مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 76

مجلة ينابيع
76
العدد (17) ذو القعدة ــ ذو الحجة 7341هـ
إضاءات السيرة
B
والأئمة
F
الرسول الأكرم
والرسالة الخاتمة
ال
ّ
د: أحمد جاسم الخي
بعث الله سبحانه سيد رسله وخاتم
برسالته الخاتمة
F
أنبيائه محمد
في شبه الجزيرة العربية، في مجتمع
ا سامية
ً
جاهلي قبلي، وكانت تحمل أهداف
وثقافة إلهية أكبر من كل الثقافات الدينية
، فهي جاءت
ٍ
التي عرفها العالم يومئذ
مكملة لرسالات الأنبياء السابقة ومصححة
لما أصابها من انحراف.
وبوحي من الله عزوجل
F
أراد النبي
أن يقيم المثال الإلهي في شبه جزيرة
العرب، ومن ثم ينطلق منها إلى العالم
ا بقوم دون
ً
كله، فالإسلام لم يكن مختص
آخرين، إنما نزل نوره ليضيء العالم
أجمع، ويخرج الناس من الظلام إلى النور
ومن الجهل إلى العلم ومعرفة الحقيقة
ا
ً
والإيمان بها. فالإيمان بالله عزوجل إيمان
ا يتكفل بإخراج الناس من الظلمات
ً
صادق
إلى النور، ويساعد في دفع الإنسانية نحو
وجودها الحقيقي، ومن ثم تحقيق حلم
الإنسانية بالوصول إلى مستوى من التكامل
يسمح بإقامة الأطروحة الالهية دون أن
تقدر الطغاة على تشويه تجربتهم قال
ْ
م
ُ
ه
ُ
ج
ِ
ر
ْ
خ
ُ
ي
ْ
وا
ُ
ن
َ
آم
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
ُّ
ي
ِ
ل
َ
و
ُ
(الله
تعالى:
ْ
وا
ُ
ر
َ
ف
َ
ك
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
َ
و
ِ
ر
ُ
و
ُّ
ى الن
َ
ل
ِ
إ
ِ
ات
َ
م
ُ
ل
ُّ
الظ
َ
ن
ِّ
م
ِ
ور
ُّ
الن
َ
ن
ِّ
م
ْ
م
ُ
ه
َ
ون
ُ
ج
ِ
ر
ْ
خ
ُ
ي
ُ
وت
ُ
اغ
َّ
الط
ُ
م
ُ
ه
ُ
آؤ
َ
ي
ِ
ل
ْ
و
َ
أ
(البقرة:752).
) ِ
ات
َ
م
ُ
ل
ُّ
ى الظ
َ
ل
ِ
إ
ا من طغاة قريش أن
ً
وكان متوقع
F
يرفعوا شعار الرفض لدعوة النبي
التي زلزلت عروشهم وسفهت أحلامهم
وهدت قوانينهم وعقائدهم الزائفة، وأن
يعملوا بما أوتوا من قوة من أجل إجهاض
هذه الدعوة الكريمة، مستعملين مختلف
الأساليب البشعة، وأقسى ما عرفته
الإنسانية من صور القمع لوأد الرسالة
في مهدها، فقد صعب عليهم أن تسلب
امتيازاتهم باستغلال الضعفاء والمعوزين،
وتصرع أصنامهم ويتلاشى نظام حياتهم
F
الزائف. لذلك وقفوا في وجه الرسول
فيحدثنا التاريخ أنه (مشى رجال من
أشراف قريش إلى أبي طالب. فقالوا: يا أبا
طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب
ديننا وسفه أحلامنا وضلل إباءنا. فإما أن
.
)1(
ه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه...)
ّ
تكف
هذه الرواية تؤشر لنا بداية الصراع
ومن آمن به وبين قمم
F
بين النبي محمد
الشرك زعماء قريش الذي أذهلهم هذا
المساس بسلطتهم، بين عقيدة التوحيد
وعبادة الله الواحد الأحد وبين عقيدة
الشرك وعبادة الأصنام، فكان هذا الصراع
ولابد منه بين النقيضين الإسلام
ً
طبيعيا
ÍÃMI¹Ä
1...,77,78,79,80,81,82,83,84,85,86 66,67,68,69,70,71,72,73,74,75,...148
Powered by FlippingBook