مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 125

125
يد من وراء الغيب
واحة الأدب
الأديب والروائي: كمال السيد
في هذا العالم الذي يضج بصخب
ينتبه
ّ
الحوادث، من الطبيعي أ
الإنسان إلى وجود عالم آخر
مجاور، فالدنيا كبحر متلاطم الأمواج
ولكن ما إن يغوص المرء تحت السطح
حتى يشعر بالسكينة والجلال، وهكذا
تكون الأعماق، فالحقائق كما اللآلئ لا
توجد في سطح البحر وإنما تستقر في
الأعماق.
وقد تمر بالإنسان حوادث ينتبه من
خلالها إلى وجود ذلك العالم القائم وراء
ا إذا علمنا أن لا
ً
ستار الغيب، خصوص
شيء في عالم الوجود يحدث صدفة، بل
بقدر مقدر...
وفيما يلي حكايتين في هذا المضمار:
الحكاية الأولى:
في مطلع شبابه ولاستكمال دراسته
الدينية، هاجر العلامة السيد محمد
حسين الطباطبائي صاحب جهد تفسيري
للقرآن الكريم (الميزان) من مدينة تبريز
مسقط رأسه إلى مدينة النجف الأشرف،
ا على ما
ً
وكان يعيش حياة صعبة معتمد
تصله من معونات مالية مع قافلة تبريز.
ا،
ً
وذات مرة تأخرت القافلة كثير
وفي ليلة شتائية قارصة البرد جلس
ا وقد
ً
ا حائر
ً
السيد الطباطبائي مهموم
طار النوم من عينيه بسبب ما تراكم عليه
من الديون، وكانت زوجه ورفيقة دربه
ساهرة هي الأخرى لسهره تشاركه أرقه
وهمومه!
اجتازت الساعة منتصف الليل، وفي
مثل هذا الوقت تبدو المدينة مقفرة
مهجورة، ما خلا الرياح الباردة تجوس
الأزقة الملتوية حيث تصطف بيوتها
المتواضعة.
كان السيد يتحدث بلهجة فيها تساؤل
ولوم! لهجة فيها ما يشبه العتاب لله
تبارك وتعالى!
ـ ماذا أقول لصاحب الدار؟ وماذا
ÍÃMI¹Ä
يد من وراء الغيب
1,126,127,128,129,130,131 115,116,117,118,119,120,121,122,123,124,...132
Powered by FlippingBook