مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 9

المرجعية الدينية .. ودورها في الإصلاح
9
وأراد
F
وحتى عندما حضرته الوفاة
أن يكتب للأمة وصيته لكي لا يضلوا
ا ذلك فأعرض عن كتابتها ..
ْ
و
َ
بعده، أب
دعوتهم
ّ
إذ لا سيطرة له عليهم، اللهم إ
ْ
ن
َ
ع
َ
ك
َ
ل
َ
ه
ْ
ن
َ
م
َ
ك
ِ
ل
ْ
ه
َ
ي
ِ
وإنذارهم وتبليغهم: (ل
.
(الأنفال:24)
) ٍ
ة
َ
ن
ِّ
ي
َ
ب
ْ
ن
َ
ع
َّ
ي
َ
ح
ْ
ن
َ
ا م
َ
ي
ْ
ح
َ
ي
َ
و
ٍ
ة
َ
ن
ِّ
ي
َ
ب
:
A
ا: سيرة أئمة أهل البيت
ً
ثالث
من أمير
ً
ابتداء
A
وهذه سيرة أئمتنا
بالحجة المنتظر(عج)
ً
وانتهاء
A
المؤمنين
في غيبته، كانت مكرسة للتبليغ والدعوة
وتوعية الأمة وتعريفها بدينها، وكشف
البدع والانحرافات، والتحذير من الوقوع
فيها، من دون فرض ذلك عليها.
ً
خمسا
A
فقد صبر أمير المؤمنين
رغم
F
وثلاثين سنة بعد وفاة النبي
اغتصابهم حقه في الخلافة، استشرى
خلالها الفساد والانحراف في المجتمع،
، فلم
ً
وأمواله دو
ً
وأصبح عباد الله خو
ا، ولكنه بقي
ً
ا ولم يعلن حرب
ً
يشهر سيف
يمارس دوره المرسوم له في التذكير
والتبليغ وبيان الحق من الباطل.
نعم، حين آل إليه الأمر وتسلم
ت
ّ
الخلافة ـ غير راغب فيها ـ...صار يثب
أركان دولته وحماية الرعية التي في
عهدته.. فخاضحروبه خلال فترة خلافته
ل
ّ
َ
ف.. وبد
ّ
فقط. والبالغة أربع سنوات وني
الولاة الفاسدين بآخرين صالحين، ووزع
الأموال على الرعية بالسوية، وحكم
بالعدل والإحسان، ومارس دوره كحاكم
ا للعباد.
ً
ا رحيم
ً
عادل للبلاد، وسائس
بعد
A
وكذلك الإمام الحسن
ومبايعته
A
استشهاد أبيه أمير المؤمنين
للخلافة، لبس لامة حربه واستعد للقتال،
ولكن بعد إبرام الهدنة مع معاوية رجع إلى
ا دوره كإمام في
ً
المدينة المنورة ممارس
التبليغ والتذكير والتوعية...
وبعده سار شقيقه سيد الشهداء الإمام
َ
ق
ّ
وا بقتله ولو تعل
ُّ
قبل أن يهم
A
الحسين
َ
رك
ُ
بقوله: (لو ت
A
ا
ً
ر
ٍّ
بأستار الكعبة، معب
ا عليه - والأمر
ً
القطا لنام)، فصار لزام
م نفسه وأهل بيته وخيرة
ّ
ِ
كذلك- أن يقد
الأصحاب قرابين للحفاظ على بيضة
َّ
الإسلام، بعد أن تجاوز الانحراف كل
ٍ
كاف
َ
وحده غير
ُ
الكلام
َ
الحدود، وصار
لتنبيه الأمة من رقدتها وإيقاظها من
شدها وهداها..
ُ
سباتها وإرجاعها إلى ر
م نفسه ولم يفرض على أحد
ّ
َ
نعم، قد
ذلك، بل ترك لهم الخيار بقوله: (من كان
ِ
ا على لقاء الله
ً
ن
ِّ
ط
َ
و
ُ
مهجته، م
ً
فينا باذ
معنا).
ْ
، فليرحل
ُ
ه
َ
نفس
B
وقد أعقبه الأئمة التسعة من ذريته
مبلغين ومنذرين وهادين للأمة من دون
ما.
ٍ
إكراهها على فعل
وها هي المرجعية تسير على خطى
فتصدر بياناتها
B
الأئمة المعصومين
، ً
ومحذرة
ً
رة
ِّ
وتوجيهاتها للأمة، مذك
ا،
ً
ومرشدة إلى الطريق الذي تراه آمن
لموقفها الشرعي
ً
لذمتها وتجلية
ً
إبراء
النابع من رؤيتها وفهمها للواقع، فمن
ا للتحرر من
ً
ا، وتواق
ًّ
ا لها حق
ً
كان مطيع
الفاسدين والمفسدين، واستبدال الذي
بالذي هو أدنى، كما نادت بذلك
ٌ
هو خير
المرجعية (وقد بح صوتها من النداء)،
َ
َ
الله
َّ
ن
ِ
فالطريق سالك نحو التغيير(إ
) ْ
م
ِ
ه
ِ
س
ُ
ف
ْ
ن
َ
أ
ِ
ا ب
َ
وا م
ُ
ر
ِّ
ي
َ
غ
ُ
ى ي
َّ
ت
َ
ح
ٍ
م
ْ
و
َ
ق
ِ
ا ب
َ
م
ُ
ر
ِّ
ي
َ
غ
ُ
ي
أو تدبر،
ٍ
ل
ُّ
، لا أن يرددوا بلا تأم
(الرعد:11)
ما يبثه أعداء الأمة في أوساط البسطاء،
من توهين للمرجعية ولدورها الريادي في
توجيه الأمة الوجهة الصحيحة.
هدانا الله وإياكم لما فيه الصلاح
نا وإمامنا
ِّ
والإصلاح، وعجل الله فرج ولي
من
ٍ
بشيء
َ
الحجة (عج) حتى لا يظفر
ويحققه.
َّ
ق
َ
الح
َّ
ق
ِ
ح
ُ
مزقه وي
ّ
إ
ِ
الباطل
1...,10,11,12,13,14,15,16,17,18,19 2,3,4,5,6,7,8,132
Powered by FlippingBook