مجلة ينابيع
56
العدد (07) شهر رمضان ــ شوال 7341هـ
إضاءات السيرة
الأسسالمالية في الدولة
A
عند الإمام أمير المؤمنين
الباحث: نصير علي موسى
كلية الشيخ الطوسي الجامعة
يتطلع الفرد المسلم إلى دولة
كريمة؛ لأجل أن يحيا فيها بكرامة
مسلم
ّ
وطمأنينة، ويحق لنا ولكل
رى
ُ
ى لغير المسلمين أن يتساءلوا: ت
ّ
وحت
م لنا الإسلام معالم دولة عصرية؟
ّ
هل قد
وهل أشار إلى ضوابط بنائها؟ أم ترك
طون، لا يهتدون إلى طريق،
ّ
الناس يتخب
من أمرهم؟!
ٍ
ولا لمخرج
وهنا سنسلط الضوء على أحد أهم
مفاصل الدولة التي اعتنى بها الإسلام
ا، وهو الجانب
ً
ا كبير
ً
وأعارها اهتمام
المالي في الدولة، وكان المثل الأرقى لهذا
A
التنسيق والتقويم هو أمير المؤمنين
حين بويع للخلافة. على أمل أن نتحدث عن
باقي مفاصل الدولة الأخرى في مقالات
أخرى إن شاء الله تعالى.
خب فيه
ُ
فمنذ اليوم الأول الذي انت
خليفة للمسلمين سعى سلام
A
الإمام علي
الله عليه إلى إرساء دعائم النظام المالي
ً
ا كان معمو
ّ
سس وقواعد تختلف عم
ُ
على أ
به قبل توليه الخلافة.
في عهد ولايته
A
وقد شدد الإمام
على محاسبة المفسدين الذين نهبوا أموال
المسلمين بغير حق. فأصدر أوامره بجمع
الأموال المسروقة والمختلسة من بيت
المال وإعادتها إلى خزينة الدولة. فقد
بالعدالة
A
تميزت سياسة أمير المؤمنين
والصرامة وعدم المداهنة مع أي طرف
ّ
َ
ل
ُ
مهما علا شأنه أو قرب نسبه. فقد كان ج
اهتمامه بشريحة الفقراء والمساكين وأهل
الحاجة، مما جعل منهجه في السياسة
الاقتصادية يعتمد مبدأ توزيع الأموال
بصورة عادلة وسريعة على مستحقيها.
يضع العيون على عماله
A
فكان
يراقبون تصرفاتهم، ويتتبع هو أخبارهم.
فإذا بلغه أن أحدا منهم اعتدى على بيت
المال، واستغل وظيفته، أو أجحف
بضعيف، ومنعه من طلبته - كتب اليه يهدده
ويتوعده، وهذا ما دعا بعض العمال أن
يتركوا الإمام، ويلحقوا بمعاوية، ومنهم
من كان يطعن عليه لا لشيء إلا استثقالا
.
)1(
للحق
فهذا مصقلة بن هبيرة هرب إلى معاوية
لأن الإمام طالبه بحق المسلمين ، وكان
له على بلدة من بلاد العجم تسمى
ً
عام
أردشير خرة، وكان قد بلغ الإمام أن
مصقلة - قبل هروبه إلى معاوية - كان يحرم
المسلمين من أموالهم، ويؤثر بها أرحامه،
وأبناء قبيلته، فكتب إليه بذلك، وقال له
من جملة ما قال: (إن هذه الأموال حق
ÍÃMI¹Ä
