مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 68

العدد (26) جمادى الأولى ــ جمادى الآخرة 6341هـ
68
ÍÃMI¹Ä
واحة الأدب
قصة قصيرة
ماذا.. لو..
ÍÃMI¹Ä
ماذا.. لو..
لــم تفهم مضمون شــكواه فقد
راح يتحــدث بإســهاب، إلا أنهــا
وجدت نفســها راغمة تستمع إليه..
كنت في الثامنة من عمري عندما ســجن
والدي.. سجن لأنه تشــاجر مع أحدهم..
ما يتشــاجر وينجــو بأفعاله..
ً
كان غالبــا
إلا أنــه هذه المــرة ضــرب الرجل حتى
أعاقه.. وبهذا لم يتنــازل ذووه.. مما أدى
إلى محاكمة أبي وســجنه.. لم أكن أعرف
ْ
.. فبدأت
ً
أنه لن يعــود إلى المنزل قريبــا
المشــاكل تحتدم بين والدتي وبيت جدي
راغمة تركنا
ْ
قررت
ً
(أهل أبي).. وأخيــرا
إلى بيت
ُ
والرحيــل إلى أهلهــا.. انتقلــت
.. كنت أبكي
ً
كثيــرا
َّ
أبوي
ُ
عمــي وافتقدت
حتى أغفــو ولم أجد مــن يجفف
ً
يوميــا
دموعي.. أو يعتني بي كأمي..
ولكن أصبحت
ً
كنت مــا أزال تلميــذا
.. فلــم أكن أملــك الوقت
ً
كســولا
ً
مهملا
ــا ما أصحب
ً
لمتابعــة واجباتي لأني غالب
عمي إلــى عمله بعد المدرســة مباشــرة
وأغفو.. ثــم أذهب
ً
ناعســا
ً
فأعــود تعبا
إلى المدرسة...
ً
صباحا
.. والتلاميذ
ً
كان المعلــم يوبخني غالبا
يســخرون مني، فقد أصبحــت في خانة
الكســولين المتســخين.. وعندمــا كان
لأجلب أبــي كان عمي يرفض
ّ
علــي
ّ
يلح
المجيء..كنــت أروح وأجــيء مــن وإلى
... ً
.. تعبا
ً
.. محقرا
ً
.. موبخا
ً
المدرسة مهانا
لهذا استيقظت صباح يوم ما وقررت
ألا أذهب.. وشــعرت بسعادة وفرح غامر
عندمــا لــم يجبرني أحد علــى الذهاب..
ومرت أيام.. وتركت المدرسة..
ً
وصار عمي يصحبني إلى العمل صباحا
ما..
ً
وبعد الظهــر.. وأتقنت العمــل نوعا
فعملت عند رجل آخــر.. وانتقلت بعدها
للعمل عند آخر.. وكان عمي يســتلم أجر
عملي عني ويعطيني القليل وكنت أســرق
.. (لم تكن ســرقة كنت أسترد
ً
منه أحيانا
حقي).
كان لدي مــا يكفي من المال.. وبدأت
أتأخــر في العــودة إلى المنــزل فلم أجد
بعدها..
ً
من يحاســبني..لم أعــد مبكــرا
كنــت أذهــب وأصدقائــي إلــى صالات
نجلــس فــي المقاهي
ً
اللعــب.. وأحيانــا
وندخن الســكائر. وصار لدي الكثير من
الرفاق وعندما شــكوت لهــم جور عمي
وأخذه مجهود عملي شــجعوني على ترك
المنزل.. واســتمعت لهم فلــم أعد يومها
إلى المنزل وتركــت العمل.. ووجدوا لي
للعمل وكنت أبيت في نفس الدكان..
ً
مكانا
ولم يبحــث عني أحــد.. أو يفتقدني.. ما
بقلم: بنت العراق
1...,69,70,71,72,73,74,75,76,77,78 58,59,60,61,62,63,64,65,66,67,...132
Powered by FlippingBook