مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 78

مجلة ينابيع
78
العدد (27) المحرم ــ صفر 8341هـ
A
مشروع الإمام الحسين
لإصلاح المجتمع
الدكتور حسين لفته حافظ
مركز دراسات الكوفة
ا
ً
حملت النهضة الحسينية مشروع
ل في إصلاح الأمة وتخليصها
ّ
ا تمث
ً
كبير
من براثن الفساد الذي أراد بنو أمية
إحلاله في المجتمع وصرف الناس
عن الدين الإسلامي الصحيح.
كانت
A
أن نهضة الإمام الحسين
ّ
إ
لهم بالمرصاد، فقد وقفت بينهم وبين
نواياهم الشريرة في إفساد المجتمع من
أن هذه
ّ
خلال اتباع شتى الوسائل، إ
الوسائل لم تؤثر على أصحاب الإيمان
الراسخ بسبب تمسكهم بالدعوة الإسلامية
ا
َ
ه
ُّ
ي
َ
(يا أ
ا لقوله تعالى:
ً
الصحيحة تجسيد
ذا
ِ
إ
ِ
ول
ُ
س
َّ
لر
ِ
ل
َ
و
ِ
وا لله
ُ
يب
ِ
ج
َ
ت
ْ
وا اس
ُ
ن
َ
آم
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
(الأنفال: 42)
) ْ
م
ُ
يك
ِ
ي
ْ
ح
ُ
ما ي
ِ
ل
ْ
م
ُ
عاك
َ
د
إن المتأمل في النص القرآني يلاحظ
أنه يؤكد على إطاعة الله ورسوله، لأن هذه
الطاعة تؤدي إلى النجاة والحياة, وليس
ة أمام
ّ
هناك من شك في أننا كأمة إسلامي
من التحديات والمؤامرات المتوالية
ٍّ
كم
سحق وجودنا وإلغاء
ّ
ناعها إ
ُ
لص
َّ
التي لاهم
قيمنا وتلويث أخلاقنا، حتى نبقى في عالم
بلا قيم
ً
بلا أرواح ودينا
ً
الوجود أشباحا
ً
بلا أخلاق وعملا
ً
ودولة بلا نظام وسلوكا
بلا تقوى، ولا ندري لأي خطاب نصغي،
ذلك هو عين الخطيئة التي لا تغتفر.
بيد أن السماء رسمت لنا ملامح
خطاب متقن في هذا المجال، لقوله تعالى:
ْ
ن
ِ
م
َ
و
ٍ
ة
َّ
و
ُ
ق
ْ
ن
ِ
م
ْ
م
ُ
ت
ْ
ع
َ
ط
َ
ت
ْ
ا اس
َ
م
ْ
م
ُ
ه
َ
وا ل
ُّ
د
ِ
ع
َ
أ
َ
ْ
م
ُ
ك
َّ
و
ُ
د
َ
ع
َ
و
ِ
الله
َّ
و
ُ
د
َ
ع
ِ
ه
ِ
ب
َ
ون
ُ
ب
ِ
ه
ْ
ر
ُ
ت
ِ
ل
ْ
ي
َ
خ
ْ
ال
ِ
باط
ِ
ر
ُ
الله
ُ
م
ُ
ه
َ
ون
ُ
م
َ
ل
ْ
ع
َ
لا ت
ْ
م
ِ
ه
ِ
ون
ُ
د
ْ
ن
ِ
م
َ
ين
ِ
ر
َ
آخ
َ
و
ِ
الله
ِ
يل
ِ
ب
َ
يس
ِ
ف
ٍ
‏ء
ْ
ي
َ
ش
ْ
ن
ِ
وا م
ُ
ق
ِ
ف
ْ
ن
ُ
ما ت
َ
و
ْ
م
ُ
ه
ُ
م
َ
ل
ْ
ع
َ
ي
(الأنفال: 06).
) َ
ون
ُ
م
َ
ل
ْ
ظ
ُ
لات
ْ
م
ُ
ت
ْ
ن
َ
أ
َ
و
ْ
م
ُ
ك
ْ
ي
َ
ل
ِ
إ
َّ
ف
َ
و
ُ
ي
بأن هذا النص لا يختص
ً
وقد بات واضحا
بالقتال فحسب بل بقوة الإيمان والوعي
ا
ً
والرقابة الذاتية وكل ما يكون مقوم
لمسيرة الأمة ونهضتها التصحيحية.
فالذي يتضح أن الدين هو المنهج الذي
رسمه الله تعالى لفرض تكامل الإنسان
ِ
الله
َ
ند
ِ
ع
َ
ين
ِّ
الد
َّ
ن
ِ
لقوله تعالى:
ً
مصداقا
(آل عمران: 91)، بما يؤكد خاتمية
الإسلام)
الأديان بالدين الإسلامي الحنيف، ويمثل
ضرورة حياتية تتبنى حاجات الإنسان،
وتحقق أغراضه الأساسية في الدنيا
والآخرة، فالميل النفسي إلى الدين تعبير
فطري مركوز في أعماق النفس الإنسانية
ومتأصل فيها، ومهما انحرف الإنسان عن
منهج الله تعالى وابتعد فلن يستطيع طمس
بل عليها بالنظر،
ُ
أو تغيير فطرته التي ج
ا
ً
يف
ِ
ن
َ
ح
ِ
ين
ِّ
لد
ِ
ل
َ
ك
َ
ه
ْ
ج
َ
و
ْ
م
ِ
ق
َ
أ
َ
لقوله تعالى:
َ
ا
َ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
َ
اس
َّ
الن
َ
ر
َ
ط
َ
ي ف
ِ
ت
َّ
ال
ِ
الله
َ
ة
َ
ر
ْ
ط
ِ
ف
َّ
ن
ِ
ك
َ
ل
َ
و
ُ
م
ِّ
ي
َ
ق
ْ
ال
ُ
ين
ِّ
الد
َ
ك
ِ
ل
َ
ذ
ِ
الله
ِ
ق
ْ
ل
َ
خ
ِ
ل
َ
يل
ِ
د
ْ
ب
َ
ت
(الروم: 03). وهذا
) َ
ون
ُ
م
َ
ل
ْ
ع
َ
ي
َ
ِ
اس
َّ
الن
َ
ر
َ
ث
ْ
ك
َ
أ
ÍÃMI¹Ä
1...,79,80,81,82,83,84,85,86,87,88 68,69,70,71,72,73,74,75,76,77,...132
Powered by FlippingBook