مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 116

116
مجلة ينابيع
العدد (17) ذو القعدة ــ ذو الحجة 7341هـ
للفضيلة نجومها
المطلع على سيرة وحياة
الصحابي الجليل سلمان المحمدي
يلاحظ أنها كانت مليئة بالعطاء
N
الذي شمل البشرية أجمعين كيف لا وقد
العالمين: (سلمان منا
ّ
أوسمه رسول رب
، ولم ينسبها لأحد من أصحابه
)1(
أهل البيت)
ا لقوله
ً
من الأولين والآخرين. فكان مصداق
) ْ
م
ُ
اك
َ
ق
ْ
ت
َ
أ
ِ
الله
َ
د
ْ
ن
ِ
ع
ْ
م
ُ
ك
َ
م
َ
ر
ْ
ك
َ
أ
َّ
ن
ِ
تعالى :
ا بعد
ً
ا وعلوي
ً
،فصار محمدي
(الحجرات:31)
ا، فقد روى الشيخ
ً
ا وأعجمي
ً
أن كان فارسي
المفيد في الاختصاص/ص143: (أن سلمان
F
دخل مجلس رسول الله
N
الفارسي
ذات يوم فعظموه وقدموه وصدروه
ا لشيبته واختصاصه
ً
لحقه وإعظام
ً
إجلا
بالمصطفى وآله، فدخل عمر فنظر إليه
فقال: من هذا العجمي المتصدر فيما بين
المنبر
F
العرب، فصعد رسول الله
فخطب فقال: إن الناس من عهد آدم إلى
يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضل
للعربي على العجمي ولا للأحمر على
الأسود إلا بالتقوى، سلمان بحر لا ينزف،
وكنز لا ينفد، سلمان منا أهل البيت،
سلسل يمنح الحكمة ويؤتى البرهان).
حيث شاءت قدرته تعالى ومن عظيم
حكمته وبديع تدبيره أن يهيئ لرسوله
ا من
ً
ا طريد
ً
ا فريد
ً
المصطفى يوم كان وحيد
ا على تحمل
ً
ا في أرضه حرص
ً
قومه شريد
أمانته الرسالية وعقيدته الربانية في ذلك
المجتمع الضحل العنيد في عصبيته الغارق
في جاهليته المطبق على صنميته والرافض
لمعرفة ربه وعبوديته، فإذا باليد الخفية أن
ويهيئ له الصحبة الأوفياء
F
يمد رسوله
ّ
الذين ما عاشوا وما دامت أعمارهم إ
بالتفاني والإخلاص في إيمانهم من أجل
قيام الدعوة المباركة ومواجهة التحديات
الصعبة يوم كانوا هم المبادرين السابقين
يشكلون أداة الربط
F
في طاعة نبيهم
ّ
الوثيقة بين المؤمنين بجمع شتاتهم وشد
عزائمهم وتوحيد صفوفهم يضربون المثل
الأعلى في أرقى القيم وأروع المواقف التي
تنشرها الأرض في الإيمان الحقيقي فيما
هم عليه باللهورسله وكتبه واليوم الآخر بكل
ما انطوت عليه هذه الكل، من المضامين
الرفيعة تهافتت عندها جميع الحواجز
المادية والنزاعات القبلية والعنصرية عندما
تلاحمت أفكارهم وتوحدت رؤواهم في
سوح العدل والجهاد لم يفرقوا بين الأسود
والأبيض والعربي وغيره والقريب منهم
والبعيد حيث مجدتهم سماء المعمورة كما
ً
ورد في قوله تعالى حقيقة ما هم عليه قو
ِ
م
ْ
و
َ
ي
ْ
ال
َ
و
ِ
الله
ِ
ب
َ
ون
ُ
ن
ِ
م
ْ
ؤ
ُ
ا ي
ً
م
ْ
و
َ
ق
ُ
د
ِ
ج
َ
ت
َ
: ً
وفع
ْ
و
َ
ل
َ
و
ُ
ه
َ
ول
ُ
س
َ
ر
َ
و
َ
الله
َّ
اد
َ
ح
ْ
ن
َ
م
َ
ون
ُّ
اد
َ
و
ُ
ي
ِ
ر
ِ
خ
ْ
ا
وسابقته إلى الإسلام
N
سلمان المحمدي
د. حسين لفته حافظ
مركز دراسات الكوفة
ÍÃMI¹Ä
1...,117,118,119,120,121,122,123,124,125,126 106,107,108,109,110,111,112,113,114,115,...148
Powered by FlippingBook