8
مجلة ينابيع
العدد (08) رجب - شعبان ٩٣٤١ه
كلمة
العدد
ــنن الإلهيــة الثابتــة،
ُ
مــن الس
ارتبـاط دوام نعم الله تعالى التي لا
حصـى، والتـي أنعـم بهـا
ُ
ولا ت
ّ
عـد
ُ
ت
- سـبحانه- علـى عبـاده المؤمنيـن،
نهــا بأقوالهــم وأفعالهــم، إذ
ْ
بصو
إن الله ســبحانه وتعالــى بجلالــه
غيـر ما
ُ
وكمالـه وعظيـم حكمتـه لا ي
إلـى شـر، أو مـن
ٍ
بقـوم مـن خيـر
إل ـى
ٍ
شـر إل ـى خي ـر، ومـن رخـاء
ة إلــى رخــاء،
ّ
َ
ــد
ِ
ة، أو مــن ش
ّ
َ
ــد
ِ
ش
غي ـروا مـا بأنفسـهم، فـإذا
ُ
حت ـى ي
كانــوا متخذيــن نعمــة الصــ ح
ا، ث ـم
ً
ـا وسـلوك
ً
والاسـتقامة منهج
كفـروا بتل ـك النع ـم بزواله ـم عـن
العـادة فـي الخي ـر وعـن اصطن ـاع
ــر
ّ
َ
المعــروف وبتــرك الشــكر، غي
الله عليهــم بالعقوبــات والنكبــات
والشــدائد والجــدب والقحــط
والتفـرق والتناحـر وغيـر ذلك من
ــا
ً
وفاق
ً
أنــواع العقوبــات، جــزاء
) ِ
يــد
ِ
ب
َ
ع
ْ
ل
ِ
ل
ٍ
ــام
َ
ظ
ِ
ب
َ
ــك
ُّ
ب
َ
ــا ر
َ
م
َ
(و
(فصلـت:64)، فـإن تابـوا ورجعوا
طوا،
َّ
إلـى الله وندمـوا علـى مـا فر
الله مـا به ـم
َ
ـر
َّ
ث ـم اسـتقاموا، غي
ٍ
وفقــر
ٍ
ة
ّ
َ
رقــة وشــد
ُ
مــن بــؤس وف
ٍ
وبركـة، واجتمـاع كلمـة
ٍ
إلـى رخـاء
حــال، بســبب أعمالهــم
ِ
وصــ ح
الطيبـة وتوبتهـم إلـى الله سـبحانه
ٍ
وم
َ
ق
ِ
ـا ب
َ
م
ُ
ـر
ِّ
ي
َ
غ
ُ
ي
َ
ل
َ
الله
َّ
ن
ِ
(إ
وتعالـى:
م)
ِ
ــه
ِ
س
ُ
نف
َ
أ
ِ
ــا ب
َ
وا م
ُ
ــر
ِّ
ي
َ
غ
ُ
ــى ي
َّ
ت
َ
ح
(الرعــد:11) . تغييــر طاعــة الله
بمعصيتــه، وشــكره بكفرهــم،
وأسـباب رضـاه بأسـباب سـخطه،
عليه ـم، وه ـذا
َ
ـر
َّ
ـروا غي
َّ
ف ـإذا غي
ة.
َّ
ـن
ُ
ه ـو الجـزاء وتل ـك ه ـي الس
وقــد تعــددت صــور الرخــاء،
ة التــي
ّ
َ
ــد
ِ
كمــا تعــددت صــور الش
غيرهــا الله للأمــم والشــعوب،
ُ
ي
وكل تلــك الصــور بتقديــر إلهــي
ة ثابتــة لا تتبــدل، فليــس
ّ
ــن
ُ
وس
الوئــام بيــن النــاس، أو نــزول
الغيث المسـبب للخصـب والنماء،
أو تولـي الصالحين شـؤون العباد،
والعيــش بعــزة وكرامــة ودعــة
ما بأنفسنا
ّ
حتى نغي
بقلم رئيس التحرير
