كلمة
العدد
العدد (٧٧) شهر ذو القعدة - ذو الحجة 8341ه
8
وأدنى بصيرة
ٍّ
لا يخفى على كل ذي لب
الدور الريادي الذي نهضت به المرجعية
الدينية الرشيدة في الأحداث التي تلت
عام 3002م، ولسنا بصدد استعراض
ما بذلته لإخماد نار الفتن الطائفية التي
لو قدر لها الاستعار لالتهمت الأخضر
واليابس، ناهيك عن حضورها إلى
جانب أبناء الشعب في جميع المنعطفات
ا
ً
المصيرية المرتبطة بتلك الأحداث، بدء
ا بالحث على
ً
من كتابة الدستور ومرور
المشاركة في العملية السياسية، وليس
بالانتخابات التشريعية، لكننا هنا
ً
انتهاء
في مقام التذكير بذلك الدور الفاعل، لعل
الذكرى تنفع المؤمنين.
الملاحم البطولية الرائعة التي
َ
ر
ْ
إث
سطرتها قواتنا الباسلة بتضحياتها،
استجابة لنداء المرجعية الرشيدة ودعوتها
إلى الدفاع عن الوطن والمقدسات، والتي
قبرت فيها مخططات الدوائر الاستخبارية
الدولية والإقليمية، وفضحت عملاءها
الذين كانوا يتربصون بأرض العراق
وشعبه ومقدساته الدوائر، وهزمتهم شر
هزيمة، كان لابد لهؤلاء المهزومين -
حسب المتوقع- من الانتقام من المرجعية
وجماهيرها المسترشدة بتوجيهاتها،
شتى الوسائل البائسة، من قبيل
ِ
ل
ُّ
بتوس
، ً
ملف الفساد المتفشي في البلد مث
ِ
ربط
بصمت المرجعية المزعوم عنه، وتهاونها
في ردعه، داعين إلى انتفاضة جماهيرية
أو ثورة تقودها المرجعية بنفسها لإسقاط
ا بما
ً
الفاسدين والحكومة معهم، تأسي
ٍ
من عزل
A
كان يقوم به أمير المؤمنين
لولاته الفاسدين.
ولبيان دور المرجعية في مواجهة
الفساد والمفسدين لابد لنا من الإضاءة
بهذا الخصوص بشكل مختزل:
: دور المرجع
ً
أولا
يضطلع المرجع بدور إرشاد الأمة
وتوعيتها وتحذيرها في غياب المعصوم
: (وأما الحوادث
A
، فقد ورد عنه
A
الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا
فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم)
.
(رواه المفيد في الفصول العشرة:01)
وقد يلتبس على البعض هذا
مالا
ُ
ه
َ
لون
ِّ
العنوان العام لمرجع الدين فيحم
يحتمل من تبعات عدم التزام الآخرين
بإرشاداته وتوجيهاته في خضم الأحداث
وا في تصوراتهم
َ
التي تمر بها الأمة، فغال
لون المرجع مسؤولية
ِّ
م
َ
ح
ُ
حتى باتوا ي
تردي الأوضاع وانتشار الفساد في كل
مفاصل الدولة..
وسيطرته على
F
ا: النبي
ً
ثاني
هداية الأمة:
ه الأكرم:
َّ
ا نبي
ً
قال الله تعالى مخاطب
(الرعد:7)
) ٌ
ر
ِ
ذ
ْ
ن
ُ
م
َ
ت
ْ
ن
َ
ا أ
َ
م
َّ
ن
ِ
(إ
ا
َ
م
ْ
غ
ِّ
ل
َ
ب
ُ
ول
ُ
س
َّ
ا الر
َ
ه
ُّ
ي
َ
ا أ
َ
وفي آية أخرى: (ي
(المائدة:76)
) َ
ك
ِّ
ب
َ
ر
ْ
ن
ِ
م
َ
ك
ْ
ي
َ
ل
ِ
إ
َ
ل
ِ
ز
ْ
ن
ُ
أ
َ
ت
ْ
س
َ
* ل
ٌ
ر
ِّ
ك
َ
ذ
ُ
م
َ
ت
ْ
ن
َ
ا أ
َ
م
َّ
ن
ِ
وفي آية ثالثة: (إ
)
(الغاشية:12ـ 22
) ٍ
ر
ِ
ط
ْ
ي
َ
س
ُ
م
ِ
ب
ْ
م
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
ٌ
ر
ّ
ِ
ومذك
ٌ
منذر
F
إذن فالنبي الأكرم
للعباد، ليس له سيطرة عليهم إن
ٌ
غ
ّ
ِ
ومبل
ا الهداية والانصياع لأوامره، فمهامه
ْ
و
َ
أب
ا
َ
تبليغية توعوية، وحسابهم عند ربهم. (ي
ا
ً
ر
ِّ
ش
َ
ب
ُ
م
َ
ا و
ً
د
ِ
اه
َ
ش
َ
اك
َ
ن
ْ
ل
َ
س
ْ
ر
َ
ا أ
َّ
ن
ِ
إ
ُّ
ي
ِ
ب
َّ
ا الن
َ
ه
ُّ
ي
َ
أ
ا
ً
اج
َ
ر
ِ
س
َ
و
ِ
ه
ِ
ن
ْ
ذ
ِ
إ
ِ
ب
ِ
ى الله
َ
ل
ِ
ا إ
ً
ي
ِ
اع
َ
د
َ
ا * و
ً
ير
ِ
ذ
َ
ن
َ
و
ا).
ً
ير
ِ
ن
ُ
م
المرجعية الدينية ..
ودورها في الإصلاح!
بقلم : رئيس التحرير
