مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 112

مجلة ينابيع
112
العدد (27) المحرم ــ صفر 8341هـ
زيارة الأربعين
بين الماضي
والحاضر
بقلم: المحامي أحمد المالكي
جرت العادة في الحداد على الميت
، فإذا كان يوم الأربعين
ً
أربعين يوما
أقيم على قبره حفل لتأبينه.
فكيف نفهم هذا المعنى عندما
A
يتجلى في موضوع كالإمام الحسين
الذي بكته ملائكة السماء وسكان الأرض
. على ما روي عن
ً
وما فيهما أربعين صباحا
: (إن السماء بكت على
A
الإمام الصادق
ا بالدم، وإن الأرض
ً
الحسين أربعين صباح
ا بالسواد، وإن الشمس
ً
بكت أربعين صباح
ا بالكسوف والحمرة،
ً
بكت أربعين صباح
وإن الجبال تقطعت وانتثرت، وإن البحار
ا
ً
تفجرت، وإن الملائكة بكت أربعين صباح
.
)1(
)
A
على الحسين
ومنذ ذلك اليوم، وهو العشرين من
ا، تتوافد
ً
صفر أصبح هذا التاريخ مشهود
الملايين من الزائرين على كربلاء لزيارة
، وإقامة المآتم عنده
A
الإمام الحسين
وتجديد هذه الذكرى المؤلمة.
إن إقامة المآتم عند قبره الشريف في
الأربعين من كل سنة، يعني إحياء وتخليد
نهضته المباركة، ولتلك المزايا التي لا
ا
ً
عد، وتعريف
ُ
حد، والفضائل التي لا ت
ُ
ت
بالجريمة التي ارتكبها الأمويون وأتباعهم.
ولهذا دأب الشيعة على تجديد العهد بتلكم
الأحوال يوم الأربعين من كل سنة.
يذكر التاريخ أن أول مأتم أقيم بعد
ن من النسوة
ّ
تكو
ً
واقعة الطف مباشرة
والفتيات والعلويات وهن زوجات
A
وأخوات وبنات الإمام الحسين
والهاشميين والأصحاب الذين استشهدوا
قد ذلك المأتم في العراء
ُ
، وقد ع
)2(
معه
فوق ساحة المعركة عصر اليوم العاشر
من المحرم، حيث كانت القلوب مثقلة
ÍÃMI¹Ä
1...,113,114,115,116,117,118,119,120,121,122 102,103,104,105,106,107,108,109,110,111,...132
Powered by FlippingBook