مجلة ينابيع
76
العدد (97) جمادى الأولى - جمادى الآخرة ٩٣٤١ه
في النفس والمجتمع
الحياة تصبح ممكنة وصالحة إن
نا التكاليف المفروضة في
ّ
نحن نفذ
هذا الدين، ولكن النفس المسلمة
تظل تعرج في معارج الكمال بما يوجه
إليه الضمير البشري من تسامح وارتفاع
وتسام، فالتوجه الوجداني في هذا الدين
هو الجزء المكمل للتكليف المفروض
فيه، ثم هو الكفيل بتنفيذ هذا التكليف
عن طواعية ورضى وإقبال ويمنح الحياة
البشرية قيمتها الإنسانية الكريمة المترفعة
عن القيود والضرورات، وعن
ضغط القانون ودفع التكاليف
ا، ومن تداخل النفس
ً
ايض
يعمل الإسلم ومن أعماق
الضمير يحاول الإصلح، ولكنه
ا عن الواقع العملي
ً
لا يغفل أبد
في محيط الحياة، ولا عن
حقيقة النفس البشرية، جاء
في التنزيل الحكيم قوله تعالى:
ى
َ
ل
َ
وا ع
ُ
ام
َ
ق
َ
ت
ْ
اس
ِ
و
َ
ل
ْ
ن
َ
أ
َ
(و
ِ
ة
َ
يق
ِ
ر
َّ
الط
(الجن: 61)
ا)
ً
ق
َ
د
َ
غ
ً
اء
َ
م
ْ
م
ُ
اه
َ
ن
ْ
ي
َ
ق
ْ
س
َ
َ
َ
ل
َ
و
ُ
وه
ُ
ع
ِ
ب
َّ
ات
َ
ا ف
ً
يم
ِ
ق
َ
ت
ْ
س
ُ
ي م
ِ
اط
َ
ر
ِ
ا ص
َ
ذ
َ
ه
َّ
ن
َ
أ
َ
(و
) ِ
ه
ِ
يل
ِ
ب
َ
س
ْ
ن
َ
ع
ْ
م
ُ
ك
ِ
ب
َ
ق
َّ
ر
َ
ف
َ
ت
َ
ف
َ
ل
ُ
ب
ُّ
وا الس
ُ
ع
ِ
ب
َّ
ت
َ
ت
(الأنعام:351).
وحينما حاول الإسلم أن يحقق
العدالة الاجتماعية كاملة، ارتفع بها عن
أن تكون عدالة اقتصادية محدودة، وأن
يكون التكليف وحده هو الذي يكفلها،
فجعلها عدالة إنسانية شاملة، وهدف
الإسلم انتزاع الأنانية والأثرة
من نفوس المقتدرين والأغنياء،
ا، ونظامه
ً
ليسير مركب الحياة آمن
يقوم على أساس التصور الإيماني
والتربية الإيمانية فيصوغ
النفس البشرية صياغة
خاصة ثم يقيم لها النظام
الذي تتبين فيه تصوراتها الصحيحة
وأخلقها النظيفة وفضائلها العالية،
ا كثيرة لأعمال
ً
رق
ُ
ع ط
ّ
َ
لذلك شر
البر التي تعتبر من الأعمال الصالحة
لتحقيق العدل
ÍÃMI¹Ä
الباحث: خضير عباس محمد/ واسط
الإنفاق أساس العدل الاجتماعي
