر الزاي مخففة.
(3) فاتقوني.
(4) تشركون.
(5) لهديكم.
(6) ننبت.
267

وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره
إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون * (12) * وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا
ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون * (13) * وهو الذي سخر
البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها
وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * (14) *
وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم
تهتدون * (15) * وعلمت وبالنجم هم يهتدون * (16) * أفمن يخلق كمن
لا يخلق أفلا تذكرون * (17) * وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها
إن الله لغفور رحيم * (18) * والله يعلم ما تسرون وما تعلنون * (19) *
والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون * (20) *
أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون * (21) * إلهكم
إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم
مستكبرون * (22) * لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب
المستكبرين * (23) * وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير
الأولين * (24) * ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين

(1) الشمس. بضم السين والقمر. بضم الراء والنجوم. بفتح الميم. مسخرات. بكسر التاء منونة.
(2) وألفى. بكسر القاف.
268

يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون * (25) * قد مكر الذين من قبلهم
فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم
العذاب من حيث لا يشعرون * (26) * ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين
شركاءي الذين كنتم تشقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن
الخزي اليوم والسوء على الكافرين * (27) * الذين تتوفاهم الملائكة
ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء) * بلى إن الله
عليم بما كنتم تعملون * (28) * فأدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها
فلبئس مثوى المتكبرين * (29) *، وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم
قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة
خير ولنعم دار المتقين * (30) * جنات عدن يدخلونها تجرى من
تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤن كذلك يجزى الله المتقين * (31) *
الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا
الجنة بما كنتم تعملون * (32) * هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة
أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله
ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * (33) * فأصابهم سيات ما عملوا

(1) عليهم. بكسر الميم عليهم: بضم الهاء وكسر الميم.
(2) شركاى.
(3) تشاقون بضم القاف مخففة.
(4) بلى. بكسر اللام - بعدها ياء.
(5) تتوفيهم.
269

وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون * (34) * وقال الذين أشركوا لو شاء الله
ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من
شئ كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلغ
المبين * (35) * ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا
الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة
فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عقبة المكذبين * (36) *
إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدى من يضل وما لهم من نصرين * (37) *
وأقسموا بالله جهد أيمنهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا
عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون * (38) * ليبين لهم الذي
يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كذبين * (39) * إنما
قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون * (40) * والذين هاجروا
في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة
أكبر لو كانوا يعلمون * (41) * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون * (42) *
وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسلوا أهل الذكر
إن كنتم لا تعلمون * (43) * بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين

(1) انظر الآية 148 منها.
(2) هديهم.
(3) لا يهدى: بضم الياء الأولى.
(4) بلى. بكسر اللام.
(5) فيكون: بفتح النون.
(5) فسلوا.
270

للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون * (44) * أفأمن الذين مكروا
السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث
لا يشعرون * (45) * أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين * (46) * أو يأخذهم
على تخوف فإن ربكم لرؤف رحيم * (47) * أولم يروا إلى ما خلق الله
من شئ يتفيئوا ظلله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون
* (48) * ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة
وهم لا يستكبرون * (49) * يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما
يؤمرون * (50) * وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد
فإياي فارهبون * (51) * وله ما في السماوات والأرض وله الدين
واصبا أفغير الله تتقون * (52) * وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا
مسكم الضر فإليه تجرون * (53) * ثم إذا كشف الضر عنكم إذا
فريق منكم بربهم يشركون * (54) * ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا
فسوف تعلمون * (55) * ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم
تالله لتسئلن عما كنتم تفترون * (56) * ويجعلون لله البنت
سبحانه ولهم ما يشتهون * (57) * وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه

(1) فارهونى.
(2) بالأنثى: بكسر الثاء.
271

مسودا وهو كظيم * (58) * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه
على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون * (59) * للذين لا يؤمنون
بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم * (60) *
ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن
يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة
ولا يستقدمون * (61) * ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم
الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون * (62) *
تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم
فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم * (63) * وما أنزلنا عليك الكتاب إلا
لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون * (64) *
والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في
ذلك لآية لقوم يسمعون * (65) * وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم
مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين * (66) *
ومن ثمرات النخيل والأعنب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا
إن في ذلك لآية لقوم يعقلون * (67) * وأوحى ربك إلى النحل

(1) يتورارى: بكسر الراء.
(2) الاعلى: بكسر اللام.
(3) الحسنى: بكسر النون.
(4) مفرطون: بكسر الراء.
(5) نسقيكم - نسقيكم: بفتح نون الأولى وتاء الثانية.
(6) أوحى بكسر الحاء
272

أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون * (68) * ثم كلى
من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب
مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون * (69) *
والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا
يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير * (70) * والله فضل بعضكم
على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادى رزقهم على ما ملكت
أيمنهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون * (71) * والله جعل لكم
من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة
ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون
* (72) * ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات
والأرض شيئا ولا يستطيعون * (73) * فلا تضربوا لله الأمثال
إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون * (74) * ضرب الله مثلا عبدا مملوكا
لا يقدر على شئ ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا
وجهرا هل يستون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون * (75) * وضرب الله
مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شئ وهو كل على مولاه

(1) بيوتا. بكسر أوله.
(2) يعرشون: بضم الراء.
(3) يتوفيكم.
(4) لكي لا مقطوع بالانفاق.
(5) نعمت.
(6) يستوون: بالاشباع.
273

أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوى هو ومن يأمر بالعدل وهو على
صراط مستقيم * (76) * ولله غيب السماوات والأرض وما أمر
الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شئ قدير * (77) *
والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع
والأبصار والأفدة لعلكم تشكرون * (78) * ألم يروا إلى الطير
مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات
لقوم يؤمنون * (79) * والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم
من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم
ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين * (80) *
والله جعل لكم مما خلق ظللا وجعل لكم من الجبال أكنانا
وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك
يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون * (81) * فإن تولوا فإنما عليك البلغ
المبين * (82) * يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون * (83) *
ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا
ولا هم يستعتبون * (84) * وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف

(1) سراط.
(2) إمهيتكم بتشديد الميم بالفتح أمهاتكم: بتشديد الميم بالكسر.
(3) رئى. بكسر الهمزة رئى بكسر الراء والهمزة.
274

عنهم ولا هم ينظرون * (85) * وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا
ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك فألقوا
إليهم القول إنكم لكاذبون * (86) * وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل
عنهم ما كانوا يفترون * (87) * الذين كفروا وصدوا عن سبيل
الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون * (88) * ويوم
نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على
هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبينا لكل شئ وهدى ورحمة
وبشرى للمسلمين * (89) * إن الله يأمر بالعدل والأحسن وإيتاء ذي
القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم
تذكرون * (90) * وأوفوا بعهد الله إذا عهدتم ولا تنقضوا الأيمان
بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم
ما تفعلون * (91) * ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا
تتخذون أيمانكم دخلا) * بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما
يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون * (92) * ولو
شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى

(1) رئى: بكسر الهمزة - رئى: بكسر الراء والهمزة.
(2) إليهم: بكسر الميم - إليهم: بضم الهاء وفتح الميم.
275

من يشاء ويهدى من يشاء ولتسلن عما كنتم تعملون * (93) * ولا تتخذوا أيمانكم
دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم
عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم * (94) * ولا تشتروا بعهد الله ثمنا
قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون * (95) * ما عندكم
ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن
ما كانوا يعملون * (96) * من عمل صلحا من ذكر أو أنثى وهو
مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا
يعملون * (97) * فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان
الرجيم * (98) * إنه ليس له سلطن على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون
* (99) * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون * (100) * وإذا
بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل
أكثرهم لا يعلمون * (101) * قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت
الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين * (102) * ولقد نعلم أنهم يقولون
إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي
مبين * (103) * إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم

(1) ينزل. بسكون النون وكسر الزاي مخففة.
(2) القدس. بسكون الدال.
(3) يلحدون. بفتح أوله وفتح الحاء وضم الدال.
(4) لا يهديهم. بكسر الميم لا يهديهم. بضم الهاء الثانية.
276

عذاب أليم * (104) * إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله
وأولئك هم الكاذبون * (105) * من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره
وقلبه مطمئن) * بالأيمن ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم
غضب من الله ولهم عذاب عظيم * (106) * ذلك بأنهم استحبوا الحياة
الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدى القوم الكافرين * (107) * أولئك
الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصرهم وأولئك هم
الغافلون * (108) * لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون * (109) * ثم إن
ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن
ربك من بعدها لغفور رحيم * (110) *، يوم تأتى كل نفس تجدل عن
نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون * (111) * وضرب الله
مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل
مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف
بما كانوا يصنعون * (112) * ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه
فأخذهم العذاب وهم ظالمون * (113) * فكلوا مما رزقكم الله
حللا طيبا واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون * (114) *

(1) توفى. بكسر الفاء.
(2) نعمت.
277

إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به
فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم * (115) * ولا تقولوا
لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا على
الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * (116) * متع
قليل ولهم عذاب أليم * (117) * وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا
عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * (118) * ثم
إن ربك للذين عملوا السوء بجهلة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا
إن ربك من بعدها لغفور رحيم * (119) * إن إبراهيم كان أمة قانتا
لله حنيفا ولم يك من المشركين * (120) * شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه
إلى صراط مستقيم * (121) * وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة
لمن الصالحين * (122) * ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما
كان من المشركين * (123) * إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن
ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون * (124) * ادع
إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي
أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين * (125) *

(1) الميتة: بتشديد الياء بالفتح
(2) فمن اضطر: بضم النون
* انظر الآية 173 منها.
278

وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين
* (126) * واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما
يمكرون * (127) * إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون * (128) *
(17) سورة الإسراء مكية
الا الآيات 26 و 32 و 33 و 57 ومن آية 72 إلى غاية
آية 80 فمدنية وآياتها 111 نزلت بعد القصاص
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير * (1) *
وآتينا موسى الكتاب وجعلنه هدى لبنى إسرائيل ألا تتخذوا
من دوني وكيلا * (2) * ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا
* (3) * وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض
مرتين ولتعلن علوا كبيرا * (4) * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا
عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلل الديار وكان
وعدا مفعولا * (5) * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال
وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا * (6) * إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم

(1) الأقصى في الكل.
279

وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوا وجوهكم وليدخلوا
المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا * (7) * عسى ربكم
أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا * (8) * إن
هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون
الصالحات أن لهم أجرا كبيرا * (9) * وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة
اعتدنا لهم عذابا أليما * (10) * ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير
وكان الانسان عجولا * (11) * وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا
آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم
ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلنه تفصيلا * (12) *
وكل إنسان ألزمنه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتبا
يلقاه منشورا * (13) * اقرأ كتبك كفى بنفسك اليوم عليك
حسيبا * (14) * من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل
عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث
رسولا * (15) * وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها
فحق عليها القول فدمرناها تدميرا * (16) * وكم أهلكنا من القرون

(1) لنسوء - ليسوء: بتشديد السين بالضم - بالنقل والإدغام والحذف في الوقف.
(2) يبشير: بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين.
(3) يخرج: بضم الياء وفتح الراء - يخزج: بفتح الياء وضم الراء.
(4) يلقيه: بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف بالكسر وضم آخره.
280

من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا) * بصيرا * (17) * من كان
يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم
يصلاها مذموما مدحورا * (18) * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها
وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا * (19) * كلا نمد هؤلاء
وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا * (20) * انظر
كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجت وأكبر
تفضيلا * (21) * لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا * (22) *
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسنا إما يبلغن
عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما
وقل لهما قولا كريما * (23) * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة
وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا * (24) * ربكم أعلم بما في
نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا * (25) *
وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا * (26) *
إن المبذرين كانوا إخوان الشيطين وكان الشيطان لربه
كفورا * (27) * وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها

(1) يصليها.
(2) يبلغان: بتشديد النون بالكسر.
(3) أف: بالتشديد بالكسر والفتح من غير تنوين.
281

فقل لهم قولا ميسورا * (28) * ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا
تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا * (29) * إن ربك يبسط الرزق
لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا) * بصيرا * (30) * ولا تقتلوا
أولدكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان
خطا كبيرا * (31) * ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا * (32) *
ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد
جعلنا لوليه سلطنا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا * (33) *
ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا
بالعهد إن العهد كان مسؤولا * (34) * وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا
بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا * (35) * ولا تقف ما
ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه
مسؤولا * (36) * ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ
الجبال طولا * (37) * كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها * (38) *
ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر
فتلقى في جهنم ملوما مدحورا * (39) * أفأصفاكم ربكم بالبنين

(1) خطاء.
(2) سيئة: بتنوين آخره بالفتح.
282

واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما * (40) * ولقد صرفنا
في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا * (41) * قل لو كان
معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا * (42) *
سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا * (43) * تسبح له السماوات السبع
والأرض ومن فيهن وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون
تسبيحهم إنه كان حليما غفورا * (44) * وإذا قرأت القرآن جعلنا
بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا * (45) * وجعلنا
على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك
في القرآن وحده ولوا على أدبرهم نفورا * (46) * نحن أعلم بما يستمعون به
إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا
رجلا مسحورا * (47) * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا
يستطيعون سبيلا * (48) * وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا
لمبعوثون خلقا جديدا * (49) * قل كونوا حجارة أو حديدا * (50) * أو خلقا مما
يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة
فسينغضون إليك رؤسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا * (51) *

(1) ليذكروا: بسكون الذال وضم الكاف.
(2) تقولون.
283

يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا * (52) *
وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن
الشيطان كان للانسان عدوا مبينا * (53) * ربكم أعلم بكم إن يشأ
يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيلا * (54) * وربك
أعلم بمن في السماوات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض
وآتينا داود زبورا * (55) * قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا
يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا * (56) * أولئك الذين يدعون
يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون
عذابه إن عذاب ربك كان محذورا * (57) * وإن من قرية إلا نحن
مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك
في الكتاب مسطورا * (58) * وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن
كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما
نرسل بالآيات إلا تخويفا * (59) * وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس
وما جعلنا الرؤيا التي أرينك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة
في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا * (60) * وإذ قلنا للملائكة

(1) يشا - قف.
284

اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس قال ء أسجد لمن خلقت طينا * (61) *
قال أرأيتك هذا الذي كرمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة
لأحتنكن ذريته إلا قليلا * (62) * قال اذهب فمن تبعك منهم فإن
جهنم جزاؤكم جزاء موفورا * (63) * واستفزز من استطعت منهم
بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال
والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا * (64) * إن
عبادي ليس لك عليهم سلطن وكفى بربك وكيلا * (65) * ربكم الذي
يزجى لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما * (66) *
وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى
البر أعرضتم وكان الانسان كفورا * (67) * أفأمنتم أن يخسف بكم
جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا * (68) *
أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح
فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا * (69) * ولقد كرمنا
بني آدم وحملنهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات
وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا * (70) * يوم ندعوا كل أناس

(1) أنظر الآية 34 منها.
(2) أأسجد.
(3) أرآيتك.
(4) أخرتنى: بفتح الحاء مخففة.
(5) فتغرقكم - فنغرقكم.
285

بأممهم فمن أوتى كتبه بيمينه فأولئك يقرؤن كتبهم
ولا يظلمون فتيلا * (71) * ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة
أعمى وأضل سبيلا * (72) * وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك
لتفترى علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا * (73) * ولولا أن ثبتناك
لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * (74) * إذا لأذقناك ضعف
الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا * (75) * وإن كادوا
ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلفك إلا
قليلا * (76) * سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا
تحويلا * (77) * أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر
إن قرءان الفجر كان مشهودا * (78) * ومن الليل فتهجد به نافلة لك
عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا * (79) * وقل رب أدخلني مدخل
صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطنا نصيرا
* (80) * وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا * (81) * وننزل من
القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا
* (82) * وإذا أنعمنا على الانسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر

(1) وننزل: بسكون النون الثانية وكسر الزاي.
(2) ناء - ناى.
286

كان يوسا * (83) * قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى
سبيلا * (84) * ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم
من العلم إلا قليلا * (85) * ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك
ثم لا تجد لك به علينا وكيلا * (86) * إلا رحمة من ربك إن فضله كان
عليك كبيرا * (87) * قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا
القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا * (88) * ولقد
صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس
إلا كفورا * (89) * وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا * (90) *
أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا * (91) *
أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتى بالله والملائكة
قبيلا * (92) * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن
لرقيك حتى تنزل علينا كتبا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا
بشرا رسولا * (93) * وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا
أبعث الله بشرا رسولا * (94) * قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين
لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا * (95) * قل كفى بالله شهيدا) * بيني

(1) تفجر: بضم التاء وفتح الفاء وتشديد الجيم بالكسر.
(2) كسفا: بسكون السين.
(3) ترقى: بكسر القاف.
(4) تنزل: بسكون النون وكسر الزاي.
287

وبينكم إنه كان بعباده خبيرا) * بصيرا * (96) * ومن يهد الله فهو المهتد
ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على
وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم
سعيرا * (97) * ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أإذا كنا
عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا * (98) * أولم يروا أن الله الذي
خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا
لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا * (99) * قل لو أنتم تملكون
خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الانفاق وكان الانسان
قتورا * (100) * ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فسل بني إسرائيل
إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا * (101) * قال لقد
علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني
لأظنك يفرعون مثبورا * (102) * فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه
ومن معه جميعا * (103) * وقلنا من بعده لبنى إسرائيل اسكنوا الأرض
فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا * (104) * وبالحق أنزلناه وبالحق نزل
وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا * (105) * وقرآنا فرقناه لتقرأه على

(1) المهتدى.
(2) وماويهم.
288

الناس على مكث ونزلناه تنزيلا * (106) * قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين
أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * (107) *
ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * (108) * ويخرون
للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا * (109) * قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن
أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها
وابتغ بين ذلك سبيلا * (110) * وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له
شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا * (111) *
(18) سورة الكهف مكية
الا آية 38 ومن آية 83 إلى غاية آية 101 فمدنية
وآياتها 110 نزلت بعد الغاشية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * (1) *
قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون
الصالحات أن لهم أجرا حسنا * (2) * ماكثين فيه أبدا * (3) * وينذر الذين
قالوا اتخذ الله ولدا * (4) * ما لهم به من علم ولا لابائهم كبرت كلمة
تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا * (5) * فلعلك بخع نفسك

(1) قل ادعوا الله أو أدعو الرحمن.
(2) عوجا بدون تنوين.
(3) لدنه: بسكون الدال وكسر النون والهاء.
(4) يبشر: بفتح الياء وسكون الباء.
وضم الشين والراء - المؤمنين.
289

آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا * (6) * إنا جعلنا ما على الأرض
زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا * (7) * وإنا لجاعلون ما عليها
صعيدا جرزا * (8) * أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا
من آياتنا عجبا * (9) * إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا
من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا * (10) * فضربنا على آذانهم
في الكهف سنين عددا * (11) * ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما
لبثوا أمدا * (12) * نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم
وزدناهم هدى * (13) * وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا
رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا
* (14) * هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان) *
بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا * (15) * وإذ اعتزلتموهم وما
يعبدون إلا الله فأوا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم
من أمركم مرفقا * (16) *، وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم
ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه
ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له

(1) أحصى: بكسر الصاد.
(2) فآووا.
(3) مرفقا: بفتح الميم وكسر الفاء.
(4) تزاور: بتشديد الزاي بالفتح - تزور بسكون الزاي وتشديد الراء بالضم.
(5) المهتدى.
290

وليا مرشدا * (17) * وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين
وذات الشمال وكلبهم بسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت
عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا * (18) * وكذلك بعثناهم
ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض
يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى
المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف
ولا يشعرن بكم أحدا * (19) * إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم
أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا * (20) * وكذلك أعثرنا عليهم
ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم
أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنينا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا
على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا * (21) * سيقولون ثلاثة رابعهم
كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما) * بالغيب
ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم
إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظهرا ولا تستفت فيهم منهم
أحدا * (22) * ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا * (23) * إلا أن يشاء الله

(1) تحسبهم: بكسر السين.
(2) ولمليت: بتشديد اللام بالكسر.
(3) رعبا بضم العين.
(4) لبستم: بتشديد الباء بالكسر
(5) بورقسكم: بسكون الراء.
(6) أزكى: بكسر الكاف.
(7) نصف القرآن بحسب الحروف عند لام وليتلطف.
291

واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا
رشدا * (24) * ولبثوا في كهفهم ثلث مائة سنين وازدادوا تسعا * (25) *
قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع
ما لهم من دونه من ولى ولا يشرك في حكمه أحدا * (26) * واتل ما أوحى
إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلمته ولن تجد من دونه ملتحدا * (27) *
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون
وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا
تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا * (28) *
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا
اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا
بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا * (29) * إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا * (30) *
أولئك لهم جنات عدن تجرى من تحتهم الأنهار يحلون فيها من
أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق
متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا * (31) *

(1) تشرك.
(2) بالغدوة.
(3) تحتهم: بكسر الهاء والميم - تحتهم: بضم الهاء.
292

واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب
وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا * (32) * كلتا الجنتين أتت أكلها
ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا * (33) * وكان له ثمر فقال
لصحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا * (34) * ودخل
جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا * (35) * وما
أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها
منقلبا * (36) * قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي
خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا * (37) * لكنا هو الله
ربي ولا أشرك بربي أحدا * (38) * ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء
الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا * (39) * فعسى ربي
أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء
فتصبح صعيدا زلقا * (40) * أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له
طلبا * (41) * وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهى
خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا * (42) * ولم تكن له
فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا * (43) * هنالك الولية

(1) ثمر - ثمر بضم الثاء فيهما وبسكون الميم وضمها.
(2) منهما.
(3) سويك: بتشديد الواو بعدها ياء.
(4) ترني.
(5) فعسى بكسر السين ربي أن يؤتينى.
(6) بثمره - بضم الثاء والميم - بثمره - بضم الثاء وسكون الميم.
(7) عمارتها " ظ ".
293

لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا * (44) * واضرب لهم مثل الحياة الدنيا
كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما
تذروه الريح وكان الله على كل شئ مقتدرا * (45) * المال والبنون
زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير
أملا * (46) * ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم
نغادر منهم أحدا * (47) * وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما
خلقناكم أول مرة) * بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا * (48) * ووضع
الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال
هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا
ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا * (49) * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا
لادم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه
وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو) * بئس للظالمين بدلا * (50) *
ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا * (51) * ويوم يقول نادوا شركاءي الذين زعمتم
فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا * (52) *

(1) عقبا: بضم القاف.
(2) كانت: كبر مقتا.
(3) الريح.
(4) تسير الجبال: بفتح الراء وضم اللام الثانية.
(5) مال هذا مقطوع بالاتفاق.
(6) ما أشهدناهم.
(7) كنت بفتح التاء.
294

ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا
* (53) * ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الانسان
أكثر شئ جدلا * (54) * وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى
ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم
العذاب قبلا * (55) * وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين
ويجدل الذين كفروا بالبطل ليدحضوا به الحق واتخذوا
آياتي وما أنذروا هزوا * (56) * ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه
فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة
أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا
إذا أبدا * (57) * وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا
لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا * (58) * وتلك
القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا * (59) * وإذ قال
موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضى حقبا * (60) *
فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر
سربا * (61) * فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا

(1) رئى: بكسر الهمزة - رئى: بكسر الراء والهمزة.
(2) هزءا: بسكون الزاي فيهما - هزا.
295

هذا نصبا * (62) * قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت
وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر
عجبا * (63) * قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا * (64) *
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمنه من
لدنا علما * (65) * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا
* (66) * قال إنك لن تستطيع معي صبرا * (67) * وكيف تصبر على ما لم
تحط به خبرا * (68) * قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك
أمرا * (69) * قال فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شئ حتى أحدث لك منه
ذكرا * (70) * فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها
لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا * (71) * قال ألم أقل إنك لن تستطيع
معي صبرا * (72) * قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا
* (73) * فانطلقا حتى إذا لقيا غلما فقتله قال أقتلت نفسا زكية) *
بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * (74) * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع
معي صبرا * (75) * قال إن سألتك عن شئ) * بعدها فلا تصحبني قد بلغت
من لدني عذرا * (76) * فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها

(1) أنسانيه: بكسر آخره.
(2) نبغي.
(3) رشدا: بضم الشين.
(4) تسألني: بفتح اللام وتشديد النون بالكسر بعدها ياء - تسألن: بفتح اللام وتشديد
النون بالكسر.
(5) ليغرق أهلها.
(6) عسرا: بضم السين.
(7) زاكية.
(8) لدني: بسكون الدال.
وتخفيف النون - لدني: بضم الدال وتخفيف النون.
296

فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه
قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا * (77) * قال هذا فراق بيني وبينك
سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا * (78) * أما السفينة فكانت
لمسكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك
يأخذ كل سفينة غصبا * (79) * وأما الغلم فكان أبواه مؤمنين
فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا * (80) * فأردنا أن يبدلهما ربهما
خيرا منه زكاة وأقرب رحما * (81) * وأما الجدار فكان لغلامين
يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صلحا فأراد
ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته
عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا * (82) * ويسئلونك عن ذي
القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا * (83) * إنا مكنا له في الأرض
وآتيناه من كل شئ سببا * (84) * فأتبع سببا * (85) * حتى إذا بلغ مغرب
الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا
القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا * (86) * قال أما من
ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا * (87) *

(1) ينقض: بضم أوله وسكون النون وفتح الضاد مخففة.
(2) لتخذت - لتخذت.
(3) يبدلهما: بتشديد الدال بالكسر.
(4) رحما. بضم الخاء.
(5) فاتبع: بتشديد التاء بالفتح.
(6) نكرا: بضم الكاف.
297

وأما من آمن وعمل صلحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا
يسرا * (88) * ثم أتبع سببا * (89) * حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع
على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا * (90) * كذلك وقد أحطنا بما
لديه خبرا * (91) * ثم أتبع سببا * (92) * حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما
قوما لا يكادون يفقهون قولا * (93) * قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج
ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل
بيننا وبينهم سدا * (94) * قال ما مكنى فيه ربي خير فأعينوني بقوة
أجعل بينكم وبينهم ردما * (95) * آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى
بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه
قطرا * (96) * فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا * (97) *
قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد
ربي حقا * (98) * وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في
الصور فجمعناهم جمعا * (99) * وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا
* (100) * الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون
سمعا * (101) * أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء

(1) جزاء: بضم الهمزة - الحسنى: بكسر النون.
(2) ثم اتبع: بتشديد التاء.
(3) السدين: بتشديد السين بالضم.
(4) يفقهون: بضم الياء وسكون الفاء وكسر القاف.
(5) خراجا.
(6) سدا: بضم أوله.
(7) مكننى: بفتح النون الأولى وكسر الثانية
(8) إيتونى - ائتوني: بضم أوله.
(9) الصدفين: بضم الصاد المشددة وضم الدال.
(10) دكا.
298

إنا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا * (102) * قل هل ننبئكم بالأخسرين
أعملا * (103) * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم
يحسنون صنعا * (104) * أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه
فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا * (105) * ذلك جزاؤهم
جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا * (106) * إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا * (107) * خالدين
فيها لا يبغون عنها حولا * (108) * قل لو كان البحر مدادا لكلمت ربي لنفد
البحر قبل أن تنفد كلمت ربي ولو جئنا بمثله مددا * (109) * قل إنما أنا
بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا
لقاء ربه فليعمل عملا صلحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا * (110) *
(19) سورة مريم مكية
الا آيتي 58 و 71 فمدنيتان
وآياتها 98 نزلت بعد فاطر
بسم الله الرحمن الرحيم
كهيعص * (1) * ذكر رحمت ربك عبده زكريا * (2) * إذ نادى ربه نداء
خفيا * (3) * قال رب إني وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن

(1) يحسبون بكسر السين.
(2) هزءا بسكون الزاي هزا، قف - هزوا، قف بسكون الزاي.
(3) ينفد.
(4) وقرئ ذكر بصيغة الامر ونصب " رحمة " اه‍ من المجمع.
(5) زكرياء.
299

بدعائك رب شقيا * (4) * وإني خفت الموالي من وراءي وكانت امرأتي
عاقرا فهب لي من لدنك وليا * (5) * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله
رب رضيا * (6) * يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له
من قبل سميا * (7) * قال رب أنى يكون لي غلم وكانت امرأتي
عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا * (8) * قال كذلك قال ربك هو على
هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا * (9) * قال رب اجعل لي
آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلث ليال سويا * (10) * فخرج على
قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا * (11) * يا يحيى
خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * (12) * وحنانا من لدنا
وزكاة وكان تقيا * (13) * وبرا) * بوالديه ولم يكن جبارا عصيا * (14) *
وسلم عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا * (15) * واذكر
في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا * (16) * فاتخذت
من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا * (17) *
قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * (18) * قال إنما أنا رسول
ربك لأهب لك غلما زكيا * (19) * قالت أنى يكون لي غلم

(1) يرثني ويرث، بسكون الراء فيهما.
(2) يا زكريا إنا نبشرك، بفتح أوله وسكون وضم الشين والراء.
(3) عتيا، بضم العين
(4) خلقناك.
(5) أنظر الآية 41 منها.
(6) ليهب.
300

ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا * (20) * قال كذلك قال ربك هو على هين
ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا * (21) * فحملته
فانتبذت به مكانا قصيا * (22) * فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة
قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا * (23) * فناداها من تحتها
ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا * (24) * وهزي إليك بجذع النخلة
تسقط عليك رطبا جنيا * (25) * فكلي واشربي وقرى عينا فإما
ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم
اليوم إنسيا * (26) * فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت
شيئا فريا * (27) * يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت
أمك بغيا * (28) * فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا
* (29) * قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا * (30) * وجعلني مباركا
أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا * (31) * وبرا) *
بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا * (32) * والسلام علي يوم ولدت
ويوم أموت ويوم أبعث حيا * (33) * ذلك عيسى ابن مريم قول الحق
الذي فيه يمترون * (34) * ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى

(1) مت. بضم الميم.
(2) نسيا. بكسر النون.
(3) تحتها. بفتح التاءين.
(4) تساقط. بفتح التاء - تساقط. تساقط. بتشديد السين فيهما.
(5) آنان.
(6) أين ما مقطوع بالاتفاق.
(7) انظر الآية من مريم.
301

أمرا فإنما يقول له كن فيكون (35) * وإن الله ربي وربكم فاعبدوه
هذا صراط مستقيم * (36) * فاختلف الأحزاب من بينهم فويل
للذين كفروا من مشهد يوم عظيم * (37) * أسمع بهم وأبصر يوم
يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين * (38) * وأنذرهم
يوم الحسرة إذ قضى الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون * (39) * إنا
نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون * (40) * واذكر في الكتاب
إبراهيم إنه كان صديقا نبيا * (41) * إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد
ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا * (42) * يا أبت إني قد جاءني
من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا * (43) * يا أبت لا تعبد
الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * (44) * يا أبت إني أخاف
أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا * (45) * قال أراغب
أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا * (46) * قال
سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا * (47) * وأعتزلكم
وما تدعون من دون الله وأدعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء
ربي شقيا * (48) * فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له

(1) أن.
(2) انظر الآية 51 منها.
(3) يرجعون. بفتح الياء وكسر الجيم.
(4) يا أبت. بفتح التاء يا أبه. بسكون آخر.
302

إسحاق ويعقوب و * (كلا جعلنا نبيا * (49) * ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا
لهم لسان صدق عليا * (50) * واذكر في الكتاب موسى إنه كان
مخلصا وكان رسولا نبيا * (51) * وناديناه من جانب الطور الأيمن
وقربناه نجيا * (52) * ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا * (53) *
واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا
نبيا * (54) * وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه
مرضيا * (55) * واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا * (56) *
ورفعناه مكانا عليا * (57) * أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين
من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل
وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا * (58) *
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات
فسوف يلقون غيا * (59) * إلا من تاب وأمن وعمل صالحا فأولئك
يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا * (60) * جنات عدن التي وعد
الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا * (61) * لا يسمعون فيها
لغوا إلا سلما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا * (62) * تلك الجنة التي

(1) مخلصا: بكسر اللام.
(2) بكيا: بكسر الباء.
(3) يدخلون. بضم الياء
303

نورث من عبادنا من كان تقيا * (63) * وما نتنزل إلا بأمر ربك له
ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا * (64) *
رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبدته
هل تعلم له سميا * (65) * ويقول الانسان أإذا ما مت لسوف أخرج
حيا * (66) * أو لا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا * (67) *
فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا * (68) *
ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا * (69) * ثم لنحن
أعلم بالذين هم أولى بها صليا * (70) * وإن منكم إلا واردها كان
على ربك حتما مقضيا * (71) * ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا
* (72) * وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا
أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا * (73) * وكم أهلكنا قبلهم
من قرن هم أحسن أثاثا ورؤيا * (74) * قل من كان في الضلالة فليمدد له
الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة
فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا * (75) * ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا

(1) نورث. بفتح الواو وتشديد الراء بالكسر.
(3) يذكر: بتشديد الذال والكاف بالفتح.
(4) جئيا: بضم الجيم.
(5) عتبا بضم العين.
(6) صليا. بضم الصاد.
(7) مقاما. بضم أوله.
(9) ريا بكسر أوله والياء مشددة بالفتح.
304

وخير مردا * (76) * أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا
* (77) * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا * (78) * كلا سنكتب ما يقول
ونمد له من العذاب مدا * (79) * ونرثه ما يقول ويأتينا فردا * (80) * واتخذوا
من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا * (81) * * (كلا سيكفرون بعبادتهم
ويكونون عليهم ضدا * (82) * ألم تر أنا أرسلنا الشيطين على الكافرين
تؤزهم أزا * (83) * فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا * (84) * يوم نحشر
المتقين إلى الرحمن وفدا * (85) * ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا * (86) *
لا يملكون الشفعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا * (87) * وقالوا
اتخذ الرحمن ولدا * (88) * لقد جئتم شيئا إدا * (89) * تكاد السماوات
يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * (90) * أن دعوا
للرحمن ولدا * (91) * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا * (92) * إن كل من
في السماوات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا * (93) * لقد أحصاهم وعدهم
عدا * (94) * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا * (95) * إن الذين آمنوا وعملوا
الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا * (96) * فإنما يسرناه بلسانك
لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا * (97) * وكم أهلكنا قبلهم

(1) ولدا: بضم الواو وسكون اللام.
(2) ينفطرن. بسكون النون وكسر الطاء.
305

من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا * (ا 98) *
(20) سورة طه مكية
الا آيتي 130 و 131 فمدنيتان
وآياتها 135 نزلت بعد مريم
بسم الله الرحمن الرحيم
طه * (1) * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * (2) * إلا تذكرة لمن يخشى * (3) *
تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى * (4) * الرحمن على العرش
استوى * (5) * له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت
الثرى * (6) * وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى * (7) * الله لا إله
إلا هو له الأسماء الحسنى * (8) * وهل أتاك حديث موسى * (9) * إذ رأى
نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس
أو أجد على النار هدى * (10) * فلما أتاها نودي يا موسى * (11) * إني أنا ربك
فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى * (12) * وأنا اخترتك فاستمع
لما يوحى * (13) * إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى
* (14) * إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس) * بما تسعى * (15) *
فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى * (16) *

(1) لتبشر: بفتح التاء وسكون الباء وضم الشين.
(2) طه بكسر الطاء والهاء. طه بفتح الطاء وكسر الهاء.
(3) رئى: بكسر الراء والهمزة - رئى: بفتح الراء وكسر الهمزة.
(4) أنى: بفتح الياء.
(5) وأنا اخترناك.
306

وما تلك بيمينك يا موسى * (17) * قال هي عصاي أتوكأ عليها
وأهش بها على غنمي ولى فيها مآرب أخرى * (18) * قال ألقها يا موسى
* (19) * فألقاها فإذا هي حية تسعى * (20) * قال خذها ولا تخف سنعيدها
سيرتها الأولى * (21) * واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من
غير سوء آية أخرى * (22) * لنريك من آياتنا الكبرى * (23) * اذهب
إلى فرعون إنه طغى * (24) * قال رب اشرح لي صدري * (25) * ويسر لي
أمري * (26) * واحلل عقدة من لساني * (27) * يفقهوا قولي * (28) * واجعل لي
وزيرا من أهلي * (29) * هارون أخي * (30) * اشدد به أزرى * (31) * وأشركه
في أمري * (32) * كي نسبحك كثيرا * (33) * ونذكرك كثيرا * (34) * إنك كنت بنا
بصيرا * (35) * قال قد أوتيت سؤلك يا موسى * (36) * ولقد مننا عليك مرة
أخرى * (37) * إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى * (38) * أن اقذفيه في التابوت
فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له
وألقيت عليك محبة منى ولتصنع على عيني * (39) * إذ تمشى أختك
فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها
ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتنك فتونا فلبثت سنين

(1) ولى: بسكون الياء.
(2) أشدد: بهمزة مفتوحة مقطوعة. (أ) أشركه: بضم أوله.
307

في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى * (40) * واصطنعتك لنفسي * (41) *
اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكرى * (42) * اذهبا إلى فرعون
إنه طغى * (43) * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى * (44) * قالا ربنا
إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى * (45) * قال لا تخافا إنني معكما
أسمع وأرى * (46) * فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل
ولا تعذبهم قد جئنك باية من ربك والسلم على من
اتبع الهدى * (47) * إنا قد أوحى إلينا أن العذاب على من كذب وتولى
* (48) * قال فمن ربكما يا موسى * (49) * قال ربنا الذي أعطى كل شئ
خلقه ثم هدى * (50) * قال فما بال القرون الأولى * (51) * قال علمها عند
ربي في كتب لا يضل ربي ولا ينسى * (52) * الذي جعل لكم الأرض
مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به
أزواجا من نبات شتى * (53) * كلوا وارعوا أنعمكم إن في ذلك
لآيات لأولي النهى * (54) *، منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها
نخرجكم تارة أخرى * (55) * ولقد أرينه آياتنا كلها فكذب وأبى * (56) *
قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى * (57) * فلنأتينك بسحر
308

مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا
سوى * (58) * قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى * (59) * فتولى
فرعون فجمع كيده ثم أتى * (60) * قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا
على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى * (61) * فتنزعوا
أمرهم بينهم وأسروا النجوى * (62) * قالوا إن هذان لساحران يريدان
أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى * (63) *
فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى * (64) * قالوا
يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى * (65) * قال بل ألقوا فإذا
حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * (66) * فأوجس
في نفسه خيفة موسى * (67) * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * (68) * وألق
ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد سحر ولا يفلح الساحر
حيث أتى * (69) * فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى * (70) *
قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر
فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع
النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى * (71) * قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا

(1) سوى. سوى: بالتنوين وغيره بكسر السين فيهما. سوى سوى: بالتنوين وغيره وبضم السين فيهما.
(2) فيسحتكم بفتح الحاء
(3) ان هذين - إن هذان.
(4) فاجمعوا: بفتح الميم.
(5) آتوا.
(6) تلقف: بفتح اللام وتشديد القاف بالفتح.
(7) سحر.
309

من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه
الحياة الدنيا * (72) * إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطينا وما أكرهتنا
عليه من السحر والله خير وأبقى * (73) * إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم
لا يموت فيها ولا يحيى * (74) * ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات
فأولئك لهم الدرجات العلى * (75) * جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار
خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى * (76) * ولقد أوحينا إلى موسى
أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف دركا
ولا تخشى * (77) * فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم
* (78) * وأضل فرعون قومه وما هدى * (79) * يبنى إسرائيل قد أنجيناكم
من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم
المن والسلوى * (80) * كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه
فيحل عليكم غضبى ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى * (81) * وإني لغفار
لمن تاب وآمن وعمل صلحا ثم اهتدى * (82) * وما أعجلك عن
قومك يا موسى * (83) * قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك رب
لترضى * (84) * قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري * (85) *

(1) ابن ظ.
(2) تخف.
(3) أنجيكم.
(4) وعدناكم. واعدتكم.
(5) رزقكم.
(6) فيحل بضم الحاء.
(7) يحلل - بضم اللام الأولى.
(8) إثرى.
310

فرجع موسى إلى قومه غضبن أسفا قال يقوم ألم يعدكم ربكم
وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب
من ربكم فأخلفتم موعدي * (86) * قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا
ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذالك ألقى
السامري * (87) * فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم
وإله موسى فنسي * (88) * أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك
لهم ضرا ولا نفعا * (89) * ولقد قال لهم هارون من قبل يقوم إنما
فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري * (90) * قالوا لن
نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى * (91) * قال يهرون
ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * (92) * ألا تتبعن أفعصيت أمري * (93) * قال
يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين
بني إسرائيل ولم ترقب قولي * (94) * قال فما خطبك يا سامري * (95) * قال
بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها
وكذلك سولت لي نفسي * (96) * قال فاذهب فإن لك في الحياة أن
تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت

(1) حملنا: بفتح الحاء وتشديد الميم بالفتح.
(2) تبصروا.
(4) مخلفه.
311

عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا * (97) * إنما إلهكم الله
الذي لا إله إلا هو وسع كل شئ علما * (98) * كذلك نقص عليك من
أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا * (99) * من أعرض عنه
فإنه يحمل يوم القيامة وزرا * (100) * خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا * (101) * يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ
زرقا * (102) * يتخفتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا * (103) * نحن أعلم بما
يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما * (104) * ويسئلونك
عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا * (105) * فيذرها قاعا صفصفا * (106) *
لا ترى فيها عوجا ولا أمتا * (107) * يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له
وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا * (108) * يومئذ لا تنفع
الشفعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا * (109) * يعلم ما بين
أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما * (110) * وعنت الوجوه للحي القيوم
وقد خاب من حمل ظلما * (111) * ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن
فلا يخاف ظلما ولا هضما * (112) * وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا
فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا * (113) * فتعالى الله

(1) لنحرقنه. بفتح النون وضم الراء.
(2) يخفف.
312

الملك الحق ولا تعجل بالقرءان من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب
زدني علما * (114) * ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما * (115) * وإذ
قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس أبى * (116) * فقلنا يا آدم
إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى * (117) *
إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * (118) * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى * (119) *
فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك
لا يبلى * (120) * فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما
من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى * (121) * ثم اجتباه ربه فتاب
عليه وهدى * (122) * قال اهبطا منها جميعا) * بعضكم لبعض عدو
فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * (123) *
ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة
أعمى * (124) * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * (125) * قال كذلك
أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * (126) * وكذلك نجزى من
أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى * (127) * أفلم
يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مسكنهم

(1) أن تقضى إليك وحيه. بفتح النون الثانية والياء الثالثة.
(2) انظر الآية 34 منها.
(3) وإنك.
(4) انظر الآية 22 منها.
313

إن في ذلك لآيات لأولي النهى * (128) * ولولا كلمة سبقت من ربك لكان
لزاما وأجل مسمى * (129) * فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل
طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار
لعلك ترضى * (130) * ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة
الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى * (131) * وأمر أهلك
بالصلاة واصطبر عليها لا نسلك رزقا نحن نرزقك والعقبة
للتقوى * (132) * وقالوا لولا يأتينا باية من ربه أولم تأتهم بينة ما في
الصحف الأولى * (133) * ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا
ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل
ونخزى * (134) * قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب
الصراط السوي ومن اهتدى * (135) *
(21) سورة الأنبياء مكية
وآياتها 112 نزلت بعد سورة إبراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون * (1) * ما يأتيهم
314

من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون * (2) * لاهية
قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم
أفتأتون السحر وأنتم تبصرون * (3) * قال ربي يعلم القول في السماء
والأرض وهو السميع العليم * (4) * بل قالوا أضغث أحلم) *
بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا باية كما أرسل الأولون * (5) * ما آمنت قبلهم
من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون * (6) * وما أرسلنا قبلك إلا رجالا
نوحي إليهم فسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون * (7) * وما جعلناهم
جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين * (8) * ثم صدقناهم
الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين * (9) * لقد أنزلنا
إليكم كتبا فيه ذكركم أفلا تعقلون * (10) * وكم قصمنا من قرية كانت
ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين * (11) * فلما أحسوا بأسنا إذا هم
منها يركضون * (12) * لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومسكنكم
لعلكم تسئلون * (13) * قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين * (14) * فما زالت تلك
دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين * (15) * وما خلقنا السماء
والأرض وما بينهما لاعبين * (16) * لو أردنا أن نتخذ لهوا لأتخذنه

(1) قل.
(2) من الآية 3 من نفس السورة.
315

من لدنا إن كنا فعلين * (17) * بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا
هو زاهق ولكم الويل مما تصفون * (18) * وله من في السماوات والأرض
ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * (19) * يسبحون
الليل والنهار لا يفترون * (20) * أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون
* (21) * لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحن الله رب العرش عما
يصفون * (22) * لا يسل عما يفعل وهم يسلون * (23) * أم اتخذوا من دونه
آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم
لا يعلمون الحق فهم معرضون * (24) * وما أرسلنا من قبلك من رسول
إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون * (25) * وقالوا اتخذ الرحمن
ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * (26) * لا يسبقونه بالقول وهم
بأمره يعملون * (27) * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون
إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون * (28) *، ومن يقل منهم إني
إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزى الظالمين * (29) * أولم
يريد الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا
من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون * (30) * وجعلنا في الأرض رواسي

(1) معي: بسكون الياء.
(2) فاعبدوني.
(3) ألم.
316

أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون * (31) * وجعلنا
السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون * (32) * وهو الذي
خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون * (33) * وما
جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون * (34) * كل نفس
ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون
* (35) * وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر
آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون * (36) * خلق الانسان من
عجل سأوريكم آياتي فلا تستعجلون * (37) * ويقولون متى هذا الوعد
إن كنتم صادقين * (38) * لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن
وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون * (39) * بل تأتيهم
بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون * (40) * ولقد
استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به
يستهزؤون * (41) * قل من يكلؤكم باليل والنهار من الرحمن بل هم
عن ذكر ربهم معرضون * (42) * أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا
لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون * (43) * بل متعنا هؤلاء

(1) مت: بضم أوله.
(2) رإك بفتح أوله - رإك: بكسر أوله.
(3) سأوريكم في القواعد الرسمية بانبات الواو وهو الأكثر لكن المقروء بدون الإشباع.
(4) وجوههم: بكسر اخره - وجوههم: بكسر الهاء الأولى وضم الثانية.
317

وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها
من أطرافها أفهم الغالبون * (44) * قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع
الصم الدعاء إذا ما ينذرون * (45) * ولئن مستهم نفحة من عذاب
ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين * (46) * ونضع الموازين القسط
ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل
أتينا بها وكفى بنا حاسبين * (47) * ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان
وضياء وذكرا للمتقين * (48) * الذين يخشون ربهم بالغيب وهم
من الساعة مشفقون * (49) * وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له
منكرون * (50) * ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به علمين * (51) *
إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * (52) * قالوا
وجدنا آباءنا لها عبدين * (53) * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال
مبين * (54) * قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين * (55) * قال بل ربكم رب
السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذالكم من الشاهدين * (56) *
وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * (57) * فجعلهم
جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون * (58) * قالوا من فعل هذا
318

بآلهتنا إنه لمن الظالمين * (59) * قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له
إبراهيم * (60) * قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون * (61) * قالوا
أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم * (62) * قال بل فعله كبيرهم هذا
فسلوهم إن كانوا ينطقون * (63) * فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا
إنكم أنتم الظالمون * (64) * ثم نكسوا على رؤسهم لقد علمت ما
هؤلاء ينطقون * (65) * قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا
ولا يضركم * (66) * أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون * (67) *
قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين * (68) * قلنا يا نار كوني
بردا وسلما على إبراهيم * (69) * وأرادوا به كيدا فجعلناهم
الأخسرين * (70) * ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها
للعلمين * (71) * ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة و * (كلا جعلنا
صالحين * (72) * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل
الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عبدين * (73) * ولوطا
آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل
الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين * (74) * وأدخلناه في رحمتنا

(1) آأنت.
(2) فسلوهم.
(3) أف - أف: بالتشديد فيهما بالفتح والكسر بدون تنوين.
(4) نافلة: بكسر اللام.
319

إنه من الصالحين * (75) * ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه
وأهله من الكرب العظيم * (76) * ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا
إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين * (77) * وداود وسليمان إذ يحكمان
في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين * (78) *
ففهمنها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال
يسبحن والطير وكنا فعلين * (79) * وعلمنه صنعة لبوس لكم
لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شكرون * (80) * ولسليمان الريح عاصفة
تجرى بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شئ علمين * (81) *
ومن الشيطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا
لهم حافظين * (82) * وأيوب إذ نادى ربه أنى مسني الضر وأنت أرحم
الراحمين * (83) * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله
ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعبدين * (84) * وإسماعيل
وإدريس وذا الكفل كل من الصبرين * (85) * وأدخلناهم في
رحمتنا إنهم من الصالحين * (86) * وذا النون إذ ذهب مغضبا فظن
أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني

(1) الرياح.
(2) مسني: بياء ساكنة.
(3) يقدر: بضم أوله وفتح الدال.
320

كنت من الظالمين * (87) * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك نجى
المؤمنين * (88) * وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير
الوارثين * (89) * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم
كانوا يسرعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا
خاشعين * (90) * والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها
وابنها آية للعلمين * (91) * إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم
فاعبدون * (92) * وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون * (93) * فمن يعمل
من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون * (94) *
وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون * (95) * حتى إذا فتحت
يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون * (96) * واقترب الوعد الحق
فإذا هي شاخصة أبصر الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من
هذا بل كنا ظالمين * (97) * إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم
أنتم لها واردون * (98) * لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون * (99) *
لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون * (100) * إن الذين سبقت لهم منا الحسنى
أولئك عنها مبعدون * (101) * لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت

(1) يجى: بضم النون وتشديد الجيم بالكسر - ننجى: بضم وفتح وتشديد الجيم بالكسر.
(2) وزكرياء إذ نادى: بكسر الدال.
(3) فاعبدوني.
(4) حرم: بكسر فسكون.
(5) وقرئ بالضاء: حطب.
321

أنفسهم خالدون * (102) * لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة
هذا يومكم الذي كنتم توعدون * (103) * يوم نطوى السماء كطي السجل
للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فعلين * (104) *
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي
الصالحون * (105) * إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين * (106) * وما أرسلناك
إلا رحمة للعالمين * (107) * قل إنما يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد
فهل أنتم مسلمون * (108) * فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدرى
أقريب أم بعيد ما توعدون * (109) * إنه يعلم الجهر من القول ويعلم
ما تكتمون * (110) * وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتع إلى حين * (111) * قل رب
احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون * (112) *
(22) سورة الحج مدنية
الا الآيات 52 و 53 و 54 و 55 فبين مكة والمدينة
وآياتها 78 نزلت بعد النور
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم * (1) * يوم
ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل

(1) نطوى السماء: بفتح الواو وضم الهمزة.
(2) الزبور: بضم الزاي مشددة.
(3) عبادي: بسكون الياء.
(4) قل رب: بضم الياء مشددة.
322

حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله
شديد * (2) * ومن الناس من يجدل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان
مريد * (3) * كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلى
عذاب السعير * (4) * يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا
خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة
وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى
ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من
يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض
هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل
زوج بهيج * (5) * ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شئ
قدير * (6) * وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في
القبور * (7) * ومن الناس من يجدل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتب
منير * (8) * ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه
يوم القيامة عذاب الحريق * (9) * ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس
بظلم للعبيد * (10) * ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه

(1) سكرى " بفتح السين ".
(2) بسكرى " بفتح السين وسكون الكاف ".
(3) وربت: بضم الراء وسكون التاء.
323

خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا
والآخرة ذلك هو الخسران المبين * (11) * يدعوا من دون الله ما لا يضره
وما لا ينفعه ذلك هو الضلل البعيد * (12) * يدعوا لمن ضره أقرب
من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير * (13) * إن الله يدخل الذين آمنوا
وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار إن الله يفعل
ما يريد * (14) * من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة
فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده
ما يغيظ * (15) * وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدى من يريد
* (16) * إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس
والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شئ
شهيد * (17) * ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض
والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من
الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم
إن الله يفعل ما يشاء * (18) *، هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين
كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤسهم الحميم * (19) *

(1) وذلك: بزيادة " و ".
(2) ليقطع: بكسر اللام.
(3) والصابين.
(4) هذان: بتشديد آخره بالكسر.
(5) رؤسهم. بكسر الميم. رؤسهم: بضم الهاء.
324

يصهر به ما في بطونهم والجلود * (20) * ولهم مقمع من حديد * (21) * كلما
أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق * (22) *
إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها
الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها
حرير * (23) * وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد * (24) *
إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي
جعلنه للناس سواء العكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد) *
بظلم نذقه من عذاب أليم * (25) * وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت
أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود
* (26) * وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين
من كل فج عميق * (27) * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في
أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا
البائس الفقير * (28) * ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا
بالبيت العتيق * (29) * ذلك ومن يعظم حرمت الله فهو خير له عند ربه
وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان

(1) أي يدق ظ.
(2) ولؤلؤ: بكسر آخره منونا.
(3) سراط.
(4) سواء: بضم اخره منونا.
(5) البادى.
(6) بيتي " بسكون اخره ".
(7) رجالا " بضم الراء وتشديد الجيم " اه‍ من المجمع.
(8) ليوفوا: بكسر أوله - ليوفوا: بفتح الواو الأولى وتشديد الفاء بالضم.
(9) ليطوفوا: بكسر أوله.
(10) أنظر الآية 3 من المائدة.
325

واجتنبوا قول الزور * (30) * حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك
بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان
سحيق * (31) * ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب * (32) * لكم
فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق * (33) * ولكل أمة جعلنا
منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم
إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين * (34) * الذين إذا ذكر الله وجلت
قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم
ينفقون * (35) * والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير
فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا
منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون * (36) * لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم
كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين * (37) *
إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور * (38) *
أذن للذين يقتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير * (39) *
الذين أخرجوا من ديرهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا

(1) فتخطفه: بفتح الحاء وتشديد الطاء بالفتح.
(2) الرياح.
(3) منسكا: بكسر السين.
(4) وقرئ صوافن اه‍ من المجمع.
(5) أذن: بفتح الهمزة.
326

دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات
ومسجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن
الله لقوى عزيز * (40) * الذين إن مكنهم في الأرض أقاموا الصلاة
وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عقبة الأمور
* (41) * وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود * (42) * وقوم
إبراهيم وقوم لوط * (43) * وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت
للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير * (44) * فكأين من قرية
أهلكناها وهى ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة
وقصر مشيد * (45) * أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها
أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب
التي في الصدور * (46) * ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده
وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون * (47) * وكأين من قرية
أمليت لها وهى ظالمة ثم أخذتها وإلى المصير * (48) * قل يا أيها الناس
إنما أنا لكم نذير مبين * (49) * فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم
مغفرة ورزق كريم * (50) * والذين سعوا في آياتنا معجزين أولئك

(1) لهدمت: بكسر الدال مخففة.
(2) نكيرى.
(3) فكاءن.
(4) بير.
(5) معجزين: بتشديد الجيم بالكسر.
327

أصحاب الجحيم * (51) * وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى
ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته
والله عليم حكيم * (52) * ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم
مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق) * بعيد * (53) * وليعلم
الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم
وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم * (54) * ولا يزال الذين
كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم
عقيم * (55) * الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات
في جنات النعيم * (56) * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم
عذاب مهين * (57) * والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا
ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين * (58) * ليدخلنهم
مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم * (59) *، ذلك ومن عاقب بمثل
ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور * (60) * ذلك
بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع
بصير * (61) * ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل

(1) أمنيته: بتخفيف الياء المفتوحة.
(2) يدل ظ:
(3) لهادى - قف.
(4) مقطوع
(5) مقطوع بالإنفاق.
328

وأن الله هو العلى الكبير * (62) * ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح
الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير * (63) * له ما في السماوات وما في الأرض
وإن الله لهو الغنى الحميد * (64) * ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك
تجرى في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن
الله بالناس لرؤف رحيم * (65) * وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم
يحييكم إن الانسان لكفور * (66) * لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه
فلا ينزعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم * (67) *
وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون * (68) * الله يحكم بينكم يوم
القيامة فيما كنتم فيه تختلفون * (69) * ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء
والأرض إن ذلك في كتب إن ذلك على الله يسير * (70) * ويعبدون
من دون الله ما لم ينزل به سلطنا وما ليس لهم به علم وما للظالمين
من نصير * (71) * وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا
المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم
بشر من ذالكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير * (72) * يا أيها
الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا

(1) منسكا: بكسر السين.
(2) ينزل: بسكون النون وتخفيف الزاي المكسورة.
(3) لها - ظ.
329

ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه
ضعف الطالب والمطلوب * (73) * ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوى
عزيز * (74) * الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع
بصير * (75) * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور * (76) *
يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير
لعلكم تفلحون * (77) * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما
جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم
المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم
وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا
بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير * (78) *
(23) سورة المؤمنون مكية
وآياتها 118 نزلت بعد الأنبياء
بسم الله الرحمن الرحيم
قد أفلح المؤمنون * (1) * الذين هم في صلاتهم خاشعون * (2) * والذين هم
عن اللغو معرضون * (3) * والذين هم للزكاة فعلون * (4) * والذين هم
330

لفروجهم حافظون * (5) * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم
غير ملومين * (6) * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * (7) *
والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * (8) * والذين هم على صلواتهم
يحافظون * (9) * أولئك هم الوارثون * (10) * الذين يرثون الفردوس هم
فيها خالدون * (11) * ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين * (12) * ثم
جعلنه نطفة في قرار مكين * (13) * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا
العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما
ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين * (14) * ثم إنكم بعد
ذلك لميتون * (15) * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون * (16) * ولقد خلقنا
فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين * (17) * وأنزلنا من
السماء ماء بقدر فأسكنه في الأرض وإنا على ذهاب) * به لقادرون
* (18) * فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة
ومنها تأكلون * (19) * وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن
وصبغ للاكلين * (20) * وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في
بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون * (21) * وعليها وعلى

(1) لأمانتهم.
(2) عظاما.
(3) العظم.
(4) تنبت: بضم أوله وكسر الياء.
331

الفلك تحملون * (22) * ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يقوم اعبدوا
الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون * (23) * فقال الملأ الذين كفروا
من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء
الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين * (24) * إن هو إلا
رجل) * به جنة فتربصوا به حتى حين * (25) * قال رب انصرني بما كذبون * (26) *
فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار
التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق
عليه القول منهم ولا تخطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون * (27) *
فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا
من القوم الظالمين * (28) * وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير
المنزلين * (29) * إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين * (30) * ثم أنشأنا
من بعدهم قرنا آخرين * (31) * فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله
ما لكم من إله غيره أفلا تتقون * (32) * وقال الملأ من قومه الذين
كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفنهم في الحياة الدنيا ما هذا
إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون * (33) *

(1) غيره: بكسر الراء والهاء.
(2) كذبوني.
(3) كل: بتشديد آخره بدون تنوين.
332

ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون * (34) * أيعدكم أنكم
إذا متم وكنتم ترابا وعظما أنكم مخرجون * (35) *، هيهات هيهات لما
توعدون * (36) * إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين * (37) * إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين * (38) * قال رب
انصرني بما كذبون * (39) * قال عما قليل ليصبحن نادمين * (40) * فأخذتهم
الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين * (41) * ثم أنشأنا
من بعدهم قرونا آخرين * (42) * ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون * (43) *
ثم أرسلنا رسلنا تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا
بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون * (44) * ثم
أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطن مبين * (45) * إلى فرعون
وملأه فاستكبروا وكانوا قوما عالين * (46) * فقالوا أنؤمن
لبشرين مثلنا وقومهما لنا عبدون * (47) * فكذبوهما فكانوا
من المهلكين * (48) * ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون * (49) *
وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار
ومعين * (50) * يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صلحا

(1) متم: بضم أوله.
(2) عبهاه. بسكون آخره هيهاه بضم اخره بالوقوف فيها.
(3) بالتنوين في الوصل وبالإمالة على الأصل.
(4) ربوة: بضم أوله.
333

إني بما تعملون عليم * (51) * وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم
فاتقون * (52) * فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب) * بما لديهم فرحون * (53) *
فذرهم في غمرتهم حتى حين * (54) * أيحسبون أنما نمدهم به من مال
وبنين * (55) * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون * (56) * إن الذين هم
من خشية ربهم مشفقون * (57) * والذين هم بآيات ربهم يؤمنون * (58) *
والذين هم بربهم لا يشركون * (59) * والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم
وجلة أنهم إلى ربهم راجعون * (60) * أولئك يسارعون في الخيرات
وهم لها سابقون * (61) * ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتب
ينطق بالحق وهم لا يظلمون * (62) * بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم
أعمل من دون ذلك هم لها عاملون * (63) * حتى إذا أخذنا مترفيهم
بالعذاب إذا هم يجرون * (64) * لا تجروا اليوم إنكم منا لا تنصرون * (65) *
قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقبكم تنكصون * (66) *
مستكبرين به سمرا تهجرون * (67) * أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم
يأت آباءهم الأولين * (68) * أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون * (69) *
أم يقولون به جنة) * بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون * (70) *

(1) فاتقوني.
(2) أيحسبون: بكسر السين.
(3) تهجرون: بضم أوله وكسر الجيم.
334

ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن
بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون * (71) * أم تسلهم
خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين * (72) * وإنك لتدعوهم إلى
صراط مستقيم * (73) * وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط
لناكبون * (74) *، ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم
يعمهون * (75) * ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون
* (76) * حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون
* (77) * وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفدة قليلا
ما تشكرون * (78) * وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون * (79) *
وهو الذي يحيي ويميت وله اختلف الليل والنهار أفلا تعقلون
* (80) * بل قالوا مثل ما قال الأولون * (81) * قالوا أإذا متنا وكنا ترابا
وعظما أإنا لمبعوثون * (82) * لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن
هذا إلا أساطير الأولين * (83) * قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم
تعلمون * (84) * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * (85) * قل من رب السماوات
السبع ورب العرش العظيم * (86) * سيقولون لله قل أفلا تتقون * (87) *

(1) خراجا بفتح الخاء وكسرها.
(2) فخرج بسكون الراء.
(3) آإذا.
(4) متنا بضم أوله.
(5) إنا - آأنا.
(6) سيقولون الله - بفتح هاء " الله " وكسرها في الموضعين الأخيرين دون الأول.
335

قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون
* (88) * سيقولون لله قل فأنى تسحرون * (89) * بل أتيناهم بالحق وإنهم
لكاذبون * (90) * ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب
كل إله) * بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون * (91) *
علم الغيب والشهدة فتعالى عما يشركون * (92) * قل رب إما تريني
ما يوعدون * (93) * رب فلا تجعلني في القوم الظالمين * (94) * وإنا على أن نريك
ما نعدهم لقادرون * (95) * ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما
يصفون * (96) * وقل رب أعوذ بك من همزات الشيطين * (97) * وأعوذ بك
رب أن يحضرون * (98) * حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * (99) *
لعلى أعمل صلحا فيما تركت * (كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم
برزخ إلى يوم يبعثون * (100) * فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم
يومئذ ولا يتساءلون * (101) * فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون
* (102) * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم
خالدون * (103) * تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون * (104) * ألم تكن آياتي
تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون * (105) * قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا

(1) السيئة: بكسر اخره.
(2) يحضرني: بضم الضاد والراء.
(3) ارجموني.
(4) شقاوننا.
336

وكنا قوما ضالين * (106) * ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون * (107) *
قال اخسئوا فيها ولا تكلمون * (108) * إنه كان فريق من عبادي يقولون
ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين * (109) * فاتخذتموهم
سخريا حتى أنسوكم ذكرى وكنتم منهم تضحكون * (110) * إني جزيتهم
اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون * (111) * قل كم لبثتم في الأرض
عدد سنين * (112) * قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسل العادين * (113) *
قل إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون * (114) * أفحسبتم أنما
خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون * (115) * فتعالى الله الملك
الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم * (116) * ومن يدع مع الله إلها
آخر لا برهن له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون
* (117) * وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين * (118) *
(24) سورة النور مدنية
وآياتها 64 نزلت بعد الحشر
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون * (1) *

(1) تكلموني.
(2) إنهم.
(3) قل.
(4) فسل.
(5) ترجعون: بفتح أوله.
337

الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم
بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد
عذابهما طائفة من المؤمنين * (2) * الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة
والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين * (3) *
والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمنين
جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون * (4) * إلا
الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم * (5) * والذين
يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم
أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين * (6) * والخمسة أن لعنت الله
عليه إن كان من الكاذبين * (7) * ويدرؤا عنها العذاب أن تشهد
أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين * (8) * والخمسة أن غضب
الله عليها إن كان من الصادقين * (9) * ولولا فضل الله عليكم ورحمته
وأن الله تواب حكيم * (10) * إن الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم
لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرى منهم ما اكتسب من
الاثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم * (11) * لولا إذ سمعتموه

(1) رأفة: بفتح الهمزة.
(2) المحصنات: بكسر الصاد.
(3) أربع: بفتح آخره.
(4) أن لعنة الله: بسكون النون وضم التاء المربوطة.
(5) والخامسة أن: سكون النون. غضب: بكسر الضاد. الله: بضم آخره. غضب الله: بضم الباء.
(6) تحسبوه " بكسر السين "
(7) ولى كبره: بكسر اللام بعدها ياء. وضم الكاف.
338

ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين * (12) *
لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند
الله هم الكاذبون * (13) * ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا
والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم * (14) * إذ تلقونه
بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا
وهو عند الله عظيم * (15) * ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا
أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * (16) * يعظكم الله أن
تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين * (17) * ويبين الله لكم الآيات
والله عليم حكيم * (18) * إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين
آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون
* (19) * ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم * (20) * يا أيها
الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان
فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى
منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء والله سميع عليم * (21) *
ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمسكين

(1) تحبسونه: بكسر السين.
(2) وقرئ: بضمتين والهمزة " من المجمع ".
(3) انفق أصحاب الإمالة بعدم الإمالة في خمس كلمات
وهى " ما زكى. وحتى. وإلى. والدي. وعلى " والأولى خامسة وهذا الموضع والأربعة الباقية بعدم الإمالة حيث وقعت في التنزيل مطردا.
339

والمهجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم
والله غفور رحيم * (22) * إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات
لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * (23) * يوم تشهد عليهم
ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون * (24) * يومئذ يوفيهم الله
دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين * (25) * الخبيثات للخبيثين
والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات
أولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم * (26) * يا أيها
الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على
أهلها ذالكم خير لكم لعلكم تذكرون * (27) * فإن لم تجدوا فيها أحدا
فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله
بما تعملون عليم * (28) * ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة
فيها متع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون * (29) * قل للمؤمنين
يغضوا من أبصرهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله
خبير بما يصنعون * (30) * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصرهن
ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن

(1) المحصنات: بكسر الصاد.
(2) بيوتا: بكسر أوله.
(3) بيوتكم: بكسر أوله.
(4) تذكرون: بتشديد الذال بالفتح.
340

بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء
بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن
أو بنى إخوانهن أو بنى أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير
أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء
ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله
جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون * (31) * وأنكحوا الأيامى منكم
والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من
فضله والله واسع عليم * (32) * وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا
حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم
فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا
تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة
الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم * (33) *
ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم
وموعظة للمتقين * (34) *، الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة
فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى

(1) جيوبهن: بكسر أوله.
(2) غيره: بفتح آخره.
(3) " أيها " بالألف في الوقف.
(4) على البغا.
(5) مبينات: بتشديد الياء بالفتح.
341

يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها
يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء
ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم * (35) * في بيوت
أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * (36) *
رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء
الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار * (37) * ليجزيهم
الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء
بغير حساب * (38) * والذين كفروا أعمالهم كسراب) * بقيعة يحسبه
الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه
حسابه والله سريع الحساب * (39) * أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج
من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمت بعضها فوق بعض إذا أخرج
يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور * (40) * ألم تر أن
الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صفت كل قد علم
صلاته وتسبيحه والله عليم) * بما يفعلون * (41) * ولله ملك السماوات
والأرض وإلى الله المصير * (42) * ألم تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه

(1) زجاجة: بكسر الجيم الثانية.
(2) درى: بكسر الدال. توقد: بفتح التاء والواو وتشديد القاف بالفتح وفتح الدال. درى:
بضم الدال. توقد: بفتح التاء والواو وتشديد القاف بالفتح وفتح الدال. درى. بكسر الدال والراء بعدها ياء وهمزة مضمومة منونة
نوقد. درى " بضم الياء منونة بالتخفيف " توقد.
(3) بيوت: بكسر أوله.
(4) يسبح: بتشديد الياء بالفتح. [*] كذا بالأصل.
342



(1) يحسبه: بكسر السين.
(2) سحاب: بضم اخره بدون تنوين.
(3) ظلمات: بكسر اخره منونا.
343

ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلله وينزل من السماء من
جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء
يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار * (43) * يقلب الله الليل والنهار
إن في ذلك لعبرة لأولى الأبصار * (44) * والله خلق كل دابة من
ماء فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين ومنهم
من يمشى على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شئ قدير * (45) *
لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم * (46) *
ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من
بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين * (47) * وإذا دعوا إلى الله ورسوله
ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون * (48) * وإن يكن لهم الحق
يأتوا إليه مذعنين * (49) * أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن
يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون * (50) * إنما كان
قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا
سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون * (51) * ومن يطع الله ورسوله
ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون * (52) *، وأقسموا بالله جهد

(1) ينزل: بسكون النون وكسر الزاي.
(2) عن من - مقطوع الانفاق.
(3) والله خالق كل دابة.
(4) وإن: بزيادة " و ".
(5) ليحكم " بضم الياء ".
(6) يتقه بالاشباع - يتقه بالقصر.
344

أيمنهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله
خبير بما تعملون * (53) * قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا
فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما
على الرسول إلا البلغ المبين * (54) * وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا
الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم
وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد
خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك
فأولئك هم الفاسقون * (55) * وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا
الرسول لعلكم ترحمون * (56) * لا تحسبن الذين كفروا معجزين في
الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير * (57) * يا أيها الذين آمنوا
ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم
ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة
ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم
جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين
الله لكم الآيات والله عليم حكيم * (58) * وإذا بلغ الأطفال منكم

(1) كما استخف: بضم التاء وكسر اللام.
(2) وليبدلنهم: بسكون الباء وكسر الدال المخففة.
(3) تحسبن: بكسر السين - يحسبن.
(4) ثلاث: بفتحات.
345

الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم
آياته والله عليم حكيم * (59) * والقواعد من النساء التي لا يرجون نكاحا
فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن
يستعففن خير لهن والله سميع عليم * (60) * ليس على الأعمى حرج ولا
على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا
من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم
أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت
أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس
عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا
على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم
الآيات لعلكم تعقلون * (61) * إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله
وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين
يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك
لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله
غفور رحيم * (62) * لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم
346

بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين
يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم * (63) *
ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم
يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شئ عليم * (ا 64) *
(25) سورة الفرقان مكية
الا الآيات 68 و 69 و 70 فمدنية
وآياتها 77 نزلت بعد يس
بسم الله الرحمن الرحيم
تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعلمين نذيرا * (1) *
الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك
في الملك وخلق كل شئ فقدره تقديرا * (2) * واتخذوا من دونه
آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا
ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا * (3) * وقال الذين
كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون
فقد جاؤوا ظلما وزورا * (4) * وقالوا أساطير الأولين اكتتبها
فهي تملى عليه بكرة وأصيلا * (5) * قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات

(1) يرجعون: بفتح أوله.
(2) الآية 103 منها.
347

والأرض إنه كان غفورا رحيما * (6) * وقالوا ما ل هذا الرسول يأكل
الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا
* (7) * أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن
تتبعون إلا رجلا مسحورا * (8) * انظر كيف ضربوا لك الأمثل فضلوا
فلا يستطيعون سبيلا * (9) * تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا
من ذلك جنات تجرى من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا * (ا 10) *
بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا * (11) * إذا
رأتهم من مكان) * بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا * (12) * وإذا ألقوا منها
مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا * (13) * لا تدعوا اليوم ثبورا
واحدا وادعوا ثبورا كثيرا * (14) * قل أذلك خير أم جنة الخلد التي
وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا * (15) * لهم فيها ما يشاؤن
خالدين كان على ربك وعدا مسؤولا * (16) * ويوم يحشرهم وما يعبدون
من دون الله فيقول ء أنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم
ضلوا السبيل * (17) * قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ
من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر

(1) يجعل: بضم آخره.
(2) ضيقا: بسكون الياء.
348

وكانوا قوما) * بورا * (18) * فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون
صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا * (19) * وما أرسلنا
قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق
وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا * (20) *
وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا
لقد استكبروا في أنفسهم وعتو عتوا كبيرا * (21) * يوم يرون الملائكة
لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا * (22) * وقدمنا إلى ما
عملوا من عمل فجعلنه هباء منثورا * (23) * أصحاب الجنة يومئذ
خير مستقرا وأحسن مقيلا * (24) * ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل
الملائكة تنزيلا * (25) * الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على
الكافرين عسيرا * (26) * ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني
اتخذت مع الرسول سبيلا * (27) * يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * (28) *
لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا
* (29) * وقال الرسول يرب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا * (30) * وكذلك
جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا * (31) *

(1) " عتو " بفتح العين والتاء وسكون الواو بدون الألف بالاتفاق.
(2) ننزل الملائكة: بنون مضمومة فنون ساكنة وزاي
مكسورة مخففة.
(3) " يا ويلتي " باثبات الياء " يا ويلتاه " وقفا.
349

وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك
لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا * (32) * ولا يأتونك بمثل إلا جئنك
بالحق وأحسن تفسيرا * (33) * الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم
أولئك شر مكانا وأضل سبيلا * (34) * ولقد آتينا موسى الكتاب
وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا * (35) * فقلنا اذهبا إلى القوم الذين
كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا * (36) * وقوم نوح لما كذبوا الرسل
أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا
أليما * (37) * وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا) * بين ذلك كثيرا * (38) *
وكلا ضربنا له الأمثل وكلا تبرنا تتبيرا * (39) * ولقد أتوا على القرية
التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا * (40) *
وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا * (41) *
إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين
يرون العذاب من أضل سبيلا * (42) * أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت
تكون عليه وكيلا * (43) * أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون
إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا * (44) * ألم تر إلى ربك كيف

(1) تحسب: بكسر السين.
350

مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا * (45) *
ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا * (46) * وهو الذي جعل لكم الليل لباسا
والنوم سباتا وجعل النهار نشورا * (47) * وهو الذي أرسل الريح بشرا) *
بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا * (48) * لنحيي به بلدة
ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعما وأناسي كثيرا * (49) * ولقد صرفناه
بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا * (50) * ولو شئنا لبعثنا
في كل قرية نذيرا * (51) * فلا تطع الكافرين وجهدهم به جهادا كبيرا
* (52) * وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل
بينهما برزخا وحجرا محجورا * (53) * وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله
نسبا وصهرا وكان ربك قديرا * (54) * ويعبدون من دون الله
ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا * (55) * وما
أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا * (56) * قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من
شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا * (57) * وتوكل على الحي الذي لا يموت
وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا * (58) * الذي خلق السماوات
والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن

(1) الريح.
(2) نشرا: بفتح فسكون - نشرا: بضم أوله وثانيه.
(3) من الآية 11 من الأنفال.
(4) ليذكروا: بسكون الذال وضم الكاف.
(5) الآية 39 من سورة القيامة.
351

فسل به خبيرا * (59) * وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد
لما تأمرنا وزادهم نفورا * (60) * تبارك الذي جعل في السماء بروجا
وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا * (61) * وهو الذي جعل الليل والنهار
خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا * (62) * وعباد الرحمن الذين
يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * (63) *
والذين يبيتون لربهم سجدا وقيما * (64) * والذين يقولون ربنا اصرف
عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما * (65) * إنها ساءت مستقرا
ومقاما * (66) * والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين
ذلك قواما * (67) * والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس
التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * (68) *
يضعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * (69) * إلا من تاب
وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنت
وكان الله غفورا رحيما * (70) * ومن تاب وعمل صلحا فإنه يتوب
إلى الله متابا * (71) * والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو
مروا كراما * (72) * والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها

(1) فسل.
(2) سرجا: بضم السين والراء.
(3) يذكر: بسكون الذال وضم الكاف.
(4) يقتروا: بضم أوله وكسر التاء.
(5) يضاعف: يضعف بضم الفاء وسكونه فيهما.
(6) ويخلد " بضم اخره ".
352

صما وعميانا * (73) * والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا
قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما * (74) * أولئك يجزون الغرفة بما صبروا
ويلقون فيها تحية وسلما * (75) * خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما * (76) *
قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما * (ا 77) *
سورة الشعراء مكية
الا آية 197 ومن آية 224 إلى آخر السورة فمدنية
وآياتها 227 نزلت بعد الواقعة
بسم الله الرحمن الرحيم
طسم * (1) * تلك آيات الكتاب المبين * (2) * لعلك بخع نفسك ألا
يكونوا مؤمنين * (3) * إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت
أعناقهم لها خاضعين * (4) * وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث
إلا كانوا عنه معرضين * (5) * فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء
ما كانوا به يستهزؤون * (6) * أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من
كل زوج كريم * (7) * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين
* (8) * وإن ربك لهو العزيز الرحيم * (9) * وإذ نادى ربك موسى أن ائت
القوم الظالمين * (10) * قوم فرعون ألا يتقون * (11) * قال رب إني

(1) ذريتنا.
(2) يلقون: بفتح الياء وسكون اللام وفتح القاف مخففة.
(3) ننزل: بضم فسكون والزاي مكسورة مخففة.
(4) بابدال الهمزة الثانية ياء في الوصل.
353

أخاف أن يكذبون * (12) * ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل
إلى هارون * (13) * ولهم على ذنب فأخاف أن يقتلون * (14) * قال * (كلا فاذهبا
بآياتنا إنا معكم مستمعون * (15) * فأتيا فرعون فقولا إنا رسول
رب العالمين * (16) * أن أرسل معنا بني إسرائيل * (17) * قال ألم نربك فينا وليدا
ولبثت فينا من عمرك سنين * (18) * وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت
من الكافرين * (19) * قال فعلتها إذا وأنا من الضالين * (20) * ففررت منكم
لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين * (21) * وتلك نعمة
تمنها على أن عبدت بني إسرائيل * (22) * قال فرعون وما رب العالمين
* (23) * قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين * (24) * قال
لمن حوله ألا تستمعون * (25) * قال ربكم ورب آبائكم الأولين * (26) * قال
إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون * (27) * قال رب المشرق
والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون * (28) * قال لئن اتخذت إلها
غيرى لأجعلنك من المسجونين * (29) * قال أولو جئتك بشئ مبين * (30) *
قال فأت به إن كنت من الصادقين * (31) * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان
مبين * (32) * ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين * (33) * قال للملا حوله

(1) يكذبوني.
(2) يقتلوني.
354

إن هذا لسحر عليم * (34) * يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فما ذا
تأمرون * (35) * قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حشرين * (36) * يأتوك
بكل سحار عليم * (37) * فجمع السحرة لميقات يوم معلوم * (38) * وقيل للناس
هل أنتم مجتمعون * (39) * لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين * (40) *
فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين
* (41) * قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين * (42) * قال لهم موسى ألقوا ما
أنتم ملقون * (43) * فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا
لنحن الغالبون * (44) * فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون * (45) *
فألقى السحرة ساجدين * (46) * قالوا آمنا برب العالمين * (47) * رب موسى
وهارون * (48) * قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي
علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من
خلف ولأصلبنكم أجمعين * (49) * قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون * (50) *
إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطينا أن كنا أول المؤمنين * (51) *، وأوحينا
إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون * (52) * فأرسل فرعون في المدائن
حشرين * (53) * إن هؤلاء لشرذمة قليلون * (54) * وإنهم لنا لغائظون * (55) *

(1) أرجه: بكسر اخره أرجهى. أرجئه بضم اخره أرجئه: بكسر اخره أرجئهو.
(2) نعم: بكسر ففتح فسكون.
(3) تلقف - بفتح التاء واللام وتشديد القاف بالفتح.
(4) أامنتم.
(5) إسر بعبادي: بفتح الياء.
355

وإنا لجميع حذرون * (56) * فأخرجناهم من جنات وعيون * (57) *
وكنوز ومقام كريم * (58) * كذلك وأورثناها بني إسرائيل * (59) *
فأتبعوهم مشرقين * (60) * فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا
لمدركون * (61) * قال * (كلا إن معي ربي سيهدين * (62) * فأوحينا إلى موسى
أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم * (63) *
وأزلفنا ثم الآخرين * (64) * وأنجينا موسى ومن معه أجمعين * (65) *
ثم أغرقنا الآخرين * (66) * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين
* (67) * وإن ربك لهو العزيز الرحيم * (68) * واتل عليهم نبأ إبراهيم * (69) *
إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * (70) * قالوا نعبد أصناما فنظل لها
عاكفين * (71) * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * (72) * أو ينفعونكم أو يضرون
* (73) * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون * (74) * قال أفرأيتم ما
كنتم تعبدون * (75) * أنتم وآباؤكم الأقدمون * (76) * فإنهم عدو لي
إلا رب العالمين * (77) * الذي خلقني فهو يهدين * (78) * والذي هو يطعمني
ويسقين * (79) * وإذا مرضت فهو يشفين * (80) * والذي يميتني ثم
يحيين * (81) * والذي أطمع أن يغفر لي خطيتي يوم الدين * (82) *

(1) حذرون.
(2) عيون: بكسر العين.
(3) سيهديني.
(5) يسقيني: بضم أوله.
(6) يشفيني.
(7) يحييني.
356

رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين * (83) * واجعل لي لسان صدق
في الآخرين * (84) * واجعلني من ورثة جنة النعيم * (85) * واغفر لأبى إنه
كان من الضالين * (86) * ولا تخزني يوم يبعثون * (87) * يوم لا ينفع مال
ولا بنون * (88) * إلا من أتى الله بقلب سليم * (89) * وأزلفت الجنة
للمتقين * (90) * وبرزت الجحيم للغاوين * (91) * وقيل لهم أين ما كنتم
تعبدون * (92) * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * (93) * فكبكبوا
فيها هم والغاون * (94) * وجنود إبليس أجمعون * (95) * قالوا وهم فيها
يختصمون * (96) * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * (97) * إذ نسويكم برب
العالمين * (98) * وما أضلنا إلا المجرمون * (99) * فما لنا من شافعين * (100) *
ولا صديق حميم * (101) * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين * (102) * إن في
ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * (103) * وإن ربك لهو العزيز
الرحيم * (104) * كذبت قوم نوح المرسلين * (105) * إذ قال لهم أخوهم نوح
ألا تتقون * (106) * إني لكم رسول أمين * (107) * فاتقوا الله وأطيعون * (108) * وما
أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين * (109) * فاتقوا الله
وأطيعون * (110) * قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون * (111) *

(1) أطيعوني.
(2) أجرى: بسكون الياء.
357

قال وما علمي بما كانوا يعملون * (112) * إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون
* (113) * وما أنا بطارد المؤمنين * (114) * إن أنا إلا نذير مبين * (115) * قالوا لئن
لم تنته ينوح لتكونن من المرجومين * (116) * قال رب إن قومي كذبون * (117) *
فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين * (118) * فأنجيناه
ومن معه في الفلك المشحون * (119) * ثم أغرقنا بعد الباقين * (120) * إن في
ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * (121) * وإن ربك لهو العزيز
الرحيم * (122) * كذبت عاد المرسلين * (123) * إذ قال لهم أخوهم هود ألا
تتقون * (124) * إني لكم رسول أمين * (125) * فاتقوا الله وأطيعون * (126) *
وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين * (127) * أتبنون
بكل ريع آية تعبثون * (128) * وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون * (129) *
وإذا بطشتم بطشتم جبارين * (130) * فاتقوا الله وأطيعون * (131) * واتقوا
الذي أمدكم بما تعلمون * (132) * أمدكم بأنعم وبنين * (133) * وجنت
وعيون * (134) * إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم * (135) * قالوا سواء علينا
أوعظت أم لم تكن من الواعظين * (136) * إن هذا إلا خلق الأولين * (137) *
وما نحن بمعذبين * (138) * فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية

(1) كذبوني.
(2) أطيعوني.
(3) أجرى. بسكون الياء.
(4) خلق " بفتح الحاء وسكون اللام ".
358

وما كان أكثرهم مؤمنين * (139) * وإن ربك لهو العزيز الرحيم * (140) * كذبت
ثمود المرسلين * (141) * إذ قال لهم أخوهم صلح ألا تتقون * (142) * إني لكم
رسول أمين * (143) * فاتقوا الله وأطيعون * (144) * وما أسألكم عليه
من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين * (145) * أتتركون في ما ههنا آمنين
* (146) * في جنات وعيون * (147) * وزروع ونخل طلعها هضيم * (148) * وتنحتون
من الجبال بيوتا فرهين * (149) * فاتقوا الله وأطيعون * (150) * ولا تطيعوا
أمر المسرفين * (151) * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون * (152) * قالوا
إنما أنت من المسحرين * (153) * ما أنت إلا بشر مثلنا فأت باية إن كنت
من الصادقين * (154) * قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم
معلوم * (155) * ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم * (156) *
فعقروها فأصبحوا نادمين * (157) * فأخذهم العذاب إن في ذلك
لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * (158) * وإن ربك لهو العزيز الرحيم * (159) *
كذبت قوم لوط المرسلين * (160) * إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون * (161) *
إني لكم رسول أمين * (162) * فاتقوا الله وأطيعون * (163) * وما أسألكم
عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين * (164) * أتأتون الذكران

(1) في ما - مقطوع بالاتفاق.
(2) بيوتا فرهين. بكسر الباء ".
359

من العالمين * (165) * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم
قوم عادون * (166) * قالوا لئن لم تنته يلوط لتكونن من المخرجين * (167) *
قال إني لعملكم من القالين * (168) * رب نجني وأهلي مما يعملون * (169) * فنجيناه
وأهله أجمعين * (170) * إلا عجوزا في الغابرين * (171) * ثم دمرنا الآخرين * (172) *
وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين * (173) * إن في ذلك لآية
وما كان أكثرهم مؤمنين * (174) * وإن ربك لهو العزيز الرحيم * (175) *
كذب أصحاب ليكة المرسلين * (176) * إذ قال لهم شعيب ألا تتقون
* (177) * إني لكم رسول أمين * (178) * فاتقوا الله وأطيعون * (179) * وما أسألكم
عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين * (180) *، أوفوا الكيل ولا
تكونوا من المخسرين * (181) * وزنوا بالقسطاس المستقيم * (182) * ولا تبخسوا
الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين * (183) * واتقوا الذي
خلقكم والجبلة الأولين * (184) * قالوا إنما أنت من المسحرين * (185) * وما
أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين * (186) * فأسقط علينا
كسفا من السماء إن كنت من الصادقين * (187) * قال ربي أعلم بما تعملون * (188) *
فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم * (189) *

(1) أصحاب ليكة يحذف الألف قبل اللام وبعدها.
(2) كسفا. بسكون السين.
(3) الظنة " بتشديد الظاء بالكسر ".
360

إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * (190) * وإن ربك لهو
العزيز الرحيم * (191) * وإنه لتنزيل رب العالمين * (192) * نزل به الروح
الأمين * (193) * على قلبك لتكون من المنذرين * (194) * بلسان عربي مبين
* (195) * وإنه لفي زبر الأولين * (196) * أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل
* (197) * ولو نزلناه على بعض الأعجمين * (198) * فقرأه عليهم
ما كانوا به مؤمنين * (199) * كذلك سلكنه في قلوب المجرمين * (200) *
لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم * (201) * فيأتيهم بغتة وهم
لا يشعرون * (202) * فيقولوا هل نحن منظرون * (203) * أفبعذابنا يستعجلون
* (204) * أفرأيت إن متعناهم سنين * (205) * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون
* (206) * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون * (207) * وما أهلكنا من قرية
إلا لها منذرون * (208) * ذكرى وما كنا ظالمين * (209) * وما تنزلت به
الشيطين * (210) * وما ينبغي لهم وما يستطيعون * (211) * إنهم عن السمع
لمعزولون * (212) * فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين * (213) *
وأنذر عشيرتك الأقربين * (214) * واخفض جناحك لمن اتبعك
من المؤمنين * (215) * فإن عصوك فقل إني برئ مما تعملون * (216) *

(1) نزل: بتشديد الزاي بالفتح به الروح الأمين: بفتح الحاء والنون.
361

وتوكل على العزيز الرحيم * (217) * الذي يراك حين تقوم * (218) * وتقلبك في
الساجدين * (219) * إنه هو السميع العليم * (220) * هل أنبئكم على من تنزل
الشيطين * (221) * تنزل على كل أفاك أثيم * (222) * يلقون السمع وأكثرهم
كذبون * (223) * والشعراء يتبعهم الغاوون * (224) * ألم تر أنهم في كل
واد يهيمون * (225) * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * (226) * إلا الذين
آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من
بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون * (227) *
سورة النمل مكية
وآياتها 93 نزلت بعد سورة الشعراء
بسم الله الرحمن الرحيم
طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين * (1) * هدى وبشرى
للمؤمنين * (2) * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم
يوقنون * (3) * إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم
فهم يعمهون * (4) * أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة
هم الأخسرون * (5) * وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم * (6) *

(1) فتوكل.
(2) يتبعهم: بسكون التاء وفتح الباء.
362

إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم
بشهاب قبس لعلكم تصطلون * (7) * فلما جاءها نودي أن بورك من
في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين * (8) * يا موسى إنه
أنا الله العزيز الحكيم * (9) * وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها
جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدى
المرسلون * (10) * إلا من ظلم ثم بدل حسنا) * بعد سوء فإني غفور
رحيم * (11) * وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في
تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين * (12) * فلما
جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين * (13) * وجحدوا بها
واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عقبة المفسدين
* (14) * ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على
كثير من عباده المؤمنين * (15) * وورث سليمان داود وقال يا أيها
الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ إن هذا لهو الفضل
المبين * (16) * وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم
يوزعون * (17) * حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا

(1) بشبهات " بكسر الشين ".
363

مسكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * (18) * فتبسم
ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت
على وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في
عبادك الصالحين * (19) * وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم
كان من الغائبين * (20) * لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني
بسلطان مبين * (21) * فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به
وجئتك من سبأ) * بنبأ يقين * (22) * إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت
من كل شئ ولها عرش عظيم * (23) * وجدتها وقومها يسجدون للشمس
من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم
لا يهتدون * (24) * ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخب ء في السماوات والأرض
ويعلم ما تخفون وما تعلنون * (25) * الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم * (26) *
قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين * (27) * اذهب بكتابي
هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون * (28) * قالت
يا أيها الملأ إني ألقى إلى كتب كريم * (29) * إنه من سليمان وإنه
بسم الله الرحمن الرحيم * (30) * ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين * (31) *

(1) ليأتينني بنونين: الأولى مشددة بالفتح والثانية مخففة مكسورة في مصحف مكة، وفي سائر المصاحف بنون واحدة.
(2) ألا يا اسجدوا - ألا يا اسجدوا - قف: بضم أول " اسجدوا ".
364

قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون * (32) *
قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا
تأمرين * (33) * قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا
أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون * (34) * وإني مرسلة إليهم
بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون * (35) * فلما جاء سليمان قال أتمدونن
بمال فما آتان الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون * (36) *
ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة
وهم صاغرون * (37) * قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني
مسلمين * (38) * قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك
وإني عليه لقوى أمين * (39) * قال الذي عنده علم من الكتاب أنا
آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال
هذا من فضل ربي ليبلوني ء أشكر أم أكفر ومن شكر فإنما
يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غنى كريم * (40) * قال نكروا لها
عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون * (41) * فلما
جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها

(1) تشهدونى.
(2) بمه - في الوقف.
(3) أتمدونني - أتمدوني.
(4) آتان.
365

وكنا مسلمين * (42) * وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت
من قوم كفرين * (43) * قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته
لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت
رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين * (44) * ولقد
أرسلنا إلى ثمود أخاهم صلحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان
يختصمون * (45) * قال يقوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا
تستغفرون الله لعلكم ترحمون * (46) * قالوا اطيرنا بك وبمن معك
قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون * (47) * وكان في المدينة
تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون * (48) * قالوا تقاسموا
بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا
لصادقون * (49) * ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون * (50) *
فانظر كيف كان عقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين * (51) *
فتلك بيوتهم خاوية) * بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون * (52) *
وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون * (53) * ولوطا إذ قال لقومه
أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون * (54) * أئنكم لتأتون الرجال شهوة

(1) لمه - وقفا.
(2) لتبيتنه: بضم التاءين.
(3) لتقولن.
(4) مهلك: بضم الميم وفتح اللام.
(5) إنا.
366

من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون * (55) * فما كان جواب قومه
إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون * (56) *
فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين * (57) * وأمطرنا
عليهم مطرا فساء مطر المنذرين * (58) * قل الحمد لله وسلم على
عباده الذين اصطفى أألله خير أما يشركون * (59) * أمن خلق السماوات
والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة
ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون * (60) *
أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي
وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون * (61) *
أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء
الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون * (62) * أمن يهديكم في
ظلمت البر والبحر ومن يرسل الريح بشرا) * بين يدي رحمته أإله
مع الله تعالى الله عما يشركون * (63) * أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده
ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم
إن كنتم صادقين * (64) * قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب

(1) قدرناها: بتخفيف الدال المفتوحة.
(2) أألله.
(3) بهجة: بكسر أوله.
(4) اإله.
(5) يذكرون: بتشديد الذال بالفتح.
(6) تاريخ نشرا - نشرا: بضم النون والشين.
367

إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون * (65) * بل ادارك علمهم في الآخرة
بل هم في شك منها بل هم منها عمون * (66) * وقال الذين كفروا أإذا كنا
ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون * (67) * لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل
إن هذا إلا أساطير الأولين * (68) * قل سيروا في الأرض فانظروا
كيف كان عقبة المجرمين * (69) * ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق
مما يمكرون * (70) * ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * (71) *
قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون * (72) * وإن ربك
لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون * (73) * وإن ربك
ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون * (74) * وما من غائبة في السماء
والأرض إلا في كتب مبين * (75) * إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل
أكثر الذي هم فيه يختلفون * (76) * وإنه لهدى ورحمة
للمؤمنين * (77) * إن ربك يقضى بينهم بحكمه وهو العزيز العليم * (78) *
فتوكل على الله إنك على الحق المبين * (79) * إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع
الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * (80) * وما أنت بهدى العمى عن ضلالتهم
إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون * (81) *، وإذا وقع القول عليهم

(1) آإذا.
(2) آإننا. آإنا.
(3) ولا يسمع: بفتح الياء والميم. الصم: بتشديد الميم بالضم.
(4) تهد العمى: بفتح الياء.
368

أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا
لا يوقنون * (82) * ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا
فهم يوزعون * (83) * حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها
علما أما ذا كنتم تعملون * (84) * ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم
لا ينطقون * (85) * ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار
مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون * (86) * ويوم ينفخ في الصور
ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه
داخرين * (87) * وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب صنع الله
الذي أتقن كل شئ إنه خبير) * بما تفعلون * (88) * من جاء بالحسنة
فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون * (89) * ومن جاء بالسيئة
فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون * (90) * إنما
أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شئ وأمرت
أن أكون من المسلمين * (91) * وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدى
لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين * (92) * وقل الحمد لله سيريكم
آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون * (93) *

(1) إن.
(2) اتوه.
(3) تحسبها: بكسر السين.
(4) يفعلون.
(5) فزع: بدون تنوين. يومئذ: بضم الميم وكسرها.
369

سورة القصص مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
طسم * (1) * تلك آيات الكتاب المبين * (2) * نتلوا عليك من نبأ موسى
وفرعون بالحق لقوم يؤمنون * (3) * إن فرعون علا في الأرض وجعل
أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي
نساءهم إنه كان من المفسدين * (4) * ونريد أن نمن على الذين
استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * (5) *
ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم
ما كانوا يحذرون * (6) * وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت
عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه
من المرسلين * (7) * فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا
إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خطين * (8) * وقالت امرأة
فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا
وهم لا يشعرون * (9) * وأصبح فؤاد أم موسى فرغا إن كادت لتبدى به

(1) قف كوفي.
(2) ايمة. اإمة.
(3) ويرى: بفتح الياء والراء. فرعون وهامان: بضم النون فيهما.
(4) وجنودهما: بضم الدال.
(5) حزنا: بضم فسكون.
(6) خاطين.
(7) إمرأت وقرت مرسومتان بالتاء المطولة.
370

لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين * (10) * وقالت لأخته قصيه
فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون * (11) *، وحرمنا عليه المراضع
من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم
له ناصحون * (12) * فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن
وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون * (13) * ولما بلغ أشده واستوى
آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين * (14) * ودخل المدينة على
حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته
وهذا من عدوه فاستغثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه
موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل
مبين * (15) * قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور
الرحيم * (16) * قال رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين * (17) *
فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس
يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين * (18) * فلما أن أراد أن
يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما
قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد
371

أن تكون من المصلحين * (19) * وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى قال
يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فأخرج إني لك من الناصحين * (20) *
فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين * (21) * ولما
توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل * (22) * ولما
ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من
دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى
يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير * (23) * فسقى لهما ثم تولى إلى الظل
فقال رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير * (24) * فجاءته إحداهما
تمشى على استحياء قالت إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما
جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين * (25) *
قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين
* (26) * قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني
حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني
إن شاء الله من الصالحين * (27) * قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين
قضيت فلا عدوان على والله على ما نقول وكيل * (28) *، فلما قضى موسى

(1) يصدر: بفتح أوله وضم الدال.
(2) فسقى: بكسر القاف.
(3) أبت: بفتح آخره - أبه. قف.
372

الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا
إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم
تصطلون * (29) * فلما أتاها نودي من شاطي الواد الأيمن في البقعة
المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين * (30) * وأن
ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب
يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين * (31) * اسلك يدك في جيبك
تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك
برهنان من ربك إلى فرعون وملايه إنهم كانوا قوما فاسقين * (32) *
قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون * (33) * وأخي هارون
هو أفصح منى لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن
يكذبون * (34) * قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطنا
فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون * (35) * فلما
جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا
بهذا في آبائنا الأولين * (36) * وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى
من عنده ومن تكون له عقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون * (37) *

(1) لأهله: بضم اخره.
(2) جذوة: بضم أوله وكسر الذال.
(3) رآها " بفتح أوله " - رإها: بكسر أوله.
(4) ولى: بتشديد اللام بالكسر.
(5) الرهب: بفتح الهاء - الرهب: بتشديد الراء بالضم.
(6) فذانك: بتشديد النون الكسر - فذلك.
(7) يقتلوني.
(8) معي: بسكون الياء.
(9) ردا: بفتح الدال منونة.
(10) يصدقني: بسكون القاف.
(11) يكذبوني.
(12) قال: بدون الواو.
(13) يكون.
373

وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى فأوقد لي يا هامان
على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه
من الكاذبين * (38) * واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق
وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون * (39) * فأخذناه وجنوده فنبذناهم
في اليم فانظر كيف كان عقبة الظالمين * (40) * وجعلناهم أئمة
يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون * (41) * وأتبعناهم في هذه
الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين * (42) * ولقد آتينا موسى
الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى
ورحمة لعلهم يتذكرون * (43) * وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا
إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين * (44) * ولكنا أنشأنا قرونا
فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلوا عليهم
آياتنا ولكنا كنا مرسلين * (45) * وما كنت بجانب الطور إذ نادينا
ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك
لعلهم يتذكرون * (46) * ولولا أن تصيبهم مصيبة) * بما قدمت
أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آيتك ونكون

(1) يرجعون: بفتح الياء وكسر الجيم.
(2) أيمة. أئمة: بكسر الياء وتشديد الميم بالفتح.
(3) وحينا - خ ل.
(4) يصيبهم. -
374

من المؤمنين * (47) * فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتى مثل
ما أوتى موسى أولم يكفروا بما أوتى موسى من قبل قالوا سحران
تظهرا وقالوا إنا بكل كافرون * (48) * قل فأتوا بكتاب من عند الله
هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين * (49) * فإن لم يستجيبوا لك
فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى
من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين * (50) * ولقد وصلنا لهم
القول لعلهم يتذكرون * (51) * الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به
يؤمنون * (52) * وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا
من قبله مسلمين * (53) * أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤن
بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون * (54) * وإذا سمعوا اللغو
أعرضوا عنه وقالوا لنا أعملنا ولكم أعمالكم سلام عليكم
لا نبتغي الجهلين * (55) * إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي
من يشاء وهو أعلم بالمهتدين * (56) * وقالوا إن نتبع الهدى معك
نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ
رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون * (57) * وكم أهلكنا من قرية

(1) تجبى " بكسر الباء ".
375

بطرت معيشتها فتلك مسكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا
نحن الوارثين * (58) * وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا
يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون * (59) *
وما أوتيتم من شئ فمتع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير
وأبقى أفلا تعقلون * (60) * أفمن وعدنه وعدا حسنا فهو لقيه كمن
متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين * (61) *
ويوم يناديهم فيقول أين شركاءى الذين كنتم تزعمون * (62) *
قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغوينهم
كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون * (63) * وقيل ادعوا
شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم
كانوا يهتدون * (64) * ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين * (65) *
فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون * (66) * فأما من تاب
وآمن وعمل صلحا فعسى أن يكون من المفلحين * (67) * وربك يخلق
ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون * (68) *
وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون * (69) * وهو الله لا إله إلا هو

(1) إمها: بكسر الهمزة والميم. وإمها بكسر الهمزة وضم الميم.
(2) يعقلون.
376

الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون * (70) * قل أرءيتم
إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم
بضياء أفلا تسمعون * (71) * قل أرءيتم إن جعل الله عليكم النهار
سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه
أفلا تبصرون * (72) * ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه
ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * (73) * ويوم يناديهم فيقول
أين شركاءى الذين كنتم تزعمون * (74) * ونزعنا من كل أمة شهيدا
فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون * (75) *
إن قرون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز
ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولى القوة إذ قال له قومه لا تفرح
إن الله لا يحب الفرحين * (76) * وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا
تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ
الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين * (77) * قال إنما أوتيته على علم
عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه
قوة وأكثر جمعا ولا يسل عن ذنوبهم المجرمون * (78) * فخرج على قومه

(1) في الأولى: بكسر اللام.
(2) أريتم: أرأيتم.
(3) بضئاء.
(4) فبغى: بكسر الغين بعدها ياء.
(5) عندي: بفتح الياء.
377

في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يليت لنا مثل ما أوتى
قرون إنه لذو حظ عظيم * (79) * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب
الله خير لمن آمن وعمل صلحا ولا يلقاها إلا الصابرون * (80) * فخسفنا به
وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من
المنتصرين * (81) * وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله
يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا
لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون * (82) * تلك الدار الآخرة نجعلها
للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعقبة للمتقين * (83) * من
جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا
السيئات إلا ما كانوا يعملون * (84) * إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى
معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين * (85) * وما كنت
ترجوا أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا
للكافرين * (86) * ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك و
ادع إلى
ربك ولا تكونن من المشركين * (87) * ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا
هو كل شئ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون * (88) *

(1) يلقيها: بضم أوله وتشديد القاف بالكسر.
(2) خسف " بضم أوله وكسر السين ".
(3) ربي: بفتح الياء أعلم من جى بالهدى: بكسر الدال.
(4) يلقى: بكسر القاف بعدها ياء. [*] أنظر الآية 89 منها.
(5) ترجعون: بفتح أوله وكسر الجيم.
378

سورة العنكبوت مكية
الا من آية 1 إلى غاية آية 11 فمدنية
وآياتها 69 نزلت بعد الروم
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم * (1) * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * (2) * ولقد
فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين * (3) *
أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون * (4) *
من كان يرجوا لقاء الله فإن أجل الله لات وهو السميع العليم * (5) *
ومن جهد فإنما يجهد لنفسه إن الله لغنى عن العالمين * (6) * والذين
آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن
الذي كانوا يعملون * (7) * ووصينا الانسان بوالديه حسنا وإن
جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلى مرجعكم
فأنبئكم بما كنتم تعملون * (8) * والذين آمنوا وعملوا الصالحات
لندخلنهم في الصالحين * (9) * ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا
أوذى في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك
ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين * (10) *
379

وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين * (11) * وقال الذين كفروا
للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من
خطاياهم من شئ إنهم لكاذبون * (12) * وليحملن أثقالهم وأثقالا
مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون * (13) * ولقد
أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم
الطوفان وهم ظالمون * (14) * فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها
آية للعالمين * (15) * وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذالكم
خير لكم إن كنتم تعلمون * (16) * إنما تعبدون من دون الله أوثانا
وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا
فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون * (17) *
وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين
* (18) * أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله
يسير * (19) * قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ
النشأة الآخرة إن الله على كل شئ قدير * (20) * يعذب من يشاء ويرحم
من يشاء وإليه تقلبون * (21) * وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء

(1) ترجعون. بفتح أوله وكسر الجيم.
(2) النشاءة بهمزتها المرسوم بالألف.
380

وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير * (22) * والذين كفروا بآيات الله
ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم * (23) * فما
كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار
إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون * (24) * وقال إنما اتخذتم من دون الله
أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم
ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين * (25) *
فامن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم * (26) *
ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب
وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين * (27) * ولوطا
إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من
العالمين * (28) * أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون
في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب
الله إن كنت من الصادقين * (29) * قال رب انصرني على القوم المفسدين * (30) *
ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه
القرية إن أهلها كانوا ظالمين * (31) * قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم
381

بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين * (32) * ولما أن جاءت
رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن
إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين * (33) * إنا منزلون
على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون * (34) * ولقد تركنا
منها آية) * بينة لقوم يعقلون * (35) * وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال
يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين
* (36) * فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * (37) * وعادا
وثمودا وقد تبين لكم من مسكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم
فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين * (38) * وقرون وفرعون
وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض
وما كانوا سبقين * (39) * فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه
حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض
ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم
يظلمون * (40) * مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت
اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون * (41) *

(1) ثمودا بالتنوين ومن قرأ بغير التنوين وقف بغير ألف وإن كان ثابتا في المصاحف.
(2) اتخذت بضم آخره.
(3) البيوت: بكسر الباء.
382

إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شئ وهو العزيز الحكيم * (42) * وتلك
الأمثل نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون * (43) * خلق الله
السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين * (44) * أتل ما أوحى
إليك من الكتب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون * (45) * ولا تجادلوا أهل الكتاب
إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي
أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون * (46) *
وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به
ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون * (47) * وما كنت
تتلوا من قبله من كتب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون * (48) *
بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا
الظالمون * (49) * وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات
عند الله وإنما أنا نذير مبين * (50) * أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك
الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون * (51) *
قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين

(1) تدعون.
(2) آية من ربه.
(3) ذكرى. " بكسر الراء بعدها ياء ".
383

آمنوا بالبطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون * (52) * ويستعجلونك
بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم
لا يشعرون * (53) * يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة * بالكافرين
* (54) * يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول
ذوقوا ما كنتم تعملون * (55) * يا عبادي الذين آمنوا إن أرضى
واسعة فإياي فاعبدون * (56) * كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا
ترجعون * (57) * والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة
غرفا تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العملين * (58) * الذين
صبروا وعلى ربهم يتوكلون * (59) * وكأين من دابة لا تحمل رزقها
الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم * (60) * ولئن سألتهم من خلق
السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون
* (61) * الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل
شئ عليم * (62) * ولئن سألتهم من نزل من
السماء ماء فأحيا به
الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم
لا يعقلون * (63) * وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار

(1) عبادي: بسكون الياء.
(2) أرضى: بفتح الياء.
(3) فاعبدوني.
(4) ترجعون: بفتح أوله.
(5) وكاءن - وكأى: بتشديد
الياء بالكسر غير منونة - وكأى: بسكون الياء قف.
384

الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون * (64) * فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله
مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون * (65) * ليكفروا بما
آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون * (66) * أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا
ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون
* (67) * ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه
أليس في جهنم مثوى للكافرين * (68) * والذين جاهدوا فينا لنهدينهم
سبلنا وإن الله لمع المحسنين * (69) *
سورة الروم مكية
الا آية 17 فمدنية
وآياتها 60 نزلت بعد الانشقاق
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم * (1) * غلبت الروم * (2) * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون
* (3) * في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح
المؤمنون * (4) * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم * (5) *
وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون * (6) *
يعلمون ظهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غفلون * (7) *

(1) وليتمتعوا بسكون اللام.
(2) سبلنا. بسكون الباء.
385

أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما
إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون * (8) *
أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين من قبلهم
كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها
وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم
يظلمون * (9) * ثم كان عقبة الذين أسوا السوأى أن كذبوا بآيات
الله وكانوا بها يستهزؤون * (10) * الله يبدؤا الخلق ثم يعيده ثم إليه
ترجعون * (11) * ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون * (12) * ولم يكن لهم
من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كفرين * (13) * ويوم تقوم
الساعة يومئذ يتفرقون * (14) * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات
فهم في روضة يحبرون * (15) * وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا
ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون * (16) * فسبحن الله حين
تمسون وحين تصبحون * (17) * وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا
وحين تظهرون * (18) * يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي
الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون * (19) * ومن آياته أن خلقكم

(1) يلقا بدون الهمزة في آخره.
(2) عاقبة. بضم اخره.
(3) يرجعون بالياء والتاء مضمومتان - يرجعون بالياء والتاء مفتوحتان.
(4) الميت: بسكون الياء.
(5) الميت. بسكون الياء وكسر التاء.
(6) تخرجون. بفتح التاء وضم الراء.
386

من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون * (20) * ومن آياته أن خلق لكم من
أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في
ذلك لآيات لقوم يتفكرون * (21) * ومن آياته خلق السماوات
والأرض واختلف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات
للعلمين * (22) * ومن آياته منامكم باليل والنهار وابتغاؤكم من
فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون * (23) * ومن آياته يريكم البرق
خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في
ذلك لآيات لقوم يعقلون * (24) * ومن آياته أن تقوم السماء والأرض
بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون * (25) * وله من
في السماوات والأرض كل له قانتون * (26) * وهو الذي يبدؤا الخلق
ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض
وهو العزيز الحكيم * (27) * ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من
ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم
كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون * (28) * بل اتبع
الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدى من أضل الله وما لهم

(1) ينزل " بسكون النون ".
(2) من ما بالانفصال.
(3) في ما: مختلف والأكثر على القطع.
387

من نصرين * (29) * فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس
عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا
يعلمون * (30) *، منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من
المشركين * (31) * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم
فرحون * (32) * وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم
منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون * (33) * ليكفروا بما آتيناهم
فتمتعوا فسوف تعلمون * (34) * أم أنزلنا عليهم سلطنا فهو يتكلم بما
كانوا به يشركون * (35) * وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم
سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون * (36) * أولم يروا أن الله يبسط
الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون * (37) * فات ذا
القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون
وجه الله وأولئك هم المفلحون * (38) * وما آتيتم من ربا ليربوا في
أموال الناس فلا يربوا عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه
الله فأولئك هم المضعفون * (39) * الله الذي خلقكم ثم رزقكم
ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذالكم من شئ

(1) فارقوا.
(2) يقنطون: بكسر النون الأولى.
(3) أتيتم.
(4) لتربوا.
388

سبحانه وتعالى عما يشركون * (40) * ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت
أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون * (41) * قل
سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عقبة الذين من قبل كان
أكثرهم مشركين * (42) * فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم
لا مرد له من الله يومئذ يصدعون * (43) * من كفر فعليه كفره ومن عمل
صلحا فلأنفسهم يمهدون * (44) * ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات
من فضله إنه لا يحب الكافرين * (45) * ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات
وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله
ولعلكم تشكرون * (46) * ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم
فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا
نصر المؤمنين * (47) * الله الذي يرسل الريح فتثير سحابا فيبسطه
في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من
خلله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم
يستبشرون * (48) *
وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين * (49) * فانظر
إلى أثر رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحي

(1) لتذيقهم.
(2) كسفا: بسكون السين.
(3) ينزل: بسكون النون وفتح الزاي.
(4) أثر رحمت.
389

الموتى وهو على كل شئ قدير * (50) * ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا
لظلوا من بعده يكفرون * (51) * فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم
الدعاء إذا ولوا مدبرين * (52) * وما أنت بهد العمى عن ضلالتهم
إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون * (53) *، الله الذي خلقكم
من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا
وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير * (54) * ويوم تقوم الساعة
يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون * (55) * وقال
الذين أوتوا العلم والأيمن لقد لبثتم في كتب الله إلى يوم البعث فهذا
يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون * (56) * فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا
معذرتهم ولا هم يستعتبون * (57) * ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن
من كل مثل ولئن جئتهم باية ليقولن الذين كفروا إن أنتم
إلا مبطلون * (58) * كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون * (59) * فاصبر
إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون * (60) *
(31) سورة لقمان مكية
الا الآيات 27 و 28 و 29 فمدنية
وآياتها 34 نزلت بعد الصافات

(1) لا يسمع: بفتح الياء والميم - الصم: بتشديد الميم بالضم.
(2) تهدى العمى. بفتح التاء والياء الثانية.
(3) ضعف: بضم أوله.
(4) ضفعا: بضم أوله.
(5) شيبة: بكسر آخره منونا.
(6) يوفكون.
(7) تنفع.
390

بسم الله الرحمن الرحيم
ألم * (1) * تلك آيات الكتاب الحكيم * (2) * هدى ورحمة للمحسنين * (3) *
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون * (4) *
أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون * (5) * ومن الناس
من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها
هزوا أولئك لهم عذاب مهين * (6) * وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا
كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم * (7) * إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم * (8) * خالدين فيها
وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم * (9) * خلق السماوات بغير عمد ترونها
وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا
من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم * (10) * هذا خلق الله
فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين * (11) *
ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر
لنفسه ومن كفر فإن الله غنى حميد * (12) * وإذ قال لقمان لابنه وهو
يعظه يبنى لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم * (13) * ووصينا

(1) رحمة: بضم آخره منونا.
(2) أنظر الآية 5 منها.
(3) ليضل: بفتح الياء.
(4) يتخذها: بضم الذال.
(5) أذنيه: بسكون الذال.
(6) أنظر الآية 2 منها.
(7) يا بنى: بكسر النون. يا بنى: بسكون آخره.
391

الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصله في عامين أن
اشكر لي ولوالديك إلى المصير * (14) * وإن جاهداك على أن تشرك بي
ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع
سبيل من أناب إلى ثم إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون * (15) * يبنى
إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات
أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير * (16) * يبنى أقم الصلاة
وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك
من عزم الأمور * (17) * ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض
مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور * (18) * واقصد في مشيك
واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير * (19) *
ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم
نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجدل في الله بغير علم ولا هدى
ولا كتب منير * (20) * وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع
ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى
عذاب السعير * (21) *
ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى

(1) يا بنى: بكسر النون. يا بنى: بسكون الياء.
(2) تصاعر.
(3) نعمة بتاء منونة في آخره.
392

وإلى الله عقبة الأمور * (22) * ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم
فننبئهم بما عملوا إن الله عليم) * بذات الصدور * (23) * نمتعهم قليلا
ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ * (24) * ولئن سألتهم من خلق السماوات
والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون * (25) * لله ما في
السماوات والأرض إن الله هو الغنى الحميد * (26) * ولو أنما في الأرض
من شجرة أقلم والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمت الله إن
الله عزيز حكيم * (27) * ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس
واحدة إن الله سميع بصير * (28) * ألم تر أن الله يولج الليل في النهار
ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل
مسمى وأن الله بما تعملون خبير * (29) * ذلك بأن الله هو الحق وأن ما
يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلى الكبير * (30) * ألم تر أن
الفلك تجرى في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات
لكل صبار شكور * (31) * وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله
مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا
إلا كل ختار كفور * (32) * يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما

(1) يحزنك: بضم أوله وسكون الزاي.
(2) البحر: بفتح اخره.
(3) بنعمت.
393

لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله
حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور * (33) * إن الله عنده
علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا
تكسب غدا وما تدرى نفس) * بأي أرض تموت إن الله عليم خبير * (34) *
(32) سورة السجدة مكية
الا من آية 16 إلى غاية آية 20 فمدنية
وآياتها 30 نزلت بعد المؤمن
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم * (1) * تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين * (2) * أم يقولون
افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من
قبلك لعلهم يهتدون * (3) * الله الذي خلق السماوات والأرض وما
بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من
ولى ولا شفيع أفلا تتذكرون * (4) * يدبر الأمر من السماء إلى
الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون * (5) *
ذلك علم الغيب والشهدة العزيز الرحيم * (6) * الذي أحسن كل
شئ خلقه وبدأ خلق الانسان من طين * (7) * ثم جعل نسله من سلالة

(1) ينزل: بسكون النون وكسر الزاي.
(2) أنظر الآية 54 منها.
(3) خلقه: بسكون اللام.
394

من ماء مهين * (8) * ثم سوئه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع
والأبصار والأفدة قليلا ما تشكرون * (9) * وقالوا أإذا ضللنا
في الأرض أإنا لفي خلق جديد) * بل هم بلقاء ربهم كافرون * (10) *
قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون * (11) *
ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم ربنا أبصرنا
وسمعنا فارجعنا نعمل صلحا إنا موقنون * (12) * ولو شئنا لاتينا
كل نفس هداها ولكن حق القول منى لأملأن جهنم من الجنة
والناس أجمعين * (13) * فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا
نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون * (14) * إنما يؤمن
بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم
وهم لا يستكبرون * (15) * تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم
خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * (16) * فلا تعلم نفس ما أخفى لهم
من قرة أعين جزاء) * بما كانوا يعملون * (17) * أفمن كان مؤمنا
كمن كان فاسقا لا يستون * (18) * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات
فلهم جنات المأوى نزلا) * بما كانوا يعملون * (19) * وأما الذين

(1) أخفى: بكسر الفاء وسكون الياء.
(2) يستوون - بالإشباع.
395

فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها
وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون * (20) * ولنذيقنهم
من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون * (21) * ومن أظلم
ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون * (22) *
ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلنه
هدى لبنى إسرائيل * (23) * وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا
وكانوا بآياتنا يوقنون * (24) * إن
ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة
فيما كانوا فيه يختلفون * (25) * أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من
القرون يمشون في مسكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون * (26) *
أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه
أنعمهم وأنفسهم أفلا يبصرون * (27) * ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم
صادقين * (28) * قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم
ينظرون * (29) * فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون * (30) *
(33) سورة الأحزاب مدنية
وآياتها 73 نزلت بعد آل عمران

(1) انظر الآية 22 منها.
(2) كذا من الهامش وكانت بالأصل: أي بقي منهم " ظ ".
(3) آئمة. أيمة: بفتح الياء.
(4) لما: بفتح الميم مخففة.
396

بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان
عليما حكيما * (1) * واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون
خبيرا * (2) * وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا * (3) * ما جعل الله
لرجل من قلبين في جوفه وما جعل أزواجكم إلى تظهرون منهن
أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذالكم قولكم بأفواهكم
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل * (4) * ادعوهم لابائهم هو
أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم
وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان
الله غفورا رحيما * (5) * النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه
أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتب الله من
المؤمنين والمهجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان
ذلك في الكتاب مسطورا * (6) * وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك
ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا
غليظا * (7) * ليسل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما * (8) *

(1) النبئين.
(2) ألا. اء.
(3) تظاهرون " بفتح التاء والهاء " تظهرون " بفتح فسكون ففتح. تظهرون بفتح أوله وتشديد الظاء والهاء بالفتح.
397

يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا
عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا * (9) * إذ جاؤكم
من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب
الحناجر وتظنون بالله الظنونا * (10) * هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا
زلزالا شديدا * (11) * وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض
ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا * (12) * وإذ قالت طائفة منهم
يأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي
يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا * (13) *
ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لاتوها وما
تلبثوا بها إلا يسيرا * (14) * ولقد كانوا عهدوا الله من قبل لا يولون
الأدبر وكان عهد الله مسؤولا * (15) * قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم
من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا * (16) * قل من ذا الذي يعصمكم من
الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون
الله وليا ولا نصيرا * (17) *، قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين
لاخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا * (18) * أشحة عليكم

(1) يعملون.
(2) الظنون.
(3) مقام: بفتح أوله.
(4) النبئ.
(5) انظر الآية 17 من الانعام. والآية 72 و 73 من النساء.
398

فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى
عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة
على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على
الله يسيرا * (19) * يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب
يودوا لو أنهم بأدون في الأعراب يسلون عن أنبائكم ولو كانوا
فيكم ما قتلوا إلا قليلا * (20) * لقد كان لكم في رسول الله أسوة
حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا * (21) * ولما
رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله
ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما * (22) * من المؤمنين رجال صدقوا
ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا
تبديلا * (23) * ليجزى الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن
شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما * (24) * ورد الله الذين
كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله
قويا عزيزا * (25) * وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم
وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا * (26) * وأورثكم

(1) يحسبون: بكسر السين.
(2) يساءلون: بفتح أوله وتشديد السين: بالفتح.
(3) إسوة.
(4) رء. رء بفتح الراء وكسرها.
(5) قلوبهم " بضم الباء والهاء " الرعب: " بضم العين " قلوبهم: بكسر الباء والهاء والميم.
399

أرضهم وديرهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل
شئ قديرا * (27) * يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة
الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا * (28) * وإن
كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات
منكن أجرا عظيما * (29) * يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة
يضعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * (30) *
ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صلحا نؤتها أجرها مرتين
وأعتدنا لها رزقا كريما * (31) * يا نساء النبي لستن كأحد من
النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض
وقلن قولا معروفا * (32) * وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجهلية
الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * (33) *
واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان
لطيفا خبيرا * (34) * إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات
والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين

(1) النبئ.
(2) يضعف " بتشديد العين بالفتح وبسكون الفاء " يضعف: بتشديد العين بالكسر لها العذاب " بفتح الباء "
(3) ويعمل
(4) النسا.
400

والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات
والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين
الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما * (35) * وما
كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم
الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا * (36) *
وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك
واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق
أن تخشه فلما قضى زيد منها وطرا زوجنكها لكي لا يكون على
المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان
أمر الله مفعولا * (37) * ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له
سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا * (38) *
الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله
وكفى بالله حسيبا * (39) * ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن
رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شئ عليما * (40) * يا أيها
الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * (41) * وسبحوه بكرة وأصيلا * (42) *

(1) لكي لا " مقطوع بالاتفاق ".
(2) النبئ.
401

هو الذي يصلى عليكم وملئكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان
بالمؤمنين رحيما * (43) * تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا
كريما * (44) * يا أيها النبي إنا أرسلناك شهدا ومبشرا ونذيرا * (45) *
وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا * (46) * وبشر المؤمنين بأن لهم
من الله فضلا كبيرا * (47) * ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع
أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا * (48) * يا أيها الذين آمنوا
إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم
عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا * (49) *
يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك التي آتيت أجورهن وما ملكت
يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عمتك وبنات خالك
وبنات خلتك التي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت
نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين
قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمنهم لكيلا
يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما * (50) *، ترجى من تشاء منهن
وتأوى إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك

(1) تماسوهن.
(2) انظر الآية 236 منها.
(3) لكيلا " موصول مع الاتفاق ".
402

أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن والله
يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما * (51) * لا يحل لك النساء
من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت
يمينك وكان الله على كل شئ رقيبا * (52) * يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا
بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير نظرين إناه ولكن إذا
دعيتم فأدخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستنسين لحديث إن
ذالكم كان يؤذى النبي فيستحي منكم والله لا يستحى من الحق وإذا
سألتموهن متعا فسألوهن من وراء حجاب ذالكم أطهر لقلوبكم
وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه
من بعده أبدا إن ذالكم كان عند الله عظيما * (53) * إن تبدوا شيئا
أو تخفوه فإن الله كان بكل شئ عليما * (54) * لا جناح عليهن في آبائهن
ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن
ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على
كل شئ شهيدا * (55) * إن الله وملئكته يصلون على النبي يا أيها
الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما * (56) * إن الذين يؤذون الله

(1) انظر الآية 23 منها.
(2) فسلوهن.
(3) انظر الآية 31 منها.
403

ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا * (57) *
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد
احتملوا بهتنا وإثما مبينا * (58) * يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك
ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن
فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما * (59) *، لئن لم ينته المنافقون
والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم
لا يجاورونك فيها إلا قليلا * (60) * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا
وقتلوا تقتيلا * (61) * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد
لسنة الله تبديلا * (62) * يسلك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند
الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا * (63) * إن الله لعن الكافرين
وأعد لهم سعيرا * (64) * خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا
* (65) * يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا
الرسولا * (66) * وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا
السبيلا * (67) * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا * (68) *
يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا

(1) الرسول.
(2) ساداتنا.
(3) السبيل.
404

وكان عند الله وجيها * (69) * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا
سديدا * (70) * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع
الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما * (71) * إنا عرضنا الأمانة على السماوات
والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان
إنه كان ظلوما جهولا * (72) * ليعذب الله المنافقين والمنافقات
والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات
وكان الله غفورا رحيما * (73) *
(34) سورة سباء مكية
الا آية 6 فمدنية
وآياتها 54 نزلت بعد لقمان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في
الآخرة وهو الحكيم الخبير * (1) * يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج
منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور * (2) *
وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربى لتأتينكم علم
الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض

(1) علام: بتشديد اللام.
(2) يعزب: بكسر الزاي.
405

ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتب مبين * (3) * ليجزى الذين
آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم * (4) *
والذين سعوا في آياتنا معجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم * (5) *
ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدى
إلى صراط العزيز الحميد * (6) * وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل
ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد * (7) * أفترى على الله كذبا
أم به جنة) * بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلل البعيد
* (8) * أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض
إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في
ذلك لآية لكل عبد منيب * (9) *، ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال
أوبى معه والطير وألنا له الحديد * (10) * أن اعمل سبغت وقدر
في السرد واعملوا صلحا إني بما تعملون بصير * (11) * ولسليمان الريح
غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن
من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من
عذاب السعير * (12) * يعملون له ما يشاء من محريب وتمثيل وجفان

(1) " سعو " في سبأ " وعتو " في الفرقان، " وجاؤا " " وباؤ " أينما وقع بدون الألف من المستثنيات اه‍ مقنع.
(2) معجزين: بتشديد الجيم بالكسر.
(3) كسفا " بسكون السين ".
(4) الرياح.
406

كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي
الشكور * (13) * فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض
تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا
في العذاب المهين * (14) * لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين
وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور
* (15) * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين
ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل * (16) * ذلك جزيناهم
بما كفروا وهل نجزى إلا الكفور * (17) * وجعلنا بينهم وبين القرى
التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي
وأياما آمنين * (18) * فقالوا ربنا بعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم
فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات
لكل صبار شكور * (19) * ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا
فريقا من المؤمنين * (20) * وما كان له عليهم من سلطن إلا لنعلم
من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شئ حفيظ * (21) *
قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات

(1) كالجوابى.
(2) منساته - منساته: بفتح الميم.
(3) لسبا - قف في مساكنهم.
(4) سكرا " بكسر أوله " سدا.
(5) يجازى إلا الكفور " بضم الراء ".
(6) ربنا " بتشديد الباء بالضم " باعد " بفتح العين والدال " بعد " بتشديد العين بالفتح ".
(7) صدق: بتخفيف الدال عليهم " بضم الهاء ". [*] كانت " الشك ".
407

ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير * (22) * ولا تنفع
الشفعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال
ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير * (23) *، قل من يرزقكم من السماوات
والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين * (24) *
قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسل عما تعملون * (25) * قل يجمع بيننا
ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم * (26) * قل أروني الذين
ألحقتم به شركاء * (كلا بل هو الله العزيز الحكيم * (27) * وما أرسلناك
إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون * (28) *
ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * (29) * قل لكم ميعاد يوم
لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون * (30) * وقال الذين كفروا
لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون
موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين
استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين * (31) * قال
الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد
إذ جاءكم بل كنتم مجرمين * (32) * وقال الذين استضعفوا للذين

(1) فزع: بفتح أوله.
408

استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له
أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق
الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون * (33) * وما أرسلنا في
قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون * (34) * وقالوا
نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين * (35) * قل إن ربي يبسط
الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون * (36) * وما
أموالكم ولا أولدكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل
صلحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون * (37) *
والذين يسعون في آياتنا معجزين أولئك في العذاب محضرون * (38) *
قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم
من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين * (39) * ويوم يحشرهم جميعا ثم
يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون * (40) * قالوا سبحانك
أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم
مؤمنون * (41) * فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول
للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون * (42) * وإذا تتلى

(1) جزاء: بتنوين الهمزة بالفتح الضعف: بضم الفاء.
(2) الغرفة: بسكون الهاء.
(3) معجزين: بتشديد الجيم بالكسر.
(4) نحشرهم.
(5) تقول.
409

عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان
يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا
للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين * (43) * وما آتيناهم من كتب
يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير * (44) * وكذب الذين من قبلهم
وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير * (45) *
قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا
ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد * (46) *
قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجرى إلا على الله وهو على كل
شئ شهيد * (47) * قل إن ربي يقذف بالحق علم الغيوب * (48) * قل جاء الحق
وما يبدئ الباطل وما يعيد * (49) * قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي
وإن اهتديت فبما يوحى إلى ربي إنه سميع قريب * (50) * ولو ترى إذ فزعوا
فلا فوت وأخذوا من مكان قريب * (51) * وقالوا آمنا به وأنى لهم
التناوش من مكان) * بعيد * (52) * وقد كفروا به من قبل ويقذفون
بالغيب من مكان) * بعيد * (53) * وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل
بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب * (54) *

(1) نكيرى: أصل.
(2) جنة.
(3) أجرى: بسكون اخره.
(4) الغيوب: بكسر الغين.
(5) ربى: بفتح اخرة.
(6) التناؤش: بضم الهمزة وسكون الشين.
410

(35) سورة فاطر مكية
وآياتها 45 نزلت بعد الفرقان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولى
أجنحة مثنى وثلث وربع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شئ
قدير * (1) * ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا
مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم * (2) * يا أيها الناس اذكروا
نعمت الله عليكم هل من خلق غير الله يرزقكم من السماء
والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون * (3) * وإن يكذبوك فقد
كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور * (4) * يا أيها الناس إن
وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور * (5) *
إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا
من أصحاب السعير * (6) * الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين
آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير * (7) * أفمن زين له
سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء

(1) غير.
(2) ترجع: بفتح أوله وكسر الجيم.
(3) فرآه: بكسر اخره، فرآه بضم اخره.
411

فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم) * بما يصنعون * (8) *
والله الذي أرسل الريح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا
به الأرض بعد موتها كذلك النشور * (9) * من كان يريد العزة
فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصلح يرفعه
والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور
* (10) * والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما
تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص
من عمره إلا في كتب إن ذلك على الله يسير * (11) * وما يستوى البحران
هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون
لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر
لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * (12) * يولج الليل في النهار
ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل
مسمى ذالكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه
ما يملكون من قطمير * (13) * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا
ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك

(1) تذهب: بضم أوله وكسر الهاء.
(2) نفسك: بفتح السين عليهم بضم الهاء.
(3) الريح.
(4) ميت: بسكون الياء.
(5) ينقص " بفتح أوله ".
412

مثل خبير * (14) *، يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى
الحميد * (15) * إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد * (16) * وما ذلك على الله
بعزيز * (17) * ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها
لا يحمل منه شئ ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم
بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله
المصير * (18) * وما يستوى الأعمى والبصير * (19) * ولا الظلمات ولا
النور * (20) * ولا الظل ولا الحرور * (21) * وما يستوى الأحياء ولا
الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور * (22) *
إن أنت إلا نذير * (23) * إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة
إلا خلا فيها نذير * (24) * وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم
جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتب المنير * (25) * ثم
أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير * (26) * ألم تر أن الله أنزل من
السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد) *
بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود * (27) * ومن الناس والدواب
والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء

(1) نكيرى.
413

إن الله عزيز غفور * (28) * إن الذين يتلون كتب الله وأقاموا الصلاة
وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * (29) *
ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور * (30) * والذي
أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده
لخبير بصير * (31) * ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا
فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق) * بالخيرات بإذن
الله ذلك هو الفضل الكبير * (32) * جنات عدن يدخلونها يحلون فيها
من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير * (33) * وقالوا الحمد
لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * (34) * الذي أحلنا
دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب * (35) *
والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف
عنهم من عذابها كذلك نجزى كل كفور * (36) * وهم يصطرخون فيها
ربنا أخرجنا نعمل صلحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر
فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير * (37) *
إن الله علم غيب السماوات والأرض إنه عليم) * بذات الصدور * (38) *

(1) يدخلونها. بضم أوله وفتح الخاء.
(2) لولوء.
(3) يجزى " بضم أوله وفتح الزاي " بكل: بتشديد اللام بالضم.
414

هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد
الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم
إلا خسارا * (39) * قل أرءيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني
ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتبا فهم
على بينات منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا * (40) *، إن الله
يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من
أحد من بعده إنه كان حليما غفورا * (41) * وأقسموا بالله جهد أيمنهم
لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما
زادهم إلا نفورا * (42) * استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق
المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت
الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا * (43) * أولم يسيروا في الأرض
فينظروا كيف كان عقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما
كان الله ليعجزه من شئ في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا * (44) *
ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم
إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا * (45) *

(1) ببنات.
(2) السئ: بضم الهمزة.
(3) سنت.
(4) لسنت.
415

(36) سورة يس مكية
الا آية 45 فمدنية
وآياتها 83 نزلت بعد الجن
بسم الله الرحمن الرحيم
يس * (1) * والقرءان الحكيم * (2) * إنك لمن المرسلين * (3) * على صراط
مستقيم * (4) * تنزيل العزيز الرحيم * (5) * لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم
فهم غفلون * (6) * لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون * (7) *
إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى (36) سورة يس اثنتان أو ثلاث وثمانون آية (82 - 83) مكية وقيل إلا آية وإذا قيل لهم أنفقوا. الأذقان فهم مقمحون * (8) *
وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم
فهم لا يبصرون * (9) * وسواء عليهم ء أنذرتهم أم لم تنذرهم
لا يؤمنون * (10) * إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب
فبشره بمغفرة وأجر كريم * (11) * إنا نحن نحى الموتى ونكتب ما قدموا
وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين * (12) * واضرب لهم
مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * (13) * إذ أرسلنا إليهم
اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون * (14) *
قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شئ إن أنتم

(1) انظر الآية 6 منها.
(2) القرية " بكسر الياء ".
416

إلا تكذبون * (15) * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * (16) * وما علينا إلا
البلغ المبين * (17) * قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم
وليمسنكم منا عذاب أليم * (18) * قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم
بل أنتم قوم مسرفون * (19) * وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال
يقوم اتبعوا المرسلين * (20) * اتبعوا من لا يسئلكم أجرا وهم مهتدون
* (21) * ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون * (22) * ء أتخذ من دونه
آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عنى شفعتهم شيئا ولا ينقذون
* (23) * إني إذا لفي ضلال مبين * (24) * إني آمنت بربكم فاسمعون * (25) * قيل
ادخل الجنة قال يليت قومي يعلمون * (26) * بما غفر لي ربي وجعلني
من المكرمين * (27) *، وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء
وما كنا منزلين * (28) * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم
خامدون * (29) * يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به
يستهزؤون * (30) * ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم
إليهم لا يرجعون * (31) * وإن كل لما جميع لدينا محضرون * (32) * وآية لهم
الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون * (33) *

(1) ومالي " بسكون الياء ".
(2) ينقذوني.
(3) فاسمعوني.
(4) صيحة " بضم اخره منونا " واحدة " بضم اخره منونا ".
417

وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * (34) *
ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون * (35) * سبحان الذي
خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون * (36) *
وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون * (37) * والشمس
تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم * (38) * والقمر قدرناه
منازل حتى عاد كالعرجون القديم * (39) * لا الشمس ينبغي لها أن
تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون * (40) *
وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون * (41) * وخلقنا لهم
من مثله ما يركبون * (42) * وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم
ينقذون * (43) * إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين * (44) * وإذا قيل لهم
اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون * (45) * وما تأتيهم
من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين * (46) * وإذا قيل لهم
أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو
يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين * (47) * ويقولون متى
هذا الوعد إن كنتم صادقين * (48) * ما ينظرون إلا صيحة واحدة

(1) العيون: بكسر العين.
(2) ثمره: بضم الثاء والميم.
(3) عملت: بفتحات وسكون التاء. أيديهم: بضم الهاء.
(4) والقمر: بضم اخره.
418

تأخذهم وهم يخصمون * (49) * فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم
يرجعون * (50) * ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون
* (51) * قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق
المرسلون * (52) * إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا
محضرون * (53) * فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم
تعملون * (54) * إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فكهون * (55) * هم
وأزواجهم في ظلل على الأرائك متكون * (56) * لهم فيها فكهة
ولهم ما يدعون * (57) * سلام قولا من رب رحيم * (58) * وامتازوا
اليوم أيها المجرمون * (59) * ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا
الشيطان إنه لكم عدو مبين * (60) * وأن اعبدوني هذا صراط
مستقيم * (61) * ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون * (62) *
هذه جهنم التي كنتم توعدون * (63) * اصلوها اليوم بما كنتم
تكفرون * (64) * اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد
أرجلهم بما كانوا يكسبون * (65) * ولو نشاء لطمسنا على أعينهم
فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون * (66) * ولو نشاء لمسخناهم على

(1) يخصمون: بفتح الخاء. وباختلاس فتحته، يخصمون: باسكان الخاء وبتشديد الصاد.
(2) صيحة واحدة: بضم آخرها منونا.
(3) شغل: بسكون الغين وكسر اللام.
(4) ظلل: بضم أوله.
419

مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون * (67) * ومن نعمره ننكسه
في الخلق أفلا يعقلون * (68) * وما علمنه الشعر وما ينبغي له إن هو
إلا ذكر وقرآن مبين * (69) * لينذر من كان حيا ويحق القول على
الكافرين * (70) * أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعما
فهم لها مالكون * (71) * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون * (72) *
ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون * (73) * واتخذوا من
دون الله آلهة لعلهم ينصرون * (74) * لا يستطيعون نصرهم وهم
لهم جند محضرون * (75) * فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما
يعلنون * (76) * أولم ير الانسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم
مبين * (77) * وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهى رميم
* (78) * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * (79) * الذي
جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون * (80) * أوليس
الذي خلق السماوات والأرض بقدر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلق
العليم * (81) * إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون * (82) * فسبحن
الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون * (83) *

(1) مكاناتهم.
(2) ننكسه: بفتح أوله وفسكون فضم فسكون فضم.
(3) تعقلون.
(4) لتنذر.
(5) فيكون: بضم اخره.
(6) ترجعون: بفتح أوله وكسر الجيم.
420

(37) سورة الصافات مكية
وآياتها 182 نزلت بعد الانعام
بسم الله الرحمن الرحيم
والصافات صفا * (1) * فالزاجرات زجرا * (2) * فالتاليات ذكرا * (3) *
إن إلهكم لواحد * (4) * رب السماوات والأرض وما بينهما ورب
المشرق * (5) * إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * (6) * وحفظا
من كل شيطان مارد * (7) * لا يسمعون إلى الملا الأعلى ويقذفون من
كل جانب * (8) * دحورا ولهم عذاب واصب * (9) * إلا من خطف
الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب * (10) * فاستفتهم أهم أشد خلقا
أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب * (11) * بل عجبت ويسخرون * (12) * وإذا
ذكروا لا يذكرون * (13) * وإذا رأوا آية يستسخرون * (14) * وقالوا
إن هذا إلا سحر مبين * (15) * أإذا متنا وكنا ترابا وعظما أإنا
لمبعوثون * (16) * أوآباؤنا الأولون * (17) * قل نعم وأنتم داخرون * (18) *
فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون * (19) * وقالوا يا ويلنا هذا يوم
الدين * (20) * هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون * (21) *، احشروا الذين

(1) بزينة: بكسر اخره غير منون. الكواكب: بفتح اخره.
(2) يسمعون: بسكون السين وفتح الميم مخففة. يسمعون: بفتح أوله والسين وتشديد
الميم بالفتح.
(3) عجبت: بضم اخره.
(4) متنا: بضم أوله.
(5) أو: بسكون الواو.
(6) نعم: بكسر أوله.
421

ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون * (22) * من دون الله فاهدوهم
إلى صراط الجحيم * (23) * وقفوهم إنهم مسؤولون * (24) * ما لكم لا تناصرون
* (25) * بل هم اليوم مستسلمون * (26) * وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * (27) * قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين * (28) * قالوا بل لم تكونوا مؤمنين
* (29) * وما كان لنا عليكم من سلطن) * بل كنتم قوما طاغين * (30) * فحق علينا
قول ربنا إنا لذائقون * (31) * فأغويناكم إنا كنا غاوين * (32) * فإنهم
يومئذ في العذاب مشتركون * (33) * إنا كذلك نفعل بالمجرمين * (34) * إنهم
كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * (35) * ويقولون أئنا
لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون * (ا 36) * بل جاء بالحق وصدق المرسلين * (37) *
إنكم لذائقوا العذاب الأليم * (38) * وما تجزون إلا ما كنتم تعملون * (39) *
إلا عباد الله المخلصين * (40) * أولئك لهم رزق معلوم * (41) * فواكه
وهم مكرمون * (42) * في جنات النعيم * (43) * على سرر متقبلين * (44) *
يطاف عليهم بكأس من معين * (ا 45) * بيضاء لذة للشاربين * (46) * لا فيها
غول ولا هم عنها ينزفون * (47) * وعندهم قاصرات الطرف عين * (48) *
كأنهن بيض مكنون * (49) * فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * (50) *

(1) المخلصين: بكسر اللام.
(2) بكأس.
(3) ينزفون: بكسر الزاي.
422

قال قائل منهم إني كان لي قرين * (51) * يقول أإنك لمن المصدقين * (52) * أإذا
متنا وكنا ترابا وعظما أإنا لمدينون * (53) * قال هل أنتم مطلعون
* (54) * فاطلع فرآه في سواء الجحيم * (55) * قال تالله إن كدت لتردين * (56) *
ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين * (57) * أفما نحن بميتين * (58) * إلا موتتنا
الأولى وما نحن بمعذبين * (59) * إن هذا لهو الفوز العظيم * (60) * لمثل هذا
فليعمل العاملون * (61) * أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم * (62) * إنا جعلناها
فتنة للظالمين * (63) * إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم * (64) * طلعها كأنه
رؤس الشيطين * (65) * فإنهم لآكلون منها فمالؤن منها البطون
* (66) * ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم * (67) * ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم * (68) *
إنهم ألفوا آباءهم ضالين * (69) * فهم على آثارهم يهرعون * (70) * ولقد
ضل قبلهم أكثر الأولين * (71) * ولقد أرسلنا فيهم منذرين * (72) * فانظر
كيف كان عقبة المنذرين * (73) * إلا عباد الله المخلصين * (74) *
ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون * (75) * ونجيناه وأهله من الكرب
العظيم * (76) * وجعلنا ذريته هم الباقين * (77) * وتركنا عليه في الآخرين * (78) *
سلام على نوح في العالمين * (79) * إنا كذلك نجزى المحسنين * (80) *

(1) فمالون.
(2) المخلصين " بكسر اللام ".
423

إنه من عبادنا المؤمنين * (81) * ثم أغرقنا الآخرين * (82) *، وإن من شيعته
لإبراهيم * (83) * إذ جاء ربه بقلب سليم * (84) * إذ قال لأبيه وقومه
ماذا تعبدون * (85) * أئفكا آلهة دون الله تريدون * (86) * فما ظنكم
برب العالمين * (87) * فنظر نظرة في النجوم * (88) * فقال إني سقيم * (89) * فتولوا
عنه مدبرين * (90) * فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون * (91) * ما لكم
لا تنطقون * (92) * فراغ عليهم ضربا) * باليمين * (93) * فأقبلوا إليه يزفون * (94) *
قال أتعبدون ما تنحتون * (95) * والله خلقكم وما تعملون * (96) * قالوا
ابنوا له بنينا فألقوه في الجحيم * (97) * فأرادوا به كيدا فجعلناهم
الأسفلين * (98) * وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين * (99) * رب هب لي
من الصالحين * (100) * فبشرنه بغلام حليم * (101) * فلما بلغ معه السعي
قال يبنى إني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت
افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصبرين * (102) * فلما أسلما وتله
للجبين * (103) * وناديناه أن يا إبراهيم * (104) * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك
نجزى المحسنين * (105) * إن هذا لهو البلاء المبين * (106) * وفديناه بذبح
عظيم * (107) * وتركنا عليه في الآخرين * (108) * سلام على إبراهيم * (109) *

(1) يزقون: بضم أوله وكسر الزاي.
(2) سيهديني.
(3) يأبنى: بفتح الهمزة والباء. إني: بفتح الياء. أرى: بكسر الراء.
(4) ترى: بضم أوله.
424

كذلك نجزى المحسنين * (110) * إنه من عبادنا المؤمنين * (111) * وبشرناه
بإسحاق نبيا من الصالحين * (112) * وبركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما
محسن وظالم لنفسه مبين * (113) * ولقد مننا على موسى وهارون * (114) *
ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم * (115) * ونصرناهم فكانوا هم
الغالبين * (116) * وآتيناهما الكتاب المستبين * (117) * وهديناهما الصراط
المستقيم * (118) * وتركنا عليهما في الآخرين * (119) * سلام على موسى وهارون * (120) *
إنا كذلك نجزى المحسنين * (121) * إنهما من عبادنا المؤمنين * (122) * وإن
إلياس لمن المرسلين * (123) * إذ قال لقومه ألا تتقون * (124) * أتدعون
بعلا وتذرون أحسن الخالقين * (125) * الله ربكم ورب آبائكم
الأولين * (126) * فكذبوه فإنهم لمحضرون * (127) * إلا عباد الله المخلصين
* (128) * وتركنا عليه في الآخرين * (129) * سلام على آل ياسين * (130) * إنا كذلك
نجزى المحسنين * (131) * إنه من عبادنا المؤمنين * (132) * وإن لوطا لمن المرسلين * (133) *
إذ نجيناه وأهله أجمعين * (134) * إلا عجوزا في الغابرين * (135) * ثم دمرنا
الآخرين * (136) * وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * (137) * وبالليل أفلا تعقلون * (138) *
وإن يونس لمن المرسلين * (139) * إذ أبق إلى الفلك المشحون * (140) * فساهم

(1) الل: بضم آخره. ربكم: بتشديد الباء بالضم. ورب: بتشديد آخره بالضم (2) المخلصين: بكسر اللا والصاد.
(3) آل ياسين: بسكون النون. وترسم اللام مقطوعة من الياء اتفاقا.
(4) انظر الآيات " فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين
83: 8 الأعراف " " قدرنا إنها لمن الغابرين 60: 15 الحجر " - " إلا عجوزا في الغابرين 171: 26 الشعراء "
" إلا امرأته قدرناها من الغابرين 57: 27 النمل " - " إلا امرأته كانت من الغابرين 32: 29 العنكبوت " -
" إلا امرأتك كانت من الغابرين 23: 29 العنكبوت ".
425

فكان من المدحضين * (141) * فالتقمه الحوت وهو مليم * (142) * فلو لا أنه
كان من المسبحين * (143) * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون * (144) *، فنبذناه
بالعراء وهو سقيم * (145) * وأنبتنا عليه شجرة من يقطين * (146) * وأرسلناه
إلى مائة ألف أو يزيدون * (147) * فامنوا فمتعناهم إلى حين * (148) * فاستفتهم
ألربك البنات ولهم البنون * (149) * أم خلقنا الملائكة إناثا وهم
شاهدون * (150) * ألا إنهم من إفكهم ليقولون * (151) * ولد الله وإنهم
لكاذبون * (152) * اصطفى البنات على البنين * (153) * ما لكم كيف تحكمون
* (154) * أفلا تذكرون * (155) * أم لكم سلطان مبين * (156) * فأتوا بكتبكم إن
كنتم صادقين * (157) * وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت
الجنة إنهم لمحضرون * (158) * سبحان الله عما يصفون * (159) * إلا عباد
الله المخلصين * (160) * فإنكم وما تعبدون * (161) * ما أنتم عليه بفاتنين * (162) *
إلا من هو صال الجحيم * (163) * وما منا إلا له مقام معلوم * (164) * وإنا لنحن
الصافون * (165) * وإنا لنحن المسبحون * (166) * وإن كانوا ليقولون * (167) *
لو أن عندنا ذكرا من الأولين * (168) * لكنا عباد الله المخلصين * (169) *
فكفروا به فسوف يعلمون * (170) * ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * (171) *

(1) بهمزة الوصل مكسورة في الابتداء ومن قرأ اصطفى بهمزة الوصل فجعلها حكاية عنهم وصل.
(2) المحصلين: بكسر اللام.
(3) صالى.
426

إنهم لهم المنصورون * (172) * وإن جندنا لهم الغالبون * (173) * فتول عنهم
حتى حين * (174) * وأبصرهم فسوف يبصرون * (175) * أفبعذابنا يستعجلون * (176) *
فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين * (177) * وتول عنهم حتى حين
* (178) * وأبصر فسوف يبصرون * (179) * سبحان ربك رب العزة عما يصفون * (180) *
وسلام على المرسلين * (181) * والحمد لله رب العالمين * (182) *
(28) سورة ص مكية
وآياتها 88 نزلت بعد القمر
بسم الله الرحمن الرحيم
ص والقرءان ذي الذكر * (1) * بل الذين كفروا في عزة وشقاق * (2) *
كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص * (3) *
وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا سحر كذاب
* (4) * أجعل الالهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب * (5) * وانطلق الملأ
منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشئ يراد * (6) * ما سمعنا
بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلق * (7) * أأنزل عليه الذكر من
بيننا بل هم في شك من ذكرى بل لما يذوقوا عذاب * (8) * أم عندهم خزائن

(1) عذابي.
427

رحمة ربك العزيز الوهاب * (9) * أم لهم ملك السماوات والأرض وما
بينهما فليرتقوا في الأسباب * (10) * جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب * (11) * كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد * (12) * وثمود
وقوم لوط وأصحاب ليكة أولئك الأحزاب * (13) * إن كل إلا كذب
الرسل فحق عقاب * (14) * وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها
من فواق * (15) * وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب * (16) * اصبر
على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب * (17) * إنا
سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق * (18) * والطير محشورة
كل له أواب * (19) * وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل
الخطاب * (20) * وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب * (21) *
إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا
على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط
* (22) * إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها
وعزني في الخطاب * (23) * قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن
كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا

(1) ليسكة بحذف الألف قبل اللام المفتوحة وبعدها وفتح التاء المربوطة كما في الآية 176: 26 سورة الشعراء.
(2) عقابي.
(3) هؤلاى: بكسر الياء.
(4) فواق: بضم أوله وكسر آخره.
428

الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتنه فاستغفر ربه وخر راكعا
وأناب * (24) * فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب * (25) * يا داود
إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى
فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب
شديد) * بما نسوا يوم الحساب * (26) * وما خلقنا السماء والأرض وما
بينهما بطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار * (27) *
أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض
أم نجعل المتقين كالفجار * (28) * كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته
وليتذكر أولوا الألباب * (29) * ووهبنا لداود سليمان نعم العبد
إنه أواب * (30) * إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد * (31) * فقال إني
أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب * (32) * ردوها على
فطفق مسحا) * بالسوق والأعناق * (33) * ولقد فتنا سليمان وألقينا على
كرسيه جسدا ثم أناب * (34) * قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي
لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب * (35) * فسخرنا له الريح تجرى بأمره
رخاء حيث أصاب * (36) * والشياطين كل بناء وغواص * (37) *

(1) الرياح.
429

وآخرين مقرنين في الأصفاد * (38) * هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك
بغير حساب * (39) * وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب * (40) * واذكر
عبدنا أيوب إذ نادى ربه أنى مسني الشيطان بنصب وعذاب * (41) *
اركض برجلك هذا مغتسل) * بارد وشراب * (42) * ووهبنا له أهله
ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولى الألباب * (43) * وخذ بيدك
ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدنه صابرا نعم العبد إنه
أواب * (44) * واذكر عبدنا إبراهيم وإسحق ويعقوب أولى الأيدي
والأبصار * (45) * إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار * (46) * وإنهم
عندنا لمن المصطفين الأخيار * (47) * واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل
وكل من الأخيار * (48) * هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب * (49) *
جنات عدن مفتحة لهم الأبواب * (50) * متكئين فيها يدعون فيها
بفاكهة كثيرة وشراب * (51) *، وعندهم قاصرات الطرف أتراب * (52) * هذا
ما توعدون ليوم الحساب * (53) * إن هذا لرزقنا ما له من نفاد * (54) *
هذا وإن للطاغين لشر مآب * (55) * جهنم يصلونها فبئس المهاد * (56) *
هذا فليذوقوه حميم وغساق * (57) * وآخر من شكله أزواج * (58) *

(1) إذ نادى ربه أنى مسني الشيطان بنصب: بضم النون والصاد. بنصب: بفتح النون والصاد.
(2) عبدنا.
(3) يوعدون.
(4) أخر: بضم الهمزة.
430

هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا) * بهم إنهم صالوا النار * (59) * قالوا
بل أنتم لا مرحبا) * بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار * (60) * قالوا ربنا
من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار * (61) * وقالوا ما لنا لا نرى
رجالا كنا نعدهم من الأشرار * (62) * اتخذناهم سخريا أم زاغت
عنهم الأبصار * (63) * إن ذلك لحق تخاصم أهل النار * (64) * قل إنما أنا
منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار * (65) * رب السماوات والأرض
وما بينهما العزيز الغفار * (66) * قل هو نبأ عظيم * (67) * أنتم عنه
معرضون * (68) * ما كان لي من علم بالملا الأعلى إذ يختصمون * (69) * إن
يوحى إلى إلا أنما أنا نذير مبين * (70) * إذ قال ربك للملائكة إني
خالق بشرا من طين * (71) * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له
ساجدين * (72) * فسجد الملائكة كلهم أجمعون * (73) * إلا إبليس
استكبر وكان من الكافرين * (74) * قال يا إبليس ما منعك أن تسجد
لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين * (75) * قال أنا خير
منه خلقتني من نار وخلقته من طين * (76) * قال فأخرج منها فإنك
رجيم * (77) * وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين * (78) * قال رب فأنظرني

(1) انظر الآية 34 منها.
(2) انظر الآية 12 منها.
431

إلى يوم يبعثون * (79) * قال فإنك من المنظرين * (80) * إلى يوم الوقت
المعلوم * (81) * قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * (82) * إلا عبادك منهم
المخلصين * (83) * قال فالحق والحق أقول * (84) * لأملأن جهنم منك
وممن تبعك منهم أجمعين * (85) * قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من
المتكلفين * (86) * إن هو إلا ذكر للعلمين * (87) * ولتعلمن نبأه بعد حين * (88) *
(39) سورة الزمر مكية
الا الآيات 52 و 53 و 54 فمدنية
وآياتها 75 نزلت بعد سبأ
بسم الله الرحمن الرحيم
تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * (1) * إنا أنزلنا إليك الكتاب
بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين * (2) * ألا لله الدين الخالص والذين
اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله
يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدى من هو كذب
كفار * (3) * لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء
سبحانه هو الله الواحد القهار * (4) * خلق السماوات والأرض بالحق
يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر

(1) انظر الآية 36 و 37 منها.
(2) المخلصين: بكسر اللام.
(3) فالحق " بتشديد القاف المفتوحة ".
(4) في ما " مختلف في القطع والوصل ".
432

كل يجرى لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفر * (5) * خلقكم من نفس
واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج
يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمت ثلث ذالكم الله
ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون * (6) * إن تكفروا فإن الله
غنى عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم
ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم
تعملون إنه عليم) * بذات الصدور * (7) *، وإذا مس الانسان ضر دعا
ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعوا إليه
من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا
إنك من أصحاب النار * (8) * أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما
يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون
والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب * (9) * قل يا عباد
الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض
الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب * (10) * قل إني أمرت
أن أعبد الله مخلصا له الدين * (11) * وأمرت لأن أكون أول المسلمين * (12) *

(1) تجرى.
(2) إمهاتكم: بكسر الهمزة والميم المشددة - إمهاتكم: بكسر الهمزة وفتح الميم المشددة.
(3) يرضهو.
(4) ليضل: بفتح الياء.
(5) أمن: بتخفيف النون المفتوحة (6) يا عبادي.
433

قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم * (13) * قل الله أعبد
مخلصا له ديني * (14) * فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين
خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين * (15) *
لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به
عباده يا عباد فاتقون * (16) * والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها
وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد * (17) * الذين يستمعون القول
فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب
* (18) * أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار * (19) * لكن
الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجرى من تحتها
الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد * (20) * ألم تر أن الله أنزل من السماء
ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم
يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطما إن في ذلك لذكرى لأولى الألباب
* (21) * أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية
قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين * (22) * الله نزل أحسن
الحديث كتبا متشبها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون

(1) يا عبادي فاتقوني.
(2) عبادي.
(3) لكن: بتشديد النون بالفتح.
(4) الأنهار.
434

ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به
من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد * (23) * أفمن يتقى بوجهه سوء
العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون * (24) *
كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون * (25) *
فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا
يعلمون * (26) * ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم
يتذكرون * (27) * قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون * (28) * ضرب
الله مثلا رجلا فيه شركاء متشكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان
مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون * (29) * إنك ميت وإنهم ميتون * (30) *
ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون * (31) *، فمن أظلم ممن كذب
على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين * (32) *
والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون * (33) * لهم ما يشاؤن
عند ربهم ذلك جزاء المحسنين * (34) * ليكفر الله عنهم أسوأ الذي
عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون * (35) * أليس الله
بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد * (36) *

(1) هادي.
(2) فلا يدفع " ظ ".
(3) قرانا.
(4) سالما.
(5) عباده.
(6) هادي.
435

ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام * (37) * ولئن
سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون
من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كشفت ضره أو أرادني
برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون
* (38) * قل يقوم اعملوا على مكانتكم إني عمل فسوف تعلمون * (39) * من يأتيه
عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم * (40) * إنا أنزلنا عليك الكتاب
للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما
أنت عليهم بوكيل * (41) * الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت
في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل
مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون * (42) * أم اتخذوا من
دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون * (43) *
قل لله الشفعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون
* (44) * وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة
وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون * (45) * قل اللهم فاطر
السماوات والأرض علم الغيب والشهدة أنت تحكم بين عبادك

(1) أرادني الله: بسكون الياء.
(2) كاشفات ضره: بتنوين التاء بالضم وتشديد الراء بالفتح وضم الهاء.
(3) ممسكات رحمته: بضم التاء.
الأولى منونة وفتح التاء الثانية وضم الهاء بلا تنوين.
(4) قضى عليها الموت " بضم القاف وفتح الياء وضم التاء ".
(5) ترجعون بفتح أوله.
436

في ما كانوا فيه يختلفون * (46) * ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا
ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من
الله ما لم يكونوا يحتسبون * (47) * وبدا لهم سيات ما كسبوا وحاق بهم
ما كانوا به يستهزؤون * (48) * فإذا مس الانسان ضر دعانا ثم إذا خولناه
نعمة منا قال إنما أوتيته على علم) * بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون
* (49) * قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون * (50) *
فأصابهم سيات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيات
ما كسبوا وما هم بمعجزين * (51) * أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق
لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون * (52) *، قل يا عبادي الذين
أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب
جميعا إنه هو الغفور الرحيم * (53) * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من
قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * (54) * واتبعوا أحسن ما أنزل
إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * (55) *
أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن
الساخرين * (56) * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * (57) *

(1) في ما: مختلف فيه.
(2) يا عباد الذين.
(3) لا تقنطوا بكسر الطاء.
(4) يا حسرتاه وقفا - يا حسرتاى بفتح الياء في الوصل.
وباسكانها في الوقف وفى الوصل.
437

أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين * (58) * بلى
قد جاءتك آيتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين * (59) * ويوم
القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم
مثوى للمتكبرين * (60) * وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم
السوء ولا هم يحزنون * (61) * الله خلق كل شئ وهو على كل شئ
وكيل * (62) * له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله
أولئك هم الخاسرون * (63) * قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون
* (64) * ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك
ولتكونن من الخاسرين * (65) * بل الله فاعبد وكن من الشاكرين * (66) * وما
قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات
مطويات) * بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون * (67) * ونفخ في الصور
فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ
فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون * (68) * وأشرقت الأرض بنور ربها
ووضع الكتاب وجاء بالنبيين والشهداء وقضى بينهم بالحق وهم
لا يظلمون * (69) * ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون * (70) *

(1) وينجى " بسكون النون وكسر الجيم مخففة "
(2) بمفازاتهم
(3) تامرونني - تامرونى " بفتح الياء ".
438

وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤها فتحت أبوابها
وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم
وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب
على الكافرين * (71) * قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس
مثوى المتكبرين * (72) * وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى
إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم
فادخلوها خالدين * (73) * وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده
وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العملين * (74) *
وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى
بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين * (75) *
(40) سورة غافر مكية
الا آيتي 56 و 57 فمدنيتان
وآياتها 85 نزلت بعد الزمر
بسم الله الرحمن الرحيم
حم * (1) * تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم * (2) * غافر الذنب وقابل
التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير * (3) *
439

ما يجدل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلد * (4) *
كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة
برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم
فكيف كان عقاب * (5) * وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا
أنهم أصحاب النار * (6) * الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون
بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت
كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم
عذاب الجحيم * (7) * ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن
صلح من آبائهم وأزواجهم وذريتهم إنك أنت العزيز الحكيم * (8) *
وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو
الفوز العظيم * (9) * إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم
أنفسكم إذ تدعون إلى الأيمن فتكفرون * (10) * قالوا ربنا أمتنا
اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج
من سبيل * (11) * ذالكم بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم وإن يشرك به
تؤمنوا فالحكم لله العلى الكبير * (12) * هو الذي يريكم آياته وينزل لكم

(1) عقابي.
(2) كلمت - كلمات.
(3) وقهم " بضم الهاء مع الميم ".
(4) وينزل: بسكون النون.
440

من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب * (13) * فادعوا الله مخلصين له
الدين ولو كره الكافرون * (14) * رفيع الدرجات ذو العرش يلقى
الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق * (15) * يوم هم
بارزون لا يخفى على الله منهم شئ لمن الملك اليوم لله الواحد القهار
* (16) * اليوم تجزى كل نفس) * بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع
الحساب * (17) * وأنذرهم يوم الأزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين
ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع * (18) * يعلم خائنة الأعين وما
تخفى الصدور * (19) * والله يقضى بالحق والذين يدعون من دونه
لا يقضون بشئ إن الله هو السميع البصير * (20) * أولم يسيروا في
الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم
أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما
كان لهم من الله من واق * (21) * ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم
بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوى شديد العقاب * (22) * ولقد
أرسلنا موسى بآياتنا وسلطن مبين * (23) * إلى فرعون وهامان
وقرون فقالوا سحر كذاب * (24) * فلما جاءهم بالحق من عندنا

(1) التلاقى.
(2) يوم هم. مقطوع الاتفاق وفى " 51 - سورة الذاريات " كذلك لان " هم " فيها مبتدأ وما بعده خبره فلذلك -
فصل وهم فيما عداهما في موضع الخفض فلذلك وصل.
(3) في بعض المصاحف " لدا " بالألف على اللفظ وفى بعضها بالياء لانقلاب الألف
ياء مع الإضافة إلى المكنى كما رسم إلى وعلى.
(4) وافى - قف.
441

قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد
الكافرين إلا في ضلال * (25) * وقال فرعون ذروني أقتل موسى
وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض
الفساد * (26) * وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر
لا يؤمن بيوم الحساب * (27) * وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم
إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من
ربكم وإن يك كذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم
بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب * (28) * يقوم لكم
الملك اليوم ظهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا
قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد * (29) *
وقال الذي آمن يقوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب * (30) *
مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما
للعباد * (31) * ويقوم إني أخاف عليكم يوم التناد * (32) * يوم تولون مدبرين
ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد * (33) * ولقد جاءكم
يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك

(1) ذروني.
(2) إني.
(3) وأن يظهر " بفتح الياء والراء " في الأرض الفساد " بضم الدال ".
442

قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف
مرتاب * (34) * الذين يجدلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر
مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب
متكبر جبار * (35) * وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ
الأسباب * (36) * أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه
كذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما
كيد فرعون إلا في تباب * (37) * وقال الذي آمن يقوم اتبعون أهدكم
سبيل الرشاد * (38) * يقوم إنما هذه الحياة الدنيا متع وإن الآخرة
هي دار القرار * (39) * من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صلحا
من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها
بغير حساب * (40) *، ويقوم ما لي أدعوكم إلى النجوة وتدعونني إلى النار * (41) *
تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم
إلى العزيز الغفر * (42) * لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا
ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار * (43) *
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير) * بالعباد * (44) *

(1) قلب.
(2) لعلى: بفتح الياء.
(3) فاطلع: بضم العين.
(4) وصد: بفتح الصاد.
(5) اتمونى.
(6) يدخلون: بضم أوله.
(7) مالي: بفتح الياء.
(8) تدعونني: بفتح الياء.
443

فوقاه الله سيات ما مكروا وحاق بال فرعون سوء العذاب * (45) *
النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا
آل فرعون أشد العذاب * (46) * وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء
للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا
من النار * (47) * قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين
العباد * (48) * وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف
عنا يوما من العذاب * (49) * قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات
قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال * (50) * إنا لننصر
رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد * (51) * يوم
لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار * (52) * ولقد
آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب * (53) * هدى وذكرى
لأولى الألباب * (54) * فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح
بحمد ربك بالعشي والأبكار * (55) * إن الذين يجدلون في آيات الله
بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ
بالله إنه هو السميع البصير * (56) * لخلق السماوات والأرض أكبر

(1) ادخلوا " بضم أوله والخاء ".
(2) تنفع.
444

من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون * (57) * وما يستوى الأعمى
والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسئ قليلا ما تتذكرون
* (58) * إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون
* (59) * وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي
سيدخلون جهنم داخرين * (60) * الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا
فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس
لا يشكرون * (61) * ذالكم الله ربكم خلق كل شئ لا إله إلا هو فأنى
تؤفكون * (62) * كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون * (63) * الله
الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن
صوركم ورزقكم من الطيبات ذالكم الله ربكم فتبارك الله
رب العالمين * (64) * هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين
الحمد لله رب العالمين * (65) *، قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون
من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين
* (66) * هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم
طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى

(1) الأعمى: بكسر الميم.
(2) يتذكرون.
(3) ادعوني: بضم أوله وفتح اخره.
(4) سيدخلون: بضم الياء وفتح الخاء.
(5) شيوخا " بكسر أوله ".
445

من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون * (67) * هو الذي يحيي
ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون * (68) * ألم تر إلى الذين
يجدلون في آيات الله أنى يصرفون * (69) * الذين كذبوا بالكتب
وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون * (70) * إذ الأغلال في أعناقهم
والسلاسل يسحبون * (71) * في الحميم ثم في النار يسجرون * (72) * ثم قيل لهم
أين ما كنتم تشركون * (73) * من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن
ندعوا من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين * (74) * ذالكم بما كنتم
تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون * (75) * ادخلوا أبواب
جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين * (76) * فاصبر إن وعد الله
حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون * (77) *
ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم
من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي باية إلا بإذن الله
فإذا جاء أمر الله قضى بالحق وخسر هنالك المبطلون * (78) * الله الذي
جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون * (79) * ولكم فيها منافع
ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون * (80) *

(1) فيكون. بفتح آخره.
(2) أين ما مقطوع بالاتفاق.
(3) يرجعون. بفتح الياء وكسر الجيم.
446

ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون * (81) * أفلم يسيروا في الأرض
فينظروا كيف كان عقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم
وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون * (82) *
فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم
ما كانوا به يستهزؤون * (83) * فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا
بما كنا به مشركين * (84) * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا
سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون * (85) *
(41) سورة فصلت مكية
وآياتها 54 نزلت بعد غافر
بسم الله الرحمن الرحيم
حم * (1) * تنزيل من الرحمن الرحيم * (2) * كتب فصلت آياته قرآنا
عربيا لقوم يعلمون * (3) * بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم
لا يسمعون * (4) * وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا
وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون * (5) * قل إنما أنا بشر
مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه

(1) سنت.
447

وويل للمشركين * (6) * الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون * (7) *
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون * (8) *، قل أئنكم
لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا
ذلك رب العالمين * (9) * وجعل فيها رواسي من فوقها وبرك فيها
وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين * (10) * ثم استوى
إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها
قالتا أتينا طائعين * (11) * فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى
في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك
تقدير العزيز العليم * (12) * فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صعقة مثل
صعقة عاد وثمود * (13) * إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن
خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا
بما أرسلتم به كافرون * (14) * فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير
الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو
أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون * (15) * فأرسلنا عليهم ريحا
صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا

(1) سواء. سواء. سواء " بفتح آخرها وضمها وكسرها مع التنوين ".
(2) نحسات: بسكون الحاء.
(3) نحشر أعداء الله: بضم الشين.
448

ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون * (16) * وأما ثمود فهديناهم
فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صعقة العذاب الهون بما
كانوا يكسبون * (17) * ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون * (18) * ويوم
يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون * (19) * حتى إذا ما جاؤها شهد
عليهم سمعهم وأبصرهم وجلودهم بما كانوا يعملون * (20) * وقالوا
لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ
وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون * (21) * وما كنتم تستترون
أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصركم ولا جلودكم ولكن ظننتم
أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون * (22) * وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم
أرداكم فأصبحتم من الخاسرين * (23) * فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن
يستعتبوا فما هم من المعتبين * (24) *، وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين
أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم
من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين * (25) * وقال الذين كفروا
لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون * (26) * فلنذيقن الذين
كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون * (27) *

(1) نحشر أعداء الله: بضم الشين.
(2) ترجعون: بفتح أوله وكسر الجيم.
449

ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا
يجحدون * (28) * وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس
نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين * (29) * إن الذين
قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا
ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * (30) * نحن أولياؤكم
في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم
فيها ما تدعون * (31) * نزلا من غفور رحيم * (32) * ومن أحسن قولا ممن
دعا إلى الله وعمل صلحا وقال إنني من المسلمين * (33) * ولا تستوى
الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه
عداوة كأنه ولى حميم * (34) * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما
يلقاها إلا ذو حظ عظيم * (35) * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ
فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم * (36) * ومن آياته الليل والنهار
والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي
خلقهن إن كنتم إياه تعبدون * (37) * فإن استكبروا فالذين عند
ربك يسبحون له باليل والنهار وهم لا يسمون * (38) * ومن آياته أنك
450

ترى الأرض خشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي
أحياها لمحي الموتى إنه على كل شئ قدير * (39) * إن الذين يلحدون في
آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة
اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير * (40) * إن الذين كفروا
بالذكر لما جاءهم وإنه لكتب عزيز * (41) * لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد * (42) * ما يقال لك إلا
ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب
أليم * (43) * ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته
أعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون
في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد
* (44) * ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من
ربك لقضى بينهم وإنهم لفي شك منه مريب * (45) * من عمل صلحا
فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلم للعبيد * (46) *، إليه يرد
علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى
ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركاءى قالوا آذناك

(1) يلحدون: بفتح الياء والحاء.
(2) عجمي: " بفتح العين والجيم ". آأعجمى.
(3) ثمرة.
(4) شركائي: بفتح الياء.
451

ما منا من شهيد * (47) * وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا
ما لهم من محيص * (48) * لا يسم الانسان من دعاء الخير وإن مسه
الشر فيؤس قنوط * (49) * ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء
مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى
ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم
من عذاب غليظ * (50) * وإذا أنعمنا على الانسان أعرض ونأى بجانبه
وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض * (51) * قل أرءيتم إن كان من
عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد * (52) *
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق
أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد * (53) * ألا إنهم في مرية
من لقاء ربهم ألا إنه بكل شئ محيط * (54) *
(42) سورة الشورى مكية
الا الآيات 23 و 24 و 25 و 27 فمدنية
وآياتها 53 نزلت بعد فصلت.
بسم الله الرحمن الرحيم
حم * (1) * عسق * (2) * كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك الله

(1) ربى: بفتح الياء.
(2) ونئ: بفتح النون وكسر الهمزة بعدها ياء. وناء. ونامى.
452

العزيز الحكيم * (3) * له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم
* (4) * تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد
ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم
* (5) * والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت
عليهم بوكيل * (6) * وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم
القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة
وفريق في السعير * (7) * ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن
يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من ولى ولا نصير
* (8) * أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو
على كل شئ قدير * (9) * وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله ذالكم
الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب * (10) * فاطر السماوات
والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا
يذرؤكم فيه ليس كمثله شئ وهو السميع البصير * (11) * له مقاليد
السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شئ
عليم * (12) * شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك

(1) ينفطرن: بالنون الساكنة وكسر الطاء.
453

وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا
فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبى إليه من يشاء
ويهدى إليه من ينيب * (13) * وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم
بغيا) * بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى
بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب * (14) *
فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل
آمنت بما أنزل الله من كتب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم
لنا أعملنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع
بيننا وإليه المصير * (15) * والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له
حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد
* (16) * الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة
قريب * (17) * يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون
منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال) *
بعيد * (18) * الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوى العزيز * (19) *
من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث
454

الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب * (20) * أم لهم شركاء
شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضى
بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم * (21) * ترى الظالمين مشفقين
مما كسبوا وهو واقع) * بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في
روضات الجنات لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير
* (22) * ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة
نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور * (23) * أم يقولون افترى على الله
كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق
بكلمته إنه عليم) * بذات الصدور * (24) * وهو الذي يقبل التوبة عن
عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون * (25) * ويستجيب الذين
آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم
عذاب شديد * (26) * ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن
ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير) * بصير * (27) * وهو الذي ينزل
الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد * (28) *

(1) يبشر: بفتح فسكون فضو.
(2) تمح.
(3) ينزل: بضم فسكون فكسر مخففا.
455

ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو
على جمعهم إذا يشاء قدير * (29) * وما أصابكم من مصيبة فبما
كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير * (30) * وما أنتم بمعجزين في الأرض
وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير * (31) * ومن آياته الجوار في
البحر كالأعلم * (32) * إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره
إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور * (33) * أو يوبقهن بما كسبوا
ويعف عن كثير * (34) * ويعلم الذين يجدلون في آياتنا ما لهم
من محيص * (35) * فما أوتيتم من شئ فمتع الحياة الدنيا وما عند
الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * (36) * والذين
يجتنبون كبئر الاثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون * (37) *
والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم
ومما رزقناهم ينفقون * (38) * والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون
* (39) * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه
لا يحب الظالمين * (40) * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم
من سبيل * (41) * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون

(1) الجواري.
(2) يعلم: بضم اخره.
456

في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم * (42) * ولمن صبر وغفر إن
ذلك لمن عزم الأمور * (43) * ومن يضلل الله فما له من ولى من بعده وترى
الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل * (44) * وتراهم
يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفى وقال
الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا
إن الظالمين في عذاب مقيم * (45) * وما كان لهم من
أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل * (46) *
استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من
ملجأ يومئذ وما لكم من نكير * (47) * فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم
حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الانسان منا رحمة
فرح بها وإن تصبهم سيئة) * بما قدمت أيديهم فإن الانسان كفور
* (48) * لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا
ويهب لمن يشاء الذكور * (49) * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل
من يشاء عقيما إنه عليم قدير * (50) *، وما كان لبشر أن يكلمه الله
إلا وحيا أو من ورأى حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء

(1) يرسل: بضم آخره.
(2) فيوح.
457

إنه على حكيم * (51) * وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى
ما الكتب ولا الأيمان ولكن جعلنه نورا نهدى به من نشاء من
عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم * (52) * صراط الله الذي له
ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور * (53) *
(42) سورة الزخرف مكية
الا آية 54 فمدنية
وآياتها 89 نزلت بعد الشورى
بسم الله الرحمن الرحيم
حم * (1) * والكتاب المبين * (2) * إنا جعلنه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * (3) *
وإنه في أم الكتاب لدينا لعلى حكيم * (4) * أفنضرب عنكم الذكر
صفحا أن كنتم قوما مسرفين * (5) * وكم أرسلنا من نبي في الأولين
* (6) * وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزؤون * (7) * فأهلكنا أشد
منهم بطشا ومضى مثل الأولين * (8) * ولئن سألتهم من خلق السماوات
والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم * (9) * الذي جعل لكم الأرض
مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون * (10) * والذي نزل
من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون * (11) *

(1) مهادا.
(2) ميتا: بتشديد الياء بالكسر.
(3) تخرجون: بفتح التاء والراء.
458

والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون
* (12) * لتستوا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه
وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * (13) * وإنا إلى
ربنا لمنقلبون * (14) * وجعلوا له من عباده جزءا إن الانسان لكفور
مبين * (15) * أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين * (16) * وإذا بشر
أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم * (17) *
أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين * (18) * وجعلوا
الملائكة الذين هم عبد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب
شهدتهم ويسلون * (19) * وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم
بذلك من علم إن هم إلا يخرصون * (20) * أم آتيناهم كتبا من قبله فهم به
مستمسكون * (21) * بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم
مهتدون * (22) * وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال
مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * (23) *
قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا
بما أرسلتم به كافرون * (24) * فانتقمنا منهم فانظر كيف كان

(1) لتستووا: بالإشباع
(2) جزءا: بضم الجيم والزاي. جزا: بضم الجيم وتشديد الزاي بالفتح منونا.
(3) ينشئوا: باثبات الواو والألف.
(4) أأشهدوا: بهمزتين أولهما مفتوحة وثانيهما مضمومة وبالادخال والتسهيل.
(5) قل.
(6) جناكم: بكسر أوله.
459

عقبة المكذبين * (25) * وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء
مما تعبدون * (26) * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين * (27) * وجعلها كلمة) *
باقية في عقبه لعلهم يرجعون * (28) * بل متعت هؤلاء وآباءهم
حتى جاءهم الحق ورسول مبين * (29) * ولما جاءهم الحق قالوا هذا
سحر وإنا به كافرون * (30) * وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من
القريتين عظيم * (31) * أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم
معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات
ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون * (32) * ولولا
أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا
من فضة ومعارج عليها يظهرون * (33) * ولبيوتهم أبوابا وسررا
عليها يتكون * (34) * وزخرفا وإن كل ذلك لما متع الحياة الدنيا
والآخرة عند ربك للمتقين * (35) * ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له
شيطانا فهو له قرين * (36) * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون
أنهم مهتدون * (37) * حتى إذا جاءنا قال يليت بيني وبينك بعد
المشرقين فبئس القرين * (38) * ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم

(1) سيهد: وقفا.
(2) رحمت: بفتح آخره.
(3) لببوتهم سقفا: بكسر الباء وفتح السين وسكون القاف.
(4) لبيوتهم: بكسر الباء
(5) يحسبون: بكسر السين.
(6) جانا - جاءنا.
460

في العذاب مشتركون * (39) * أفأنت تسمع الصم أو تهدى العمى ومن
كان في ضلال مبين * (40) * فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون * (41) *
أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون * (42) * فاستمسك
بالذي أوحى إليك إنك على صراط مستقيم * (43) * وإنه لذكر لك
ولقومك وسوف تسلون * (44) * وسل من أرسلنا من قبلك من رسلنا
أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون * (45) * ولقد أرسلنا موسى
بآياتنا إلى فرعون وملايه فقال إني رسول رب العالمين * (46) * فلما
جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون * (47) * وما نراهم من آية إلا
هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون * (48) * وقالوا
يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون * (49) * فلما
كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون * (50) * ونادى فرعون في قومه
قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتي أفلا
تبصرون * (51) * أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين * (52) *
فلو لا ألقى عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين * (53) *
فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين * (54) * فلما ءاسفونا

(1) نذهبن: بضم آخره بالتخفيف.
(2) وسل.
(3) أيه: بضم اخره.
(4) تحتى: بفتح اخره.
(5) أساورة.
461

انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين * (55) * فجعلناهم سلفا ومثلا
للآخرين * (56) *، ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون * (57) *
وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم
خصمون * (58) * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلنه مثلا لبنى إسرائيل * (59) *
ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون * (60) * وإنه لعلم
للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم * (61) * ولا يصدنكم
الشيطان إنه لكم عدو مبين * (62) * ولما جاء عيسى بالبينات قال
قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا
الله وأطيعون * (63) * إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط
مستقيم * (64) * فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من
عذاب يوم أليم * (65) * هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم
لا يشعرون * (66) * الأخلاء يومئذ) * بعضهم لبعض عدو إلا المتقين * (67) *
يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون * (68) * الذين آمنوا
بآياتنا وكانوا مسلمين * (69) * ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون * (70) *
يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس

(1) سلفا: بضم أوله.
(2) يصدون: بضم الصاد.
(3) عبادي: قف باثبات الياء مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف وبغير
الياء وباسكان الياء في الحالين.
(4) تشتهى الأنفس.
462

وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون * (71) * وتلك الجنة التي أورثتموها بما
كنتم تعملون * (72) * لكم فيها فكهة كثيرة منها تأكلون * (73) * إن المجرمين
في عذاب جهنم خالدون * (74) * لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون * (75) * وما
ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين * (76) * ونادوا يملك ليقض
علينا ربك قال إنكم ماكثون * (77) * لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم
للحق كارهون * (78) * أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون * (79) * أم يحسبون أنا
لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون * (80) * قل إن كان
للرحمن ولد فأنا أول العبدين * (81) * سبحان رب السماوات والأرض
رب العرش عما يصفون * (82) * فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلقوا
يومهم الذي يوعدون * (83) * وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله
وهو الحكيم العليم * (84) * وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض
وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون * (85) * ولا يملك الذين
يدعون من دونه الشفعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون * (86) * ولئن
سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون * (87) * وقيله يرب إن
هؤلاء قوم لا يؤمنون * (88) * فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون * (89) *

(1) يحسبون: بكسر السين.
(2) ولد: بضم الواو وسكون اللام.
(3) في السما.
(4) يرجعون: بفتح أوله.
(5) يوفكون.
(6) وقيله: بفتح اللام.
463

(44) سورة الدخان مكية
وآياتها 59 نزلت بعد الزخرف
بسم الله الرحمن الرحيم
حم * (1) * والكتاب المبين * (2) * إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا
منذرين * (3) * فيها يفرق كل أمر حكيم * (4) * أمرا من عندنا إنا كنا
مرسلين * (5) * رحمة من ربك إنه هو السميع العليم * (6) * رب السماوات
والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين * (7) * لا إله إلا هو يحيي
ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين * (8) * بل هم في شك يلعبون * (9) *
فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين * (10) * يغشى الناس هذا عذاب
أليم * (11) * ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون * (12) * أنى لهم الذكرى
وقد جاءهم رسول مبين * (13) * ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون * (14) *
إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون * (15) * يوم نبطش البطشة
الكبرى إنا منتقمون * (16) *، ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم
رسول كريم * (17) * أن أدوا إلى عباد الله إني لكم رسول أمين * (18) *
وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين * (19) * وإني عذت بربي

(1) رب: بتشديد اخره بالضم.
(2) انى: بفتح اخره.
464

وربكم أن ترجمون * (20) * وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون * (21) * فدعا ربه أن
هؤلاء قوم مجرمون * (22) * فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون * (23) * واترك
البحر رهوا إنهم جند مغرقون * (24) * كم تركوا من جنات وعيون * (25) *
وزروع ومقام كريم * (26) * ونعمة كانوا فيها فكهين * (27) *
كذلك وأورثناها قوما آخرين * (28) * فما بكت عليهم السماء والأرض
وما كانوا منظرين * (29) * ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين
* (30) * من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين * (31) * ولقد اخترناهم
على علم على العالمين * (32) * وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين * (33) *
إن هؤلاء ليقولون * (34) * إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين
* (35) * فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين * (36) * أهم خير أم قوم تبع والذين
من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين * (37) * وما خلقنا السماوات
والأرض وما بينهما لاعبين * (38) * ما خلقناهما إلا بالحق ولكن
أكثرهم لا يعلمون * (39) * إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين * (40) * يوم
لا يغنى مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون * (41) * إلا من رحم الله إنه
هو العزيز الرحيم * (42) * إن شجرت الزقوم * (43) * طعام الأثيم * (44) *

(1) ترجموني.
(2) لي فاعتزلوني: بفتح الياءين.
(3) فاسر.
(4) عيون: بكسر أوله.
(5) فاكهين.
(6) فاتوا.
(7) انظر الآية 62 منها.
465

كالمهل يغلي في البطون * (45) * كغلي الحميم * (46) * خذوه فاعتلوه إلى
سواء الجحيم * (47) * ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم * (48) * ذق إنك
أنت العزيز الكريم * (49) * إن هذا ما كنتم به تمترون * (50) * إن المتقين
في مقام أمين * (51) * في جنات وعيون * (52) * يلبسون من سندس
وإستبرق متقبلين * (53) * كذلك وزوجناهم بحور عين * (54) *
يدعون فيها بكل فكهة آمنين * (55) * لا يذوقون فيها الموت
إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم * (56) * فضلا من ربك
ذلك هو الفوز العظيم * (57) * فإنما يسرناه بلسانك لعلهم
يتذكرون * (58) * فارتقب إنهم مرتقبون * (59) *
45 سورة الجاثية مكية
الا آية 14 فمدنية
وآياتها 37 نزلت بعد الدخان
بسم الله الرحمن الرحيم
حم * (1) * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * (2) * إن في السماوات
والأرض لآيات للمؤمنين * (3) * وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات
لقوم يوقنون * (4) * واختلف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء

(1) فاعتلوه: بضم التاء.
(2) مقام: بضم أوله.
(3) عيون: بكسر أوله.
466

من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الريح آيات لقوم
يعقلون * (5) * تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث
بعد الله وآياته يؤمنون * (6) * ويل لكل أفاك أثيم * (7) * يسمع
آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره
بعذاب أليم * (8) * وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم
عذاب مهين * (9) * من ورائهم جهنم ولا يغنى عنهم ما كسبوا شيئا
ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم * (10) * هذا
هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم * (11) *
الله الذي سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله
ولعلكم تشكرون * (12) * وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض
جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون * (13) * قل للذين آمنوا
يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزى قوما) * بما كانوا يكسبون * (14) *
من عمل صلحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون * (15) *
ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من
الطيبات وفضلناهم على العالمين * (16) * وآتيناهم بينات من الأمر

(1) الريح.
(2) آيات: بكسر التاء منونة.
(3) تؤمنون.
(4) لنجزى.
467

فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا) * بينهم إن ربك يقضى
بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون * (17) * ثم جعلناك على
شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون * (18) * إنهم
لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله
ولى المتقين * (19) * هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون
* (20) * أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا
الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون * (21) * وخلق الله
السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس) * بما كسبت وهم لا يظلمون
* (22) * أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه
وقلبه وجعل على بصره غشوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون
* (23) * وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر
وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون * (24) * وإذا تتلى عليهم آياتنا
بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين * (25) *
قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه
ولكن أكثر الناس لا يعلمون * (26) * ولله ملك السماوات والأرض

(1) غشوة: بفتح فسكون ففتح وتنوين اخره بالفتح.
(2) انظر الآية 7 منها.
468

ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون * (27) * وترى كل أمة جاثية
كل أمة تدعى إلى كتبها اليوم تجزون ما كنتم تعملون * (28) * هذا
كتبنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون * (29) *
فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك
هو الفوز المبين * (30) * وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم
فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين * (31) * وإذا قيل إن وعد الله حق
والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا
وما نحن بمستيقنين * (32) * وبدا لهم سيات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا
به يستهزؤون * (33) * وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا
ومأواكم النار وما لكم من نصرين * (34) * ذالكم بأنكم اتخذتم آيات الله
هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون
* (35) * فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين * (36) * وله
الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم * (37) *
(46) سورة الأحقاف مكية
الا الآيات 10 و 15 و 30 فمدنية
وآياتها 25 نزلت بعد الجاثية

(1) يخرجون.
469

بسم الله الرحمن الرحيم
حم * (1) * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * (2) * ما خلقنا السماوات
والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما
أنذروا معرضون * (3) * قل أرءيتم ما تدعون من دون الله أروني
ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتب من قبل
هذا أو أثرة من علم إن كنتم صادقين * (4) * ومن أضل ممن يدعوا
من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم
غفلون * (5) * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم
كفرين * (6) * وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق
لما جاءهم هذا سحر مبين * (7) * أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا
تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا) * بيني
وبينكم وهو الغفور الرحيم * (8) * قل ما كنت بدعا من الرسل وما
أدرى ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلى وما أنا إلا نذير
مبين * (9) * قل أرءيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل
على مثله فامن واستكبرتم إن الله لا يهدى القوم الظالمين * (10) *
470

وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ لم
يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم * (11) * ومن قبله كتب موسى
إماما ورحمة وهذا كتب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين
ظلموا وبشرى للمحسنين * (12) * إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا
خوف عليهم ولا هم يحزنون * (13) * أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها
جزاء بما كانوا يعملون * (14) * ووصينا الانسان بوالديه إحسنا
حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصله ثلاثون شهرا
حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر
نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي
في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين * (15) * أولئك الذين نتقبل
عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة
وعد الصدق الذي كانوا يوعدون * (16) * والذي قال لوالديه أف لكما
أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله
ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين * (17) *
أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن

(1) حسنا حسنا. بضم الحاء والسين وبفتحهما.
(2) بتقبل: بضم أوله عنهم أحسن: بضم اخره.
(3) يتجاوز. بضم أوله.
(4) أف: بتشديد الفاء بالفتح بلا تنوين.
(5) أتعداني: بتشديد النون بالكسر.
471

والانس إنهم كانوا خاسرين * (18) * ولكل درجت مما عملوا وليوفيهم
أعمالهم وهم لا يظلمون * (19) * ويوم يعرض الذين كفروا على النار
أذهبتم طيبتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون
عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم
تفسقون * (20) * واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت
النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم
عذاب يوم عظيم * (21) * قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما
تعدنا إن كنت من الصادقين * (22) * قال إنما العلم عند الله وأبلغكم
ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون * (23) * فلما رأوه عارضا
مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به
ريح فيها عذاب أليم * (24) * تدمر كل شئ) * بأمر ربها فأصبحوا لا يرى
إلا مسكنهم كذلك نجزى القوم المجرمين * (25) * ولقد مكنهم فيما
إن مكنكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى
عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ إذ كانوا
يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون * (26) *

(1) ولتوفيهم.
(2) إذهبتم - آأذهبتم.
(3) إني: بفتح الياء.
(4) أجيتنا لتافكنا.
(5) أبلغكم: بسكون الباء وكسر اللام مخففة.
(6) ولكني. بفتح الياء.
(7) لا ترى إلا مساكنهم: بفتح النون.
(8) أغنى: بكسر النون بعدها ياء.
472

ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم
يرجعون * (27) * فلو لا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة) *
بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون * (28) * وإذ صرفنا
إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا
فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين * (29) * قالوا يقومنا إنا سمعنا
كتبا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق
وإلى طريق مستقيم * (30) * يقومنا أجيبوا داعى الله وآمنوا به يغفر لكم
من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم * (31) * ومن لا يجب داعى الله فليس
بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال
مبين * (32) * أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي
بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شئ قدير * (33) * ويوم
يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال
فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * (34) * فاصبر كما صبر أولوا العزم
من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا
إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون * (35) *

(1) القرى: بكسر الراء بعدها ياء.
(2) القران.
(3) الموتى بلى: بكسر التاء وبكسر اللام.
473

(47) سورة محمد مدنية
الا آية 13 فنزلت في الطريق أثناء الهجرة
وآياتها 38 نزلت بعد الحديد
بسم الله الرحمن الرحيم
الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم * (1) * والذين آمنوا
وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم
كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم * (2) * ذلك بأن الذين كفروا
اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب
الله للناس أمثالهم * (3) * فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب
حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى
تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن
ليبلوا بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل
أعمالهم * (4) * سيهديهم ويصلح بالهم * (5) *
ويدخلهم الجنة عرفها لهم * (6) * يا أيها الذين آمنوا
إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم * (7) *
والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم * (8) * ذلك بأنهم
كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم * (9) * أفلم يسيروا في الأرض فينظروا

(1) قاتلوا.
474

كيف كان عقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين
أمثلها * (10) * ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم * (11) * إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى
من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل
الأنعام والنار مثوى لهم * (12) * وكأين من قرية هي أشد قوة
من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم * (13) * أفمن كان
على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم * (14) *
مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار
من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار
من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم
كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم * (15) *
ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا
العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا
أهواءهم * (16) * والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم * (17) *
فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها

(1) وكاءن بتسهيل همزتها مع المد والقصر وكأى بياء مشددة في الوقف.
(2) أنفا بكسر النون.
475

فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم * (18) * فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر
لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم * (19) *
ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة
وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر
المغشى عليه من الموت فأولى لهم * (20) * طاعة وقول معروف فإذا عزم
الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم * (21) * فهل عسيتم إن توليتم أن
تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * (22) * أولئك الذين لعنهم الله
فأصمهم وأعمى أبصرهم * (23) * أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب
أقفالها * (24) * إن الذين ارتدوا على أدبرهم من بعد ما تبين لهم الهدى
الشيطان سول لهم وأملى لهم * (25) * ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا
ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم * (26) * فكيف إذا
توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم * (27) * ذلك بأنهم
اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم * (28) * أم حسب الذين
في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم * (29) * ولو نشاء لأريناكهم
فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم * (30) *

(1) أملى " بكسر اللام وفتح الياء ".
(2) أسرارهم.
(3) رضوانه " بضم أوله ".
476

ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم * (31) *
إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد
ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم * (32) * يا أيها الذين
آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم * (33) * إن الذين
كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم * (34) *
فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم
أعمالكم * (35) * إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم
أجوركم ولا يسئلكم أموالكم * (36) * إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج
أضغانكم * (37) * ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من
يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغنى وأنتم الفقراء
وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثلكم * (38) *
(48) سورة الفتح مدنية
نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية
وآياتها 29 نزلت بعد الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا فتحنا لك فتحا مبينا * (1) * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر

(1) وليبلونكم.
(2) يعلم.
(3) يبلو.
(4) السلم: بتشديد السين بالفتح والكسر وضم اللام أو سكونها.
477

ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما * (2) * وينصرك الله
نصرا عزيزا * (3) * هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين
ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان
الله عليما حكيما * (4) * ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من
تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك
عند الله فوزا عظيما * (5) * ويعذب المنافقين والمنافقات
والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء
وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا * (6) *
ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما * (7) * إنا
أرسلناك شهدا ومبشرا ونذيرا * (8) * لتؤمنوا بالله ورسوله
وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا * (9) * إن الذين
يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما
ينكث على نفسه ومن أوفى بما عهد عليه الله فسيؤتيه
أجرا عظيما * (10) * سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا
وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم

(1) السوء: بتشديد السين بالضم.
(2) ليؤمنوا.
(3) يعزروه.
(4) يوقروه.
(5) يسبحوه.
(6) عليه: بكسر اخره.
478

قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا
بل كان الله بما تعملون خبيرا * (11) * بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول
والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء
وكنتم قوما) * بورا * (12) * ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا اعتدنا
للكافرين سعيرا * (13) * ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء
ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما * (14) * سيقول المخلفون إذا
انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا
كلم الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل
تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا * (15) * قل للمخلفين من
الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقتلونهم أو يسلمون
فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل
يعذبكم عذابا أليما * (16) * ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج
ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى
من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما * (17) * لقد رضى الله
عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل
479

السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا * (18) * ومغانم كثيرة يأخذونها
وكان الله عزيزا حكيما * (19) * وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها
فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم
صراطا مستقيما * (20) * وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان
الله على كل شئ قديرا * (21) * ولو قتلكم الذين كفروا لولوا الأدبر ثم
لا يجدون وليا ولا نصيرا * (22) * سنة الله التي قد خلت من قبل ولن
تجد لسنة الله تبديلا * (23) * وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم
عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون
بصيرا * (24) * هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى
معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات
لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله
في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا
أليما * (25) * إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجهلية
فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة
التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شئ عليما * (26) *

(1) يعلمون.
480

لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء
الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا
فجعل من دون ذلك فتحا قريبا * (27) * هو الذي أرسل رسوله بالهدى
ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا * (28) * محمد رسول الله
والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا
يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود
ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطه
فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم
الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم
مغفرة وأجرا عظيما * (29)
(49) سورة الحجرات مدنية
وآياتها 18 نزلت بعد المجادلة
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله
إن الله سميع عليم * (1) * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق

(1) رضوانا: بضم أوله.
(2) شطاه: بفتح الطاء.
481

صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط
أعمالكم وأنتم لا تشعرون * (2) * إن الذين يغضون أصواتهم عند
رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة
وأجر عظيم * (3) * إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم
لا يعقلون * (4) * ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم
والله غفور رحيم * (5) * يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق) * بنبأ
فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهلة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين * (6) *
واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم
ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم
الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون * (7) * فضلا من
الله ونعمة والله عليم حكيم * (8) * وإن طائفتان من المؤمنين
اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقتلوا التي
تبغى حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا
إن الله يحب المقسطين * (9) * إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم
واتقوا الله لعلكم ترحمون * (10) * يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم

(1) فتثبتوا.
482

من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن
خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم
الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون * (11) * يا أيها
الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا
ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا
فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم * (12) * يا أيها الناس
إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا
إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير * (13) * قالت الأعراب
آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم
وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله
غفور رحيم * (14) * إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم
لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم
الصادقون * (15) * قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات
وما في الأرض والله بكل شئ عليم * (16) * يمنون عليك أن أسلموا
قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان

(1) ميتا: بتشديد الياء بالكسر.
483

إن كنتم صادقين * (17) * إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله
بصير) * بما تعملون * (18) *
(50) سورة ق مكية
الا آية 8 فمدنية
وآياتها 45 نزلت بعد المرسلات
بسم الله الرحمن الرحيم
ق والقرءان المجيد * (1) * بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون
هذا شئ عجيب * (2) * أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع) * بعيد * (3) * قد علمنا
ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتب حفيظ * (4) * بل كذبوا بالحق
لما جاءهم فهم في أمر مريج * (5) * أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف
بنيناها وزيناها وما لها من فروج * (6) * والأرض مددناها وألقينا
فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج * (7) * تبصرة وذكرى
لكل عبد منيب * (8) * ونزلنا من السماء ماء مبركا فأنبتنا به جنات
وحب الحصيد * (9) * والنخل باسقات لها طلع نضيد * (10) * رزقا للعباد
وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج * (11) * كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب
الرس وثمود * (12) * وعاد وفرعون وإخوان لوط * (13) * وأصحاب الأيكة

(1) يعملون. (القرآن.
(3) آإذا - إذا متنا: بضم الميم.
484

وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد * (14) * أفعيينا بالخلق الأول
بل هم في لبس من خلق جديد * (15) * ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس
به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد * (16) * إذ يتلقى المتلقيان
عن اليمين وعن الشمال قعيد * (17) * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب
عتيد * (18) * وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد * (19) *
ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * (20) * وجاءت كل نفس معها سائق
وشهيد * (21) * لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك
فبصرك اليوم حديد * (22) * وقال قرينه هذا ما لدى عتيد * (23) * ألقيا في
جهنم كل كفار عنيد * (24) * مناع للخير معتد مريب * (25) * الذي جعل
مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد * (26) * قال قرينه ربنا
ما أطغيته ولكن كان في ضلال) * بعيد * (27) * قال لا تختصموا لدى
وقد قدمت إليكم بالوعيد * (28) * ما يبدل القول لدى وما أنا بظلم
للعبيد * (29) * يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد * (30) *
وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * (31) * ذهذا ما توعدون لكل
أواب حفيظ * (32) * من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب * (33) *

(1) انظر الآية 78 منها.
(2) انظر الآية 37 منها.
(3) وعيدى: في الحالين.
(4) يقول.
(5) يوعدون.
(6) منيب: بتنوين آخره بالضم.
485

ادخلوها بسلم ذلك يوم الخلود * (34) * لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد * (35) *
وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلد
هل من محيص * (36) * إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع
وهو شهيد * (37) * ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة
أيام وما مسنا من لغوب * (38) * فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل
طلوع الشمس وقبل الغروب * (39) * ومن الليل فسبحه وأدبر السجود * (40) *
واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب * (41) * يوم يسمعون الصيحة بالحق
ذلك يوم الخروج * (42) * إنا نحن نحي ونميت وإلينا المصير * (43) * يوم تشقق
الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير * (44) * نحن أعلم بما يقولون
وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد * (45)
(51) سورة الذاريات مكية
وآياتها 60 نزلت بعد الأحقاف
بسم الله الرحمن الرحيم
والذاريات ذروا * (1) * فالحاملات وقرا * (2) * فالجاريات يسرا * (3) *
فالمقسمات أمرا * (4) * إنما توعدون لصادق * (5) * وإن الدين لواقع * (6) *

(1) إدبار.
(2) ينادى المناد: قف.
(3) وعيدى.
(4) يوفك.
486

والسماء ذات الحبك * (7) * إنكم لفي قول مختلف * (8) * يؤفك عنه من أفك * (9) *
قتل الخراصون * (10) * الذين هم في غمرة ساهون * (11) * يسئلون أيان
يوم الدين * (12) * يوم هم على النار يفتنون * (13) * ذوقوا فتنتكم هذا الذي
كنتم به تستعجلون * (14) * إن المتقين في جنات وعيون * (15) * آخذين
ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين * (16) * كانوا قليلا من
الليل ما يهجعون * (17) * وبالأسحار هم يستغفرون * (18) * وفي أموالهم حق
للسائل والمحروم * (19) * وفي الأرض آيات للموقنين * (20) * وفي أنفسكم
أفلا تبصرون * (21) * وفي السماء رزقكم وما توعدون * (22) * فو رب السماء
والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون * (23) * هل أتاك حديث ضيف
إبراهيم المكرمين * (24) * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام
قوم منكرون * (25) * فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين * (26) * فقربه إليهم
قال ألا تأكلون * (27) * فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه
بغلام عليم * (28) * فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت
عجوز عقيم * (29) * قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم * (30) *
قال فما خطبكم أيها المرسلون * (31) * قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين * (32) *

(1) يوفك.
(2) عيون: بكسر أوله.
(3) مثل: بضم اخره.
(4) سلم: بكسر أوله وسكون اللام.
(5) انظر الآية 69 منها.
487

لنرسل عليهم حجارة من طين * (33) * مسومة عند ربك للمسرفين * (34) *
فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * (35) * فما وجدنا فيها غير بيت
من المسلمين * (36) * وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم * (37) *
وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين * (38) * فتولى بركنه
وقال ساحر أو مجنون * (39) * فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم
وهو مليم * (40) * وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم * (41) * ما تذر
من شئ أتت عليه إلا جعلته كالرميم * (42) * وفي ثمود إذ قيل لهم
تمتعوا حتى حين * (43) * فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم
ينظرون * (44) * فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين * (45) * وقوم
نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين * (46) * والسماء بنيناها
بأييد وإنا لموسعون * (47) * والأرض فرشناها فنعم الماهدون * (48) *
ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون * (49) * ففروا إلى الله
إني لكم منه نذير مبين * (50) * ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم
منه نذير مبين * (51) * كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا
ساحر أو مجنون * (52) * أتواصوا به بل هم قوم طاغون * (53) * فتول عنهم

(1) الصعقة: بسكون العين.
(2) قوم: بضم اخره.
488

فما أنت بملوم * (54) * وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين * (55) * وما
خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * (56) * ما أريد منهم من رزق
وما أريد أن يطعمون * (57) * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين * (58) *
فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون * (59) *
فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون * (60) *
(52) سورة الطور مكية
وآياتها 49 نزلت بعد السجدة
بسم الله الرحمن الرحيم
والطور * (1) * وكتب مسطور * (2) * في رق منشور * (3) * والبيت
المعمور * (4) * والسقف المرفوع * (5) * والبحر المسجور * (6) * إن عذاب
ربك لواقع * (7) * ما له من دافع * (8) * يوم تمور السماء مورا * (9) * وتسير
الجبال سيرا * (10) * فويل يومئذ للمكذبين * (11) * الذين هم في خوض
يلعبون * (12) * يوم يدعون إلى نار جهنم دعا * (13) * هذه النار التي
كنتم بها تكذبون * (14) * أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون * (15) * اصلوها
فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون * (16) *

(1) ليعبدوني.
(2) يطيعوني.
(3) يستعجلوني.
489

إن المتقين في جنات ونعيم * (17) * فكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم
ربهم عذاب الجحيم * (18) * كلوا واشربوا هنيا بما كنتم تعملون * (19) *
متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين * (20) * والذين آمنوا
واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من
عملهم من شئ كل امرى بما كسب رهين * (21) * وأمددناهم بفاكهة
ولحم مما يشتهون * (22) * يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم * (23) *
ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون * (24) * وأقبل بعضهم
على بعض يتساءلون * (25) * قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين
* (26) * فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم * (27) * إنا كنا من قبل ندعوه
إنه هو البر الرحيم * (28) * فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا
مجنون * (29) * أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون * (30) * قل تربصوا
فإني معكم من المتربصين * (31) * أم تأمرهم أحلمهم بهذا أم هم قوم
طاغون * (32) * أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون * (33) * فليأتوا بحديث
مثله إن كانوا صادقين * (34) * أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون * (35) *
أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون * (36) * أم عندهم خزائن ربك

(1) واتبعناهم " بتشديد التاء بالفتح " ذرياتهم " بتشديد الياء وكسر التاء والهاء ".
(2) ذرياتهم بضم التاء والهاء: وبكسر التاء والهاء "
(3) ألتناهم: بكسر اللام.
(4) كأسا.
(5) لغو: بفتح الواو بدون تنوين.
(6) تأثيم: بفتح الميم.
(7) بنعمت.
490

أم هم المصيطرون * (37) * أم لهم سلام يستمعون فيه فليأت مستمعهم
بسلطان مبين * (38) * أم له البنات ولكم البنون * (39) * أم تسئلهم أجرا
فهم من مغرم مثقلون * (40) * أم عندهم الغيب فهم يكتبون * (41) *
أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون * (42) * أم لهم إله غير الله
سبحان الله عما يشركون * (43) * وإن يروا كسفا من السماء ساقطا
يقولوا سحاب مركوم * (44) * فذرهم حتى يلقوا يومهم الذي
فيه يصعقون * (45) * يوم لا يغنى عنهم كيدهم شيئا ولا هم
ينصرون * (46) * وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم
لا يعلمون * (47) * واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك
حين تقوم * (48) * ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم * (49) *
(53) سورة النجم مكية
وآياتها 62 نزلت بعد الإخلاص
بسم الله الرحمن الرحيم
والنجم إذا هوى * (1) * ما ضل صاحبكم وما غوى * (2) * وما ينطق
عن الهوى * (3) * إن هو إلا وحى يوحى * (4) * علمه شديد القوى * (5) *

(1) يصعقون " بفتح أوله ".
491

ذو مرة فاستوى * (6) * وهو بالأفق الأعلى * (7) * ثم دنا فتدلى * (8) *
فكان قاب قوسين أو أدنى * (9) * فأوحى إلى عبده ما أوحى * (10) * ما كذب
الفؤاد ما رأى * (11) * أفتمرونه على ما يرى * (12) * ولقد رآه نزلة أخرى * (13) *
عند سدرة المنتهى * (14) * عندها جنة المأوى * (15) * إذ يغشى السدرة
ما يغشى * (16) * ما زاغ البصر وما طغى * (17) * لقد رأى من آيات ربه
الكبرى * (18) * أفرأيتم اللات والعزى * (19) * ومناة الثالثة الأخرى * (20) *
ألكم الذكر وله الأنثى * (21) * تلك إذا قسمة ضيزى * (22) * إن هي إلا
أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان
إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم
الهدى * (23) * أم للانسان ما تمنى * (24) * فلله الآخرة والأولى * (25) * وكم
من ملك في السماوات لا تغنى شفعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن
الله لمن يشاء ويرضى * (26) * إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون
الملائكة تسمية الأنثى * (27) * وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن
وإن الظن لا يغنى من الحق شيئا * (28) * فأعرض عن من تولى عن ذكرنا
ولم يرد إلا الحياة الدنيا * (29) * ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل

(1) ما كذب: بتشديد الذال بالفتح الفواد ما رإى: بكسر الراء والهمزة بعدها ياء.
(2) أفتمرونه: بفتح التاء وسكون الميم.
(3) رإه: بفتح الراء وضم الهاء رإه: بكسر الراء وضم الهاء رإ: بكسر الراء والهمزة.
(5) منأة: بفتح فسكون ففتح فضم.
(6) ضئزى.
492

عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى * (30) * ولله ما في السماوات وما في الأرض
ليجزى الذين أسوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى * (31) *
الذين يجتنبون كبئر الاثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع
المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في
بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى * (32) * أفرأيت الذي
تولى * (33) * وأعطى قليلا وأكدى * (34) * أعنده علم الغيب فهو يرى * (35) *
أم لم ينبأ بما في صحف موسى * (36) * وإبراهيم الذي وفى * (37) * ألا تزر وازرة
وزر أخرى * (38) * وأن ليس للانسان إلا ما سعى * (39) * وأن سعيه
سوف يرى * (40) * ثم يجزئه الجزاء الأوفى * (41) * وأن إلى ربك المنتهى * (42) *
وأنه هو أضحك وأبكى * (43) * وأنه هو أمات وأحيا * (44) * وأنه خلق
الزوجين الذكر والأنثى * (45) * من نطفة إذا تمنى * (46) * وأن عليه
النشأة الأخرى * (47) * وأنه هو أغنى وأقنى * (48) * وأنه هو رب الشعرى * (49) *
وأنه أهلك عادا الأولى * (50) * وثمودا فما أبقى * (51) * وقوم نوح من قبل
إنهم كانوا هم أظلم وأطغى * (52) * والمؤتفكة أهوى * (53) * فغشاها
ما غشى * (54) * فبأي آلاء ربك تتمارى * (55) * هذا نذير من النذر

(1) كبير.
(2) إمهاتكم: بتشديد الميم الأولى بالفتح - إمهاتكم: بتشديد الميم الأولى بالكسر.
(3) النشاءة الأخرى.
(4) عادا اللؤلى وفيه وجوه أخر.
(5) وثمودا.
(6) الموتفكة.
493

الأولى * (56) * أزفت الآزفة * (57) * ليس لها من دون الله كاشفة * (58) * أفمن هذا
الحديث تعجبون * (59) * وتضحكون ولا تبكون * (60) * وأنتم سمدون
* (61) * فاسجدوا لله واعبدوا * (62) *
(54) سورة القمر مكية
الا الآيات 44 و 45 و 46 فمدنية
وآياتها 55 نزلت بعد الطارق
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتربت الساعة وانشق القمر * (1) * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا
سحر مستمر * (2) * وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر * (3) *
ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر * (4) * حكمة) * بلغة فما تغن
النذر * (5) * فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شئ نكر * (6) * خشعا أبصرهم
يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر * (7) * مهطعين إلى
الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر * (8) * كذبت قبلهم قوم نوح
فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر * (9) * فدعا ربه أنى مغلوب
فانتصر * (10) * ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر * (11) * وفجرنا الأرض عيونا
فالتقى الماء على أمر قد قدر * (12) * وحملناه على ذات ألواح ودسر * (13) *

(1) الداغى.
(2) نكر: بسكون الكاف.
(3) خاشعا.
(4) ففتحنا: بتشديد التاء بالفتح.
(5) عيونا: بكسر أوله.
494

تجرى بأعيننا جزاء لمن كان كفر * (14) * ولقد تركناها آية فهل من مدكر * (15) *
فكيف كان عذابي ونذر * (16) * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل
من مدكر * (17) * كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر * (18) * إنا أرسلنا
عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر * (19) * تنزع الناس كأنهم
أعجاز نخل منقعر * (20) * فكيف كان عذابي ونذر * (21) * ولقد يسرنا القرآن
للذكر فهل من مدكر * (22) * كذبت ثمود بالنذر * (23) * فقالوا أبشرا منا
واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر * (24) * أألقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب
أشر * (25) * سيعلمون غدا من الكذاب الأشر * (26) * إنا
مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر * (27) * ونبئهم أن الماء
قسمة) * بينهم كل شرب محتضر * (28) * فنادوا صاحبهم فتعاطى
فعقر * (29) * فكيف كان عذابي ونذر * (30) * إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة
فكانوا كهشيم المحتظر * (31) * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر * (32) *
كذبت قوم لوط) * بالنذر * (33) * إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط
نجيناهم بسحر * (34) * نعمة من عندنا كذلك نجزى من شكر * (35) * ولقد
أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر * (36) * ولقد راودوه عن ضيفه

(1) نذرى.
(2) ستعلمون.
495

فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر * (37) * ولقد صبحهم بكرة عذاب
مستقر * (38) * فذوقوا عذابي ونذر * (39) * ولقد يسرنا القرآن للذكر
فهل من مدكر * (40) * ولقد جاء آل فرعون النذر * (41) * كذبوا بآياتنا كلها
فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر * (42) * أكفاركم خير من أولئكم أم لكم
براءة في الزبر * (43) * أم يقولون نحن جميع منتصر * (44) * سيهزم الجمع ويولون
الدبر * (45) * بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر * (46) * إن المجرمين
في ضلال وسعر * (47) * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا
مس سقر * (48) * إنا كل شئ خلقناه بقدر * (49) * وما أمرنا إلا واحدة كلمح
بالبصر * (50) * ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر * (51) * وكل شئ
فعلوه في الزبر * (52) * وكل صغير وكبير مستطر * (53) * إن المتقين
في جنات ونهر * (54) * في مقعد صدق عند مليك مقتدر * (55) *
(55) سورة الرحمن مدنية
وآياتها 78 نزلت بعد الرعد
بسم الله الرحمن الرحيم
الرحمن * (1) * علم القرآن * (2) * خلق الانسان * (3) * علمه البيان * (4) *

(1) نذرى.
496

الشمس والقمر بحسبان * (5) * والنجم والشجر يسجدان * (6) * والسماء
رفعها ووضع الميزان * (7) * ألا تطغوا في الميزان * (8) * وأقيموا الوزن
بالقسط ولا تخسروا الميزان * (9) * والأرض وضعها للأنام * (10) * فيها
فكهة والنخل ذات الأكمام * (11) * والحب ذو العصف والريحان * (12) *
فبأي آلاء ربكما تكذبان * (13) * خلق الانسان من صلصال كالفخار * (14) *
وخلق الجان من مارج من نار * (15) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (16) *
رب المشرقين ورب المغربين * (17) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (18) * مرج
البحرين يلتقيان * (19) * بينهما برزخ لا يبغيان * (20) * فبأي آلاء ربكما
تكذبان * (21) * يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان * (22) * فبأي آلاء ربكما
تكذبان * (23) * وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلم * (24) * فبأي آلاء ربكما
تكذبان * (25) * كل من عليها فان * (26) * ويبقى وجه ربك ذو الجلل
والاكرام * (27) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (28) * يسله من في السماوات
والأرض كل يوم هو في شأن * (29) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (30) *
سنفرغ لكم أيه الثقلان * (31) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (32) * يا معشر
الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات

(1) والحب " بتشديد آخره بالكسر ".
(2) إذا العصف: بكسر آخره.
(3) والريحان: بفتح النون وكسرها.
(4) يخرج: بضم أوله وفتح الراء.
(5) المنشآت " بكسر الشين ".
(6) شان.
(7) سيفرغ.
497

والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان * (33) * فبأي آلاء ربكما
تكذبان * (34) * يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران * (35) *
فبأي آلاء ربكما تكذبان * (36) * فإذا انشقت السماء فكانت وردة
كالدهان * (37) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (38) * فيومئذ لا يسل عن ذنبه إنس
ولا جان * (39) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (40) * يعرف المجرمون بسيماهم
فيؤخذ بالنواصي والأقدام * (41) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (42) * هذه
جهنم التي يكذب بها المجرمون * (43) * يطوفون بينها وبين حميم آن * (44) *
فبأي آلاء ربكما تكذبان * (45) * ولمن خاف مقام ربه جنتان * (46) * فبأي
آلاء ربكما تكذبان * (47) * ذواتا أفنان * (48) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (49) *
فيهما عينان تجريان * (50) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (51) * فيهما
من كل فكهة زوجان * (52) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (53) * متكئين
على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان * (54) * فبأي آلاء
ربكما تكذبان * (55) * فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم
ولا جان * (56) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (57) * كأنهن الياقوت والمرجان * (58) *
فبأي آلاء ربكما تكذبان * (59) * هل جزاء الأحسن إلا الأحسن * (60) *

(1) يشواظ " كذا ".
(2) نحاس " بكسر اخره منونا ".
(3) فيؤخذ.
(4) يطمثهن " بضم الميم ".
498

فبأي آلاء ربكما تكذبان * (61) * ومن دونهما جنتان * (62) * فبأي آلاء ربكما
تكذبان * (63) * مدهامتان * (64) * فبأي لاء ربكما تكذبان * (65) * فيهما عينان
نضاختان * (66) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (67) * فيهما فكهة
ونخل ورمان * (68) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (69) * فيهن خيرات
حسان * (70) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (71) * حور مقصورات
في الخيام * (72) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (73) * لم يطمثهن إنس
قبلهم ولا جان * (74) * فبأي آلاء ربكما تكذبان * (75) * متكئين على
رفرف خضر وعبقري حسان * (76) * فبأي آلاء ربكما تكذبان
* (77) * تبرك اسم ربك ذي الجلل والاكرام * (78) *
(56) سورة الواقعة مكية
الا آيتي 81 و 82 فمدنيات
وآياتها 96 نزلت بعد طه
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا وقعت الواقعة * (1) * ليس لوقعتها كاذبة * (2) * خافضة رافعة * (3) *
إذا رجت الأرض رجا * (4) * وبست الجبال بسا * (5) * فكانت هباء
منبثا * (6) * وكنتم أزواجا ثلاثة * (7) * فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * (8) *

(1) يطمثهن " بضم الميم ".
(2) رفارف خضر وعباقرى حسان اه‍ " من المجمع ".
499

وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة * (9) * والسابقون السابقون * (10) *
أولئك المقربون * (11) * في جنات النعيم * (12) * ثلة من الأولين * (13) * وقليل
من الآخرين * (14) * على سرر موضونة * (15) * متكئين عليها متقبلين * (16) *
يطوف عليهم ولدان مخلدون * (17) * بأكواب وأباريق وكأس من
معين * (18) * لا يصدعون عنها ولا ينزفون * (19) * وفاكهة مما يتخيرون
* (20) * ولحم طير مما يشتهون * (21) * وحور عين * (22) * كأمثل اللؤلؤ
المكنون * (23) * جزاء) * بما كانوا يعملون * (24) * لا يسمعون فيها لغوا
ولا تأثيما * (25) * إلا قيلا سلاما سلاما * (26) * وأصحاب اليمين ما أصحاب
اليمين * (27) * في سدر مخضود * (28) * وطلح منضود * (29) * وظل ممدود * (30) *
وماء مسكوب * (31) * وفاكهة كثيرة * (32) * لا مقطوعة ولا ممنوعة * (33) *
وفرش مرفوعة * (34) * إنا أنشأناهن إنشاء * (35) * فجعلناهن أبكارا * (36) *
عربا أترابا * (37) * لأصحاب اليمين * (38) * ثلة من الأولين * (39) * وثلة من
الآخرين * (40) * وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * (41) * في سموم وحميم
* (42) * وظل من يحموم * (43) * لا بارد ولا كريم * (44) * إنهم كانوا قبل ذلك
مترفين * (45) * وكانوا يصرون على الحنث العظيم * (46) * وكانوا يقولون

(1) ينزفون: بفتح الزاي.
(2) وحور عين: بضم الراء بدون تنوين، وتنوين النون بالكسر.
(3) تاثيما.
(4) عربا: بسكون الراء.
500

أئذا متنا وكنا ترابا وعظما أإنا لمبعوثون * (47) * أوآباؤنا الأولون * (48) *
قل إن الأولين والآخرين * (49) * لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم * (50) * ثم
إنكم أيها الضالون المكذبون * (51) * لآكلون من شجر من زقوم * (52) *
فمالؤن منها البطون * (53) * فشاربون عليه من الحميم * (54) * فشاربون
شرب الهيم * (55) * هذا نزلهم يوم الدين * (56) * نحن خلقناكم فلو لا
تصدقون * (57) * أفرأيتم ما تمنون * (58) * أأنتم تخلقونه أم نحن
الخالقون * (59) * نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين * (60) *
على أن نبدل أمثلكم وننشئكم في ما لا تعلمون * (61) * ولقد علمتم
النشأة الأولى فلو لا تذكرون * (62) * أفرأيتم ما تحرثون * (63) * ء أنتم
تزرعونه أم نحن الزارعون * (64) * لو نشاء لجعلناه حطما فظلتم
تفكهون * (65) * إنا لمغرمون * (66) * بل نحن محرومون * (67) * أفرأيتم الماء
الذي تشربون * (68) * ء أنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * (69) *
لو نشاء جعلنه أجاجا فلو لا تشكرون * (70) * أفرأيتم النار التي
تورون * (71) * ء أنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون * (72) * نحن
جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين * (73) * فسبح باسم ربك العظيم * (74) *

(1) النشاءة.
(2) انظر الآبة 80 منها.
501

فلا أقسم بمواقع النجوم * (75) * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم * (76) * إنه
لقرآن كريم * (77) * في كتب مكنون * (78) * لا يمسه إلا المطهرون * (79) *
تنزيل من رب العالمين * (80) * أفبهذا الحديث أنتم مدهنون * (81) * وتجعلون
رزقكم أنكم تكذبون * (82) * فلولا إذا بلغت الحلقوم * (83) * وأنتم
حينئذ تنظرون * (84) * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * (85) * فلو لا
إن كنتم غير مدينين * (86) * ترجعونها إن كنتم صادقين * (87) * فأما
إن كان من المقربين * (88) * فروح وريحان وجنت نعيم * (89) * وأما إن
كان من أصحاب اليمين * (90) * فسلام لك من أصحاب اليمين * (91) * وأما
إن كان من المكذبين الضالين * (92) * فنزل من حميم * (93) * وتصلية
جحيم * (94) * إن هذا لهو حق اليقين * (95) * فسبح باسم ربك العظيم * (96) *
(57) سورة الحديد مدنية
وآياتها 29 نزلت بعد الزلزلة
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم * (1) * له
ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير * (2) *
502

هو الأول والاخر والظهر والباطن وهو بكل شئ عليم * (3) * هو
الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش
يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج
فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير * (4) * له ملك
السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور * (5) * يولج الليل في النهار
ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور * (6) * آمنوا بالله
ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم
وأنفقوا لهم أجر كبير * (7) * وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول
يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين * (8) *
هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور
وإن الله بكم لرؤف رحيم * (9) * وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله
ميراث السماوات والأرض لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح
وقتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقتلوا وكلا
وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير * (10) * من ذا الذي يقرض الله
قرضا حسنا فيضعفه له وله أجر كريم * (11) * يوم ترى المؤمنين والمؤمنات

(1) ترجع: بفتح أوله وكسر الجيم.
(2) أخذ: بضم أوله وكسر الخاء.
(3) ميثاقكم: بضم القاف.
(4) ينزل: بفتح أوله
وسكون النون.
(5) لرؤف: بضم الهمزة بدون إشباع.
(6) وكل.
(7) الحسنى: بكسر النون.
(8) فيضعفه: بتشديد العين بالكسر.
503

يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجرى
من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم * (12) * يوم يقول
المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم
قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب
باطنه فيه الرحمة وظهره من قبله العذاب * (13) * ينادونهم
ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم
وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور * (14) * فاليوم
لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم
وبئس المصير * (15) *، ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال
عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * (16) * اعلموا أن
الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون * (17) *
إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضعف لهم
ولهم أجر كريم * (18) * والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون
والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا

(1) يسعى: بكسر العين.
(2) بشريكم.
(3) أنظرونا: بفتح الهمزة وكسر الظاء.
(4) بلى: بكسر اللام.
(5) نزل: بتشديد الزاي بالفتح.
(6) المصدقين والمصدقات: بتخفيف الصاد فيهما.
(7) يضعف: بتشديد العين بالفتح.
(8) انظر الآية 7 و 11 من هذه السورة.
504

بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم * (19) * اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو
وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث
أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما
وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة
الدنيا إلا متاع الغرور * (20) * سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة
عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم * (21) * ما أصاب
من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتب من قبل أن نبرأها
إن ذلك على الله يسير * (22) * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم
والله لا يحب كل مختال فخور * (23) * الذين يبخلون ويأمرون الناس
بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغنى الحميد * (24) * لقد أرسلنا رسلنا
بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط
وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من
ينصره ورسله بالغيب إن الله قوى عزيز * (25) * ولقد أرسلنا نوحا
وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتب فمنهم مهتد وكثير

(1) أتيكم: بالبخل: بفتح الباء الثانية والخاء.
505

منهم فاسقون * (26) * ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم
وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة
ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله
فما رعوها حق رعايتها فاتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم
فاسقون * (27) * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين
من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم
* (28) * لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شئ من فضل الله
وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم * (29) *
(58) سورة المجادلة مدنية
وآياتها 22 نزلت بعد المنافقون
بسم الله الرحمن الرحيم
قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع
تحاوركما إن الله سميع) * بصير * (1) * الذين يظهرون منكم من نسائهم
ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا إلى ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من
القول وزورا وإن الله لعفو غفور * (2) * والذين يظهرون من نسائهم

(1) يظاهرون: بفتح الياء والهاء وتشديد الظاء بالفتح. يظهرون: بتشديد الظاء والهاء بالفتح.
506

ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذالكم توعظون به والله
بما تعملون خبير * (3) * فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن
يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله
ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم * (4) * إن الذين
يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا
آيات بينات وللكافرين عذاب مهين * (5) * يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم
بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شئ شهيد * (6) * ألم تر
أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو
رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر
إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله
بكل شئ عليم * (7) * ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا
عنه ويتنجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاؤوك
حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول
حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير * (8) * يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم
فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتنجوا بالبر

(1) ينتجون.
(2) معصيت.
(3) تنتجوا.
507

والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون * (9) * إنما النجوى من الشيطان
ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل
المؤمنون * (10) * يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا
يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين
أوتوا العلم درجت والله بما تعملون خبير * (11) * يا أيها الذين آمنوا إذا
ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر
فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم * (12) * ء أشفقتم أن تقدموا بين
يدي نجواكم صدقت فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة
وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون * (13) * ألم تر إلى
الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على
الكذب وهم يعلمون * (14) * أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا
يعملون * (15) * اتخذوا أيمنهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب
مهين * (16) * لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك
أصحاب النار هم فيها خالدون * (17) * يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له
كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شئ ألا إنهم هم الكاذبون * (18) *

(1) المجلس.
(2) أنشزوا: بفتح الهمزة وكسر الشين.
(3) فانشزوا: بكسر الشين.
(4) يحسبون: بكسر الشين.
508

استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا
إن حزب الشيطان هم الخاسرون * (19) * إن الذين يحادون الله ورسوله
أولئك في الأذلين * (20) * كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوى عزيز
* (21) * لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله
ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم
أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات
تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك
حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون * (22) *
(59) سورة الحشر مدنية
وآياتها 24 نزلت بعد البينة
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم * (1) * هو الذي
أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديرهم لأول الحشر ما ظننتم
أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من
حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم

(1) رسلي: بفتح الياء.
(2) الرعب: بضم العين.
(3) يخرجوا بيوتهم: بكسر الياء الثانية.
509

وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار * (2) * ولولا أن كتب الله عليهم
الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار * (3) * ذلك بأنهم
شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله فإن الله شديد العقاب * (4) *
ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي
الفاسقين * (5) * وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه
من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله
على كل شئ قدير * (6) * ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله
وللرسول ولذي القربى واليتامى والمسكين وابن السبيل كي لا يكون
دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم
عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب * (7) * للفقراء المهجرين
الذين أخرجوا من ديرهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا
وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون * (8) * والذين تبوؤا الدار
والأيمن من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم
حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * (9) * والذين جاؤوا من بعدهم

(1) القربى: بسكون الباء.
(2) اليتامى: بكسر الميم.
(3) انظر الآية 41 منها.
(4) كي لا: مقطوع بالانفاق.
(5) دولة: بتنوين اخره بالضم.
(6) رضوانا: بضم أوله.
(7) تبور: باثبات الواو الثانية بغير الألف.
(8) يؤثرون.
510

يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالأيمن ولا تجعل
في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم * (10) * ألم تر إلى الذين
نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم
لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله
يشهد إنهم لكاذبون * (11) * لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن
قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبر ثم لا ينصرون
* (12) * لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم
لا يفقهون * (13) * لا يقتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء
جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك
بأنهم قوم لا يعقلون * (14) * كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال
أمرهم ولهم عذاب أليم * (15) * كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر
فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين * (16) * فكان
عقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين * (17) * يا أيها
الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله
خبير بما تعملون * (18) * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم

(1) رؤوف.
(2) جدار.
(3) تحسبهم: بكسر السين.
511

أولئك هم الفاسقون * (19) * لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب
الجنة هم الفائزون * (20) * لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته
خشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس
لعلهم يتفكرون * (21) * هو الله الذي لا إله إلا هو علم الغيب
والشهادة هو الرحمن الرحيم * (22) * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك
القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله
عما يشركون * (23) * هو الله الخلق البارئ المصور له الأسماء الحسنى
يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم * (24) *
(60) سورة الممتحنة مدنية
وآياتها 12 نزلت بعد الأحزاب
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم
بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم
أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهدا في سبيلي وابتغاء
مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم
512

ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل * (1) * إن يثقفوكم يكونوا لكم
أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون
* (2) * لن تنفعكم أرحامكم ولا أولدكم يوم القيامة يفصل بينكم والله
بما تعملون بصير * (3) * قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين
معه إذ قالوا لقومهم إنا برؤءا منكم ومما تعبدون من دون
الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى
تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك
وما أملك لك من الله من شئ ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا
وإليك المصير * (4) * ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا
إنك أنت العزيز الحكيم * (5) * لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن
كان يرجوا الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغنى الحميد * (6) *
عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله
قدير والله غفور رحيم * (7) * لا ينهاكم الله عن الذين لم يقتلوكم
في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله
يحب المقسطين * (8) * إنما ينهاكم الله عن الذين قتلوكم في الدين

(1) يفصل: بضم أوله وفتح الصاد. يفصل: بضم أوله وتشديد الصاد بالفتح.
(2) برآؤا: باثبات الواو والألف بعده.
513

وأخرجوكم من دياركم وظهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم
فأولئك هم الظالمون * (9) * يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات
مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا
ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما أنفقوا
ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم
الكوافر وسلوا ما أنفقتم وليسئلوا ما أنفقوا ذالكم حكم الله يحكم
بينكم والله عليم حكيم * (10) * وإن فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار
فعاقبتم فاتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا واتقوا الله
الذي أنتم به مؤمنون * (11) * يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات
يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا
يقتلن أولدهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن
وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله
إن الله غفور رحيم * (12) * يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب
الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب
القبور * (13) *
514

(61) سورة الصف مدنية
وآياتها 14 نزلت بعد التغابن
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم * (1) * يا أيها
الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * (2) * كبر مقتا عند الله أن تقولوا
ما لا تفعلون * (3) * إن الله يحب الذين يقتلون في سبيله صفا كأنهم
بنين مرصوص * (4) * وإذ قال موسى لقومه يقوم لم تؤذونني وقد
تعلمون أنى رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله
لا يهدى القوم الفاسقين * (5) * وإذ قال عيسى ابن مريم يبنى إسرائيل
إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا) * برسول
يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر
مبين * (6) * ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الأسلم
والله لا يهدى القوم الظالمين * (7) * يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم
والله متم نوره ولو كره الكافرون * (8) * هو الذي أرسل رسوله بالهدى
ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون * (9) * يا أيها الذين

(1) انظر الآية 1، 24: 59 من أول الحصر واخرها.
(2) متم: بفتح التاء وتشديد الميم بعدها بالضم منونا.
(3) نوره: بفتح الراء وضم الهاء.
515

آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * (10) * تؤمنون بالله
ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذالكم
خير لكم إن كنتم تعلمون * (11) * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى
من تحتها الأنهار ومسكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز
العظيم * (12) * وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين
* (13) * يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم
للحواريين من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت
طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا
على عدوهم فأصبحوا ظهرين * (14)
(62) سورة الجمعة مدنية
وآياتها 11 نزلت بعد الصف
بسم الله الرحمن الرحيم
يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم * (1) *
هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم
ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين * (2) *

(1) أنصار الله.
(2) إنصارى. " بفتح الياء ".
(3) انظر الآية 23، 24 من سورة الحشر.
516

وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم * (3) * ذلك فضل الله
يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم * (4) * مثل الذين حملوا التوراة ثم
لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) * بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات
الله والله لا يهدى القوم الظالمين * (5) * قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم
أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين * (6) *
ولا يتمنونه أبدا) * بما قدمت أيديهم والله عليم) * بالظالمين * (7) * قل إن
الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى علم الغيب
والشهدة فينبئكم بما كنتم تعملون * (8) * يا أيها الذين آمنوا إذا نودي
للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذالكم
خير لكم إن كنتم تعلمون * (9) * فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في
الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون * (10) *
وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله
خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين * (11) *
(63) سورة المنافقون مدنية
وآياتها 11 نزلت بعد الحج
517

بسم الله الرحمن الرحيم
إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك
لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون * (1) * اتخذوا أيمنهم
جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون * (2) * ذلك
بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون * (3) *، وإذا
رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب
مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قتلهم
الله أنى يؤفكون * (4) * وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله
لووا رؤسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون * (5) * سواء
عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله
لا يهدى القوم الفاسقين * (6) * هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند
رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن
المنافقين لا يفقهون * (7) * يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن
الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين
لا يعلمون * (8) * يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولدكم

(1) خشب " بسكون الشين ".
(2) يحنسبون: بكسر السين.
(3) لووا: بفتح الواو بعد اللام مخففة.
518

عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون * (9) * وأنفقوا
من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني
إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين * (10) * ولن يؤخر الله
نفسا إذا جاء أجلها والله خبير) * بما تعملون * (11) *
(64) سورة التغابن مدنية
وآياتها 18 نزلت بعد التحريم
بسم الله الرحمن الرحيم
يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على
كل شئ قدير * (1) * هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله
بما تعملون بصير * (2) * خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم
فأحسن صوركم وإليه المصير * (3) * يعلم ما في السماوات والأرض
ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم) * بذات الصدور * (4) * ألم
يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب
أليم * (5) * ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر
يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غنى حميد * (6) *
519

زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربى لتبعثن ثم لتنبؤن
بما عملتم وذلك على الله يسير * (7) * فامنوا بالله ورسوله والنور
الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير * (8) * يوم يجمعكم ليوم الجمع
ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه
سيئاته ويدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا
ذلك الفوز العظيم * (9) * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك
أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير * (10) * ما أصاب من مصيبة
إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شئ عليم * (11) *
وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلغ
المبين * (12) * الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون * (13) *
يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم
فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم * (14) *
إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم * (15) * فاتقوا
الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم
ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * (16) * إن تقرضوا الله قرضا

(1) انظر الآيات: 245: 2 البقرة و 12: 5 المائدة و 11، 18: 57 الحديد و 20: 73 المزمل.
520

حسنا يضعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم * (17) * علم
الغيب والشهدة العزيز الحكيم * (18) *
(65) سورة الطلاق مدنية
وآياتها 12 نزلت بعد الانسان
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة
واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن
يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله
فقد ظلم نفسه لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا * (1) * فإذا
بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا
ذوى عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذالكم يوعظ به من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا * (2) * ويرزقه
من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بلغ
أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا * (3) * والى يئسن من المحيض من
نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر والى لم يحضن وأولت

(1) بلغ أمره " بفتح الراء وضم الهاء ".
521

الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا * (4) *
ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم
له أجرا * (5) * أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن
لتضيقوا عليهن وإن كن أولت حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن
حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم
بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى * (6) * لينفق ذو سعة
من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله
نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا * (7) * وكأين من
قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا
وعذبنها عذابا نكرا * (8) * فذاقت وبال أمرها وكان عقبة
أمرها خسرا * (9) * أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي
الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا * (10) * رسولا يتلوا عليكم
آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات
إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صلحا يدخله جنات تجرى من
تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا * (11) * الله الذي
522

خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا
أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما * (12) *
(66) سورة التحريم مدنية
وآياتها 12 نزلت بعد الحجرات
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله
غفور رحيم * (1) * قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم
وهو العليم الحكيم * (2) * وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا
فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض
فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير * (3) *
إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظهرا عليه فإن الله
هو مولاه وجبريل وصلح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير
* (4) * عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات
مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا * (5) *
يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس

(1) جبرئيل - جبرءل: بفتح أوائلهما والراء مفتوحة - جبريل: بفتح أوله وكسر الراء.
(2) يبدله: بفتح الياء وتشديد الدال بالكسر.
523

والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم
ويفعلون ما يؤمرون * (6) * يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم
إنما تجزون ما كنتم تعملون * (7) * يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله
توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم
جنات تجرى من تحتها الأنهار يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا
معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا
نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير * (8) * يا أيها النبي جهد
الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير * (9) *
ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت
عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله
شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين * (10) * وضرب الله مثلا
للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة
ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين * (11) * ومريم
ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت
بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين * (12) *

(1) نصوحا. " بضم النون والصاد ".
524

(67) سورة الملك مكية
وآياتها 30 نزلت بعد الطور
بسم الله الرحمن الرحيم
تبرك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير * (1) * الذي خلق
الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور * (2) *
الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفوت
فارجع البصر هل ترى من فطور * (3) * ثم ارجع البصر كرتين
ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير * (4) * ولقد زينا السماء
الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم
عذاب السعير * (5) * وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس
المصير * (6) * إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهى تفور * (7) * تكاد تميز
من الغيظ كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * (8) *
قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم
إلا في ضلال كبير * (9) * وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب
السعير * (10) * فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير * (11) * إن الذين

(1) تفوت.
525

يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير * (12) * وأسروا قولكم
أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور * (13) * ألا يعلم من خلق وهو
اللطيف الخبير * (14) * هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا
في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور * (15) * أأمنتم من في
السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * (16) * أم أمنتم من في
السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير * (17) * ولقد
كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير * (18) * أولم يروا إلى الطير
فوقهم صفت ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شئ
بصير * (19) * أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن
إن الكافرون إلا في غرور * (20) * أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك
رزقه بل لجوا في عتو ونفور * (21) * أفمن يمشي مكبا على وجهه
أهدى أمن يمشى سويا على صراط مستقيم * (22) * قل هو الذي أنشأكم
وجعل لكم السمع والأبصار والأفدة قليلا ما تشكرون * (23) * قل
هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون * (24) * ويقولون متى هذا
الوعد إن كنتم صادقين * (25) * قل إنما العلم عند الله وإنما أنا

(1) نذيرى.
(2) نكيرى.
(3) ينصركم: بسكون الراء.
526

نذير مبين * (26) * فلما رأوه زلفة سيت وجوه الذين كفروا وقيل هذا
الذي كنتم به تدعون * (27) * قل أرءيتم إن أهلكني الله ومن معي
أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم * (28) * قل هو الرحمن آمنا به
وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين * (29) * قل أرءيتم إن
أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين * (30) *
(68) سورة القلم مكية
الا من آية 17 إلى غاية آية 32 ومن آية 48 إلى غاية آية 50 فمدنية
وآياتها 52 نزلت بعد العلق
بسم الله الرحمن الرحيم
ن والقلم وما يسطرون * (1) * ما أنت بنعمة ربك بمجنون * (2) * وإن لك
لأجرا غير ممنون * (3) * وإنك لعلى خلق عظيم * (4) * فستبصر ويبصرون * (5) * بأييكم المفتون * (6) * إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم
بالمهتدين * (7) * فلا تطع المكذبين * (8) * ودوا لو تدهن فيدهنون * (9) * ولا تطع كل حلاف مهين * (10) * هماز مشاء) * بنميم * (11) * مناع
للخير معتد أثيم * (12) * عتل بعد ذلك زنيم * (13) * أن كان ذا مال
وبنين * (14) * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين * (15) *

(1) معي: بسكون الياء.
527

سنسمه على الخرطوم * (16) * إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة
إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين * (17) * ولا يستثنون * (18) * فطاف عليها
طائف من ربك وهم نائمون * (19) * فأصبحت كالصريم * (20) * فتنادوا
مصبحين * (21) * أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صرمين * (22) * فانطلقوا
وهم يتخافتون * (23) * أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين * (24) *
وغدوا على حرد قدرين * (25) * فلما رأوها قالوا إنا لضالون * (26) * بل نحن
محرومون * (27) * قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون * (28) * قالوا
سبحان ربنا إنا كنا ظالمين * (29) * فأقبل بعضهم على بعض
يتلومون * (30) * قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين * (31) * عسى ربنا أن
يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون * (32) * كذلك العذاب
ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون * (33) * إن للمتقين عند ربهم
جنات النعيم * (34) * أفنجعل المسلمين كالمجرمين * (35) * ما لكم كيف
تحكمون * (36) * أم لكم كتاب فيه تدرسون * (37) * إن لكم فيه لما
تخيرون * (38) * أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم
لما تحكمون * (39) * سلهم أيهم بذلك زعيم * (40) * أم لهم شركاء

(1) أن اغدوا: بضم النون.
528

فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين * (41) * يوم يكشف عن ساق
ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * (42) * خشعة أبصرهم ترهقهم
ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سلمون * (43) * فذرني ومن
يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * (44) * وأملى لهم
إن كيدي متين * (45) * أم تسئلهم أجرا فهم من مغرم مثقلون * (46) *
أم عندهم الغيب فهم يكتبون * (47) * فاصبر لحكم ربك ولا تكن
كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم * (48) * لولا أن تداركه نعمة
من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم * (49) * فاجتباه ربه فجعله من
الصالحين * (50) * وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا
الذكر ويقولون إنه لمجنون * (51) * وما هو إلا ذكر للعلمين * (52) *
(69) سورة الحاقة مكية
وآياتها 52 نزلت بعد الملك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحاقة * (1) * ما الحاقة * (2) * وما أدراك ما الحاقة * (3) * كذبت ثمود وعاد
بالقارعة * (4) * فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية * (5) * وأما عاد فأهلكوا
529

بريح صرصر عاتية * (6) * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما
فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية * (7) * فهل ترى لهم
من باقية * (8) * وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة * (9) *
فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية * (10) * إنا لما طغا الماء
حملناكم في الجارية * (11) * لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية * (12) *
فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة * (13) * وحملت الأرض والجبال فدكتا
دكة واحدة * (14) * فيومئذ وقعت الواقعة * (15) * وانشقت السماء
فهي يومئذ واهية * (16) * والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك
فوقهم يومئذ ثمانية * (17) * يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية * (18) *
فأما من أوتى كتبه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه * (19) * إني
ظننت أنى ملق حسابيه * (20) * فهو في عيشة راضية * (21) * في جنة
عالية * (22) * قطوفها دانية * (23) * كلوا واشربوا هنيا بما أسلفتم في الأيام
الخالية * (24) * وأما من أوتى كتبه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت
كتابيه * (25) * ولم أدر ما حسابيه * (26) * يا ليتها كانت القاضية * (27) *
ما أغنى عنى ماليه * (28) * هلك عنى سلطانيه * (29) * خذوه فغلوه * (30) *

(1) قبله: بكسر ففتح.
(2) أذن: بسكون الذال.
(3) لا يخفى.
(4) مالي - ضل.
(5) سلطاني.
530

ثم الجحيم صلوه * (31) * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه * (32) * إنه كان لا يؤمن بالله العظيم * (33) * ولا يحض على طعام
المسكين * (34) * فليس له اليوم ههنا حميم * (35) * ولا طعام إلا من
غسلين * (36) * لا يأكله إلا الخاطئون * (37) * فلا أقسم بما تبصرون * (38) *
وما لا تبصرون * (39) * إنه لقول رسول كريم * (40) * وما هو بقول شاعر
قليلا ما تؤمنون * (41) * ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون * (42) * تنزيل
من رب العالمين * (43) * ولو تقول علينا بعض الأقاويل * (44) * لأخذنا منه
باليمين * (45) * ثم لقطعنا منه الوتين * (46) * فما منكم من أحد عنه حاجزين * (47) *
وإنه لتذكرة للمتقين * (48) * وإنا لنعلم أن منكم مكذبين * (49) * وإنه لحسرة
على الكافرين * (50) * وإنه لحق اليقين * (51) * فسبح باسم ربك العظيم * (52) *
(70) سورة المعارج مكية
وآياتها 44 نزلت بعد الحاقة
بسم الله الرحمن الرحيم
سأل سائل) * بعذاب واقع * (1) * للكافرين ليس له دافع * (2) * من الله
ذي المعارج * (3) * تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره

(1) يؤمنون.
(2) يذكرون.
(3) يعرج.
531

خمسين ألف سنة * (4) * فاصبر صبرا جميلا * (5) * إنهم يرونه بعيدا * (6) *
ونراه قريبا * (7) * يوم تكون السماء كالمهل * (8) * وتكون الجبال كالعهن
* (9) * ولا يسل حميم حميما * (10) * يبصرونهم يود المجرم لو يفتدى من
عذاب يومئذ) * ببنيه * (11) * وصحبته وأخيه * (12) * وفصيلته التي
تأويه * (13) * ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه * (14) * * (كلا إنها لظى * (15) * نزاعة
للشوى * (16) * تدعوا من أدبر وتولى * (17) * وجمع فأوعى * (18) *، إن الانسان
خلق هلوعا * (19) * إذا مسه الشر جزوعا * (20) * وإذا مسه الخير منوعا * (21) *
إلا المصلين * (22) * الذين هم على صلاتهم دائمون * (23) * والذين في أموالهم
حق معلوم * (24) * للسائل والمحروم * (25) * والذين يصدقون بيوم الدين
* (26) * والذين هم من عذاب ربهم مشفقون * (27) * إن عذاب ربهم غير
مأمون * (28) * والذين هم لفروجهم حافظون * (29) * إلا على أزواجهم
أو ما ملكت أيمنهم فإنهم غير ملومين * (30) * فمن ابتغى وراء ذلك
فأولئك هم العادون * (31) * والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * (32) *
والذين هم بشهاداتهم قائمون * (33) * والذين هم على صلاتهم يحافظون * (34) *
أولئك في جنات مكرمون * (35) * فما ل الذين كفروا قبلك مهطعين * (36) *

(1) يسأل: بضم أوله.
(2) يومئذ بفتح الميم.
(3) نزاعة: بضم آخره منونا.
(4) لاماتهم.
(5) بشهادتهم.
(6) انظر الآية 8 منها.
532

عن اليمين وعن الشمال عزين * (37) * أيطمع كل امرى منهم أن يدخل جنة
نعيم * (8 3) * * (كلا إنا خلقناهم مما يعلمون * (39) * فلا أقسم برب المشرق والمغرب
إنا لقادرون * (40) * على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين * (41) * فذرهم
يخوضوا ويلعبوا حتى يلقوا يومهم الذي يوعدون * (42) * يوم يخرجون
من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون * (43) * خشعة
أبصرهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون * (44) *
(71) سورة نوح مكية
وآياتها 28 نزلت بعد النحل
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب
أليم * (1) * قال يقوم إني لكم نذير مبين * (2) * أن اعبدوا الله واتقوه
وأطيعون * (3) * يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن
أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون * (4) * قال رب إني دعوت
قومي ليلا ونهارا * (5) * فلم يزدهم دعاءي إلا فرارا * (6) * وإني كلما
دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم

(1) انظر الآية 75: 56 الواقعة - والآية 38: 39 الحاقة.
(2) نصب: بفتح أوله وسكون الصاد.
533

وأصروا واستكبروا استكبارا * (7) * ثم إني دعوتهم جهارا * (8) * ثم
إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا * (9) * فقلت استغفروا ربكم إنه
كان غفارا * (10) * يرسل السماء عليكم مدرارا * (11) * ويمددكم بأموال وبنين
ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا * (12) * ما لكم لا ترجون لله
وقارا * (13) * وقد خلقكم أطوارا * (14) * ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات
طباقا * (15) * وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا * (16) * والله
أنبتكم من الأرض نباتا * (17) * ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا * (18) * والله
جعل لكم الأرض بساطا * (19) * لتسلكوا منها سبلا فجاجا * (20) * قال
نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا * (21) *
ومكروا مكرا كبارا * (22) * وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا
ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا * (23) * وقد أضلوا كثيرا
ولا تزد الظالمين إلا ضلالا * (24) * مما خطيتهم أغرقوا فأدخلوا
نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا * (25) * وقال نوح رب لا تذر على
الأرض من الكافرين ديارا * (26) * إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا
يلدوا إلا فاجرا كفارا * (27) * رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي

(1) انظر الآية 3 منها.
(2) ولده: بضم أوله وسكون اللام.
(3) خطاياهم.
534

مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا * (ا 28) *
(72) سورة الجن مكية
وآياتها 28 نزلت بعد الأعراف
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا * (1) *
يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا * (2) * وأنه تعالى جد
ربنا ما اتخذ صحبة ولا ولدا * (3) * وأنه كان يقول سفيهنا على
الله شططا * (4) * وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا * (5) *
وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم
رهقا * (6) * وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا * (7) * وأنا
لمسنا السماء فوجدنها ملئت حرسا شديدا وشهبا * (8) * وأنا كنا
نقعد منها مقعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا * (9) *
وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا * (10) *
وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا * (11) * وأنا ظننا
أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا * (12) * وأنا لما سمعنا الهدى

(1) وإنه.
(2) وإنا.
(3) وإنهم.
535

آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا * (13) * وأنا منا
المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا * (14) *
وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا * (15) * والو استقاموا على
الطريقة لأسقينهم ماء غدقا * (16) * لنفتنهم فيه ومن يعرض
عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا * (17) * وأن المسجد لله فلا
تدعوا مع الله أحدا * (18) * وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون
عليه لبدا * (19) * قل إنما ادعوا ربي ولا أشرك به أحدا * (20) * قل إني
لا أملك لكم ضرا ولا رشدا * (21) * قل إني لن يجيرني من الله
أحد ولن أجد من دونه ملتحدا * (22) * إلا بلاغا من الله ورسالاته
ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا * (23) *
حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا * (24) *
قل إن أدرى أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا * (25) * علم الغيب
فلا يظهر على غيبه أحدا * (26) * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من
بين يديه ومن خلفه رصدا * (27) * ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم
وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا * (28) *

(1) وإنا.
(2) وأنه.
(3) لبدا: بضم أوله.
(4) ربى: بفتح آخره.
536

(73) سورة المزمل مكية
الا الآيات 10 و 11 و 20 فمدنية
وآياتها 20 نزلت بعد القلم
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها المزمل * (1) * قم الليل إلا قليلا * (2) * نصفه أو انقص منه قليلا * (3) *
أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا * (4) * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا * (5) *
إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا * (6) * إن لك في النهار سبحا
طويلا * (7) * واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا * (8) * رب المشرق
والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا * (9) * واصبر على ما يقولون
واهجرهم هجرا جميلا * (10) * وذرني والمكذبين أولى النعمة ومهلهم
قليلا * (11) * إن لدينا أنكالا وجحيما * (12) * وطعاما ذا غصة وعذابا
أليما * (13) * يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا
مهيلا * (14) * إنا أرسلنا إليكم رسولا شهدا عليكم كما أرسلنا إلى
فرعون رسولا * (15) * فعصى فرعون الرسول فأخذنه أخذا وبيلا * (16) *
فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا * (17) * السماء
منفطر به كان وعده مفعولا * (18) * إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ

(1) أو انقص: بضم الواو.
(2) ناشية.
(3) وطاء: بكسر الواو.
(4) رب: بتشديد الباء بالكسر.
537

إلى ربه سبيلا * (19) * إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه
وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم
أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤا ما تيسر من القرآن علم
أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون
من فضل الله وآخرون يقتلون في سبيل الله فاقرؤا ما تيسر
منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا
وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم
أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم * (20) *
(74) سورة المدثر مكية
وآياتها 56 نزلت بعد المرسل
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها المدثر * (1) * قم فأنذر * (2) * وربك فكبر * (3) * وثيابك فطهر * (4) *
والرجز فاهجر * (5) * ولا تمنن تستكثر * (6) * ولربك فاصبر * (7) * فإذا نقر
في الناقور * (8) * فذلك يومئذ يوم عسير * (9) * على الكافرين غير يسير * (10) *
ذرني ومن خلقت وحيدا * (11) * وجعلت له مالا ممدودا * (12) *

(1) ثلثه: بضم الثاء واللام ثم كسر الثاء والهاء.
(2) الرجز: بتشديد الراء بالفتح.
538

وبنين شهودا * (13) * ومهدت له تمهيدا * (14) * ثم يطمع أن أزيد * (15) * (كلا
إنه كان لايتنا عنيدا * (16) * سأرهقه صعودا * (17) * إنه فكر وقدر * (18) * فقتل
كيف قدر * (19) * ثم قتل كيف قدر * (20) * ثم نظر * (21) * ثم عبس
وبسر * (22) * ثم أدبر واستكبر * (23) * فقال إن هذا إلا سحر يؤثر * (24) * إن
هذا إلا قول البشر * (25) * سأصليه سقر * (26) * وما أدراك ما سقر * (27) *
لا تبقى ولا تذر * (28) * لواحة للبشر * (29) * عليها تسعة عشر * (30) * وما جعلنا
أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا
ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب
الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض
والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء
ويهدى من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى
للبشر * (31) * كلا والقمر * (32) * والليل إذ أدبر * (33) * والصبح إذا أسفر
* (34) * إنها لإحدى الكبر * (35) * نذيرا للبشر * (36) * لمن شاء منكم أن يتقدم
أو يتأخر * (37) * كل نفس) * بما كسبت رهينة * (38) * إلا أصحاب اليمين * (39) * في
جنات يتساءلون * (40) * عن المجرمين * (41) * ما سلككم في سقر * (42) *
539

قالوا لم نك من المصلين * (43) * ولم نك نطعم المسكين * (44) * وكنا نخوض
مع الخائضين * (45) * وكنا نكذب بيوم الدين * (46) * حتى أتانا اليقين * (47) *
فما تنفعهم شفاعة الشفعين * (48) * فما لهم عن التذكرة معرضين
* (49) * كأنهم حمر مستنفرة * (50) * فرت من قسورة * (ا 51) * بل يريد كل امرى
منهم أن يؤتى صحفا منشرة * (52) * * (كلا بل لا يخافون الآخرة * (53) *
كلا إنه تذكرة * (54) * فمن شاء ذكره * (55) * وما يذكرون إلا أن
يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة * (56) *
(75) سورة القيامة مكية
وآياتها 40 نزلت بعد القارعة
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أقسم بيوم القيامة * (1) * ولا أقسم بالنفس اللوامة * (2) * أيحسب
الانسان ألن نجمع عظامه * (3) * بلى قدرين على أن نسوي بنانه
* (4) * بل يريد الانسان ليفجر أمامه * (5) * يسل أيان يوم القيامة * (6) *
فإذا برق البصر * (7) * وخسف القمر * (8) * وجمع الشمس والقمر * (9) *
يقول الانسان يومئذ أين المفر * (10) * * (كلا لا وزر * (11) * إلى ربك

(1) انظر الآية 153: 4 النساء والآية 93: 17 الإسراء.
(2) لا قسم.
(3) أيحسب: بكسر السين.
(4) ألن: موصول بلا خلاف.
540

يومئذ المستقر * (12) * ينبؤا الانسان يومئذ) * بما قدم وأخر * (13) * بل
الانسان على نفسه بصيرة * (14) * ولو ألقى معاذيره * (15) * لا تحرك به
لسانك لتعجل به * (16) * إن علينا جمعه وقرآنه * (17) * فإذا قرأنه فاتبع
قرآنه * (18) * ثم إن علينا بيانه * (19) * * (كلا بل تحبون العاجلة * (20) *
وتذرون الآخرة * (21) * وجوه يومئذ ناضرة * (22) * إلى ربها ناظرة * (23) *
ووجوه يومئذ) * باسرة * (24) * تظن أن يفعل بها فاقرة * (25) * * (كلا إذا
بلغت التراقي * (26) * وقيل من راق * (27) * وظن أنه الفراق * (28) * والتفت
الساق بالساق * (29) * إلى ربك يومئذ المساق * (30) * فلا صدق ولا صلى * (31) *
ولكن كذب وتولى * (32) * ثم ذهب إلى أهله يتمطى * (33) * أولى لك
فأولى * (34) * ثم أولى لك فأولى * (35) * أيحسب الانسان أن يترك
سدى * (36) * ألم يك نطفة من منى يمنى * (37) * ثم كان علقة فخلق
فسوى * (38) * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى * (39) * أليس ذلك
بقدر على أن يحيي الموتى * (40) *
(76) سورة الانسان مدنية
وآياتها 21 نزلت بعد الرحمن

(1) أيحسب: بكسر السين.
541

بسم الله الرحمن الرحيم
هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا * (1) * إنا
خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلنه سميعا) * بصيرا * (2) *
إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا * (3) * إنا اعتدنا للكافرين
سلسلا وأغلالا وسعيرا * (4) * إن الأبرار يشربون من كأس كان
مزاجها كافورا * (5) * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا * (6) * يوفون
بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا * (7) * ويطعمون الطعام
على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * (8) * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد
منكم جزاء ولا شكورا * (9) * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا * (10) *
فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * (11) * وجزاهم
بما صبروا جنة وحريرا * (12) * متكئين فيها على الأرائك لا يرون
فيها شمسا ولا زمهريرا * (13) * ودانية عليهم ظللها وذللت
قطوفها تذليلا * (14) * ويطاف عليهم بانية من فضة وأكواب
كانت قواريرا * (15) * قواريرا من فضة قدروها تقديرا * (16) * ويسقون
فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا * (17) * عينا فيها تسمى سلسبيلا * (18) *

(1) سلاسلا.
542

ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا
منثورا * (19) * وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا * (20) * عليهم
ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم
ربهم شرابا طهورا * (21) * إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم
مشكورا * (22) * إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا * (23) * فاصبر
لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا * (24) * واذكر اسم
ربك بكرة وأصيلا * (25) * ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا
طويلا * (26) * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم
يوما ثقيلا * (27) * نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا
بدلنا أمثلهم تبديلا * (28) * إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ
إلى ربه سبيلا * (29) * وما تشاؤن إلا أن يشاء الله إن الله
كان عليما حكيما * (30) * يدخل من يشاء في رحمته والظالمين
أعد لهم عذابا أليما * (31) *
(77) سورة المرسلات مكية
الا آية 48 فمدنية
وآياتها 50 نزلت بعد الهمزة

(1) خضر وإستبرق: بكسر آخرهما منونا.
(2) يشاؤن.
543

بسم الله الرحمن الرحيم
والمرسلات عرفا * (1) * فالعاصفات عصفا * (2) * والنشرات نشرا * (3) *
فالفارقات فرقا * (4) * فالملقيات ذكرا * (5) * عذرا أو نذرا * (6) * إنما
توعدون لواقع * (7) * فإذا النجوم طمست * (8) * وإذا السماء فرجت
* (9) * وإذا الجبال نسفت * (10) * وإذا الرسل أقتت * (11) * لأي يوم
أجلت * (12) * ليوم الفصل * (13) * وما أدراك ما يوم الفصل * (14) * ويل
يومئذ للمكذبين * (15) * ألم نهلك الأولين * (16) * ثم نتبعهم الآخرين * (17) *
كذلك نفعل بالمجرمين * (18) * ويل يومئذ للمكذبين * (19) * ألم نخلقكم من
ماء مهين * (20) * فجعلنه في قرار مكين * (21) * إلى قدر معلوم * (22) * فقدرنا
فنعم القادرون * (23) * ويل يومئذ للمكذبين * (24) * ألم نجعل الأرض
كفاتا * (25) * أحياء وأمواتا * (26) * وجعلنا فيها رواسي شمخت
وأسقيناكم ماء فراتا * (27) * ويل يومئذ للمكذبين * (28) * انطلقوا إلى
ما كنتم به تكذبون * (29) * انطلقوا إلى ظل ذي ثلث شعب * (30) * لا ظليل
ولا يغنى من اللهب * (31) * إنها ترمى بشرر كالقصر * (32) * كأنه جملت
صفر * (33) * ويل يومئذ للمكذبين * (34) * هذا يوم لا ينطقون * (35) *

(1) عذرا: بضم الذال.
(2) نذرا: بضم الذال.
(3) أقتت. وقتت: بضم الواو وفتح التاء الأولى فيهما. وقتت: بضم الواو
وتشديد القاف بالكسر.
(4) فقدرنا: بتشديد الدال بالفتح.
544

ولا يؤذن لهم فيعتذرون * (36) * ويل يومئذ للمكذبين * (37) * هذا يوم
الفصل جمعناكم والأولين * (38) * فإن كان لكم كيد فكيدون * (39) *
ويل يومئذ للمكذبين * (40) * إن المتقين في ظلل وعيون * (41) * وفواكه
مما يشتهون * (42) * كلوا واشربوا هنيا) * بما كنتم تعملون * (43) * إنا كذلك
نجزى المحسنين * (44) * ويل يومئذ للمكذبين * (45) * كلوا وتمتعوا قليلا
إنكم مجرمون * (46) * ويل يومئذ للمكذبين * (47) * وإذا قيل لهم اركعوا
لا يركعون * (48) * ويل يومئذ للمكذبين * (49) * فبأي حديث بعده يؤمنون * (50) *
(78) سورة النبأ مكية
وآياتها 40 نزلت بعد المعارج
بسم الله الرحمن الرحيم
عم يتساءلون * (1) * عن النبأ العظيم * (2) * الذي هم فيه مختلفون * (3) * * (كلا
سيعلمون * (4) * ثم * (كلا سيعلمون * (5) * ألم نجعل الأرض مهدا * (6) *
والجبال أوتادا * (7) * وخلقناكم أزواجا * (8) * وجعلنا نومكم سباتا * (9) *
وجعلنا الليل لباسا * (10) * وجعلنا النهار معاشا * (11) * وبنينا فوقكم
سبعا شدادا * (12) * وجعلنا سراجا وهاجا * (13) * وأنزلنا من المعصرات
545

ماء ثجاجا * (14) * لنخرج به حبا ونباتا * (15) * وجنت ألفافا * (16) * إن يوم الفصل
كان ميقاتا * (17) * يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا * (18) * وفتحت السماء
فكانت أبوابا * (19) * وسيرت الجبال فكانت سرابا * (20) * إن جهنم كانت
مرصادا * (21) * للطاغين مآبا * (22) * لبثين فيها أحقابا * (23) * لا يذوقون فيها
بردا ولا شرابا * (24) * إلا حميما وغساقا * (25) * جزاء وفاقا * (26) * إنهم كانوا
لا يرجون حسابا * (27) * وكذبوا بآياتنا كذابا * (28) * وكل شئ أحصيناه
كتبا * (29) * فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا * (30) * إن للمتقين مفازا * (31) * حدائق
وأعنابا * (32) * وكواعب أترابا * (33) * وكأسا دهاقا * (34) * لا يسمعون فيها لغوا
ولا كذابا * (35) * جزاء من ربك عطاء حسابا * (36) * رب السماوات والأرض
وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا * (37) * يوم يقوم الروح والملائكة
صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا * (38) * ذلك اليوم
الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا * (39) * إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم
ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا * (40) *
(79) سورة النازعات مكية
وآياتها 46 نزلت بعد النبأ

(1) رب: " بتشديد الباء بالضم ".
(2) الرحمن " بضم النون ".
546

بسم الله الرحمن الرحيم
والنازعات غرقا * (1) * والناشطات نشطا * (2) * والسابحات سبحا * (3) *
فالسابقات سبقا * (4) * فالمدبرات أمرا * (5) * يوم ترجف الراجفة * (6) *
تتبعها الرادفة * (7) * قلوب يومئذ واجفة * (8) * أبصرها خشعة * (9) *
يقولون أإنا لمردودون في الحافرة * (10) * أإذا كنا عظاما نخرة * (11) *
قالوا تلك إذا كرة خاسرة * (12) * فإنما هي زجرة واحدة * (13) * فإذا هم
بالساهرة * (14) * هل أتاك حديث موسى * (15) * إذ ناداه ربه بالواد المقدس
طوى * (16) * اذهب إلى فرعون إنه طغى * (17) * فقل هل لك إلى أن تزكى
* (18) * وأهديك إلى ربك فتخشى * (19) * فأراه الآية الكبرى * (20) * فكذب
وعصى * (21) * ثم أدبر يسعى * (22) * فحشر فنادى * (23) * فقال أنا ربكم
الأعلى * (24) * فأخذه الله نكال الآخرة والأولى * (25) * إن في ذلك
لعبرة لمن يخشى * (26) * ء أنتم أشد خلقا أم السماء بناها * (27) * رفع
سمكها فسواها * (28) * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها * (29) * والأرض
بعد ذلك دحاها * (30) * أخرج منها ماءها ومرعاها * (31) * والجبال
أرساها * (32) * متعا لكم ولأنعامكم * (33) * فإذا جاءت الطامة الكبرى * (34) *

(1) انظر الآية 12 منها.
547

يوم يتذكر الانسان ما سعى * (35) * وبرزت الجحيم لمن يرى * (36) *
فأما من طغى * (37) * وآثر الحياة الدنيا * (38) * فإن الجحيم هي المأوى * (39) *
وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * (40) * فإن الجنة
هي المأوى * (41) * يسئلونك عن الساعة أيان مرساها * (42) * فيم أنت من
ذكراها * (43) * إلى ربك منتهاها * (44) * إنما أنت منذر من يخشاها * (45) *
كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها * (46) *
(80) سورة عبس مكية
وآياتها 42 نزلت بعد النجم
بسم الله الرحمن الرحيم
عبس وتولى * (1) * أن جاءه الأعمى * (2) * وما يدريك لعله يزكى * (3) *
أو يذكر فتنفعه الذكرى * (4) * أما من استغنى * (5) * فأنت له
تصدى * (6) * وما عليك ألا يزكى * (7) * وأما من جاءك يسعى * (8) *
وهو يخشى * (9) * فأنت عنه تلهى * (10) * * (كلا إنها تذكرة * (11) * فمن
شاء ذكره * (12) * في صحف مكرمة * (13) * مرفوعة مطهرة * (ا 14) * بأيدي
سفرة * (15) * كرام) * بررة * (16) * قتل الانسان ما أكفره * (17) * من أي

(1) فيمه - قف.
(2) فتنفعه " بضم العين ".
548

شئ خلقه * (18) * من نطفة خلقه فقدره * (19) * ثم السبيل يسره * (20) * ثم
أماته فأقبره * (21) * ثم إذا شاء أنشره * (22) * * (كلا لما يقض ما أمره * (23) *
فلينظر الانسان إلى طعامه * (24) * أنا صببنا الماء صبا * (25) * ثم شققنا
الأرض شقا * (26) * فأنبتنا فيها حبا * (27) * وعنبا وقضبا * (28) * وزيتونا
ونخلا * (29) * وحدائق غلبا * (30) * وفاكهة وأبا * (31) * متعا لكم ولأنعامكم * (32) *
فإذا جاءت الصاخة * (33) * يوم يفر المرء من أخيه * (34) * وأمه وأبيه * (35) *
وصحبته وبنيه * (36) * لكل امرى منهم يومئذ شأن يغنيه * (37) *
وجوه يومئذ مسفرة * (38) * ضاحكة مستبشرة * (39) * ووجوه يومئذ عليها
غبرة * (40) * ترهقها قترة * (41) * أولئك هم الكفرة الفجرة * (42) *
(81) سورة التكوير مكية
وآياتها 29 نزلت بعد المسد
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا الشمس كورت * (1) * وإذا النجوم انكدرت * (2) * وإذا الجبال سيرت
* (3) * وإذا العشار عطلت * (4) * وإذا الوحوش حشرت * (5) * وإذا البحار
سجرت * (6) * وإذا النفوس زوجت * (7) * وإذا الموءدة سئلت * (8) *
.

(1) إنا
549

بأي ذنب قتلت * (9) * وإذا الصحف نشرت * (10) * وإذا السماء كشطت
* (11) * وإذا الجحيم سعرت * (12) * وإذا الجنة أزلفت * (13) * علمت نفس ما أحضرت
* (14) * فلا أقسم بالخنس * (15) * الجوار الكنس * (16) * والليل إذا عسعس * (17) *
والصبح إذا تنفس * (18) * إنه لقول رسول كريم * (19) * ذي قوة عند ذي
العرش مكين * (20) * مطاع ثم أمين * (21) * وما صاحبكم بمجنون * (22) * ولقد
رآه بالأفق المبين * (23) * وما هو على الغيب بضنين * (24) * وما هو بقول
شيطان رجيم * (25) * فأين تذهبون * (26) * إن هو إلا ذكر للعلمين * (27) *
لمن شاء منكم أن يستقيم * (28) * وما تشاؤن إلا أن يشاء الله
رب العالمين * (29) *
(82) سورة الانفطار مكية
وآياتها نزلت بعد النازعات
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا السماء انفطرت * (1) * وإذا الكواكب انتثرت * (2) * وإذا البحار فجرت
* (3) * وإذا القبور بعثرت * (4) * علمت نفس ما قدمت وأخرت * (5) * يا أيها
الانسان ما غرك بربك الكريم * (6) * الذي خلقك فسواك فعدلك * (7) *

(1) قتلت: بتشديد التاء الثانية بالكسر.
(2) نشرت: بتشديد الشين بالكسر.
(3) سعرت: بكسر العين مخففة.
(4) انظر الآية 13 منها.
(5) فعدلك: بسكون الدال.
550

في أي صورة ما شاء ركبك * (8) * * (كلا بل تكذبون بالدين * (9) * وإن عليكم
لحافظين * (10) * كراما كتبين * (11) * يعلمون ما تفعلون * (12) * إن الأبرار
لفي نعيم * (13) * وإن الفجار لفي جحيم * (14) * يصلونها يوم الدين * (15) * وما هم
عنها بغائبين * (16) * وما أدراك ما يوم الدين * (17) * ثم ما أدراك ما يوم
الدين * (18) * يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله * (19) *
(83) سورة المطففين مكية
وآياتها 31 نزلت بعد العنكبوت
وهى آخر سورة نزلت بمكة
بسم الله الرحمن الرحيم
ويل للمطففين * (1) * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * (2) * وإذا
كالوهم أو وزنوهم يخسرون * (3) * ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * (4) *
ليوم عظيم * (5) * يوم يقوم الناس لرب العالمين * (6) * * (كلا إن كتب
الفجار لفي سجين * (7) * وما أدراك ما سجين * (8) * كتب مرقوم * (9) *
ويل يومئذ للمكذبين * (10) * الذين يكذبون بيوم الدين * (11) * وما
يكذب به إلا كل معتد أثيم * (12) * إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير
الأولين * (13) * * (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * (14) * كلا إنهم

(1) يوم " بضم الميم ".
551

عن ربهم يومئذ لمحجوبون * (15) * ثم إنهم لصالوا الجحيم * (16) * ثم يقال هذا
الذي كنتم به تكذبون * (17) * * (كلا إن كتب الأبرار لفي عليين * (18) *
وما أدراك ما عليون * (19) * كتب مرقوم * (20) * يشهده المقربون * (21) * إن
الأبرار لفي نعيم * (22) * على الأرائك ينظرون * (23) * تعرف في وجوههم
نضرة النعيم * (24) * يسقون من رحيق مختوم * (25) * ختمه مسك وفي
ذلك فليتنافس المتنفسون * (26) * ومزاجه من تسنيم * (27) * عينا يشرب بها
المقربون * (28) * إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * (29) *
وإذا مروا بهم يتغامزون * (30) * وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين
* (31) * وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون * (32) * وما أرسلوا عليهم
حافظين * (33) * فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * (34) * على
الأرائك ينظرون * (35) * هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون * (36) *
(84) سورة الانشقاق مكية
وآياتها 25 نزلت بعد الانفطار
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا السماء انشقت * (1) * وأذنت لربها وحقت * (2) * وإذا الأرض مدت * (3) *

(1) خاتمه " بفتح التاء وضم الميم ".
(2) فاكهين.
552

وألقت ما فيها وتخلت * (4) * وأذنت لربها وحقت * (5) * يا أيها الانسان
إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه * (6) * فأما من أوتى كتبه
بيمينه * (7) * فسوف يحاسب حسابا يسيرا * (8) * وينقلب إلى أهله
مسرورا * (9) * وأما من أوتى كتبه وراء ظهره * (10) * فسوف يدعوا
ثبورا * (11) * ويصلى سعيرا * (12) * إنه كان في أهله مسرورا * (13) * إنه
ظن أن لن يحور * (14) * بلى إن ربه كان به بصيرا * (15) * فلا أقسم
بالشفق * (16) * والليل وما وسق * (17) * والقمر إذا اتسق * (18) * لتركبن
طبقا عن طبق * (19) * فما لهم لا يؤمنون * (20) * وإذا قرئ عليهم القرآن
لا يسجدون * (21) * بل الذين كفروا يكذبون * (22) * والله أعلم بما
يوعون * (23) * فبشرهم بعذاب أليم * (24) * إلا الذين آمنوا وعملوا
الصالحات لهم أجر غير ممنون * (25) *
(85) سورة البروج مكية
وآياتها 22 نزلت بعد الشمس
بسم الله الرحمن الرحيم
والسماء ذات البروج * (1) * واليوم الموعود * (2) * وشاهد ومشهود * (3) *

(1) يصلى " بضم أوله وبكسر اللام ".
(2) لتركبن بسكنون النون نون التوكيد الخفيفة ".
(3) وإذا قرى عليهم القرآن.
553

قتل أصحاب الأخدود * (4) * النار ذات الوقود * (5) * إذ هم عليها قعود * (6) *
وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود * (7) * وما نقموا منهم إلا أن
يؤمنوا بالله العزيز الحميد * (8) * الذي له ملك السماوات والأرض والله
على كل شئ شهيد * (9) * إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم
يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق * (10) * إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ذلك
الفوز الكبير * (11) * إن بطش ربك لشديد * (12) * إنه هو يبدئ
ويعيد * (13) * وهو الغفور الودود * (14) * ذو العرش المجيد * (15) * فعال
لما يريد * (16) * هل أتاك حديث الجنود * (17) * فرعون وثمود * (18) * بل
الذين كفروا في تكذيب * (19) * والله من ورائهم محيط * (20) * بل
هو قرءان مجيد * (21) * في لوح محفوظ * (22) *
(86) سورة الطارق مكية
وآياتها 17 نزلت بعد البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
والسماء والطارق * (1) * وما أدراك ما الطارق * (2) * النجم الثاقب * (3) *

(1) المجيد: بكسر آخره.
554

إن كل نفس لما عليها حافظ * (4) * فلينظر الانسان مم خلق * (5) *
خلق من ماء دافق * (6) * يخرج من بين الصلب والترائب * (7) * إنه على
رجعه لقادر * (8) * يوم تبلى السرائر * (9) * فما له من قوة ولا ناصر * (10) *
والسماء ذات الرجع * (11) * والأرض ذات الصدع * (12) * إنه لقول
فصل * (13) * وما هو بالهزل * (14) * إنهم يكيدون كيدا * (15) * وأكيد
كيدا * (16) * فمهل الكافرين أمهلهم رويدا * (17) *
(87) سورة الاعلى مكية
وآياتها 19 نزلت بعد التكوير
بسم الله الرحمن الرحيم
سبح اسم ربك الأعلى * (1) * الذي خلق فسوى * (2) * والذي قدر فهدى
* (3) * والذي أخرج المرعى * (4) * فجعله غثاء أحوى * (5) * سنقرئك
فلا تنسى * (6) * إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى * (7) * ونيسرك
لليسرى * (8) * فذكر إن نفعت الذكرى * (9) * سيذكر من يخشى * (10) *
ويتجنبها الأشقى * (11) * الذي يصلى النار الكبرى * (12) * ثم لا يموت
فيها ولا يحيى * (13) * قد أفلح من تزكى * (14) * وذكر اسم ربه فصلى * (15) *

(1) لما " بفتح الميم مخففة.
(2) ممه " بسكون الهاء ".
(3) قدر " بفتحات والدال مخففة ".
555

بل تؤثرون الحياة الدنيا * (16) * والآخرة خير وأبقى * (17) * إن هذا لفي
الصحف الأولى * (18) * صحف إبراهيم وموسى * (19) *
(88) سورة الغاشية مكية
وآياتها 26 نزلت بعد الذاريات
بسم الله الرحمن الرحيم
هل أتاك حديث الغشية * (1) * وجوه يومئذ خشعة * (2) * عاملة
ناصبة * (3) * تصلى نارا حامية * (4) * تسقى من عين آنية * (5) * ليس لهم طعام
إلا من ضريع * (6) * لا يسمن ولا يغنى من جوع * (7) * وجوه يومئذ ناعمة * (8) *
لسعيها راضية * (9) * في جنة عالية * (10) * لا تسمع فيها لغية * (11) * فيها
عين جارية * (12) * فيها سرر مرفوعة * (13) * وأكواب موضوعة * (14) * ونمارق
مصفوفة * (15) * وزرابي مبثوثة * (16) * أفلا ينظرون إلى الإبل كيف
خلقت * (17) * وإلى السماء كيف رفعت * (18) * وإلى الجبال كيف نصبت * (19) *
وإلى الأرض كيف سطحت * (20) * فذكر إنما أنت مذكر * (21) * لست
عليهم بمصيطر * (22) * إلا من تولى وكفر * (23) * فيعذبه الله العذاب
الأكبر * (24) * إن إلينا إيابهم * (25) * ثم إن علينا حسابهم * (26) *

(1) يؤثرون.
(2) تصلى: بضم أوله وكسر اللام.
(3) لا يسمع - لا تسمع: بضم أولهما وكسر الميم فيهما.
(4) لاغية: بتنوين آخره بالضم.
(5) بمصيطر.
556

(89) سورة الفجر مكية
وآياتها 30 نزلت بعد الليل
بسم الله الرحمن الرحيم
والفجر * (1) * وليال عشر * (2) * والشفع والوتر * (3) * والليل إذا يسر * (4) *
هل في ذلك قسم لذي حجر * (5) * ألم تر كيف فعل ربك بعاد * (6) *
إرم ذات العماد * (7) * التي لم يخلق مثلها في البلد * (8) * وثمود الذين
جابوا الصخر بالواد * (9) * وفرعون ذي الأوتاد * (10) * الذين طغوا
في البلد * (11) * فأكثروا فيها الفساد * (12) * فصب عليهم ربك
سوط عذاب * (13) * إن ربك لبالمرصاد * (14) * فأما الانسان إذا ما ابتلاه
ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن * (15) * وأما إذا ما ابتلاه
فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن * (16) * * (كلا بل لا تكرمون اليتيم * (17) *
ولا تحضون على طعام المسكين * (18) * وتأكلون التراث أكلا
لما * (19) * وتحبون المال حبا جما * (20) * * (كلا إذا دكت الأرض دكا دكا * (21) *
وجاء ربك والملك صفا صفا * (22) * وجاء يومئذ بجهنم يومئذ
يتذكر الانسان وأنى له الذكرى * (23) * يقول يا ليتني قدمت

(1) والوتر: بكسر الواو -.
(2) يسرى في الحالين.
(3) بالوادي.
(4) ربي أكرمني.
(5) ربي أهاننى.
(6) يكرمون.
(7) محصنون: بفتح أوله وضم الحاء.
(8) ويأكلون.
(9) ويحبون.
557

لحياتي * (24) * فيومئذ لا يعذب عذابه أحد * (25) * ولا يوثق وثاقه أحد * (26) *
يا أيتها النفس المطمئنة * (27) * ارجعي إلى ربك راضية مرضية
* (28) * فادخلي في عبدي * (29) * وادخلي جنتي * (30) *
(90) سورة البلد مكية
وآياتها 20 نزلت بعد ق
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أقسم بهذا البلد * (1) * وأنت حل بهذا البلد * (2) * ووالد وما ولد
* (3) * لقد خلقنا الانسان في كبد * (4) * أيحسب أن لن يقدر عليه
أحد * (5) * يقول أهلكت مالا لبدا * (6) * أيحسب أن لم يره أحد * (7) * ألم
نجعل له عينين * (8) * ولسانا وشفتين * (9) * وهديناه النجدين * (10) *
فلا اقتحم العقبة * (11) * وما أدراك ما العقبة * (12) * فك رقبة * (13) *
أو إطعام في يوم ذي مسغبة * (14) * يتيما ذا مقربة * (15) * أو مسكينا
ذا متربة * (16) * ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا
بالمرحمة * (17) * أولئك أصحاب الميمنة * (18) * والذين كفروا بآياتنا هم
أصحاب المشمة * (19) * عليهم نار مؤصدة * (20) *

(1) لا يعذب " بتشديد الذال بالفتح ".
(2) المطمئة " بكسر آخرها ".
(3) أيحسب " بكسر السين ".
(4) فك رقبة " بكاف مشددة بالفتح والتاء مفتوحة منونة ".
(5) أو أطعم " بفتح آخره ".
558

(91) سورة الشمس مكية
وآياتها 15 نزلت بعد القدر
بسم الله الرحمن الرحيم
والشمس وضحاها * (1) * والقمر إذا تلاها * (2) * والنهار إذا جلاها * (3) *
والليل إذا يغشاها * (4) * والسماء وما بناها * (5) * والأرض وما طحاها * (6) * ونفس
وما سوئها * (7) * فألهمها فجورها وتقواها * (8) * قد أفلح من زكاها * (9) * وقد
خاب من دساها * (10) * كذبت ثمود بطغواها * (11) * إذ انبعث أشقاها * (12) * فقال
لهم رسول الله ناقة الله وسقيها * (13) * فكذبوه فعقروها فدمدم
عليهم ربهم بذنبهم فسواها * (14) * ولا يخاف عقبها * (15) *
(92) سورة الليل مكية
وآياتها 21 نزلت بعد الأعلى
بسم الله الرحمن الرحيم
والليل إذا يغشى * (1) * والنهار إذا تجلى * (2) * وما خلق الذكر والأنثى * (3) *
إن سعيكم لشتى * (4) * فأما من أعطى واتقى * (5) * وصدق بالحسنى * (6) *
فسنيسره لليسرى * (7) * وأما من بخل واستغنى * (8) * وكذب بالحسنى * (9) *
559

فسنيسره للعسرى * (10) * وما يغنى عنه ماله إذا تردى * (11) * إن علينا
للهدى * (12) * وإن لنا للآخرة والأولى * (13) * فأنذرتكم نارا تلظى * (14) *
لا يصلاها إلا الأشقى * (15) * الذي كذب وتولى * (16) * وسيجنبها
الأتقى * (17) * الذي يؤتى ماله يتزكى * (18) * وما لأحد عنده من نعمة
تجزى * (19) * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى * (20) * ولسوف يرضى *
(93) سورة الضحى مكية
وآياتها 11 نزلت بعد الفجر
بسم الله الرحمن الرحيم
والضحى * (1) * والليل إذا سجى * (2) * ما ودعك ربك وما قلى * (3) *
وللآخرة خير لك من الأولى * (4) * ولسوف يعطيك ربك
فترضى * (5) * ألم يجدك يتيما فآوى * (6) * ووجدك ضالا
فهدى * (7) * ووجدك عائلا فأغنى * (8) * فأما اليتيم فلا تقهر
* (9) * وأما السائل فلا تنهر * (10) * وأما بنعمة ربك فحدث * (11) *
(94) سورة الشرح مكية
وآياتها 8 نزلت بعد الضحى
560

بسم الله الرحمن الرحيم
ألم نشرح لك صدرك * (1) * ووضعنا عنك وزرك * (2) * الذي أنقض
ظهرك * (3) * ورفعنا لك ذكرك * (4) * فإن مع العسر يسرا * (5) * إن مع
العسر يسرا * (6) * فإذا فرغت فانصب * (7) * وإلى ربك فارغب * (8) *
(95) سورة التين مكية
وآياتها 8 نزلت بعد البروج
بسم الله الرحمن الرحيم
والتين والزيتون * (1) * وطور سينين * (2) * وهذا البلد الأمين * (3) * لقد
خلقنا الانسان في أحسن تقويم * (4) * ثم رددناه أسفل سافلين * (5) *
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون * (6) *
فما يكذبك بعد بالدين * (7) * أليس الله بأحكم الحكمين * (8) *
(96) سورة العلق مكية
وآياتها 19 وهى أول ما نزل من القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
اقرأ باسم ربك الذي خلق * (1) * خلق الانسان من علق * (2) * اقرأ
561

وربك الأكرم * (3) * الذي علم بالقلم * (4) * علم الانسان ما لم يعلم * (5) *
كلا إن الانسان ليطغى * (6) * أن رآه استغنى * (7) * إن إلى ربك
الرجعى * (8) * أرأيت الذي ينهى * (9) * عبدا إذا صلى * (10) * أرأيت إن
كان على الهدى * (11) * أو أمر بالتقوى * (12) * أرأيت إن كذب وتولى * (13) *
ألم يعلم بأن الله يرى * (14) * * (كلا لئن لم ينته لنسفعا) * بالناصية * (15) *
ناصية كذبة خاطئة * (16) * فليدع ناديه * (17) * سندع الزبانية
* (18) * كلا لا تطعه واسجد واقترب * (19) *
- 97) سورة القدر مكية
وآياتها 5 نزلت بعد عبس
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا أنزلناه في ليلة القدر * (1) * وما أدراك ما ليلة القدر * (2) *
ليلة القدر خير من ألف شهر * (3) * تنزل الملائكة والروح فيها
بإذن ربهم من كل أمر * (4) * سلام هي حتى مطلع الفجر * (5) *
(98) سورة البينة مدنية
وآياتها 8 نزلت بعد الطلاق
562

بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى
تأتيهم البينة * (1) * رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة * (2) * فيها كتب
قيمة * (3) * وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة * (4) *
وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة
ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة * (5) * إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر
البرية * (6) * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية * (7) *
جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها
أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه * (8) *
(99) سورة الزلزلة مدنية
وآياتها 8 نزلت بعد النساء
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا زلزلت الأرض زلزالها * (1) * وأخرجت الأرض أثقالها * (2) * وقال
الانسان ما لها * (3) * يومئذ تحدث أخبارها * (4) * بأن ربك أوحى لها * (5) *

(1) البريئة.
563

يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم * (6) * فمن يعمل مثقال
ذرة خيرا يره * (7) * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره * (8) *
(100) سورة العاديات مكية
وآياتها 11 نزلت بعد العصر
بسم الله الرحمن الرحيم
والعاديات ضبحا * (1) * فالموريات قدحا * (2) * فالمغيرات صبحا * (3) *
فأثرن به نقعا * (4) * فوسطن به جمعا * (5) * إن الانسان لربه
لكنود * (6) * وإنه على ذلك لشهيد * (7) * وإنه لحب الخير
لشديد * (8) *، أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * (9) * وحصل
ما في الصدور * (10) * إن ربهم بهم يومئذ لخبير * (11) *
(101) سورة القارعة مكية
وآياتها 11 نزلت بعد قريش
بسم الله الرحمن الرحيم
القارعة * (1) * ما القارعة * (2) * وما أدراك ما القارعة * (3) * يوم
يكون الناس كالفراش المبثوث * (4) * وتكون الجبال
564

كالعهن المنفوش * (5) * فأما من ثقلت موازينه * (6) * فهو في
عيشة راضية * (7) * وأما من خفت موازينه * (8) * فأمه هاوية * (9) * وما أدراك ما هيه * (10) * نار حامية * (11) *
(102) سورة التكاثر مكية
وآياتها 8 نزلت بعد الكوثر
سورة التكاثر
بسم الله الرحمن الرحيم
ألهاكم التكاثر * (1) * حتى زرتم المقابر * (2) * كلا سوف
تعلمون * (3) * ثم * (كلا سوف تعلمون * (4) * كلا لو تعلمون علم
اليقين * (5) * لترون الجحيم * (6) * ثم لترونها عين اليقين
* (7) * ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم * (8) *
(103) سورة العصر مكية
وآياتها 3 نزلت بعد الشرح
بسم الله الرحمن الرحيم
والعصر * (1) * إن الانسان لفي خسر * (2) * إلا الذين آمنوا
وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر * (3) *

(1) ما هي - صل: بفتح الياء.
(2) لترون: بضم التاء.
(3) لترونها: بضم التاء.
565

(104) سورة الهمزة مكية
وآياتها 9 نزلت بعد القيامة
بسم الله الرحمن الرحيم
ويل لكل همزة لمزة * (1) * الذي جمع مالا وعدده * (2) * يحسب
أن ماله أخلده * (3) * * (كلا لينبذن في الحطمة * (4) * وما أدراك
ما الحطمة * (5) * نار الله الموقدة * (6) * التي تطلع على الأفئدة
* (7) * إنها عليهم مؤصدة * (8) * في عمد ممددة * (ا 9) *
(105) سورة الفيل مكية
وآياتها 5 نزلت بعد الكافرون
بسم الله الرحمن الرحيم
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * (1) * ألم يجعل كيدهم
في تضليل * (2) * وأرسل عليهم طيرا أبابيل * (3) * ترميهم
بحجارة من سجيل * (4) * فجعلهم كعصف مأكول * (5) *
(106) سورة قريش مكية
وآياتها 4 نزلت بعد التين

(1) يحسب: بكسر السين.
(2) موصدة.
(3) مأكول.
566

بسم الله الرحمن الرحيم
لايلاف قريش * (1) * إلفهم رحلة الشتاء والصيف * (2) * فليعبدوا
رب هذا البيت * (3) * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف * (4) *
(107) سورة الماعون
مكية ثلاث الآيات الأولى مدنية الباقي
وآياتها 7 نزلت بعد التكاثر
بسم الله الرحمن الرحيم
أرأيت الذي يكذب بالدين * (1) * فذلك الذي يدع اليتيم * (2) *
ولا يحض على طعام المسكين * (3) * فويل للمصلين * (4) * الذين هم
عن صلاتهم ساهون * (5) * الذين هم يراؤن * (6) * ويمنعون الماعون * (7) *
(108) سورة الكوثر مكية
وآياتها 3 نزلت بعد العاديات
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا أعطيناك الكوثر * (1) * فصل لربك وانحر * (2) * إن شانئك هو الأبتر * (3) *
(109) سورة الكافرون مكية
وآياتها 6 نزلت بعد الماعون

(1) لايلف - لالاف: بكسر الهمزة فيهما - ليلاف.
(2) إلافهم.
567

بسم الله الرحمن الرحيم قل يا أيها الكافرون * (1) * لا أعبد ما تعبدون * (2) * ولا أنتم
عبدون ما أعبد * (3) * ولا أنا عابد ما عبدتم * (4) * ولا أنتم
عبدون ما أعبد * (5) * لكم دينكم ولى دين * (6) *
(110) سورة النصر نزلت بمنى في حجة الوداع
فتعده مدنية وهي آخر ما نزل من السور
وآياتها 3 نزلت بعد التوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا جاء نصر الله والفتح * (1) * ورأيت الناس يدخلون في دين الله
أفواجا * (2) * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا * (3) *
(111) سورة المسد مكة
وآياتها 5 نزلت بعد الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم
تبت يدا أبى لهب وتب * (1) * ما أغنى عنه ماله وما كسب * (2) *
سيصلى نارا ذات لهب * (3) * وامرأته حمالة الحطب * (4) *
في جيدها حبل من مسد * (5) *

(1) ولى ديني: في الحالين.
(2) لهب: بسكون الهاء.
(3) حمالة: بضم آخره.
568

(112) سورة الاخلاص مكية
وآياتها 4 نزلت بعد الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله أحد * (1) * الله الصمد * (2) * لم يلد ولم يولد * (3) * ولم يكن له كفوا أحد * (4) *
(113) سورة الفلق مكية
وآياتها 5 نزلت بعد الفيل
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أعوذ برب الفلق * (1) * من شر ما خلق * (2) * ومن شر غاسق إذا وقب * (3) *
ومن شر النفاثات في العقد * (4) * ومن شر حاسد إذا حسد * (5) *
(114) سورة الناس مكية
وآياتها 6 نزلت بعد الفلق
بسم الله الرحمن الرحيم
قل أعوذ برب الناس * (1) * ملك الناس * (2) * إله الناس * (3) * من شر
الوسواس الخناس * (4) * الذي يوسوس في صدور الناس * (5) *
من الجنة والناس * (6) *
(تم والحمد لله رب العالمين)

(1) كفوا " بسكون الفاء ".
569

خاتمة التفسير
صورة ما رقمه المؤلف أطال الله بقاه، وجعلني من كل محذور فداه، وختم له
بالسعادة في أولاه وأخراه:
تم والحمد لله وحده، وصلى الله على محمد وآله في عشية الثلاثاء رابع جمادى الأولى
سنة 1239 ه‍ تسع وثلاثين ومائتين بعد الألف على يد مؤلفه المذنب الجاني والأسير
الفاني عبد الله بن محمد رضا الحسيني غفر الله لهما، حامدا مصليا مستغفرا.
تم وافق الفراغ من استنساخه رابع عشرين شهر جمادى الأولى سنة 1247 ه‍ سبع
وأربعين ومائتين بعد الألف على يد أقل العباد عملا، وأكثرهم زللا، تراب أقدام
المؤمنين، داعى علماء الدين، أقل الخليقة، بل لا شئ في الحقيقة، المذنب الآثم،
الغريق في بحار الجرائم، الراجي بالله في غفران الصغائر والكبائر، محمد شفيع الحسيني
الطالقاني أو راذانى غفر الله له ولوالديه، ورضى الله عنهما وأرضاهما.
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وسلم تسليما كثيرا.
(خاتمة الطبعة الثانية)
ووقف على طبعه وتصحيحه في حلته الجديدة للطبعة الثانية من (تفسير القرآن
للمولى الأجل السيد عبد الله بن محمد رضا شبر) فضيلة الأستاذ الشيخ حسن زيدان طلبة
بالقاهرة بالمطبعة اليوسفية بميدان باب الخلق خلف دار الكتب المصرية بالقاهرة
لصاحبها الهمام الحاج مصطفى يوسف بإدارة السيد محمد عبد السلام شحاته وعماله
الكرام في ختام شهر رمضان المعظم المبارك سنة 1385 ه‍ خمسة وثمانين وثلاثمائة بعد
الألف من الهجرة النبوية الموافق يناير 1966 م، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي
وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا
والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا، وعلى الدوام إلى يوم الدين. آمين.
570

بسم الله الرحمن الرحيم: دعاء ختم القرآن لسيدنا علي زين العابدين رضي الله عنه
دعاء الإمام علي بن الحسين عليه السلام عند ختم القرآن
اللهم انك أعنتني على ختم كتابك الذي أنزلته نورا وجعلته مهيمنا على كل كتاب أنزلته وفضلته على كل حديث قصصته وفرقانا فرقت به بين حلالك وحرامك
وقرآنا أغربت به عن شرائع أحكامك وكتابا فضلته لعبادك تفصيل ووحيا أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه وآله تنزيلا وجعلته نورا نهتدي من ظلم
الضلالة والجهالة باتباعه وشفاء لمن أنصت بفهم التصديق إلى استماعه وميزان قسط لا يحيف عن الحق لسانه ونور هدى لا يطفأ عن الشاهدين برهانه وعلم نجاة
لا يضل من أم قصد سنته ولا تنال أيدي الهلكات من تعلق بعروة عصمته اللهم فإذا أفدتنا المعونة على تلاوته وسهلت جواسي ألسنتنا بحسن عبارته فاجعلنا
ممن يرعاه حق رعايته ويدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته ويفزع إلى الاقرار بمتشابهه وموضحات بيناته اللهم انك أنزلته على نبيك محمد صلى الله عليه وآله مجملا
وألهمته علم عجائبه مكملا وورثتنا علمه مفسرا وفضلتنا على من جهل علمه وقويتنا عليه لترفعنا فوق من لم يطق حمله اللهم فكما جعلت قلوبنا له حملة
وعرفتنا برحمتك شرفه وفضله فصل على محمد الخطيب به وعلى آله الخزان له واجعلنا ممن يعترف بأنه من عندك حتى لا يعارضنا الشك في تصديقه ولا يختلجنا
الزيغ عن قصد طريقه اللهم صل على محمد وآله واجلعنا ممن يعتصم بحبله ويأوي من المتشابهات إلى حرز معقله ويسكن في ظل جناحه ويهتدى بضوء صباحه و
يفتدى بتبلج أسفاره ويستصبح بمصباحه ولا يلتمس الهدى في غيره اللهم وكما نصبت به محمدا علما للدلالة عليك وأنهجت بآله سبل الرضا إليك فصل على محمد وآله
واجعل القرآن وسيلة لنا إلى أشرف منازل الكرامة وسلما نعرج فيه إلى محل السلامة وسببا نجزى به النجاة في عرصة القيامة وذريعة نقدم بها على
نعيم دار المقامة اللهم صل على محمد وآله واخطط بالقرآن عنا ثقل الأوزار وهب لنا حسن شمايل الأبرار واقف بنا آثار الدين قاموا لك به آناء الليل وأطراف النهار
حتى تطهرنا من كل دنس بتطهيره وتقفوا بنا اثار الدين استضاؤا بنوره ولم يلههم الامل عن العمل فيقطعهم بخدع غروره اللهم صل على محمد وآله واجعل القرآن لنا
في ظلم الليالي مؤنسا ومن نزغات الشيطان وخطرات الوساوس حارسا ولأقدامنا عن نقلها إلى المعاصي حابسا ولألسنتنا عن الخوض في الباطل من غير ما آفة مخرسا
ولجوارحنا عن اقتراف الآثام زاجرا ولما طوت الغفلة عنا من تصفح الاعتبار ناشرا حتى توصل إلى قلوبنا فهم عجائبه وزاجر أمثاله التي ضعفت الجبال الرواسي على
صلابتها عن احتماله اللهم صل على محمد وآله وأدم بالقرآن صلاح ظاهرنا واحجب به خطرات الوساوس عن صحة ضمائرنا واغسل به درن قلوبنا وعلائق
أوزارنا واجمع به منتشر أمورنا وارو به في موقف العرض عليك ظمأ هواجرنا واكسنا به حلل الأمان يوم الفزع الأكبر في نشورنا اللهم صل على محمد وآله واجبر
بالقرآن خلتنا من عدم الاملاق وسق إلينا به رغد العيش وخصب سعة الأرزاق وجنبنا به الضرائب المذمومة ومداني الأخلاق واعصمنا به من هوة الكفر
ودواعي النفاق حتى يكون لنا في القيامة إلى رضوانك وجناتك قايدا ولنا في الدنيا عن سخطك وتعدى حدودك ذا يدا ولما عندك بتحليل حلاله وتحريم حرامه شاهدا
اللهم صل على محمد واله وهون بالقرآن عند الموت على أنفسنا كرب السياق وجهد الأنين وترادف الحشارج إذا بلغت النفوس التراقي وقيل من راق وتجلى
ملك الموت لقبضها من حجب الغيوب ورماها عن قوس المنايا بأسهم وحشة الفراق وداف لها من ذعاف الموت كأسا مسمومة المذاق ودنا منا إلى الآخرة رحيل
وانطلاق وصارت الأعمال قلائد في الأعناق وكانت القبور هي المأوى إلى ميقات يوم التلاق اللهم صل على محمد وآله وبارك لنا في حلول دار البلى وطول المقامة بين
اطباق الثرى واجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا وافسح لنا برحمتك في ضيق ملاحدنا ولا تفضحنا في حاضري القيامة بموبقات آثامنا وارحم بالقرآن في موقف
العرض عليك ذل مقامنا وثبت به عند اضطراب جسر جهنم يوم المجاز عليها زلل أقدامنا ونجنا به من كل كرب يوم القيامة وشدائد أهوال يوم الطامة وبيض
وجوهنا يوم تسود وجوه الظلمة في يوم الحسرة والندامة واجعل لنا في صدور المؤمنين ودا ولا تجعل الحياة علينا نكدا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك
كما بلغ رسالتك وصدع بأمرك ونصح لعبادك اللهم اجعل نبينا صلواتك عليه وعلى آله يوم القيامة أقرب النبيين منك مجلسا وأمكنهم منك شفاعة
وأجلهم عندك قدرا وأوجههم عندك جاها اللهم صل على محمد وآل محمد وشرف بنيانه وعظم برهانه وثقل ميزانه وتقبل شفاعته وقرب وسيلته وبيض وجهه
وأتم نوره وارفع درجته وأحينا على سنته وتوفنا على ملته وخذ بنا منهاجه واسلك بنا سبيله واجلعنا من أهل طاعته واحشرنا في زمرته وأوردنا حوضه
واسقنا بكأسه وصل اللهم على محمد واله صلاة تبلغه بها أفضل ما يأمل من خيرك وفضلك وكرامتك انك ذو رحمة واسعة وفضل كريم اللهم اجزه بما
بلغ من رسالاتك وأدى من آياتك ونصح لعبادك وجاهد في سبيلك أفضل ما جزيت أحدا من ملائكتك المقربين وأنبيائك المرسلين المصطفين والسلام
عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته
571

خاتمة
بحمد الله وحسن توفيقه تم طبع هذا المصحف
الشريف بإذن مشيخة الجامع الأزهر بإشراف
مراقبة البحوث الاسلامية بتاريخ
بعد مراجعة لجنة المصاحف بالأزهر.
تعريف بهذا المصحف الشريف
كتب هذا المصحف وضبط على ما يوافق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة
الأسدي الكوفي لقراءة عاصم بن أبي التجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد
الله بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن
كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم
واخذ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصاحف التي بعث بها عثمان بن عفان
إلى البصرة الكوفة والشام ومكة والمصحف الذي جعله لأهل المدينة والمصحف
الذي اختص به نفسه وعن المصاحف المنتسخة منها،
أما الأحرف اليسيرة التي اختلفت فيها أهجية تلك المصاحف فاتبع فيها الهجاء
الغالب مع مراعاة قراءة القارئ الذي يكتب المصحف لبيان قراءته، ومراعاة
القواعد التي استنبطها علماء الرسم من الأهجية المختلفة على حسب ما رواه الشيخان
أبو عمرو الداني وأبو داود سليمان بن نجاح مع ترجيح الثاني عند الاختلاف،
وعلى الجملة كل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في مصحف من المصاحف
الستة السابق ذكرها. والعمدة في بيان كل ذلك على ما حققه الأستاذ محمد بن محمد
المحقق الشيخ عبد الواحد بن عاشر الأنصاري الأندلسي.
واخذت طريقة ضبطه مما قرره علماء الضبط على حسب ما ورد في كتاب
" الطراز على ضبط الخراز " للامام التنسي مع إبدال علامات الأندلسيين
والمغاربة بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة،
572

واتبعت في عد آياته طريقة الكوفيين عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب
السلمي عن علي بن أبي طالب على حسب ما ورد في كتاب ناظمة الزهر للامام
الشاطبي وشرحها لأبي عيد رضوان المخلاتي وكتاب أبى القاسم عمر بن محمد بن
عبد الكافي وكتاب تحقيق البيان للأستاذ الشيخ محمد المتولي شيخ القراء
بالديار المصرية سابقا، وآي القرآن على طريقتهم 6236
وأخذ بيان أوائل أجزائه الثلاثين وأحزابه الستين وأرباعها من كتاب
غيث النفع للعلامة السفاقسي وناظمة الزهر وشرحها وتحقيق البيان
وإرشاد القراء والكاتبين لأبي عبد رضوان المخللاتي.
واخذ بيان مكيه ومدنيه من الكتب المذكورة وكتاب أبى القاسم عمر بن محمد
ابن عبد الكافي وكتب القراءات والتفسير على خلاف في بعضها،
واخذ بيان وقوفه وعلاماتها مما قرره الأستاذ (محمد بن علي بن خلف الحسيني)
شيخ المقارئ المصرية الآن على حسب ما اقتضته المعاني التي ترشد إليها أقوال أئمة
التفسير،
واخذ بيان السجدات ومواضعها من كتب الفقه في المذاهب الأربعة،
واخذ بيان السكتات الواجبة عند حفص من الشاطبية وشراحها والتلقي
من أفواه المشايخ.
اصطلاحات الضبط
وضع الصفر المستدير فوق حرف علة يدل على زيادة ذلك الحرف فلا ينطق به
في الوصل ولا في الوقف، نحو: قالوا يتلوا صحفا. لأذبحنه، وثمودا فما أبقى.
إنا اعتدنا للكافرين سلاسلا. أولئك أولوا العلم. من نبإى المرسلين. بنيناها بأيد
ووضع الصفر المستطيل القائم فوق الف بعدها متحرك يدل على زيادتها وصلا
لا وقفا. نحو: انا خير منه لكنا هو الله ربي وتظنون بالله الظنونا هنالك كانت
وضع الصفر المستطيل فوقها وان كان حكمها مثل التي بعدها متحرك في أنها تسقط
وصلا وتثبت وقفا لعدم توهم ثبوتها وصلا.
ووضع رأس خاء صغيرة (بدون نقطة) فوق أي حرف يدل على سكون ذلك
الحرف وعلى أنه مظهر بحيث يقرعه اللسان، نحو: من خير. وينئون عنه بعبده.
573

قد سمع فقد ضل نضجت جلودهم. أوعظت وخضتم وإذ زاغت.
وتعرية الحرف من علامة السكون مع تشديد الحرف التالي يدل على إدغام
الأول في الثاني ادغاما كاملا نحو: أجيبت دعوتكما يلهث ذلك وقالت
طائفة ومن يكرههن. ألم نخلقكم.
وتعريته مع عدم تشديد التالي يدل على اخفاء الأول عند الثاني فلا هو
مظهر حتى يقرعه اللسان ولا هو مدغم حتى يقلب من جنس تاليه، نحو: من
تحتها من ثمرة ان ربهم بهم. أو إدغامه فيه إدغاما ناقصا، نحو: من يقول.
من وال فرطتم. بسطت،
ووضع ميم صغيرة بدل الحركة الثانية من المنون أو فوق النون الساكنة
بدل السكون مع عدم تشديد الباء التالية يدل على قلب التنوين أو النون
ميما. نحو: عليم بذات الصدور. جزاء بما كانوا كرام بررة من بعد منبثا.
وتركيب الحركتين (ضمتين أو فتحتين أو كسرتين) هكذا
يدل على إظهار التنوين، نحو: سميع عليم. ولا شرابا إلا. لكل قوم هاد.
وتتابعهما هكذا مع تشديد التالي على إدغامه. نحو:
خشب مسندة، غفورا رحيما. وجوه يومئذ ناعمة.
وتتابعهما مع عدم التشديد يدل على الاخفاء نحو: شهاب ثاقب. سراعا
ذلك بأيدي سفرة كرام. أو الادغام الناقص. نحو وجوه يومئذ رحيم
ودود. فتركيب الحركتين بمنزلة وضع السكون على الحرف. وتتابعهما بمنزلة
تعريته عنه.
والحروف الصغيرة تدل على أعيان الحروف المتروكة في المصاحف العثمانية
مع وجوب النطق بها، نحو ذلك الكتب. داود. يلوون ألسنتهم. يحي
ويميت. أنت ولي في الدنيا. إن ولي الله، إلى الحواريين. إيلافهم رحلة
الشتاء، إن ربه، وكان به بصيرا. كتبه بيمينه فيقول وكذلك ننجي المؤمنين.
وكان علماء الضبط يلحقون هذه الأحرف حمراء بقدر حروف الكتابة
الأصلية ولكن تعسر ذلك في المطابع فاكتفى بتصغيرها في الدلالة على المقصود.
وإذا كان الحرف المتروك له بدل في الكتابة الأصلية عول في النطق على
الحرف الملحق لا على البدل، نحو: الصلاة كمشكاة. الربا. موله. التورية.
574

وإذ استسقى موسى لقومه. لقد رأى ونحو والله يقبض ويبصط. في الخلق
بصطة فان وضعت السين تحت الصاد دل على أن النطق بالصاد أشهر.
نحو: المصيطرون.
ووضع هذه العلامة (~) فوق الحرف يدل على لزوم مده مدا زائدا على
المد الأصلي الطبيعي: نحو: ألم، الطامة. قروء، سئ بهم. شفعاء، تأويله
إلا الله، لا يستحي أن يضرب. بما أنزل على تفصيل يعلم من فن التجويد.
ولا تستعمل هذه العلامة للدلالة على ألف محذوفة بعد ألف مكتوبة مثل آمنوا
كما وضع غلطا في كثير من المصاحف بل تكتب آمنوا بهمزة وألف بعدها.
والدائرة المحلاة التي في جوفها رقم تدل بهيئتها على انتهاء الآية وبرقمها
على عدد تلك الآية في السورة نحو: إنا أعطيناك الكوثر (1) فصل لربك
وانحر (2) إن شانئك هو الأبتر (3) ولا يجوز وضعها قبل الآية البتة فلذلك
لا توجد في أوائل السور. وتوجد دائما في أواخرها.
وتدل هذه العلامة * على ابتداء ربع الحزب وإذا كان أول الربع أول
سورة فلا توضع.
ووضع خط أفقي فوق كلمة يدل على موجب السجدة ووضع هذه
العلامة بعد كلمة يدل على موضع السجدة. نحو: ولله يسجد ما في السماوات
وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون (49) يخافون ربهم من
فوقهم ويفعلون ما يؤمرون (50)
ووضع النقطة الخالية الوسط المعينة الشكل تحت الراء في قوله تعالى:
بسم الله مجريها يدل على إمالة الفتحة إلى الكسرة وإمالة الألف إلى الياء
وكان النقاط يضعونها دائرة حمراء فلما تعسر ذلك في المطابع عدل
إلى الشكل المعين.
ووضع النقطة المذكورة فوق آخر الميم قبل النون المشددة من قوله
تعالى: مالك لا تأمنا على يوسف يدل على الاشمام (وهو ضم الشفتين) كمن
يريد النطق بضمة إشارة إلى أن الحركة المحذوفة ضمة (من غير أن يظهر لذلك أثر
في النطق).
ووضع نقطة مدورة مسدودة الوسط فوق الهمزة الثانية من قوله
575

تعالى أعجمي وعربي يدل على تسهيلها بين بين أي بين الهمزة والألف
علامات الوقف
م = علامة الوقف اللازم، نحو: إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله
لا = علامة الوقف الممنوع نحو: الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام (لا)
عليكم ادخلوا الجنة.
ج = علامة الوقف الجائز جوازا مستوى الطرفين، نحو: نحن نقص عليك نبأهم
بالحق انهم فتية آمنوا بربهم.
صلى = علامة الوقف الجائز مع كون الوصل أولى، نحو وإن يمسسك الله بضر
فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير
قلى = علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى، نحو: قل ربي اعلم بعدتهم ما
يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم.
- - = علامة تعانق الوقف بحيث إذا وقف على أحد الموضعين لا يصح الوقف على الاخر
نحو: ذلك الكتب لا ريب فيه هدى للمتقين.
في 10 ربيع الأول سنة 1337 ه‍
محمد علي خلف الحسيني
شيخ المقارئ
م
حفني ناصف
المفتش الأول للغة العربية
بوزارة المعارف
كان
مصطفى عناني
المدرس
بمدرسة المعلمين
الناصرية
احمد الإسكندري
المدرس بمدرسة المعلمين
الناصرية
م
وقد أثبت هذا النص برمته هنا ليكون تعريفا بهذا المصحف كأصله المذكور
ضاعف الله لكاتب أصله الأجور ونفعنا به وبعلومه آمين. وقد قام
بالانفاق على عمل هذا المصحف وتصحيحه والتزم طبعه بمعرفته حضرة الشهم
الحاج عبد الفتاح عبد الحميد مراد صاحب مكتبة الجمهورية
بشارع الصنادقية بميدان الأزهر الشريف بالقاهرة - مصر
(أعضاء لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر الشريف)
أحمد علي مرعي
عبد العظيم الخياط
محمد سالم محيسن
عبد الرؤف محمد سالم
رزق خليل حبة
محمد سليمان صالح
محمد الصادق قمحاوي
نائب رئيس اللجنة
محمود الحصوي
رئيس اللجنة
عبد الفتاح القاضي
576