مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 88

88
مجلة ينابيع
العدد (46) شهر رمضان ــ شوال 6341هـ
إضاءات السيرة
في بعض آيات الكتاب المجيد
F
صفات الرسول محمد
إعداد: باسم قاسم محمد الحمداني
الإسلام دين التوازن الأخلاقي:
إن الدين الإسلامي يحارب ويدين كل
محاولة من شأنها الوقوف بين الإنسان
والاستجابة إلى نزعاته الفطرية الصالحة
والتحرر والانطلاق في الحدود المعتدلة
السوية، وهو يعلن بكل وضوح كيف يمكن
زرع مكارم الأخلاق في نفوس الفقراء؟! أو
كيف يمكن غرسها في ضمائر المترفين؟!
وهم يصرون على القول بأن لا مكان
للفضيلة في مجتمع لا توازن ولا استقرار
في أوضاعه، فالتوازن والاستقرار
ضروري لحماية الفرد والمجتمع من
الانحدار الأخلاقي، كقوله تعالى في
ٍ
ر
ْ
ي
َ
خ
ِ
م ب
ُ
ك
ُ
ئ
ِّ
ب
َ
ن
ُ
ؤ
َ
أ
ْ
ل
ُ
سورة آل عمران (51):
ٌ
ات
َّ
ن
َ
ج
ْ
م
ِ
ه
ِّ
ب
َ
ر
َ
ند
ِ
ا ع
ْ
و
َ
ق
َّ
ات
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ل
ِ
ل
ْ
م
ُ
ك
ِ
ل
َ
ن ذ
ِّ
م
ا
َ
يه
ِ
ف
َ
ين
ِ
د
ِ
ال
َ
خ
ُ
ار
َ
ه
ْ
ن
َ
ا الأ
َ
ه
ِ
ت
ْ
ح
َ
ن ت
ِ
ي م
ِ
ر
ْ
ج
َ
ت
ُ
الله
َ
و
ِ
الله
َ
ن
ِّ
م
ٌ
ان
َ
و
ْ
ض
ِ
ر
َ
و
ٌ
ة
َ
ر
َّ
ه
َ
ط
ُّ
م
ٌ
اج
َ
و
ْ
ز
َ
أ
َ
و
ْ
ل
ُ
، وفي الأعراف (23):
) ِ
اد
َ
ب
ِ
ع
ْ
ال
ِ
ب
ٌ
ير
ِ
ص
َ
ب
ا
َ
ه
ْ
ن
ِ
م
َ
ر
َ
ه
َ
ا ظ
َ
م
َ
ش
ِ
اح
َ
و
َ
ف
ْ
ال
َ
ي
ِّ
ب
َ
ر
َ
م
َّ
ر
َ
ا ح
َ
م
َّ
ن
ِ
إ
ن
َ
أ
َ
و
ِّ
ق
َ
ح
ْ
ال
ِ
ر
ْ
ي
َ
غ
ِ
ب
َ
ي
ْ
غ
َ
ب
ْ
ال
َ
و
َ
م
ْ
ث
ِ
الإ
َ
و
َ
ن
َ
ط
َ
ا ب
َ
م
َ
و
ن
َ
أ
َ
و
ً
انا
َ
ط
ْ
ل
ُ
س
ِ
ه
ِ
ب
ْ
ل
ِّ
ز
َ
ن
ُ
ي
ْ
م
َ
ا ل
َ
م
ِ
الله
ِ
ب
ْ
وا
ُ
ك
ِ
ر
ْ
ش
ُ
ت
)2(
) َ
ون
ُ
م
َ
ل
ْ
ع
َ
ت
َ
ا ل
َ
م
ِ
ى الله
َ
ل
َ
ع
ْ
وا
ُ
ول
ُ
ق
َ
ت
إن غرس القيم الإنسانية في نفس
الفرد وضميره وترويض غرائزه وميوله
وتهذيب أخلاقه وسلوكه وغرز عقيدة
الثواب والعقاب الأخروي في فكره
وزرعها في روحه ووجدانه وتطبيق أوامر
إلى جنب
ً
الدين الأخلاقية الرائعة جنبا
اءة وإشاعة
ّ
مع تشريعاته التنظيمية البن
الفكر الديني في كافة مجالات الحياة. هو
السبيل الصحيح للوصول إلى الغاية من
خلق الإنسان وأن الدين الإسلامي وحده
القادر على ذلك أما بقية الأديان فقد انتهت
وظائفها واستنفذت أغراضها من زمن بعيد
لا تمتلك جوانب
ً
عن أنها جميعا
ً
فضلا
تنظيمية وفكرية وتراثية حضارية ضخمة
ة وباعتراف معتنقيها،
ّ
وتجربة حياتية فذ
كتلك التي يمتلك الدين الإسلامي فيها
. ً
ورائعا
ً
هائلا
ً
رصيدا
فالنظام الإسلامي يمسك العصا من
الوسط في كل المجالات حيث لا إفراط
ولا تفريط، لا يفرط بحق الفرد ولا يجنح
ً
مع أحدهما ضد الآخر بل يتخذ مرفقا
بين هذا وذاك، وفي الوقت الذي
ً
وسطا
يعتبر فيه النظام الإسلامي أن إحساس
الإنسان بفرديته أمر طبيعي نراه لا يسمح
له بالطغيان وتجاوز الحدود الطبيعية
المعتدلة، وفي حال عدم سماحه له يتجاوز
حدوده إنما يرغب في تجنيب الفرد
رة المتجسدة في
ّ
والمجتمع بعواقبه المدم
تسليط روح الأنانية المقيتة على سلوك
الفرد وتصرفاته.
1...,89,90,91,92,93,94,95,96,97,98 78,79,80,81,82,83,84,85,86,87,...132
Powered by FlippingBook