مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 60

60 مجلة ينابيع العدد (97) جمادى الأولى - جمادى الآخرة ٩٣٤١ه
توحيد المفضل
روى المفضل بن عمر الجعفي في
Aكتاب(التوحيد)عنالإمام الصادق
قوله:
والمعاني َ وا الأسباب ُ ل ِ ه َ ج َ اك ّ ك ُ الش ّ َ إن
أفهامهم عن تأمل ْ رت ُ ص َ لقة، وق ِ في الخ
َّ الباري جل)1( الصواب، والحكمة فيما ذرأ
ِرَّ في الب ِ ه ِ ق ْ ل َ من صنوف خ)2( دسه، وبرأ ُ ق
ِر ْ ص َ والبحر والسهل والوعر، فخرجوا بق
م ِ ه ِ ر ِ صائَ ب ِ ف ْ ع َ ض ِ ، وب ِ حود ُ لومهم إلى الج ُ ع
ِلق َ نود، حتى أنكروا خ ُ إلى التكذيب والع
ًنعة ُ الأشياء، وادعوا تكونها بالإهمال، لا ص
ولا ٍ من مدبر ً فيها ولا تقدير، ولا حكمة
، تعالى الله عما يصفون، وقاتلهم ٍ صانع
هم ِّهم وغي ِ لل َ ، فهم في ض)3(ى يؤفكون ّ أن
ا قد ً م بمنزلة عميان دخلوا دار ِ رهُّوتجب
ِت بأحسن َ رش ُ بنيت أتقن بناء وأحسنه، وف
َروب ُ فيها ض ّ َ د ِ ع ُ وأفخره، وأ ِ رش َ الف
والملبس والمآرب ِ والأشربة ِ الأطعمة
ستغنى عنها، ووضع ُ حتاج إليها ولا ي ُ التي ي
ٍكل شيء من ذلك موضعه على صواب
من التدبير، فجعلوا ٍ من التقدير، وحكمة
، ويطوفون ً ا وشما ً يترددون فيها يمين
أبصارهم ً ، محجوبة ً ا وإقبا ً بيوتها إدبار
فيها، َّ د ِ ع ُ
نية الدار، وما أ ُ عنها، لا يبصرون ب
َ بعضهم بالشيء الذي وضع َ رَث َ ما ع َّ ورب
للحاجة إليه، وهو جاهل َّ د ِ ع ُ
عه، وأ ِ موض
َر َّ كذلك؟ فتذم َ ل ِ ع ُ ولماذا ج َّ د ِ ع ُ
للمعنى ولما أ
الدار وبانيها. فهذه حال هذا ّ َ م َ وذ َ ط َّ خ َ سَ وت
ِالصنف في إنكارهم ما أنكروا من أمر
)4( نعة. فإنهم لما غربت ُ الص ِ وثبات ِ ة َ لق ِ الخ
أذهانهم عن معرفة الأسباب والعلل في
الأشياء، صاروا يجولون في هذا العالم
حيارى، فل يفهمون ما هو عليه من اتقان
هيئته. ِ ه، وصواب ِ ت َنع ُ ص ِ سن ُ ه، وح ِ ت َ لق ِ خ
وربما وقف بعضهم على الشيء يجهل
ِه ّ ِ فيه، فيسرع إلى ذم)5( سببه، والأرب
بالإحالة والخطأ، كالذي أقدمت ِ ه ِ ف ْ ص َ و َ و
الكفرة، وجاهرت به )6( عليه المنانية
الملحدة المارقة الفجرة، وأشباههم من
)7(أهل الضلل المعللين أنفسهم بالمحال
عليه بمعرفته، ُ الله َ فيحق على من أنعم
وهداه لدينه، ووفقه لتأمل التدبير في
ÍÃMI¹Ä
ملـف
العدد